المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تموز/2014

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا16/من 13حتى16/مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي.  

*جولة أفق مع الدكتور مصطفى علوش

*فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الدكتور مصطفى علوش/21 تموز/14/اضغط هنا لمشادة المقابلة

*هكذا اهتزت صورة حزب الله امام جمهوره/اضغط هنا لمشاهدة يو تيوب ذي صلة بالمقالة

*بالصوت/الياس بجاني/جريمة تهجير المسيحيين من الموصل

*بالصوت/فورمات ام بي ثري/تعليق الياس بجاني لليوم وهو يتناول جريمة تهجير المسيحيين من الموصل في العراق/مع نشرة أخبار اليوم من لبنان الحر/21 تموز/14

*بالصوت/وندوز فورمات/تعليق الياس بجاني لليوم وهو يتناول جريمة تهجير المسيحيين من الموصل في العراق/مع نشرة أخبار اليوم من لبنان الحر/21 تموز/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*جريمة تهجير المسيحيين من الموصل/الياس بجاني

*مانشيت جريدة الجمهورية : حزب الله» يُلوِّح بفتح الساحة الجنوبية وعون يُصعّد ضد الحريري

*ماساة شعبنا المسيحي.

*ماذا حلّ بمسيحيي الموصل؟

*في حبّ القديش شربل

*قداسة البابا فرنسيس: ما جرى في الموصل هو تطهير ديني فاضح لم يعرفه المسيحيون منذ 100 عامJuly 21, 2014

*النواب العونيّون للراعي: همُّنا المناورة ولن نحضر جلسة الغد/آلان سركيس/الجمهورية

*نعيم قاسم: لولانا لأُعلنت إمارة «داعش»

*بماذا يردّ عون ونصرالله على الحريري وهل يصير اتفاق على مرشح تسوية؟/اميل خوري/النهار

*المخاوف إلى ذروتها من تغييرات ديموغرافية إقليمية تهجير المسيحيين بين القصور الدولي والتوظيف المذهبي/روزانا بومنصف/النهار

*رهان على ملء للفراغ في بعبدا قبل 20 آب واتصالات تتحرّك بكركي تفكّر بخطوة للضغط والرئيس الآتي لن يهبط بالمظلّة/ايلي الحاج/النهار

*مفكّرون وناشطون موارنة يستمزجون رأي الراعي في عقد "مؤتمر إنقاذ مسيحي" ينهي الشغور/حبيب شلوق/النهار

*اللقاء المسيحي" ناشد الحريري "الثبات في الميثاق": كلامه يُبقي التعطيل ويُوحي بتهديد المسيحيين

*«حزب الله».. ما بُنيَ على «داعش» فهو «داعش»/كارلا خطار/المستقبل

*لحرب المقبلة بين إسرائيل و«حزب الله»/جورج سولاج-جريدة الجمهورية

*ريفي لـ»الجمهورية»: التوقيفات تُشعر الطرابلسيّين أنّهم مستهدفون/باسكال بطرس-جريدة الجمهورية

*قوى 14 و8 آذار مسؤولة معاً عن الفراغ دعوة إلى لقاءات قادتها لإنهاء التعثر/خليل فليحان/النهار

*مسيحيو العراق.. والمالكي و«داعش»!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*مقاومون ومقامرون: زمن الدم الرخيص والسياسة القذرة!/يوسف الديني/الشرق الأوسط

*الراعي سأل القديس شربل معجزة تمسّ ضمائر النوّاب: الشرّ بلغ بنا اغتيال رئاسة الجمهوريــــــــة

*نواصل صمودنــا في لبنان والشرق من دون خوف

*بري عرض وسليمان الاستحقاقات والتطورات

*بويز: انتخـاب الرئيس يتقـدم على ما عـداه

*الجميـل والســنيورة ونــادر الحريـري احياء دينامية لتفعيل المؤسسات بدءاً بالرئاسة

*سلام حدّد 10 آب موعداً لانتخاب مفتٍ للجمهورية/ مســـــقاوي: ليس موجّها ضــــد قباني

*لالقاء الحرم الكنسـي على معطلي النصـاب"/ماروني: لا وفاق حتى الآن على ملف الجامعة

*غاريوس: لا خـلاف مع الراعـي  ونتفهم موقفه من الشغور الرئاسي

*"الرئاسة" تحت وطأة حرب غزة والضغط الغربي والمواقف البطريركية وهل تطلق جلسـة الأربعاء إشـارة الضوء الأخضـر لحراك متـجدد؟

*ضابط سوري منشق: حزب الله يخسر يومياً  فــي القلمـون بيـن 15 و30 عنصـراً

*تيلي لوميار" اطلقت حملة تضامنية مع مسيحيي الموصل

*خطف 3 أشخاص من داخل سيارة في الحلانية على طريق رياق بعلبك

*قوى الامن: تحرير مخطوف وتوقيف أحد افراد العصابة

*سلام استقبل وفدا من لقاء الاحزاب فنيش: للاسراع بانتخاب رئيس وعدم تعطيل عمل مجلسي النواب والوزراء

*الكتائب جدد الدعوة لانهاء الفراغ وحذر من استمرار العقول الخبيثة في محاولات هز الاستقرار

*السنيورة لوفد هيئة التنسيق: حريصون على تأمين حقوقكم من دون المساس بالاستقرار

*بان كي مون وصل الى مصر لمناقشة الوضع في غزة

*نصرالله يتصل بخالد مشعل: حزب الله يقف بجانب مقاومة الفلسطينيين قلبا وارادة

*لبنان يتضامن اعلاميا مع غزة عبر نشرة اخبارية تلفزيونية موحدة: فلسطين لست وحدك

*خريطة طريق الحريري فجرت سجالاً داخلياً والتيــــار يــرد غداً

*السنيورة بدأ تحركاً لتسويقها وضغط غربي لانجـــاز الاستحقــاق

*رواتب الموظفين رهن المفاوضات واحتجاج اسلامي على توقيف الصباغ

*أين أمضى عون "الويك أند" وما هي شروط انسحابه؟

*بماذا تفاجأ البطريرك الراعي؟

*انتخاب الرئيس مسألة تتصل بـ"الأمن الحضاري" بعد الموصل/المستقبل - وسام سعادة

*هكذا اهتزت صورة حزب الله امام جمهوره/علي الحسيني/موقع 14 آذار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا16/من 13حتى16/مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي.  

قالَ الرَبُّ يَسوعُ : «أَلوَيلُ لَكِ، يا كُورَزِين! ٱلويلُ لَكِ، يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وَصَيْدا مَا جَرَى فِيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ وَجَلَسَتا في المِسْحِ وَالرَّمَاد. ولكِنَّ صُورَ وَصَيْدا سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا في الدَّيْنُونَةِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصيرِكُمَا. وَأَنْتِ يَا كَفَرْناحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحِيمِ سَتَهْبِطِين! مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي».


جولة أفق مع الدكتور مصطفى علوش
فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الدكتور مصطفى علوش/21 تموز/14/اضغط هنا لمشادة المقابلة

هكذا اهتزت صورة حزب الله امام جمهوره/اضغط هنا لمشاهدة يو تيوب ذي صلة بالمقالة

 

بالصوت/الياس بجاني/جريمة تهجير المسيحيين من الموصل

بالصوت/فورمات ام بي ثري/تعليق الياس بجاني لليوم وهو يتناول جريمة تهجير المسيحيين من الموصل في العراق/مع نشرة أخبار اليوم من لبنان الحر/21 تموز/14
بالصوت/وندوز فورمات/تعليق الياس بجاني لليوم وهو يتناول جريمة تهجير المسيحيين من الموصل في العراق/مع نشرة أخبار اليوم من لبنان الحر/21 تموز/14
Arabic LCCC News bulletin for July 21/14نشرة الاخبار باللغة العربية
English LCCC News bulletin for July 21/14نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

جريمة تهجير المسيحيين من الموصل

الياس بجاني

في حين إن العالم المتحضر قد وصل إلى القمر والمريخ ودخل عالم التكنولوجيا من بابها الواسع وجعل من شرعة حقوق الإنسان قاعدة وأساس ملزمين لتعاطي البشر بعدل ومساواة واحترام وسلام مع بعضهم البعض، ها هم من يسمون أنفسهم جهاديين يسعون بقوة ليعيدوا بلدان الشرق الأوسط إلى حقبة القرون الحجرية وإلى الأزمنة الغابرة والجاهلية. نسأل بأي منطق وبأي ثقافة وبأي حق وبأي إيمان وعقيدة يقوم هؤلاء البرابرة والقتلة والغزاة باقتلاع المسيحيين من العراق وتهجيرهم وهم من سكانها وأهلها وأصحابها منذ أن وجد الإنسان على الأرض. إن كارثة المتخلفين عقلياً وحضارياً من حاملي رايات التكفير والأصولية تكمن في أنهم يحللون ويحرمون على هواهم الهمجية ويمارسون ثقافة الموت والبربرية دون حسيب أو رادع أو خوف من الخالق جل جلاله. فالإنسان في قاموسهم وكما هو واضح وجلي من خلال أفعالهم وأقوالهم وثقافتهم مخلوق رخيص لا ميزة له عن باقي المخلوقات غير البشرية. هو في ثقافتهم الهمجية والغرائزية مجرد مخلوق لا قيمة ولا كرامة له ولا حرية ولا حرمة ولا حقوق.

محزن الواقع المعاش مع الجماعات التكفيرية والأصولية هذه في العراق وسوريا ولبنان وغزة ومصر وبعض الدول الأفريقية وفي العديد من دول العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً حيث يعيثون فساداً وقتلاً وتدميراً وتهجيراً ويرتكبون المجازر البشعة بحق كل من لا يخضع لهم ويماشي همجيتهم ونزعاتهم الحيوانية وهنا هم لا يفرقون بين دين ودين أو مذهب وآخر لأنهم أصلاً لا يعرفون في دواخلهم العفنة غير ثقافة شريعة الغاب حيث القوي يأكل الضعيف. إن تهجير وسبي وإذلال المسيحيين من الموصل في العراق على أيدي هذه العصابات ليس فقط تعدٍ على حقوقهم وحريتهم وأملاكهم ومعتقدهم الديني، بل عمل بربري وهمجي بامتياز، وإجرام كامل الأوصاف مجرد من كل ما هو أخلاق وحضارة وإيمان ومخافة من الله . هذه الجماعات هي أدوات شيطانية تتبع لمخابرات دول شريرة وتوسعية تسعى لتدمير دول الشرق وإعادته إلى عصور التخلف والقبلية. هذه الأدوات البشرية المجردة من الضمير والوجدان هي ماكينات قتل لا أكثر ولا أقل وأبعد ما تكون عن كل ما هو إنسان كونها مجردة من إنسانيتها.

المطلوب من دول العالم الحر عموماً، ومن الدول الإسلامية ومن مرجعياتها الدينية تحديداً أن مواجهة هذه العصابات المجرمة وتعريتها وردعها بالقوة لأنها لا تفهم غير هذه اللغة واليوم وليس غداً وإلا فسرطانها سوف يتفشى وينتقل إلى كل دول العالم.

 

مانشيت جريدة الجمهورية : حزب الله» يُلوِّح بفتح الساحة الجنوبية وعون يُصعّد ضد الحريري

ردّان محَليان تصعيديان تصدّرا المشهد السياسي: الردّ الأوّل جاء على لسان الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي كشفَ بيانٌ صادر عن «الحزب» أنّه أكّد «وقوف المقاومة في لبنان إلى جانب المقاومة في غزة واستعدادها للتعاون»، وقد جاء هذا الإعلان بعد حوالى الأسبوعين على الحرب على غزة، ونجاح المقاومة الفلسطينية في تسديد ضربات موجعة ضد الإسرائيليين. ولكنّ هذا الموقف أثار المخاوف اللبنانية والديبلوماسية من فتح جبهة الجنوب وإسقاط القرار 1701 الذي أمّن الحماية للبنان منذ آب 2006. وأكّدت دوائر ديبلوماسية لـ»الجمهورية» أنّها تأخذ كلام نصرالله على محمل الجد، وهي تخشى من توحيد «الحزب» للساحتين اللبنانية والفلسطينية على غرار توحيده الساحتين اللبنانية والسورية. والرد الثاني جاء بالوكالة عن رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون ضد الرئيس سعد الحريري بواسطة «اللقاء المسيحي» الذي يعتبر الأداة التنفيذية الأقرب إلى عون والذي شنَّ هجوماً على رئيس تيار «المستقبل» مرتكزاً في الشكل على خطابه الرمضاني، ولكن من دون أن يستند في المضمون إلى أيّ واقعة فعلية وجدّية باستثناء ردّ الفعل بمفعول رجعيّ على عدم تبنّي الحريري ترشيح عون، كما إيصال رسالة لرئيس «المستقبل» فحواها استعداد التيار العوني العودة إلى اللغة التخوينية التي طبعت العلاقة بين الطرفين على امتداد السنوات السابقة، وقد تجلّى ذلك في تصوير كلام الحريري بأنّه يشكّل انقلاباً على الطائف وهجوماً على المسيحيين في استعادة للوظيفة التي أتقنَها التيار العوني منذ العام 2005 بوضع السُنّة في مواجهة المسيحيين وتحميل «المستقبل» تبعات الإجحاف اللاحق بهم، مع فارق أنّ هذا التصعيد يتزامن مع ما يتعرّض له المسيحيون في الموصل، ويرمي إلى وضع الحريري بمنزلة «داعش» لدفعِه إلى التنازل بقبول عون رئيساً. وفي موازاة ذلك ، بقي الاهتمام منصبّاً على مصير الحوار بين «أمل» و»المستقبل» حول دفع الرواتب، فيما كلّ المعلومات تقاطعَت على أنّ الخلاف ما زال يراوح مكانه.

في اليوم الرابع عشر على العدوان الإسرائيلي، دخل «حزب الله» على خط الأوضاع في غزة، من خلال تأكيد أمينه العام السيّد حسن نصر الله في خلال اتصال هاتفي أجراه أمس الأوّل بكلّ من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والأمين العام لـ»حركة الجهاد الاسلامي» رمضان عبد الله شلح، وأكّد لهما وقوف الحزب إلى جانب المقاومة الفلسطينية «قلباً وقالباً وإرادةً وأملاً ومصيراً»، واستعداده للتعاون والتكامل «بما يخدم تحقيق أهدافها وإفشال أهداف العدوان».

وفي السياق، تتوجّه الأنظار الى الكلمة التي سيلقيها السيّد نصر الله عصر الجمعة المقبل في مهرجان «يوم القدس العالمي» في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية.

وقد لوحظ أنّ الحزب دعا إلى مشاركة جماهيرية في المهرجان، وذلك بعد انكفاء نشاطاته العلنية على نحو ملحوظ في الفترة الأخيرة وإلغاء إفطاراته الرمضانية الاحتفالية بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد. في هذا الوقت، أعلنَ نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنّ الحزب «مع الشعب الفلسطيني ومع مقاومته بالدعم والمواجهة وبكلّ ما أمكننا بالطرق والأساليب المناسبة». وحذّر من أنّه لو تأخّر الحزب في الدفاع عن لبنان «لأُقيمَت إمارة دولة داعش فيه».

وفي خطوة لافتة، تضامَن الإعلام اللبناني مع غزة، فتوحّدت الشاشات مساء امس في بثّ نشرةٍ إخبارية خاصة بفلسطين تحت عنوان «فلسطين لستِ وحدكِ».

البرودة السياسية

وفي موازاة الحراك الدولي والتأهّب الإقليمي، حافظَت البرودة السياسية الداخلية على منسوبها، ولم يظهر أيّ أفق لانفراج وشيك على خط الاستحقاق الرئاسي عشية الجلسة الانتخابية التاسعة غداً لانتخاب رئيس جمهورية جديد، في حين ظلّت خريطة الطريق التي طرحَها الرئيس سعد الحريري الجمعة الفائت في الإفطار المركزي لتيار «المستقبل» تحت المجهر، في موازاة استمرار الاتصالات والمشاورات، في محاولةٍ لإيجاد حلّ لتعيينات الجامعة اللبنانية من جهة على مسافة يومين من جلسة مجلس الوزراء، وإيجاد مخرج قانوني لمسألة رواتب موظفي القطاع العام من جهة أخرى.

مبادرة الحريري

وفي أوّل ترجمة عملية لِما أعلنَه الحريري، باشرَ رئيس كتلة نواب «المستقبل» فؤاد السنيورة ومدير مكتب الحريري نادر الحريري جولةً على القيادات اللبنانية، خصوصاً الأقطاب الموارنة في قوى 14 آذار، بدأت بزيارة رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل في بكفيا مساء أمس الأوّل الأحد، وجرى البحث في مستجدّات الوضع والتطورات المحيطة بانتخاب رئيس جمهورية جديد.

وذكرت مصادرُ المجتمعين لـ»الجمهورية» أنّ السنيورة والحريري شدّدا على أهمية توحيد الجهود لإنتخاب رئيس جمهورية، على أن يشكّل انتخابُه مفتاحَ انفراج للأزمات السياسية التي تعانيها البلاد، وبوّابةً طبيعية إلى الإستحقاقات الأخرى.

وأجمعَ المجتمعون على ضرورة الخروج من سلبيات الترشيحات المضادة التي أدّت الى تضييع الإستحقاق الذي كان يمكن إنجازه ضمن المهلة الدستورية لولا أجواء التحدّي والإقصاء التي مارسَها البعض، بالإضافة الى تعطيل نصاب جلسات الإنتخاب. وعُلم أنّ السنيورة سيزور معراب والديمان في الساعات المقبلة، كذلك ستكون له لقاءات مع مختلف أطراف قوى 14 آذار في مرحلة لاحقة.

هجوم على المبادرة

وكانت مبادرة الحريري تعرّضت لهجوم من «اللقاء المسيحي في بيت عنيا»، فأكّد أنّ «لا أحدَ يُملي على المسيحيين دروساً في وثيقة الوفاق الوطني».

ورأى أنّ «موقفَ الحريري من طرحِ انتخابِ رئيسٍ للجمهورية من الشعب يُشكّل انقلاباً على وثيقة الوفاقِ الوطنية ويترك رئاسةَ الجمهورية سِلعةً في يد الخارجِ ويوحي بتهديد المسيحيين»، مناشداً إيّاهُ «عدم التغرّب عن أسُسس وثيقة الوفاق الوطني ولا عن الوطن».

واعتبر أنّ كلام الحريري يُبقي التعطيل قائماً على مستوى الآليات التي تؤمّن رئيسًا للجمهورية.

وسارَع مكتب الحريري الإعلامي الى الردّ، فأسفَ للقراءة المغلوطة لكلمتِه والتي «تعمّدت تحريف مقاصده النبيلة وإغراقه بتحليلات لمحاسبة نوايا غير موجودة أصلاً، والعودة بالحوار السياسي في البلاد الى مجالات جديدة من التعقيد، والتي لا وظيفة لها سوى إبقاء الوضع على ما هو عليه ورفض التقدّم نحو إيجاد المخرج الممكن للشغور المستمر في موقع الرئاسة الأولى».

الراعي

وفي المواقف من الاستحقاق، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ لبنان بحاجة الى قادة مدنيين وسياسيين مؤمنين مخلصين يحافظون على الكيان اللبناني». وقال: «نريد أوّلاً رئيس جمهورية، إذ من غير الممكن أن تعيش دولة من دون رئيس ولا جسد من دون رأس» ، ولفت الى أنّه «بلغ الشر مستوى إغتيال رئاسة الجمهورية».

وسأل القدّيس شربل «أن يقوم بأعجوبة ومعجزة وأن يمسّ ضمائر المسؤولين السياسيين، ولا سيّما نواب الأمّة الذين بلغ بهم القِصر والعجز عدمَ القيام المشرّف بانتخاب رئيس للجمهورية. فإنْ كان من شرَف للسادة النوّاب، فهو أن ينتخبوا رئيساً للبلاد لا أن يكثروا بذلَ الجهود».

«حزب الله»

في غضون ذلك، كرّر «حزب الله» دعوته إلى التوافق، «لأنّه بالتوافق ينتخب رئيس الجمهورية خلال أربع وعشرين ساعة،» مؤكّداً أنّه «إذا لم يحصل توافق يعني لا رئيس للجمهورية ويعني أنّ هناك مشكلة كبيرة في البلد»!

حكيم وبو صعب

وقبل أيّام على جلسة مجلس الوزراء المقرّرة بعد غد الخميس قالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» إنّ الحديث عن لقاء مرتقب بين وزير الإقتصاد آلان حكيم ووزير التربية الياس بو صعب قد صُرف النظر عنه قبل أسبوع تقريباً، ولم يعُد وارداً على الإطلاق، بعدما دخل رئيس الحكومة تمام سلام على خط الإتصالات المباشرة لإنهاء الخلاف حول ملف الجامعة اللبنانية والبَتّ بالفصل بين ملف تعيين عمَداء الجامعة المعلق وملف تفريغ الأساتذة الجامعيين المتوافق عليه، وهو أمر ما زال مصدر خلاف بين الطرفين.

أبو فاعور يجدّد وساطته

وعلى خط الحوار بين حركة «أمل» و»المستقبل»، عاد وزير الصحة وائل ابو فاعور الأحد من زيارة خارجية غيَّبته عن لبنان لمدّة 24 ساعة، في زيارةٍ وُصفت بأنّها خاصة.

وهو زار أمس رئيس الحكومة تمام سلام للتداول في المهمة التي كلّفه النائب وليد جنبلاط بها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين واستئناف الحوار بينهما في أسرع وقت، سعياً وراء تفاهمٍ على عقد جلسة تشريعية تتناول القضايا المطروحة، خصوصاً ما يتّصل منها بسلسلة الرتب والراتب وصرف رواتب الموظفين وإصدار سندات اليوروبوند لخدمة الدين العام.

وكان سلام التقى أمس وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش الذي دعا القوى السياسية الى عدم تعقيد الأمور، مطالباً بالإسراع في انتخاب رئيس جمهورية جديد وإلى عدم تعطيل عمل مجلسَي النواب والوزراء، وإلى بتّ موضوع سلسلة الرتب والرواتب وقونَنة الإنفاق.

ملفّ الرواتب

في هذا الوقت، راوحَت أزمة رواتب موظفي القطاع العام مكانها، ولم تسفر الاجتماعات المتلاحقة عن بوادر حلحلة حتى الآن. كذلك لا يبدو أنّ تحرّكات هيئة التنسيق النقابية باتّجاه القيادات السياسية، سوف تؤدّي هي الأخرى إلى نتائج، وهي تبدو أشبَه بسياحة سياسية، لا تقدّم أو تؤخّر.

