المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 20 تموز/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا03/31حتى36/مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.

*شرح لتغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم/إن الله يحب المعطي المسرور. فلنتعلم العطاء بسخاء، متجردين عن الخيرات المادية.

*حزب الله فرض ثقافة شريعة الغاب وهو وراء كل ما أصاب لبنان واللبنانيين من فوضى وهمجية وغرائزية

*عنوان موقعنا الجديد ندعوك لزيارته ومتابعتنا/http://www.eliasbejjaninews.com

*بالصوت/تعليق للياس بجاني يتناول دور حزب الله في فرض شريعة الغاب/تأملات إيمانية/عناوين الأخبار/19 تموز/14

*نشرة الأخبار باللغة العربية ليوم 19 تموز/14

*نشرة أخبارنا الإنكليزية

*موقع المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية الجديد

*مؤتمرات مسيحية في خدمة محور الشر السوري-الإيراني/الياس بجاني

*المعارك في القلمون الغت الحدود بين لبنان وسوريا

*جهات غربية وعدت حزب الله بالتعتيم الاعلامي وزودته بالمعلومات عن تحرك المسـلحين في القلمون وعرسال

*جعجع يدين التعرض للمسيحيين بالموصل: لوقف ممارسات 'داعش” وتغليب الاعتدال على التطرف الذي يخدم الانظمة الجائرة

*شمعون في عشاء للأحرار: المواطن هو من يحمل الهوية اللبنانية ويحترمها وليس من يسعى لتحقيق مصلحة سوريا

*النائب عاصم عراجي: 'حزب الله” يتكبد خسائر فادحة في السلسلة الشرقية

*النائب زياد القادري: الحريري قدم خارطة طريق للتركيز على موضوع السلامة الوطنية

*'لبنان الحر”: فضائح جديدة مدوّية حول الكهرباء والمعمل الجديد في دير عمار 'في خبر كان”

*ريفي: استمرار الفراغ يؤدي الى فوضى دستورية وتفكك الدولة

*حرب عقب لقائه الراعي: سنتعاون للتوصل الى مرشح رئاسي يؤمن بالمبادىء التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية

*الياس المر بعد لقائه عوده: لا يجوز أن يبقى البلد من دون رئيس

*وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس: لا نطمح لملء الفراغ ومن دون رئيس ماروني هناك خلل جوهري

*من يقف وراء دعوة سلام مجلس الوزراء للانعقاد؟

*الجمهورية” عن لقاء فرنجية والراعي: لا ينبغي الوقوع تحت ضغط الشغور

*هذا هو والد الطفل عبّاس…حسين عباس طفيلي

*من نتاج ثقافة حزب الله البربرية، سياسة الغرائزية/أضرب يا عباس"

*الطفل السوري المعنف يثير غضب المعارضين السوريين فيهاجموا كل لبنان!

*مصادر أمنية لـ”السفير”: لبنان ينجو من مخطّط إجرامي خطير كاد يقحم لبنان في أتون مذهبي

*تحت تهديد "داعش"بالسيف: الموصل تفرغ من المسيحيين لاول مرة في تاريخ العراق

*وَشَرُّ الطُغاةٍ ما يُضحك/بول شاوول- المستقبل

*الشيزوفرينيا الحريرية مستمرة/عبدو شامي

*لماذا شجعت «حماس» العملية البرية في غزة/سليم نصار/الحياة

*الاشتباكات الحدودية و"احتلال" الطفيل "قطعت الاتصال" بين حزب الله والاجهزة الامنية

*يوم دموي في غزة يرفع حصيلة القتلى الى 342 و"إنزال" للقسام يقتل جنديين إسرائيليين

*هذا هو والد الطفل عبّاس…حسين عباس طفيلي

*شمعون لـ”السياسة”: قرار “حزب الله” ليس بيده

*الأسد يعيد تسمية نجاح العطار نائبة له من دون التطرق الى الشرع

*جعجع لـ «الحياة»: الحركة الإقليمية لصالحنا

*داعش» يُفرغ الموصل من المسيحيين

*حرب غزة.. مصر الهدف الأهم/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*محنة المسيحيين مع متطرفي المسلمين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*وهل ثمة مكان لدول الخليج العربية في الاتفاق الأميركي الإيراني/د. انطوان صفير/الحياة

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم من إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/ إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون  

بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

 

شرح لتغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

إن الله يحب المعطي المسرور. فلنتعلم العطاء بسخاء، متجردين عن الخيرات المادية.

 

حزب الله فرض ثقافة شريعة الغاب وهو وراء كل ما أصاب لبنان واللبنانيين من فوضى وهمجية وغرائزية
عنوان موقعنا الجديد ندعوك لزيارته ومتابعتنا/http://www.eliasbejjaninews.com

بالصوت/تعليق للياس بجاني يتناول دور حزب الله في فرض شريعة الغاب/تأملات إيمانية/عناوين الأخبار/19 تموز/14
نشرة الأخبار باللغة العربية ليوم 19 تموز/14
نشرة أخبارنا الإنكليزية
من ضمن التعليق شرح لتغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم: إن الله يحب المعطي المسرور. فلنتعلم العطاء بسخاء، متجردين عن الخيرات المادية.

 

موقع المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية الجديد

اضغط هنا لدخول الموقع الجديد

الياس بجاني/18 تموز/14/تماشياً مع التطور الألكتروني السريع والذي لا يرحم اضطررنا ومجبرين لإنشاء موقع جديد للمنسقية العامة بدومينDOMAIN جديد ولكن تحت نفس الإسم. في أسفل رابط الموقع الجديدhttp://eliasbejjaninews.com الموقع القديم الحالي سوف يبقى على حاله لفترة قصيرة ومن ثم نتوقف عن تحديثة ولكنه سيبقى كأرشيف كما هو

 

 

مؤتمرات مسيحية في خدمة محور الشر السوري-الإيراني

الياس بجاني/18 تموز/14/من الضرورة بمكان أن نعي كلبنانيين عموماً وكمسيحيين تحديداً أن 99% من المؤتمرات المسيحية التي تعقد في لبنان وخارجه تحت شعار حماية الوجود المسيحي هي بجوهرها ولبها بعيدة كل البعد عن هذا الشعار السامي وهدفها الأوحد هو تخويف المسيحيين والتسوّيق لنظام الأسد وملالي إيران كحماة للأقليات في وجه التكفيريين الذين هم أيضاً من أدوات نفس المحور. وقد بات القاصي والداني يعرف تمام المعرفة أن كل جماعات التكفيريين والأصوليين في لبنان وسوريا والعراق وباقي الدول من داعش والنصرة وفتح الإسلام وجند الإسلام وحماس وحزب الله ولواء أحرار السنة – بعلبك، وكل فروع القاعدة هم جميعاً من تفقيس حاضنات المخابرات التركية والسورية والإيرانية والعربية والإسرائيلية وأيضاً من اختراع وتمويل حاضنات مخابرات بعض الدول الغربية. هذه حقائق موثقة دولياً وإقليماً ومعاشة وملموسة ولنا في حال داعش والنصرة حالياً في كل من العراق وسوريا ولبنان خير دليل. وبالتالي من المهم تعرية كل القيادات اللبنانية والعربية المسيحية الدينية والسياسة المرتبطة بحور الشر السوري الإيراني وبباقي أوكار المخابرات على خلفية وهم حلف الأقليات. في الخلاصة إن التكفيريين على مختلف هوياتهم ومواقعهم ومسمياتهم، كما المفبركين للمؤتمرات المسيحية هم وجهان لعملة واحدة، وبهذا الإطار نضع ما سمعناه عن مؤتمر مسيحي جديد سيعقد خارج لبنان ما لم يثبت لنا بالملموس العكس.

 

المعارك في القلمون الغت الحدود بين لبنان وسوريا

 الجمهورية/تواصلت المعارك في السلسلة الشرقية بين 'حزب الله” والمسلحين. وفيما لم تهدأ جبهة القلمون، قالت مصادر امنية مطلعة لـ”الجمهورية” إنّ المعارك الدائرة تتنقل بين أراضٍ لبنانية وسورية، في ظلّ عدم ترسيم أو تحديد الحدود بين البلدين، ونتيجة التداخل القائم بين اللبنانيين والسوريين في المواجهة مع مجموعات مسلّحة تنتمي الى تنظيمات سوريّة مسلحة وأخرى تديرها مجموعات عابرة للحدود السورية.

وأضافت المصادر: 'أنّ التناغم قائمٌ بين الجيش السوري النظامي وعناصر 'حزب الله” التي انغمسَت في الحرب السورية في الداخل السوري كما في الأراضي اللبنانية خصوصاً في المناطق الجردية الفاصلة بين الدولتين، معترفةً بأنّ الحدود ألغِيت بينهما في مناطق عدّة منذ أن بدأت حرب القصير وقبلها معارك تل كلخ التي تورّط فيها لبنانيون من فئات متعدّدة، على رغم الفوارق بين حجم تورّط الحزب بعديده النظامي والمجموعات المسلّحة الأخرى التي اقتِيدت الى 'المقصلة” في بعض الأوقات نتيجة عدم تنظيمها وفقدانها الحدّ الأدنى من التنظيم والتدريب الذي يتمتّع به مقاتلو الحزب.

وقالت المصادر إنّ الإتصالات بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والحزب مقطوعة بشأن ما يجري في القلمون وجرود عرسال والقرى البقاعية منذ أن فشلت المساعي التي بُذلت لترتيب اوضاع بلدة الطفيل اللبنانية وبعدما تجاوز الحزب كلّ التفاهمات التي قامت عبر وزير الداخلية نهاد المشنوق لنجدةِ اللبنانيين فيها واحتلالها وتهجير من تبقّى من اهلِها وسقوط ضحايا من ابنائها.

وأكّدت المصادر أخيراً أنّ القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية تقوم بالمهام التي كُلّفت بها في الأراضي اللبنانية وضمن قدراتها في منع أعمال التسلل إليها وتوفير الحد الأدنى من الإستقرار في المنطقة ومنع انتقال ما يجري في الأراضي السورية الى الداخل اللبناني.

 

جهات غربية وعدت حزب الله بالتعتيم الاعلامي وزودته بالمعلومات عن تحرك المسـلحين في القلمون وعرسال

وكالات/في وقت استحوذت المبادرة التي طرحها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الكلمة المتلفزة التي وجهها امس في الافطار السنوي للتيار في "البيال" على المساحة الاكبر من الواقع السياسي القائم، سواء لجهة تقييم ما تضمنته من عناوين وبنود وطروحات او ما خلفته من ردود فعل في قراءات الاطراف لها في ابعادها وخلفياتها. والى حين الظهور العلني والاعلامي لمواقف الفرقاء خصوصا قوى الثامن من اذار من الموضوع، تبقى الانظار مشدودة امنيا الى ما يجري في منطقة البقاع الشمالي وتحديدا في جرود القلمون السورية وامتدادا الى جرود بلدة عرسال اللبنانية وجوارها، حيث تمكن الجيش السوري بمساعدة عناصر من حزب الله من وضع اليد على اكثر من نقطة استراتيجية كانت تشكل اكبر نقاط التجمع والالتقاء للمجموعات المسلحة التي كانت تنوي تنفيذ ما يعرف بعملية "ليلة القدر" وامكن احباطها وفق ما تردد من معلومات أمنية تشرت في وسائل الاعلام لتنجو منطقة البقاع ومعها لبنان من مخطط اجرامي كان يرمي الى جره بأسره الى حرب مذهبية تمكن بسعي ووعي عقلائه من تفاديها ومنع اندلاعها حتى الساعة.

واضافة للمعلومات التي نشرت حول تبلغ جهاز امني لبناني رسمي قبل قرابة اسبوعين من المخابرات والدوائر الغربية عن تفاصيل هذا المخطط الاجرامي لمجموعات المعارضة السورية والتنظيمات التكفيرية المتطرفة، تقول مصادر متابعة في قوى الثامن من اذار ان الجهات الغربية المشار اليها زودت بدورها حزب الله بمثل هذه المعلومات التي تم ابلاغها الى الاجهزة اللبنانية. وكشفت في هذا السياق، ان الأجهزة الغربية منحت حزب الله فرصة او وقتا يمتد قرابة 10 ايام من اجل القيام بعمليات تنظيف للمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية السورية الشمالية والمعروفة بمنطقتي جرود القلمون وجرود عرسال حيث تتمركز العديد من الجماعات المعارضة للنظام السوري والتنظيمات الارهابية. وتضيف المصادر ان هذه الجهات لم تقدم الدعم الاستخباراتي واللوجستي "المعلوماتي" للحزب وحسب، انما مضت الى اكثر من ذلك فوعدته بمعالجته إعلامياً من خلال الايعاز الى الوسائل والاجهزة الاعلامية والمخابراتية المتعاونة معها بعدم اثارة ما يجري على السفوح الشرقية الشمالية من عمليات امنية وعسكرية، خصوصا ان المعلومات تشير هنا الى وقوع اعداد كبيرة من القتلى في صفوف الاطراف المتقاتلة. اما الدافع الى ذلك فتقول المعلومات ان الجهات الغربية يهمها، وفي اطار الحرص على ابقاء لبنان ساحة مستقرة امنيا في الظرف الراهن وعدم السماح لما يجري في سوريا وغيرها من الدول المحيطة بالانتقال الى ارضه على ما يؤكدون، تمكين لبنان عبر حزب الله من ردع هذه المجموعات التخريبية والقضاء عليها قبل تسللها عبر الجرود وتحديدا في عرسال والمحيط لارتكاب الفظائع. وتختم المصادر في 8 آذار مؤكدة وجود مثل هذا التعاون المخابراتي الذي هو ليس وليد اليوم والساعة على ما تقول انما يعود الى ساحة الجنوب ومفاعيل حفاظ الحزب على قوات الطوارئ الدولية من جهة والتزام ابقاء الحدود مع اسرائيل هادئة، حتى انه يمتد الى تعاون بين الجانبين على الساحات اليمنية والفلسطينية والبحرينية.

 

جعجع يدين التعرض للمسيحيين بالموصل: لوقف ممارسات 'داعش” وتغليب الاعتدال على التطرف الذي يخدم الانظمة الجائرة

 وكالات/تعليقاً على الإنذار الذي وجهته 'داعش” إلى المسيحيين في مدينة الموصل العراقية بتخييرهم بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت بحد السيف إذا بقوا في المدينة بعد انتهاء مهلة الإنذار، كتب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على صفحته على موقع 'الفايسبوك” facebook.com/samirgeagea ما يلي: 'إنني أستنكر وأستهجن بشدة التعرض للمسيحيين وجميع الأقليات من شيعة وتركمان وصابئة وأزيديين وسواهم في مدينة الموصل ومناطق نفوذ 'داعش”، وأرفضُ كلّياً مثل هذه التصرفات المقيتة التي تناقض كل المفاهيم الإنسانية والوطنية والإجتماعية، كما تناقض المفهوم الديني الذي عبّر عنه كبار العلماء والفقهاء المسلمين من مختلف المذاهب، على قاعدة لا إكراه في الدين، علماً ان وجود المسيحيين وسائر الأقليات في العراق هو وجود تاريخي ولم يتعرضوا منذ صدر الإسلام لما يتعرضون له اليوم وبهذا الشكل السافر من قبل 'داعش”. وإنني في المناسبة، أوجّه نداءً عاجلاً إلى المجموعات المعتدلة في الموصل كي تعمل على وقف ممارسات داعش وتغلّب الاعتدال على التطرف الأعمى، حتى لا تذهب بجريرة هذا التطرف الذي يخدم أكثر ما يخدم الأنظمة الجائرة التي تبحث عن أي مبرر لاستمرارها. وإنني أحض دول المنطقة وعواصم القرار على وضع حد لتصرفات داعش والسعي إلى إقرار السلام والعدالة والمساواة، كبديل عن الأنظمة الجائرة وعن الحركات التكفيرية والإلغائية معاً.”

 

شمعون في عشاء للأحرار: المواطن هو من يحمل الهوية اللبنانية ويحترمها وليس من يسعى لتحقيق مصلحة سوريا

 وكالات/رأى رئيس 'حزب الوطنيين الأحرار” دوري شمعون أنه 'عندما كنا في خندق واحد كان لبنان أفضل مما هو عليه، فما ينقصنا اليوم هو جمع الصف وان نكون موحدين جميعا كأحرار، كتائب، قوات وتيار وطني حر”. وأضاف خلال العشاء السنوي للأحرار – فرع سن الفيل في حضور النائب سامي الجميل، وعضو الهيئة التنفيذية في 'حزب القوات اللبنانية” ايدي ابي اللمع، ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة وحشد من المحازبين: 'حين زرنا بعبدا وكان يسكنها العماد ميشال عون آنذاك، لم يكن لدينا في ذهننا الا حماية هذا الوطن وخدمته، فوجهت نداء الى اللبنانيين الرافضين للهيمنة السورية طالبا التوجه الى بعبدا، ولكن ليس كرمى لعيون الجنرال”. وختم: 'السكين الموضوعة على رقبتنا جميعا لا تفرق بين مواطن وآخر، ونحن بدورنا لا نفرق بين لبناني وآخر، فالنسبة الينا المواطن هو من يحمل الهوية اللبنانية ويحترمها وليس من يحملها ويسعى لتحقيق مصلحة سوريا”. بدوره، شدد رئيس فرع سن الفيل شربل الكك على 'متابعة احرار سن الفيل المسيرة من اجل بناء غد افضل”. أما رئيس مفوضية المتن في الحزب جورج ابي سمرا، فوعد ب”افتتاح مكاتب للاحرار في قضاء المتن لاعادة تفعيل الحياة السياسية”، داعيا 'الرفاق” الى الانتساب. من جهته استذكر الجميل 'اللقاءات التي كانت تقوم بها الاحزاب والقوى السياسية في بيت الاحرار في السوديكو في العام 2001، معتبرا انه 'في مرحلة الاحتلال السوري في لبنان كان بيت الاحرار ملجأ ومأوى لكل السياديين”. وقال: 'أتمنى ان تعود العلاقة بين حزبي الكتائب والاحرار اقوى مما كانت عليه، فالصفحات السوداء التي مرت بتاريخ الحزبين كانت صفحات عار لن تعود. الكتائب اللبنانية حزب لا يخجل بل يعترف بأخطائه ونضع يدنا بيد الاوفياء لبناء الوطن سويا”. وهنأ الجميل 'القيادات الشبابية في حزب الوطنيين الاحرار وعلى رأسهم الرفيق سيمون درغام”، وقال: 'خضنا جنبا الى جنب معركة كتاب التاريخ المستمرة والتي لن تقف الا عند ذكر بطولات الحزبين على هذه الأسطر التي أردناها من ذهب وليس تزويرا كالسنوات العشرين الماضية”.

