المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 تموز/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم من إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/ إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون  

*الياس بجاني/المحتل الإيراني يعطل انتخاب الرئيس اللبناني

*اضغط هنا لدخول موقع المنسقية الجديد

*بالصوت فورمات وندوز/المحتل الإيراني يعطل انتخاب الرئيس اللبناني/الياس بجاني/20 تموزر/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*المحتل الإيراني يعطل انتخاب الرئيس اللبناني/الياس بجاني

*مسيحيو الموصل يغادرونها إلى كردستان غداة تخييرهم من قبل داعش بين اعتناق الإسلام ودفع الجزية ومواجهة السيف

*لبنان: مقتل سويدي وتوقيف أسترالي في حملة على الإرهاب

*«حزب الله» جعل لبنان وسوريا ساحة لمعركة واحدة/طوني عيسى/الجمهورية

*07 أيار معيشي؟/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*الحريري الى الموقع الأكثر التصاقاً ببكركي تصعيد الضغط الانتخابي هل يحرج المعطلين؟/روزانا بومنصف/النهار

*تحرك للسفير البابوي من اجل الرئاسة وتراجع لحركة سفراء دول كبرى/خليل فليحان/النهار

*النووي الإيراني: 4 أشهر لإتفاق يرضي الجميع/الجمهورية/دينا أبي صعب

*مانشيت جريدة الجمهورية:  بري لـ«الجمهورية»: لا يمكن تسمية رئيس حــكومة بِلا وجود رئيسَي الجمهورية والمجلس

*القسّام" تعلن أسر جندي إسرائيلي في غزة

*مقتل قائد الحملة العسكرية على مدينة مورك وهو ضابط في 'حزب الله”

*البطريرك الراعي يثمّن مبادرة الحريري

*قداس تكريمي في عين ابل لبقعوني والابرص

*اعتصام أمام السفارة الأميركية تضامنا مع غزة والكلمات أكدت انتصار المقاومة الفلسطينية

*الجيش الإسرائيلي اعترف بمقتل 13 جنديا اليوم

*قوى الامن اوقفت شخصين من افراد العائلة التي شجعت طفلها على تعنيف الطفل السوري

*مقتل منذر الحسن المتهم بايصال المتفجرات الى السعوديين اللذين فجرا نفسيهما في فندق دو روي

*الراعي تمنى لو بقي سليمان رئيسا حتى انتخاب رئيس جديد لكن محبي الفراغ رفضوا

*المطران عون في قداس مار شربل في عنايا: لاتخاذ خطوات تنقذ لبنان

*الشعار: سيعلم العالم اننا سنفعل الاعاجيب بوحدتنا ومحبتنا بوجوده: طرابلس ترفض التدخلات الخارجية التي تريد وصمها بالعار

*قاطيشا: هل يمكن للدولة ان تدعي انها دولة وعلى كعبها دويلة تقضم من صلاحياتها كل يوم وتسلب اموالها على عينك يا تاجر في المرفأ والمطار؟

*سلام: الخطة الأمنية مستمرة من دون تمييز بين اللبنانيين وقد نضطر لاتخاذ اجراءات في موضوع الافتاء

*حبيش: موقف الحريري واضح لجهة الاستحقاق الرئاسي والحركات الأصولية نضال طعمة: ما يحكى عن بيئة حاضنة للتكفيريين عند الطائفة السنية مرفوض

*اعتصام أمام السفارة الأميركية تضامنا مع غزة والكلمات أكدت انتصار المقاومة الفلسطينية

*قاووق: كما انهزم المشروع التكفيري في سوريا ينهزم اليوم في غزة

*ريفي: التعطيل المتمادي لن يحقق لمريديه أي مكاسب بل يحملهم مسؤولية إرتداداتها السلبية

*المفتي قباني في رسالة الى العرب والمسلمين: اثبتوا بوجه إسرائيل الارهابية ونقوا مجتمعاتكم من التطرف الذي يمزق أمتكم وإجعلوا كل قوتكم بوجه عدوكم

*صور استقبلت مطرانها الجديد ميخائيل ابرص باحتفال حاشد

*بو جودة في ترقية 4 شدايقة: إنكم مدعوون لتصغوا إلى كلام الرب والعمل بمقتضاه

*التعايش مع أوباما وليس الأزمات/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم من إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/ إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون  

بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.

 

الياس بجاني/المحتل الإيراني يعطل انتخاب الرئيس اللبناني

اضغط هنا لدخول موقع المنسقية الجديد
بالصوت فورمات وندوز/المحتل الإيراني يعطل انتخاب الرئيس اللبناني/الياس بجاني/20 تموزر/14

Arabic LCCC News bulletin for July 20/14نشرة الاخبار باللغة العربية
English LCCC News bulletin for July 20/14نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

المحتل الإيراني يعطل انتخاب الرئيس اللبناني

الياس بجاني

عن سابق تصور وتصميم عطل المحتل الإيراني الجلسات النيابية التي خصصت حتى الآن لانتخاب الرئيس اللبناني، فقاطع وعطل النصاب عن طريق نواب وكيله العسكري المحلي الذي هو جيش حزب الله الإرهابي والمذهبي، وبواسطة النوائب الدمى من المرتزقة والطرواديين المحليين الرهائن في زرائب وأقفاص 8 آذار

 يُحمل البعض مسؤولية التعطيل للطروادي ميشال عون المُوّكل من المحتل الإيراني صورياً ترأس كتلة نيابية من 27 نائباً، فيما في الواقع هو مجرد وكيل ينفذ الفرمانات الملالوية، لا أكثر ولا أقل. من هنا فإن هذا الطروادي في العمل السياسي العفن هو عملياً مجرد أداة في يد المحتل ولا قرار ولا حرية لديه، وبتوصيف أدق هو عارض من أعراض مرض الاحتلال

 رة أخرى نكرر وبصوت عال ما نقوله باستمرار منذ سنة 2005 وهو أن لبنان واقع تحت نير الاحتلال الإيراني وأن المحتل هو جيش حزب الله، والجيش هذا عملياً وواقعياً وانتماءً وقراراً وقيادة وسلاحاً وتمويلاً وممارسات ليس فريقاً لبنانياً، ولا هو من النسيج اللبناني كما تدعي زوراً وبهتاناً 14 آذار بكافة مكوناتها، بل هو ودون أدنى شك قوة احتلال غريبة طبقاً لكل المعايير والمقاييس، ونقطة على السطر

 من هنا فإن ميشال عون ونبيه بري وكل النوائب في كتلتيهما هم حقيقة مرتزقة يعملون غب طلب المحتل الإيراني وليس لعون أو بري أي سلطة فعلية على النوائب هؤلاء

 يبقى أن وضعية كتلة النائب وليد جنبلاط ليست بأفضل حال في حرية قرارها من كتلتي عون وبري كونها مرتبطة بقرار جنبلاط الشخصي وهو قد رضخ منذ غزوتي بيروت والجبل عام 2008 لإرهاب المحتل الإيراني وخرج من 14 آذار وبات أقله حتى اليوم رهينة لدى المحتل الإيراني

 من هنا ليس عون أو بري أو جنبلاط أو القادة الموارنة من يعطلون انتخاب الرئيس اللبناني ويقفون عائقاً في مواجهة جهود استرداد السيادة والحرية والاستقلال وتأمين السلم الأهلي، بل المحتل الإيراني مباشرة ومواربة، وكل قول في غير هذا المنحى المعاش والملموس هو تعامي عن واقع الاحتلال وتعمية على مخطط المحتل هذا المنفلش عسكرياً ومخابراتياً من خلال ميلشياته المذهبية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وغيرها من الدول العربية.

إن المرض هو الاحتلال الإيراني والأعراض كثيرة ومتنوعة ومنها هرطقات وجحود وخنوع ميشال عون ونبيه بري ووليد جنبلاط ونقولا فتوش ونجيب ميقاتي ومن لف لفهم من النوائب وقال قولهم وارتضى التبعية وقبل المهانة والذل، إضافة إلى رزم من الأعراض نراها في كل الشواذات التي يعاني منها لبنان واللبنانيين على كافة الصعد وفي شتى المجالات

 أما العلاج فهو الاعتراف أولاً بواقع المرض الذي هو الاحتلال الإيراني وبخطورته وبعدم التلهي فقط بأعراضه والتعامي عنه، ومن ثم ثانيا العمل بجدية وثبات وعقلانية على مواجهته والتعاطي معه على هذا الأساس محلياً ودولياً وإقليمياً، وإلا فالج لا تعالج لأن من لا يعترف بعلته ويتعامى عنها تقتله

 ولأن هذا المرض السرطاني، الذي هو الاحتلال الإيراني لا يهدد فقط لبنان بوجوده وهويته وكيانه وأمنه وإنسانه وحضارته ورسالته، بل هو يهدد وبوقاحة غير مسبوقة كيانات ووجود كل الدول العربية، فقد بات واجباً وطنياً وأخلاقياً وانسانياً على الجامعة العربية وعلى كل الدول الأعضاء فيها وفوراً أن يهبوا لنجدة لبنان وأخذ ملفه إلى مجلس الأمن لاتخاذ كل الإجراءات الموجبة للتعامل مع الاحتلال الملالوي والوقوف بوجهه بكافة الطرق والوسائل والإمكانيات المتوفرة

 المحتل الإيراني لا يخفي مشروعه الاستعماري والتوسعي الهادف إلى إعادة إحياء ما يسميه الإمبراطورية الفارسية وهو كل يوم يؤكد من خلال قادته المدنيين والعسكريين هذه الأطماع، وكان في الثالث من الشهر الجاري ادعى باطلاً وبوقاحة الفريق يحيى رحيم صفوي القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني المستشار العسكري الحالي للمرشد الأعلى علي خامنئي على أنحدود إيران تنتهي عند جنوب لبنانفي مؤشر على الأطماع التوسعية التي تطغى على العقلية الإيرانية، وقال حسب وكالة فارس الإيرانية الرسمية: “أن حدود الجمهورية الإسلامية الحقيقية ليست كما هي عليها حالياً ًلكنها تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني”، واعتبر صفوي خلال مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى السنوية لاسترجاع إيران منطقة شلمجة ومدينة خرمشهر المحمرة من الجيش العراقي العام 1983 إن “حدودنا الغربية لا تقف عند شلمجة (على الحدود العراقية غرب الأهواز)، بل تصل إلى جنوب لبنان، وهذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط”، في إشارة إلى حدود الامبراطوريتين الأخمينية والساسانية الفارسيتين قبل الإسلام. وبعد انتقاده دعم المعارضة السورية من قبل بعض الدول العربية، شدد صفوي على أهمية سورية الستراتيجية، واصفاً إياها “بالجسر الرابط بين آسيا وإفريقيا”. وادعى صفوي كما نقل عنه موقع “العربية نت” الإلكتروني أن “سورية هي البلد الوحيد الذي لم يعترف بالكيان الصهيوني، ولا تزال يشكل جبهة الصمود أمامه”. وثمن صفوي دعم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد العسكري لبلاده خلال الحرب العراقية – الإيرانية قائلاً كانت “سورية الوحيدة بين العرب التي وقفت إلى جانب إيران، وأغلقت أنبوب النفط العراقي إلى البحر الأبيض المتوسط”. وأضاف، “أثناء الحرب العراقية – الإيرانية سافرت بمعية القائد العام للحرس الثوري محسن رضائي إلى سورية وليبيا بتوصية من خامنئي (كان حينها رئيساً لإيران) لاستلام صواريخ من البلدين، موضحاً أن حافظ الأسد قال لهما إن روسيا أخذت عهداً على بلاده على ألا يتم تسليم الصواريخ لطرف ثالث، إلا أن الرئيس السوري الراحل أكد أنه سيزود طهران بالصواريخ ضد بغداد، وسيتعهد تدريب الإيرانيين”

في الخلاصة، هذا هو المرض السرطاني الخطير الذي يهدد لبنان وكل الدول العربية، فإما أن نعالجه أو نتركه يقضي علينا

 

مسيحيو الموصل يغادرونها إلى كردستان غداة تخييرهم من قبل «داعش» بين اعتناق الإسلام ودفع الجزية ومواجهة «السيف»

أربيل: دلشاد عبد الله - بغداد: «الشرق الأوسط»

تحت التهديد بـ«السيف» الذي أطلقه تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أول من أمس وأمهلهم 24 ساعة لمغادرة الموصل، فرغت هذه المدينة تقريبا من المسيحيين أمس، وذلك للمرة الأولى في تاريخ العراق.

وغادر مسيحيو الموصل على عجل مخلفين وراءهم كنائس ومنازل ومحلات وحياة ماضية في مدينة انقلبت معالمها ما إن سيطر عليها «داعش» قبل أكثر من شهر.

وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، قال لوكالة الصحافة الفرنسية مساء أول من أمس «لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين»، مضيفا أن «العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل» في إقليم كردستان العراق. وقال ساكو إن مغادرة المسيحيين، وعددهم نحو 25 ألف شخص، لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم «الدولة الإسلامية» بيانا يطالبهم بتركها. وذكر ساكو أن البيان دعا المسيحيين في المدينة «صراحة إلى اعتناق الإسلام، وإما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أي أمتعة، كما أفتى بأن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعدا إلى (الدولة الإسلامية)».

وأفاد شهود عيان في الموصل التي تعود غالبية جذور المسيحيين العراقيين إليها بأن بعض مساجد المدينة قامت أول من أمس بدعوة المسيحيين إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مذكرة ببيان «الدولة الإسلامية»، ومؤكدة أنه ستجري تصفية من يمتنع عن الخروج.

وكان بيان صادر عن «ولاية نينوى» حمل توقيع «الدولة الإسلامية» وتاريخ الأسبوع الماضي قد انتشر على مواقع على الإنترنت، وجاء فيه أن هذا التنظيم أراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين «الإسلام» و«عهد الذمة» أي دفع الجزية، مهددا بأنه «إن أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف». وبما أن هؤلاء رفضوا لقاء قادة التنظيم، فإن «أمير المؤمنين الخليفة إبراهيم»، زعيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، «سمح» للمسيحيين بالمغادرة «بأنفسهم فقط من حدود دولة الخلافة لموعد آخره يوم السبت الموافق 21 رمضان الساعة الثانية عشر ظهرا». وختم البيان «بعد هذا الموعد ليس بيننا وبينهم إلا السيف».

وعلى الرغم من أن هذا التنظيم الذي أعلن قيام «الخلافة الإسلامية» من الموصل (350 كلم شمال بغداد) أمهل المسيحيين حتى أمس للمغادرة، فإن فادي، وهو معلم وأب لطفل، رفض ترك الموصل حتى وإن كلفه ذلك حياته. وقال «نحن ميتون أساسا إنسانيا، ولم يبق لدينا سوى هذه الروح، فإذا أرادوا أن يقطعوا هذه الروح، فأنا مستعد لذلك، لكنني لا أغادر مدينتي التي ولدت وتربيت فيها». وأضاف «فرت 25 عائلة من أقربائي أمس (الجمعة) عن طريق تلكيف والحمدانية، لكنهم تعرضوا إلى السلب ونهبت جميع مقتنياتهم من أموال وذهب وحتى أجهزة الهاتف وحاجياتهم وملابسهم». وتابع «حاول عدد من الشباب الاحتجاج على هذه التصرفات، ما أثار غضب المسلحين ودفعهم إلى الاستيلاء على سياراتهم ودفعوهم للسير على الأقدام إلى دهوك» (410 كلم شمال بغداد).

وقال فادي «وصلني كتاب موقع من ديوان قضاء (الدولة الإسلامية) واستنتجت أنهم سيقتلونني، لكني لا أرى جدوى من المغادرة، فأنا أصلا نفد عندي المال. وها أنا اجلس هنا، انتظر إلى حين يأتونني».

وأضاف أن «عناصر (داعش) أخذوا من امرأة عجوز مبلغا بحوزتها قيمته 15 ألف دولار. قالت لهم أعطوني مائة دولار فقط لأدفعها أجرة للسيارة، فقالوا: نحن آسفون، إن المال أصبح ملكا للدولة الإسلامية ولا يمكننا التصرف فيه». وسحب المسلحون جوازات والبطاقات الشخصية لكل من يخرج من مدينة الموصل باتجاه إقليم كردستان، بحسب شهود عيان.

وفي دهوك، قالت أحلام التي وضلتها سيرا على الأقدام بعد أن استولى عناصر «الدولة الإسلامية» على سيارة زوجها عند نقطة تفتيش شمال الموصل «وصلنا إلى تلكيف (على الطريق إلى دهوك) في حالة من التعب الشديد ولم نأكل شيئا ولم نشرب ماء على مدى نهار كامل». وأضافت «كنت وزوجي نحمل أطفالنا على أكتافنا على طول الطريق وقام بنقلنا بعض عابري السبيل بلا مقابل بعد أن جرى سلبنا من قبل عناصر داعش في حاجز التفتيش». وقالت أحلام إنها رأت كبارا في السن ومعاقين على كراسي متحركة بين النازحين الذين وصلوا إلى دهوك مركز محافظة دهوك والواقعة على بعد نحو 60 كلم شمال الموصل.

وقال بشار كيكي، رئيس مجلس محافظة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «المجلس أبلغ المجالس المحلية تسجيل الأضرار المادية كافة التي لحقت بالنازحين لتقديمها إلى الحكومة الاتحادية في بغداد من أجل تعويضهم». من جانبه، قال غزوان إلياس، رئيس الجمعية الثقافية الكلدانية في قضاء الحمدانية، إن تنظيم «داعش» «كتب على جدران أملاك وبيوت المسيحيين في الموصل حرف (النون)، أي نصراني، مع كتابة جملة هذا الدار ملك لـ(الدولة الإسلامية)». من جهته، أكد النازح جرجيس إمانوئيل أن «(داعش) سلبت مني 20 ألف دولار التي جمعتها من عرق الجبين خلال الأعوام الماضية، ترجيتهم أن يتركوا لي مبلغا قليلا من المال لشراء الطعام والماء لأطفالي في الطريق، إلا أنهم أبوا وأبلغوني أنه يجب ألا يبقى في جيبي أي مال».

بدوره، كشف المتحدث السابق باسم معتصمي الموصل، غانم العابد، عن أن المفاوضات جارية حاليا في الموصل بين وجهاء ورؤساء العشائر و«داعش» لثنيها عن قرارها هذا، واصفا هذا التصرف تجاه المسيحيين بأنه «غير مقبول». وقبيل موجة النزوح الأخيرة من الموصل، شهد الكثير من القرى القريبة من هذه المدينة الاستراتيجية حالات نزوح كبيرة لسكان مسيحيين خوفا من دخول المسلحين المتطرفين إليها، وبينها بلدة برطلة المسيحية التي يعيش فيها نحو 30 ألف شخص وتقع إلى الشمال من الموصل. وبسبب أعمال العنف الطائفي وسيطرة الميليشيات أو الجماعات المسلحة على مقدرات البلد يواصل مسيحيو الموصل نزوحهم من سهل نينوى إلى مناطق أكثر أمنا لا سيما في محافظات إقليم كردستان.

 

لبنان: مقتل سويدي وتوقيف أسترالي في حملة على الإرهاب

طرابلس: سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

عاد الهدوء إلى طرابلس يوم أمس، بعد عمليتين أمنيتين كبيرتين شهدتهما المدينة، أدت إحداهما إلى مقتل منذر خلدون الحسن (24 عاما)، الحامل للجنسيتين اللبنانية والسويدية، بعد اشتباكات عنيفة، وهو المتهم بعمليات إرهابية، وارتبط اسمه بتفجيرات فنادق بيروت، ويعد العقل المدبر والمجهز الأساسي بالأحزمة الناسفة لانتحاريي فندق «دو روي» في الروشة في 25 يونيو (حزيران) الماضي. أما العملية الثانية التي نفذت في طرابلس بالتزامن مع الأولى، فقد أدت إلى اعتقال حسام الصباغ، الذي يحمل الجنسيتين اللبنانية والأسترالية، وهو قائد إحدى أبرز المجموعات المسلحة في باب التبانة أثناء المعارك مع جبل محسن طوال السنوات الثلاث الماضية، وصدرت بحقه عدة مذكرات توقيف، علما بأن هذه الاشتباكات توقفت منذ الثالث من أبريل (نيسان) الماضي، بعد تطبيق خطة أمنية للجيش اللبناني.

