المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 حزيران/2014

 

**في اسفل الصفحة/النص الكامل لكلمة السيد حسن نصر الله في حفل تأبين الفقيد الشيخ مصطفى قصير

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس مرقس12/من28حتى34/اَلوَصِيَّةُ الأُولَى هِيَ: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيل، أَلرَّبُّ إِلهُنَا هُوَ رَبٌّ وَاحِد  

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم/السلام هو عطية من الله، لكنه يتطلب التزامنا. لنحاول أن نكون أُناس سلام من خلال الصلوات والأفعال.

*حزب الله يستأنف سرقاته الوقحة لأراضي الوقف الماروني في لاسا
*بالصوت/قراءة للياس بجاني في سرقات حزب الله لأراضي لاسا وفي احتلال الحزب للبنان/عناوين الأخبار وتقارير/06 حزيران/14
*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 06 حزيران/14
*نشرتنا الإنكليزية

*الشر لا يتعايش مع الخير ولا الاحتلال مع قوى الاستقلال/الياس بجاني

*نصرالله:اتهامنا بتعطيل انتخابات الرئاسة للوصول الى المثالثة باطل وانتخابات سوريا اعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب عليها

*حزب الله" يعيد تأزيم "عقارات لاسا" مع توتر علاقته ببكركي

*مخاوف من مخطط لـ”حزب الله” لإطالة الفراغ وشل عمل المؤسسات

*فارس سعيد لـ”لبنان الحر”: انهيار المؤسسات سيؤدي الى طرح المؤتمر التأسيسي الذي يتبناه “حزب الله

*فارس سعيد يعقد مؤتمراً صحافياً غداَ يتناول فيه موضوع الإعتداء المليشياوي في لاسا

*فارس سعيد لـ”السياسة”: أناشد المشنوق وقف تعديات “حزب الله” على أملاك المسيحيين

*من قال ان روبير غانم في ١٤ آذار؟

*لماذا فتح جرح لاسا مجدداً في هذا التوقيت/باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

*آمال واهية على تأييد أميركي لرئيس قوي/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*مانشيت جريدة الجمهورية: مساعٍ لتكرار تجربة السنيورة ونصرالله لعدم انتظار الخارج

*الراعي "ينتفض" على الفراغ الرئاسي: "ورقة هواجس لواشنطن ودعوة لتحرك احتجاجي"

*البطريرك الراعي متوجس من "حزب الله: يريد المثالثة

*الراعي من دار التعاضد: لا يجوز الاستخفاف بالاستحقاق الرئاسي و ـياسـة التعطيـل تسـتهدف حاضـر ومسـتقبل الشــعب

*الراعي التقى وفد اللقاء الروحي متضامنا: النواب خالفوا المادة القائلة بانتخاب رئيس فورا

*السفير السوري، علي من عين التينة: حقائق الانتخابات أقوى من المكابرة وبري مستبشر بنتائجها

*السنيورة استقبل محافظ الجنوب منصور ضو مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان وتابع مشروع تأهيل نفوس صيدا وترأس اجتماعا لمجلس مكافحة الادمان

*الاحدب: حزب الله يواصل السيطرة على مؤسسات الدولة بتخاذل غير مبرر من 14 آذار

*الاحرار: توالي تداعيات الشغور الرئاسي يحتم الاسراع في انجاز الاستحقاق

*وفد من امانة 14 آذار زار مقر الرامغافار وتأكيد اهمية التعاون المستمر

*رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل: اميركا مرتاحة إلى إجراءات القطاع وأدائه ولا خوف علـى المصارف اللبنانية مـن العقوبات"/

*مجموعة ضغط" للدفاع عن المصارف اللبنانية ازاء الحملات الخارجية

*المؤتمر التأسيسي: طرح "إنقلابي" أم حاجة ملحة لتطوير النظام؟

*جنبلاط اكد تفهمه لحيثيات زيارة كيري: لم يكن من موعد محدد للقائه وعلى الاعلام الابتعاد عن اختلاق الروايات

*قهوجي عرض وقائد القيادة الوسطى الاميركية تطوير برنامج المساعدات للجيش

*السفارة الايطالية: وزيرة الخارجية في بيروت غدا وبعده

*استمرار التواصل "الجدي" بين "المستقبل" و"الوطني الحر"

*جبران باسيل ينفي ما تردد عن عدم لقائه كيري

*لجنـة درس السلسلة تجتمــع قبــل الثلثـــاء/ الجراح: السعي لتأمين موارد اضافية تغطي النفقــات و"14 آذار" ستحضر الى المجلس اذا توصلنا الى صيغة

*الرئيس امين الجميل التقى "امل" و "اللقاء الروحي

*بري تسلم رسالة فرنسية تدعو لانتخاب عاجل للرئيس

*علي: سوريا حققت نصراً على الإرهاب وبالانتخابـات

*تنسيق انتخابي بين "التقدمي" و"المستقبل" ولقاء قريب بين الزعيمين و لقاءات لبـنانية في باريس وموفـد مــن عون الــى الحريري

*تطويب البطريرك الياس الحويك

*المطران شربل طربيه: الراعي في أوستراليا في 24 ت1 ونؤيد زيارته للأراضي المقدسة

*المستقبل أطلق الترميم في التبانة الجسر ممثلا الحريري: الدولة حين تحزم أمرها تفعل كل شيء

*عباس وبيريس يصليان غداً مع البابا في حديقة الفاتيكان

*نتانياهو أكد للسيسي أهمية معاهدة السلام

*استراليا تتخلى عن الاشارة الى القدس الشرقية بـ"المحتلة"

*لقـــاء بيـــن البابــا فرنسـيـس والبطـريرك كيريـــل لوضع حــد للنــزف المســيحي فــي الشـرق الاوســط

*هل ينتج اجتماع الفاتيكان الاحد اعلان القدس مدينة عالمية مفتوحة؟

*هل أنا عميلة/ حـازم الأميـن/لبنان الآن

*المواصلات "الرئاسـية" بيـن الحراك المارونـي واللقاءات الباريسـية

* تنصيب السيسي: مشاركة ايرانية – سعودية وبري ومقبل يمثلان لبنان

*سـلام يزور الكويـــت وجنـبلاط والحريـري يقوّمـان المرحلـة

*سلاحي او لا جمهورية/النائب مروان حماده/يقال نت

*وزير المالية علي حسن خليل أطلق مشروع موازنة 2014: على الكتل عدم إبقاء جرح قطع الحسابات مفتوحا بسبب حسابات سياسية

*تصاعد الدعوات لتشديد الحماية الأمنية للراعي وسط مخاوف من إمكانية استهدافه/حميد غريافي: السياسة

*عندما تصبح العمالة وجهة نظر/مهى عون/السياسة

*هل يكره الإيرانيون العرب والإسلام/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الأمين العام والسفير.. وأوهام «الانتصار الكبير/كارلا خطار/النهار

*إما مرشح ١٤ آذار أو شخصية مستقلة/علي حماده/النهار

*حزب الله" هو الدولة إذا استمر الشغور و"شريك مضارب" إذا لم يستمر/اميل خوري/النهار

*الأمين العام والسفير.. وأوهام الانتصار الكبير/كارلا خطار/النهار

**النص الكامل لكلمة السيد حسن نصر الله في حفل تأبين الفقيد الشيخ مصطفى قصير

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس مرقس12/من28حتى34/اَلوَصِيَّةُ الأُولَى هِيَ: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيل، أَلرَّبُّ إِلهُنَا هُوَ رَبٌّ وَاحِد  

دَنَا إِلى يَسُوعَ أَحَدُ الكَتَبَة، وكَانَ قَدْ سَمِعَهُم يُجَادِلُونَهُ، ورَأَى أَنَّهُ أَحْسَنَ الرَّدَّ عَلَيْهِم، فَسَأَلَهُ: «أَيُّ وَصِيَّةٍ هِي أُولَى الوَصَايَا كُلِّهَا؟». أَجَابَ يَسُوع: «أَلوَصِيَّةُ الأُولَى هِيَ: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيل، أَلرَّبُّ إِلهُنَا هُوَ رَبٌّ وَاحِد. فَأَحْبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وكُلِّ نَفْسِكَ، وكُلِّ فِكْرِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ. والثَّانِيَةُ هِيَ هذِهِ: أَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ! ولا وَصِيَّةَ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ هَاتَينِ الوَصِيَّتَين». فقالَ لَهُ الكَاتِب: «أَحْسَنْتَ يَا مُعَلِّم، بِحَقٍّ قُلْتَ: وَاحِدٌ هُوَ الله، لا إِلهَ آخَرَ سِوَاه.وحُبُّ اللهِ مِنْ كُلِّ القَلْب، وكُلِّ العَقْل، وكُلِّ القُوَّة، وحُبُّ القَريبِ كَالنَّفْس، هُمَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ الذَّبَائِحِ والمُحْرَقَات». ورَأَى يَسُوعُ أَنَّ الكَاتِبَ أَجَابَ بَحِكْمَة، فقَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا مِنْ مَلَكُوتِ الله». ومَا عَادَ أَحَدٌ يَجْرُؤُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيء.

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

السلام هو عطية من الله، لكنه يتطلب التزامنا. لنحاول أن نكون أُناس سلام من خلال الصلوات والأفعال.

 

حزب الله يستأنف سرقاته الوقحة لأراضي الوقف الماروني في لاسا
بالصوت/قراءة للياس بجاني في سرقات حزب الله لأراضي لاسا وفي احتلال الحزب للبنان/عناوين الأخبار وتقارير/06 حزيران/14

نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 06 حزيران/14
نشرتنا الإنكليزية
من ضمن النشرة/موجز عناوين الأخبار من لبنان الحر/تقارير من تلفزيون المر تتناول سرقات أراضي لاسا وكلام للبطريرك الراعي عن الانتخابات الرئاسية/تعليق الياس بجاني: الشر لا يتعايش مع الخير ولا الاحتلال مع قوى الاستقلال/تعليق انطوان مراد لليوم من لبنان الحر/شرح لتغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم وأمس: السلام هو عطية من الله، لكنه يتطلب التزامنا. لنحاول أن نكون أُناس سلام من خلال الصلوات والأفعال. يجب علينا، على مِثل السامري الصالح، ألا نخجل مِن لمس جراح المتألمين، ومِن مداواتها بمحبة حقيقية/متفرقات

 

الشر لا يتعايش مع الخير ولا الاحتلال مع قوى الاستقلال

الياس بجاني/06 حزيران/14/قلناها مراراً وتكراراً ولا زلنا نعيدها بشكل يومي منذ العام 2005 إن حزب الله هو جيش احتلال إرهابي ومذهبي تابع لملالي إيران، وليس فيه أي شيء لبناني أو عربي طبقاً لكل المعايير المنظورة والعملانية والقانونية، وعملاً بكل التجارب الدموية معه من اغتيالات وغزوات وإرهاب وتهجير ونشر فوضى وإقامة دويلات وتطول القائمة، وبالتالي يجب التعامل معه على هذه الأساس والذهاب إلى مجلس الأمن والجامعة العربية ودول العالم الحر والاغتراب اللبناني والفاتيكان والعمل بجدية ومن ضمن خطة ممنهجة على إنهاء هذا الاحتلال الإيراني الرهيب كما انتهى عملياً الاحتلال السوري بواسطة القرار الدولي 1559. باختصار الاحتلال الإيراني حل مكان الاحتلال السوري وإيران حالياً تحتل سوريا أيضاً وتهيمن على الحكم في العراق. خطيئة 14 آذار وبكركي وخصوصاً الراعي وطاقمه الديني والسياسي ومعه كل المرجعيات السياسية والدينية في لبنان أنهم ذميون ويسبحون في بحور التقية وينافقون ليس فقط على الشعب اللبناني المقهور والمظلوم، بل على أنفسهم، وكل ذلك على خلفية الخوف والحسابات والمصالح الذاتية والتبعية والغرائزية، ولنا في ساعات تخلي وتجلي جنبلاط الأكروباتي، وفي فجور وأنانية وحقد وقلة إيمان عون النرسيسي خير مثالين نافرين. بالمنطق والعقل والعلم لا يمكن تحت أي ظرف التعايش مع حزب الله لأنه نقيض كل ما هو لبناني وسلم وديموقراطية وحقوق وهوية وعدل ومؤسسات وتعددية وقبول للأخر، وجريمة أن يقال انه مقاومة أو شريحة من النسيج اللبناني لأنه وكما يعرف  القاصي والداني جيش إيراني يحتل لبنان إضافة إلى أنه الذراع العسكرية والإرهابية والجهادية لملالي إيران المكلفة ميدانياً كل المهمات العسكرية القذرة والدموية خارج إيران. فهذا الجيش يحارب من أجل مشروع ملالي إيران التوسعي والمذهبي في لبنان وسوريا واليمن والبحرين وكل الدول الخليجية وفي غزة ومصر وفي أوروبا وفي كل دول العالم. لهذه الأسباب هو موضوع على قوائم المنظمات الإرهابية تقريباً في العديد من دول العالم. في الخلاصة، حزب الله مرض سرطاني احتلالي واستعماري وكل ما يمر به وطننا من فوضى وشغور رئاسي وعجز نيابي وفقر واضطرابات عمالية وأزمات اقتصادية وعليات تهريب وابتزاز وتهجير، هي كلها أعراض لهذا المرض الفتاك والقاتل. العلاج ليس في التلهي بالأعراض بل في علاج المرض نفسه. من هنا وطالما أن القيادات اللبنانية السياسية والدينية ترفض تسمية المرض وتتعامى عنه وتتلهى بالأعراض فهي من حفرة إلى أخرى ومن تراجع إلى انكسار وفالج لا تعالج.

ومن اخطر أعراض الاحتلال الإيراني للبنان نجاح طاقم من السياسيين الوصوليين من تصوير أنفسهم باطلاً على أنهم أقوياء ومدافعين عن طوائفهم وعن الحريات. من هؤلاء النائب ميشال عون وظاهرته المرّضية. وفي سياق ممارسات وخداع هذا السياسي المبعثن والمسورن جاءت شهادة نائب وزير خارجية نظام الأسد المقداد به لتؤكد تبعيته وارتهانه

من هنا فقط الأغبياء والجهلة والزلم لا يعرفون حتى الآن أن الشارد ميشال عون هو أداة رخيصة بيد محور الشر السوري-الإيراني، وذلك بعد أن باع نفسه وتخلى عن كل ما هو مسيحي ولبناني وقيم وأخلاق ومبادئ. وها هو نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يؤكد المؤكد ويقول علناً إن هذا العون الذي لا عون فيه ولا رجاء منه هو مرشح الأسد للرئاسة. وفي هذا السياق التبعي يستمر غزل محور الممانعة باتجاه عون، فبعد الوهاب الذي اعتبر أن عون هو الأمل الباقي وبعد قول ناصر قنديل للمنار إن عون هو مرشح حلف المنتصرين في الحرب السورية وقد تعزز موقعه بعد انتخاب رئيس النظام السوري بشار الأسد، ها هو نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يشهد للجنرال عون ويعلن أنه مجرّب ومؤمن بلبنان وسيادته وبالعلاقات السورية اللبنانية وبإيجاد حلول لمشاكل لبنان، وتابع المقداد في حديث للميادين معلناً “نحن لا نتدخل في اختيار الرئيس اللبناني، ونترك ذلك للبنانيين، لكن إن اختير الجنرال عون فاني أؤكد انه يستحق ذلك”.

 

حزب الله" يعيد تأزيم "عقارات لاسا" مع توتر علاقته ببكركي!

يقال نت/عقارات بلدة لاسا الجبيلية،عادت الى الأضواء، مجددا بعد خمود وفره فتح بكركي صلات سياسية إيجابية مع "حزب الله. سابقا، كان البعض يُصغي الى حجج "حزب الله" بأن مشكلة ملكية العقارات في لاسا التي تحتضن لبنانيين من الطائفتين المارونية والشيعية، هي مشكلة تاريخية، ولا يجوز وضعها في خانة "حزب الله"، ولكن هذا الوهم سقط، فحزب الله، يستخدم عقارات لاسا، للضغط على بكركي.

فهذه القضية عادت الى الوجود، فجأة، مع تدهور علاقة "حزب الله" ببكركي، على خلفية استياء البطريرك بشارة الراعي العلني من تفلت "حزب الله" من تعهداته الرئاسية، من جهة وعلى خلفية استياء "حزب الله" من زيارة الراعي للأراض الفلسطينية المحتلة، من جهة أخرى. عَود على بدء هي قضية الاراضي في لاسا- جبيل، آخرها ما حصل ليل امس، مع توتر العلاقة بين بكركي وحزب الله، حيث عاد البناء غير المشروع على اراض تابعة لمطرانية جونيه المارونية، وعاد التوتر بين ابناء المنطقة الواحدة، رغم قرار قضائي جزائي اتخذ منذ عامين قضى بوقف الاعمال في العقار 61، الا انه وتبعا لما يقال ان "الليل يخفي العيوب"، عمدت مجموعة عددها قرابة خمسين مسلحاً من "حزب الله" الى كسر القرار القضائي، واستكمال البناء على العقار المذكور في الليل "لان الطقس نهارا لا يساعد على البناء" كما زعم السيد يسار المقداد مالك المبنى بصك مزوّر من مختار بلدة لاسا الذي باعه الارض قديما من دون علم المطرانية. هذا مع الاشارة الى ان عملية المسح توقفت في لاسا منذ زيارة وزير الداخلية السابق مروان شربل، وبعد فشل محاولة المسّاح الحضور الى المدينة للبدء بعمله نتيجة رفض مختار البلدة المطلع على الملف استكمال عملية المسح، متذرعا بعدم موافقة بعض المواطنين، كما قالت مطرانية جونيه المارونية .

وفي تفاصيل ما حدث أمس قالت مصادر في المطرانية :"ثمّة ورشة قديمة اتخذ فيها قرار من قبل القاضي المنفرد الجزائي منذ عامين تقريبا بوقف الاعمال، الا ان حركة البناء عادت فيها امس، فما كان من النيابة العامة الا ان اصدرت اشارة قضت بوقف الاعمال ودعت الى التشدّد بمراقبة الورشة العمل لمنع حصول اي اعمال مخالفة، كما اصدر المدعي العام اشارة قضائية تقضي بالزام المعتدين على الارض بهدم ما بني على العقار رقم 61 في بلدة لاسا من دون انتظار القرار القضائي في شأن النزاع على الملكية. مشيرة الى انه ليل امس تجمّع نحو خمسين مسلحا، قاموا باقفال المنطقة، وعمدوا الى تشييد المبنى، ولم تستطع القوى الامنية القيام بواجبها. ولفتت المصادر الى ان المطرانية ارسلت كتبا الى المديريات المعنية شرحت فيها ما يجري، واعلنت ان التزام المعتدين بالهدم يدخل ضمن نطاق عمل القوى الامنية. واشارت الى "ان عملية المسح في لاسا توقفت منذ زيارة الوزير شربل الاخيرة"، لافتة الى ان المساح اكتفى بزيارة واحدة الى المدينة في محاولة للبدء بعمله، الا ان مختار البلدة المعني بالقضية اتخذ من موضوع عدم موافقة بعض الاهالي على عملية المسح ذريعة لعدم مرافقة المساح ما أعاق عملية المسح رغم القرار الرسمي للبدء بها.

ولفتت الى ان الاتصالات جارية مع وزير الداخلية نهاد المشنوق لحل هذه القضية، كما ان اجتماعات اربعة عقدت بين المطرانية والمختار والمساح، الا ان المختار يرفض السير بعملية المسح لاسباب هو وحده على دراية تامة بها". واشارت المصادر الى ان المطرانية سترفع الصوت عاليا كي تسيرالامور في مجراها الطبيعي والقانوني، وسنبقى نتمسك باراضينا مها حصل، فهذه القضية ليست وليدة اليوم، والمشاكل الحاصلة كثيرة، كاشفة عن وجود أكثر من 21 دعوى جزائية تقدمت بها مطرانية جونيه المارونية لرفض التعدي على العقارات التابعة لها، اضافة الى 9 دعاوى قضائية قديمة لم تتم معالجتها كلها.

من جهته، اعتبر منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد في حديث اذاعي "ان هذا التصرف خطير جداً وعنوانه الأساسي هو ان لا شيء يقف امام إرادة "حزب الله" في لبنان متى رغب القيام بشيء ما. وشدد على أن تكرار هذا الموضوع في جبيل خصوصاً ولبنان عموماً يعني أن الجمهورية اللبنانية عاجزة عن تطبيق القوانين. فكيف نطلب من اهالي قرطبا والعاقورة احترام القانون ولا يتم تطبيقه في لاسا؟ اضاف "المطرانية تحركت في القضاء وفصيلة الدرك قامت بتحرك مشكورة لوقف المخالفات ولكن قوة الأمر الواقع المتمثلة بـ”حزب السلاح” لا تجد من يقف في وجهها. اتمنى على وسائل الإعلام ان تذهب إلى لاسا وترى ما يحصل هناك وان يواكب الجيش القوى الأمنية في قمع المخالفات، ونقول لهذه القوى التي تقول انها تنتصر في سوريا والعراق واسرائيل انها لا تستطيع الانتصار علينا".

وفي فترة بعد الظهر، اقدم اهالي لاسا على قطع الطريق من امز باتجاه لاسا والطريق من الغابات باتجاه لاسا على خلفية البناء المشيد ليلا في البلدة، وفي ما بعد اعيد فتح الطريق بعدما تدخلت فاعليات البلدة.

كما عمدت القوى الامنية الى جمع عناصرها وآلياتها امام مخفر قرطبا تمهيدا لتنفيذ قرار الهدم.

 

مخاوف من مخطط لـ”حزب الله” لإطالة الفراغ وشل عمل المؤسسات

بيروت – “السياسة”:مع انتقال اهتمام اللبنانيين بموضوع الفراغ في الرئاسة الأولى إلى محاولات درء سيف التعطيل عن الرئاستين الثانية والثالثة, بسبب التهديد بمقاطعتهما بذريعة “الميثاقية” وعدم جواز التشريع في ظل الفراغ إلا في الأمور المصيرية, كانتخاب رئيس (كما هو مقرر في جلسة الاثنين المقبل) أو إقرار سلسلة الرتب والرواتب (كما في الجلسة التي تليها الثلاثاء المقبل), شرط أن يكون اتخاذ القرارات داخل مجلس الوزراء بإجماع 24 وزيراً, يبدو أن قراراً مركزياً في “حزب الله” قد اتخذ باستمرار الفراغ الرئاسي وإثارة المشكلات في وجه عمل مجلسي الوزراء والنواب, إلى حين اتضاح الصورة في المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني بين إيران والدول الست الكبرى, على أن يكون عمل مجلس الوزراء في الوقت الضائع محصوراً بجداول أعمال عادية وخالية من أي أمور مهمة أو مصيرية.

وفي السياق, لم تؤد الاتصالات والمشاورات التي أجراها رئيس مجلس النواب نبيه برِّي في تغيير موقف النواب المسيحيين من حضور الجلسة التشريعية المقررة الثلاثاء المقبل لبحث موضوع سلسلة الرتب والرواتب, بالرغم من الإيجابيات التي أبداها النائب ميشال عون خلال لقائه بري بخصوص إمكانية حضور نوابه هذه الجلسة, في حين أن النواب المسيحيين في “14 آذار” ما زالوا على موقفهم الرافض لحضور الجلسات التشريعية في ظل الشغور في مقام الرئاسة الأولى, مدعومين بموقف شديد اللهجة عبر عنه البطريرك بشارة الراعي الذي أكد مجدداً رفضه حصول تشريع نيابي في ظل عدم وجود رئيس الجمهورية.

وبالتوازي, فإن جهود رئيس الحكومة تمام سلام لعقد جلسة جديدة لحكومته للتوافق على المسار القانوني الذي ستسلكه في مرحلة الشغور القائمة, لم تثمر عن توافق ولو بالحد الأدنى بين المكونات الحكومية بشأن الآلية التي ستتبع في صدور القرارات عن الحكومة, سواء بالإجماع أو بالتوافق أو بالتصويت, في ظل إصرار وزراء “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على أن تكون القرارات بالإجماع, في وقت يرى سلام مدعوماً من وزراء “14 آذار” والنائب وليد جنبلاط والرئيس السابق ميشال سليمان ضرورة أن تكون استناداً إلى مواد الدستور. وفي هذا الخصوص, قال وزير الإعلام رمزي جريج لـ”السياسة”, أمس, إن الأمور تسير في ما يتصل بموضوع صلاحيات مجلس الوزراء “باتجاه الحلحلة على أساس أن يمارس مجلس الوزراء صلاحياته وفقاً للدستور”, على أن يضع نصب عينيه ضرورة الاستعجال في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على تحقيق التوافق في اتخاذ القرارات وممارسة صلاحياته وفقاً للدستور الذي أراد ألا يكون هناك فراغ وتبقى المؤسسات الدستورية تعمل أثناء شغور مركز الرئاسة الأولى, مشدداً على أنه لا بد من تطبيق أحكام الدستور. واضاف إن رئيس الحكومة تمام سلام وضع الوزراء أمام مسؤولياتهم وطلب إليهم ضرورة حسم هذا الموضوع الذي لا يحتمل التأجيل, مشيراً إلى أن لا نية للعرقلة من جانب مكونات الحكومة, لأن لا مصلحة لأحد بتعطيل عمل مجلس الوزراء في ظل الشغور في موقع الرئاسة الأولى, وبالتالي فإن الجميع مدعو إلى تسهيل الأمور وليس إلى عرقلتها.

وشدد جريج على أن مجلس النواب سيجتمع عند الضرورة وليس في إطار جلسات تشريع عادية, “أي عندما يكون هناك ما يتعلق بتكوين السلطة أو في أمور تتعلق بالمصلحة الوطنية العليا”, معرباً عن أمله ألا يطول أمد الشغور الرئاسي “لكنني أخشى ذلك”. وبهدف بلورة تصور مشترك قبل الذهاب إلى الجلسة العامة لمجلس النواب الثلاثاء, اتصل رئيس اللجنة النيابية المكلفة متابعة دراسة تكاليف ونفقات سلسلة الرتب والرواتب النائب جورج عدوان بوزير المال علي حسن خليل, الذي عقد مؤتمراً صحافياً أمس لإطلاق مشروع موازنة العام 2014 قال فيه إن “لا اجتماعات للجان المتخصصة بسلسلة الرتب وعلى الجميع الحضور الجلسة العامة لاستكمال المناقشة”, متطرقاً إلى مواضيع عدة تهم الموازنة, كقانون قطع الحساب, والرواتب التي تدفع مع غلاء المعيشة من دون تغطية قانونية, والأرقام التي تتداول بشأن مظلة أمان للبنان مما يجري حوله, وتحديداً للحفاظ على الاستقرار الأمني أولاً ولتفادي نقل الأزمة السورية بكل سلبياتها إلى الداخل اللبناني. إلى ذلك, أكد رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل أن لا مخاطر تواجه المصرف المركزي والمصارف جراء إمكان تبني الكونغرس الأميركي قانوناً متشدداً يتعلق بتمويل “حزب الله”, مشدداً على أن المصارف اللبنانية تلتزم المعايير الدولية في عملها.

 

فارس سعيد لـ”لبنان الحر”: انهيار المؤسسات سيؤدي الى طرح المؤتمر التأسيسي الذي يتبناه “حزب الله

رأى منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” الدكتور فارس سعيد ان “الفراغ الحاصل هو سياسي وجمهوري ورئاسي ينسحب على كافة المؤسسات التشريعية والتنفيذية”، متابعاً: “التمديد لمجلس النواب وتشكيل حكومة “المصلحة الوطنية” هي احزمة امان للحفاظ على الحد الأدنى من المؤسسات”.وأشار سعيد في حديث لـ”لبنان الحر” إلى انه “على الحكومة ومجلس النواب العمل بالحد الأدنى لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية”. مضيفاً: “انهيار المؤسسات سيؤدي الى طرح المؤتمر التأسيسي الذي يتبناه “حزب الله”".وعن زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري لفت سعيد الى انه “لم يأتي لأجل المسيحيين او رئاسة الجمهورية او التركيبة اللبنانية بل من اجل الوضع في سوريا والاستقرار وعدم نقل الأزمة الى لبنان”. موضحاً ان “هناك مبالغة بتفسير ما قاله كيري عن دور “حزب الله” في سوريا وهو في حديثه حمّل روسيا وإيران و”حزب الله” مسؤولية ما يحصل في سوريا و”حزب الله” ما زال على لائحة الإرهاب في سوريا”.وأكد سعيد ان “رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون فخور بتحالفه مع النظام السوري وليس غريب مدح نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد بالعماد عون”. مشدداً على ان “العماد عون ليس مناسباً للبنان وفوزه بالانتخابات الرئاسية يعني الاطباق الكامل من إيران على لبنان وهذا ما لا يريده المجتمع الدولي”. مستطرداً: “رئاسة الجمهورية مسألة وطنية والمسؤولية تقع على عاتق المسلمين كما المسيحيين”.وختم سعيد: “رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع مرشح “14 آذار” لأنه كان ولا يزال رأس حربة في الدفاع عن مبادئ وثوابت “14 آذار” وعن الدولة اللبنانية والمؤسسات، ومن حقنا ان نرشح جعجع وحقهم ان لا ينتخبوه ولكن لا يستطيعون الإملاء علينا من نرشح”.

 

فارس سعيد يعقد مؤتمراً صحافياً غداَ يتناول فيه موضوع الإعتداء المليشياوي في لاسا

علم موقع "14 آذار" أن منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق الدكتور فارس سعيد سيعقد مؤتمراً صحافياً في منزله في قرطباً ظهر غد السبت، يتناول فيه " قضية الإعتداء المليشياوي الجديد لحزب الله في لاسا على أملاك أوقاف المطرانية المارونية في جونية منتصف الليلة الماضية". وكان سعيد اعتبر في حديث لـ "لبنان الحر"، تعليقاً على الحادثة، ان "هذا التصرف خطير جداً وعنوانه الأساسي ان لا شيء يقف امام إرادة "حزب الله" في لبنان متى رغب القيام بشيء ما"، مشدداً على أن "تكرار الموضوع في جبيل خصوصاً ولبنان عموماً يعني أن الجمهورية اللبنانية عاجزة عن تطبيق القوانين. فكيف نطلب من اهالي قرطبا والعاقورة احترام القانون ولا يتم تطبيقه في لاسا؟". ولفت الى أن "المطرانية تحركت في القضاء وفصيلة الدرك قامت بتحرك مشكورة لوقف المخالفات ولكن قوة الأمر الواقع المتمثلة بـ”حزب السلاح” لا تجد من يوقف بوجهها"، متمنياً على وسائل الإعلام ان "تذهب إلى لاسا وترى ما يحصل هناك وان يوكب الجيش القوى الأمنية في قمع المخالفات". وتوجه الى حزب الله بالقول: "نقول لهذه القوى التي تقول انها تنتصر في سوريا والعراق واسرائيل انها لا تستطيع الانتصار علينا".

 

فارس سعيد لـ”السياسة”: أناشد المشنوق وقف تعديات “حزب الله” على أملاك المسيحيين

بيروت – “السياسة”: خطف النزاع المتجدد على ملكية أرض في منطقة لاسا العقارية في قضاء جبيل, شمال لبنان, بين المسؤول العسكري لـ”حزب الله” في لاسا يسار المقداد وبين وقف مطرانية جونية, الأضواء أمس, بما يحمله من بذور فتنة طائفية, بعد أن سارت التطورات باتجاه فرض أمر واقع من المقداد تمثل بإحضاره ليل اول من امس 50 عنصراً حزبياً إلى الأرض واستئناف عمليات حفر وبناء فيها كانت توقفت منذ سنتين بناء على إشارة من القضاء المختص, ما استدعى من النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان إصدار إشارة قضائية بهدم ما بني ليلاً على العقار 61 في لاسا. وأعلن مصدر قضائي أن المختار محمود المقداد كان باع يسار المقداد هذه الأرض بعلم وخبر مزورين, وهو يرفض إظهار الحدود الرسمية للموقع. وباشر النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم تحقيقاته في المخالفات التي جرت في بلدة لاسا, خلافاً لإشارات النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان, حيث تم الاستماع إلى إفادات عدد من الشهود لمعرفة طبيعة المخالفات والمخالفين, في انتظار انتهاء التحقيق واتخاذ القرارات المناسبة. من جهته, أبدى منسق الأمانة في “14 آذار” فارس سعيد لـ”السياسة”, استغرابه لإقدام المدعو يسار المقداد وهو مسؤول في “حزب الله” على كسر قرار القاضي العقاري كلود غانم الذي سبق له وأعطى إشارة بوقف العمل على العقار المذكور, بسبب النزاع القائم حوله بين المقداد وبين مطرانية جونيه للموارنة. وسأل: “إلى متى ستبقى الناس رهينة فائض القوة والاستقواء الذي يتقنه “حزب الله”? وكيف يمكن لأحدهم التجرؤ على كسر القرار القضائي?”. وقال سعيد: “إذا كان الحزب يعتقد أنه يستطيع السيطرة على البلد بأكمله, فلن نسمح له بالسيطرة علينا ولا يظن أنه بإمكانه السيطرة على لاسا. ما جرى أمر مستنكر, سيما أن المقداد استنفر مجموعة كبيرة من عناصر “حزب الله” قدمت إلى البلدة وضربت طوقاً حول العقار وباشرت بعملية البناء بطريقة غير قانونية وغير شرعية”. وطالب شعبة الأجهزة الأمنية والقضائية بتطبيق القانون “مخافة فلتان الأمور في المنطقة كلها”, مضيفاً ان “هذه التعديات تتكرر باستمرار, إما بإقفال الطرقات, وإما بإفراغ حمولة الجبالات في الأماكن العامة والخاصة. ولا أحد يستطيع الوقوف بوجههم. ومن هنا نناشد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق التدخل لتطبيق القانون”. من جهة ثانية, رأى سعيد أن “زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري, جاءت لإبلاغنا بفوز بشار الأسد برئاسة الجمهورية ولبنان ليس متروكاً وأن المسيحيين بألف خير حتى من دون رئيس جمهورية”. وعن الدعوات لانتخابات نيابية بموجب قانون الستين النافذ, قال سعيد: “لا انتخابات نيابية قبل انتخاب رئيس جمهورية”.

 

من قال ان روبير غانم في ١٤ آذار؟

يقال نت/قال المرشح الرئاسي روبير غانم ان 14 آذار كما 8 آّذار، هي مجموعة قيم، وأنا أؤمن بهذه القيم، كما أؤمن بقيم لـ 8 آذار وهي ضد العدو الاسرائيلي ومع تحرير الارض،ولبنان نهائي لجميع أبنائه.

وقال، في حديث لقناة " الميادين":انا اعتبر ان المقاومة والجيش ليسا منافسين لبعضهما البعض، فعندما يصبح لدينا جيش محترف، تصبح المقاومة قيمة اضافية للجيش، ولذلك علينا ان نبحث كيف نطور هذه القوة مجتمعة، في اطار سيادة الدولة وخصوصية المقاومة ورمزيتها وانجازاتها وهذا ما يسمى استراتيجية دفاعية وليس الجدل البيزنطي . وتابع؛ الدعوة لنبذ السلاح هو كلام شعبوي ، الهدف ان يكون لدينا سياسة على قدر امكانياتنا لتنفيذ هذه السياسة وهذا موضوع له ظروفه وعندما يكون لدينا جيش محترف وقادر ويؤمن الطمأنينة لجمهور المقاومة تكون المقاومة هي القيمة المضافة لهذا الجيش .

أضاف النائب الذي يعتبر نفسه حليفا ل١٤ اذار: 14 آذار تعتبر ان السلاح هو المشكلة . صحيح انه سبب بعض المشاكل، لكن انا ارفض ان نمحو انجازات المقاومة منذ العام 2000 الى 2006 لأنه حصلت اخطاء على الارض في لبنان وخارجه . صحيح هناك اخطاء لكن هذا لا يمحو الانجازات .

 

لماذا فتح جرح لاسا مجدداً في هذا التوقيت؟

باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

تحتَ جناح الظلام وقبل بزوغ الفجر، عادت أزمة الخلافات على مساحة من العقارات في لاسا إلى الظهور، عندما كسرَ خمسون مسلّحاً من «حزب الله» القرار القضائي واستكملوا البناءَ غيرَ القانوني وغيرَ المشروع على عقار متنازَع عليه مع مطرانية جونية المارونية، ما استدعى أن تُصدر النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان إشارةً قضائية بهدمِ ما بُنيَ ليلاً على العقار61، غير أنّ الضغوط السياسية المُعتادة في لبنان، جمّدت الإشارةَ 24 ساعة إضافية، ما يطرح علامات استفهام كثيرة عمّا يحصل على الأرض. اعتبرت مصادر سياسية انّه ردّاً على زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الأراضي المقدّسة وإصراره على انتخاب رئيس للجمهورية، فضلاً عن شنِّه هجوماً على المقاطعين للانتخابات الرئاسية، حرّكَ «حزب الله» مناصريه في بلدة لاسا، حيث تملك البطريركية عقارات تشرف عليها مطرانية جونيه، في رسالةٍ واضحة الى الراعي مفادُها أنّ الحزب قادرٌ على التحرّك بحرّية مطلقة في العمق الماروني، أي في منطقة جبيل التي تتوسّط أقضية الشمال المسيحي وجبل لبنان، والمحاذية لكسروان، مقرّ البطريركية المارونية. وأنّ ملفّ شراء الأراضي و»التسلّط» على أملاك المسيحيّين والبطريركية بالقوّة لا يزال سيفاً مسلطاً يستطيع الحزب تحريكه ساعة يشاء، في إطار الضغط على بكركي لتحقيق أهدافه السياسية، خصوصاً أنّ هذا الملف يشكّل همّاً أساسيّاً لها، بحيث يخرق الحزب المناطق المسيحية بطرقٍ مشبوهة عبر التمدّد الديموغرافي والجغرافي، بهدف إفقاد الموارنة قوّتهم وتأثيرَهم على الساحة السياسية اللبنانية، وذلك بعدما كان ضامناً للاتفاق على الأراضي المتنازَع عليها في لاسا، وتعهّد العمل على تنفيذه بكلّ الوسائل في مواجهة مواقف بعض الأفراد ممَّن أرادوا تخريب نسيج العيش المشترك في جرود جبيل ومنطقتها التي لم تعرف إلّا العيش المشترك واحترام النظام والقانون طيلة أيامها برعاية كلّ فاعليات جبيل ومنطقتها.