 

النائب عاصم عراجي: 'حزب الله” يتكبد خسائر فادحة في السلسلة الشرقية

 وكالات/لفت عضو 'كتلة المستقبل” النائب عاصم عراجي في حديثٍ لـ”المركزية” الى 'ان المعارك على السلسلة الشرقية ضارية بين 'حزب الله” وجيش النظام السوري من جهة وقوات المعارضة السورية من جهة أخرى وهي عبارة عن معارك كر وفر نتيجة وعورة الارض وصعوبتها، وهناك خوف كبير في القرى المحاذية للحدود السورية – اللبنانية اي من البقاع الاوسط وصولا الى بلدة عرسال”، معتبرا 'ان تدخل 'حزب الله” في سوريا أدى الى شعور الناس بالخوف والقلق من انتقال مجموعات المعارضة الى لبنان”. وعن تطوّر الاشتباكات، قال 'هذه الجبهة مفتوحة وتحوّلت الى حرب عصابات، ويبدو ان 'حزب الله” يتكبد خسائر فادحة في هذه المعارك من قتلى وجرحى”، آسفا لـ”خسارة العديد من الشبان اللبنانيين في هذه الاشتباكات نتيجة تدخل الحزب في الأزمة السورية وقتاله الى جانب النظام السوري. ونتمنى عدم انتقال هذه المعارك الى الداخل اللبناني”. وأكد عراجي 'اننا ضدّ دخول اي سوري مسلّح الى لبنان وضدّ اي عمل عسكري سوري تجاه اي قرية لبنانية وضدّ اي طرف لبناني بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الطائفي أو المذهبي، لكن الحزب أعطى هذه القوات والمجموعات المسلّحة حافزا وحجة للدخول الى لبنان”، ورأى 'ان المعارك في جرود السلسلة الشرقية ستستمر الى فترة طويلة لانها حرب عصابات”. وعن الاجراءات الأمنية المتخذة في المنطقة، أمل 'ان يتسلم الجيش اللبناني زمام الامور في المنطقة والحفاظ على القرى اللبنانية بمختلف انتماءاتها الطائفية والمذهبية، وكان من المفروض ان يكون هناك قرار سياسي للجيش، خصوصا انه يستطيع حماية الأمن في الداخل اللبناني وعلى الحدود لان وجود الحزب في تلك المناطق سيستمر باستفزاز قوات المعارضة”، وتابع 'رغم الحشد الكبير الاخير للجيش في تلك المنطقة إلا ان المطلوب ان يقبل الحزب بتسليم الامور الى الاخير، وبالتالي، ان يكون الجيش السلطة الفعلية لان الحزب يمنع الاجهزة الأمنية من الدخول الى مناطقه”. وناشد عراجي الدولة اللبنانية بـ”إعطاء الجيش قرارا يقضي بنشره على الحدود اللبنانية – السورية من جهة البقاع والشمال، وان يتراجع الحزب عن تدخله في سوريا من اجل تحقيق مصلحة البلد في ظلّ المستجدات الاقليمية وتحديدا في العراق”.

 

النائب زياد القادري: الحريري قدم خارطة طريق للتركيز على موضوع السلامة الوطنية

 وكالات/اعتبر النائب زياد القادري "ان الرئيس سعد الحريري قدم خارطة طريق للتركيز على موضوع السلامة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان، وهو سعى ويسعى دائما الى استقرار البلد"، مشيرا الى "ان ما طرحه يقوم على التواصل بين اللبنانيين وربط النزاع مع حزب الله على قاعدة الاختلاف مع الحزب وحماية لبنان من الحريق السوري"، لافتا إلى انه "عندما دخل حزب الله بقرار من إيران إلى سوريا أصبح لبنان ساحة وهدفا للعمليات الارهابية للتنظيمات الاصولية". واشار في حديث ل"صوت لبنان" الى "ان الرئيس الحريري ركز على ضرورة المحافظة على الطائف الذي يشكل حلا للكثير من البلدان التي تتخبط في أزماتها اليوم، إضافة الى المناصفة بين المسيحيين والمسلمين". وشدد على ان تيار المستقبل "ضد الارهاب وان المواجهة لا تكون خارج سياق الوحدة الوطنية"، وقال: "لا خروج من الازمة والحرب السورية العراقية إلا بوقف العدادات وإيجاد حل سياسي بمشاركة جميع مكونات هذين البلدين". واذ أكد "ان لا بيئة حاضنة في المناطق السنية لأي من التنظيمات الارهابية"، لفت الى "ان الرئيس الحريري عبر عن حقيقة البيئة السنية في لبنان، فهي طائفة قرارها الأول والأخير حماية لبنان"، لافتا إلى انه "بين مطرقة داعش وأخواتها وسندان حزب الله ونظام نوري المالكي وبشار الاسد يجب ان ندافع عن الوحدة الوطنية وسلامة لبنان"، مشيرا إلى ان "حزب الله هو حزب يمثل شريحة واسعة من اللبنانيين ونحن مصرون على العيش سوية والاعتراف ببعضنا البعض، لكن حزب الله بارتباطه الاقليمي يؤتمر بسياسة وبقرارات إيران وولاية الفقيه". واتهم فريق 8 آذار بتعطيل الانتخابات الرئاسية، مشيرا الى "ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حمل المسؤولية للقوى السياسية التي لم تحضر جلسة الانتخاب"، مشددا على ان "مهمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية يجب ان تكون في مقدمة الاهتمامات وأولى الأولويات، ومن يمعن في تعطيلها هو المسؤول عن تعطيل جميع الاستحقاقات الدستورية".

 

'لبنان الحر”: فضائح جديدة مدوّية حول الكهرباء والمعمل الجديد في دير عمار 'في خبر كان”

 الوضع المريع للتيار الكهربائيّ يتّجه إلى المزيد من التدهور إذ يبدو أنّ التغذية بالتيار تتراجع لتصل إلى بضع ساعات في النهار. وهذا الأمر، يمثل فضيحة بحد ذاته قياسا لوعود الوزير السابق جبران باسيل في ضوء ما استحصل عليه من تمويل وما تحدّث عنه من مشاريع تؤمّن التيار الكهربائيّ في 2015 بمعدّل 24/24. وفي هذا الإطار، تكشف أوساط عليمة بأنّ مأساة الكهرباء يمكن تلخيصها بثلاثة عوامل معطوفة على قضيّة الدّين الهائل والمتراكم على مؤسسة كهرباء لبنان. العامل الأوّل هو المصير المجهول للمعمل الجديد في دير عمار. فمن المعلوم أنّ الوزير باسيل أطاح المناقصة الأولى لترسو المناقصة الثانية على شركة قبرصيّة لا تستوفي الشروط المطلوبة، ما أثار تساؤلات عدّة. وما حصل أنّ المباشرة ببناء المعمل لا تزال في علم الغيب. علما أنه من المفترض أن يكون قد تمّ إنجاز مرحلة كبيرة في هذا الإطار. فالمكان المفترض لبناء المعمل لا يزال كما هو فيما ذكرت معلومات أنّ هناك خلافا بين الشركة والدولة أدى إلى شكوى من الشركة التي تطالب بتنفيذ البند الجزائي في الإتّفاق بدعوى أنّ الدولة أخلّت بهذا الإتّفاق واللافت أنّ الحجّة المعلنة هي وجود مركز عسكريّ في المكان المخصّص لبناء المعمل وهي حجّة مستغربة تطرح بدورها أكثر من تساؤل. العامل الثاني يتمثّل بفشل في شراء مولّدات جديدة وتشغيلها في معملي الذوق والجيّة نتيجة أسباب ماليّة وإجرائيّة علما أنّ ما تمّ من تصليحات في المعملين لم يؤدّ إلى النتائج المرجوّة بسبب تهالك المعملين. أما العامل الثالث فيمكن اختصاره بتفاقم المشاكل بين الدولة وشركات مقدّمي الخدمات، حيث علم أنّ إحدى الشركات الثلاث تتجه إلى التوقّف عن العمل. وقد تسير على خطاها الشركتان الباقيتان وذلك نتيجة توقّف الدولة عن تسديد موجباتها ونتيجة عدم صدور قرار بشراء وتشغيل العدادات الذكيّة بما يخفف الهدر من 40% إلى 10 %. في أي حال لا بدّ من المحاسبة حيال مجموعة الفضائح المرتبطة بوضع الكهرباء خصوصا وأنّ اللبنانيين لم يعد في وسعهم تحمّل المزيد من الحلقات في هذا المسلسل البائس.

 

ريفي: استمرار الفراغ يؤدي الى فوضى دستورية وتفكك الدولة

 وكالات/ أقام مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كباره سحورا رمضانيا في منتجع الميرمار في طرابلس، في حضور وزير العدل اللواء اشرف ريفي ممثلا الرئيس سعد الحريري، نبيل موسى ممثلا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنواب: محمد كباره، سمير الجسر، فادي كرم، خضر حبيب، خالد زهرمان، رياض رحال، خالد ضاهر، احمد فتفت، بدر ونوس، قاسم عبد العزيز، كاظم الخير، انطوان ابي شاهين ممثلا النائب سامر سعاده وسعد الدين فاخوري ممثلا النائب روبير فاضل، رئيس بلدية طرابلس نادر غزال، رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال توفيق دبوسي، رئيس مجلس ادارة منتجع الميرامار محمد اديب وحشد من الفاعليات الشمالية. بداية كلمة ترحيب من الزميل عبدالله بارودي. ثم القى صاحب الدعوة عبد الغني كباره كلمة قال فيها: "أريد أن أرحب بالجميع وأقول لكم بأننا على موعد في كل عام مع لقاء في شهر رمضان في طرابلس التي نحبها جميعا والتي أعطتنا ونحن من واجبنا أن نعطيها. الذي نستطيع أن نعطيه لطرابلس هو الأمن والأمان والإستقرار والذي سنعطيها إياه هو بذل جهد كبير حصل في الفترة الماضية، جميعنا عشنا هذا الوضع ورأينا أن الأمور اليوم من حسن الى أحسن. نأمل أن تبقى هذه الأمور مستمرة وأن تبقى هذه الحياة الجميلة التي نحن نعيشها حتى نستطيع أن نرى أولادنا وشبابنا وبناتنا عائدين الى الوطن ويساهموا في إعماره". وختم: "أريد أن أحيي الشيخ سعد الحريري الذي هو حريص على أن يقام في كل عام دعوات لعائلات طرابلس وأن يكون هناك من يمثله وهو قريب على قلوبنا ونحبه ويحبنا وأكيد هو اليوم سيكون اللواء أشرف ريفي، اللواء ريفي هو الذي يمثل الى حد كبير الواقع الأمني واليوم هو يمثل الى حد كبير أيضا العدل والعدالة التي ننشدها جميعا في طرابلس تحديدا وفي كل لبنان. فإنني أقدم لكم صديقي وعزيزي اللواء أشرف ريفي وزير العدل".

ريفي

ودعا الوزير ريفي في كلمته الى "انتخاب رئيس للجمهورية لان استمرار الفراغ يؤدي الى فوضى دستورية وتفكك الدولة". ورأى ان "المؤسسات الدستورية تتعرض للتعطيل والشلل والترهيب منذ العام 2005"، مؤكدا ان "المشاركة في الحكومة لا يمكن ان تكون تغطية لممارسات وجرائم يرتكبها حزب الله في سوريا دفاعا عن نظام مجرم". ولفت الى ان "الاعتدال والعيش المشترك والتمسك بالدولة هو من يبني الوطن"، مؤكدا ان "امن طرابلس جزء لا يتجزأ من سلام الوطن، ولن يسمح بعودة دوامة العنف الى المدينة وقال: "في هذا الشهر الفضيل الذي نعيش فيه إيماننا ونؤدي فرائضنا وواجباتنا الدينية، نتضرع الى الله سبحانه وتعالى، أن يحمي أهلنا وأولادنا وعائلاتنا، وأن يحمي وطننا لبنان من كل شر. كلفني دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري تمثيله بهذه المناسبة الكريمة وهو شرف لي. كلفني دولة الرئيس سعد الحريري بإلقاء كلمة في هذا الحفل الكريم وهو لما ينتهي بعد من كلمته المعبرة التي ألقاها غروب هذا اليوم. فقلت في نفسي، أيقال شيء ولما ينتهي صاحب القول من كلمته؟ أن ألتقيكم اليوم فهي مناسبة هامة ومشرفة لي". واردف: "يا أهل طرابلس، يا أهل الشمال، أيها الأوفياء، كنتم وما زلتم، كما دائما، في مقدمة الدفاع عن هذا الوطن. مررنا، ونمر اليوم في ظروف صعبة، وهذا ليس خافيا على أحد، ولربما ينتظرنا المزيد، ولكن كلي ثقة،أننا بوحدتنا، وإرادتنا، ووعينا، قادرون على إفشال المؤامرات.  وتابع :"طرابلس كانت وستبقى سدا منيعا بوجه مؤامرات التخريب. لقد أحبطنا وإياكم العديد من المؤامرات والاستهدافات، ولن نسمح لأحد، كائنا ما يكون، أن يعبث بأمن المدينة أو يضرب استقرارها. لقد تعهدنا في لحظة دخولنا للحكومة، أن ننصف الشمال وعاصمته الحبيبة، إقتصاديا وإنمائيا وسياسيا، ونحن على العهد باقون. لن نقبل أن يظلم أحد أو يعتدى على حق أحد ولن نتراجع عن حماية الاستقرار الذي تحقق والذي تسعى قوى مشبوهة لتعكيره. أمن المدينة تضمنه الدولة، والدولة فقط، وبقواها الشرعية، نعم وبقواها الشرعية فقط، لن نقبل أن يعتدي أحد على أمننا وعلى أمن أولادنا خدمة لأجندات خاصة. أمن المدينة لأهلها، نعم أمن المدينة حق لأهلها وليس منة من أحد. أمن طرابلس جزء لا يتجزأ من سلام الوطن، ولن نقبل أن نعود الى دوامة العنف التي حاول فرضها التحالف الفارسي الأسدي على المدينة. فكما كنت أقول دائما، لقد هزمت طرابلس المجرم الأصيل، ويوم كان في عز قدرته، وهي قادرة حتما على إسقاط مشاريعه ومشاريع وكلائه الصغار، وهؤلاء أصحاب التاريخ الأسود والرهانات الفاشلة، فأنتم ونحن نعرفهم جيدا وعشنا خلال حكومتهم والتي دبرت في ليل جولات العنف. ستبقى طرابلس، وبخيارها الحر، مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه المدينة شاركت، وبخيارها الحر أيضا، في ثورة الاستقلال، وقاومت كل محاولات الإخضاع. سنبقى مع دولة الرئيس سعد الحريري، نحمل هذه الأمانة في أعناقنا حتى النهاية.

لقد انتصرنا وإياكم في معركتنا هذه، وأنا على ثقة أن النصر سيكون إلى جانبنا دائما". واضاف: "تعودنا أن نتصارح، في المفاصل الصعبة، في النجاحات وفي الإخفاقات، وكنا دائما نضع النقاط على الحروف ونسمي الأشياء بأسمائها. واليوم وكما دائما، نصارحكم وكما تعلمون إننا وجزء كبير من حلفائنا، قررنا المشاركة في هذه الحكومة من أجل حماية لبنان من الفتنة، والتي كانت تعدو إليه عدوا وكأنها قادمة على صهوة حصان. لقد كان خيار المشاركة إحدى الخيارات الأساسية لإنقاذ لبنان، ولم تكن المشاركة طمعا في حكم أو تلبية لشهوة السلطة، والكل يعلم أن هذه المشاركة كانت تحمل تضحية كبرى.

صحيح أننا مكون أساسي في هذا الوطن، وحقنا في المشاركة في السلطة ليس أقل من حق أي مكون لبناني آخر. لم تكن هذه المشاركة ولن تكون إلا على قاعدة استمرار المواجهة مع مشروع الدويلة لصالح مشروع الدولة. ففي الوقت الذي نتمسك فيه ببقاء هذه الحكومة لحفظ الاستقرار ومنع الفتنة، لا يمكن أن نقبل أن تكون مشاركتنا فيها تغطية لممارسات وجرائم، يرتكبها حزب الله في سوريا، دفاعا عن نظام مجرم لفظته كل الشرائع السماوية والانسانية والوضعية. لا يمكن أن نقبل أن تشكل مشاركتنا في هذه الحكومة، حاضنة سياسية لامتصاص النتائج الكارثية لسياسة إيران التوسعية في المنطقة. لا يمكن ان نقبل بالتفرج على حدودنا السائبة وهي تنتهك، وعلى العراضات الميليشياوية المسلحة وهي تضرب هيبة الدولة وقدسية قرارها، وخاصة أننا نرى ذلك يحصل تحت أعين بعض القوى الأمنية والعسكرية والتي من مسؤوليتها وحدها ودون سواها ضبط الحدود بالاتجاهين وحماية لبنان. لا للسلاح غير الشرعي بأيدي أي كان، الدولة وحدها مسؤولة عن أمن الناس.

لم نكن يوما شهود زور، لا داخل مجلس الوزراء ولا خارجه، ولن نكون. نحن نشغل مسؤولياتنا بتكليف من أهلنا، وعندما نعجز عن تحقيق أهدافنا، أو ما يجب أن نقوم به، نتخذ ما يمليه علينا ضميرنا، فالمواقع السلطوية بالنسبة إلينا مجد زائل". واردف: "بتاريخ 14 شباط 2005، اغتيل رجل كبير من هذا الوطن، يومها اغتال الإرهاب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، منذ ذاك اليوم عاش لبنان المرحلة الأصعب في حياته. لقد حاول الإرهابيون إلغاء رجالات هذا الوطن الكبار، بدءا بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولا إلى سائر الشهداء وانتهاء بالشهيد الغالي الوزير محمد شطح (وآمل أن يكون الشهيد الأخير).

لقد مورس الإرهاب علينا، فواجهناه بالثقة بالنفس، وبالإرادة القوية وبالإيمان بالله وبالقضية، وبحتمية العدالة. وها هي المحكمة الدولية تبدأ محاكمة من ارتكبوا هذا المسلسل الإجرامي الكبير، ونحن على ثقة أن العدالة آتية، وأن المجرمين بكبيرهم وصغيرهم سيساقون إلى أقواسها. لقد أصبح المشهد واضحا، إرهابيون في وجه معتدلين،

مجرمون في وجه مسالمين، نعم لقد كان الإرهاب في وجه الإعتدال. لقد رعى هذا التحالف نظام غلبة مذهبية في العراق، وشارك في ارتكاب أبشع المجازر في سوريا. وبعمله هذا استدرج وساعد، في نمو عنف وإرهاب مرفوض من قبلنا، ونحن إذ نرفض الإرهاب الأول ونواجهه، نرفض الثاني وندينه. قناعتنا إن الارهاب لا يبني وطنا. فالاعتدال والعيش المشترك والتمسك بالدولة هو من يبني هذا الوطن، ويجعل منه نموذجا للحرية والديموقراطية والتعدد في هذه المنطقة". وقال: "منذ العام 2005 والمؤسسات الدستورية تتعرض للتعطيل والشلل والترهيب. واليوم كما في العام 2008، يتكرر سيناريو الفراغ نفسه، ومن عطل الانتخابات الرئاسية يومها، يعطل الانتخابات الرئاسية اليوم. لقد تسببوا بفراغ يكاد أن يكون قاتلا للوطن إذا استمر طويلا. من هنا نحن ندعو وفورا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية كأولوية لا تتقدمها أية أولوية أخرى، فاستمرار الفراغ هو مقدمة للفوضى الدستورية الشاملة التي يمكن أن تؤدي، لا سمح الله، إلى تفكك الدولة وإلى تهديد سلامة أبنائها". وختم: "إني أتفهم صرخة أهلنا في طرابلس، لاسيما أهالي الموقوفين الذين سلموا أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية والقضائية. وأنا، ومن موقع المسؤولية، أؤكد أنني أتابع هذه القضية ساعة بساعة، ولن أتخلى عن واجباتي تجاه أهلي وتجاه وطني، وقد كلفنا عددا من المحامين لتولي مهمة الدفاع عن هؤلاء أمام المراجع القضائية المختصة والعمل على تسريع البت في ملفاتهم دون تأخير وتحت سقف القانون. إني أغتنم هذه المناسبة لأجدد التاكيد أننا دفعنا أثمانا غالية لخروج مدينتنا من دوامة الموت المجاني، وهي تستحق منا أكثر من ذلك، وقد دخلت مدينتنا مرحلة من الأمن والاستقرار، فلن نتراجع عنها ولن نتنازل عن أمن أهلنا وأولادنا تحت أي ظرف أو سبب.

