المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 آذار/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/09متى 09/27حتى35/عجيبة شفاء الأعميان

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*مرشحون للرئاسة ما لهم وما عليهم/الياس بجاني

*بؤس راعي لا يرعي وسياسي تاجر ومسؤول نرسيسي ومواطن غنمي

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في الملفات اللبنانية الساخنة وفي معايير الوطنية والعمالة/عناوين الأخبار/27 آذار/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 27 آذار/14

*نشرة أخبارنا الإنكليزية

*قراءة في لقاء الراعي عبر برنامج كلام الناس: الراعي سياسي فاشل وعوسج لا يثمر عنباً/الياس بجاني

*الوزير بطرس حرب ومؤتمره الصحفي الرئاسي المغلف بفضائح الوزير صحناوي/الياس بجاني

*مانشيت جريدة الجمهورية: برّي حدَّد 3 مهل لانتخاب الرئيس والحكومة تؤجّل ملفات خلافيّة

*هل بكَّر الراعي في كشف أوراقه؟

*جورج شاهين/جريدة الجمهورية

*اول لقاء بين البابا فرنسيس واوباما في الفاتيكان

*الفاتيكان يعلن رسميا ان الحبر الأعظم سيزور اسرائيل في 24 أيار المقبل

*اوباما في الرياض الجمعة بزيارة هامة

*مصرع 3 مقاتلين من حزب الله في سوريا

*الارهابي سامي الاطرش... صيد ثمين في قبضة مخابرات الجيش

*جرحى جراء غارات جوية سورية على الجبال المحيطة بعرسال

*مقتل المؤهل في الجيش اللبناني فادي الجبيلي برصاص مجهولين في طرابلس

*قيادة الجيش اعلنت مراسم تشييع المؤهل الشهيد فادي جبيلي في طرابلس

*رئيس جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن: لم نسمع اي تعليق عن الوثائق المسرّبة بخصوص المعتقلين في سوريا

*هاتوا رئيساً للدولة أولاً/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

*سليمان: الوضع في طرابلس غير مقبول ويحتاج معالجة ملحة

*قهوجي : قبضنا على أكثر من 85% من المشاركين بالتفجيرات

*فارس سعيد: "حزب الله" ليس طرفاً محلياً ليُنتج الحوار معهُ حلول

*مجلس النواب يلتئم في جلسة عامة في 1 و2 و3 نيسان

*بري عرض جدول أعمال الجلسة التشريعية مع هيئة مكتب المجلس حمادة: السلسلة غير مدرجة لأنها لم تقر بعد وهي مرهونة بموقف الكتل

*المر بعد استقباله لجنة استمزاج الآراء حول الاستحقاق الرئاسي: أنا من محبذي الحضور الى المجلس فور تعيين الجلسة

*بري: لا مرشح لي لرئاسة الجمهورية

*اجماع دولي على وجوب ان تكون الانتخابات الرئاسية "لبنانية صرف"

*الجراح: فرصة لحل أزمة طرابلس وقد نذهب لمرشح تسوية تأميناً للإستحقاق الرئاسي

*كتلة المستقبل: لتقديم شكوى ضد سوريا ووضع خطة أمنية تشمل مناطق التوتر

*جعجع استقبل سفيرة وهولندا والتجمع النسائي الديموقراطي

*عتصام لطلاب "الانتماء اللبناني" غداً

*الرئيس الاسرائيلي سيلتقي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

*رئيسة المعارضة الاوكرانية يوليا تيموشنكو تعلن ترشحها للرئاسة

*وفد رسمي من القوات اللبنانية زار بابا الأقباط تواضروس الثاني/ كيروز: الكنيسة القبطية جزء لا يتجزأ من النسيج المصري

*'معلولي :تجاهل العرب قضية النازحين يحتم دعوة سليمان لقمة خاصة بهم

*قاسم: الاولوية لمواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري

*فولكلور عربي/حسان حيدر/الحياة

*مخاطر تُنذر بتأخير الاستحقاق الرئاسي/ربى كبّارة/المستقبل

*رسائل معركة كَسَب إلى النظام وحلفائه و «الأصدقاء/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

*إيران على أبواب مشكلات داخلية «لا يتمناها أوباما»/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*أسعد بشارة: حزب الله لن ينسحب من سوريا وسيدخل في حرب إستنزاف طويلة أراهن على صدمة إيجابيَّة قوَّاتيَّة- كتائبيَّة تؤدّي إلى مرشّح واحد

*من هو عبد الفتاح السيسي رئيس مصر المقبل

*فرنجية يرشح عون للرئاسة دون أن يسحب ترشحه: سأكون من صلب 8 آذار إذا انتُخبت

*الفراغ سيَسكن قصر بعبدا... في انتظار نضوج الصــفقة!/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*الشركاء... والشراكة/جورج علم/جريدة الجمهورية

*الرئاسة مستهدفة قبل الطائف وبعده/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*أيها المرشحون... تواضعوا/نبيل بومنصف/النهار

*رئاسيات 2014 - أمين الجميّل الرئيس الذي يمتهن السياسة بحكمة الشيوخ والتبصّر في الأمور "إحياء الدولة بسيادتها الكاملة ومؤسساتها وقوانينها وقيام الدولة المدنية"

*طهران والإغراء بانتزاع السلطة في لبنان/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/09متى 09/27حتى35/عجيبة شفاء الأعميان

فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، تَبِعَهُ أَعْمَيَانِ يَصْرُخَانِ ويَقُولان: إِرْحَمْنَا، يَا ٱبْنَ دَاوُد!. ولَمَّا جَاءَ إِلى البَيْتِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَعْمَيَان. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: أَتُؤْمِنَانِ أَنِّي قَادِرٌ أَنْ أَفْعَلَ هذَا؟. قَالا لَهُ: نَعَم، يَا رَبّ. حينَئِذٍ لَمَسَ أَعْيُنَهُمَا قَائِلاً: فَلْيَكُنْ لَكُمَا بِحَسَبِ إِيْمَانِكُمَا!. فَٱنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا. وٱنْتَهَرَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: أُنْظُرَا، لا تُخْبِرَا أَحَدًا. ولكِنَّهُمَا خَرَجَا ونَشَرَا الخَبَرَ في تِلْكَ الأَنْحَاءِ كُلِّهَا. ولَمَّا خَرَجَ الأَعْمَيَان، قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَمْسُوسًا أَخْرَس. وأُخْرِجَ الشَّيْطَانُ فَتَكَلَّمَ الأَخْرَس. وتَعَجَّبَ الجُمُوعُ فَقَالُوا: لَمْ يُرَ شَيْءٌ مِثْلُ هذَا في إِسْرَائِيل. أَمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فَكَانُوا يَقُولُون: إِنَّهُ بِرَئِيْسِ الشَّيَاطِيْنِ يُخْرِجُ الشَّيَاطِين. وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة".


تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم
إن الصوم الأربعيني هو وقت نِعمة، وزمن للتوبة وللارتداد، ولعيش حياة تليق بمعموديتنا.

 

مرشحون للرئاسة ما لهم وما عليهم

الياس بجاني

*روبير غانم مثقف ولديه خبرة وابن قائد سابق للجيش إلا أنه رمادي وتنقصه الجرأة رغم كل مميزاته الأخرى

*ميشال عون أسوأ ماروني لتولى الرئاسة لا يشبهنا نحن الموارنة بشيء هو قليل الإيمان وخائب الرجاء وعديم الوفاء ومتلون ومنافق وتاجر ضميره ميت

*بكل علاته وهي كثيرة سليمان فرنجية يتميز بصدقه وبعدم تلونه أو بنقل بارودته من كتف لأخر. نعارضه  100% كونه ملتحق بنظام الأسد غير اننا نحترمه ووصوله إلى الرئاسة يعني عودة الاحتلال السوري

*جان عبيد مرشح الأسد وبري وحزب الله وهو بعثي ملتزم وكان من الندماء الذين يحبهم حافظ الأسد ويرتاح لهم ولإخبارهم ولرواياتهم. اسدي بامتياز

*العماد جان قهوجي: لا شيء في سجله يؤهله لتولي رئاسة الجمهورية. نعم لا شيء

*الدكتور جعجع أكثر قوة وأكثر تأثيراً في موقعه الحالي، في حين أن الرئاسة تضعفه وبالتالي لا يجب أن يسعى إليها، بل أن يعمل على ايصال من يثق به

*ميشال سليمان لم ينجز أي شيء عملي خلال رئاسته ولم يفي بوعده باستعادة أهلنا من إسرائيل. لا يجب التجديد له والفراغ قد يكون أفضل من بقاءه رئيساً

*فارس بويز لا يصلح للرئاسة وهو صهر تمت تجربته في عهد عمه الراحل الهراوي وكان ملحقاً بنظام الأسد وأداة طيعة بيده

*الرئيس أمين الجميل أخذ فرصته الرئاسية وكانت كارثية وبالتالي المؤمن أي اللبناني لا يجب أن يسمح لنفسه أن يلدغ من الجحر مرتين

*روجيه ديب، نعم ماروني ونعم كان وزيراً قواتياً، ونعم كتب كتاباً إلا أنه شرد والتحق بالراعي وقتل كل ماضيه. غير جدير بالرئاسة

*بطرس حرب رمادي وغير ملتزم بمواقف هو تنازل عنها لدخول حكومة سلام ومن يتنازل عن القليل يتنازل عن الكثير

 

بؤس راعي لا يرعي وسياسي تاجر ومسؤول نرسيسي ومواطن غنمي
بالصوت/قراءة للياس بجاني في الملفات اللبنانية الساخنة وفي معايير الوطنية والعمالة/عناوين الأخبار/27 آذار/14

نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 27 آذار/14

نشرة أخبارنا النكليزية

قراءة في لقاء الراعي عبر برنامج كلام الناس: الراعي سياسي فاشل وعوسج لا يثمر عنباً

الياس بجاني/بصراحة متناهية الراعي لا يعمل كرجل دين ويا ليته يفعل لكان ارتاح وأراحنا من شرداته ونتعاته السياسية وما أكثرها.

الرجل كما نراه ونفهمه هو سياسي من النوع الغير محبب والغير مرغوب والغير وطني كونه لا فرق بينه وبين وهاب وقنديل في مقارباته للأمور والقضايا .

 للأسف كماروني احزن كلما سمعته يتكلم وهو يقطع وينقط كلماته بكبرياء، وألعن زمننا هذا كلما قرأت له موقفاً يدافع فيه عن محور الشر السوري الإيراني.

في اللقاء مع مرسال غانم لم يختلف الراعي ابداً عن صورته الغير دينية وهو كان غير نقي وغير واضح وغير مباشر في كلامه.

 اختتم اللقاء بصراخ هستيري انتقد من خلاله الجميع وكأنه كان يتكلم عن نفسه وليس عن الآخرين. باختصار كماروني هو لا يمثلني في السياسة ولا أرى فيه أي أمل أو رجاء... وسامحونا.