وفي التفاصيل، أنّ يسار المقداد، وهو عضو في «حزب الله»، شيَّد أعمدة مبنى على عقار متنازَع على ملكيته ويحمل الرقم 61، فاعترضَت البطريركية لدى النيابة العامة التي أبلغت إلى المقداد هذا الأمر.

ولكنّ مسلحين حضروا ليل أمس الى المكان ونفّذوا طوقاً حول الورشة، حيث تابع المقداد استكمال البناء، إلى أن طلبت القوى الأمنية منه ثانية التوقّف عن هذا العمل. وبعد قرار النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان هدمَ ما بُني ليلاً على العقار 61، باشرَ النائب العام الاستئنافي القاضي كلود كرم تحقيقاته في المخالفات التي شهدَتها بلدة لاسا، خلافاً لإشارات النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان.

في وقتٍ كان الفهود يستعدّون بمؤازرة من الجيش، لهدمِ ما تمّ تشييده على العقار المذكور، اعترضَهم الأهالي وأقفلوا الطريق التي تؤدّي إلى الورشة بالصخور. ونتيجة ضغوط سياسية، عادت النيابة العامة عن قرارها وقرّرت إمهال الإشارة القضائية 24 ساعة قبل هدم البناء، في انتظار انتهاء التحقيق واتّخاذ القرارات المناسبة.

وأكّد المقداد لـ«الجمهورية»، «إنّني أملك رخصةً قانونية تسمح لي بالبناء على العقار الذي بدأتُ بصبّ السطح عليه». وإذ لفتَ إلى أنّ «هذه الأرض غير ممسوحة، وبعدما مللتُ انتظار المسّاحين التابعين للدولة اللبنانية حتى يبدأوا المسح ولم يأتوا، قرّرتُ تشييد البناء، إذ إنّ مهلة الرخصة تشارف على الانتهاء». وردّاً على إشارة النيابة العامة، قال المقداد: «أنا باقٍ وصامد في منزلي الذي أقمتُه، وسأضع فراشاً داخله، ولينفّذوا القرار على رأسي، ولن أتزحزح، ولا أحد سيُجبرني على المغادرة».

في المقابل، قال وكيل مطرانية جونيه المارونية المحامي أندريه باسيل لـ»الجمهورية»، «إنّ القرار بوقف العمل في هذا العقار صدر منذ عامين، بسبب إشارة من المدّعي العام الى حين إظهار الحدود الرسمية للموقع، إلّا أنّ هؤلاء الشبّان صبّوا ليلاً سقف باطون على العقار 61 بلا انتظار القرار القضائي في شأن النزاع على الملكية».

وشدّد على أنّ «هذه الرخصة مبنيّة على صكّ ملكية مزوّر وقّعَه مختار لاسا محمود المقداد عندما باع الأرض ليسار المقداد بعِلم وخبَر مزوّر»، مؤكّداً أنّ «الأرض تعود للمطرانية، وبحوزتنا كلّ الأوراق القانونية التي تثبت ذلك». ولفتَ باسيل إلى أنّ «مختار لاسا هو مَن منعَ المسّاحين، ولم يرافقهم لإنجاز المسحِ النهائي في لاسا»، مُشدّداً على «أنّنا نضع المسألة كلّها في عهدة القضاء».

في هذا السياق، أكّد رئيس «حركة الأرض اللبنانية» طلال الدويهي لـ»الجمهورية»، أنّ «العودة الى الإعتداء على أملاك الكنيسة المارونية لا يمكن أن يحصل بلا غطاء سياسي من «حزب الله» وهيمنته على جمهوره ومناطقه»، معتبراً ما حصل بأنّه «رسالة وردٌّ على زيارة البطريرك الراعي الى الأراضي المقدّسة».

ودعا الدويهي الأجهزة الأمنية الى «تنفيذ القرارات القضائية ووقفِ التعدّي على أملاك الغير»، مناشداً وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «التدخّل شخصيّاً، لأنّ مجموعة من المسلحين المعروفين اعتدَت على قرارٍ قضائي»، مشدّداً على أنّ «الوضع السياسي والأمني لا يسمح بالتساهل مع المعتدين، خصوصاً أنّه سبق وتمّ الاتّفاق على الأرض في لاسا برعاية وزارة الداخلية، ولا إمكانية للتساهل مع أحد».

من جهته، قال منسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية»، «إنّنا لن نقبل بعد اليوم تكرار السيناريو نفسه كما في كلّ مرّة، فهناك جهة مُعيّنة في لاسا تسمح لنفسها بالتباهي بأنّها أقوى من القضاء وأقوى من الدولة، وأنّها قادرة على كسر القانون»، لافتاً إلى أنّه «في الوقت الذي يقول فيه السيّد حسن نصرالله «إنّنا لا نريد رئيساً للجمهورية يحمي المقاومة، فنحن من يحمي الجمهورية»، يظهر شخصٌ من لاسا ليقول «إنّنا فوق القانون»، ملاحظاً أنّ «هذه المعادلة هي التي تفرض نفسها، ولا يمكننا أن نتقبّلها لأنّنا إذا سكتنا، فلن يتردّدوا في اقتحام بيوتنا».

واستغربَ سعيد «كيف استطاعوا دحضَ قرار النيابة العامة وتأجيله نتيجة ضغوط سياسية»، مطالباً «حزب الله» بالإعلان صراحة عمّا إذا كان يحمي المقداد، أو أنّه يتنصّل منه إذا لم يكن حاميه، ويصدر بياناً ينفي مسؤوليته، ويضع هذا الفرد أمام مسؤوليّاته»، معتبراً أنّه «كان الأولى بالمقداد الاستجابة لإشارة القضاء عوضَ استعراض عضلاته في وجه القانون، ويوقِف أعماله في انتظار كشف أوراقه الثبوتية، وإذا كانت صحيحة فلا شكّ في أنّ القضاء سيسمح له باستكمال ما بدأه». وختمَ سعيد: «هذه المنطقة حسّاسة جداً، ولا يجوز أن يمرّ هذا الموضوع مرور الكرام، فأبناء لاسا لن يقبلوا بانتهاك كرامتهم والسيطرة على أراضي الأوقاف في غزوات مسلّحة لا مبرّر لها، وإلّا فسيستبيحون كلّ شيء في المرّة المقبلة». في المحصّلة، تقف مشكلة تفشّي السلاح والاستقواء به عائقاً في وجه حلّ مشكلة لاسا، ولولا استقواء البعض بسلاحِهم لكانت القوى الأمنية هدمت المنزل بدقائق وأعادت الحقّ إلى أصحابه. لكن عدا عن أنّ «حزب الله» يتحدّى الموارنة في لاسا، تبقى المشكلة في وجود مربّعات أمنية للحزب في العمق المسيحي الذي يُفترض أن يكون آمناً ومحصّناً من هكذا اختراق.

 

آمال واهية على تأييد أميركي لرئيس قوي

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لم يلعَب السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل أيّ دور استثنائي في التعاطي مع الملفّ الرئاسي. يروي أحد الأقطاب السياسيّين نماذجَ عن لقاءات متكرّرة معه، اقتصرَت على تسجيل ما يسمع، وإرسال التقارير إلى إدارته من دون الإفصاح عن أيّ مبادرة أميركية لتجنّب الفراغ. الولايات المتحدة لم تعُد كما كانت، وإدارة الرئيس باراك أوباما تلتفت إلى المنطقة ومشاكلها من زاوية عدم التدخّل إلّا عندما تقتضي المصلحة الأميركية العليا ذلك، وهذا العامل ليس متوافراً في الملف اللبناني. يقول هذا القطب السياسي كثيراً عن السياسة الأميركية. ينتقد إدارة أوباما بحِدّة وبعبارات جارحة. يجزم بأنّ الملف اللبناني متروك كلّياً، إلى درجة أنّ قوى «8 آذار» تتصرَّف بحرّية تامّة في التعطيل الذي أدّى إلى الفراغ. يدعو القطب السياسي إلى تحليل كلام السفير الاميركي السابق في دمشق، الذي عجِز عن الاستمرار في تغطية سياسة بلاده الصامتة على ما تشهده سوريا منذ ثلاثة أعوام. هذا الكلام أتى في رأي القطب ليؤكّد المؤكّد. إدارة أوباما تريد تطبيق مبدأ عدم التدخّل في شكل صارم، حتى لو أدّى ذلك الى تهديد مصالحها وحلفائها في المنطقة. يقول القطب: كنّا نستقبل السفير الاميركي منذ أشهر ونستطلع إمكان وجود مبادرة حقيقية تجاه لبنان، وفيما كنّا نجهد لتلمّس ما يريده الأميركيّون، اندَلعَت الأزمة الأوكرانية، فإذا بنا نبتعد أكثر فأكثر عن اهتمامات الإدارة الأميركية، التي أدارت الأزمة عن بُعد في الملف السوري، ولا تلتفت الى ملفٍّ اسمُه لبنان على طاولتها. لم يُفاجَأ القطب السياسي بنتائج زيارة وزير الخارجية جون كيري إلى لبنان. العنوان واضح. حفظ الاستقرار بكلّ وجوهه، وحفظ المؤسسات التي تؤمّن هذا الاستقرار، ولا حال طوارئ لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، الذي لا يعني بالنسبة إلى الأميركيين إلّا وسيلة لضمان الاستقرار، وهذا الأمر يُترجَم بحفظ شبكة الأمان القائمة وعدم تعريضها للخطر، أي دعم استمرار الحكومة، ودعم النظام المصرفي والمؤسّسة العسكرية، وهذا كلّه أهمّ من الفراغ الرئاسي الذي يفترض باللبنانيين وحدَهم العمل على تأمينه، من دون طلب مساعدة الخارج، ومن دون تحويل هذا الفراغ مشكلةً دستورية تُهدّد الاستقرار. وبخلاف ذلك، لا تعدو التحليلات التي رافقت الزيارة وتلَتها، سوى أوهام تقليدية اعتاد اللبنانيون لصقَها بكلّ زيارة لمسؤول كبير في محطة مفصلية. ومن أبرز هذه الأوهام ما سُرِّب أو تُرجِم عن مواقف كيري في خصوص «حزب الله»، والتي صُوِّرت على أنّها شبهُ مباركة واعتراف بدوره في سوريا، بحيث بدا لدى بعض من ضخَّم هذه المواقف أنّ كيري شطب الحزب عن لائحة الإرهاب من السراي الحكومي في بيروت. ومن الأوهام ما ذهبَ البعض إلى تسويقه عن تأييد الأميركيين مبدأ الرئيس القوي (بما يعني تأييد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً). كلّ ذلك فيما حصَر كيري أهداف زيارته بملف النازحين السوريّين، مشدّداً على دعم الحكومة، ومتجاهلاً عمَلياً الفراغ الرئاسي بسلسلة مواقف من الانتخابات لم تتعدَّ الإعلان عن مواقف لفظية مبدئية، ولا تخرج عن سياق التعابير الديبلوماسية المطاطة. هذا اللااهتمام بالفراغ لم يُترجَم إلّا على شكل لقاء بروتوكولي مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كاد يخلو من الرمزية ومن إشارات التطمين، التي انتظر المسيحيّون أن تحملها زيارة كيري بلا طائل. وفي سياق تفسير المفسّر، يستعدّ هيل لجولة على بعض المسؤولين والأحزاب الأسبوع المقبل، لشرح أهداف الزيارة، وقطع الطريق على بعض المبالغات في التفسير التي أعقبَتها، والتي كادت أن ترسم للولايات المتحدة سياسة خارجية لم تُقرّرها، خصوصاً لجهة تدخّل «حزب الله» في سوريا، وفي التعاطي مع الملف اللبناني بحيث سيستمرّ الأميركيون في التفرّج على ما يحصل من بعيد.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: مساعٍ لتكرار تجربة السنيورة ونصرالله لعدم انتظار الخارج

جريدة الجمهورية

واصلَ الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله رسائله التطمينية إلى المسيحيين مباشرةً والسُنّة مداورةً، كتعبيرٍ عن ارتياحه للوضع القائم. فبعد أن أعلن في وقتٍ سابق تراجعَه عن فكرة المؤتمر التأسيسي الذي كان أوّل مَن دعا إليه، أطلّ أمس ليؤكّد أنّ اتّهام «حزب الله» و»حركة أمل» بالمثالثة لا أساس له، وأنّ الفرنسيين هم وراء هذا الطرح الذي يتقاطع فعلاً مع معلومات سابقة مفادُها أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي السفير جان لوي كوسران طرح المثالثة كفِكرةٍ للنقاش مع مسؤولين إيرانيّين في طهران، في العام 2007، على قاعدة إعطاء الشيعة حصّةً إضافية في التركيبة اللبنانيّة مقابل أن يسلّم «حزب الله» سلاحَه.

يبدو أنّ نصرالله أراد ترييح المسيحيّين بتأكيده على المناصفة، كما ترييح السُنّة بتشديده على رفضِ المَسّ باتّفاق الطائف، ولم يكتفِ بذلك، بل أشادَ بـ»هدوء الخطاب السياسي»، والمقصود بين السُنّة والشيعة، داعياً إلى عدم انتظار الخارج «يَلّي مَنّو فاضيلنا» بُغية المبادرة لانتخاب «الشخصية القويّة التي لها حيثية وطنية ومسيحية»، في إشارةٍ ضمنية إلى رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون.

وقد فسّر مراقبون كلام نصرالله بأنّه يشكّل دخولاً على خط المفاوضات بين «التيّار الوطني الحر» و»المستقبل»، خصوصاً أنّ توقيت نفيِه المثالثة المطروحة منذ سنوات هدفُه توسيع مساحة التفاهم مع «المستقبل» وتبديد هواجسه المتصلة بهذه النقطة تعبيداً للطريق الرئاسية.

وفيما يستمرّ تقييم زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى لبنان، والتي رأت فيها إيران ردّة فعل أميركية على الانتخابات الرئاسية السوريّة وتعبيراً عن انزعاج واشنطن من التحوّل السياسي في سوريا، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إنّ «حزب الله» لا يزال في نظرنا منظّمة إرهابية أجنبية، وهو يستمرّ في انتهاك «إعلان بعبدا» وسياسة النأي بالنفس، من خلال مشاركته في القتال الدائر في سوريا، وعليه سحبُ قوّاته منها فوراً، كونها تسهم في استمرار وحشية النظام ضدّ شعبه، وفي زعزعة الاستقرار في لبنان». واعتبرَ هذا المسؤول أنّ كيري كان يحثّ الأطراف الفاعلة في سوريا على استخدام نفوذِها مع النظام لدفعه إلى التفاوض على حلّ سياسي، وليس تشجيع حملته الوحشية والدموية ضدّ شعبه».

نصر الله

واعتبرَ الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله أنّ اتّهام الثنائي الشيعي بالسّعي إلى المثالثة ليس جديداً، وقال: «أوّل مَن طرح هذا الأمر قبل سنوات هم الفرنسيّون، حيث جاء وفد فرنسيّ إلى طهران وتكلّم مع الإيرانيين بفكرة أنّ اتّفاق الطائف لم يعُد مناسباً، وأنّه تجاوزَه الزمن، وما رأيكم بأن نصوغ صيغة جديدة على قاعدة المثالثة؟ أصلاً الإيرانيون لم يطرحوا هذا الموضوع ولم يفكّروا به ولم يخطر ببالهم، إذا نحن لم يخطر ببالنا، والأخوة الايرانيون هم أجابوا من عند أنفسهم، ومع ذلك سألونا، وقلنا لهم هذا غير وارد على الإطلاق». وأضاف: «إذا كنتم تعتقدون أنّنا نسعى إلى فراغ رئاسيّ من أجل فرضِ المثالثة، فتعالوا لننتخب وننهي الفراغ الرئاسي أو الشغور، إقبلوا بالرئيس، بالشخصية القوية التي لها حيثية وطنية ومسيحية، وتفضّلوا الليلة، كلّنا نناشد دولة رئيس مجلس النواب ونقيم جلسةً وننتخب رئيساً، وبذلك تقطعون الطريق على المثالثة، نحن جاهزون. لكنّ مَن يمنع صاحب الحق من الحصول على حقّه معروف في البلد». وقال نصرالله «ما زلنا نترقّب نتائج الحوار بين «المستقبل» و»التيار الوطني الحر» لكن اليوم نطلب جهوداً داخلية أكثر ومتعدّدة الأطراف للتوصّل إلى انتخاب رئيس»، ورأى أنّ «الخارج ليس لديه وقتٌ للبنان، يعني ما حدا فاضيلنا، لا للرئاسة ولا لغير الرئاسة.

لا أحد يريد أن يتدخّل، لا أحد يريد أن يقوم بمسعى، لا إقليمياً ولا دولياً، وكلّ الدول التي كانت تساعد في الماضي مشغولةٌ الآن، بدءاً من سوريا إلى آخر دولة في العالم». ودعا إلى «عدم انتظار العلاقات الإيرانية السعودية، أو المفاوضات الايرانية السعودية».

وعن الوضع الأمني في لبنان، قال: «يبدو أنّ هناك إجماعاً دوليّاً وإقليمياً على أن يكون لبنان هادئاً ومستقرّاً وآمناً. ومن أهمّ العوامل التي هي من مؤشّرات الحد الأدنى، ما هو موجود بالبلد منذ عدة اشهر، أي هدوء الخطاب السياسي، فعندما يقف التحريض، وخصوصاً التحريض الذي له طابع طائفي، ولديه طابع مذهبي، فهذا يوثّر بشكل كبير جدّاً على تحقيق السلم والأمن والاستقرار في هذا البلد». وفي الموضوع السوري، قال إنّ مَن «يريد حلّاً سياسياً لا يستطيع تجاهل الإنتخابات التي حصلت وأدّت إلى إعادة انتخاب بشّار الأسد لولاية جديدة، والتي تقول للمعارضة والدول الإقليمية والدولية إنّ الحلّ السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع بشّار الأسد».

مصدر فرنسي

ورفضَ مصدر ديبلوماسي في السفارة الفرنسية التعليق على كلام السيّد نصرالله أنّ فرنسا تدعم المُثالثة في لبنان، واكتفى بالقول لـ»الجمهورية»: «إنّ الموقف الفرنسي يتجلّى من خلال زيارة السفير الفرنسي باتريس باولي الى رئيس مجلس النواب نبيه برّي (أمس)، وتجديدهِ دعم باريس للمؤسّسات اللبنانيّة». وكان باولي نقلَ الى برّي «رسالة معروفة من السلطات الفرنسية، وهي أنّنا مع المؤسسات، ولذلك علينا تشجيع إحياء عملها وتفعيلها». وقال: «نحن مع انتخاب مجلس النواب رئيساً للجمهورية في أقرب وقت». وشدّد على بذل الجهود الممكنة لانتخاب الرئيس في وقت سريع، معتبراً أنّ «انتخاب رئيس جمهورية جديد» هو أولى الضروريات للبنان اليوم».

سليمان يردّ

وفي هذا السياق ردّ الرئيس السابق ميشال سليمان على كلام نصرالله، وقال: إنّه «لا يكفي رفض المثالثة وإنكار العمل لتحقيقها، أو المناداة بالمناصفة. المطلوب إحترام الدستور. المطلوب ممارسة الديمقراطية، وتأمين النصاب لإنتخاب رئيس للجمهورية، من دون وضع مواصفات مسبَقة غبّ الطلب». وشدّد على أنّ «المطلوب إفساح المجال لبناء الدولة القوية العادلة، صاحبة السيادة على كامل أراضيها، وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في السياسة الخارجية وفي الحرب والسلم».

الراعي

وفي سياق متصل، قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي: «إجراء الإستحقاق الرئاسي ليس ترَفاً أو عملاً سياسياً يومياً يجوز الإستخفاف به. إنّه أمر يتعلق بمصير الناس وحياتهم اليومية ومستقبلهم. فالسياسة التي اعتمدت وأدّت الى عدم إجراء الإستحقاق الرئاسي تستهدف شعباً بمقوّمات حياته وحضوره حاضراً ومستقبلا. إنّها تقود هذا الشعب الى الإفقار والتقهقر المعيشي والإقتصادي، وتدفعه الى هجرة أرض لبنان مع ما تحمله هذه الهجرة من أخطار مصيرية». وطالبَ الراعي النوّاب بأن «يحترموا الدستور الذي يُلزمهم انتخاب رئيس للجمهورية من خلال المادتين الشهيرتين المعروفتين: 73 التي تقول بانتخاب رئيس قبل شهرين من انتهاء الولاية، وهم خالفوها. والمادة 74 التي تقول إذا شغرت لسبب أو لآخر سدّة الرئاسة يجتمع المجلس فوراً وينتخب رئيساً، وهم خالفوها أيضا». ورأى الراعي أنّ «هناك انتهاكاً للميثاق الوطني الذي هو ضمانة للمسيحي وللمسلم، حيث إنّ رئاسة الجمهورية للمسيحي، والمجلس النيابي للشيعة، والحكومة للسُنّة، وهذه ضمانات وليست امتيازات، لنكون جميعاً مرتاحين.

واليوم نقول صحيحٌ أنّ المادة 62 من الدستور تقول إنّ الحكومة تتولى بالوكالة صلاحيات الرئيس، ولكنّ هذا الأمر لا يعني أنّ المجلس النيابي غير مُجبر على انتخاب رئيس، كي لا نقع ولا لحظة في عدم وجود سلطة، وعندها تستلم الحكومة.وماذا يعني انّهم اليوم يفكّرون كيف تمارس الحكومة صلاحياتها وما هي هذه الصلاحيات؟ وكأنّ هذا يدلّ إلى أنّه على المدى الطويل لا انتخاب للرئيس، وهذا انتهاك للميثاق الوطني، وبذلك غُيّب العنصر والمكوّن الأساسي.

لاسا

وفي أوّل قراءة لما شهدَته بلدة لاسا تحت جنح الظلام، عبّرت مصادر سياسية وأمنية لـ«الجمهورية» عن مخاوف جدّية من ان تكون الحادثة من اولى الرسائل التي توجَّه بها «حزب الله» الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ردّاً على زيارته إلى الأراضي المقدسة. وقالت إنّ إثارة المشكلة مجدّداً جاءت في توقيت جرى التمهيد له بتجميد عمل المسّاحين في منطقة لاسا العقارية في مرحلة واكبَت زيارة الراعي الى الأراضي المقدسة ومواقف الحزب من هذه الزيارة.

آليّة العمل

وفي هذه الأجواء، يستمرّ البحث في إيجاد الآلية لتنظيم عمل مجلس الوزراء في مرحلة الشغور. إلّا أنّ مصادر وزارية اشارت الى أنّ الإتصالات الجارية لم تؤدّ الى مرحلة تقريب وجهات النظر وسط تعدّد القرءات الدستورية لكيفية انتقال هذه الصلاحيات وحدودها. وتحدّثت معلومات لـ»الجمهورية» عن مساعٍ يقوم بها وسطاء لمواكبة المرحلة، بما يوفّر مخرجاً يُقنع رئيس الحكومة تمّام سلام بضرورة الإقتداء بالآلية التي اعتمدها الرئيس فؤاد السنيورة في الفترة التي أدار فيها البلاد بعد شغور الرئاسة في نهاية ولاية الرئيس إميل لحّود وحتى انتخاب الرئيس ميشال سليمان، على رغم أنّ ما واكب تلك الفترة كان أشدّ تعقيداً، فمجلس النواب كان مقفلاً أمام الحكومة غير الميثاقية والتي اعتبرَها رئيسُه في حينه أنّها « بتراء».

سلام إلى الخارج

وعلمت «الجمهورية» أنّ سلام غادر بيروت امس الى الخارج، في زيارة خاصة لم يعلن عنها، وتستمرّ حتى عطلة نهاية الأسبوع، ما يعني أنّه لن يكون له أيّ دور في الإتصالات التي ستجري في الأيام المقبلة الفاصلة عن جلستي مجلس النواب يوم الإثنين المخصصة لإنتخاب رئيس جمهورية، والثلاثاء المخصّصة للبحث في موارد سلسلة الرتب والرواتب.

ومعلومٌ أنّ سلام اعتذرَ للسفير المصري عن عدم قدرته على تلبية دعوة الرئيس المصري الإنتقالي للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد عبد الفتّاح السيسي بعد غدٍ. ولذلك لم يُعرف حجم ومستوى التمثيل اللبناني في المناسبة، وما إذا كان سيقتصر على السفير اللبناني في القاهرة.

جلسة «السلسلة»

وعلى بُعد يومين من بَدء الإضراب العام الذي قرّرته هيئة التنسيق النقابية، لمواكبة المفاوضات حول ملفّ السلسلة، تبدو الاتصالات السياسية فاترةً ولا توحي في إمكان انعقاد الجلسة المخصّصة للسلسلة يوم الثلثاء المقبل، في 10 الجاري. ولفتَ أمس كلام لوزير المالية علي حسن خليل على هامش إطلاقه مشروع موازنة العام 2014، إذ قال ردّاً على سؤال حول السلسلة: «ليس هناك اجتماعات لا للّجان المشتركة ولا للّجان النيابية، وليس هناك اتّفاق بين الكتل ولا مع هيئة التنسيق والجهات النقابية». وقال: «نحن سنكون موجودين داخل الجلسة يوم الثلثاء لاستكمال المناقشات، ومستعدّون لإقرارها لتقدير كلّ المعطيات والأرقام المطلوبة في هذا الاتجاه». وتقاطَعَ كلام وزير المالية مع تصريحات أدلى بها وزير التربية الياس بو صعب عقبَ لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، إذ قال: «حتى هذه اللحظة لا تبدو الأمور إيجابية، فالمشاكل التي تواجه السلسلة ما زالت عالقة. ولكن أريد أن أطلقَ صرخة أخيرة لكلّ المعنيين في موضوع السلسلة ولكلّ الأفرقاء السياسيين، هذه الصرخة صرخة أخيرة قبل جلسة مجلس النواب التشريعية في 10 حزيران لإقرار السلسلة. أضاف: هناك مسؤولية كبيرة على الحكومة والمجلس والكُتل السياسية، تتطلّب منّا وضعَ الخلافات جانباً وأيجاد حلّ لهذه المشكلة، فلا يُعقل أن ينتهي العام الدراسي من دون امتحانات رسمية تخوِّل الطلاب الدخول إلى الجامعات». وأكّد بو صعب أن «لا تأجيل للامتحانات، والموعد المحدّد لا يزال في 12 حزيران، وإن شاء الله تحمل الجلسة التي ستسبق الامتحانات الحلّ، وهو يقتضي إعطاء الأساتذة حقوقهم وإجراء الامتحانات بشكل طبيعي». في سياق متّصل، كشفَ عضو لجنة درس السلسلة النائب جمال الجرّاح أنّ اللجنة ستجتمع قبل موعد الجلسة الثلثاء، وسيطرح المجتمعون «أفكاراً جديدة حول الموارد والنفقات، لأنّ هناك إصراراً على أهمّية ان تكون متوازنة، والسعي سيكون في اتّجاه تأمين موارد إضافية لتغطية النفقات بشكل متوازن. واليوم هناك اتّصالات لاجتماع هذه اللجنة قبل الثلثاء كي نتوصّل الى صيغة نتقدّم بها خلال الجلسة النيابية العتيدة». وعمّا إذا كانت اللجنة ستعيد النظر في مسألة تجزئة أو تقسيط السلسلة، قال: «كلّ الأفكار مطروحة، والمطلوب الوصول الى صيغة مقبولة من الجميع وأن تكون منطقية وواقعية». وأشار إلى أنّ نوّاب 14 آذارسيحضرون إلى الجلسة «إذا اتّفقنا على صيغة للسلسلة، فهي من المواضيع الضرورية التي يجب أن نحضر لأجلها».

كنعان

وأكّد أمين سرّ «تكتّل الإصلاح والتغيير»النائب ابراهيم كنعان لـ»الجمهورية» أنّه إذا توفّرت الإرادة السياسية الصادقة لإنجاح الجلسة التشريعية يوم الثلثاء المقبل فنحن سنكون أوّل الحاضرين».

وقال كنعان إنّ «قانون السلسلة استثنائي، نظراً إلى تأثيراته المهمّة في كلّ المجالات، وبالتالي يجوز التشريع في هذا المجال في ظلّ الشغور، لكنّ المسألة ليست مسألة توافق، بل نريد إنجاح الجلسة وليس تكرار التجارب السابقة التي كانت غير منتجة حقيقةً. فنحن شاركنا في اكثر من اجتماع وكان لنا دور اساسيّ، سواءٌ في اللجنة الفرعية الأولى أو اجتماعات اللجان المشتركة التي كانت تُعقد برئاستي، ثمّ في الهيئة العامّة، وعلى رغم الإجماع الذي حصدناه في مراحلَ ما، كان هناك أمر ما يتغيّر من قِبل البعض في لحظة الحسم.

مِن هنا فإنّ المشكلة ليست في حضورنا بل في إنجاح الجلسة، لأنّنا لا نطمح إلى عقد جلسة نيابية فاشلة مجدّداً، فالاتصالات الجارية هي لإنضاج هذا التوجّه، ولكن حتى الساعة ليس هناك بعد أيّ حلحلة من الطرف الذي وضع سقفاً غير واقعيّ للإيرادات بالنسبة الى حقوق القطاع العام، وتحديداً للعسكر، والمعلمين، فلا يجوز مثلاً أن يكون الراتب الاساسي للعميد بحسب «لجنة عدوان» مليونين و900 ألف، فيما الراتب الاساسي لمدير عام فئة أولى 4 ملايين، أي بفارق مليون ومئة ألف، فهذه الهوّة يجب السعي الى ردمِها بأكبر قدر ممكن، من هنا نقول إنّ العدالة والمساواة والظروف التي يعاني منها اليوم الجيش والقوى الامنية تقتضي أن يكون هناك تعاطٍ مختلف في هذا الملف. أمّا بالنسبة الى مطالب المعلمين، فلماذا حُذفت الدرجات السِتّ التي كانت الحكومة السابقة أعطتهم إيّاها، ثمّ زادوا ساعات العمل للإداريين من دون أيّ مقابل.

محفوض

وأكّد نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ»الجمهورية» أن «لا أحد يستطيع أن يدير الامتحانات إلّا المعلمون، وأنّ أيّ عمل آخر يضرب التربية وما تبقّى من الشهادة اللبنانية، فالامتحانات ليست عملاً تقنيا بل عملٌ تربوي». واستبعد «مشاركة القوى الأمنية والعسكرية في مراقبة الامتحانات، كما تردّد، لأنّها تضرب في هذه الحال هيئة التنسيق التي تطالب بالسلسلة لجميع الموظفين والجيش والقوى الأمنية وليس للمعلمين فقط». وناشدَ محفوض صعبَ «إيجاد حلّ يوم الثلثاء في المجلس النيابي بدلَ تضييع وقتِه في طرُق غير مسبوقة لإنجاز الامتحانات في شكل طبيعي يوم الخميس»، مشدّداً على «أنّنا ضدّ إعطاء الإفادات وضدّ إلغاء «البريفيه»، مع إصرارنا على حقوقنا، ولن نقبل بالسلسلة على حقوق الطلّاب، والامتحانات ستحصل «غصب عنُن».

 

الراعي "ينتفض" على الفراغ الرئاسي: "ورقة هواجس لواشنطن ودعوة لتحرك احتجاجي"

نهارنت/يرفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الفراغ الرئاسي ولذلك وجّه "ورقة هواجس" الى الولايات المتحدة الاميركية وهو لن يتردد في الدعوة لـ"تحرّك احتجاجي واسع"، تبعاً لما أفادته المعلومات الصحافية. فقد أفادت صحيفة "السفير"، الجمعة، ان الراعي ابلغ وفد المؤسسات المارونية، الذي زار بكركي الخميس، انه "لن يتردد في الدعوة الى تحرك احتجاجي واسع تقوده الكنيسة المارونية ويشمل كل لبنان". ويبدأ التحرك بالاعتصام وصولاً الى العصيان حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفق الصحيفة. يُذكر ان المؤسسات المارونية قد قامت بجولة على الاقطاب الاربعة (رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، رئيس "حزب الكتائب اللبنانية" امين الجميل، رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون، رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية)، اختتمتها بلقاء الراعي وأكدت اثرها ان "التمادي في عدم انتخاب رئيس وبقاء الحكومة يناقضان الميثاق الوطني ويلغي مكوناً اساسياً هو الرئيس الماروني". من جهتها، نقلت صحيفة "المستقبل" الجمعة عن مصادر مطلعة ان الراعي سلّم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي التقاه في بيروت الاربعاء، "ورقة مكتوبة تعبّر عن هواجس بكركي كي يتولى نقلها إلى الإدارة الأميركية". وكشفت المصادر ان الراعي طلب خلال اللقاء مع كيري أن "تعمل الولايات المتحدة مع إيران والسعودية لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي بغض النظر عن اسم أو مواصفات الرئيس العتيد، قوياً كان أم غير ذلك، المهم إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى في أسرع وقت ممكن".بدوره، وتبعاً للمصادر، وعد كيري البطريرك بـ"المساعدة قدر المستطاع في هذا الموضوع مع تأكيده أنّ واشنطن لا تتدخّل في التفاصيل وكل ما يهمها هو تحصين الاستقرار في لبنان".وقام كيري الاربعاء بزيارة سريعة الى لبنان التقى خلالها الى جانب الراعي، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام. ودخل لبنان الفراغ الرئاسي جراء فشل النواب في انتخاب رئيس للجمهورية ورفض رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان تمديد ولايته، وكان قد القى خطاب الوداع في 24 أيار الفائت. وتبعاً للدستور فإن الحكومة مجتمعة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية.

 

البطريرك الراعي متوجس من "حزب الله: يريد المثالثة

يقال نت/يدرس البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي اتخاذ “خطوات ضغط جديدة” بعد جلسة التاسع من الجاري وفق ما كشفت مصادر اللقاء الذي جمعه أمس بوفد المؤسسات المارونية لـ”المستقبل”، ناقلةً عنه “رفضه المطلق للتشريع في ظل الشغور الرئاسي وتأييده ممارسة مجلس الوزراء صلاحياته الدستورية وكالةً عن الرئيس مع تشديده على ألا تطول مدة الوكالة”، وابدى في هذا السياق “استياءً متعاظماً من استمرار تعطيل النصاب لانتخاب الرئيس وهواجس حقيقية من أنّ “حزب الله” يريد الوصول إلى “المثالثة” في السلطة”. وبشان لقاء الراعي مع وفد المؤسسات المارونية في بكركي، فقد أطلعه الوفد على نتائج جولته على الأقطاب الموارنة، وأوضحت مصادر اللقاء لـ”المستقبل” أنّ الراعي أعرب عن “استيائه الشديد من المراوحة الحاصلة في الانتخابات الرئاسية، وأكد أنّ التشريع في هذه المرحلة مرفوض رفضاً قاطعاً باعتبار أنّ المجلس النيابي يبقى هيئة ناخبة حتى انتخاب الرئيس الجديد استناداً إلى المادة 75 من الدستور”، مشيرةً في ما يتصل بالملف الحكومي إلى أنّ “البطريرك يؤيد ممارسة الحكومة صلاحياتها الدستورية وكالةً عن رئيس الجمهورية مع تشديده في الوقت عينه على أنّ هذا التوكيل يجب ألا تطول مدته الزمنية من خلال الدفع باتجاه الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد لأنّ غبطته يرفض أن يبقى جسم الجمهورية بلا رأس”. وإذ نقلت عن الراعي قوله: “لا مرشح لديّ ولا أفضّل مرشحاً على آخر إلا بمقدار التزامه بمذكرة بكركي”، أشارت المصادر إلى أنّ “اقتراحاً أثير خلال اللقاء ويقضي بأن يكمل وفد المؤسسات المارونية جولاته لتشمل المرجعيات المسيحية الأخرى والقيادات الإسلامية ممثلةً بالرئيسين بري وسلام والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط”، مؤكدةً في الوقت نفسه أنّ “أي قرار نهائي لم يُتخذ بعد حيال هذا الاقتراح”.من جهتها، كشفت مصادر مطلعة على محادثات البطريرك مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري في مطرانية بيروت للموارنة لـ “المستقبل” أنّ الراعي سلّم كيري “ورقة مكتوبة تعبّر عن هواجس بكركي كي يتولى نقلها إلى الإدارة الأميركية”، وأشارت المصادر إلى أنّ الراعي طلب خلال اللقاء مع كيري “أن تعمل الولايات المتحدة مع إيران والسعودية لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي بغض النظر عن اسم أو مواصفات الرئيس العتيد، قوياً كان أم غير ذلك، المهم إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى في أسرع وقت ممكن”. أما كيري فلفتت المصادر إلى أنه “وعد البطريرك بالمساعدة قدر المستطاع في هذا الموضوع مع تأكيده أنّ واشنطن لا تتدخّل في التفاصيل وكل ما يهمها هو تحصين الاستقرار في لبنان”.وفي معرض إعراب الراعي عن قلقه من تداعيات ملف النزوح السوري إلى لبنان، نقلت المصادر أنه قال للضيف الأميركي: “النازحون يستنزفون خزينة الدولة”، فأبلغه كيري أنّ بلاده قدمت مساعدات للبنان بقيمة 51 مليون دولار واعداً بمزيد من الدعم في مواجهة هذه الأعباء، متطرقاً في سياق حديثه أيضاً إلى ملف النفط فأعرب عن عزم واشنطن على المساعدة في موضوع ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وعلى الدخول في المناقصات ذات الصلة عبر الشركات الأميركية المتخصصة بهذا الملف”.

 

الراعي من دار التعاضد: لا يجوز الاستخفاف بالاستحقاق الرئاسي و ـياسـة التعطيـل تسـتهدف حاضـر ومسـتقبل الشــعب

المركزية- اعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي انه قال لوزير خارجية اميركا جون كيري "ان إجراء الإستحقاق الرئاسي ليس ترفا او عملا سياسيا يوميا يجوز الإستخفاف به. انه أمر يتعلق بمصير الناس وحياتهم اليومية ومستقبلهم. فالسياسة التي اعتمدت وأدت الى عدم اجراء الإستحقاق الرئاسي تستهدف شعبا بمقومات حياته وحضوره حاضرا ومستقبلا".