وليكن واضحا للجميع أن طرابلس أهم من أي منا، وهي كما سبق وقلت أهم من أشرف ريفي، وأهم من الجميع، ولن نسمح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، فأمن فيحائنا وأطفالنا أمانة في أعناقنا جميعا ولا يعتقدن أحد أنه خارج المسؤولية. لقد بدأنا بالعمل على تثبيت الأمن والاستقرار من خلال خطة نهوض اقتصادية تؤمن فرص العمل للآلاف من شبابنا، وتحرك الدورة الاقتصادية وقد كان للشيخ سعد رفيق الحريري أياد بيضاء في ذلك. ومن هنا أدعو كافة المقتدرين لأن يساهموا في خطة النهوض هذه وأي تقاعس عن هذه المساهمة يعتبر أكثر من تقصير بحق طرابلس وأبوتها. أحييكم تحية رمضانية مباركة، وأتمنى لكم صوما مقبولا وصلوات ودعوات مستجابة. رمضان كريم، عاشت طرابلس، عاش الشمال، عاش لبنان وطنا آمنا ومزدهرا. بعد الكلمات قدمت عروض من وحي شهر رمضان المبارك".

 

حرب عقب لقائه الراعي: سنتعاون للتوصل الى مرشح رئاسي يؤمن بالمبادىء التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية

 وكالات/أكّد وزير الاتصالات بطرس حرب أن زيارته للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كانت مناسبة للتداول في التطورات والعراقيل التي لا تزال تواجه الاستحقاق الرئاسي، وعرض المستجدات ولا سيما ما صدر عن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي فتح مجالا آخرا حيث أعلن انتهاء بقائنا منتظرين ان تأتي الحلول من المعنيين بالشأن الرئاسي الى مرحلة جديدة”. واضاف حرب عقب لقائه الراعي في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان: 'خارطة الطريق التي طرحها الحريري هي إطلاق مشاورات جديدة للتفتيش عن حل بديل، وهذا ما يشكل بنظري خطوة الى الامام، منطلقا من الثوابت المنطلقة من الصيغة اللبنانية والحياة المشتركة بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، ومنطلقة من مبدأ المناصفة ومن الحفاظ على النظام السياسي في لبنان”. وشدد على أننا 'سنتعاون جميعا للتوصل الى حلول والى مرشح رئاسي يؤمن بالمبادىء التي تقوم عليها الدولة الديمقراطية والسيادة ونكون قد خرجنا من مرحلة المراوحة التي نحن فيها، وبذلك نكون قد خرجنا من الحلقة المفرغة التي ندور فيها والتي تجعل البلاد في حالة خطر مستمر، ولا سيما في ظل الظروف الاقليمية الخطيرة التي تمر فيها”. بعد ذلك، التقى الراعي أمين عام منظمة الانتربول رونالد نوبل ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر اللذين وصلا الى الديمان على متن طوافة عسكرية. والزيارة أتت للتعارف بين نوبل والراعي، ولاطلاع الراعي على عمل المنظمة، وقدم له صورة للبابا فرنسيس وهو يسلم ميدالية لرئيس المنظمة، كما قدم البطريرك الراعي ميدالية البطريركية لنوبل. وقد عقدت خلوة على شرفة جناح الراعي الخاص استمرت نحو الساعة ونصف الساعة، وتم عرض للوضع الذي تمر فيه المنطقة، لا سيما موضوع المنظمات المتطرفة كما تطرق البحث الى وضع المسيحيين في الشرق.

 

الياس المر بعد لقائه عوده: لا يجوز أن يبقى البلد من دون رئيس

 وكالات/استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده رئيس مؤسسة الأنتربول الوزير السابق الياس المر يرافقه ألامين العام للانتربول رونالد نوبل. بعد اللقاء، قال المر: "لقد أحببنا أنا والأمين العام للأنتربول السيد رونالد نوبل أن نقوم بزيارة سيدنا المتروبوليت الياس، وقد تباحثنا معه في أوضاع المنطقة ووضع المسيحيين في الشرق وفي لبنان والوضع السياسي في البلد والفراغ الرئاسي الذي يمر فيه لبنان، وطبعا ما يحدث للمسيحيين في العراق، كما تداولنا في كافة المواضيع التي تهم الكنيسة الأرثوذكسية في الشرق والتي تهم الأنتربول وما هي أفضل طريقة للتعاون بين الأنتربول وكل الأجهزة المعنية، ليس فقط في لبنان ولكن في كل المنطقة، لحماية أمن المسيحيين الذين يتعرضون لمأساة كبيرة، وخصوصا مسيحيي العراق". وعن الوضع الوضع الأمني في لبنان، قال المر: "لقد تطرقنا للوضع الأمني في لبنان، ولكن بحثنا بخاصة الوضع السياسي، أي الفراغ الرئاسي إذ لا يجوز أن يبقى البلد من دون رئيس". وحول ما اذا كان هناك من إجراءات سيتخذها الأنتربول في هذا الخصوص، قال: "لا، لكن ثمة تواصل يجب أن يتم على صعيد الدولة بكل ما لدينا من اتصالات بهذا الموضوع لكي نحاول أن نساعد البلد". وعن الاجراءات الامنية لفت المر الى انه "منذ أسبوعين كنا هنا وقلنا إن الوضع دقيق، وفي اليوم التالي حدث تفجير لسوء الحظ. لكن ما دام لا يوجد رئيس جمهورية في هذا البلد، ولا حكومة مثل الحكومة الحالية التي هي عظيمة، إذ إن البلد يحتاج إلى رأس كما هو بحاجة إلى دم جديد على كل المستويات، فإن لبنان بالتأكيد سيبقى مفتوحا على كل الاحتمالات".

 

وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس: لا نطمح لملء الفراغ ومن دون رئيس ماروني هناك خلل جوهري

وكالات/أعلن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن 'نحن في مجلس الوزراء اتفقنا في هذه المرحلة الخطيرة ان القضايا الخلافية تحتمل التاجيل بهدف تسيير عجلة الدولة فالقرارات تصدر بالاجماع بشأن المسائل المتوافق عليها وبالتالي توقيع المراسيم يكون بمن حضر وبالتالي ليس هناك من وزير يعطل”. واكد في حديث عبر 'لبنان الحرّ” أن 'الدستور اعطى مجلس الوزراء الحق باتخاذ القرارات اما بالتوافق او بالتصويت الذي رفض رئيس الحكومة تمام سلام استعماله لانه يريد تجنيب البلد الخلافات الاضافية”. واضاف: 'عندما امتنع سلام عن دعوة مجلس الوزراء للانعقاد كان يرن الجرس احتجاجا على سوء فهم ما اتفق عليه، مؤكدا ان الاتفاق حصل في الامور الجوهرية والميثاقية وهي اشارة مفيدة، ولفت الى ان سلام سوف يدعو لجلسة هذا الاسبوع فهو ليس بوارد تعطيل العمل الحكومي”. وردا على سؤال، لفت درباس الى ان 'الحكومة لا تطمح لملء الفراغ الرئاسي فعندما اوكل المشرع الى مجلس الوزراء ان يسد الفراغ، اعتقدناها مسألة ايام او اسابيع واذا بالفراغ يستمر، مضيفا اننا نعلم اننا في وضع غير طبيعي فهذه الحكومة ليست بدلا عن ضائع وفي كل جلسة يبدا سلام بالكلام ان لا فخامة الا للرئيس، وان الدولة بلا راس تتعرض للزوال، مشددا على ان من يعطل انتخاب الرئيس يريد تعطيل الدولة بكاملها فمجلس النواب اذا لم ينتخب رئيس جديدا يكون قد فقد مبرر وجوده”. وعن الاستحقاق الرئاسي قال: 'انا قلت للبطريرك الراعي ان من مصلحة الطائفة السنية انتخاب رئيس مسيحي فهو على الاقل حمانا من الاستبداد ومن الوراثة الجمهورية فمن دون رئيس ماروني هناك خلل جوهري”. وحول الخلاف بين امل والمستقبل، راى ان الاختلاف في وجهات النظر حول سلسلة الرتب والرواتب معتبرا ان هناك ظرفا ما غير ناضج للتواصل حتى في الامور الحياتية.

 

من يقف وراء دعوة سلام مجلس الوزراء للانعقاد؟

 وكالات/مع أن اي جديد لم يطرأ على خط المساعي المبذولة لتذليل العقد الحكومية المتحكمة بملف الجامعة اللبنانية المتفجر، والملف المالي، فان رئيس الحكومة تمام سلام وجه الدعوة اليوم الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد صباح الخميس المقبل لمتابعة مناقشة بنود جدول اعمال الجلسة السابقة حسبما جاء في نص الدعوة. وينفي مصدر وزاري لـ"المركزية" حصول اي تقدم في المفاوضات الجارية على محور الملفات المتعثرة ان في ما يتصل بتعيين العمداء في الجامعة وفي ما يعني تفرغ الاساتذة، او في ما يختص بتأمين مخرج لرواتب موظفي القطاع العام نهاية الجاري وقبل حلول عيد الفطر. ويشير الى ان ايا من الاسباب التي حالت دون انعقاد جلسة هذا الاسبوع لم يجد طريقا للحل حتى ان الحوارات القائمة بين الاطراف السياسيين في مقلبي 8 و14 اذار لم تثمر ايجابيات من شأنها إحداث الخرق المرجو. واكد ان الرئيس سلام الحريص على الدولة ومؤسساتها والمضطلع بدور سياسي اساسي في مرحلة الفراغ الرئاسي بعدما انتقلت صلاحيات الرئاسة الى مجلس الوزراء، تلقى نصـائح داخلية وخارجية بوجوب تبديد الانطباع الذي سـاد هذا الاسبوع عن تعطيل عمل مجلس الوزراء نسبة للسلبيات الواسعة المترتبة على هذا التعطيل خصوصا في الخارج، ذلك ان استمرار التعطيل الحكومي بالتزامن مع الشلل المجلسي ولّد انطباعات بالغة السلبية لدى دول القرار التي لم تتوان عن تسديد النصح عبر رسائل حملها دبلوماسيوها المعتمدون في لبنان، الى الرئيس سلام، ولم تسقط هذه النصائح من حساباتها دقة المرحلة امنيا بعدما لامس الوضع الخط الاحمر المرسوم دوليا لاستقرار لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً ان من خلال التفجيرات الانتحارية التي استباحت العمق اللبناني او مسلسل اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة في محاولة لفتح جبهة الجنوب او التفجير الواسع شرقا عبر المواجهات المسلحة بين حزب الله والنظام السوري من جهة ومسلحي المعارضة السورية من جهة ثانية على الحدود اللبنانية – السورية وجرود عرسال والتي اتخذت بعدا خطيرا في ضوء المعلومات المسربة اليوم عن مخططات لتنظيمات ارهابية تستهدف قرى لبنانية في البقاع لاشعال الفتنة المذهبية "ليلة القدر".

كل هذه العوامل حملت الرئيس سلام وفق المصدر الوزاري على اعادة النظر في حساباته وتوجيه الدعوة لمجلس الوزراء للتأكيد على عدم تعطيل اعماله وعلى استمراره في تحمل المسؤولية.

وكشف المصدر الوزاري عن ان التعثر الذي اصاب مجلس الوزراء مرده الى نكس فريق سياسي بالاتفاق الذي أرسي حول آلية عمل مجلس الوزراء Gentelman agreement الذي استلزم التوافق حوله اكثر من جلسة واجتماع وأصر وزراء فريق 8 اذار خلال المفاوضات على تأمين التوافق على كل المواضيع وتوقيع الوزراء كافة على المراسيم بما اعطى لكل وزير حق الفيتو على اي بند يتم اقراره بالتوافق لا بالتصويت او الاجماع على ان يوضع جانبا اي بند خلافي فلا يحول دون عرقلة عمل مجلس الوزراء الى حين نضوج ظروف التوافق حوله. غير ان اطرافا سياسية في الحكومة يتابع المصدر، خالفت الاتفاق وانبرت فور الخلاف على ملف الجامعة الى تعطيل البنود الاخرى ورفض المضي في مناقشتها استنادا للاتفاق مصرة على بت الملف وفق طروحاتها. وتوقع ان تشكل جلسة الخميس المقبل واحة نقاش سياسي حول "الاتفاق في ذاته"، اذا لم تتوافر ظروف الحل حتى هذا الموعد، لتتحول الجلسة الى سياسية بامتياز هدفها اعادة احياء الاتفاق لضمان حسن سير العمل الحكومي لاحقا.

 

الجمهورية” عن لقاء فرنجية والراعي: لا ينبغي الوقوع تحت ضغط الشغور

أكد مصدر مطلع على موقف زعيم تيار 'المردة” النائب سليمان فرنجية لـ”الجمهورية” انّ 'لقاءه الاخير في الديمان مع البطريرك الماروني الكاردينال ما بشارة بطرس الراعي، إكتسب أهميةً كبيرة لما تناوله من موضوعات في ظلّ الشغور الرئاسي، وما تتعرّض له بقية المؤسسات الدستورية من تعطيل، والاحداث الكبرى التي تشهدها المنطقة وإنعكاساتها المحتمَلة على لبنان”، لافتا الى إنه 'لا ينبغي لبكركي والمسيحيين الوقوع تحت ضغط الشغور في سدّة رئاسة الجمهورية”. ورأى أنّ 'المسيحيين يقفون الآن امام مفترق، وأنّ الظروف التي يعيشونها هي ظروف ولكنها ليس سلبية، وبالتالي من الخطأ اعتبار الشغور الرئاسي إضعافاً لهم لأنّ هناك سقفاً تمّ تحديده اليوم هو 'الرئيس القوي”، إذ إنّ ترشيح رئيس تكتل 'التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب 'القوات اللبنانية” سمير جعجع أحدث جواً يفرض أن يكون رئيس الجمهورية العتيد رئيساً قوياً”، مشيرا الى أنّ 'ثمّة مَن يضغط على بكركي للإتيان برئيس تسووي، ولكن هذا كلام حق يُراد منه باطل ويلعب على وترٍ معين، ويستعمل عنواناً معيناً للضغط على بكركي التي تفكر بمثالية معينة بما معناه أنّ سدة الرئاسة لا يجب ان تكون شاغرة”، مضيفا: 'صحيحٌ انّ المسيحيين هم الآن أمام مفترق خطير في المنطقة، ولكنّ هناك ظروفاً موضوعية تساعد على الإتيان برئيسٍ للجمهورية يكون منبثقاً من الوجدان المسيحي لأنّ الصيغة اللبنانية هي، في نظر فرنجية، صيغة فريدة من نوعها وحساسة جداً في آن”.

وأضاف: 'هناك اختلالاً في الصيغة اللبنانية عمره 24 عاماً لأنّ المسيحيين كانوا خارج القرار السياسي، ولكنّ الظروف اليوم توجب أن يكونوا في صلب هذا القرار بما يحقق التوازن. ويرى المصدر أنّ المسيحيين إذا ارتضوا دائماً أن يكون التأثير الاعلامي صاحب الكلمة الفصل في اختيار رئيس الجمهورية فيما يكون الرأي العام المسيحي ثانوياً في هذا القرار، فهذا يؤدي رويداً رويداً الى انتقال المسيحيين من شريكٍ أساسي في لبنان الى أهل ذمّة”، مؤكدا أن 'فرنجية ينظر الى البطريرك الراعي على أنه شخصية انفتاحية وعروبية لديها الجرأة الكاملة والرؤية الوطنية المهمة جداً، ما يجعله قوة يجب استثمارها للاتيان برئيس قوي. فإذا انتُخب شخص كائناً من كان رئيساً للجمهورية فسنعود الى عهد الرئيس ميشال سليمان بسلبياته، إذ إننا سنفرح يومَ الانتخاب وسنحزن لستّ سنوات، فيما المطلوب أن نفرح في يوم الانتخاب وطوال الولاية الرئاسية البالغة ستّ سنوات”، لافتا الى أن 'فرنجية يعتبر أنّ رئاسة الجمهورية هي شخصية الرئيس وليست مسألة الصلاحيات، لأنّ لدى رئيس الجمهورية كتلة نيابية وحالة شعبية وراءه، وهو ما افتقده سليمان، وبذلك ندخل ضمن المعادلة حتى بلا صلاحيات على رغم أننا من دعاة إعادة النظر في صلاحيات رئيس الجمهورية، ونحن تيار 'المردة” مؤمنون بأنّ حلفاءنا في 8 آذار وعلى رأسهم 'حزب الله”، وبالتالي المحور الذي ننتمي اليه شرقاً هو مؤمن بهذا الدور الطليعي للمسيحيين وقد مارس هذا الامر وتبين لنا أنّ المسيحي هو حاجة لهذا المحور، مع العلم أنّ تحالفَ 'التيار الوطني الحر” و”المردة” مع 'حزب الله”، كان تحالفاً متبادَلاً وليس من طرف واحد”.

وأكد المصدر المطلع على موقف فرنجية أنّ 'لدى تيار المردة القدرة على القول والمجاهرة بأنّ مصلحة المسيحيين هي في الشرق وليست في الغرب، وسيشير الى انه عندما انتُخب الراعي بطريركاً كان فرنجية من اوائل الداعمين له، وقد شعر فرنجية أنّ البطريرك كان راغباً في انعقاد اللقاء الرباعي الماروني الذي عجز البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن جمعه”، مضيفاً: 'فرنجية هو مَن صارح بكركي في اللقاء الرباعي الشهير مؤكداً أنه لن يؤمّن النصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اذا كان سيوصل جعجع كخصم سياسي الى رئاسة الجمهورية، ولذلك فإنه، أي فرنجية، يزاوج بين رغبته في إنجاح دور بكركي الوطني وبين انتمائه الى فريقه السياسي، فهو حريصٌ على الانتماء الى محورٍ سياسي معين وهو مؤمن بأنّ خياره السياسي هو الذي من شأنه أن يوصل المسيحيين الى برّ الامان”، مذكرا بأن 'الرئيس الراحل سليمان فرنجية عندما انسحب من 'الجبهة اللبنانية” واعتمد الخيار العروبي بالتحالف مع سوريا إعتبر انّ مصلحة المسيحيين هي في الشرق وليس مع الغرب وبالتالي نجح خياره في هذا المجال لأننا مع الشرق نكون شركاء بينما مع الغرب نكون أداة وتبعيين”، مشيرا الى أن 'النقطة الاساسية في العلاقة بين فرنجية وتياره وبين وبكركي هي الصراحة التي تحكمها، إذ إننا نحرص دوماً على مصلحة بكركي ودورها الوطني”، مضيفاً: 'لا أحد يهوّل بالفراغ ويعتبر أنّ في ذلك انتقاصاً من دور المسيحيين، فالسقف الموجود في البلد، سواء في قانون الانتخاب او في الموضوع الرئاسي كاستحقاق مسيحي، هو سقف الدور المسيحي الشريك في لبنان”.