وفي هذا الإطار، كشف النائب أحمد فتفت لـ»الجمهورية» أنّ الأزمة لا تزال على حالها، وأنّ تيار «المستقبل» حاولَ تقديم طروحات عدّة، لكن حتى الآن لا جواب من وزير المال.

أضاف: عرضنا لسُبلِ تعميم الحلول التي اعتُمدت عام 2005 وفقَ المادة 38، لتَشابُه الظروف. وأكّد أنّ تيار المستقبل يصرّ على توفّر الأموال لدفعها إلى الموظفين في القطاع العام، وأنّ الأموال متوافرة والصيغة القانونية متوافرة، وهذا ما شرحناه للوزير خليل خلال لقائنا معه. واعتبر فتفت أن لا لزوم لتضخيم هذا الملف، لأنّ الحلول موجودة، والتشريع يجب أن يتمّ عبر موازنة 2014 كما حُلّ الموضوع عام 2005.

وكان وزير المالية علي حسن خليل بحث أمس مع النائب جمال الجرّاح الذي زاره على رأس وفد من تيار»المستقبل»، في أزمة الرواتب للقطاع العام. وعلمَت «الجمهورية» أنّ الخلاف حول الرواتب بين الطرفين يراوح، وأن لا اتّفاق على لقاء ثانٍ.

ملفّ «السلسلة»

من جهةٍ أخرى، وفي متابعة لملفّ سلسلة الرتب والرواتب، التقى السنيورة أمس وفداً من «هيئة التنسيق النقابية»، في حضور النواب جمال الجرّاح، غازي يوسف، أمين وهبي وباسم الشاب. وشدّدت هيئة التنسيق على «أهمّية إقرار السلسلة بعد مسيرة النضال الطويلة للأساتذة»، وعلى «أحقّية مطالبهم للحفاظ على العيش الكريم». وخلال اللقاء، اعتبر السنيورة أمام الوفد «أنّ الإنفاق على قطاع التربية ليس إنفاقاً، ونحن إلى جانب إقرار السلسلة، لكنّنا في الوقت عينه، لا يمكن أن نوافق على صرف أموال لا تغطية لها لناحية الإيرادات، ونحن لا نريد أن نعطيَ بيدٍ وندفعَ البلد إلى منزلقات خطيرة غير مدروسة باليد الأخرى».

ومن المقرّر أن تزور هيئة التنسيق اليوم بكفيا للقاء الرئيس الجميّل.

طرابلس

وعلى المستوى الأمني، أعاد توقيف الشيخ حسام الصباغ التوتّر إلى طرابلس، خصوصاً أنّ الصباغ لم يكن متوارياً عن الأنظار طيلة الفترة السابقة، وفي هذا الإطار، لفتَ وزير العدل اللواء أشرف ريفي عبر «الجمهورية»، إلى أنّ «الخطة الأمنية أقِرّت على أساس وَضع جداول بأسماء أشخاص اعتُبرَ أنَّ لهم علاقة بالاشتِباكات في طرابلس، وجداول بأسماء أشخاص في البقاع، لهم علاقة بخطف أطفال وابتزاز أهاليهم وإرغامهم على دفع فدية، أو سارقي سيارات أو قضايا جنائية أخرى»، مشيراً إلى أنّ «أهالي طرابلس يعتبرون أن لا توازن في الإجراءات بين جبل محسن والتبانة من جهة، وبين طرابلس والبقاع الشمالي من جهة أخرى، ما ولَّد احتقاناً لديهم.

وما فاقمَ الأمر كان ما يُسمّى «وثائق الاتصال» التي تقضي بأن تُعمِّم بعض الجهات الأمنية وثيقة بأسماء أشخاص مطلوبين للتحقيق لدى المخابرات، وليس بناءً على قرار قضائي، وهذه الوثائق تشمل نحو 1100 إسم في شمال لبنان».  وإذ لفتَ إلى أنّ «عدد الموقوفين في طرابلس يقارب حالياً الـ 85 شخصا»، أكّد أنّه «أطلق حوالى 30 – 35 شخصاً منهم، على اعتبار أنّ هؤلاء لم يرتكبوا إجراءات كبيرة، وبالتالي يتمّ إخلاء سبيلهم». )

الموصل وغزّة

وعلى خطٍ آخر استأثرت ممارسات تنظيم «داعش» ضد المسيحيين في الموصل واستمرارعملية اضطهادهم بالاهتمام والمتابعة، فرفع البابا فرنسيس صوته عالياً، معتبراً أنّ هذا العمل اللاإنساني هو تطهير دينيّ فاضح لم يعرفه المسيحيون منذ مئة عام. إلّا أنّ هذه الممارسات لم تحجب الأنظار عن ممارسات إسرائيل ضد قطاع غزة، والتي بلغَت ذروتها في الساعات الأخيرة، ما حدا بالديبلوماسية الأميركية إلى التحرّك بعجَل. وأطلقَ الرئيس باراك أوباما دعوةً إلى وقفٍ لإطلاق النار بناءً على تفاهمات 2012، قائلاً إنّ وزير خارجيته جون كيري سيدفع باتجاه وقف فوريّ لإطلاق النار في القطاع خلال جولته الشرق أوسطية. فحطّ الأخير في مصر، على أن يتوجّه اليوم إلى إسرائيل. وفي وقتٍ أكّد البيت الأبيض أنّ على إسرائيل أن تبذل جهداً أكبر لتضمن حماية المدنيين الأبرياء، على رغم أنّها تملك الحقّ في الدفاع عن النفس، اعتبرَ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس أنّ القرار بوقف الدمار متروك بأيدي حركة «حماس»، فيما أكّد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أنّ عملية الجرف الصامد ستوسع إلى أن يُعاد الهدوء لمواطني إسرائيل لفترة طويلة، أمّا وزير الدفاع موشيه يعالون فأعلن جهوزية بلاده لمواصلة العملية العسكرية في غزّة كلّما اقتضَت الضرورة.

 

ماساة شعبنا المسيحي.

منذ مائة عام كان جدي بينهم ... فقد ابويه وكل اخوته و عاش يتيماً ... ضاع شارداً في البراري خمسة عشر سنة ... و بعدها توفي قهراً فقط عن سبعة و ثلاثين سنة ... آلاف بل وملايين غيره ...

ضاعوا و تشردوا أو قتلوا ...لا ينفعنا البكاء ...و لا كل أنواع العزاء ...فكل ما يحدث هو بأمر أمير المؤمنين ...حدث في 1915 بأمر الخليفة العثماني ...و يحدث في 2014 بأمر الخليفة البغدادي ...

بأي ذنب هددوا يومها و يهددون اليوم ...بأي أثم هجروا يومها و يهجرون اليوم ...بأي جرم ذبحوا يومها و يذبحون اليوم ...عائلات من أطفال و رجال و نساء و شيوخ ...أهانوهم و أذلوهم و استبيحت أرزاقهم و بيوتهم و هدرت دماؤهم و دائماً مكتوب عليهم الاختيار ما بين اعتناق الاسلام أو حد السيف ...هي مؤامرة كبرى ... مؤامرة على الاسلام ...مؤامرة على المسيحية ...هي مؤامرة على المنطقة ...لكن بالنهاية هناك شعب دفع و يدفع الثمن ...هم نفسهم من يستبيحون اليوم الرقة و الموصل و نينوى ...نفسهم من استباحوا ماردين و دياربكر و نصيبين و أنطاكية ...يومها مدن أفرغت و الآن مدن جديدة تفرغ من سكانها و أهلها ...تحت أنظار و سمع مختلف دول العالم و التلفزيونات و الجرائد و الإعلام ...أين هي الأديان ... أين الضمائر ... أين الأخلاق ... أين الانسانية و لا نسمع حتى كلمة تنديد أو استنكار و لم نسمع من أحد أستغاثة أو عقد مؤتمر للسلام ...صمت الجميع ... و ماتت الانسانية ...

رياض برغوث

 

ماذا حلّ بمسيحيي الموصل؟

July 21, 2014

أكدت مصادر عراقية لصحيفة "الحياة" ان "451 أسرة مسيحية نزحت من الموصل باتجاه مناطق سهل نينوى، عدا الأسر التي توجهت إلى محافظات إقليم كردستان"، مضيفةً أن "قضاء الحمدانية يؤوي الآن 210 أسر من طائفة الكاثوليك، و77 من الأرثوذوكس، و56 في دير شيخ متى، و18 في ناحية برطلة، و12 في كرمليس و33 في تلكيف، و36 في ألقوش و8 في الشرفية".

وأضافت المصادر "الجميع تعرض لسلب كل ما يملك من أموال وسيارات، وبقي عدد محدود من الأسر التي قررت البقاء، لدى بعضها معاقون، ويبلغ عددها بين 20 إلى 25 عائلة"، مشيرةً إلى أن "عملية الإيواء ترعاها الكنائس بالتنسيق مع بعض المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، كما وصل أمس وزير الأوقاف في حكومة إقليم كردستان لمعاينة أوضاعهم".

 

في حبّ القديش شربل

إيلي أحوش

أم تي قي 21  تموز/14

يسكن شربل القلب حيث يحضن الحب الراهب التقي، يطوّقه بمسابح الروح، يتبرك من فيض نبع الحياة الذي لازم لياليه وأيامه. ذلك الحب الكامل منحه شفاعة كريمة وأراده للإنجيل بشيراً، عابراً للأماكن، نافياً للحدود، لامساً القلوب الأبعد، شافياً، مباركاً وممجداً كلمة المسيح الاله الحيّ.  حضور شربل يخرق رتابة التعبير والأيام، يغيّر المشهد، يبدّل النفوس ولا يدل إلّا على من سُمّر على الصليب... الناصريّ الذي خلّع أبواب الجحيم، غلب الموت، وحرّرنا.  قديس عنّايا استحبس، فغدا رسولاً، صادق الصمت، اتخذ الصوم نهجاً وصلّى كثيراً فصار الكلمة - الحب، فيض النعم... كلّ النعم. حيّر شربل العلم والعقل: شلال الدم والماء، الجسم السليم - الحيّ بعد الموت... كسرت الجموع حرمة الدير، باغتت جمهوره... هدرت أصواتهم صارخة: الأعمى شاهد وجه الرب، رمى عكّازه وسلك درب الحق والحياة... لا مستحيل... لا مستحيلات... شفاء تام!  سيبقى كثيرون يبحثون عن سرّ راهب ذاك الجبل... والسرّ، سرّ الأسرار في قربانة مرفوعة رافقت لابس الإسكيم، رفعته، أحاطته، حمت قلبه من هرطقات الحياة، وجذبتنا إليه. إنّ المسيح، الرب المحيي، يعكس في شربل جمال القداسة، قدرة الصلاة وقوّة حبّ يغلب شرور هذا العالم. في عيد شربل، ترنو أعياد ويزهو شرق يسوع، يحطّم أصنام الأفكار الزائفة، يزرع فرحاً، يضيء سراج رجاء وتتلوّن رهبانيّة مارون ببسمة سماويّة. ومن فضاء جبل لبنان إلى بلاد الرافدين، نستعيد شجاعته من الزمن المسيحي الأول، قديس الرُها شربل الذي استشهد لأجل من أحبّ، ومنح اسمه بعد أكثر من 1500 عام ليوسف مخلوف... شربل اللبناني. في زمن إفراغ الشرق من الحبّ، واليوم كما الأمس القريب والبعيد، أبواب الجحيم لن تقوى عليها، لن تغلبها يوماً، محروسة هي بقلبه وكلماته: أنا معكم حتى انقضاء الدهر... لا تخافوا!

 

 قداسة البابا فرنسيس: ما جرى في الموصل هو تطهير ديني فاضح لم يعرفه المسيحيون منذ 100 عامJuly 21, 2014

وكالاتLأعلنت أمانة سر بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية أن "قداسة البابا فرنسيس فاجأ غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الموجود في روما، بمكالمة هاتفية دامت تسع دقائق، بعد ظهر يوم الأحد 20 تموز 2014، مؤكدا له بأنه يشعر بالقلق الشديد لما يجري للمكونات المسيحية في العراق، بعد أن اقتحم الإرهابيون التكفيريون مدينة الموصل وجزءا من البلدات المحيطة".

وأوضحت أمانة السر في بيان اليوم، أن البابا فرنسيس قال في اتصاله: "لقد تم تهجير من تبقى من مسيحيي هذه المدينة على أعين العالم، وهذا العمل اللا إنساني هو تطهير ديني فاضح لم يعرفه المسيحيون منذ مئة عام، ترتكبه ما تسمى الدولة الإسلامية، بعدما أنذرتهم بوجوب اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية، وإلا نصيبهم التهجير أو القتل!".

وتابعت أمانة السر: "شكر غبطة البطريرك يونان قداسته على لفتته الأبوية، وشرح له معاناة المسيحيين، لشعورهم ليس فقط بأنهم مستهدفون من قبل التكفيريين، بل لأن العالم يبدو وكأنه غافل أو متجاهل لهذا الإجرام الذي يرتكب باسم الدين، ويطال جماعة دينية عريقة، ارتبطت حضارة الرافدين بها أصلا. إذ ليس الأفراد والجماعات وحدهم المستهدفون، بل هي ايضا تلك الحضارة الشهيرة التي عرفتها خزائن الكتب والمخطوطات في الأديرة ودور العبادة، وهي إرث للعالم أجمع. وتداول غبطته مع قداسته في آخر المستجدات والأوضاع المأسوية في سوريا والعراق والأراضي المقدسة ولبنان، وقد اقترح غبطته على قداسته دعوة السفراء المعتمدين لدى حاضرة الفاتيكان، لحث المراجع الدولية والمرجعيات الإسلامية المعتدلة، لشجب ما يحصل حاليا بحق المسيحيين في الشرق وسائر المكونات الأقلية الأخرى، والعمل الجاد والفعال لحل هذا الوضع الخطير المتأزم، ولكي تحفظ الحقوق المدنية والحريات الدينية لجميع المكونات الدينية والمذهبية والعرقية في بلاد الشرق الأوسط، سيما العراق وسوريا".

وختمت: "في نهاية المكالمة، منح قداسته بركته الأبوية لجميع مسيحيي الشرق، مؤكدا أنهم جميعا حاضرون في قلبه وفكره وصلاته على الدوام، وأنه سيبذل قصارى جهده في سبيل إنهاء هذه المحنة في أقرب وقت، متحدا مع غبطته وأبناء الكنيسة في الشرق برباط الرجاء الذي لا يخيب، فوق كل رجاء، بأن الأيام الصعبة ستنتهي وتزول لا محالة، ليعود الأمان والسلام والطمأنينة والإستقرار".

 

النواب العونيّون للراعي: همُّنا المناورة ولن نحضر جلسة الغد

آلان سركيس/الجمهورية

عاليةٌ هي النبرة التي يتحدّث بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فيوجّه انتقادات لاذعة إلى النوّاب المعطلين انتخابَ رئيس الجمهورية، لكن على حدّ قول أحد المطارنة: «على مَن تقرأ مزاميرك يا داود؟».

نداءات الراعي لا تصل إلى نواب الموارنة العونيين

الاستحقاق الرئاسيالراعي: رئاسة الجمهورية تتعرض للاغتيال.. ونحتاج لأعجوبة تمسّ النوابماروني: لالقاء الحرم الكنسي على معطلي النصابحماده: لنتماسك وننتخب رئيساالمزيديتوجّه الراعي إلى النواب المقاطعين من تكتّل «التغيير والإصلاح» والكُتل المقاطعة، بعبارات قويّة لحَضّهم على القيام بأبسط واجباتهم، ويتَّهم كلّ نائب لا يؤمّن نصاب انتخاب الرئيس بخيانة وظيفته، وعدم قدرته على التحرّر من كتلته، إضافةً إلى اغتيال رئاسة الجمهورية. لو كان الراعي، بطريركاً في زمن الرئيس كميل شمعون، والعميد ريمون ادّه، والشيخ بيار الجميّل، لما كان عاش كلّ هذه المعاناة، لأنّ النائب في ذلك الزمن الجميل من حقبة المارونية السياسة، كان مسؤولاً ويعرف واجباته جيّداً، ويبلغ مستوى معيّناً من الإدراك السياسي والتحرّر. والزعماء المذكورون لم يكونوا بحاجة الى من يذكّرهم بواجباتهم، وعلى رغم أنّ كلّ واحد منهم كان مشروع رئيس، إلّا أنّه كان يتخلّى عن حلمه الرئاسي للأوفر حظّاً. أمّا الآن، فقد اختلفت الأحوال، وبات الزمن الجميل زمنَ كوابيس. فالمسيحيون الذين أعطوا تكتّل «التغيير والإصلاح» غالبية نيابية في أقضية جبل لبنان المسيحية، ينظرون إلى أفعال نوّابهم «المقطعجيّة» بعين التعجّب. وإذا كان الشعب المسيحي يسمع كلام البطريرك ويتأثّر، فكيف هي حال نوّابه؟

تكفي عيِّنةٌ بسيطة من هؤلاء النواب، ليتَّضح للشعب أنّ كلام البطريرك لا يؤثّر فيهم مهما رفع صوته عالياً، فمِن كسروان «التجمّع الأكبر للموارنة، وعمقهم الإستراتيجي، ومزار سيّدة حريصا، وتمركز المؤسّسات المارونية والرهبانيات»، لا يعطي ممثّلوها في الندوة البرلمانية جواباً يشفي غليل الموارنة وبطريركهم، ويحاولون «اللفّ والدوران قدر الإمكان»، حيث يقول النائب يوسف خليل لـ«الجمهوريّة»، إنّ «تفسيرات الديموقراطية كثيرة، ومن ضمنها حقّ النوّاب في مقاطعة الجلسات».

ويضيف تعليقاً على كلام الراعي: «من يُرِد تطبيق الديموقراطية فعليه تحمُّل حسناتها وسلبياتها، فسيّدنا يتكلّم عن توجّه عام، ونقدّر محبتَه للبنان، لكنّنا كرجال سياسة نقدّر الظرف ونعمل على أساسه».

لا يملك خليل جواباً عن دعوة النوّاب إلى التحرّر من الكُتل، «إذ يعتبر أنّ في كلّ بلدان العالم تكتّلات برلمانية، والنائب لا يمكنه الخروج عن رأي كتلته، لأنّه «يخربط» انتظام العمل العام».

خاض «التيار الوطني الحرّ» الانتخابات على أساس طائفي متذرّعاً باستعادة حقوق المسيحيين، وعند سؤال نائب كسروان الماروني عن مقاطعته ونسفِه لانتخاب الرئيس الماروني، يجيب خليل: «أنا نائب عن الأمّة اللبنانية وليس عن الموارنة، والفراغ الرئاسي له أسباب داخلية وخارجية علينا معالجتها»، ويسأل الراعي: «ألم نتّفق عندك يا سيّدنا أن يكون الرئيس الجديد من بين الزعماء الموارنة الأربعة، أين أصبح هذا الاتفاق؟ ولماذا لم ينفّذ؟». ويؤكّد أنّه كنائب «يعمل في السياسة، ولا أنزل بعفوية وبراءة لانتخاب رئيس، لأننا نملك حسابات سياسية».

من كسروان إلى المتن، القضاء المسيحي الأكبر بعدد نوّابه، ومساحته وديموغرافيته. هنا، لا يختلف رأي نوّابه العونيّين عن نواب كسروان، إذ يقول النائب سليم سلهب لـ«الجمهورية»، إنّ «كلام البطريرك ليس جديداً، ويكرّره كلّ يوم، فالراعي يتكلّم وطنياً، بينما نحن نعمل سياسياً ونُناور»، ويجزم بأنّ «الشعب يعاقبنا وليس أيّ شخص آخر، والانتخابات قريبة، وإذا وجد الشعب خطورةً في مناورتنا وضرَراً على المسيحيين، فلن ينتخبنا»، مشيراً إلى «عدم وجود حلحلة تسمح لنوّاب التكتّل بالنزول إلى جلسة 23 تمّوز». تُستكمل الرحلة إلى قضاء بعبدا، حيث يُفترض على نوّابه أن يكونوا حُماة القصر، بحكم وجوده ضمن سلطتهم التمثيلية، لكنّ البطريرك لم يكن مخطئاً عندما أشار إلى أنّ النوّاب لا يمكنهم التحرّر من كتلِهم. وفي هذا السياق، يوضح النائب ألان عون لـ«الجمهورية»، «أنّنا لسنا مختلفين مع البطريرك على مَلء الشغور الرئاسي، لكنّنا نريد رفعَ التمثيل المسيحي، والراعي يتمنّى الأمرين معاً، واللعبة هي لعبة «عضّ أصابع» ومن يقول «أخّ» أوّلاً». يُقلّل عون من خطورة الفراغ الذي يُحذّر منه البطريرك، «بحجّة تأمين الرئيس الأقوى مسيحيّاً»، ويرى أنّهم «في معركتهم هذه سيحسّنون مواصفات الرئيس». لكن بعد فراغ قصر بعبدا في 25 أيار، بات المسيحيون يتمنّون رئيساً، وليس كما كانوا يريدونه قبل هذا التاريخ، وذلك بفضل الإمعان في إفراغ القصر، وهنا نسأل عون عن تداعيات سياستهم التي أوصلت المسيحيين إلى القبول برئيس كيفما كان، فيكرّر جوابه: «إنّها لعبة عضّ أصابع، ومن يستسلم ويتعب أوّلاً». وهل الراعي استسلمَ، يجيب: «البطريرك يريد مَلء الفراغ، لكنّ شدّ الحبال سيطول، وعلينا الصمود». مهما نادى بطريرك الموارنة، فإنّ نداءاته لا تصل إلى نوّاب الموارنة العونيّين، لذلك، يجب على الشعب محاسبتهم، لكنّ المشكلة أن لا انتخابات نيابية قريبة.