وتتضارب المعلومات حول الصباغ، بين من يرى أنه كان عنصر تهدئة في باب التبانة، ومن ينسب إليه انتماءه إلى تنظيم القاعدة، وقتاله في أفغانستان، وصولا إلى عودته إلى لبنان من أستراليا وعلاقته بجماعة فتح الإسلام، وصدور عدة مذكرات توقيف بحقه. وإذا كان مقتل منذر الحسن لم يثر أي ردود فعل، فإن توقيف الصباغ استدعى غضب مجموعته المسلحة في باب التبانة التي هددت بقطع الطرقات، وثمة من نشر تسجيلا يهدد فيه بالهجوم على مراكز الجيش، واستدعى الأمر اجتماعا لهيئة العلماء المسلمين، التي طالبت بالإفراج عنه، كما شهدت باب التبانة اشتباكات للجيش مع مناصري الصباغ، مما أدى إلى جرح عدد من الأشخاص، وقطع طريق دوار أبو علي، ليعود الهدوء التام إلى المنطقة صباحا.

وصدر عن قيادة الجيش، يوم أمس، بيان أوضح أنه «عند الساعة 0.15 أوقف حاجز تابع للجيش اللبناني في محلة طلعة المنار، المدعو حسام عبد الله الصباغ، المطلوب بعدة مذكرات توقيف لقيامه بأعمال إرهابية، برفقته المدعو محمد علي إسماعيل إسماعيل. وسلم الموقوفان إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق معهما بإشراف القضاء المختص».

وفي الوقت عينه، وفي طرابلس أيضا، كانت قوة النخبة في قوى الأمن الداخلي، وتحديدا فرع المعلومات، تضرب طوقا أمنيا محكما حول تجمع «سيتي كومبلكس» التجاري السكني، الذي يعد الأكبر في طرابلس. وأغلقت كل الطرقات والمسارب المؤدية إلى المجمع الذي يضم نحو 44 شقة سكنية بعد مراقبة حثيثة، ومعلومات عن وجود الحسن في إحدى الشقق من القسم «رقم 2». ودارت اشتباكات بين منذر الحسن والقوى الأمنية أرعبت السكان، حيث لم يتوقف وهو يتحصن بالشقة عن رمي القنابل واستخدام الرشاشات لإبعاد المداهمين.

وتقول الدكتورة وفا شعراني، التي تقطن في شقة مجاورة للمبنى «عشنا ليلة رهيبة ومعارك دامت أربع ساعات، بدأت بانفجارين كبيرين، صرت أركض على أثرهما في البيت في كل اتجاه، وأصرخ لا أعرف ماذا أفعل. ثم توالت أصوات الاشتباكات بالرشاشات الثقيلة ولم تتوقف الانفجارات، وكنا نسمع أصوات قوى الأمن تمنع الناس من مغادرة منازلهم أو من الإطلال من النوافذ والشرفات، خوفا على حياتهم»، مضيفة «أنا مع قوى الأمن والجيش دون تردد، لكن ربما لا بد من تطوير أساليب المداهمات لشقق يتحصن بها أناس على هذا القدر من الخطورة. لقد كان الرعب كبيرا بين السكان».

وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بيانا قالت فيه «نتيجة المتابعة والرصد وفي مدينة طرابلس، حددت شعبة المعلومات مكان وجود المطلوب بجرم إرهاب المدعو (م.ح)، وذلك في شقة من الطبقة التاسعة في مجمع الـcity complex، لارتباطه الوثيق بالإرهابيين والانتحاريين الذين جرى توقيفهم أخيرا في الفنادق وفي بعض المناطق اللبنانية».

وأضاف البيان «في ليل 19 - 20 يوليو (تموز) الحالي، وبناء على إشارة القضاء المختص، قامت قوة من الشعبة بمحاصرة المطلوب في الشقة، وبدأت بمفاوضة طويلة بمشاركة إحدى قريباته، لتسليم نفسه، إلا أنه رفض الاستسلام، وقام بإطلاق النار والرمانات اليدوية باتجاه القوة التي ردت بالمثل، مما أدى إلى مقتله وجرح أربعة عناصر من القوة المداهمة بجروح طفيفة».

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن «فرع المعلومات تمكن من دخول الشقة بعد مقتل الحسن في انفجار قنبلة كان يحاول رميها على المهاجمين»، كما قالت نقلا عن مصدر أمني إنه جرت مصادرة حزام ناسف ومواد متفجرة وأوراق ومستندات من الشقة، كما صادرت سيارة كان الحسن يستخدمها. والمدعو منذر خلدون الحسن من مواليد عام 1990 بزبينا - عكار، ووالدته حلبية. والملاحظ أن الرجل غير معروف بين المسلحين في طرابلس أو المشايخ، ويعلق أحد الشيوخ بالقول «ثمة توجه لدى (القاعدة) لتجنيد أبناء القرى البعيدة، في الوقت الراهن، لأن المدن لم تثبت صلاحيتها لهذا الأمر».

وإذ نفى الشيخ نبيل رحيم، عضو «هيئة العلماء المسلمين»، معرفته بمنذر الحسن الذي تسكن عائلته في منطقة المنكوبين، فإنه قال لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس إن «هيئة العلماء المسلمين اجتمعت في بيروت، بحضور كل أفرادها من كل لبنان، واستنكرت توقيف حسام الصباغ، خاصة أنه لم يكن متواريا عن الأنظار». كما أن الهيئة التقت أمس رئيس الوزراء تمام سلام، وطالبته بالإفراج عن الصباغ. وقال مصدر سياسي في طرابلس، رفض الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «حسام الصباغ كان يحضر اجتماعات فيها أمنيون، وكانوا قد غضوا الطرف عنه، ويتوجب اليوم توضيح سبب اعتقاله». ووصف المصدر السياسي الصباغ بأنه «شخص دمث وشديد الذكاء»، مذكرا بأن بعض المقاتلين في باب التبانة بايعوه أميرا لكنه رفض، لأنه رأى أن في ذلك إيقاعا به». وأشار المصدر السياسي إلى أن «مجموعة الصباغ المسلحة في التبانة التي ضمت العشرات كانت من أكثر المجموعات تنظيما وأفضلها تسليحا، وهو ما يفتح السؤال حول مصادر هذا التمويل وكيفيته»، فيما قال مصدر ديني مطلع في طرابلس، رفض الكشف عن اسمه أيضا «إن حسام الصباغ، على الأرجح مطلوب دوليا، وقد بدأ التمهيد لاعتقاله بإلقاء القبض قبل أشهر قليلة على أحد مساعديه المقربين، ولم يجر إطلاق سراحه، وهو ما شق الصف في مجموعته المسلحة، حيث اتهمه البعض بالتراخي، في الدفاع عن رجاله».

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد ذكرت نقلا عن مصدر أمني أن الصباغ ألقي القبض عليه لأنه «متهم بتشكيل مجموعة إرهابية وتدريب عناصر إرهابيين، وهو على صلة بتنظيم القاعدة وتنظيم فتح الإسلام المتشدد، الذي خاض معارك مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين (شمالا) في عام 2007، أدت إلى مقتل 400 شخص بينهم 168 عسكريا».

وبينما يرى البعض أن ردود الفعل على اعتقال الصباغ ستبقى محدودة، وأن طرابلس ستعيش تحضيرات العيد دون منغصات، فإن البعض الآخر يفضل التريث على اعتبار أن «الساعات المقبلة ستظهر ما إذا كانت صدمة اعتقال الصباغ قد مرت بسلام» أم لا.

 

«حزب الله» جعل لبنان وسوريا ساحة لمعركة واحدة

طوني عيسى/الجمهورية

ذوو القرار الحقيقي في الإنتخابات الرئاسية والنيابية، وأبرزهم «حزب الله»، لا يُكلّفون أنفسهم حتى التّلهي في إطلاق المواقف أو الطروحات والروزنامات السياسية والإنتخابية، ولا حتى على موائد الإفطارات الإحتفالية. إنهم لا يمتلكون الوقت لهذا النوع من «الترف» الذي لا يُسمِن ولا يُغْني عن جوع. وغالباً ما يَظهر «الحزب» وكأنّه غير معني إطلاقاً بالإنتخابات وتفاصيل اللعبة السياسية الداخلية، فيما هو منصرف بكليته إلى الشؤون الإستراتيجية. وتبدو الصورة شبيهة بالآتي: أفراد العائلة يتجادلون حول توزيع الغرف والأَسِرَّة، فيما يغيب أحدهم عن هذا الجدال، لإنشغاله بنزاع مع الجيران حول تقاسم الأرزاق بينه وبينهم. وعندما يحسم النزاع، سيعود ويرسم مصير الجميع، ويوزِّع عليهم الحصص ويستريح ويريحهم!

قبل الفراغ الرئاسي كان يقال: لن تكون إنتخاباتٌ في لبنان قبل أن تأتي الإنتخابات السورية بالرئيس بشار الأسد إلى ولاية جديدة. وهذا ما حصل. واليوم، ربما لا تكون الإنتخابات في لبنان قبل عودة نوري المالكي إلى ولاية جديدة. وبعد ذلك، ستكون إنتظارات أخرى... إلى أن تحين اللحظة المناسبة. وهذه اللحظة مرهونة لا بالمجريات السياسية والدستورية، بل بخرائط البارود والرصاص والدم المهدور على الأرض، من جرود عرسال- القلمون، إلى الموصل وبغداد، مروراً بدرعا وريف حلب والرقّة. أما غزة، فهي التتويج الحقيقي لسيلان الدم العربي. من الذكاء أَلاَّ ينخدع أحدٌ ولا يَخدَع أحداً. لن يُفرج «حزب الله» عن أيّ إستحقاق، ولن يتخلّى عن أيّ عنصر يمكن أن يساوم عليه في المعركة الكبرى. والمعركة الجارية اليوم في عرسال- القلمون- جرود الهرمل حاسمة في هذا الإتجاه. وكذلك، المعركة التي يتوعَّد الرئيس بشّار الأسد بخوضها لترسيخ منطقة نفوذه الحالية، بإطفاء البؤر التي تخترقها، وربما توسيعها من الجهتين الجنوبية والشرقية. وترتبط هذه المعركة عضوياً بما يجري في العراق.

فـ«حزب الله» جعل لبنان وسوريا ساحة لمعركة واحدة. أما «داعش» فجعلت سوريا والعراق ساحة لمعركة واحدة. وفي الإستنتاج، يمكن إعتبار لبنان وسوريا والعراق (وربما دول أخرى لاحقاً) ساحة لمعركة واحدة.

في سوريا، يستقرُّ نفوذ الأسد على المنطقة الحيوية. ولا أفق لمحاولات إسقاطه. لكن ما يجري في العراق هو الذي سيطلق المسار لتغيير الشرق الأوسط، بعد تحضير الأرضية في سوريا. فهناك بدأ المسار عام 2003، ومنه يبدأ التنفيذ. وإذ يتمّ جلاء المسيحيّين عن بابل، وسَبْيُهم، يبدو المشهد وكأنّه إستعادة لمشاهد الإنهيارات التاريخية الكبرى، السابقة للكيان العراقي، أي لـ«سفر برلك» وما قبلها بمئات السنين. ويحلُّ الكلدان والآشوريون لاجئين على الأكراد، مواطنيهم السابقين، الذين أقاموا الحصانة في جبالهم لئلّا يتحوّلوا هم أيضاً لاجئين خارج أرضهم.

وتحاول إيران إستعادة العراق لنفوذ المالكي. وهي لذلك سهَّلت إنتخاب رئيس للبرلمان من معتدلي السنّة، وتعمل مع الولايات المتحدة على تأطير العشائر و»الصحوات» السابقة لتستعيد المناطق التي سيطرت عليها «داعش». لكنّ المالكي لن يستعيد العراق كاملاً، لأنّ السنَّة سيُواجهونه هناك، كما يواجهون الأسد في سوريا. وفي النهاية، سيرضَخ عموم السنّة لخلافة «داعش» وأخواتها، كأهون الشرّين، بدلاً من الرضوخ لولاية الفقيه. لذلك، ستختار إيران الإحتفاظ بنفوذها على شيعة العراق، إذا فشلت في إستعادة العراق كاملاً. وهذه المعادلة يطبّقها الأسد أيضاً في سوريا. أمّا في لبنان، فينشغل «حزب الله» بالمعارك الكبرى، ولاسيما تلك التي تدور في القرى الشيعية والسنّية، ضمن البقعة الواحدة في القلمون وجرود الهرمل، من دون أيّ أثر للحدود الدولية. ومن هناك إلى بغداد، يبدأ مصير «حزب الله» وينتهي. وهناك يبدأ وينتهي تفكيره بالإنتخابات الرئاسية والنيابية وسائر التفاصيل اللبنانية «السخيفة».

 

7 أيار معيشي؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

لا يمكن تفسير التصعيد المتواصل في الملفات المعيشية إلّا بكونه تهيئة لانفجار اجتماعي يدفع إلى تغيير سياسي من منطلق أنه عندما تقفل أبواب التغيير من داخل اللعبة السياسية تبدأ بعض القوى السياسية البحث عن تحريك الوضع من البوّابة الأمنية أو الاجتماعية.

يفترض أن تكون القضايا الاجتماعية والمعيشية مبدئياً مدار توافق وإجماع كل القوى السياسية، خلافاً للقضايا السياسية التي يُبَرّر الخلاف حولها، بشكل أو بآخر، خصوصاً المتصلة بالجانب السيادي.

ولذلك، إنّ تعذر التوافق حول سلسلة الرتب والرواتب، والامتناع عن تصحيح الامتحانات الذي يؤدي إلى حرمان آلاف الطلاب من الشهادات التي تخوّلهم الدخول إلى الجامعات في لبنان والخارج، وأخيراً حجب الرواتب عن الموظفين بحجة التغطية القانونية، يطرح تساؤلات جدية من قبيل الآتي:

ما الخلفية السياسية الكامنة وراء هذا التعطيل المقصود؟ وما الهدف الذي تسعى القوى التعطيلية إلى تحقيقه؟ وهل المقصود جَرّ 14 آذار إلى التشريع، أم جَرّها إلى الطائف أو الدوحة أو تحريك الجمود السياسي للخروج بصفقة رئاسية - حكومية - نيابية؟

 التصعيد الذي بدأ مع السلسلة كان سَبق بكثير الفراغ الرئاسي، ولا بل ترافقت معظم الجلسات الانتخابية قبل 25 أيار مع تحركات نقابية، الأمر الذي يؤكد بأنّ التصعيد مقصود ويندرج ضمن احتمالين:

الاحتمال الأول، توتير من أجل التوتير، بمعنى أنّ «حزب الله» الذي يخشى من أن يَرتدّ التأزّم الأمني والسياسي عليه لجأ الى التوتير الاجتماعي بغية إبقاء التأزّم في المشهد الوطني، لأنّ الاستقرار يقود إلى التراخي داخل بيئته، فيما هو بحاجة دائمة إلى شَد عصبها تبريراً لسلاحه ومواجهاته مع إسرائيل والداخل وسوريا، كما حاجته إلى مواصلة ربط النزاع على طريقته عبر الإمساك بالأوراق التي تتيح له إثارة قضية النظام السياسي وإدخال التعديلات التي تُشَرّع سلاحه.

الاحتمال الثاني، تحريك الوضع السياسي من الباب الاجتماعي: «حزب الله» يحتفظ بورقة الأمن الاجتماعي إلى الوقت المناسب بغية رَميها في وجه الجميع لجَرّهم إلى اتفاق حول رزمة سياسية تتضمن انتخاب رئيس جديد وتأليف حكومة وتمديد نيابي.

وفي حال لم يتم الاتفاق حول دفع رواتب الموظفين، وبقيَ كل فريق متمسّكاً بموقفه، فهذا يعني أنّ ساعة الصفر لجَرّ البلاد إلى اتفاق - تسوية قد انطلقت، لأنّ ردود فعل الناس التي لم تُحَصّل رواتبها ستكون عنيفة جداً وستهدّد الاستقرار الهَش أساساً، وستدفع القوى السياسية تحت ضغط اللحظة الشعبية إلى تسوية بأوجه متعددة.

وفي حال تمّ الاتفاق على دفع الرواتب، فهذا يعني تأجيل الانفجار الاجتماعي إلى موعد لاحق وتحت عنوان جديد، لأنّ «حزب الله» لا يستطيع أن يفكّ التزامه الرئاسي مع العماد ميشال عون إلّا على أثر تأزّم اجتماعي - سياسي يتذرّع به للاعتذار منه بأنّ الأمور خرجت عن سيطرته، ويبدو أنّ هذه اللحظة قد اقتربت نتيجة تقاطع ثلاثة عوامل رئاسية:

العامل الأول، المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بإعلانه ضرورة إنهاء حال الشغور في رئاسة الجمهورية وفي أسرع وقت ممكن عبر إجراء مشاورات مع الحلفاء في 14 آذار وخارجها، تعكس قناعة لدى كل مكوّنات الحركة الاستقلالية بضرورة التوافق مع الفريق الآخر على اسم الرئيس الجديد، لأنه خلاف ذلك، الشغور مرشّح أن يطول كثيراً، وبالتالي قطعت قوى 14 آذار مجتمعة أكثر من نصف الطريق إلى بعبدا. العامل الثاني، البطريرك بشاره الراعي الذي يصعّد بشكل متواصل ضد الفئات المعطّلة للنصاب، والتي خَوّنها في سياق الضغط لانتخاب رئيس، مستعد لأيّ تسوية تعيد الحياة إلى قصر بعبدا، ولا بل وصلَ به الأمر إلى درجة الإعلان أمس عن رغبته الواضحة في التمديد للرئيس ميشال سليمان، في موقف يُبدي عبره بعض الهواجس المسيحية لاحترام الدستور الذي شكّل تاريخياً المطلب الأساسي لبكركي.

العامل الثالث، المجتمع الدولي الذي يكاد في كل مواقفه وبياناته يركّز على ضرورة انتخاب رئيس جديد، لن يعدم وسيلة لتأمين الحاضنة الخارجية لسدّ الفراغ بغية إقفال الثغرات السياسية التي تهدد الاستقرار في مرحلة حبلى بالتطورات. ويبدو أنّ تمديد الملف النووي لستة أشهر إضافية سيدفع كل الأطراف الخارجية والداخلية إلى تسريع التوافق الرئاسي لا تمديد الفراغ ربطاً بالتمديد النووي، وذلك تحسّباً لطبيعة هذه المرحلة التي ستشهد تسخيناً وتوتيراً في سياق الضغوط المتبادلة، فيما هناك رغبة دولية - إقليمية - محلية لتحييد لبنان، خصوصاً أنّ الحزب بات يخشى مع التطورات التي انطلقت في العراق من محاولات لتطويقه في لبنان عبر إيصال رئيس للجمهورية لا يكون مشاركاً في إيصاله.

وتأسيساً على كل ما تقدمّ، يفترض التوقف عند معطيين:

المعطى الأول يتصِل بكلام الحريري الذي عَبّر عن انتهاء مرحلة رئاسية وبداية أخرى، وهذا الكلام منسّق مع قوى 14 آذار ويتقاطع مع ما دأب على تَرداده الدكتور سمير جعجع الذي كان بَادرَ باتجاه الفريق الآخر للتوافق على مرشّح رئاسي. وما قاله الحريري ليس بغرض تسجيل موقف، إنما بهدف الإعلان عن الانطلاق في مرحلة جديدة، وهذه المرحلة لها مستلزماتها واتصالاتها ومرشّحيها المختلفين عن المرحلة الأولى. والمعطى الثاني يتعلق بطبيعة المرحلة التي تتصدر فيها الملفات الاجتماعية كلّ الملفات الأخرى، حيث يصعب تفسير التوتير الاجتماعي الذي سيصِل الى حدوده القصوى في حال عدم الاتفاق على دفع الرواتب الّا في سياق خلط الأوراق وقلب الطاولة تبريراً لانتخاب رئيس جديد.

