المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 21 حزيران/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا16/من01حتى04/بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبَادَة

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم/ثمة الكثير من اللامبالاة أمام الآلام. لابد من معالجة هذه اللامبالاة بأعمال محبة ملموسة.

*عناوين أهم وآخر الأخبار وجولة أفق في عمق الحدث العراقي مع الإعلامي المخضرم الصحافي خيرالله خيرالله

*من تلفزيون المر/مقابلة مع الإعلامي المخضرم الصحافي خيرالله خيرالله/20 حزيران/14

*بالصوت/مقابلة مع الإعلامي المخضرم الصحافي خيرالله خيرالله من تلفزيون المر/قراءة للياس بجاني في تفجير ضهر البيدر وعناوين أهم وآخر الأخبار اللبنانية/20 حزيران/14

*العراق في ظلّ الثورة السنّية/بقلم خيرالله خيرالله/موقع إيلاف/20 حزيران/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*هل حزب الله وراء تفجير ضهر البيدر عقب تهديد عون للحريري/الياس بجاني

*الإعلامية اللبنانية اللاجئة في إسرائيل، جولي أبو عراج تنفي ما نسبته لها جريدة النهار عن مخطط لإغتيال اللواء عباس إبراهيم/الأراضي المقدسة/20 حزيران/14

*اميل رحمة والياس بوصعب وغيرهما كثر فشلوا في تسخيف تهديد عون للحريري/الياس بجاني

*مانشيت جريدة الجمهورية: لبنان في مرمى الإرهاب مجدداً ولقاء الحريري - جنبلاط يخرق المشهد الأمني

*حزب الله» والحسابات الخاطئة/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*شهيد و34 جريحا في انفجار ضهر البيدر وتضرر 7 سيارات

*قوى الامن نعت شهيدها المؤهل اول محمود جمال الدين والتشييع غدا في سعدنايل

*صقر من موقع الانفجار: زنة العبوة 20 كلغ وننتظر التحقيقات

*السفارة الفرنسية طلبت من رعاياها اقتصار تحركاتهم في لبنان على الضروري

*الحريري دعا اللبنانيين الى اعلى درجات التنبه والحذر: لالتزام حدود الوعي والتضامن الوطني في وجه ما يحاك من مخططات خبيثة

*صقر أمر بفتح طريق ضهر البيدر الدولية وكلف أيوب إجراء فحص الحمض النووي لاشلاء الانتحاري

*إلغاء جنّاز نبيل العلم في جبيل بعد توتّر

*قرار بلدية عبرا سابقة "ذمّية" ظاهره إكراهي وخلفيته "حسن الجوار"

*سلام ترأس اجتماعا أمنيا: ما جرى اليوم يجب أن يشكل حافزا للجميع للتكاتف وتفعيل عمل المؤسسات لتحصين الوطن

*المشنوق: ما حصل اليوم إختراق خطير وحلقة في الحرب المفتوحة على الإرهاب ونعيش أوقاتا صعبة في ظل ما يحصل في سوريا والعراق

*قهجوجي لدى مغادرته السراي:الوضع الأمني ممسوك والتدابير مستمرة

*الشيخ قبلان: محاولة اغتيال ابراهيم تحمل دلالات خطيرة

*السفير الايراني الجديد زار بري: نعول على دوره الرائد في كل ما يخدم مصلحة لبنان العليا

*آل قرعة: حافظنا على جذورنا واللواء أول المتمسكين بانتمائه

*شيخ العقل: المشهد الأمني المحموم يستدعي تفعيل عمل المؤسسات الدستورية

*الكتائب: قرار رئيس بلدية عبرا اساءة الى المسلمين قبل المسيحيين

*ريفي تفقد محكمة جبيل: تحصين الوضع يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية

*سليمان عرض وهولاند التطورات

*سليمان: على الجميع الالتفاف حول المؤسسة الامنية

*الاحرار: نرفض إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية

*دو فريج: معلومات عن محاولات اغتيال ستطال 14 آذار وبري

*مجدلاني: فريق 8 آذار يعطل الاستحقاق الرئاسي

*حرب من معراب: نؤيد المطارنة بتحميل من يعطل الانتخابات مسؤولية مخالفة الدستور

*الوطني الحر: نأسف لارتباط الوجود السياسي للبعض بانقسام اللبنانيين

*الحجيري: اصرار على تصنيف عرسال إرهابية

*انفجـار ضهر البيدر قد يصيب "الخاصـرة" السياحيـة "الرخوة"

*غبريل: نرفض أي ضريبة جديدة أو زيادة أخرى لتغطية السلسلة

*التفجيرات الارهابية تستبيح لبنان مجدداً وتكشف أمنـــه

*الارهاب يتسلل عبر الفشل السياسي وعقــم المعالجــات

*لقاء الحريري جنبلاط يتزامن مع القمة السعودية - المصرية

*الراي": دوامة تطيير نصاب "السلسلة" لن تقف عند حدود

*مسيحيو عبرا مدعوون لمراعاة صيام المسلمين بسبب المفتي نصار/فـادي ثلـج/لبنان الآن

*العراق في ظلّ الثورة السنّية/خيرالله خيرالله/ايلاف

*لبنان: لم يحن وقت الزيارة/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

*عائلتا خوند وعيراني... «حرمونا» منك يا أبي/ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

*أوباما وخيبة أمل طهران/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

*على واشنطن ألا تتعاون مع إيران بشأن العراق/مايكل دوران وماكس بوت/الشرق الأوسط

*هواجس إلحاق لبنان بالمشهد العراقي - السوري؟ عوامل منع الاستباحة الأمنية لا تزال راجحة/روزانا بومنصف/النهار

*داعش التخطيط أميركي والتنفيذ إيراني/ مهى عون/السياسة

*فشل المالكي في صون وحدة العراق ينهي حلم الإمبراطورية الإيرانية/سليم نصار/الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا16/من01حتى04/بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبَادَة

"قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «كَلَّمْتُكُم بِهذَا لِئَلاَّ تَعْثُرُوا. سَيَفْصِلُونَكُم مِنَ المَجَامِع. بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ يَظُنُّ فِيهَا كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبَادَة. وسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُم، لأَنَّهُم مَا عَرَفُوا الآب، ولا عَرَفُونِي. لكِنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، حَتَّى إِذَا حَانَتِ السَّاعَةُ تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُم. ولَمْ أَقُلْ لَكُم هذَا مُنْذُ البَدْءِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُم."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

ثمة الكثير من اللامبالاة أمام الآلام. لابد من معالجة هذه اللامبالاة بأعمال محبة ملموسة.

 

عناوين أهم وآخر الأخبار وجولة أفق في عمق الحدث العراقي مع الإعلامي المخضرم الصحافي خيرالله خيرالله
من تلفزيون المر/مقابلة مع الإعلامي المخضرم الصحافي خيرالله خيرالله/20 حزيران/14
بالصوت//مقابلة مع الإعلامي المخضرم الصحافي خيرالله خيرالله من تلفزيون المر/قراءة للياس بجاني في تفجير ضهر البيدر وعناوين أهم وآخر الأخبار اللبنانية/20 حزيران/14
العراق في ظلّ الثورة السنّية/بقلم خيرالله خيرالله/موقع إيلاف/20 حزيران/14

نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

هل حزب الله وراء تفجير ضهر البيدر عقب تهديد عون للحريري!!

الياس بجاني/20 حزيران/14/من يتابع إعلام حزب الله التهويلي ومسلسل تهديدات صنوجه والطبول لا بد وأن يشير بالأصبع إلى مسؤولية الحزب الإلهي عن تفجير ضهر البيدر الذي وقع قبل قليل وأدى إلى مقتل عنصر أمني وقيل أنه كان يستهدف موكب اللواء عباس إبراهيم. يشار هنا إلى أن الحزب كان وراء معظم التفجيرات التي طاولت دويلته في الضاحية الجنوبية لتخويف بيئته ومنع أي انتفاضات داخلها بنتيجة الخسائر البشرية الموجعة التي تطاول شباب هذه البيئة المأخوذة رهينة في حرب سوريا. بالمنطق والعقل والتحليل يأتي تفجير ضهر البيدر عقب تهديد عون للحريري في حال لم يؤيده للرئاسة.

السؤال هو: هل بدأ حزب الله عملياته الإرهابية لإجبار 14 آذار الموافقة على انتخاب رئيس للجمهورية يختاره هو ويكون ألعوبة ودمية بين يديه؟

الجواب: هذا احتمال كبير جداً وليس مستبعدا أن ترى الساحة اللبنانية موجة اغتيالات جديدة يقوم بها حزب الله في سياق إرهابه المستمر.

 

الإعلامية اللبنانية اللاجئة في إسرائيل، جولي أبو عراج تنفي ما نسبته لها جريدة النهار عن مخطط لإغتيال اللواء عباس إبراهيم/الأراضي المقدسة/20 حزيران/14
 
بيان توضيحي صادر عن الإعلامية اللبنانية اللاجئة في إسرائيل جولي جولي ابو عراج التي نسبت لها جريدة النهار أمس التقرير الذي قيل انه مسرب من الموساد الإسرائيلي عن مخطط لإغتيال المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم/اضغط هنا لقراءة البيان

البيان التوضيحي

تفاجأت صباح اليوم، بخبر نشر على كافة مواقع الأخبار اللبنانية، تنسب إلي الكشف عن وثيقة تتعلق بمخطط اغتيال اللواء عباس ابراهيم استنادا الى وثيقة حصلت عليها من ( الموساد الاسرائيلي) كما يزعمون.

بادئ ذي بدء، انكر هذا الخبر جملةً وتفصيلاً، متسائلةً عن مصدر هذه الأخبار الكاذبة، لا سيما وأني لم أقم بأي تصريح، أو نشر أي تقرير حول هذا الموضوع، و لا علم لدي حول هذه الوثيقة ومضمونها البتة..  لتطرح علامات استفهام حول علاقة نشر النبأ صباح اليوم وقبل ساعات من محاولة استهداف اللواء عباس.

ليتبين لاحقا أن كاتب هذا الخبر هو الصحافي عباس صالح من جريدة النهار، الذي رفض الرد علي بعد محاولات الاتصال به عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، لمعرفة مصدر هذا الخبر، وما دوافع زج اسمي به. ما يثير علامات استفهام حول نية هذا الرجل والخلفيات التي حدت به الى نشر هكذا نبأ مستخدماً أسماء الناس بشكل عشوائي.  وهنا، اتحدى السيد صالح بابراز دليل واحد يثبت صحة مضمون مقاله وأين قمت بكشف هذه المعلومات.

هذا الخبر ما هو دليل على سذاجة الإعلام اللبناني، في نشر الأخبار الكاذبة والوقوع في أفخاخ واهية، ونشرها دون التأكد من صحة فحواها .. واللافت أنه ينسب إلى أحد أفراد الجالية اللبنانية في إسرائيل، وكأن الفاعل يريد ايصال رسالة سلبية متستراً خلف سطور  كاذبة، ليحاولوا اللعب على معزوفة العلاقة مع ( الموساد) تطبيقاً : ينظُرُ إلى الآخرينَ من المِنظار ذاتِهِ الذي ينظُرُ فيه إلى نفسِهِ .

وهنا لا بد أن الفت نظر كاتب النص الأساس  وغيره من الإعلاميين اللبنانيين، انه رغم وجودي في دولة إسرائيل،  فإني أبقى لبنانية، ليس في الأصل وحسب بل حاضراً ومستقبلاً حتى الرمق الاخير

لينتبه اللبناني من إعلامه وأخباره،  فما ورد اليوم ما هو الا شائعة تتخفى وراءها مضامين لا تعرف نواياها، وها هي تعكس  حقيقة أن بعض الأقلام الصحافية في لبنان،  باتت أداةً لمصادر تمرر أجندات ورسائل مستفيدة من بعض اللاهثين وراء سبق صحفي.

القلم الحر، هو ذلك اللاهث وراء الحقيقة ... وما أحوج الوطن إلى مثل هذه الأقلام  خصوصاً في هذه الأوقات الحرجة من تاريخه.

*المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 

اميل رحمة والياس بوصعب وغيرهما كثر فشلوا في تسخيف تهديد عون للحريري

الياس بجاني/20 حزيران/14/هم بالتأكيد اغبياء وجهلة ولا يحترمون لا أنفسهم ولا عقول وذكاء الآخرين. هؤلاء الذين عهروا الكلمة وشوهوا قيمتها من المرتزقة الذين هبوا لتسخيف وتجهيل تهديدات عون للحريري نيابة عن قتلة ومجرمي محور الشر السوري-الإيراني لا يستحقون أي ذرة من الاحترام لأن فاقد الشيء لا يعطيه. معيب كان منظرهم وهم يستفرغون قذوراتهم وأكاذيبهم متعدين على الحق والحقيقة. باختصار هؤلاء مداحون وقداحون بالأجرة وينتمون بفكرهم وثقافتهم وتبعيتهم وتلونهم لحقبة الجاهلية ولسوق عكاظ تحديداً، ونقطة على السطر

 

مانشيت جريدة الجمهورية: لبنان في مرمى الإرهاب مجدداً ولقاء الحريري - جنبلاط يخرق المشهد الأمني

جريدة الجمهورية

شهد لبنان أمس يوماً أمنياً بامتياز، وذلك للمرة الأولى بعد تأليف حكومة الرئيس تمام سلام التي ولّد تأليفها استقراراً ملحوظاً، من توقّف التفجيرات الإرهابية إلى فك الاشتباك في طرابلس، وما بينهما وضع خطة أمنية عكست ارتياحاً لدى المواطنين، ودفعت سلام إلى تنظيم جولات خارجية خليجية لدعوة الأشقاء العرب إلى الاستثمار في لبنان والاصطياف مجدداً في ربوعه. وعلى رغم التعثّر الذي أصاب الانتخابات الرئاسية، وغياب الاتفاق الحكومي على الآلية التي يفترض اتباعها في ظل الشغور الرئاسي، وتعطّل المجلس النيابي بفعل رفض التشريع لدى كتل نيابية وازنة في ظل الفراغ نفسه، وعدم الاتفاق على بَت سلسلة الرتب والرواتب، إلّا أن كل هذه العوامل من الفوضى السياسية لم تعكس أي انطباع بأنّ البلاد ستنزلق مجدداً إلى الخطر الأمني، باستثناء الحدث العراقي الذي أعاد تجديد المخاوف مع ارتفاع منسوب التعبئة والتشنّج والتطرف والمواجهة. إستفاق اللبنانيون، أمس، منذ الصباح الباكر على انتشار معلومات أمنية عن تفجيرات محتملة وتحذيرات بالجملة بدأت مع طلب وزارة الداخلية والبلديات من منظّمي «المؤتمر الاختياري الوطني الاول»، الذي تقيمه «حركة أمل» برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر الاونيسكو، تأجيله الى موعد لاحق، وتواصلت مع الأخبار المتتالية عن عمليات دهم في منطقة الحمرا، واستتبعت بالتفجير الإرهابي في ضهر البيدر وإقفال طرقات والحديث عن توقيف شبكات عدة، وقد ولّدت هذه الأجواء الذعر لدى المواطنين، خصوصاً أنّ تعميم المعلومات بهذا الشكل العشوائي أظهر وكأنّ الأمور خرجت من تحت السيطرة قبل أن يشير وزير الداخلية والبلديات مساء إلى أنّ ما حصل «يدلّ على متانة الخطة الأمنيّة ويقظة القوى الأمنيّة»، ويؤكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أنّ «الوضع الأمني مَمسوك»، ويكشف أنّ «هناك تضخيماً لأحداث الأمس» في موقف يعكس رأي شريحة واسعة من اللبنانيين ويفتح باب الاجتهاد والتساؤلات على مصراعيه:

كيف يمكن ترميم صورة لبنان في الخارج بعد هذا الانكشاف الأمني الخطير؟ وهل تعميم هذه الأجواء هو نتيجة الارتباك الذي أصاب المسؤولين، أم بهدف دفع المواطنين إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر تخفيفاً للأضرار الممكنة والمحتملة؟ وهل ما حصل هو بداية مخطط أم نهايته؟ وهل تمّ القضاء على عوامل التفجير؟ وهل ستقتصر الإجراءات على الجانب الأمني أم ستدفع التطورات الأخيرة إلى تسريع التوافقات السياسية لإقفال الثغرات الموجودة؟

الوقائع الميدانية

 وفي التفاصيل أنّ لبنان شهد فصلاً أمنياً امتد من عمق العاصمة الى مدخل البقاع وصولاً الى الشمال، وأبرز محطاته كان الإنفجار الذي وقع عند جسر النملية في منطقة ضهر البيدر ما بين حاجزي الجيش وقوى الامن الداخلي، بعدما فجّر انتحاري نفسه بالحاجز الأمني الذي أصرّ على توقيفه بعد رصد سيارة «المورانو» التي كان يقودها في حركة مشبوهة ما بين طريق صوفر وجسر النملية دفعت الى الإبلاغ عنه ورصد حركتها حتى بلوغها الحاجز.

وقد أسفر الانفجار عن استشهاد عنصر من قوى الامن الداخلي واصابة سبعة من رفاقه، أحدهم بحال الخطر، و26 مدنياً. ومساء، تبنّى «لواء احرار السنة - بعلبك»، في تغريدة على «التويتر»، التفجير، واعتبر أنّ «الهدف الذي لم يتمكن من الوصول اليه (اليوم) سيتمكن منه لاحقاً».

وفي ظلّ الروايات العديدة التي سارعت وسائل الإعلام الى نسج عدد منها، كشفت مصادر امنية واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية» انّ سيارة «المورانو» سبقت موكب المدير العام للأمن العام بسيارتين في نقطة على الطريق الدولي تقع بين صوفر وجسر النملية وتمكّن عناصر الحماية في الموكب من رصدها والإبلاغ عنها قبل دقائق عدة من انفجارها، ما دفع الموكب الى السير ببطء ملحوظ لتبتعد عنه الى ان وقع الانفجار بمسافة تفصل أقلّ بمئتي متر من منطقة سَير الموكب.

وبعد الإنفجار، تلاحقت التصريحات والمواقف المنددة بالإنفجار على كلّ المستويات الرسمية والحزبية. واكّد ابراهيم، في تصريحات له، انه سبق له ان تعرّض لتهديدات في مناسبات عدة قبل حادث الأمس وقبل ان يتوجّه الى البقاع في زيارة تفقدية رفض إلغاءها في ظلّ الهاجس الأمني الذي كان يحيط بحركته. واعتبر أنّ الانفجار هو على الامن اللبناني، وجميع قادة الاجهزة في لبنان مستهدفون لأنّ الامن مستهدف في البلد.

إجتماع أمني

 وفي ظل موجة الإستنكار التي رافقت الإستنفار الأمني على مساحة لبنان، والتي انعكست قطعاً للطرق في مناطق عدة من بيروت والشمال، رأس رئيس الحكومة إجتماعاً أمنياً حضره، إضافة الى وزيري الدفاع والداخلية، قادة الأجهزة الأمنية وناقش المجتمعون ما جرى في ضهر البيدر بعد اعمال الدهم في الحمراء والإجراءت التي شهدتها المناطق من بيروت الى الشمال والبقاع والتدابير الإستثنائية التي اتخذت حول ثكنات الجيش.

وطلب سلام من الوزراء المعنيّين ومن قادة القوى ومسؤوليها «الحفاظ على اقصى درجات التأهّب واليقظة ورفع مستوى التنسيق في ما بينهم، والمتابعة الحازمة لعملهم لإفشال مخططات الساعين للعبث بأمن البلاد، ولحماية الدولة ومؤسساتها وسلمها الأهلي».

واكد انّ ما جرى يجب أن يشكل حافزاً لجميع القوى السياسية الى التكاتف وبذل الجهود لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية»، ودعا «اللبنانيين الى اليقظة، محذراً في الوقت نفسه من الاستسلام للشائعات والتهويل المفتعَل والمخاوف غير المبررة».

وقال احد المشاركين في الإجتماع انّ جزءاً منه خصّص للبحث في التقارير الأمنية التي تقدم بها قادة الأجهزة الأمنية الذين أجمعوا على سيناريوهات تحدثت عنها تقارير أمنية جمعتها الأجهزة اللبنانية وتلاقت في مضمونها وتوقيتها مع مضمون تقارير وبرقيات دولية تلقّتها الأجهزة وتحذّر من عمل تخريبي يمكن ان يستهدف الساحة اللبنانية.

وإن اختلف مضمون بعض التقارير التي تقدّم بها قادة الأجهزة الأمنية حول استهداف شخصية عسكرية او امنية او سياسية فكلها أجمعت على انّ ما يخطط للبلد موضوع في جزء منه تحت مجهر الرصد الأمني والإستخباري الإستباقي منذ فترة، وقد وضعت مناطق ومجموعات محددة في نطاقها.