زار البطريرك الراعي دار التعاضد الماروني، مقر الصندوق التعاضدي الإجتماعي الصحي، أدونيس - زوق مصبح، وكان في استقباله المطارنة رولان أبو جوده، طانيوس الخوري، منجد الهاشم، عاد أبي كرم، وبولس روحانا، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي، رئيس "كاريتاس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" المحامي جوزف فرح ورئيس بلدية زوق مصبح شربل مرعب وحشد من الإكليروس والعلمانيين.

وفور وصوله، أزاح البطريرك الراعي الستار عن اللوحة التذكارية الخاصة بزيارته. وتلا صلاة التبريك مرفقة بالماء المقدس وجال في مكاتب الصندوق وأرشيفه بحيث اطلع على "آلية العمل والبرامج الصحية والإستشفائية التي يقدمها الى المنتسبين. ثم انتقل والحضور إلى قاعة الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي حيث قدم أمين سر مجلس إدارة الصندوق الزميل جورج عرب الإحتفال بكلمة ضمنها مقارنة بين عهد البطريرك جرجس عميرة (1634-1644) وعهد البطريرك الراعي لجهة أحداث تتعلق بالمسيحيين وبسعي البطريرك إلى تدارك أحوالهم وسط الخلافات والإنقسامات.

ثم كانت كلمة رئيس مجلس إدارة الصندوق الأب جورج صقر وفيها "إن ما شاهدتموه في جولتكم على مبنى الدار يشهد على حجم ما أنجز. إنه من فضل الرب، وثمرة تعب المنتسبين ووجعهم، والفضل يعود أيضا إلى حسن إدارة القيمين وحرصهم على المحافظة، بتجرد وشفافية، على الأمانة التي أوكلهم عليها هؤلاء المنتسبون. وكل ذلك من دون أن تنتقص حقوق اي منهم".

وأضاف "وجد التعاضد أساسه في أحضان الكنيسة الأولى، "ما كان فيهم معوز، لأن كل من ملك عقارا أو بيتا، كان يبيعه ويأتي بثمن المبيعات، ويلقيه عند أقدام الرسل، فيعطى كل مؤمن على قدر حاجته (رسل 4: 34-35)، وحدد قداسة البابا فرنسيس في إرشادده الرسولي "نور الإنجيل" التعاضد أو التضامن بأنه "ردة فعل عفوية يجب أن يعاش وكأنه قرار يقضي بأن يرد إلى الفقير ما يعود اليه".

وتابع "سعى الصندوق ويسعى دوما إلى تحقيق أهدافه التعاضدية تطبيقا لتعاليم الكنيسة ولمبادئ التعاضد التي التزمها، وراح يُطور تقديماتِه وخدماتِه، ويُقدمُ إلى أعضائه المنتسبين أفضل التقديمات الاستشفائية، ويُعيدُ لهم الفائض بشكل مساعدات ومنح فريدة ومميزة، بالإضافة إلى نشر ثقافة التعاضد بين الأعضاء".

وعدد برامج جديدة أعدها الصندوق أبرزها: فرص عمل عبر دور المندوبين والمندوبات في المناطق. برنامج "حنين" القائم على توأمة أبناء الكنيسة الأفراد والعائلات غير المضمونين وغير المؤمنين المقيمين في القرى والبلدات، خصوصا تلك الموجودة في الأطراف والأرياف، مع أبنائهم وذويهم في بلدان الإنتشار.برنامج مسكونية "خدمة المحبة" لتوفير التأمين الصحي والإستشفائي الموقت للنازحين المسيحيين من الدول العربية المضطربة إلى لبنان. يحتضن الصندوق عددا كبيرا من هؤلاء، يفيدون من تقديماته، ويتمتعون بالحقوق التي للمنتسبين، من دون أن يكونوا منتسبين فعليين لهم حق التقرير والتصويت، تطبيقا لقوانين التعاضد اللبنانية. تأمين تعاضدي خاص بالمطارنة المتقاعدين والإكليروس الماروني عموما.

إعداد برنامج التأمين الصحي المجاني للأيتام الأكثر فقرا". وقال "يركز القيمون على إدارة الصندوق، أيضا وباهتمام كبير، على شد روابط التعاون والتنسيق، "وإقامة شبكات نجدة" (إرشاد، الفقرة 49) بين الصندوق والمؤسسات الكنسية، خصوصا تلك التي تعنى في الشأن الصحي والاجتماعي". وختم شاكرا للبطريرك الراعي رعايته الدائمة ودعمه للصندوق ولسائر أصدقاء الصندوق والمتعاونين معه.

بعد ذلك، كانت كلمة الرئيس الفخري للصندوق المطران أبو جوده، عرض فيها مسيرة الصندوق منذ تأسيسه عام 1992 من المؤسسة الإجتماعية المارونية حتى اليوم.

وقال "سبق أن أطلق هذا الصندوق، الصندوق الإجتماعي الماروني في 26 آب 1993، في جمعية عمومية استثنائية عقدت في بكركي برئاسة البطريرك صفير، ثم في 26 أيلول 2005، دشنه في مقره الجديد آنذاك. وها انكم تحضرون اليوم لمباركة هذا الصندوق في دار التعاضد الماروني الجديدة التي تضم المبنى الكبير الذي بجانبه لأنكم تعتبرون هذا الصندوق مؤسسة تابعة للدائرة البطريركية ولأن هذه الدار تجسد، حجرا وبشرا، الشعار الذي اطلقتموه لبطريركيتكم، الا وهو "شركة ومحبة". وأضاف "نحن نحمده تعالى بالحري على انه ضم في الشركة والمحبة ليس حجارة هذه الدار والصندوق التعاضدي الإجتماعي الصحي فحسب، بل أيضا جميع العاملين في هذا الصندوق. فالمكاتب موزعة على طبقات المبنى بطريقة تسهل على الزائرين تتميم معاملاتهم. والموظفون يعيشون هذه الشركة والمحبة في تقاسمهم الخبز اليومي، ويشاركون الى جانب اللقاءات الإدارية، في اللقاءات التي تنظم لهم لإنعاش حياتهم الروحية.

ووببركتكم يستمر هذا الصندوق شاهدا على أن الكنيسة لا يهمها الا ان تقوم فيها مؤسسات تؤدي الخدمة للجميع "بشركة ومحبة".

ثم اختتم البطريرك الراعي بكلمة حيا فيها "الدور الإجتماعي الرائد الذي يقوم به صندوق التعاضد الماروني، وقد بلغ عدد المنتسبين اليه ما يقارب اربعين الفا، وهو دور يجسد تعليم الكنيسة الإجتماعي الداعي الى محبة القريب والعناية بكل ضعيف".وقال: "استحضر وأنا في هذه المناسبة حديثي أمس مع وزير خارجية أميركا جون كيري الذي سألني رأيي في الموضوع الراهن، فقلت له: قبل الغوص في التفاصيل، أود أن اشير الى ان إجراء الإستحقاق الرئاسي ليس ترفا او عملا سياسيا يوميا يجوز الإستخفاف به. انه أمر يتعلق بمصير الناس وحياتهم اليومية ومستقبلهم. فالسياسة التي اعتمدت وادت الى عدم اجراء الإستحقاق الرئاسي تستهدف شعبا بمقومات حياته وحضوره حاضرا ومستقبلا. انها تقود هذا الشعب الى الإفقار والتقهقر المعيشي والإقتصادي، وتدفعه الى هجرة أرض لبنان مع ما تحمله هذه الهجرة من أخطار مصيرية".

وأضاف "في مواجهة هذه الحالة، لا نجد سوى الكنيسة حصنا لنا لتخطي الأزمة والتحديات التي ترافقها. واتطلع الى مؤسسات الكنيسة الإجتماعية الخادمة على تنوعها لأراها تترجم تعليمنا الإجتماعي عبر العناية بالفقراء والمعوزين والمرضى. ونفتخر بأن تكون لدينا المؤسسة المارونية الإجتماعية التي بات لها ثلاث بنات: صندوق التعاضد الصحي وصندوق الإهتمام بالسكن وحديثا أوكلنا اليها امر الإضطلاع بشؤون التنمية، ونعلق عليها الآمال. فصندوق التعاضد يخدم زهاء أربعين الف منتسب، وصندوق السكن انجز اكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية أسهمت اسهاما كبيرا في حل أزمة السكن لدى الشباب، وساعدتهم على الترسخ في ارضهم. وحين نتحدث عن الإنماء نسترجع كلام البابا بولس السادس الذي اعتبر الإنماء الوجه الآخر للسلام. وبهذا المفهوم نثني على دور مؤسستنا الإجتماعية أكثر وأكثر لكونها بعملها الإنمائي تسهم في صناعة السلام".وتابع "حين نتطلع الى مؤسساتنا الإجتماعية الفاعلة الحاضرة حضور الكنيسة الخادمة تتعزز آمالنا ونقوى على مواجهة الصعوبات التي لا نخاف منها. ولنا في تاريخنا الطويل محطات شهادة مضيئة نستلهمها في مسيرة أسلافنا البطاركة العظام كالدويهي وحجولا وعميرة وغيرهم الذين استقووا بإيمانهم على كل التحديات والصعوبات. ونحن بعدهم اليوم لا نخاف ايا من التحديات، بل نتكل على الله، وعلى رسالة الخدمة التي انتدبنا اليها وهي خدمة المحبة التي نعرف بها اننا مسيحيون".ولفت الى "خطورة تخلف الدولة عن سداد المستحقات المتوجبة عليها للمدارس والمستشفيات ودور العجزة وسواها من المؤسسات الإجتماعية"، داعيا الى الإسراع "في اعادة لبنان الى وضع دستوري طبيعي يحفظ أبناءه فوق أرضه". وشكر للمطران أبو جوده "جهوده وتضحياته وسهره الدائم على عمل المؤسسة الإجتماعية المارونية"، وحيا "مسؤوليها والعاملين فيها". بعد ذلك، سلم المطران أبو جوده والأب صقر البطريرك الراعي خاتما شعار صندوق التعاضد الأول.

 

الراعي التقى وفد اللقاء الروحي متضامنا: النواب خالفوا المادة القائلة بانتخاب رئيس فورا

وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفد "اللقاء الروحي في جبل لبنان" وضم ممثلين عن مختلف الطوائف اللبنانية المسيحية والإسلامية.  وألقى الشيخ عامر زين الدين كلمة أشار فيها الى ان "الزيارة هي زيارة تضامن وتأكيد على مواقف البطريرك الوطنية".

العاملي

ثم تحدث الشيخ محمد علي الحاج العاملي باسم الوفد، فقال: "من الطبيعي ان نزور هذاالصرح الوطني الكبير وأن نكون في رحابكم لنبارك لكم خطواتكم، لا سيما في هذه الظروف التي يشهدها البلد مع الخلل السياسي والفراغ الحاصل، إضافة الى التداعيات الموجودة في المنطقة. لذلك، نتطلع الى دور أكبر للمؤسسات الدينية في لبنان لمحاولة تصحيح الخلل الموجود في المجتمع اللبناني. وبالطبع، يا صاحب الغبطة، أنتم تقومون بدور جليل جدا وخطواتكم التي تقومون بها من أجل الوجود المسيحي في المنطقة، هي خطوات مطلوبة جدا وهي مباركة ولمصلحة لبنان بالدرجة الأولى. وخطواتك التي تقوم بها من شأنها أن تعيد التوازن السياسي وتريح ايضا على مستوى مجتمعاتنا". اضاف:" وقد يكون جزء من الخلل الكبير الذي نشهده في بعض بلدان المنطقة، أكان في سوريا أو لبنان أو بعض البلدان الأخرى، هو ان الحضور المسيحي مغيب نوعا ما. وإشرافكم على المؤسسات الدينية ورعاياكم في المنطقة بأسرها، بدءا من القدس الى غيرها، هو خطوة نكبرها فيكم يا صاحب الغبطة، ولذلك وجدنا انه من واجبنا الأخلاقي والشرعي والوطني ان نأتي اليوم لنتضامن معكم ونقف الى جانبكم، وبالطبع ان اللقاء الروحي زار هذا الصرح قبلا وأعلن عن مواقفه الداعمة والمؤيدة لكم".

الراعي

ورد البطريرك الراعي مرحبا، وقال: "نشعر من خلال لقائكم ان هذا هو لبنان الحقيقي. وأنا مثلكم مؤمن ان أهمية لبنان هي بالتنوع، وكل مكون من هذا التنوع يشكل قيمة مضافة، وقيمة لبنان انه لوحة فسيفساء، فكل شخص ومجموعة على تنوعها تشكل حجرا في هذه الفسيفسفاء. قيمتنا في اننا الى جانب بعضنا البعض، وهذه الرسالة التي نطلب أن يقوم بها لبنان للعالم. أنا سعيد جدا اليوم بهذا اللقاء لأننا بغاية الشوق أن نظهر لمجتمعنا ولرجال السياسة اننا لسنا معهم في هذا الإنشطار الموجود، ولسنا معهم بتلوين المواطنين ولا نحن معهم بهذا الإنقسام. وكأنهم يريدون القول اننا منقسمون، ونحن لسنا منقسمين، وهذا هو مجتمعنا، وهذا الأمر يدركه ويعلمه كل الأجانب". اضاف: "السفراء الذين نستقبلهم يقولون لنا هناك لبنانان: لبنان السياسة ولبنان المجتمع، ولبنان الحقيقي هو المجتمع وليس السياسة. ويؤسفنا ان تكون هناك هوة هائلة بين لبنان المجتمع ولبنان السياسة، وكأنهم يأخذون قوتهم من خلال تقسيم الشعب. أنا لا أريد إدانة أحد ولكني أقول هذا هو المجتمع اللبناني. نحن زرنا أبرشياتنا في لبنان وخارجه والقانون يقول بوجوب أن يزور البطريرك ابرشياته وأبنائه كل خمس سنوات. وخلال زياراتنا المناطق كان جميع أبناء الطوائف الإسلامية والمسيحية موجودين خلال هذه الزيارات، وهذا ينطبق على جميع المناطق التي زرناها. هذا هو لبنان الذي يجب أن نحافظ عليه قدر المستطاع، وهذا ما لقيناه ايضا في خلال زيارتنا الأراضي المقدسة. نحن نقول ان خلاص لبنان هو المجتمع، وثقافة المجتمع وثقافتنا هي ثقافة العيش معا".

وقال: "نحن نطالب النواب الكرام بان يحترموا الدستور الذي يلزمهم انتخاب رئيس للجمهورية قبل شهرين من انتهاء الولاية، وهم خالفوا الأمر، كذلك خالفوا المادة الثانية التي تقول انه اذا شغرت لسبب او لآخر سدة الرئاسة يجتمع المجلس فورا وينتخب رئيسا. ونحن أيضا نقول ان هناك انتهاكا للميثاق الوطني الذي هو ضمانة للمسيحي وللمسلم، حيث ان رئاسة الجمهورية للمسيحي ورئاسة المجلس النيابي للشيعة ورئاسة الحكومة للسنة، وهذه ضمانات وليست امتيازات لنكون جميعا مرتاحين. واليوم نقول صحيح ان المادة 62 من الدستور تقول ان الحكومة تتولى بالوكالة صلاحيات الرئيس، ولكن هذا الأمر لا يعني ان المجلس النيابي غير مجبر على انتخاب رئيس، كي لا نقع ولا لحظة في عدم وجود سلطة، وعندها تستلم الحكومة".

وتابع: "ماذا يعني انهم اليوم يفكرون كيف تمارس الحكومة صلاحياتها وما هي هذه الصلاحيات؟ وكأن هذا يدل انه على المدى الطويل لا انتخاب للرئيس، وهذا انتهاك للميثاق الوطني، لأنه يغيب العنصر والمكون الأساسي، وهل من جسم بدون رأس؟ هل هناك مجموعة بدون رئيس يرأسها؟ إذن كيف تقولون أسبوعا وشهرا وشهرين أو أكثر من دون رئيس؟ من يعطي الشرعية للجسم أليس الرأس؟ من يعطي الحيوية للجسم أليس الرأس؟ أيعقل اننا دولة بلا رأس؟ هذا لا يمكن أن نقبله لا إنسانيا ولا اجتماعيا ولا بأي شكل من الأشكال، فضلا عن ان هذا انتهاك صارخ للدستور وللميثاق الوطني".

واردف: "نعود ونكرر طلبنا من السادة النواب بانتخاب رئيس احتراما للدستور وللديموقراطية التي تميز لبنان. اذا لم تكونوا قادرين على ذلك، معناه أن هناك خلافا فلتتفضلوا بحل للموضوع. ولكن أن نستمر بعدم وجود رئيس فهذا أمر لا نقبل به ولا يمكن أن يستمر لكي نحافظ على الكيان اللبناني، وهذا نعلنه رسميا أمامكم، خصوصا ان لقاءكم يضم 18 طائفة".

وردا على سؤال حول الدعوة الى صياغة عقد اجتماعي جديد أوضح الراعي: "لقد فهمها البعض على انها تغيير للطائف او للنظام، ولكنني قلت اننا بحاجة الى عقد إجتماعي جديد ولكن على أساس الميثاق الوطني الذي يقول لا للشرق ولا للغرب، يعني أن لبنان لا يمكن أن يكون تابعا لأية دولة، وهذه ليست حاله اليوم. انظروا الى الواقع، انه مخالف تماما لما جاء في الميثاق الوطني. لذلك طلبت العودة إلى الميثاق الوطني وتجديده. لأنه روح المجتمع اللبناني". وتابع: "يقول الميثاق الوطني نريد العيش معا مسلمين ومسيحيين خلافا للشرق والغرب. وخلافا للشرق الذي يتألف من بلدان إسلامية نظامها إسلامي ودين الدولة فيها هو الإسلام، رفض المسلم في لبنان أن يقيم دولة إسلامية صرفة. وبدوره رفض المسيحي إنشاء دولة مدنية علمانية على الطريقة الغربية تفصل بين الدين والدولة وبين الدولة والله. وبالتالي اراد المسلم والمسيحي العيش معا. أن المادة التاسعة من الدستور اللبناني غير الموجودة في اي دستور من دساتير العالم تقول: "لبنان بعد الإجلال لله تعالى يحترم كل الأديان، ويكفل أحوالها الشخصية وشعائرها الدينية، شرط أن لا تكون ضد النظام العام. هذه هي روحية الميثاق الوطني، العيش معا بالمساواة والإحترام المتبادل والمشاركة بإدارة هذا البلد. لذلك دعوت الى صياغة عقد وطني جديد على أساس الميثاق الوطني، وليس ميثاقا جديدا ومختلفا. لأنه بممارستنا اليوم فقد الميثاق الوطني روحيته وسيطر الحقد والبغض والخوف من الآخر".

وختم: "فقدان الثقة ببعضنا البعض تزرع حالات العداء اينما كان. والميثاق هو الثقة. المجتمع اللبناني لم يفقد الثقة انما السياسيون هم من فقدوا الثقة ببعضهم البعض. وهذا ما يعقد الامور. نتمنى على السادة النواب أن يحترموا رأي المجتمع، خصوصا ان الدستور يقول ان مصدر السلطات هو الشعب. قيمتنا في لبنان هي في عيشنا مع بعضنا البعض، وفي هذه الخبرة التي نعيشها معا مسلمين ومسيحيين وفي الثقافة المشتركة التي بنيناها معا. قيمة لبنان تكمن في تنوعه الإنساني. هذه هي قيمتنا في هذا الشرق، حيث لحياتنا معنى. وإذا لم يعد العنصر المسيحي فاعلا إلى جانب العنصر الإسلامي فإننا نخسر ثقافتنا المشتركة. عتبنا على جماعتنا لأنهم لم يلعبوا الدور الذي عليهم ان يلعبوه، وهو التوفيق بين مكونات المجتمع اللبناني وليس تزكية الخلاف".

صليبا

بدوره، أعلن الأب صليبا ان الوفد جاء "ليودع الأمانة بين ايدي صاحب الغبطة"، وقال: "نحن اليوم من دون رئيس للبلاد، ووضعنا سيء جدا من كل النواحي، ونخاف من عودة الديكتاتوريات الى محيطنا. نؤكد لكم اننا جنودكم واخوتكم وابناؤكم وجئنا مجتمعين مسيحيين ومسلمين من 18 طائفة لنؤكد على دعمنا لكم ولهذا الصرح الوطني الجامع الذي وبشهادة الجميع يمثل جميع اللبنانيين".

سفيرا لبنان في كولومبيا والارجنتين

والتقى البطريرك الماروني ايضا سفيرة كولومبيا في لبنان جورجيت ملاط، ثم استقبل سفير الأرجنتين في لبنان ريكاردو لارييرا الذي قدم له هدية تذكارية من رئيسة الأرجنتين.

واعتبر لارييرا ان الزيارة اليوم للراعي "ضرورة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها لبنان، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة محليا وإقليميا إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين".

ومن الزوار على التوالي: المطران بولس اميل سعادة، راعي ابرشية قبرص المارونية المطران يوسف سويف، الوزير السابق دميانوس قطار، ثم النائب السابق مخايل الضاهر.

 

السفير السوري، علي من عين التينة: حقائق الانتخابات أقوى من المكابرة وبري مستبشر بنتائجها

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، الذي قال: "تركز الحديث خلال اللقاء مع دولة الرئيس على الانتخابات (الرئاسية السورية) ونتائجها ورمزيتها وحجم الاقبال الذي فاق كل التوقعات، واستبشاره بأن هذه النتائج التي اسقطت كل الرهانات وتجاوزت كل التوقعات هي التي تصنع حلا سياسيا يكون لصالح سوريا ولصالح المنطقة، عبر ما حققته سوريا بإنتخاباتها والتفاف شعبها حول قيادتها وحربها على الارهاب. هذا الاقبال الذي تحدى كل الارهاب والمتفجرات وكل التحديات الخارجية وكل التشويش الخارجي والاعلام الذي حاول قلب الحقائق، فظهرت الامور على هذا الشكل الذي الغى كل مفاعيل التزوير والتشويه والتشويش وخصوصا ما حدث في سفارة سوريا في لبنان وما حصل في سفارات سوريا في العالم، وتوج بهذا الاقبال الذي كان صادما للاميركي والفرنسي والاوروبي وكل الذين راهنوا على اضعاف سوريا واسقاطها واخراجها من دائرة الفعل، لذلك كانت التهنئة على كل هذه الصورة الجميلة المعبرة المبشرة بأمان لسوريا وامان للمنطقة، عبر انتصار سوريا على الارهاب الذي لا يهددها وحدها بل العالم وضمنا الدول التي رعت ودعمت ومولت الارهاب".

سئل: هناك عدد كبير من الدول لاسيما الدول الغربية لم تعترف بالانتخابات، فكيف سيتعاملون مع الرئيس الاسد عندما تصلون الى الحل السياسي؟

اجاب: "الحقائق اقوى من المكابرة، فلذلك هذا الاقبال وهذه الحشود وهذا التحدي، وهذه الوطنية العالية التي ظهرت لدى السوريين بما فيها في عواصم هذه الدول التي كابرت وزورت ومولت وسلحت ورعت الارهاب، هي التي تعطي الحقيقة وهي التي يقبلها الاخرون، لذلك هذا الاعتراف الذي يكابرون في التعامل معه وتسمية الاشياء بغير اسمائها مردود على اصحابها. فالانتخابات الفرنسية الاخيرة اظهرت حجم الحكومة الفرنسية والرئيس هولاند في صناديق الاقتراع التي كانت بأدنى المستويات، وشهد العالم هذا الاقبال، والاقبال في الانتخابات العراقية والمصرية، وكيف ان الانتخابات السورية كانت الاعلى نسبة والاكثر حرارة وتمثيلا، لذلك بعض الكلام يسقط حتى في مرآة قائله وفي مرآة شعوبه. الشعبية والمصداقية والحقيقة التي اكدها الشعب السوري هي التي تمنح الشرعية والمصداقية والاعتراف وهي التي ستقود حتى هذه الدول المكابرة الى البحث عن مخارج للاستدارة ، والبحث عن تواصل وعن صيغ تدرء بها هذا الارهاب الذي مولته ورعيته، ولكي تتبرأ من رعايتها له ، وبالتالي تعود لتشكر سوريا على انها انتصرت على الارهاب ، وتكون هذه الدول والقوى والاحزاب والشخصيات مضطرة للتناقض مع مواقف سبق ان اتخذتها هذه القضية".

 

السنيورة استقبل محافظ الجنوب منصور ضو مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان وتابع مشروع تأهيل نفوس صيدا وترأس اجتماعا لمجلس مكافحة الادمان

وطنية - استقبل الرئيس فؤاد السنيورة في مكتبه في صيدا محافظ الجنوب منصور ضو في زيارة بروتوكولية لمناسبة تسلمه لمهامه، وهنأه على تعيينه متمنيا له "التوفيق في مهامه بالتعاون مع كافة المسؤولين الاداريين والأمنيين في المحافظة".وكان اللقاء مناسبة للتداول في الأوضاع العامة وشؤون ادارية وحياتية تتعلق بمدينة صيدا ومنطقتها بشكل خاص.

كما بحث السنيورة تقدم سير العمل في مشروع تأهيل دوائر النفوس في سراي صيدا الحكومي مع رئيس قسم نفوس لبنان الجنوبي وسام الحايك ورئيس دائرة نفوس صيدا جورج سعد.

والتقى السنيورة مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان وعرض معه الأوضاع العامة والشأن الصيداوي .

مركز معالجة الادمان

كما زار مركز معالجة الادمان التابع للمجلس الأهلي لمكافحة الادمان في الهلالية وعقد اجتماعا مع رئيسة المجلس عرب كلش واعضاء الهيئة الادارية بحضور رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، حيث اطلع منهم على سير العمل في المركز ، وبحث معهم في خطوات تفعيل وتطوير العمل ووضعهم في صورة متابعته لموضوع السعي لتأمين قطعة ارض لبناء مقر دائم للمركز.

وحضر جانبا من الاجتماع وبدعوة من السنيورة الدكتور فريد طليع الأستاذ المحاضر في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت والاختصاصي في الطب النفسي وفي علاج الادمان على المخدرات ، حيث جرى البحث في سبل التعاون المشترك في مجال علاج الادمان.

وابدى طليع اعجابه بالمركز وعمله والفكرة التي يقوم عليها في التصدي لآفة الادمان، فاعتبر ان "الطريقة التي يتبعها المجلس الأهلي والخدمات التي يقدمها من الناحية التقنية متطورة كثيرا، لان العلاج يلحظ ان المريض ليس فقط عليه الدخول الى المستشفى وتنظيف جسده من المخدرات لكن يجب ان يتابع عدة اشهر نفسيا واجتماعيا". وشدد طليع على "اهمية تشكيل شبكات صحية واجتماعية لتبادل الخبرات والمبادرات الطبية والصحية في مجال مكافحة المخدرات لانقاذ الشباب من هذه الآفة" .

 

الاحدب: حزب الله يواصل السيطرة على مؤسسات الدولة بتخاذل غير مبرر من 14 آذار

وطنية - أكد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب خلال استقباله وفدا من قدامى المستأجرين ووفودا شعبية في دارته في طرابلس ان "هناك صمتا مريبا من المسؤولين على كل المستويات عن إطلاق النار الاحتفالي والظهور المسلح لفريق يتبع لحزب الله بمناسبة مسرحية الانتخابات الرئاسية في سوريا، في حين لا نسمع اصوات الشجب والاستنكار لاستهداف مدينة طرابلس بأكملها عبر آلاف وثائق الاتصال الصادرة بحق شبان سهلت الدولة في مرحلة معينة تسليحهم، والآن تتهمهم بالإرهاب والانتماء إلى مجموعات مسلحة، وتحمي من كان يسلحهم ويمولهم ويستخدمهم في اعمال قذرة بغطاء من قيادات سياسية وامنية وذلك بهدف اظهار طرابلس مدينة حاضنة للارهاب وقد فشلوا في ذلك بفعل ايمان ابناء طرابلس بانتمائهم للدولة اللبنانية".

أضاف "من الواضح انه لم يتم الاتفاق على تسوية إقليمية بعد رغم المساعي الاقليمية والدولية الحثيثة لذلك، في حين ان حزب الله يواصل سياسة القضم والسيطرة على مؤسسات الدولة ليفرض أمرا واقعا يقطف من خلاله ثمرة تلك التسوية في حال حصولها، وذلك بتخاذل وانبطاح وانهزام غير مبرر من فريق الرابع عشر من آذار المشارك في الحكومة والذي يغطي كل رغبات حزب الله، لا سيما اتهام جمهوره بالارهاب ظنا منه انه بذلك يسهل التسوية الاقليمية".

وتابع الاحدب: "ان ما يحصل ليس تسهيلا للتسوية الاقليمية بل هو استمرار لسوء الادارة وقصر النظر السياسي والبعد عن الشارع وسيكلفنا عدم استقرار سياسي وامني في البلد وسيكلفهم اثمانا اكبر بكثير من الاثمان التي دفعوها بعد الانقلاب عليهم باتفاق الدوحة، لان أي تسوية مقبلة بهذه التنازلات لن تكون واقعية وقابلة للاستمرار".

وعن قانون الإيجار الجديد قال: "نحن لسنا مع قوانين تضع المستأجر في موقع المستعطي، فالدولة لا تستطيع أن تطلب من محدودي الدخل أن يدفعوا بدل إيجار أعلى من الحد الأدنى للأجور لذلك يجب العمل على اصدار قانون متوازن يحمي مصالح المالكين والمستأجرين ايضا، ونلاحظ أيضا تراجعا في دعم الدولة للمؤسسات ذات المنفعة العامة خاصة مركز صندوق الضمان الاجتماعي في طرابلس، كونه يعاني من نقص حاد في عدد الموظفين ولا رعاية حكومية له كان الجميع سلم بان طرابلس ارهابية وليست على خارطة الانماء في وقت يجري فيه تنشيط باقي المراكز في مختلف المناطق".

 

الاحرار: توالي تداعيات الشغور الرئاسي يحتم الاسراع في انجاز الاستحقاق

وطنية - عقد المجلس الأعلى ل"حزب الوطنيين الأحرار" اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء.  ولاحظ المجلس في بيان، "توالي تداعيات شغور رئاسة الجمهورية على انتظام المؤسسات، بدءا بمجلس الوزراء ومجلس النواب، مما يحتم الاسراع في انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، علما ان ذلك يتم إذا اقلع فريق 8 آذار عن المضي في تعطيل الانتخابات ويشارك في جلسة الانتخاب الاثنين المقبل كما ينص عليه الدستور وتقتضيه المصلحة الوطنية العليا، وفي انتظار انجاز الاستحقاق يعتبر المجلس النيابي في حال انعقاد دائم كهيئة انتخابية تقتصر صلاحيته التشريعية على ما هو ضروري واستثنائي. كذلك يجب ان يتوصل مجلس الوزراء الى آلية تتفق مع النص الدستوري الذي ينتقل اليه صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الشغور كما هو حاصل اليوم، مع التأكيد على التوفيق بين مقتضيات تسيير شؤون الدولة وبين تفادي التعاطي مع فراغ سدة الرئاسة كأمر طبيعي وهذا ما يشكل انتهاكا صارخا للميثاق الوطني". ودان "بشدة الحملة التي استهدفت رأس الكنيسة المارونية البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي على خلفية زيارته الرعوية للأرض المقدسة، مثمنا "مبادرته التي هي في صلب واجباته والتي انجزها وفق ما خطط لها وما اعلنه في شأنها مرات عدة في وسائل الإعلام". واعتبر ان "الحملة التي تولاها نواب وصحافيون تابعون لحزب الله تدل على تمادي هذا الحزب في محاولاته فرض وصاية على اللبنانيين، بمن فيهم المرجعيات الوطنية والدينية وهذا الامر غاية في الاستكبار والاستعلاء والاستقواء بالسلاح"، لافتا الى "الخطر الذي يشكله هذا التصرف على الشراكة الوطنية وما يتسبب به من تشنج في المواقف السياسية"، مستغربا "بشكل خاص انضمام نواب من التيار الوطني الحر الى الحملة الظالمة على البطريرك ما يكشف تبعيتهم وانقيادهم واتقانهم المداهنة على حساب الحقيقة والموضوعية".  واعتبر انه "آن الاوان لمعالجة قضية اللبنانيين الذين هربوا الى إسرائيل لتفادي العمليات الانتقامية حتى لا يبقوا بعيدين عن أرضهم وأهلهم، مع التأكيد ان القضاء هو المرجع الصالح في اثبات صفة العمالة والحكم في شأنها، اما وصف جميع اللاجئين الى اسرائيل بهذه الصفة فهو اعتداء صارخ على الحقيقة ويندرج في إطار اضطهاد فئة معينة من الشعب اللبناني وتحميلها كامل المسؤولية مما يجافي الحقيقة والواقع".  وأثنى على "قرار وزارة الداخلية في موضوع دخول الرعايا السوريين بلادهم والعودة الى لبنان تحت طائلة فقدانهم صفة النزوح"، داعيا الى "تطبيق هذا القرار في شكل كامل لما له من فوائد بالنسبة الى النازحين الحقيقيين خلافا للذين يتاجرون بالنزوح ويحولونه الى مكسب اقتصادي".وأيد "اعلان وزارة الشؤون الاجتماعية السعي الى إقامة مخيمات للنازحين داخل الأراضي السورية الآمنة وتحت حماية دولية"، معتبرا انه "يؤدي الى تسهيل تقديم الخدمات وتنظيمها من جهة والى تخفيف الضغط عن اللبنانيين من جهة أخرى. مع الإشارة الى ان ممارسة النازحين نشاطات مهنية وتجارية تولد منافسة غير مشروعة وتحرم اللبنانيين من ابسط حقوقهم في وقت يعانون ضغط الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة".

 

وفد من امانة 14 آذار زار مقر الرامغافار وتأكيد اهمية التعاون المستمر

وطنية - زار وفد الامانة العامة لقوى 14 اذار برئاسة الدكتور فارس سعيد مقر حزب الرامغافار في بيروت، وكان في استقباله رئيس الحزب مايك واجيان وامين السر سيفاك اكوبيان واعضاء الهيئة التنفيذية للحزب . وخلال اللقاء، التي دام حوالي الساعة من الوقت وحضره النائب السابق للحزب في البرلمان اللبناني المهندس اكوب قاصارجيان، تطرق الفريقان الى "مجمل قضاية الساعة المحلية منها والقليمية"، بحسب بيان للحزب. هنأ سعيد الهيئة التنفيذية للحزب المنتخبة حديثا، وشدد على "اهمية التعاون الدائم والمستمر بين الحزب كمكون اساسي في قوى 14 اذار والامانة العامة". بدوره اشار رئيس الحزب واجيان الى ان "عقيدة وتطلعات حزب الرامغافار هي في تناغم تام مع مبادء قوى 14 اذار، وهذا التعاون العضوي كان وسيبقى قائما في المستقبل".

 

رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل: اميركا مرتاحة إلى إجراءات القطاع وأدائه ولا خوف علـى المصارف اللبنانية مـن العقوبات"/

المركزية- أكد رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل أن "لا خوف إطلاقاً على القطاع المصرفي اللبناني من أي عقوبات أميركية أو غيرها"، معلناً أن "المسؤولين الأميركيين المعنيين مرتاحون إلى الإجراءات التي تتخذها المصارف اللبنانية وأدائها".  وقال في حديث لـ"المركزية" حول إعادة تحريك عدد من النواب الجمهوريين والديموقراطيين الأميركيين، مشروع قرار حظر التمويل الدولي عن "حزب الله" في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي: إن الولايات المتحدة الأميركية لديها أجهزتها ومجلس شيوخ والكونغرس حيث بادر أحد أعضائه إلى إعداد مشروع قانون جديد باعتبار "حزب الله" مؤسسة إرهابية عالمية، وطلب فيه التشديد على البنوك المركزية عدم التعامل مع "حزب الله" ولا سيما البنوك العاملة في الشرق الأوسط وتحديداً لبنان حيث تواجد "حزب الله"، وذلك لا يعني أن هناك تركيزاً على المصارف اللبنانية.  وتابع: هناك لجنة في جمعية المصارف تزور الولايات المتحدة وأوروبا مرتين في السنة حيث تلتقي مراسليها، وتطلعهم على آلية عمل المصارف اللبنانية بما يتعلق بقرار الحظر المفروض على بعض البلدان والتعامل مع بعض الأشخاص، والصادر عن الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة. ونحن حريصون على إطلاع المراسلين باستمرار، على التطورات والإجراءات التي يتخذها القطاع المصرفي اللبناني والتعليمات التي نعمّمها على إداراتنا وموظفينا، ومع إدارة الإمتثال الموجودة في كل مصرف في لبنان.  وقال: كانت زيارتنا الأخيرة إلى الولايات المتحدة خلال الشهر الفائت، أي بعد صدور مشروع القرار المذكور، وأبدى جميع المسؤولين الأميركيين المعنيين ارتياحهم إلى الإجراءات التي تتخذها المصارف اللبنانية، وأصرّوا على إطلاعهم دائماً على التطورات، متمنين أن نستمر على هذا النحو من الأداء والعمل المصرفي. من هنا لا جديد في هذا الموضوع إطلاقاً.  وأضاف باسيل: تطرقنا خلال هذه الزيارة إلى مشروع القرار الأميركي الأخير، وأبلغناهم أن لبنان يطبّق كل المحاذير الواردة في القرار وهو بالتالي يتقيّد بكل بنودها ويلتزم بكل القوانين الأميركية لجهة تعامل المصارف اللبنانية مع المراسلين في الولايات المتحدة وأوروبا وكل البلدان.  وعما إذا كانت هناك مخاوف من أن تطال العقوبات الأميركية التي يلحظها مشروع القرار، مصارف لبنانية، قال باسيل: قد تطالها في ما لو لم تلتزم المصارف بقرار الحظر، ولكن كل القطاع المصرفي من دون استثناء، ملتزم بشكل كامل بقرارات الحظر الصادرة عن الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة. من هنا لا خوف إطلاقاً على القطاع المصرفي اللبناني من أي عقوبات أميركية أو غيرها.

 

مجموعة ضغط" للدفاع عن المصارف اللبنانية ازاء الحملات الخارجية

نهارنت/شكّلت المصارف اللبنانية مجموعة "ضغط خاصة" تقوم مهمتها على الدفاع عن العمل المصرفي في لبنان في حال تعرّضه لأية حملات من أي طرف خارجي، وفق ما أفادته صحيفة "السفير"، الجمعة.

وتأتي هذه الخطوة، بعد إعادة تحريك عدد من النواب الجمهوريين والديموقراطيين الأميركيين، مشروع قرار "حظر التمويل الدولي عن حزب الله". في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي.