 

نعيم قاسم: لولانا لأُعلنت إمارة «داعش»

الجمهورية/أكد «حزب الله» أنه «لا يستطيع أي طرف أن يختار رئيس الجمهورية من دون التوافق مع الأطراف الأخرى، فإذا لم يحصل توافق يعني لا رئيس للجمهورية ويعني أن هناك مشكلة كبيرة في البلد». وجدد الحزب الدفاع عن قتاله في سوريا، معتبراً أن قتاله في سوريا عطّل إمارة «داعش في لبنان، ولو تأخرنا في الدفاع عن البلد لأقيمت إمارة دولة داعش في لبنان«. [إعتبر نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال حفل تأبين بلال كسرواني في منطقة زقاق البلاط، أن «واقع لبنان وتركيبته وظروفه تجعله متأثراً بالمحيط، ولبنان مستهدف لأنه أصبح قوياً». واعتبر أن «ما بدأ في سوريا بعنوان الإصلاحات هو مشروع غربي ـ عربي تكفيري لتدمير سوريا لمصلحة إسرائيل كي لا تبقى سوريا المقاومة، ولو تأخرنا في الدفاع عن لبنان لأقيمت إمارة دولة داعش في لبنان، أقولها بثقة، لقد عطلنا إمارة دولة داعش في لبنان«. وكشف أنه «في الآونة الأخيرة وردتنا معلومات موثوقة بأن التكفيريين يعدون العدة في جرود القلمون من أجل أن يدخلوا إلى عدد من القرى اللبنانية البقاعية وبأعداد كثيرة، لإحداث مجازر واعتقال أفراد وإيجاد حالة من الرعب، فاستبقنا هذا الأمر وقمنا بواجبنا ودفعنا هذا الخطر عن لبنان ومقاومته وجيشه وشعبه، بالتعاون مع القوى الأمنية والجيش اللبناني وكل الشرفاء«، لافتاً الى أن «الدفاع عن لبنان لا يحصل بالخطب الرنانة«. وفي شأن الاستحقاق الرئاسي، أشار قاسم الى أنه «لا يستطيع أي طرف أن يختار أي رئيس جمهورية من دون التوافق مع الأطراف الأخرى، وإذا لم يحصل توافق يعني لا رئيس للجمهورية ويعني أن هناك مشكلة كبيرة في البلد«. وختم قاسم: «من يريد أن يبني الدولة فليذهب إلى التوافق وتحريك المؤسسات«. [أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني في بلدة حاريص أن «الشهداء الذين نقدمهم (في سوريا) إنما يدافعون عن لبنان بأسره بجميع طوائفه وأحزابه، لأن الخطر التكفيري بدا أنه لا يميز بين أحد وآخر، وكل من لم يقف مع الفكر التكفيري كان مصيره الموت أو التهجير«. وقال: «إن لبنان يحتاج اليوم إلى وحدته الوطنية كما يحتاج إلى فعالية مؤسساته الدستورية، ولذلك نشدد على وجوب أن تواصل الحكومة القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها«.

 

بماذا يردّ عون ونصرالله على الحريري وهل يصير اتفاق على مرشح تسوية؟

اميل خوري/النهار

بماذا يردّ العماد ميشال عون على مبادرة الرئيس سعد الحريري، وبماذا يردّ أيضاً الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله خارج مصادر الأوساط؟ لقد دعا الرئيس الحريري الى انتخاب رئيس للجمهورية من دون شروط مسبقة ولا "فيتو" على أحد، معطياً الأولوية لهذا الانتخاب إذ من دونه يدخل لبنان الفراغ الشامل المسقط لكل مقومات الدولة، فلا مجلس نواب ينتخب رئيسا له عندما يعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية ولا رئيس حكومة تسميه استشارات نيابية ما يجعل الميثاق الوطني يفقد ركائزه الثلاث. وبماذا يردّ العماد عون والسيد نصرالله على قول الدكتور سمير جعجع إنه مستعد لسحب ترشيحه للرئاسة إذا كان ذلك يؤمن اكتمال نصاب جلسة الانتخاب؟ إن موقف الرئيس الحريري وموقف جعجع يضعان الثنائي عون – نصرالله امام ساعة الحقيقة التي تكشف حقيقة النيات، فإذا كان هذا الثنائي يريد انتخاب رئيس للجمهورية من دون شروط مسبقة ومن دون "فيتو" على أي مرشح لأن رئيس الجمهورية بموجب الدستور يتم انتخابه بالاقتراع السري والكلمة الحاسمة في انتخابه هي للاكثرية النيابية المطلوبة. واذا كان هذا الثنائي يريد حقا انتخاب رئيس للجمهورية فما عليه سوى النزول الى مجلس النواب وترك حرية الاقتراع للنواب. أما اذا كان لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية انما يريد الشغور الرئاسي الذي يفتح الباب للفراغ الشامل لشل عمل كل السلطات والمؤسسات بحيث لا خروج من هذا الفراغ الا بعقد مؤتمر تأسيسي يعيد النظر بدستور الطائف وربما بصيغة لبنان، وهو ما أعلن عنه قادة في "حزب الله" غير مرة بحجة أن دستور الطائف لم يعد في نظرهم يصلح لما استجد من تطورات في لبنان والمحيط او يتلاءم معها. ولتحقيق ذلك فإن "حزب الله" يصر على أن يكون العماد عون هو المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية لأنه الترشيح الوحيد الذي يعطل جلسات الانتخاب، ويدعو إلى الاتفاق على مرشح وفاق او تسوية من دون ان يسميه بل يكتفي بتحديد مواصفاته وهو أن يكون مؤمنا بالمقاومة ويحافظ على سلاحها ويترك لها حرية الحركة في مواجهة اسرائيل والتصدي لأي عدوان، وان تبقى المقاومة ما بقي خطر اسرائيل محدقاً بلبنان، والى ان يتحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وهذا معناه ان لا نصاب لأي جلسة ولا انتخاب لرئيس.

وبماذا يرد العماد عون على إعلان جعجع استعداده لسحب ترشيحه اذا كان ذلك يؤمن النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية؟ هل هو مستعد لأن يفعل مثله من أجل الانتقال الى البحث مع القوى السياسية الاساسية في البلاد عن مرشح مقبول حتى إذا تعذر ذلك فلتكن الكلمة عندئذ لمجلس النواب الذي ناط به الدستور حق انتخاب رئيس من بين مرشحين معلنين وغير معلنين؟ فإذا لم يفعل ذلك فإنه يكون مسؤولا مع "حزب الله" عن تعطيل جلسات الانتخاب وابقاء أعلى منصب ماروني في الدولة شاغرا إلى أجل غير معروف ويستدرج هذا الشغور شغوراً آخر في رئاسة مجلس النواب وفي رئاسة الحكومة، إذ انه لا يمكن اجراء انتخابات نيابية ولا وجود لرئيس جمهورية مطلوب منه ان يجري استشارات نيابية لتأليف حكومة جديدة.

إن المطلوب من عون ونصرالله موقف صريح من مبادرة الرئيس الحريري ومما أعلنه جعجع لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن وقبل أن تبدأ مهلة الدعوة إلى انتخابات نيابية. فإذا كان هذا الموقف ايجابياً فينبغي التوصل الى اتفاق على مرشح مقبول يفوز بالتزكية، وإذا تعذر ذلك فالاتفاق على تأمين النصاب ولينتخب مجلس النواب من يشاء من المرشحين المعلنين وغير المعلنين.

أما اذا ظل "حزب الله" مصراً على موقفه الرافض اي مرشح غير العماد عون لأن الاستمرار في ترشيحه هو السبيل لتعطيل نصاب الجلسات، وإذا ظل العماد عون مصراً على ان يكون هو وحده مرشحاً وفاقياً ولا أحد سواه بحجة انه المرشح المسيحي الأقوى والأكثر تمثيلاً وإلا فلينتخب الرئيس من الشعب مباشرة اعتقاداً منه أنه يفوز بأصوات الشيعة عندما تتوزع اصوات المسيحيين على أكثر من مرشح ماروني فإن الشغور الرئاسي يستمر إلى أجل غير معروف. لذلك لا بد من جولة يقوم بها وفد من "تيار المستقبل" او من قوى 14 آذار على قادة القوى السياسية الاساسية في البلاد للوقوف على رأيهم في ترشيح شخصية مستقلة أو وضع لائحة بأسماء مرشحين مستقلين يترك لمجلس النواب التصويت لمن يشاء منهم، فإذا تم التوصل الى هذا الاتفاق فإن هؤلاء القادة يكونون مع انتخاب رئيس للجمهورية أولا وقبل أي أمر آخر. أما إذا لم يتم التوصل إلى ذلك، فإن الثنائي عون – نصرالله يتحمل عندئذ وحده مسؤولية إحداث فراغ شامل في البلاد يبدأ برئاسة الجمهورية ولا أحد يعرف إلى أين ينتهي ومتى ويكون هذا الثنائي مسؤولا عن ابقاء الدولة جسماً بلا رأس وبيتاً بلا سقف حتى وإن كان من طين ليبقى أهله فيه ولا يتشردون...

 

المخاوف إلى ذروتها من تغييرات ديموغرافية إقليمية تهجير المسيحيين بين القصور الدولي والتوظيف المذهبي

روزانا بومنصف/النهار

بين الانشغالات الدولية بالحرب الاسرائيلية على غزة والتي حظيت بكل المتابعة في الايام الاخيرة من اجل وقف النار والاهتمام بمسائل دولية بتبعات خطيرة كاسقاط الطائرة التجارية الماليزية فوق اوكرانيا، لم تجد مطالبة تنظيم داعش وتخييرهم المسيحيين في الموصل بين تغيير دينهم او المغادرة استنكارات دولية توازي الخطورة التي تتسم بها هذه الخطوة. فحتى الان كانت كل التوقعات والمخاوف تدور حول الصراع السني الشيعي المحتدم في المنطقة ومن ان يذهب المسيحيون وسائر الاقليات ضحيته كاضرار "جانبية" محتملة الى درجة استخدم هذا العامل في بروباغندا النظام السوري في احد تبريرات حتمية استمراره فيما نجحت هذه المقاربة مع الدول الغربية التي بررت عدم الاندفاع في اي عمل جدي لدفع بشار الاسد للتنحي ان الاقليات بما فيها الاقليات المسيحية تقف الى جانبه. في العراق، التي غادرها قسم كبير من المسيحيين بعيد الاحتلال الاميركي ودورات العنف التي حصلت ضدهم نتيجة فتح دول عدة ابواب الهجرة امامهم ما ادى الى مغادرة عدد كبير منهم العراق، تختلف المقاربة او تبدو كذلك على الاقل في المواقف الدولية التي لم يعلن اي منها ادانة او استنكاراً لما حصل مع مسيحيي الموصل الذين هجروا مدينتهم الى المناطق الكردية مجردين من كل املاكهم، كما لم يعلن اي موقف يتخوف من تبعات هذه الخطوة واثرها المحتمل على المسيحيين الآخرين في المنطقة، او يطلب مساعدة الدول المؤثرة في لجم هذا المنحى، اقله علنا. وذلك في الوقت الذي تبدو الجهود الدولية العلنية مهمة على هذا الصعيد اولا لاعطاء الانطباع لهؤلاء بانهم ليسوا متروكين لمصيرهم من دون اي اهتمام، وثانيا بان هناك خطوات للمعالجة او لوضع حد لما يحصل واعادة الثقة بانه سيكون لهم موقع قدم في بلادهم تحت وطأة اندفاعهم كخطوة ثانية الى مغادرة العراق نهائيا انقاذا لعائلاتهم ومستقبل اولادهم. اللهم ما لم تكن الخطوة التالية للجهود الدولية فتح باب الهجرة امام هذه العائلات العراقية مجددا.

في التقرير الذي اعلنته الامم المتحدة في جنيف يوم الجمعة الماضي في 18 الجاري والمتعلق بحماية المدنيين في الصراع العسكري الجاري في العراق، الذي يتناول التطورات خلال شهر اي بين الخامس من حزيران الماضي والخامس من تموز الجاري، ثمة تفاصيل كثيرة تشير الى ما ارتكبه تنظيم داعش وما ارتكبته قوات النظام العراقي او الميلشيات التي دفع بها الى الواجهة، هي تشمل في خلاصتها اعتداءات على الطوائف اليزيدية والتركمانية وعلى المسيحيين والتي بدأت منذ اكثر من شهر كما على الاولاد والنساء في شكل خاص. ويخلص التقرير الى ان اكثر من مليون و200 الف عراقي تم تهجيرهم داخل الاراضي العراقية نفسها هذه السنة بمن فيهم 600 الف خلال شهر حزيران وحده. ولذلك يبدو تهجير المسيحيين او الاعتداء عليهم جزءا من النزاع الاهلي الدائر في العراق تماما على غرار التقارير التي تصدر عن المنظمات الدولية في شأن الحرب الاهلية في سوريا، مع تحميل الجهتين المسؤولية اي السلطات ومعارضيها والحض على حل سياسي يعتقد انه لا يزال في متناول اليد في العراق اكثر منه في سوريا وفقا لوصفة الحض دوليا على تأليف حكومة وحدة وطنية تحترم كل الطوائف، وانصاف السنة والاكراد جنبا الى جنب مع الاستغناء عن نوري المالكي في رئاسة الوزراء لولاية ثالثة. ولا تنفي مصادر ديبلوماسية ان عمليات التهجير القسرية التي حصلت في سوريا والتي حصلت وتحصل في العراق تفيد بعض الجهات المتصارعة سياسيا وعلى اكثر من صعيد، بحيث تستفيد مما يجري وتوظفه لمصالحها في شكل او في آخر كما حصل بالنسبة الى النظام السوري الذي لا يزال يستخدم مقولة حماية الاقليات في وجه تنظيمات اصولية مثل داعش او التنظيمات المماثلة، وان كانت تقارير كثيرة تتحدث عن مسؤوليته المباشرة في نشأة هذه التنظيمات في الاساس. وهي سياسة نجح بها مع الاقليات السورية والتي قدم لها الحماية فعلا حيث بعض القرى او الاحياء المسيحية المحايدة او المختلطة مع اقليات اخرى كما استخدمها حليفه الروسي في الترويج لمساعدته على البقاء في السلطة. وهذا المنطق سرى ايضا لدى افرقاء لبنانيين روجوا ايضا له وتبعا لاصطفاف المحاور السياسية القائم في لبنان على قاعدة الترويج للتمسك ببشار الاسد ورفض اي بديل له على هذا الاساس. الا ان هذه المصادر تقر، في الوقت نفسه، بان عمليات التهجير القسرية مثيرة لمخاوف كثيرين على وقع خرائط حدودية جديدة وتقسيمات باتت ترتسم في المنطقة وتحمل معها تغييرات ديموغرافية كبيرة وبانعكاسات خطيرة. وفيما لا توجد اجابات مقنعة لدى الدول الكبرى المؤثرة عن جهود جدية لمنع ذلك او الوقوف ضده في ظل صراع سياسي وطائفي اقليمي لا يزال يأخذه مداه من دون افق لحلول قريبة، بحيث تخفف هذه المخاوف او تسخفها، فان كل الخشية على المفاعيل المعنوية والنفسية والعملانية طائفيا في المنطقة لموجة التهجير المسيحية اكثر من غيرها من جهة، كما لمفاعيل الحمايات السياسية التي تعرض ايضا على الاقليات في المنطقة من جهة ثانية. وهي مفاعيل، تقول هذه المصادر، ليست بعيدة عن التوظيف في الصراع السياسي القائم في لبنان ايضا، ولو ان الطوائف اللبنانية كلها لا تزال تؤكد اهمية العيش المشترك والعنصر المسيحي الراسخ والمهم في وجود لبنان.

 

رهان على ملء للفراغ في بعبدا قبل 20 آب واتصالات تتحرّك بكركي تفكّر بخطوة للضغط والرئيس الآتي لن يهبط بالمظلّة

ايلي الحاج/النهار

يراهن سياسي بارز منذ أيام في جلساته على أن لبنان سيشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 20 آب المقبل. "لماذا 20 آب؟" يجيب بأنه موعد الدعوة إلى الانتخابات النيابية. وبعد اتفاق رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري على أن الانتخابات الرئاسية يجب أن تسبق النيابية. "يعني منقوم نهنّي؟". انتهت المسألة والحديث عنها ولم يبق إلا تقديم التهانئ للمرشح الذي سيفوز؟ أجاب السياسي أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة اسم الرئيس المقبل. يحكى عن عدد محدود من الأسماء بينها اسم قائد الجيش تأثراً ربما بالأوضاع في لبنان والمنطقة والتهديدات الأمنية الضاغطة، وبينها أيضاً أسماء سياسيين يتمتع بعضهم بشبكة علاقات واسعة في لبنان والخارج. يقول السياسي أيضاً إن رئاسة الجمهورية شأن وطني عام بامتياز يعني كل لبناني، لكن الأفرقاء غير المسيحيين احترموا رغبة زعماء الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس في أن تكون لهم الكلمة المقررة في الاستحقاق وانتظروهم سنة ونصفاً، إلى أن تبين لهم أن هذا الانتظار عبثي لن يوصل إلى نتيجة، في حين تزداد الأوضاع الأمنية والاقتصادية والدستورية كذلك تعقيدا وصعوبة بما ينعكس على الجميع في لبنان ويهدد استقراره. لذلك كان لا بد من إعادة الموضوع إلى طاولة البحث الجماعي. بالطبع لا يتحمل جميع القادة المسيحيين وتحديداً الموارنة المسؤولية نفسها بالعدل والقسطاس باعتبار أن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رفض ولا يزال تسهيل عملية ملء الفراغ رافضاً الدخول في عملية تفاوض لإخراج لبنان من هذه الدوامة، وليس مهماً هنا ما يقدم من ذرائع واقتراحات ما دام الموقف واحداً لا يتزحزح. يمكنه تالياً أن لا يدلي بأي موقف من دون أن يبدل ذلك في الوضع شيئاً، لاتكاله على تحالف مع "حزب الله" يؤمن له الحؤول دون اكتمال نصاب جلسة انتخاب الرئيس. لكن السؤال يبقى عن الموقف الحقيقي لـ"حزب الله"، وهل سيستطيع التصرف بمفرده في موضوع الرئاسة بما يعني التخلي عمليا عن حليفه المسيحي في معركة يراها هذا الحليف مصيرية بالنسبة إلى سيرته السياسية ككل وحتى إلى مستقبل تياره؟ وهل يملك الحزب تقديم ما يرضي به الجنرال عون كي يوافق على انتخاب أحد غيره للرئاسة؟ أسبوع أو أسبوعان سيكونان كفيلين بتظهير الجواب، وإذا كان سلبياً سيعود التعويل – وإن بدا يائساً اليوم - على حركة ما تقودها البطريركية المارونية ويجري البحث في شكلها ومضمونها وسبل بلورتها، عمادها تشكيل "لوبي" ضاغط في اتجاه انتخاب رئيس مهما كلف الأمر من تضحيات مطلوب من جميع القادة الإقدام عليها رحمة بوطنهم وشعبه. في الموازاة، توافق مصادر حزبية في 14 آذار على القول إن حركة الاتصالات سعياً إلى ملء الفراغ الرئاسي دبّت فيها الحياة بعد طول جمود وموات، وتؤكد أن الصيغة التي اعتمدت قبل التوصل إلى اتفاق على قائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان لتولي الرئاسة سنة 2008 لن تتكرر، بمعنى أن البحث في الموضوع سيكون جماعياً ولن يفاجئ أحد أحداً بقرار منفرد على ما أكد الرئيس الحريري في كلمته التي حمّلها مبادرته الرئاسية الجمعة الماضي خلال الإفطار في "البيال" والمناطق. هذا يعني أن الرئيس العتيد لن يهبط بالمظلة.

 

مفكّرون وناشطون موارنة يستمزجون رأي الراعي في عقد "مؤتمر إنقاذ مسيحي" ينهي الشغور

حبيب شلوق/النهار

استمزج عدد من المفكرين والناشطين الموارنة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رأيه في عقد "مؤتمر انقاذ مسيحي" في مقر البطريركية المارونية للبحث في موضوع الشغور في مركز رئاسة الجمهورية مع ما يتركه هذا الشغور من انعكاسات على الصعيد الوطني عموماً والمسيحي خصوصاً. سيناقش هذا المؤتمر الوضع اللبناني العام أولاً وسبل إيجاد حل لموضوع الإنتخابات ثانياً عبر الإتفاق على "مرشح جامع" والنزول بزخم إلى مجلس النواب والإنتخاب، إضافة إلى رسم خريطة طريق لكل الموضوعات الحساسة بما يضمن المشاركة الوطنية الفعلية في القرار الوطني من دون الإنتقاص من مكانة أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني. واقترح هؤلاء أن يدعى إلى المؤتمر نحو 1500 شخص في تأكيد لخروجه بقرارات ذات تغطية فكرية وشعبية واسعة. وتضمن الاقتراح أن تشمل الدعوات رؤساء جمهورية سابقين ونواباً ووزراء حاليين وسابقين ورؤساء أحزاب وقضاة سابقين ورجال فكر وقانون وإعلام وأساتذة جامعيين ورجال أعمال كباراً وناشطين في مجال الإنماء.

ولم تستبعد أوساط متابعة أن يأخذ التحضير للمؤتمر أكثر من شهر، وهذا يعني أنه قد لا يعقد قبل منتصف أيلول المقبل إذا سارت الأمور كما يجب وإذا تكلل الإقتراح بمباركة البطريرك، وخصوصاً أن رأس الكنيسة المارونية قد يستمزج رأي قيادات سياسية ودينية في هذا المؤتمر ليعطي النتائج المرجوة منه. ورب سائل لماذا التأخير في عقد المؤتمر وخصوصاً أن الفراغ الرئاسي بدأ ينعكس شللاً على كل المؤسسات، كذلك قد يكون الإنتخاب حصل من الآن حتى ذلك الوقت؟ يجيب أحد المعنيين الناشطين في الدعوة إلى هذا المؤتمر، أنه يجب أولاً التحضير جيداً له ليأتي بالثمار المرجوة منه باعتبار أن كل "دعسة ناقصة" قد تؤدي إلى مزيد من التأزم السياسي والإقتصادي، وثانياً إن الهدف الأساس للدعوة إلى المؤتمر هو انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء الفراغ الحاصل في مركز الرئاسة الأولى، فإذا حصل هذا الإنتخاب يكون الهدف تحقق، وبالتالي تكون الأسباب الموجبة للدعوة انتفت، إلا إذا أراد الداعون - طبعاً بعد استمزاج رأي البطريرك - بداية عمل آخر لـ"مؤتمر الإنقاذ المسيحي"في مجال الدراسات ومتابعة القضايا السياسية والوطنية، خصوصاً في هذه الظروف الدقيقة التي تمر فيها المنطقة والتي تتطلب ليس عقد مؤتمر مسيحي فحسب إنما مؤتمر مسيحي - إسلامي يغوص في كل مسببات الأزمات التي تعصف بالوطن، وتضع حلولاً دائمة لها إنطلاقاً من الصيغة اللبنانية ونموذج لبنان الرسالة في هذه البقعة المشتعلة من العالم.فهل تنجح المساعي أم إن الكبار لم يسمحوا بعد بإيجاد حل في انتظار شيء ما؟

 

اللقاء المسيحي" ناشد الحريري "الثبات في الميثاق": كلامه يُبقي التعطيل ويُوحي بتهديد المسيحيين

النهار/دعا "اللقاء المسيحي - بيت عنيا" الرئيس سعد الحريري الى "الثبات في جوهر الميثاق". وذكر في بيان ان جوهر "وثيقة الوفاق الوطني" هو "ان لا شرعية لأي سلطة تناقض التساوي الكامل بين المسيحيين والمسلمين"، متمنياً "لو سمع من الحريري مقاربته لما رفعته بكركي في مذكرتها الوطنية من مطالب ميثاقية". وقال في بيان تلاه نائب رئيس مجلس النواب سابقا إيلي الفرزلي، ان اللقاء توقف عند كلمة الحريري في 18 الجاري، وهو "يربأ بأن يكون نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قد أطلق كلاماً يُفهم منه ان المناصفة في خطر وتاليا الميثاق، في حال لم يقدم المسيحيون على التوافق على استحقاق دستوري يخصهم والوطن اجمع، وان العد قد توقف بفعل المناصفة تلك التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني". وأكد أن "المسيحيين ليسوا مهووسين بالعدد، بل هم مؤمنون بالتعدد الحضاري"، لافتا الى أنه "ليس لأحد ان يملي على المسيحيين دروساً او امثولات في وثيقة الوفاق الوطني ذلك انهم يدركون كل ذلك، ورفضوا الممارسات التي اختزلت الوثيقة وانقلبت عليها وصادرت حقوق المسيحيين فيها لاهداف سلطوية".