وقال مرجع امني شارك في اللقاء لـ«الجمهورية» إنه بعد استعراض المواقف والمعلومات تقرّر المضيّ في اتخاذ ما بوشر به من تدابير امنية استثنائية وتعزيز ما يمكن تسميته «الأمن الإستعلامي والإستباقي» لتدارك أخطار ايّ عمليات محتملة في مناطق محددة تتسِم بالحساسية، وذلك عبر التنسيق المحكم بين مختلف الأجهزة الأمنية التي عليها تبادل المعلومات أيّاً كان مصدرها وحجمها لتكون شريكة حقيقية في مواجهة ما يخطط من اعمال إجرامية وإرهابية.

وعن حصيلة العمليات التي جَرت في منطقة الحمراء، قال المرجع لـ «الجمهورية» انّ عدد الموقوفين بات محدوداً للغاية وانهم على لائحة المشتبه بهم وليس هناك ايّ مشبوه قد تمّ توقيفه حتى ساعة متأخرة من ليل أمس. واوضح انّ عمليات التوقيف تجاوزت الـ 113 شخصاً ولم يبق منهم قيد التحقيق حتى ساعة متأخرة من ليل أمس ما يتجاوز عدد اصابع اليدين. ولفت الى انّ بعض الذين جرى الإستماع اليهم، ومن بينهم بعض السوريين والجزائريين بالإضافة الى سعودي، كانوا يشاركون في مؤتمر في فندق نابوليون ولم يثبت تورّط ايّ منهم في عمليات مشبوهة بعد تفتيش دقيق لأسمائهم ووسائل دخولهم الى لبنان حيث تبيّن انها كانت شرعية وعبر المرافىء الشرعية اللبنانية، باستثناء عدد من السوريّين الذين دخلوا الى لبنان خلسة ولم يثبت تورّط ايّ منهم في ايّ عملية أمنية. وفي سياق متصل علم أن جهازاً أمنياً غربياً وضع الأجهزة اللبنانية بصورة معلومات لديه عن وجود شخص واحد كان سينفّذ عملية إرهابية أمس.وكشف مرجع أمني لـ»الجمهورية» أنّ هذه العملية هي الأولى من نوعها التي تمّت بالتنسيق بين الامن العام وفرع المعلومات، حيث أمضى رئيس الفرع العميد عماد عثمان وقته في الإشراف على العملية من غرفة العمليات المركزية للامن العام.

عدوان

 وفي المواقف، دعا عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان اللبنانيين «الى أن يكونوا يداً واحدة في مواجهة الإرهاب الذي ندين ونشجب، أيّاً كان مصدره وأيّاً كانت الجهة التي تقف وراءه». وقال لـ«الجمهورية»: «نعيش في منطقة تشهد مزيداً من التوتّرات واحتدام صراعات ذات الطابع الأصولي المتطرّف. وبالتالي، فإنّ لبنان يتأثر بهذه الظاهرة الخطرة»، معتبراً أنّ «أفضل طريقة لمواجهة الأصوليات هي بالاعتدال لا التطرّف، وذلك عبر التفاف اللبنانيين حول دولة مدنية (دولتنا) تنأى بنفسها عمّا يجري في المنطقة، في حين أن تدخّل البعض في ما يجري يستجلب الصراع القائم في الدول المحيطة بنا».

وأكد عدوان أنّ «للدولة دوراً كبيراً في هذا الاطار، وذلك من خلال انتشار جدي على كامل الحدود وضبطها بالاتجاهين، فضلاً عن اعتماد سياسة النأي بالنفس لحماية بلدنا من خطر الانجرار الى حرب أهلية».

ماروني لـ«الجمهورية»

بدوره، أكد عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب ايلي ماروني لـ«الجمهورية» أنّ «انفجار ضهر البيدر رسالة إرهابية جديدة تثبت أنّ الأمن ما يزال هَشاً في لبنان، وأنّ الارهاب أقوى من كل احتياطات الدولة وقادر على الضرب حيث يريد». اضاف: «الى جانب الأضرار الأمنية والسياسية، فما جرى قضى على الموسم السياحي الذي كان معظم اللبنانيين يأملون منه خيراً في الأسابيع المقبلة»، وما حدث يجب أن يوقظ ضمير المسؤولين، فيبادر جميع النواب، اليوم قبل الغد، الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الفراغ في المؤسسات السياسية ينعكس سلباً على الوضع الأمني، خصوصاً في هذا الوقت العصيب الذي يشهد تدهوراً للأوضاع في سوريا والعراق». وحمّل مسؤولية الخلل الأمني الى «كلّ من يعرقل عملية الانتخاب وبناء المؤسسات». ودعا الأجهزة الأمنية الى «الضرب بيد من حديد وكشف كل هذه الجرائم ومن يقف وراءها». واعتبر ماروني انّ «إعلان بعبدا والحياد هما الدواء الشافي، ففي كل مرة يزداد تدخّل «حزب الله» بسوريا، تزداد ردات الفعل. ولسنا من يقول ذلك، إنما البيانات الصادرة عن الجهة المسؤولة بعد كل عملية تفجير، تؤكد أنّ ويلات الحرب السورية انتقلت الى لبنان. والأسوأ هو ما نسمعه عن التدخلات في العراق أيضاً، وجميعنا يدرك مستوى الارهاب الموجود في هذا البلد، والذي قد ينعكس أيضاً على لبنان».

سكرية

 وشدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب الوليد سكرية على وجوب «ان تشعر جميع القيادات بالخطر فتتنازل قليلاً وتوحّد الكلمة لمواجهة الاخطار المقبلة علينا». وقال لـ«الجمهورية»: «عاد الارهاب يضرب لبنان مجدداً لأنه لم يُستأصل منه اصلاً. فهو خلايا ارهابية وجدت على الساحة اللبنانية منذ غزو العراق عام 2003 وربما قبل، ولكن لم تكن البيئة الحاضنة لها كبيرة.

إلّا انه بعد تدخّل البعض في الشأن السوري ودعم المعارضة ضد النظام، فيما الدولة دَفنت رأسها في الرمال وتركت الامور سائبة، نَما التطرف في لبنان وازداد عدد الارهابيين باسم قتال النظام السوري وكبرت البيئة الحاضنة لهم». واعتبر سكرية انّ «داعش» لم تكن تنتظر ذهاب «حزب الله» الى سوريا لتدخل الى لبنان، بل هي دخلت اليه قبلاً، عندما دعم تيار «المستقبل» و14 آذار المعارضة السورية وجعلوا من الشمال وعرسال قواعد لدعم هذا الارهاب، فتنامى الفكر الارهابي في هذه البؤر». واضاف: «كاد لبنان ان يذهب الى الفوضى وأن تشكّل «داعش» إمارتها فيه، لو لم تتألف الحكومة وتطبّق الخطة الأمنية، لأنّ مركز رئاسة الجمهورية شاغر ومجلس النواب مشلول. ومطلوب من الدولة اليوم ان تبني انظمتها السياسية، وعدم تعطيل عمل الحكومة بسبب الخلاف حول من يضع جدول الاعمال ومن يوقّع القرارات والمراسيم.وعلى الحكومة بدورها وضع خطة لمكافحة الارهاب ومواجهته، فدولة «داعش» تنادي بدولة في العراق والشام، هي لا تقول في سوريا، بل في بلاد الشام ولبنان جزء من هذه البلاد».

الساحلي

 من جهته، دعا النائب نوار الساحلي الى «الحذر من دون ان نُصاب بالهلع والخوف، فالأمور لم تفلت بعد». وقال لـ«الجمهورية»: «صحيح انّ ما حدث مفجع لكنّ شيئاً ايجابياً حصل في الوقت نفسه. فقبض القوى الامنية على شبكة إرهابية يؤكد انها ليست نائمة ابداً بل انها تسهر على امن المواطن، ويؤكد ايضاً أنّ الخلايا الامنية هي اليوم تحت قبضتها». وإذ جدد الساحلي القول انّ تدخل «حزب الله» في سوريا خفّف من التفجيرات كثيراً في لبنان، رأى انّ ما يحدث في العراق شجّع بعض الخلايا النائمة من «داعش» واخواتها على القيام بهذه الاعمال. ودعا البعض «الى عدم استغلال ما جرى وربط الامور بعضها ببعض، إذ سمعنا للأسف بعض الاصوات تعتبر انّ ما جرى بسبب تدخّل الحزب في سوريا، لكن العكس هو الصحيح، فلو لم نتدخّل لكان ما حصل في الموصل حصل في لبنان اكثر من مئة مرة. فالارهابيّون لا يميّزون بين سني وشيعي، يحرقون الكنائس ويقطعون الرؤوس، وكلّ من هو ليس معهم هو هدف لهم. قبل ان نتدخل في سوريا وقبل ان نأخذ موقفاً ممّا يجري فيها كانوا يهددوننا بالمجيء الى الضاحية وقتل الامين العام للحزب السيّد حسن نصر الله. لذلك، هذه الحرب يجب ان تكون حرب الجميع، ويجب الّا نسمح لهم بإدخال الفتنة الى لبنان».

الحريري - جنبلاط

 وعلى الخط السياسي الذي تراجع مع تقدّم الوضع الأمني، انعقد مساء أمس اللقاء المرتقب بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط في باريس، والذي فرضت الأحداث الأمنية نفسها على جدول الأعمال بينهما، فيما كان الاستحقاق الرئاسي سيشكّل الطبق الرئيس لهذا اللقاء الذي يتوقع أن يولّد دينامية سياسية تضع حداً للجمود السياسي وتفتح الطريق أمام المواجهة الفعلية مع القوى التي تريد هزّ الاستقرار في لبنان. وأشار البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري بأن اللقاء تم «في حضور الوزير وائل أبو فاعور والسيد نادر الحريري، وتناول آخر المستجدات على الصعيدين المحلي والإقليمي، ثم استكمل البحث إلى مائدة عشاء أقيمت بالمناسبة».

 

حزب الله» والحسابات الخاطئة

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

إذا صحّ ما نُقِل عن الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، أنّ قتال الحزب في سوريا منعَ وصول «داعش» إلى لبنان، فإنّ ذلك يكون استمراراً لسياسة الهروب إلى الأمام التي اتّبَعها «حزب الله» عندما انصاع لطلب إيران القتالَ في سوريا.قلبُ الحقائق هذا لا يؤدّي إلّا إلى مزيد من التورّط في الرمال السورية، ومزيد من الغرَق في النزاع المذهبي الذي سبّبته سياسة النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان، والتي يدفع ثمنَها الشيعة العرب، الذين أصبحوا في مواجهة شاملة تموّلها إيران بالسلاح والمال، ويشارك فيها عراقيّون ولبنانيّون بدماء أبنائهم واستقرار بلدانهم. لم تكن المعلومات الأمنية التي وردت للقوى الأمنية قبل أيام حول وجود خطط لتفجيرات انتحارية، سوى رأس جبل الجليد، من ما يمكن أن يحصل في لبنان والمنطقة. الأخطر أنّ هذه العمليات الإرهابية تمّ تخطيطها كي تستهدف شخصيات شيعية، أبرزُها رئيس مجلس النواب نبيه برّي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وربّما يطاول الاستهداف آخرين، بفعل الحرب المذهبية المفتوحة في سوريا والعراق وربّما لبنان.

خطورة هذه الحرب المذهبية لا تترك كثيراً من الشكّ حول انتقال المنطقة إلى مرحلة جديدة ستشهد عنفاً ودَماً وفوضى، ولن يكون لبنان في منأى عنها، في ظلّ استمرار «حزب الله» في القتال في سوريا، واستمرار الحدود السائبة، وتعطيل عمل المؤسسات. في الحسابات الخاطئة التي يراهن عليها «حزب الله»، عامل تهدئة داخليّ متمثّل بتفاهم بارد مع تيار «المستقبل» يقضي باستمرار عمل الحكومة والتمديد للمجلس النيابي، ورعاية القوى الأمنية والعسكرية، لكي تقوم بدورها في حماية الاستقرار، كلّ ذلك لكي يتفرّغ الحزب للقتال في سوريا، وربّما في العراق، وهذا في رأي المراقبين لا يعدو كونه مجرّد مهدّئ ظرفي لا يمكن أن يكون علاجاً، في ظلّ استمرار الأزمة السورية، وانتقال العراق الى أن يصبح ميداناً لمواجهة اكثر شراسة ووضوحاً بين الشيعة والسنّة.

تورّط «حزب الله» في سوريا وربّما في العراق، سيعني بداية حرب طويلة، لن تستطيع أيّ تهدئة داخلية أن تتلافى نتائجها، خصوصاً أنّ الحلّ الأمني الذي استُعمل بحدّه الأقصى، قد أصبح عاجزاً عن مجاراة نزعة التطرّف والإرهاب. في معلومات للقوى الأمنية أنّ الموجة الثانية من السيارات المفخّخة التي يقودها انتحاريون قد بدأت، وفي المعلومات أيضاً أنّ الخلايا التي تحضّر لهذه الموجة، درسَت الواقع الميداني جيّداً، وهي تتّجه لانتقاء أهداف محدّدة، بنحوٍ يختلف عن الموجة الأولى التي ضربت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت. من اللافت في هذا المجال أنّ فرع المعلومات الذي يجمع منذ فترة كثيراً من خيوط تحرّك هذه المجموعات، ومديرية المخابرات التي رصدت إشارات التحضير إلى المخططين والمنفّذين، توصّلا إلى خلاصات مفادُها أنّ فوضى من نوع مختلف قد بدأت، وأنّ ما جرى في العراق لن يكون معزولاً عن النزاع المذهبي الشامل الذي بدأ في المنطقة، ومن هنا يمكن تفسير تحرّك هذه المجموعات مباشرةً بعد سيطرة العشائر ومجموعات البعث والقوى المتطرّفة على وسط العراق.

من هنا يمكن فهم طبيعة المعركة المذهبية المقبلة التي سبَّبتها إيران، والتي أصبحت تدور على جبهة أوّلية ممتدّة من العراق إلى سوريا، مع ما يمكن أن تصل إليه من مناطق أخرى في حال احتدامها، حيث لن يكون لبنان في منأى عمّا يحصل. في مثل هذه الحال، سيكون السؤال: هل يستطيع التفاهم الشيعي ـ السنّي أن يحيّد لبنان عن النزاع في سوريا والعراق؟ وهل يكفي هذا التفاهم لصونِ الاستقرار؟

 وما هي نتائج ما جرى في العراق على الاعتدال السنّي تحديداً في لبنان؟ وهل يستطيع هذا الاعتدال الصمود في حرب مذهبية طرفاها المتطرّفون من الجهتين؟ وإذا لم يستطع الصمود هل سيكون بإمكانه أن يؤمّن تفاهماً على تحييد لبنان، في وقتٍ تعلو لغة التطرّف إلى مداها الأقصى؟ وهل يعي حزب الله هذه الحقيقة، التي تُنبئ ببداية ظهور قوى لا تعترف بالدول الوطنية والكيانات والحدود؟.

سبقَ حزب الله الجميع إلى إزالة الحدود بين لبنان وسوريا بإسم الدفاع عن المقدّسات، لكنّ تطرّفاً آخر ما لبثَ أن دخل عبر الحدود الملغاة لينفّذ الأجندة نفسَها ولكن لأهداف مختلفة، فمتى سيأتي اليوم الذي يدرك حزب الله أنّه فتح باب جحيم نزاع مذهبي، عرفَ كيف يبدأه لكن لن يملك أداة إنهائه؟

 

شهيد و34 جريحا في انفجار ضهر البيدر وتضرر 7 سيارات

وطنية - أفادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام ماريان الحاج ان السيارة التي استعملت في الانفجار عند حاجز ضهر البيدر هي "نيسان مورانو، فضية. وقد ادى الانفجار الى سقوط شهيد من قوى الامن الداخلي هو المؤهل اول محمود جمال الدين الذي نقل الى مستشفى شتورا. كما نقل الجرحى في قوى الامن: العريف عباس عوض، معاون اول رضا الحاج حسين، الدركي انطوني اسطفان، العريف حسين ابراهيم، معاون اول حسن فوعاني، الرقيب ايلي صوايا. ومن عناصر الجيش: جورج فريجي من فوج التدخل الثالث، وصالح الجمال من الفوج نفسه. وعرف من الجرحى المدنيين: ليال طالب، ايوب مغامس، سهيل مغامس، باسل مرهج، علي سليمة، جهاد العمر، حسين سيف الدين، يوسف احمد الحسن، رشا طالب، يوسف احمد الاحمد، ايما مغامر، عبد الرحمن عمر وعماد صالح. ونقل الى مستشفى البقاع الدركي ايلي رزق. ونقل الى مستشفى جبل لبنان الجرحى اللبنانيون: منتهى الغندور، سحر الغندور وهنادي المولى، والجرحى السوريون: جوزفين جرجس، سهيل يوسف، محمد الخالد، زاهد القدور، احمد جمعة، محمد عدنان السعيد ومحمد زيتوني. وفي مستشفى الايمان في عاليه نقل حسن فارس الامين وزوجته لوبيز مونوف كولمبية الجنسية. اما السيارات التي تضررت فهي التالية: فان لون كحلي رقمه 375268/م ، بيك اب نيسان لون رمادي ، بيك اب نوع تويوتا لون ابيض رقمه 334378/م ، بيك اب نوع نيسان لون ابيض رقمه 262131/م ، جيب اسكالاد لون اسود ، جيب نوع هيونداي وجيب هافانا لون ذهبي.

 

قوى الامن نعت شهيدها المؤهل اول محمود جمال الدين والتشييع غدا في سعدنايل

وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: "تنعي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، شهيدها المؤهل اول محمود محمد جمال الدين الذي إستشهد اليوم 20/06/2014، أثناء قيامه بواجبه على حاجز ضهر البيدر حيث وقع الإنفجار الإرهابي. - الشهيد محمود محمد جمال الدين من مواليد 10/9/1964 سعد نايل/ زحلة، متأهل وأب لثمانية أولاد. دخل السلك بتاريخ 15/11/1993، وتدرج بالرتبة حتى رتبة مؤهل اول بتاريخ 1/7/2014. رقي الى رتبة ملازم بعد الاستشهاد. - خدم في عدة مراكز منها: معهد قوى الامن الداخلي، جهاز امن السفارات والادارات والمؤسسات العامة، وحدة الدرك الاقليمي، المديرية العامة لأمن الدولة، مفرزة استقصاء البقاع، مخفر الباروك، سجن زحلة، شعبة المعلومات، مخفر المصنع، مخفر صوفر، سجن الاحداث، مفرزة طوارىء زحلة، مفرزة طوارىء عاليه وحاجز ضهر البيدر. - حائز على: وسام الاستحقاق اللبناني درجة رابعة وثالثة وميدالية الجدارة. منح بعد الاستشهاد: وسامي الحرب والجرحى، ميدالية الامن الداخلي ووسام الارز الوطني من رتبة فارس. - نال عدة تناويه صادرة عن وزير الداخلية والبلديات، المدير العام لقوى الامن الداخلي، قائد الدرك الاقليمي، قائد منطقة البقاع الاقليمية. وتهنئة خطية عدد 2 صادرتين عن قائد منطقة البقاع الاقليمية". تميز الملازم الشهيد محمود محمد جمال الدين طيلة حياته العسكرية بالمناقبية والإقدام، وكان مثالا يحتذى في تفانيه وقيامه بالمهام التي تناط به على أكمل وجه، وقد حقق العديد من الانجازات والتوقيفات وضبط ممنوعات على حاجز ضهر البيدر، ونال على أثرها تقدير المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص اكثر من مرة، وكان آخرها بتاريخ 2/5/2014 حيث استقبله في مكتبه بثكنة المقر العام، وهنأه وكافأه لتمكنه على حاجز ضهر البيدر بتاريخ 18/4/2014، من ضبط حوالى 2000 حبة بنزكسول، 250 غرام حشيشة، 7 غرامات هيرويين بحوزة ثلاثة اشخاص (لبناني وسوريان) وتوقيفهم وسوقهم الى القضاء.  ستجري مراسم تكريم الشهيد ويوارى في الثرى الساعة الواحدة من بعد ظهر الغد 21/06/2014 في بلدة سعدنايل".

 

صقر من موقع الانفجار: زنة العبوة 20 كلغ وننتظر التحقيقات

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" خالد عرار، عن وصول مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الى موقع الانفجار في ضهر البيدر. وقال صقر: ان زنة العبوة هي في حدود 20 كيلوغراما وتبين ان الانفجار ناتج عن عملية انتحارية وننتظر الادلة الجنائية والخبراء العسكريين من الانتهاء من اجراءاتهم لاصدار بيان نهائي. وردا على سؤال حول استهداف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، قال صقر: "لا نستطيع الحديث عن هذا الموضوع قبل الانتهاء من التحقيقات.

 

السفارة الفرنسية طلبت من رعاياها اقتصار تحركاتهم في لبنان على الضروري

وطنية - طلبت السفارة الفرنسية من رعاياها عبر رسائل نصية قصيرة، اقتصار تحركاتهم في لبنان على التنقلات الضرورية. من جهة ثانية، دانت السفارة الفرنسية انفجار ضهر البيدر وعبرت في تغريدة لها التويتر دعم المؤسسات والقوى المسؤولة عن الأمن في لبنان.