 

الحريري الى الموقع الأكثر التصاقاً ببكركي تصعيد الضغط الانتخابي هل يحرج المعطلين؟

روزانا بومنصف/النهار

يكسب الرئيس سعد الحريري من جعل انتخاب رئيس للجمهورية اولوية الاولويات قبل اي خطوة أخرى بما فيها الانتخابات النيابية التقاءه مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي دأب في المرحلة الاخيرة على تصعيد خطابه وتوجيه الانتقادات للمعطلين احراجاً لهم امام الرأي العام اللبناني وضغطاً عليهم للتخلي عن مصالحهم الشخصية وصولاً الى انتقاده الرئيس نبيه بري ولو من دون ان يسميه، من خلال انتقاده اقفال مجلس النواب فيما يفترض ببري عقد جلسات متواصلة للمجلس احراجاً للمعطّلين ووضعهم امام مسؤولياتهم، في رأي البطريرك. وهو الامر الذي يعجز عنه بري واقعياً، اقله في معايير اللعبة الداخلية من دون الاعتبارات الخارجية المؤثرة ايضاً، كونه يحرج حليفه "حزب الله" اساساً ثم حليف حليفه العماد ميشال عون الذي لا يزال مصراُ على مقاطعة جلسات المجلس ما لم يتم انتخابه هو رئيساً فيما يختبىء وراءه "حزب الله" في انتظار ان يقرر عون اي اتجاه يسلك. يظهر الرئيس الحريري في اصراره على هذه الاولوية حرصاً على موقع الرئاسة الاولى المعقودة للموارنة اكثر من بعض القادة الموارنة انفسهم بحيث يشكل تلاقيه مع بكركي في المواقف نفسها معطوفة على نقطتين اساسيتين كانتا دوما في خطاب الحريري اي الحرص على المناصفة من ضمن الحرص على اتفاق الطائف ورفض التطرف السني اياً كان شكله، ما يمكن ان يبعد بكركي الحالية برئاسة البطريرك الراعي عن المنطق الذي دفع الكنيسة المارونية الى اعتماده منذ وصوله الى سدة البطريركية . واهمية هذه المواقف المكررة انها تكتسب معنى ابعد مع الطفرة الداعشية في المنطقة وتهديدها المسيحيين في العراق بحيث يقفل الحريري، اقله من زاوية ما يمثله على صعيد السنة في لبنان مخاوف المسيحيين من امر مماثل. وتاليا فمن احتضن مواقف البطريرك من القوى السياسية او المواقف التي وجدت احتضاناً لها في مواقف البطريرك باتت تشعر بانها باتت تفتقد حليفاً وداعماً او هي عدته كذلك في كل المواقف التي اتخذها في العامين الماضيين وقبل زيارته الاراضي المحتلة في فلسطين، فيما ان التقاء مواقف بكركي مع خصومهم يوسع مروحة منطق فريق 14 آذار وتيار المستقبل في الداخل كما في الخارج الداعم للبنان على حد سواء. وهذا أمر لا يستهان به اذا اخذ في الاعتبار ان الرأي المسيحي كمرجعية مرجحة هي لبكركي في الدرجة الاولى في غياب اي مرجعية اخرى خصوصاً رئاسة الجمهورية.

يضاف الى ذلك ان خارطة الطريق التي حددها الرئيس الحريري تجد صدى ايجابياً لدى بعثات ديبلوماسية مؤثرة تجد ان الاولوية القصوى راهناً هي لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لأي استحقاق آخر اياً كانت اهميته بما فيها استحقاق الانتخابات النيابية، كما باتت ترى المنطق نفسه من ان اي استباق او اهمال لانتخاب رئيس الجمهورية يمكن ان يؤدي الى فراغ على مستوى المؤسسات الاخرى بحيث يشكل الامر مخاطرة لا تبدي الدول المؤثرة المعنية اي استعداد لخوض هذه المخاطرة. وهي تجد ايضاً صدى ايجابياً داخلياً في حال أخذ في الاعتبار تلاقي موقف الحريري وكتلته وما تترجمه من موقف مماثل لقوى 14 آذار مع موقف بكركي في الدرجة الاولى، اضافة الى التقاء موضوعي مع موقف النائب وليد جنبلاط الذي يفضل اولوية انتخاب رئيس للجمهورية اولا على الاولويات الاخرى والتقاء موضوعي مع قوى اخرى عدة ومن ضمنها الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يخفي خشية من حرب أهلية مسيحية في حال إجراء انتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية، نتيجة التنافس على الحصول على اكثرية ضامنة للثلثين في مجلس النواب من اجل انتخاب رئيس جديد.

لم يعتد اللبنانيون ان يسلم أي طرف بفاعلية او جدوى اي مبادرة يتقدم بها اي طرف خصم اياً تكن الايجابيات التي تتضمنها وحتى لو تضمنت نقاطاً مختلفاً عليها يمكن ان تكون مثار نقاش داخلي، أقله في الاعوام القليلة الماضية. فقوى 8 آذار ارتبكت بالمبادرة التي تقدم بها العماد عون لانتخابات رئاسية من الشعب ولانتخابات نيابية على اساس كل طائفة تنتخب نوابها ولم تتحمس لان توافق عليها او انها لم تجدها عملية لاعتبارات لا مجال للدخول فيها، لكنها لن تسلم بمبادرة الحريري التي تضمنت رفضاً علنياً وصريحاً لمبادرة عون من خلال اصرار الحريري على المناصفة التي وردت في اتفاق الطائف وعلى رغم موضوعية الاولويات التي تضمنتها، وذلك نتيجة مطالبة الحريري "حزب الله" بالانسحاب من سوريا او لاصراره على اتفاق الطائف وعدم التخلي عنه

هذا التلاقي الموضوعي بين رؤى سياسية لقوى متعددة تضع الاولوية المطلقة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية يفترض من حيث المبدأ ان يشكل عوامل ضاغطة معنويا على معرقلي حصول انتخابات رئاسية في الوقت التي تشتد المخاطر الاقليمية على لبنان . لكن لا حياة لمن تنادي.

 

تحرك للسفير البابوي من اجل الرئاسة وتراجع لحركة سفراء دول كبرى

خليل فليحان/النهار

تراجع تحرك بعض سفراء الدول الكبرى المعتمدين لدى لبنان كالأميركي ديفيد هيل والبريطاني طوم فليتشر والفرنسي باتريس باؤلي ولم تعرف اسباب هذا التراجع، مع ان قادة الدول التي يمثلونها يشددون في احاديثهم مع مسؤولين لبنانيين ومؤتمرات قمم على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية بدون اي تأخير نظراً الى اهمية دوره والى توازن السلطات التي تتكون منها البلاد. والمعلوم ان تحرك السفراء الثلاثة يرمي الى تذليل العوائق لتأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وان مشاوراتهم مع رؤساء الكتل النيابية الفاعلة والمؤثرة في العملية الانتخابية لم تحدث اي اختراق.

وافاد مصدر مطلع على سير الاتصالات الرئاسية "النهار" ان عميد السلك الديبلوماسي في لبنان السفير البابوي هو الذي يقود عملية تذليل الخلافات القائمة بين الزعماء الموارنة، لأن الازمة الرئاسية مارونية في عمقها متعلقة بمرشح قوى 14 آذار الدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون الذي سيحظى بدعم قوى 8 آذار في حال ترشحه. وهو لن يقدم على ذلك الا اذا انسحب له جعجع ليكون هو مرشح تسوية، والنتيجة هي الدوران في حلقة مفرغة انتجت ترشح هنري حلو من "جبهة النضال" برئاسة وليد جنبلاط. كما ان اياً منهما لا يجمع الاصوات المطلوبة لفوزه الا اذا جير حلو اصواتـاً له.

وشدد المصدر الذي يتمتع بالثقة لـ"النهار" على القول انه بعد مرور 58 يوما على الشغور الرئاسي، وبما ان التنافس محصور بين جعجع المرشح وعون الطامح الى الترشح ادى الى ترسيخ الفراغ واستحالة ترشيح آخر، برز اقتراح يجري تداوله بين عدد من النواب يرمي الى ترشيح البطريرك الماروني بشارة الراعي استثنائياً بفعل الخلافات الحادة بين المرشحين الاربعة التي كانت بكركي قد اختارتهم لانتقاء واحد منهم. واكد ان المرشحين الاربعة مستبعدون، لأن كلاً منهم يريد ان يكون هو الرئيس دون سواه، وهم، وللتذكير، الرئيس امين الجميل، الجنرال عون، الدكتور جعجع والنائب سليمان فرنجية. اثنان منهما يهاجم كل منهما الآخر منذ 58 يوما على شغور المركز الرئاسي في قصر بعبدا وهما يضعان الشروط، وكل منهما يدرك ان منافسه لن يقبل بها.

واشار الى ان عون وجعجع يشددان على ان الرئيس المنتخب يجب ان تكون له قاعدة شعبية مارونية قوية وتمثيل برلماني، ويؤكد عون انه يجمع هاتين الميزتين فيما يقول جعجع انه هو الاقوى شعبياً وان كان عدد نوابه اقل من "تكتل التغيير والاصلاح" ولن ينسحب الا لمرشح يحاكي المبادئ التي من اجلها ترشح وهذا يعني انه لن يتنازل لعون.

ولفت ان ما يطالب به المجتمع الدولي هو ان يكون المرشح ملتزماً تنفيذ "اعلان بعبدا" الذي يدعو الى نأي لبنان بنفسه عن المشاكل الدائرة في سوريا والحياد في شكل عام.

ورأى ان كل من يربط اجراء انتخاب الرئيس بانتهاء الازمة السورية يريد تعريض البلاد لمستقبل مجهول وربما لاضطرابات على غرار ما يحصل في سوريا والعراق.

 

النووي الإيراني: 4 أشهر لإتفاق يرضي الجميع

الجمهورية/دينا أبي صعب

لا يعني توقّف المفاوضات النوويّة بين إيران والمجموعة الدولية قبل موعدها المقرّر في 20 تموز، أنّها تُعاني خللاً ما أو أنّ العقبات غير قابلة للحلّ، بل على العكس تماماً.

تمديد المفاوضات أربعة أشهر إضافيّة يَعني أنّ الاطراف كافة جادون في التوصل الى اتفاق نهائي وشامل، وما المهلة الجديدة إلّا فرصة أمام التقدم الإيجابي الذي حدَث في فيينا خلال الأيام الأخيرة من هذه الجولة، خصوصاً بعد مجيء وزير الخارجية الاميركي جون كيري، لإفساح المجال أمام وضع اللمسات الاخيرة على البنود الخلافية التي شهدت تقدماً كبيراً من خلال تقديم تنازلات متبادَلة بين الطرفين الأميركي والإيراني. لم تعد الولايات المتحدة الاميركية مصرّة على حصر عدد أجهزة الطرد المركزي بثلاثة آلاف جهاز، ورفعت اقتراحها في هذا الاطار الى ما بين خمسة وعشرة آلاف. ولم يعد يتمسّك الإيرانيون بالحصول على خمسين ألف جهاز وخفّضوا هذه الكمية الى ما بين ثلاثين وأربعين الفاً. وأسقط الجانب الغربي شرطَ تدمير المنشآت الإيرانية المتطوّرة، وأعطت واشنطن الضوء الاخضر لطهران للاحتفاظ بهذه المنشآت ضمن الاقتراح الايراني الذي يقول بوضعها تحت المراقبة الشديدة لوكالة الطاقة الذرية الدولية. وقد حصل الاتفاق على البند الاخير، على رغم الموقف الفرنسي الرافض تماماً الإبقاءَ على هذه المنشآت، والمطالب بتدميرها تماماً أو تحويلها اهتماماتٍ أخرى خارج إطار البرنامج النووي الايراني. وتتقارب وجهات النظر بين الاميركيّين والايرانيّين حول نسبة تخصيب اليورانيوم بين 2 في المئة كما يقترح الاميركيون، و5 في المئة التي يطالب بها الايرانيون. وستكون مهلة الأشهر الاربعة الجديدة التي حظيَت بها المفاوضات كافية لمزيد من التقارب نحو الحلول الوسط في النقاط الخلافية. ويبدو التأخير في التوصّل الى خاتمة هذه المفاوضات على رغم اقتناع الجميع بأنّ النهاية ستكون عبر اتفاق شامل مرتبط بحسابات داخلية ناتجة عن ضغوط الرافضين من كلا الطرفين لمبدأ التفاوض من الاساس ولتقديم التنازلات.

وعليه، ترى أوساط المراقبين لمفاوضات فيينا أنّ الأميركيّين والإيرانيّين يعتمدون سياسية الخطوة خطوة في تقديم التنازلات منعاً لدفع المتشدّدين الى تصعيد اعتراضهم، ما قد يؤثر في المفاوضات برمتها.

وفي تصعيد خطابي متوقّع يهدف لامتصاص أيّ اعتراض داخلي على المفاوضات من الطرفين المفاوِضين، أشار رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي إلى أنّ إيران «ستعود للتخصيب بنسبة 20 في المئة في حال عدم التوصل الى الاتفاق النووي الشامل مع مجموعة (5+1) وتدشين أجهِزة طرد مركزي جديدة وكذلك تدشين مفاعل آراك».

وفي حين ستعقد الجولة السابعة من المفاوضات في 23 تشرين الثاني المقبل، توقعت مصادر ديبلوماسية أوروبية لـ»الجمهورية» أن يتوصَّل المتفاوضون الى اتّفاق نهائي قبل المهلة النهائية المحددة، «نظراً لضيق الخلافات واستعداد الاطراف لتقديم تنازلات بهدف التوصل الى حلول وسطية تُرضي كلّ الاطراف حول العقدتين المتبقيتين امام المتفاوضين»، اي نسبة التخصيب النهائية وعدد أجهزة الطرد المركزي.

وتبقى عقدة رفع العقوبات الاقتصادية عن ايران بعيدة من الطرح حالياً، إذ يرفض الجانب الأميركي مزامنة رفع الحظر مع التوقيع النهائي للاتفاق حسب الطلب الايراني، وذلك بسبب خوف إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما من معارضة الكونغرس قرار رفع الحظر في حال عرضه على التصويت. وفي هذا الاطار، أكَّد عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي بوب كوركر وجوب استمرار الجهود الديبلوماسية «لمنع ایران من التسلح بقنبلة نوویة». ودعا الحكومة الى عدم السماح بالتمديد للمفاوضات مجدّداً لأنّ هذا إضعاف لنفوذ واشنطن، مضيفاً: «على الرئيس أوباما تكرار ما فعله العام الماضي بالنسبة الى سوريا، أي أن يحضر الى الكونغرس لمناقشة الموضوع وإجبار إيران على التزام الاتفاقیة النهائیة».

 

مانشيت جريدة الجمهورية:  بري لـ«الجمهورية»: لا يمكن تسمية رئيس حــكومة بِلا وجود رئيسَي الجمهورية والمجلس

مع دخول البلاد في مدار عطلة عيد الفطر السعيد المتوقعة نهاية الاسبوع، ينتظر أن تشهد الايام المقبلة تطورات حاسمة على صعيد الملفات الحياتية والمطلبية المطروحة، فإمّا انفراج وإمّا انفجار. فمن المرجّح ألّا يقبض موظفو القطاع العام رواتبهم قبَيل العيد وربما بعده، لتعذّر انعقاد مجلس النواب حتى الآن لإقرار مشروع قانون يُجيز صرف هذه الرواتب، بسبب رفض كتلة المستقبل وحلفائها حضور الجلسة التشريعية، فيما 107 آلاف طالب يهَددون بسنواتهم الدراسية في حال استمر تعليق تصحيح الامتحانات الرسمية حتى مطلع الشهر المقبل، اذ سيكون متعذراً على كثيرين منهم الالتحاق بالجامعات في الخارج، وحتى في الداخل. في هذه الاثناء، لم تغيّر خريطة الطريق التي اقترحها الرئيس سعد الحريري في مسار الاوضاع السياسية، علماً انّ تيار «المستقبل» سينطلق منها في مشاورات مع حلفائه والآخرين ابتداء من اليوم.

وتعليقاً على «خريطة» الحريري نوّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشقّ المتعلق منها بمواجهة الارهاب، وقال لـ«الجمهورية» إنه «يتطابق مع وجهة نظرنا في التصدي للاعمال الارهابية». امّا في ما يتعلق بكلامه حول ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية قبل النيابية، فقال: «إننا من المتمسكين اساساً بانتخاب رئيس الجمهورية قبل إجراء الانتخابات النيابية وأيّ استحقاق آخر».

ورداً على قول الحريري انه لا يمكن انتخاب رئيس مجلس نواب قبل انتخاب رئيس جمهورية، قال بري: «انا اوافق الحريري حرصه على رئاسة المجلس النيابي، ولكن لا يمكن انتخاب رئيس حكومة ايضاً قبل انتخاب رئيس الجمهورية الملزم بالتشاور مع رئيس المجلس النيابي والنوّاب لتسمية رئيس الحكومة التي هي عملية انتخابية. وبالتالي، فإنه في حال استمرار الشغور الرئاسي لا يمكن تسمية رئيس حكومة، علماً انّ المجلس النيابي يستطيع ان يجتمع وينتخب رئيسه».

واضاف: «اذا كان انتخاب رئيس مجلس النواب صعباً بدرجة في ظل الشغور في سدة رئاسة الجمهورية فإنّ انتخاب رئيس الحكومة أصعب بدرجات. ولذلك، حرصاً على انتظام عمل كل المؤسسات وانجاز كل الاستحقاقات ينبغي انتخاب رئيس الجمهورية لأنّ انتخاب الرئيس هو «إفتح يا سمسم».

وعن أزمة رواتب موظفي القطاع العام والخوف من مضاعفاتها على المواطنين مع اقتراب نهاية الشهر وحلول عيد الفطر، قال بري: «مَن يتحمّل مسؤولية الّا يقبض الموظفون رواتبهم، هو من يوقّع ثم يتنصّل من توقيعه.

وللعِلم، فإنّ مجلس الوزراء أقرّ مشروع قانون بتسريع صرف مبلغ مليار و450 مليون ليرة المتبقية من مشروع سابق أقرّ أيام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقد أحيل هذا المشروع الى المجلس النيابي فأقرّته لجنة المال والموازنة النيابية ليتحوّل تلقائياً الى الهيئة العامة للمجلس، فإذا ببعض الذين وقّعوه يرفضون المشاركة في الجلسة النيابية وينقلبون على التزامهم».

واكّد بري انه «لن تكون هناك رواتب للموظفين الّا وفق القانون وبعيداً من ايّ مخالفة، وأنا سأذهب في هذا الامر حتى النهاية ومهما كان الثمن». واشار الى انّ المسألة تتخطى موضوع الرواتب والسلسلة الى وجود رغبة بمقاطعة المجلس وتعطيل التشريع فيه، مع اننا نقول لهم: انزلوا وصَوّتوا «مع أو ضد»، المهم أن تحسم هذه الملفات».

الى ذلك، اكّد بري «انّ الحوار بين حركة «امل» وتيار «المستقبل» مستمر»، وقال انّ اجتماعاً جديداً سيُعقد اليوم بين الجانبين، مشيراً الى انّ «اللقاء السابق حقّق ايجابيات، لكنّ المواقف السلبية التي عبّر عنها البيان الاخير لكتلة المستقبل برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة هَدّد بتبديد هذه الايجابيات».

إستياء بكركي

 في غضون ذلك، أعربَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي عن أمله في «أن يتحرّر النواب من كل حساب رخيص، شخصّي أو فئوي، ويتصالحوا مع الوطن والشعب، بل ومع أنفسهم، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يُعيد الاعتبار لسدة الرئاسة، ويكون بكبر شخصيته وأخلاقيته وتجرّده، القائد الحكيم لسفينة الوطن في خضمّ هذا البحر الهائج سياسياً واقتصادياً وأمنياً». وتساءل: «كيف نرجو انتخاب رئيس وباب المجلس النيابي مقفل خلافاً لِما ينص عليه الدستور؟».

لكنّ محبّي الفراغ رفضوا، أيضاً، هذه الأمنية. ولست أدري كم هو كريم في أعينهم وطن مبتور الرأس! وكم هي محترمة عندهم سدة الرئاسة، وقد آثروا إقفال أبواب القصر الجمهوري».

«التيار الحر»

في المقابل، يبدو انّ دعوة الراعي الى النواب المقاطعين لن تلقى صداها لدى نواب «التيار الوطني الحر» الذين سيقاطعون مجدداً الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمقررة بعد غد.

وإذ حرصت مصادر بارزة في «التيار» على تأكيد العلاقة الجيدة مع بكركي، قالت لـ»الجمهورية»: «إنّ سبب عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد هو عدم إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، ما يعني الحفاظ على مجلس نيابي قواه متقاربة.

ففريق 14 آذار يملك عدداً معيناً من النواب، وفريق 8 آذار يملك عدداً آخر، ما يعني انّ أيّاً من الفريقين لا يملك وحده الغالبية. لذلك، وفي غياب التوافق السياسي، لن يتمكّن هذا المجلس من انتخاب الرئيس حتى لو اجتمع كل ساعة».

واضافت المصادر: «صحيح انّ الصورة ستكون افضل اذا نزل النواب الى المجلس لانتخاب الرئيس، لكن في الحقيقة هناك أمران أساسيان: الأمر الاول نحن لا نقبل بأن ينتخب رئيس يمدّد للفراغ ست سنوات جديدة، ويا للأسف كان الرئيس سليمان يملأ هذا الفراغ بفراغ. لذلك، نحذّر اليوم جميع اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين، من الوقوع في هذا الفخ، أي من استعجال انتخاب رئيس يملأ الفراغ بفراغ.