وتوقف عند قول الحريري إن اقتراح انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب هو من باب "جعل رئاسة الجمهورية رهينة الاقتراع الطائفي والمحميات المذهبية"، وأنه "مغامرة بصيغة المشاركة الوطنية وقواعد المناصفة"، ورأى في هذا الكلام "موقفا خطيراً لأنه انقلاب ايضا على جوهر وثيقة الوفاق الوطني، ذلك أنه يترك رئاسة الجمهورية اللبنانية نهباً للصفقات الخارجية والتسويات الفوقية وافرازات اروقة السفارات". وأضاف: "كلام الحريري يبقي التعطيل قائما على مستوى الآليات اللبنانية الذاتية والحرة لانتخاب رئيس، ويوحي بتهديد المسيحيين (...) واقتراح انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة وعلى مرحلتين يسقط تلك المخاطر، ويحسم الاستحقاق الرئاسي من دون تدخل خارجي أو تلاعب داخلي". وتمنى "لو سمع من الحريري مقاربته لما رفعته بكركي في مذكرتها الوطنية من مطالب ميثاقية".

وكان اللقاء توقف عند "المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة"، داعياً السلطة الفلسطينية الى "ملاحقة دولة اسرائيل لدى المحكمة الجنائية الدولية". وناشد الدول العربية والمجتمع الدولي "وقف حروب الإبادة وجرائم التهجير القسري والتطهير العرقي والتمييز التي ترتكب في العراق"، لافتا إلى "أن إحراق الكنائس وهدم المقدسات الدينية ومصادرة بيوت الناس وفرض مساوئ الذمية عليهم، ستظل وصمة عار على جبين كل صامت أو متفرج، وجريمة ضد الإنسانية بحق كل مرتكب ومتواطئ".

 

«حزب الله».. ما بُنيَ على «داعش» فهو «داعش»

كارلا خطار/المستقبل

لا يكلّ «حزب الله» ولا يملّ من ربط حربه المفترضة على الإرهاب في سوريا بطريقة مباشرة بحماية لبنان من الإرهاب. في تصريح مطوّل يحلّل نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم المشهدية العربية منذ أربعة أعوام وحتى اليوم، ويستخلص منها العِبر «المقاوِمة» وأهمية «الواجب الجهادي» وخطوات الانتقال من الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز من العام 2006 حتى الحرب الإسرائيلية على غزّة في تموز من العام 2014. إن هو حقق الانتصارات في المعارك في سوريا أم خسر جولاتها، فإن «حزب الله» سيجيّر الحرب بكاملها لمصلحته مستكملاً صولاته وجولاته التي لم يخرج منها حتى اليوم إلا بخسائر بالأرواح يومية وبالجُملة.. ففي صيف العام الماضي حينما «سقطت» القصير، احتفل «حزب الله»، أطلق المفرقعات والرصاص ووزّع البقلاوة على الطرق، جمع بيئته الحاضنة وزرع في لاوعيها بأن الحرب انتهت وبأنه خرج منتصراً وبأن «التبرّع» بشباب الطائفة الشيعية لم يذهب سدىً!

لكن نيات «حزب الله» لم تبقَ مخفية لوقت طويل، فـ«المقاومة» التي تستخدم فلسطين «علّاقة» لتبرير حربها الى جانب النظام السوري ضدّ الشعب، لم تحرّك ساكناً إزاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، لأن فتح الجبهات في وجه «حزب الله» واستفزازه واستنزافه لتوسيع رقعة حربه يُظهر مستوى تقهقر صفوفه التي بلغها بعد أربع سنوات من القتال، فيما تعتقد بعض الدول بأن السلاح الإيراني في كل من العراق وغزة يقوم بالمهمة لعدم إلهاء «حزب الله» عن مهمته الأساسية، وهي الدفاع عن بشّار الأسد.

هل بالدفاع عن بشار الأسد يكون «حزب الله» قد «عطّل إمارة داعش في لبنان»؟ إنها وُجهة نظر الشيخ قاسم، فبعد استعادة بعض من التحليلات المدافعة عن غزّة إظهاراً لدعم «حزب الله» للشعب الفلسطيني، ينتقل الى لبنان ليتحدث عن «شموخه وعدم سقوطه». ويستعرض 3 سيناريوات لتبيان ذلك: «الاتّجاه الأول الفتنة الداخلية، والاتّجاه الثاني العدوان الإسرائيلي، والاتجاه الثالث الحركة التكفيرية».. في الفتنة الداخلية، أقلّ ما يُقال بالسلاح غير الشرعي هو أنه محطّ عدم ثقة من كل الأفرقاء في الوطن وتاريخ 7 أيار 2008 شاهد على ذلك.. مَن حينها أشعل الفتنة الداخلية في المناطق السنية غير السلاح؟ وعن العدوان الإسرائيلي في العام 2006، فإن الانتصار الذي تغنّى به «حزب الله» يبدو أنه لم يلقّن إسرائيل درساً يقطع يدها نهائياً عن إطلاق حربها ضدّ الشعوب العربية وحربها على غزّة خير دليل على ذلك.. وأما الحركة التكفيرية، فهي حركة لم تظهر إلا مؤخّراً منذ ما بعد الحرب في سوريا، حيث كانت كل هذه الحركات تنمو بين أحضان النظام السوري، في سوريا المعروفة عبر التاريخ بإيوائها حركات غير شرعية يستخدمها النظام السوري عند حاجته إليها، فاختارت أن تسيطر بنفسها على آبار النفط لتموّل حربها، هذا فضلاً عن أن لظهور تلك الحركات أسباباً دينية لا تختلف عن الأسباب الدينية التي يحكي عنها قاسم «المقاومة على أساس الإسلام والجهاد في سبيل الله تعالى».

وإن كان «حزب الله» لا يثق إلا برئيسه بشّار الأسد، فإن الأخير كذّب في خطاب القسم لولاية ثالثة مدّتها 7 سنوات ما يردّده «حزب الله» عن أهداف حربه في سوريا وادّعائه بأنها «لمنع التكفيريين من الوصول الى لبنان» قائلاً «المقاومة اللبنانية قدّمت الشهداء دفاعاً عن محور المقاومة».. في الواقع لم يكن الشعب اللبناني ينتظر بشار الاسد ليعرف هدف «حزب الله» من حربه، فإن «المقاومة» ادّعت الدفاع عن المقدّسات وعن الشيعة في المناطق الحدودية لتدافع في الواقع عن بشار الأسد ونظامه ومحور الممانعة.. لهذا فقط يموت أبناء الجنوب والبقاع..وفي وقت أراد قاسم أن يُظهر «حزب الله» بأنه الرئة التي يتنفّس منها لبنان، وضع الحزب في موقف حَرِج يضعه في دائرة السؤال الذي طرحه: «ما معنى تعطيل المجلس النيابي؟». في الواقع إنه المعنى ذاته لكون «حزب الله» هو أحد المعطّلين المسبّبين بعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى اليوم.. ويصعّد: «إذا لم يحصل توافق يعني لا رئيس». فما الذي يجعل إذاً من «حزب الله» حريصاً على عدم دخول التكفيريين الى لبنان كما يدّعي، وما يجعله مهملاً للموقع الماروني الأول في الدولة؟ القصة ليست لغزاً ولا أحجية، إنها مجرّد أفضلية في الولاء والوفاء والقتل والتحريض والتكفير والجهاد.. أليس في حسابات «حزب الله» وخططه وخرائطه وتكتيكاته واستراتيجياته أي احتمال لإمكانية هروب التكفيريين الذين يقاتلهم في سوريا الى لبنان مثلاً؟

 

الحرب المقبلة بين إسرائيل و«حزب الله»

جورج سولاج-جريدة الجمهورية

أعلن السيد حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» وقوفه إلى جانب المقاومة في غزة واستعداده «للتعاون وللتكامل بما يخدم تحقيق أهدافها وإفشال أهداف العدوان».

هل يعني ذلك إستعداد «الحزب» لفتح جبهة الجنوب؟ وهل هناك مؤشرات الى احتمال إندلاع حرب بينه وبين إسرائيل؟ في الواقع لا شيء يوحي بذلك، ولا نية حالياً لدى إسرائيل و«حزب الله» في المواجهة المباشرة لاعتبارات دولية وإقليمية تتصل بالمفاوضات الأميركية - الإيرانية من جهة، وانشغال إسرائيل بالحرب في غزّة، و«الحزب» بالقتال في سوريا. ما يجري راهناً، هو أن القوات الإسرائيلية تمتحن جدوى عملياتها العسكرية التكتيكية في غزّة، وتُراقب قتال «حزب الله» في سوريا وتدرس أداءه العسكري، فيما يكتسب «الحزب» مزيداً من الخبرة القتالية في سوريا، ويُراقب أداء إسرائيل العسكري في غزّة، إستعداداً للحرب المقبلة بينهما. لبنان ليس غزّة، و«حزب الله» ليس حركة «حماس»، وبالتالي فإن القتال في حال اندلاعه، سيكون مختلفاً وأكثر ضراوة ودماراً، نظراً إلى الإختلاف في الجغرافيا، وساحة المعركة، والقدرات العسكرية.

1 - يملك «الحزب» ترسانة من الصواريخ، أكبر حجماً وأكثر تطوراً وأبعد مدىً، مما يملكه المقاتلون الفلسطينيون.

2 - يملك «الحزب» خطوط إمداد وتموين أوسع وأفضل من مقاتلي غزّة، ولديه مساحات ومعدات وقدرات بشرية وعمق إستراتيجي غير متوافر لـ«حماس».

3 - يُعتبر «حزب الله» أقل اختراقاً من المخابرات الإسرائيلية خلافاً للتوغل الإسرائيلي في التنظيمات الفلسطينية.

4 - هناك شكوك في أن نظام «القبة الحديد» الذي أثبت فاعليته في التصدي للصواريخ الفلسطينية، قادر على التصدي لصواريخ «الحزب» الأكثر تطوّراً وبينها صواريخ باليستية.

أما سيناريو المواجهة إذا ما حصلت على أرض لبنان، وهذا أمر مستبعد في المرحلة القريبة المقبلة، فإنه يقوم على ما تعلّمته إسرائيل من إخفاقات حرب تموز 2006، وما اكتسبته من الحروب على غزّة، لتشنّ هجوماً برياً ضارياً على جنوب لبنان، لأن الضربات الجوّية لم تمنع إطلاق الصواريخ حتى اليوم الأخير من حرب تموز.

وسيحاول الإسرائيليون، حسب تحليلات غربية، السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ القريبة من إسرائيل، لكن البقاع سيبقى بعيداً عن المواجهة البرّية، كما أن الأنفاق ستبقى عائقاً أمام محاولات منع إطلاق الصواريخ، حتى من خلف خطوط القوات الإسرائيلية في حال تقدّمها.

لقد زاد «الحزب» ترسانته الصاروخية، ووسّعت إسرائيل قدرات مضادات الصواريخ لديها، كما حصّنت دباباتها لعدم الوقوع مجدداً في مصيدة صواريخ «حزب الله» الحرارية. وتبيّن أن هذا التحصين أعطى نتيجة في الحرب على غزّة. لا أحد يستطيع التكهن بنتائج الحرب المقبلة، بعدما أكمل الجانبان إستعداداتهما جيداً. وتبقى المفاجآت في الميدان.

 

ريفي لـ»الجمهورية»: التوقيفات تُشعر الطرابلسيّين أنّهم مستهدفون

باسكال بطرس-جريدة الجمهورية

لا يزال ملف الموقوفين الإسلاميّين يتفاعل، وسط استمرار تحرّكات ذويهم في طرابلس للمطالبة بالإفراج عنهم، في وقتٍ يعمل وزير العدل اللواء أشرف ريفي بالتعاون مع القضاء العسكري، على معالجة شاملة للملف في إطار تخفيف الاحتقان في الشارع.

تُقلق التحرّكات الإسلامية المستمرة في طرابلس للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين، أهالي عاصمة الشمال الذين يعيشون في حذرٍ مستمرّ متوقّعين في كلّ لحظة حدوث احتكاك بين المعتصمين وعناصر الجيش أو القوى الأمنية، ويتخوّفون من دخول بعض المُندسّين لإحداث فتنة ما قد يؤدّي الى ما لا يُحمد عقباه.

ويطالب المعتصمون بـ»رفع الظلم الكبير اللاحق بالمعتقلين في سجن رومية»، مؤكّدين أنّهم ماضون في تحرّكاتهم «الهادفة الى ختم هذا الملف، لجهة إطلاق من لم تُثبت إدانته، وتأمين محاكمة عادلة لمَن أمضوا في السجن كل هذه المدّة من دون أن توجّه إليهم أي تهمة».

وفي هذا الاطار، يُعرب ريفي لـ»الجمهورية» عن تفهّمه «ملاحظات أهالي طرابلس عندما يسألون على وسائل الاتصال الاجتماعية، أينَ أصبَح ملفّ مُطلقي النار مِن على سطح إحدى بنايات الضاحية الجنوبية في اتّجاه بعبدا والطريق الجديدة؟ حيث لم يتمكّن أيّ جهاز أمني من توقيف أحدٍ منهم، بينما تُداهم الأجهزة الأمنية ساعة تشاء أيّ مكان أو منزل في مناطقهم، ما يعني أنّ هناك فوارق في الإجراءات المتّخذة بين منطقة وأخرى».

ويقول ريفي: «لا شك في أنّ الطرابلسيّين تعِبوا من الاستنزاف المتواصل لأعوام، والذي أوقَع عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى، وتسَبّب بتردّي الدورة الاقتصادية، حتى أصبَحت دورة الحياة الطبيعية شِبه معطّلة في طرابلس»، لافتاً الى أنّه «وفي أوّل فرصة لاحَت بإمكان معالجة الملف، عمِلنا مع جميع المعنيّين، وبكلّ طاقاتنا لإنجاح الخطة الأمنية بهدف العودة الى الحياة الطبيعية.

والخطّة كانت مشروطة بأن تكون عادلة ومتوازنة بين باب التبانة وجبل محسن من جهة، وبين طرابلس والبقاع الشمالي من جهة أخرى، حيث تَنتشر عمليات الخطف وسلب السيارات والاعتداء على المواطنين».

ويضيف: «أُقِرّت الخطة الأمنية على أساس وَضع جداول بأسماء أشخاص اعتُبروا أنّ لهم علاقة بالاشتِباكات في طرابلس، وجداول بأسماء أشخاص في البقاع لهم علاقة بخطف أطفال وابتزاز أهاليهم وإرغامهم على دفع فدية، أو لديهم أسماء بسارقي سيارات أو قضايا جنائية أخرى»، مشيراً الى أنّ «هذه الخطة وُضعت على ثلاث مراحل، وشملت، إضافة الى طرابلس والبقاع الشمالي، بيروت، ولكنّها لم تُنفّذ بعد في العاصمة».

وفي ما يتعلق بتنفيذ الخطة، ينقل ريفي شعور أهالي طرابلس الذين يعتبرون أن «لا توازن في الإجراءات بين جبل محسن والتبانة من جهة، وبين طرابلس والبقاع الشمالي من جهة أخرى، ما وَلّدَ احتقاناً لديهم، وما فاقمَ الأمر كان ما يُسمّى «وثائق الاتصال» التي تقضي بأن تُعَمّم بعض الجهات الأمنية وثيقة بأسماء أشخاص مطلوبين للتحقيق لدى المخابرات، وليس بناء على قرار قضائي، وهذه الوثائق تشمل نحو 1100 اسم في شمال لبنان».

بين الجبل والتبانة

ويرى ريفي أنّه «وبعد انطلاق الخطة الأمنية، أوقف في طرابلس ما بين 100 و125 شخصاً في وقت أوقف في الجبل عدد ضئيل جداً، أما في البقاع الشمالي فأوقف أشخاص لا يتعدّى عددهم أصابع اليد الواحدة». وإذ لم ينفِ أن «هذا الأمر وَلّدَ لدى الطرابلسيين شعوراً بأنهم المستهدفون الوحيدون، خصوصاً أنّهم اعتبروا أنفسهم مطاردين وملاحقين من الدولة، على رغم أنّنا شهدنا ترحيباً طرابلسياً شبه شامل بانطلاق الخطة الأمنية التي نُفّذَت من دون إراقة نقطة دم، وذلك بتعاون الدولة وأجهزتها مع الفاعليات الدينيّة والسياسية الطرابلسية». يوضِح: «منذ الساعات الأولى طرحنا مسألة «وثائق الاتصال» بهدف إيجاد حلّ لها، لكونها غير قانونية (أوجَدها النظام الأمني السوري ولم تكن معروفة قبل هذه الفترة)»، لافتاً إلى «أننا بحثنا في إيجاد حل لسجن الريحانية، الذي يُعتبر سجناً للعسكريين فقط وليس للمدنيّين، وشروط التوقيف فيه تُناقض تماماً القيَم الإنسانية من حيث المساحة والمعاملة».

ويضيف: «بدأ كذلك البحث في ما سُمّي «الإخضاع لدى الأمن العام» الذي يعتبر أيضاً تدبيراً غير قانوني، وقد توصّل المعنيون الى حلّ سيُعلن عنه قريباً ويتعلّق بإلغاء العدد الأكبر من وسائل الاتصال وعدد كبير من الأسماء الواردة في «الاخضاع» وإيجاد حلّ لسجن الريحانية». وإذ يلفت الى أنّ «عدد الموقوفين في طرابلس يقارب الـ 85 شخصاً»، يشير إلى «إطلاق نحو 30 أو 35 شخصاً منهم، على اعتبار أنّهم لم يرتكبوا إجراءات كبيرة، وبالتالي أخليَ سبيلهم». يعلن أنه «كلّف شخصياً عدداً كبيراً من المحامين بالتوكّل عن كل موقوف أو مطلوب يرغب في ذلك مجاناً، لمتابعة قضيّته قضائياً.

ويُصار يومياً الى اطلاق كلّ من يرى القضاء أنّ وضعه القانوني يسمح بإطلاقه»، مشدداً على أنه «يتابع الموضوع شخصياً مع الأهالي والفاعليات وجميع المعنيّين»، مذكّراً بأنّه «طرح الموضوع منذ أسابيع عدة على مجلس الوزراء وفي اجتماعات وزارية، لإعادة تصويب الخطة لتعود متوازنة وعادلة لكي لا يشعر أحد بأنّه مستهدف خارج إطار القانون أو خارج إطار المبرّرات المقنعة».

رحيم

من جهته، يقول عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ نبيل رحيم لـ»الجمهورية»: «صحيح أننا تلقّينا وعوداً بإخلاء سبيل إخواننا تدريجياً، ولكن هذا لا يُبرّر التباطؤ الحاصل»، لافتاً الى أنهّ «تمّ الإفراج عن أربعة أشخاص منذ نحو الأسبوع، ومن المتوقّع الافراج عن آخرين قبل عيد الفطر، وذلك على أساس الشبهات والقضايا الأسهل والأقلّ خطورة». ويضيف: «منذ إطلاق الخطة الأمنيّة في الأول من نيسان، أفرجَ عن نحو 30 موقوفاً من أصل 300، أبرزهم قائد أحد المحاور عامر أريش، ولكنّنا نفتقر الى معالجة شاملة لملف الموقوفين.

أمّا مَن أطلق سراحهم من جبل محسن فيفوق عددهم الأربعين وقد هرّبوا الى سوريا، وتمّ الإبقاء فقط على خمسة موقوفين»، سائلاً: من كان يُحاربنا إذاً في الجبل؟»، مشيراً الى أنّ «أهالي الجبل يُطلق سراحهم أسرع بكثير من أهالي التبّانة، وهو ما أقَرّه صراحة بعض الأمنيّين». ويرى رحيم أنّ الوعود بإطلاق حسام الصباغ «تبدو غير جدية، لأنّه لم يكن مختفياً أصلاً، بل كان يتنقّل علناً ويلتقي السياسيّين والضباط، وكان دوره إيجابياً بإنجاح الخطة الأمنية وفتح الطرق المُغلقة منذ بداية رمضان»، معتبراً «أنّ توقيفه واعتقاله في هذا الوقت بالذات، يعني أنّهم درسوا ردّ الفعل، ويدركون أنّ بعض الضغوط ستحصل في هذا الاطار». ويشدّد رحيم على «أننا نطالب بالعدل والعدالة، وأن يشعر أهالي طرابلس أنهم متساوون مع بقية اللبنانيين، وأن تعاملهم الدولة بالمِثل، وتتنبّه إلى أنّ عدداً كبيراً منهم كان ضحية النزاع والاحتقان السياسي، فتحمّسوا وتعاطفوا وتورّطوا». وإذ يوكّد «أننا لا ندعم مَن كانوا فعلاً متورّطين باعتداءات أو تشبيح وفرض خوّات وزعرنات، بل نطالب بالإفراج عن كلّ مَن حمل سلاحاً للدفاع عن منطقته عندما تخَلّت الدولة عن حفظ الأمن والاستقرار»، يقول: «ليس بأيدينا إلّا رَفع الصوت عبر وسائل الاعلام واللقاءات، وهي طريقة سلمية وحضارية للمطالبة بحقوقنا ورفع الظلم عنّا»، مشيراً الى أنّ ريفي «كان من الشخصيات التي تجاوبَت وتعاطفت مع هذا الملف، وتساعدنا على قدر استطاعتها».