 

الوزير بطرس حرب ومؤتمره الصحفي الرئاسي المغلف بفضائح الوزير صحناوي

الياس بجاني/مؤسف أن لا يكون الوزير بطرس حرب صريحاً ومباشراً ويعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، وبدلاً من ذلك يتخفى وراء فضائح الوزير السابق نقولا صحناوي، ومن خلال مؤتمر صحفي مطول وممل عقده اليوم وحاول من خلاله عرض مصداقيته السياسية ليقول مواربة أنه إصلاحي وها هو يكشف خفايا مغارة على بابا باسيل وصحناوي وعون وحزب الله في فترة زمنية قياسية. هنا لا ندافع عن الصحناوي وهو الوزير الوديعة الشريرة عند عون الذي جير كل ما في الوزارة خدمة لحزب الله ولمشروعه وهو الذي جهد في التستر على إجرام الحزب، وبالطبع لسنا مغرمين لا بعون ولا بباسيل الصهر ولا بربع عون من الودائع والانتهازيين والمرتزقة وهم ليسوا بحاجة لمن يكشف عوراتهم حيث هم يفاخرون بتعريهم من كل ما هو لبناني وأخلاقي وسيادي واستقلالي، وإنما عتبنا على حرب في استغلال موقعه الوزاري ليمظهر نفسه بالمرشح الرئاسي النظيف الكف مواربة. في المبدأ المؤتمر كلام حق وشهادة للقانون ولكن الغاية منه لم تكن لهذه الأهداف، بل لإعلان غير مباشر لحرب أنه مرشح إصلاحي للرئاسة، علماً أن الترشح للموقع الرئاسي هو من حق حرب وغيره من القيادات المارونية، وبالتالي لا نرى أن هناك موجبات مبررة للتستر ولا مصداقية لغاية المؤتمر المخفية. من مراقبتنا ومتابعتنا لمواقف الوزير حرب الذي نحترم جداً من خلال التويتر تحديداً قبل وخلال تشكيل الحكومة أصبح مؤكداً لنا أن الرجل ورغم رصانته وبلاغته دخل لعبة المساومات والتنازلات واشتراكه في الحكومة خير دليل لا يقبل الشك. بعد تشكيل الحكومة انبرى ببلاغته القانونية واللغوية لتبرير دخوله الحكومة إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً حيث حاول تبرير ما لا يمكن تبريره لدى العقلاء والأحرار والسياديين وذلك أقله مقارنة مع معايير مواقفه هو شخصياً ومواقف قادة 14 آذار ما قبل الحكومة!! سقوف عالية ومن ثم هدم السقوف كما عودنا ربع 14 آذار منذ العام 2005. ما أردنا قوله هو أننا بحاجة إلى رئيس جمهورية لا يخجل من سعيه للموقع ولا يساوم ولا يتلون ولا يتلطى خلف مؤتمرات صحافية كالذي عقده حرب اليوم. في الخلاصة لا نرى أنه كان هناك أي مبرر لعقد المؤتمر بل كان من المفروض قانونياً أن يحيل حرب ما يعتقد أنه مخالفات للقضاء ونقطة على السطر... وسامحونا

 

مانشيت جريدة الجمهورية: برّي حدَّد 3 مهل لانتخاب الرئيس والحكومة تؤجّل ملفات خلافيّة

جريدة الجمهورية

على وقع انطلاق اللجنة النيابية التي شكّلها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، في جولتها التشاورية في شأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، انعقدت الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نَيل الحكومة الثقة، وغلبَ عليها الطابع الأمني، فقرّرت، حسب ما ذكرت «الجمهورية» أمس، خطّة أمنية لطرابلس ومناطق عرسال وبعلبك ـ الهرمل والحدود اللبنانية ـ السورية الشرقية والشمالية. دامت الجلسة 4 ساعات في قصر بعبدا، وقرّر مجلس الوزراء تكليف الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة المختلفة تنفيذ خطة لضبط الوضع الأمني ومنع الظهور المسلّح واستعمال السلاح بكافة أشكاله ومصادرة مخازن الأسلحة في طرابلس وأحيائها وجبل محسن، وتنفيذ الإجراءات كافّة لتوقيف المطلوبين، وتنفيذ الاستنابات القضائية في هذه الأعمال، وفي عمليات الخطف والابتزاز وسرقة السيارات وعمليات التزوير في مناطق البقاع الشمالي، وضبط الأوضاع الامنية في هذه القرى، واستعمال كافة الوسائل اللازمة لتنفيذ هذه الخطة. وكان سليمان إستهلّ الجلسة محذّراً من أنه «طالما بقي الجيش قوّة فصل في طرابلس فسيتعرّض للهجمات». واعتبر «أنّ هذا اﻷمر بات يتطلب معالجة مُلحّة، ولم يعد مقبوﻻ».

وأكّدت مصادر وزارية الإجماع في الجلسة على كلّ التدابير الأمنية لطرابلس والبقاع الشمالي من عرسال وجرودها الى بعلبك والهرمل امتداداً على طول الحدود اللبنانية – السورية، والتي أطلع سليمان الوزراء على عناوينها العريضة. ورأى وزير العمل سجعان قزي أنّه لا يجوز اعلان الخطط الأمنية قبل تنفيذها «لأنّ العبرة تبقى في التنفيذ، وقد شبع الطرابلسيون خططاً ووعودا». ولفت الى ضرورة ان توفّر الحكومة التي تتمثل فيها كل القوى السياسية التغطية للقوى الأمنية.  وأكّدت مصادر عسكرية لـ»الجمهورية» أنّ خطة طرابلس تتطلب الردّ المباشر على المسلّحين بلا استثناء، فضلاً عن دهم منازل مطلوبين بموجب استنابات قضائية صادرة في حقّهم لأسباب تتعلق بالقتل والسرقة وتشكيل عصابات للقيام بأعمال ارهابية داخل المدينة وخارجها.

«حزب الله» وسليمان

وعلمت»الجمهورية» انّ اجواء النقاش في الجلسة كانت إيجابية جداً وهادئة، وسُجّلت فيها مداخلات مقتضبة عبّرت عن وجهة نظر الأفرقاء داخل الحكومة، وكان ابرزها حديث وزير الصناعة حسين الحاج حسن عن المربعات الأمنية في البقاع الشمالي، فأكّد «أنّ «حزب الله» ومنذ عشرات السنين يطالب الدولة بأن تأخذ دورها لمعالجة كل التجاوزات الأمنية في البقاع، لكن للأسف لم يكن دور الأجهزة فاعلاً». واحتجّ على وصف أيّ بلدة بقاعية بصفة شمولية وبمفردات لا يقبل الحزب بها. ولم يعلّق أيّ وزير على كلام الحاج حسن، فيما أثنى رئيس الجمهورية عليه، وقد استشهد بتجربته عندما كان قائداً للجيش، بأنّه تبلّغ مراراً من «حزب الله» أنّه لا يغطي أيّ مجرم وأيّ مُخلّ بالأمن في البقاع.

ريفي

وقال ريفي لـ»الجمهورية»: «نحن أعطينا الغطاء السياسي للجيش، وهو الذي يقرر توقيت الدخول، وعلى القوى الأمنية ان توظف كل امكاناتها لجلب المرتكبين بموجب مذكّرات توقيف قضائية، والشرط الأساسي هو التنفيذ المتوازن». واضاف: «هذه المرة القرار السياسي أُعطي بشكل حازم من حكومة جامعة، فيما الحكومة السابقة قرارها كان منقوصاً، وهذا هو الفرق بين القرار السياسي آنذاك واليوم. واعتبر «انّ موقف «حزب الله» داخل الجلسة والذي تمنّى فيه على القوى الامنية الدخول وتوقيف جميع المطلوبين في البقاع، هو موقف جيّد نسبياً، ولكنّ المهم هو ان تترجم هذه المواقف بدخول القوى الامنية الى ايّ منطقة لبنانية لجلب عصابات الخطف والقتل الى العدالة».

علوش

وقال القيادي في تيار «المستقبل» النائب السابق الدكتور مصطفى علوش لـ»الجمهورية»: «علينا ان نكون متفائلين، فلننتظر ولنرَ التطبيق على الارض». وأضاف: «لا شك في انّ بنود الخطة الامنية هي بنود مهمّة، لكن الاساس هو قدرة تطبيقها على الارض، وأعتقد أنّ ذلك ممكنا بعدما اصبحت الارضية في طرابلس ام في خارجها مهيّأة لذلك. لكن عملياً يمكن ان توضع أجمل الخطط إنّما تطبيقها على الارض هو ما يؤكّد اذا كانت خطة ناجحة أم لا». ورأى انّ ما يميّز هذه الخطة عن سابقاتها هو الحديث عن القبض على المطلوبين، في انتظار جعل المنطقة خالية من السلاح.

عيد

في المقابل عبّر الامين العام لـ«الحزب العربي الديموقراطي» رفعت عيد عن تشاؤمه في إمكان نجاح الخطة الامنية، وقال لـ»الجمهورية»: «في المبدأ نحن مع أيّ خطة لإعادة الأمن والامان لطرابلس، ولكن هناك اكثر من علامة استفهام في هذا الموضوع، خصوصاً أنّ هذه الخطة هي نفسها التي وُضعت في عهد الرئيس نجيب ميقاتي ولم ينفّذ منها شيء، ما يعني انّ من كان يعطي الضوء الاخضر لانطلاق المعارك في المدينة هم انفسهم الذين يحاولون ان يظهروا لنا اليوم انّهم يعطون الضوء الاخضر لدخول الجيش. هذا ليس حلّاً، الحلّ هو حلّ سياسي. ومن وضع هذه الخطة الآن فعل ذلك لضرب ما تبقّى من ضمير لبنان أي الجيش اللبناني، وحرق العماد جان قهوجي، خصوصاً أنّ اسمه من بين الأسماء المرشّحة للرئاسة». وقال: «في عهد الرئيس سعد الحريري لم توضع خطة امنية، بل عولِجت المشكلة بالسياسة، فالحلّ إذن سياسيّ، لكنّه غير مطروح اليوم على ما يبدو. فلا أستطيع ان أجيب الى ايّ مدى ستنجح الخطة، الحلّ هو سياسي، وليس حلّاً أمنيّاً مع اللبنانيين، بل مع «جبهة النصرة» و»داعش»، فهل سنضع الجيش في وجه أهله؟ في جبل محسن لا مشكلة فنحن لن نرفع بندقية في وجهه».

ترحيل البنود الخلافية

وتجنّباً لأيّ خلاف يشوب انطلاقة الحكومة، تقرّر في مجلس الوزراء ترحيل كل البنود الخلافية إمّا الى لجان وزارية لتحضيرها وإمّا لإنضاجها عبر اتصالات بين المعنيين خارج مجلس الوزراء. وعليه، فقد تأجّل البحث في بند تحويل فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي شعبةً بسبب عدم نضوجه، وقال وزير العدل اللواء أشرف ريفي: «إنني قبلت تأجيل هذا البند نزولاً عند رغبة أحدى الجهات السياسية العزيزة على قلبي». وعُلم لاحقاً أنّ هذه الجهة هي الحزب التقدمي الاشتراكي.

كذلك تأجّل إقرار بند تجديد ولاية نواب حاكم مصرف لبنان الاربعة الى جلسة تعقد الخامسة عصر الاثنين المقبل، أوّلاً لأنّ هذا البند طرح من خارج جدول الاعمال، وثانياً لترك مهلة 48 ساعة للوزراء من اجل الاطّلاع عليه بحسب الأصول.

وعلمت «الجمهورية» انّ الوزير الأرمني ارثور نزاريان اقترح تغيير نائب الحاكم الارمني، وقال إنه سيرسل سيَر ذاتية بأسماء جديدة. لكن رئيس الجمهورية لم يوافقه الرأي، وقال: «نحن لسنا مع التغيير الآن حتى لا نفتح الباب امام تغييرات واقتراح اسماء جديدة، والوقت لا يسمح بذلك لأنّ الأسماء تحتاج الى توافق».

وتأجّل ايضاً البند المتعلق بإحالة بعض الجرائم على المجلس العدلي، من بينها تفجير مسجدي «التقوى» و»السلام» في طرابلس، لإلحاقها بجرائم أُخرى لم يشملها هذا البند. وقال ريفي إنّه سيتمّ تأخير هذا البند اسبوعاً حتى لا يعطّل القرار الإتهامي لقاضي التحقيق العسكري.

وفي ما يتعلق ببند «داتا» الإتصالات، فإنّ النقاش القديم تجدّد حول الحرية الشخصية، لكنّه أُقرّ في ظلّ اعتراض وزراء 8 آذار الذين اعتبروا أنّ طلب كلّ «داتا» الإتصالات من دون تحديد المهلة والتاريخ والمكان يخالف القانون رقم 140 الذي يضمن الحرّية الشخصية للمواطن.

«داتا» الاتصالات

وفي هذا المجال بدا التنسيق الواضح في الموقف بين ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير الاتصالات بطرس حرب، حيث شكّلوا «رأس حربة»، يدعمهم رئيس الجمهورية، ما ساهم في ترجيح التصويت داخل الجلسة لمصلحة إعطاء «الداتا» كاملة للقوى الأمنية لكي تقوم بمهمّاتها.