وهدف هذا القرار "استخدام كل الوسائل الديبلوماسية والتشريعية والتنفيذية المتاحة لمكافحة أنشطة الحزب الإجرامية بهدف تعطيل قدرته على تمويل أنشطته الإرهابية العالمية". وفي مشروع القانون يتم تحديد المصارف المركزية التي "تخالف القوانين الأميركية من خلال تقديم الدعم لأفراد ومؤسسات "حزب الله" مع آلية تهدف الى تجنيب هذه المصارف العقوبات"، من خلال اتخاذ هذه المصارف "خطوات مهمة يمكن التحقّق منها لإنهاء هذا الدعم مستقبلاً". من هنا كشفت "السفير"، أن "المصارف اللبنانية شكلت بالتعاون مع مصرف لبنان مجموعة ضغط خاصة تتولى شرح توجهات العمل المصرفي اللبناني والدفاع عنه في حال تعرضه لأية حملات من أية جهة خارجية".واذ لفتت الى وجود تواصل مستمر مع وزارة الخزانة الأميركية لشرح تطورات العمل المصرفي ومدى التقيد بالقوانين الأميركية والتدابير المتخذة بحق الأشخاص والمؤسسات المحظورة، أفادت "السفير"، أن مصرف لبنان والقطاع المصرفي اللبناني الخاص شرحا للأميركيين، من خلال مراسلات وزيارات، الخطوات المتخذة على صعيد مكافحة تبييض الأموال ومكافحة الأموال المصنفة "إرهابية" وغير ذلك من الأموال غير المشروعة، ومدى التقيد اللبناني بالمعايير الدولية والأميركية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرف لبنان تأكيدها أن "وزارة الخزانة الأميركية أبدت ارتياحها للخطوات والتدابير المتخذة من قبل مصرف لبنان والمصارف اللبنانية لضبط تطبيق المعايير، وتجاوبت مع ملاحظات لبنانية محددة". الا انها لفتت الى ان الوزارة الاميركية طالبت بـ"المزيد من الحذر تلافياً لمخاطر مستقبلية في حال مخالفة الأنظمة والقوانين وتحسبا لأية عقوبات مالية أو تضييق من أي نوع كان على القطاع المصرفي اللبناني الذي يملك عملاء له في الولايات المتحدة".

وقرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في تموز 2013 ادراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة المنظمات الارهابية، مؤكدين في الوقت نفسه انهم يريدون "مواصلة الحوار" مع كل الاحزاب السياسية اللبنانية بما فيها الحزب. وكان الكونغرس جمّد عام 2012 أموال "حزب الله"، محددا قيمة المبالغ المجمّدة في حساباته للعام 2011 بنحو خمسة ملايين دولار أميركي

 

المؤتمر التأسيسي: طرح "إنقلابي" أم حاجة ملحة لتطوير النظام؟

نهارنت/بعد فراغ رئاسي مهد لاتفاق الطائف عام 1989 الذي قلص صلاحيات رئيس الجمهورية، وبعد فراغ رئاسي اخر أتى باتفاق الدوحة الذي رمم ما أوقعته أحداث السابع من أيار 2008 والذي اتى بقائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وبسعد الحريري رئيسا للحكومة، يبدو أن الوقت قد حان بنظر بعض القوى السياسية في لبنان لطرح فكرة اقامة مؤتمر تأسيسي، فهل يكون الشغور الرئاسي ممرا للاعلان عن هذا الطرح صراحة؟ فيما يرى البعض عبر تصاريح اعلامية حاجة ملحة الى اقامة مؤتمر تأسيسي جديد، يشدد البعض الاخر على رفضه له، باعتبار انه "فكرة انقلابية" تنسف النظام اللبناني.

النائب في حزب "الكتائب اللبنانية" ايلي ماورني راى أن "البحث في مؤتمر تأسيسي هو ضرب لكل الصيغ التي قام عليها لبنان الوطن الرسالة"، معتبرا أنه" الغاء لفكرة الدولة وكأن كل ما كان عبر الطائف لم يكن موجودا". وقال ماروني لموقع "نهار نت": "أرفض المؤتمر كفكرة أولا، و أرفضه ثانيا في ظل وجود سلاح حزب الله"، موضحا انه "لا يجوز البحث بالدستور في ظل وجود فريق يحمل السلاح ويهيمن على الفريق الآخر". وسأل ماروني "هل نحن وطن قيد الإنشاء نحن أسسنا بلدا مستقلا منذ 1943". وفي رد على سؤال "هل من الممكن أن يكون المؤتمر التأسيسي بابا للاصلاحات الدستورية لا لنسف الطائف" قال "ممكن من خلال الحوار في مجلس النواب الوصول إلى تعديلات دستورية أي من خلال اتفاق بين الجميع لا من خلال المؤتمر الذي يلغي فكرة الدولة".

القيادي في حزب "القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع رفض أيضا فكرة المؤتمر التأسيسي، وصرح لـ"نهار نت": "المؤتمر لن يقود الا الى خراب البلد لا سيما في ظل وجود سلاح حزب الله".

وأشار الى أن "المؤتمر يسمح للفريق الآخر بتعديل أي شيء يريدونه في التركيبة اللبنانية"، معتبرا أنه "لا يمكن أن يكون الا لاعادة توزيع السلطات في لبنان".

وشرح أن "هذا المؤتمر يريد أن يوزع السلطة بحسب معادلات جديدة لفرض واقع جديد يرديون أن يأخذوا حقهم عبره على حساب الطوائف الأخرى". وإذ سأل "لما المؤتمر فيما الطائف لم يطبق أصلا"، اعتبر أبي اللمع انه "عندما لا يطبق الطائف يكون المؤتمر نوع من قوطبة على مفاهيم اتفقنا عليها في السابق ولم يتم تنفيذها جراء الاحتلال السوري الذي قوض الطائف". وأردف: "لسنا بحاجة إلى مؤتمر بقدر ما نحن بحاجة إلى تطبيق الدستور كما هو. يتكلمون عن المؤتمر ويرفضون تطبيق الدستور". وتابع: "لماذا يريدون اقامة مؤتمر تأسيسي من أجل من؟ الدستور الحالي لا يطبقونه كيف يريديون تعديله؟ هل لأن لديهم فائض قوة ويريدون تقوية طائفة على طائفة أخرى؟ الدستور أقر المناصفة فلماذا التغيير". وفي السياق عينه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الياس ابوعاصي لموقعنا أن "فكرة المؤتمر بحد ذاتها هي فكرة انقلابية ونوع من مخطط لضرب المرتكزات التي يقوم عليها لبنان ويتضمنها"، " معتبرا أن "الظروف لا تسمح لمؤتمر تأسيسي ولا مبرر له إذا كانت النيات الصادقة لأن لدينا اتفاق الطائف الذي أصبح دستورنا". وفيما أكد أنه "لا يمكن ان نبدأ بمؤتمر تأسيسي وكأن لا دستور ولا مؤسسات"، رأى أبو عاصي أنه "ممكن لأي فريق أن يقترح تطوير النظام أو سد ثغرات والتصدي للشوائب"، مشددا على ان "الإصلاحات يمكن أن تتقدم بمشروع قانون وهذا أمر مرحب فيه من الجميع". المؤتمر بحسب أبوعاصي "لا يحمل أي نية صادقة"، معتبرا أنه لا يقدر أن يعطي "أي سبب تخفيفي له". وقال: "يجب تطبيق الطائف أولا وبعدها يتم تطويره مع الممارسة".عليه، اوضح أن "القوانين تؤثر فيها موازين القوى ونعلم اليوم من الأقوى ومن الأقدر على فرض ما يريد من خلال السلاح".

"نهار نت" اتصلت بعضو كتلة "الوفاء والمقاومة" النائب نواف الموسوي الا أنه رفض الادلاء بأي تصريح حول الموضوع. اما عضو تكتل "التغيير والاصلاح" آلان عون فرفض ان يتم طرح الموضوع على أنه "تطيير للنظام والذهاب نحو المثالثة"  واوضح ان "أي تطوير بالنظام إذا أتى بالتوافق بين اللبنانيين لا يخيف"، مضيفا: "أما طرح الأمر كأننا في حرب وأحدهم يريد أخذ المكاسب فالأمور ليست كذلك".

الا انه قال "نحن وصلنا إلى حائط مسدود في نظامنا وبات بحاجة إلى تعديلات و التعديلات الدستورية تأتي كما أتى الطائف الذي لم يجلس الجميع على طاولته وبالتالي لم يكن فيه أي توازن".

وتابع في حديثه لـ "نهار نت" "إذا كان الطائف في المبدأ صحيحا لكن التطبيق غير صحيح". يشار الى أن فكرة إقامة "مؤتمر تأسيسي" كان طرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ سنيتن في الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الامام الخميني الذي قال خلالها "على طاولة الحوار مناقشة خيار بناء الدولة وتطوير الفكرة الى عقد مؤتمر تأسيسي وطني عنوانه بناء الدولة". ومؤخرا أعيد طرح هذه الفكرة على لسان كل من رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب الذي أيد فكرة اقامة مؤتمر تأسيسي مع تأكيده في درجة اولى على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي دعا الى مؤتمر تأسيسي أيضا، قائلا انه "لم يعد بمقدور النظام اللبناني إلا تحريك الفتن ونهب الناس" ، وأن "اتفاق الطائف أول ضحايا الكذب والتكاذب".

 

جنبلاط اكد تفهمه لحيثيات زيارة كيري: لم يكن من موعد محدد للقائه وعلى الاعلام الابتعاد عن اختلاق الروايات

وطنية - صدر عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ما يلي: "تناقلت بعض وسائل الإعلام كلاما مفاده أن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط كان منزعجا لعدم الاجتماع بوزير الخارجية الأميركية جون كيري، أثناء زيارته الأخيرة إلى بيروت منذ أيام قليلة. يهم النائب وليد جنبلاط أن يوضح أن هذا الكلام عار من الصحة تماما، وأنه من الأساس لم يكن هناك موعد محدد للاجتماع بالوزير كيري، الذي تربطه فيه صداقة عميقة وقديمة سابقة لتوليه وزارة الخارجية وتعود لمرحلة تولي كيري رئاسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي. ونقل السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل إلى النائب جنبلاط التحيات الحارة من كيري، ولذلك يؤكد النائب جنبلاط تفهمه الكامل لحيثيات زيارة وزير الخارجية الأميركي الذي حصر إجتماعه بالمسؤولين الرسميين والبطريرك الماروني، داعيا وسائل الاعلام الى الابتعاد عن اختلاق روايات من نسج الخيال وبعيدة تماما عن الواقع".

 

قهوجي عرض وقائد القيادة الوسطى الاميركية تطوير برنامج المساعدات للجيش

اوطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال لويد اوستن على رأس وفد مرافق، في حضور السفير الاميركي دافيد هيل، وتم البحث في الاوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين جيشي البلدين، لا سيما في تطوير برنامج المساعدات الاميركية للجيش اللبناني في المراحل المقبلة.

 

السفارة الايطالية: وزيرة الخارجية في بيروت غدا وبعده

وطنية - أعلن السفارة الإيطالية في بيروت، في بيان، أن "وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني، ستزور لبنان يومي السبت والأحد المقبلين. ومن المرتقب أن تلتقي خلال الزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وعلى أثر لقائها مع نظيرها اللبناني في قصر بسترس يوم السبت، سيعقد الوزيران مؤتمرا صحافيا مشتركا عند الساعة الواحدة بعد الظهر. وستتوجه الوزيرة الإيطالية يوم الأحد إلى الجنوب حيث ستزور الكتيبة الإيطالية العاملة في إطار القوات الدولية المعززة، وتلتقي قائد القوات الدولية الجنرال باولو سيرا. وخلال وجودها في لبنان، ستزور وزيرة الخارجية الإيطالية مخيما للنازحين السوريين في البقاع، وآخر للاجئين الفلسطينيين في بيروت".

 

استمرار التواصل "الجدي" بين "المستقبل" و"الوطني الحر"

نهارنت/ما زال التواصل بين تيار "المستقبل" و"الوطني الحر" مستمراً "بجدية" في ظل تفاؤل البعض وتشاؤم آخرين إزاء النتائج التي قد تنتج عنه إزاء ملف الاستحقاق الرئاسي.وفي هذا السياق، أشار مصدر قيادي بارز في "تيار المستقبل" لصحيفة "السفير"، الجمعة، الى أن التواصل بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" جدي ومستمر ولم ينقطع، مشدداً على أنه "لن يكون أبدا على حساب حلفاء(رئيس تيار "المستقبل") سعد الحريري".ولفت الى أن الحريري أبلغ الوزيرين (الخارجية) جبران باسيل و(التربية) الياس بو صعب في اللقاء الأخير الذي جمعه بهما في باريس أنه ليس في وارد خوض معركة كسر عظم في الموضوع الرئاسي مع "التيار الحر".من جهته، أعرب عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي عبر صحيفة "اللواء" الاتصالات الحاصلة بين تيار "المستقبل" والتيار العوني بـ"راوح مكانك"، مشيراً إلى أن هناك قضايا استراتيجية لا يزال التيار العوني يتمسك بها وأبرزها ورقة التفاهم مع "حزب الله".وكانت معلومات صحافية قد أفادت ان عون، في انتظار "اشارة" من الحريري، كي يُعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية، مدعوماً من "المستقبل"، ولهذه الغاية فقد عقد وزير الخارجية (عن التيار الوطني الحر) جبران باسيل عدة لقاءات مع الحريري، الا ان الاخير لم يعطِ عون اجابة واضحة. يُشار الى ان 14 آذار، تخوض الانتخابات الرئاسية بمرشحها رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع في حين ان لا مرشح معلن عنه من قبل فريق 8 آذار، أما رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط فيؤيد مرشح "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو في المعركة الرئاسية.

 

جبران باسيل ينفي ما تردد عن عدم لقائه كيري

نهارنت/رأى وزير الخارجية جبران باسيل أن أهم عنصر من عناصر الاستقرار السياسي في لبنان يكمن بوجود رئيس للجمهورية، نافياً ما أشيع عن أسباب عدم لقائه نظيره الأميركي جون كيري.

وأشار باسيل في حديث لصحيفة "الجمهورية"، الجمعة، الى أن الطرف اللبناني أبلغنا بزيارة كيري قبل 48 ساعة من حصولها، "وبالطبع كان لدينا ارتباط مسبَق في الصين لا يمكن تغييره، خصوصاً أنّه كان مرتبطاً بمؤتمرٍ تاريخُه محدّد، بالإضافة إلى أنّه قد تمّ تحديد موعد لنا مع وزير خارجية الصين". وأوضح أنه "احتراماً لكلمتنا وللبنان وللصين لم يكن بالإمكان إلغاء الزيارة أو الموعد الذي حدّدته لنا دولة كبرى كالصين، وهي مهتمّة بالاستثمار في لبنان، والجميع يعلم إمكانات الدولة الصينية اليوم في إطار الاستثمار، كما أنّنا فهمنا الغاية من زيارة وزير الخارجية الاميركي، ولم يكن بالإمكان تغيير الواقع والمواعيد".

وكانت صحيفة "الأخبار" قد أشارت في عددها الصادر الجمعة، الى أن باسيل رفض لقاء نظيره الأميركي في المطار بحجة "الإهانة البروتوكولية" التي ستلحق بلبنان.

وأضافت أن السبب الحقيقي يكمن "بعلم باسيل أن كيري سيثير موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية وترشح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، ما قد يسبب له إحراجاً، اعتذر عن عدم قدرته على لقاء نظيره الأميركي، متذرعاً بانشغاله بمؤتمر في الصين". من جهة أخرى، اكد باسيل لـ"الجمهورية" أن أهم عنصر من عناصر الاستقرار السياسي هو رأس السلطة في لبنان، معتبراً أنّ "رئيس الجمهورية هو هذا الرأس، وإذا ضاعَ الرأس اختلَّ الجسد كلّه". وشدد على أن عدم وجود رئيس للجمهورية، يشكّل خطراً كبيراً ليس على الوفاق فقط بل على لبنان، وعدم وجود رئيس هو عنصر غير مطمئن لملف النفط وللشركات العاملة في النفط في الخارج. وأشار باسيل خلال اختتام زيارته الى بكين بلقاء مع نظيره الصيني يوانغ يي، الجمعة،الى انه "تم البحث في مواضيع عملية لتعزيز العلاقات الاقتصادية ومنها تدريب كوادر لبنانية وإيجاد فرص اكثر تنوعا امام الاستثمار الصيني في لبنان، مما يزيد من فرص العمل في صفوف اللبنانيين".

كما لفت الى انه طلب المساعدة في تشييد مبنى جديد لوزارة الخارجية اللبنانية. وقال:" كما وعدنا بالمساعدة في 3 مجالات: اولا في موضوع الارهاب ومساعدة الجيش اللبناني في مؤتمر روما.وثانيا في موضوع النازحين، اذ لمسنا تفهما كاملا من الجانب الصيني للخطة اللبنانية لإعادة النازحين الى ارضهم في سوريا، وتخفيف أعدادهم في لبنان وإقامة تجمعات سكنية آمنة داخل سوريا او على الحدود ما بين البلدين. وتلقينا وعدا بالمساعدة وسنرى ترجمة فعلية لهذا الامر من خلال مساعدة مالية ستقدم بالطريقة التي يريدها لبنان". وحملت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري المفاجئة إلى بيروت الأربعاء دعوة إلى حلفاء النظام السوري بينهم حزب الله إلى "وقف الحرب في سوريا" ومساعدة مالية "غير كافية" للنازحين السوريين، مع تجنب طرح إسم أي مرشح للرئاسة ولا "طرح فيتو" على آخر. وفي 25 أيار الجاري دخل لبنان مرحلة الشغور في سدة الرئاسة الأولى بسبب عدم تمكن مجلس النواب من انتخاب خلف لرئيس الجمهوري السابق ميشال سليمان في خمس جلسات متتالية. وتقول الولايات المتحدة أن موقفها هو دعم انتخاب رئيس "بأسرع وقت" مع إبقاء دعمها لجميع المؤسسات.

 

لجنـة درس السلسلة تجتمــع قبــل الثلثـــاء/ الجراح: السعي لتأمين موارد اضافية تغطي النفقــات و"14 آذار" ستحضر الى المجلس اذا توصلنا الى صيغة

المركزية- تعيد لجنة درس سلسلة الرتب والرواتب النيابية النظر في كل ما توصلت اليه من أفكار وطروحات، حيث من المقرر ان تجتمع مجددا، قبيل الجلسة النيابية الثلثاء المقبل، لتنكب مرة اضافية على التمحيص والتدقيق في الارقام، واضعة تحت مجهرها أولوية التوازن بين النفقات والواردات.  عضو اللجنة النائب جمال الجراح أكد لـ"المركزية" ان المجتمعين سيطرحون افكارا جديدة حول الموارد والنفقات، لان هناك اصرارا على اهمية ان تكون متوازنة، والسعي سيكون في اتجاه تأمين موارد اضافية لتغطية النفقات بشكل متوازن، واليوم هناك اتصالات لاجتماع هذه اللجنة قبل الثلثاء كي نتوصل الى صيغة نتقدم بها خلال الجلسة النيابية العتيدة". وعما اذا كانت اللجنة ستعيد النظر في مسألة تجزئة او تقسيط السلسلة، قال "كل الافكار مطروحة والمطلوب الوصول الى صيغة مقبولة من الجميع وان تكون منطقية وواقعية".

هل يمكن ان تقر الثلثاء؟ "ليس المهم متى تقرّ الثلثاء او الأربعاء... ما يهمنا هو المبدأ والخروج باتفاق حول صيغة مؤمنة الموارد ومتوازنة مع النفقات ومترافقة طبعا مع اصلاحات".

وعن حضور نواب 14 آذار الى الجلسة لاقرار السلسلة، أجاب الجراح "أكيد، اذا اتفقنا على صيغة للسلسلة سنحضر كنواب 14 آذار".رغم الشغور الرئاسي؟ "نعم، فنحن اعتبرنا هذا الامر من المواضيع الضرورية التي يجب ان نحضر لأجلها".

 

الرئيس امين الجميل التقى "امل" و "اللقاء الروحي

المركزية- التقى رئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل في دارته في بكفيا مسؤول شؤون البلديات في "حركة امل" بسام طليس على رأس وفد ضم المحامين: فراس كنج، علي شكر، رضا صالح، علي الحاج وسامر بعلبكي، وحضر اللقاء مسؤول شؤون البلديات في "الكتائب" ورئيس بلدية ترشيش غابي سمعان. ووجّه الوفد للرئيس الجميل دعوة لحضور المؤتمر العام الوطني الإختياري الأول الذي تنظمه الحركة.

وقال طليس بعد اللقاء "تشرفنا بزيارة الرئيس الجميل وقدمنا له باسم "حركة امل" تعازينا بوفاة شقيقته وسلمناه دعوة للمؤتمر العام الإختياري الذي تعده الحركة ومكتب الشؤون البلدية والإختيارية. وكانت مناسبة للحديث عن التعاون بين الحركة و"الكتائب" في هذين الشأنين. واستمعنا من فخامتة لجولة افق حول الوضع السياسي الذي يهم كل الوطن والمواطنين. واعلن من هنا عن لقاء بين قطاع شؤون العمل البلدي في الحركة ومجلس العمل البلدي في "الكتائب" وهناك خطة سيقدمها الحزب بناء لتوجيهات فخامة الرئيس، ونحن من جهتنا لدينا توجيهات بالتعاون مع كل القوى والأحزاب لما فيه مصلحة اهلنا على الساحة اللبنانية".من جهته، رحّب سمعان بوفد "حركة امل" وقال "تلقينا دعوة منهم لحضور المؤتمر العام الإختياري وتطرق الحديث لأفق التعاون في المستقبل، فهناك تعاون سابق مع الحركة في ميادين عدة، ولقد اعطى الرئيس الجميل توجيهاته بتفعيل التعاون وبتبادل الأفكار والخبرات". اللقاء الروحي: والتقى الرئيس الجميل ايضاً وفد اللقاء الروحي في جبل لبنان الذي ضمّ: الشيخ محمد علي الحاج العاملي، الشيخ يوسف كنج، الشيخ عباس حرب، الشيخ عامر زين الدين، الشيخ راضي يوسف فخر الدين، الشيخ سعيد الأشقر، الشيخ طاهر زين الدين، الشيخ اياد عبدالله، الشيخ احمد جعيد، الشيخ ابراهيم الحوت، الاب الياس صليبا، القس نقولا ايوب، الاب نقولا صغبيني والاب ايلي كيوان. وتحدث باسم الوفد مدير حوزة الإمام السجاد العلمية الشيخ علي الحاج وقال "قمنا بزيارة تعزية للرئيس الجميل وتطرقنا للأوضاع على الساحة السياسية، وعرضنا لموضوع رئاسة الجمهورية واتفقنا الا يبقى هذا الموقع شاغراً ودعونا للإنتخاب في اسرع وقت ممكن كما اثنينا على الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس الجميل وعلى الدور الوسطي الذي يلعبه".

 

بري تسلم رسالة فرنسية تدعو لانتخاب عاجل للرئيس

 علي: سوريا حققت نصراً على الإرهاب وبالانتخابـات

المركزية- حضت فرنسا لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية عاجلاً وذلك في رسالة تسلمها رئيس المجلس نبيه بري بعد ظهر اليوم من السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي في حضور محمود بري، وجرى عرض للاوضاع في لبنان والمنطقة. وقال السفير باولي بعد اللقاء: زرت الرئيس بري لنقل رسالة معروفة من السلطات الفرنسية وهي اننا مع المؤسسات، ولذلك علينا ان نشجع إحياء وتفعيل عمل المؤسسات اللبنانية. نحن مع انتخاب رئيس الجمهورية في اقرب وقت ممكن من مجلس النواب، وشجعنا الرئيس بري على بذل الجهود الممكنة لانتخاب الرئيس في وقت سريع ونعتقد ان هذا الانتخاب هو اولى الضروريات اليوم للبنان. وكان بري التقى قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء:

تركز الحديث على الانتخابات (الرئاسية السورية) ونتائجها ورمزيتها وحجم الاقبال الذي فاق كل التوقعات، واستبشاره بأن هذه النتائج التي اسقطت كل الراهانات وتجاوزت كل التوقعات هي التي تصنع حلاّ سياسياً يكون لمصلحة سوريا والمنطقة، عبر ما حققته سوريا بإنتخاباتها والتفاف شعبها حول قيادتها وحربها على الارهاب. هذا الاقبال الذي تحدى كل الارهاب والمتفجرات وكل التحديات الخارجية وكل التشويش الخارجي والاعلام الذي حاول قلب الحقائق، فظهرت الامور على هذا الشكل الذي الغى كل مفاعيل التزوير والتشويه والتشويش خصوصاً ما حدث في سفارة سوريا في لبنان وما حصل في سفارات سوريا في العالم، وتوج في هذا الاقبال الذي كان صادماً للاميركي والفرنسي والاوروبي وكل الذين راهنوا على اضعاف سوريا واسقاطها واخراجها من دائرة الفعل، لذلك كانت التهنئة على كل هذه الصورة الجميلة المعبّرة المبشّرة بأمان لسوريا وامان للمنطقة، عبر انتصار سوريا على الارهاب الذي لا يهددها وحدها بل العالم وضمناً الدول التي رعت ودعمت ومونّت الارهاب.

وعن عدم اعتراف عدد كبير من الدول لاسيما الدول الغربية بالانتخابات. قال: الحقائق اقوى من المكابرة، لذلك هذا الاقبال وهذه الحشود وهذا التحدي، وهذه الوطنية العالية التي ظهرت لدى السوريين بما فيها في عواصم هذه الدول التي كابرت وزوّرت وموّلت وسلّحت ورعت الارهاب، هي التي تعطي الحقيقة وهي التي يقبلها الاخرون، لذلك هذا الاعتراف الذي يكابرون في التعامل معه وتسمية الاشياء بغير اسمائها مردود على اصحابها. فالانتخابات الفرنسية الاخيرة اظهرت حجم الحكومة الفرنسية والرئيس هولاند في صناديق الاقتراع التي كانت بأدنى المستويات، وشهد العالم هذا الاقبال، والاقبال في الانتخابات العراقية والمصرية، وكيف ان الانتخابات السورية كانت الاعلى نسبة والاكثر حرارة وتمثيلاً، لذلك بعض الكلام يسقط حتى في مرآة قائله وفي مرآة شعوبه. الشعبية والمصداقية والحقيقية التي اكدها الشعب السوري هي التي تمنح الشرعية والمصداقية والاعتراف وهي التي ستقود حتى هذه الدول المكابرة الى البحث عن مخارج للاستدارة ، والبحث عن تواصل وعن صيغ تدرء بها هذا الارهاب الذي موّلته ورعايته، ولكي تتبرأ من رعايتها له ، وبالتالي تعود لتشكر سوريا على انها انتصرت على الارهاب، وتكون هذه الدول والقوى والاحزاب والشخصيات مضطرة للتناقض مع مواقف سبق ان اتخذتها هذه القضية.

 

تنسيق انتخابي بين "التقدمي" و"المستقبل" ولقاء قريب بين الزعيمين و لقاءات لبـنانية في باريس وموفـد مــن عون الــى الحريري

المركزية- فيما تعيش الساحة اللبنانية على وقع ارتدادات زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري والاصداء التقييمية من مختلف الافرقاء لمضمون مواقفه، تحركت في شكل لافت خطوط المواصلات بين المقار القيادية على جبهتي استطلاع اجواء الزيارة الاميركية وما اذا حملت رسائل غير معلنة للمسؤولين واستشراف افاق المرحلة بما تحمل من محطات تبدأ الاسبوع المقبل مع جلسة انتخاب رئيس جمهورية في 9 الجاري تليها الجلسة التشريعية المخصصة لسلسلة الرتب والرواتب. ومع ان اي عنصر اضافي لم يطرأ على المشهدين الرئاسي والتشريعي بما يجعل نسبة الامل باحداث خرق في المحورين شبه معدومة، فان تسارع وتيرة اللقاءات لا سيما في عين التينة اثار ريبة في امكان بروز جديد على هذا الخط خصوصا ان المواقف التي اطلقها رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون أوحت بشيء من الايجابية ازاء احتمالات المشاركة في الجلسة التشريعية، كما ان تحذير وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور من الفراغ في المؤسسات الذي لن يكون لمصلحة احد حمل على الاعتقاد بان شيئا ما يطبخ في كواليس اهل السياسة. ودفق التطورات على الساحة اللبنانية يدفع حسب معلومات "المركزية" الى عقد اللقاء المرتقب بين رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري في وقت غير بعيد، بعدما اعلن ابو فاعور منذ يومين ان لا شيء يمنع عقده في اي لحظة خصوصا ان رغبة التشاور قائمة لدى الجانبين كما العلاقة السياسية والصداقة الشخصية. وكشفت مصادر سياسية متابعة لـ"المركزية" ان الاستعدادات بدأت تحضيرا للقاء الذي سيغوص في اوضاع الداخل اللبناني واستحقاقاته لا سيما الانتخابات الرئاسية وملف التشريع والانتخابات النيابية التي لطالما شهدت تنسيقا واسعا وتحالفا بين الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل في مناطق الجبل. وكشفت المصادر ان مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري الذي يتولى مهمة التواصل مع التيار الوطني الحر ويعقد لقاءات تشاورية مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل توجه الى المغرب أمس الأول للاجتماع مع الرئيس الحريري الموجود هناك في اطار زيارة خاصة لوضعه في صورة المشاورات العونية – المستقبلية، ملمحة الى ان العماد عون قد يرسل موفدا من جانبه للاجتماع مع الرئيس الحريري بهدف الحصول على جواب نهائي وحاسم في شأن دعم ترشحه للرئاسة او عدمه، بعدما سمع عون خلال زيارته الاخيرة الى عين التينة مواقف تدعوه الى التأكد من دعم المستقبل له ليتم تبنيه كمرشح للرئاسة. ومن المتوقع وفق المصادر ان ينتقل الرئيس الحريري من المغرب الى فرنسا التي تزورها تباعا شخصيات لبنانية سياسية في مقدمها الرئيس ميشال سليمان المرتقب ان يجتمع مع الرئيس فرانسوا هولاند في وقت لاحق، بما يتيح للحريري التشاور مع هؤلاء في المستجدات الداخلية وآخرها ما توصلت اليه حركة الاتصالات.

 

تطويب البطريرك الياس الحويك

المركزية- ينظّم مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده ابو كسم ندوة صحافية حول دعوى تطويب وتقديس خادم الله البطريرك الياس بطرس الحويك، في الثانية عشرة ظهرَ الثلثاء المقبل، في المركز الكاثوليكي للاعلام – جل الديب. ويشارك في الندوة كل من رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بولس مطر، راعي أبرشية البترون المارونية والمحقّق في الدعوى المطران منير خيرالله، طالب الدعوى المطران حنّا علوان، الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدّسة وصاحبة الدعوى الاخت غبريال موسى ومساعدة طالب الدعوى الاخت ماري انطوانيت سعادة.

 

المطران شربل طربيه: الراعي في أوستراليا في 24 ت1 ونؤيد زيارته للأراضي المقدسة

وطنية - سيدني - اعلن راعي الإبرشية المارونية في اوستراليا المطران أنطوان شربل طربيه إن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي سيزور اوستراليا في 24 كانون الأول المقبل". واكد عشية سفره الى لبنان بعد مرور سنة على تسلمه الإبرشية، أنه "يؤيد الزيارة الراعوية التي قام بها الراعي للأراضي المقدسة". وتحدث عن أبرز ما حققه في سنته الأولى، وقال للزميل سايد مخايل: "من الطبيعي في هذه المرحلة ان نقوم بقراءة لسنة خلت عشناها في الابرشية مع ابناء الجالية ككل وعلى مستوى العلاقات مع الدولة الاوسترالية، وفي هذا الاطار انطلقنا في ورشة عمل عبر نشاطات كثيرة بالتعاون مع الكهنة والعلمانيين ووضعنا سبع اولويات رعوية لكل المسيحيين الشرقيين للإسهام في عيشنا في الوطن الاوسترالي. ويبقى الأهم أن عملنا هو ضمن الكنيسة المارونية وضمن الامانة للقيم المسيحية، وينطلق من هذه الامانة ويتوجه الى كل أصحاب الارادات الصالحة. والمحطات المهمة في مسيرة السنة المنصرمة ابتدأت بإعادة اطلاق مشروع مأوى دار العجزة في سيدة لبنان واعلان الحكومة الفيدرالية عن منح الابرشية مبلغ عشرة ملايين دولار".

أضاف: "المحطة الثانية كانت زيارتي لروما والمشاركة بلقاءات للأساقفة الجدد مع قداسة البابا والدوائر الفاتيكانية. كما كان لنا لقاء مع غبطة البطريرك الراعي بحضور 14 مطرانا مارونيا جديدا، وهو أكبر عدد حتى الآن. وأتوقف أيضا عند محطة الاعداد للأزمنة الليتورجية والطقسية واللقاءات مع الكهنة ورسالة الميلاد بعنوان "الميلاد أمانة وانفتاح".

وبعدها انطلقنا الى رسالة الفليبين مع الشبيبة المارونية، حيث زرنا أفقر الفقراء في الفليبين وتعلمت منها اشياء كثيرة من حيث الاهتمام بالمحتاجين. ثم كانت الرياضة الروحية السنوية مع الكهنة والاحتفال بعيد القديس مار مارون بحضور رسمي رفيع، ثم انطلقنا في العمل الجديد في مشروع "الحصاة البيض" الذي تشرف عليه الابرشية للاهتمام بكل انواع المدمنين، وخصوصا الادمان الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي والالعاب الرقمية. ثم كانت رسالة الفصح والجمعة العظيمة بحضور رئيس الوزراء الاوسترالي الذي حضر للمرة الأولى هذه المناسبة. والمحطة الاخيرة كانت المشاركة في اعلان قداسة البابوين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني". وتابع: "كان اللقاء حول مذكرة بكركي من المحطات المهمة جدا خلال هذه السنة، وشكل انطلاقة لعمل مشترك بحضور الاحزاب اللبنانية لخدمة المواطن اللبناني ونشكر هنا جميع الذين شاركوا وساعدوا على انجاح هذا اللقاء وكان للتوصيات اهمية كبيرة لنا وللبنان وعلى المستوى المسكوني فقد كلفت من قبل الكنائس الشرق اوسطية في اوستراليا للتحضير للصلاة المشتركة في احد الشعانين الذي حصل في كنيسة مار شربل وترك انطباعات روحية وكنسية جيدة وهو يؤسس للاحتفال المشترك بعيد الفصح". وقال: "من الامور المهمة ايضا كانت مساهمة ودعم بيت مارون في ستراثفيلد والحاجة الى ترميم البيت كانت اساسية لأن عمره نحو 80 سنة. ودعونا الى ترويقة جمعتنا مع الخيرين من الجالية، واللافت ان التبرعات جمعت المبلغ المطلوب لترميم البيت وهو 520 الف دولار مع الشكر الحار لكل المساهمين". واعتبر "أن المحطة الروحية الاساسية لي، كانت في دير مار شربل مع رئيس ورهبان الدير في 25 أيار، تاريخ سيامتي مطرانا وراعيا على الابرشية المارونية، حيث أقيم قداس في المناسبة تلاه لقاء بأبناء الرعية". وعلى مستوى الحوار والتواصل، كانت مناسبة عيد البشارة محطة مهمة جدا في اللقاءات بين مختلف الطوائف المسيحية والاسلامية، وسنتابع الاحتفالات في هذه المناسبة كل سنة، وسنصلي لأجل السلام والمحبة". وحول المؤسسات المارونية قال: "في أبرشيتنا لدينا الرابطة المارونية حيث أعيد أخيرا انتخاب توفيق كيروز رئيسا، ونعمل على فتح باب الانتساب للرابطة لتوسيع تمثيل الجالية فيها وتفعيل دورها من خلال انضمام اعداد جديدة. وبهذه المناسبة نثني على انطلاقة الشبيبة المارونية، وكان لقاء في سيدة لبنان جمع 20 شخصية سياسية لبنانية اوسترالية في حضور نحو 300 شخص.والأمر نفسه ينعكس على لجنة سيدات الانجيل المارونيات والتي أصبحت رئيستها أخيرا السيدة ماريان دويهي".

زيارة الراعي

وعن زيارة الراعي لأوستراليا قال: "تحددت بين 24 تشرين الاول و7 تشرين الثاني، وسيكون لنا لقاء في تموز مع وسائل الاعلام لعرض برنامج الزيارة. وهذه الزيارة هي رعوية مثل كل زيارات سيدنا البطريرك، ومنها أخيرا للاراضي المقدسة التي تعتبر من الزيارات التاريخية التي عبرت عن اهتمام راعي الكنيسة بأبنائه الموارنة، خصوصا الذين يشعرون بأنهم مظلومون ومقهورون، وكانت هذه الزيارة مهمة وضرورية جدا. والمؤسف أن يخلط البعض بين الموقف الراعوي والسياسة ونحن مع هذه الزيارة". وختم: "سأتوجه يوم غد السبت للمشاركة في السينودس السنوي للكنيسة المارونية في بكركي لمدة أسبوعين، وسيكون لنا بعد السينودس أسبوعان آخران للقاءات وزيارات رعوية من أجل التحضيرات لزيارة سيدنا البطريرك لاوستراليا".

 

المستقبل أطلق الترميم في التبانة الجسر ممثلا الحريري: الدولة حين تحزم أمرها تفعل كل شيء

وطنية - أطلق "تيار المستقبل" مشروع ترميم واجهات الأبنية المتضررة في شارع سوريا في التبانة، والذي تبرع به الرئيس سعد الحريري، في حضور الوزير رشيد درباس ممثلا رئيس الحكومة تمام سلام، النائب سمير الجسر ممثلا الرئيس سعد الحريري، رشاد ريفي ممثلا الوزير أشرف ريفي، النواب بدر ونوس، كاظم الخير، محمد كبارة وسامر سعادة، منسق "تيار المستقبل" في طرابلس النائب السابق مصطفى علوش، رئيس إتحاد بلديات الفيحاء نادر الغزال وشخصيات.