 

الحريري دعا اللبنانيين الى اعلى درجات التنبه والحذر: لالتزام حدود الوعي والتضامن الوطني في وجه ما يحاك من مخططات خبيثة

وطنية - دعا الرئيس سعد الحريري "اللبنانيين من كل الطوائف والمشارب السياسية الى اعلى درجات التنبه والحذر، والى التزام حدود الوعي والتضامن الوطني في وجه ما يحاك للبنان والمنطقة من مخططات خبيثة لا وظيفة لها سوى إشعال الفتنة بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد". وشجب الرئيس الحريري في بيان له اليوم ، "التفجير الإرهابي الذي استهدف حاجز قوى الأمن الداخلي في ضهر البيدر"، ورأى فيه "حلقة في سلسلة تعمل على شد الخناق على استقرار اللبنانيين وسلامتهم، وجر البلاد الى المسار التخريبي الذي يسود في غير دولة ومكان من العالم العربي". وقال:"ان هذا الزمن يجب ان يكون زمن الوعي والاحتكام لقيم الوحدة والتعاون ونبذ الفتن وليس لزمن التحريض والاستنفار المذهبي وحقن النفوس وحشد الشباب الى معارك داخلية او خارجية، لن ينتج عنها الا المزيد من الانقسام واستدعاء ردود الفعل الطائفية من هنا ومن هناك". وختم الرئيس الحريري قائلا:"انني اذ احيي ارواح الشهداء الذين سقطوا هذا اليوم في التفجير الإرهابي واسال الله سبحانه وتعالى ان يمن على الجرحى والمصابين بالسلامة والعافية، أتوجه بالتحية الخاصة الى قيادة قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات وكل القوى الأمنية والعسكرية التي تضطلع بمسؤوليات جسيمة في هذه المرحلة من حياة وطننا، وأؤكد وجوب التضامن حولها ومساعدتها بكل الإمكانات المتاحة، لتقوم بدورها في حماية لبنان وتوفير مقومات الأمان والاستقرار لجميع اللبنانيين".

 

صقر أمر بفتح طريق ضهر البيدر الدولية وكلف أيوب إجراء فحص الحمض النووي لاشلاء الانتحاري

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، امر بفتح طريق ضهر البيدر الدولية، بعدما تم رفع الأدلة وجمع المعلومات من مسرح جريمة الانفجار، كما تم رفع الركام وتنظيف المكان. وكلف الطبيب الشرعي الدكتور فؤاد أيوب إجراء فحص الحمض النووي على أشلاء الانتحاري، الذي جرى تعميم رسم تشبيهي للتعرف اليه.

 

إلغاء جنّاز نبيل العلم في جبيل بعد توتّر

النهار/ألغي جناز الاربعين للمسؤول الامني في الحزب السوري القومي نبيل العلم، المتهم بالمشاركة في اغتيال الرئيس بشير الجميل، بقرار كنسي تبلغته أبرشية جبيل المارونية بعدما كان قد حدد موعده غداً الاحد في جبيل، وذلك اثر التوتر الذي اثاره الموضوع بين محازبي الكتائب ومؤيدي الرئيس الشهيد، والتلويح بمنع الجناز بالقوة. وأعلن المكتب الاعلامي للنائب نديم الجميل، أنه "إثر استياء الرأي العامّ الذي سبّبته الدعوة لاقامة جناز الاربعين لنبيل العلم، المخطّط والمسؤول الأوّل عن ادارة تنفيذ عمليّة اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميّل، وبعدما حاول البعض تحويل الموضوع من موضوع كنسي الى موضوع سياسي، قام النائب الجميل بزيارات ولقاءات عدّة شملت فاعليّات جبيليّة ومسؤولين كتائبيّين و"قواتيّين". كما زار المطرانيّة المارونيّة في منطقة جبيل، ثم توّجه الى بكركي للقاء البطريرك الراعي، وذلك لشرح مدى خطورة إقامة جناز بطريقة احتفالية للمخطّط الاساسي لاغتيال الرئيس الشهيد، لما يعتبر عملاً استفزازياً لكلّ ما كان ولا يزال يمثّله الرئيس الشهيد بشير الجميّل من كرامة وسيادة للبنان ولما سيحمله من نتائج لا تحمد عقباها". بدوره، أكد رئيس اقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، أن الكتائبيين ومناصريهم في جبيل ما كانوا ليسمحوا باقامة الجناز مهما كلف الأمر، واتهم المسؤولين في "التيار الوطني الحر" أدونيس وأميل عكره بالتحريض على اقامة الجناز في جبيل والعمل على تحدي اراداة أبناء المنطقة وجماهير مؤيدي الرئيس الراحل.

 

قرار بلدية عبرا سابقة "ذمّية" ظاهره إكراهي وخلفيته "حسن الجوار"

صيدا - أحمد منتش/النهار

لا يزال البيان المقتضب الذي اصدره رئيس بلدية عبرا وليد مشنتف، وتمنى فيه على أصحاب المطاعم والمقاهي في نطاقها عدم المجاهرة بتقديم المأكولات والافطار في رمضان "حرمة للشهر الكريم وخصوصية المسلمين الصائمين"، يتفاعل لدى بعض الاحزاب والجهات، بين مؤيد ومشجع ومتخوف ومتسائل عن ابعاده واسبابه، خصوصاً انه صدر عن بلدية عبرا المسيحية التي لها خصوصيتها في المنطقة، والتي باتت تعيش وسط محيط يكتظ بالمسلمين، الى أن وصل الأمر بالبعض الى اعتبار أن هذا البيان صدر نتيجة ضغوط من بعض الفاعليات الدينية في صيدا.

وأجمعت مصادر البلدية على ان الغاية من البيان "تقتصر على تأكيد حسن الجوار والعيش المشترك، ومراعاة العادات والمقدسات والشعائر بيننا واحترامها، وهو مبادرة حسن نية ولفتة طيبة لا أكثر ولا أقل، ولا علاقة به لأي كان من خارج البلدية". واستغربت الضجة التي أثيرت واعطت الموضوع اكبر من حجمه، مشيرة الى أن لا نية اطلاقا لتنفيذ القرار، ولا الطلب الى القوى الامنية تنفيذه، ولا اجبار اي شخص على التزام الصيام او عدمه. ورأت مصادر محايدة ان البيان، رغم خلفيته الحسنة النية، إلا أنه بدا وكأنه تحذير وانذار لأصحاب المطاعم والمقاهي خارج صيدا التي اعتادت غالبيتها العمل في كل الاوضاع والمناسبات، وابقاء ابوابها مفتوحة امام الزبائن، وان العديد من غير الصائمين في صيدا وضواحيها يقصدونها باعتبارها في قرى وبلدات مسيحية.

أهالي البلدة استاؤوا من تصرف رئيس البلدية واعتبروا انه وضعهم في موقف محرج، إذ ان تأييدهم له يجعلهم "أهل ذمة بامتياز" وينتقص من حريتهم، ومعارضته تجعلهم في مواجهة مع محيطهم وجيرانهم من المسلمين المقيمين في البلدة وفي القرى المجاورة. وعبروا أكثر عن استيائهم لقول مصادر في البلدية إن "لا نية لتنفيذ القرار ولا بالطلب الى القوى الامنية تنفيذه" معتبرين ان البلدية لم تطلب من القوى الامنية ازالة مخالفات وتطبيق قوانين ملزمة.

¶ أصدر مجلس الاعلام في حزب الكتائب بيانا جاء فيه: “ان القرار الصادر عن رئيس المجلس البلدي في عبرا يشكل اساءة الى المسلمين قبل المسيحيين الذين اختطوا معا نهج الشركة المرتبطة بمصير وطنهم ومستقبلهم، ولا يمكن السكوت عنه"، داعيا المجلس البلدي الى "الرجوع فورا عن هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه في حق المسلمين والمسيحيين، والاعتذار من المواطنين على اختلاف معتقداتهم للسوء اللاحق بهم، مع تأكيد حزب الكتائب ان لبنان سيبقى ديموقراطية الحريات والتعددية، وحاضنة الدولة المدنية الحديثة".

 

سلام ترأس اجتماعا أمنيا: ما جرى اليوم يجب أن يشكل حافزا للجميع للتكاتف وتفعيل عمل المؤسسات لتحصين الوطن

وطنية - ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي، اجتماعا أمنيا، حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وزير الداخلية نهاد المشنوق، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان.

وتلا اللواء خير اثر انتهاء الاجتماع بيانا اشار فيه الى ان "المجتمعين بحثوا في تطورات الوضع الأمني، واطلع الرئيس سلام من الوزراء والقادة المعنيين على آخر ما وصلت اليه التحقيقات في العملية الارهابية التي نفذت عند حاجز لقوى الأمن الداخلي في ضهر البيدر. كما جرى استعراض ما وصلت اليه جهود الأجهزة الأمنية في شأن معالجة المعطيات عن خطط محتملة لزعزعة الأمن يقوم بها أفراد باتوا في قبضة الجهات الرسمية او تحت مراقبتها".

واستنكر سلام في الاجتماع "عملية التفجير وألمه لسقوط الملازم في قوى الأمن محمود جمال الدين شهيدا، ولوقوع جرحى في صفوف العسكريين والمدنيين". وقال "ان هذا العمل الارهابي يهدف الى زعزعة الاستقرار في لبنان بعد النجاحات الأمنية التي حققها الجيش والاجهزة الأمنية في الأشهر القليلة الماضية، كما أنه محاولة لاضعاف المناعة الوطنية وجر بلادنا الى منزلق الفتن والمآسي التي تشهدها المنطقة".

وإذ أعرب عن "ارتياحه للتدابير والإجراءات التي اتخذتها الاجهزة العسكرية والأمنية والقضائية ولقدرتها على السيطرة على الوضع"، طلب من الوزراء المعنيين ومن قادة ومسؤولي هذه القوى "الحفاظ على اقصى درجات التأهب واليقظة ورفع مستوى التنسيق في ما بينهم، والمتابعة الحازمة لعملهم الوطني المشكور الذي يحظى بتأييد كل اللبنانيين، وذلك لافشال مخططات الساعين للعبث بأمن البلاد، ولحماية الدولة ومؤسساتها وسلمها الأهلي".

وقال سلام: "إن ما جرى اليوم يجب أن يشكل حافزا لجميع القوى السياسية الى التكاتف وضرورة بذل كل الجهود من اجل تفعيل عمل المؤسسات الدستورية لتحصين البلاد أزاء كل انواع المخاطر". ودعا "اللبنانيين الى اليقظة، محذرا في الوقت نفسه من الاستسلام للشائعات والتهويل المفتعل والمخاوف غير المبررة".

وأكد المجتمعون على "متابعة تنفيذ الخطة الأمنية التي بدأت منذ ثلاثة أشهر بنفس الوتيرة".

كما تقرر في الاجتماع "تشديد الاجراءات المتخذة للتصدي لأي محاولات للعبث بأمن لبنان واللبنانيين، والابقاء على الجهوزية العالية لدى الجيش والقوى والاجهزة الأمنية، لرصد أي خطط تخريبية وتعقب وضبط المخططين ومنفذيها".

 

المشنوق: ما حصل اليوم إختراق خطير وحلقة في الحرب المفتوحة على الإرهاب ونعيش أوقاتا صعبة في ظل ما يحصل في سوريا والعراق

وطنية - عقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، مؤتمرا صحافيا بعد انتهاء الاجتماع الامني الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي. وسأل في بدايته الرحمة للملازم الشهيد محمود جمال الدين الذي سقط اليوم، خلال القيام بواجبه في التفجير الإرهابي في ضهر البيدر. كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى من مدنيين وعسكريين. وأشار إلى أن "ما حصل اليوم هو إختراق خطير وحلقة في حلقات الحرب المفتوحة على الإرهاب ولكنه يدل في الوقت نفسه على متانة الخطة الامنية ويقظة القوى الامنية من مخابرات وجيش وأمن عام، وهو ما سمح بتعقب هذه السيارة ومحاولة توقيفها وعطلت وصولها إلى هدفها أيا كان ،فكان الخيار الأخير أمام الإنتحاري بتفجير نفسه بالطريقة التي حصلت". وقال: "لا شك أننا نعيش أوقاتا صعبة في ظل ما يحصل في جوارنا أكان في سوريا أوالعراق، كما أننا نعيش فراغا دستوريا كبيرا، لكن هذا لا يمكن أن يدفعنا جميعا دون إستثناء إلا الى المزيد من التماسك والعمل، مطمئنا اللبنانيين إلى إستمرار العمل بالخطة الامنية بنفس الجدية والجهوزية والمتابعة، ولا أريد أن أقول أن ما حدث اليوم مفاجىء لنا، فلدينا معلومات منذ فترة تتردد عن إمكان وجود سيارات مفخخة في البلد، وهذا إحتمال دائم ،لكن هذا الإحتمال يواجه بأكبر قدر ممكن من الجهوزية من القوى الامنية على إختلاف أجهزتها"، داعيا كل اللبنانيين إلى "التماسك واليقظة وإعتبار أن الخلافات السياسية ليست هي القاعدة للتعامل مع هذا الحريق الممتد من حولنا في سوريا والعراق، وما أصابنا منذ ثلاث سنوات ونصف من نتائج هذا الحريق محدودة جدا". وأعرب عن تفهمه لخوف الناس وألمهم"، رأى أنه "لا بد من الإعتراف بأن للجغرافيا علينا حصة كبيرة وضريبة أكبر لا نستطيع أن نتجاهلها أو ننكرها"، مؤكدا أن "كل القوى الامنية وعلى رأسها الجيش ستقوم بواجبها كاملا في حماية أمن اللبنانيين والإستمرار في عملهم بإعتبار أنهم مستنفرون كل الوقت لضمان أمن اللبنانيين وحياتهم".

ولفت المشنوق إلى أن "ما حدث اليوم هو الشواذ وليس القاعدة، وهو كان متوقعا ولم يكن مفاجئا لنا، ونحن أما خيارين، إما الإستسلام للارهاب ونتصرف على أساس أن الإرهاب هو القاعدة وهو القادر ونحن عاجزون وهذا لن يحدث، وسنتصرف دائما كمسؤولين وكحكومة وكقوى امنية حاضرين وجاهزين لمواجهة الإرهاب بكل اشكاله ولن نتراجع أيا تكن النتائج".

وردا على سؤال حول ما إذا عرفت هوية الإنتحاري أوضح الوزير المشنوق أن "المواطن الذي تكلم مع الإنتحاري في صوفر أظهر أن لهجته سورية، والقوى الامنية لديها صورته لانه وضعها على الهوية، والتحقيق سيصل الى جدية اكبر". وعما إذا تم التأكد من أن الصورة هي للانتحاري، قال المشنوق: "في هذه الحالات من التفجيرات يتم وضع صورة الشخص الذي يريد ان يقوم بالعملية وإلا لكان أحتفظ بصورة صاحب الإسم". وعن ترابط هذه الأحداث أوضح الوزير المشنوق "أن هناك أكثر من معلومة حول أكثر من موقع مستهدف وليس بالضرورة أن تكون كلها صحيحة، وما نقوله هو إجتهادات سواء أمنية أو معلوماتية وبالتالي لا يمكننا إستباق التحقيق". وقال "لقد أبلغت رئيس مجلس النواب نبيه بري صباحا بضرورة الغاء مهرجان المخاتير في الاونيسكو، وليس بالضرورة أن يكون المهرجان مستهدفا، وهناك فرق بين إتخاذ إجراء إحتياطي وبين أن يكون لديك معلومات بأن المهرجان مستهدف، ونحن لم يكن لدينا معلومات أن المهرجان مستهدف، ولكن لدينا معلومات من جهات غربية بأن هناك استهدافا لتجمعات".

وعن عدد الخلايا النائمة لفت المشنوق إلى "أن لا أحد يستطيع أن يجزم بالعدد، لكن ما قامت به القوى الأمنية في الفترة السابقة من إعتقال للمفاتيح الرئيسية للتنظيمات الارهابية ،ولكن هذه التنظيمات قادرة أن تفرخ في كل وقت وفي كل مكان ولذلك الإعتقاد أن الحركة العسكرية سواء في سوريا أو في لبنان أو في العراق غير قادرة على إيقاف مثل هذه العمليات الارهابية".

وأوضح المشنوق ردا على سؤال عن إمكانية وجود علاقة بين الخلية التي تم إمساكها والإنتحاري بأن الأمر ليس مؤكدا بعد. ولفت إلى "أن الموقوفين في الحمراء هم مشتبه بهم البعض تم التحقيق معه وأخلي سبيله وآخرون لازال التحقيق مستمرا معهم وعندما تصدر النتيجة يطلق سراحهم أو تصدر بحقهم مذكرات توقيف". وعن تأثير هذه الأحداث على قدوم العرب إلى لبنان أكد الوزير المشنوق أن "العرب لديهم ثقة بلبنان، وما حصل ليس أول تفجير وكانوا دائما يصرون على الحضور إلى لبنان ونأمل أن يبقوا على إصرارهم".

 

 قهجوجي لدى مغادرته السراي:الوضع الأمني ممسوك والتدابير مستمرة

وطنية - اكد قائد الجيش العماد جان قهوجي لدى مغادرته السراي الحكومي، أن "الوضع الأمني ممسوك والتدابير الأمنية مستمرة والقوى الأمنية تقوم بعملها"، معتبرا أن "هناك تضخيما لأحداث اليوم"، وقال: "عيوننا مفتوحة، ولا تنسوا أن المنطقة خربانة ونحن بألف نعيم".

 

الشيخ قبلان: محاولة اغتيال ابراهيم تحمل دلالات خطيرة

وطنية - استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان "محاولة اغتيال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في عمل إرهابي يحمل دلالات خطيرة"، وقال: "إن لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف الارهابي بغية ضرب أمنه واستقراره وسيادته، مما يستدعي تضامن جميع اللبنانيين ووقوفهم خلف جيشهم والقوى الأمنية، فيكون عينا ساهرة ومتعاونة في مواجهة البؤر الارهابية واجتثاثها من أرضنا وبلادنا، ولا يسمح بتشكيل بيئة حاضنة للارهاب في وطننا". وهنأ "اللواء ابراهيم بسلامة نجاته"، منوها ب"جهوده وبتفانيه في حفظ الامن والاستقرار". وقدم "التعازي الحارة إلى ذوي الشهيد جمال الدين"، سائلا المولى أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.

 

السفير الايراني الجديد زار بري: نعول على دوره الرائد في كل ما يخدم مصلحة لبنان العليا

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، السفير الايراني الجديد محمد فاتح علي، وعرضا التطورات الراهنة وتعزيز العلاقات الثنائية. وبعد اللقاء الذي استمر ساعتين، قال السفير الايراني: "كان اللقاء طيبا ومفيدا مع دولة الرئيس بري، وعرضنا العلاقات الثنائية في المجالات كافة. وبحمد الله، استطعنا أن نتفق مع دولته على الآليات التي من شأنها أن تدفع قدما هذه العلاقات المميزة الى الامام". أضاف: "لا يخفى على أحد أن دولة الرئيس بري هو من المرجعيات السياسية الوطنية الكبرى في هذا البلد الشقيق، ونحن نعول دوما اهمية كبرى على الدور الوطني الرائد الذي يقوم به في اتجاه كل ما يخدم مصلحة لبنان العليا، وخصوصا في مجال احتضانه للمقاومة، ولا داعي للتأكيد أن كل المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية يكنون احتراما بالغا وتقديرا وافيا لشخصه الكريم. ونحن على ثقة تامة اننا سوف نستفيد من حكمته وتبصره وحسن إدارته لسير الامور في الاتجاه الذي يعزز ويرسخ العلاقات الثنائية الطيبة بين البلدين الشقيقين". وختم: "نسأل الله عز وجل أن يأخذ بيد دولته لما فيه صالح وخدمة المصلحة الوطنية العليا للبنان في الاتجاه الذي نعمل دائما عليه، وهو حفظ المقاومة والممانعة في هذا البلد الشقيق".

 

آل قرعة: حافظنا على جذورنا واللواء أول المتمسكين بانتمائه

وطنية - ردت عائلة قرعة في بيان اليوم، على "ما ورد في احدى الصحف اللبنانية وتضمن "مزاعم ومغالطات، لن تطال المدير العام لجهاز امن الدولة اللواء جورج قرعه، وتتهمه بافتراءات جرى الرد عليها.

واكدت ان "ما يهمنا هو الرد على اتهامه بالطائفية بالاتي:

"1- ان عائلة قرعه تنتمي الى طائفة الملكيين الكاثوليك، رقم السجل /10/ بعلبك وقد حافظت على جذورها وهويتها ووطنيتها وانتمائها الى مدينة الشمس، علما ان احدا من افرادها لم يقدم على نقل قيد نفوسه رغم الاغراءات. وكان حضرة اللواء اول المتمسكين بانتمائه.

2- ايمانا من عائلة قرعه بالعيش المشترك وبنبذها للطائفية حصلت عدة زيجات من والى العائلة مع طوائف اخرى.