والامر الثاني هو أنّ رئيس الجمهورية يجب ان يكون رئيساً قوياً وتوافقياً في الوقت نفسه، بمعنى انه يملك مشروعاً ولديه كتلة نيابية وفي الوقت نفسه لا يستفزّ احداً ويستطيع التحدث مع الجميع».

وقالت المصادر: «نعتبر انّ مَن عطّل فعلياً إجراء الانتخابات الرئاسية هو مرشّح التحدي سمير جعجع الذي ترشّح، ليس للوصول الى الرئاسة، بل فقط لقطع الطريق على العماد ميشال عون، وقد صَرّح بنفسه عن ذلك أمس. اذاً، انّ جعجع هو الذي عطّل مسيحياً الانتخاب من خلال ترشحه لحَشر حلفائه اولاً، ولقطع الطريق امام العماد عون ثانياً، علماً انّ المسيحيين لا يتحملون وحدهم مسؤولية الفراغ».

مجلس وزراء

 وفي هذه الأجواء، دعا رئيس الحكومة تمام سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد في العاشرة قبل ظهر الخميس المقبل، علماً انّ لا اتفاق بعد على ملف تعيين عمداء كليّات الجامعة اللبنانية، ولا على الملف المالي.

القزي

 وتعليقاً على هذه الدعوة، قال وزير العمل سجعان القزي لـ»الجمهورية»: «نحن نؤيّد دعوة الرئيس سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد لأنه لا يمكن للبنان اليوم البقاء في حالة فراغ شامل. فرئاسة الجمهورية شاغرة، وهناك التباس حول دور مجلس النواب، هل يكون هيئة ناخبة أم تشريعية؟

 فلذلك لا يبقى سوى مجلس الوزراء كهيئة شرعية يُحتّم أن تبقى جاهزة وقائمة، ليس فقط لإقرار مشاريع القوانين وتسيير شؤون الدولة وتلبية قضايا الناس، وإنما ايضاً ليكون مجلس الوزراء المحاور الشرعي مع المجتمع الدولي، خصوصاً أنّ تطورات كبرى وزيارات ديبلوماسية مهمة تحصل في المنطقة اليوم. لذلك، أعتقد أنّ الرئيس سلام كان على حق حين دعا المجلس الى الانعقاد».

وسُئل القزي: ألا تخافون من تفجير الحكومة من الداخل في ظل عدم الاتفاق بعد على ملفات عدة، ولا سيما منها ملف الجامعة اللبنانية وقضايا مالية؟ فأجاب: «الحكومة ليست أمام خطر التفجير، على الأقل في المرحلة الحالية، أمّا حصول خلافات حول قضايا تُطرح ومشاريع قوانين، فهذا ليس بالأمر الجديد في حياة الحكومات، فما نتّفق عليه يُقرّ وما نختلف عليه يوضَع جانباً ويخضع لمشاورات سياسية خارج مجلس الوزراء.

هذه هي المنهجية التي اتفقنا عليها برئاسة رئيس الحكومة ويجب أن نحترمها، فإذا كان هناك مَن يريد أن يخرق هذه القاعدة، وهي قاعدة أخلاقية أكثر ممّا هي قاعدة دستورية، فيجب أن يتحمّل المسؤولية وحده، لا أن يُحمّل مجلس الوزراء موقفه المخالف للإجماع، علماً أنه يحقّ لكل مكوّن أو وزير أن يُبدي رأيه، رفضاً أو قبولاً بأيّ مشروع من دون أن يعطّل عمل المجلس».

هل تحلّ أزمة الرواتب قبل العيد؟

 وفي محاولة لترتيب مخارج لمسألة رواتب موظفي القطاع العام التي يفترض توفيرها قبل عيد الفطر، أي قبل ايام على نهاية تموز الجاري، يلتقي وزير المال علي حسن خليل قبل ظهر اليوم عضوي كتلة «المستقبل» غازي يوسف وجمال الجراح قبل ان يتحدث ظهراً الى الإعلاميين عن جديد الإتصالات الجارية من اجل اصدار قانون يُجيز دفع هذه الرواتب.

وتأتي هذه المحاولات بعدما تعثّرت مساعي خليل لإقناع النواب المقاطعين لجلسة تشريعية تسبق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لبَتّ هذه القضايا وأخرى تتصِل بسلسلة الرتب والرواتب وإصدار سندات اليوروبوند لمواجهة كلفة الدين العام.

وفي هذه الأجواء يسعى وزير الصحة وائل ابو فاعور، بتكليف من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، الى لقاء ثلاثي جديد يجمعه وخليل ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري لاستئناف البحث في التحضيرات الجارية لجلسة تشريعية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ اللقاء الثلاثي قد يعقد مساء اليوم في منزل ابو فاعور إذا نجحت مساعيه التي يدعمها جنبلاط الذي تحدّث الى بري في الساعات الماضية للتأكيد انّ مساعيه لن تتوقف إزاء تخفيف أجواء التشنّج المتبادلة بين «المستقبل» وحركة «أمل»، والتي تجَلّت بأسوأ مظاهرها يوم الجمعة الماضي في البيانات التي حفلت بالإتهامات المتبادلة.

مجزرة غزّة

 على صعيد غزّة، تتجه الأنظار نحو القاهرة والدوحة حيث تتكثّف الجهود الدبلوماسية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، إثر مجزرة دامية شكّلت الشجاعية مسرحها أمس، وسارعت واشنطن إلى إعلان نيتها إرسال رئيس الدبلوماسية الأميركية لتسريع وتيرة المشاورات، في وقت يبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قطر تطورات غزة مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، قبل زيارة يقوم بها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون.

من جهته، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قلقه لإرتفاع عدد القتلى في غزة، وذلك في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معلناً عن توجه وزير الخارجية جون كيري الى القاهرة في مسعى لإنهاء القتال. وأفاد البيت الابيض في بيان أنّ أوباما دان الهجمات التي تشنّها حركة «حماس» على إسرائيل، معرباً عن «قلقه البالغ بشان إرتفاع عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين في غزة وسقوط جنود إسرائيليين»، مشيراً إلى أنّ كيري سيتوجه الى العاصمة المصرية «قريباً».

بدوره، دعا الأمين العام للامم المتحدة إسرائيل الى تجنّب سقوط مدنيين خلال حملتها العسكرية على غزة، في وقت طالب عباس بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن لـ»تحمل مسؤوليته تجاه غزة».

«القسّام» تخطف جندياً إسرائيلياً

 إلى ذلك، أعلنت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أنّها اختطفت جندياً إسرائيلياً أمس في قطاع غزة، في خبر أثار فرحاً عارماً في القطاع، حيث خرج الآلاف الى الشوارع إحتفالاً به. وقال المتحدث بإسم الكتائب أبو عبيدة: «إنّ القسّام تمكنت من أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون صاحب الرقم (العسكري) 6092065».

 

القسّام" تعلن أسر جندي إسرائيلي في غزة

وكالات/أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس أنها أسرت جنديا إسرائيليا خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الكتائب في كلمة القاها الليلة إن المقاومة أسرت جنديا، واسمه "شاؤول آرون" خلال المعارك مع الجنود الإسرائيليين أمس السبت. وأضاف أبو عبيدة أن الجندي هو شاؤول آرون صاحب الرقم 6092065 في عملية بالتفاح شرق قطاع غزة أمس، بحسب ما أوردت وكالة "معا" الفلسطينية. وعلى الإثر خرج آلاف الفلسطينيين في شوارع غزة للاحتفال بالخبر، فيما أطلق عناصر مسلحون النار في الهواء وعلا التكبير من مآذن المساجد.

 

مقتل قائد الحملة العسكرية على مدينة مورك وهو ضابط في 'حزب الله”

وكالات/ذكر ناشطون في المعارضة السورية المسلحة، أن مسلحي المعارضة تمكنوا من فرض سيطرتهم على مدينة مورك في ريف حماة بالكامل، فيما قتل نحو 77 شخصاً في معارك أمس، السبت، في مناطق مختلفة من سوريا. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن مسلحي المعارضة تمكنوا من تحرير مدينة مورك بريف حماة بالكامل، مشيراً إلى مقتل العشرات من عناصر القوات الحكومية. وقال 'مركز حماة الإعلامي” المعارض، إن قائد الحملة العسكرية البرية على مورك :وهو من عناصر حزب الله اللبناني” لقي مصرعه خلال المعارك. كما سيطر المسلحون على حاجز المسكر ونقطة الكسّارة شرقي مورك، وعلى النقاط الخامسة والسادسة والسابعة في محيط المدينة. وذكر المركز أن 8 من عناصر القوات الحكومية قتلوا وجُرح العشرات أثناء معارك السيطرة على النقطة السابعة في مورك.

 

البطريرك الراعي يثمّن مبادرة الحريري

 أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض لـ"المستقبل" أن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يثمّن مبادرة الرئيس سعد الحريري وكل المبادرات التي تسعى إلى تسهيل الاستحقاق الرئاسي"، لافتا إلى أن "هذه المبادرات يجب أن تكثر وأن المطلوب تضحيات ومبادرات من الجميع لتتلاقى حول المصلحة الوطنية العليا والاتيان برئيس يليق بلبنان وبحجم المرحلة".

ورأى أن "المطلوب اليوم أن تتكاتف كل الأصوات حول البطريرك الراعي بوصفه رأس الكنيسة المارونية، وأن تقترن المواقف بالمبادرات من جانب كل الأطراف حفاظاً على العيش المشترك والميثاق الوطني"، لافتا إلى "أننا نحتاج لأصوات معتدلة وكلام الحريري عن الاعتدال كان في مكانه، فنحن في حاجة إلى أصوات سنّية وشيعية تتمسّك بهذا الاعتدال وتغلّب لغة العقل وترسّخ الحوار بين الأديان والحضارات على كل ما يشوّه وجه هذا الشرق الحقيقي بالحديد والنار والإرهاب، ومحو التاريخ الذي بناه المسيحيون والمسلمون معا". المستقبل

 

قداس تكريمي في عين ابل لبقعوني والابرص

وطنية - اقيم في كنيسة مار الياس الحي للروم الكاثوليك في بلدة عين ابل، قداس احتفالي لمناسبة انتقال زمام امور ابرشية صور للروم الكاثوليك من المطران جورج بقعوني الى المطران مخائيل الابرص، في كنيسة مار الياس الحي للروم الكاثوليك في عين ابل. حضر القداس المطران السابق يوحنا حداد والمطران بقعوني ورئيس دير سيدة البشارة في رميش الاب ميشال خوري ورئيس جامعة الكسليك - فرع رميش الاب شكرالله شوفاني ورئيس بلدية عين ابل فاروق بركات دياب ونائبه طارق متى وقائد وحدة احتياط القائد العام في اليونيفيل قائد الكتيبة الفرنسية الكولونيل ايمانويل شاربي ورهبان وراهبات واهالي البلدة والجوار.

بعد الانجيل، القى كاهن الرعية الاب ماريوس خيرالله كلمة شكر تحدث من خلالها عن تضحيات المطران بقعوني وتواضعه، وتمنى له النجاح في مهمته الجديدة في ابرشية حيفا والاراضي المقدسة، كما رحب بالمطران الابرص الذي وصفه بخير خلف لخير سلف.

الابرص

والقى المطران الابرص عظة قال فيها: "علينا ان نكون على مثال المسيح فرحين دائما بالرغم من الصعوبات والشدائد، وهذا ما يميزنا عن الباقين، شاكرا المطران بقعوني على تواضعه وتضحياته لاجل ابرشية صور". وفي الختام، القى رئيس بلدية عين ابل فاروق بركات دياب، كلمة شكر فيها المطران بقعوني على كل ما انجزه لابناء رعيته في عين ابل، وسلمه باسم اهالي وبلدية عين ابل درعا تقديرية.

 

اعتصام أمام السفارة الأميركية تضامنا مع غزة والكلمات أكدت انتصار المقاومة الفلسطينية

وطنية - نظم اليسار اللبناني والفلسطيني والعربي مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، انطلقت من منطقة ضبية، يتقدمها قادة الاحزاب اليسارية وعلم كبير لفلسطين وحملة الاعلام الفلسطينية واللبنانية وصور الشهداء، وسط هتاف المتظاهرين المنددين بالولايات المتحدة الاميركية والعدوان الاسرائيلي والصمت الرسمي العربي، مؤكدين دعمهم الشعب الفلسطيني ومقاومته، وانتهت المسيرة باعتصام شعبي حاشد امام سفارة الولايات المتحدة الاميركية في عوكر وسط إجراءات أمنية مشددة. وألقى امين عام الحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة كلمة حيا فيها "صلابة وصمود الشعب الفلسطيني وبسالة مقاومته التي تمثل رمزا لكفاح الشعوب ونضالها من اجل حريتها وتقرير مصيرها وسيادة عدالتها"، محملا "الكيان الصهيوني تبعات جرائمها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني واخرها مجزرة الشجاعية"، وندد "بالسياسة الاميركية التي تحمي اسرائيل وتغطي عدوانها بالدعم العسكري والمالي والضغط على المؤسسات الدولية لتغطية العدوان الفاشي". وندد "بالصمت العربي الرسمي"، وأكد ان "المقاومة الفلسطينية ستحقق نصرها في تموز كما حققت المقاومة اللبنانية نصرها في تموز عام 2006 وستسقط كل المشاريع الصهيونية والاميركية على صخرة صمود شعب فلسطين وشعوب المنطقة ونتنياهو وجيشه سيغرق في رمال غزة، وحينها لن تنفعه كل حقن الدعم الاميركي". ودعا الشعوب العربية وشعوب العالم إلى "أوسع تحرك داعم للشعب الفلسطيني ومقاومته". وكانت كلمة لعضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" علي فيصل باسم اليسار الفلسطيني حمل فيها "الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية العدوان الاسرائيلي واعطاء الضوء الاخضر للقتل والمجازر والمحارق تحت حجة الدفاع عن النفس في اوسع تغطية ودعم سياسي ومادي وعسكري بلغت ذروته بتقديم الكونغرس الاميركي 350 مليون دولار لشراء منظومات وصواريخ جديدة للقبة الحديدية لضمان تفوق إسرائيل وتجديد قوة ردعها خدمة للمشروع الاميركي الهادف لبناء شرق أوسط جديد". وحمل "المجتمع الدولي وامين عام الامم المتحدة بان كي مون مسؤولية ما يجري من مجازر بينما مسؤوليته الاخلاقية والسياسية المنتدب لها تتجسد بحماية الشعب الفلسطيني وتطبيق اتفاقيات جنيف ودعوة المؤسسات القانونية الدولية لمحاسبة اسرائيل وعزلها، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين". وندد "بالصمت العربي الرسمي"، ودعا الدول العربية الى "قطع العلاقات مع اسرائيل وطرد السفراء الاسرائيليين منها ووقف التطبيع". ودعا الى "وضع استراتيجية فلسطينية موحدة"، وحيا "الشعب الفلسطيني الصامد والمقاومة الباسلة بكل اجنحتها". وفي نهاية الاعتصام، أحرق المتظاهرون العلم الاسرائيلي وعلم الولايات المتحدة الاميركية.

 

الجيش الإسرائيلي اعترف بمقتل 13 جنديا اليوم

وطنية - اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 13 جنديا في عمليات للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة خلال الساعات الماضية.

 

قوى الامن اوقفت شخصين من افراد العائلة التي شجعت طفلها على تعنيف الطفل السوري

 وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ الاتي: "تناقلت المواقع الإلكترونية صباح 19/07/2014 مقطع فيديو يتضمن طفلا يعنف طفلا آخر بحضور وتشجيع من أهل الطفل الأول. وبناء لتوجيهات ومتابعة مباشرة من معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، باشرت قوى الأمن الداخلي بإتخاذ إجراءاتها وتحقيقاتها بإشراف القضاء المختص. وبنتيجة الإستقصاءات والتعقبات الفنية وتقاطعها مع المعلومات التي توافرت من ناشطين إلى مواقع التواصل الإجتماعي العائدة لقوى الأمن الداخلي، تمكن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وبمؤازرة قوة من مفرزة الضاحية الجنوبية في وحدة الشرطة القضائية، من تحديد المكان الذي حصل فيه الإعتداء على الطفل: ـ خالد ن. (مواليد 2005) سوري الجنسية وهوية ذوي الطفل عباس ع. (مواليد2012) لبناني، حيث دهمتهم في محلة الرمل العالي. وحوالى الساعة 23.30 من التاريخ المنوه عنه أعلاه أوقفت القوة المذكورة والد الطفل عباس، المدعو: ـ أ. ع. (مواليد العام 1967، لبناني)، داخل أوتوبيس أجرة (فان) يملكه، في محلة عين الدلبي - الرمل العالي. وعند الساعة الواحدة من تاريخ 20/07/2014، أوقفت دورية من شعبة المعلومات المدعو: - ح. ط. (مواليد 1997) الذي يشتبه بقيامه بتصوير ابن عمه عباس أثناء إعتداء الأخير على الطفل خالد، وسلمته إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية". التحقيقات جارية".

 

مقتل منذر الحسن المتهم بايصال المتفجرات الى السعوديين اللذين فجرا نفسيهما في فندق دو روي

 وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية في طرابلس عبدالكريم فياض ان قوة من فرع المعلومات دهمت بعد الواحدة فجرا شقة في مبنى السيتي كومبلكس 2 - طرابلس، يسكن فيها المدعو منذر الحسن المتهم بإيصال المتفجرات للسعوديين اللذين قاما بتفجير نفسيهما منذ بضعة اسابيع في فندق دو روي في بيروت. ودارت اشتباكات بين الحسن والقوة التي تمكنت من قتله بعدما قام باطلاق النار والقاء بعض القنابل في إتجاهها. علما أن المدعو منذر خلدون الحسن، والدته حلبيه، من مواليد العام 1990 بزبينا – عكار، يحمل الجنسية السويدية باسم Monzer Al HASSAN.

 

الراعي تمنى لو بقي سليمان رئيسا حتى انتخاب رئيس جديد لكن محبي الفراغ رفضوا

 وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد مار شربل في عنايا، عاونه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ورئيس الدير الاب شربل البيروتي، وحضره الرئيس ميشال سليمان وعائلته، وزير العمل سجعان القزي ممثلا رئيس الحكومة تمام سلام، وزيرة المهجرين أليس شبطيني، النائبان سيمون ابي رميا وعباس هاشم، الوزيران السابقان مروان شربل وناظم الخوري، قائد الجيش العماد جان قهوجي وعقيلته ، قائد الدرك العميد الياس سعادة، النائبة السابقة نهاد سعيد، محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي غالب غانم ، رئيس جمعية المصارف اللبنانية فرنسوا باسيل وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات والمصلين .كما شارك في القداس السفير البابوي غبريال كاتشيا والمطران ادغار ماضي والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة وعدد من المدبرين العامين في الرهبانية ولفيف من الآباء والكهنة ، وخدمت القداس جوقة الصوت العتيق بقيادة الاب ميلاد طربيه .

العظة

وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:" حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم"، (متى12: 32)، ومما جاء فيها: "يؤكد لنا الرب يسوع في إنجيل اليوم، أنه زرع كل واحد وواحدة منا زرعا جيدا في حقل الكنيسة والعالم، ويدعونا للمحافظة على جودة هذا الزرع، فلا نتحول، بفعل الخطيئة والشر، إلى زؤان. القديس شربل هو زرعٌ جيد بامتياز، زرعه المسيح الرب في حقل بقاعكفرا والرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة. حافظ على هذه الجودة الإلهية ونماها، حتى بلغ ذروة كماله، فتحققت فيه كلمة الرب يسوع: "حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى12: 32).