الجسر

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة تقديم للدكتور وليد قضماني، فكلمة الرئيس الحريري ألقاها النائب الجسر، وقال: "منذ شهرين ونصف شهر، أي قبل تأليف الحكومة الأخيرة، لم يكن أحد ليتصور أننا قد نقف هنا معا حكومة ونوابا وأمنا وفاعليات وجماهير، على قلب رجل واحد، لنمسح غبار الأحزان عن هذه المنطقة الغالية على قلوبنا، ولنعمل على ضخ الحياة في عروقها التي أصابها الوهن من كثرة ما تعرضت له من إهمال، ومن شدة ما تحملت من مآس وويلات، تارة عن المدينة بأسرها وطورا عن الوطن بأكمله. لكن قدر الله ما شاء فعل... وإذ بعد طول إنتظار دام أحد عشر شهرا من الصبر وبعد مبادرة من دولة الرئيس سعد الحريري، مبنية على تبصر من قبله بما قد يؤول اليه الوضع في لبنان فيما لو شغر موقع الرئاسة الأولى في ظل حكومة مستقيلة وموصوفة، مبادرة أعملت التواصل مع كافة الأفرقاء في لبنان الى أن أثمر هذا التواصل حكومة تمثلت فيها طرابلس بوزيرين فاعلين (معالي الوزير رشيد درباس ومعالي الوزير أشرف ريفي)... حكومة أخذت على عاتقها في الجلسة الأولى لها وضع خطة أمنية لمدينة طرابلس، خطة لم تبق ضمن الوعود أو على الورق، خطة أنتجت أمنا بفضل الله". وأضاف: "هذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على أمرين أساسيين: أولهما أن الدولة حين تحزم أمرها تفعل كل شيء، وإن ما من أحد يستطيع أن يقوى على الدولة حين تقرن الدولة الحزم بالعدل، وثانيهما أن أهل طرابلس وأهل هذه المنطقة بالذات، وبالطريقة التي تجاوبوا فيها مع الخطة الأمنية، هم طلاب سلام وأمن، أمن مجبول بالعدالة وبالعنفوان وبمعالجة الأمور بأسبابها وليس بنتائجها، وان اضطرار بعضهم لحمل السلاح كان بسبب تخاذل الدولة وتراخي الأمن عن توفير الحماية لأهلها. ولن نقول لماذا أوقف الخلل الأمني اليوم ولم يكن ذلك من قبل، بل نقول الحمد لله. ولن نقول ألم نكن نستطيع توفير مئات القتلى والجرحى لو قدر للخطة الأمنية أن تنفذ قبل سنوات، بل نقول الحمد لله. ولن نسأل ألم يكن بوسع الدولة من خلال مؤسساتها الأمنية أن تبعد كأس الخراب والحزن والأسى عن هذه المنطقة لو قدر لهذه الخطة الأمنية أن تنفذ قبل سنوات، بل نقول الحمد لله دائما وأبدا".

وتابع: "من خلال هذا التجاوب العارم من أهل المنطقة والمدينة على إنجاح الخطة الأمنية، وإصرارهم على عودة الحياة الى ربوعها، ورغبتهم العامرة في أن تعود هذه المنطقة نابضة بالحياة، كانت هبة دولة الرئيس سعد الحريري لهذه المنطقة ولهذا الشارع بما كان يرمز إليه في السابق كشريان أساسي في الحياة الإقتصادية للمدينة، وبما مثل بكل أسف في السنوات القليلة الماضية من خط تماس بين الأهل وذوي الأرحام، وبين أبناء يتشكل منهم جميعا النسيج الوطني للمدينة. وجاءت هذه المبادرة بقيمة مليون و810 آلاف دولار لتلبس كل أبنية شارع سوريا حلة جديدة من خلال أعمال ترميم وتأهيل واجهات المباني المطلة على شارع سوريا تاركة للدولة من خلال وزارة الأشغال العامة إعادة تأهيل البنى التحتية وعلى أن تقوم الهيئة العليا للإغاثة بتعويض المتضررين الأضرار التي لحقت في داخل المنازل. وقد قدر لهذه الأعمال أن تنتهي خلال 4 أشهر تبدأ بتاريخ اليوم أي في السادس من حزيران لتنتهي في السادس من تشرين أول باذن الله".

وقال: "ليس المطلوب أن يحل أحد محل الدولة، لكن مبادرة الرئيس سعد الحريري جاءت لتشكل دفعا سريعا لعجلة الحياة، بعيدا عما يقتضيه الروتين الإداري، والمطلوب اليوم أن تضع مؤسسات الدولة جميعها هذه المدينة في سلم الأولويات. فمأساة طرابلس لم تعد هما محليا بل أصبحت بكل ما للكلمة من معنى هما وطنيا على الجميع المساهمة في علاجه".

واردف: "ونحن ودولة الرئيس سعد الحريري لدينا ثقة كبيرة بهذه الحكومة، ففي خلال شهر واحد إستطاعت أن تحرر قسما كبيرا من المبالغ التي رصدت لطرابلس في ظل الحكومة السابقة والتي من ثم جرى تقييدها بحجة أنه لا وجود للمال. فإذا بهذه الحكومة وبمسعى جاد من وزراء المدينة وبقيادة الرئيس تمام سلام وبتجاوب من كل الوزراء وفي مقدمهم وزير المال علي حسن خليل يفرج عن نحو 64 مليون دولار من أصل المئة مليون، دفعة أولى لتوظف في مشاريع حيوية للبنان عامة ولطرابلس خاصة. أول هذه المشاريع تأمين الأرض الصالحة للمنطقة الإقتصادية الخاصة وثانيها إعادة بناء محطة القطار وسكة الحديد لتعيد الربط البري بين طرابلس وسوريا ومن خلالها بالعالم، والمشروع الثالث هو تأمين مرآب صالح لمواقف السيارات العامة والخاصة في وسط المدينة في ساحة جمال عبد الناصر لتعيد الحياة الاقتصادية لهذا الوسط بعدما غيبتها الفوضى".وأكد "أن كل ما ذكر لا يشكل سوى دفعة بسيطة بما تحتاج اليه المدينة ومما تستحقه، لكن بالإرادة الطيبة وبتضامننا جميعا وبمشاركة المجتمع المدني وبخاصة الجمعيات الأهلية نستطيع أن نودع زمن الفوضى والحرمان وأن ندفع عجلة الحياة وأن نحصل لطرابلس كل حقوقها بإذن الله.

إن الأمن والأمان هما أساس كل تنمية. وإن من أهم الأدعية دعاء سيدنا إبراهيم الذي يقول: رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهْله من الثمرات (سورة البقرة_ الآية126). فالدعاء بالأمن يتقدم على الدعاء بالرزق ذلك أن الدنيا لا تثمر من دون أمن.يا أبناء طرابلس، واني إذ أرفع لكم تحيات وأشواق د. الرئيس سعد الحريري، فإني أنقل عنه أنه يحيي فيكم الرجولة والبطولة والوفاء والصبر، ويعدكم أنه سيقف دائما الى جانب طرابلس وسيبذل كل مساعيه واتصالاته وجهده لإعادتها الى خريطة الحياة". وختم : لنتذكر جميعا قول الله عز وجل: "ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى". فان سعينا للخير وجدناه وان سعينا للشر وجدناه. علينا أن نكون جديرين بآبائنا وأجدادنا الذين صنعوا لهذه المدينة مجْدها وعزها وضربوا المثل في تراحم أهلها وتعاونهم في رعاية بعضهم البعض من خلال أوقافها. وانها لدعوة لكل أبناء طرابلس لنشبك أيدينا من أجل طرابلس ونقف صفا واحدا الى جانب القوى الأمنية لتوفير الأمن للمدينة من أجل تقدمها وعزها ومن أجل ازدهارها وحق أبناءها في الحياة".

الخير

ثم كانت كلمة الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد الخير الذي قال: "إن الهيئة العليا للإغاثة تتقدم بجزيل الشكر لدولة الرئيس سعد رفيق الحريري على مساهمته في دعم المناطق المتضررة من جراء الأحداث التي شهدتها طرابلس ومنطقة التبانة - شارع سوريا. وذلك من خلال تقديم هبة عينية لصالح رئاسة مجلس الوزراء ممثلة بالهيئة العليا للإغاثة والتي هي عبارة عن تنفيذ أشغال ترميم وتأهيل واجهات الأبنية في هذا الشارع، وإعتبار هذه المبادرة الكريمة هي أساس لإعادة الإعمار والنهوض بمدينة طرابلس". وأضاف: "إن تنفيذ هذا المشروع يعتبر بمثابة المدماك الأول لإنماء المنطقة، ومن خلال إنجازه تتطلع الهيئة العليا للإغاثة الى إطلاق تنفيذ مشاريع مماثلة في مناطق البقار والمنكوبين والكواع وبقية المناطق المتضررة. كما أننا نتوجه بالشكر الى قيادة وأفراد لجيش اللبناني والى لجان مسح الأضرار على عملهم الدؤوب، ليصار الى دفع التعويضات المالية للمتضررين من جراء الأحداث بالسرعة الممكنة".

وختم: "نتمنى لهذا المشروع النجاح، ونشكر الجميع على جهودهم وتعاونهم".

درباس

بعدها كانت كلمة لدرباس قال فيها: "رفيق الحريري الغائب في الأرض، يحضر الآن فوقها ليجعل القبر حياة وحديقة. سعد الحريري الغائب عن العين، يملأ حضوره تمثيله الراقي، معالي الأخ النقيب سمير الجسر، سعد الحريري حاضر عقلا وقلبا وموقفا. وهو حاضر مالا، إسوة بأبيه الذي جعل من ماله وقفا لأهله وصدقة جارية، وسهما في الجنة. وعلى نهجه يجعل الركام عمارا، ويطرد الظلام الجائر بالشموع العنيدة". وتابع: "نجتمع اليوم لنضرب بإسمه وبيديه المعول الأول في إعمار التبانة - البعل، وهما منطقة واحدة لا منطقتان، كما هو لبنان واحد لا لبنان على ما كان يقول المرحوم الرئيس صائب سلام. بيد الرئيس سعد الحريري نمحو خط التماس ليصبح خط اللقاء. لقد قبلت الحكومة هبة لترميم الواجهات، على أن تقوم قريبا بتوزيع التعويضات على المتضررين بواسطة الهيئة العليا الى بابه، وتجعل البعل روضا والمحاور نسيا منسيا".وختم: "يسرني باسم دولة الرئيس تمام سلام رئيس الحكومة الذي شرفني بتمثيله، أن أبلغكم أن مشاريع طرابلس والشمال في قلبه وضميره، وأن أول الغيث البدء بالمنطقة الإقتصادية الخاصة بطرابلس التي تشبه جبل علي في دبي حيث ستقام المصانع والمعارض وأحواض السفن، وكذلك وصل مرفأ طرابلس بأوروبا والبلاد العربية بسكة الحديد، ومحطات التسفير، وبعد هذا فالبركة فيكم وبأيديكم وبقلوبكم وبعقولكم، وبتمسك أهل طرابلس بلبنان العربي الموحد، وبميثاقه الوطني الذي لا تسلم أركانه إلا باستكمال السلطات وتعاونها، ولا سيما إنتخاب رئيس للجمهورية، لأن هذا الأمر هو حاجة لبنانية لا تقبل التبغيض بين الطوائف والأحزاب". وفي نهاية الاحتفال أزيح الستار عن اللوحة التذكارية.

 

عباس وبيريس يصليان غداً مع البابا في حديقة الفاتيكان

الفاتيكان, القدس – ا ف ب: أعلن الفاتيكان, أمس, ان الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والاسرائيلي شيمون بيريس “سيصليان من اجل السلام” في الشرق الاوسط مع البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية برتلماوس مساء غد الاحد خلال احتفال يستغرق ساعة في حدائق الفاتيكان. وأوضح أن البابا فرنسيس سيستقبل الرئيسين في مقره في سانت مارت الواحد تلو الآخر لفترتين قصيرتين, ثم بعد أن ينضم اليهم بطريرك القسطنطينية, يتوجه الاربعة الى زاوية داخل حدائق الفاتيكان قرب منطقة المتاحف. وبعد عزف قطعة موسيقية, يتقدم ممثلو الطوائف الثلاث (اليهود ثم المسيحيون ثم المسلمون حسب التسلسل التاريخي لظهور الديانات السماوية الثلاث) ويتلون صلواتهم استناداً الى ثلاثة مواضيع تم الاتفاق عليها وهي “الخلق” و”الصفح” و”الصلاة من اجل السلام”. وسيصلي اليهود بالعبرية والمسيحيون بالانكليزية والعربية والايطالية والمسلمون بالعربية, ثم يتلو البابا والرئيسان الفلسطيني والاسرائيلي كل على حدة, صلاته من اجل السلام. وينتهي الاحتفال بمصافحة بين الثلاثة قبل أن يزرعوا شجرة زيتون. وقبل ان يغادر الرئيسان الفلسطيني والاسرائيلي المكان يلتقي الثلاثة لفترة قصيرة في قاعة قريبة من الاكاديمية الحبرية للعلوم. وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فديريكو لومباردي ان كل وفد من الديانات الثلاث سيتألف من ما بين 15 و20 شخصا وهم من ممثلي المجتمع ومن الديانات الموجودة في بلدانهم وبينهم دروز. من جهة أخرى, أعرب الاتحاد الاوروبي عن “خيبة أمل عميقة” إزاء اعلان الحكومة الاسرائيلية عن مشاريع استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين, داعياً الدولة العبرية الى “التراجع” عنها.

في سياق متصل, قررت استراليا التخلي عن وصف القدس الشرقية ب¯”المحتلة”, في خطوة اعتبر احد اعضاء مجلس الشيوخ بأنها تمثل “تحولا كبيرا” في سياسة البلاد الخارجية وأثارت غضب الفلسطينيين. وأثار الموضوع جدلا في مجلس الشيوخ الاسترالي هذا الاسبوع عندما أصدر النائب العام جورج برنديس بيانا اوضح فيه موقف كانبيرا ازاء مشروعية الاستيطان الاسرائيلي في المدينة المقدسة. واعتبر بيان النائب العام انه “من غير المفيد وصف المناطق موضع التفاوض ضمن عملية السلام باستخدام عبارات ذات مرجعية تاريخية. ان استخدام صفة المحتلة على القدس الشرقية يحمل ايحاءات غير لائقة وغير مفيدة”, مضيفاً انه “ليس من المفترض ان تعمد الحكومة الاسترالية الى وصف مناطق هي موضع تفاوض من خلال عبارات توحي بأحكام مسبقة”. في المقابل, اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي ان “هذه المواقف تتناقض مع الاجماع الدولي الذي يؤكد ان القدس الشرقية ارض فلسطينية محتلة”.

وأشارت الى ان “القرارين الدوليين الصادرين عن مجلس الامن الدولي 242 و 338 ينطبقان على القدس الشرقية الفلسطينية, كانطباقهما على غيرهما من الاراضي الفلسطينية المحتلة في 1967. ميدانياً, اصيب عشرات الفلسطينيين, أمس, خلال تفريق قوات الاحتلال مسيرات سلمية انطلقت في الضفة الغربية رفضاً للجدار الفاصل والاستيطان وتضامناً مع الأسرى الاداريين المضربين عن الطعام.

كما أعلنت الشرطة الاسرائيلية انها داهمت امس ستوديوهات تلفزيون “فلسطين” في القدس الشرقية واستجوبت ثلاثة من موظفيه.

 

نتانياهو أكد للسيسي أهمية معاهدة السلام

المركزية- أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتصالا هاتفيا مع الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي وهنأه بفوزه في الانتخابات.

وأكد نتانياهو بحسب الإذاعة الإسرائيلية للسيسي "الاهمية الاستراتيجية التي تكتسبها العلاقات ومعاهدة السلام بين البلدين". وتمنى للشعب المصري "مستقبلا مفعما بالاستقرار والازدهار والسلام".

 

استراليا تتخلى عن الاشارة الى القدس الشرقية بـ"المحتلة"

نهارنت/قررت استراليا التخلي عن وصف القدس الشرقية بـ"المحتلة"، في خطوة اعتبر احد اعضاء مجلس الشيوخ بانها تمثل "تحولا كبيرا" في سياسة البلاد الخارجية. واثار الموضوع جدلا في مجلس الشيوخ الاسترالي هذا الاسبوع عندما اصدر النائب العام جورج برنديس بيانا اوضح فيه موقف كانبيرا ازاء مشروعية الاستيطان الاسرائيلي في المدينة المقدسة. وجاء في بيان النائب العام انه "من غير المفيد وصف المناطق موضع التفاوض ضمن عملية السلام باستخدام عبارات ذات مرجعية تاريخية. ان استخدام صفة +المحتلة+ على القدس الشرقية يحمل ايحاءات غير لائقة وغير مفيدة".واضاف برنديس انه "ليس من المفترض ان تعمد الحكومة الاسترالية الى وصف مناطق هي موضع تفاوض من خلال عبارات توحي باحكام مسبقة". وتابع ان كانبيرا تؤيد التوصل الى حل سلمي للنزاع "يعترف بحق اسرائيل في العيش بسلام ضمن حدود امنة ويعترف ايضا بتطلع الشعب الفلسطيني لتاسيس دولته". وكانت اسرائيل احتلت القدس الشرقية بعد حرب حزيران/يونيو 1967، ثم ضمتها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. واثار برنديس جدلا حاميا في مجلس الشيوخ عندما اعلن مساء الاربعاء ان الحكومة الاسترالية "لا تعترف ولا توافق" على استخدام تعبير "المحتلة". واعترض عدد من عناصر مجلس الشيوخ مشددين على ان استراليا صوتت لصالح قرارات مجلس الامن الدولي في 2011 و2012 والتي استخدم فيها التعبير للاشارة الى مستوطنات في القدس الشرقية. واعتبر السناتور المستقل نيك كزينوفون ان الغاء كلمة "المحتلة" يشكل "تحولا كبيرا" في السياسة الخارجية الاسترالية، حسبما نقلت عنه وكالة استراليان اسوشييتد برس. واعتبرت زعيمة حزب الخضر كريستين ميلن الجمعة ان قرار الحكومة بزعامة توني ابوت "تراجع شائن". وقالت ميلن في بيان "انه سلوك تحريضي يتعارض مع عملية السلام... واستخدام تعبير +الاراضي الفلسطينية المحتلة+ مقبول ومستخدم لدى الامم المتحدة". واضافت ان "المستوطنات الاسرائيلية التي اقيمت بعد 1967 غير شرعية وتتعارض مع اتفاقية جنيف الرابعة".وكالة الصحافة الفرنسية

 

لقـــاء بيـــن البابــا فرنسـيـس والبطـريرك كيريـــل لوضع حــد للنــزف المســيحي فــي الشـرق الاوســط

هل ينتج اجتماع الفاتيكان الاحد اعلان القدس مدينة عالمية مفتوحة؟

المركزية- يكاد وضع المسيحيين في الشرق الاوسط يشكل هاجسا اساسيا لدى دوائر الكرسي الرسولي المنكبّة منذ سنوات على اعداد تقارير وارسال موفدين الى المنطقة لمعاينة هذا الوضع ميدانيا في ضوء تنامي حركة الهجرة في شكل غير مسبوق، لا سيما في العقد الاخير بفعل تعرضهم لضغوط سياسية وامنية ونفسية واضطهاد طائفي في عدد من الدول يحمل الكثير منهم على ترك ارضهم بحثا عن بيئة افضل. وقد انحفضت نسبة وجودهم الى اقل من عشرة في المئة وفق التقارير الواردة بعدما كانت مطلع القرن العشرين تلامس 20 في المئة.

وازاء هذا الواقع الذي لامس حد الخطر لكون الشرق الاوسط هو مهد المسيحية، تسارعت وتيرة الاتصالات بين الفاتيكان ومواقع القرار المسيحي في العالم للتشاور في ما يمكن فعله في هذا الاطار من اجل الحد من النزف المسيحي وتعزيز الوجود في بلدان المنطقة. وفي السياق علمت "المركزية" ان الاتصالات الفاتيكانية شملت اخيرا الكرسي البطريركي في روسيا من اجل ترتيب لقاء بين قداسة البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل في وقت قريب بهدف البحث في كيفية ايجاد اطار يضع حدا للنزف المسيحي في منطقة الشرق الاوسط ولا سيما العراق وسوريا ولبنان، ويتولى المهمة المتروبوليت هيلاريون رئيس العلاقات الخارجية في البطريركية، وزار للغاية الفاتيكان مرات عدة بعدما زار المنطقة مطلعاً على أوضاع المسيحيين. وتردد ان اللقاء قد يعقد في بولونيا خلال زيارة البابا إليها. وتحدثت المعلومات عن ان زيارة البابا فرنسيس الاخيرة الى الاراضي المقدسة، حيث عاين ميدانيا الواقع المسيحي والمعاناة اليومية والظروف الضاغطة التي يقبع المسيحيون تحت وطأتها، واطلاعه على تقارير اعدها رجال دين تناولت حركة الهجرة التي تهدد بتفريغ المنطقة من المكون المسيحي، شكلت عنصر ضغط اضافيا حرك التواصل الفاتيكاني مع المعنيين بالوضع لا سيما روسيا.

ولا تستبعد مصادر المعلومات ان يحضر لبنان في صلب لقاء البابا مع بطريرك موسكو نسبة لتمايزه عن دول المنطقة باعتباره البلد الوحيد من المحيط الى الخليج، الذي يحكمه رئيس جمهورية مسيحي ويتمتع تبعا لذلك بدور محوري في استقطاب مسيحيي الشرق المضطهدين الذين يرون فيه ملاذهم الآمن.

وفي سياق متصل، تتجه الانظار الى اللقاء المرتقب بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والاسرائيلي شمعون بيريز في الفاتيكان بعد غد الاحد تلبية لدعوة كان وجهها اليهما البابا فرنسيس خلال زيارته الاراضي المقدسة حيث يتوقع ان يتلو رجال دين يهود ومسيحيين فقرات من التوراة والانجيل في حين يقرأ إمام مسلم آيات من القرآن في حضور البابا وابو مازن وبيريز بهدف دعم السلام في الاراضي المقدسة وفق ما اعلن البابا فرنسيس الذي يأمل ان يحقق انجازا نوعيا يتمثل في اعلان القدس مدينة عالمية مقدسة مفتوحة تشكل مدماكا اساسيا لانطلاق مشروع السلام الدائم والعادل في دول الشرق الاوسط من بوابة المصالحة الاسرائيلية الفلسطينية، ولعل طاقة الامل التي فتحها في جدار التصلب من خلال جمع بيريز وعباس في الفاتيكان الاحد، هي نقطة البداية. فهل يحقق البابا فرنسيس ما عجزت عنه دول القرار العظمى منذ 67 عاما؟

 

هل أنا عميلة؟

 حـازم الأميـن/لبنان الآن

ثمة شيء "سوفياتي" في الحملة التي خيضت على البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد زيارته الرعية في إسرائيل وفي الضفة الغربية. "سوفياتي" لأنه ليس متن الخطاب الممانع. هو ماضيه المنقضي والمنصرم، فيما متنه المشتغل اليوم واضح لجهة جوهره الأهلي والنزاعي والمذهبي. المتن منشغل في حماية مقام السيدة زينب في دمشق، ولم يصدر عنه تصريح واحد يُدين الزيارة.

وهو سوفياتي لأن الزمن تغير وهو لم يتغير، فالممانعة بنسختها الـ"ما بعد الحرب الباردة" انتقلت من طورها اليساري والعروبي الى طورها "الولي فقيهي"، فيما تمسك أصحاب الحملة على الراعي بلغة الممانعة في طورها القديم السوفياتي. الطور الـ"ولي فقيهي" يرى إمكان اللعب أكثر. أن يدعمنا الراعي في حربنا السورية فهذا كافٍ لضرب صمت على زيارته. وهؤلاء الذين يصرخون مستهولين الزيارة ليسوا أكثر من ممانعين متقاعدين. لكن لا بأس أيها الرفاق من عرض بعض الحقائق حول نتائج مقاطعتنا عرب الـ48، ونتائج معاملتنا لهم كأعداء. وهو أمر اشتركت فيه غالبية مجتمعات "دول الطوق". فقد نجحت الدولة العبرية الى حد كبير في أسرلة عربها بفعل هذه المقاطعة بالدرجة الأولى، وبفعل سياسات موازية تولتها ممانعتنا الرهيبة. وزيارة الراعي جاءت في سياق مختلف عن جوهر هذا التعاطي، فقد ذهب الرجل ليقول لمسيحيي الـ"48" أن لكنيستكم امتداداً "مشرقياً". مشرقي أيها الممانعون، هذه العبارة التي أطربكم بهجت سليمان حين قالها، فلماذا تنكرونها على الراعي.

لقد طلبنا من عرب الـ48 أيها الرفاق أن يوقفوا نضالهم لنيل حقوقهم الإجتماعية والاقتصادية وأن يبقوا عرضة للتمييز على هذه الأصعدة، حتى لا تذوي هويتهم القومية. أن يجوعوا ولكن أن يبقوا عرباً. هذا حرفياً ما طلبناه منهم، ولهذا السبب انشق عزمي بشارة عن حزب راكاح وأسس حزبه القومي. ولكن كم يبدو طلبنا هذا مُذلاً وبائساً، وهو يُشبه طلبنا منهم عدم استقبال الراعي، ذاك أن كاثوليك الـ48 انتظروا الزيارة أكثر من ستين عاماً، فجاءهم طلبنا مضحكاً بالفعل. فيا أيها الرفاق كان من العقل أن تحذوا حذو "حزب الله" الذي حسب مصالحه وزانها في حساب الزيارة وارتضى الصمت، وأطلق لكم العنان. اعمِلوا العقل أيها الرفاق، فأبناء جلدتنا مُهددون، واسرائيل تُحرز انجازات في عملية استيعابهم. احفظوا درس بلدة الغجر التي يرفض أهلها الهوية اللبنانية، ودرس الجولانيين الذين يرفضون الهوية السورية. لقد فشلنا معهم، ويجب أن نعيد النظر في انكفائنا عنهم، كما أنه يجب أن نعرف أننا لا نُمثل إغراء لأحد، ويجب أن نبحث عن شيء نعرضه عليهم غير فشلنا. ثم إن إقامة علاقات عابرة للقبضة الإسرائيلية ألا يُشكل نوعاً من مقاومة للأسرلة؟ أن يشعر عرب الـ48 بأنهم محتضنون من محيطهم القومي والديني ألا يساعدهم ذلك على حماية هويتهم المُهددة فعلاً؟  ليس المنطق هو ما يبتغيه الخطاب السوفياتي، فهل من سؤال أوضح من ذاك الذي سألته فتاة لبنانية ولدت في إسرائيل للراعي، اذ قالت له: هل أنا عميلة؟ نحن أفشل من أن نجيبها.

 

المواصلات "الرئاسـية" بيـن الحراك المارونـي واللقاءات الباريسـية

 تنصيب السيسي: مشاركة ايرانية – سعودية وبري ومقبل يمثلان لبنان

 سـلام يزور الكويـــت وجنـبلاط والحريـري يقوّمـان المرحلـة

المركزية- وسط حراك دولي اقليمي مكثف تفرضه ازمات منطقة الشرق الاوسط المتشعبة لتأمين ارضية تعاون مشتركة تتيح العبور من لغة الحرب والدمار الى مشاريع السلام والازدهار، ما زال لبنان في صدد بلورة اخراج ملائم يوفر التوافق على انتخاب رئيس جمهورية وارساء حلول لافرازات الفراغ التي تهدد بتعطيل المؤسسات الدستورية وشل عملها، دافعة البلاد الى مخاطر غير محسوبة نتائجها.

تنصيب السيسي: ووسط العجز الداخلي عن التوافق وفي انتظار ما قد تحمله جلستا الاسبوع المقبل الانتخابية والتشريعية اذا ما انعقدتا، في ضوء سياسة المقاطعة احتجاجا على الفراغ الرئاسي، التي يبدو ان التيار الوطني الحر يراجع حساباته في شأن المشاركة فيها في ما يستمر "حزب الله" في سياسة التصعيد من داخل المؤسسات، تترقب الاوساط السياسية والدبلوماسية محطة اقليمية دولية مهمة الاحد المقبل تتمثل بالاحتفال بتنصيب الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، نسبة لطبيعة وحجم المشاركة اذ يفترض ان يحضر المراسم رؤساء دول ابرزهم الرئيس الايراني حسن روحاني الذي يتوجه بعد مصر الى تركيا، وولي العهد السعودي الامير مقرن بن عبد العزيز مع احتمال مشاركة ولي العهد الأمير سلمان ممثلاً العاهل السعودي الملك عبدالله الموجود في المغرب على ان يشارك لبنان وفق معلومات "المركزية" برئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الدفاع سمير مقبل ممثلا رئيس الحكومة تمام سلام. ويشكل حفل التنصيب تظاهرة سياسية قد تشهد لقاءات ثنائية تعقد على الهامش تناقش قضايا عدد من دول المنطقة وازماتها، في حين تتجه الانظار الى مضمون خطاب الرئيس المصري الجديد الذي سيحدد توجهات مصر الداخلية واتجاهات سياستها الدولية.

سلام الى الكويت: وليس بعيدا، اشارت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية" الى ان الرئيس سلام الذي زار السعودية في 20 ايار الماضي سيستكمل جولته على عدد من دول الخليج، على ان تشكل الكويت محطته التالية، وتهدف زيارات سلام الخليجية كما بات معلوما، الى تعزيز التعاون وتوسيع التنسيق اللبناني الخليجي خصوصا في فترة الفراغ الرئاسي، الى جانب حث المسؤولين في هذه الدول على تشجيع رعاياهم لزيارة لبنان الذي ينعم بالاستقرار الامني خصوصا في موسم الاصطياف.

الحريري – جنبلاط: وتوازيا، تحدثت المصادر عن حراك لبناني في الخارج على خط الاستحقاق الرئاسي، يتمثل في مجموعة لقاءات قد تشهدها العاصمة الفرنسية حيث الرئيس ميشال سليمان الذي سيلتقي رئيس جمهورية فرنسا فرنسوا هولاند خلال الايام المقبلة ومن بين هذه اللقاءات ما يجمع الرئيس سعد الحريري، المتوقع ان ينتقل من الرباط الموجود فيها راهنا الى باريس، ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، بعدما اوضح وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور ان اللقاء بين الرجلين قد يعقد في اي لحظة، وسيناقش الحريري وجنبلاط ملفات الساعة لا سيما الاستحقاق الرئاسي والتنسيق بين الجانبين في الانتخابات النيابية المقبلة اضافة الى الحوار القائم بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، والذي ينقل آخر اجوائه للرئيس الحريري مدير مكتبه نادر الحريري الذي توجه الى المغرب امس الاول اثر لقاء جمعه بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وتردد في هذا المجال ان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون قد يوفد مبعوثا من قبله للقاء الرئيس الحريري والوقوف منه على رأيه النهائي في مسألة ترشحه لرئاسة الجمهورية.

بري – سلام: من جهة ثانية، اكدت اوساط اطلعت على اجواء لقاء الرئيسين بري وسلام امس التوافق التام على رفض تعطيل عمل المؤسسات الدستورية من خلال المقاطعة النيابية او الوزارية خصوصا ان الجهات المعطلة تدرك تماما ان هذا المسار لا يمكن ان يؤدي الى انتخاب رئيس وان تأمين نصاب الجلسات وحده كفيل بذلك.

واتفق الرئيسان على ضرورة استمرار عمل مجلسي النواب والحكومة، ولو بالحد الادنى، وردع المعطلين عن استكمال مسار الفراغ بانعكاساته الخطيرة على الاوضاع السياسية والاقتصادية وربما الامنية.

وفي هذا المجال، قال عضو لجنة درس سلسلة الرتب والرواتب النيابية النائب جمال الجراح لـ"المركزية" "ان نواب قوى 14 اذار قد يحضرون الى المجلس النيابي للمشاركة في الجلسة التشريعية اذا ما توصلت اللجنة التي ستجتمع قبل الثلثاء المقبل الى اتفاق حول صيغة تؤمن الموارد ومتوازنة مع النفقات ومترافقة مع اصلاحات، باعتبار ان السلسلة هي من بين المواضيع الضرورية الواجب ان نحضر الى المجلس لاقرارها متخطين مسألة الشغور الرئاسي".

الحراك الماروني: من جهة ثانية، يستأنف وفد المؤسسات المارونية الثلاث جولته على المسؤولين اللبنانيين بعدما التقى القادة الموارنة الاربعة وبحث معهم ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي محذرا من مخاطر الفراغ وانعكاساته على الميثاق وصيغة العيش المشترك وعقد امس خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اصدر على اثرها بيانا حذر من استمرار الفراغ وتم البحث في خطوات اجرائية يمكن ان تؤثر في الدفع لانجاز الاستحقاق.

واشارت مصادر متابعة للحراك الماروني لـ"المركزية" الى ان وفد المؤسسات سيزور الرئيسين بري وسلام على ان يتولى احد الاساقفة الموارنة مهمة اطلاع المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية على أهداف تحرك المؤسسات.

موازنة 2014: وبعيدا من التشنج السياسي، أطلق وزير المال علي حسن خليل مشروع موازنة العام 2014 في مؤتمر صحافي اشار فيه الى أن "الأرقام الواردة في هذا المشروع قابلة للتعديل عند مناقشته في مجلس الوزراء، حيث يمكن خفض عدد من جوانب الإنفاق بناءً على اقتراحات المجلس وبالتالي خفض العجز المتوقع. كما يمكن زيادة الواردات من خلال قرارات حكومية جديدة".

طمأنة مصرفية: وفي المقلب الآخر اقتصاديا، علّق رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل لـ"المركزية" على إعادة تحريك عدد من النواب الجمهوريين والديموقراطيين الأميركيين مشروع قرار "حظر التمويل الدولي عن "حزب الله"، مؤكداً أن "لا خوف إطلاقاً على القطاع المصرفي اللبناني من أي عقوبات أميركية أو غيرها"، معلناً أن "المسؤولين الأميركيين المعنيين مرتاحون إلى الإجراءات التي تتخذها المصارف اللبنانية وأدائها".

 

سلاحي او لا جمهورية!

النائب مروان حماده/يقال نت

من مفارقات الزمن الرديء ان الشعب اللبناني، الديموقراطي الهوى والتقاليد يُمنع من ممارسة حق الانتخاب فيُهدد نظامه وكيانه، فيما نشهد على بعد اميال منّا نظاماً، اوتوقراطي الهوى والتقاليد يفرض على شعبه المثخن بالجراح انتخابات ابعد ما تكون عن الديموقراطية. ومن غرائب الامور ان تُتّهم الطبقة السياسية اللبنانية بالجملة "قشة لفة" كما يقال بالدارج بتعطّيل الانتخابات فيما قسم كبير منها يدعو ويعمل ويساهم في تحقيقها.( انا نائب لم اغب عن جلسة انتخاب ولم امتنع عن التعبير عن رأيي ووضعت في الصندوق ورقة تحمل اسماً وليست بيضاء).ومن عظائم الفجور ان نلصق تهمة التعطيل حصراً بالطائفة المارونية الكريمة، احياناً ببطريركها وطوراً بزعمائها وتارة بعاميتها.كفانا هرباً من الحقيقة: لم تكن الانتخابات الرئاسية في لبنان يوماً معركة اشخاص. وراء كل مرشح، ومع كل مرشح، تتصادم الخيارات وتتصارع السياسات. من اميل اده وبشارة الخوري بين حنين الحماية ورجاء الاستقلال، كانت فرنسا وبريطانيا الحليفتان تتنافسان على النفوذ. وبين كميل شمعون فتى العروبة الاغرّ وحميد فرنجية مثال اللبنانية العريقة، كان شبح الاحلاف يطل على المنطقة. وعند فؤاد شهاب وريمون اده، تقدّم الحلف الاميركي- الناصري على الليبرالية المشجعة فرنسياً. حتى معركة الصوت الواحد، في مبارزة فرنجية سركيس، العام 1970، والتي وصفت آنذاك بالمعركة اللبنانية الصرف، لم تغب فيها ثلاثة اصوات كانت مصوّبة بهدير طائرة الميراج والغضب السوفياتي على الشعبة الثانية اللبنانية. اما رؤساء مرحلة الحروب، الحزبيون منهم والوسطيون، فلم يخلُ انتخابهم من تدخل دبابة سورية من هنا او اسرائيلية من هناك. والغطاء الاميركي - السعودي اتاح لسوريا وضع اليد على اتفاق الطائف بعد خطأ استراتيجي ارتكبه الجانب الماروني من خلال حروب الالغاء والتحرير، فأفقد المسيحيين ولبنان مناعةً لم تُسترد إلا بدماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري والقرار 1559. تبقى الدوحة التي اتت بالرئيس ميشال سليمان محسوباً على طرف وبالكاد مقبولاً من الطرف الثاني، فأضحى في نهاية عهده ونتيجة التجاذبات العربية – الايرانية محسوباً على الثاني ومرفوضاً من الاول. على هذه الخلفية، اين نضع المأزق اللبناني الحالي. اهو مجرّد منافسة بين ميشال عون وسمير جعجع واستطراداً امين الجميل، بطرس حرب، سليمان فرنجية، روبير غانم، جان عبيد، جان قهوجي، رياض سلامة، جوزيف طربيه، روجيه ديب، زياد بارود، دميانوس قطار وغيرهم وغيرهم....؟

ام نحن امام منعطف مفصلي جديد في تاريخ لبنان ومستقبل مؤسساته؟ في نظري اننا نواجه مزيجاً من تعثر آليات المؤسسات الدستورية ادى الى عجز متفاقم في تشكيل الحكومات، ثم الى هروب من اجراء انتخابات نيابية، فالى فشل في صوغ واقرار قانون للانتخابات، وأخيراً الى قمة التعثر وهو الفراغ الرئاسي الذي قد يتعاطى معه بعض اللبنانيين على انه عابر وثانوي، فيما ارى فيه حدثاً قاتلاً للنظام ومميتاً للصيغة .نتساءل هنا: لماذا توقف العقل اللبناني المبدع في مجالات لا تحصى عن النتاج  في احترام وتسيير وتفعيل مؤسسات الدولة على مختلف مستوياتها؟ هل مرّد ذلك الانقسام العمودي الذي تشهده المنطقة سياسياً ومذهبياً؟ اهي الثورة المضادة، نعم الثورة المضادة التي نشهدها في معظم اقطار الوطن العربي، من سوريا الى ليبيا مروراً بمصر والسودان واليمن؟ اهو عناد بعض المرشحين وعودتهم "كحليمة الى عادتها القديمة" بطرح شعار انا او لا احد؟ في رأيي اننا نواجه اختلاطاً مزعجاً لكل هذه العناصر.