قضية النازحين

وعلمت «الجمهورية» أنّ سجالاً دار في مجلس الوزراء حول قضية النازحين السوريين، فاقترح وزير الخارجية جبران باسيل اقامة مخيمات لهم داخل الاراضي السورية برعاية الامم المتحدة، على ان يتم التنسيق في ذلك بين السلطتين اللبنانية والسورية. لكنّ الوزير وائل ابو فاعور اعترض على مبدأ التنسيق بين البلدين في هذا الموضوع.

وبرز نوع من التناقض بين طرحي الوزيرين محمد فنيش وسجعان قزي عندما إقترح الأوّل بأن تنشأ المخيّمات على الأراضي التي يسيطر عليها النظام، فيما إقترح الثاني ان توزّع هذه المخيمات بين المناطق السورية كافة، خصوصاً في المناطق الآمنة التي تحدّدها الأمم المتحدة وتستطيع حمايتها وتأمين حاجيات النازحين، فيتوزّعون حيث يريدون وحيث يتوافر لهم الأمان. وأجمع الطرفان على ضرورة ان تتمّ هذه العملية برعاية مؤسسات الأمم المتحدة وإشرافها.

وفي قضية الفساد في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي شكر قزي لرئيس الجمهورية إشارته الى التحقيقات الجارية فيها لمواجهة ظاهرة الفساد وهدر المال العام. وقال: «ظهرت عناصر جرمية لا يمكن التساهل في شأنها»، ولفت الى أنّ التعاون القائم بين الأجهزة القضائية والوزارة وإدارة الضمان سيوصل هذه القضية الى خواتيمها، متمنّياً عدم إعطائها «أيّ ابعاد سياسية او طائفية».

الإستحقاق الرئاسي

وفي موازاة الانشغال بالمعالجات الأمنية، ظلّ الاستحقاق الرئاسي في صدارة الاهتمام، وشرعت اللجنة النيابية التي شكّلها رئيس مجلس النواب نبيه بري في جولتها على رؤساء الكتل النيابية وقيادات ومرجعيات سياسية ودينية، واستهلّت هذه الجولة بزيارة النائب ميشال المر، فرئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، فرئيس حزب الكتائب أمين الجميّل، على أن تزور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الإثنين المقبل.

وأوضح المر أن لا مشكلة لديه «مع أيّ مرشّح جدّي، إن كان من 8 آذار أو 14 آذار أو مستقلّ، ولكنّ المهم أن يحظى هذا المرشّح بالحدّ الأقصى من التوافق الوطني عليه». وأوضح أنّ اللقاء «لم يكن من أجل اختيار مرشّح للرئاسة بل لإمكانية عقد جلسة يكتمل فيها النصاب. وقد أكّدتُ للزملاء أنّ التنسيق دائماً قائمٌ بيني وبين الرئيس برّي في موضوع الرئاسة الأولى وغيرها، وكنتُ صريحاً معهم وأكّدت أنّنا سنعمل من أجل تلبية الدعوة إذا ما وُجّهت، لانتخاب رئيس في أسرع ما يمكن من الوقت».

برّي

ونقل زوّار بري عنه قوله إنّ مهمة اللجنة هي الاتصال بالكتل النيابية في المجالس حتى ولو كان بعضها يضمّ نائبين فقط، امّا الاحزاب غير الممثلة في المجلس فهي خارج المشاورات لأن لا دورَ مباشراً لها في الاستحقاق الرئاسي. وأشار الى انّه طلب من اللجنة إقتصار الاتصال برجال الدين على البطريرك الماروني، لأنّ الموضوع طائفي، وبكركي هي المعنية بالاستحقاق الرئاسي. ولذلك اختصرت المرجعيات الدينية المسيحية بها.

وأكّد برّي أنّ صلاحياته بالدعوة الى انتخاب رئيس جمهورية تمتد 50 يوماً، وهي على 3 مراحل: الأولى من الآن وحتى 15 نيسان المقبل، والثانية بين 15 و30 منه، والثالثة من أوّل أيار حتى 15 منه. وأكّد أنّ اللجنة ستسأل من ستلتقيهم ايّ مهلة من هذه المهل تعتقد انّها ملائمة لتوجيه الدعوة الى الجلسة النيابية بما يؤمن نصاب الثلثين والمناخات الايجابية لانعقادها. وأوضح انّ انعقاد الجلسة لا علاقة له بالمرشّحين، إذ إنّ بتّ اسمائهم سيتمّ خلال الجلسة.

وقال: «إذا لم تقترح الكتل النيابية موعداً لجلسة الانتخاب فإنّني سأحدّد موعدها قبل 15 أيّار حتماً، ولن أكرّر تجربة 2007 بتوجيه دعوات متعددة». وأشار بري الى انّ هيئة مكتب المجلس اكّدت في اجتماعها امس نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب وأنّ جميع الكتل الممثلة فيها قد وافقت عليه، وأعلنه النائب مروان حمادة بعد الاجتماع.

وردّاً على ما قيل من انّ ما تقوم به اللجنة النيابية هو من صلاحياته المباشرة كرئيس للمجلس، ولا ينبغي له ان يكلف لجنة به، أكّد برّي انّ وضعه الامني لا يتيح له حرية الحركة لزيارة رؤساء الكتل وبعض المرجعيات السياسية والدينية، فضلاً عن انّ هناك بعض القيادات والمرجعيات التي لا يمكنه ان يدعوها بروتوكوليّاً لزيارته، إلّا إذا طلب ايّ منها موعداً.

وكرّر بري التأكيد «انّ اللجنة ليست مهمتها البحث في اسماء المرشحين، وانّما في موعد جلسة الانتخاب وتأمين حضور نصاب الثلثين فيها، على ان تطرح خلال الجلسة كل اسماء المرشحين ويتم انتخاب من يلقى التأييد. كذلك كرّرالتأكيد انه يسعى الى «لبننة» الاستحقاق، موضحاً أنّ هذه اللبننة لا تعني كفّ دور الخارج في الاستحقاق وإنّما تأمين اتفاق داخلي على مرشح، وعندها يمكن فتح المجال للخارج لكي يؤيّد الخيار الداخلي، فلا يُعدّ ذلك عندئذ تدخّلاً وإنما يكون دعماً.

جلسة عامة

وسيرأس بري، جلسة عامة في العاشرة والنصف قبل ظهر أيام: الثلثاء، الأربعاء والخميس في 1 و2 و3 نيسان المقبل، وكذلك مساء الأيام نفسها لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.

وكانت هيئة مكتب المجلس التي اجتمعت برئاسته امس عرضت لجدول اعمال الجلسة والمؤلف من 70 بنداً، وهي جدول اعمال الجلسة التي كان بري يدعو اليها في الفترة السابقة لتأليف الحكومة و لم تنعقد بسبب مقاطعة نواب 14 آذار لها، وقد أضِيفت اليها مشاريع القوانين الجديدة التي أقرّتها اللجان النيابية المشتركة.

موسى لـ«الجمهورية»

وأوضح النائب ميشال موسى لـ»الجمهورية» أنّ «الاجتماع كان إيجابياً، وساده جوّ من التفاهم»، مشيراً الى أنّ «عجلة التشريع انطلقت، ويجب إقرار معظم مشاريع القوانين التي وُضعت على جدول الأعمال».

ونفى موسى «وجود عوائق سياسية تؤخّر إقرار بعض المشاريع، والتأخير إذا ما حصل يعود لمسائل تقنيّة قانونية، لأنّ الحكومة قد تطلب سحب بعض المشاريع وإعادة درسها او إضافة بنود معينة اليها». وشدّد على «وجوب إقرار قوانين مهمّة الاسبوع المقبل، مثل حماية المرأة من العنف الأسري، وقانون الإيجارات، ومشاريع قوانين تربوية»، مرجّحاً وضع مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب على جدول الأعمال إذا أنجزت اللجان المشتركة درسه في جلستها المقرّرة اليوم.

«أمانة 14 آذار»

وقد لفتَ أمس عودة الأمانة العامة لقوى 14 آذار إلى الإعلان رسميّاً عن اجتماعاتها الدورية، في خطوة هي الأولى من نوعها بعد اغتيال الوزير محمد شطح. وفي معلومات لـ»الجمهورية» أنّ البيان الذي سيصدر عن اجتماع اليوم الذي يُعقد في الساعة الثانية عشرة والنصف، سيتضمّن فقرة تتعلق بسياسة الحكومة من خلال التمييز بينها وبين «الحكومة الميقاتية» وتحميلها مسؤولية أيّ تقصير، في حال عدم تقديم شكوى أمام الجامعة العربية ومجلس الأمن في كلّ مرّة تنتهك السيادة اللبنانية.

 

هل بكَّر الراعي في كشف أوراقه؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

توقفت مصادر سياسية تواكب الإستحقاق الرئاسي باهتمام أمام شكل اللقاء المطوّل مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمس الأول ومضمونه. وعلى رغم الملاحظات حول الشكل، تقدّم المضمون على ما عداه. وهو ما دفع الى السؤال: لماذا كشف الراعي عن كامل اوراقه دفعةً واحدة؟ ومَن سيتجاوب مع رغباته ورؤيته للأمور؟ سجَّل المشاهدون للقاء ملاحظات سلبيّة على الشكل الذي اعتُمد في طرح بعض الأسئلة على المرجعية المارونية الأولى في الشرق والعالم ورأوا فيها خروجاً على المألوف. فأصحاب هذه الملاحظات يعتقدون صادقين أنّ الراعي، لم يدخل يوماً في الزواريب السياسية والنظريات الجامدة والخشبية التي باتت تتحكَّم في توجّهات جزء من اللبنانيين، وخصوصاً عند تأليه فئة منهم لهذا الشخص او هذا الحزب او ذاك النظام وكأنه معصوم عن الخطأ، على رغم اعتقاد فئات أخرى أنّه كان سبباً في جرّ البلاد الى مواقع ومهالك لم يجمع اللبنانيون بعد على اعتبارها انتصاراً او إنجازاً، بمقدار ما كانت في رأي كثيرين وبالاً على البلاد والعباد. والأمر نفسه ينسحب على رؤية فئة من اللبنانيين لمخاطر إنغماس البعض في سوريا والتي جنَّدت لها قوى دولية كبرى اعتى ما تملكه من وسائل المواجهة السياسية والديبلوماسية والمادية والعسكرية، واستدراج لبنان الى مواجهات دموية شبيهة بها. لكنّ المضمون تغلَّب على كثير من هذه الملاحظات وجعلها في نظر البعض ثانويّة امام ما كشَفه البطريرك من حقائق يمكن أن تُغيّر حقائق عدّة أمام الرأي العام اللبناني على ابواب الإستحقاق الرئاسي. فالملاحظ هو أنّ الراعي أشار بالفم الملآن إلى مخاوفه من أن يكشف الإستحقاق عورات كثيرة في الجسم السياسي، ويظهر مدى عجز اللبنانيين وقصورهم عن تظهير الصورة الديموقراطية التي يمكن تقديمها إلى الشعب اللبناني قبل المجتمع الدولي، وتأكيد العكس ممّا هو منتظر، فيثبتوا قدرة القادة اللبنانيين على إدارة شؤون البلاد والعباد من دون وصيّ خارجي اعتادوا أن يوفّر لهم المخارج من كل المآزق، وإدارة شؤون الناس بعدما يكون قد انتصر لهذا الفريق او ذاك قياساً بحجم الخدمات التي يمكن أن يؤدّيها هذا الفريق لهذا النظام او هذا الحلف او ذاك. ومن هنا، فقد ظهر جلياً أنّ البطريرك ألقى الضوء عن كثير ممّا يخشونه، وعن حجم القلق على المستقبل ما لم ينجحوا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في افضل الظروف التي يمكن أن تُعبّر عن قبولهم واستعدادهم لخوض غمار التجربة الديموقراطية بكل أشكال المنافسة الشرعية والمشروعة في سباقهم الى خدمة لبنان من الموقع الأول في الجمهورية. وهناك مَن أشادوا بصدق الراعي وجرأته في مقاربة الملف الرئاسي والكشف عما يملكه من معطيات جعلته يلقي بأوراقه كاملة من اليوم الأول للإستحقاق الرئاسي، فتعدَّدت الأسئلة لديهم ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مَن سيتجاوب من المرشحين مع رغباته؟ وهل سيوفر أحدهم النصاب الدستوري في جلسة الإنتخاب ما لم يكن مقتنعاً بأنّه بطل الجلسة؟ وهل أنّ ما كشفه من مواقف تطاول الأزمة السورية والمتورطين فيها سيساعد على عبور الإستحقاق بسلام منشود؟ وهل في موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمس من تريّثه في الدعوة الى جلسة كما أرادها البطريرك، ما لم تكن «ناجحة لإنتخاب الرئيس»، ما يؤشّر الى طريقة التعاطي مع رغبات الراعي وهواجسه؟ فهل بكَّر الكردينال في الكشف عن اوراقه والبدائل؟