3- كان على كاتب المقال، وبدل ان يضيع وقته في جمع الاباطيل، ان يسأل أي شخص يريد في مدينة بعلبك عن عائلتنا وأفرادها فردا فردا ولكان حصل على الجواب ووفر على نفسه مشقة اختلاق الاباطيل التي لا تمت الى الواقع بصلة. ان عائلة قرعه ورغم ما حصل سوف تستمر في خدمة العيش المشترك وتدعيم السلم الاهلي ايمانا منها بالتعددية والوطنية".

 

شيخ العقل: المشهد الأمني المحموم يستدعي تفعيل عمل المؤسسات الدستورية

وطنية - استنكر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن التفجير الإرهابي الذي وقع على حاجز قوى الأمن الداخلي في منطقة ضهر البيدر.

وحيا في بيان القوى الأمنية "على كشفها الشبكة التخريبية التي كانت تحضر لعمل إجرامي في الأونيسكو"، مشددا على أن "هذا المشهد الأمني المحموم إنما يستدعي من جميع اللبنانيين البقاء في أعلى درجات اليقظة والوعي لما يحاك للبنان، والانصراف سريعا إلى تفعيل عمل المؤسسات الدستورية ووقف تعطيلها، وتمتين بنية الأجهزة الأمنية". وإذ توجه بالتحية والتعزية إلى قوى الأمن الداخلي التي سقط منها شهيد في هذا التفجير، تمنى حسن "السلامة لكل المصابين والجرحى"، وهنأ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بالنجاة، راجيا "الله عز وجل أن يقي لبنان واللبنانيين الشر المستطير".

 

الكتائب: قرار رئيس بلدية عبرا اساءة الى المسلمين قبل المسيحيين

وطنية - صدر عن مجلس الاعلام في حزب الكتائب بيان جاء فيه: "في ضوء القرار الذي اتخذه رئيس المجلس البلدي في عبرا والقاضي بضبط سلوك المواطنين خلال شهر رمضان الكريم، يهم مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية أن يؤكد ما يأتي: - ان الادبيات اللبنانية ترتقي بما لا يشوبها أي عيب الى مستوى العيش الواحد الحر الذي لا ينقضه أي مفهوم آخر، ولا يحده قرار جائر، ولا يقوضه سلوك مشبوه مهما كان مصدره، سواء أكان ناجما عن ارادة طوعية أم مصادرة ومسلوبة. ان القرار الصادر عن رئيس المجلس البلدي في عبرا يشكل اساءة الى المسلمين قبل المسيحيين الذين اختطوا معا نهج الشركة المرتبطة بمصير وطنهم ومستقبلهم، ولا يمكن السكوت عنه. ان التعددية في لبنان يجب صونها وحمايتها لا سوقها الى الهلاك، ومعها المبادئ الاساسية التي قام عليها الكيان اللبناني وبخاصة حرية الرأي والتعبير والمعتقد. وعليه، يشارك حزب الكتائب اخوانه المسلمين قيم هذا الشهر الفضيل ويدعو رئيس المجلس البلدي في عبرا الى الرجوع فورا عن هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه في حق المسلمين والمسيحيين، والاعتذار من المواطنين على اختلاف معتقداتهم للسوء اللاحق بهم، مع تأكيد حزب الكتائب أن لبنان سيبقى ديموقراطية الحريات والتعددية، وحاضنة الدولة المدنية الحديثة".

 

ريفي تفقد محكمة جبيل: تحصين الوضع يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية

وطنية - تفقد وزير العدل اللواء أشرف ريفي محكمة الدرجة الاولى في مبنى سراي جبيل، وكان في استقباله في باحة السراي الرئيس الاول في جبل لبنان القاضي هنري خوري ورئيس الدائرة القضائية في المحكمة القاضي جوزف عجاقة وقضاة الجزاء المدني رانيا رحمة وكابي شاهين وفادي ملكون، نقيب المحامين جورج جريج، القائمقام نجوى سويدان، رئيس البلدية زياد الحواط، الامين العام السابق للكتلة الوطنية المحامي جان الحواط وحشد من المحامين. واطلع ريفي على حالة مبنى المحكمة في الطبقة الاولى من السراي الذي يحتاج الى تأهيل وعلى الغرفة المستعملة قاعة محاكمات في الطبقة الارضية. وعقد مؤتمرا صحافيا تحدث فيه خوري الذي امل ان "تحظى محكمة جبيل بلفتة من الوزير ريفي لتحسين وضعها وتجهيزها بالمستلزمات الضرورية".

سويدان

وتناولت القائمقام سويدان أوضاع السراي ولا سيما "المحكمة التي تحتاج الى ان يكون هناك عدالة في موقعها لتطبيق العدالة"، واشارت الى انها "رفعت اقتراحات عدة لكيفية تنظيم المكاتب الادارية والمواقف".

زياد الحوط

ثم تحدث زياد الحواط فسأل: "هل يجوز ان يكون العدل الذي أساسه الملك لا يملك مكانا يليق به ان لم نقل قصرا"، واوضح ان "من حق مدينة جبيل ان يكون مبنى المحكمة فيها يليق بموقعها التاريخي وشهرتها العالمية وليس مبنى يعاني من الترهل ويوحي بكل شيء الا انه محكمة". واشار الى ان جبيل "تستأهل ان يكون فيها مبنى للمحكمة يتماهى مع الصورة النقية والصيت الحسن لقضاتها وموظفيها ومحاميها الذين يبذلون قصارى جهدهم ليكون العدل مصانا"، واقترح "بداية توسيع المحكمة وتجهيزها ثم العمل على تشييد قصر عدل، معاهدا كمجلس بلدي انطلاقا من شعاره "جبيل أحلى" وضع عقار بتصرف وزارة العدل لتشييد قصر عدل وسراي جديدة لجبيل".

جريج

والقى النقيب جريج كلمة دعا فيها الى "انشاء قصر عدل في جبيل يشبه تاريخ القضاء والمحاماة ويشبه تاريخ هذه المدينة العريقة"، مشيرا الى انه "من المناسب العمل على مرحلتين نظرا للوضع الملح الاول تأمين انتقال سريع قد يكون في موعد اقصاه بدء السنة القضائية المقبلة الى مبنى مستقل بالايجار او بالتسامح بالتزامن مع المرحلة الثانية بتشييد المجمع القضائي المرجو وفق المواصفات البنيوية الحديثة وذلك رحمة بالقضاة والمحامين والعاملين والمتقاضين ورحمة بالعمل الاداري الذي يبقى مشوبا بالعيوب طالما البنية التحتية الاساسية غير متوفرة ورحمة ايضا بالدوائر الاخرى التي هي بحاجة لمساحة تتيح لها الانتاج الجيد، وبالفعل جبيل احلى بقصر عدل جديد ولبنان احلى بانتخاب رئيس للجمهورية".

ريفي

وتحدث ريفي فأشار الى ان "هناك مرحلتين لحل موضوع المحكمة تقتضي بالانتقال الى مكان اخر في مبنى البلدية او باستئجار مكان آخر الى حين تشييد قصر عدل نموذجي جديد يليق بنا كلبنانيين وقضاة ومتقاضين وهو الحل الجذري عبر الاستعانة ببعض الدول المانحة العربية والاجنبية الصديقة وهذه التجربة ليست صعبة وقد خضناها في قوى الامن الداخلي".

وأكد ان "الدولة التي فيها قضاء سليم يكون الوضع سليما في البلد لانه اذا اختلفنا في السياسة او في الاقتصاد فالقضاء يحمي ويشكل الضمانة الاساسية لاية دولة"، مثنيا على "قضاة جبيل وعملهم في اماكن تفتقر الى المقومات الاساسية حيث العمل النوعي يغطي العجز".

ووجه تحية الى "مجلس القضاء الاعلى حيث يشهد ورشة تنقية ذاتية ضمن الجسم القضائي في موازاة ورشة للتطوير والتحسين"، موضحا انه "لا يجوز ان تكون الفترة الزمنية للمقاضاة سنوات لان العدالة البطيئة ليست عدالة والعدالة المتأخرة ليست عدالة والحق المتأخر قد يفقد قيمته"، وطمأن الى ان "ورشة الالية الذاتية بدأت وتعطي نتائجها المثمرة"، ولفت الى ان "الامور القضائية تسير نحو تسريع المحاكمات واصدار الاحكام العادلة والمقبولة والموضوعية"، واشار الى ان "العمل القضائي زاد حوالى 35 بالمئة عما كان عليه قبل النزوح السوري".

واعلن عن التزامه "ببناء اول قصر عدل نموذجي في مدينة جبيل".

وتطرق ريفي الى الاوضاع الراهنة، فأعرب عن اسفه "بدخول لبنان مرحلة جديدة خصوصا مع سماعنا خبرا موجعا ومؤلما ونقدم التعازي الى شهداء الانفجار الذي وقع في ضهر البيدر وتمنياتنا الى الجرحى بالشفاء العاجل لاخلص الى ضرورة الابتعاد عن سياسات النعامات ووضع رؤوسنا في الرمال. نحن في منطقة تلعب فيها العواصف يمينا ويسارا حيث علينا ان ندرك كيف نحصن وضعنا بالبدء اولا باستكمال انتخاب رئيس للجمهورية وبدون لف ودوران حول انتخابات نيابية أو رئاسية قبل، لكن الدستور يجزم ان موعد انتخاب رئيس كان يجب ان يتم في مهلة أقصاها في 25 أيار الفائت. لقد ارتكبنا جريمة كلنا في حق حياتنا السياسية وفي حق دستورنا وفي حق عيشنا المشترك، وأرى ان أي انسان يؤخر عملية الانتخاب يتحمل مسؤوليته مهما كلف الامر امام الاجيال الحالية والتاريخ ولا يجوز ان يصبح وضعنا مثل بيزنطية ونتحدث عن جنس الملائكة". اضاف: "نحن امام تحديات كبيرة وامام مسؤوليات وطنية كبيرة علينا ان نبدأ باستكمال هيكلنا السياسي من أعلى سلطة هو رئيس الجمهورية، ووجه تحية الى الجيش اللبناني والى قوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية التي هي في حالة استنفار قصوى لكن حماية لبنان لا تقتصر فقط على الامن العسكري والامني بل وايضا على مظلة الآمان السياسية التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، نحن في حالة تعطيل جزئي او كلي لمجلسي النواب والوزراء وندور في دائرة من دون قرار نهائي لاننا أخطأنا بترك مركز رئيس الجمهورية شاغرا".

وشدد على ان "انتخابات مجلس نيابي جديد قبل الانتخابات الرئاسية ستزيد المشكلة لان الحل الجذري هو انتخاب رئيس جمهورية"، موضحا انه "اذا تابعنا تركيبة منظومتنا السياسية يبقى علينا بعض الاجراءات التي يجب ان نقوم بها وهي انسحاب حزب الله من سوريا". وذكر انه "قال من موقعه الامني السابق ان "حزب الله" ارتكب الخطيئة الكبيرة والتاريخية بدخوله عسكريا الى سوريا واذا كان هناك مجموعات اخرى دخلت ايضا الى سوريا تكون ارتكبت خطأ بحق البلد يجب ان ينسحب الجميع فورا وبأسرع ما يمكن لانه مشروع انتحار ذاتي وسيدفع ثمنه البلد وحتى "حزب الله"، لافتا الى "ضرورة اغلاق حدودنا امام الرياح العاصفة التي تهب في المنطقة سواء بقدرات الجيش اللبناني او قوى الامن الداخلي حتى لو اضطر الامر الاستعانة بقوات اليونيفيل". وخلص الى ان "حماية لبنان تبدأ من موقع رئاسة الجمهورية التي هي مظلة آمان للبنان واستكمال المنظومة السياسية وخروج "حزب الله" واجب فوري واغلاق الحدود بأية وسيلة شرعية وطنية او دولية".

 

سليمان عرض وهولاند التطورات

المركزية- التقى الرئيس العماد ميشال سليمان امس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه وأجرى معه محادثات تناولت التطوّرات الجارية في الشرق الأوسط وانعكاساتها المحتملة على لبنان، والاستحقاقات الدستورية اللبنانية. كما ناقش الطرفان سبل متابعة تطبيق قرارات مؤتمر باريس الذي عُقد في ٥ آذار ٢٠١٤ وأكّد على خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان، كما تناول البحث مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني الذي التأم في ١٧ الجاري. وتم التأكيد على ضرورة دعم المؤسسات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية ووجوب انتخاب رئيس للجمهورية فوراً وفقاً للدستور وعملاً بموجبات النظام الديمقراطي، وضرورة الالتزام بإعلان بعبدا. وكان الرئيس سليمان عقد في باريس لقاءين مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وتم خلالهما البحث والتشاور في الملفات الداهمة وسبل التنسيق في معالجتها.

 

سليمان: على الجميع الالتفاف حول المؤسسة الامنية

وطنية - دان الرئيس العماد ميشال سليمان "العمل الارهابي الذي طاول حاجز ضهر البيدر والمواطنين الابرياء وأوقع عددا كبيرا من الاصابات". ودعا جميع الاطراف الى "الالتفاف حول المؤسسات الامنية"، متمنيا على النواب اداء واجبهم الديموقراطي في انتخاب رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوى المسلحة، لتنسيق الجهود في مكافحة الارهاب". وكان سليمان زار أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الاليزيه وأجرى معه محادثات تناولت التطورات في الشرق الاوسط وانعكاساتها المحتملة على لبنان، والاستحقاقات الدستورية اللبنانية. وناقش الطرفان سبل متابعة تطبيق قرارات مؤتمر باريس الذي عقد في 15 آذار 2014، وأكد خلاصات المجموعات الدولية لدعم لبنان، كما تناول البحث مؤتمر روما لدعم الجيش اللبناني الذي التأم في 17 حزيران، وتم التشديد على "ضرورة دعم المؤسسات وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ووجوب انتخاب رئيس فورا وفقا للدستور وعملا بموجبات النظام الديموقراطي وضرورة التزام اعلان بعبدا". وعقد سليمان في باريس لقاءين مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعرضا الملفات الداهمة وسبل التنسيق في معالجتها.

 

الاحرار: نرفض إجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، وبعد الاجتماع أصدر بيانا اعتبر فيه انه "وللمرة السابعة على التوالي تقوم قوى 8 آذار بتعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بذريعة واهية هي ايصال رئيس وفاقي وبمعنى آخر فرض مرشحهم بعد إضفاء هذه الصفة عليه، ولقد بات واضحا أن زعمهم هذا يقصد منه ممارسة شتى الضغوط والتهديدات لمصلحة الشخص الذي يسير وفق مخطط حزب الله والتزاماته الاقليمية وإلا فخيارهم هو الفراغ للدفع باتجاه ما يسمونه المؤتمر التأسيسي الذي يجاهرون به طوعا". واعتبر انه "هنا تبرز مسؤولية عون الذي نكث بالوعد الذي كان قطعه في اجتماعات بكركي والذي لا يزال يخالف رغبة البطريرك بالنسبة الى تأمين النصاب، ناهيك بعدم تجاوبه مع مبادرة مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع الهادفة الى اتمام الاستحقاق الرئاسي سواء بخوض العماد عون الانتخابات او بالتوافق على مرشحين يحسم بينهما المجلس النيابي"، محملا اياه "مسؤولية إضعاف موقع رئاسة الجمهورية والعبث بالميثاق الوطني، كما تقع عليه تبعة شلل المؤسسات بغياب رأس الدولة وتهديد الاستقرار". ورفض "رفضا قاطعا فكرة إجراء انتخابات نيابية قبل الانتخابات الرئاسية لعدة أسباب وأهمها:

- يشكل انتخاب مجلس النواب قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية انتهاكا للدستور والقوانين والأعراف وتهميشا للاستحقاق الرئاسي في شكل يضعف أكثر مقام رئيس الجمهورية ودوره في الصيغة اللبنانية.

ب - يتسبب بفوضى عارمة على صعيد عمل المؤسسات لا سيما بالنسبة الى دور رئيس الجمهورية في إجراء الاستشارات الملزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيد بعد انتخاب مجلس نواب جديد.

ج - يؤدي الى خلل في أداء السلطة التشريعية حيث ينص الدستور صراحة على اعتبار مجلس النواب، في حال شغور الرئاسة، هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة من دون مناقشة او اي عمل آخر.

د - نعتبر ان الغاية من طرح الانتخابات النيابية أولا سياسية تقوم على فرضيات على صلة بحسابات الربح المأمول جراء قانون الانتخاب، ونطالب بقانون انتخاب جديد يضمن صحة التمثيل، وننظر الى بحثه من قبل مجلس النواب على انه يندرج في تشريع الضرورة لاستكمال تجديد المؤسسات الدستورية.

وختم مشيرا الى ان "الفرق واضح بين فريقي 8 و 14 آذار في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، فبينما ينصب اهتمام فريق 14 آذار على تأمين الإيرادات لتغطية السلسلة مما يبعد شبح الانهيار الاقتصادي والمالي ويؤمن الحقوق للمستفيدين، ينصرف الفريق الآخر الى المزايدات والى السعي لتحقيق المكاسب بخطاب شعبوي يضرب عرض الحائط بالهواجس والاخطار الحقيقية. من هنا دعوتنا هذا الفريق الى الاحجام عن هذه الممارسات وإلى تغليب المصلحة الوطنية العليا بالعمل سويا بروح علمية وبعيدا عن الاستغلال السياسي".

 

دو فريج: معلومات عن محاولات اغتيال ستطال 14 آذار وبري

وطنية - أوضح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دوفريج في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 100,3 - 100,5"، أن "إرجاء حركة أمل مؤتمرا للمخاتير الذي كان سيعقد في الاونسكو، هو بناء على معلومات أمنية"، وقال: "تبلغنا من جديد وفي تقاطع معلومات وليس تأكيدات عن محاولات اغتيال سوف تطال شخصيات من 14 آذار كما رئيس المجلس النيابي نبيه بري". ولم ير ان "الاحتياطات ومهما بلغ قدرها تكون كافية"، مذكرا أن "أحدا لم يحطاط اكثر من الرئيس الشهيد رفيق الحريري". اما في موضوع سلسلة الرتب والرواتب، فأشار الى ان "الخلاف ما زال في الأرقام وما بين الواردات والإنفاق". وإذ اكد أن "توقيف التهريب لا يصح في يوم وليلة، فالتهريب منظم في لبنان ونعرف من وراءه، وهذا أمر يلزمه وقت وجهد وقضاء ملتزم بهذا الأمر، تنفيذ وقف التهريب صعب جدا على الأرض"، اعتبر ان "الزيادة على القيمة المضافة تؤتي بمداخيل جيدة".

 

مجدلاني: فريق 8 آذار يعطل الاستحقاق الرئاسي

وطنية - اعتبر النائب عاطف مجدلاني في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 93,3"، ان "تحصين لبنان يبدأ من خلال انتظام عمل المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ومن خلال العودة الى اعلان بعبدا والنأي بالنفس عن كل ما يحصل في المنطقة، وبالتالي خروج مقاتلي حزب الله من سوريا". وأشار إلى أن "الحوار بين كتلة المستقبل والتيار الوطني الحر اثمر بشكل ايجابي في التعيينات"، آملا "الا يصيب الشلل الحاصل في مجلس النواب الحكومة". ودعا الى "العودة الى الدستور وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت"، معتبرا ان "قوى الثامن من آذار هي من تعطل هذا الاستحقاق المصيري".

وردا على سؤال، قال:"ان مقاطعة تيار المستقبل جلسات مجلس النواب المخصصة لدرس سلسلة الرتب والرواتب هدفها عدم جر البلد الى الافلاس"، مشددا على "ضرورة الاتفاق على ارقام السلسلة خارج قاعة المجلس النيابي لايجاد توازن بين الايرادات والنفقات".

 

حرب من معراب: نؤيد المطارنة بتحميل من يعطل الانتخابات مسؤولية مخالفة الدستور

وطنية - التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء أمس في معراب وزير الاتصالات بطرس حرب على مدار ساعة، وبحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي لجعجع فقد خرج بعدها حرب ليضع الزيارة في إطار تقديم واجب التعزية بالسيد فريد جعجع نظرا لتواجده خارج البلاد خلال مراسم الجنازة. وقال حرب بعد اللقاء:" تطرقنا الى موضوع الفراغ في رئاسة الجمهورية وما رافقه من تطورات ولاسيما مع تأزم العملية الانتخابية لملء الشغور في سدة الرئاسة، وكانت مناسبة للتأكيد على تأييدنا لموقف مجلس المطارنة الموارنة الذي وضع الإصبع على الجرح وحمل مسؤولية تاريخية في مخالفة الدستور لمن يعطل الانتخابات الرئاسية وهو ما يُسيء الى موقع الرئاسة والمسيحيين في لبنان". وأضاف: "لقد بحثنا في كيفية الخروج من هذه الحلقة المفرغة التي وضعنا فيها موقف العماد ميشال عون ومن يؤيده، ونحن نسعى الى إيجاد البدائل إلا أنه يجب أن يكون لدينا حد أدنى من التجاوب من الفريق الذي يعطل النصاب"، داعيا الى الصلاة "لكي يصحو الضمير ولتجاوز المصالح الشخصية الضيقة والاهتمام بمصالح هذا البلد لنحميه من العواصف التي تضرب المنطقة ولاسيما أن مناعته تتضاعف تدريجيا فضلا عن أن غياب رئيس الجمهورية عن رأس السلطة ينعكس على عمل مجلس الوزراء، الذي لم يتفق حتى الآن على صيغة لإدارة البلد الى جانب انعكاسه السلبي على المجلس النيابي شبه المعطل". وعن موقف النائب سليمان فرنجية بأن "لا رئيس جمهورية للبنان لا يرضى عنه بشار الأسد"، اعتبر الوزير حرب أن "هذا الموقف هو اعادة تأكيد من قبل النائب فرنجية ان سوريا لها دور لم تغب عنه على الساحة السياسية في العالم العربي، ولكن في ظل الوضع السوري الراهن ما هي قيمة هذا الموقف؟ فحتى لو أعيد انتخاب بشار الأسد إلا أنه انتخاب جرى في ظل جو حرب واقتتال بالاضافة الى أن العالم غير معترف بشرعية هذه الانتخابات، ما يطرح سؤال: ما مدى ملائمة بقاء فرنجية مع هذا النظام؟".