المرشحون يستندون الى الانقسامات والاصطفافات لتعطيل اللعبة البرلمانية الطبيعية. حزب الله لا يُريد رئيساً يبدأ حيث انتهى الرئيس ميشال سليمان. يريد اعادتنا الى عصر الرئيس اميل لحود ليثبّت الاقرار النهائي بسلاح المقاومة، مُحرّراً من قيود الشرعية مهما كانت ومهما سميت، دستوراً، او قوانين، او اتفاق الطائف، او وثيقة الدوحة، او قرارات دولية او استراتيجية دفاعية او اعلان بعبدا.

في الجانب الشخصي"انا او لا احد" يقولها العماد ميشال عون، فيما يتبين ان انتخابه مستحيل، بينما مساهمته في اختيار الرئيس مقبولة بل واجبة وضرورية للاستقرار المنشود.

في المقلب الاستراتيجي، "سلاحي او لا جمهورية" يقولها حزب الله بينما تملي مصلحة البلاد ومصلحة الحزب نفسه ان يعود السلاح بالتوافق الى كنف الدولة وتحت سلطتها الكاملة.

في المقابل وحتى الآن لا نرى مستوى من الضغط العربي او الدولي يدفع جدياً اللبنانيين الى ادراك خطورة المأزق السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي الذي وضعوا انفسهم فيه.

الجميع ينتظرون ان يقتنع الجنرال بعدما اقتنع الحكيم. والجميع ينتظرون ان تنفرج بين السعودية وايران في سوريا والعراق واليمن والبحرين. والجميع يتطلونع الى بعض الانفراج بين روسيا واميركا في اوكرانيا وغيرها. هل ننتظر جميعنا الحشيش؟ اذا كان الامر كذلك فلا" عتب على الكِديش"! المخرج الذي يجمع بين اللعبة الديموقراطية والتشاور المستمر بين دورة ودورة وعلى هامش الجلسة، يكون بدعوة المجلس الى جلسة مفتوحة. مفتوحة وعلى دورات متتالية يتأمن فيها نصاب كامل لـ 128 نائبا ويبدأ التصويت مرة بعد مرة. تخيلوا ايها الزملاء اننا في الفاتيكان او بالاحرى في بكركي حيث يدعى الى الانتخاب باستلهام الروح القدس، من غير اصحاب الولاية او الامارة، لكي يخرج قليلو الحظ والعدد من الحلبة وتتكوّن اكثرية متعاظمة تنتهي باختيار رئيس للبلاد. لِيهمّ الرئيس بري اذن الى هذه الدعوة. وليتفضل السادة المرشحون الى الحضور والتنافس ومحاولة اقناع المترددين وتشكيل اكثرية لمصلحتهم. الفرج في ساحة النجمة وليس في مكان آخر. فليعطِ نواب الامة مرة اخيرة صورة كريمة عنهم قبل انصرافهم النهائي الى التقاعد في نهاية تشرين. اما القسم الآخر من نقاشنا فقد يتطرق الى صلاحيات الحكومة في غياب الرئيس. في هذا المجال عندي تجربة، ولي رأي، ولكن المرجع الاول والاخير يبقى الدستور الذي يقول انتخبوا اولاً ولا تعطلوا في هذه الاثناء: فلا الحكومة اياً كانت التفسيرات لآلية عملها حجة لتأخير الانتخاب. ولا تلكؤ البعض في الانتخاب دعوة الى شل المؤسسات ومنها الحكومة الى حد هلاك البلاد والعباد.

هذا على المدى القريب. اما على المدى الابعد فلا بد من الاندفاع باتجاه تعديل دستوري يجعل من الاكثرية المطلوبة في الاقتراع الثاني النصف زائداً واحدا بدل الثلثين التي تحولت اداة تعطيل مبرمج في ظل التجاذب السياسي- العسكري، الامني داخل الحدود وخارجها. كذلك، خلافاً لكل اعتقاد، يبقىقانون الانتخاب الحالي مع بعض التعديلات الانسب، والا تحولت المقاعد الى مجرد ترجمة للاكثرية العددية او الى احتكار مليّ وطائفي لها. كما انه لا بدّ من تطبيق البند المتعلق بانشاء مجلس للشيوخ يكون بمثابة مجلس حكماء لمعالجة القضايا المصيرية والانقسامات الحادة بشرعية مؤسساتية افعل من طاولات الحوار العقيمة. اخيراً، عودة الى بدء المشكلة ولبّها. " سلاحي او لا جمهورية" لم يعد شعاراً. تحوّل واقعاً يجعل من اللبنانيين، دولة ومؤسسات وافراداً، اهل ذمة. عندما تنتفي حماية الدولة للمواطنين، من قمة الهرم الى اسفله، وتسود مكانها شريعة السيد المطلق الصلاحية على مصير الرئيس والوطن والحكومة، عندما يتأكد حكم السلاح غير الشرعي، من 7 ايار الى القمصان السود الى همروجة السيد حيدر من على سطوح بنايات الضاحية وبإتجاه بعبدا وطريق الجديدة، هل يبقى امامنا سوى اللجوء الى الشرعية والدفاع عنها بأي ثمن؟ لا يجوز اطلاقاً التفاهم على صيغة تجعل من السلاح الناخب الاكبر.*مداخلة النائب مروان حماده في ندوة "الشغور الرئاسي"، الثلاثاء 3 حزيران 2014 في مركز عصام فارس في سن الفيل، وشارك فيها ايضا الوزير السابق فارس بويز ونائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي.

 

وزير المالية علي حسن خليل أطلق مشروع موازنة 2014: على الكتل عدم إبقاء جرح قطع الحسابات مفتوحا بسبب حسابات سياسية

وطنية - أطلق وزير المالية علي حسن خليل مشروع موازنة العام 2014، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبة في الوزارة. واستهل المؤتمر بالقول: "قد يبدو مستغربا أن نطرح قضية الموازنة في هذا الظرف السياسي، في لحظة الاشتباك الكبير وتأخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية والحديث عن تعطيل المؤسسات الدستورية أو إرباك لعمل هذه المؤسسات على مستوى مجلس الوزراء والمجلس النيابي. لكن نظرا الى أهمية الدور الذي تلعبه الموازنة العامة في إدارة الاقتصاد وترجمة سياسة الحكومة وأولوياتها، مما يرتب ضرورة صدورها ووضعها موضع التنفيذ، ولانتظام عمل المالية العامة والعودة إلى الأصول الدستورية والقانونية في الإنفاق، إضافة إلى ضرورة تحسين صورة لبنان أمام المجتمع الدولي الذي يشير باستمرار إلى أهمية اعتماد موازنة مصدقة وفق الأصول تترجم سياسة الحكومة وأولوياتها، ولكي نبقى على وعدنا الذي قطعناه سابقا بأن يتم إرسال مشروع الموازنة إلى جانب مجلس الوزراء وفقا للأصول، تمت إحالته في 29 أيار 2014، إلى جانب مجلس الوزراء بعدما كان المشروع السابق قد استرد في حينه.

وبالرغم من أننا أصبحنا في نصف السنة المالية التي يعود إليها هذا المشروع، تكمن الأهمية الكبرى إلى جانب تحديث المضمون في تصديق الموازنة في سبيل شرعنة عملية الإنفاق وقوننته".

وذكر أن "الأرقام الواردة في هذا المشروع قابلة للتعديل عند مناقشته في مجلس الوزراء، "حيث يمكن تخفيض عدد من جوانب الإنفاق بناء على اقتراحات المجلس، وبالتالي تخفيض العجز المتوقع. كما يمكن زيادة الواردات من خلال قرارات حكومية جديدة.

وعلى هذا الأساس، تم إعداد مشروع الموازنة الحالي وحصر المواد القانونية بتلك المتعلقة بها كما وقد تم السعي إلى اعتماد مبدأ الشمولية من خلال إدراج كل النفقات والإيرادات ضمن هذا المشروع إضافة إلى تضمين موازنة كل إدارة عامة كلفة زيادة غلاء المعيشة دون الكلفة الإضافية لتعديل سلسلة الرتب والرواتب والاجراءات الضريبية المقترحة لتغطيتها والتي سبق أن تم التباحث بها وإقرارها باعتبار أنه يقتضي أن يصار بعد الاتفاق على الصيغة النهائية لملف السلسلة، إلى فتح اعتماد إضافي وفق الأصول يضاف إلى موازنة العام 2014 في حال تصديقها ويغطى من الواردات المذكورة سابقا".

وأشار إلى وجود "ثغرات كبيرة في الوضع الراهن تستلزم تصديق موازنة تعكس فعليا حاجات الإدارات العامة، فعلى سبيل المثال، يتم صرف الرواتب ومن ضمنها كلفة زيادة غلاء المعيشة التي ما زالت تدفع منذ شهر شباط 2012 دون أي تغطية قانونية، وفق المتاح بموجب قانون موازنة العام 2005، مضافا إليه القانون رقم 238 الصادر في 22/10/2012 والذي يشكل 80% فقط من الحاجة التي كانت عام 2012، والتي بالتأكيد باتت أكبر حاليا. ولهذا أرسلنا في الأسابيع الماضية مشروع قانون لتغطية الفرق في قيمة الرواتب المطلوبة لقوننة دفعها".

وتابع: "وبالدخول إلى أرقام الموازنة العامة، نشير إلى أن نفقات الموازنة العامة سجلت 21927 مليار ليرة عام 2014 مقابل 21229 مليارا في مشروع موازنة العام 2013. وقد شمل الإنفاق اعتمادا بقيمة 5892 مليارا لتسديد الفوائد على سندات الخزينة، بعدما كان المبلغ الملحوظ لهذه الغاية في مشروع موازنة العام 2013 يبلغ 5700 مليار.

وكذلك خصص اعتماد بقيمة 3056 مليارا لصالح مؤسسة كهرباء لبنان وهو المبلغ الذي أنفق فعليا عام 2013، بعدما كان ملحوظا 2869 مليارا لهذه الغاية في مشروع موازنة العام 2013. علما أنه سيتم اعتبار هذا الاعتماد بمثابة السقف الأعلى للمبالغ الممكن تحويلها من الخزينة اللبنانية بموجب سلفات خزينة إلى المؤسسة والتي سيتم تسجيلها كدين عليها كما ورد في المادة 13 من هذا المشروع".

وقال: "بلغت النفقات الجارية 19779 مليار ليرة بزيادة تقارب 4% مقارنة مع الاعتمادات الملحوظة في مشروع موازنة العام 2013، والتي بلغت 19041 مليارا، وشكلت بالتالي نسبة 90.2% من إجمالي الإنفاق و27.6% كنسبة من الناتج المحلي. مع العلم أن مجموع النفقات الجارية المحققة عام 2013 قد بلغت 17966 مليارا.

وقد شكل بند الرواتب والأجور أحد أبرز بنود الإنفاق الجاري، خصوصا مع زيادة الاعتمادات المخصصة له نتيجة التوظيف الجديد في العديد من الإدارات العامة وانعكاسه المالي على مختلف التقديمات وتعويضات النقل واشتراكات الدولة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي".

واردف: "وفي ما خص النفقات الاستثمارية، فقد بلغت اعتماداتها 2147 مليار ليرة، بحيث شكلت 9.8% من إجمالي الإنفاق و2.99% إلى الناتج المحلي.

أما الإيرادات فتم تقديرها في مشروع موازنة العام 2014 ب14257 مليارا، بعدما كانت مقدرة بقيمة 15984 مليارا بما فيها إيرادات ناتجة عن سلة كبيرة من الإجراءات الضريبية المقترحة قدرت قيمتها ب 3678 مليارا.

ويعود التراجع في إيرادات الموازنة المقدرة إلى الفرق في الإجراءات المذكورة من جهة، بعد أن تم نقل معظم التعديلات المقترحة لتغطية الموازنة العامة إلى سلة الإجراءات المقترحة لتغطية كلفة تعديل سلسلة الرتب والرواتب، إضافة إلى تيويم المعلومات عبر الأخذ بعين الاعتبار المبالغ المحصلة فعليا خلال العام 2013 والتي بلغ مجموعها 13385 مليارا".

وذكر أن "الاجراءات الضريبة التي أقرتها الهيئة العامة لمجلس النواب سترفع الايرادات بنحو 530 مليار ليرة من اصل 1740 مليارا مقدرة لجميع الاجراءات.

وقد تم الاعتماد في عملية تقدير الإيرادات على الفرضيات الماكرو-اقتصادية للعام الحالي، مع العلم أنها السنة الأولى التي يمكن فيها لوزارة المالية الاستفادة من عمل دائرة التحليل الاقتصادي الكلي منذ إنشائها وبدء عملها وتطويرها لإصدار توقعات المالية المتوسطة الأمد.

وعند الدخول في تفاصيل الإيرادات، قدر مشروع موازنة 2014 الإيرادات الضريبية ب 10825 ملياراـ مقابل 12287 مليارا مقدرة في مشروع عام 2013. علما أن المبالغ المحصلة حتى نهاية عام 2013 سجلت 10116 مليار ليرة.

أما لناحية الإيرادات غير الضريبية، فقد قدرت بقيمة 3432 مليار ليرة، مقابل 3698 مليارا في مشروع عام 2013، أي بتراجع 12.6%، ومرد ذلك بالدرجة الأولى إلى تراجع توقعات الإيرادات الناتجة من وفر موازنة الاتصالات بنسبة 6.6% أي بقيمة 151 مليار ليرة، علما أن الإيرادات غير الضريبية المحصلة فعليا مع نهاية العام 2013 كانت بحدود 3269 مليارا.

وبالتالي، من المتوقع أن تسجل الموازنة عجزا بقيمة 7669 مليارا، أي بنسبة 34.9% من إجمالي الإنفاق و 10.71% نسبة إلى الناتج المحلي المقدر ب71608 مليارات".

أضاف: "نظرا الى أهمية الدور الذي تلعبه الموازنة في توجيه الاقتصاد وتحفيز التنمية، بالاضافة الى الإصلاحات التي اعتمدت في عملية إعدادها مواكبة للتطورات العالمية، تم تعديل التصنيفات الاقتصادية والإدارية، وكذلك الوظيفية، بما يتلاءم مع المعايير الدولية المتبعة ومع إحصاءات مالية الحكومة لعام 2001، بعدما كانت تعتمد إحصاءات العام 1986، وهذا عمل كبير أنجز من قبل مديرية المالية العامة بدعم من مشروع EFMIS لدى وزارة المالية".

وأوضح أنه "مع اعتماد هذا الإجراء الإصلاحي في عملية إعداد الموازنة، أفرد للنفقات المشتركة باب مستقل في الموازنة وهو يتضمن كل من الديون المتوجبة الأداء، معاشات التقاعد وتعويضات نهاية الخدمة والاعتمادات المخصصة لدعم كهرباء لبنان.

ونحن إذ نولي أهمية كبيرة لإقرار مشروع الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام 2014 ووضعه موضع التنفيذ، نعود ونؤكد في النهاية على وجوب الخروج من الحلقة المفرغة التي يتخبط بها لبنان والتي تؤثر سلبا على حُسن إدارة المالية العامة.

وهنا نتوجه الى جميع الكتل النيابية الى التعاطي بدرجة كبيرة من المسؤولية مع هذا الاستحقاق الدستوري والقانوني الضروري الذي لا بد منه من أجل إخراج المالية العامة في لبنان واخراج الدولة من حلقة الفراغ المؤسساتي نتيجة غياب الموازنة العامة.

ولفت خليل الى "إستمرار العمل لإعادة تكوين الحسابات التي أخذت جهدا كبيرا لإنجازها بطريقة صحيحة وشفافة وتصحيح الأخطاء التي شكلت نسبة 25% من قيود حساب سلفات الخزينة، ولم يكن مقيدا وفق الاصول سوى 8 % فقط من الهبات علما ان الوزارة اتخذت الاجراءات اللازمة لقيد جميع الهبات وفق النصوص الدستورية والقانونية بالإضافة إلى العمل الذي أدى إلى تحديد موازين الدخول لحساب مصرف لبنان في 1/1/1993 وإلغاء قيد التسوية الذي أجري عام 2000، مما يعني أنه انجز الآن تدقيق وتكوين قيود 20 سنة مقارنة مع سنتين كان مفترض تكوينها عام 1995".

وقال: "هذا بالإضافة إلى إنجاز حسابات سلفات الخزينة مع تحديد ميزان دخول عام 1997 وإعداد لوائح إسمية بالسلفات غير المسددة. مع الإشارة أيضا إلى الانتهاء من حسابات القيود المؤقتة لجهة الواردات والنفقات.

ويتابع العمل بشكل مكثف لإنجاز حساب الصندوق وحساب البلديات وحساب الامانات والتأمينات والحوالات بعد ان انجز 5 حسابات: الهبات - سلفات الخزينة - سلفات الموازنة - حساب مصرف لبنان - القيود المؤقتة الذي سينجز اواخر الاسبوع القادم.

فإذا تمت مخالفة الدستور مرة عن إقرار الموازنة العامة فلا يجب أن تستمر المخالفة تحت عنوان أننا قد كسرنا هذا الأمر ونبقى من دون موازنة عامة على قاعدة أنه لا يوجد قطع حساب. إن الدستور يفرض الموازنة، وان المخالفة تعرض الوزير والوزارة مسؤولية وكذلك الحكومة".

واردف: "لقد قلنا في وقت سابق إن أبرز مهام المجلس النيابي محاسبة الحكومة على موضوع الموازنة العامة. وقانون المحاسبة العمومية يفرض علينا مهلا لإنجاز الموازنة العامة وقطع الحساب ومسؤولية الوزير تقديم ممارسة مالية صحيحة. وعلى المجلس النيابي بأجمعه مسؤولية، وبالتالي يجب أن يدخل مباشرة الى إقرار قطع الحساب هذا على أن يحفظ في ديوان المحاسبة كما أقر قطع الحساب عن سنة 2003 حتى إدخال تعديلات على هذا الموضوع.

أما في ما خص قطع حساب عام 2012، فقد عمدت وزارة المالية إلى إنجاز كل ما يلزم لإعداده من مشاريع قوانين وحساب سلفات الخزينة وبيانات البقايا المدورة، وأصبح بالتالي من الممكن صدور قانون قطع حساب عام 2012 بشكل صحيح، بانتظار اقرار مشروع القانون الذي ارسل لتغطية نفقات كهرباء لبنان وفوائد الدعم لاستكمال توزيع الحسابات على قيودها وفق الاصول وهذا يمكن اقراره بأسرع وقت وقبل اقرار الموازنة ودون أن يعني ذلك الاستغناء عن إصدار كافة قوانين قطوعات الحساب غير الصادرة أو التي تستدعي تصحيحا بعد إنجاز الحسابات بشكل نهائي وشامل".

وختم خليل: "هذه رسالتنا للكتل النيابية كافة، بأن لا تتوقف عند حسابات سياسية وتحت عناوين مختلفة لإقفال ملف السنوات الماضية من خلال إبقاء جرح قطع الحسابات مفتوحا لعرقلة أصدار الموازنة العامة".

أسئلة

سئل: هل يفهم من كلامك أن هناك تقصيرا في موضوع الموازنة في السنوات السابقة وأيضا في ما يتعلق بموضوع سلسلة الرتب والرواتب، وهناك حديث بأن اتفاقا بينكم وبين النائب جورج عدوان بما يخص اجتماع اللجنة النيابية، أين أصبح هذا الأمر عشية الجلسة المرتقبة الثلثاء المقبل؟

أجاب: "في موضوع الموازنة، نحن نقوم بواجباتنا ومسؤولياتنا، والأمر ليس رمي اتهامات، فنحن أمام واقع أن الموازنة العامة للدولة لم تقر منذ العام 2005 حتى اليوم. وما قمنا به هو إنجاز قطع مشروع 2012 واقتراح مشروع موازنة 2014، وبالتالي إذا كان هناك نقاش مفتوح حول ما حصل في السنوات الماضية يمكن إبقاؤه قائما من خلال مجلس النواب، من خلال الحوارات السياسية ولكن يجب ألا يعرقل إصدار موازنة عامة جديدة تعيد الروح الى عمل المالية العامة وانتظامها.

في ما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب ليس هناك اجتماعات لا للجان المشتركة ولا للجان النيابية، برأينا المشروع اليوم أمام الهيئة العامة، وعلى الجميع حضور الجلسة المخصصة يوم الثلاثاء من اجل اقرار بنود هذه السلسلة، ويمكن بالتوافق داخل الجلسة أن يسبق الامر مشاورات ثنائية ومشاورات جانبية ولكن من جهتنا نحن سنكون موجودين داخل الجلسة يوم الثلاثاء لاستكمال المناقشات ومستعدون لإقرارها لتقدير كل المعطيات والارقام المطلوبة في هذا الاتجاه.

ليس هناك لقاء للجنة، وليس هناك اتفاق بين الكتل ولا مع هيئة التنسيق والجهات النقابية".

وردا على سؤال عن الميزانية والدين العام، قال: "تجاوز الدين العام الى اليوم الـ 65 مليار ليرة. تقديريا، نسبة النمو سوف تصل الى 2% اذا ما تحركت عجلة الاقتصاد واستمر الوضع الامني مستقرا في لبنان. ونحن نأمل أن تزيد النسبة قليلا".

سئل: الى اي مدى يرتبط الموضوع الذي تحدثت عنه بإيرادات ونفقات سلسلة الرتب والرواتب؟

أجاب: "أخذنا في الاعتبار جزءا من السلسلة بأرقام النفقات والذي هو مرتبط بغلاء المعيشة. اذا، لم ندخل تقديرات الواردات التي اقرت في الهيئة العامة ولم ندخل نفقات الموازنة. ولكنني قد اشرت سابقا الى امكان فتح اعتماد يضاف الى مشورع موازنة 2014 في حال إقرارها. وتقديراتنا أنه اذا لم تقر هذه الموازنة الواردات التي تمت مناقشتها في الهيئة العامة سيكون هناك نسبة تفاوت كبيرة على تصحيح أو تخفيض نسبة العجز المقدرة لهذا المشروع.

سئل: ذكرت في مشروع الموازنة ان هناك عجزا في الدين العام، كيف يمكن أن ينعكس ذلك على تصنيف لبنان الائتماني؟

أجاب: "نحن نتكلم عن تقديرات، وان ما سجل من نسبة العجز التي قدرت في عام 2013 هو مختلف عن نسبة التقدير، يجب أن نكون واقعيين فعندما أخذنا توجها في النقاش اثناء اعداد الموازنة كنت واضحا مع ادارة المالية العامة بأننا سنعتمد الارقام كما هي لا نريد أن نخفي اي رقم على الاطلاق. النفقات المقدرة سوف نضعها كما هي والواردات كما هي. نحن لسنا في وارد تغطية بعض الامور للايهام بأن هناك ارقاما مختلفة، فعلنا اقصى الامر. تقديراتنا بأن يكون هناك انخفاض لهذه النسبة وليس زيادة. نحن ومؤسسات التصنيف الدولية في حوار وارقامنا كلها مكشوفة ونحن نعمل ضمن الارقام الواقعية.

أما لجهة تمويل هذا العجز من قبل المصارف فان المؤشرات القائمة لدينا واصدارنا الاخير لليورو بوند كان اصدارا جيدا وكانت له مشاركة خارجية ومحلية بنسبة مستقرة من الفوائد لم تؤثر سلبا حتى الآن. الاصدار الاخير الذي صدر بالسندات المحلية كان فائضا مريحا ولم ينتج عنه اية اشارات سلبية. لا اريد أن اتكلم عن تقديرات مؤسسات التصنيف الدولية لأن المعايير التي تعتمد لمثل هذا التصنيف مختلفة ومركبة منها ما هو سياسي ومنها ما هو امني ومنها ما هو مرتبط بالاستقرار ومنها ما هو متعلق بالأرقام المالية والعجز".

سئل: ماذا بالنسبة لموضوع عجز الكهرباء؟

أجاب: "أتكلم في كل جلسة عن موضوع ملف الكهرباء وأركز كثيرا على هذا الموضوع، نسبة العجز هي حوالي 6.500 مليار ليرة ونتكلم تقريبا عن نسبة 50% من العجز مرتبط بملف الكهرباء، بالاضافة الى خدمة الدين المرتبط بها، اذا تكلمنا عن 3.100 مليار تقريبا يتعلق بالكهرباء من دون اصلاحات جذرية في هذا القطاع تخفف مساهمة الدولة.

لا يمكن ان تحصل تعديلات جذرية باتجاهات العجز لدينا. نحن ندفع لمؤسسة واحدة على اهميتها 3.100 مليار ليرة هذا امر من مسؤولية الدولة بأجمعها. هناك جملة من الاصلاحات والاجراءات التي يمكن اعتمادها. نحن حتى الآن لم ننتقل الى اعتماد وسائل طاقة جديدة لتغذية معامل الكهرباء، ما زلنا نتكلم عن الفيول اويل والغاز اويل وعن اعلى كلفة ممكنة. من جهة اخرى، نحن نتكلم عن نسبة هدر وعن حاجة بطريقة ما الى إعادة النظر بكلفة الانتاج وتغطية هذا الانتاج. أما في ما يتعلق بموضوع تعديل كلفة الكهرباء فلا نقبل ان تمس هذه التكلفة بذوي الدخل المحدود، فاذا كان هناك من مشروع لتعديل تعرفات كهرباء لبنان أو مشروع تتقدم به وزارة الطاقة بالتأكيد لا يمكن أن نقبل ان تمس هذه الطبقات.

هناك وعد تم التداول به في جلسة مجلس الوزراء ما قبل الاخيرة وحصل نقاش وطلب من وزير الطاقة ان يقوم بتحضير رؤية تعيد التوازن لمواقع مؤسسة كهرباء لبنان".

سئل: ما هي المبالغ التي رصدت لتغطية عجز مؤسسة كهرباء لبنان؟

أجاب: "كان مقدرا 2860 مليارا في مشروع موازنة 2013 ونحن اليوم سقف ما يمكن ان نغطيه 3056 مليارا وهذه تعتبر زيادة ويجب ألا يرمى الامر على وزارة مطلوب منها ان تبقي هذا المد مفتوحا من دون اي حدود".

سئل: ماذا عن سياسة الانفاق المتبعة؟

أجاب: "انا حتى هذه اللحظة لم اصدر اي سلفة خزينة مخالفة للدستور والقانون. لأن كل السلفات التي تعطى للادارات العامة هي سلفات خزينة مخالفة للقانون. الامر الآخر مشاريع القوانين التي تحدثت عنها لتغطية الانفاق الاضافي وتحديدا الفرق في تغطية كلفة الرواتب والنفقات بين قانون موازنة العام 2005 مضافا إليه القانون رقم 238 والواقع الحالي فقد ارسلنا مشروع القانون لمجلس النواب. ويجب ان نقونن هذا الانفاق وهذا لا يلغي ابدا المسؤولية والحاجة الدستورية لإقرار موازنة عامة".

 

تصاعد الدعوات لتشديد الحماية الأمنية للراعي وسط مخاوف من إمكانية استهدافه

حميد غريافي: السياسة

حضت قيادات سياسية في قوى “14 آذار” وزيري الداخلية والدفاع على تقديم حمايات أمنية “بسرعة” للصرح البطريركي في بكركي وللبطريرك بشارة الراعي والأساقفة, لأن تجارب اللبنانيين مع ميليشيات “حزب الله” التي اغتالت أحد عشر قيادياً لبنانياً منذ نهاية العام 2004, من بينهم رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري, ليست مشجعة على الإطلاق.

وقال مسؤول كبير في حزب يميني, يزور لندن راهناً, انه على الرغم من أن الراعي رفض اتخاذ إجراءات أمنية شخصية سواء في تنقلاته الداخلية أو زياراته الخارجية أو حتى داخل الصرح الذي يقطنه, إلا أن مسؤولين حكوميين شددوا مطالبتهم وزارتي الداخلية والدفاع بإرسال وحدة من القوى الامنية الداخلية والجيش للإشراف على مدخل بكركي الرئيسي والانتشار في الحدائق والطرقات المشرفة على الصرح, مزودة ثلاث ملالات على الأقل, تقف على مدخله وفي باحته الواسعة, بعد تثبيت مربعات اسمنتية مسلحة خارج المدخل الرئيسي.

وأكد المسؤول ان “حزب الله الإرهابي بنشأته علم إرهابيي القاعدة والسلفيين والتكفيريين أصول التفجيرات المفخخة بواسطة السيارات وغير السيارات, وهو الذي علم الجيش السوري أساليب القتل والاختطاف والتدمير الشامل كما فعل العام 1984 في قاعدة المارينز العسكرية الاميركية في المطار, وأخذ العشرات من الاجانب رهائن أشرف عليهم شخصياً حسن نصر الله الذي كوفئ في ما بعد بتعيينه امين عام الحزب”, لذلك نصح هذا المسؤول القيادات الامنية بحماية مكثفة للبطريرك الماروني لأنه لا يمكن لأحد استبعاد تعرضه للاغتيال.

ونقل المسؤول عن احد المراجع الروحية في بكركي قوله: “يبدو ان انتفاخ أوداج حسن نصر الله زهواً بما فعله ويفعله في سورية من مجازر وسفك ودماء وانتصارات وهمية يؤكد أن الأسد لولاها لسقط هو ونظامه, بات قريباً من الخط الأحمر الماروني المرسوم حول بكركي وقادتها, وهناك من حذر هؤلاء القتلة من مغبة المساس بالبطريرك أو أي أحد من أساقفته”.

وقال المرجع ان البطريرك اعتذر عن قبول حمايات أمنية له وللصرح البطريركي عندما عرض عليه أكثر من زعيم مسيحي ومسلم سني ودرزي إرسال عناصر أمنية حزبية, إلا أنه قد لا يرفض بضغط من القادة الموارنة والسفارة البابوية وسفارات اجنبية اخرى, تزويد الدولة له حمايات من الحكومة على ان تكون عناصرها منتقاة بدقة وموثوقة وغير مخترقة من “حزب الله” والاستخبارات السورية.

واضاف ان “الجميع نصحوا غبطته بالتخفيف من تنقلاته الداخلية وزياراته الخارجية خصوصاً ان طريق المطار غير آمنة لوقوعها في مربعات “حزب الله” بالضاحية الجنوبية لبيروت, ولأن استخبارات الحزب والنظام السوري, التي عادت الى أنشطتها القديمة في عهد الاحتلال السوري للبنان, يمكنها ان تصل باستمرار الى أسماء المسافرين في الطائرات الآتية والمغادرة قبل وصولها وإقلاعها, وبالتالي فعلى البطريرك ان يستقل طائرات خاصة للسفر كما فعل في رحلاته الأخيرة الى فرنسا والاردن وايطاليا, وبرفقة عناصر من اجهزة الامن الداخلي الموثوقة”.

ونفى المرجع الروحي ان يكون البطريرك على علم بأي محاولة أمنية لاستهدافه في أثناء زيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة, خصوصاً ان نفوذ “حزب الله” في حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” لم يؤثر في استقبالهما البطريرك وتأكيدها أهمية زيارته التي تصب في صالح الفلسطينيين.

وأكد المرجع ان هذه “الزيارة التي حملها الرئيس محمود عباس على كاهله, وضعت الفلسطينيين في مخيماتهم بلبنان وخارجها بتصرف البطريرك والكرسي الماروني في كل مناطق لبنان, على الرغم من تهديدات سورية عبر “حزب الله” و”حركة أمل و”التيار الوطني الحر”, بأن الزيارة ستنعكس سلباً على الموارنة في شمال سورية وقلب دمشق والمناطق الأخرى”.

 

عندما تصبح العمالة وجهة نظر

مهى عون/السياسة

ما زالت زيارة البطريرك الماروني لانطاكية وسائر المشرق بشارة الراعي لفلسطين المحتلة تثير جملة من ردود الفعل والسجالات المتفاوتة على مختلف الصعد, الدينية منها والسياسية, بين مناهض لها ومنتقد, وبين مدافع عنها ومؤيد, على خلفية حق البطريرك الطبيعي في زيارة رعيته أينما وجدت من غير الحاجة لطلب الأذونات من أحد.

وكان البطريرك الراعي عبر عن فحوى هذه الزيارة خلال حديثه الطويل للتلفزيون الإيطالي مباشرة على الهواء, وأنها تتمحور حول المطالبة بضرورة إيجاد حل لقضية اللبنانيين في إسرائيل, بوصفها قضية وطنية تحتاج الى مصالحة كبرى, على غرار المصالحة التي أرساها البطريرك السابق نصر الله صفير والنائب وليد جنبلاط في مناطق الجبل إثر المذابح بين المسيحيين والدروز خلال الحرب الأهلية.

ومن جملة الردود المستنكرة لهذه الزيارة, كان تصريح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد الذي قال إن هذه الزيارة “أثارت غضبه”, مدعياً أن ذهاب البعض إلى فلسطين المحتلة لكي يقنع بعض العملاء الذين انسحبوا مع جيش العدو في مايو عام 2000 بالعودة إلى لبنان هو أمر مشين ومستنكر, مردفاً: “نقول لمن يحضر مشروع قانون أو اقتراح قانون من أجل عودة هؤلاء الذين خانوا الوطن, فرفضهم, بأن المقاومة تصرفت بمناقبية عالية بعد التحرير, فلم تنتقم ولم تحاسب العملاء, بل تركت الأمر للقضاء, ولم تقتص من عائلاتهم, بل على العكس من ذلك, عاملتهم بما يوجبه علينا ديننا وثقافة المقاومة, برحابة صدر وعدم انتقام”, وختم: “لا نريد أن يكون بيننا عملاء إسرائيليون في لبنان, كفانا ما عانيناه منهم إبان الاحتلال”.

كلام الناطق بلسان “حزب الله” علي المقداد هذا, إنما يؤشر إلى مدى استياء الحزب من زيارة الراعي, خصوصاً أن هرمية الحزب وتنظيمه الشديدين لا يسمحان لأي مسؤول بارتجال موقف مماثل بمبادرة فردية, مع العلم أن المبعدين, وبغض النظر عن التسمية التي يمكن إيرادهم تحتها, ليسوا فقط من الطائفة المسيحية, ولكنهم من مختلف الطوائف اللبنانية, وهم توافدوا جميعاً لاستقبال البطريرك الراعي خلال زيارته الأراضي المحتلة.

أما المتوقع, فهو أن تشكل زيارة الراعي لفلسطين المحتلة نقطة تحول في علاقته مرحلياً مع “حزب الله”. وكما يرى الباحث السياسي, الخبير العسكري أمين حطيط, المقرب من “حزب الله”, في تصريح ل¯”الشرق الأوسط”, أن العلاقة بين الحزب والراعي “لن تعود إلى ما كانت عليه قبل مواقفه الأخيرة, وسيشوبها نوع من الجفاف وتخضع لإعادة تقييم من الحزب, وإن كان لا قطيعة نهائية في لبنان”.

في المقابل, اعتبرت أوساط كنسية, أن الاعتراضات على زيارة البطريرك بشارة الراعي, إنما تصب في مصلحة إسرائيل وإن خرجت من أناس يدعون معاداة الكيان العبري, وذلك على خلفية سعيهم الى إبقاء القطيعة قائمة بين المتحدرين من العائلات العربية نفسها, سيما منها اللبنانية, ومن منطق يقضي بأنه كلما اشتد الخلاف بين العرب أنفسهم كلما راهنت إسرائيل على استعمال هذه الخلافات ورقةً في مواقفها الدولية لادعاء الافتقار الى جهة يمكن الرجوع إليها عند العرب في ما خص القضايا العربية العالقة, والفلسطينية منها تحديدا. مع الإشارة إلى أن زيارة البطريرك لاقت ترحيباً من كل الأطراف الفلسطينية, واعتبرتها جسراً للتواصل يمكن البناء عليه في مجال إرساء عملية سلام, وهذا ما أزعج طبعاً الجانب الإسرائيلي الذي يعمل دائماً على قاعدة “فرق تسد”, بالإضافة إلى المستفيدين من احتكار الورقة الفلسطينية والرهان على استمرار المراوحة الأبدية في تردي أوضاع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة الذين أعلنوا غضبهم من هذه الزيارة, لأنها يمكن أن تضع العصي في دواليب مصالحهم الانتهازية ورغبتهم الدائمة في استعمال القضية اليتيمة قميص عثمان في سياق مقاضاتهم على الصعيد الدولي.

أما بشأن موضوع العمالة, فإن المشكلة ذات الصلة بها لم تنتهِ بإبعاد من تم تصنيفهم كعملاء للعدو بعد انسحابه عام 2000 من جنوب لبنان, لكن عنوانها ما زال يستثمر على الصعيد الداخلي في لبنان ويتم إخراجه من الدرج عندما تدعو الحاجة الى الصاق التهم بمناهضي سياسة “حزب الله” في لبنان. وبقي عنوان العمالة جمراً تحت رماد ينكشف عند كل ريح سياسية تفضح وجود ثقافتين في لبنان أو مفهومين للعدو والتعامل معه. وفي سياق التصنيف الذي يحتكره حالياً “حزب الله” بشأن مسألة “العمالة”, نقلت صحيفة “الأخبار” عن مصادر في “حزب الله” عشية عودة البطريرك الماروني من زيارة الأراضي المقدسة, أن “الحزب يجري مشاورات مع حلفائه, سيما المسيحيين, لتحديد نوعية العلاقة الجديدة التي ستربطه بالبطريرك, حيث رجحت بعض المصادر أن يقرر الحزب مقاطعة بكركي احتجاجاً على الزيارة, ناقلة عن مسؤولي الحزب أن عدم مراعاة البطريرك “التوازن اللبناني الدقيق” يحرر الحزب من مراعاته لهذا التوازن, “خصوصاً في ما يتعلق بالوقوف عند خاطر بكركي ومواقفها من الاستحقاق الرئاسي”.

وفي رد استباقي لمواقف الحزب هذه, سأل الراعي -وفق ما نقل عنه- في كلمة ألقاها أمام مجموعة من اللبنانيين الفارين إلى إسرائيل: “هل أولئك الذين اضطروا الى أن يتركوا لبنان سنة 2000 هم جماعة حاربت ضد لبنان? هل أقدموا على محاربة الدولة اللبنانية أو المؤسسات اللبنانية? هل ينبغي أن نسمي هؤلاء عملاء أو خونة?”, غامزاً بطريقة غير مباشرة في قناة العمالة “الإلهية” التي يمارسها “حزب الله” مع المرجع الفارسي علناً, حيث لا يتورع الأمين العام للحزب حسن نصر الله من الإعلان عن انتمائه الصريح إليه وعن علاقته العضوية به. وفي هذا الكلام خير جواب على جملة التساؤلات التي تجول في ذهن الكثيرين, حول حقيقة من تعامل فعلاً مع العدو بسبب الحاجة لذلك, كون أيام الاحتلال الإسرائيلي كانت الدولة اللبنانية شبه متخلية عن شعوبها المقيمة تحت نير الاحتلال, وبين القيمين على الدولة حالياً والممتهنين دور المقاومة لإسرائيل لكنهم في الواقع مرتهنون, ويعلنون على الملأ ارتباطهم الوثيق بالولي الفقيه والحرس الثوري الإيراني.