 

اول لقاء بين البابا فرنسيس واوباما في الفاتيكان

استقبل البابا فرنسيس صباح الجمعة في الفاتيكان الرئيس الاميركي باراك اوباما في اول لقاء بينهما منذ انتخاب الحبر الاعظم في اذار 2013. وتقدم اول حبر اعظم يتحدر من اميركا اللاتينية نحو الرئيس الاميركي وصافحه بحرارة. ثم وقفا امام عدسات المصورين قبل ان يجلسا الى جانبي مكتب ويتحادثا بودية. ثم انضم اليهما المترجمان، احد الكهنة للبابا وامرأة تتولى الترجمة للرئيس الاميركي. وكان في استقبال الرئيس الاميركي في الباحة الخارجية كبير مسؤولي الكرسي الرسولي يورغ غانسوين. ثم ادى له التحية حرس الحبر الاعظم وواكبوه الى الطابق الثاني من القصر الحبري. واثناء سيره ببطء بحسب البروتوكول في الممرات الطويلة التي تغطيها الجداريات، بدا الرئيس الاميركي وكأنه يتاملها باعجاب. وسيبحث اوباما الذي سبق ان التقى بنديكتوس السادس عشر في تموز 2009، مع الحبر الاعظم مواضيع مكافحة التفاوت الاجتماعي والازمات الدولية الكبرى ومسائل اجتماعية في الولايات المتحدة. ثم يلتقي اوباما الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء ماتيو رينزي. مصدروكالة الصحافة الفرنسية.

 

الفاتيكان يعلن رسميا ان الحبر الأعظم سيزور اسرائيل في 24 أيار المقبل

نشرت حاضرة الفاتيكان تفاصيل برنامج زيارة قداسة البابا فرنسيس الأول للأردن واسرائيل. وسيصل الحبر الأعظم إلى الأردن في 24 أيار المقبل حيث سيتجه غداة هذا اليوم إلى بيت لحم وسيقابل هناك رؤساء السلطة الفلسطينية. وسيزور قداسة البابا بعد ذلك القدس ليقيم قداساً في كنيسة القيامة ثم يجتمع مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والحاخامين الأكبرين لدولة إسرائيل. كما سيقوم بجولة في حائط المبكى وجبل هرتسل ومؤسسة “ياد فاشيم” لتخليد ذكرى ضحايا “الهولوكوست” (المحرقة اليهودية)

 

اوباما في الرياض الجمعة بزيارة هامة

وكالات/يصل رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما إلى الرياض الجمعة في زيارة للمملكة يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، يتناول اللقاء، وفق المصادر، الأمن الخليجي والملف النووي الإيراني والأزمة السورية. فيما وصف المستشار الأسبق لشؤون الشرق الأوسط للرئيس أوباما دينيس روس، العلاقات السعودية – الأميركية بالحتمية موضحاً أن أوباما يحتاج خلال زيارته إلى السعودية، ولقاؤه خادم الحرمين الشريفين لـ«التعامل مع المخاوف السعودية بشكل مباشر، وأن يثبت بأنه لا يراوده أي شك في شأن الإيرانيين، من خلال توضيحه بمعرفة واشنطن بما تفعله ما تسمى (قوة القدس)، والخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة لمجابهتها». إلى ذلك، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور خضر القرشي، إن «هناك تفاؤلاً كبيراً في المملكة بخصوص نتائج زيارة الرئيس باراك أوباما التي يبدأها غداً (الجمعة) إلى الرياض، والتي يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين».

 

مصرع 3 مقاتلين من حزب الله في سوريا

3 قتلى لـ "حزب الله" في سوريا هما قزحيا حسن مشيك من البقاع وربيع زهير جمعة من علي النهري ومحمد هاني طويل من بلدة خربة سلم التابعة لقضاء مرجعيون

 

الارهابي سامي الاطرش قتل... صيد ثمين في قبضة مخابرات الجيش

اوقفت مخابرات الجيش الارهابي سامي الاطرش في عرسال، وهو المتهم بتجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان، ومتهم بجريمة وادي رافق والتي أدت إلى مقتل 4 أشخاص من آل أمهز وآل جعفر وشخص تركي الجنسية. وأوضحت المنار ان الاطرش متهم بجريمة قتل عدد من العسكريين على حاجز للجيش اللبناني في وادي حميد في عرسال، وهو متهم باطلاق الصواريخ على قرى بقاعية. من جهة اخرى، أكد مصدر عسكري  للسفير اعتقال اﻻرهابي اﻻخطر سامي الاطرش في عرسال بعد رصد وملاحقة لمدة عشرة ايام. من جهتها اشارت النهار الى ان الجيش أوقف 12 شخصاً من مجموعة الأطرش بينهم سوريون. أفادت مصادر اعلامية عن وفاة المطلوب سامي الأطرش إثر تبادل لاطلاق النار مع الجيش الذي كان يداهم منزله في عرسال.

 

جرحى جراء غارات جوية سورية على الجبال المحيطة بعرسال

نهارنت/ادت غارات جوية سورية على الجبال المحيطة ببلدة عرسال البقاعية الحدودية، الى سقوط 5 جرحى، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، ظهر الخميس. ولفتت الى ان الطيران الحربي السوري شن غارات على الجبال المحيطة بعرسال، ما ادى الى جرح 5 اشخاص نقلوا الى المستشفى الميداني في بلدة عرسال. وأفادت عن سماع دوي الانفجارات الى مسافات بعيدة في المنطقة. يُذكر ان بلدة عرسال البقاعية الحدودية، تعرضت مرارا منذ بدء النزاع السوري في آذار 2011 لقصف من قوات النظام التي تقول انها تسعى الى منع تسلل مسلحين ومهربين بين لبنان وسوريا.

 

مقتل المؤهل في الجيش اللبناني فادي الجبيلي برصاص مجهولين في طرابلس

نهارنت/أقدم مسلحان ملثمان في طرابلس، صباح الخميس، على إطلاق النار على المؤهل في الجيش اللبناني فادي الجبيلي، ما أدى الى مصرعه على الفور. وأعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، في بيان الخميس، انه عند الساعة السادسة والربع صباحا، أقدم شخصان ملثمان يستقلان دراجة نارية في محلة البولفار – طرابلس، على إطلاق النار من مسدس حربي باتجاه المؤهل فادي جبيلي من عناصر الجيش اللبناني أثناء توجهه إلى مركز عمله.

وأضافت ان اطلاق النار أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، "استشهد متأثراً بها". وقد باشرت قوى الجيش التقصي والبحث عن المجرمين، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث. من جهتها، لفتت اذاعة "صوت لبنان" (93.3) الى ان الجيش اللبناني ينفذ سلسلة مداهمات في المنطقة بحثاً عن مطلقى النار. كما لفتت قناة "الجديد" الى ان الجيش يسيّر دوريات مكثفة ويقيم حواجز متنقلة في العديد من الشوارع بمدينة طرابلس. وفي وقت لاحق أفادت اذاعة "صوت لبنان" (93.3) انه تم القاء القبض على السوري عقبة حاميش، وعلى اللبناني دحام الشيخ جيلاتي المتهمين باطلاق النار على الجبيلي. يُذكر ان الاربعاء، قتل طفل في باب التبانة بطرابلس جراء اشتباكات بين جبل محسن والتبانة تجددت عقب قتل مواطن من جبل محسن بعد الظهر في المدينة في حادث أدى أيضا إلى مقتل امراة. وهذا الحادث أتى بعد جولة اشتباكات عنيفة انتهت الأسبوع الفائت تسببت بسقوط 23 قتيلا وأكثر من 150 جريحا في حصيلة غير رسمية.

 

قيادة الجيش اعلنت مراسم تشييع المؤهل الشهيد فادي جبيلي في طرابلس

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "الحاقا لبياننا السابق عن تشييع المؤهل الشهيد فادي جبيلي، فان مراسم التشييع ستتم وفقا للآتي: تجري مراسم التكريم امام مستشفى طرابلس الحكومي عند الساعة 14,30 من تاريخ اليوم، حيث سيتم نقل الجثمان الى منزل والده الكائن في محلة باب الرمل - طرابلس خلف جامع اميرة. ويقام المأتم الساعة 17,00 في مسجد طينال ويوارى الثرى في جبانة باب الرمل - طرابلس. وتقبل التعازي بعد الدفن وبتاريخي 28 و29 اذار الحالي ابتداء من الساعة 15,00 ولغاية الساعة 18,30 في قاعة جمعية العزم والسعادة - طرابلس".

 

رئيس جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن: لم نسمع اي تعليق عن الوثائق المسرّبة بخصوص المعتقلين في سوريا

وكالة الأنباء المركزية/همّان تعيش في ظلهما جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، الاول انساني محض يندرج تحت عنوان تحرير من لا يزالون احياء في معاقل النظام السوري والثاني السعي للحصول على تعويضات أو معاشات تقاعد بعد اقرار هذا الموضوع في احدى جلسات مجلس الوزارء ودراسته في لجنة الادارة والعدل وتوقفه امام عتبة مجلس النواب بسبب تعذر مناقشته. وفي هذا السياق، ناشد رئيس جمعية المعتقلين السياسيين اللبنانيين في السجون السورية علي ابو دهن عبر “المركزية” رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعلن ان مجلس النواب سيناقش العديد من الملفات القديمة، النظر الى ملف تعويضات المحررين لمناقشته بعد دراسته في لجنة الادارة والعدل. من جهة اخرى، اعتبر ابو دهن انه، رغم الضجة التي احدثتها الوثائق المسربة التي تضمنت اسماء لمعتقلين في السجون السورية لا يزالون على قيد الحياة، لم نسمع اي تعليق من اي من المسؤولين اللبنانيين المعنيين بالقرار، وفي الوقت نفسه غابت التصريحات التي يجب ان تأخذ في الاعتبار هذا الموضوع الانساني البحت، وامام المطالبة بمعرفة مصير هؤلاء تتبادر الى اذهان اللبنانيين اسئلة حول سبب غياب الاهتمام بمصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وانعدام اي تحرك من قبل الدولة اللبنانية باتجاه الدولة السورية لاستجوابها حول هذا الموضوع عبر القنوات الدبلوماسية، اقله من باب الحرص على ما تبقى من مشاعر انسانية لطمأنة الاهالي حول مدى صحة ما تتضمنه هذه الوثائق، رغم اننا نملك شهادات قدمناها تثبت حقيقة وجود لبنانيين لا يزالون في معاقل النظام السوري، علما ان قضيتنا هي مع دولة وليست مع منظمات ارهابية، تحتاج الى وسطاء لمعالجتها”.

 

“هاتوا رئيساً للدولة أولاً!

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

يقول الرئيس الراحل شارل حلو في حوار شهير له مع غسان التويني في حزيران 1993 :

“الموارنة كطائفة لم يعملوا إلا للدفاع عن الحرية التي هي من مصلحة الجميع في لبنان. لا احتكار للحرية . يمكن احتكار القمح او يمكن احتكار الدولارات ، ولكن لا يمكن احتكار الحرية ، لا أحد يقدر أن يقول: أنا حر وأنت لست حراً. في الدول الديموقراطية الحكم للأكثرية ، ولكن الأكثرية السياسية لا الأكثرية الطائفية . ويضيف الرئيس حلو: لقد كان الرئيس تقي الدين الصلح يقول: لولا المسلمون لما وصل لبنان إلى الاستقلال، ولولا المسيحيون لما مارس لبنان الحريات. وكان معه ألف حق هذا الرجل.”