وردا على سؤال، أشار حرب الى ان "مجلس الوزراء يبحث في آلية تسمح بالإلتقاء حولها لتسيير أمور البلاد والناس، باعتبار أنه لا يمكن أن تتوقف جميع المؤسسات"، مؤكدا أنه "لا يمكن ان تستمر الحكومة والمجلس النيابي والمؤسسات بالعمل وكأن لا مشكلة في البلد، والصحيح أن هناك أزمة كبيرة وهي غياب رئيس جمهورية، وبوجود هذه المشكلة نبحث عن كيفية عدم انهيار البلد من خلال انتخاب رئيس جديد".

وعن انعقاد طاولة حوار داخل المجلس النيابي تشارك فيها قيادات الصف الأول لانتخاب رئيس توافقي، رأى حرب أن "هذه المساعي يمكن أن تحصل ولكن بصورة غير رسمية، وهذا الطرح ما زال بعيدا على الرغم من قيام الرئيس نبيه بري ومعظم الأطراف باتصالات للتوافق على مخرج ولكن للأسف حتى الآن لم تنجح هذه الاتصالات على خلفية ان هناك فريقا يعلن صراحة أن لا رئيس للجمهورية في حال "لم تنتخبوني"، وهذا أمر يعطل مسار البلد وبالتالي يعرضه لمخاطر كبيرة يتحمل مسؤوليتها هذا الفريق".

 

الوطني الحر: نأسف لارتباط الوجود السياسي للبعض بانقسام اللبنانيين

وطنية - صدر عن لجنة الإعلام في التيار الوطني الحر البيان الآتي: "انطلقت منذ يومين حملة تشويش وتضليل تتمحور حول ما قاله النائب ميشال عون في مقابلته التلفزيونية بتاريخ 17 الحالي عن ضمان أمن الرئيس الحريري إذا ما أراد العودة الى لبنان، فترجموا مفهوم الأمن السياسي بعكس مضمونه، ونسبوا للعماد عون نوايا، لا بل نوايا جرمية، واستغرقوا في التأويل والتحليل والهجومات الدونكيشوتية. من المؤكد أن لا أحد، مهما كان جاهلا، يجهل أن الأمن السياسي القائم على المصالحة الوطنية بين المتخاصمين السياسيين هو الضامن لأمن المجتمع بجميع مواطنيه وقياداته وخصوصا القيادات السياسية، ولا أحد يجهل أنه بغياب الأمن السياسي الكل مهدد. أما التجاهل المتعمد، وتحوير معاني الأمن السياسي لإطلاق الاتهامات العشوائية فليس إلا تفلتا لمكبوتات أحدثتها سياسة التقارب التي يعتمدها العماد عون، والتي أدت الى تحقيق إيجابيات على عدة مستويات منها تأليف حكومة وطنية أخمدت نار التصاريح التحريضية وخلقت جوا من التوافق أثمر أمنا على جميع الأراضي اللبنانية وخصوصا في الشمال والبقاع، وحررت العمل الحكومي من التناقضات فأصبح منتجا. نأسف أن يكون الوجود السياسي للبعض مرتبطا بانقسام اللبنانيين، ولا يعيش ويستمر إلا بالتحريض وخلق الانشقاقات والمعارك الوهمية، فمثل هؤلاء يفتقرون إلى المبادىء التي تشجع التوافق ويعجزون عن القيام بأي عمل إيجابي. لن نعطي أهمية لهذه الأقاويل ولا لمطلقيها، أما هذا الإيضاح فهو برسم المواطنين حتى لا يضللوا بهذا الكم من الصراخ القائم على النفاق والتهويل".

 

الحجيري: اصرار على تصنيف عرسال إرهابية

المركزية- أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري ان البعض يريد إبقاء عرسال في قلب الحدث وتصنيفها منطقة إرهابية. وقال لـ"المركزية" ردا على سؤال عن الهوية التي عثر عليها في السيارة المفخخة في ضهر البيدر باسم طارق لطفي الجباوي من عرسال: "ان صاحب الهوية موجود في عرسال وعلمنا من عائلته انه سلّم نفسه لقوى الأمن الداخلي، لذلك فهذه الهوية مزوّرة ومزروعة عمدا. أضاف: منذ بداية الحوادث والبعض يصر على توجيه الإتهام الى عرسال بهدف إبقائها في قلب الحدث وتصنيفها منطقة ارهابية، ففي الأمس دخل الجيش اليها وفتش كل المخيمات. ان عرسال هي المنطقة الأكثر أمانا في لبنان وعلى رغم ذلك يستمرون في الافتراء على ابنائها وأعتبر هذه محاولات لزرع الفتنة السنية ـ الشيعية. وختم الحجيري: ة في حال تورط أي من أبناء عرسال فنحن سنقف ضده. وتقدم الحجيري بالتعازي لأهالي شهداء تفجير ضهر البيدر متمنيا أتمنى الشفاء للمصابين.

 

انفجـار ضهر البيدر قد يصيب "الخاصـرة" السياحيـة "الرخوة"

غبريل: نرفض أي ضريبة جديدة أو زيادة أخرى لتغطية السلسلة

المركزية- تلقفت الأسواق المالية خبر الإنفجار الذي وقع قبل ظهر اليوم في منطقة ضهر البيدر، بحركة طبيعية شابها الحذر والترقب، مع توجّه الأنظار إلى القطاع السياحي، الخاصرة الرخوة في الجسم الإقتصادي، والذي قد تطاله شظايا تداعيات الإنفجار في بداية موسم الإصطياف. رئيس قسم الأبحاث الإقتصادية والمالية في بنك بيبلوس الدكتور نسيب غبريل أوضح لـ"المركزية" في تعليق أوّلي وفوري على الحادثة، أن "التدهور الأمني اليوم، قد تطال تداعياته حركة السياحة المرتقبة وحجوزات الفنادق، إنما لا تأثيرات مباشرة على الأسواق المالية لكون البورصة تعاني أصلاً من الجمود والوهن والسيولة المنخفضة، برغم بعض التحسّن في الأشهر الخمسة الأولى من السنة، لكنها لا تزال عند مستويات منخفضة جداً، حيث التداول خفيف والحركة جامدة ولا سيما في الفترة الأخيرة".

وعن استمرار هذا الجمود برغم استتباب الأمن في الفترة الأخيرة، قال: البورصة تخضع لتأثيرات أكبر منذ ذلك، كالإصلاحات، دخول مستثمرين جدد، طرح أسهم لشركات جديدة في البورصة منها المؤسسات المملوكة من الدولة، وإصلاحات قانونية وتشريعية جديدة، إضافة إلى الإستقرار الضريبي والأمني. الضرائب مرفوضة: ورأى غبريل أن "الضرائب التي يبشروننا بها لتغطية تكاليف سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام، لا تشجع إطلاقاً على جلب الإستثمارات إلى البورصة أو إلى غيرها"، مستغرباً أن "الكلفة الحقيقية للسلسلة ليست معروفة إلى الآن، والواردات مضخّمة، في حين أن الكلفة تفوق الأرقام المطروحة"، لافتاً إلى أن الإصلاحات الواردة في مشروع القانون كان يفترض تطبيقها قبل إثارة موضوع السلسلة وإقرارها، وعلى سبيل المثال هناك بندان في المشروع ينصّ أحدهما على إجراء مسح لمعرفة عدد الموظفين والمعلمين في القطاع العام. والسؤال هنا، طالما لا يعلمون بعد أعدادهم فكيف استطاعوا إذاً تحديد كلفة السلسلة؟! كما كان الأجدى القيام بالإصلاح الإداري قبل إقرار السلسلة بكثير، كي تكافئ الأخيرة الموظف المنتج لا غير المنتج. كل ذلك إلى جانب مكافحة الهدر والتهرّب الضريبي، وتعزيز الجباية بكل تشعّباتها.  واعتبر أن "فرض ضرائب جديدة أو زيادة ضرائب قائمة إن على القطاع المصرفي أو العقاري، لا تضرّ بهذين القطاعين فحسب إنما بصورة لبنان وسمعته، لأن نجاح القطاع المصرفي يعني نجاح قطاعات أخرى، مع الإشارة إلى أن المصارف أقرضت القطاع الخاص 48 مليار دولار، ما يعني أن هناك قطاعات اقتصادية أخرى ناجحة ومستقرة تماماً كما القطاع المصرفي". وتابع "إذا تم استهداف القطاع المصرفي اليوم بضرائب عشوائية، فستبحث الدولة لاحقاً عن قطاعات أخرى ناجحة لتستهدفهم بضرائب عشوائية أخرى إذا قررت صرف أموالها على مشاريع مستقبلية"، مبدياً أسفه "لغياب الوعي الكافي إلى خطورة هذه الضرائب المقررة في مشروع السلسلة". وختم: أي ضريبة ستفرض مجدداً وعلى اختلافها، إن على الأرباح أو الإستهلاك أو غيرهما، ليست في محلها ومرفوضة تماماً بالشكل والمضمون والتوقيت، لأننا دخلنا في السنة الرابعة من الركود الإقتصادي وبمعدل نمو 1،4 في المئة بين العامين 2011 و2013، وفي العام 2014 لم تتغيّر دينامية الإقتصاد برغم التصريحات الوردية عن أرقام النمو. من هنا إن الضرائب المستحدثة ستؤدي إلى انكماش القطاع الذي تستهدفه، وإلى تراجع الحركة الإقتصادية.

 

التفجيرات الارهابية تستبيح لبنان مجدداً وتكشف أمنـــه

الارهاب يتسلل عبر الفشل السياسي وعقــم المعالجــات

لقاء الحريري جنبلاط يتزامن مع القمة السعودية - المصرية

المركزية- رسمت التطورات الامنية الداخلية صورة بالغة القتامة عما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع اللبنانية التي تنحو في اتجاه انحداري مكشوف امنيا وسياسيا واقتصاديا، خصوصا اذا ما طالت فترة الشغور الرئاسي حيث تبدو الاحداث والمستجدات تبتلع بعضها وتتراكم الى درجة يصعب تعقبها. ففي حين كان الملف الابرز معضلة الفراغ وغياب التوافق السياسي حول هوية رئيس الجمهورية العتيد، تفجرت ازمة سلسلة الرتب والرواتب وتقدمت على الاستحقاق الرئاسي. وبينما كان البحث جاريا في كيفية ايجاد حل لاقرار السلسلة وتأمين المرحلة الثانية من الامتحانات الرسمية المتمثلة بأعمال التصحيح جاء تفجير "ضهر البيدر" الذي نجا منه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، بما يرمز اليه على مستوى قدراته الفائقة امنيا وسياسيا على توفير المخارج والحلول لكثير من الازمات، ليبتلع سائر الملفات نسبة لمكامن الخطر الفائقة فيه والتي اثبتت مدى خطورة اللعب بالورقة الامنية في ظل الفراغ المتمدد من الرئاسة الى سائر المؤسسات الدستورية والذي حذرت منه اكثر من دولة على لسان دبلوماسييها العاملين في لبنان.

نجاة ابراهيم: صباح لبنان لم يكن عاديا، استفاق المواطنون على "حزمة" اجراءات امنية غير اعتيادية منذ ساعات الفجر الاولى، حواجز وقطع طرقات وارجاء مناسبات وزيارات ومداهمات وتوقيف ارهابيين تضاربت المعلومات في شأن عددهم واهدافهم، وما لبث القلق من استهدافات معينة ان ترجم مأساة ضربت في الصميم مؤسسة قوى الامن الداخلي بالتفجير الذي نفذه انتحاري على حاجزها الثابت في منطقة ضهر البيدر، ما ادى الى مقتل احد عناصرها وجرح 34 شخصا في حين حالت العناية الالهية دون تعرض اللواء ابراهيم للاذى. اذ تبين استنادا الى المعطيات الامنية ان الانتحاري الذي فجر نفسه داخل سيارة رباعية الدفع من نوع مورانو – نيسان فضية اللون مطاردة من القوى الامنية ومعممة مواصفاتها سابقا، كان يستهدف موكب اللواء ابراهيم لكنه اضطر الى التفجير بعدما حاول عناصر الحاجز توقيفه، وتبين لاحقا ان الانفجار وقع على بعد نحو مئتي متر من موكبه الذي كان متوجها الى البقاع.

خيوط ومعلومات: وفي حين اكدت مصادر الامن العام ان المؤسسة كانت تملك خيوطا ومعلومات عن مخطط لاستهداف اللواء ابراهيم واتخذت للغاية اجراءات احترازية، اتهم ابراهيم الموساد الاسرائيلي بالانفجار بعدما سرب وثيقة عن محاولة استهدافه بثتها قناة "I 24" الاسرائيلية افادت بان جماعات مسلحة تأتمر بكتائب عبدالله عزام تخطط لعمل ارهابي كبير في لبنان يستهدف شخصية امنية رفيعة، مرجحة ان تكون اللواء ابراهيم. واشارت الى ان "الموساد" حصل على هذه المعلومات من عملائه في مخيم عين الحلوة.

وتفقد مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص موقع الانفجار الذي فرضت القوى الامنية طوقا حوله وقطعت طريق ضهر البيدر في الاتجاهين حيث عثر داخل السيارة المفجرة على هوية باسم طارق لطفي الجباوي من عرسال تبين لاحقا انها مزورة.

"ثكنة" بيروت: اما الاجراءات الامنية لا سيما في بيروت وتحديدا في منطقة الحمرا، فأدت الى توقيف 12 شخصا في فندق نابوليون واثنين اخرين في فندق كازادور، ينتمون بحسب المعلومات التي رشحت من مصادر امنية الى شبكة ارهابية دخلت لبنان امس، ورصدت منذ دخولها عبر مطار بيروت من جهاز الامن العام وصولا الى حجز غرف في الفندقين الى ان تمت المداهمة صباحا. واشارت الى ان الموقوفين ينتمون الى جنسيات عربية عدة تردد ان من بينهم احد المسؤولين الرفيعين في تنظيم "داعش" كان وصل الى لبنان مع نحو اربعين شخصا عبر اوراق ثبوتية مزورة بهدف تنفيذ عمليات تستهدف شخصيات امنية وقادة اجهزة تتولى مهمة محاربة الارهاب.

وحولت الاجراءات الامنية الصباحية العاصمة بيروت الى ما يشبه ثكنة عسكرية، اذ انتشرت الحواجز الامنية على مختلف الطرقات واتخذت اجراءات مشددة في محيط مقار قوى الامن والثكنات العسكرية وطريقي المطار والمستشفى العسكري وبئر حسن والاونيسكو والاشرفية والصنائع وعين التينة حيث قطعت الطريق وتم تحويل السير الى طرقات اخرى فرعية.

وازاء التطورات الامنية يعقد اجتماع امني موسع برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لمواكبة الاوضاع المستجدة لتعذر انعقاد المجلس الاعلى للدفاع في ظل الفراغ الرئاسي يرتقب ان تصدر عنه قرارات على مستوى الحدث الامني.

أبعد من الامن: وسط هذه الاجواء، وعلى وقع تداخل الواقع السياسي بالامني، استغربت مصادر سياسية متابعة كيف ان ملف الامن قفز فجأة الى واجهة الاهتمام من خلال حوادث التفجير والمداهمات وقطع الطرقات والتدابير والتعاميم والاجراءات، حتى بدا وكأن هناك تقصدا لتكبير الحجم في الموضوع واستغلاله سياسيا، علما ان هذا الملف كان موضع متابعة منذ اكثر من اسبوع وحتى ما قبل زيارة وزير الخارجية الاميركية جون كيري الى بيروت التي اكد خلالها ضرورة تحصين الوضع والحرص على عدم هز الاستقرار.

وبعيدا من الواقع المؤلم الذي طاول القوى الامنية في ضهر البيدر، اشارت المصادر الى ان الاجهزة الامنية كانت منذ قرابة شهر مضى تقوم بمداهمات في بيروت وجوارها، حتى ان حملتها هذه شملت الضاحية الجنوبية واعالي الجبال ووصلت الى منطقة في اعالي المتن الشمالي حيث تم القبض على بعض العناصر المنتمية الى التنظيمات المتطرفة كانت استأجرت منازل بذريعة الابتعاد عن بيروت والاصطياف. وان مثل هذه الحملة الاستباقية التي قامت بها الاجهزة اتت اثر تقاطع معلومات استخبارية لدى اكثر من جهاز عربي وغربي ونصائح وصلت الى المسؤولين اللبنانيين مدنيين وعسكريين بضرورة الحيطة وحتى عدم التنقل. من هنا، قالت المصادر ان اشاعة الهلع وقطع الطرقات في معظم المناطق والمرافق اللبنانية ساحلا وجبلا اليوم ليس محض صدفة، خصوصا ان الجميع يدرك ان هز الاستقرار على الساحة اللبنانية كما المحافظة على هدوئها ليس في يد اللبنانيين. قمة سعودية مصرية: وفي خضم الانهماك الداخلي بمعالجة الوضع الامني، ينعقد في باريس مساء اليوم الاجتماع المرتقب بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط بما يكتسب من اهمية على مستوى الحدث السياسي، وذلك بعد اللقاء الذي جمع امس الرئيس ميشال سليمان مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خصوصا انه يتزامن مع القمة السعودية – المصرية التي جمعت العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اول زيارة يقوم بها الى مصر منذ سقوط الرئيس حسني مبارك عام 2011، حيث توقف العاهل السعودي في القاهرة آتيا من المغرب في زيارة غير رسمية واستقبله في المطار الرئيس السيسي وعقدت محادثات تناولت سبل التعاون والتحضيرات لمؤتمر المانحين الذي دعا اليه الملك عبدالله لدعم الاقتصاد المصري في المملكة اضافة الى التطورات السياسية في المنطقة لا سيما الوضع العراقي والازمة السورية.

 

الراي": دوامة تطيير نصاب "السلسلة" لن تقف عند حدود

المركزية- لفتت جهات سياسية لصحيفة "الراي" الكويتية، الى ان "دوامة تطيير نصاب الجلسة النيابية المخصصة لموضوع سلسلة الرتب والرواتب لن تقف عند حدود قريبة ما دام مصير الأزمة الرئاسية صار أشدّ غموضاً من اي وقت في ظل التطورات في العراق في وقت كانت غالبية الرهانات اللبنانية لانتخاب رئيس جديد معلقة على حوارات او مفاوضات او تسويات اقليمية أطاحتها أخيراً الأحداث العراقية".

ورأت الجهات ان "ثمة عاملاً جديداً بدأ تلمُّسه بقوة في المناخ اللبناني وهو يتمثّل في الإرباك الواسع الذي يضرب حسابات القوى السياسية واختلال حساباتها السابقة على وهج الحدَث العراقي، وتبعاً لذلك بدت الضجة التي أثارها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في تصريحاته الاخيرة التي فُهم منها انه يقايض رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتوفير أمنه السياسي والشخصي مقابل موافقته على انتخاب عون رئيساً للجمهورية انعكاساً للبلبلة التي تسود فريق 8 آذار في ظل صدمة الحدَث العراقي". واعربت عن "خشيتها من ان تكون الأزمة الرئاسية مرشحة لان تطول أكثر بكثير من التقديرات التي كانت سائدة قبل أسابيع قليلة، او تعطيل الحكومة وتحويل واقعها الى حالة أقرب ما تكون الى تصريف أعمال مقنّع بعد تعذُّر الاتفاق على آلية لعمل مجلس الوزراء وقراراته بما يشلّ المجلس تماماً".