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، احتفاء بعيد القديس شربل، مع قدس الرئيس العام الأباتي طنوس نعمه، والآباء المدبرين، ورئيس الدير، والآباء الكهنة الجدد الذين تمت رسامتهم الكهنوتية، هنا قرب ضريح القديس شربل، منذ أسبوعين. فإنا نهنئهم ونهنئ الرهبانية اللبنانية المارونية العزيزة بهم وبعيد القديس شربل، راجين لها دوام النمو والازدهار بدعوات رهبانية مقدسة. كما نهنئ والدي الكهنة الجدد وأهلهم الذين خصهم المسيح الإله بهذا الامتياز، إذ اختار من بين أولادهم هؤلاء، الرهبان الكهنة، ودعاهم إلى نعمة التكرس الرهباني، لكي يشهدوا لكمال محبته، وإلى نعمة الكهنوت لكي يخدموا إنجيله الخلاصي". وتابع: "يسعدنا أن نحيي مهنئين، على رأس المصلين، فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان. لقد اعتدنا على الاحتفال بعيد قديس لبنان بالقرب من ضريحه، هنا في عنايا، بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية، وعلى الصلاة معه من أجل وطننا العزيز لبنان. وكنا نأمل أن نحتفل وإياكم اليوم مع الرئيس الجديد. لكننا حرمناه بسبب عجز المجلس النيابي الحالي عن القيام بأشرف مهمة سلمها إليه الشعب اللبناني. وهذا جرح بليغ في كرامة هذا الشعب، وفي جسم الوطن. غير أن حضوركم، فخامة الرئيس، يعزينا، ويملأ معنويا هذا الفراغ. وكنا نتمنى استمراركم على رأس الدولة، حتى انتخاب الرئيس الجديد، حفاظا على الكرامة الوطنية. لكن محبي الفراغ رفضوا، أيضا، هذه الأمنية. ولست أدري كم هو كريم في أعينهم وطن مبتور الرأس! وكم هي محترمة عندهم سدة الرئاسة، وقد آثروا إقفال أبواب القصر الجمهوري، بعد ست سنوات شرعتم خلالها أبوابه للأسرتين العربية والدولية، واستعادت الدولة مكانها ومكانتها الكبيرة في الأسرتين! وكم رغبتم أنتم أن تسلموا فيه الوديعة للخلف في 25 أيار الماضي أسوة بالدول الراقية!"

وقال: "إننا نتحمل، بصبر، هذا الجرح الكبير في كرامتنا الوطنية، ونصلي إلى الله، بشفاعة القديس شربل، الذي شرف أرضنا ورفع اسم وطننا في الأرض والسماء، لكي يمس، بروح المسؤولية، نواب الأمة، فيتحرروا من كل حساب رخيص، شخصي أو فئوي، ويتصالحوا مع الوطن والشعب، بل ومع أنفسهم، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد الاعتبار لسدة الرئاسة، ويكون، بكبر شخصيته وأخلاقيته وتجرده، القائد الحكيم لسفينة الوطن في خضم هذا البحر الهائج سياسيا واقتصاديا وأمنيا. إننا نفتقد إلى رئيس يستطيع البدء من حيث وصلتم اليه في بناء الدولة والمؤسسات. وهذا ما نرجوه اليوم قبل الغد. ولكن كيف نرجو ذلك وباب البرلمان مقفل خلافا تماما لما ينص عليه الدستور".

وتابع: "أراد الرب يسوع أن يشرح سر ملكوت السماوات بمثل القمح والزؤان، فقال: "يشبه ملكوت السماوات رجلا زرع زرعا في حقله. وبينما الناس نيام جاء عدوه وزرع بين القمح زؤانا ومضى" (متى 13: 24-25). ملكوت السماوات هو دخول الله في حياة العالم، بالمسيح ابن الله المتجسد، الذي جاء يزرع قمح المؤمنين بالله وبالحقيقة، لكي يؤلفوا به ومعه ملكوت الله، أي الشركة بين الله والناس. ملكوت الشركة هذا متمثلٌ في الكنيسة، المشبهة بحقل الله (1 كور3: 9)، حيث يزرع المسيح، بواسطة خدْمتها الكهنوتية، أبناء للملكوت، هم المؤمنون والمؤمنات المولودون من معمودية الماء والروح.

كل مسيحي، إكليريكيا كان أم علمانيا، هو زرع جيد، مدعو، حيثما وجد، ليلتزم بناء ملكوت الله ونموه بين الناس، وليطبع، بالقيم الإنجيلية، المجتمع والشؤون الزمنية، وسائر قطاعات الحياة العامة".

أضاف: لكن الشر، عدو الكنيسة، المتمثل بروح الشر، الشيطان، وبالأشرار، فاعلٌ في التاريخ. "يزرع زؤانا، أي أشخاصا وأنظمة وإيديولوجيات وتيارات هدامة، يعرقلون طريقها، يعاكسونها، يضطهدونها، ويضللون أبناءها وبناتها، ويسلبونهم. هذا الواقع رآه يوحنا الرسول في مشهد المرأة (الكنيسة) التي تتمخض لتلد، والتنين (الشيطان) الجاثم أمامها ليبتلع طفلها حين تلده. وإذ لم يستطع، غضب على المرأة وذهب يقاتل باقي نسلها الذين يعملون بوصايا الله، وعندهم شهادة يسوع. ووقف على رمل البحر ناصبا لهم العداء (راجع رؤيا 12: 1-6، 17)".

وتابع: "هذه الصورة نشهدها هنا وهناك وهنالك، في مختلف بقاع الأرض، ونشهدها، حاليا، في العراق العزيز المتألم بمسيحييه ومسلميه. لقد آلمنا بالعمق نداء غبطة أخينا البطريرك لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل على الكلدان، الذي يوجهه باسم مسيحيي الموصل الذين تضظهدهم، علنا، "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة "بداعش". وقد نقلت معظم وسائل الإعلام هذا النداء. إننا نعلن تضماننا الكامل، على كل صعيد، مع غبطة البطريرك، ومسيحيي الموصل، ومع كنيسة المسيح في العراق الشقيق. نشدد شعب العراق عامة، والمسيحيين خاصة، بكلمة الرجاء والصمود في أرضهم التي كتبوا عليها تاريخهم المجيد. ونطالب الأسرة الدولية بحماية هذا الشعب. وكم يؤسفنا حقا أن تأتي سياسات هدامة من الخارج تزرع زؤان الشر في حقل اختاره الله وأجرى على أرضه مسيرة تاريخ الخلاص. ألا اتقوا الله، وعودوا إلى نفوسكم، وحرروها من شر مصالحكم السياسية والاقتصادية الهدامة. ونتساءل: أليس من سبيل إلى الحوار مع داعش بشأن المسيحيين الآمنين المخلصين لوطنهم؟ ماذا يقول المسلمون المعتدلون بهذا الشأن؟ وما من صوت يندد ويستنكر!"

وقال: "يعلمنا الرب يسوع، في هذا المثل، كيفية التصرف في تعايش الأبرار، أبناء الملكوت، والأشرار، أبناء الشرير. فينبه إلى عدم استئصال الأشرار بالقوة، حماية للأبرار. فقال: لا تنزعوا عشبة الزؤان لئلا تقتلعوا معها أعشاب القمح. إنها حكمة التصرف وفطنة التعاطي وفضيلة الصبر والاحتمال. وقد علم الرب في موضوع آخر تجنب تفاقم الخلاف مع الخصم في مسيرة الطريق (راجع متى 5: 25-26). كم من الأبرياء يسقطون كل يوم بسبب اقتلاع العدو والسيطرة عليه بالقوة والعنف والحرب؟".

أضاف: "الشر في حياة البشر أمر طارىء. فالإنسان مخلوق أصلا على صورة الله. ولكن طرأت أحداث وظروف شوهت صورة الله فيه، فمال إلى حالة الشر، وأصبح "ابن الشرير". الكنيسة، من جهتها، لا تعتبر أحدا شرا في المطلق. فتعمل، روحيا وراعويا وإنسانيا، على إصلاحه، متكلة على فعل النعمة الإلهية، وعمل الروح القدس. وهي تأمل تغيير حياته حتى آخر لحظة من العمر. ولهذا تتميز الكنيسة، برعاتها وأبنائها، بالرجاء والغفران والصبر وطول البال. فما أحوج هذا الشرق إلى الكنيسة لكي تواصل فيه الزرع الجيد، زرع أبناء الإنجيل، من أجل أن نحلم بربيع عربي أصيل".

وقال: "كان القديس شربل هذا الزرع الجيد أولا في حقل بقاعكفرا والرهبانية. ففي بقاعكفرا، نما زرعا جيدا بفضل تربيته في البيت الوالدي. فنشأ صالحا، تقيا ومحبا للإماتات والتقشف. كان ذلك بنتيجة ما دخل قلبه، في طفولته، من مبادىء وتقاليد وقيم تعلمها من محيطه العائلي، ومن مثل خاليه الراهبين دانيال وأغسطين المتنسكين في الوادي المقدس.

وفيما كان يرعى المواشي، وهو ابن عشر سنوات، كان ينصرف إلى الصلاة والتأمل، سواء في السهل، أم تحت الشجرة، أم في المغارة التي تسمى منذ ذلك الحين: "مغارة القديس". هناك كان يخشع للصلاة أمام أيقونة العذراء.وفي الرهبانية اللبنانية المارونية ازداد نموا، كزرع جيد. دخلها سنة 1851، وهو بعمر 23 سنة. وعندما لبس ثوب الابتداء، هنا في دير مار مارون عنايا، بدل اسمه من يوسف إلى شربل، مستشفعا ذاك الشهيد الذي أدى شهادة الدم سنة 107، وفي نيته أن يكون شهيدا للمسيح من نوع آخر. وعندما أبرز النذور الرهبانية الثلاث: الطاعة والعفة والفقر، اتخذ قراره بأن يكون هبة كاملة لله وللكنيسة، يقدمها كل يوم ذبيحة حب لله. وهكذا لبس، من جديد، بالنذور المقدسة واعتناق الفضائل الإنجيلية، ثوب المعمودية، وعاش دائما في جدة الحياة، بحسب تعليم القديس بولس الرسول (راجع روما 6: 4)".

أضاف: "الله الذي يقود خطى أصفيائه، قاد خطى شربل، واضعا على دربه راهبا تقيا علمه اللاهوت وهيأه للكهنوت في دير القديسين قبريانوس ويوستينا في كفيفان، هو الأب القديس نعمة الله كساب الحرديني. فتعلم منه حقيقتين جعلهما ركيزة حياته: الأولى، "الشاطر هو يلي بخلص نفسه". والثانية، "أن تصبح كاهنا يعني أن تكون مثل المسيح. ولكي تصير كذلك، أمامك طريق واحد هو طريق الجلجلة".

وتابع: "إلتزم القديس شربل بخلاص نفسه على طريق الجلجلة، بالصلاة والتأمل، وبالأمانة والتقشف في هذا الدير. ثم أكمل هذه المسيرة الروحية العميقة حبيسا في محبسة القديسين الرسولين بطرس وبولس على جبل عنايا. وفيها بلغ ذروة كمال الحب ببطولة الفضائل الإلهية والإنسانية، حتى تماهى، بالكلية، مع المسيح الذبيح، لفداء البشر. وقد ظهر هذا التماهي عندما رفع القربان بين يديه، في قداسه الأخير، وتلا الصلاة الليتورجية: "يا أبا الحق، هوذا ابنك ذبيحة ترضيك". فأصابه فالج، أسقطه أرضا، وأدخله في غيبوبة النزاع. فإذا بالأب شربل يتماهى بذبيحة حياته مع ذبيحة الابن الإلهي، فتصبح الذبيحتان ذبيحة واحدة مرضية لدى الآب. وأراد الله، في سر تدبيره، أن يعطينا برهانا آخر مرئيا لهذا التماهي، بموت الأب شربل في ليلة ميلاد ابن الله إنسانا على الأرض، للدلالة على أن موته هو ميلاده في السماء. وفي الواقع، ظل أهالي عنايا يرون، على مدى أسبوع، ضوءا مشعا يخرج من قبره، ويلمع على حائط الكنيسة الشرقي المحاذي للمقبرة، فتحققت كلمة الرب يسوع في الإنجيل:"حينئذ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 12: 32). وقال: "أيها القديس شربل، قديس لبنان، نحن نؤمن أنك تحمل، بتشفعك، وطننا أمام العرش الإلهي، كما كنت تحمله بصلاتك من محبستك على أرضنا. نسألك أن تستمد لنا، من جودة الله ورحمته، السلام والإستقرار. إننا، من صميم القلب، نصلي لكي يمس الله، بنعمته، ضمائر المسؤولين السياسيين ونواب الأمة عندنا، لكي يرجعوا إليه بروح التوبة، ويتحرروا من مصالحهم الصغيرة، ويؤدوا واجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية، فتعود للمؤسسات حيويتها، وتعطى شرعيتها، فتمارس صلاحياتها، وتخرج البلاد من أزماتها الإقتصادية والمعيشية والإجتماعية والأمنية المميتة".

وختم الراعي: "نسأل شفاعتك، أيها القديس شربل، ونحن نصلي إلى الله، لكي يمسك بيده القديرة أرباب الحروب في سوريا والعراق وفلسطين، ويكفهم عن القتل والهدم والتهجير، وينتزع من أيديهم السلاح البغيض، ومن قلوبهم الحقد، ومن نفوسهم روح الشر، وينير عقولهم بحقيقة السلام والعدل وكرامة الحياة البشرية وقدسيتها. وإنا، بروح البنوة الكاملة، نرفع معك، بانسجام مع ليتورجيا السماء، نشيد المجد والتسبيح للثالوث المجيد، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

المطران عون في قداس مار شربل في عنايا: لاتخاذ خطوات تنقذ لبنان

 وطنية - احتفل راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون بقداس ليلة عيد مار شربل في دير مار مارون - عنايا، عاونه فيه رئيس الدير الاب شربل البيروتي والاب بولس القزي والمسؤول الاعلامي الابرشي الخوري انطوان عطالله، وحضره حشد من المصلين. بعد الانجيل القى عون عظة تناول فيها "فضائل مار شربل الالهية والانسانية، ولا سيما وداعته وطاعته وتحويل مسيرة حياته الى صلاة دائمة ومستمرة جعلته قادرا على فعل الخير العام وعيش حضارة المحبة وتجسيد قيمها لمواجهة المغريات المادية التي تسيطر على عالمنا". وقال: "قديس لبنان شربل عاش في صومعته على مدى 23 سنة، اضافة الى فترة زمنية مماثلة أمضاها في هذا الدير، وذلك في أحلك ظروف مر بها لبنان، خصوصا خلال أحداث 1860 وما تبعها من أوضاع صعبة وخطيرة شهدها جبل لبنان، ولم يكن بعيدا عن تداعيات تلك الويلات، فساهمت صلواته في حفظ لبنان وحمايته من تلك التحديات بالرغم من حجم أخطارها". أضاف: هكذا نواصل الصلوات من هذا الدير بالذات مع قديس لبنان شربل وسائر القديسين لكي نتخطى بشفاعتهم الصعوبات والمخاطر المحدقة بنا والتي لا تقل خطورة عن المرحلة التي عاشها شربل، ولكي يلهم الرب جميع المسؤولين لاتخاذ خطوات تنقذ البلد من أزمته وأوليتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وعلينا ان ندرك الا خلاص من دون تضحيات وموت على الذات على غرار الرب يسوع الذي بذل ذاته لاجل الانسان وتحقيق خلاصه". وختم: "اذا كان هناك من مسؤولين مستعدين ان يقدموا من ذواتهم ومن مصالحهم الشخصية من أجل المصلحة الوطنية، عندئذ يتحقق خلاص لبنان ويخرج من الازمات التي يتخبط بها".

 

الشعار: سيعلم العالم اننا سنفعل الاعاجيب بوحدتنا ومحبتنا بوجوده: طرابلس ترفض التدخلات الخارجية التي تريد وصمها بالعار

وطنية - اقام رئيس بلدية سبعل حبيب طربيه وعقيلته جوزيان، مادبة افطار على شرف مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، في منزلهما في بلدة سبعل في قضاء زغرتا، شارك فيها الى الشعار، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جود، ممثل سفير فرنسا السيد برنارد روش، الوزير السابق هنري طربيه، رئيسة فرنكوفونيا لبنان السيدة كلوتيد دو فوشيفور، وعدد من المدعويين.

وتحدث خلال الافطار الوزير السابق هنري طربيه مرحبا بالحضور المشارك في الافطار معتبرا "ان المفتي الشعار هو رمز التعايش ما بين الطائفتين المسيحية والاسلامية، فليقتد به الجميع لنبني لبنان معا، ونبني حرية كاملة غير منقوصة مبنية على العدالة والانصاف".

الشعار

ورد الشعار بكلمة اشار فيها الى "ان امثال الوزير طربيه هم من بنوا هذا الوطن بجهدهم وثقافتهم، وبتاريخهم الطويل". وقال: "لذلك انا جد مسرور، وجد فرح، واعيش مشاعر البهجة، لاني اعيش مع هذه الكوكبة من السيدات والرجال، الذين تتعدد ثقافاتهم ورؤاهم، ولكن يتفقون باصل واحد هو لبنان، هذا الوطن الجامع الذي لن يضعف ولن يتراجع طالما ان اللبنانيين يقدمون له ولاء وحبا، وتعاونا. كل واحد فيهم يمثل لبنة من لبنات هذا الوطن الكبير". اضاف: "كنت سعيدا جدا بحضور اللقاء الثقافي في سبعل، مع كوكبة قدمت الينا من فرنسا، هذا البلد العريق الذي يعتبر لبنان بلدا مرتبطا بثقافته وحاضره وتاريخه، فرنسا دولة عريقة وام، وانا واحد ممن يكبر هذا البلد ويتمنى له دوام الازدهار ودوام الصمود والتقدم، هذه الكوكبة التي التقت في مناخ من الحوار الثقافي، والذي التقت فيه في جو من الاسري، شعر الابناء والشباب والصبايا انهم مع اسرهم واقرباء لهم، مع اهليهم، هذه المشاعر هي التي تعيد للوطن لحمته، وقوته، وهي التي تعيد للبنان عنفوانه، لبنان كلنا بهذه الثقافة والعاطفة، ويخطئ من يعتقد اننا نستطيع ان نستغني يوما عن حبة تراب من لبنان، او عن واحد من رجالات لبنان او من سيدات لبنان، لبنان هو كلنا وينتظر الكثير منا، وسيعلم العالم اننا سنفعل الاعاجيب بوحدتنا ومحبتنا وتلاقيتنا، وتعاوننا في سبيل انماء هذا الوطن، والحفاظ على كيانه".  وتابع: "اريد ان اشكر اصحاب هذا البيت معالي الوزير هنري طربيه، واشكر صديقي ورفيق مسيرتي في البناء صاحب السيادة المطران جورج بو جوده، الذي تجمعنا المناسبات ورسالة الحب والخير، واريد ان اخص من كان سببا في دعوتي الى سبعل، ولهذا البيت السيدة جوزيان طربيه، التي اصرت علي ان اشارك هذه الكوكبة المميزة والنوعية، اشكركم جميعا، وعاش لبنان وطرابلس وسبعل وعاش اللبنانيون بمجد لا يزول الى الابد".

بوجوده

من جهته، قال بو جوده: "اود ان اشكر اولا من نظم هذا اللقاء السيدة جوزيان والشيخ حبيب، هذا اللقاء الثقافي الذي جمعنا مع الاب سليم دكاش، الذي اعطانا هذه النظرة الشاملة عن واقع التربية في لبنان، والتي اثارت فينا نوعا من التساؤل حول واقعنا الذي كان يميزنا وامل في ان يعود ويميزنا، الا نبقى سائرين نحو الهاوية، في تربيتنا وثقافتنا، امام هذه الوفرة مما يسمى جامعات وليس فيها شيء من الجامعات، كما اشكر السيدة كلوتيد التي عملت على ايجاد الرابط بين شبيبة لبنان وسبعل والشبيبة الفرنسية، نحن نعرف ان فرنسا تمثل الثقافة العالمية، بكل ما اعطت للعالم من مفكرين وفلاسفة وادباء، ولبنان متاثر كثيرا بهذه الثقافة". واضاف: "نحن نعيش معا في طرابلس في مدينة هي مدينتنا جميعا، ليست مدينة للمسلمين فقط وليست مدينة للمسيحيين فقط، انها مدينة الجميع، وكثيرا ما كررت هذا الكلام، ورفضت ان توسم طرابلس انها فقط قلعة للمسلمين، انها قلعة للوطنية، انها قلعة الوطن، وهذا ما نسعى مع سماحته الى ترسيخه لكي تكون طرابلس، كما كانت وكما تريد ان تكون، ان ترفض التدخلات الخارجية التي تريد وصمها بالعار وان تكون مدينة للقتل والدمار والتي اصبحنا فيها نعد الجولات القتالية بدلا من ان نعد الجولات التربوية والثقافية".