وقال المصدر 'عام 2008 انتُخب العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً، وعام 2009 لم يكن هناك ثمّة احتضان له في الشارع المسيحي الذي ظلّ الى جانب عون، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدلّ على أنّ التسوية في مكان والوجدان المسيحي في مكان آخر”، مضيفا: 'ما نحن مؤمنون به ونتمنّاه من تيار 'المستقبل” هو أن يحذو حذو حزب الله في التعامل مع المسيحيين كشريك، لا أن يكون المسيحي كريماً على غاتو”، لافتا الى أنه 'في اللقاء الرباعي الماروني الشهير في بكركي دخل فرنجية مع جعجع في حوار استراتيجي حول مصلحة المسيحيين تضمّن قراءةً تاريخية وقراءةَ حاضر واستشراف للمستقبل، واين يجب أن يكون رهان المسيحيين، وكان هناك استذكار لما قاله المبعوث الاميركي دين براون للرئيس فرنجية من أنّ الاساطيل تنتظركم في البحر أيها المسيحيون فإختاروا البلد الذي تريدون الهجرة اليه، وهذا يعني أنّ المسيحيين ليسوا في حسابات الغرب، وأنّ ضمان المسيحيين هو في تشبث الشرق والاسلام المعتدل بهم وهذا مصدر قوتهم، وعندما نتكلم عن الاسلام المعتدل نعني به بشار الاسد والسيد حسن نصرالله والسيد علي خامنئي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر”.

وشدد المصدر المطلع على موقف فرنجية أنّ 'رهانه و”المردة” في لبنان هو على الوعي الوطني لدى جميع الطوائف لأهمية دور المسيحيين فيه كصورة حضارية وكعاملِ توازن وطني وكقوة إخماد للفتن المذهبية، وتحديداً السنّية ـ الشيعية”، لافتا الى أننا 'من دعاة الخروج من أحقاد الماضي، بمعنى أننا إذا أجرينا مقاربة موضوعية يجب على الطرف الذي لديه مشكلات مزمنة مع النظام السوري أن يفكر اليوم، ليس بمنطق الهزيمة، وانما بمنطق العلم بأنّ حليفه الموضوعي اليوم هو بشار الاسد لأنّ الجبهة المفتوحة في سوريا اليوم هي بين الاسد الرجل العلماني وبين داعش والنصرة المتطرّفة الارهابية، ومن الظلم بمكان المساواة بينهما”، لافتا الى أن 'على رغم كل ما حصل منذ 2005 حتى اليوم من الملفت تماماً أن نرى سليمان فرنجية لا يزال يتمتع باحترامِ وتأييدِ شريحة لا بأس بها من الطائفة السنّية، وهذا ما عكسته استطلاعاتُ الرأي التي كانت تُجرى يومياً قبيل انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية في 24 أيار الماضي وذلك على رغم التجييش المذهبي الذي كان حاصلاً، وهذا ما يعكس ثباتَ هذا الرجل على مواقفه”.

 

هذا هو والد الطفل عبّاس…حسين عباس طفيلي

موقع 14 آذار/ أعلن وزير العدل اللبناني، أشرف ليفي، عن اجراء تحقيق في شريط فيديو تظهر فيه أسرة لبنانية تحرض ابنها على ضرب طفل تشير لهجته إلى أنه سوري الجنسية. نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها للبناني الذي يحرض ابنه على ضرب طفل سوري بوحشية. وأكد الناشطون اللبناني يدعى حسين عباس طفيلي، وأن الطفل سوري يدعى " خالد "، من معرة النعمان.

ويظهر في الشريط، الذي صور بهاتف نقال، طفلا اسمه عباس لا يتخطى عمره الأربع سنوات، يضرب طفل مذعور مجهول الاسم، بعصا غليظة، رغم توسلات الأخير وبكائه. وتولى أشخاص، لا يظهرون في الشريط ويبدو أنهم والد ووالدة وشقيق "عباس"، تحريض الأخير على مواصلة ضرب الطفل الذي تشير لهجته إلى أنه سوري. وظهر مساء اليوم مقطع آخر يظهر الطفل عباس وهو يواصل ضرب الطفل السوري بتشجيع من والده. وأعلن وزير العدل اللبناني أشرف ريفي أنه طلب من مدعي عام التمييز القيام بالإجراءات القانونية اللازمة، وتكليف المفارز القضائية اجراء التحقيقات في قضية الشريط المتداول، بحسب فرانس برس. وأضاف أن "الطفل الذي يتعرض للضرب هو على الأرجح سوري، والعائلة التي ينتمي إليها الطفل (الذي يضرب) تقيم على الأرجح في منطقة البقاع"، في شرق البلاد على الحدود مع سوريا.

 

من نتاج ثقافة حزب الله البربرية، سياسة الغرائزية/أضرب يا عباس"

ام تي في / يتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطفل لبناني يدعى "عباس" يضرب طفلاً بالعصا، ردد ناشطون أنه من اللاجئين السوريين. "عباس" يضرب بأمر من شخص أكبر منه. مصيبة إذا كان والده. يلقنه ماذا يفعل. يقول له: "أضرب يا عباس، ما تخاف، أضربه على بطنه، أضربه بيدك... برجلك، على وجهه يا عباس". الشخص نفسه يأمر الطفل الاخر بالركوع أرضاً ليتمكن منه "عباس"، بما أنه أصغر وأقصر منه، ويهدد الرجل الطفل الثاني قائلاً: "وطي على الأرض أحسن ما أنا أجي اضربك، حط ايديك ورا ضهرك". بعيداً عما إذا كان الطفل الذي تعرض للضرب سورياً أم لا، لأن لا اشارات تؤكد صحة جنسيته في الفيديو، لكن هناك صورة وصوت ينقلان جريمة في حق الطفولة، من لبناني يعلّم ابنه العنف والحقد تجاه الاخر، ويعتدي على طفل آخر. وعلى الدولة عدم السكوت وتسارع في تطبيق القانون الذي اتخذته لحماية الأطفال، بفتح تحقيق ومعرفة هوية الرجل والمسارعة في معالجتهما.

 

الطفل السوري المعنف يثير غضب المعارضين السوريين فيهاجموا كل لبنان!

وكالات/فيديو الطفل (عباس) اللبناني الذي يضرب نظيره الطفل السوري... فيديو يختصر آلاف الجرائم في جريمة واحدة... وكل سفالات العالم والتاريخ في صورة واحدة!  لا يمكن لعقل بشري أن يتصور أنه سيرى في القرن الحادي والعشرين، ولا في القرن الحادي عشر ولا في عصر الظلمات، صورة أكثر إيذاء وانحطاطاً من هذه. أب يطلب من ابنه أن يضرب طفلا سورياً بالعصا... يدربه... يعلمه: (ايه اضربه... يلا يا عباس ما تخاف) يحاول الطفل أن يقاوم فتأتيه الأوامر: (نزل ايديك... حط ايديك ورا ضهرك) يضرب (عباس) الوحش... ويتحلى بالشجاعة التي يطلبها منه والده أو من يحدثه من خلف الكاميرا... ثم يطلب منه أن يضربه بالعصا على رأسه... يتوسل الطفل السوري... ثم يطلب من عباس أن يصفعه بيديه "الجميلتين" على وجهه... فيفعل بإتقان! لو كان هذا الطفل قطاً لهجم على عباس وأدماه بمخالبه... لو كان فأراً لزأر في وجهه... لو كان عصفورا لنفض جناحيه كي يثير بعض الغبار من حوله... لكن الطفل السوري لم يكن قطاً ولا فأرا ولا عصفورا... كان طفلاً مثله... كان إنساناً أو نواة إنسان... أو مشروع إنسان.. وكان خائفاً فقط!  لا تشرح الصورة لنا ما الذي أتى بالطفل السوري إلى هذا الغرفة العارية المغلقة... لا تقول لنا الصورة خوف الطفل الداخلي وبكاؤه الأشد من تهدج صوته... لا تقول لنا إن كان يعمل خادماً في هذا البيت، أو كان سجيناً، أو حتى مختطفاً أو كان مغلوبا على أمره أكثر مما تشرحه ظروف التصوير... لا تقول لنا الصورة بعد أن تنشر، شيئاً عما يمكن أن تشعر به أمه أو أبوه أو أخوه لو شاهدوه في هذه الوضعية؟! عن الألم... عن الشعور بالقهر والمهانة... بل لا تقول لنا الصورة عن شعور أي سوري يرى هذا الطفل في هذا المنحدر الأخلاقي والإنساني لعباس وأبيه وطائفته ولبنانه...  فيا لعار لبنان كله... يا لعار (لبنان الكرامة والشعب العنيد) إن صمتَ لبنان عن هذه الجريمة ولم يعلن براءته مجتمعاً وطوائف ونخباً ورعاعاً منها!

يا لعار العرب والإنسانية والتاريخ... إن مرت هذه الصورة هكذا... وإن كبر (عباس) على هذه الأخلاق... وهذا النمط الوضيع والمنحط من (الشجاعة)؟! وإن أفلت والد عباس، أو من كان يأمره أيا من كان... من العقاب والتشهير والسجن!!!  حتى شبيحة الأسد، لم يقدموا لنا صوراً عن إشراك أطفالهم في جريمة كهذه... بل ربما أخفوا صور قتلهم للأطفال عن أطفالهم، لأنهم مع كل سفالتهم وإجرامهم، يدركون أن مثل هذه الجرائم ليست لعب أطفال... ولا رياضات يمكن أن يتربى عليها أطفالهم... فثمة وسائل أكثر رقياً لجعلهم مجرمين أشداء إن أرادوا! لكن الثقافة الاجتماعية اللبنانية استطاعت أن تنافس أولئك... وقدمت لنا صوراً، ستظل سبقاً إجرامياً في تاريخ لبنان كله... استطاع (النمط اللبناني الفريد) أن ينحط إلى درك أسفل مما يمكن أن يتخيله أي إنسان في هذا القرن... استطاع أن يسجل اختراعاً جديداً في سجل العار الإنساني، تؤرخ فيه الأخلاق ما قبل وما بعد! لن أقول شلت يمينك يا عباس... بل شل قلبك الذي فجع إنسانيتنا! شل قلب أبيك الوضيع... شل عقله الفعن... شل هذا النمط اللبناني الذي أنتج فظاعة كهذه... شل هذا الزمن الذي أوصل الطفل السوري إلى أن يصبح دريئة يتدرب بها عباس اللبناني... ولا يخجل من يأمرونه بهذا ومن يفعلون هذا من أن يصوروا... ولا يخجلون من أن يشاهدوا الصور أو ينشروها أو يسربوها! لمثل هذه الصور وأكثر من أي جريمة مضت.. يصح قول الشاعر: (لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم) لكنه شرف الإنسانية كلها... لا شرف فرد أو مجموعة أو طائفة وحسب!  رئيس تحرير (أورينت نت)

 

مصادر أمنية لـ”السفير”: لبنان ينجو من مخطّط إجرامي خطير كاد يقحم لبنان في أتون مذهبي

وكالات/كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ 'السفير” عن أن منطقة البقاع نجت ليل أمس الاول ومعها كل لبنان من مخطط إجرامي خطير، كان من شأنه أن يقحم لبنان في أتون مذهبي خطير.

وقالت المصادر إن جهازاً أمنياً لبنانياً رسمياً تبلغ من الأميركيين قبل عشرة أيام معلومات موثقة تفيد أن مجموعات من المعارضة السورية المسلحة تقدر بأقل من ألفي عنصر، ستطلق عملية عسكرية عشية إحياء إحدى ليالي القدر (ليلة أمس) وصولا الى بلدة نحلة البقاعية وبلدات أخرى، وذلك بهدفين اثنين: أولهما ارتكاب مجزرة كبيرة جدا تؤدي الى استدراج طائفي للرد في منطقة أخرى، وثانيهما خطف عشرات الرجال والشبان من هذه البلدة ومن بلدات أخرى، بهدف مقايضتهم بالموقوفين الإسلاميين في سجن روميه. وقد طلب الأميركيون من قيادتي الجيش اللبناني والأمن العام التعميم على العسكريين، وخصوصا الضباط، اتخاذ تدابير احترازية، مخافة إقدام مجموعات تكفيرية على خطف جنود أو ضباط لمبادلتهم أيضاً بموقوفي روميه من المنتمين الى 'النصرة” و”كتائب عبدالله عزام” و”القاعدة”.

وأشارت المصادر الى أنّ التنظيمات الإرهابية التكفيرية وضعت نصب عينيها هدفاً مركزياً يتمثل في الإفراج عن الموقوفين الإسلاميين في سجن روميه، سواء عبر إطلاق عملية فرار واسعة تترافق مع تفجير انتحاري ضخم أو من خلال عملية احتجاز رهائن. يذكر أن العمليات العسكرية تواصلت، أمس، في جرود القلمون وتمكن الجيش السوري و”حزب الله” من وضع اليد على نقطة استراتيجية كانت تشكل إحدى أكبر نقاط التجمع للمجموعات المسلحة التي كانت تنوي تنفيذ عملية 'ليلة القدر”.

 

تحت تهديد "داعش"بالسيف: الموصل تفرغ من المسيحيين لاول مرة في تاريخ العراق

وكالات/ تحت التهديد ب"السيف" يغادر المسيحيون للمرة الاولى في تاريخ العراق الموصل، مخلفين وراءهم كنائس ومنازل ومحلات وحياة ماضية في مدينة انقلبت معالمها ما ان سيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف قبل اكثر من شهر. ورغم ان هذا التنظيم الذي اعلن قيام "الخلافة الاسلامية" من الموصل (350 كلم شمال بغداد) امهل المسيحيين حتى اليوم السبت للمغادرة، الا ان فادي وهو معلم واب لطفل رفض ترك الموصل حتى وان كلفه ذلك حياته. وقال لوكالة فرانس برس "نحن ميتون اساسا انسانيا، ولم يبق لدينا سوى هذه الروح، فاذا ارادوا ان يقطعوا هذه الروح، فانا مستعد لذلك، لكنني لا اغادر مدينتي التي ولدت وتربيت فيها". واضاف "فرت 25 عائلة من اقربائي امس (الجمعة) عن طريق تلكيف والحمدانية، لكنهم تعرضوا الى السلب ونهبت جميع مقتنياتهم من اموال وذهب وحتى اجهزة الهاتف وحاجياتهم وملابسهم". وتابع "حاول عدد من الشباب الاحتجاج على هذه التصرفات، ما اثار غضب المسلحين ودفعهم الى الاستيلاء على سياراتهم ودفعوهم للسير على الاقدام الى دهوك" (410 كلم شمال بغداد).

وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال لفرانس برس مساء الجمعة "لاول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الان من المسيحيين"، مضيفا ان "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل" في اقليم كردستان العراق. وقال ساكو ان مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 الف شخص لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ اكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها. وذكر ساكو ان البيان دعا المسيحيين في المدينة "صراحة الى اعتناق الاسلام، واما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، او الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون اية امتعة، كما افتى ان منازلهم تعود ملكيتها منذ الان فصاعدا الى +الدولة الاسلامية+".

وافاد شهود عيان في الموصل التي تعود غالبية جذور المسيحيين العراقيين اليها ان بعض مساجد المدينة قامت الجمعة بدعوة المسيحيين الى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مذكرة ببيان "الدولة الاسلامية"، ومؤكدة انه سيتم تصفية من يمتنع عن الخروج. وكان بيان صادر عن "ولاية نينوى" حمل توقيع "الدولة الاسلامية" وتاريخ الاسبوع الماضي قد انتشر على مواقع على الانترنت، وجاء فيه ان هذا التنظيم اراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين "الاسلام" او "عهد الذمة" اي دفع الجزية، مهددا بانه "ان ابوا ذلك فليس لهم الا السيف". وبما ان هؤلاء رفضوا لقاء قادة التنظيم، فان "امير المؤمنين الخليفة ابراهيم"، زعيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي، "سمح" للمسيحيين بالمغادرة "بانفسهم فقط من حدود دولة الخلافة لموعد اخره يوم السبت الموافق 21 رمضان الساعة الثانية عشر ظهرا" (09,00 تغ). وختم البيان "بعد هذا الموعد ليس بيننا وبينهم الا السيف". وقال فادي "وصلني كتاب موقع من ديوان قضاء +الدولة الاسلامية+ واستنتجت انهم سيقتلونني، لكني لا ارى جدوى للمغادرة، فانا اصلا نفذ عندي المال. وها انا اجلس هنا، انتظر الى حين ان يأتوني". واضاف ان "عناصر داعش اخذوا من امرأة عجوز مبلغ بحوزتها قيمته 15 الف دولار. قالت لهم اعطوني مئة دولار فقط لادفعها اجرة للسيارة، فقالوا: نحن اسفون، ان المال اصبح ملكا للدولة الاسلامية ولا يمكننا التصرف فيه". وسحب المسلحون جوازات والبطاقات الشخصية لكل من يخرج من مدينة الموصل باتجاه اقليم كردستان، بحسب شهود عيان. وقبيل موجة النزوح من الموصل، شهد العديد من القرى القريبة من هذه المدينة الاستراتيجية حالات نزوح كبيرة لسكان مسيحيين خوفا من دخول المسلحين المتطرفين اليها، وبينها بلدة برطلة المسيحية التي يعيش فيها نحو 30 الف شخص وتقع الى الشمال من الموصل. وتتعرض الكنائس في العراق منذ 2003 الى هجمات متكررة. وادى اخطر هجوم استهدف المسيحيين الى مقتل 44 مصليا وكاهنان في كنيسة للسريان الكاثوليك في قلب بغداد في 31 تشرين الاول/اكتوبر 2010. ودفعت اعمال العنف هذه الى هجرة عدد كبير جدا من المسيحيين العراقيين خارج البلاد. وذكر تقرير سابق لمنظمة "حمورابي لحقوق الانسان" العراقية، ان عدد المسيحيين انخفض من حوالى مليون و400 الف في 2003 الى قرابة نصف مليون حاليا، ما يعني هجرة اكثر من ثلثيهم. وفي دهوك، قالت احلام التي وضلتها سيرا على الاقدام بعد ان استولى عناصر "الدولة الاسلامية" على سيارة زوجها عند نقطة تفتيش شمال الموصل "وصلنا الى تلكيف (على الطريق الى دهوك) في حالة من التعب الشديد ولم ناكل شيئا ولم نشرب مياها على مدى نهار كامل". واضافت "كنت وزوجي نحمل اطفالنا على اكتافنا على طول الطريق وقام بنقلنا بعض عابري السبيل بلا مقابل بعد ان تم سلبنا من قبل عناصر داعش في حاجز التفتيش". وقالت احلام انها رأت كبارا في السن ومعاقين على كراسي متحركة بين النازحين الذين وصلوا الى دهوك مركز محافظة دهوك والواقعة على بعد نحو 60 كلم شمال الموصل. وعبرت المرأة الشابة عن اسفها لما آلت عليه ظروف المسيحيين في الموصل وهي تبكي قائلة "تركت بقدومي الى دهوك منزلا في الموصل كان ملكا لعائلتنا شيد قبل عشرات السنين". واضافت "تهاوى هذا المنزل امام عيني في لحظة واحدة وكل شيء انهار لتمحى الذكريات ويصبح منزلنا بكل سهولة ملكا لعقارات +الدولة الاسلامية+ من دون وجه حق".