اليوم أيها الأعزاء ، لبنان مهدَّد بحريته واللبنانيون بحريّاتهم. الدولة هي ضمانة الحرية ، وإلا تصبح الحرية فوضى. فكلما ضعفت الدولة ، انحدرت الحرية إلى درك التفلّت كما هو حاصل، بحيث يسود المنطق الإلغائي. والإلغاء لا يعني بالضرورة الإلغاء الجسدي والمادي  بل إلغاء الإرادة والقدرة على المبادرة والفعل والتطور لدى الآخر. ولذلك من الصعب تصوّر قيام لبنان الدولة من دون رئيس للجمهورية يجمع بين الحكمة والجرأة وبين الرؤيا والواقعية . فالرؤيا لا تعني الأحلام والأوهام ، والواقعية لا تعني الاستسلام والترقيع ومجانبة جوهر المشكلة، ولا تعني بالتأكيد تدوير الزوايا في القضايا الوطنية والدستورية.

ثمة من يقول إن رئيس الجمهورية لا يملك صلاحيات واسعة، لكننا نقول إن لديه من الدور والصلاحيات وأسباب القوة ما يكفي ليرسم نهجاً ويضع هوامش وسقوفا ويفصل في أمور كثيرة.

ومن هنا أهمية حسن الاختيار وخطورة الشخصية التي تتولى سدّة الرئاسة . فكلما كان الرئيس المسيحي الماروني قوياً بقوة إيمانه بمن وما يمثل ، تعزّزت الوحدة الوطنية وترسّخت المفاهيم

 الدستورية والقانونية في الممارسة السياسية ، سواء في السلطة التنفيذية أو في سائر السلطات.

ثمة هيبة نريد استعادتها للرئاسة . ثمة نعم نعم ولا لا ينبغي أن نسمعها من الرئيس العتيد. ولا يحاولنّ أحد إقناعنا بأن رئيساً يمثل فريقاً سياسياً كمرشح ، وبمعزل عن هوية هذا الفريق ، يعني رئيس تحدٍّ لطائفة أو لفئة، إذا التزم تطبيق الدستور، ولا شيء غير الدستور. فكل ما دون الدستور تفاصيل.

رئيس الجمهورية في الأصل لا يمكنه أن يتصرّف إلا كرئيس للجمهورية. فصحيح أنه لا يملك الهوامش التي يملكها رئيس المجلس ورئيس الحكومة سياسياً ، لكنه يمثل ضمانة الحفاظ على التوازنات وسداً في وجه الخلل والتمييز، وشبكة أمان حيال التفلت والفوضى. ولتكن معركة مفتوحة، ولننظر جدياً إلى فرصة إنقاذ البلاد من التآكل والانهيار، وليكن رئيساً من يُعلي شأن الدولة أولا! والسلام .

 

سليمان: الوضع في طرابلس غير مقبول ويحتاج معالجة ملحة

وطنية - استهلت جلسة مجلس الوزراء بكلمة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تناول فيها موضوع القمة العربية، واصفا اياها ب"قمة لبنان بامتياز حيث برز التضامن مع لبنان في مواضيع عديدة من بينها النازحون السوريون، اللاجئون الفلسطينيون، دعم الجيش، دعم مجموعة الدعم الدولية، تبني اعلان بعبدا والمحكمة الخاصة بلبنان ومقاومة الاحتلال". واكد رئيس الجمهورية في هذا الاطار وجوب متابعة هذه القرارات، فطلب من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وضع آلية لرفعها الى رئيس الحكومة تتضمن كيفية متابعة هذه القرارات من بينها قرارات القمة العربية والمجموعة الدولية لدعم لبنان. وفي الموضوع الامني ، لفت رئيس الجمهورية الى اجتماع القادة الامنيين ومن ثم اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الذي يبقي على قراراته سرية في ما يخص الامور الميدانية ويرفع توصياته الى مجلس الوزراء بالاحتياجات اللازمة لانه مجلس ينفذ سياسة الحكومة. وتطرق الى استشهاد المؤهل في الجيش في طرابلس، مؤكدا انه طالما ان الجيش قوة فصل فسيتعرض لهجمات متكررة، وبالتالي ان الوضع غير مقبول ويحتاج الى المعالجة الملحة. الرئيس سليمان تحدث عن العنف ضد النساء والاطفال، لافتا في هذا المجال الى وجوب اظهار وجه لبنان الحضاري ولا يجوز تعميم الحوادث التي تحصل وتصويرها وكأنها صفة للبنان. وفي موضوع الفساد الذي ظهر في الضمان والادوية، شدد الرئيس سليمان على ان الدولة هي الضابط الوحيد للمخالفات عبر الاجهزة الرقابية والقضائية.

الحاج حسن

من جهته، اكد وزير الصناعة حسين الحاج حسن، في مداخلته خلال الجلسة، ان "حزب الله منذ التسعينات يطالب الدولة بأخذ دورها في معالجة كل التجاوزات الامنية التي تحصل في البقاع. ولكن للاسف الشديد فان دور الاجهزة لم يكن فاعلا ولا يجوز رسم اي قرية او منطقة في البقاع بصفة شمولية ايا تكن الصفة سلبية". وأوضح انه "بهذا الموقف لا ندافع عن بلدة لبنانية انما عن جميع البلدات. وهناك من يلمح باستمرار او يصرح علانية عن تغطية "حزب الله" لما يجري هناك، الا اننا نؤكد بان منطقة البقاع لا تغطي اي مجرم. و"حزب الله" كما كل القوى السياسية يقفون ضد الجريمة ايا يكن مرتكبها". وقال: "ليس صحيحا ان الجيش ممنوع عليه الدخول الى مناطق في البقاع وهو موجود في كل المنطقة ويقوم بواجبه، والدليل على ذلك الحادثة التي حصلت في بعلبك مؤخرا. وغير مقبول ان يحملنا احد مسؤولية التقصير. ونحن ننتمي الى هذه الدولة مجلس نواب وحكومة وادارات وحريصون على هذه الدولة". واوضح ان "رئيس الجمهورية كان له مداخلة ايجابية حول هذا الموضوع، وكذلك تعليقات الوزراء، وكان الجو ايجابيا وكلامي موجه الى الجميع وليس في اتجاه محدد".

 

قهوجي : قبضنا على أكثر من 85% من المشاركين بالتفجيرات

بيروت - أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن الجيش استطاع كسر شوكة شبكات التجسس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية، بإلقاء القبض على أكثر من 85% من المشاركين في التفجيرات التي استهدفت الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، مشيراً إلى أن الجيش يرصد تحركات من بقي متوارياً منهم ويعرف هوياتهم وأهدافهم، وأماكن إقاماتهم، وكيفية تمويلهم، ويعمل على توقيفهم".  ولفت قهوجي خلال احتفال بتوقيع كتاب "زلزال الموساد" في قصر الأونيسكو، إلى أن "الجيش يستمد قوته من شرعيته، ولن يتخلى عن حقه في فرض الاستقرار، وفي منع الأمن الذاتي، فقرارنا حازم، منعاً للفتنة في لبنان، ولن ندع أي منطقة تحت رحمة التفلت".  وأكد قهوجي أن الجيش "يتمتع بالجاهزية الكاملة للرد على أي اعتداء إسرائيلي، ولن يخضع لأي تهديد، ولن يسكت عن أي استهداف، وكل عمل عدواني سيقابل بالمثل، وسيكون التصدي له فورياً" ، داعيا السياسيين إلى أن "يخففوا من حدة الخطاب السياسي، لأننا تعبنا ونريد فترة راحة، والعسكر بحاجة إلى تدريب وإعادة تجهيز وتنظيم". وأكد أن "على الدولة أنْ تقوم بواجباتها تجاه الجيش والعسكر".

 

فارس سعيد: "حزب الله" ليس طرفاً محلياً ليُنتج الحوار معهُ حلول

موقع 14 آذار/لبنان في سباق مع استحقاقين اساسيين، دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى انعقاد طاولة الحوار نهار الاثنين المقبل، والانتخابات الرئاسية. الا ان مصير انعقاد الحوار ومشاركة القوى السياسية فيه لا يزال مجهولا، كما ان الاستحقاق الرئاسي لا يختلف كثيرا عن الحوار، فالخوف حاليا هو من عدم تجاوز المخاطر المحدقة بمصير لبنان وكيان الدولة. بالتالي إن أي تقاعس في هذين الاستحقاقين هو بمثابة محرقة للديموقراطية التي عرفها لبنان. "النظام السوري غير قادر على ان يمسك بزمام الامور على مساحة اكثر من 30 او 40 % من الاراضي السورية، بالتالي هو غير قادر على التدخل بلبنان" هذا ما يؤكده منسق الامانة العام لقوى "14 آذار" فارس سعيد. ويعتبر سعيد في حديث الى "الموقع الرسمي لتيار المستقبل ـ Almustaqbal.org"، أن "كلام رئيس النظام السوري بشار الاسد بأنه يريد رئيسا ممانعا في لبنان هو من باب رفع المعنويات لدى جمهور يتأثر بالاسد في لبنان وليس من باب الحقيقة". ويقول: إن "الاسوأ هو بأنه قد تم استبدال النفوذ السوري المباشر على لبنان بنفوذ ايراني مباشر من خلال امساك "حزب الله" بالمفاصل الاساسية للدولة وجزئيا بالاستحقاق الرئاسي المقبل". ويشير الى أن "الحزب يريد أن يخضع الدولة اللبنانية بكل تراتبيتها الدستورية الى دفتر شروطه. هذا ما حصل خلال عملية تشكيل الحكومة واقرار البيان الوزاري".

وبحسب سعيد إن "هجوم "حزب الله" على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لم يكن موجها الى الرئيس سليمان مباشرة فحسب وانما الى اي رئيس سيأتي في المستقبل للقول إن موضوع السلاح هو خط احمر لدى "حزب الله" وإن دفتر الشروط الذي كان سائرا على السابقين عليه ان يكون ايضا سائر على الرئيس المقبل". ويشدد على أن ""14 آذار" يجب ان تدرك هذا الواقع وان تواجهه من خلال توحيد القراءة السياسية بشأن ضرورة مواجهة "حزب الله" وطموحه واطماعه بالامساك بالدولة اللبنانية ومفاصلها". في ما يتعلق بآلية المواجهة التي ستنتجها قوى "14 آذار" لصدّ مخطط "حزب الله"، يوضح سعيد أن "آلية 14 آذار لم تتبدل منذ استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، فهي آلية دستورية، سلمية وديموقراطية، أي من خلال الآليات الدستورية المتاحة في الدستور ووفقا للقوانين اللبنانية"، معتبرا أن ""14 آذار" اذا خسرت في الشكل في بعض المعارك ذلك لأنها أصرت على التمسك بهذه الآليات السلمية". ويذكّر بما قاله الرئيس سعد الحريري في مهرجان 14 شباط في البيال، ومفاده بأن ""تيار المستقبل" يجب أن لا يشبه "حزب الله" او التكفيريين الاسلاميين، وبأنه يرفض تسليح "تيار المستقبل". ويشدد على ان "الآلية هي سلمية، ديموقراطية من خلال وضع المؤسسات في مواجهة السلاح". سعيد وتعليقا على تعيين رئيس مجلس النواب نبيه بري لجنة للشروع باتصالات لدى مختلف الفرقاء لتأمين انعقاد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يقول: إن "الرئيس بري دخل في موسمه أي موسم رئاسة الجمهورية، بالتالي هو المايسترو التقني لهذه المرحلة لأنه المسؤول عن اخراج القرار السياسي الذي ربما لن يؤخذ داخل مجلس النواب الا من خلال اصرار "14 آذار" على ذلك، وبالتالي يختصر دور الرئيس بري في ايجاد الاخراج المناسب لأي قرار سياسي يتعلق بانتخاب رئيس جديد للبلاد.