 

قاطيشا: هل يمكن للدولة ان تدعي انها دولة وعلى كعبها دويلة تقضم من صلاحياتها كل يوم وتسلب اموالها على عينك يا تاجر في المرفأ والمطار؟

وطنية - دشن حزب القوات اللبنانية في عكار واهالي بلدة ممنع وفاعلياتها بئرا ارتوازية لتأمين مياه الشفة للاهالي. واقيم للغاية احتفال حضره مستشار الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، منسق عكار الدكتور نبيل سركيس، رئيس جمعية مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة CDDG الدكتور وسام راجي، رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب ميشال عبود، وحشد من رؤساء بلديات ومخاتير واهالي البلدة والجوار. بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ثم كلمة ترحيب من عريفة الاحتفال لينا فرح فكلمة رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في ممنع ملحم ملحم اعتبر فيها "ان الفضل في هذا المشروع يعود الى الدكتور سمير جعجع بالتعاون مع جمعية مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة، على دعمهم المعنوي والمادي". شاكرا منسق عكارالدكتور نبيل سركيس على مواكبته وكذلك كل الذين أسهموا ماديا في حفر البئر سابقا".

ثم القى سركيس كلمة اعتبر فيها "ان هذا المشروع هو باكورة الاعمال التي ينفذها حزب القوات اللبنانية في عكار ليدل بكل وضوح عن مشروع القوات الحقيقي وصورة القوات الحقيقة".

وقال: "ابتعادنا قسرا عن قرانا وبلداتنا خلال سنين الحرب الطويلة لم يعن يوما ان هموم كل بلدات عكار لم تكن دائما حاضرة في ضمير القوات، وان هذه المشاريع الانمائية التي ينفذها الحزب في عكار وفي سائر المناطق اللبنانية تشكل دليلا جليا على تشبث القوات بهذه المنطقة وبكل مساحة ال 10452 كلم مربعا". وعدد سركيس مطالب ملحة لعكار التي على الدولة تأمينها، داعيا المسؤولين الى "العمل على تحقيقها بخاصة تأمين التيار الكهربائي ضمن توزيع عادل، والاسراع في تنفيذ الاوتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار ووضع حل لمشكلة السير بخاصة عند مدخل عكار الجنوبي. كما نطالب بالعمل على فتح مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات لما يخلقه من فرص عمل ويسهم في الحد من البطالة المتفاقمة وفي انماء عكار خدماتيا وسياحيا. وندعو الى الاسراع في تنفيذ اتفاق الطائف لناحية تطبيق اللامركزية الادارية لتسهيل حياة ابناء عكار وانماء بلداتهم. وفي هذا الاطار لا بد من الاشادة بخطوة تعيين محافظ جديد لعكار متمنين له كامل التوفيق في مهمته وندعو الى اصدار المراسيم والاجراءات الخاصة بالمحافظة".

قاطيشا

ثم، القى قاطيشا كلمة اعتبر فيها "ان الانماء في القرية هو هدف تشجع عليه الامم المتحدة ومؤسساتها، والقوات اللبنانية جادة في هذا المجال، وقد حققت انجازات كبيرة في بعض المناطق، لكنها تبقى دون الطموحات". واشار الى "ان التركيز في العمل السياسي للقوات هو على قيام الدولة وبناء المؤسسات، في دولة تكون وحدها قادرة على تامين حاجات المواطن الامنية والاقتصادية والانمائية".

وتساءل: "هل يمكن للدولة ان تستقيم بدون راس لها؟ وهل يمكن للدولة ان تنهض بدون حكومة تمارس صلاحيتاتها بشكل طبيعي، وهل يمكن للدولة ان تدعي انها دولة، وعلى كعبها دويلة تقضم من صلاحياتها كل يوم، وتسلب اموالها على عينك يا تاجر في المرفأ والمطار؟ وتصادر قراراتها وترهن مستقبل ومصير المواطنين لدولة غريبة، لا تنطق بلسانها العربي، ولا تقدم لشبابها سوى الاغراءات للموت فوق ساحات الشرق الاوسط، خدمة لحلمها المستحيل ووهم قيام امبراطورية فارسية بين باكستان وجنوب لبنان ؟  وتابع: "وهم هذا الحلم المستحيل تبخر، لأن الهلال الفارسي تصدع باندلاع الثورة السورية، وها هو اليوم ينكسر نهائيا في العراق، كما يستحيل اعادة بنائه في المستقبل مهما كانت نتائج الاحداث الأليمة التي تضرب سوريا والعراق". وهاجم قاطيشا بعض السياسيين في لبنان "الذين يغطون تجاوزات الدويلة من اجل حفنة من النواب ومن وزراء اثبتوا فشلهم في وزاراتهم، واخذوا على عاتقهم تأمين عملية انهيار الدولة نيابة عن حليفيهم في الضاحية ودمشق". واعتبر "ان القوات اللبنانية حاولت اعادة صناعة رئيس للجمهورية الى اللبنانيين،.... وطرح رئيسها حلولا عديدة للخروج من الازمة وانتخاب رئيس للجمهورية، لكن الفريق الاخر تجاهل كل هذه الطروحات، وبقي مصرا على الفراغ الذي يهدد الكيان وهوية لبنان...وها هم يبيعون الدولة ومؤسساتها بابخس الاثمان ليشكلوا غطاء للمعتدين على الدولة بقوة السلاح، وحماية صناعة المخدرات والاتجار بالادوية المزورة ...وان مآخذ القوات على حزب الله كبيرة، لأنه يرهن مصير لبنان، للدولة الايرانية خدمة لاستراتيجية فارسية يؤمن بها". بعد ذلك، تم تقديم الدروع التذكارية الى كل من رئيس البلدية يوسف طنوس والدكتور راجي والعميد قاطيشا ثم قص الجميع شريط افتتاح البئر واقيم كوكتيل بالمناسبة.

 

سلام: الخطة الأمنية مستمرة من دون تمييز بين اللبنانيين وقد نضطر لاتخاذ اجراءات في موضوع الافتاء

وطنية - أكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام "تمسكه بمرجعية الدولة في القضايا الامنية"، مشددا على أن "الحكومة حاسمة في قرارها ببسط سلطة القانون على جميع الأراضي اللبنانية من دون تمييز بين منطقة وأخرى، أو بين فئة من الللبنانيين وفئة أخرى". كلام سلام جاء أمام وفد كبير من علماء ورجال الدين من جميع المناطق اللبنانية، يتقدمهم رئيس "هيئة علماء المسلمين" الشيخ مالك جديدة، زاره في دارته في المصيطبة، ليعرض معه أمورا تهم المسلمين، ولينقل اليه شكاوى عما اعتبره "خللا في سير الخطة الامنية، وعدم توازن في التعاطي الأمني مع مناطق معينة، وفئات معينة من اللبنانيين".

وأكد سلام للوفد "حرص الحكومة على المضي في الخطة الأمنية، كما هو مقرر لها في طرابلس، كما في البقاع الشمالي، وباقي المناطق اللبنانية"، موضحا أنه "لن يقبل بوجود أي خلل في التوازن في تنفيذ الخطة الأمنية، وأن التعليمات المعطاة لجميع الاجهزة تشدد على فرض هيبة الدولة في جميع المناطق، واعلاء سلطة القانون فوق الجميع بلا تمييز واستثناء، لتخليص اللبنانيين من الاوضاع الشاذة، ومن سطوة الخارجين على القانون وعبثهم بأمن البلاد والعباد، واذا حصل تقصير أو خطأ في بعض الممارسات فبالامكان معالجته بهدوء وحكمة".

وردا على ما اثاره بعض أعضاء الوفد من "اعتراض على توقيف الشيخ حسام الصباغ في طرابلس"، أكد سلام أن "الاجهزة الأمنية لا تميز في المعاملة بين اللبنانيين، ولا تستهدف فريقا منهم دون غيره، وأنها الى جانب الاجهزة القضائية تعمل بموجب القانون، واذا اوقف شخص ثم ثبتت براءته، فسيخلى سبيله بالتأكيد، لأن الهدف ليس الاقتصاص من أحد، انما المضي في المسار الأمني والقضائي لتثبيت الاستقرار الامني في طرابلس وتحصينه". وشدد على "وجوب تضافر جهود الجميع في تجاوز ما حصل في طرابلس في الساعات الماضية، وضرورة العمل على تثبيت الهدوء"، مخاطبا اعضاء الوفد "إنني أعول على حكمتكم وبعد نظركم وأدعوكم الى المساعدة في ضبط ردود الفعل المبالغ فيها، التي قد تؤتي ضررا أكثر مما تجلب منفعة". وأثار عدد من اعضاء الوفد "وضع الموقوف الشيخ حسين عطوي، الذي اعتقل بعد اطلاق صاروخ من بلدة الماري باتجاه فلسطين المحتلة"، فوعدهم سلام ب"اعطاء التعليمات بوجوب تحسين معاملته، ومعالجة قضيته بالطريقة المناسبة". وفي موضوع الافتاء الذي أثاره الوفد، أوضح سلام "أنه ورؤساء الوزراء السابقين يبذلون جهودا متواصلة لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلة القائمة"، مشددا على أن "موضوع انتخاب مفت جديد للجمهورية، هو موضع عناية كبيرة بالنظر الى أهميته وحساسيته"، مؤكدا "أننا نسعى إلى الوصول الى مخرج لائق، وإلا فإننا سنكون مضطرين لاتخاذ الاجراءات اللازمة، التي تحفظ مقام الإفتاء، وتصون وحدة المسلمين السنة في لبنان". وختاما، سلم الوفد سلام مقررات المؤتمر الذي عقدته "هيئة علماء المسلمين" في بيروت اليوم، تحت عنوان "العلماء ينتخبون رئيسهم".

 

حبيش: موقف الحريري واضح لجهة الاستحقاق الرئاسي والحركات الأصولية نضال طعمة: ما يحكى عن بيئة حاضنة للتكفيريين عند الطائفة السنية مرفوض

 وطنية - أقام رئيس بلدية الكويخات عمر الحايك افطارا رمضانيا في دارته في البلدة، حضره النائبان هادي حبيش ونضال طعمة، قائد سرية درك عكار المقدم ماجد الأيوبي، آمر مفرزة استقصاء الشمال الملازم أول نبيل عوض، الرائد نزيه صلاح من مفرزة حلبا القضائية، المنسقين العامين ل"تيار المستقبل" خالد طه وسامر حدارة، رؤساء اتحادات بلديات نهر الأسطوان- أحمد الشيخ، الجرد- عبد الاله زكريا، القيطع- أحمد المير، الدريب- شهير محمد، الدريب الغربي- خليل أسعد، الشفت- أنطون عبود، الى رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.

حبيش

والقى حبيش كلمة اعتبر فيها ان خطاب الرئيس سعد الحريري "كان واضحا لجهة الاستحقاق الرئاسي وضرورة اعطاء الأولوية لهذا الاستحقاق، في الوقت الذي يحاول فيه البعض اعتبار وكأن شيئا لم يكن في حال لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية". وقال: "لقد أكد الرئيس الحريري على أولوية اجراء الانتخابات الرئاسية والتي هي مطلب كل اللبنانيين المؤمنين بالعيش المشترك وبتركيبة لبنان، بالاضافة الى موقفه الواضح من الحركات الأصولية التي تحصل في المنطقة ورفض البيئة السنية وكل اللبنانيين لها. اليوم نحن كفريق سياسي يجب ان نمارس ضغطا على كل الفرقاء حتى ينزل الجميع الى المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية". أضاف: "هناك فريق في البلد لا يتجاوب على الأقل مع مطالب الشعب اللبناني، ولا يريد أن يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه والنزول الى المجلس. على الشعب اللبناني أن يحاسب هذا الفريق السياسي الذي يعتبر ان لا مشكلة من دون رئيس ولا مشكلة أن تسير المؤسسات، بل يعطلها. هذه مسؤولية الشعب اللبناني، بمحاسبة هؤلاء الذين أوكلوا مهمة انتخاب رئيس جمهورية وممارسة مهامهم الدستورية". وختم حبيش: "كنت نتمنى لو أن الفريق الآخر اتخذ المواقف الناصعة نفسها التي اتخذها الرئيس الحريري، ويا ليته يتراجع عن دخوله في الحريق السوري وعن الذي يحصل في العراق ويبعد لبنان عن أتون هذا الحريق، كان سيكون بمقدوره ساعتئذ أن يريحنا ويريح كل اللبنانيين وبيئته التي تدفع الثمن الكبير بدخوله في الحرب السورية".

طعمة

ثم تحدث طعمة، فقال: "أثبت الرئيس الحريري أنه رجل دولة، انه ابن الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري، وواضح اهتمامه بالدولة اللبنانية وبكل الامور التي تمس الانسان اللبناني. كان واضحا من كلامه أن الدولة هي ملاذنا الأول والأخير، وسلاح القوى الأمنية هو ملاذنا، وكل سلاح خارج هذه البوتقة مرفوض. من هنا طالب الرئيس الحريري حزب الله بالانسحاب من سوريا لأنه آجلا أم عاجلا سينسحب من سوريا، فلماذا لا نوفر التضحيات على هذا الشعب وعلى حزب الله الذي هو في النهاية مكون من مكونات هذا الشعب؟ كان واضحا أن الرئيس الحريري هو مع العيش المشترك بالرغم من الكلام عن العدد. أما كل ما يحكى عن تكفيريين وبيئة حاضنة عند الطائفة السنية، فهذا مرفوض، فالطائفة السنية تسامح وتمد يديها الى الجميع وتعيش مع الجميع ولا تقبل الا ان تكون مثلها مثل الآخرين. كلام الرئيس الحريري أراح الجميع ودفعنا للتفكير بأن هذه البيئة التكفيرية ليس لها مكان أو موقع في لبنان ولن تتفشى كغيرها".

 

اعتصام أمام السفارة الأميركية تضامنا مع غزة والكلمات أكدت انتصار المقاومة الفلسطينية

وطنية - نظم اليسار اللبناني والفلسطيني والعربي مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة، انطلقت من منطقة ضبية، يتقدمها قادة الاحزاب اليسارية وعلم كبير لفلسطين وحملة الاعلام الفلسطينية واللبنانية وصور الشهداء، وسط هتاف المتظاهرين المنددين بالولايات المتحدة الاميركية والعدوان الاسرائيلي والصمت الرسمي العربي، مؤكدين دعمهم الشعب الفلسطيني ومقاومته، وانتهت المسيرة باعتصام شعبي حاشد امام سفارة الولايات المتحدة الاميركية في عوكر وسط إجراءات أمنية مشددة. وألقى امين عام الحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة كلمة حيا فيها "صلابة وصمود الشعب الفلسطيني وبسالة مقاومته التي تمثل رمزا لكفاح الشعوب ونضالها من اجل حريتها وتقرير مصيرها وسيادة عدالتها"، محملا "الكيان الصهيوني تبعات جرائمها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني واخرها مجزرة الشجاعية"، وندد "بالسياسة الاميركية التي تحمي اسرائيل وتغطي عدوانها بالدعم العسكري والمالي والضغط على المؤسسات الدولية لتغطية العدوان الفاشي". وندد "بالصمت العربي الرسمي"، وأكد ان "المقاومة الفلسطينية ستحقق نصرها في تموز كما حققت المقاومة اللبنانية نصرها في تموز عام 2006 وستسقط كل المشاريع الصهيونية والاميركية على صخرة صمود شعب فلسطين وشعوب المنطقة ونتنياهو وجيشه سيغرق في رمال غزة، وحينها لن تنفعه كل حقن الدعم الاميركي". ودعا الشعوب العربية وشعوب العالم إلى "أوسع تحرك داعم للشعب الفلسطيني ومقاومته".

فيصل

وكانت كلمة لعضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" علي فيصل باسم اليسار الفلسطيني حمل فيها "الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية العدوان الاسرائيلي واعطاء الضوء الاخضر للقتل والمجازر والمحارق تحت حجة الدفاع عن النفس في اوسع تغطية ودعم سياسي ومادي وعسكري بلغت ذروته بتقديم الكونغرس الاميركي 350 مليون دولار لشراء منظومات وصواريخ جديدة للقبة الحديدية لضمان تفوق إسرائيل وتجديد قوة ردعها خدمة للمشروع الاميركي الهادف لبناء شرق أوسط جديد". وحمل "المجتمع الدولي وامين عام الامم المتحدة بان كي مون مسؤولية ما يجري من مجازر بينما مسؤوليته الاخلاقية والسياسية المنتدب لها تتجسد بحماية الشعب الفلسطيني وتطبيق اتفاقيات جنيف ودعوة المؤسسات القانونية الدولية لمحاسبة اسرائيل وعزلها، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين". وندد "بالصمت العربي الرسمي"، ودعا الدول العربية الى "قطع العلاقات مع اسرائيل وطرد السفراء الاسرائيليين منها ووقف التطبيع".

ودعا الى "وضع استراتيجية فلسطينية موحدة"، وحيا "الشعب الفلسطيني الصامد والمقاومة الباسلة بكل اجنحتها". وفي نهاية الاعتصام، أحرق المتظاهرون العلم الاسرائيلي وعلم الولايات المتحدة الاميركية.

 

قاووق: كما انهزم المشروع التكفيري في سوريا ينهزم اليوم في غزة

 وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "إسرائيل التي انهزمت في تموز 2006 أمام معادلة المقاومة في لبنان، تنهزم اليوم مجددا في تموز 2014 أمام معادلة المقاومة في غزة، والمقاومة التي حررت وحمت أرض لبنان هي المقاومة التي حررت وتحمي أرض غزة، ان إسرائيل التي كانت تراهن على فتنة الإرهاب التكفيري أرادت أن تستغل إنشغال الأمة بنار الفتنة التكفيرية لتصفي حساباتها مع المقاومة، ولذا شنت عدوانها على غزة، ولكنها فشلت الفشل الذريع واتضح عجز جيشها عن حماية العمق الإسرائيلي، ولم يعد هناك مكان آمن على امتداد الكيان الإسرائيلي، وهذا نتاج إستراتيجية المقاومة في لبنان وفي فلسطين". كلام قاووق جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد بسام عبد الأمير فاعور، في حسينية بلدة الخيام، في حضور علماء الدين وفاعليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. ورأى قاووق أن "أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة هي نفس أهداف من يحرك أدوات الفتنة التكفيرية في العراق وسوريا ولبنان، وما يحصل على امتداد المنطقة من بغداد إلى غزة مرورا بسوريا ولبنان هو استهداف لمحور المقاومة بالإرهاب التكفيري والإسرائيلي، وان العلاقة التكفيرية الإسرائيلية لم تعد خافية، ومشهد الدعم الإسرائيلي العلني للتكفيريين في الجولان بات لا يحتاج إلى دليل وبرهان، فكما انهزم المشروع التكفيري من تحقيق أهدافه في سوريا ينهزم اليوم في تحقيق أهدافه في غزة. فانتصار غزة هو انتصار للمقاومة في لبنان، كما ان انتصار المقاومة في لبنان هو انتصار للقدس ولغزة ولكل فلسطين، ودعم سوريا للمقاومة الفلسطينية بالصواريخ لحماية غزة وتقوية المقاومة فيها هو وسام شرف لها بالرغم من أنها مستنزفة بنار الفتنة التكفيرية، بينما العرب يصدرون السلاح والمال والنفط لقصف دمشق ويحجمون عن تقديم رصاصة واحدة للمقاومة في غزة". وأكد أن "المقاومة ستبقى في الموقع المتقدم لنصرة ومساندة ومساعدة الشعب الفلسطيني والمقاومة الشريفة الفلسطينية، وستبقى القدس قبلتنا ومنتهى آمالنا مهما كانت الانشغالات الداخلية والإستفزازات الإرهابية، ولا بد لنا من أن نعرف أن المعركة مع الارهاب التكفيري تتصل بالمعركة مع العدو الاسرائيلي لأن الارهاب التكفيري والعدو الاسرائيلي يعملان على هدف واحد ألا وهو استنزاف محور المقاومة من بغداد إلى غزة، فاسرائيل والارهاب التكفيري وجهان لعملة واحدة، وإسرائيل وأميركا وأدواتها في المنطقة وكل طواغيت الأرض يدعمون الإرهاب التكفيري بهدف النيل من المقاومة انتقاما لهزيمة اسرائيل في عامي 2000 و2006 وإشباعا لرغبة الحقد والظلامية لهؤلاء القتلة التكفيريين". وطالب قاووق جميع اللبنانيين "أن يدركوا أن خطر الإرهاب التكفيري على لبنان هو حقيقة واقعة وواقع قائم، وأن المقاومة في الأيام الأخيرة نجحت في أن تحمي كل اللبنانيين من مختلف فئاتهم ومذاهبهم ومناطقهم من المخاطر الكبرى التي كان سيتعرض لها لبنان على غرار سيناريو التكفيريين في العراق، حيث كان المخطط أن يتمدد التكفيريون عبر الحدود الى لبنان لينقلوا المعركة إلى مدننا وقرانا، ولكن المشروع الإرهابي التكفيري قد هزم كما هزم المشروع الاسرائيلي من قبل"، مشددا على "الأولوية الوطنية التي تعني فريقي 8 و14 آذار وكل اللبنانيين، وعلى ضرورة العمل على تعزيز القوى الأمنية وتعزيز الاستقرار وتحصين الوحدة الوطنية وعدم السماح باستنزاف الواقع اللبناني لأنه يشجع الإرهاب على إرهابه".