 

وَشَرُّ الطُغاةٍ ما يُضحك

بول شاوول- المستقبل

غريب كيف صرت كلما رأيت دكتاتوراً، حيثما كان، في التلفزيون أو بالصورة أو سمعته بالصوت (وأصوات الدكتاتوريين من عسل ولبن) أضحك. وأحياناً كثيرة أقهقه: لماذا كل دكتاتور هو مُضحك؟ لماذا كل دكتاتور هو هزلي؟ ذلك أن هناك من التفاهة ما يثير الضحك، بالمفارقات والإشارات، والملامح، والزي، والجبهة، والعيون، والمناخير، وطريقة الوقوف، والجلوس، والمشي؟ ما الذي يُضحك الإنسان أكثر من رؤية كاريكاتور إنسان؟ وكأن كلمة كاريكاتور مشتقة من دكتاتور. ذلك أن الدكتاتور هو «شيء» سخيف، وأسوأ أنواع السخف ما يُسلّي، عندما تصبح الملامح مقيدة. محسوبة. ومدروسة. وجامدة. وصاخبة وفعلته في كلسها ودهانها وتبرجها عندما أرى بوتين على التلفزيون كأنني أرى بداية فيلم هزلي وكذلك المالكي وبشار الأسد، وصدام حسين، وعلي صالح، وبن علي... انسحاباً إلى ستالين، وماو تسي تونغ، وبينوشه. وكيف أنسى هتلر ذا «الكاريزما» المهلوسة والإشارات الموتورة، وشاربه المُربع، وفَرق شعرِه الأعوج. لماذا بت أضحك كلما شاهدت صورة أو لقطة أو سمعت صوتاً لدكتاتور؟ أنظروا إلى نتنياهو جيداً، على الرغم من «أناقته»، وتوازن ملامحه، لكن مع هذا عندما أرى هذا الشخص أضحك من تلقائي، حتى من دون أن يتكلم. وعندما يتكلم تكتمل مشهدية التفاهة المضحكة. حتى في أشد لحظات عنفه وجديته وغطرسته يثير في الضحك. لكنه من الضحك الطافح بالسخرية. والسخرية في النقد، أو في المسرح أو في الكاريكاتور، أو في السينما، أو في الأداء، هي شكل من أشكال الرفض، أو التدمير. إسخرْ تُدمَره.

هذا هو المعنى الكامن وراء «الكوميديا»، من موليير وغولدوني وتشيخوف وغوغول إلى شارلي شابلن (ولا تنسَ شكسبير في كوميدياته الرائعة، فإلى مسرح العدم، والسوريالية) وعندما نقرأ سخرية سعيد تقي الدين، كأنما نحمل معه مطرقة. وهكذا مع نجيب الريحاني، وشوشو. ذلك أن المسرح الكوميدي يفكك الشخصيات. لكن الدكتاتور، على أبهته، وكثرة صيانته الذاتية مفكك أصلاً. وهو لا يحتاج إلى من يفكك شخصيته ليضحك، أو ليسخر؛ هو كائن مضحك. مفارقة بين الناس: جسدياً، وروحياً، ومعنوياً. والمفارقة تعني الطرافة، على قدر ما تعني الغرابة.. تذكروا معي كل الطغاة الذي مرّوا بلبنان: من جمال باشا إلى القذافي، صدام، شارون وقبله بيغن ثم نتنياهو وبوش الإبن، وحافظ الأسد، تجدوا مادة للضحك الساخر، لا تنضب. حتى العنف الذي يمارسونه، على شعوبهم وعلى الآخرين، وبرغم وحشيته، يحمل مفارقات ضاحكة: يوتوبيا تافهة لعقول متضاربة. وقد برع كثير من الروائيين والمسرحيين العرب ومن أميركا اللاتينية، في تصوير هذه البلاهات، من ماركيز إلى سعدالله ونوس (فيل يا ملك الزمان)، إلى ريمون جبارة إلى محمود دياب إلى عصام محفوظ... ذلك أن كل ما هو تافه مضحك. لكن المشكلة أن هناك تفاهة مضحكة، وأخرى محزنة (وشر البلية ما يُضحك). تأملوا قرداً يحمل بندقية. يا للغرابة! تأملوا فأراً يعتمر قُبّعة... يا للحزن! تأملوا دباً تملأ صدره الأوسمة والنياشين! يا للقهقهة! بل عندما تتأملون دكتاتوراً يُقلّد قرداً، فقد يتسلل إليكم الأسف: ذلك أن القرد ليس دكتاتوراً أصلاً ليقلده الدكتاتور. وجربوا أن تتفرجوا على سيرك: الحيوانات المروّضة تقلّد الإنسان لكي تضحك الناس. فما بالك إذا كان الدكتاتور يقلّد الحيوان في سيرك فكيف يكون مشهد الفكاهة عندما يلغي الحدود بين السلوك الإنساني والحيواني. تأملوا المهرج (ذا الأنف الأحمر أو الأزرق) والملابس الفضفاضة أو الضيّقة، تتذكروا الدكتاتور في زيه العسكري، والمدني؛ رائع! رأيت البارحة نوري المالكي يدلي على التلفزيون بتصريح. من يقلّد هنا نوري المالكي: ربما النمر. أو الأسد. (لكن ليس الأفعى لأنها ذكية)، لكن، قطعاً لا يقلّد النمرُ نوري المالكي. إذاً: تفحّصوا حاجبيه، وأنفه، تروا شخصاً تفيض منه المفارقات المضحكة. ذلك لأنكم تكتشفون أن ما يقوله مجرّد كذب. فما بالك إذا حاول أن يعبر عن كذبه «بصدق» أوعن صدقه بكذب! هنا تحسّ أن هذا المخلوق قد تشرذم، إلى درجة يبدو فيها وأنت تسمعه، أن شخصاً وراءه يتكلم، وهو يفتح فمه ويغلقه. بل كأن الكلام لم يعد يصدر عن جسمه. ربما عن ثيابه وربطة عنقه وأزراره؛ لكن من دون أن يدرك جسمه. الكذب يحوّل الإنسان إلى شيء مُبهم. تأملوا جيداً أصابع الطغاة عندما يشهرونها، بحركاتها كلها، تُحسوا أنها خارجة إلى كائن آخر: إلى شيء آخر. وهنا تكمن مفارقة الضحك: تضحكون عندما يقطب الدكتاتور حاجبيه (كما يقطب بنطلونه) تعبيراً عن هيبته وعن صرامته أو يُفرج مناخيره تعبيراً عن انشراحه، أو يرفع رأسه تعبيراً عن كبرياء وشهامة ووطنية! أو عندما يحنيه تعبيراً عن تصميم داخلي وتفكير جدي غير موجود. كل هذه الحركات، ولأنها منفصلة عن بعضها، توحي منظراً مخيفاً، لكن تافه. أي مضحك. تأملوا جماعة حزب الله عندما يخطبون: غريب، كيف تختزل كل مفرداتهم وأصواتهم بسباباتهم. يصير الصوت سُبابة. والسُبابة عصا. والعصا بندقية. والوجه قنبلة: إنها عناصر الإثارة والترهيب. تأملوا كيف تتزاحم في عيونهم ووجودهم وأصابعهم البندقية. والوجوه.. والصوت: كيمياء غريبة، مصنوعة خصيصاً للتشويق المضحك. تذكروا حركات هتلر، تكتشفوا أنه يريد تحويل المكان إلى مسرح كوميدي، وخطاب كوميدي، وأداء كوميدي، لكن مساحة للجنون والقتل والفانتازيا (الغبية) والأحلام المهدرة على صوته، وشاربه (عند هتلر شارب واحد) وحركات يديه ورأسه، وملابسه، وغُرّته (مشهور بغُرّة شعره): يكتمل المشهد، لكن بعد نزوله، يمتلئ الفضاء بالغياب، والتصفيق، ويملأ النفوس بما يشبه الكركرات المعكوسة: الجنون! الجنون العظيم أمام «الآلهة» وهذا ما يذكر بموسوليني: قطعة تمثال يدُه في ظهره، وعيناه في ظهره، ولسانه في بطنه، وعقله في قبعته. والآن، تابعوا معي «مناظر» جماعة الصفوف الثانية من الدكتاتوريين: مثلاً الرئيس السابق إميل لحود. فماذا ترون. كتلة متوارية عن بعضها. مشدودة من ورائها وأمامها، إلى قطع محدودية أكبر منها، أي تقلّد بعضها. وهنا المُضحك. فعندما يمشي أحدهم كأنه اثنان أو ثلاثة، بل كأنه لا يستطيع أن يمشي وحده بلا عكاز الدكتاتوريين. تذكروا أحمدي نجاد: صفوة الكوميديا التجارية. أنظروا جيداً: هل عيناه هما عينان، ويداه هل هو يحركهما، أو تتحركان من دون أن يدري؟ وأحياناً يستدرك ويحاول ضبطهما، فتفلتان، وهنا قمة الكاريكاتور! أفلت منه الدور والكلام، وبقيت الحركات!

لكن الغريب، في التاريخ، وفي الحياة، وفي الواقع، أن الجمهور، ولأسباب كثيرة، يشغف بهذه الكائنات الغرائبية المشتتة، وغير المتسقة، وبدلاً من أن تضحكه تثير فضوله، فاهتمامه، فالإعجاب به، فالتصفيق له، فالانجرار وراءه...

وهذه كوميديا جماعية مضحكة لكن مخيفة. محكومة بالعدوى. هذا ما حدث مع هتلر وموسوليني وماو تسي تونغ، وصولاً إلى «مجسدي» العنصرية، أو الطائفية، أو المذهبية عندنا. مثلاً أنا شخصياً يضحكني «الطائفي»، و«المذهبي»، و«العنصري»، كثيراً! ذلك أن المذهبية (أو الإيديولوجية) أمر مضحك وتافه وغريب، وغير معقول، ومجنون، وغبي، وغير مفهوم. وحتى الآن، لا أفهم كيف لا يكون المتطرّف الديني أو الإيديولوجي أو المذهبي مضحكاً، عندما تكون كل العناصر التي تكونه مليئة بالمصادفات، والمفارقات، والنرجسيات والغرائب والأعاجيب. وعندها لا يمكن أن ترى في هؤلاء سوى آنية تعبأ بالهواء، بالرمل أو بالميكروفونات.

أو آباراً ترمى فيها الحجارة، والنوافل. وهذا «شر» ما يُضحك! ذلك أنه يجب أن تحسّ وأنت أمام أحد هؤلاء وكأنك أمام معجزة متواصلة وخرافات كابوسية، وحكايات فيها من السذاجة والخفة، ما فيها من الخيال! وعندما تراجع فصول الحروب التي أعلنت على لبنان منذ 1969، ترى وبكل بساطة، كيف حوّل الدكتاتوريون، والزعماء، كل هؤلاء الناس إلى مخلوقات اصطناعية متنافرة، إلى خيالات مهزوزة تصطدم ببعضها، أو إلى آلات تتحرك بلا تلقاء، وبلا حضور. إنها مَضحكة الغياب! وعندما تستحضر زعماء الميليشيات في تلك الفترة وصولاً (طبعاً) إلى حزب الله، تظن أنك كنت أمام كائنات صُنعت من خردة الحديد والرصاص والمعدن: قطع وصل وبراغٍ مختلطة. وهنا بالذات مفارقة أخرى: هذه القيادات المحكومة، والذليلة في ذاتها، تتماهى، بفعل الحروب بأبطال وجنرالات وشخصيات تاريخية، كنابوليون، وهنيبعل، وباتون، وديغول وغيفارا وتروتسكي وعبدالناصر وستالين ولينين. وهنا تقع المصيبة. يُجَن هؤلاء: فيمشي واحدهم كغيفارا وهو مخبر صغير، أو يضع نظارات تروتسكي... أو يمثل دور ديغول، من دون أن ننسى هتلر طبعاً! انفصام رائع! وما المفارقات الهزلية سوى تعبير عن انفصامات متصادمة، تصل إلى مرحلة الهلوسة العصبية، والنرجسية المتفجرة، والميغالومانية العالية التيّار. وهكذا يُصبح كل زعيم ميليشيا، أو قائد جماعة قروية، أو مدينية، ممثلاً درامياً، لكن بنص كوميدي. لكن «الأروع» في كل ذلك، عندما يصل الهزل إلى مستوى ميتافيزيقي ديني قُدسي فهناك «تعا شوف، وتفرّج يا سلام»! وكما تماهى بعضهم كما ذكرنا بالأبطال والفاتحين، فهذا «الجنس الإنساني» يتماهى بالله! وبالأنبياء. والرُسل! هنا تأخذ التفاهة بعداً «مقدساً».. «غرائبياً»، ويشق الضحك طريقاً صعبة (لكن ميسرة!). وما عليك سوى أن تتأمل هؤلاء «الدكتاتوريين» (أطفال الأنابيب) وهم يظهرون على التلفزيون أو في الجرائد: مجرمون مشهود لهم، ولكنهم يتماهون بالقديسين. يكذبون بصدق إيماني! يقتلون بإيمان صادق! وعندما يُطلّون، تحسّ أن «رائحة الجنة» تفوح من ثيابهم ومن أوراكهم ومن عيونهم. وتتصور هنا مشهداً هزلياً بعدة مشاهد: التقوى ناضحة في عين المارق، الورع يتسلّق اليدين، والأكمام، واللون الأسود، ثم يتربع على أنف «الدكتاتور» الصغير، ثم يعلو حاجبيه، ويغطي عينيه بملاءة ألوهية قدسية، يا للروعة. ولن يكون لك سوى الخشوع، والسجود، وكرّ السبحات، وأنت أمام هذه الهامة التي تتلبس الغيوب والأسرار والمعجزات والجنّات والجحيم.. فجأة يخيّل إلى المشاهد أنه يرى مشهداً جديراً بالآلهة، والأولياء والقديسين! وهنا بالذات مكمن الكوميديا. تضحك وتقول: ما أفظع هذه الكوميديا البيضاء من «طهارتها»، السوداء من قتامتها، الحمراء مما انهرقت عليها من دماء. هذا المشهد «الأبوكاليبسي» قد يتكرر بصيغة أخرى: عندما يعانق الدكتاتور الأطفال في مناسبة. آه! ومَن مِن هؤلاء لم «يتصوّر» بألبوم صور وهو يحمل طفلاً، أو يتلقى باقة ورد من طفل، أو يُقبّل طفلاً ويدغدغ شعره بلمسة حنان لا حدود لها. المضحك هنا تماماً، كما من قبل، أن سفاحاً نحر الرضّع في أحضان أمهاتهم، والأطفال، بالألوف، يظهر في مشهدية حُنُو، وأبوة، وأخوة، وأمومة (فالدكتاتور هو الأب والأم والأخت والأخ والجار والراعي). مشهد مألوف لا يختلف تماماً عن آخر يمثل الدكتاتور وهو يُصلي في الجامع أو في الكنيسة أو الكنيست: الله! جنون الدين في عينيه المسبلتين كغيوم نازلة من السماء. احتشاد الإيمان في جيبنه. التقوى على شفاهه. المحبة بين أضراسه. العطف بين أردافه! إنه مشهد كوميدي هزلي بامتياز، لأنه سخيف. وتافه. لعبة أدوار يجسدها سخفاء اسمهم الدكتاتوريون! إذا أردتم أن تتسلّوا، فما عليكم إلاّ التفرّج على هؤلاء في الشاشات الكبيرة أو الصغيرة... فإدمانهم التقوى أعلى قمة من السخرية أي من التدمير... أي من الضحك القاتل!

وهنا علينا أن نكمل المشهديات العارمة والمتخمة، وهي الأكثر مثاراً للضحك: الإرهابيون يعتلون المنابر ليدينوا الإرهاب. تأملوا هذه اللعبة الغريبة: نتنياهو يرفع صوته بلا حاجبيه، ويخفض حاجبيه بلا بطنه، ويصرخ بصوت نشاز: سنحارب الإرهاب. يقصد المقاومة الفلسطينية أف! حتى عندما لا ترى نتنياهو وتقرأ إعلانه تغفو من الضحك. بشار الأسد وضع عنوان «نضاله» ضد شعبه «مكافحة» الإرهاب! فما أرنّ كلمات الإرهاب في صوت إرهابي! وعندما تراه وهو يحاضر في ضرورة التزام مكافحة الإرهاب، ترفع يديك إلى وجهك، لتخفي ضحكة فاقعة ومفقوعة! هنا ما بين الشخص والكلام، ما بين المضمون واللفظ، تكمن المفارقة الهزلية... وهذا نوري المالكي، إرهابي من نوع قديم ومستهلك، يزمزم شفتيه، ويضبط عينيه، ويهتف بمحاربة الإرهاب! من أين كل هذا الضحك غير الشافي ولا الناجع. وعندنا في المقابل حزب الله الذي يتصدّر قائمة محاربي الإرهاب، وهو موصوف أصلاً بالإرهاب. وهذا لعمري، ما يجعلك كلما سمعت من حزب الله كلمة إرهاب، تفتح النافذة لتعينك على وقف ضحكة مدوية! كل هذا من هزليات الحزب الموروثة عن كوميديا ولاية الفقيه!

ونظن أن عبارة «وشر البليّة ما يُضحك» هي أفضل ما يُقال عن المهرجين من دكتاتوريين، وأبناء دكتاتوريين! لكن، متى ترى سنكف عن هذا النوع من الضحك، المليء بالدمع، والقتل، والمرارة، والجنون.

 

الشيزوفرينيا الحريرية مستمرة

 عبدو شامي

لا يزال "تيار المستقبل" يعاني تخبّطًا واضحًا في سياسته وتناقضًا واضحًا بين شعاراته وأفعاله، فالسلوك لا يتناسب مع التفكير المنسلخ بدوره عن واقع الحال، والشيزوفرينيا مستمرة... هذا باختصار ما أكّده الرئيس سعد الحريري في خطابه الأخير في 18/7/2014.

سنتعامل مع خطاب "الحريري" بالمعيار الذي شدّد عليه في كلمته حيث قال بثقة وحزم: "نحن سنبقى صوت العقل، ومنحازين الى العقل، ومتأكدين من انتصار العقل"؛ ونحن بدورنا بناء على العقل ورافعين صوت العقل سنتاول بالتحليل جانب "مكافحة الإرهاب" الذي خصص له الحريري مساحة مهمة من خطابه، حيث اعتبر أن "هناك من يحاول تزوير إنجازات الخطة الأمنية وتصويرها على أنّها خطة موجهة ضدّ السُنّة في لبنان"، قال ذلك بعد تأكيده على أن "الدولة هي المسؤولة عن حماية المواطنين والدولة هي المعنية حصراً بملاحقة ومداهمة أوكار الإرهاب والإجرام، وهذا ما يقوم به بنجاح واقتدار الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وسائر الأجهزة الأمنية والقضائية"، ثم ما لبث أن أعلن "أن كل تنظيم يرمي بالشباب إلى التهلكة والتفجير هو بالنسبة لنا إرهاب وعدوّ للبنان". ربطًا بين هذه الجمل الحريرية الشيزوفرينية الثلاث يحق للعقل أن يسأل:

 إذا كان الحزب الإيراني تنظيمًا إرهابيًا وعدوًا للبنان لأنه "يرمي بالشباب الى التهلكة" على حد وصف الحريري، كيف لنا أن نعتبر أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها في مكافحة الإرهاب "بنجاح واقتدار" فيما هي لا تلاحق هذا الحزب ولا تكافح إرهابه ولا توقف مرتكبي جرائمه (على سبيل المثال لا الحصر قتلة الرئيس رفيق الحريري والمناضل هاشم السلمان وإرهابيو 7أيار...) بل تبقي له الحدود مشرعة ذهابًا وإيابًا رعاية وتسهيلاً منها لإرهابه في سوريا؟! هل تستقيم بعد هذه الشراكة والتغطية مطالبة الحزب بالانسحاب من سوريا؟!

 عقلاً، أين "النجاح والاقتدار" في سقوط قرية "الطفيل اللبنانية بيد ميليشيا الحزب الإرهابي وعصابات "الأسد" بعد أن دخلها الجيش والقوى الأمنية لحمايتها؟! أين لمح "الحريري" هذا "النجاح والاقتدار" في عدم توقيف مطلقي النار نحو بعبدا وطريق الجديدة من أسطح أبنية الضاحية الجنوبية وهم معروفون صورة وهوية؟!