 

مسيحيو عبرا مدعوون لمراعاة صيام المسلمين بسبب المفتي نصار

فـادي ثلـج/لبنان الآن

"نلفت انتباه جميع المقيمين... إلى احترام حرمة الشهر الكريم وخصوصية المسلمين الصائمين في عدم المجاهرة بالإفطار...". هذا ما نصّ عليه التعميم الصادر عن رئيس بلدية عبرا وليد مشنتف، داعياً أصحاب المقاهي والمطاعم للاستعداد لقدوم شهر رمضان المبارك.   وكان مشنتف الموجود حالياً خارج لبنان، قال لموقع NOW إن البيان الصادر عن البلدية "أتى انطلاقاً من احترام معتقدات الغير، خاصةً وأن المقيمين ضمن نطاق عبرا معظمهم من الأخوة المسلمين، وبنسبة 80% تقريباً". لكن المفاجئ ما كشفته لموقع NOW مصادر مطلعة في صيدا بأن "الشيخ أحمد نصار المعين مفتياً لصيدا وأقضيتها بشكل غير شرعي من قبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مكان المفتي الأساسي للمدينة الشيخ سليم سوسان، هو من أرسل كتاباً إلى رئيس بلدية عبرا وليد مشنتف وضغط عليه لإصدار البيان الذي طُلب فيه عدم المجاهرة بالإفطار في شهر رمضان، ما دفع مشنتف إلى التجاوب معه". وأشارت المصادر إلى أنّ "نصّار أرسل رسائل، تحمل المطلب نفسه، إلى بلديات شرق صيدا وإلى بعض الجمعيات، باسم دار الفتوى، ولكن لم يتم الأخذ بها، لأنّها لم ترسل عبر محافظة الجنوب، بالإضافة إلى عدم اعتراف معظم تلك البلديات بشرعية الشيخ أحمد نصّار كمفت لصيدا".

وحصل موقع NOW على نسخة من الرسالة المُرسلة من نصّار إلى بلدية عبرا، والتي تطلب أيضاً من أصحاب المطاعم والمقاهي عدم الإجهار بالإفطار.

مشنتف أصر على أن البيان "تأكيد على العيش المشترك ونابع من تمنٍّ بمحبّة، وليس بفرض، بعدم المجاهرة بالإفطار، لأن أحداً لا يستطيع أن يفرض شيئاً على الشريك في الوطن"، وشدد على أن هناك "من يقصد الصيد في المياه العكرة، ويريد تحويل الموضوع إلى سياسي وطائفي".

وكانت بعض صفحات التواصل الاجتماعي تداولت البيان بنوع من الاستغراب، وشكّكت في أسباب إصداره، مرجّحة أن يكون ذلك ناجماً عن ضغوط تعرّض لها رئيس البلدية.

 لكنّ مشنتف قال إن "الأشقاء المسلمين في عبرا وفي مدينة صيدا يشاركون دائماً جميع أفراح وأحزان المسيحيين، وعلينا أن نترجم أننا عائلة واحدة في بلدة عبرا، التي يسكن فيها المسلمون والمسيحيون، وأن نحترم دائماً خصوصيات بعضنا البعض بعيداً عن أي حسابات سياسية ضيقة"، مشدداً على أن "عبرا في السابق واليوم هي مثال للمحبة والعيش الواحد تحت سقف القانون واحترام الغير".

 المحامي أيمن حسن البابا، أوضح من ناحية قانونية لموقع NOW، أن "القانون اللبناني لا يفرض شيئاً حول عدم المجاهرة بالطعام أو بالشراب"، وقال: "اطّلعت على البيان ومضمونه يعبّر عن لياقة واحترام لمشاعر المسلمين الصائمين، ولا يوجد فيه أي توجّه بالغصب أو بالكراهة لأحد بعدم المجاهرة بالطعام"، معتبراً أن البيان أتى "كرسالة إنسانية من معتقد إيماني وتقبّل الآخر بعيداً عن أي حسابات سياسية، وبالتالي لا مشكلة قانونية فيه".  الناشط في العمل الاجتماعي المحامي رائد عطايا، والمقيم في منطقة عبرا، رأى بدوره في حديث مع NOW أن البيان الصادر عن رئيس البلدية هو "بيان للتقارب بين المسلمين والمسيحيين"، لكنّه لفت كذلك إلى أن "قانون البلديات ومختلف القوانين البلدية لا تجيز لأي إدارة محلية أن تصدر بياناً يرتبط بقرار ديني أو بممارسة معتقد ديني".

 جريس، ابن بلدة عبرا، قال من ناحيته لـNOW إن بيان مشنتف "حوّله البعض وكأنّ رئيس البلدية متآمر على المسيحيين، أو أن المسيحيين يحاولون إرضاء الأكثرية من المسلمين في منطقة عبرا"، وأضاف: "يجب أن يعرف الجميع أن النطاق البلدي لبلدة عبرا كبير جداً، ومن الطبيعي ان يصدر هذا البيان الذي شخصياً أعتبره بمثابة مبادرة من بلدية عبرا التي تضم أحياء كثيرة يقطنها مسيحيون ومسلمون، وتضم المساجد والكنائس". إلى ذلك أكّدت مصادر رفيعة المستوى في دار الإفتاء في مدينة صيدا، لموقعNOW، أن لا علاقة لمفتي المدينة سليم سوسان، لا من قريب ولا من بعيد، ببيان بلدية عبرا، مشددةً على أنّ "دار الافتاء من أشد الحرصاء على أطيب العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في صيدا وكل المناطق اللبنانيّة".

 

العراق في ظلّ الثورة السنّية

 خيرالله خيرالله/ايلاف

كان التأسيس للمرحلة الراهنة التي بلغها العراق، المهدّد بالتقسيم الفعلي، بعدما كان هذا التتقسيم معمولا به نظريا، منذ ما قبل اسقاط النظام العائلي ـ البعثي لصدّام حسين في التاسع من نيسان ـ ابريل ٢٠٠٣. يومذاك  سقطت بغداد وسقط التمثال...ودخل العراق عهد الهيمنة الإيرانية التي رافقتها محاولات جدّية بذلها الأكراد للمحافظة على اقليمهم وابقائه بعيدا عن دورة العنف الناجمة عن  انفلات الغرائز المذهبية، الغرائز ذات الطابع الشيعي والسنّي تحديدا. لا يمكن في أي شكل الدفاع عن نظام صدّام الذي لعب دورا اساسيا في القضاء على نسيج المجتمع العراقي والذي افتقد في كلّ وقت الحس السياسي واستعاض عنه بالحسّ القمعي القائم على مبدأ التخلّص من أيّ مواطن لمجرّد الشكّ في نياته. في الواقع، لم يكن نظام صدّام مسؤولا وحده عمّا حلّ بالعراق وصولا إلى الإحتلال الأميركي. كان عهده الطويل تتويجا للتدهور البطيء للبلد على كلّ المستويات. بدأ التدهور في اليوم الذي  اطيح فيه الحكم الملكي الهاشمي عن طريق انقلاب عسكري دموي في الرابع عشر من تمّوز ـ يوليو ١٩٥٨. لم ير العراق يوما أبيض منذ الإنقلاب الذي نفّذته مجموعة من الضبّاط الجهلة المتعطشين للدّم. هؤلاء لم يدركوا في أيّ وقت معنى السعي إلى بناء دولة تحترم الحدّ الأدنى لحقوق الإنسان وتحافظ على البيوتات التجارية والصناعية العراقية وعلى الأجانب والعرب المقيمين في العراق للعمل فيه والإستفادة من ثرواته. كان هؤلاء وبينهم عائلات لبنانية وسورية مصدر غنى للمجتمع العراقي بديلا من التقوقع والتراجع على كلّ المستويات.

زادت أوضاع العراقيين تدهورا في صيف العام ١٩٧٩ عندما اصبح صدّام حسين رئيسا ولعب لعبة الحرب مع ايران غير مدرك أنّه يخوض مغامرة لا يمكن إلّا أن ترتد عليه يوما. لم يدرك أن محاربة نظام متخلّف مثل النظام الإيراني، يريد تصدير ثورته عبر الغرائز المذهبية، لا يمكن أن تكون بواسطة دخول الأراضي الإيرانية وبدء حرب استمرّت ثماني سنوات عادت بالويلات على العراق بالرغم من اجباره ايران على الشرب من كأس السمّ أخيرا. بدّد صدّام معظم الثروات العراقية وبدّد بعد ذلك ما بقي منها عندما اقدم على مغامرته المجنونة باحتلال الكويت صيف العام ١٩٩٠ غير مستوعب للنتائج التي يمكن أن تترتّب على جريمة موصوفة من هذا النوع. يشبه ما يشهده العراق في هذه الأيّام، إلى حدّ كبير، انتفاضة مطلع العام ١٩٩١ على نظام صدآم حسين. الفارق الكبير بين انتفاضة الموصل وتكريت الحالية وانتفاضة ١٩٩١ التي جاءت بعد هزيمة الجيش العراقي في الكويت أن ما يجري اليوم لا يلقى دعم قوى خارجية. في ١٩٩١ كانت ايران وراء الإنتفاضة وبعثت بقوات تضمّ عراقيين مدربين لديها للمشاركة في أعمال التخريب في الجنوب العراقي. شمل التخريب وقتذاك كلّ ما له علاقة بمؤسسات الدولة والسجلات العقارية والمدنية.

كان المطلوب ازالة كلّ أثر للدولة في العراق وصولا إلى تغيير تركيبة المجتمع... انضمّ الأكراد إلى تلك الإنتفاضة ولكن من دون دعم خارجي يذكر. كان طموحهم مقتصرا على الإستفادة من هزيمة صدّام حسين في الكويت لرفع بعض الظلم الذي لحق بهم طوال يسنوات طويلة... ما نشهده في العراق اليوم هو أقرب إلى ثورة شعبية في المناطق السنّية أكثر من أي شيء آخر. صحيح أن هناك شيئا اسمه "داعش"، أي الدولة الإسلامية في العراق والشام، لكن الصحيح أيضا أنّ هناك قوى أخرى منتفضة بينها انصار حزب البعث والعناصر التي كانت تنتمي إلى الجيش الذي حلّه الأميركيون الذين تسببوا بقطع أرزاق نحو نصف مليون عائلة. الأهمّ من ذلك كلّه أن هناك عشائر عربية ثارت أيضا. جاءت ثورتها تعبيرا عن رفض الظلم الذي عمل نوري المالكي على تعميمه في كلّ المناطق العراقية من منطلق مذهبي بحت. ثبت أنّ المالكي لا يختلف كثيرا عن صدّام حسين، مع فارق أنّ صدّام لم يكن طائفيا. وهذا جانب في شخصيته لا يمكن التهرّب من الإعتراف به. يحصد العراق حاليا ما زرعته ايران التي استخدمت المالكي في فرض نفوذها على البلد. لكنّ الخطأ، في اساسه، ليس ايرانيا. هناك رغبة ايرانية قديمة في اعتبار العراق منطقة نفوذ تدار من طهران. هناك أيضا رغبة ايرانية في الإنتقام من كلّ عراقي لعب دورا في حرب ١٩٨٠ ـ ١٩٨٨.

هذا واضح من خلال اغتيال المئات، وثمة من يقول الآلاف، من الضباط والطيارين العراقيين، الذين شاركوا في تلك الحرب. الموقف الإيراني يبدو طبيعيا، خصوصا اذا أخذنا في الإعتبار الحاجة إلى بعض النفط العراقي في المدى الطويل. ما ليس طبيعيا أن تكون الولايات المتحدة لعبت الدور المطلوب منها ايرانيا في العراق. فالولايات المتحدة كانت وراء حلّ الجيش العراقي. والولايات المتحدة مهّدت لغزو العراق بالتنسيق مع ايران وليس مع أيّ دولة أخرى في المنطقة. والولايات المتحدة أقامت مجلس الحكم الإنتقالي الذي كرّس بعيد الغزو تهميش السنّة العرب في العراق. قبل ذلك كلّه وفي كانون الأوّل ـ ديسمبر ٢٠٠٢، قبل اربعة أشهر من بدء الهجوم الواسع على العراق، انعقد في لندن مؤتمر للمعارضة العراقية برعاية أميركية ـ ايرانية. خرج المؤتمر بوثيقة تتحدّث للمرّة الأولى في التاريخ الحديث للبلد عن "الأكثرية الشيعية في العراق" وعن الدولة "الفيديرالية". كان الحديث عن الفيديرالية مسألة طبيعية في ضوء الظلم الذي تعرّض له الأكراد، الذين يريدون العيش بسلام بعد كلّ التجارب التي مرّوا فيها، بما في ذلك الحروب في ما بينهم. لكن الكلام عن "أكثرية شيعية" جاء تعبيرا عن رغبة واضحة في ادخال العراق في متاهات الصراعات والمواجهات المذهبية. لماذا الإصرار الأميركي على تلك الرغبة التي لها ما يبررها ايرانيا؟ لا يزال الجواب عن السؤال صعبا. إنّه بصعوبة التكهّن بما سينتهي عليه العراق اثر الثورة التي تشهدها المناطق السنّية ذات العمق السوري. 

 

لبنان: لم يحن وقت الزيارة

حسين شبكشي/الشرق الأوسط

يحاول ويسعى أكثر من طرف في لبنان إلى «طمأنة» أهل الخليج العربي عموما، والسعودية تحديدا، وخصوصا أنه لا بأس من زيارة لبنان، وأن الوضع «آمن ومطمئن»، وذلك لأجل إنقاذ الوضع المتهالك اقتصاديا في لبنان الذي يعتمد مدخوله بصورة عامة على الاقتصاد الخدمي، وهذا القطاع يعد السياحة والقطاعات التابعة لها حجر الزاوية الرئيس له. إلا أن الوضع في لبنان ليس بآمن ولا مطمئن؛ الحوادث اليومية والمتزايدة في حدة العنف فيه، التي يجري تغطيتها على أساس أنها حوادث فردية «تحدث في كل بلد»، من الواضح أنها باتت حوادث انتقامية بين الأطراف السياسية ومؤيديها التي قسم البلد بسببها.

لبنان غير قادر على اختيار رئيس للبلاد، ويصر البعض من ساسته على القذف بالبلد إلى هوة الضياع. دخل هذا الفريق بالبلد إلى غياهب المجهول بدعمه لنظام في سوريا (كان حتى العهد القريب محتلا للبنان نفسه)، ولكن «حزب الله» بهذا العمل أسقط القناع السياسي الذي كان يستخدمه ليظهر الوجه الطائفي الحقيقي له، وهذا بطبيعة الحال سيزيد من لهيب وحدة الأزمة السياسية في لبنان لتصل إلى عنف حاد، وهو الذي يجعل البلد اليوم على «كفوف العفاريت» وليست كفا واحدة فقط، والإحساس واصل للجميع، لأن هذا هو، تحديدا، الذي جعل الجهات الأمنية في لبنان تخاف وتمنع إقامة مباراة كرة سلة بين فريقين ومنع حضور الجمهور لها خوفا من «التوابع» لذلك. وأوضحت الجهات الأمنية المعنية أنها اتخذت هذا القرار لأسباب «أمنية مهمة». ومن ثم يأتي بعد ذلك تصريح الزعيم المسيحي للتيار الوطني، الجنرال ميشال عون، وهو يقول إنه «هو الوحيد القادر على تأمين سلامة سعد الحريري الشخصية إذا ما جرى ترشيحه لرئاسة لبنان»، وهذا التصريح لا يليق بسياسي يطمح لرئاسة دولة مدنية تعايشية، بل يدينه. وهذا التصريح كان من الأنسب أن يكون ضمن شهادات واعترافات الشهود الشرفاء في المحكمة الدولية بلاهاي، والمتعلقة بالجرائم البشعة الخاصة بلبنان، لا بوسيلة ضغط لأجل مآرب شخصية للوصول إلى كرسي الحكم الذي تحول إلى كابوس لشرفاء لبنان. هذا كله لا يمكن أن يكون «جوا آمنا ومطمئنا»، إضافة إلى أن هناك أصواتا إعلامية تكن العداء لدول الخليج، ولا تتوانى بتوجيه كل أنواع الاتهامات والإساءات لحكومات هذه الدول. لا يمكن أن يقبل أي عاقل هذا النوع من الإساءات.  لبنان بحاجة إلى أن يعي أبناؤه أنهم هم وحدهم مسؤولون عن إصلاح بلادهم وتهيئة المناخ السوي الذي حقا سيكون مرحبا ومؤهلا لاستضافة الزوار ومحبيه من كل أنحاء العالم بلا استثناء، وحتى وقتها فمن العقل والمنطق أن يقال: «لا تزوروا لبنان حتى يستقر ويرسل رسالة ترحيب حقيقية لزواره».

 

عائلتا خوند وعيراني... «حرمونا» منك يا أبي

ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

كادَ الصمت يخرج عن سكوته تأثّراً، ورنا لم تملَّ من طرح الأسئلة على نفسها من دون أن تلقى أيّ جواب. من سيُمسك بيدي إلى باب الكنيسة يوم زفافي؟ إذا التقاني، هل سيعرف أنّني ابنته؟ هل يعلم أنّنا نبحث عنه؟ كيف أغفو ليلاً وهو يتعذّب؟

في عيده... رنا تسأل من حقي معرفة مصير والدي

أكثر من 20 عاماً وهواجسُ إبنةِ المخطوف بطرس خوند، تكبر ككُرة ثلج. لا الشوق إليه أعياها، ولا الحنين إلى أحضانه أضناها، قطعَت وعداً على نفسها أن تكون «صخرة كبطرس»، ولكن مع كل 21 حزيران «حرقة بقلبي بتتجدَّد»، على حدّ تعبيرها. تختلف معاني عيد الأب بالنسبة لإبنةٍ خُطِف منها والدها، ولم تكبر إلّا مع صورِه منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، فتقول لـ«الجمهورية»: «كنتُ أتمنّى أن يكون بقربي نحتفل معاً. المؤسف أنّ مصيره مجهول، لا بل إنّه في مكان يُمعِنون في تعذيبه، فلا القدَر شاء ذلك ولا الله، إنّما هناك من اختارَ له هذا المصير، وقلبَ حياتنا رأساً على عقب».

تحرص رنا في هذا العيد على إلهاء نفسها بالعمل وبقضايا لا تتيح لها التفكير بفقدانِها لوالدها: «أبذلُ ما بوسعي لأُبقي معنوياتي مرتفعة ومتماسكة، خصوصاً أمام والدتي، وأنهمك بمسائل خاصة».

في مقابل صلابة مواقفها، لا تنكر رنا، كغيرها من أبناء المختطفين، شعورَها بأنّ الحياة تضيق بها، ينهدّ حَيلها، فتُخبر: «على رغم أنّ الحياة تُعلّمنا القساوة والتعالي على الجراح، لكنّ بعض المواقف يصعب عليّ نسيانها، وخصوصاً المناسات الشخصية، مثل مناولتي الأولى، تخرّجي من المدرسة... وأحيانا عندما أكون بمفردي أقود سيارتي أتذكّره، وقد أبكي وحيدة، وأكثر ما يزيدني ألماً أنّه لا يمكنني فعل شيء للتخفيف من عذاباته، فأشعر بالذنب، على رغم أنّ دولتي برُمَّتها عاجزة عن التحرّك». حيال جرحِها الذي لا يندمل إلّا بملاقاة أبيها، تنحني رنا للدور الذي أدّته والدتُها، فتقول: «كانت لي الأب والأمّ، إستمدّيتُ منها قوّتي وشجاعتي في مواصلة الحياة، ولها الفضل الأكبر في عدم إشعارنا بفراغ الوالد».

12 عاماً... كأنها البارحة

 في وقتٍ تسترق رنا النظر إلى ملامح وجه عمّها البكر، لتتكهَّن صورة ولدِها بعد هذه الأعوام، في انتظار أن تلتقيه، تستقبل جوسلين عيراني 21 حزيران، بمرارة، وتسأل: «كيف لي أن ألغي هذا اليوم من روزنامة حياتي، وزوجي وُلِد يوم عيد الأب؟».فعلى رغم مرور 12 عاماً على قتلِ زوجها الشهيد رمزي عيراني، تشعر جوسلين بـ«المرارة ذاتها»، فتتحدَّث عن الأدوار التي تزيد على كاهل الأمّ، وتقول: «على الوالدة مَلء الفراغ، ومَحو الحزن من عيون أولادها، لتُبعِد عنهم فكرة غياب والدهم...».

وتضيف: «حاولتُ قدرَ المستطاع توفير الأجواء المؤاتية لولدَيّ منذ الصِغر، وخصوصاً في المدرسة حيث إحتكاكهما الأوّل مع المجتمع، وبشيء من الفكاهة حاولتُ تمرير بعض الرسائل إليهما».

أكثر ما يزيد دورَ جوسلين صعوبة ومسؤوليّة، المناسبات، وخصوصاً إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد زوجها، فتقول: «مثل بقيّة أولاد الشهداء، تُعيد هذه الذكرى إلى أذهانهما حجمَ مأساة الواقعة، وتؤجّج حزنَهما، لذا تكون فترات المناسبات أصعب من غيرها، نظراً إلى الأثر الذي تولّده. ولا شكّ في أنّ طريقة قتل رمزي بعد فترة على خطفِه، لها تأثير خاص، من هنا يترتَّب على الأم مسؤوليات لم تختبرها سابقاً».