عبد الله

وكانت كلمة لمفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين عبدالله دعا فيها المؤمنين إلى "الإكثار من الدعاء للمجاهدين الذين يقاتلون التكفيريين في سوريا وللمقاومين الذين يتصدون للغطرسة الصهيونية في غزة الأبية".

 

ريفي: التعطيل المتمادي لن يحقق لمريديه أي مكاسب بل يحملهم مسؤولية إرتداداتها السلبية

 وطنية - رأى وزير العدل اللواء اشرف ريفي أن "الواقع الذي يعيشه لبنان يتطلب الترفع عن الأنانيات والإقلاع عن المسار التعطيلي والكف عن المضي في خطيئة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، الذي يشكل مظلة الأمان السياسي للبلاد ويعود للعب دوره الناظم لعمل المؤسسات والساهر على حسن انتظام العمل العام الذي يشكل ممرا إلزاميا لمعالجة الخلل المؤسساتي". وقال في كلمة بثت مباشرة عبر الهاتف خلال إفطار أقامته "جمعية أبناء الضنية" في سيدني - اوستراليا: "من دواعي سروري أن أتوجه إليكم في هذه الأمسية من هذا الشهر المبارك، لأعبر عن مدى اعتزازي بكم وبالدور الذي تضطلعون به في أوستراليا، هذا الدور هو مصدر فخر واعتزاز لكل لبناني يعرف أهمية وجودكم في بلاد الإغتراب، والمهام التي تقومون بها وتعود بالخير والنفع على وطنكم الأم لبنان، بقدر ما تعود على وطنكم الثاني أوستراليا".

أضاف: "إذا كان لبنان يتغنى بثرواته الطبيعية وبطاقاته البشرية وغناه الثقافي وبتنوعه الطائفي والديني، فإن اللبنانيين المنتشرين في عالم الإغتراب هم الثروة الكبرى والرافعة الأقوى التي يعترف بفضلهاالجميع. هذا ما يعرفه القاصي والداني فكيف بي، وأنا الذي خبرتكم عن قرب، واطلعت على بعض مما تقدمونه للوطن، الذي يفخر بكم ويعتز بعطاءاتكم. وهذا ما رسخ في وجداني مقولة أن لبنان لا ينهض إلا بجناحيه المقيم والمغترب". وتابع: "لا شك أنكم تعرفون، كما أعرف، دقة الظروف التي يمر بها وطننا الغالي وتحول دون تواصلنا بشكل أكبر، وتتألمون كما نتألم لما أصابه ويصيبه من أحداث أمنية أدت إلى سقوط ضحايا أبرياء ومآس تعمل أيادي الشر على زرعها لبث الفتنة والتفرقة بين اللبنانيين، فضلا عما يعانيه الوطن من تراجع كبير في عمل مؤسساته الدستورية، وتحويل البعض منها إلى مؤسسات شاغرة، كما هو واقع الحال في رئاسة الجمهورية، والبعض الآخر معطل أو شبه معطل كما هو الحال في مجلس النواب ومجلس الوزراء. والمؤسف أن البعض من المغامرين بمصير البلاد، ماضون في المكابرة وتجاهل الأخطار المحدقة بلبنان، ولا يزال هؤلاء يمعنون في طرح مشاريع لا تقود إلا إلى مزيد من الانحدار والتقهقر، مشاريع يدفع اللبنانيون، كل اللبنانيين، أثمانها المكلفة، وأنتم بالتأكيد تعانون كما نعاني نحن من آثارها السلبية". وقال: "إن التعطيل المتمادي بدءا من الرئاسة الأولى، إلى باقي المؤسسات، لن يحقق لمريديه أي مكاسب، إنما يحملهم مسؤولية إرتداداتها السلبية على اللبنانيين، سواء كانوا مقيمين أو مغتربين. المطلوب أن يعي هؤلاء محاذير جر البلاد إلى الانكشاف السياسي والأمني، وإلى تشريع أبواب الوطن على الحرائق المشتعلة من حوله".

ورأى أن "ما يعزز فرص دخول لبنان في آتون المستنقع الذي ما زلنا نحذر منه، هو إصرار فريق من اللبنانيين على التوغل أكثر وأكثر في آتون حروب المنطقة، وهو للأسف يغامر بمصالح لبنان وأمنه واستقراره، ويضحي بعدد كبير من الشباب اللبناني من خلال زجهم في معارك غير مبررة ولا مقبولة".

أضاف: "لبنان يواجه أيها السادة خطرين، الخطر الأول يتأتى من السعي للهيمنة على الدولة ومحاولة إخضاعها وتطويعها لصالح دويلة لا يمكن أن تقوم وتتولى ذلك قوى وأحزاب محلية تعمل بالوكالة عن جهات إقليمية باتت معروفة للجميع، وهذا ما نعمل على مواجهته في السياسة وفي المواقف الثابتة والداعية للعودة إلى الدولة، ولم يكتف هذا المشروع بالعمل ضمن حدود الدولة، بل تمادى للخروج إلى سوريا والعراق للقتال لصالح مشروع لا صلة للبنان وللبنانيين به، وقد استدرج هذا المشروع ولمواجهته عنفا وإرهابا مضادا، مما أوقع لبنان بين نارين، لا بل يمكن أن نقول بين إرهابين. ونحن إذ نرفض الإرهاب الأول ونواجهه نرفض الثاني وندينه". وتابع: "إن هذه المواجهة تفرض على كل لبناني مخلص ألا يكون بمنأى عنها، فكما أن الوطن للجميع فهو يحتاج إلى طاقات الجميع، مقيمين ومغتربين، وأنا على يقين أيها السادة أنكم غير مستقيلين من مسؤولياتكم، كل منكم قادر على نصرة لبنان من موقعه ودوره، وما تقدمونه للوطن عموما ولمنطقتكم وأهلكم خصوصا، لهو دليل على أنكم تبقون رهان لبنان الرابح دائما. وبقدر ما تعول الدولة على دوركم في النهضة الاقتصادية، والإنمائية والعمرانية والمالية، بقدر ما يتوجب عليها مسؤولية توفير حقوقكم عليها. إن واجب الدولة، أن تفي بالتزاماتها، وتمنحكم الحق في المشاركة في الحياة السياسية، وفي الاستحقاقات الإنتخابية، سواء كانت رئاسية، نيابية، أو بلدية، ترشحا واقتراعا، وهكذا تبقى الصلات متينة، ويبقى جسر التواصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب صلبا وقويا". وختم ريفي: "أملي أن يبقى هذا التواصل وأن تبقى هذه اللقاءات مستمرة وبتفاعل كبير، لنتشارك في حمل المسؤولية والمساعدة على العبور بالوطن وإياكم إلى بر الأمان. رهاننا عليكم كبير ونحن على ثقة أنكم على قدر المسؤولية".

 

المفتي قباني في رسالة الى العرب والمسلمين: اثبتوا بوجه إسرائيل الارهابية ونقوا مجتمعاتكم من التطرف الذي يمزق أمتكم وإجعلوا كل قوتكم بوجه عدوكم

وطنية - وجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "رسالة فلسطين الى كل العرب والمسلمين"، دعاهم فيها الى "الثبات في وجه إسرائيل الإرهابية، بالوحدة والايمان"، كما دعا الفلسطينيين الى "المحافظة على مقاومتهم حتى تحرير وطنهم". وجاء في الرسالة: "أيها العرب، أيها المسلمون، إن خطابي هذا هو رسالة صريحة وواضحة، إلى كل العرب والمسلمين في صراعهم الطويل مع عدوهم اليهودي الأجنبي المحتل لأرضهم المقدسة فلسطين، وذلك لما أخذه الله على العلماء الذين يبلغون رسالات ربهم "لتبيننه للناس ولا تكتمونه"، وإذا كانت إسرائيل أيها الإخوة هي التي تصر على إعلان يهودية دولتها الغاصبة في فلسطين، فإن الصواب أن نصف هذا العدو دائما بأنه "اليهودي الأجنبي المحتل لأرضنا العربية المقدسة فلسطين"، تمييزا له عن اليهودي الفلسطيني العربي المواطن الذي له الأمن والأمان.

ولذلك فإن الدول الكبرى، التي أنشأت إسرائيل على أرض العرب في فلسطين، واستصدرت لها قرارا بشرعية اغتصاب أرض الغير من الأمم المتحدة عام 1948م، وجعلتها قاعدتها الأجنبية في المنطقة العربية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، هي التي تتحمل مسئولية كل الحروب والجرائم التي ارتكبها اليهود ومنظماتهم الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

إن حرب إسرائيل اليوم على غزة، ما كانت لتكون، لولا تهاوننا نحن العرب والمسلمين في حق فلسطين وشعبها، وما ضياع فلسطين من العرب، إلا نتيجة لعجز دول سايكس– بيكو العربية، عن مواجهة إسرائيل الإرهابية مواجهة تنهي احتلالها لفلسطين العربية، وتحرر فلسطين من الاحتلال، لتعود عربية خالصة؛ فإذا أضفنا إلى هذا العجز الواضح، ما تخططه سياسة الفوضى الخلاقة التي تنتهجها سياسة الولايات المتحدة الأميركية وبشرت بها وزيرة الخارجية الأميركية "رايس" في حديثها الصحفي مع جريدة "واشنطن بوست الأميركية في مطلع عام 2005، بحجة نشر الديمقراطية في المنطقة العربية ودولها، لنسفها وإعادة تشكيل المنطقة العربية من جديد تحت اسم "الشرق الأوسط الكبير" لتصبح فيه إسرائيل الدولة الأقوى، وإعاقة العرب عن التفكير نهائيا بفلسطين.

أيها العرب، أيها المسلمون، أيها القادة، أيها الشعوب العربية والإسلامية، لا أظنكم تجهلون الأخطار الهائلة القادمة التي تتهددكم، وتتهدد أمتكم وشعوبكم ودولكم من جهة إسرائيل، التي تحتل اليوم أرضكم المقدسة فلسطين، خاصة عند قدوم "دجال اليهود"، الذي ينتظره اليهود أنفسهم ليبني لهم هيكلهم على أنقاض المسجد الأقصى كما يزعمون، ويقيم لهم دولتهم من الفرات إلى النيل، وإلا فما معنى الخطين الأزرقين على علم إسرائيل الذي يرمز أحدهما إلى الفرات في العراق، والآخر إلى النيل في مصر؟ لقد نبهنا سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم من فتنة "دجال اليهود" القادمة، ومن جرائمه وإفساده في الأرض لنصرة اليهود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه ما من فتنة، جاءت على بني آدم، منذ خلق الله الأرض ومن عليها، أعظم من فتنة الدجال، يا عباد الله فاثبتوا".

فالثبات الثبات يا أمة العرب والإسلام في وجه إسرائيل الإرهابية، وفي وجه الأحداث الكبرى القادمة في قريب أو بعيد، أثبتوا بوحدتكم، وبإيمانكم وبإخلاصكم لله وحده تنصروا، ولا تيئسوا أبدا مهما عظمت الجراح، طهروا صفوفكم من الظلم والقتل والإيذاء عدوانا بغير حق على الناس كما يفعل اليوم بعض من يرفعون شعارات الإسلام، نقوا مجتمعاتكم من التطرف الذي يفرقكم ويمزق أمتكم، إجعلوا كل قواكم وقوتكم في وجه عدوكم الصهيويني الإرهابي، الذي يحتل اليوم أرضكم ووطنكم فلسطين.

واعلموا أن إسرائيل الإرهابية اليوم، هي مصدر الخطر الجسيم على أمتكم وعلى شعوبكم، وعلى كياناتكم كلها دون استثناء، وإذا لم تستيقظوا باكرا وتعدوا للصهاينة الإرهابيين المحتلين لفلسطين ما استطعتم من قوة، فسوف تندمون حين لا ينفع الندم.

أيها الإخوة، إن مقتل ثلاثة من المستوطنين الإسرائيليين في الشهر الماضي، ليس إلا ذريعة إسرائيلية تضاف إلى سلسلة لا تنتهي من ذرائع إسرائيل لتنفيذ مخططاتها للسيطرة تدريجيا على كل فلسطين، وإنهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرضه بالقتل والتهجير.

بالأمس، تفاجأ اليهود الصهيانة الإرهابيون بالمصالحة الفلسطينية الفلسطينية، فجن جنون إسرائيل الإرهابية، التي أطلقت سلسلة من التهديدات المتتابعة، وتوقعنا وتوقع العارفون معنا بعقلية إسرائيل وعقلية قيادتها التي تلجأ دائما إلى الذرائع والمبررات، وتقدم نفسها للعالم كضحية، لتبرير عدوانها دائما، وهو اليوم على غزة، وهذا ما حصل بعد المصالحة الفلسطينية، إذ أعلن اليهود الصهاينة الإرهابيون، أن ثلاثة من المستوطنين اليهود قد اختطفوا بأيدي فلسطينيين، ولم تقدم إسرائيل الإرهابية دليلا واحدا على هذا الاتهام، وبعد مسرحية خطف مستوطنيها الثلاثة، أعطت إسرائيل الذرائع والتبريرات، والغطاء الكامل لمستوطنيها لاختطاف الفتى المقدسي محمد أبو خضير ابن السادسة عشرة وتعذيبه وإحراقه في جريمة قتل إرهابية لم يسبق لها مثيل.

وها هي إسرائيل الإرهابية اليوم، تشن الحرب الضروس التي مهدت لها على غزة، وها هو "ليبرمان" وزير خارجية إسرائيل يخير بالأمس إخواننا في غزة بأن عليهم إما أن يهربوا، أو يقتلوا، أو يعتقلوا، تنفيذا لمخططات إسرائيل للسيطرة على فلسطين كلها، ولا زال حمام الدم الإسرائيلي جاريا بحق شعب فلسطين وغزة حتى لحظة بدء خطابي هذا.

أيها العرب، أيها المسلمون، تنبهوا جيدا، إلى أهداف حرب إسرائيل اليوم على شعبكم في فلسطين وغزة، إن إسرائيل الإرهابية تعاقب اليوم الفلسطينيين على ارتكابهم "جريمة" المصالحة بينهم، إنها تريدهم وتريدكم ممزقين غير موحدين، إنها تعاقبهم اليوم لأنهم حققوا وحدتهم في مواجهة احتلالها لأرضهم، فيما العالم الأممي الخارجي، بعضه صامت، وبعضه الآخر يدعم العدوان الإسرائيلي الإرهابي، فيدافع عن إسرائيل الإرهابية، ويدعمها بالمال والسلاح والغطاء السياسي، وإذا عرض العدوان الإسرائيلي الإرهابي على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ففيتو الولايات المتحدة الأمريكية جاهز لإجهاض أي قرار أممي يدين إسرائيل الإرهابية على عدوانها، ولو على الورق.

أيها الإخوة، يا أبناء الأمة التي أراد الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس بالوسطية والاعتدال: إن العرب والمسلمين اليوم، دولا وقادة وشعوبا، أمام الامتحان الكبير، في التصدي للعدوان اليهودي الإرهابي على شعب فلسطين المنتصر بالله، فالشباب الفلسطيني المقاوم اليوم، يكتب التاريخ المشرف للعرب وللمسلمين في تصديهم للاحتلال اليهودي الصهيوني في أرض الجهاد في فلسطين، وإن وحدة العرب والمسلمين اليوم، والتفافهم حول المقاومة التي تتصدى للعدو اليهودي الأجنبي المحتل، والوقوف إلى جانبها ودعمها، هو واجب ديني وشرعي على كل مسلم ومسلمة، وواجب قومي على كل عربي، لتغيير واقع الذل، الذي يعيشه العرب منذ احتلال اليهود الأجانب لفلسطين عام 1948م، ولتحويل الانتصار العربي بالمقاومة، إلى واقع يفرض نفسه بقوة في ميزان الصراع مع العدو الصهيوني المحتل لفلسطين، هذا الصراع، الذي لن ينتهي مهما طال الزمن، إلا بتحرير كل فلسطين كما حررها من قبل عمر وصلاح الدين إن شاء الله تعالى.

أيها العرب والمسلمون، إن إسرائيل قاعدة أجنبية استعمارية، وهي أثر من آثار اقتسام النفوذ الأجنبي في العالم العربي بين الدول الكبرى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وهي مصدر التهديد الدائم، لأمن وسلام واستقرار المنطقة العربية كلها. يقول نبيكم ورسول الله إليكم، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد"، والمقاومون المجاهدون اليوم في فلسطين، ومن ورائهم كل المؤمنين بالله، يعلمون أمر الله وتكليفه لهم بالجهاد والمقاومة للمحتل الصهيوني الأجنبي في قلب فلسطين حتى التحرير الكامل لفلسطين، وهم ماضون في معاركهم على بصيرة، وهم على يقين بأن الله ناصرهم في النهاية، رغم تباطؤ إخوانهم العرب والمسلمين عن نصرتهم، وهم بقوة إيمانهم وعزائمهم، في جهادهم ثابتون، وفي الحرب رغم شدتها عليهم صابرون ولا يتراجعون، وشعارهم قول الله تعالى في القرآن الكريم: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".

يا شعوب العرب والمسلمين، إن كانت دولكم مقصرة في حق فلسطين وأهلها، فالواجب عليكم أن تحثوا قادتكم ودولكم على نصرة فلسطين وأبنائها، لقد آن الأوان لكم أن تفرضوا أنتم الشعوب قواعد الصراع مع العدو المحتل لأرضكم، وأن تنصروا فلسطين وتناصروا أهلها، كما آن الأوان لدولكم العربية والإسلامية أن تتسابق في دعم حركات المقاومة للعدو الصهيوني المحتل، وأن تتصدى بنفسها لهذا الكيان الأجنبي المحتل الغاصب لأرضنا ومقدساتنا في فلسطين.

أما أنتم أيها الفلسطينيون رجالا ونساء، شبابا وأطفالا، أنتم أحباب الله، أنتم جنود الله في الأرض، لقد حرر عمر بن الخطاب الأرض المقدسة في وطنكم فلسطين من قبل، ثم حررها صلاح الدين الأيوبي من بعد، وأنتم اليوم قادة تحرير الأرض المقدسة وتحرير وطنكم فلسطين من جديد، فالمقاومة المقاومة يا شعب فلسطين، حافظوا على مقاومتكم، عدوكم اليهودي الأجنبي المحتل يريد وأد مقاومتكم وخنقها ودفنها حية، أثبتوا في وجه عدوكم، مقاومتكم هي "جيش الجيوش لتحرير فلسطين"، مقاومتكم هي فرض عين عليكم، فاثبتوا عليها ثبتكم الله، حتى تحرروا وطنكم من الأجنبي المحتل في فلسطين، واصبروا في جهادكم، وسيجعل الله لكم من بعد عسر يسرا، وقد قال الله تعالى لكم في القرآن الكريم: "إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون". أثبتوا ثبتكم الله واصبروا وأبشروا، والله يواسيكم على ما أصابكم ويقول لكم في كتابه العزيز: "إن مسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله*وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين"؛ ويواسيكم الله أيضا ويبشركم فيقول لكم في القرآن الكريم: "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".