 

هل يكره الإيرانيون العرب والإسلام

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الإيرانيون في غالبهم عرفوا بتعاطفهم مع الفلسطينيين، مثل كثير من الشعوب في العالم، بما فيها التي لا تمت بروابط دينية أو ثقافية في المنطقة العربية. هي مسألة ظلم وقع على شعب بأكمله، ودام الظلم عقودا طويلة. ولا أدري صحة الاستبيانات المفتوحة التي تدار في بلدان مغلقة، لكن لو افترضنا أن الإيرانيين حقا أقل تعاطفا مع الفلسطينيين، وأكثر ميلا للجانب الإسرائيلي، وهذا يمكن أن يكون صحيحا، وإن كان بنسبة صغيرة، فإنه ليس صعبا علينا فهم الدوافع التي أوصلت العواطف الأمور إلى هذه الحالة السلبية. منذ الثورة الخضراء التي هب فيها عشرات الآلاف من الإيرانيين ضد حكومة الرئيس السابق أحمدي نجاد، أصبحنا نسمع شعارات تقال في الشارع ضد شعارات النظام، كان هناك احتجاج علني ضد دعم «حزب الله» اللبناني، الذي يعتبر أكثر الأطراف قربا من نظام طهران، وكان يعتبر وليدا تابعا، ثم ظهرت في الحرب السورية دعوات صريحة تنتقد موقف حكومة روحاني بإنفاقها المالي الضخم لتمويل الحرب دفاعا عن نظام بشار الأسد في سوريا، وكذلك ضد إرسال إيرانيين للقتال هناك أيضا.

وقد نما في داخل إيران تيار معادٍ للنظام وسياساته بشكل عام، بغض النظر عن طبيعة هذه القضايا. وهناك صف من المثقفين الإيرانيين يعارضون نشاط الجمهورية الإسلامية الخارجي، وهم يفرقون بين الشعار والحقيقة السياسية. فالدم الإيراني لجماعات فلسطينية كان دائما للمتمردين على السلطة الفلسطينية، ويصب في دائرة التنافس بين إيران والمحاور العربية والإقليمية الأخرى، فهي تؤيد حماس والجهاد الإسلامي و«حزب الله» في إطار نشاطات هدفها مثلا وقف التفاوض مع إسرائيل، دون طرح بديل عسكري أو سياسي للشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي. الدعم من الضآلة أنه لا يستفز إسرائيل ويدفعها نحو الانتقام من إيران، ويكفي لتخريب أي عملية سياسية، وترك المنطقة تغلي في درجة عالية من الحرارة.

واستخدام القيادة الإيرانية الأعذار الخارجية، مثل مواجهة إسرائيل والدفاع عن الإسلام، من أجل تبرير اضطهاد المثقفين في إيران، أو كعذر للفشل الاقتصادي الداخلي، جعل المواطن الإيراني يلوم هذه الأعذار على سوء أوضاعه، ويدفع البعض لموقف كاره، وهو موقف ليس بالضرورة يعبر عن تيار أو مشروع سياسي حقيقي يعادي الفلسطينيين أو اللبنانيين.

والحديث عن تزايد النقمة الإيرانية ضد العرب، يسايره انطباعات تتحدث عن تزايد الكراهية للدين الإسلامي نفسه، الذي تدين به الغالبية من الشعب الإيراني. أيضا، نظرا لأن النظام الإيراني يستخدم الدين، ويلبس اللبوس الديني، لتبرير سيطرته على مقدرات البلاد، وحكم أهلها حكما قاسيا، أصبح هناك من يجاهر بكراهيته للإسلام كراهيته لرجال الدين الذين يحكمون البلاد، وانتشر بينهم الفساد، شاعت أخبار الصراعات على السلطة. فشل النظام وعجز الناس هما اللذان يجعلان كل ما له علاقة بالصورة الرسمية مكروها، بعد أن كان الإسلام في الثمانينات يشهد ازدهارا لم تعرف إيران مثله منذ قرون، وكان العرب يجدون ترحابا وتعاطفا كبيرين. لقد مرت سنوات أصبح الدين والقضايا التي يرفعها مكروهة كراهية الشعب للنظام، مع أن غالبية الإيرانيين لا تدري أن غالبية العرب تؤيدهم في كراهية نظام الأسد وجماعات انتهازية مثل «حزب الله» وحماس.

 

إما مرشح ١٤ آذار أو شخصية مستقلة

علي حماده/النهار

كل القوى السياسية اللبنانية ذات الحيثية الحقيقية تعرف تماما ان لـ"حزب الله" مرشحين لرئاسة الجمهورية، الاول هو الجنرال ميشال عون الذي يعتبر وصوله، اذا تم، بمثابة انتصار كبير لمحور طهران - دمشق - حارة حريك. اما الثاني فهو شخصية يجرى الاعتناء بواقعها السياسي بكثير من الحذر والدقة من اجل فتح الابواب امامها في حال تعذر وصول المرشح الاول للفريق الذي يقوده "حزب الله". ومن يراقب بدقة المناورات التكتيكية الجارية اليوم على مستوى الاستحقاق الرئاسي لا بد له ان يلتقط قطع "البازل" التي تخفي الصورة الكاملة الشاملة للاستحقاق الرئاسي. ففي عرف "حزب الله" ان اعادة انتخاب بشار الاسد لولاية ثالثة ولو بالمسرحية المهزلة التي حصلت، وكل ما رافقها من هرج ومرج هو انتصار لمحور تقوده طهران بعد ان منح النظام في سوريا حياة جديدة بعد التراجع الاميركي عن توجيه ضربة في الصيف الماضي. ومعلوم ان الثوار كانوا في منتصف صيف ٢٠١٣ يدقون ابواب دمشق، ويحاصرونها من ثلاث جهات، وانقلب الوضع وسجل النظام بفضل المجهود الايراني نقاطا ثمينة في عدد من المناطق، من دون ان ترقى الى انتصار اوسع لغاية الآن. وفي حسابات "حزب الله" ان ايصال الجنرال ميشال عون الى الرئاسة، ولو بالتوافق، يعزز المحور الذي تقوده طهران، حتى لو اضطر عون "الرئيس" الى لعب دور مختلف في الشكل عن الدور الذي لعبه في الأعوام التسعة الماضية، من خلال تموضعه الشكلي وسطا بين فريقين كبيرين. لكن في الجوهر لا تغيير، بل تعزيز لموقع "حزب الله" الداخلي بما يريحه اكثر في تأديته لوظيفته الاقليمية، وهي تتركز راهنا في الانخراط في الحرب السورية. لذلك فإنه من الوهم بمكان الرهان على اعادة تموضع حقيقية للجنرال ميشال عون في حال وصوله الى سدة الرئاسة. واهمون من يعتقدون ان ما يربط عون بـ"حزب الله" هو صلات مصلحية موقتة قابلة للاختراق ببضعة لقاءات في باريس او بيروت. ان الرهان على عون او على المرشح الثاني الذي يخبئه "حزب الله" الآن (وهو معروف) هو بمثابة الخطأ الكبير الذي سوف يؤدي الى انتقال القوى الاستقلالية من مرحلة "تصريف الاعمال" كما قال زميلنا شارل جبور، الى مرحلة التفكك السريع وبالتالي الى الانهيار الشامل، بما يعبد الطريق امام "حزب الله" ليبسط سيطرته على ما تبقى من المعادلة اللبنانية.

ان "انتخابات" بشار تشبه "حزب الله"، والجنرال ميشال عون رئيسا لا يخدم سوى "حزب الله". ومهمة الاستقلاليين في لبنان تقضي بمنع وصول رئيس واقع في قبضة "حزب الله". من هنا ضرورة ان يصدر موقف صريح من القوى الاستقلالية مجتمعة يدعو الفريق الآخر اما الى تأييد مرشح ١٤ آذار، او الجلوس لاختيار شخصية مستقلة للرئاسة يعكس اختيارها مناخات الهدنة الراهنة، ويفتح اختياره افقا نحو تسوية موقتة بين مشروعين نقيضين

 

حزب الله" هو الدولة إذا استمر الشغور و"شريك مضارب" إذا لم يستمرّ...

اميل خوري/النهار

يمكن القول أن "حزب الله" هو الحزب الوحيد المرتاح إلى وضعه في خضم أزمة الشغور الرئاسي التي قد تتفاقم وتجعل هذا الشغور يتمدد إلى الحكومة وإلى مجلس النواب إذا لم يتدخّل الخارج لردع اللبنانيين عن فعل ذلك. ويقول سياسي مخضرم في هذا الصدد إن "حزب الله" يبقى هو الدولة إذا لم تقم في لبنان دولة. وإذا قامت الدولة فإنه يبقى الشريك المضارب فيها... ففي عام 2008 عندما لم يستطع إيصال المرشح الذي يريد الى رئاسة الجمهورية عطّل نصاب جلسات الانتخاب ولم يكن في الإمكان الخروج من لعبة التعطيل إلاّ بعد أحداث 7 أيار التي فرضت عقد مؤتمر الدوحة الذي توصل إلى فرض اتفاق على الجميع كان لمصلحة الحزب وحلفائه، وتجرأ الحزب وحده على مخالفة هذا الاتفاق فأطاح حكومة الرئيس سعد الحريري وفرض حكومة اللون الواحد برئاسة نجيب ميقاتي. وحاول الرئيس ميشال سليمان عبثاً إخراج البلاد من دوامة الازمات حول كل موضوع لا يرضي "حزب الله" فلم يستطع وضع موازنة عامة مدة ولايته، ولا ملء المراكز الشاغرة وهي كثيرة في الادارات العامة، ولا استطاع اجراء الانتخابات النيابية في موعدها لخلاف على قانون جديد للانتخاب صار التمديد للمجلس الحالي، ولا استطاع أن يجعل أقطاب الحوار يتوصلون إلى اتفاق على استراتيجية دفاعية تضبط استخدام سلاح "حزب الله" لأن الحزب يرفض ذلك ويريد أن تبقى يده حرة في استخدام هذا السلاح في الزمان والمكان اللذين يحددهما.

وكان أكثر ما جعل الرئيس سليمان يرتاح الى انجاز مهم حققه قبل انتهاء ولايته هو خروج أقطاب الحوار باتفاق على "إعلان بعبدا" الذي يحيّد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية ويجنبه الانعكاسات السلبية للتوترات والازمات الاقليمية وذلك حرصاً على مصلحة لبنان العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي. لكن الرئيس سليمان فوجئ بتنكر "حزب الله" لما وافق عليه في طاولة الحوار ونكر وجود مثل هذا الاتفاق كي يبرر لنفسه التدخل عسكرياً في الحرب السورية، وهو تدخل كان لا بد منه لمنع سقوط دمشق في أيدي المعارضة السورية المسلحة وأتى بطلب من إيران التي لا مردّ لطلبها... ولم يتقيّد الحزب حتى بسياسة الحكومة المشارك فيها بفعالية وهو سياسة النأي بالنفس التي نالت ثقة مجلس النواب على أساس اعتمادها. وقد أدى هذا التدخل العسكري المكشوف للحزب في الحرب السورية إلى استقالة الحكومة وإلى استمرار أزمة تأليف حكومة جديدة برئاسة تمام سلام أكثر من عشرة أشهر ولم تكن لتتألف لولا تدخل كل خارج نافذ وتحديداً السعودية وإيران، وقد تألفت من غالبية القوى السياسية الأساسية في البلاد حتى إذا ما حصل شغور رئاسي، فإن هذه الحكومة تكون صالحة ومؤهلة لممارسة صلاحيات الرئيس عند انتقالها إليها. وبات يخشى إذا ما حصل خلاف على ممارسة هذه الصلاحيات أن تنفجر الحكومة من الداخل إذا شاء الخارج، الذي صنعها، ذلك، بحيث لا يعود سبيل للخروج من الفراغ الشامل سوى تعديل دستور الطائف أو وضع صيغة نظام جديد للبنان يكون لـ"حزب الله" المسلح الكلمة الفصل فيه لأن أي صيغة وإن سيئة تبقى أفضل بكثير من فراغ أسوأ قد ينهي وجود لبنان وحدة وكياناً.

ولم يكتفِ "حزب الله" بمخالفة "إعلان بعبدا" لأن "واجب التدخل العسكري في الحرب السورية هو واجب مقدس"، إنما خالف كل بنود هذا الاعلان فلم يلتزم نهج الحوار والتهدئة الامنية والسياسية والاعلامية والتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة، ولا العمل على تثبيت دعائم الاستقرار وصون السلم الاهلي والحؤول دون اللجوء الى العنف والانزلاق بالبلاد الى الفتنة وعدم اللجوء الى السلاح والعنف ايا تكن الهواجس والاحتقانات وتعزيز مؤسسات الدولة وتشجيع ثقافة الاحتكام الى القانون والمؤسسات الشرعية لحل أي خلاف أو إشكال طارئ إلا عند تأليف الحكومة الحالية لأن تأليفها تم بإرادة خارجية وليس بإرادة لبنانية، وبات يخشى أن يذهب بها الخارج ساعة تقضي مصالحه بذلك.

ولا همّ اليوم عند الحزب اذا استمر الشغور الرئاسي أو تم التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية يملأ هذا الشغور لأن الحزب بات دولة بكل مقومات الدولة المالية والعسكرية والاقتصادية، فلا اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية إلا اذا كان هذا الرئيس مقبولاً من الحزب وإلا استمر تعطيل جلسات الانتخاب، ولا شيء يمنع ذلك سوى أن يقرر النواب المسيحيون ولا سيما الموارنة كسر حلقة التعطيل بحضور جلسات الانتخاب وليفز من يفوز رئيساً ينال الاكثرية النيابية المطلوبة. وإذا استمر الشغور الرئاسي وتمدد إلى الحكومة ومجلس النواب فإن المؤتمر التأسيسي يصبح أمراً لا مفرّ منه للخروج من أزمة حادة لا أفق لها، وإذا انتخب رئيس سواء كان مقبولاً من الحزب أم غير مقبول منه، تبقى في لبنان دولتان وجيشان إلى أجل غير معروف... أو إلى حين يتمّ التفاهم بين أميركا وإيران والسعودية على إقامة دولة واحدة في لبنان كما تم التفاهم على تشكيل حكومة المصلحة الوطنية، كما سمّاها الرئيس سلام أو حكومة التسوية كما سمّاها "حزب الله".

 

الأمين العام والسفير.. وأوهام «الانتصار الكبير»

كارلا خطار/النهار

كأنما حصلت معجزة في العالم العربي قوامها انتخابات رئاسية في سوريا. رئيس انتخبه شعب ممانع، وامتدحه حلفاء له ممانعون مثله، بينما هو «يُمانع» الظهور أمام الجميع ليعلن برنامجه الرئاسي للولاية الجديدة وإن كان كل العرب والعالم عالمين بأن برنامجه المستقبلي ليس سوى استكمال لبرنامجه السابق بالقضاء على ما تبقّى من سوريا وشعبها المعارض لسياسته وإرهاب براميله.

اثنان تحدّثا بالأمس بدلاً من الرئيس الممانع: الأمين العام لـ«حزب الله» وسفير النظام السوري. مهما اختلفت المناسبات، تبقى الإنتخابات السورية «العجيبة» تلك محور اهتمام الممانعَين لنقل الصورة من سوريا الى لبنان، علّ لبنان ينعم بهذه «النفحة» من الديموقراطية والحرية في إبداء الرأي! لا يحتاج الأمر الى سؤال، ففي انتخابات المجلس البلدي التي تجري في المدن والقرى اللبنانية يمارس «حزب الله» ميليشياويته المعتادة لتسيير الإنتخابات بالإتّجاه الذي يريد خصوصا في القرى والبلدات التي تخضع لسلطته.. الأمر نفسه يحصل في ظروف أقلّ أهمية، حينما يمنع «حزب الله» أحد المرشّحين للإنتخابات النيابية المنافسين له من ترتيب مؤتمر صحافي.. فهل على اللبنانيين أن يصدّقوا الوهم الذي يعيشه الرجلان في الإقبال الإنتخابي؟

لا شكّ في أن كلاهما استعدّ جيدا لتنظيم تلك الإنتخابات على الأقل في لبنان، وحشدا العديد من الأصوات، واستخدما كل وسائل الترهيب والترغيب لإرغام النازحين على تجديد البيعة لمن يقتل أقرباءهم في سوريا.. ومن وحي عنوان الحملة الإنتخابية الرفيعة والراقية «سوا»، لا يساور اللبنانيين شكّ في أن حلفاء النظام السوري في لبنان «دافنين السرّ سوا»، ووهم النصر ذاك لا يُسقطه سوى التناقض وبعض المشاهدات! أبدى الأمين العام لـ«حزب الله» امتعاضه من منع بعض الدول السوريين من الإدلاء بأصواتهم «خوفا من النتائج»، ولا بدّ من أن تطبيق نظريّته على تعطيل الإنتخابات الرئاسية في لبنان من قبل فريق 8 آذار يفضي الى النتيجة ذاتها ألا وهي الخوف من النتيجة! وقبل «نشوة» النصر، لا بدّ من التعريج على مشاهدات بأم العين يمكن لأي مواطن لبناني أن يرويها: السيارات التي كانت تُحدث الزحمة على «طريق الشام» أرقام لوحاتها لبنانية، والأغنيات التي كانت تُبثّ خاصة بـ «المقاومة» والشبّان في داخلها كانوا يجاهرون برفع عَلَمي «حزب الله» والنظام السوري، ويتحدّثون مع بعضهم باللهجة اللبنانية، ويتلفّتون الى السيارات «المسالمة» بنظرات تهددّ طريقهم المقفل. فمَن اقترع إذاً ومن غنّى ومَن احتفل؟

بعد ذلك واستنادا الى نتيجة الإنتخابات، قطع الأمين العام لـ«حزب الله» كل الطرق المؤدية الى مؤتمر دولي، ظنّا منه بأن النصر الرئاسي سيعيد بشار الأسد لاعبا رئيسيا على الساحة العربية متحكّما بالسياسة اللبنانية وفارضا قراراته المعلّبة.. إنها مجرّد أمنيات، لا بل استراتيجية كاملة متكاملة من الأفكار والتمنيات التي يبثّها الفريق الممانع طمعا باستعادة الأدوار التي يفقدها شيئا فشيئا من لبنان الى العراق..

حَسَم الأمين العام المعركة لا بل الحرب بكاملها. على هذا، كان من الواجب عليه أن يدعو «الطاقم» الجهادي للعودة الى لبنان، لم يعد هناك ما يقاتلون من أجله، فالرئيس انتصر والأمة نالت مُرادها، وستشرق الشمس وتزقزق العصافير. لا جنيف 1 ولا جنيف2 ولا غيرهما ستحمل حلّا لسوريا، على الجميع أن يذعن للنصر الذي حقّقه «الدكتور بشار الأسد». كل هذا مجرّد كلام، لا يقترن بالواقع إلا إذا عاد شباب لبنان الى أهلهم، عندها فقط يصدّق اللبنانيون بأن الحرب انتهت، لكن طالما لا يمكن الإستغناء عن وجودهم الى جانب النظام السوري فهذا يعني أن الحرب مستمرة، ولا بدّ أن تكون أكثر عنفا، بما أن العنف سيكون الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها الرئيس لإثبات وجوده.. فالإنتخابات لا تُغني عن العنف، ولا تُثبت رئيسا وبالتالي لا تفرض شرعية لا يراها الشعب كذلك!

هذه الشرعية تناولها سفير النظام السوري في لبنان «الشعبية هي التي تمنح الصدقية». ففرحة الأخير بالنصر عارمة، وفائض هذه البهجة تجلّى في مواقفه الداعية الى حلّ سياسي.. يبدو أن السفير متفائل، لا يُلام، فالمشهد الإنتخابي فاجأه، لم يتوقّع أن تأتي الجهود التي بذلها مع الممانعين في لبنان بهذا العدد الهائل من الناخبين، يقول «حجم الاقبال فاق كل التوقعات». اليوم في لبنان كان معطّلا، والوضع في سوريا كان أكثر هدوءا، طبعا فالنظام مشغول بجلب الشعب الى صناديق الإقتراع.

بالنسبة الى السفير، إن «حقائق الإنتخابات أقوى من المكابرة» وهل القول إنّ «الإنتخابات السورية كانت الأعلى نسبة والأكثر حرارة وتمثيلا من فرنسا والعراق ومصر» هو مكابرة؟ ها هو النظام السوري، الذي يحكم سوريا منذ أكثر من أربعة عقود، يصدّر الديموقراطية لينعم بها العالم! أما خلاصة اليوم الممانع الطويل: في لبنان من يتحدّث باسم بشار الأسد وعوضا عنه وبدلا منه.. في لبنان وسوريا لم تقترع الممانعة لرئيس وإنما اقترعت على حرية الشعبين اللبناني والسوري.. وأمام السوريين والعرب سنوات طويلة لتأمين الحلّ السياسي.. سبع سنوات ألا تكفي؟

 

النص الكامل لكلمة السيد حسن نصر الله في حفل تأبين الفقيد الشيخ مصطفى قصير

موقع المنار/06 حزيران/14

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة العلماء، الإخوة والأخوات الكرام، السلام عليكم جميع وحمة الله وبركاته .

قال الله عز وجل في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا.

في هذا اللقاء المبارك، أود في البداية أن أتوجه بالتعزية وبمشاعر المواساة إلى عائلته الكريمة إلى العائلة العزيزة، آل قصير، عائلة العلماء والشهداء والاستشهاديين والمجاهدين والمقاومين، التي قدمت وما زالت، وكذلك إلى العائلة العزيزة، آل الأمين، أيضاً عائلة العلماء والشهداء والمقاومين والمجاهدين، والتي قدمت وما زالت تقدم، وإلى جميع إخواني وأخواتي في حزب الله، وخصوصا في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، الذين رافقوا سماحة شيخنا العزيز وعملوا معه وعايشوه عن قرب وفقدوه في ساعة الرحيل.

أنا اليوم أود أن أتحدث ثلاث كلمات كالعادة:

أولاً: في المناسبة

ثانياً: استفادة من فرصة الخطاب كلمة في الشأن اللبناني

وثالثاً: كلمة في الشأن السوري على قاعدة وحدة المصير.

في المناسبة، طبعاً نحن أمام مناسبة كبيرة ومؤلمة بالنسبة إلينا.

إن خسارتنا وألمنا بفقد هذا العالم المجاهد المقاوم العزيز الكبير هو ألم كبير وخسارة كبيرة، والإخوة جميعاً يشاركونني هذا الاحساس، الإخوة العلماء، الإخوة والأخوات، الإخوة القادة والمسؤولين في حزب الله في مختلف المسؤوليات، وكذلك كل الإخوة والأخوات الذين عرفوا سماحة الشيخ عن قرب.

نحن عادةً، في حزب الله، عندنا أننا لا نتحدث عن إخواننا وهم أحياء، الأحياء يتعبون، يسهرون، يجاهدون، يبذلون جهود مضنية جدا، يقومون بإنجازات عظيمة جداً، ولكن لا ننسب الإنجازات إلى الأشخاص وهم أحياء. الآن، ما سبب ذلك؟ هذا بحث آخر.

هذه السيرة الموجودة في حزب الله، وعندما نتحدث عن الإنجاز وعن الانتصار وعن الجهاد أو عن الجهود أو التضحيات، نتحدث عن الجميع، نعمّم دون أن ندخل إلى فلان وفلان وفلانة..

نعم ، من واجبنا ومن حقهم علينا في الحد الأدنى، إذا كان الجزء الأول فيه نقاش أنه صحيح أم خطأ، له علاقة بالإخلاص، بالصدق، بالنية، بالكتمان، مهما كان السبب، لكن بعد أن يرحل هؤلاء الأعزاء وهؤلاء المجاهدون عن هذه الدنيا، وحين لا يعود المديح والكلام والحديث عنهم بفائدة عليهم في الدنيا، وإنما هو شهادة حق وإنصاف تُقدّم بين يدي أرواحهم الزكية، نتحدث عنهم، ننسب إليهم ما يجب أن يُنسب إليهم وأحيانا لا نقول أيضاً كل الحقيقة، وإنما نخفي بعض أجزائها لمصالح تتعلق بمسيرتنا واستمرار المسيرة.

كل ما قاله الإخوة قبلي بحق سماحة العلامة الشيخ مصطفى قصير، الأخ الحبيب والعزيز، هو طبعا دون حقه، وما أقوله أنا كذلك أو ما يمكن أن أقوله، وهو فوق ما قيل وأقول، وهذه هي الحقيقة.

اليوم أنا أريد أن أدخل إلى سماحة الشيخ الفقيد الغالي من زاوية معينة ومحددة بعد رحيله.

يمكن حتى لو كنا في حفل تكريم في حياته ما كنا نتحدث كذلك، من زاوية أن أقدّم وأن نقدّم سماحة الشيخ مصطفى قصير كأسوة ونموذج وقدوة، نحتاجه نحن، نحن نحتاج إلى أنواع من القدوة ومن الأسوة ومن النموذج.

نحن نحتاج إلى هذا النموذج الذي عايشناه عن قرب وشهدنا سيرته وحياته وسلوكه، ونشهد له بذلك بعد رحيله وبعد وفاته، ونقدمه نموذجاً لنا، أنا أقدّمه نموذجاً وأسوة لي، وأدعو كل أخ من إخواني أن يتّخذه مثالاً وقدوة.

هنا نحن لا نتحدث عن العناوين، عن الأسماء، عن الصفات. نتحدث عن الشخص المجسّد للعناوين وللصفات والأسماء، قدوة لنا كعالم طلب العلم طويلاً وحتى آخر لحظات حياته. كان طالب علم وكان باحثاً عن العلم وكان محققاً ودارساً وكان أيضاً معلماً، يدرس ويعلّم ويحقّق ويكتب وينشر ويحدّث في هذا الجانب، وكان ممن طلب العلم لله، وعلّم لله عز وجل، ننظر إليه أيضا كعامل مجاهد لم يعتزل حياة الناس، لم يذهب بعيداً، جاء إلى متن هذه المسيرة منذ البدايات. في الحوزة العلمية كان طالباً وعاملاً، وعندما جاء إلى لبنان كان عالماً وطالباً للعلم وعاملاً ومجاهداً ومقاوماً، وعمل لله. ومن تعلّم لله وعلّم لله وعمل لله نودي في ملكوت السماوات عظيماً، كما يُنقل عن السيد المسيح عليه السلام .

نحن أمام العامِل الجاد، العامِل الدؤوب، صاحب الهمّة العالية، الذي لا يعرف الكلل ولا يقعده لا تعب ولا مرض. في الأشهر الأخيرة من مرضه، كنت أنا أذهب إلى بعض اللقاءات الداخلية وكنت أفاجأ بحضور سماحة الشيخ، عندما كنت اتابع في بعض وسائل الاعلام بعض المناسبات أو بعض الاحتفالات أجد سماحة الشيخ موجوداً، إما حاضراً إما خطيباً، حتى اللحظات الأخيرة التي كان جسده يعينه، وكنت أستغرب من هذه الهمة العالية.

وهذا ما نحتاج إليه نحن الذين نتعب وتحيط بنا أحياناً الهموم والمشكلات والتحديات.

نحن بحاجة إلى القدوة بالعزم والإرادة، في الهمة العالية، في الجدية، في الفعالية.

الشيخ مصطفى كان هكذا، كل إخواننا يعرفون أن سماحة الشيخ كان هكذا. وأحيانا أنا كنت أقول له: شيخنا أنت تتعب نفسك، الآن اهتم بصحتك اهتم بعافيتك. هو كان يعتبر أن كل لحظة من عمره يجب أن تبذل في طاعة الله وطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وخدمة دين الله وخدمة عباد الله سبحانه وتعالى.

الصادق المخلص، وكلنا نعرفه صدقه وإخلاصه ونحتاج إلى هذا الإخلاص في العمل، نحتاج إلى هذا الإخلاص وإلى هذا الصدق.

الزاهد في الدنيا، المعرض عن زخارفها وزبارجها وعناوينها، العامل فيها لآخرته، عيناه كانتا دائماً تتطلعان إلى ذلك العالم، يمهد له، يحضر له، الشيخ مصطفى من الإخوة الذين كانوا يعملون بدون توقعات شخصية، بدون طلب امتيازات شخصية، بدون توقعات شخصية.

لم يعتبر في لحظة من اللحظات أن له حقاً في رقبة حزب الله أو المقاومة أو المسيرة أو الإسلام أو الدين. لم يمارس فعل المنّ أو التفضل على هذه المسيرة أو على رفاقه أو على إخوانه أو على الذين يعملون معه.

طبعاً تكفي الإشارة في كل صفة، نحن نحتاج إلى هذا أيضاً. الله سبحانه وتعالى هو الذي يمنّ علينا أن هدانا للإيمان وأن هدانا للجهاد وأن جعلنا من أبناء هذه المسيرة المباركة، والله سبحانه وتعالى هو الذي يجب أن نتوجه إليه دائما بالشكر على كل توفيق لعمل الإنجاز ونستغفره ونعتذر إليه من كل تقصير وقصور.

شيخ مصطفى هكذا، الإنسان الودود، اللطيف، الحنون، محب، خلوق، بشوش، (وأنا) قبل قليل شاهدته في الفلم الوثائقي.

أي جماعة، أي مسيرة، أي شعب، وخصوصاً عندما نتحدث عن جماعة تواجه تحديات وتقدم تضحيات وتتحمل أعباء في علاقاتها الداخلية، هي تحتاج إلى هذا الحنان، إلى هذا الحب، إلى هذا الود، إلى هذه الأخلاق الطيبة والحميدة، لأن هذه من عناصر القوة، من عناصر الاستمرار.

سماحة الشيخ الهادئ الذي لا ينفعل إلا نادراً وبالحق، المتزن، سماحة الشيخ المعلم والمربي، في المدرسة، في المؤسسة، في المسجد، الشيخ مصطفى قصير إمام الصلاة، إمام صلاة الصبح جماعةً في مساجدنا. الإمام المسجدي، العالم المسجدي.

سماحة الشيخ ـ إذا أردت المتابعة يطول الكلام، لكن حقيقة ـ كان الإنسان العابد، وأيضا كان الإنسان صاحب الرأي وصاحب الفكرة، يبدع، يقدم، يخطط، يفكر، يناقش، يحاور، وأيضا كان الإنسان المطيع في هذه المسيرة، الذي لا يقف عند أي اعتبارات مهما كانت هذه الاعتبارات.

في نهاية المطاف، هذه طبعاً من أهم ميزات العاملين في هذه المسيرة، هذه الميزة التي حافظت على وحدة هذه المسيرة، على تماسكها، على صلابتها، على ثباتها، على قوتها، ولذلك أنا سأكتفي بهذه العناوين، لأقول: نحن بحاجة إلى هذه القدوة وهذه الأسوة وأن نقدمه لإخواننا وأخواتنا ولأجيالنا أيضاً، كما نقدم قادتنا الآخرين الذين استشهدوا أو الذين توفوا بما لهم من ميزات، وبما لهم من مواصفات خاصة وجليلة.

الشهيد السيد عباس، رضوان الله عليه، سيد شهداء المقاومة الإسلامية، الشهيد الشيخ راغب رضوان الله عليه، شيخ شهداء المقاومة، الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، شهداء قادة كثيرون.

هناك شيء آخر أود أيضاً أن ألفت إليه في المقطع الأول: إن سماحة الشيخ هو منذ البداية اختار العمل في المجال التربوي والتبليغي والتعبوي، وخصوصا المجال التربوي. منذ البداية كان خيارات سماحة الشيخ هي هذه، منذ أن كان في الحوزة العلمية، في النجف الأشرف، في قم المقدسة. لم يكتفِ بأن يتعلم ويعلّم، كان يربي، يهتم بشؤون الطلاب، تربية الطلاب لصنع الإنسان والكادر.

عندما عاد إلى لبنان أيضاً كانت هذه أولويته، مع أنه طبعا كانت آفاق العمل مفتوحة في كل المجالات أمام سماحة الشيخ في أي مجال من مجالات العمل، لكن هو الذي اختار هذا المجال، لأنه كان لديه قناعة، كان لديه رؤية هي صحيحة بطبيعة الحال، ولذلك ذهب إلى الاهتمام بالمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم، بالمدارس، بالمنهجية، بالثقافة، بالجانب التربوي، بالجانب العلمي، بالكمّ، بالكيف، بالنوع، بالإدارة، بالمواكبة، وقام مع إخوانه وأخواته في المؤسسة ومن واكبه من الإخوة المسؤولين بهذه الإنجازات التي نراها اليوم حاضرة أمامنا. المؤسسة أيضاً، كما قال الإخوة قبلي، أعطاها شبابه وعمره ووقته وجهده وليله ونهاره، إيماناً بموقعها وبتأثيرها وبأهميتها في هذه المسيرة الإسلامية الجهادية المباركة، وكان بالفعل خير مسؤول وخير مدير وخير مربٍّ وموجه وأب ووالد. وفي ظل عنايته ورعايته وجهوده نمت وكبرت وتوسعت وترسخت إلى أن أصبحنا أمام مؤسسة حقيقية بكل ما لكلمة مؤسسة من معنى، وخصوصا في المجال التربوي وفي المجال الثقافي وكان الأمين على هذه المؤسسة طوال كل هذه السنين.

بالمناسبة هنا أيضاً نذكر الأحياء دون أن نذكر الأسماء، الكثير من أو كل هذه المؤسسات التي تقوم بالعمل يرعاها مؤتمنون وأمناء، ولذلك بعض الناس يفكر أنه مثلاً في حزب الله أو بقيادة حزب الله ما شاكل الإخوة مشغولون. بعض الناس يأتي ويقول لكم: أنتم كجهة، كمجموعة، كيف تلحقون وتعملون سياسة ومقاومة وأمن وعسكر وثقافة وتربية وخدمات وصحة ووزراء ونواب و.. و.. و.. كيف تلحق على هذا كله؟ تلحق على هذا كله لأن على رأس هذه المؤسسات وهذه الأطر وهذه الملفات وهذه الهياكل أمناء ومخلصون وصادقون وكفوؤون، وبالتالي القيادة المركزية قد لا تحتاج إلى أن تتدخل. أنا أذكر مثلاً في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم ، ربما بالسنة مرة أو كل عامين قد يحتاج الأمر إلى مراجعة أو مناقشة أو قرار، لأن هناك من هو مؤتمن على هذه المؤسسة أو المؤسسات الأخرى.

أيضاً في غير الجانب التربوي، الجانب الدعوي، سماحة الشيخ كان حاملاً لثقافة المقاومة ولفكر المقاومة ولخطاب المقاومة ولروح المقاومة. كان مستعداً دائماً ان يكون جندياً مقاتلاً في الصفوف الأمامية في هذه المقاومة.

لكن وبطبيعة الحال، تحديد المسؤوليات وتوزيع الأدوار، لا يسمح للكثيرين ممن يحملون هذا الفكر وهذه الثقافة وهذه الروحية أن يتقدموا في الخطوط الأمامية.

هذا كان مولانا سماحة الشيخ، وطبعاً هو عنوان من عناوين الجانب الحقيقي والجوهري في مسيرتنا. هناك ما هو فوق السطح، عادة في لبنان ما الذي يطلع فوق السطح؟ السياسة والمواقف السياسية والخطاب السياسي والأحداث السياسية، الأمنية والعسكرية. ما تحت السطح هو كل هذا الجهد والجهاد والجهود العظيمة والمباركة، على المستوى الثقافي والعلمي والفكري والحوزوي والدراساتي والمؤسساتي والخدماتي والبنية التحتية والعلاقات والتواصل مع الناس، وبناء مجتمع مؤمن وملتزم وواعٍ ومثقف ومضحٍ ومخلص.

هذا عادةً لا يظهر على السطح إلا في حالات نادرة وإستثنائية، وكذلك من يعملون أيضاً في هذا المجال هم غالباً ما يكونون بعيدين عن الواجهات أو عن الشاشات، يعملون بصمت، ولكن هم الذين ـ في الأعم والأغلب ـ يُثمرون ويُنتجون.

إن ثمار وإنجازات سماحة الشيخ مصطفى والإخوة الآخرين أيضاً، هذه الإنجازات تتجمع كماً ونوعاً لتقدم للبنان وللأمة الإنجازات الكبيرة والانتصارات الكبيرة. اليوم عندما نجد أنفسنا أمام مقاومة مستمرة منذ عقود، منذ قبل 82 ومن بعد 82 إلى اليوم، عندما نجد اليوم مقاومة ترابط على الحدود، تمتلك مقدرات القوة لردع العدو، مقاومة أيضاً تحضر في ساحة الصديق في سوريا، لتسقط مشروعاً على مستوى المنطقة، يستهدف المنطقة وقضاياها ومقدساتها، ما كان لهذه المقاومة أن تتقدم وأن تبقى وأن تستمر وأن تتعاظم حضوراً وفعلاً، إلا من خلال هذا الحضور الشعبي والثقافي والعقائدي والإيماني والمؤسساتي والعلمائي، وهذه الجهود الكبيرة التي تُبذل لأنها مقاومة تستند إلى قاعدة شعبية كبيرة وعريضة وقوية ومتينة وراسخة.

ليست حالة حماسية طارئة، وليست حالة إنفعال وليست ردة فعل مؤقتة، وإنما تنتسب وتنتمي إلى جذور راسخة في هذه الأرض، وفي هذا الشعب، وفي هذه الأمة، في تاريخها وفي عقيدتها وفي ثقافتها وفي روحها وفي مبانيها وفي تطلعاتها، وسماحة الشيخ كان واحداً من هؤلاء الكبار، الذين ساهموا في صنع وتطور هذه المسيرة، وسيبقى فعله وستبقى كلماته وكتبه وآثاره وتضحياته مساهماً ما دام الليل والنهار إلى يوم القيامة.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يحشره مع الأنبياء والأولياء والرسل والصديقين والصالحين والشهداء، وهو العبد الصالح المطيع لله ولرسوله، والمضحي والمجاهد في سبيل الله، الذي لم ينثني ولم يضعف ولم يتردد حتى في كل أيام الشدة وأيام الصعوبات وأيام الفتن التي كانت وما زالت تحتاج إلى أصحاب البصائر.