 

قوى 14 و8 آذار مسؤولة معاً عن الفراغ دعوة إلى لقاءات قادتها لإنهاء التعثر

خليل فليحان/النهار

ليس ما يؤشر الى ان الدعوة التاسعة التي وجهها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غدا الاربعاء سيكتمل فيها النصاب. المعرقلون معروفون، لكن المهم الى متى؟ وأين الخلل؟ ومن يمكن ان يعالجه؟ لأن انتخاب رئيس للجمهورية هو حجر الزاوية في اعادة ارساء الاستقرار السياسي على أسس متينة تدعم الاستقرار الامني الذي تحاول تنظيمات متطرفة زعزعته من حين الى آخر بواسطة انتحاريين لتفجير أماكن محددة، وتمكنت الاجهزة الامنية على تنوعها من توجيه ضربات استباقية عطلت فتائل التفجيرات قبل اشتعالها. وأفادت مصادر سياسية "النهار" ان المشاورات لتذليل العقد التي حالت حتى الآن دون اجراء الاستحقاق الرئاسي استؤنفت مع اطلاق الرئيس سعد الحريري خريطة الطريق السداسية النقاط التي يرى بأنها قد تؤمن انتخاب الرئيس الجديد، ومن هنا كان اللقاء بين الرئيس امين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة أمس في حضور نادر الحريري. وأشارت الى ان دعوة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى الاتصال بقادة مسيحيي 14 آذار كما يريد الحريري، مرفوضة من الجنرال. كما ان التنازل الذي يطالب به البطريرك بشارة الراعي بين مرشح تلك القوى ورئيس "التيار الوطني الحر" مرفوض من الاخير، على أساس أن الرئيس المقبل يجب ان يكون قويا بتمثيله النيابي وبقاعدته الشعبية، وهذان الشرطان متوافران في عون، باعتراف غير كامل من جعجع، أي ان عون لديه أكبر عدد من النواب، فيما رئيس حزب "القوات اللبنانية" قد يكون أكثر شعبية.

وازاء "الكربجة" في الموقف المسيحي وعجز بكركي عن فكفكته، برزت تأكيدات اميركية وفرنسية وبريطانية وروسية وصينية ان ليس هناك مرشح تؤيده "المجموعة الدولية لدعم لبنان"، كما ان ايران بلسان سفيرها محمد فتحعلي تؤكد ان ليس لديها أي مرشح للرئاسة، وليس لديها أي فيتو على أي طرف، وقد دعا النخب السياسية اللبنانية الفاعلة الى ان تتخذ القرار الحاسم في هذا الشأن، لأن طهران يهمها ان يكون للبنان رئيس. وأتى هذا الكلام الايراني بعد لقاء مطول مع وزير العمل سجعان قزي الذي هو في الوقت نفسه نائب لرئيس حزب الكتائب. والرئيس نبيه بري ايضا مع اجراء الانتخابات اليوم قبل غد. وتكاد تعابيره تشبه تلك التي يستعملها البطريرك الماروني بشارة الراعي في مواقفه من موضوع رئاسة الجمهورية، وقد بُحّ صوته لكثرة تركيزه على الاستعجال في تحقيق هذا الاستحقاق كي يستوي التمثيل الوطني والطائفي في مكونات الدولة. ووجهت هذه الجهات الدعوة الى عقد لقاءات بين قادة قوى 14 و8 آذار لمناقشة التعثر في الاستحقاق الدستوري الذي يطالب الجميع باجرائه في أقرب وقت، من دون أن يحصل أي لقاء مشترك برئاسة الرئيس تمام سلام، أو هو والرئيس بري، ويضم أركان القوتين في هذا الظرف الدقيق لانقاذ البلاد وعدم ادخالها في فوضى سياسية وتفكك بنيوي، ولا سيما ان عدم انتخاب الرئيس انعكس شللا على تأمين النصاب في أي جلسة انتخابية يدعو اليها بري بعد مرور 59 يوما على شغور الكرسي الرئاسي في قصر بعبدا. وسألت اذا لم تجتمع تلك القوى لمعالجة التعثر في انتخاب رئيس للبلاد، فمتى تجتمع؟ واذا بقي كل فريق يجتمع مع حلفائه ويتخذ موقفا لا يلتقي مع الفريق الخصم، فكيف يمكن ان يكون الحل؟ الكل يتحمل مسؤولية هذا العجز في انتخاب الرئيس، والكل يعلم ان ليس هناك اتفاق دوحة جديد ولا الرياض راغبة في دور توفيقي، ومن ينتظر الوفاق بين طهران والرياض يضع البلاد على طريق ملغمة، وعليه ان يتوقع الأسوأ من هذا الكباش بطرفيه، العاجز كل منهما عن ليّ ذراع الآخر.

 

مسيحيو العراق.. والمالكي و«داعش»!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كتبت هنا في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، مقالا بعنوان «احموا مسيحيي العراق» جاء في مستهله: «لولا الخشية من أن يعتقد القارئ أن الكاتب يريد ملء المساحة فقط، لقمت بإعادة نشر مقالي (لا بد من حماية المسيحيين) المنشور بتاريخ 12 أكتوبر 2008؛ ففي ذلك المقال قلنا إن واجب العراقيين جميعا، لا حكومة بغداد وحدها، حماية المسيحيين العراقيين من القتل والتهجير، وكل أنواع القمع التي يتعرضون لها، خصوصا أنهم لم يسبق أن كانوا جزءا من تحالفات ضد العراق، ولم يأتوا ببريمر، وغيره. كما أنهم يعانون من أسوأ أوضاع يتعرض لها مسيحيو المشرق».

وكتبت بعد ذلك مقالا آخر في 2011 بعنوان «وماذا عن مسيحيي العراق؟»، واليوم، وفي عام 2014، يعود الحديث مجددا عن مسيحيي العراق، والجرائم التي ترتكب ضدهم من قبل «داعش»! حسنا، ما الذي تغير في العراق منذ عام 2008؟ لا شيء! حيث لا يزال مسيحيو العراق مستهدفين، ومثلهم السنة والشيعة وكل مقدساتهم، سواء كان الفاعل «القاعدة» أو «داعش»، حيث تعدد الإرهاب والأسباب واحدة! وأهم هذه الأسباب هي السياسات الإقصائية لحكومة نوري المالكي التي تتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق، وطوال سنوات حكم المالكي.

ففي ظل حكم المالكي نشطت «القاعدة» بعد أن تصدت لها مجالس الصحوات السنية التي فتتت بسبب سياسات حكومة المالكي، ثم أطلت «داعش» برأسها القبيح وبسبب الطائفية السياسية في عهد المالكي أيضا، وتعمق الجرح الطائفي بين السنة والشيعة، وانتهى المطاف إلى اتهام المالكي للأكراد بإدارة غرفة عمليات لإرهاب «القاعدة» و«داعش»، وبات العراق كله على شفا حرب أهلية كبرى، كما بات على مفرق ترسيخ التقسيم الواقع حاليا! ورغم كل ذلك لا يزال المالكي يطالب بولاية ثالثة للعراق، ويتشرط، وذلك بدلا من أن يرحل، ويتحمل تبعات ما نتج عن سياساته الطائفية!

ولذا فإن ما يتعرض له مسيحيو العراق اليوم ليس بالجديد، وإن اختلف الفاعل الإرهابي، وإنما قديم، ومنذ سقوط نظام صدام حسين، وعليه فإن الحديث عن «داعش» و«القاعدة» ما هو إلا مضيعة للوقت، والأرواح، وتأجيج للطائفية، وترسيخ للتشرذم حيث يتأكل النسيج الاجتماعي للعراق ككل، فالأهم اليوم هو أن يقال للمالكي، وبكل وضوح: كفى! المفروض اليوم أن يصار إلى الإسراع برحيل المالكي، وتصحيح المشهد السياسي ليتمكن العراق، ومن خلفه دول المنطقة، والمجتمع الدولي، من كسر شوكة الإرهاب في أرض الرافدين، وضمان عودة العراق إلى محيطه الطبيعي، وليصبح دولة لكل العراقيين، لا دولة تابعة، أو طائفية تقوم على المؤامرات، والميليشيات، وبذلك إنقاذ لكل العراق، وطوائفه، وليس المسيحيين وحدهم، وإلا فإن الجرائم ستتكرر، وإن اختلفت تسميات جماعات التطرف بالعراق!

 

مقاومون ومقامرون: زمن الدم الرخيص والسياسة القذرة!

يوسف الديني/الشرق الأوسط

رغم كل هذا الدمار الذي يحل بـ«غزة» عبر جرائم الحرب الإسرائيلية التي طالت أكثر من 400 من المدنيين، كانوا وقود المغامرات السياسية الرخيصة وذلك بتحويل هذا الجزء من القطاع إلى ورقة ضغط سياسية ومحاولة أخيرة لإنقاذ معسكر الإسلام السياسي المقاوم والدول المطبّعة الراعية له التي أفاقت من صدمة خروج الإخوان المسلمين من استحقاقات الربيع العربي بهذه المفاجأة من «حماس» للالتفاف على الحالة المصرية وإعادة تثويرها، فحماس في هذا التوقيت اختارت سلاح المقاومة الفعّال باعتباره مخالب إقليمية بيد تركيا وقطر، ليس لإعادة بعث مشروع الإخوان الذي بات مجرد ذكرى مؤلمة، بل لمحاولة الدفع بهذا التحالف السياسي الذي يجمع تيار الممانعة بشقيه السني والشيعي، وبالتالي فهو ثمن سياسي كبير ووجبة تفاوضية دسمة، لكن الفاتورة الإنسانية والحقوقية كبيرة إلى الحد الذي ربما نسف شرعية ومصداقية «حماس» بالكامل لولا أن وجودها جزء من بقاء مشروع الدولة اليهودية الذي يطرح بشكل أقوى كلما أمعنت حماس في استغلال مفهوم «المقاومة» ليس على الأرض، وإنما على الشاشات ودهاليز السياسة الخفية، والتحول إلى ورقة ضغط سياسية في الداخل الفلسطيني تجاه حركة فتح التي رغم أخطائها لم تكن هي وحركات لا تتفق وآيديولوجية حماس معزولة عن توترات الصراع مع إسرائيل في صعودها وهبوطها بين خيارات المقاومة المسلحة والرهان على المفاوضات ولاحقا طالت يد الممانعة تيارات إسلامية غير مسيسة كالتيارات السلفية.

عدالة القضية الفلسطينية الآن في خطر بسبب اختطاف حماس لمفهوم المقاومة الجديد والذي يقترب من المغامرة وقد يصل إلى المقامرة بمصير الشعب الفلسطيني، هناك مسؤولية أخلاقية الآن أكثر من أي وقت مضى لإعادة تعريف القضية باعتبارها مسؤولية أخلاقية وليست قومية أو جغرافية أو دينية وهذا الحديث ليس فقط من باب المقابلة بسبب نقدي لحماس، فالخلاف مع هذا التنظيم المؤدلج والمتطرف لا يعني التغافل عن العدوان الإسرائيلي لكن تقزيم القضية واختزالها في موقف حماس غزة المنفرد عن إرادة الفلسطينيين بشكل جمعي وتوافقي، وإذا صحت الأنباء التي تشاع عن رغبة الحركة في خوض انتخابات الرئاسة فالأمر يتجاوز مرحلة الإفاقة لتيار الممانعة الإقليمي إلى الاستثمار في القضية الشائكة لإعادة الاعتبار لا سيما أن حماس رغم فشل كل النسخ الإخوانية لمشروع الدولة ما زالت تعيش ارتباك الهوية بين المعارضة والدولة، لكنها قد تحقق مكاسب كبيرة على الأرض عبر سلاح المقاومة السحري وإضعاف السلطة الفلسطينية التي تعيش مرحلة تكلس وشيخوخة على مستوى القيادة وآليات العمل، إلا أن العائق الوحيد أمام حماس ليس في دول الاعتدال التي تجد نفسها في خندق القضية وأنها تقف مع دعم الفلسطينيين بما في ذلك القطاع رغم خلافها مع حماس آيديولوجيا وعلى مستوى المواقف السياسية، العائق الأكبر هو «المجتمع الدولي» الذي ما زالت كل فصائل وتيارات الإسلام السياسي تتجاهله، ورغم تراجع دور المجتمع الدولي في المنطقة فإن حساسية الحالة الفلسطينية وما تشكله إسرائيل للولايات المتحدة قد يؤذن بالتدخل حال تفجّر الأوضاع.

الإشكالية الحقيقية ليست في تحول حماس الذي لا يبدو مفاجئا بقدر ما أنه متهور ومغامر جدا، لا سيما إذا علمنا أن كثيرا من حالات التصعيد في قطاع غزة هي بتوجيه من حماس فقط عبر تأليب مجموعات متطرفة ذات ميول سلفية، والتي تزايد عادة على تصعيد حماس وتتبنى إطلاق الصواريخ ودورات العنف في حين أن حماس تحاول تقديم هذه المجموعات كسبب الأزمة في الأبواب المغلقة، وتقديم نفسها كما فعل الإخوان سابقا كصمام أمان وضابط إيقاع لمستوى العنف والتحكم في هذه المجموعات وهي ذات الدعاوى التي كانت تطلقها جماعة مرسي حيال الأزمة في سيناء.

ما سبق ليس إدانة أخلاقية لحماس أكثر من كونه تساؤلات عن فداحة الثمن الحماسي في جرّ غزة إلى أتون الأزمة الإقليمية التي من الخطأ قراءتها بشكل منعزل ومناطقي، فما يحدث في العراق وسوريا وحتى اليمن يلقي بظلاله على حماس تأثرا وتأثيرا التي استطاعت بذكاء تضخيم رأسمالها السياسي عبر تحويل المقاومة من خيار استراتيجي للمواجهة إلى نزعة هويّة ذاتية لا يمكن الانفكاك عنها، وهو ما جعل مرشد الإخوان بديع يصفها بأنها «أكثر نموذج إسلامي مثير للإعجاب»، وقد صدق في ذلك فالنموذج الذي يجمع بين مرجعية إيران في المقاومة وأكثر الدول تطبيعا في التفاوض ويستعدي بشكل غير مباشر أكثر من يقف بجانبه، لا بد أن يثير الدهشة على الجمع بين كل هذه المتناقضات، والسؤال المطروح ماذا عن حملات «التشويه» والاتهام والصهينة التي تقودها في العادة شخصيات يسارية قومية ويغذيها ويعيد إنتاجها عبر حملات مكارثية ماكينات الإسلام الأكثر قوة وانتشارا عبر شبكات التواصل الاجتماعية؟ والجواب لا جديد سوى المزيد من الازدواجية والحيرة خاصة إذا ما استحضرنا مواقف «الخليفة التركي» ودول رعاية الأقليات المعارضة من «الكيان الصهيوني»!

 

الراعي سأل القديس شربل معجزة تمسّ ضمائر النوّاب: الشرّ بلغ بنا اغتيال رئاسة الجمهوريــــــــة

 نواصل صمودنــا في لبنان والشرق من دون خوف

المركزية- اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان "لبنان في حاجة الى قادة مدنيين وسياسيين مؤمنين مخلصين يزرعون زرعا جيداً فيه"، ولفت الى ان "الشرّ بلغ بنا الى إغتيال رئاسة الجمهورية، وبلغ الشر بأن المسؤولين السياسيين في كل هذا يقتلون الشعب يقهرونه، يجوعونه، يهجرونه"، وسأل القديس شربل "اعجوبة معجزة ان يمسّ ضمائر المسؤولين السياسيين ولا سيما نوّاب الأمة الذين بلغ بهم القصر والعجز الى عدم القيام المشرف لإنتخاب رئيس للجمهورية". واعلن اننا "نواصل صمودنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط من دون خوف، واليوم اكثر من اي يوم مضى لبنان وبلدان الشرق الأوسط في حاجة الى زرع جيد واناس يقولون الحقيقة في وجه الكذب والضلال". رأس البطريرك الراعي قداساً احتفالياً لمناسبة اختتام برنامج احتفالات بلدة القديس شربل مخلوف بقاعكفرا، عاونه النائب البطريركي العام على منطقة الجبّة المطران مارون العمار، كاهن الرعية الخوري ميلاد مخلوف بمشاركة المطران مطانيوس الخوري، المونسنيور جوزف البواري، المونسنيور نبيه الترس، رئيس دير مار شربل الاب جوني سابا وجمهور الدير، في حضور عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز، النقيب جوزف اسحق ممثلا النائبة ستريدا جعجع، محافظ الشمال رمزي نهرا، قائمقام بشري ربى شفيق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري رئيس بلدية بقاعكفرا ايلي مخلوف، رؤساء بلديات المنطقة والمخاتير وحشد من ابناء البلدة والمنطقة. وفي مستهل القداس، القى الخوري مخلوف كلمة رحّب فيها بالراعي باسم الفاعليات الدينية والسياسية والامنية والمؤمنين. وبعد تلاوة الانجيل، القى الراعي عظة بعنوان "الزرع الجيد هم ابناء الملكوت"، وفيها "ما زال الله يزرع للمسيح ولخدمة الكنيسة زرعا جيداً في حق هذا العالم مؤمنين ومؤمنات يشهدون لمحبة الله، يعيشون في نور الحقيقة يبنون المجتمع على اساس العدالة والسلام والأخوة ومن بين هؤلاء وبإمتياز زرع جيد إبن بقاع كفرا العزيزة وهذه المنطقة القديس شربل. ما زال هذا القديس العظيم يزرع كما في ايام حياته على الأرض كلها ومدى ابديا الخير والنعم ويساهم في زرع ابناء الملكوت وبناته في كل الكرة الأرضية. إننا نستحضره بيننا ونحن في بلدة مسقط رأسه التي منها إستمد الإيمان والقيم فنمى في حقل بقاعكفرا اولا زرعا جيدا ثم زرع زرعا جيداً في حقل الرهبانية اللبنانية المارونية. نستشفع لكي نتذكر نحن ايضا ويتذكر كل إنسان يولد من إمرأة ان الله زرعنا زرعا جيداً في حقل هذا العالم ايا كان دينه ايا كانت ثقافته، فالإنسان كل إنسان هو صورة الله. ولكن عدو الله الشيطان، روح الشر، والأشرار يزرعون زؤانا في حقل الرب، يزرعون اشراراً يعيشون في الكذب، يطمرون الحقيقة، اشراراً لا يصنعون إلا الشر، ولا يعرفون الى الطريق سبيلا، اشراراً يزرعون الدمار والحديد والنار في بقاع العالم، ويؤسفنا في ارضنا اللبنانية وفي هذا المشرق حيث بدأ الرب يزرع زرعا جيداً".

اضاف "يسعدنا جداً ان نلتقي معكم وان نحتفل معا بعيد إبنها القديس شربل، نحتفل بالعيد مع سيادة اخينا المطران مارون العمّار نائب البطريركية العام لهذه المنطقة والمطران مطانيوس خوري مطران صيدا السابق، والآباء والراهبات وهذا الجمهور الكريم. اجل فرحتنا كبيرة نأتي الى بقاعكفرا، نأتي الى الأرض التي فيها القديس شربل نما من مائها شرب من هوائها تهنشق من إيمان شعبها عاش ونما ومعروف يوسف إسمه الأصلي انه مولود من عائلة من عائلات بقاعكفرا اي عائلة مسيحية، عائلة مؤمنة، عائلة تصلي، ليس فقط في بقاعكفرا ولكن في كل ما يحيط في هذا الوادي المقدس، في كل هذه المدن والقرى، فيها عائلات مسيحية حافظت دائما كل يوم على إيمان مسيحي وما زال فيها ابناؤها يتنشقون القيم يتعلمون الإيمان، يتعلمون الصلاة ويحافظون على طيبة زادهم الجيد".

وتابع البطريرك الراعي عظته "نحن على مشارف الوادي المقدس حيث عاش رهبان وراهبات مؤمنون في صوامع وفي هذا الوادي كانت كل يوم ينطلق اريج البخور، في كل مرة ننظر الى الوادي وينبع هذا الغيم والضباب، نتذكر بخور قداسة القديسين. واود ان احيي المنطقة وبقاعكفرا بأنه لو لم تكن بقاعكفرا حقلا جيداً لما نما شربل زرعا جيداً، وانا اعتقد ان الله اراد ان يكافئ هذه البلدة، وهي الأعلى عن سطح الأرض في كل لبنان، اراد الله ان يميزها ويكافئها على العائلات المصلية والمؤمنة، فاختار هذا الزرع الجيد يوسف شربل مخلوف".

واعتبر ان "مار شربل يدعونا اليوم ان نكون دائما وكلنا زرعا جيداً وابناء للملكوت نشهد لمحبة الله ولنوره. فيا مار شربل نأتيك من كل بقاع الأرض ويأتيك ايضا المنتشرون في كل دنيا الإنتشار حاملين قلوبنا وذواتنا، ونسألك ان تشفع الى الله بشفاعة امنا مريم العذراء التي احببتها وبقوة القربان الذي عبدته نسألك النعمة لأننا نحن ايضا في طيبة الزرع الجيد. نسألك يا مار شربل بقدرتك ان تحمينا من روح الشر ومن الأشرار الذين يعبثون في الإنسان، يعبثون في ارضنا وفي شرقنا، نسألك نعمة الصمود، والصبر والإتكال على العدالة الإلهية فلا نبقى في روح الشر بل نحافظ مثلك رغم كل شيء على طبيعتك كزرع جيد".

وقال "نعم، في سيرة حياة مار شربل عاش في بقاعكفرا زرعا جيداً في الصلاة في التأمل، لرفع قلبه وذهنه الدائم الى الله كطفل راح يرعى الغنم والماعز على هذه التلال وفي ما كانت الغنم والماعز تأكل عشب الأرض كان هو يغتذي من كلام الله يستظل شجرة يصلي، يذهب الى المغارة هناك يصلي حتى سمي من وقتها مغارة القديس وهذا الشاب الذي بلغ الـ23 من عمره كان معروف في بلدته بقاعكفرا الشاب القديس. نعم الشاب القديس نحن نذكر في صلواتنا كل اطفالنا وكل شبيبتنا لكي تحافظ على جمال الطفولة وجمال الشباب في ظرف يتهدد شبابنا واطفالنا في كل ما يرون ويسمعون ويشاهدون، نصلي من اجل نمو اطفالنا وشبابنا على القيم الروحية والقيم الأخلاقية. كل الفضل في حياة مار شربل الأساسية انه عاش في عائلة مؤمنة معروفة تلتقي كل ليلة للصلاة كم نرجو ان تحافظ عائلاتنا على جو الصلاة. فلا تنسى اي عائلة ان العائلة ارادها الله كنيسة بيتية، كنيسة بيتية يتعلق فيها الأجيال في الصلاة وينقل إليها من جيل الى جيل الإيمان، نصلي الليلة من اجل عائلاتنا. العائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة عائلة المجتمع وعائلة الوطن". وتابع الراعي "إنتقل الى الرهبانية المارونية بعمر 23 سنة وهناك سار طريقه الجيد فأخذ إسم شربل تيمنا بقديس قديم شربل إستشهد سنة 107 اين وجده اين فتش عليه، قديس شهيد. إستشهد شهادة الدم للرب وكأنه إختار شربل هذا الإسم لكي يعيش الشهادة والإستشهاد بنوع آخر فكان شهيداً يوميا في طريقة حياته فإمتهن طريقة العيش بالتقشف بالإيمان وعندما ابرز نذره الرهبانية المعروفة بالفضائل الإنجيلية الطاعة والعفة والفقر عاشها ببطولة، وعاش كل الفضائل الإلهية الروحية والإنسانية والأخلاقية ببطولة وهكذا شهد له جميعا دارسا كاهنا حبيسا. وكل يوم كان يعيش هذا الإستشهاد الدائم بالموت الدائم عن ذاته عن راحته عن نومه عن اكله عن شربه الى ان بلغ ذروة الكمال في الحب والعطاء والرب الذي يقود خطوات كل إنسان اراد ان يبين ان شربل اصبح متماهيا تماهيا كليا بالشهيد الأول والشهيد الكبير والشهيد بإمتياز يسوع المسيح إبن الله الذي إفتدانا مائتا على الصليب. اراد الله ان بين ان شربل اصبح متماهيا تماما مع هذا الذبيح الإلهي".