لا تُنكر جوسلين أنّها قد تكون أضعفَ من ولديها، أحياناً، ولا تجرؤ على التحدّث معهما عن والدهما، فتقول: «كنتُ أعتقد أنّهما لا يعلمان ببعض الصوَر المؤثرة المحيطة بجريمة قتل رمزي، ولكنّني اكتشفت أنّهما على معرفة، إلّا أنهما لم يحاولا فتح الموضوع معي». في كلّ الظروف تحرص جوسلين على إخفاء حزنها عن ولديها: «قد تبدو الحياة ظالمة، ولكن على الأمّ أن تغلق باب غرفتها، وتدع حزنَها جانباً لتعيش حياةً أخرى مع أولادها، على نحوٍ لا تلقي همّها عليهم، بصرفِ النظر عن عمق المأساة».

علم النفس

 يولي الاختصاصي في الأمراض النفسية والعقلية الدكتور أسامة دحدوح أهمّية كبيرة لحضور الأبوين في الأسرة، فيقول: «يختلف دور الأب نفسياً عن مهمّة الأم، فهو يشكّل رمز السلطة الأبوية و«الوهرة» التي تُتيح للولد أن ينمو على نحوٍ طبيعي ويكوّن ذكاءَه الإيجابي، ولا نعني بهذه السلطة الصراخ والضرب، إنّما المثال الأعلى والقدوة المعنوية والجسدية التي يستند عليها الأولاد». ويضيف: «أمّا سلطة الأم، فتشكّل مصدر الحنان والعاطفة، تساعد أولادها في التعبير عن مكنونات صدورهم. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ السلطتين تتمتّعان بميزتَي الهدوء والجدّية في التعامل مع الأبناء». ويُشدّد دحدوح في حديثه لـ«الجمهورية»، على ضرورة مصارحة الأولاد بحقيقة غياب الأب عن أسرتِه، قائلاً: «سواء غيَّب الموت الوالد أو خُطِف، فلا بدّ من إخبار الولد بتفاصيل ما حدَث وإشراكه بما نشعر به، فذلك يُخفّف عنه صعوبة مرارة اكتشاف الواقع الأليم في مرحلة لاحقة، ويتيح له الترعرُع على نحو سَويّ. فمعرفتُه المبكرة للحقيقة المُرّة تُخفّف عنه مشكلاتٍ وعقداً نفسية في المستقبل».

هل من بديل؟

 يُحذّر دحدوح من إبقاء الولد معلّقاً بمنطقة رمادية، فـ«معايشة الأوهام والوقوف على الأطلال قد تُلهي الولد عن مواصلة مسار حياته وتحقيقه لذاتِه، من هنا لا بدّ من التأكّد أنّه تعايشَ مع الواقع من دون أيّ لبسٍ أو أوهام». أمّا بالنسبة إلى أساليب تعويض غياب الوالد، فيجيب دحدوح: «لا شكّ في أنّ للأم دوراً أساسياً في مَلء الفراغ ومسانَدة الولد ليواصل حياته طبيعياً، عبر توفير الدعم المعنوي والعاطفي»، مؤكّداً «أنّ الإغداق بالهدايا والمشاعر المزيّفة على الولد، قد يزيد وضعَه سوءاً»، لذا يَنصح في عدم التردّد باستشارة اختصاصيّين. في حالتَي خوَند وعيراني ترتسم في الأذهان صورة واحدة... صورة الحرب بكلّ بشاعتها، وبأشكال مُختلفة، بينها الخطف، مثلما حصَل مع خوند وعائلة جوزف صادر وعشرات العائلات الأخرى التي لا ذنبَ لها سوى أنّها آمنت بلبنان وصمّمت على البقاء فيه، هذا من دون فتح ملفّ المُعتقلين في السجون السوريّة، الذي ما زال حتّى اليوم يشكّل جرحاً نازفاً في وجدان مئات العائلات اللبنانيّة. أمّا الوجه الآخر للحَرب، فهو الاغتيال السياسي الذي أدّى إلى حرمان عائلات الشهداء من حُضور الأب ودوره، وذلك لسبب أوحد ألا وهو أنّ هؤلاء الآباء وغيرهم قرّروا مُمارسة دورهم في قلب العائلة الوطنيّة، فكان نصيبهم الاغتيال.

 

أوباما وخيبة أمل طهران

مصطفى فحص/الشرق الأوسط

وجدت طهران في أزمة الموصل الفرصة الذهبية، من أجل استدراج واشنطن إلى تعاون مشترك معها، يصل إلى مستوى التحالف الموضوعي بوجه «داعش»، وقدمت نفسها على أنها شريك وحيد لواشنطن في حربها على الإرهاب، فقد سارعت القيادة الإيرانية بشخص الرئيس الشيخ حسن روحاني في بداية الأزمة، إلى تقديم عرض تلو الآخر للإدارة الأميركية، من أجل استدراجها إلى التنسيق المشترك في العراق، مع الاستعداد لتقديم كل التسهيلات بحال قررت واشنطن التحرك الأمني أو العسكري، واستغلت فرصة وجود فريقها النووي المفاوض في جنيف، من أجل طرح الملف العراقي على طاولة المباحثات، وراهنت على القلق الأميركي من توسع هذه الجماعات، وتهديدها للأمن والاستقرار العالميين، ما يعطي طهران حصرية الإمساك بورقة التفاهم معها على العراق، ويضمن لها عدم دخول لاعبين إقليميين، يمكن لهم التأثير على مجريات الأحداث، ويصبحون مع الوقت شركاء في حل الأزمة العراقية، ما ينعكس سلبا على حجم الاستحواذ الإيراني على العراق، منذ خروج القوات الأميركية دون توقيع اتفاقية أمنية وشراكة استراتيجية مع بغداد عام 2010 بضغط من طهران.

لم تفلح الإغراءات الإيرانية لواشنطن في إقناعها بالعرض العراقي، واستمرت الإدارة الأميركية في سياسة التصريحات المقتضبة والمتناقضة والغامضة، متباينة بين البيت الأبيض والخارجية والدفاع، فوقعت طهران في حيرة تفسير الموقف الأميركي، ما دفعها بعد أن يئست من خطب ودها، إلى إعلانها على لسان المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية السيدة مرضية أفخم، إلى رفض كل التدخلات الأجنبية في الأزمة العراقية، بعد أن خاب أملها بحصول هذا التعاون بالشكل الذي ترغب فيه. لعل ببال طهران أن الولايات المتحدة ورغم سوء إدارة الرئيس أوباما للملفات الخارجية، جمعية خيرية تتبرع لمن يرغب في التعاون معها بالدور الذي يراه مناسبا لنفسه، ما أغرى طهران بأن الشروط الأميركية ومطالبها منها، تلزمها بما ترغب فيه وتراه واشنطن مناسبا لحجم طهران، وللظروف الإقليمية المحيطة بالأزمة العراقية المتصلة بالأزمة السورية وتداعيات الربيع العربي والانزعاج العربي الخليجي من سياساتها تجاه المنطقة.

طهران لا ترى للعراق جارا غيرها، أما بالنسبة لواشنطن فإنها مجبرة على مراعاة حساسيات جيران العراق الآخرين، الذين وإن تأخروا بالعودة إليه منذ سقوط نظام صدام حسين، من أجل منافسة الوجود الإيراني القوي والعميق لأسباب تاريخية واجتماعية وثقافية، مضافا إليها دائما نظام المصالح القومية الإيرانية، فإنهم في هذه الظروف يصعب عليهم القبول، بتفرد إيراني أو تفرد أميركي أو تفرد إيراني أميركي بحل الأزمة.

إن الشروط الأميركية على طهران قد تكون اختبارا لحسن نواياها، وإمكانية تغيير سلوكها في العراق ومنه إلى أغلب ملفات المنطقة، ورغم إرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى مياه الخليج العربي، فإنها على ما يبدو لم تتحرك باتجاه القيام بضربة لتجمعات «داعش» في العراق دون «داعش» سوريا، ما يؤثر ميدانيا لصالح الجيش السوري الحر، وهذا ما ترفضه طهران ويطالب به معظم الدول الإقليمية، في حين أن واشنطن ربطت تحركها العسكري الفاعل، بعدم مشاركة إيران عسكريا تحت أي شكل من الأشكال، بينما كان شرطها التعجيزي هو ربطها أي تحرك عسكري بحل سياسي يقوم أساسا على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها مختلف أطياف الشعب العراقي، ما يعني احتمالا قويا باستبعاد السيد نوري المالكي عن رئاستها، وهذا مطلب عراقي شيعي سني وعربي إقليمي ترفضه طهران.

كما خيب الرئيس الأميركي باراك أوباما آمال حلفائه التاريخيين في العالم والمنطقة، بعدم تدخله في أغلب الأزمات العالمية، عاد وخيب آمال أصدقائه الجدد في طهران، برفضه هذه الشراكة التي اعتبرتها طهران موضوعية، وستكون خيبة أمل حقيقية لأوباما وبه، لأن مطالب إيران منه صعبة ومطالب أصدقاء أميركا لا تقل صعوبة عنها.

 

على واشنطن ألا تتعاون مع إيران بشأن العراق

مايكل دوران وماكس بوت/الشرق الأوسط

أثارت الكارثة المتفاقمة في العراق نقاشا مؤلما حول مسألتين أساسيتين: ما الخطأ الذي حدث؟ وماذا سنفعل بشأنه؟

من المفاجئ أن كثيرا ممن اختلفوا بشدة حول السؤال الأول (وتحديدا من يقع عليه القدر الأكبر من اللوم هل هو الرئيس جورج بوش الابن أو الرئيس أوباما) اتفقوا في إجابة السؤال الثاني. لذلك يشير السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري من ولاية كارولاينا الجنوبية)، الذي يهاجم باستمرار إدارة أوباما بسبب سياستها الخارجية، إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع إيران لمواجهة التقدم السريع لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). قدم تلك الفكرة أيضا وزير الخارجية جون كيري، الذي صرح الأسبوع الماضي بأن الإدارة «منفتحة على المباحثات» مع طهران، ولن «تستبعد» التعاون في العراق.

في بعض الأحيان يصح أن تتعاون الدول المختلفة تماما ضد عدو مشترك، كما فعلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أثناء الحرب العالمية الثانية. ولكن يذكرنا الاقتراح بإقامة جبهة أميركية إيرانية موحدة بالتمني الذي ساد تفكير المحافظين في الثلاثينات بأن الولايات المتحدة وبريطانيا لهما مصالح مشتركة مع ألمانيا النازية في مكافحة الشيوعية. إن فكرة اشتراك الولايات المتحدة، وهي دولة عازمة على الدفاع عن الديمقراطية وحماية الاستقرار، في مصالح مع جمهورية إيران الإسلامية، وهي دولة دينية ثورية تعد الراعية الأولى للإرهاب في العالم، تتسم بالخيال ذاته الذي وصفت به فكرة عمل نيفيل تشامبرلين وأدولف هتلر من أجل مصلحة أوروبا.

على الرغم من حقيقة أن إيران تخضع لإدارة أصوليين من الشيعة وأن «داعش» تنظيم سني، إلا أن ظهور «داعش» يقدم لطهران فوائد متعددة؛ أولا، يجعل ذلك رئيس الوزراء نوري المالكي وشيعة العراق أكثر اعتمادا من ذي قبل على الحماية الإيرانية. ثانيا، يزيد صعود «داعش» المخيف من احتمالات تفاهم الولايات المتحدة مع إيران.

لقد شهدنا باكستان وهي تؤدي دور مشعل النار ورجل الإطفاء في الوقت ذاته، حيث كانت تؤوي أسامة بن لادن وتدعم الجماعات الجهادية، بينما تحظى بدعم من واشنطن بتصوير ذاتها كشريك في الحرب على الإرهاب. تجيد إيران ممارسة اللعبة ذاتها، ولكن بدلا من الحصول على مساعدات فعلى الأرجح أنها تأمل في تخفيف العقوبات الغربية والوصول إلى صفقة أفضل بشأن برنامجها النووي.

بالفعل تؤكد المعارضة السورية غير الجهادية أن «داعش» صنيعة إيران. وكالعادة في الشرق الأوسط، يبالغ السوريون في وصف الموقف، ولكن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن إيران وحلفاءها السوريين تعاونوا مع «داعش». لا تنسَ أن «داعش» (التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم تنظيم القاعدة في العراق) أسسها أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل، وتعتقد الولايات المتحدة أنه تلقى مساعدات ودعما ماديا وحصل على ملاذ في إيران بعد أن خرج من أفغانستان لمطاردة القوات الأميركية له عام 2001. حصل الزرقاوي على مزيد من الدعم من حليف إيران الوثيق سورية، التي سمحت باستخدام أراضيها لإمداد تنظيم القاعدة في العراق بمقاتلين أجانب.

وفي عام 2012، صنفت وزارة الخزانة الأميركية إيران على أنها داعمة لـ«داعش»، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الصفقات التي تتم مع نظام الأسد على شراء النفط من الآبار الخاضعة لسيطرتها. هذا صحيح. فوفقا لمصادر استخباراتية غربية، يقيم الأسد، أكبر عميل لإيران في المنطقة، شراكة تجارية مع «داعش»، على الرغم من أن «داعش» يحارب نظامه (تتنوع أهداف الأسد، ولكن يُعتقد أن من بينها دعم المقاتلين الجهاديين لتشويه صورة المعارضة في عيون الغرب).

ولكن حتى إذا كنا سنفترض أن إيران عدو عنيد لـ«داعش»، لا يعني ذلك أنها فكرة جيدة للولايات المتحدة أن تتعاون مع الحرس الثوري الإيراني – وهي المنظمة التي تتحمل مسؤولية شن هجمات ضد أهداف أميركية منذ أكثر من ثلاثين عاما. لقد شهدنا في سورية كيف تقمع القوات المدعومة من إيران ثورة يقودها السنة.

قتل في الحرب الأهلية في سورية أكثر من 150 ألف شخص، بينما تشّرد الملايين من منازلهم. واشتهر نظام الأسد بإلقاء «براميل متفجرة» على المدنيين، بل واستخدام أسلحة كيماوية. واتبعت جماعات مدعومة أيضا من إيران وسائل وحشية مماثلة في العراق في ذروة المعارك التي جرت بعد تفجير «القاعدة» لمسجد سامراء في عام 2006. اشتهر المتطرفون الشيعة بخطف السنة وتعذيبهم. ويذكر أن الجماعات ذاتها تقف اليوم على الخطوط الأمامية في المقاومة الشيعية لـ«داعش».

سوف ترتكب الولايات المتحدة خطأ تاريخيا إذا كانت ستساعد مثل هذه الحملة من التطهير العرقي، التي تنسقها مع إيران، من خلال الدعم بقوتها الجوية أو حتى المساعي الدبلوماسية. لن يتوقف الأمر على اللوم الأخلاقي المترتب عليه، بل سيمثل ذلك أيضا غباء إستراتيجيا نظرا لأنها سوف تقنع المسلمين السنة بأن الولايات المتحدة تقف ضدهم إلى جانب إيران وحلفائها في المنطقة. قد يؤدي هذا بدول سنية إلى دعم المتطرفين مثل «داعش»، مما يزيد الصراع الطائفي المتصاعد اشتعالا في جميع أنحاء المنطقة.

بدلا من ذلك يجب على الولايات المتحدة تشكيل تحالف مع أصدقائنا التقليديين لإقامة بديل لـ«القاعدة» في ميدان المعركة الواسع الممتد حاليا من بغداد إلى دمشق. سوق تتطلب مثل تلك السياسة تدريب وتجهيز مقاتلين غير جهاديين من الجيش السوري الحر مع العمل مع الحكومة العراقية لتخرج بعيدا عن مدار إيران. من المحتمل أن يتطلب الهدف الأخير بذل جهد شاق لإحباط محاولة المالكي للبقاء في منصبه لفترة ثالثة لصالح مرشح آخر يجمع بين جميع الأطياف. يجب أيضا على الولايات المتحدة أن تعمل في سرية، كما فعلت في عملية تعزيز القوات عامي 2007 - 2008، من أجل تدمير الشبكات الإيرانية في العراق.

من المؤكد أن هذه خطة طموحة ولكن مستقبل الشرق الأوسط في خطر. إذا استمرت الاتجاهات الراهنة، سوف تجد الولايات المتحدة إيران نووية تقف في مواجهة عالم عربي سني يؤدي فيه «القاعدة» دورا أكبر من ذي قبل، وتملك فيه على الأقل دولة واحدة (ربما تكون السعودية) أسلحة نووية خاصة بها. وأمام هذا الاحتمال، يجب ألا نسعى إلى إقامة تحالف خيالي مع إيران. لا نحتاج ويجب علينا ألا نتحالف مع جماعة من الإرهابيين من أجل محاربة جماعة إرهابية أخرى.

* مايكل دوران – كبير زملاء في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز

* ماكس بوت – كبير زملاء في مجلس العلاقات الخارجية

* خدمة «واشنطن بوست»

 

هواجس إلحاق لبنان بالمشهد العراقي - السوري؟ عوامل منع الاستباحة الأمنية لا تزال راجحة

روزانا بومنصف/النهار

احدثت التحركات الامنية من اجل مواجهة احتمالات تهديدية للوضع في لبنان برزت لها مؤشرات في مواقع عدة موجة ذعر عميمة عززتها تحذيرات من السفارتين الاميركية والفرنسية لرعاياهما في لبنان بالتزام الحذر في التنقل وحصره بحالات الضرورة فيما عكست مواقف السياسيين مخاوف حقيقية من تداعيات امنية خطيرة على خلفية التطورات الدرامية في العراق. هذه التطورات الامنية فاجأت اللبنانيين من حيث اتساعها وشمولها مناطق عدة على نحو خشي البعض من صحة وحجم المخاطر التي تشكلها هذه التطورات فيما خشي آخرون من طابع حذر استباقي قد تتم المبالغة في مظاهره نتيجة التخوف الحقيقي على الوضع وتفجره. لكن اوساطاً عدة لم تخف ان تكون للدينامية التي طبعت الحركة الامنية لجهة ترجمتها وجود تهديدات حقيقية مجدداً كما حصل في المرحلة التي سبقت تأليف الحكومة الحالية اثار سلبية بالغة على موسم الاصطياف الذي يستعد له لبنان خصوصاً مع بدء الصيف وشهر رمضان.

غالبية الاسئلة التي اثارتها التطورات الامنية تمحورت في ضوء ما حصل حول ما اذا كان لبنان غدا ساحة مواجهة مكملة وتالياً واحدة مع ساحتي العراق وسوريا على صعيد الصراع المذهبي بالتوازي مع كونه ساحة صراع سياسي اقليمياً ومحلياً واذا كان ما قيل ان اقفال الحدود مع سوريا ساهم في وقف التفجيرات لم يشكل سوى استراحة المحارب بالنسبة الى تنظيمات او قوى قد تكون استطاعت ان تستعيد قوتها ونشاطاتها بعض الشيء. ويبدو هذا السؤال تحديداً اي اذا كان لبنان يكمل المشهد في العراق وسوريا في رأي مراقبين سياسيين مبالغاً به بعض الشيء على رغم وجاهة الاسباب التي تبرره. اذ ان المعادلة التي تحكم الوضع السياسي في لبنان لم تتغير حتى الآن على الاقل على رغم الهزة الأمنية الجديدة التي يمكن ان يعبرها لبنان في ضوء التطورات العراقية والسورية على حد سواء. اذ ان القرار الاقليمي والدولي بالمحافظة على استقرار الوضع في لبنان لا يزال ساري المفعول وفق ما يغلب الاعتقاد وتالياً لا مصلحة لأي من الاطراف المؤثرين والفاعلين بانتقال الحرب المذهبية الى لبنان في المرحلة الراهنة. وهذا لا يعني حكماً بان حوادث امنية ارهابية او اي حوادث تساهم في اضطراب الوضع على وقع ما يحصل في دول الجوار هي أمر يمكن تحصين لبنان ضده على نحو كلي نظراً الى ان من يمكن ان يقوم بهذه الحوادث كرد فعل على اي تطور في العراق او في سوريا لا ينضوي ضرورة تحت سقف القوى التي لا ترغب في اهتزاز الاستقرار اللبناني في هذه المرحلة وتالياً منخرطاً حكما في لعبة الاستقرار السياسي والامني في البلد، بل هو على الارجح ضدها ويعمل من خارجها على اهداف اخرى. ولكن في ضوء هذا الاعتقاد لا يعتقد في الوقت نفسه بوجود قدرة لدى هؤلاء بتسعير الحرب الاهلية مذهبيا في لبنان اذا كان لا قرار بذلك ولا يعتقد ان احداً من الاطراف المنخرطين في الازمة العراقية او السورية قادر على فتح جبهة جديدة في لبنان في الوقت الراهن او لديه مصلحة في ذلك نظرا الى ان تحول لبنان ساحة مكملة للساحتين السورية والعراقية سيكون باهظ الكلفة جدا على نحو غير ممكن احتماله.

كما لا يعتقد في الوقت نفسه وتبعاً لعدم وجود قرار بتسعير الحرب الاهلية في لبنان بوجود بيئة حاضنة تسمح لهؤلاء بان يتخطوا الاطار الذي يتفاعلون فيه الى ما هو ابعد من ذلك على غرار البيئة التي تلقفت ما قامت به الدولة الاسلامية في العراق والشام نتيجة اداء سيئ جداً لرئيس الوزراء نوري المالكي ادى الى تفكيك العراق ودفعه نحو التفتت والانقسام ما شكل ورطة كبيرة لايران باتت تلوم عليها الولايات المتحدة لعدم رغبة هذه الاخيرة في "محاربة الارهاب" كما قالت في ضوء عدم تجاوب الولايات المتحدة مع طلب السلطات العراقية قصف معسكرات داعش في العراق.