عقلاً، أين لمس "الحريري" الاقتدار والنجاح في وقوف أجهزة الدولة وجيشها متفرجين على العرض العسكري الظاهر الذي نظمه الحزب جهارًا نهارًا في بعض "قراه" البقاعية مسيّرًا الآليات العسكرية من راجمات صواريخ وناقلات جند وسواها من الأسلحة والاعتدة والعناصر المسلحة؟!

عقلاً، بعد تراكم هذه الحوادث الفضائحية ومشاهدة المواطن اللبناني لما يحدث في طرابلس والشمال وسواها من المناطق من ملاحقة المعارضين السوريين والمتضامنين معهم من اللبنانين ثم إيقافهم أو التضييق عليهم... ألا يحق له أن يستنتج أو حتى أن يتساءل عما إذا كانت الخطة الأمنية موجهة ضد السنّة في لبنان، وعما إذا كان "تيار المستقبل" ارتضى لنفسه بتسلّمه وزارتي الداخلية والعدل أن يمارس عمل "الصحوات" في حكومة الاحتلال الفارسي على غرار النموذج العراقي بحيث يتم ضرب السنّة بالسنّة تفاديا للبُعد الطائفي وحساسياته فيما تبقى سلطات الاحتلال الارهابية تمارس إجرامها في الداخل والخارج حرة طليقة اليدين؟!

 نعم، صحيح أن الحريري اعترف بحصول تجاوزات من بعض الاجهزة الامنية من اعتقال عشوائي وانتهاك لحقوق المواطنين السياسية، واعتبرها أعمالا مرفوضة، لكن ما تفسير أن تكون تلك التجاوزات تمارس دائمًا ضد فئة معيّنة هي "السنّة" فيما لا أثر لتلك التجاوزات ولا حتى لإحقاق الحق وتطبيق أبسط القوانين على الحزب الارهابي وممارساته القذرة في حق الدولة والمواطنين؟

 تبقى نصيحتان لـ"الشيخ سعد"، الأولى بتجنّب استعمال الأفعال والأدوات والعبارات التي تفيد الجزم في المواقف التي يطلقها في خطاباته، فالتاريخ أثبت أن لا ثابت عند التيار الأزرق سوى الموقف السعودي الذي عليه مدار العمل. أما النصيحة الثانية فهي بصياغة الخطابات على أنها موجهة الى الخصوم أو المعارضين قبل المناصرين، لإنه إذا استطاع اقناع خصمه أو مواجهته بصوت العقل والمنطق والحجة فسيكون اقناعه لجمهوره تحصيل حاصل، أما أن تُصاغ الخطابات على أنها موجهة الى الجمهور الذي قتل في نفسه حاسة النقد وسلّم عقله الى زعيمه، فعندئذ لن نكون إلا أمام خطاب شيزوفريني من هذا القبيل على الأقل في شقه المتعلق بـ "مكافحة الارهاب" موضوع النقاش.

 

لماذا شجعت «حماس» العملية البرية في غزة؟

سليم نصار/الحياة

بعدما اختير أحمد الشقيري رئيساً للمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير (1964)، قام بزيارة لبيكين يرافقه عضو اللجنة الدائمة عبدالمحسن قطّان. واستقبلهما الزعيم ماوتسي تونغ بحضور وزير الخارجية شو ان لاي، ليستمع الى الشقيري الذي باشر حديثه بشكر الصين الشعبية على دورها المؤيد للقضية الفلسطينية عبر سياسة دول عدم الانحياز. وهاجم الشقيري الدول الغربية، وفي طليعتها الولايات المتحدة، ثم طلب من ماوتسي تونغ تزويده بنصائح واختبارات عملية ربما تعينه لدحر العدو الصهيوني. وأخبره أن مؤتمر القمة العربي قرر إعداد الشعب الفلسطيني عسكرياً بهدف مواصلة معركة التحرير.

وأعرب الزعيم الصيني عن سروره لسماع نبأ تكوين قوات فلسطينية مسلحة، وأوصى الشقيري بأهمية حفر خنادق، استعداداً لحرب طويلة مع العدو.

وبعد انتهاء اللقاء، طلب الشقيري من الزعيم الصيني توفير كمية من الكتب التي نشرها حول مسيرة الألف ميل، مبدياً الرغبة في توزيعها على قادة المقاومة الفلسطينية. عندئذ ابتسم ماوتسي تونغ، ورد على اقتراح الزائر العربي بإسدائه نصيحة حملت بعض اختباراته، وقال: أخشى ما أخشاه هو أن يكدس المقاتل كمية الكتب أمامه بطريقة تفقده وضوح الرؤية الصحيحة لمواصلة معركة التحرير. وكانت تلك العبارة الرمزية بمثابة جرس إنذار سمع الشقيري وقطان من خلاله معنى الرسالة التي بعث بها الزعيم الصيني الى المجاهدين الفلسطينيين.

عقب هزيمة حرب حزيران (يونيو) 1967، قدّم أحمد الشقيري استقالته من قيادة منظمة التحرير. وظل هذا المركز شاغراً مدة سنتين تقريباً، الى أن اختير ياسر عرفات لتولي هذه المهمة عام 1969.

ويبدو أن الطموحات الشخصية لعرفات في الاستيلاء على الأردن، شجعت الملك حسين ووصفي التل على استخدام الجيش لسحق محاولته. وبعد قتال مرير، أمر العاهل الأردني بطرد عرفات الى سورية مع أعضاء منظمته. وفي غضون فترة قصيرة، أمر الرئيس حافظ الأسد بطرد ياسر عرفات وأعضاء منظمته الى لبنان.

وبسبب سياسة اللين التي أظهرها أبو عمار حيال قضم أراضي الضفة الغربية ومضاعفة عدد المستوطنات، أعلن الشيخ أحمد ياسين عن تأسيس حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقد حرص على انتقاء عناصرها من بيئة محافظة، متشددة، لا تقبل بالتفاوض مع العدو الصهيوني.

وفي سبيل إحياء ذكرى شهداء الثورة الفلسطينية، أنشأ الشيخ ياسين «كتائب القسّام» التي تُعتَبَر الذراع العسكرية لحركة «حماس». وهي تضم مجموعة من المتطوعين الذين يؤمنون بضرورة الاهتداء بأعمال الشيخ عزالدين القسّام ومواقفه الوطنية المشرّفة.

يذكر المؤرخون أن الشيخ عزالدين القسّام عاش في اللاذقية، وانخرط في صفوف الحركة المناهضة للانتداب الفرنسي. ولم يغفر له الفرنسيون تشجيعه على مقاومتهم، لذلك ظلوا يلاحقونه ويضايقونه الى أن غادر سورية وانتقل الى حيفا. ولما علم الحاج أمين الحسيني بوجوده عام 1928، اتصل به ورحب بقدومه، ثم عيّنه مدرساً وواعظاً لـ «جامع الاستقلال» في حيفا. وبعد فترة وجيزة، ذاع صيته لدى زعماء الأحزاب الفلسطينية، وانتشرت توجيهاته الوطنية داخل صفوف المواطنين.

وكان من الطبيعي أن تثير هذه الصفات الصلبة قلق الانكليز الذين وضعوه تحت المراقبة، خصوصاً بعد انضمامه الى «الحزب العربي الفلسطيني» منتصف عام 1935. ولاحظت حكومة الانتداب أن الشيخ القسّام كان يعقد اجتماعات سرية في منزله، وذلك بحضور عدد كبير من زعماء الأحزاب والمتعاطفين مع سياسته.

ومنعاً لاستمرار المراقبة، اقترح الحاج أمين الحسيني على صديقه الشيخ عزالدين إنشاء منظمة سرية مسلحة يتولى هو إدارة شؤونها وتنظيم نشاطاتها. وقد تجاوب الشيخ مع رغبة الحاج، بحيث إنه وضع، وللمرة الأولى في فلسطين، ميثاق منظمة تتداخل فيها السياسة بالدين، ويقسم أعضاؤها يمين الولاء والطاعة. وقد تميزت نشاطات تلك المنظمة بالكتمان الشديد، وبانتشار عملياتها في مختلف المدن الفلسطينية.

في الذكرى 18 لصدور وعد بلفور، قرر الشيخ عزالدين القسّام إعلان الثورة على الحكم البريطاني. وحدث أن علم أحد ضباط الأمن العام بالخطة، فأبلغ عنها سلطات الانتداب. وقبل أن تبدأ ساعة الصفر، حاصرت القوات البريطانية أحراش «يعبد» حيث تجمعت حشود المجاهدين. ودارت في ذلك المكان النائي معركة فاصلة استشهد فيها القسّام وعدد من رفاقه (17 تشرين الثاني - نوفمبر 1935). وعلم «القسّاميون» بالخيانة التي ارتكبها ضابط الأمن العام أحمد نايف، فاغتالوه في مدينة حيفا. ولم يُضعف استشهاد عزالدين القسّام من عزيمة رفاقه الذين التحقوا بثورة فلسطين عام 1936.

ومن مواقف تلك الثورة، صاغ الشيخ أحمد ياسين مبادئ حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، معتبراً الشيخ عزالدين القسّام بطلها الرمزي والنموذج الذي يستلهمه الفلسطينيون في كفاحهم الطويل.

ولما قتِل المؤسس الشيخ ياسين في غارة اسرائيلية استهدفته عام 2004، تولى من بعده رئاسة المكتب السياسي خالد مشعل بمعاونة عدد من مسؤولي «حماس»، في مقدمهم نائبه إسماعيل هنية. لهذا السبب وسواه يرى المراقبون أن «الموساد» يحرص على تعقب مجاهدي «حماس» بهدف تصفيتهم مثلما فعل مع القائد العسكري في الحركة محمود المبحوح. وقد تمت عملية الاغتيال في أحد فنادق دبي، في 19 كانون الثاني (يناير) 2010، أي أثناء ترتيب المصالحة بين «فتح» و «حماس» استعداداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية. علماً أن مصر في حينه جعلت من شروط تسوية مسألة الأنفاق، قيام حكومة مشتركة تضم الفريقين.

ومن المؤكد أن الحكومة الاسرائيلية كانت ترفض اشتراك «حماس» في حكومة مصالحة وطنية. ومثل هذا الرفض يلقي الكثير من الشكوك حول الجهة التي خطفت الشبان الاسرائيليين وقتلتهم. خصوصاً أن هذه العملية نُفذت أثناء أزمة معيشية خانقة يعاني أهل غزة من تداعياتها المؤلمة. فالإدارة مفلسة لا تملك المال الكافي لدفع رواتب الموظفين، أو تأمين الكهرباء والماء لمليون وسبعمئة ألف نسمة. أما نسبة العاطلين من العمل فتقترب من الخمسين في المئة.

وعندما عقد المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للبحث في قرار الرد على صواريخ «حماس» أو غزو القطاع بالدبابات، تحفظ وزير الدفاع موشيه يعلون على الموقفين. وقال في الدفاع عن رأيه، إن محاولة إجراء عملية عسكرية واسعة شبيهة بعملتي «الرصاص المصبوب» و «عمود السحاب»، ليست واردة. والسبب أنها تقوي نفوذ «حماس» داخل القطاع... وتضعف دور محمود عباس داخل الضفة الغربية. إضافة الى ذلك، فإن الرسالة الشفهية التي حملت تحذير الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تعارض كل إجراء يؤذي أهل غزة. وهو يرى أن قتل المسلمين في شهر رمضان المبارك سينعكس بشكل سلبي على الحكم، ويقوي موقف «الاخوان المسلمين» و «حماس».

يقول «الفتحيون» إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أُصيب بخيبة أمل مريرة، لأنه توقع إنجازاً إستراتيجياً قد يكون الأكبر خلال فترة ولايته. وربما أراد إنهاء حياته السياسية باتفاق الوحدة مع «حماس» تمهيداً للانسحاب من ساحة السلطة آخر هذه السنة. أي عندما يبلغ الثمانين من عمره. وهذا ما يفسر إلحاحه بضرورة الإفراج عن خلفه مروان البرغوثي.

المفارقة التي فاجأت الجميع هي السرعة التي وافقت فيها «حماس» على حكومة الوحدة من دون شروط. خصوصاً أن تلك الموافقة شملت كل الشروط التي رفضتها سابقاً. ثم تبين أن مصر وعدت بفتح معبر رفح الذي تعتبره إدارة غزة منفذاً حيوياً يصعب التغاضي عنه. ويتحدث الاتفاق، الذي عُقِد بين «حماس» والسلطة الفلسطينية، عن انتشار أمني على طول الحدود مع مصر، تنفذه خمس كتائب من الحرس الرئاسي الفلسطيني المعروفة بكتائب «دايتون».ومع وجود هذه الكتائب، طالبت اسرائيل بضرورة إحياء الاتفاقات القديمة التي كانت تنظم إدارة معبر رفح قبل سيطرة «حماس» على القطاع. وتشمل تلك الاتفاقيات وجوداً اسرائيلياً دائماً مع التحكم بأجهزة المراقبة الالكترونية.

الملاحظ أن حكومة الوحدة الوطنية لم تبحث في الشؤون الأمنية المتعلقة بسلطة «حماس». ذلك أن كتائب القسّام - ذراع «حماس» العسكرية - لا تخضع لحكومة السلطة في رام الله... ولا لحكومة الوحدة الجديدة. من هنا حصرت مصر مسؤولية هذا الموضوع الحساس بلواء متخصص بالشأن الفلسطيني الداخلي.

وقد واجه هذا اللواء أزمة ثقة فور تعيين الدكتور رامي الحمدالله رئيساً للحكومة ووزيراً للداخلية. والسبب أن قوات الأمن تخضع عادة لوزارة الداخلية، في حين تعتبر «حماس» مخازن السلاح والصواريخ قطاعاً مستقلاً لا يجوز إخضاعه لإمرة أحد. لذلك اقترح أبو مازن اختيار وزيرين للداخلية، الأول «فتحاوي»، مسؤول عن الشؤون المدنية... والثاني «حمساوي»، مسؤول عن شؤون الأمن الداخلي.

يُستَدَل من مضاعفات الهدنة الهشّة التي اقترحتها الأمم المتحدة، أن قيادة «حماس» مترددة في الموافقة على وقف إطلاق النار، لأسباب ترفض الافصاح عنها.

ويرى محللون أن أسباب التردد مردها الى الخسارة البشرية التي منيت بها، زائد خسارة البنى التحتية للمصانع ومنصات الصواريخ وعشرات الأبنية التي تهدمت فوق رؤوس ساكنيها. وقد جاء في صحيفة اميركية أن «حماس» أطلقت مئات الصواريخ لتقتل اسرائيلياً واحداً... وأن النتائج ستنعكس بشكل سلبي على الشارع الغزاوي الذي يصحو على ضخامة الخسائر في حال انتهت المعركة من دون رابح.

وفي ضوء هذه الحقائق، يرى المراسلون في اسرائيل أن حاجة نتانياهو الى الإقدام على شن عملية محدودة قد يكون الحل المفاجئ في حال فشلت وساطات مصر وقطر وتركيا والأمم المتحدة. وهم يتوقعون ألا تستمر العملية أكثر من شهر تجري خلالها أعمال تمشيط واسعة تشمل مرابض الصواريخ والمصانع الحربية ومخازن الأسلحة.

في هذه الحال، يبدو أن «حماس» مستعدة لمثل هذا التصعيد لأن الصواريخ المضادة للدروع والدبابات، التي هربتها عبر الأنفاق في عهد الرئيس محمد مرسي، لم تُستَعمَل بعد.

 

الاشتباكات الحدودية و"احتلال" الطفيل "قطعت الاتصال" بين حزب الله والاجهزة الامنية

نهارنت/كشفت المعلومات الصحافية عن ان الاتصالات بين الاجهزة الامنية اللبنانية و"حزب الله" مقطوعة، حول الاحداث والاشتباكات الحدودية بين الحزب والمجموعات المسلحة. فقد نقلت صحيفة "الجمهورية"، السبت عن مصادر أمنية ان الاتصالات بين الطرفين "مقطوعة" بشأن ما يجري في القلمون وجرود عرسال والقرى البقاعية، خصوصاً بعد فشل مساعي ترتيب اوضاع بلدة الطفيل الحدودية اللبنانية. يُذكر انه في أواخر حزيران الفائت شهدت بلدة الطفيل البقاعية الحدودية حركة نزوح كثيفة "بعد دخول عناصر من حزب الله ومن الجيش السوري الى البلدة"، وفق ما أفادت المعلومات الصحافية آنذاك. وذلك، بعد ان كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد أعلن في نيسان الفائت انه تم وضع خطة لمساعدة اللبنانيين للخروج من بلدة الطفيل اللبنانية التي تقع داخل سوريا من خلال طريق آمن تشرف عليه القوة الشرعية اللبنانية "على الا يدخل بينهم اي معارض سوري مسلح". وتقع بلدة الطفيل تقع في أقصى جرود سلسلة لبنان الشرقية في نقطة تداخل في الجغرافيا السورية بعمق نحو 24 كيلومتراً، وتحيط بها الأراضي السورية من ثلاث جهات، الشمال والشرق والجنوب، ولكن إلى الغرب منها تقع بلدات حام ومعربون وبريتال اللبنانية. ومن المعلوم أن لا طريق يصل بين الاراضي اللبنانية وبينها. ويبلغ عدد سكان الطفيل أكثر من خمسة آلاف لبناني من المسلمين والمسيحيين، منهم أكثر من 25 عنصرا في الجيش اللبناني، وفق اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان.

الى ذلك، أكدت مصادر "الجمهورية" ان القوى الامنية والعسكرية اللبنانية تقوم بالمهام التي كُلّفت بها في الأراضي اللبنانية كمنع أعمال التسلل إليها وتوفير الحد الأدنى من الإستقرار في المنطقة ومنع انتقال ما يجري في الأراضي السورية الى الداخل اللبناني. من جهة أخرى، لفتت الصحيفة الى ان المعارك بين "حزب الله" والمسلحين في السلسلة الشرقية لجبال لبنان لا تزال مستمرة، لافتة الى "التناغم قائم بين الجيش السوري النظامي وعناصر حزب الله المشاركة في الازمة السورية. يُذكر ان السلسلة الشرقية لجبال لبنان تشهد منذ الأحد الماضي، اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة تابعة بمعظمها لـ"جبهة النصرة"، و"حزب الله"، فضلاً عن غارات شنها الطيران الحربي السوري على مناطق جرد عرسال وبساتين وادي نحلة ويونين وفليطا وقارة.

 

يوم دموي في غزة يرفع حصيلة القتلى الى 342 و"إنزال" للقسام يقتل جنديين إسرائيليين

نهارنت/يوم دموي آخر شهده قطاع غزة السبت بسقوط 44 قتيلا على الاقل في غارات جوية اسرائيلية وعمليات قصف متواصلة منذ بدء الهجوم في الثامن من تموز لترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى 342 رغم دعوات المجتمع الدولي للتهدئة.من الجهة الأخرى أعلنت كتائب "عز الدين القسام" عن عمليتي تسلل إلى مواقع إسرائيلية وقتل 11 عسكريا إسرائيليا اعترفت اسرائيل بمقتل اثنين منهما.