ويؤكد أن "هناك اجماعاً في "14 آذار" على لبننة الاستحقاق الرئاسي، أي أن تأخذ اللعبة الديموقراطية مداها داخل مجلس النواب. فليترشح من يريد ونحن سننتخب رئيسا جديدا للبلاد ونهنئه". ويوضح أن "هناك اجماعاً على انتخاب رئيسا من "14 آذار"، لذا على هذه القوى أن تقدر من هي الشخصيات التي تؤمن من خلال ترشيحها شرعية المواجهة". ويرفض سعيد الدخول في التسميات والافصاح عن اسماء محددة، لكن في المقابل، يشدد على أنه "على "14 آذار" أن تُجمع على مرشح واحد". ويقول:"لا داعي للاعلانات المسبقة، فلنأت نهار الانتخابات وننتخب مرشحنا داخل المجلس". وعن دعوة رئيس الجمهورية الى انعقاد طاولة الحوار الاثنين المقبل، يشير سعيد الى انه "علينا ان نشجع قوى "14 آذار" على المشاركة بطاولة الحوار بكل مكوناتها وخصوصا فريق "القوات اللبنانية" الذي قاطع المرة السابقة الحوار تحت عنوان "الحوار غير مجد"". ويوضح أنه "قد يكون الحوار غير مجد، وربما هم على حق، لكنهم ليسوا على حق اذا قاطعوا هذه المرة رئيس الجمهورية لأن الاخير يتعرض لهجوم من قبل "حزب الله" الذي يهدف الى وضع دفتر شروط على الرئيس المقبل. من هذا المنطلق ربما "القوات" ستعيد النظر بموقفها وستشارك بالحوار". ويرى سعيد أن ""حزب الله" ليس طرفاً محليا من اجل أن يُنتج الحوار معه محليا حلول، فالحزب طرف اقليمي يتحاور ضمن اطار طاولة الحوار مع اطراف محلية". ويذكر بأن "اتفاق الدوحة الذي ينص على اطلاق طاولة الحوار برئاسة رئيس الجمهورية كان قد طالب بمشاركة الجامعة العربية في الحوار، لذا على رئيس الجمهورية والقوى المشاركة المطالبة بوجود الجامعة العربية وربما الامم المتحدة ايضا". ويمضي بالقول:"إذا اردنا مقاربة نقطة الاستراتيجية الدفاعية العالقة، يجب ان نرتكز الى اصول ونصوص مرجعية خاصة بها، فأول نص مرجعي هو "اتفاق الطائف"، وضمانة هذا الاتفاق هي من خلال القوى المحلية وعلى رأسها رئيس الجمهورية، اما النص المرجعي الآخر هو القرار 1701 الذي هو ضمانة الحكومة اللبنانية ومجلس الامن". ويختم سعيد متسائلا:"لماذا مجلس الامن والجامعة العربية لا يشاركان في طاولة الحوار كي يكون الحوار متوازناً مع الفريق الاقليمي الذي يمثله "حزب الله"".

 

مجلس النواب يلتئم في جلسة عامة في 1 و2 و3 نيسان

وطنية - يترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري، جلسة عامة، العاشرة والنصف من قبل ظهر أيام: الثلثاء، الأربعاء والخميس في 1 و2 و3 نيسان المقبل، وكذلك مساء الأيام نفسها لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.

 

بري عرض جدول أعمال الجلسة التشريعية مع هيئة مكتب المجلس حمادة: السلسلة غير مدرجة لأنها لم تقر بعد وهي مرهونة بموقف الكتل

وطنية - ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم اجتماع هيئة مكتب المجلس بحضور النواب: مروان حمادة، ميشال موسى، احمد فتفت، انطوان زهرا، وسيرج طورسركيسيان والامين العام للجملس عدنان ضاهر، وجرى عرض جدول اعمال الجلسة التشريعية التي دعا اليها الرئيس بري ايام 1 و2 و3 نيسان المقبل نهارا ومساء. وكذلك تم البحث في شؤون مجلسية اخرى.

وقال حمادة بعد الجلسة: "عقدت هيئة مكتب المجلس برئاسة الرئيس بري، وتطرقت الى جدول اعمال الجلسة التي ستنعقد في 1 و2 و3 نيسان المقبل اي بعد يوم من جلسة الحوار الوطني في بعبدا. امام الهيئة العامة للمجلس مجموعة كبيرة من مشاريع واقتراحات القوانين. فهناك حوالي 22 مشروع قانون، وحوالي 30 اقتراح قانون درستها اللجان ووافقت عليها بشكل من الاشكال مع بعض التفاوت، وهناك مجموعة كبيرة اخرى من اقتراحات القوانين ضمن الجدول وفق وبعد هذا الترتيب". أضاف: "من ضمن مشاريع القوانين المهمة هناك مشروع التعليم العالي، وحق التشريع في الحقل الجمركي، وهناك مشروع يهم اللبنانين، بل كل اللبنانيات والقسم الاكبر من اللبنانين وهو مشروع قانون حماية النساء من العنف. كذلك هناك قانون الايجارات، وهو مشروع اساسي، وهناك مشاريع قوانين حول اعفاءات معينة والتي نتخذ قرارات في شأنها. هناك مشاريع قوانين تتعلق بالاتفاقات مع الصناديق العربية والكويتية ومع البحر المتوسط وايضا تتعلق بتنقية المياه في البقاع الغربي، وغيرها من المشاريع. ومن بين اقتراحات القوانين المهمة اقتراح يتعلق بكتاب العدول وآخر يتعلق بإنشاء نقابة لهؤولاء الكتاب، وهناك ايضا ما يتعلق بقانون حماية المستهلك وبعض الاعفاءات والتعديلات، وهناك ايضا طابع المختار، واقتراح يتعلق بالمديرية العامة للدفاع المدني. ولقد اعطى دولة الرئيس بري تعليماته لإدارة المجلس يتوزيع الجدول، ولم يحصل اي خلل، بل على العكس كان الجو جيد جدا، وهذا جدول اعمال جديد. وقد تطرقنا الى مواضيع اخرى وهي مواضيع ملحة ومواضيع الساعة. طبعا غدا اللجان النيابية المشتركة ستدرس سلسلة الرتب والرواتب، ونحن في هيئة مكتب المجلس لا نستطيع أخذ قرار بإدراج اي شيء على جدول الاعمال دون ان يكون هناك رأي للجان المشتركة، وطبعا ايضا رأي ربما للحكومة الجديدة في هذا الموضوع خصوصا لجهة الواردات". وختم حمادة: "كذلك بحثنا في موضوع الساعة وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان وقر الرأي، كما طرحه دولة الرئيس بري واصر عليه واكد عليه في جلسة الهيئة العامة التي اعطت الثقة لحكومة الرئيس تمام سلام، وهو انه في كل الاوقات النصاب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، جلسة اولى، ثانية، ثالثة، الخ ... وفي كل الاوقات النصاب هو ثلثا المجلس، ويتم الاقتراع في المرة الاولى على اساس الثلثين اما في باقي المرات الاقتراع يتم بالنصف زائدا واحدا".

سئل: هل هناك اتجاه ايجابي بالنسبة لسلسلة الرتب والرواتب؟

أجاب: "لا استطيع ان اتوقع من الآن، هذا مرهون بمواقف الكتل والمالية والحكومة الجديدة التي ربما تريد ان تطلع على بعض البنود المتعلقة بالواردات. كل ذلك سيناقش غدا في جلسة اللجان التي اعتقد ان الرئيس بري سيترأسها".

كنعان

وبعد الظهر، استقبل الرئيس بري رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان وبحث معه سلسلة الرتب والرواتب واجواء الجلسة التشريعية المقررة.

 

المر بعد استقباله لجنة استمزاج الآراء حول الاستحقاق الرئاسي: أنا من محبذي الحضور الى المجلس فور تعيين الجلسة

وطنية - إستهلت اللجنة النيابية التي شكلها رئيس مجلس النواب نبيه بري من اجل استمزاج آراء رؤساء الكتل النيابية في موضوع الاستحقاق الرئاسي نشاطها، اليوم، بلقاء مع النائب ميشال المر في مكتبه بالعمارة على مدى ساعة ونصف من الوقت. تضم اللجنة النواب: ميشال موسى، ياسين جابر وعلي عسيران.

وأكد المر انه "ينسق دائما مع الرئيس بري في موضوع الرئاسة الاولى وكل المواضيع الوطنية الهامة"، وقال: "ان اللقاء تمحور حول لبننة هذا الاستحقاق الرئاسي إذ شهد الاجتماع استعراض الاسماء المتداولة على كافة انتماءاتها السياسية، ولكن لم يكن هناك اسم محدد تم التركيز عليه، كون الامور لا تزال في بداياتها ولم يحسم الافرقاء السياسيين إن في 8 آذار او 14 آذار اسماء مرشحيهم ولا حتى المستقلين، وعليه سيكون هناك لقاء الاثنين المقبل على هامش طاولة الحوار بين الرئيس بري وبيني استكمالا لما بدأنا به من تنسيق ولرؤية ما آلت اليه اتصالات اللجنة ولقاءاتها من نتائج بما خص هذا الموضوع".

وإذ لفت المر الى انه "من محبذي الحضور الى مجلس النواب فور تعيين الجلسة"، اكد ان لا مشكلة لديه "مع اي مرشح جدي ان كان من 8 آذار او 14 آذار او مستقل، المهم ان يحظى هذا المرشح بالحد الاقصى من التوافق الوطني عليه". وشدد على ان "مداولات اليوم تمحورت حول امكانية عقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس"، وكرر انه من محبذي الحضور الى مجلس النواب برفقة النائبة نايلة تويني عندما توجه الدعوات.

جابر

اما جابر فقال: "تشرفت بلقاء دولة الرئيس المر الذي لديه خبرة غنية جدا في صناعة معارك الرئاسة في لبنان وسننقل كل الآراء القيمة التي زودنا بها وهو بالطبع خزان كبير من المعلومات والآراء حول هذا الموضوع".

ورد المر: "أراد زميلنا اختصار الموضوع على طريقته، وهذا اللقاء اليوم لم يكن من اجل اختيار مرشح للرئاسة بل لإمكانية عقد جلسة يكتمل فيها النصاب. وقد أكدت للزملاء ان التنسيق دائما قائم بيني وبين الرئيس بري في موضوع الرئاسة الاولى وغيرها، وكنت صريحا معهم واكدت اننا سنعمل من اجل تلبية الدعوة اذا ما وجهت، لانتخاب رئيس في اسرع ما يمكن من الوقت".

وردا على سؤال حول ترشيح الوزير السابق جان عبيد، قال المر: "هو صديق واعتز بصداقته وهو مرشح جدي ولكن ليس الاسم الوحيد المطروح. هناك عدد كبير من المرشحين من كل الاطراف في 8 و14 آذار، وهناك الجنرال ميشال عون وننتظر ان يحسم خياره بالترشح، ايضا هو صديق. وفي 14 آذار مرشحون جديون ننتظر ان يحسموا خياراتهم، وان يتم الاتفاق على مرشح واحد".