اضاف "تسعة ايام من السنة بدأت مع تساعية عيد الميلاد والرب الذي يقود خطوات كل إنسان لا سيما من المؤمنات خطوة خطوة رأى ان يرفع روحه الى مجد السماء ليلة ميلاد الرب يسوع على الأرض، فإذا ميلاد ربنا على ارضنا يتزامن مع ميلاد شربل في السماء وشاء الرب ان يعطينا برهانا ثالثا ان اهالي عنايا على مدى اسبوع بعد وفاته كانوا يشاهدون في الليل شعاعا من نور يتصاعد من قبره ويلمع على حائط الكنيسة. فتحققت كلمة الإنجيل "والأبرار يتلألؤون كالشمس في ملكوت ابيهم"، وها هو شربل الى مدى الدهور يتلألأ في السماء وشعاع نوره على الأرض يزرع زرعا جيداً في كل بقاع الأرض.

نهنئك يا بقاعكفرا ونهنئ هذه المنطقة التي اعطت هذا القديس العظيم، ولكن اريد ان اقول لكم لو لم تكن مسيرة شعب في بقاعكفرا في هذه المنطقة مسيرة شعب مؤمن مسيرة شعب مصلي مسيرة شعب حافظ على طبيعة الزرع الجيد لما كان شربل، شربل ليس بداية شربل هو نقطة ذروة مسيرة شعوب عاشت حول هذا الوادي المقدس فإذ يصبح اليوم ليس فقط قديس لبنان بل قديس العالم كله".

واردف الراعي "فلنجرّب الليلة في هذا القداس عبر كلمة الإنجيل ومن خلال تناول جسد الرب ودمه ومن خلال توبتنا وعودتنا الى الرب، فلنجرب إيماننا بأن الله زرعنا زرعا جيداً وان هذا العالم في حاجة الى زرع جيد. نحن نجدد هذا الإيمان ونواصل صمودنا في لبنان وبلدان الشرق الأوسط من دون خوف، واليوم اكثر من اي يوم مضى لبنان وبلدان الشرق الأوسط في حاجة الى زرع جيد واناس يقولون الحقيقة في وجه الكذب والضلال، فالكلمة الأخيرة للحقيقة لا للكذب، الكذب هو نفي. الحقيقة في حاجة الى اناس يريدون العدالة ينتزعون الظلمن اناس يزرعون السلام ويحاربون النزاعات والحروب. نحن في حاجة الى اناس يزرعون الإيمان في وجه الإلحاد في العائلة في المجتمع في الدولة. نحن نصلي من اجل وطننا لبنان فالذي زرع فيه الرب زرعاً جيداً يانعا هذه الأرض هي ارض القديسين شربل، رفقا، نعمة الله، إسطفان، يعقوب الذين اغرنوا على المذابح وغيرهم اليوم دعاويهم في الكرسي الرسولي، البطريرك الكبير الدويهي، الأب بشارة بو مراد، البطريرك الحويك، ابونا انطون هؤلاء ابناء ارضنا، لبنان في حاجة الى رجال ونساء مؤمنين حقا، لبنان في حاجة الى والدين وازواج صالحين يبنون مجتمعا جديداً في بيوتهم، لبنان في حاجة الى قادة مدنيين وسياسيين مؤمنين مخلصين يزرعون زرعا جيداً في لبنان، يزرعون زرع الخير، زرع الإزدهار، زرع النمو، يحافظون على الكيان اللبناني اولا رئيس جمهورية. من غير الممكن ان تعيش دولة من دون رئيس، ولا جسد من دون رأس، ولا اي جماعة. لقد بلغ الشر بنا الى إغتيال رئاسة الجمهورية، نعم اقول إغتيال رئاسة الجمهورية. بلغ الشر بأن المسؤولين السياسيين في كل هذا يقتلون الشعب يقهرونه يجوعونه يهجرونه. نعم نحن في حاجة الى رجال سياسة من زرع جيد مخلصين محبين مدركين ان الشعب وكلهم بخدمته لا بخدمة نفوسهم. نحن نسأل القديس شربل اعجوبة معجزة أن يمس ضمائر المسؤولين السياسيين ولا سيما نواب الأمة الذين بلغ بهم القصر والعجز الى عدم القيام المشرف لإنتخاب رئيس للجمهورية. فإن كان من شرف للسادة النواب ان ينتخبوا رئيسا للبلاد لا ان يكثروا بذل الجهود نعم نحن في حاجة الى معجزة".

واكد البطريرك الراعي ان "لبنان ارض القداسة، ارض القيم، لبنان إسمه ممزوج بإسم الله في الكتب المقدسة لا يحق لأحد كبيراً ام صغيراً لا يحق لأحد ان يزرع في ارض لبنان زيوان الشر وزيوان الخلافات وزيوان النزاعات وزيوان البغض والكره. والرب علّمنا بإنجيل اليوم ان نسلك بحكمة عندما قال في الإنجيل "فلنذهب ونقتلع الزيوان من بين القمح قال لهم لا دعوهما ينموان معا فإذا إقتلعتم الزيوان تقتلعون معه القمح". فماذا يريد ان يقول لنا؟ يريد ان يقول ان علينا ان نحسن التصرف، نتصرف بفطنة، نتصرف بحكمة وان نمشي في الطريق مع العدو لكي لا ينقض علينا ولكن نحن نعلم ايضا ان الإنسان ليس مجرد زيوان، الإنسان إنسان يصبح زيوانا عندما يقترف الخطيئة ويعيش في حالة الخطيئة، عندما يقترف الشر، عندما يبيع نفسه للشر يصبح زيوانا. هذا دور الكنيسة انها تعمل بصبر تعمل بفطنة، تعمل بإهتمام، تعمل بطول بال تنشر الإنجيل تزرع حبّات كلام الرب، توزّع اسرار الخلاص لكي تستعيد الأشرار الزيوان الى الزرع الجيد هذا كل سبب الكنيسة. عندما اقول كنيسة اقول رعاتها اقول شعبها، اقول مؤسساتها كلنا مسؤولون كمسيحيين كمسؤولين كلنا مسؤولين عن الرسالة المعطاة لنا ان نحول وجه العالم، ان نعيد الناس الى طبيعتهم الى زرع جيد، ان نعيد صورة الله إليهم هو الذي خلقهم على صورته". وختم "هذا الإنسان الذي يشوّه صورة الله فيه هو في حاجة الى كل الديانات، هذا دور الكنيسة، هذا دور كل الديانات ان تستعيد كل دين يعيد شعبه الى حالته الطبيعية الى صورة الله التي شوهت. الشر طغى على العالم، الخير هو الأساس، النور هو الحقيقة، والظلمة ضد النور، إذا علينا ان نعمل جميعا كنسيا ومدنيا اهلا ومجتمعا وإدارة لنعيد الناس الى طبيعتهم كزرع جيد في حقل هذا العالم، وهكذا علينا ان ننطلق من لبنان مسيحيين ومسلمين للمحافظ على تراثنا وتاريخنا ان ندرك بأن لنا ايضا دوراً في هذا الشرق المعذب هذا الشرق الأعمى والمعمي بالحروب، بالأصوليات، بالهدم، بالدمار دور لبنان بمسلميه ومسيحييه ان يلعبوا هذا الدور. لهذا قلت وصرخت من القلب انه لا يجوز ان نهدم دولة هي صاحبة الرسالة في هذا الشرق. كل هذه الأمنيات إخوتي واخواتي وفي قلوبكم من امنيات ورغبات نحملها الى المذبح مع الخبز والخمر نقدمها الله على يد القديس شربل نسأله ان يحول زيوان هذا العالم كل زيوان وطننا وهذا الشرق الى زرع جيد لكي نتواصل بنا الى ملكوت الله الى ارضنا ملكوت المحبة والحقيقة ملكوت العدالة والحرية ملكوت الإخوة والسلام يا رب إليك نضرع استحقاقات مار شربل كل دعاء ومن أجل مار شربل وإستحقاقات مار شربل إقبل دعاءنا ايها الرب".

 "ارزة مذهّبة": وبعد القداس، قدم رئيس بلدية بقاعكفرا هدية قيّمة للبطريرك الراعي عبارة عن ارزة مذهبة، والقى كلمة نوّه فيها "بمواقف البطريرك الوطنية الحكيمة".

 

بري عرض وسليمان الاستحقاقات والتطورات

 بويز: انتخـاب الرئيس يتقـدم على ما عـداه

المركزية- استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة الرئيس ميشال سليمان وعرض معه التطورات والقضايا والاستحقاقات المطروحة. واستقبل بري بعد الظهر الوزير السابق فارس بويز الذي قال: دار الحديث حول الاوضاع المأسوية والكارثية التي تدور في منطقة الشرق الاوسط لاسيما في العراق وسوريا، وهذا الخطر الكبير الذي يفترض من المجتمع الدولي والمجتمع العربي مواجهته، وهو خطر تغيير المنطقة ومحو جذورها وتاريخها وتغيير معالمها. وأعني بذلك في شكل خاص الهجرة الحاصلة من العراق ومن الموصل تحديداً، واعتقد في أن هناك مسؤولية دولية اولاً واقليمية ثانياً، وان على الغرب الذي كان هو السبب في اخطائه واخطاء قراءاته المتتالية في العراق وسوريا وفتح الباب لهذه المشكلة أن يتحرك ويجد الحلول المؤاتية. اضاف: دار البحث ايضا حول الوضع الداخلي المأسوي ايضاً في غياب رئيس للجمهورية وبشلل بعض المؤسسات، وهذا الاحباط الوطني العارم الذي يعيشه لبنان سياسيا واقتصاديا وامنيا ايضا. اعتقد أن الاوضاع التي تجاوزت الساحة اللبنانية تجعل لبنان رهينة لتفاهمات اقليمية لا بد منها على الاقل قبل ان يتمكن من شق طريقه نحو اعادة بناء دولته بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية. وان اي مشروع يسبق ذلك يكون هرطقة اي ان طرح موضوع انتخابات او تغييرات دستورية لا اعتقده واقعيا قبل ان يكون هناك مشرف ورأس لهذه الدولة يدير هذه الاصلاحات التي لا بدّ منها في النهاية.

 

الجميـل والســنيورة ونــادر الحريـري احياء دينامية لتفعيل المؤسسات بدءاً بالرئاسة

المركزية- في اطار اللقاءات والمشاورات بين القوى السياسية لايجاد الحلول المناسبة للخروج من الازمة التي يتخبّط بها الوطن بسبب الفراغ في سدّة الرئاسة وما يترتّب عنه من "ارباك" لعمل المؤسسات الاخرى، التقى رئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل في بكفيا رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري اللذين طرحا الابعاد الاساسية التي تضمنتها مبادرة الرئيس الحريري في خطابه الاخير. وشكل اللقاء بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس الجميل مناسبة للبحث في عمق الازمة التي حالت حتى الآن دون انتخاب رئيس للجمهورية، مع ما لهذا الشغور من محاذير على كل المستويات الداخلية والخارجية، خصوصاً في ضوء انشغال الدول في النزاعات الدائرة في الجوار سواء في غزة او في سوريا والعراق. وكان توافق على وجوب الخروج سريعاً من مربع الانتظار، واحياء دينامية تقوم على تفعيل مؤسسات الدولة وطرد شبح التعطيل بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية يكون قادراً على مواجهة الحوادث وتداعياتها. ومن المتوقع ان يتابع الرئيس السنيورة والحريري حلقة الاتصالات سعياً لبلوغ تصور مشترك والبناء عليه.

 

سلام حدّد 10 آب موعداً لانتخاب مفتٍ للجمهورية/ مســـــقاوي: ليس موجّها ضــــد قباني

المركزية- بعد "المد والجزر" الذي يتقاذف قضية دار الفتوى بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني من جهة والمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى برئاسة الوزير السابق عمر مسقاوي، ها هي الدار على موعدين جديدين يعكسان مشهد "الخلاف القانوني" الذي يُخيّم على دار الفتوى منذ اكثر من سنتين. فبعد ان اعلن المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة تاريخ 30 آب المقبل موعداً لانتخاب مفت جديد، حددت رئاسة الحكومة اللبنانية العاشر من آب موعداً لانتخاب مفت جديد يخلف المفتي قباني الذي تنتهي ولايته في 14 ايلول المقبل.

مسقاوي: وعلى هذا الخط، جدد الوزير السابق عمر مسقاوي في اتصال مع "المركزية" تأكيده ان "الامور في دار الفتوى تسير نحو الافضل وتحديد موعد 10 آب لانتخاب مفت جديد يؤكد ذلك"، واعلن اننا "كمجلس شرعي بدأنا التحضير للانتخابات"، مشيراً الى "اتصالات يُجريها رئيس الحكومة تمام سلام مع دار الفتوى باعتبار انه وبحسب القانون هو الذي يُعطي التعليمات لمدير عام الاوقاف الاسلامية والدار لاجراء الانتخابات". واوضح انه وبحسب تعديل المادة 7 من القرار الرقم 50 /1996 من النظام الداخلي لدار الفتوى، المرشّح لمنصب مفتي الجمهورية لا يُقدم طلب ترشيحه ولكن يُتداول بإسمه كمرشّح يختاره احد اعضاء المجلس الشرعي بمبادرة شخصية وليس بقرار من المجلس، ويُمكن ان يُرشّح اكثر من اسم"، لافتاً الى "اسماء عدة مرشّحة لمنصب المفتي يتم تداولها عبر وسائل الاعلام، وكلها موضع احترام".

واذ اشار الى ان "الانتخابات واعلان نتائجها تجري في اليوم نفسه ويتم التصديق عليها من قبل الدولة كما يتم تحديد يوم آخر لتنصيب المفتي الجديد يكون بعد انتهاء ولاية المفتي الحالي"، اكد ان "هذا الانتخاب ليس موجّهاً ضد المفتي قباني بل على العكس يجب ان يتم تحت رعايته باعتبار انه ناخب"، وكرر قوله اننا "لا نعترف بموعد 30 آب الذي حدده الشيخ خليفة لانتخاب المفتي".

وختم مسقاوي "نحن نعبّر عن احترامنا الشديد لمقام مفتي الجمهورية ومن يشغله، ونتمنى للمفتي قباني التوفيق في انهاء هذه المهمة بصورة جيّدة"، مذكّراً باننا "كمجلس شرعي كنّا نوجّه له الدعوة في كل مرّة نعقد اجتماعاً لترؤسه، وهذا تأكيد على اعترافنا بوجوده كمفتٍ للجمهورية".

 

لالقاء الحرم الكنسـي على معطلي النصـاب"/ماروني: لا وفاق حتى الآن على ملف الجامعة

المركزية- الانتقاد الذي وجهه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس، الى النواب الذي يعيقون انتخاب رئيس للجمهورية، قد يكون الألذع منذ أن أطلق حملة واسعة من الاتصالات والمشاورات والدعوات كان محورها الرئيسي، ضرورة حضور النواب جلسات الانتخاب وعدم تعطيل النصاب. الا ان عدم التجاوب مع الصرح من قبل النواب المسيحيين قبل سواهم، دفع البطريرك الى رفع لهجته، عله يوقظ بعض الضمائر، عشية جلسة الاربعاء الانتخابية والتي من المرجح ان تجهض كما سابقاتها.  "الكتائب" من جهتها، أعلنت دعمها مواقف الراعي، وقال عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني لـ"المركزية"، "من حق البطريرك رفع الصوت عاليا وبحدة لان الكيل طفح، فلبنان من كل جوانبه السياسية والاقتصادية والامنية في خطر، وهناك فريق من أجل مصالحه الفردية ومن أجل سياسة "أنا أو لا أحد"، يمعن في الفراغ وفي تعطيل النصاب وتعطيل أعمال مجلس النواب التي تبدأ بانتخاب الرئيس. فأقل ما يمكن للراعي فعله هو ان يسميهم بالاسماء وأن يشهّر فيهم، وان يذهب الى الحد الاقصى عبر القاء الحرم الكنسي عليهم لانهم يعطلون الموقع المسيحي الاخير في المنطقة". هل ستحملون هذه الاقتراحات قريبا الى الراعي؟ "التواصل دائم مع بكركي ونحن نستمع الى تعاليمها ونعمل تحت جناحيها، ونبدي رأينا بما تقترحه. وأنا سأنقل قريبا رأيي في هذا الموضوع الى الديمان". وعن جلسة الحكومة المقبلة الخميس وهل ستكون صورية فقط، أشار ماروني الى ان "الحكومة يجب ان تجتمع باستمرار لانجاز أمور المواطنين، خاصة وانها تحمل اليوم مسؤولية مزدوجة هي مسؤوليات الحكومة وصلاحيات رئيس الجمهورية. ويجب ترحيل الامور الخلافية الى جلسات لاحقة، وبت الامور المتوافق عليها. فمصلحة المواطن فوق كل اعتبار، وندعو الى بت الأمور الوفاقية واقرارها، وعدم السماح للخلاف بتعطيل كل الجلسات الوزارية". هل من اتصالات بين "الكتائب" و"الوطني الحر" حول ملف الجامعة اللبنانية؟ أجاب " نجري اتصالات مع الجميع، على المستوى النيابي او الوزاري او بين القيادات الحزبية. ونقوم بهذه الاتصالات لاجل لبنان واستقراره وسلامته في هذه المرحلة الدقيقة"، لافتا الى ان "حتى الساعة لم يتم الوفاق بين "الكتائب" و"التيار" على ملف "الجامعة".

 

غاريوس: لا خـلاف مع الراعـي  ونتفهم موقفه من الشغور الرئاسي

المركزية- أيام قليلة تفصل عن موعد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية الاربعاء المقبل، في موازاة ذلك حضر الاستحقاق الرئاسي، أمس، في عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداس عيد مار شربل في عنايا أثناء حديثه عن "محبي الفراغ". فهل يدفع التصعيد في موقف الراعي النواب المقاطعين لجلسات انتخاب الرئيس الى حضور جلسة الاربعاء؟  عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ناجي غاريوس أكد لـ"المركزية" "ان رأينا في مواقف غبطة البطريرك ننقله مباشرة إليه وليس عبر وسائل الاعلام حرصا على مصداقية موقفنا، ومن المستحيل ان نتجادل مع غبطته عبر الاعلام"، وتابع "نتفهم موقف البطريرك الراعي من الشغور الرئاسي، لكن هذا الشغور مستمر منذ 24 عاما بسبب عدم إعطاء المسيحيين قيمتهم وحقّهم. وهدفنا يتركز على استعادة حقوق المسيحيين المسلوبة منذ اتفاق الطائف". ولفت الى "ان التواصل بين الرابية وبكركي مستمر ودائم، وقد يكون هناك اختلاف في وجهات النظر لكن لا خلاف فيما بيننا، ونحن لم ولن نتعاطى مع بكركي عبر الاعلام بل في شكل مباشر".

وردا على سؤال عن دفع كلام الراعي نواب "التيار الوطني الحرّ" للنزول الى جلسات انتخاب الرئيس، قال غاريوس "يجب ان نفصل بين المسألتين، خصوصا ان من واجبات البطريرك ان يحث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لان من مهام النائب حضور الدورات الانتخابية، لكن الموضوع اكبر من ذلك إثر عدم تمكننا من الوصول الى حلّ في مسألة انتخاب الرئيس لذلك علينا العودة الى الشعب اللبناني مصدر السلطات"، معتبرا "ان دعوة الحريري الجمعة الفائت المسيحيين الى الاتفاق في ما بينهم على رئيس للجمهورية غير مجدية لانه يحجز 27 صوتا وجنبلاط يحجز 7 اصوات، لذا عليه ان يسير باقتراح العماد عون واللجوء الى الشعب لانتخاب الرئيس". وعن لقاء قريب بين الراعي وعون، أوضح "من الطبيعي عقد لقاء مماثل خصوصا ان لا إشكال بين العماد عون والبطريرك الراعي ولا بين التيار وبكركي".

 

"الرئاسة" تحت وطأة حرب غزة والضغط الغربي والمواقف البطريركية وهل تطلق جلسـة الأربعاء إشـارة الضوء الأخضـر لحراك متـجدد؟

المركزية- مع ان جلسات انتخاب رئيس الجمهورية التي يحددها رئيس مجلس النواب نبيه بري كل نحو ثلاثة اسابيع لم تعد موضع اهتمام من الكثير من اللبنانيين المنهمكين في متابعة الملفات التي تمسهم في معيشتهم وحياتهم اليومية بعدما اصبح الارجاء السمة الرئيسية والروتين الاسبوعي، غير ان الاخفاق المستمر في توفير نصاب الجلسة لا يجوز ان يضع الاستحقاق في أسفل سلم الاولويات علما ان الضغط الخارجي في اتجاه انتخاب رئيس للبلاد ووضع حد للفراغ بات يفوق الداخلي، اذ تستشعر بعض دول الغرب مدى الخطر المحيط بلبنان سياسيا وامنيا اكثر بكثير من بعض الفئات السياسية الماضية في تعطيل الاستحقاق عن سابق تصور وتصميم، ما دفع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى مخاطبة المعطلين بعبارات لم ترد سابقا في قاموس عظاته ومواقفه، طالبا شفاعة القديس شربل في عيده "ليمس بروح المسؤولية نواب الامة فيتحرروا من كل حساب رخيص شخصي وفئوي ويتصالحوا مع الوطن والشعب ومع أنفسهم بانتخاب رئيس جمهورية".