وفي اليوم الثاني عشر للهجوم الاسرائيلي على القطاع المحاصر، وبعد بدء العملية البرية، قال الجيش الاسرائيلي انه صد محاولة تسلل عبر احد الانفاق من وسط قطاع غزة. ووقعت اشتباكات بين الطرفين قتل خلالها مقاتل فلسطيني وجرح جنديان اسرائيليان. واعلن الجيش الاسرائيلي في وقت لاحق عن مقتل جنديين على يد مجموعة كوماندوس فلسطينية تسللت من احد الانفاق من قطاع غزة الى اسرائيل. ويرتفع بذلك الى ثلاثة عدد القتلى في صفوف الجيش الاسرائيلي بعد ان كان قتل جندي في وقت سابق ب"نيران صديقة" لدى بداية الهجوم البري. وفي بيان اصدرته في غزة اعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس انها "نفذت عملية إنزال خلف خطوط العدو وقتلت 6 جنود وأبادت 3 جيبات وغنمت بندقيتين وشارك في العملية 12 مجاهدا". ومساء كشفت عن اشتباك "من مسافة متر ونصف مع العدو وأكد مجاهدينا قتل 5 جنود (إسرائيليين) بالرصاص 3 في الرأس و2 في مناطق مختلفة من الجسم وعاد المجاهدون بسلام". وفي غزة قتل 44 شخصا على الاقل السبت لترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى 342 بالاضافة الى حوالى 2400 جريح منذ بدء الهجوم الاسرائيلي. ووفق الامم المتحدة يشكل المدنيون اكثر من ثلاثة ارباع الضحايا الفلسطينيين، وتحدثت منظمة الامم المتحدة للطفولة عن مقتل 73 قاصرا على الاقل.

ومن الجهة الاسرائيلية قتل بدوي جراء انفجار صاروخ اطلق من قطاع غزة وسقط قرب مدينة ديمونا ليرتفع عدد القتلى المدنيين الاسرائيليين منذ بدء الهجوم في الثامن من تموز الى اثنين. ومنذ يوم الخميس سقط حوالى 90 صاروخا من قطاع غزة في اسرائيل. اما القوات الاسرائيلية فاستهدفت 240 موقعا "ارهابيا" من بينها عشرة انفاق و22 مدخلا للانفاق. كما تحدث الجيش الاسرائيلي عن قتل حمار يحمل متفجرات في رفح (جنوب). واعلنت اسرائيل عن توسيع عملياتها البرية وخصوصا ضد الانفاق التي لا يمكن استهدافها بالغارات الجوية. وتوقع رئيس الاركان الاسرائيلي بيني غانتز المرور "باوقات صعبة"، ولكنه اكد ان "حماس ومنظمات ارهابية اخرى ضربت بقوة". وقال مصدر عسكري للاعلام انه "اذا كانت حماس لا تريد وقف اطلاق النار فمن الممكن اتخاذ قرار باستراتيجية جديدة (...) قد نوسع العملية مع قوات اضافية".

وحركت اسرائيل 53200 جندي من اصل 65 الف جندي احتياط وافقت عليهم الحكومة. وبحسب متحدث عسكري فان القوات الاسرائيلية، من مدافع ودبابات، لا زالت في "ضواحي" المناطق المدنية القريبة من الحدود. وشرح بيتر ليرنر ان "ذلك يمنحنا الافضلية من اجل احتلال الانفاق والحد من نقاط الاحتكاك"، مشيرا الى انه "تحت قطاع غزة، هناك غزة اخرى تحت الارض". وطلب الجيش الاسرائيلي من سكان مناطق البريج والمغازي (وسط) وحي التركمان (شمال) وحيي الجديدة والشجاعية في مدينة غزة اخلاء منازلهم في هذا القطاع الذي لا تتخطى مساحته 362 كلم مربعا ويعيش فيه 1,8 مليون نسمة في حالة من المعاناة الدائمة. واعلنت الامم المتحدة في غزة انها استقبلت اكثر من 50 الف نازح وتخشى ان يرتفع العدد اكثر.

وعلى الصعيد الدبلوماسي لم يسجل اي تقدم من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار، وكانت حركة حماس رفضت مبادرة مصرية للتهدئة. ومنع الجيش المصري السبت قافلة تضم نشطاء وتحمل مساعدات طبية من الوصول الى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة. ولم يهدأ الحراك الدبلوماسي اذ يصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الشرق الاوسط السبت او صباح الاحد لدعم جهود التهدئة.  واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في القاهرة ان ارساء وقف اطلاق نار في غزة امر "عاجل وملح"، مجددا تأكيد "دعمه" للمبادرة المصرية للتهدئة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس).

ومن عمان اعتبر فابيوس ان التوصل الى وقف لاطلاق النار يعد "اولوية مطلقة" لبلاده، مؤكدا ان المبادرة المصرية تحظى بدعم دولي. ويلتقي فابيوس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء السبت في اسرائيل. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعرب الجمعة عن قلقه ازاء "مخاطر تصاعد العنف". اما اهل غزة فيرفعون اصواتهم ضد اسرائيل التي دمرت المباني والمنازل وحولتها الى انقاض. ويقول عدنان هاشم وهو يقف بين انقاض المبنى السكني الذي كان يقطنه "هذه جريمة (...) لم يقصفوا مقاتلين، بل اربعة طوابق تعود لمدنيين. هذا هو ارهاب دولة اسرائيل". وبرغم الدمار اكد رئيس الحكومة الاسرائيلية انه لا يضمن نجاح العملية العسكرية، وهي الرابعة منذ انسحاب اسرائيل من قطاع غزة في 2005. ودعما لقطاع غزة، تظاهر الآلاف في لندن والمئات في باريس برغم حظر اقرته السلطات الفرنسية. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ان "الذين يريدون التظاهر باي ثمن سيتحملون المسؤولية". وكالة الصحافة الفرنسية نهارنت اسوشيتد برس

 

مبادرة الحريري بعيون "14 آذار": قطع الطريق أمام المؤتمر التأسيسي

 خالد موسى/كان اللبنانيون أمس الأول على موعد مع من يعمل من أجل مصلحة لبنان واللبنانيين أولاً الرئيس سعد رفيق الحريري في كلمته في إفطار "تيار المستقبل" السنوي، والتي شكلت "خريطة طريق" للمرحلة المقبلة، في سلم أولويتها إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن قبل الدخول في أي إنتخابات نيابية أو تمديد لمجلس النواب. الحريري لم يتحدث باسم "المستقبل" فحسب بل قوى "14 آذار" وهو "الائتلاف العابر للطوائف، معياره الأساسي المصلحة الوطنية، وهو النموذج المقترح لكل الدول من حولنا، بحسب ما شدد عليه الرئيس الحريري الذي أعطى تطمينات جديدة وحقيقية الى المسيحيين في ظل ما يتعرضون له في المحيط، وفي ظل الدعوات الى المثالثة بعيداً عن صيغة العيش المشترك والمناصفة التي عمل من أجلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر "اتفاق الطائف".

جنجنيان : مبادرة مشكورة تشدد على ثوابت "14 آذار" وتطمئن المسيحيين

هذه المبادرة التي كان ينتظرها اللبنانيون الخصوم قبل الحلفاء، رأى فيها عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب شانت جنجنيان "مبادرة مشكورة، تشدد على الثوابت الرئيسية التي تنادي بها قوى "14 آذار" والذي أعاد وذكر اللبنانيين بها وفي طليعتها إنتخاب رئيس جديد للجمهورية"، لافتاً الى أن "النقاط التي طرحها الرئيس الحريري من شأنها تطمين اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين، بعد كل هذه المعمعات التي حصلت والضجة التي حصلت على المؤتمر التأسيسي التي يحاول "حزب الله" ومعه الجنرال عون التسويق له، والذي نرفضه رفضاً قاطعاً، وهذه من أهم النقاط التي طرحها الرئيس الحريري والتي تقطع الطريق أمام المؤتمر التأسيسي". وشدد في حديث خاص لموقع "14 آذار"، على أن "أهم ما ذكره الرئيس الحريري هو التشديد على إنتخاب رئيس جديد للجمهورية و إنهاء حال الفراغ الموجودة"، مشيراً الى "ضرورة أن تلاقي قوى "8 آذار" مبادرة الرئيس الحريري بمبادرة أخرى إيجابية تساهم في حلحلة الأمور وإخراج البلد من حال الشغور الذي يمر فيه".

الهبر: خارطة طريق لإنقاذ الجمهورية

من جهته، اعتبر عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر، في حديث خاص لموقعنا، أن "الثوابت التي تحدث عنها الرئيس الحريري هي ثوابت "14 آذار"، تحديداً بالإنفتاح حيال موضوع رئاسة الجمهورية من أجل إنقاذ الجمهورية، وعلى المناصفة المسيحية – الإسلامية وتطبيق الدستور والمحافظة على الطائف مع الأمل بالتطويره في المستقبل، وعودة حزب الله من سوريا الى كنف الدولة، وعودة لبنان الى سابق عهده وهذا مطلب وطني ومطلب قوى "14 آذار" و"المستقبل" ويشكر عليه"، لافتاً الى أنه "بعودة لبنان الى سابق عهده، ما يعني عودة دولة المؤسسات، وعدم التفلت خصوصاً في المربعات الأمني، وأهمها في موضوع رئاسة الجمهورية". وأشار الى أن "تعطيل الرئاسة بمثابة خيانة وطنية، لأن هذه الرئاسة تؤثر على مسار تطبيق الدستور، وعلى مستوى مجلس النواب والحكومة، وهناك عدم تسهيل للممارسة الدستورية وللقوانين في لبنان، في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، ومن أجل ذلك فإن إنقاذ الجمهورية مطلب أساسي لإستقامة الأمور في الدولة"، لافتاً الى أن "وظيفة مجلس النواب بحسب الدستور أن لا يشرع إلا إنتخاب رئيس للجمهورية، أي هو بمثابة هيئة إنتخاب فقط لا يحق له التشريع في ظل غياب، ومن لا ياتي الى المجلس هو من يعطل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وهم "حزب الله" و "عون" طالما أن النائب عون سائر وفق قاعدة "أنا أو لا أحد"، كما يسير عليه الديكتاتور بشار الأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق".

 

شمعون لـ”السياسة”: قرار “حزب الله” ليس بيده

بيروت – “السياسة”: دعت مصادر نيابية مستقلة جميع القيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية من فريقي “8 و14 آذار”, إلى التجاوب مع خريطة الطريق التي أطلقها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري, بكثير من الجدية والإيجابية, باعتبارها المخرج الوحيد لإنهاء مسألة الشغور الرئاسي وانتقال البلد من حال المراوحة والجمود السياسي, إلى حلحلة كل المسائل الخلافية, بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية, وصولاً إلى إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في نوفمبر الثاني المقبل. وفي هذا السياق, توقع رئيس “حزب الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون, في اتصال مع “السياسة”, عدم تجاوب فريق “8 آذار” مع مبادرة الحريري, وسأل: كيف يمكن لحزب الله القبول بهكذا مبادرة وهو يعرف أن قرار دخوله الحرب في سورية ليس في يده وكذلك فإن قرار انسحابه من سورية هو بيد إيران والولي الفقيه الإيراني? وقال إن الأمين العام ل¯”حزب الله” السيد حسن نصر الله لا يستطيع أن يتخذ هكذا قرار من دون الرجوع إلى الولي الفقيه الإيراني, متسائلاً هل فكر المسؤولون في “حزب الله” أبعد من أنوفهم? وكيف سيتعايشون في المستقبل مع باقي الطوائف اللبنانية? وهل يستحق لبنان كل هذا العداء من “حزب الله” مقابل حفنة من الدولارات? واضاف: إذا كان باعتقادهم أنهم يستطيعون شراء لبنان بالمال الإيراني النظيف لإقامة جمهورية إسلامية تابعة لإيران فهم مخطئون, مستغرباً موقف نواب تكتل “التغيير والإصلاح” الذين يدافعون زوراً عن “حزب الله”. وسأل: على ماذا يراهن عون وجماعته? وماذا يستفيدون من إنهاء الجمهورية في لبنان? في المقابل, قال عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب فادي الأعور ل¯”السياسة”, إن الحريري لم يأتِ بأي جديد, باستثناء طرحه مجموعة من المواقف, “لا بل زاد تطرفاً في تعاطيه مع “حزب الله” وهو مستمر في هذا الاتجاه للحفاظ على الأكثرية النيابية. ومن هنا ندرك تمسكه بانتخاب رئيس الجمهورية وقطع الطريق على اقتراح إجراء انتخابات نيابية وتأجيل الاستحقاق الرئاسي”. واضاف: طالما هو مالك الأكثرية النيابية, فمعنى ذلك أنه يريد الإمساك بزمام الأمور ليأتي برئيس جمهورية يكون إلى جانب “14 آذار”

 

الأسد يعيد تسمية نجاح العطار نائبة له من دون التطرق الى الشرع

وكالة الصحافة الفرنسية

اعاد الرئيس السوري بشار الاسد السبت تسمية نجاح العطار نائبة له، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، من دون التطرق الى نائبه الاول فاروق الشرع الذي يغيب عن الساحة السياسية منذ اكثر من عام ونصف عام اثر تباينات مع الاسد. والتعيين هو الاول يصدره الاسد منذ اعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة من سبع سنوات في انتخابات اعتبرتها المعارضة والدول الغربية الداعمة "مهزلة". كما يأتي بعد ايام من ادائه اليمين الدستورية الاربعاء. وقالت الوكالة "اصدر السيد الرئيس بشار الاسد مرسوما يقضي بتسمية الدكتورة نجاح العطار نائبا لرئيس الجمهورية"، وهو المنصب الذي تشغله منذ العام 2006.

وفوض المرسوم العطار، وهي سنية تبلغ من العمر 81 عاما، "بمتابعة تنفيذ السياسة الثقافية في اطار توجيهات رئيس الجمهورية"، علما انها شغلت منصب وزيرة الثقافة بين العامين 1976 و2000 في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد. ولم يأت المرسوم على ذكر النائب الاول لرئيس الجمهورية فاروق الشرع، او يسمي بديلا منه. وشغل الشرع (75 عاما) منصب وزير الخارجية طوال 22 عاما، قبل ان يعين نائبا اول لرئيس الجمهورية في العام 2006. وطرح الشرع، وهو سني من درعا (جنوب) التي شكلت مهد الاحتجاجات المناهضة للنظام، ان يؤدي دور الوسيط في الازمة. الا انه ابتعد منذ الحين عن الاضواء، باستثناء مرات نادرة منها ترؤسه في تموز 2011 لقاء تشاوريا للحوار الوطني السوري. وكان الشرع المسؤول الوحيد الذي اخرج الى العلن تبايناته مع مقاربة الرئيس بشار الاسد للازمة التي تعصف في البلاد منذ منتصف آذار 2011. وقال في مقابلة مع صحيفة "الاخبار" اللبنانية في كانون الاول 2012، ان الاسد "لا يخفي رغبته بحسم الامور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائي". اضاف "ليس في امكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريا، كما ان ما تقوم به قوات الامن ووحدات الجيش لن يحقق حسما". ودعا الشرع الذي طرح اسمه مرارا لاحتمال تولي سدة المسؤولية خلفا للاسد في حال التوافق على فترة انتقالية للخروج من الازمة، الى "تسوية تاريخية" تشمل الدول الاقليمية واعضاء مجلس الامن. واستبعد الشرع من القيادة القطرية لحزب البعث في تموز 2013.وبحسب الدستور، يحق "لرئيس الجمهورية أن يسمي نائباً له أو أكثر، وأن يفوضهم ببعض صلاحياته". ويتولى النائب الاول للرئيس صلاحياته في حال شغور المنصب او وجود "مانع موقت" يحول دون ممارسة مهامه.

 

جعجع لـ «الحياة»: الحركة الإقليمية لصالحنا

الحياة/ بيروت – وليد شقير 

قال سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية»، المرشح للرئاسة اللبنانية الذي تدعمه قوى «14 آذار» إنه لم يسحب ترشيحه ويرمه «في السلة بل قلت أنا مستعد لذلك شرط أن نجد شخصاً لديه الحد الأدنى من القناعات التي نؤمن بها». وأوضح جعجع في حديث الى «الحياة» تناول سبب عدم سحب ترشيحه كمقدمة للبحث عن مرشح توافقي، أنه «إذا انسحبت سيبقى (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي) العماد ميشال عون مرشحاً وسيطالبوننا بتأييده للرئاسة ولسنا مستعدين لأن نمشي به». وأثنى جعجع على مبادرة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أول من أمس بإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس الجمهورية، معتبراً أن موقف الحريري مبدئي وكنت أطلقته في مبادرتي «بأننا مستعدون لأي بحث جدي من أجل إتمام الاستحقاق الرئاسي».

وقال: «جربنا أن نتفاهم مع التيار الوطني الحر على اسمين أو ثلاثة ننزل بهم الى البرلمان (بدلاً من الإتيان برئيس من الأقوياء مباشرة) ويستمدون قوتهم منا، لكن التيار الوطني رفض وأصر على أن نصوت لعون...». وسأل: «مع من نطرح المرشح التوافقي إذا كان الفريق الآخر متمسك بعون؟». وأضاف: «أنا وضعت نفسي في موقع المستعد للانسحاب». واعتبر جعجع أن من يعطل ملء الشغور في الرئاسة هو «حزب الله» والعماد عون. وقال: «العماد عون هو الذي يعطل وحزب الله يرى أن الوضع يناسبه وليس مستعجلاً وعندما تأتي ساعة التفاوض يقول أريد هذا السعر لأزيل هذه العقبة...». وعن الاستعداد للحوار مع «حزب الله» قال جعجع إن الحزب «لا يريد التحاور ولا يريد التجاوب مع شيء ونحن مختلفون مع الحزب على المواضيع الأخرى في البلد أكثر من الرئاسة». ورأى أنه ليس بالضرورة أن يحصل انتخاب الرئيس «على الحامي». وقال إن معلوماته تقول إن الجانب الفرنسي «حاول أن يحض الطرف الإيراني على تسهيل انتخاب الرئيس في لبنان لكن من دون نتيجة». وعن قراءته للوضع الإقليمي، أوضح جعجع أنه في الأعوام السابقة «كان محور إيران – سورية موجوداً في شكل كامل في سورية وفي العراق، والآن هو أضعف بكثير، وإيران كانت تصنع أسلحة نووية والآن تفاوض كيف تخفض السلاح النووي». وأضاف: «المحور الآخر أضعف بكثير وتصوّر أين أصبح الوضع كي يضطر حزب الله لأن يقاتل في سورية. الحركة في الإقليم لصالح 14 آذار». من جهة أخرى، قالت مصادر وزارية إن رئيس الحكومة تمام سلام دعا الى جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس المقبل، بعدما أدى خلاف بين مكونات الحكومة على عدد من الملفات، منها ملف تعيينات العمداء في الجامعة اللبنانية، الى تعطيل مواصلة البحث في جدول الأعمال المطروح على مجلس الوزراء وعدم دعوة المجلس الى الانعقاد الأسبوع الماضي

 

 داعش» يُفرغ الموصل من المسيحيين

بغداد – «الحياة» 

خلت مدينة الموصل للمرة الأولى في تاريخها من سكانها المسيحيين، بعد أقل من 24 ساعة على تهديدات أطلقها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) طالبهم فيها بإشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة، وإلا تعرضوا للقتل، فيما جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى تشكيل حكومة تنال قبولاً وطنياً. وفي هذه الأثناء ألقت زيارة غامضة للأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إلى العراق أول من أمس الضوء على التطورات السياسية في البلاد. وقالت مصادر شيعية لـ«الحياة» إن شمخاني خرج من اللقاءات التي عقدها في بغداد والنجف بضرورة إبدال رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي. وأكدت المصادر أن شمخاني استمع من المرجع الشيعي علي السيستاني لموقف المرجعية الثابت من رفض الولاية الثالثة للمالكي. كما عقد شمخاني أمس لقاء مع زعيم كتلة «المواطن» عمار الحكيم شهد استعراضاً شاملاً للأزمات السياسية والأمنية في البلاد. وأضافت المصادر أن زيارة شمخاني أنهت الجدل حول موضوع الولاية الثالثة للمالكي وأن الساعات الماضية شهدت اتصالات مكثفة من قيادات في كتلة «دولة القانون» لترتيب ترشيح بديل عنه. وأضافت أن «دولة القانون» طرحت خمسة أسماء، هي: طارق نجم، وحسين الشهرستاني، وهادي العامري، وإبراهيم الجعفري، وفالح الفياض، لمنصب رئيس الوزراء وطلبت أن يوافق التحالف الوطني على ترشيح أحدهم. وأوضحت المصادر أن «القضية لم تُحسم بعد، فما زالت القوى الشيعية خارج دولة القانون متمسكة بترشيح أحمد الجلبي وعادل عبد المهدي، وأن يكون التصويت داخل البرلمان هو المعيار للفصل بين المرشحين الذين تقدمهم الكتلة».