ثمة من يضيف عاملاً اخر لاستبعاد استدراج لبنان الى اتون العراق وسوريا هو ان لدى الافرقاء السياسيين في لبنان وعياً كافياً يحول ليس فقط دون توظيف التوتر الامني في اتجاهات قد تؤول الى قتال داخلي بل ان ليس من طرف سياسي مستعد لان يبادل الطرف الاخر اي مواجهة في حال ذهب هذا الاخير اليها.

هذا لا ينفي بطبيعة الحال وجود توتر مذهبي وسياسي يتشظى من العراق وصولا الى لبنان، لكن دون تحوله الى أفعال مهددة للبنان بفعل وجود قرار كبير بذلك لاعتبارات مختلفة لا مجال للدخول فيها وهو قرار يستمر في حماية لبنان حتى اشعار اخر. وقبل ايام قليلة كان ثمة مؤتمر دولي في روما دعما للجيش اللبناني حيث اكد كل ممثلي الدول المشاركة الحرص على استقرار لبنان وتحصينه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة. هل يمكن ان تشكل التهديدات الامنية المتجددة عاملاً مؤثراً في الدفع نحو تذليل العقد السياسية على صعيد عمل الحكومة تحديداً وصولاً الى الدفع نحو الاتفاق على انجاز الانتخابات الرئاسية؟هذا ما يأمله كثر في الواقع لكن لا مؤشرات فعلية حتى الان على الاقل وما لم تتطور التهديدات الامنية وتكون قابلة للتوظيف في اتجاه سياسي ضاغط في اتجاهات معينة على ان الروزنامة السياسية في البلد عرضة للتغيير قريبا . فهل تسلك الامور هذا المسار؟

 

 “داعش”… التخطيط أميركي والتنفيذ إيراني

 مهى عون/السياسة

 يتعاطى الإعلام, العربي والغربي, اليوم مع ظاهرة “داعش” وكأنها خرافة أسطورية قاتمة الأطر كلون الأعلام التي يرفعها هذا التنظيم, ويذهب بعض المراقبين إلى حد اعتبارها شبه أحجية عصية على الشرح والتفسير, لكن هذه التجاذبات والتفسيرات حولها تتقاطع أو تختلف تبعاً لقناعة كل فريق أو أهدافه من التعاطي مع المستجدات في الداخل العراقي, ومما زاد غموض صورة هذا التنظيم الفائق الفعالية ميدانياً وضبابيته, ظهوره بين ليلة وضحاها وتمكنه من حصد الانتصارات وتنفيذ الاحتلالات بسهولة فائقة, إضافة إلى إضفاء هالة أسطورية عليه بأنه تنظيم لا يقهر, اكتسبها في الحقيقة من شراسته وتطرفه في الإجرام والعنف. ومما زاد في سطوع هذه الهالة, سرعة تقدم قواته على أرض المعركة تزامناً مع سرعة انهيار الجيش العراقي أمامها, وكأن هذا التقهقر كان مخططاً له من محرِّكَيْ “داعش” وداعمَيه, الغربي والإقليمي, وكأن أوامر كانت أعطيت لعناصر الجيش العراقي بالانكفاء أمامها… والله أعلم.

وإذ يبقى اللغز يلف هذه النقطة بالذات, ناهيك عن أخرى حول هوية منبع إمدادات “داعش” الميدانية الهائلة, لا بد من الإشارة إلى التخوف والهلع اللذين يسيطران على رئيس الوزراء نوري المالكي, ويحملانه على النزول إلى ساحة المعركة والاستنجاد بالتدخل الأميركي بدل مناشدة الحليف الإيراني التقليدي, وكأنه بات يستشعر دنو أجله السياسي وتخلي طهران عنه في خضم هذا المأزق. وفي هذا السياق, وفي سبيل فهم مجريات هذه الأحداث وتفسيرها, لا بد من طرح السؤال حول الجهة – أو الجهات- المستفيدة, فيأخذنا الجواب بادئ ذي بدء إلى التفكير في أن أهل السنة الذين يشعرون بالغبن والتهميش في ظل نظام المالكي الجائر والمنحاز بكليته لطهران هم أول المستفيدين, لكن يبقى هذا تفسيراً لظاهر الأمور وليس لباطنها, حيث إن لا بد من طرح السؤال التالي: لمصلحة مَن وُجدت هذه القوة الضاربة والفاعلة على أرض الواقع? هي ليست طبعاً لتحصيل حقوق أهل السنة المهضومة والمنتهكة على مدى عقد من الزمن تلا الغزو الأميركي, حيث تركوا يصارعون مصيرهم المشؤوم مع هذا النظام الجائر, وإنْ طبعاً لأهداف ستراتيجية أخرى قد تتعدى أطر الوقوف ضد الغبن. فإذا كان أول ما يتبادر إلى الذهن أن أهل السنة هم الجهة المستفيدة من تدخل “داعش” على الأرض, فلا بد أن أطرافاً, إقليمية ودولية, تدعمه وتمده بالرجال والعتاد من أجل تحقيق خريطة مرسومة مسبقاً. وهنا تبرز الأسئلة التالية: إذا كانت قوات “داعش” تُقلق طهران وتزعجها فعلاً وتهدد تواجدها وهيمنتها في العراق, فلماذا إذاً لا توجه إليها ضربة قاسية والقوات الإيرانية وأجهزتها الاستخباراتية مستبيحة العراق, وتملك كل وسائل العبث بالساحة العراقية? السؤال الآخر: لما كانت الولايات المتحدة تبدي عدم رضى عن تحركات من تسميهم “مسلحين إرهابيين”, فلِمَ تكتفي بسيناريوهات التهديد بالضرب من دون التنفيذ المباشر, كما سبق وفعل الـ”ناتو” في ليبيا مثلاً? وفي إجابة منطقية على جملة هذه التساؤلات, يصبح بالإمكان القول إن عدم التدخل هو علامة الرضى, فلما اجتمع موقفا الولايات المتحدة وإيران, يمكن القول إنهما متفقتان على دعم تقدم قوات “داعش” في الداخل العراقي, وإن هذه الهالة شبه “الأسطورية” والضبابية لـ”داعش” قد تكون مقصودة من هاتين الجهتين الممسكتين بخيوط اللعبة في العراق, واللتين تحركانها بمهارة فائقة على أرض الواقع كي لا ينفضح أمر تعاونهما في إيجاد تنظيم يكون شكله الميداني سنياً متطرفاً لكن انتماءه الحقيقي مختلف تماماً, حيث تندرج مهمته اللوجستية ضمن سياسة تنفيذ الخريطة المستقبلية للعراق, وربما أيضاً لباقي المشرق العربي والإسلامي.

ومن هنا يأتي تخوف السعودية وتحذيرها من ألا تكون ما تسميها “الحرب المذهبية” والخريطة التقسيمية التي يجري تنفيذها, بعيدةً من دول الخليج عموماً, ومن السعودية خصوصاً, سيما أن أدبيات “داعش” وخطبها متركزة حالياً ضد السعودية. وبناء عليه, يمكن الاستنتاج أن “داعش” ليس مجرد تنظيم ثوروي يذكر بـ”القاعدة” وتوابعه ومشتقاته في بلاد الشام, بل هو تنظيم مُدَّ بهذا الكم من القوة الضاربة لأهداف جيوستراتيجية مرسومة ومحددة مسبقاً, وقد لا يكون مبالغة القول, إن سرعة تحرك “داعش” ووصوله اليوم إلى محاصرة بغداد من أربعة محاور, يدخل ضمن مخطط الولايات المتحدة وهو قد استُكمل بالسرعة المطلوبة, مع طلب الإدارة الأميركية كما ذكر بعض المصادر الغربية الموثوقة- من طهران لجم عنان “داعش” عن التقدم في اتجاه المناطق الشيعية الغنية بالنفط, كي لا يُستنفَر الشيعة, وهو أمر غير مرغوب فيه ضمن الخطة المرسومة, ويفيد طهران في الاستحكام بالمناطق الشيعية واستعمالها ورقة رابحة في المحادثات المرتقبة مع الأميركيين. وإذا كان التخطيط أميركياً والتنفيذ الميداني إيرانياً, يظل هامش المراوغة من ناحية طهران وارداً, وإذا كان صحيحاً أن الشيطان يكمن في التفاصيل, فتفاصيل التقية الإيرانية ليست مستبعدة لزعزعة التحالف القائم بين طهران والولايات المتحدة بخصوص العراق, وجنوبه على وجه التحديد. * كاتبة لبنانية –

 

فشل المالكي في صون وحدة العراق ينهي حلم الإمبراطورية الإيرانية!

سليم نصار/الحياة

كان توقيت الهجوم مثالياً على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما وصفه خبراء عسكريون. ولقد اختير موعد الاجتياح بعد سبعة أيام من المناوشات داخل مدينة الموصل، التي انطلق منها أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل من تنظيم «داعش»، إضافة إلى مجموعات تضم ضباطاً سابقين ومعارضين ينتمون إلى فصائل إسلامية سنيّة.

وربما حدد مجلس القيادة توقيت الحملة العسكرية على ضوء الأحداث والتطورات التي تشغل الرأي العام العالمي. وقد استغل مهرجانات البرازيل للمونديال كي يباشر هجومه الواسع على جبهة عريضة دشنها باحتلال مقر الشرطة الاتحادية في الموصل. كما استغل أيضاً انشغال الشعوب العربية بمتابعة أخبار فوز بشّار الأسد برئاسة سورية... وفوز عبدالفتاح السيسي برئاسة مصر. وفي غمرة تلك الأجواء الساخنة، كان اهتمام الرئيسَيْن باراك أوباما وفلاديمير بوتين موزعاً بين أزمة أوكرانيا وتهديد الصين لليابان.

المسافات الطويلة التي قطعتها قوات الفصائل المسلحة بسرعة مذهلة كانت مصدر تساؤلات المراسلين والمصورين الذين رافقوا تلك الحملة. ثم تبيَّن لاحقاً أن هناك تواطؤاً خفياً بين «داعش» وكبار الضباط من الذين اعتادوا على قبول الرشوى بحجة أن الدولة تجاهلت مطالبهم وأهملت إنجازاتهم. وهذا ما يفسر استسلام الفرق العسكرية النظامية المرابضة حول مطار الموصل وعند السجن المركزي والدوائر الحكومية.

وفي تعليقه على هذه الأحداث المُستَهجَنة، قال وزير خارجية العراق هوشيار زيباري إن انهيار القوات المسلحة العراقية يذكره بانهيار قوات صدام حسين أثناء دخول القوات الأميركية. يومها خلع القادة الزي العسكري وارتدوا الزي المدني، الأمر الذي سهّل لهم ترك السلاح والعتاد.

وعندما هدد رئيس الوزراء نوري المالكي بإحالة المسؤولين في محافظة ديالى ومدينة الموصل إلى المحاكمة، تصدى له محافظ الموصل أثيل النجيفي محذراً، وقائلاً: إن المواطنين في ثاني أكبر مدن العراق كانوا يلجأون إلى المنقذ عندما تمارس قوات الأمن الظلم عليهم. وأعرب المحافظ عن أسفه لأن «داعش» احتضن السكان، وأمن لهم الحماية والوقاية عبر لجان تشكلت بالتنسيق مع الفصائل المسلحة.

وحول هذه الظاهرة كتب المحلل السياسي جون ديريك يقول: على رغم شراسة العنف الذي تميز به «داعش» ضد خصومه السياسيين والعقائديين، إلا أنه أجرى مصالحات سرية معهم في سبيل إنجاح حملته العسكرية. لذلك، جمع تحت مظلته ضباطاً من حزب «البعث»، وقادة من «جيش المجاهدين» الذين حاربوا القوات الأميركية، إضافة إلى زعماء العشائر ورجال الطريقة النقشبندية التي يعتنقها عزت إبراهيم الدوري، النائب السابق لصدام حسين.

ويتردد في بغداد أن عزت الدوري (وهو من منطقة الدور في محافظة صلاح الدين) يعيش متخفياً قرب مدينة تكريت. ومع أنه متوقف عن القيام بأي دور حزبي، إلا أنه ناشط عبر أنصاره للإفراج عن صديقه المعتقل طارق عزيز، وزير الخارجية السابق لصدام حسين.

وبين المفاجآت التي رافقت أحداث العراق كانت رسالة شكر وامتنان وجهتها رغد صدام حسين إلى «عمّها» عزت الدوري ومقاتلي والدها لأنهم ساهموا في طرد قوات نوري المالكي من المدن العراقية. وبما أن المالكي هو الذي وقّع على قرار إعدام صدام، فإن رغد وشقيقتها رنا اللتان تعيشان في الأردن، تنتظران الرجوع إلى تكريت بعد إزاحة رئيس الوزراء واستبداله بشخص آخر.

وبانتظار ما ستُسفر عنه مشكلة المالكي، ركّزت وسائل الإعلام في كل مكان على اتهامه بالتقاعس والفساد والديكتاتورية، مطالبة البرلمان بضرورة إقالته من موقع جعلَ منه صدام حسين آخر، خصوصاً بعدما أثبتت الأحداث الأخيرة عجز الجيش عن حماية المواطنين والدفاع عن ممتلكاتهم. علماً أنه يتألف من 800 ألف جندي نظامي، إضافة إلى أربعمئة ألف آخرين، يشكلون قوات الأمن وشرطة الاستخبارات وحرس الحدود والقوات الخاصة المعنية بحماية الديبلوماسيين والسياسيين والمنشآت الرسمية.

وقد أعلنت بغداد، قبل سنة تقريباً، أن كلفة تسليح تلك القوات بأعتدة هجومية ودفاعية تعدت مبلغ العشرين بليون دولار.

واعترف شهود عيان أن القوات النظامية المحصنة بالدبابات والمجنزرات لم تلبث أن فرّت من المناطق السنّية تاركة أسلحتها غنيمة لفصائل «داعش» وجنود البيشمركة الكردية.

كل هذه الأمور تعزز الاعتقاد بأن إزاحة المالكي (64 سنة)، بعد انقضاء ثماني سنوات على حكم تعسفي مفسد، يمكن أن تكون الحل العملي لإنهاء أخطر أزمة يمر بها العراق منذ عام 2003. وهي أزمة مرشحة للتدويل إذا شعرت الولايات المتحدة بأن مصالحها مهددة، بخلاف ما نصّت عليه اتفاقية الانسحاب.

وربما استغل المالكي تقاعس أوباما عن تأمين حبل النجاة له كي يتبرأ من التزاماته حيال واشنطن التي رفضت إرسال قوات برية إلى العراق، أو القيام بغارات جوية مساندة.

وفي رأي المحللين أن هجوم «داعش» وأنصاره أسقط حكومة التوافق الأميركي - الإيراني الممثلة برئيس الوزراء نوري المالكي، الطامح إلى الاستئثار بدورة ثالثة. ويبدو أن أوباما قد خذله، لأنه قرر الابتعاد عن أوحال بغداد، تاركاً لإيران وحدها معالجة أخطر أزمة تواجهها إمبراطورية الشيعة.

وتفادياً لاندلاع حرب أهلية، أرسلت طهران إلى بغداد قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، بهدف استنباط حل شبيه بالحل الذي استنبطه سابقاً لإنقاذ نظام بشّار الأسد. ومن المؤكد أنه سيكرر زياراته العاصمة العراقية، لأن «داعش» لم يترك له خياراً مقبولاً كالخيار الذي تركه «الائتلاف الوطني» المعارض في سورية. وهو يدرك جيداً أن الوقت لا يعمل لمصلحة حليفه، ولا لمصلحة دولته، خصوصاً بعدما رسمت المعارك خطوط الكانتونات الثلاثة بطريقة جغرافية ومذهبية. ففي الشمال - الشرقي تمددت دولة كردستان بضم كركوك. بينما انتشر السنّة في مدن الشمال وقراه. أما الشيعة فقد زادوا من هيمنتهم على مناطق الجنوب. وقد تكون الحرب ضد «داعش»هي الحل الأول الذي يتراءى لقاسم سليماني، على اعتبار أن الانتصار العسكري يحقق عودة العراق إلى حضن الإمبراطورية، ويترك لإيران جسرها الطبيعي إلى سورية الأسد ولبنان «حزب الله».

ولكن، دون هذه المغامرة محاذير كثيرة، بينها احتمال دخول العراق في نفق البلقنة عبر حرب إقليمية - دولية تجذب إلى أتونها جماعات «القاعدة» إضافة إلى مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وهذا يعني نقل المعارك إلى حدود إيران، بحيث تؤجل الدولة مشاريعها الحيوية والأمنية، وتُقحِم جيشها و «حرسها الثوري» في معارك العراق. وهذا ما فعله صدام حسين الذي جمَّد بحربه اندفاع الثورة الخمينية مدة تزيد على ثماني سنوات، ذهب ضحيتها أكثر من مليون قتيل، من الفريقين.

وتحاشياً للسقوط في هذا الخيار المظلم، قرر المندوب السامي الإيراني قاسم سليماني معالجة مشكلة رئيس الوزراء نوري المالكي، معتبراً أن إزاحته حالياً تشكل انتصاراً لـ «داعش»، وتفتح شهية المرشحين لخلافته.

وتردد في هذا السياق بعض الأسماء المعروفة مثل: عادل عبد المهدي الذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية. كذلك، طُرِحَ اسم باقر جبر الزبيدي الذي نجح في منصب وزير الداخلية أثناء حكومة إبراهيم الجعفري. وعندما تعهدت إيران بدعم حكومة المالكي، وأعلن الرئيس حسن روحاني تعهده بمحاربة الإرهاب في العراق، أطل فجأة أحمد الجلبي ليدلي بدلوه ويقول: «إن الانسحابات التي حصلت في الموصل وغيرها لا تقع مسؤوليتها على عاتق الضباط فقط، وإنما هي نتيجة سياسات خاطئة وقيادة فاشلة.» وكان بهذا الكلام يغمز من قناة المالكي الذي يعتبره الجلبي محتكراً الحكم، ومعطلاً أدوار منافسيه. والدليل أنه يحتفظ بمنصب رئاسة الحكومة، إضافة إلى وزارتين سياديتين هما وزارة الدفاع ووزارة الداخلية. وبما أنه، من الناحية الدستورية، يُعتَبَر القائد العام للقوات المسلحة، فإن فشل قوات الأمن المكوّنة من مليون ومئتي ألف جندي وشرطي يجب أن يعرّضه للتحقيق والمحاكمة.

وخوفاً من مواجهة هذا المأزق المسلكي الغامض، طلب المالكي من المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني أن يحضّ أتباعه على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في مواجهة تقدّم المتشددين السنّة. وقد تُليَت رسالته في صلاة الجمعة في مدينة كربلاء، بواسطة الشيخ المهدي الكربلائي، الأمر الذي اعتبره المراقبون تحريضاً على الفتنة المذهبية لإلهاء الناس عن المطالبة بمحاكمة المسؤول الأول.

وبين الانتقادات العنيفة التي وُجّهت إلى المالكي كانت مقالات المعلق والكاتب ومستشار أوباما للشؤون الإسلامية، فريد زكريا. وفيها يقول: إن رئيس وزراء العراق يتصرف كالبلطجية، ويستبعد السنّة من السلطة، ويستخدم الجيش والميليشيات لإرهاب منافسيه. كذلك رفض بناء تحالف يشترك فيه السنّة، وأمر بتجميد رواتب «الصحوات» والعشائر السنّيّة.

وفي بيان لمجلس الوزراء السعودي حمّلت الرياض مسؤولية ما حدث في العراق «إلى السياسة الطائفية والإقصائية التي مارسها المالكي طوال ثماني سنوات». وحضّ البيان على ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني تضم مختلف أطياف المجتمع العراقي. كذلك، رفض التدخل الخارجي في شؤون العراق الداخلية. وهو موقف خليجي يعبِّر عن رفض هذه الدول زيادة حدة التوتر الأمني وتشجيع التطرف.

بقي أن نذكر أن المفاوض الأميركي طلب من المالكي السماح ببقاء قوة رمزية قد تساعد على حماية أضخم سفارة خارج الولايات المتحدة. وأبلغه رئيس الوزراء أنه لا يستطيع مخالفة أوامر طهران التي أوصته بضرورة انسحاب كل القوات الأميركية من أرض العراق. ولما استوضحه المفاوض الأميركي رأيه الشخصي، أجاب متبرِّماً: ولكنني مدين لإيران باستضافة طويلة عندما أسسنا «حزب الدعوة» كنت أنا فيه نائباً للرئيس إبراهيم الجعفري. لهذا السبب، وسواه، تراني ملزماً بتنفيذ سياسة إيران!

والطريف في الأمر، أن الحكومة الإيرانية طلبت من الإدارة الأميركية مساعدتها عسكرياً من أجل دحر إرهابيي «داعش»!

* كاتب وصحافي لبناني