 

بري: لا مرشح لي لرئاسة الجمهورية

نهارنت/أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "لا مرشح لي لرئاسة الجمهورية"، مردفاً أن " نصاب الاقتراع فهو الثلثان للفوز في الدورة الاولى، والنصف زائدا واحدا في الدورة الثانية". وأشار بري في حديث لصحيفة "الأخبار" نشر الخميس، الى أنني "حتما سأستخدم صلاحياتي واوجه الدعوة في الوقت المناسب" عندما يُسأل متى، يجيب باقتضاب: "اكيد قبل 15 ايار". ولفت بري الى "تمسكه بصلاحية توجيه الدعوة التي ناطتها به المادة 73، وعدم انتظار اليوم العاشر الذي يسبق نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في 15 ايار، كي ينعقد البرلمان حكماً. وأكد ان "اللجنة التي شكلها ترمي مهمتها الى تعويض عدم مقدرتي على التحرك في الوقت الحاضر والتنقل بسهولة كما في الانتخابات السابقة، بسبب الوضع الامني والاخطار والتهديدات المعروفة. سيكون على اللجنة التي تعمل في اشرافي، ان تقوم مقامي على غرار ما كنت فعلته في استحقاقات عدة، وهو الاتصال المباشر بالمرجعيات الدينية والسياسية والكتل، والاطلاع على مواقفها من جلسة الانتخاب"، مضيفاً أن "لا روزنامة لدى اللجنة الثلاثية، ولا اسئلة بين يديها. تتوخى جمع الاراء حول موعد انعقاد الجلسة، والمناخات الملائمة لاكتمال النصاب الدستوري والتئام الهيئة العامة، من ضمن توافق عام يحمل الجميع على الذهاب الى مجلس النواب وتفادي اي محاولة لتعطيل الجلسة". يقول كذلك ان "مشاورات مباشرة سيجريها، في موازاة عمل اللجنة الثلاثية، تشمل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المعنيين الرئيسيين بالاستحقاق". وتحدث بري أن "عمل اللجنة لا يدخل في نطاقها البحث في المرشحين للرئاسة". وأوضح "هذا قرار تتخذه الكتل والنواب. لا مرشح لي في الوقت الحاضر، ولن اخوض في الاستحقاق سوى في الجانب التي ناطه بي الدستور، وهو توجيه الدعوة الى انتخاب الرئيس في المهلة الدستورية. سيكون لي مرشح في ما بعد في صندوقة الاقتراع. الا ان دوري الآن كرئيس للمجلس هو السهر على الآلية الدستورية لانتخاب الرئيس وممارسة صلاحيتي، وتوفير الظروف المناسبة لانعقاد الجلسة، وهي المهمة المطلوبة من اللجنة. بعد ذلك يكون القرار للكتل والنواب في قاعة المجلس".

وبالنسبة للنصاب في الجلسات، شدد بري على ان "لا مكان للجدل فيه، ولا حاجة الى تأويله والدوران في الاجتهاد من حول.فنصاب التئام المجلس هو الثلثان في كل الجلسات. اما نصاب الاقتراع فهو الثلثان للفوز في الدورة الاولى، والنصف زائدا واحدا من مجموع المجلس النيابي، اي 65 نائبا، للفوز في الدورة الثانية". وعندما يُسأل عن رأيه في ما يشيعه البعض من تفسيرات متفاوتة ومتناقضة تتناول النصاب، كالقول ان الغالبية المطلوبة للفوز في الدورة الثانية هي الاكثرية المطلقة من مجموع النواب الحاضرين الـ86، اي 44 نائبا وليس 65 نائبا، يعقب بري برواية الحادثة الآتية:

"في جلسة انتخاب الرئيس رينه معوض في القليعات في 5 تشرين الثاني 1989، كان عدد النواب تناقص بالوفاة والاغتيال الى 73 نائبا من 99 نائبا. قبل ذلك لسنوات خلت، استنادا الى استشارة من الدكتور ادمون رباط حيال احتساب النصاب القانوني لمجلس يفقد اعضاءه تدريجا، فيما الابقاء على نصاب الثلثين ـــ وكان 66 نائبا ـــ اصبح مستحيلا، اقر المجلس قانونا عدّ النصاب وفق عدد النواب الاحياء، لا بحسب عدد المقاعد، وهو الحساب الطبيعي للاكثريات تبعا لعدد الاعضاء الذين يتألف منهم المجلس قانونا. بناء على ذلك، تدنى نصاب الثلثين للمجلس من 66 نائبا الى 49 صوتا، والاكثرية المطلقة الى 38 صوتا. وهو أمر غير مألوف في نصاب الحياة النيابية وحساب الاكثريات، حتمته ظروف الحرب. في الدورة الاولى تنافس رينه معوض وجورج سعادة والياس هراوي، ولم ينل اي منهم 49 صوتا، اي الثلثين. كان الرقم الاعلى في الدورة الاولى لرينه معوض وهو 36 صوتا. رفعت الجلسة لبعض الوقت من دون ختم المحضر لاجراء مشاورات بين المرشحين الثلاثة، تقرر على اثرها بعد ربع ساعة انسحاب جورج سعادة والياس هراوي لرينه معوض الذي نال في الدورة الثانية 52 صوتا. وهو رقم اعلى من الثلثين ومن النصف زائدا واحدا. الا ان مجلس النواب، بعد سنة، اقر قانونا ألغى القانون السابق باحتساب النصاب وفق عدد النواب الاحياء، وعاد الى احتساب عدد المقاعد، اي عدد الاعضاء الذين يتألف منهم المجلس قانونا، وانتهى الامر عند هذا الحد".

يُذكر ان بري كان قد كشف الاثنين، في حديث الى صحيفة "السفير"، عن انه شكل لجنة "لإجراء المشاورات اللازمة بشأن الاستحقاق الرئاسي"، موضحاً عن جولة هذه اللجنة ستتزامن مع مشاورات سيجريها شخصياً "سعياً الى تأمين الظروف المؤاتية لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ضمن المهلة الدستورية". وبدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته بعد شهرين، الثلاثاء 25 آذار، وسط رفض سليمان أي تمديد لولايته. وحتى الآن، لا يوجد اي مرشح رسمي لرئاسة الجمهورية. وينتخب الرئيس من خلال تصويت في مجلس النواب، وعليه ان ينال ثلثي اصوات اعضائه البالغ عددهم 128 نائبا.

 

اجماع دولي على وجوب ان تكون الانتخابات الرئاسية "لبنانية صرف"

تلتقي دول المجتمع الدولي حول نقطة واحدة في الامور المعلقة في لبنان وخصوصاً ملف الانتخابات الرئاسية، اذ ان هذا الامر هو "لبناني صرف"، وفق ما أفاده أحد الديبلوماسيين لصحيفة "النهار". واثر جلسة مغلقة لأعضاء مجلس الامن، الاربعاء، نقلت الصحيفة عن ديبلوماسي في الامم المتحدة، قوله ان "الرسالة الموحدة للمجتمع الدولي هي ان الجميع متفقون عندما يتعلق الامر بلبنان وخصوصا العملية السياسية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وأكد الديبلوماسي ان "لا كلمة سر لانتخاب رئيس جديد"، مشدداً على ان المسار السياسي للانتخابات الرئاسية هي "لبنانية صرف ولا سوريا ولا غيرها يمكن ان يكون لها دور في الامر".

وشدد، وفق "النهار" على ان "الرئيس يجب ان يكون صنع في لبنان ضمن الاطار الزمني المحدد في الدستور اللبناني". يُشار الى ان ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان تنتهي في 25 أيار المقبل، وسط رفض الاخير تمديد ولايته. والثلاثاء 25 آذار بدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد خلفا لسليمان الذي ينتخب من خلال تصويت في مجلس النواب، وعليه ان ينال ثلثي اصوات اعضائه البالغ عددهم 128 نائبا.

 

الجـراح: فرصــة لحـل أزمــة طرابــلس وقد نذهب لمرشح تسوية تأميناً للإستحقاق الرئاسي

المركزية- اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح الى "فرصة لدى القوى الأمنية والجيش اللبناني لحل ازمة مدينة طرابلس، وحتى لو كان الغطاء السياسي شكليا على طاولة مجلس الوزراء، فيجب ان يستغل الجيش هذه الشكلية في مجلس الوزراء ويذهب إلى التنفيذ". واوضح في تصريح ان "اي اجراء امني يحتاج الى شرطين أساسيين: الاول جدّية الدولة في تنفيذ اجراءاتها، اي انه يجب على القوى الامنية والجيش اللبناني ان يكونوا جديين جدا في تنفيذ الخطة الامنية، خصوصاً بعد الحصول على الغطاء السياسي. والشرط الثاني جدّية القوى السياسية في ضبط الوضع الامني، لأن بعض القوى السياسية مشتركة بطريقة ما في توتير الاوضاع"، مؤكداً ان "الرهان الاساسي على القوى الامنية وجديتها وحكمتها في التنفيذ". وشدد على ضرورة "إقفال الحدود اللبنانية السورية في الإتجاهين، وهذا يستدعي من القوى السياسية وتحديدا "حزب الله" العودة إلى البلاد وعدم التدخل في الشؤون السورية الداخلية وتبريد البؤر الامنية ومناطق الاشتباك اقله لانجاز استحقاق رئاسة الجمهورية وحكومة اخرى تذهب بحوار جدّي لمعالجة المواضيع العالقة". وعن الاستحقاق الرئاسي، قال الجراح "الموقف المبدئي بالاساس ان يكون لفريق "14 آذار" مرشحه، والموقف المبدئي الآخر ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده وعدم الدخول في الفراغ"، لافتاً الى ان "الرئيس القوي هو القادر على تنفيذ المسلمات والتطلعات الوطنية"، ومؤكداً ان "داخل فريق "14 آذار" اشخاص يحملون هذه الاهلية ربما بنسب متفاوتة، ومن لديه حظوظ اكثر من الآخر سيكون مرشحنا"، واوضح "اننا كـ"تيار مستقبل" نعطي الفسحة الأكبر لحلفائنا المسيحيين داخل فريق "14 آذار" للإتفاق على اسم او انتاج آلية تؤدي إلى اسم". وختم الجراح "المحادثات بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لم تنقطع، وقد نذهب إلى مرشح تسوية لتأمين الإستحقاق الرئاسي".

 

كتلة المستقبل: لتقديم شكوى ضد سوريا ووضع خطة أمنية تشمل مناطق التوتر

وطنية - عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف جوانبها وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب زياد القادري، في ما يلي نصه: توقفت الكتلة امام مرحلة ما بعد نيل حكومة المصلحة الوطنية الثقة وقد شددت على النقاط التالية:

1 - مع نيل الحكومة الجديدة ثقة المجلس النيابي وانطلاقها نحو العمل في المهلة الزمنية القصيرة المتاحة لها، فان الشعب اللبناني يأمل في ان تنجح الحكومة في اعادة بث روح الثقة بالمؤسسات والعمل على استعادة هيبة الدولة وتعبئة الشواغر الادارية التي لم تعد تحتمل التأجيل وتسيير اعمال المواطنين والبت بالملفات المتراكمة والعالقة والتي تتعلق بشؤون الناس، والعمل على تحريك عجلة الاقتصاد ووقف حالة التدهور الاداري والاقتصادي خاصة وان المخاطر المترتبة عن فترة الركود السابقة هي مخاطر كبيرة وجدية لا يمكن تجاهلها والقفز عنها.

2 - من الضروري ان تسارع الحكومة الى معالجة التسيب الامني الذي ينعكس اشكالات واشتباكات واعتداءات في اكثر من منطقة وبخاصة في مناطق البقاع والشمال وصولا الى بيروت وبالتالي بات من الملح تطبيق خطة أمنية متماسكة وواضحة لضبط الاوضاع الامنية في مناطق القلق والتوتر المتعددة في مناطق عرسال وعكار ومدينة طرابلس التي لم يعد جائزا تركها عرضة للتسيب واعمال القتل المجاني والتدمير المنهجي للعمران. ان كتلة المستقبل تعتبر ان حق مدينة طرابلس على الدولة ومؤسساتها والاجهزة الامنية ان تنعم بالامن والامان والتنمية و تلبية حاجاتها فالمدينة تتعرض للانتهاك والتسيب والتفلت الامني ما يهدد استقرارها وعيشها الواحد واقتصادها وحياة مواطنيها. ان الكتلة تقف الى جانب اهالي مدينة طرابلس وهيئات المجتمع المدني بالمطالبة الملحة بخطة امنية متماسكة وجدية واجراءات امنية نهائية تنزع السلاح غير الشرعي من المدينة وتنزل العقاب بحق كل من يخالف القانون اذ لم يعد مقبولا تكرار جولات القتال التي بلغت ال 20 جولة والتي ذهب ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى ودمرت أحياء عدة في المدينة وأصبحت تشكل تهديدا كبيرا للمدينة وباقي لبنان.

3 - ان الحكومة مطالبة بالبحث والتحضير لخطة أمنية متقدمة لنشر الجيش اللبناني على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا، وبمساندة قوات الطوارىء الدولية لحماية لبنان وتحصينه من الانعكاسات الخطيرة التي تشهدها سوريا نتيجة الصراع بين النظام واعوانه من جهة والشعب السوري من جهة ثانية.