وجاءت مواقف البطريرك القاسية على مسافة 72 ساعة من الموعد المضروب للجلسة التاسعة الرئاسية المتوقع الا تحدث مفاجآت ما دامت المعطيات السياسية المتصلة بالشأن الرئاسي على حالها، غير ان مصادر سياسية متابعة اوضحت لـ"المركزية" ان مجموعة التطورات الأخيرة على المستويات السياسية عموماً والأمنية خصوصاً لا بد إلا ان تحرك الملف او تعطي في الحد الأدنى مؤشراً في اتجاه امكان تحريكه، منطلقة في اعتباراتها من ثلاثة محاور: الحراك الغربي البعيد نسبياً من الضوء من اجل توفير ظروف انتخاب رئيس توافقي في اسرع وقت ممكن تحسباً لاي طارئ أمني قد يعرض الساحة اللبنانية لخضة او انتكاسة يصعب في ظل الفراغ في سدة الرئاسة حصر مفاعيلها وأوجبت في السياق الزيارة المتوقعة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبيروت تأكيداً على الدعم الدولي للبنان ومؤسساته الدستورية وحث القيادات السياسية على انتخاب الرئيس لتحصين الاستقرار السياسي والأمني.

أما المحور الثاني فيرتكز الى قاعدة القلق المتنامي من تداعيات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة التي لا تبدو هذه المرة مجرد امتداد تقليدي للمواجهات العسكرية بين حماس وإسرائيل بعدما خلفت تداعيات عابرة للحدود في أكثر من دولة من دول الجوار ما رفع منسوب المخاوف من ان تكون عملية "الجرف الصامد" مشروع انفجار واسع على مستوى المنطقة، خصوصاً إذا كانت اسرائيل قررت عملياً دخول مرحلة جديدة من الاحتلال كما يقول الاسرائيليون أنفسهم بما ينذر بإمكان حصول الانفجار لا سيما في ظل النزاعات الممتدة بين عدد من الدول العربية وغياب التضامن وتنامي مشاريع الهيمنة على القضايا والملفات العربية. وليس ادل الى هذا الواقع، وفق ما تؤكد المصادر، من المحاولات القطرية التركية المبذولة لتبني نظرية رعاة حلول الملفات الشائكة وسحب الورقة من المحور المصري – السعودي الذي لطالما اضطلع بهذا الدور على مدى سنوات خلت.

وإزاء هذا الواقع تقول المصادر ان الخشية من تطور الحرب في غزة وتداعياتها على دول الجوار والقلق من ان يتشظى لبنان في بوابته الجنوبية تشكل عنصر ضغط إضافياً لحمل القيادات على مراجعة حساباتها وبدء البحث عن المرشح التوافقي الكفيل بتحصين الوضع السياسي والأمني في البلاد.

وتعتبر المصادر ان مجموعة الرسائل الصاروخية التي اطلقت من جنوب لبنان كشفت النقاب في جزء منها عن محاولة بعض الأطراف توسيع نطاق المواجهات العسكرية عبر تفجيرها ولئن بطريقة عشوائية لا سيما ان الدفعات الصاروخية التي اطلقت من لبنان تزامنت مع أخرى من شبه جزيرة سيناء في اتجاه إيلات الاسرائيلية مطلع الجاري وضبط السلطات المصرية عشرات صواريخ الغراد المهربة عبر الحدود مع قطاع غزة.

أما المحور الثالث فيتركز حول ضرورة ملء الفراغ الرئاسي وتفعيل دورة العمل في المؤسسات من اجل تأمين استلام لبنان المساعدات المقدمة له عبر مجموعة الدعم الدولية من خلال المؤتمرات التي خصصت لدعمه سياسياً وعسكرياً بهدف تمكينه من مواجهة أزمة النزوح السوري على أراضيه ومضاعفاتها البالغة السلبية.

وترى المصادر المشار اليها ان مجموع هذه التطورات لا بد الا ان يحدث ثغرة في جدار الأزمة الرئاسية خصوصاً ان المساحة الأمنية المتبقية على موعد الانتخابات النيابية تتقلص وتضع على المحك مصير الدولة برمتها.

 

ضابط سوري منشق: حزب الله يخسر يومياً  فــي القلمـون بيـن 15 و30 عنصـراً

المركزية- اتّهم العميد السوري المنشق محمد انور سعد الدين في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، "حزب الله" "بالكذب على انصاره"، مؤكدا ان "قتلى الحزب بالعشرات في منطقة القلمون"، ومشيراً الى ان "معركة القلمون بين قوات المعارضة السورية و"حزب الله" لا تزال مستمرة، وجاءت بعد ان جعل الحزب من القلمون ممراً لأسلحته وعناصره للمشاركة في الحرب التي يشنّها على الشعب السوري".

وقال "حزب الله" يخسر يوميا في القلمون بين 15 و30 عنصراً بينهم قياديون كبار شاركواً في حرب تموز 2006"، مؤكداً ان "الجيش السوري الحر والمعارضة ليست لديهما النيّة بدخول القرى اللبنانية المجاورة للحدود"، وموضحا ان "ما روّج له "حزب الله" حول خطة وضعتها المعارضة السورية للدخول إلى الأراضي اللبنانية غير صحيح على الإطلاق، وهدفه تشويه صورة الشعب السوري المطالب بالحرية والسيادة".

واكد سعد الدين اننا "لن ندخل إلى الأراضي اللبنانية ونحن لا نستهدف المدنيين ولكننا نواجه فقط عناصر "حزب الله" التي تدخل إلى اراضينا من اجل الدفاع عن الرئيس السوري بشار الأسد وارتكاب المجازر في حق الشعب السوري".

 

تيلي لوميار" اطلقت حملة تضامنية مع مسيحيي الموصل

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 17:23

 وطنية - اعلنت "تيلي لوميار" في بيان، عن "إطلاق حملة تضامنية مع مسيحيي الموصل، بعد التعديات التي طالت إخوتنا المسيحيين فيها، وبعد تهجيرهم واستيلاء الدولة الإسلامية في العراق والشام على أملاكهم وأديرتهم وكنائسهم، طابعين على أملاك المهجرين حرف "ن"، دلالة على أن البيت نصراني، وذلك من خلال برامج خاصة ومواكبة للأحداث المستجدة في نشراتها الإخبارية، فاتحة أثيرها اعتبارا من اليوم، لتكون صوت الموجوعين وتحمل معهم صليب المسيح الذي تفخر به، وتصلي مع المشاهدين حول العالم لأجل السلام وعودة المهجرين إلى أرضهم".

 

خطف 3 أشخاص من داخل سيارة في الحلانية على طريق رياق بعلبك

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 19:57

  وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش أن مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفع من نوع "باثفيندر" كحلية، أقدموا في منطقة الحلانية على الطريق الدولي - رياق بعلبك، على اعتراض سيارة من نوع "مرسيدس" طراز "ماي باخ" فضية، واختطفوا منها 3 أشخاص، واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

 

قوى الامن: تحرير مخطوف وتوقيف أحد افراد العصابة

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 14:31

 وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: بتاريخ 18/7/2014 تم إستدراج أحد التجار السوريين ويدعى: م. ش. (مواليد عام 1980) إلى بلدة وادي خالد، وذلك من خلال إتصالات هاتفية من قبل مجهول بحجة اقامة علاقات تجارية معه كونه يملك مصنعا للشوكولا في سورية، الا انه وجد نفسه أمام عصابة حقيقية قامت بخطفه وطلبت مبلغا ماليا لإطلاق سراحه على أن تودع الفدية من قبل ذويه في أحد المصارف الخارجية.  ليل تاريخ 20/7/2014 وبنتيجة المتابعة والرصد تمكنت قوة من فصيلة الميناء بالتنسيق مع فصيلة القبيات في وحدة الدرك الإقليمي من تحرير المخطوف، الذي تبين أنه تعرض لإطلاق نار وتعذيب، كما أوقفت أحد أفراد العصابة ويدعى: ـ أ. خ. ( مواليد عام 1986، لبناني)، وهو مطلوب للقضاء بموجب مذكرات وأحكام عدلية بجرائم: تأليف عصابة مسلحة وسلب وحجز حرية. بالتحقيق معه إعترف بضلوعه في عملية خطف التاجر السوري بالإشتراك مع آخرين يجري تعقبهم بغية توقيفهم. التحقيق جار بإشراف القضاء المختص.

 

سلام استقبل وفدا من لقاء الاحزاب فنيش: للاسراع بانتخاب رئيس وعدم تعطيل عمل مجلسي النواب والوزراء

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 18:48

وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش الذي دعا القوى السياسية الى "عدم تعقيد الأمور"، مطالبا ب"الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية والى عدم تعطيل عمل مجلسي النواب والوزراء والى البت في موضوع سلسلة الرتب والرواتب وقوننة الانفاق". واستقبل سلام وفدا من لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية الذي تحدث باسمه بعد اللقاء النائب السابق كريم الراسي فقال: "لقد اتينا كلقاء احزاب وطنية لنستمع الى دولة الرئيس ولنسأله عن الوضع الأمني والاقتصادي في البلد، هناك الكثير من المشاكل العالقة منها مشاكل سياسية داخلية، توافقية، أمنية،اقتصادية، الى ملف سلسلة الرتب والرواتب وملف الجامعة اللبنانية، لقد تناولنا كل هذه المواضيع مع دولة الرئيس وما لمسناه من دولته هو الجدية ومعالجة الامور بالحوار وهو ما اكدناه واكده دولة الرئيس بأن كل الامور يمكن ان تحل بالحوار". اضاف: "لقد وضعنا امكانياتنا وخدماتنا بتصرف دولة الرئيس نتيجة ادائه وطريقة معالجته للأمور التي لم يسبق ان عانيناها من قبل ونتمنى ان ينسحب ذلك على طاولة مجلس الوزراء وان يبذل جهده لتفادي تعطيل الدورة التشريعية".

 

الكتائب جدد الدعوة لانهاء الفراغ وحذر من استمرار العقول الخبيثة في محاولات هز الاستقرار

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 17:50

  وطنية - أعرب حزب الكتائب اللبنانية في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس أمين الجميل، عن ارتياحه "للاتجاه المطمئن نسبيا للاستحقاق الامني في ضوء نجاح الجيش اللبناني في وقف استئناف اطلاق الصواريخ من منطقة جنوب الليطاني بفعل الاجراءات الميدانية التي اتخذها، ونجاح قوى الامن الداخلي في ضبط الوضع في طرابلس وملاحقة المتورطين في ملفات ارهابية"، محذرا من "استمرار العقول الخبيثة في محاولات هز الاستقرار في لبنان، والحاق البلاد بهول ما يحدث في المنطقة". وجدد الحزب موقفه الداعي الى "إنهاء ولاية الفراغ، ورفض الاستسلام للعجز، والتبصر في تداعيات عدم انتخاب رئيس للجمهورية ان لجهة التهديد النوعي لنظام لبنان الديمقراطي، أو لجهة المحاذير الاخرى سواء في تعطيل عمل الحكومة الذي بدأنا نلمس بعض فصوله، أو لناحية انقضاء ولاية مجلس النواب وبدء الحديث عن خيار التمديد كأمر واقع، وهذا أمر تحذر منه الكتائب وترفضه رفضا قاطعا". وإذ دعا الى "اعتبار الجلسة التشريعية مادة خلافية على كل المستويات الدستورية والسياسية والميثاقية"، طالب المعنيين ب"التعامل مع رواتب القطاع العام كمصاريف مالية دائمة يمكن صرفها استنادا الى اجازة من الحكومة، أو سندا لقانون المحاسبة العمومية، الى أن يتحول مجلس النواب من هيئة ناخبة الى هيئة تشريعية فور انتخاب رئيس للجمهورية". وجدد الحزب موقفه "الحاضن للجامعة اللبنانية"، واضعا "امكاناته كحزب وقراره الوطني داخل الحكومة في خدمة هذا المرفق الوطني"، مجددا دعمه "الكامل لملف التفرغ واقراره في اول جلسة يعقدها مجلس الوزراء"، موضحا أنه يتعامل مع "ملف تعيين العمداء على اساس مروحة من المعايير تجمع بين الكفاءة والتوازن وابعاد شبح التسييس عن الجامعة ومجلسها". وكرر ادانته "الشديدة لاحداث غزة التي تشكل عدوانا حقيقيا على الشعب الفلسطيني الواقع بأسره تحت رحمة آلة القتل الاسرائيلية، دون اقامة أي اعتبار للقانون الدولي وقواعده التي تفرض تحييد المدنيين وحمايتهم"، مستنكرا "الصمت الدولي، والعجز عن اتخاذ أي تدبير مستعجل لوقف مسلسل القتل". وأعرب عن بالغ قلقه من "استهداف المسيحيين في العراق وحملهم على ترك دينهم أو ترك البلاد، والامران مرفوضان والوضع يستدعي حماية دولية للمسيحيين في مناطق وجودهم، وحماية التعددية في المنطقة في هذه المرحلة الخطيرة الى حين الاستقرار الكامل".

 

السنيورة لوفد هيئة التنسيق: حريصون على تأمين حقوقكم من دون المساس بالاستقرار

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 18:25

 وطنية - استقبل رئيس "كتلة المستقبل النيابية" الرئيس فؤاد السنيورة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في مكتبه في "بلس"، وفدا من "هيئة التنسيق النقابية"، في حضور النواب جمال الجراح، غازي يوسف، امين وهبي وباسم الشاب. وفي بداية الاجتماع، تحدث باسم الهيئة حنا غريب ونعمة محفوظ ومحمود حيدر ثم محمد قاسم، عن "مطالب هيئة التنسيق واهمية اقرار السلسلة بعد مسيرة النضال الطويلة للاساتذة"، مشددين على "احقية مطالبهم للحفاظ على الكرامة والعيش الكريم".

السنيورة

بدوره، اكد السنيورة للوفد "اني اقف الى جانبكم والى جانب مطالبكم، والرئيس رفيق الحريري استثمر في التعليم وانفق على قطاع التربية وتعليم اللبنانيين، ونحن نعتبر ان الانفاق على قطاع التربية ليس انفاقا، بل هو بمثابة استثمار في مستقبل لبنان، وارجو ان تعلموا اننا في "تيار المستقبل" و"كتلة المستقبل" قد اتخذنا قرارنا واعلناه، وهو اننا الى جانب اقرار السلسلة. لكننا في الوقت عينه، لا يمكن ان نرضى ان نوافق على صرف اموال لا تغطية لها لناحية الايرادات، ونحن لا نريد ان نعطي بيد وندفع البلد الى منزلقات خطيرة غير مدروسة". كما اكد ان "تيار المستقبل يقف بصراحة وعلانية الى جانب اقرار سلسلة الرتب والرواتب للاساتذة والموظفين من اجل انصافهم واقفال هذا الملف الذي يطال شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يعملون من اجل اعداد الاجيال في لبنان"، معتبرا ان "المشكلة التي تقف عقبة دون تحقيق هذا الهدف الان، هي غياب الايرادات الجدية الموثوقة التي تؤمن التغطية للمصاريف التي ترتبها مبالغ السلسلة". اضاف: "نحن في تيار المستقبل نعتبر ان الانفاق على قطاع التربية وقطاع التعليم هو استثمار في مستقبل لبنان وليس بمثابة انفاق". واوضح ان "لبنان تعرض لمشكلات مالية كبيرة عامي 1992 وفي 2001 وانتم تعرفون النتائج في 1992، وفي العام 2001 خرجنا من مأزق افلاس الدولة عبر مساعدة العالم لنا والدول التي وقفت معنا والاجراءات التي قمنا بتنفيذها، ومنها تطبيق ضريبة القيمة المضافة التي سمحت لنا بالصمود وعدم الانزلاق الى التضحم، والان يتم طرح موضوع السلسلة من دون وجود اقتراحات لايرادات جدية تغطي مبالغ انفاق السلسلة. لذلك ساقولها بصراحة، انا كنائب مسؤول عن انصافكم، لكنني مسؤول ايضا عن الحؤول دون ان ادفع البلاد نحو مأزق جديد يعرض الاقتصاد والمالية العامة لمخاطر، لاننا اذا وقعنا في الحفرة هذه المرة لن يساعدنا احد وستكون المسؤولية علينا وعلى عائلاتنا". وبعد نقاش طويل، تم التأكيد على "ان تيار المستقبل يؤيد السلسلة وانصاف العاملين في القطاع العام دون تردد، والمطلوب استكمال البحث مع الاطراف المعنية للوصول الى تفاهمات بشأن الايرادات الجدية. وتقدمت هيئة التنسيق بمقرحات للدرس تساعد على اقرار المطالب وقد وعد الرئيس السنيورة بدراستها واستكمال البحث معهم في المستقبل القريب". وختم السنيورة اللقاء مع هيئة التنسيق، مشددا على "تمسكه بالهيئة كاطار جامع للبنانيين من خارج الاصطفاف الطائفي والمذهبي في لمواجهة موجات التطرف والتعصب المنتشرة الان".

بلامبلي

وكان الرئيس السنيورة استقبل صباحا، ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي ثم السفير الايطالي جوسيبي مورابيتو وكان بحث في اوضاع لبنان والمنطقة.

 

بان كي مون وصل الى مصر لمناقشة الوضع في غزة

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 17:42

  اقليميات - وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، اليوم، الى مصر للبحث في الوضع في قطاع غزة حيث قتل اكثر من 520 فلسطينيا في خلال اسبوعين جراء الهجوم الاسرائيلي، بحسب مسؤولين في مطار القاهرة، وفي اطار جولة في الشرق الاوسط تهدف الى وضع حد للنزاع بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. وسيلتقي الامين العام للامم المتحدة وزير الخارجية المصري سامح شكري فيما ينتظر وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري في وقت لاحق اليوم الى العاصمة المصرية.

 

الادارة" تابعت اقتراح اكتساب غير اللبنانيين الحقوق العقارية

المركزية- تابعت لجنة الادارة والعدل النيابية مناقشة اقتراح القانون المتعلق باكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينية العقارية في لبنان، وذلك في جلسة عقدتها قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي برئاسة النائب روبير غانم وحضور النواب: نعمة الله ابي نصر، غسان مخيبر، عماد الحوت، سمير الجسر واميل رحمة ومشاركة المدير العام للتنظيم المدني الياس الطويل، ممثلة وزارة العدل مارلين الجر، ممثل نقابة محامي بيروت منير الحاج وعلي رحال. وستستكمل اللجنة مناقشة الاقتراح في جلسة لاحقة".

 

نصرالله يتصل بخالد مشعل: حزب الله يقف بجانب مقاومة الفلسطينيين قلبا وارادة

نهارنت/اتصل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، معلناً وقوف حزب الله الى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني. وأكد نصرالله، الإثنين، لمشعل "وقوف حزب الله والمقاومة اللبنانية إلى جانب انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني قلباً وقالبا وارادة وأملاً ومصيراً". وشهد قطاع غزة الاحد اليوم الاكثر دموية في الهجوم الاسرائيلي المتواصل عليه لليوم الرابع عشر مع سقوط 121 قتيلا فلسطينيا، بينما مني الجيش الاسرائيلي بضربة قاسية تمثلت بمقتل 13 من عناصر لواء غولاني الشهير واعلان حماس أسر جندي اسرائيلي. وارتفع بذلك العدد الاجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي في الثامن من تموزالى 470 قتيلا واكثر من ثلاثة الاف جريح. يشار الى أن "حزب الله" يحارب في سوريا منذ تموز 2013، الى جانب النظام السوري.

 

لبنان يتضامن اعلاميا مع غزة عبر نشرة اخبارية تلفزيونية موحدة: فلسطين لست وحدك

الإثنين 21 تموز 2014 الساعة 21:27

وطنية - توحدت القنوات التلفزيونية اللبنانية كافة في تمام الساعة الثامنة وعشر دقائق، في نشرة موحدة وبصوت واحد، بعنوان "لست وحدك فلسطين".

وفي خطوة تضامنية فريدة من نوعها، إجتمع مذيعا تلفزيوني "المستقبل" منير الحافي و"المنار" علي المسمار، لقراءة مقدمة مشتركة تحاكي غزة، كتبها ناشر ورئيس تحرير جريدة "السفير" طلال سلمان، جاء فيه :

المنار:

"مساء الخير يا غزة، التي صارت عنوانا للصمود بالشهادة ولافتداء الأرض المقدسة بالدماء المقدسة،

مساء الخير من بيروت التي أحرقتها النار الإسرائيلية، ذات يوم، ولم ترفع الأعلام البيضاء،

مساء الخير للشهداء، أطفالا ونساء ، بيوتا ومدارس، مستشفيات وأكواخا للجوء الثاني، الثالث، الرابع...

المستقبل:

مساء الخير، للذين ذهبوا إلى البحر فتية يضجون بالحياة، فاعتبرتهم طائرات العدو الإسرائيلي، أهدافا عسكرية، وطاردتهم حتى القتل..

مساء الخير، لمجد الصمود بالشهادة،

مساء الخير يا غزة هاشم، يا فلسطين درب الآلام والقيامة والمسجد الأقصى، الذي بارك الله من حوله.

يا الأرض المقدسة ، المجللة بأكاليل الشوك وافتقاد الأهل.

المنار:

و هذه تحية في اليوم الرابع عشر من صمود فلسطين البطولي حيث تفتدى الأرض بأرواح أهلها فتزداد قداستها.. وها أن القنوات اللبنانية جميعها تتلاقى على بثها في نشرة واحدة تأكيدا لوحدة الموقف من بسالة هذا الشعب المحاصر بالموت الإسرائيلي أرضا وبحرا وجوا.

إن العدو واحد والموقف من هذا الشعب المنذور للشهادة واحد.

المستقبل:

ها هو لبنان موحد في صوت تضامنه مع شعب فلسطين في غزة. وهذه النشرة مجرد عنوان لهذا التضامن، الذي تشاركت فيه محطات: الجديد، أل بي سي آي، المستقبل، أم تي في ، المنار ، تلفزيون لبنان ، أن بي أن ، أو تي في.

قدر الشعوب العربية أن تحرر أرضها من الاحتلال الإسرائيلي بدمائها، لتصنع فوقها، غدها الأفضل.

المقدمات المشتركة للتلفزيونات كافة:

1- مساء الخير من تلفزيون لبنان

هي نشرة فلسطين، جارتنا، نجمتنا، ملح اقلامنا وبيارة برتقالنا ... وقبلتنا التي نحملها بين جرحين

2 - مساء الخير من الnbn

على ارض سكنتنا حد الوحدة وطوعتنا اليوم جنودا في كتيبة الحبر والصورة

3- مساء الخير من الجديد

مساء الخير يا قدس ، يا غزة .. وهدير عكا.. يا كل المدن العالقة في البال كحنظلة ، كالبنات السمر في يافا ، مساء الخير من الجديد في نشرة المبادرة للارض المحتلة .. لنقول لها : فلسطين لست وحدك

4- مساء الخير الlbc

على ارض نرميها اليوم بتحية اعلامية تدور كفراشة تحلم حول مصابيح القدس العتيقة... هي نشرة فلسطين.. وعناوينها روح تطوف بين بلدين

5- مساء الخير من ال mtv

المساءات تسأل فلسطين السماح ... ربما نخجل أن نبلغك أنا انشغلنا عنك بهذيان السياسة عندنا ... ما أرفعك يا مدن الصلب وما أشقانا

6- مساء الخير من الotv

أتينا لترشيد الدرب الصحافية ... لنعيد تصويبها على تقويم شجر زيتونك ودرويشك...