من جهة أخرى، أعلن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف أمس، أنه نقل رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة إلى السيستاني تضمنت الحض على تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني. وقال ملادينوف في مؤتمر صحافي عقب لقاء السيستاني «ناقشنا قضايا عدة أهمها الحاجة إلى تشكيل حكومة جديدة وأن تحظى بالمقبولية والوطنية، وندعو القيادات لإنضاج رؤية جديدة لمواجهة الإرهاب والطائفية في العراق»، مطالباً «القيادات السياسية بالابتعاد عن الخطاب المتطرف ومساعدة النازحين والمهجرين كافة داخل البلاد، لأن هناك ما يزيد عن مليون شخص اليوم فقدوا مساكنهم». وقال ملادينوف: «نحن نشهد تياراً مقلقاً يستهدف الأقليات، ونحن قلقون أيضاً بشأن النساء والأطفال من النازحين، فالعراق يواجه تهديداً من داعش، لذا تجب مساعدة العراق في مواجهة الإرهاب»، مؤكداً على أهمية «تشكيل الحكومة بشكل عاجل والإسراع بإقرار موازنة 2014 وإجراء التعداد السكاني».

وكانت مدينة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» شهدت نزوحاً جماعياً للسكان المسيحيين بعد 1500 سنة من وجودهم فيها، وذلك بعد بيان وزعه التنظيم خيرهم فيه بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية، أو مغادرة المدينة، أو التعرض للقتل. ومنذ يوم الجمعة بدأ مسلحو «الدولة الإسلامية» بتوزيع منشورات على المنازل المسيحية، وختم تلك المنازل بعبارة «عقارات الدولة الإسلامية» مع حرف «ن» إشارة إلى مصطلح «النصارى». وقالت مصادر مسلحة من داخل المدينة إن قيادات التنظيم كانت دعت وجهاء المدينة إلى اجتماع قبل أسبوع، لكن المسيحيين لم يرسلوا من يمثلهم إلى الاجتماع، ما أغضب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وشهدت مدينة السليمانية أمس احتفالات بعودة الرئيس جلال طالباني من رحلة علاج دامت أكثر من عام ونصف العام. وأعلن قباد طالباني، نجل الرئيس العراقي، أن إجراءات استقبال الرئيس في المطار اقتصرت على الدائرة العائلية. ومازال طالباني يشغل منصب الرئيس حتى انتخاب رئيس جديد وسط خلافات داخل حزب «الاتحاد الوطني» حول الأسماء المرشحة لهذا المنصب وتمسك قيادات في الحزب، تتقدمهم زوجة طالباني هيرو إبراهيم، بترشيح فؤاد معصوم للمنصب، وإبعاد برهم صالح.

 

حرب غزة.. مصر الهدف الأهم!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

على الرغم من اعتراف زعيم حركة حماس خالد مشعل، في مقابلة له مع صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية، ومن مقر إقامته في قطر، أن لا توازن في القوى بين حماس وإسرائيل، وإدراكه بعدم جدوى الصواريخ المطلقة من غزة، نجد أن هناك هجوما وتصعيدا إعلاميا، وسياسيا، ضد مصر ورئيسها، وليس حماس! الجميع يدرك، ويقر، حجم وحشية العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو أمر مفروغ منه، لكن لماذا يتركز الانتقاد والتطاول على مصر، وليس على حماس التي لم تراع سكان غزة، ولم ترفق بهم، وهي، أي حماس، ترمي بهم في أتون حرب غير متكافئة من أجل تحقيق أهداف سياسية ضيقة، وليس الوصول، مثلا، إلى حل الدولة الفلسطينية، وهو ما يعترف به مشعل في مقابلة «التلغراف»؛ حيث يقول إن هناك أهدافا سياسية يجب أن تتحقق، وليس منها بالطبع مشروع الدولة الفلسطينية، وتلك الأهداف التي يطالب بها مشعل هي ما تضمنته المبادرة المصرية التي رفضتها حماس، وكان من شأنها حقن الدماء الغزاوية، وتجنب العمليات الحربية البرية هناك من قبل إسرائيل. اليوم، وبدلا من انتقاد حماس على مغامراتها، والتي هي تكرار لمأساة حرب غزة 2009 والتي وصفها خالد مشعل من الدوحة حينها بـ«الألم العابر» رغم وقوع أكثر من ألف قتيل وما يزيد على خمسة آلاف جريح فلسطيني، نجد أن هناك حملة تشويه متعمدة وكاذبة بحق مصر تبدأ من سخافات تتحدث عن معونات «فاسدة» من قبل الجيش المصري لغزة، وتنتهي بالقول إن مصر تتآمر على غزة، ويقال ذلك في الوقت الذي يستهدف فيه الجيش المصري يوميا! والأدهى من كل هذا أن الهجوم على مصر يأتي بعد إفساد المبادرة المصرية، ووسط الحديث عن مبادرة قطرية لوقف الحرب في غزة، وهذا يكشف أن دماء غزة ما هي إلا للتجارة، وأحد أهدافها النيل من مصر، وأن المستفيدين من حرب غزة ليست إيران وحلفاؤها وحدهم، بل وآخرون باحثون عن دور! وبحسب ما نقلته وكالة «رويترز»، فإن مصدرا قريبا من الحكومة القطرية يقول: «لدينا علاقات جيدة مع حماس والغرب، وسجل قوي كوسطاء دوليين». ومضيفا أن قطر سجلت مطالب حماس وتنتظر من أميركا تقديم شروط إسرائيل قبل بدء وساطة، والسؤال هنا هو: إذا كانت قطر تستطيع إملاء شروطها على حماس، فهل تستطيع أيضا فرض شروطها على مصر والمصريين؟ أم أن قطر تريد إدخال الإخوان المسلمين إلى مصر من خلال معبر رفح بعد أن تم إخراجهم من الأبواب السياسية في مصر؟ أم أن القصة كلها هي البحث عن نفوذ في المنطقة؟ الأولى، ومن باب المصلحة العامة والإنسانية، هو قبول حماس بالمبادرة المصرية، وحقن الدماء، وليس إغراق مصر بالأزمات والإساءة إليها، وكما كان يتم في عهد مبارك، وهدر الدماء الفلسطينية في غزة فقط بحثا عن دور، أو وساطة.. اتقوا الله بدماء الأبرياء.

 

محنة المسيحيين مع متطرفي المسلمين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

آلاف المسيحيين العراقيين ارتحلوا من مدينتهم الموصل إلى المناطق السنية الكردية شمالا، بعد أن هددهم تنظيم داعش بالقتل والتدمير، إن لم يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية. وشرع المتطرفون بتنفيذ تهديداتهم فحرقوا الكنيسة المطرانية في المدينة، ليبدأ فصل جديد من الكراهية والإرهاب!

وهنا تأتي مسألتان، دينية وسياسية، في فهم الوضع والتعاطي معه، ولا أقول معالجته، لأن الفاعلين جماعات فوضوية وإرهابية خارجة عن السلطة وتلاحق في أنحاء العالم. دينيا، نتوقع من كل المراجع والمؤسسات الدينية أن تستنكر وتدين وتواجه هذا الغلو المتزايد، الذي يهدد اليوم النسيج الاجتماعي، والتعايش الديني في المنطقة. فـ«داعش» ومثيلاتها، من التنظيمات المتطرفة السنية والشيعية، تهاجم أولا أتباع طوائفها، وذلك قبل أصحاب العقائد الأخرى، ثم الأديان الأخرى. وقد قامت «داعش» في العراق بهدم مقامات دينية للصوفية السنية، والأضرحة الشيعية، وكفرت وقتلت السنة الذين لا يبايعونها. وسبق لها في سوريا أن خطفت راهبات معلولا، ولم تطلق سراحهن إلا بفدية مالية كبيرة. وهي تعيث شرا بشكل أكبر في المناطق السنية التي تعتبرها أهدافها الرئيسة، من أجل إقامة سلطتها.

أما الشق السياسي في الأزمة، فيتمثل في اختراق وتوجيه هذه الجماعات المتطرفة، وتتكاثر البراهين على أنها تستخدم لخلط الأوراق. والعراق ليس إلا الجزء الثاني من الرواية، ومن المبكر الادعاء حول كيف وإلى أين تتمدد هذه الجماعات المشبوهة في العراق، نحو بغداد أم الأردن والسعودية. أما في سوريا، فإن تنظيم داعش، وكذلك جبهة النصرة، تشكل منذ عام ونصف من مجاميع هربت من سجون «القاعدة» في العراق وسوريا، وارتبطت بالجماعات المتطرفة التي كانت تدار من قبل النظام السوري إبان الاحتلال الأميركي للعراق، بعثية و«قاعدة».

ولا تهمنا قصة ولادة هذه الجماعات التي نجحت فقط في ضرب الثورة السورية، والآن تقوم بتخريب انتفاضة المحافظات الثلاث في العراق ضد ممارسات المالكي، فالأهم محاصرتها فكريا، ومحاربتها ميدانيا. ولا يعني ملاحقة «داعش» تغيير معادلة المواجهات، إن كان هذا هو سبب ظهورها، بتصحيح الوضع في العراق وهو مطلب شعبي كبير، وتغيير نظام الأسد في سوريا سار مسافة طويلة لا يمكن العودة بعدها. هنا، الفراغ والفوضى والحرب، وعدم وجود سلطة مركزية، كما هو الحال في سوريا، أو إضعافها في العراق، سيطيل عمر التنظيمات المتطرفة، ومعها جماعات ترتكب مجازر بحق المدنيين في العراق وسوريا مثل عصائب الحق وقوات بدر المماثلة لـ«داعش» على الضفة الشيعية.

إن استطاع العراقيون خلال الأيام المقبلة تشكيل حكومة جديدة مقبولة، وتسمية الرئاسات الثلاث، تمثل الحد الأدنى المأمول، فإننا نستطيع القول إن العراق، سيتعافى، وستتوحد القوى العراقية لمقاتلة المتطرفين. ويبقى المشكل السوري؛ حيث إن ترميم النظام أمر شبه مستحيل، وستمضي الحرب إلى نهايتها. والحرب، ككل الحروب، تفرز أقبح ما في البشر. ما يواجهه المسيحيون العرب، هو جزء مما يعصف بالمنطقة من فوضى عارمة لا تستهدفهم وحدهم، بل تهدد كل السكان والأديان والسلم الاجتماعي الذي استغرق زمنا طويلا لتحقيقه بين مكونات العالم العربي المتشكلة من عشرات الأديان والمذاهب والطوائف والأعراق.

 

وهل ثمة مكان لدول الخليج العربية في الاتفاق الأميركي الإيراني؟

د. انطوان صفير/الحياة

سلكت المفاوضات بين إيران ومجموعة دول الـ«5+1» طريقها بعد سنوات من التجاذب والأخذ والرد والاتهامات المتبادلة والحروب غير المباشرة. وكان الملف النووي الإيراني قد شكل لسنوات طويلة مادة نزاعية على مستوى السياسة الدولية ومنظومة القانون الدولي وتوجهات الحكومات المطالبة دون كلل بالحد من هذا البرنامج، وحتى حد الجزم بضرورة تفكيك قدرة إيران على تطوير برنامج نووي. فالبرنامج يمكن أن يجعل هذه القوة الإقليمية ذات قوة مضاعفة ما يضعها في مصاف القوى النافذة على الصعيد الإقليمي، عبر القدرة الفعلية على مشاركة «السلطان» الأميركي فيما يخطط لهذه المنطقة وما يحدده من برامج لا يريد أن يكون له فيها أي شريك مع «حفظ أمن إسرائيل» بمعناه الاستراتيجي.

إن الاتفاق الذي لم تتبلور معالمه بشكل علني وكامل بين طهران وحكومات الدول الست المعنية أدى فيما أدى إليه إلى تكريس «شراكة ما» ولو محدودة بين إيران وأميركا. ولكن حيثيات الاتفاق تحتاج إلى فترة أطول من البحث والدخول في التفاصيل و«دفاتر الشروط» وحدود اللعبة الجغرافية والعسكرية. واللافت في الأمر أن الاتفاق لم يأت كمرحلة ضرورية لوقف النزاع المعلن وغير المباشر بل اللافت هو الاعتراف بحق إيران بالاحتفاظ بتخصيب اليورانيوم بموجب «اتفاق جنيف»، إضافة إلى استمرار العمل في مفاعلي آراك ونطنز. وأن فترة الستة أشهر لم تكن فترة اختبار بقدر ما شكلت فترة إضافية للبحث بأطر أخرى لبلورة «اتفاقات» جديدة في نواح أخرى أو ربما لإعطاء الوقت الكافي لتسويق ما اتفق عليه عند الدول الأوروبية وحتى العربية غير البعيدة عن أميركا.

وكان مهما منذ أيام ما أشارت إليه معلومات صحافية حول زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لفيينا، حيث مقر المنظمة الدولية للطاقة النووية، بهدف الوقوف على مجريات الأمور... وكأن أوروبا - باستثناء ألمانيا وذلك لضرورات المفاوضات - ليست شريكا فعليا ومقررا في المفاوضات بقدر ما هي مستمع ومراقب لما يجري من مباحثات وربما مقررات بين واشنطن وطهران سترسم بعد تبلورها بشكل كبير أطر المرحلة المقبلة على الصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط. وستكون لها تداعيات مباشرة، من دون شك، على الأوضاع العراقية المتفاقمة والأزمات السورية الدموية المفتوحة والمسألة الفلسطينية وعلى أوضاع لبنان الرازح تحت وطأة أزمة دستورية أدت إلى تعطيل الانتخابات الرئاسية وإعاقة عمل المؤسسات بشكل أصبح بلد بكامله ينتظر تسويات... ستبدأ من العراق لتنتهي به مع كل شروطها ونتائجها. ولكن إذا كانت إيران قد نجحت في الحد من القلق الذي أبدته دول غربية لسنوات طويلة، فإنها لم تفلح في نزع فتيل القلق والريبة عن الدول العربية، لا سيما، دول الخليج بشكل يجعل «الاتفاق» المنتظر أو الموعود تسوية مقبولة تحدّ من مخاطر النزاعات المختلفة، وبالأخص بعدما تضاعفت الحدة بين السنة والشيعة في أكثر من دولة وتصاعدت إلى منطق «الصراع المفتوح» الذي لا يفيد أطرافه بأي نقاط لأن نقاط القوة اليوم ممكن أن تتحول إلى مكامن ضعف. وهذا ما تشهده الساحة العراقية اليوم من تجاذبات ومعطيات خرجت عن الإطار المنضبط للأمور... وحولت الصراع بين الحكومة ومعارضيها وبعضه على خلفية مذهبية، إلى صراع كبير ولا مركزي بقراره وخياره وقدراته وإرادة التحكم به، جعل المجتمع الدولي قلقا في استمرار التعقيدات حتى تمويلها إلى حروب مفتوحة من دون سقف.

المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1» التي تتخذ طابعا فنيا أو تقنيا في بعض الأحيان لا تصل إلى مبتغاها حسب المرسوم إلا عبر صياغة اتفاق كامل بمعالمه وشروطه، وهذا ليس سهل المنال. إذ أن وجود نظرات متفاوتة حول أبعاد البرنامج النووي الإيراني لم يزل من التواصل على المستوى الدبلوماسي والتقني. وهذا الانتقال: «القانوني» لا يتبلور إلا عبر اتخاذ مجلس الأمن وأجهزة الأمم المتحدة قرارات تطبيقا للاتفاق أو عملا به أو عبر وضع إطار قانوني لشروطه وأحكامه. إذ أن الاتفاق بحروفه الأولى وما بعدها لم يزل سياسيا بامتياز... لم يدخل حيز القوانين الدولية المرعية الإجراء حتى تاريخه بحكم عدم الوصول إلى نص واضح ومشترك. وإذا كان الاتفاق الذي لم يتحقق التوصل إليه في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013. وصف بأنه «تاريخي» فذلك مردّه إلى حصول التوافق على بنود عامة ونقل حلبة الخصام إلى مستوى المفاوضات بعد مرحلة التهديدات العسكرية وسواها. وكان أهل المعرفة والاختصاص على الصعيد الدولي يدركون أن ذلك جاء من باب التهويل الأميركي اللفظي لأن الحروب الأميركية المتنقلة لم تنتج مبتغاها... ولم تكن لها انعكاسات إيجابية على الشعب الأميركي، بشكل عام، مع التراجع الحاد في النمو والبطالة العالمية والمديونية المتزايدة.

مفاوضات إيران و«5+1» هي عبارة عن حوار أميركي – إيراني دخل وسيدخل في تفاصيل الأزمة النووية والأزمات الناشئة عنها إضافة إلى خريطة المنطقة التي تتحرك تحت وطأة تغييرات غير مألوفة أدت فيما أدت إليه إلى «سقوط الحدود» بالمعنى التقني، وتشعب الأزمات بشكل أصبح العامل الإيراني معه بالنسبة لأميركا «عنصر الضرورة» على الصعيد الاستراتيجي.

مع هذا، لا يعني ما سبق أن الاتفاق سيشكل «خريطة طريق» شاملة تجعل من إيران شريكا مقررا، بل سترسم مرحلة جديدة من المسارات التي تعد إيران إحدى ركائزها من دون حصرية... أي بشكل يبقى للولايات المتحدة مجالات واسعا لتحديد استراتيجية عملها وقدرتها على التعامل مع التطورات المرسومة مسبقا أو المستمدة وفق ما ترتئيه من مصالح وغايات.

أمر آخر، هو أن المفاوضات التي تشكل تواصل الضرورة لن تغدو مجالات كافية للتهدئة إلا عبر تفعيل الدور العربي، ولا سيما لمصر ودول الخليج وفي طليعتها السعودية، لكي يكون للاتفاق بنواحيه غير الإيرانية - أو بالأحرى غير المحصورة فقط بقدرات إيران - مجالات للتطبيق والتفعيل. ذلك أن الحصرية والاستبعاد وإعلام الأطراف من دون إشراكها سياسات لن تشكل سندا حقيقيا لتطبيق هادئ للاتفاق الشامل إذا حصل لأن أفرقاء كثيرين لا يقبلوا بتهميش دورهم بينما هم يملكون نفوذا وتأثيرات في أكثر من نقطة حاسمة على الصعيد الإقليمي.

إن المعادلة الإيرانية – الأميركية السائرة نحو اتفاق نووي ما ستبقى ناقصة ما لم تشارك بصياغتها، وإن بشكل متفاوت، دول فاعلة لكي يصبح التطبيق العملي ممكنا ويؤدي إلى هدوء العواصف المتنقلة والتي تفلتت عن قرارات بعض الدول والأنظمة حتى الكبرى منها.

 * محام وأكاديمي لبناني متخصّص في القانون الدولي