إسمحوا لي في بقية الوقت أن أتحدث قليلاً في الشأن اللبناني، وكلمة أخيرة في الشان السوري.

في الشأن اللبناني طبعاً نحن اليوم لدينا إستحقاقات كبيرة ومهمة جدا أمامنا، وحاضرة الآن في كل لحظة وفي كل ساعة وفي كل يوم، في مقدمتها إستحقاق كنا نقول عنه السلسلة، اليوم لم نعد نقول السلسلة بل نقول السلسلة والامتحانات الرسمية وحصيلة العام الدراسي.

اليوم اللبنانيون جميعاً، لأنه أغلب المناطق والبيوتات والعائلات عدد كبير منها هم موظفون في القطاع العام، وهم أساتذة وأيضاً كثير من هذه العائلات أو كل هذه العائلات أولادها في المدارس وأولادها سيتقدمون للإمتحانات الرسمية، وخصوصاً إمتحانات الشهادات الرسمية، والتي يتوقف عليها التسجيل في الجامعات، و... و..

حسناً يوجد معضلة البلد كلها يعيشها الآن، هي موضوع سلسلة الرتب والرواتب، اللبنانيون كلهم يعرفون هذا الموضوع بالتفصيل، عايشوه لمدة طويلة، وصلنا إلى لحظة حساسة جداً، من الخطأ ـ وبالحقيقة يوجد إحساس أن جزءاً من الطبقة السياسية يتعمد فعل ذلك ـ أن نأتي لنضع موظفي القطاع العام والأساتذة في القطاع العام والأساتذة عموماً، نضعهم وجهاً لوجه مع الطلاب ومع أهالي الطلاب، وأن الدولة ليس لها علاقة بذلك، الدولة "واقفة تتفرج"، وبالتالي من الذي يجب عليه أن يتنازل للآخر؟ أنه إما أن الطلاب والإمتحانات الرسمية يجب أن يذهبوا ضحية المطالبة المحقة للموظفين، أو أن الموظفين يجب أن يتنازلوا عن مطالبهم المحقة وعن حركتهم التصعيدية لمصلحة الطلاب وأهالي الطلاب. يعني إيصال الأمر إلى هذا الحد هو أمر سيء، وغير مسؤول. أنا في ذهني تعابير وصفات توصيف لهذا الوضع، لكن لا أريد أن أستخدمها الآن، لكن أنا أعتقد أن كل واحد يتأمل هذا الموضوع يستطيع أن يكتشف هذا الشيء. بالحد الأدنى هذا غير مسؤول وغير مقبول، أنه نحن الآن في الأيام الأخيرة هذه أمام جلسة مجلس النواب المقبلة وأمام المواعيد المحددة للإمتحانات الرسمية، "العالم هي بوجه بعض"، وأنت عندما تأتي كجهة من الجهات السياسية أو النيابية أو النقابية، أتكلم عن فريقنا أو طرفنا أنه أنت ماذا تعمل؟ يعني إما أن تقول للناس تحملوا الموظفين أو أن تقول للموظفين تنازلوا عن حقوقكم من أجل الطلاب، هذا موقف إنساني صعب وموقف أخلاقي صعب.

لكن من الذي أوصل الأمور إلى هذه المرحلة وإلى هذه اللحظة؟ هي الطبقة السياسية، من الذي يجب أن يعالج هذا الأمر خلال الأيام القليلة المقبلة؟ هي الطبقة السياسية، طبعاً التي لا يحاسبها الناس عادةً، ويفتشون عن البديل ليعتبروه مذنباً. هذه الطبقة السياسية اليوم كلها مسؤولة عن معالجة هذا الموقف خلال الأيام القليلة المقبلة، وعلاجه لا يحتاج إلى الكثير من الفلسفة، ولا يحتاج إلى خطب ولا برامج. الكتل النيابية مطلوب منها جميعاً ـ مع إحترامنا لمقام رئاسة الجمهورية، ولمسألة الشغور ـ لكن كل الكتل النيابية واجبها الأخلاقي وواجبها الإنساني وواجبها الوطني، وليس لأحد عذر على الإطلاق، يجب أن يتوجهوا إلى مجلس النواب ليحسموا هذه المسألة، في جلسة أو أكثر، الآن في جلسة واحدة يكون ذلك أحسن، لكن أن يحسموا هذا الأمر وينصفوا الموظفين وينقذوا الطلاب والإمتحانات الرسمية والعام الدراسي، هذه مسؤوليتهم، ومن يتخلف هو الذي يتحمل المسؤولية، وهذا إستحقاق وطني كبير اليوم. إذا كان هؤلاء المسؤولون أو الكتل النيابية أو السادة النواب لا يشعرون بألم هؤلاء جميعاً، وبحاجة هؤلاء وبحاجات هؤلاء وباضطرار هؤلاء، لكن ماذا نسمي ذلك؟ ماذا نسمي ذلك؟

هذه هي أول نقطة التي لا أريد أن أتكلم فيها أكثر من ذلك، أريد أن أؤكد وأدعو إلى معالجة هذا الأمر، وهذا الأمر ممكن ومتاح، يعني نحن لا نتكلم عن شيء مستحيل أو عن أمر مستحيل.

لذلك فيما يعني الجامعة اللبنانية، وأساتذة الجامعة اللبنانية، الآن نحن رأينا في هذين اليومين كأن هناك من يريد أن يضع أساتذة الجامعة مقابل طلاب الجامعة، ويصبح المشكل بين الأساتذة والطلاب، والذي لا يجوز أن يكون ضحية، لا الأساتذة ولا الطلاب ولا الجامعة. الدولة هي من تتحمل المسؤولية، وهنا مجلس الوزراء بالتحديد، هذا لا يحتاج مجلس نواب، هذا موضوع مجلس الوزراء يستطيع أن يعالجه، لماذا لا يعالجه، لماذا لا يحله، ما هي الإعتبارات؟ هي طائفية، هي حزبية، هي محاصصة، هي أي شيء، يجب أن يعالج هذا الأمر ويجب أن يتنازل وأن يضحي وأن يترفع الكل أيضاً لمعالجة هذا الأمر الحيوي والكبير والخطير.

الأمر الآخر في الشأن اللبناني، للأسف الشديد في الآونة الأخيرة، حُكي كثيراً عن موضوع اتهام فريقنا، وخصوصاً اتهام الثنائي الشيعي ـ بتعبيرهم ـ بالسعي للمثالثة.

الآن ليس جديداً هذا الاتهام، لكن وصل الأمر في الأيام والأسابيع الأخيرة، أنه هناك من يحاول أن يقول إننا نحن نريد الفراغ الرئاسي أو إننا نعطل الانتخابات الرئاسية لأننا نريد الوصول إلى المثالثة، يعني عادوا إلى موضوع المثالثة، الاتهام الذي مضى عليه عدة سنين، رغم أننا كلنا نفينا هذا الأمر، ليدخلوه في معركة إنتخاب الرئاسة وللضغط على هذا الفريق، على الثنائي الشيعي بالتحديد، أنه أنتم إذا لم تمشوا مثل ما نريد، إذا لم تخضعوا، إذا ما كذا... إذاً أنتم متهمون، تريدون أن تغيّروا النظام وتريدون أن تعملوا مثالثة وتريدون أن تنسفوا المناصفة وما شاكل، هذا الذي الآن من جديد يُشتغل عليه.

طبعاً، يوجد أيضاً تعليق هادئ ومختصر. يعني أنتم مصرون على هذا الاتهام، هذا الاتهام لا أساس له، وأنتم تدّعون وعليكم الدليل وعليكم البينة، أين دليلكم؟

اجلبوا واحداً من الثنائي الشيعي أو من الشيعة في لبنان،علمائهم، أساتذتهم، نخبهم، ناسهم، أي أحد قال نحن نريد مثالثة في لبنان، الآن وقبل وقبل وقبل.. تفضلوا اجلبوا دليلاً واحداً، شاهداً واحداً، حتى نعتذر منكم ونقول إن هذا الأخ مخطئ، هذا لم يحصل، لا أحد تكلم عن هذا الموضوع، لا أحد قارب هذا الموضوع، لا من قريب ولا من بعيد. بل أكثر من ذلك، أنتم تعرفون، وتكلمنا سابقاً وأنا أستطيع أن أدعي أنها لم تخطر في بالنا، الآن في الحد الأدنى أنا وأخواني الذين نتكلم مع بعضنا ونفكر مع بعضنا لم تخطر في بالنا قبل أن يتكلموا هم بها، حتى في البال لم يكن أحد في باله أو في أوهامه أو في خياله صيغة نظام قائمة على قاعدة المثالثة، أول من طرح ـ وأنا أعود وأؤكد على هذه النقطة حتى لا تنجر بعض المرجعيات الدينية خصوصاً والوطنية إلى هذا الخطأ في الفهم أو التقدير ـ أول من طرح هذا الأمر قبل سنوات ـ أي المثالثة ـ هم الفرنسيون: وفد فرنسي جاء إلى طهران وتكلم مع الايرانيين بفكرة أن اتفاق الطائف لم يعد قادراً، لم يعد مناسباً، تجاوزه الزمن في لبنان، ما رأيكم بأن نصيغ صيغة جديدة على قاعدة المثالثة؟ أصلاً الايرانيون لم يطرحوا هذا الموضوع ولم يفكروا به ولم يخطر ببالهم، إذا نحن لم يخطر ببالنا، والأخوة الايرانيون هم أجابوا من عند أنفسهم ومع ذلك سألونا وقلنا لهم هذا غير وارد على الإطلاق. نحن لا نفكر بهذا ولا نطلب هذا ولا نريد هذا. وهؤلاء الفرنسيون أصدقاؤكم، إذهبوا واسألوهم، وهذا موجود في محاضر الجلسات.

الآن إذا كان أحد مصراً أن يبقى يتهمنا بموضوع المثالثة "يصطفل"، لأنه نحن لا ننضغط بالاتهام، يعني أنا لا أقول ذلك لأننا مضغوطون، أبداً، أبداً، أبداً.. على مهلكم لتقتنعوا أن هذا ليس صحيحاً، إذا كان هناك أحد في لبنان "حابب هو أن يركّب وهم وأن يركّب مشروع" باعتقاده خطر ويريد أن يعمل معركة مع هذا الوهم ومع هذا المشروع الخطر "يصطفل"، يقاتل حتى يشبع، نحن خارج هذا الأمر ولا يعنينا هذا الأمر، لم نفكر فيه ولم نطالب به ولا نسعى إليه، وانتهينا وأيضاً نقطة على أول السطر.

حسناً، إذا كنتم تعتقدون أنه نحن كما تتهموننا أننا نسعى إلى فراغ رئاسي من أجل فرض المثالثة، حسناً، تريدون أن تقطعوا الطريق على المثالثة. تعالوا لننتخب وننهي الفراغ الرئاسي أو الشغور، تعالوا وتفضلوا، اقبلوا بالرئيس، بالشخصية القوية التي لها حيثية وطنية ومسيحية واتفضلوا الليلة، كلنا نناشد دولة رئيس مجلس النواب ونقيم جلسة وننتخب رئيساً، وبذلك تقطعون الطريق على المثالثة، نحن جاهزون. لكن من يمنع صاحب الحق من الحصول على حقه معروف في البلد.

من هنا أدخل على الاستحقاق الرئاسي أيضاً بكلمتين، لأقول إننا نحن ندعو إلى سعي جدي، إلى فعالية داخلية، طبعاً في 25 أيار أنا قلت إنه يوجد حوار بين التيار الوطني الحر وبين تيار المستقبل وما زلنا نترقب نتائج هذا الحوار، لكن نحن اليوم ندعو إلى أكثر من ذلك، إلى جهود متعددة الأطراف للوصول بهذا الاستحقاق إلى النهاية المطلوبة، جهود داخلية.

حسناً، تقولون إن البعض ـ نحن لسنا كذلك ـ ينتظر الخارج.

ـ أولاً، هذا الخارج ليس لديه وقت للبنان، " يعني ما حدا فاضيلنا" لا للرئاسة ولا لغير الرئاسة.

ـ ثانياً، هذا الخارج كل يوم يقولون لكم علناً وغير علناً نحن لا نريد أن نتدخل، لماذا تنتظرون الخارج؟

اسمحوا لي، باعتبار أننا نحن علاقتنا مميزة مع إيران مع الجمهورية الاسلامية في ايران، اسمحوا لي أن أقول لكم: لا تنتظروا العلاقات الإيرانية السعودية ولا المفاوضات الايرانية السعودية، لا تنتظروا. حتى عملياً يعني، أولاً، حتى الآن لا يوجد موعد. يعني للأناس الذين يعدّون الأيام والساعات أنه نحن اللبنانيين "مريّحين حالنا" ولا نبذل أي جهد و لا نقوم بأي تواصل ولا بأي مباحثات، "قاعدين منتظرين"، ماذا ننتظر؟ اللقاء الايراني السعودية والمفاوضات الايرانية السعودية.

ـ أولاً، حتى الآن لا يوجد موعد.

ـ ثانياً، ليس من المعلوم أنه سيحصل موعد قريب.

ـ ثالثاً، إذا حصل موعد والعالم التقت، غير معلوم حول ماذا سيتفاوضون.

ـ رابعاً، إذا حددوا حول ماذا سيتفاوضون، من قال إن الملف الرئاسي سيكون موضع تفاوض إيراني ـ سعودي.

ـ خامساً وسادساً، من آخر الخط والكل يعرف بالنسبة للجمهورية الاسلامية في إيران أنها لا تفرض شيئاً على حلفائها ولا على أصدقائها، لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق ولا في أي مكان، لأنها تحترم حلفاءها وأصدقاءها في كل مكان.

وبالتالي، أنا بكل صدق وإخلاص، كلبناني وكجزء من اللبنانيين الحريصين على أن لا يكون هناك شغور، أن ينجز هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن، أقول إنه تفضلوا، ليُعمل جهد داخلي حقيقي، يوجد قادة في البلد قادرون على أن يتخذوا مبادرات، ونحن اللبنانيين ننجز استحقاقنا، حسناً حتى الذين ينتظرون السعودية، السعوديون يقولون في العلن في الحد الأدنى إنه نحن لا نريد أن نتدخل، دعونا نأخذ على العلن في الحد الأدنى، لا أحد يريد أن يتدخل، لا أحد يريد أن يقوم بمسعى، لا إقليمياً ولا دولياً، وكل الدول التي كانت تساعد في الماضي الآن مشغولة، بدءاً من سورية إلى آخر دولة في العالم.

أنا أدعو هنا إلى الجهد الداخلي لإنجاز هذا الاستحقاق.

النقطة الأخيرة في الشأن اللبناني، هي الدعوات المتكررة من قبل اللبنانيين، أيضاً القيادات اللبنانية، وهذه هي رغبة الشعب اللبناني، الجديد أنه يبدو أن هناك إجماعاً دولياً وإقليمياً على أن يكون لبنان هادىئاً ومستقراً وآمناً.

الحمد لله رب العالمين، واقعاً هذه نعمة، بأن يكون العالم كله في هذه المرحلة يريد هذا الأمر، انه نحن نريد للبنان الأمن والاستقرار والسلام والهدوء.

حسناً، هذا أيضاً يحتاج إلى تعاون اللبنانيين، هذا لا يكفي فيه التمنيات الدولية والإقليمية ولا الإرادة الدولية والإقليمية. طبعاً الارادة الدولية والإقليمية مهمة ومؤثرة، لأنه باستطاعة أي أحد أن يشغّل مخابراته في لبنان، يشغّل جماعات تتصل به، يموّلها، يحرّكها، يحرضها كي تخرّب الوضع الأمني. هذا ممكن، لكن يتوقف بالدرجة الأولى على ارادة اللبنانيين أنفسهم، وهذا أيضاً ما أدعو له اليوم، وأؤكد من جهتنا نحن، رغم كل ما يجري في المنطقة وكل ما يجري من حولنا، نحن حريصون جداً على الأمن والسلم والهدوء والاستقرار، وأن هذه الأيام وهذه الأسابيع وهذه الشهور، واذا فينا كل السنوات، أن تمر بسلامة وعافية على لبنان وعلى الشعب اللبناني، وبما للأمن والسلم والاستقرار من بركات وآثار سياسية ونفسية واقتصادية واجتماعية ووو، هي مسؤوليتنا جميعاً أن نعمل على تعزيز هذا السلم وهذا الاستقرار، إنجاح الخطط الامنية، تواصل، تعاون في أي مستوى من المستويات.

الأمن والاستقرار لا يحتاج إلى حل سياسي جذري. طبعاً إذا وصلنا إلى حل سياسي جذري لكل القضايا العالقة بين القوى السياسية في لبنان (أمر جيد)، لكنه لا يحتاج الى هذا، يحتاج إلى إرادة في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في لبنان.

ومن أهم العوامل التي هي من مؤشرات الحد الادنى، هو مثل ما هو موجود بالبلد منذ عدة اشهر، هو هدوء الخطاب السياسي، يعني عندما يقف التحريض، وخصوصاً التحريض الذي له طابع طائفي، الذي لديه طابع مذهبي، هذا يوثر بشكل كبير جداً على تحقيق السلم والأمن والاستقرار في هذا البلد. طبعاً وإن كان يوجد جهات سياسية ووسائل اعلام، هي تتجاهل هذه الحقائق وتعتدي وتهاجم وتتهم وتكذب وتنشر معلومات كاذبة فيما يعنينا ويعني غيرنا، ولكن مع ذلك هذا لا يغيّر شيئاً من الوقائع، المهم انكفاء وتراجع الخطاب الطائفي والمذهبي، هو من أهم العوامل المساعدة والمؤثرة على حفظ الاستقرار والهدوء والعافية والسلامة العامة في لبنان، وهذا ما يجب أن نحرص عليه جميعاً.

في الشأن السوري كلمتان:

أهم حدث حصل في الآونة الأخيرة هو حدث الانتخابات الرئاسية في سورية، وهذا الإقبال الشعبي الجماهيري الكبير والذي يعتبر بحق انجازاً تاريخياً وانتصاراً عظيماً لسورية وشعبها وقيادتها.

فيما مضى والغرب وعدد من الدول الاقليمية بذلوا كل ما يستطيعون، فعلوا كل شيء من أجل منع حصول انتخابات رئاسية في سورية، يبدأ من التهديد، من البدايات هددوا بأنه إذا قامت سورية بانتخابات رئاسية وتحدد موعد وذهب الناس إلى الانتخابات فإن المجتمع الدولي سيفعل كذا وكذا وكذا.

طبعا الآن لا يمكنهم أن يتحدثوا باسم المجتمع الدولي، عندما يكون هناك دول بمستوى روسيا، دول بمستوى الصين والبرازيل وجنوب افريقيا ودول البريكس، هي خارج هذا المشروع، عندها لا يمكنهم أن يتحدثوا أن هذه هي إرادة المجتمع الدولي أو هذه هي الإرادة الدولية. الأميركيون والغرب وحلفاؤهم الإقليميون هددوا وتوعدوا بأنه إذا حصل انتخابات سوف نقوم ونفعل، ويمكنكم الرجوع إلى سيل التهديدات الذي أُطلق، لكن في الحقيقة هذه التهديدات، وهذه الضغوط أيضاً، وأنا أعرف ضغوطاً تمت ممارستها على القيادة السورية لعدم اجراء انتخابات وتم توسيط أصدقاء لسورية أيضاً لنقل رسائل أو تمنيات من هذا النوع، ولكن الموقف السوري كان حاسما في مبدأ إجراء الانتخابات في الموعد المحدد.

ثانياً، الضغط الذي صار حتى على الشعب السوري، أو في نفس الانتخابات حين أتوا مسبقاً واعتبروها مهزلة ومسخرة وليس لديها قيمة وفاقدة للشرعية ووو، ولا تعذّبوا أنفسكم بان تقوموا بانتخابات، ولن نعترف بها وهذا مصادرة، حسنا لتتمهل قليلا أنت، هذا الشعب السوري، هل سوف يأتي إلى صناديق الاقتراع أو لن يأتي؟ سوف يكون هناك إقبال أو سوف يكون هناك مقاطعة؟ في النهاية كل الذين رفضوا الانتخابات الرئاسية في سورية ووصفوها قبل اجرائها وقبل أن تبدو معالمها وملامحها، وصفوها بأنها مهزلة ومسخرة وبأنها غير شرعية وأنها لا تعبّر عن الإرادة الشعبية، يعني هم يصادرون إرادة الشعب السوري، هم يصادرون الوقائع، وهم يفترضون وقائع غير موجودة.

حسناً، أتوا للضغط على الشعب السوري نفسه في كل مكان، في داخل سورية وفي خارجها.

في الخارج كلنا يعرف أن عدداً كبيراً من الدول منعت السوريين من أن يقترعوا ومن أن ينتخبوا، وهذه الدول تدعي أنها تريد الديمقراطية وتريد للناس أن يعبّروا عن آرائهم.

حسناً، لو سمحتم للسفارات السورية في العالم بأن تفتح أبوابها، حينها سوف يظهر السوريون المغتربون أو الموجودون في الخارج، هل سيقاطعون؟ حينها سوف يظهر أن هذا النظام لا يمتلك شعبية، حسناً، لماذا لم تسمحوا، حتى هذه كانت فرصة للمعارضة، إذا كنا نريد أن نتكلم بالسلمية السياسية، كان يوجد فرصة أن تُفتح صناديق الاقتراع في كل السفارات السورية في العالم، ويظهر حينها أن السوريين يقاطعون الانتخابات، لكن لم يسمحوا لهذه الفرصة، لأن لديهم معطيات ومعلومات أعود إليها لاحقا، معطياتهم ومعلوماتهم بأن السوريين سيأتون في كل مكان يفتح فيه صندوق انتخاب وسيشاركون بكثافة، هذه معلومات المخابرات العالمية كلها، ولذلك هم كانوا يعملون لمنع هذا الاستحقاق. لو كان حقيقة لا يوجد شعبية ولا احتضان للانتخابات الرئاسية والناس لن تلبي، ما كان يفترض أن يقلقوا منها إلى هذا الحد، ولا أن يحاربوها هكذا ولا أن يعملوا على تعطيلها إلى هذا الحد، وصولاً إلى إصدار فتاوى التكفير في حق من يذهب وينتخب، حتى لو كان لا ينتخب الرئيس بشار الاسد، هذا كافر مرتد ومباح الدم، وصولاً إلى عشية الانتخابات التهديد بتحويل كل المناطق إلى ساحات دم، وصولاً إلى ما هو أسوأ من ذلك وهو طبعا دليل ضعف، بأنه ظهر بما يسمى رئيس الائتلاف السوري المعارض، ليوجه خطاباً إلى الشعب السوري ويقول لهم: الزموا بيوتكم غداً لأن معلوماتنا كمعارضة سورية "شوفوا العظمة" معلوماتنا أن النظام سوف يرسل غداً سيارات مفخخة على مراكز الاقتراع، فحرصاً على سلامتكم ابقوا في بيوتكم. أليس هذا الكلام مضحكاً ؟ أليس هذا دليل فشل؟ أليس هذا دليل هزال؟

أي أنه بدل أن يقول لهم: لا تذهبوا إلى الانتخابات لأن هذه الانتخابات كذا وكذا وكذا، لا، ذهب ليهددهم بحياتهم وأرواحهم، ثم ينسب ذلك ويقول: النظام يريد أن يرسل سيارات مفخخة على مراكز الاقتراع. لا يوجد أسخف من هذا، لا في حرب نفسية ولا في حرب سياسية.

طبعا هذا النظام من مصلحته أن يأتي الناس إلى مراكز الاقتراع، ومن مصلحته هو أن يأتي الناس ليقفوا في الطوابير، ومن مصلحته أن يكون هناك انتخابات شعبية وجماهيرية عارمة، هو الذي تتهمه أنه يرسل سيارات مفخخة، يعني من يتكلم مع من؟

حسنا، حصلت الانتخابات رغم كل هذه الموانع والعوائق والجهود، والتهديدات وفتاوى التكفير والضغوط، ورأينا ما حصل في الانتخابات، ليس أن الامر حصل في قاعة مغلقة، حتى نأتي ونقدم معلومات عنه، فكل الناس رأوا، هنا من يريد أن يكابر فهذا شأنه، الذي يقول إن هذا مهزلة فهذا شأنه، في النهاية أريد أن أقول إن توصيف الواقع بغير الواقع لا يبدّل هذا الواقع.

هناك مشهد كل الناس شاهدوه بدءاً من لبنان، مشهد أمام السفارة السورية في اليوم الأول وأيضاً في اليوم الثاني، وخصوصا في اليوم الأول، فاجأ الجميع نعم، أنا احب أن اقول لكم بصراحة، لم يفاجئ فقط قوى 14 آذار. أصدقاء سوريا فوجئوا في لبنان، نحن تفاجأنا.

طبعا التخفيف من الموضوع ان هناك جهات حزبية، وحزب الله ضغط على الناس وحكى مع الناس وعمل (دعم) لوجستي وعمل نقليات، هذا كله غير صحيح .

لم يحصل شيء من هذا. السوريون هم بأنفسهم جاؤوا من كل المناطق من كل المحافظات، ذهبوا إلى السفارة وانتخبوا، لا أحد حكى معهم ولا ضغط عليهم ولا "لوجستية" ولا ماكينة انتخابية. وكم هو العقل الذي يواجهك أصلا يدعك تزداد قناعة بصوابية موقفك وقوتك وتفاؤلك بالمستقبل لما ترى الطرف الثاني يلجأ إلى الأكاذيب والأكاذيب والأكاذيب كدليل أنه مفلس "ما عنده شيء"، وهذا ما صدر عنهم، فضلاً عن أن يقول البعض إن الذين انتخبوا في السفارة السورية هم عناصر من حزب الله. عال، اليوم الداخلية بإيدكم، الدولة ووزاراتها الأساسية معكم، وهذه الأفلام مصوّرة، بيّنوا لنا من هم عناصر حزب الله الذين انتخبوا في السفارة السورية، هذا سخف.

على كلٍّ، شاهدنا في لبنان وفي العديد من العواصم في العالم، والأهم ما جرى في داخل سوريا، هذا الحشد الكبير الذي لا يستطيع أن يتنكر له أحد. ممكن لأحد أن يناقش بالنسبة المئوية، يقول أكثر أقل، لكن لا يستطيع أحد أن يناقش بأن الملايين نزلت في مختلف المحافظات ومختلف المدن ـ إلا الخارجة عن سيطرة الدولة ـ ووقفوا في صفوف طويلة ولساعات طويلة وانتخبوا، فهذا لا يمكن لأحد أن يتنكر له. حصلت هذه الانتخابات، طبعاً سمعنا بعد ذلك ردود أفعال . هذا يقول الانتخابات صفر، هذا صفرك إنت، لكن من يقول هذه الانتخابات صفر؟

هذه انتخابات ملايين، أو في أناس أصدروا بيانات، وأنا قلت لأحد الإخوان أنا تصورت أن شخصاً أتى بقاموس الشتائم وأخذ ينقل منه. هذا ليس بياناً سياسياً. يعني ما في شتيمة إلا ووضعها في البيان، هذا ليس بياناً سياسياً، ولكن على كل حال هذا يعبر عن الفشل والإحساس بالهزيمة والخيبة، وهم كانوا يتوقعون أن تبقى الصنايق خالية، ولا أحد يذهب إلى السفارة، ولا في أي مكان في العالم، وحتى داخل سوريا، أن تحصل مقاطعة شعبية واسعة للانتخابات، وهم كانوا ينتظرون يوم فضيحة النظام ، فانقلب السحر على الساحر وكانت الانتخابات.

عمليا ما هي النتائج السياسية التي ثبّتها الشعب السوري بهذه الانتخابات، ومن خلال هذه المشاركة الكثيفة بالانتخابات؟

سأختصرها لأختم في الشأن السوري، ولا أريد أن أتكلم أكثر من الانتخابات:

أولاً: وحدة سوريا. لكل الذين كانوا يخططون لتقسيم وحدة سوريا على أساس طائفي أو على أساس مذهبي أو على أساس عرقي، جاءت هذه الانتخابات لتثبت أن سوريا واحدة وستبقى واحدة.

ثانياً: بقاء الدولة، انه لا.. هناك دولة، وهذه الدولة متماسكة وقادرة أن تدير انتخابات في الداخل والخارج، وقادرة أن تستوعب ناخبين بالملايين، في الوقت الذي شاهدنا المشاريع بأكثر من بلد كانت تستهدف نسف بنية الدولة ومؤسسات الدولة. في أكثر من بلد هذا حصل.

ثالثاً: أكد إرادة الصمود عند السوريين، والحضور في صنع المستقبل السياسي. عدم الياس وعدم الاحباط وعدم التخلي عن مستقبلهم لتصنعه دول العالم"من تسمي نفسها بأصدقاء سوريا".

السوريون بالانتخابات قالوا: نحن من يصنع مستقبل سوريا. لا أميركا ولا جنيف واحد ولا جنيف 2 ولا أي عاصمة في العالم، لا دولية ولا إقليمية .

السوريون هم الذين يصنعون مستقبلهم ويقومون ببناء دولتهم وبناء وطنهم وبناء نظامهم السياسي أو إصلاح نظامهم السياسي وما شاكل.

رابعاً: قالت الملايين إن المعركة ليست بين النظام وبين الشعب، كما قلتم خلال كل السنوات الماضية من خلال إعلامكم . المعركة ليست بين النظام وبين الشعب ، لو كانت المعركة بين النظام وبين الشعب لوجدنا فقط بضعة مئات أو آلاف تتوجه إلى صناديق الاقتراع. عندما يتوجه الملايين يعني بالحد الأدنى أن هذا النظام وهذه القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جداً عبّرت عن نفسها من خلال المشاركة في الانتخابات.

وهذه مقولة إن المعركة مع النظام، مع الشعب، وإذا أخذ أحد موقفاً سياسياً إلى جانب النظام، أو أكثر من موقف سياسي مثلما نفعل نحن، لا أحد يقدر أن يقول له أنت تقاتل الشعب السوري دفاعاً عن النظام السوري، وإنما أنت تقاتل دفاعاً وإلى جانب ومع هذه الملايين التي نزلت في يوم الانتخابات وانتخبت، ولا أحد يقدر أن ينزع عنها الصفة. "بيقدروا بلبنان" أن ينزعوا عن المواطن السوري صفة نازح، ولكن لا يقدروا أن ينزعوا عنه صفة مواطن سوري يحق له أن ينتخب وأن يختار، لا يقدرون، لا أميركا ولا الغرب ولا دول الإقليم ولا أحد يقدر، السوريين قدموا هذه الرسالة ..

خامساً: إن الحرب العسكرية والتدميرية على سوريا قد فشلت ، الانتخابات هي إعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب.

سادساً: وهي النتيجة، الثمرة الكبيرة التي تترتب على هذه الانتخابات، هي التالية:

الآن الذين يريدون أن يحكوا بالحل السياسي أو يريدون من يساعدهم على الحل السياسي، أنا أقول لهم: الذي يريد أن يتوصل لحل سياسي في سوريا لا يستطيع أن يتجاهل الانتخابات الرئاسية التي حصلت. وهذه الانتخابات التي انتخبت الدكتور بشار الاسد رئيساً لولاية رئاسية جديدة في سوريا ماذا تقول بالسياسة؟

الوقائع والمنطق يقولان إنه غير صحيح أن الحل يستند إلى جنيف1 ولا إلى جنيف2 ، غير صحيح أن الحل يستند إلى صيغة (مثلما يقولون في المعارضة) استقالة الرئيس بشار الأسد وتسليمه السلطة. بعدما اعاد الشعب انتخابه هذا لا يصح، أو كما كما يقول بعض الذين يسمّون أنفسهم معتدلين في المعارضة انه يجب إجراء مفاوضات تُفضي إلى استقالة الرئيس بشار الاسد.

"لا بعد فيكم تضعوا شرط مسبق انه مسبقا يستقيل الرئيس ولا فيكم ان تضعوا شرط ان المفاوضات او الحل السياسي يفضي الى استقالة الرئيس". الانتخابات هذه تقول لكل المعارضة وللدول العالمية والإقليمية وللمعارضة السورية التي هي الجزء الوطني منها ـ التكفيريون خارج الحساب ـ تقول لهؤلاء جميعاً: الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الأسد. هذه الانتخابات تقول هكذا.

هناك رئيس منتخب لولاية جديدة عمرها سبع سنوات، انتخبته الملايين، والذي يريد أن يتوصل إلى حل سياسي يجب أن يحكي معه وأن يتفاوض معه ويتناقش معه ويصل إلى حل معه . الآن ما هو الحل وكيف يكون؟ هذا شأن السوريين، نحن كأصدقاء ونعتبر أنفسنا جزءاً من هذه المعركة، يمكن أن نقدّم أفكاراً واقتراحات بعيدة عن الإعلام، كما أن كل الأصدقاء الحريصين على سوريا يمكن يساعدوا ، لكن في نهاية المطاف الحل هو شأن سوري وقرار سوري وهو إرادة سورية ..

هذه الوقائع تؤدي الى هذه النتيجة: الحل السياسي الآن يقوم على دعامتين، يعني على شرطين على مقدمتين أساسيتين:

المقدمة الأولى: هي الأخذ بنتائج الانتخابات والتعاطي مع أن الحل السياسي طرفه الرئيس بشار الأسد .

وثانياً: وقف دعم الجماعات التكفيرية في سوريا، بما يساعد على وقف الحرب والقتال في سوريا.

واسمحوا لي أن أقول أيضاً: لا يكفي أن تقوم بعض الدول الإقليمية أو بعض الدول العالمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب، لا يكفي بأننا وضعنا على لائحة الارهاب داعش والنصرة.. هذا لا يكفي، لأنه يوجد دول في المنطقة، في الاقليم، قد تضع بعض هذه الجماعات على لائحة الارهاب ولكنها ما زالت تقدم لها الدعم المالي، والتسليحي، واللوجستي..

من يريد الحل السياسي في سوريا يجب أن يوقف هذا الدعم لتقف هذه الحرب. ونحن منذ الساعات الأولى للأحداث في سوريا، نحن من دعاة الحل السياسي، ونؤمن بالحل السياسي، ونناشد الجميع العمل على الحل السياسي، ونناشد كل الجماعات المقاتلة الآن في سوريا مجدداً كما حصل في مدينة حمص، وكما حصل في أماكن أخرى، أقول لهم بصراحة ومن خلال الوقائع والمعطيات الميدانية والوطنية في سوريا، والإقليمية والدولية وقراءة كاملة تأخذ جميع العناصر والعوامل بعين الاعتبار: لا أفق لقتالكم، لا أفق لهذا القتال سوى المزيد من تدمير بلدكم، وسوى المزيد من سفك الدماء.

الجميع يجب أن يسلّم وأن يعتقد وأن يعترف بأن لا أفق للحرب العسكرية في سوريا، لن تؤدي إلى احتلال سوريا، ولا إلى سيطرة الآخرين عليها، وأن الحفاظ على ما تبقى ومن تبقى في سوريا، من أهلها الطيبين، من شعبها المقاوم، والرافض للاستسلام، من عمرانها وبنائها وحقولها وزراعتها وصناعتها واستعادة عافيتها، يتوقف بأن يذهب الجميع إلى المصالحة وإلى الحوار وإلى البحث عن مخارج سياسية ووقف نزف الدم والقتال المتواصل والذي في الجقيقة لم يعد يخدم أي أهداف سورية وطنية داخلية. أبداً، لم يعد يخدم أي أهداف سورية وطنية داخلية.

في هذه المناسبة، من واجبنا أن نبارك للشعب السوري. نحن في طبيعة الحال، اللبنانيون مختلفون، كل فئة لديها نظرة مختلفة للانتخابات. نحن نتكلم عن نظرتنا، وبناءً على نظرتنا وتقييمنا، نبارك للشعب السوري هذا الانجاز السياسي المصيري، وللرئيس الاسد هذه الثقة المتجددة بقيادته لسوريا مجدداً نحو السلام والبناء والوحدة الوطنية والموقع القومي المتميز، ونسأل الله تعالى أن يوفّق السوريين جميعاً، بأن يتلاقوا وأن يتصالحوا، ويتسالموا ويتعايشوا ويعملوا سوياً على إقرار إصلاحات، أو تنفيذ إصلاحات تم إقرارها، وإعادة بناء سوريا من جديد، وإعادة سوريا إلى موقعها الإقليمي والقومي المتميز حاضراً وماضياً، والذي يجب أن يبقى متميز مستقبلاً.

وأقول للبنانيين ـ الذين طبعاً يقلقهم شيء من هذا في سوريا ـ أقول لهم كما قلت في مناسبات ماضية، لأننا نحن أمام انتصار جديد، هذه الانتخابات هي ثمرة ثمار الانتصارات العسكرية ودماء الشهداء والتضحيات.. أقول لهم أمام هذا الانتصار الجديد: لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا، لا تقلقوا إذا لم تهزم، اذا لم تقسّم.. بل اقلقوا إذا قُسّمت، إذا هُزمت، إذا سيطرت عليها تلك الجماعات المسلحة، يجب أن تقلقوا، لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا وإذا تعافت سوريا، فإن انتصارها وعافيتها ستكون بركاته عليها، على لبنان، وعلى كل المنطقة.

أعود إلى مولانا سماحة الشيخ، لأعاهد روحه الطاهرة وأقول له، لأخينا الكبير، والعزيز والحبيب، والقدوة، والأسوة، والنموذج، لسماحة العلامة الشيخ مصطفى قصير: نحن إخوانك يا أخي سنواصل دربك وطريقك، سنكون الأمناء إن شاء الله على إنجازاتك، على جهودك، على مؤسستك، على تضحياتك.

سنواصل هذا الطريق ونحمل نفس الفكر الذي كنت تحمله، نضحي من أجل نفس الأهداف التي عشت من أجلها، وشابت لحيتك من أجلها، ومرض جسدك من أجلها، وتعبت وسهرت من أجلها، حتى يختم الله سبحانه وتعالى لنا بالعاقبة الحسنة كما ختم لك.

رحم الله فقيدنا الغالي الكبير والعزيز، رحم الله أباه العلامة الشيخ أحمد قصير (رضوان الله عليه) وأرحامه وأقاربه وأموات الحاضرين وجميع الشهداء وإلى أرواحهم مجدداً ثواب الفاتحة مع الصلوات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.