لفلسطين نسلم مفتاحنا الاعلامي بمقدمة بقلم الاستاذ طلال سلمان.. وعلى درب فلسطين نلتقي جميعا وللمنار والمستقبل أول الكلام.

 

خريطة طريق الحريري فجرت سجالاً داخلياً والتيــــار يــرد غداً

السنيورة بدأ تحركاً لتسويقها وضغط غربي لانجـــاز الاستحقــاق

رواتب الموظفين رهن المفاوضات واحتجاج اسلامي على توقيف الصباغ

المركزية- يبدو المشهد الداخلي المضطرب وبوصلة الحركة السياسية متجهين نحو مزيد من الضغط في اتجاه انضاج ظروف انجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يحمل صفة الالحاح والعجلة، في ضوء التعقيدات الاقليمية المحيطة بالواقع اللبناني من غزة الى سوريا والعراق والمحلية الجانحة نحو الخطورة سياسيا وامنيا. وفي اعقاب مبادرة الرئيس سعد الحريري و"خطة الطريق" التي حددها بست نقاط على امل ان تلقى اذانا صاغية وتجاوبا من القوى السياسية في مقلب فريق 8 اذار الذي لم تظهر اي من المواقف هذا الاتجاه بل العكس، تتجه الانظار الى مرحلة تالية اولى محطاتها الجمعة المقبل، عندما تتبلور في خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله طبيعة المواقف والرؤية السياسية للحزب، وسط تساؤلات عن وقع خريطة الحريري في دوائر القرار الخاصة به وكيفية تلقفها، خصوصا ان البند الثالث فيها موجه مباشرة للحزب عبر دعوته للانسحاب من سوريا.

وفي حين كانت قيادة تيار "المستقبل" راهنت على تلقف القوى السياسية المبادرة بايجابية اكبر، اعربت مصادر رد التيار: في "التيار الوطني الحر" عن استغراب مواقف الحريري التي لم تقدم حلولا بل اجابات سلبية على طروحات رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الاخيرة، وتوقعت عبر "المركزية" ان يأتي الرد على الحريري في البيان الاسبوعي عقب اجتماع التكتل غدا. واوضحت ان الحريري تمكن بحواره مع التيار الوطني الحر من تحصيل مكاسب ان على مستوى تشكيل الحكومة او التعيينات الادارية ولم يقدم اي شيء في المقابل، وانتقدت ما اعتبرته "فوقية" من الحريري في اشارته "الى اننا لن نقف مكتوفي الايدي ازاء غياب التوافق المسيحي على الاستحقاق الرئاسي". وعكس بيان اللقاء المسيحي التوجه نفسه، اذ رد في مؤتمر صحافي على طروحات الحريري برفضها بالمطلق ودعاه الى احترام مبدأ المناصفة، مؤكدا "ان ليس لاحد ان يملي على المسيحيين دروسا او امثولات في موضوع وثيقة الوفاق الوطني وظروفها ومبادئها وسائر مندرجاتها".

بيان الحريري: واستتبع بيان "اللقاء المسيحي" برد فوري من المكتب الاعلامي للرئيس الحريري الذي اسف بشدة لكون اصحاب البيان بذلوا جهدا كبيرا لاجراء قراءة مغلوطة لكلمته، تعمدت تحريف مقاصده النبيلة واغراقه في تحليلات لمحاسبة نوايا غير موجودة اصلا، والعودة بالحوار السياسي في البلاد الى مجالات جديدة من التعقيد لا وظيفة لها سوى ابقاء الوضع على ما هو عليه ورفض التقدم نحو ايجاد المخرج الممكن للشغور في موقع الرئاسة.

وفي انتظار موقف التكتل غدا، اوضحت اوساط في قوى 14 اذار لـ"المركزية" ان عون يبدو اخطأ في تحديد اهداف حواره مع تيار "المستقبل" الذي اعلن مرارا انها غير متصلة في اي شكل بالاستحقاق الرئاسي خصوصا ان عون يعلم علم اليقين ان الحريري لن يقدم على تبني ترشيحه للرئاسة لان من شأن ذلك احداث انشقاق مع حلفائه في قوى 14 اذار، كما ان عون ليس قادرا على تقديم التنازلات الكفيلة بايصاله الى الرئاسة لان من شأنها فك تحالفه مع حلفائه في فريق 8 اذار وتاليا تغيير موازين القوى السياسية المتحكمة راهنا بالساحة اللبنانية.

واذا كان التيار الوطني الحر اعد الرد على خريطة الحريري غدا، فانه وضع نفسه في موقع الاحراج لجهة عدم امكانية الرد على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اطلق مواقف حادة في وجه النواب من "محبي الفراغ" متمنيا من القديس شربل "ان يمسهم بروح المسؤولية فيتحرروا من كل حساب رخيص، شخصي أو فئوي، ويتصالحوا مع الوطن والشعب بل ومع أنفسهم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وسألت "المركزية" عضو التكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس عن الموقف من كلام الراعي فاكد "ان لا خلاف معه واننا نتفهم موقفه من الشغور الرئاسي، لكن هذا الشغور مستمر منذ 24 عاما بسبب عدم اعطاء المسيحيين حقوقهم والهدف يتركز على استعادة حقوق المسيحيين المسلوبة منذ اتفاق الطائف".

في غضون ذلك، علمت "المركزية" ان الرئيس سعد الحريري اتفق ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة على التحرك في الداخل في محاولة لتسويق خريطة الطريق التي رسمها في كلمته، فزار السنيورة ومدير مكتب الحريري نادر الحريري للغاية الرئيس امين الجميل في بكفيا امس وتم البحث في مضمون مبادرة الحريري واتفق المجتمعون على وجوب الخروج سريعا من مربع الانتظار واحياء دينامية تقوم على تفعيل المؤسسات وطرد شبح التعطيل بدءا بانتخاب رئيس جمهورية.

ضغط غربي: واوضحت مصادر سياسية متابعة ان مبادرة الحريري تتسم بأهمية خاصة من زاوية تزامنها مع مسعى غربي لفصل ازمة لبنان وملفاته عن ازمات المنطقة، وتحريرها من الضغوط التي توظفها كورقة في الكباش الاقليمي. واوضحت ان البطريرك الراعي ينطلق في مواقفه الحادة الاخيرة من توجه فاتيكاني ترجم حراكا في اتجاه فرنسا والولايات المتحدة الاميركية لممارسة الضغط على المعنيين، تمهيدا لانجاز الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت، خصوصا ان فرنسا كانت تواصلت مع المملكة العربية السعودية وايران للغاية نفسها لكنها لم تلق تجاوبا لا سيما من الجانب الايراني الذي، في رأي المصادر، لن يتخلى راهنا عن ورقة من اوراقه التفاوضية الضاغطة التي يستخدمها في مفاوضاته في الملف النووي، وهو ما ترفضه دول الغرب خصوصا الولايات المتحدة الاميركية التي تصر على فصل ملفات المنطقة وتحديدا سوريا والعراق ولبنان عن الملف النووي، على ان توضع على طاولة البحث بعد توقيع الاتفاق، وهو ما دفع وفق المصادر الى تمديد مدة التفاوض اربعة اشهر اضافية، وعزت التعثر الى الصراع الداخلي الايراني بين جناحي الانفتاح الذي يمثله الرئيس حسن روحاني والتشدد بقيادة الحرس الثوري.

رواتب الموظفين: في المقلب المالي لم يبرز جديد يوحي بامكان حل عقدة صرف رواتب موظفي القطاع العام في حين رصدت حركة لم تتظهر اي من نتائجها في وزارة المال التي زارها النائب جمال الجراح المكلف وزميله النائب غازي يوسف متابعة الملفات المالية مع الوزير علي حسن خليل، والسراي، حيث زار وزير الصحة وائل ابو فاعور الرئيس تمام سلام في اطار استكمال المباحثات.

طرابلس: على خط آخر، وبعد الانجازات التي حققتها الاجهزة الامنية في طرابلس المتمثلة بتوقيف حسام الصباغ الذي لعب دورا اساسيا في تزويد الانتحاريين بالمواد المتفجرة، نفذت هيئة العلماء المسلمين اعتصاما بعنوان "الحرية لصمام امان طرابلس والشمال الحاج حسام الصباغ، للم الشمل وتوحيد الصفوف" القيت خلاله كلمات اعتبرت "ان توقيف الصباغ هدفه اعادة الفوضى الى طرابلس، وشنت هجمات على ايران وحزب الله الذي يريد الهيمنة على لبنان". وعقد اللقاء الوطني الاسلامي اجتماعا اكد فيه ضرورة تصويب الخطة الامنية معتبرا توقيف الصباغ ملتبسا ومشبوها. وتوازيا، تم تشييع منذر الحسن الذي قتل امس خلال مداهمة فرع المعلومات شقة كان يقطنها في طرابلس وهو متهم بايصال المتفجرات للسعوديين اللذين فجرا نفسيهما في فندق "دو روي".

 

أين أمضى عون "الويك أند" وما هي شروط انسحابه؟

July 21, 2014/في الوقت الذي كان فيه الرئيس سعد الحريري يطلق موقفه الذي حمل صفة "المبادرة الإنقاذيّة"، كان العماد ميشال عون يبدأ عطلة نهاية الأسبوع في ضيافة صهره الوزير جبران باسيل في اللقلوق، بحضور أفراد العائلة وبعض المقرّبين. وفي انتظار أن يعلن عون موقفه الرسمي من كلام الحريري الأخير، حملت المواقف النيابيّة للتيار الوطني الحر نوعاً من سقوط الرهان على احتمال دعم الرئيس سعد الحريري لعون في معركته الرئاسيّة غير المعلنة. ونقلت "الديار" عن سفير لبنان الاسبق في واشنطن الدكتور عبدالله ابو حبيب، من موقعه في الفريق المحيط بالعماد عون، أن رئيس التكتل لا يسعى الى عقد صفقات جانبيّة أو تفاهمات ثنائيّة مع أفرقاء داخل قوى 14 آذار المسيحيّة، ولذلك لم يقدم على محاورتهم لكون التوافق طابعه مسيحي ومرتبط بمصلحة المسيحيّين وحماية دور الرئاسة، ولذلك كان العماد عون يأمل في أن يحصل توافق جماعي في لقاءات بكركي. لكن الدكتور جعجع غاب مرتين عن الاجتماعات التي كان سيعرض خلالها رئيس تكتل التغيير والاصلاح افكاره.  وحيال مضي العماد عون في ترشيحه بعد ما تضمّنته مبادرة الرئيس الحريري من رؤية لا تتوافق مع حساباته، كشف السفير ابو حبيب، أنّ العماد عون يتراجع عن ترشحه او يخرج ذاته من هذه المواجهة، اذا ما تمكن من تحصيل ثلاثة امور تتوزع، بين تفاهم القوى السياسية وفق ترجمة دستورية لاحقاً، اولاً على تحديد آليّة انتخاب رئيس الجمهورية غير المعتمدة حالياً، ثانياً، تحديد آلية تسمية رئيس الحكومة ومهلة التشكيل، وثالثاً التفاهم على قانون للانتخابات النيابيّة حديث ويحرّر المرشحين المسيحيّين من أصوات غير المسيحيّين بحيث يفوز النائب المسيحي بأصوات المقترع المسيحي.

 

بماذا تفاجأ البطريرك الراعي؟

July 21, 2014

لم يخلُ الاحتفال بعيد القديس شربل في عنايا يوم أمس من المعاني السياسيّة، انطلاقاً من أمرين: مشاركة رئيس الجمهوريّة السابق ميشال سليمان في القداس، في إطلالة شعبيّة أرادها سليمان انطلاقة لعمله السياسي متحرّراً من موقعه الدستوري السابق، والموقف المفاجئ الذي عبّر عنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظته حين أعلن عن أنّه كان يفضّل التمديد للرئيس سليمان على حصول الفراغ، غامزاً من قناة من رفض ذلك وفضّل إقفال قصر بعبدا. ولكن، بعيداً عن الحدثين، برزت أمس مشاركة شعبيّة منظّمة في القداس الذي أقيم في عنايا بمناسبة عيد القديس شربل، حيث فوجئ البطريرك الراعي بمشاركة مواطنين يحملون يافطات مندّدة بتعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة وداعية الى انتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة في أسرع وقت... وبدا واضحاً أنّ مضمون اليافطات يحمل، من جهة، تأييداً للرئيس سليمان وللبطريرك الراعي، ومن جهة أخرى انتقاداً غير مباشر لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على مشاركته في تعطيل النصاب لانتخاب الرئيس. وتوجّه الراعي بالتحيّة الى المشاركين في الصلاة الذين حملوا يافطات باللغتين العربيّة والفرنسيّة، خصوصاً أنّ مضمون هذه اليافطات بدا منسجماً تماماً مع ما ورد في عظته.

 

انتخاب الرئيس مسألة تتصل بـ"الأمن الحضاري" بعد الموصل

المستقبل - وسام سعادة

لا يمكن، تحت أي ذريعة كان، التقليل من التداعيات الكارثية للتهجير الإجرامي الذي تعرّض له مسيحيّو الموصل في الأيام الأخيرة على يد «داعش»، والذي، إن اندرج ضمن مأساة عراقية شاملة، إلا أنه تطوّر خطير يحتفظ بخصوصيته، حيث يرتبط بمسألة إقليمية باتت تتعلّق بمسيحيي هذا الشرق العربي ككل.

فإذا كانت الحربان الأهليتان السورية والعراقية قد آلتا بعد سنوات من تطورهما شبه المتوازي إلى اختلاط دموي وواسع بينهما في وحدة «الحرب الأهلية المشرقية الشاملة»، وإذا كانت هذه الحرب الأهلية تأكل أساساً من الأكثرية المسلمة على اختلاف مذاهبها وتتخذ من الصراع المذهبي، المتداخل مع تجاذب العواصم المحيطة بسوريا والعراق، والمتقاطع مع تعقيدات إثنية عديدة، كالمسألة الكردية، فإنّها حرب تهدّد الوجود المسيحي المشرقي بحدّ ذاته بالاندثار، طارحة على نحو أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى «المسألة المسيحية» في الشرق العربي. وهذه المسألة، إذا تجاوزنا اللغو، ودخلنا في صلب الموضوع بشكل صارم، وصادم، هي مسألة اندثار مسيحيي أكبر بلدين في الهلال الخصيب، العراق وسوريا. حدث ذلك أولاً بنزيف مزمن على امتداد العقود أمعنت في زيادة منسوبه «الكبوة الاستبدادية البعثية»، رغم تمتع المسيحيين في ظلّها بحرية المعتقد وبمعدّل بطش أقل بشكل واضح مما كانت تذوقه أكثر السكّان، واحتفاظ نخب كثيرة منهم بالوزن الاقتصادي والثقافي المراكم على امتداد العهود السابقة. ثم سقط الاستبداد الصدامي، بالتدخل الأميركي، وانفجرت الأرض السورية ضد الاستبداد الأسديّ الذي استطاع بعد ذلك أن يجدّد نفسه، من نظام محتضر دموياً إلى نظام احتضار دموي مزمن. فكانت النتيجة نزيفاً متصاعداً ومتسارعاً لجملة أسباب، منها طبعاً أن ملايين العراقيين والسوريين حُملوا أساساً على مغادرة بلديهما وكانت للمسيحيين قابلية أكبر، ثقافياً واقتصادياً في الانتقال الى بلدان أخرى، ومنها تترّس الاستبداد البعثي، في الحالتين الصدامية والأسدية، بهما، والعدائية العنيفة للحركات الجهادية ضدّ هذه الجماعات المسيحية التي تشكّل ليس فقط «الآخر الكتابيّ»، وإنما حلقة الوصل الحضارية مع التاريخ القديم، ما قبل المسيحي، للمنطقة، وحلقة الوصل الحضارية مع الغرب المسيحي، أو ما بعد المسيحي. بالتأكيد، سوف يعود عشرات الآلاف من المسيحيين إلى سوريا والعراق ولو بعد حين، لكن شيئاً لا يمكنه أن يعوّض هذا النزيف والأخطر منه لحظته الأكثر عدوانية ضد تاريخ هذه المنطقة وضد مستقبلها: لحظة المجون الداعشي في الموصل.

في المقابل، الجانب الآخر من المسألة المسيحية يفيد، أنه، بعد قرن على المأساة الأرمنية، ثم ضياع أرمينيا الصغرى، أي ذلك المدى حيث الكثافة الأرمنية والسريانية في كيليكية والرها، ثم المجازر بحق الأشوريين في الثلاثينات، ثم النزيف اللبناني، فالعراقي - السوري، اضمحلال الوجود المسيحي في فلسطين، فإن الوجود المسيحي في الشرق العربي، لا يزال يتكثّف أمام جماعتين أساسيتين: مسيحيو لبنان، وأكثريتهم من السريان الموارنة، ومسيحيو مصر، وأكثرهم من الأقباط. إلى حد كبير، المسألة المسيحية في الشرق اليوم، هي مسألة اندثار الوجود المسيحي في سوريا والعراق، كما أنها مسألة نجاح الوجود المسيحي في مصر ولبنان من الاستمرار، وبشكل يفترض دراسة هذه الثنائية المارونية - القبطية وما يمكن البناء عليها، كعمود فقري لإستراتيجية مسيحية منخرطة في مشكلات هذه المنطقة، على قاعدة وجب أن تكون غير استنزافية والتحاقية وغير انعزالية في آن، وهنا الصعوبة الكبرى، وهنا بيت القصيد. الوجود المسيحي في لبنان ومصر هو «البقية الحضارية المستمرة» للوجود المسيحي في المنطقة. وهنا، أياً كانت صلاحيات رئاسة الجمهورية في لبنان، فإن بقاء المنصب في المسيحيين لهو مسألة تتجاوز حدود لبنان نفسه، وتتصل جديّاً بـ«الأمن الحضاري» للمنطقة. الاستمرار في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية هو بهذا المعنى مزحة ثقيلة لا تحتمل. في المقابل، غياب أي عمل تعبوي مسيحي ضاغط من أجل الإسراع في الانتخاب هو غياب غير مبرّر البتة.

 

هكذا اهتزت صورة حزب الله امام جمهوره

علي الحسيني/موقع 14 آذار

أحرج مقطع الفيديو المصور الذي بثته المعارضة السورية منذ فترة وجيزة على موقع "يوتيوب" لعناصر "حزب الله" وهم يفرون من ارض المعركة في جبال القلمون قيادة الحزب وجمهورها على حد سواء خصوصا وأن هذا الاخير اي الجمهور لم يتعود يوما على مشهد من هذا النوع ما حدا به الى اعتبار ما حصل بأنه وصمة عار من الصعب محوها او إزالتها من ذاكرته بعدما زرعوا في عقوله وعلى مدى سنوات طويلة اوهام النصر والفتوحات القادمة. مني "حزب الله" في تلك المعركة بخسارة قاسية وفادحة من الصعب نسيانها او حتى المرور عليها وكأنها شيئ لم يكن. كل المعطيات التي كان يمتلكها الحزب كانت تؤشر الى ان امر ما سيحدث فعلاً على هذه الجبهة التي اطلق عليها عناصر الحزب مؤخراً "جبهة الموت" فكانت التحضيرات العسكرية واللوجستية شبه منجزة وقيادته العسكرية في سوريا على اهبة الاستعداد للبدء بفتح المعركة عندما تحين ساعة الصفر أو اللحظة المؤاتية وهذا ما تبيّن من خلال الحشود العسكرية التي استمر تدفقها بشكل متواصل عند الحدود اللبنانية السورية الى الداخل السوري.

لغاية اليوم لم تهضم بيئة "حزب الله" ما جرى في تلك الليلة إذا ان تسعة مقاتلين من خيرة عناصر الحزب قتلوا دفعة واحدة ولذلك هي غير مستعدة لأن تغفر للقيادة مجتمعة أقله في المدى المنظور. يوم الاثنين الذي تلى يوم الليلة "المشؤومة" كان يوم تشييع بإمتياز ويوم غضب عند هذه البيئة انصبت فيه كل الانتقادات على المسؤولين عن هذه "المجزرة" الحقيقية. خلال تشييع بلال كسرواني سكان البسطا التحتا وهو احد عناصر "حزب الله" الثمانية الذين سقطوا في تلك المعركة كانت روحه حاضرة بين الجموع، الجميع كان يتحدث عن شجاعة هذا الشاب وعن كرمه واخلاقه لدرجة وصل فيها القول على لسان احد اقاربه "ضيعان يموت هيك موتة، يا ريت استشهد بالجنوب". كانت اصوات الدعوات للأخذ بالثأر تطغو في بعض الاحيان على همسات كانت تدور بين عدد من الشبان من اصدقاء "بلال" حتى ان بعضهم كان معه على ارض الموقعة لحظة مقتله. يحدث احدهم مجموعة من المقربين لخط الحزب عن كيفية حصول المعركة "كنا ثلاثين عنصراً قد تحضرنا قبل يومين للمعركة داخل موقع متقدم جدا عن بقية العناصر وكنا نرصد تحركاتهم اثناء النهار لكن سرعان ما كانوا يختفون مع حلول الظلام وعندما كنا نطالب بالبدء بالهجوم كانت تأتي التعليمات بالمنع. ليل الاحد الفائت فوجئنا بأعداد هائلة من "التكفيريين" يتسللون الى موقعنا مع غزارة نيران بعضهم كان يقود دراجات نارية رباعية السوق (ATV) كانوا بالمئات يمتلكون اسلحة متنوعة قتلنا الكثير منهم لكنهم تفوقو علينا بالعدد، شاهدت بأم عيني احد عناصرهم يضع جثتين من عناصرنا على واجهة دراجته وينطلق بهم نحو الجرود". لا يختلف رأي جمهور "حزب الله" عن عدد لا يُستهان به من عناصر الحزب نفسه ففي الجنوب والضاحية هناك فئة تعض على موتها بعدما تحولت وظيفتها من الدعم الى استقبال القتلى، وفي البقاع البعض بدأ يُجاهر بعدم موافقته على النزف الحاصل وفي رأيه ان الوضع في سوريا يزداد صعوبة وتعقيدا ولا يمكن لأي طرف ان ينتصر على الاخر. اليوم تبدل المشهد وانقلبت الصورة او ربما اصبحت اوضح وشتان ما بين صورة الماضي وصورة اليوم. في الأولى كانت عدسات كاميرا "المقاومة" تُري العالم كله مشاهد عن محتلة وهي تتحول الى اشلاء على ارض الجنوب، لكن اليوم هناك من يتكفل برصد عناصر هذه "المقاومة" بالصوت والصورة وهم يجرون اذيال الخيبة داخل سوريا.