أيها المؤمنون الصابرون في فلسطين، أيها المجاهدون في غزة: في رمضان المبارك، وفي لياليه الحالكة عليكم، التي تواجهون فيها النفير العام للعدو الصهيوني الإرهابي ودباباته وطائراته التي تقتلكم وتدمركم ليلا ونهارا بلا رحمة! الأرض المقدسة في فلسطين تستغيث بالله وتناديكم، أثبتوا ثبتكم الله، تلجموا بلجام قدرة الله وأنتم المؤمنون الصابرون، إستعينوا بالله واصبروا، فالعاقبة للمتقين، ولكم الله يا أهلنا في فلسطين وفي غزة رجالا ونساء وأطفالا، لكم الله، ولن يضيعكم الله. أما اليهود الأجانب الصهاينة المحتلين لوطنكم فلسطين الله أكبر سيف الله قاطعهم، كلما علوا في أمرهم هبطوا، الله أكبر سيف الله قاطعهم، كلما علوا في أمرهم هبطوا، بعزة الله هبطوا، بقوة الله هبطوا، بقدرة الله هبطوا، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون*وأملي لهم إن كيدي متين"، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". أما العرب الذين لم يتحركوا بعد لمساندتكم أيها الرجال والنساء الفلسطينيون، فهم محرومون من نعمة الله، ومن ثواب الجهاد والشهادة معكم في سبيل الله، وسيضطرهم الله إلى الجهاد معكم في مستقبل قريب أو بعيد، حين يداهمهم الخطر الصهيوني الإرهابي الآتي، ويدق أبوابهم كما يدق اليوم أبوابكم في غزة. فلنضرع إلى الله يا أهل الله في ليالي رمضان، في شهر النصر والانتصارات، بالتأييد والنصر لفلسطين وغزة وأهلها، لرجالها ونسائها وأطفالها، ولنستنصر معا بغارة الله يا أهل الله، يا غارة الله جدي السير مسرعة في حل عقدتنا، يا غارة الله عدت العادون وجاروا، ورجونا الله مجيرا، وكفى بالله وليا، وكفى بالله نصيرا؛ "والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب"، "فقطع دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين"؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 

صور استقبلت مطرانها الجديد ميخائيل ابرص باحتفال حاشد

وطنية - استقبلت مدينة صور باحتفال رسمي المطران الجديد على صور وتوابعها لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك ميخائيل أبرص خلفا للمتروبوليت جورج بقعوني. وسار المطران أبرص والمستقبلون الى كاتدرائية مار توما للروم الكاثوليك في صور. بعد صلاة وترانيم دينية، تلا المطران بقعوني صك التولية الصادر عن البطريرك الثالث لحام، ثم ألقى المطران أبرص كلمة، شكر في مستهلها الحضور وشكر الله "الذي قاد خطاه منذ ان كونه حتى اليوم". كما شكر البطريرك لحام وكل أعضاء السينودس الذين انتخبوه مطرانا على صور. وأعرب عن أمله في ان يكون عند حسن ظنهم، ووعد بالعمل من أجل نهضة الطائفة وازدهارها والعمل بجد ونشاط لمصلحة الكنيسة والابرشية ولبنان". وقال: "سأتابع مسيرة الاساقفة، وأكن لهم كل احترام وتقدير لما قاموا به من نشاط. سأسعى الى النهضة والازدهار نحو الافضل، وذلك بفضل دعمكم المعنوي ومساندتكم وعملكم معي يدا بيد". وحيا مدينة صور المدينة الاثرية التاريخية التي أسست المدن على سواحل البحر المتوسط وغيره، وصمدت في وجه الغزاة والمعتدين، وقال: "ان صور أقدم الكراسي الاسقفية زارها يسوع ونشر البشارة السعيدة، كما ان الرسل والقديس بطرس ساروا على دروبها. ان البحر بركة صور من الله ورسل المسيح بالذات كانوا صيادين. ان اهتمامنا سيكون بالصيادين في صور"، وتكلم عن تاريخ قانا ومكانتها حيث أولى عجائب السيد المسيح. وقال: "لقد زرت قانا منذ سنوات وسررت برؤية هذه البلدة، وفرحت عندما رأيت ان مواطن من البلدة اسمه علي واهله يحافظون على المعالم المسيحية في قانا ويهتمون بالسياح ويظهرون وجه لبنان الحضاري. هذه هي حياتنا اللبنانية العيش معا والتضامن الحضاري". وأشاد بتوجهات القادة السياسيين والروحيين الذي لا يألون جهدا للحفاظ على هذا العيش.

وحيا موقف الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي سلك النهج السليم المنفتح، وكانت له بصمات دامغة في كل حقل وميدان. وركز المطران أبرص على "أهمية اتحادنا الذي يعني مجابهتنا معا للتفرقة والانتصار عليها. فخر لنا ان تكون منطقة الجنوب مثالا يحتذى في العيش والحياة المشتركة". وتناول الاوضاع في المنطقة العربية بعد ما سمي بالربيع العربي وقال: "طالما ان جارك بخير انت بخير. وان الاوضاع غير المستقرة تؤثر سلبا علينا ولا زلنا ننتظر انتخاب رئيس جمهورية وتنفيذ مطلب إقرار سلسلة الرتب والرواتب".

وشكر الحضور ووسائل الاعلام وتلفزيون "تيلي لوميير" الذي نقل وقائع الاحتفال. ثم تقبل المطران أبرص التهاني من المستقبلين الذين غصت بهم قاعات الكنيسة وساحة السرايا، ومن المهنئين: ممثل الرئيس نبيه بري النائب ميشال موسى، كامل دياب ممثلا الوزير محمد فنيش، النائبان عبد المجيد صالح وعلي خريس، السفير البابوي في لبنان غبريال كاتشيا، ممثل قائد الجيش العميد شربل بو خليل، ممثل مدير عام الامن العام العقيد محمد طليس، المطران شكر الله نبيل الحاج، المونسينيور شربل عبد الله، المطران جاورجيوس حداد، الرئيس العام للرهبانية الحلبية الباسيلية الارشمندريت نجيب طبجي، المتروبوليت يوحنا حداد، قائمقام صور محمد جفال، مأمور نفوس صور حسن عيديبي، رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، رئيس بلدية صور حسن دبوق، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال، رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، وفد من القوة الايطالية الدولية، مدير الضمان الاجتماعي في صور صلاح امون، فاعليات عسكرية وسياسية ودينية وحزبية.

 

بو جودة في ترقية 4 شدايقة: إنكم مدعوون لتصغوا إلى كلام الرب والعمل بمقتضاه

وطنية - احتفلت ابرشية طرابلس المارونية، بترقية اربعة شدايقة الى درجة الشماسية، على مذابح الابرشية، وهم طوني الترس، كامل كامل، جو رزق الله وفيكتور الحجة، وذلك بوضع يد راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة مار يعقوب في دير كرمسده في قضاء زغرتا، بمعاونة المطران بو جوده في السيامة الشماسية، رئيس لجنة الدعوات في الابرشية الخوري مرسال نسطه والخوري جوزيف نفاع، ومشاركة لفيف من كهنة الابرشية، وحضور اهل واقارب الشمامسة الجدد. بعد الانجيل المقدس، القى بو جوده عظة قال فيها: "تحتفل الكنيسة المارونية في هذين اليومين بعيد قديسين كبيرين هما القديس إلياس النبي والقديس شربل مخلوف. أولهما من أنبياء العهد القديم وثانيهما من قديسي أيامنا المعاصرة، ولكليهما حب وتقدير كبير من أبناء الإيمان لأنهما كانا شاهدين لإيمانهما في ظروف لم تكن دائما مريحة لهما بل على العكس تماما، إذ إنهما جابها في حياتهما تحديات وصعوبات كبيرة. القديس إلياس، إضطر للوقوف في وجه الملك آحاب وزوجته ايزابيل الوثنية التي كان لها التأثير الكبير على زوجها، إذ أنها جعلته يتخلى عن عبادته للاله الحقيقي والتعبد للآلهة الوثنية. كما أنها أشركته في جريمة قتل نابوت الذي رفض أن يتخلى عن أرض آبائه فإتهمته بالتجديف على الرب كي يحكم عليه بالموت. أما القديس شربل فإنه عاش في أيام كان المسيحيون فيها ما زالوا يعانون من تداعيات الحروب الدينية التي إستشهد فيها الكثيرون ومن بينهم الإخوة المسابكيون الثلاثة. إيليا النبي وشربل مخلوف عرفا بأنهما كانا شاهدين للمسيح في حياتهما، كل منهما بطريقته وأسلوبه الخاص، ولكن كليهما بروح الإلتزام المميز وحمل كلمة الله للآخرين".

وقال بو جوده: "إن سيامتكم الشماسية تتم اليوم تحضيرا لدرجة الكهنوت التي ستنالونها قريبا إن شاء الله، لكي تكونوا حاملي البشرى السارة للآخرين وتعملوا على محاربة عبادة الأوثان والأصنام والعادات والممارسات المنافية للدين، في زمن كثرت فيه التحديات بالنسبة الى المسيحيين ليس فقط في هذا العالم الشرق أوسطي، بل في كل بلدان العالم وبصورة ملفتة للانتباه في البلدان التي كانت نقطة الثقل في المسيحية والتي تحول الكثيرون منها إلى العلمنة المفرطة كي لا نقول للالحاد المعلن. المسيح يسوع، الذي جاء مخلصا وفاديا للبشرية جمعاء، أراد أن يشرك الإنسان معه في مشروعه الخلاصي، فإختار الرسل والتلاميذ ودربهم على القيام بأعمال الرسالة ثم سلمهم المسؤولية بعد صعوده إلى السماء. وقد تقيد الرسل بتعاليمه وإرشاداته وانطلقوا يبشرون بإسمه في مختلف المدن والقرى في فلسطين أولا ثم في مختلف بلدان حوض البحر المتوسط. وكان الكثيرون من أبناء الجاليات اليهودية قد سمعوا بإسم المسيح وآمنوا به، وبصورة خاصة أولئك الذين كانوا في أورشليم في اليوم الخمسين، يوم العنصرة، عندما حل الروح القدس على التلاميذ، وبالمقابل فإن الكثيرين منهم قد رفضوه وحاربوه. ويقول لنا كتاب أعمال الرسل إنه قد إنضم إلى الكنيسة الناشئة في ذلك اليوم ما لا يقل عن الثلاثة الآف رجل، لكن الذي حصل بعد ذلك في الكنيسة الناشئة، خاصة بعد أن إنضم إليها عدد من يهود الشتات الذين شعروا بأنهم مهملون ولا يعاملون المعاملة ذاتها كالمقيمين في أورشليم وفلسطين. فإحتجوا لدى الرسل بأن أراملهم لا يأخذن نصيبهن من المعيشة اليومية (أعمال 6/1-2). يومها إهتم الرسل بالأمر وإختاروا سبعة رجال مشهود لهم بحسن السمعة، وممتلئين من الروح القدس والحكمة، وكلفوهم بالأمور المادية وقالوا: لا يليق بنا أن نهمل كلام الله لنهتم بأمور المعيشة، بل علينا أن نواظب نحن على الصلاة والتبشير بكلام الله. هؤلاء السبعة سموا شمامسة، لكن دورهم لم يقتصر على الأمور المادية، بل ساهموا هم أيضا في العمل الرسولي والتبشيري، وكان أشهرهم إستفانوس الذي أصبح أول شهيد للمسيح".

اضاف: "الشماس (مشمشونو بالسريانية، ودياكونوس باليونانية) هو الخادم. والخادم هو رجل الثقة عند رب العمل، إذ ليس في الأمر تحقير له، بل على العكس. إنه ذلك الذي يكلفه سيده القيام بالمهمات الصعبة والدقيقة، كما حصل مع إبراهيم عندما أراد أن يزوج إبنه إسحق، فإختار رئيس خدمه وأوفده إلى عشيرته كي يختار زوجة لإبنه إسحق. والمسيح بذاته جعل من نفسه خادما وقال إنه لم يأت ليخدم بل ليَخدم. وقد برهن عن ذلك عندما غسل أرجل التلاميذ قبيل موته على الصليب، وهي المهمة التي يقوم بها عادة العبيد، وقال لهم: أنتم تدعونني معلّماً وسيّداً، وحسناً تفعلون لأني هكذا أنا وإذا كنت أنا السيّد والمعلّم غسلت أرجلُكم، فيجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أرجل بعض وأنا أعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم. الحق الحق أقول لكم: ما كان خادم أفضل من سيده، ولا كان رسول أعظم من الذي أرسله. والآن عَرَفتهم هذه الحقيقة، فهنيئاً لكم إذا عملتم بها(يو 13/12-17). كما أنّ أشعيا النبي يسمي المسيح حوالي الثمان مائة سنة قبل مجيئه عبدالله وخادمه في أناشيده الأربعة التي تتكلم عنه فيقول في نشيده الأول: هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي رضيَتْ عنه نفسي. قد جعلتُ روحي عليه، فهو يبدي الحق للأُمم، ولا يصيح ولا يرفع صوته ولا يسمع صوته في الشوارع. القصبة المرضوضة لن يكسرها، والفتيلة المدخّنة لن يطفئها. يبدي الحق بالأمانة لا يني ولا ينثني إلى أن يحلّ الحق في الأرض. أنا الرب دعوتك في البرّ وأخذت بيدك وجبلتك وجعلتك عهداً للشعب ونوراً للأُمم، لكي تفتح العيون العمياء وتخرج الأسير من السجن والجالسين في الظلمة من بيت الحبس ( أشعيا 42/1-4 و6-7).

وتابع: "الشماسية في الكنيسة هي رتبة تمهيدية لدرجة الكهنوت بصورة عادية. وقد تكون شماسية دائمة، كما أُعيد العمل بها بعد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. بموجبها يصبح بإمكان الشماس أن يشارك الكاهن في منح بعض الأسرار كالمعمودية ومسحة المرضى، وإذا كانت تمهيدية لسر الكهنوت فهي تُحضّر الشماس وتدرّبه على الوعظ والإرشاد ومرافقة المؤمنين في صلاتهم رسميّاً بإسم الكنيسة. وإننا إذا عدنا إلى أعمال الرسل رأينا كيف أنّ إستفانوس كان ممتلئا من النعمة والقدرة، وكيف كانت تجري العجائب والآيات العظيمة على يده بين الشعب. وكيف أن شمّاساً آخر هو فيليبوس قد بشّر وعمّد وزير ملكة الحبشة".

إنّ درجة الشماسيّة التي ستنالونها اليوم، أيها الأحباء، هي المرحلة الأخيرة من تحضيركم لسر الكهنوت الذي إقتنعتم أنّ الله يدعوكم إليه. إذ إنّه هو الذي إختاركم، فلبّيتم النداء، وأخذتم الوقت الكافي للإستعداد للقيام بهذه الرسالة. لقد سمعتم صوت الرب يدعوكم كما دعا صموئيل، فأجاب كل واحد منكم وقال: تكلّم يا رب فإنّ عبدك يصغي. وأنتم تعبّرون اليوم عن إستعدادكم للقيام بكل المهمات التي تكلّفكم بها الكنيسة وتقولون، كما قال أشعيا النبي:"ها أنذا يا رب فأرسلني".

واردف: "إنكم مدعوون لتكونوا في حالة إصغاء إلى كلام الرب والعمل بمقتضاه، على مثال العذراء مريم التي إستحقت الطوبى من إبنها ليس فقط لأنها أعطته حياة الجسد، بل لأنها سمعت كلام الرب وعملت بمقتضاه. كشمامسة سوف تكونون الخدام الأمناء ورجال الثقة عند الرب. سوف تقومون دون أي شك بالخدمة بأمانة: خدمة المائدة وخدمة الكلمة وخدمة الأسرار. سوف تهتمون بخدمة المائدة من خلال إهتمامكم بالفقراء الذين هم الأعضاء المتألمة في جسد المسيح. والذين يتزايد عددهم كل يوم. والذين يدعونا قداسة البابا فرنسيس لإعطائهم الأولوية في إهتماماتنا فلا نعاملهم كمنبوذين ومهمّشين وبصورة خاصة الأطفال والأجنّة والمسنين. على مثال إستفانوس عليكم أن تقرنوا خدمة المائدة بخدمة الكلمة، إذ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ولذا فعليكم أن تهتموا في الوقت عينه بأمور الجسد وأمور الروح، لأن الإنسان جسد وروح. ونحن مدعوون للإهتمام به مادياً وروحياً. وكلنا يعرف حالة الفقر والعوز المادي والروحي التي يعيشها الكثيرون من أبناء جيلنا وأبناء بلادنا وأبناء كنيستنا. وفي الكنيسة كما نعرف محبة مميزة للفقراء الذين يجسّدون المسيح بيننا، كما سمعناه يقول: كل مرة فعلتم ذلك مع أحد إخوتي هؤلاء الصغار فمعي أنا قد فعلتموه. إننا كأساقفة وكهنة وشماسة ومؤمنين علمانين، مدعوون للإهتمام بالإنسان، كل إنسان، وبالإنسان كله لأنّه الخليقة الوحيدة التي أرادها الله لذتها. وعلينا أن نحبّه بعرق جباهنا وتعب زنودنا، كما يقول القديس منصور دي بول وعلينا أن نعطيه الأولوية بإهتماماتنا، إذ أنّه مخلوق على صورة الله ومثاله". وختم: "لذلك فإني أدعوكم اليوم، بإسم الكنيسة، أن تجعلوا من الأشهر القليلة التي تفصلكم عن سر الكهنوت، زمنا مميزا في حياتكم كي تستطيعوا القيام بهذه الرسالة وهذا الدور على أكمل وجه. وإنني بإسمي كمطران للأبرشية، وبإسم إخوتكم الكهنة، أتقدم منكم ومن أهلكم الكرام بأصدق عواطف التهنئة والتمنيات، كي تكون خدمتكم مثمرة ومباركة. وأتمنى لكم شماسية ناجحة، تمهيدا لكهنوت ناجح في خدمة الرب وخدمة الكنيسة وخدمة الفقراء". من ثم تقبل الشمامسة الجدد التهاني الى جانب المطران بو جوده من الحضور المشارك، واقيم كوكتيل في المناسبة في صالون الدير.

 

التعايش مع أوباما وليس الأزمات

طارق الحميد/الشرق الأوسط

السؤال اليوم هو: هل بات الغرب متعايشا مع أزماتنا، ولا يكترث، وأبسط مثال الأزمة السورية؟ الإجابة البسيطة أن الجميع باتوا متعايشين مع أزمة الرئيس أوباما نفسه، وليس أزمات المنطقة! فالجميع اليوم على قناعة بسلبية إدارة أوباما المترددة والعاجزة عن اتخاذ مواقف جادة تجاه ما يحدث حولنا.ولتتضح الصورة فنحن الآن أمام الأزمة السورية الدموية، وأزمة العراق وتمدد «داعش» مع تعنت مواقف نوري المالكي. ولدينا الآن العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، والذي اشتعل لأسباب سياسية تافهة هدفها البحث عن دور في المنطقة، وهو ما تسأل عنه حماس ومن يقف خلفها. ورغم كل ذلك فإن إدارة أوباما لا تزال مترددة، ومشغولة بوهم الاتفاق مع إيران! وبعيدا عن أزمات المنطقة يكفي فقط تأمل طريقة تعامل إدارة أوباما مع جريمة إسقاط الطائرة الماليزية، والتي تمثل تهديدا سافرا للأمن الدولي، حيث تكتفي إدارة أوباما بالتصريحات التي تعودناها منذ وصول أوباما للحكم. وحري بنا أنا نتساءل الآن: كيف لو تركت مصر لحكم الإخوان المسلمين، ووفق ما أرادته إدارة أوباما، خصوصا ونحن نرى الاستهداف الإرهابي اليومي للجيش المصري؟ فكيف كان سيكون وضع مصر لو لم يتحرك الجيش، والشعب؟ وكيف كان الوضع لو تخلت السعودية والإمارات عن مصر؟

ولذا فإن ما يحدث الآن هو أن الجميع قد قرر التعايش مع أزمة أوباما، وليس أزمات المنطقة، فإدارة أوباما عاجزة عن إنزال المالكي من فوق الشجرة، وذلك لتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمهد للتحرك ومحاربة «داعش»، وليس من قبل الأميركيين وحدهم، بل ومن قبل دول المنطقة، وتحديدا السنية، لأنها معركتنا كما كتبت سابقا! كما أن إدارة أوباما عاجزة عن اتخاذ موقف حاسم من الأسد الذي هدد سابقا بأن المنطقة كلها ستحترق إذا اهتز كرسي حكمه، وها هي المنطقة في حريق حقيقي، وبالتالي فإن نزع فتيل المنطقة يكمن في معالجة الملف السوري، خصوصا وأن سقوط الأسد أو رحيله سيكون بمثابة الضربة القاصمة لظهر التطرف والإرهاب بالمنطقة. والحديث عن أزمة أوباما ليس حديثا عربيا فقط، بل أميركيا كذلك، ويكفي تأمل ما كتبه الصحافي ديفيد إغناتيوس في «واشنطن بوست»، ونشرته هذه الصحيفة، حيث لام إدارة أوباما على ترددها في العراق وسوريا، ثم ختم قائلا: «يمكنك التعاطف مع موقف البيت الأبيض في عالم يمتلئ بالفوضى وفي نفس الوقت يصيبك الاشمئزاز وتمقت القيادة الأميركية»، مضيفا: «عندما يتعلق الأمر بالمصالح الأساسية للأمن القومي الأميركي – كما هو الحال في محاربة الدولة الإسلامية، أو المحافظة على أقوى تحالف ممكن مع ألمانيا – يجب على البيت الأبيض اختراق أي مقاومة أو أي جمود في طريقه. وما سوى ذلك عبارة عن أعذار». ولذا فهي أزمة أوباما نفسها، وعلينا تدبر كيفية التعايش معها إلى حين، للأسف.