4 - تستنكر الكتلة اشد الاستنكار ما شهدته منطقة الطريق الجديدة ليل السبت الماضي من اشتباكات مسلحة واعتداءات على الامنين من السكان من قبل مسلحين من تنظيمات جرى تفريخها، بعضهم من ما يسمى سرايا المقاومة التي هي مجموعات من الشبيحة والخارجين عن القانون والتي لا عمل لها إلا تحريك الفتن. وتستغرب الكتلة ظهور بعض الخارجين عن القانون على شاشات التلفزة للحديث عن الاشتباكات في بيروت وطرابلس واطلاق التهديدات من دون تحرك القضاء والاجهزة الأمنية.

5 - ان الحكومة والقوى السياسية كافة مطالبة بالاسهام في تهيئة الاجواء الملائمة للانتخابات الرئاسية المقبلة لكي ينتقل لبنان الى مرحلة جديدة وينعم بفرصة واعدة في تجديد مؤسساته الدستورية والالتزام بتداول السلطة فالبلاد تنتظر رئيسها الجديد لكي تعبر معه الى مرحلة من الامان والاستقرار، حيث تستطيع الحكومة اللبنانية حينها اعتماد سياسة النأي بالنفس وتعمل على تحييد لبنان عن الاتون السوري وتجهد من أجل الحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية وتعمل على تطبيق اعلان بعبدا وعما يمكن البلاد من التطلع نحو المستقبل بثقة.

6 - ان حزب الله الذي يشارك في الحكومة مطالب بالمبادرة الى وقف تورطه في القتال الدائر في سوريا وسحب ميليشياته المسلحة وانقاذ ارواح شباب لبنان التي تزهق كل يوم في معركة لا دخل له فيها، وخصوصا أن هذا التورط يلحق الاضرار في علاقات لبنان مع الدول العربية.

ثانيا: تستغرب الكتلة أشد الاستغراب تجاهل وزارة الخارجية الاعتداءات والخروق التي نفذتها قوات النظام السوري ضد السيادة اللبنانية بشكل متكرر وفاجر في اكثر من منطقة حدودية، ولا سيما أن فخامة الرئيس طلب، وبشكل عاجل، من وزير الخارجية والمغتربين اعداد ملف كامل للخروق والاعتداءات على السيادة اللبنانية. إن انعقاد القمة العربية في الكويت ودعمها المشكور للبنان كان مناسبة لاثارة هذه الاعتداءات المرفوضة والمستنكرة امام القادة العرب وتضمينها البيان الختامي، لكي لا تتفاقم ولكي يحتفظ لبنان بحقه في شكوى الى مجلس الامن.

 

جعجع استقبل سفيرة وهولندا والتجمع النسائي الديموقراطي

وطنية - التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وفدا من "التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني"، الذي يقوم بجولة على القيادات السياسية. وحسب بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الحزب، فقد عرض المجتمعون "لموضوع الكوتا النسائية داخل الأحزاب وفي المجلس النيابي، وتناولوا مسألة اقتراع المغتربين اللبنانيين ولاسيما أن الذين تسجلوا في السفارات اللبنانية في الخارج ولم ترد أسماؤهم على لوائح الشطب ليتمكنوا من الاقتراع في الانتخابات المقبلة. ووعد جعجع الوفد بمتابعة هذا الملف من أجل السماح للمغتربين بالاقتراع".

سفيرة هولندا

وبحث جعجع مع سفيرة هولندا في لبنان هيستر سومسن في "سبل التعاون بين البلدين، وتطرقا الى موضوع النازحين السوريين وتداعياته على الصعيد الامني والاجتماعي والاقتصادي". وشددا على أهمية "مساعدة الدول الصديقة في تخفيف الاعباء التي يتحملها لبنان في هذا المجال لمعالجة هذه المعاناة الانسانية".

 

اعتصام لطلاب "الانتماء اللبناني" غداً

المركزية- تنظم لجنة طلاب الجامعات في حزب "الإنتماء اللبناني" اعتصاماً في ساحة الشهداء في بيروت لمطالبة الحكومة بحثّ الجيش للضرب بيد من حديد ونشر عناصره على الحدود السورية، الثالثة من بعد ظهر غد.

 

دوليات

الرئيس الاسرائيلي سيلتقي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

سيتوجه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الاحد الى فيينا لاجراء محادثات مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ومع المسؤولين النمساويين، بحسب ما اعلن مكتبه الخميس. وقال بيان صادر عن مكتب بيريز ان الرئيس الاسرائيلي وامانو سيجريان محادثات حول "دور (الوكالة) كهيئة مهنية تقود الجهود لكبح جماح البرنامج النووي الايراني". ويأتي اللقاء في فيينا حيث مقر الوكالة الذرية بعد الجولة الاخيرة من المفاوضات بين ايران والدول الكبرى في وقت سابق هذا الشهر والتي هدفت الى الحد من انشطة طهران النووية. وتتهم اسرائيل القوة النووية الوحيدة ولكن غير المعلنة في الشرق الاوسط، والدول الغربية ايران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران. وشككت اسرائيل في الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه بين طهران والدول الكبرى في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي مؤكدة بان الاتفاق النهائي يجب ان يتضمن التفكيك الكامل لكل البنية التحتية النووية الايرانية. واكد مكتب بيريز ايضا بانه سيلتقي في فيينا الامين العام لمنظمة التعاون والامن في اوروبا لامبيرتو زينر بالاضافة الى الرئيس النمساوي هاينز فيشر والمستشار النمساوي فرنر فيمان. وكالة الصحافة الفرنسية.

 

رئيسة المعارضة الاوكرانية يوليا تيموشنكو تعلن ترشحها للرئاسة

اعلنت رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو احدى رموز الثورة البرتقالية، الخميس انها ستكون مرشحة الى الانتخابات الرئاسية المقررة في اوكرانيا في 25 ايار المقبل. وقالت تيموشنكو (53 عاما) في مؤتمر صحافي عقدته في كييف "انوي الترشح الى منصب الرئيس". واضافت انها تعتزم ان تتشاور مع نواب حزبها باتكيفشتشينا (الوطن) الذي يعقد مؤتمره السبت 29 اذار لكي تقدم رسميا ترشيحها. وكانت تيموشنكو مرشحة للرئاسة في 2010 وهزمها بفارق بسيط فيكتور يانوكوفتيش. وفي السنة التالية حكم عليها بالسجن سبع سنوات بتهمة استغلال السلطة خلال توقيع عقود غاز مع روسيا. ويرى مناصروها وقسم من الدول الغربية ان ادانتها ناجمة عن اسباب سياسية. وافرج عنها في 22 شباط حين اقيل الرئيس فيكتور يانوكوفتيش اثر حركة احتجاج كبرى في كييف بدأت اثر عدوله عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لكي يتعاون في المقابل مع روسيا. وقال الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف انه لن يترشح للانتخابات. وبحسب استطلاع للرأي اجري في الاونة الاخيرة فان الملياردير ورجل السياسة بترو بوروشنكو هو الاوفر حظا بالفوز في انتخابات 25 ايار. وستجري الانتخابات تزامنا مع ازمة اقتصادية وسياسية كبرى دفعت باوكرانيا الى حافة الافلاس وكلفتها خسارة شبه جزيرة القرم التي الحقت بروسيا. وكالة الصحافة الفرنسية اسوشيتد برس.

 

وفد رسمي من القوات اللبنانية زار بابا الأقباط تواضروس الثاني/ كيروز: الكنيسة القبطية جزء لا يتجزأ من النسيج المصري

وطنية - زار وفد رسمي من حزب القوات اللبنانية ممثلا رئيس الحزب سمير جعجع، ضمَّ: النواب ايلي كيروز، طوني بو خاطر وشانت جنجنيان، الوزير السابق طوني كرم، مستشار رئيس الحزب العميد وهبة قاطيشا، القيادي عماد واكيم، وممثل القوات في الامانة العامة لقوى 14 آذار إدي أبي اللمع، بابا الأقباط تواضروس الثاني في مكان إقامته في فندق هيلتون في سن الفيل. وقدم الوفد للبابا عددا من الأيقونات للقديس شربل، القديسة رفقا والعشاء السري، فضلا عن رسالة من جعجع.

عقب اللقاء، تحدث كيروز باسم الوفد، فقال: "تشرفنا بلقاء البابا تواضروس الثاني ونقلنا اليه الترحيب والتحيات باسم حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع في لبنان أرض الحرية والإنسان والعيش السوي بين المسيحية والإسلام". أضاف كيروز:" أبلغنا قداسته اعتذار رئيس الحزب عن عدم تمكنه من الحضور شخصيا بسبب الوضع الأمني والتهديدات المحيطة به، وأكدنا له أن القوات اللبنانية ابنة النضال التاريخي دفاعا عن لبنان تنظر الى الكنيسة القبطية كجزء لا يتجزأ من النسيج المصري وتنوه بتمسك الشعب المصري بأكثريته الساحقة بالحرية والاعتدال".

 

معلولي :تجاهل العرب قضية النازحين يحتم دعوة سليمان لقمة خاصة بهم

وطنية - رأى نائب رئيس مجلس النواب النواب السابق ميشال معلولي في بيان "ان اعلان الكويت الذي صدر بعد اجتماع القمة العربية لم يات على ذكر النازحين السوريين، هذه المأساة التي يعاني منها الملايين من السوريين العرب لا افق لحلها في المدى المنظور تزامنا مع الحروب الدائرة في سورية". اضاف :"ان لبنان هو الدولة التي تستضيف ما يقارب مليون ونصف المليون نازح وفي تزايد مستمر، هذه القضية تنذر بتداعيات خطرة تهدد الاستقرار والسلم الاهلي كما تزيد من وضعه الاقتصادي المأزوم ونسيجه الاجتماعي المفكك". ولفت الى "ان المساعدات المالية التي تقدمها الدول والهيئات والمنظمات تزيد من خطورة هذه الكارثة، اذ تساهم في ترسيخ النازحين على الاراضي اللبنانية كما حصل في قضية اللاجئين الفلسطيين الذين يقبع نصف مليون منهم في مخيمات البؤس والبؤر الامنية وذلك منذ 65 سنة". وتابع :"بعد تجاهل القمة العربية قضية النازحين، نعيد طرح هذا المشروع على فخامة رئيس الجمهورية آملين ان يعمد فورا الى الدعوة لقمة عربية خاصة بحل قضية النازحين السوريين تكون قوامها:اولا: انشاء صندوق عربي لبناء مجمعات سكنية لائقة على الاراضي السورية الامنة.ثانيا: تأليف لجنة من الدول العربية المانحة لادارة هذا الصندوق. ثالثا: حماية هذه التجمعات من الداخل من السوريين المقيمين ومن الخارج من قوة عربية رادعة".وختم معولي :"اننا نكرر نداءنا الى رئيس الجمهورية ان يقدم على هذه الدعوة التي تجنب لبنان مخاطر النازحين السوريين التي قد تهدد الاستقرار وبالتالي الكيان".

 

قاسم: الاولوية لمواجهة الخطرين الإسرائيلي والتكفيري

وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حفل إطلاق برنامج "أنا في أسرتي" بدعوة من بلدية حارة حريك، ان الحكومة اللبنانية تشكلت بعد معاناة طويلة، ولو صفت النيات واعترف الأطراف بالحقائق والوقائع لتشكلت هذه الحكومة قبل سنة، ولكن كان هناك معاندة وتضييع للجهود ومراهنات خارجية، كلها أدت إلى التأخير، الحمد لله الآن هذه الحكومة قد تشكلت".

واعتبر أن "هذه الحكومة هي نتيجة تفاهم سياسي"، داعيا الى "انتهاز فرصة التفاهم السياسي لتعميمه من أجل أن نتفاهم على قضايا أخرى خصوصا وأننا في وضع لا يمكن أن نراهن فيه لا على التطورات الإقليمية ولا الدولية". وقال: "اليوم المنطقة في حالة انعدام وزن، والأزمات مفتوحة وستبقى مفتوحة إلى زمن طويل، بل بالعكس هي تفتح أزمات جديدة، فإذا ربطنا لبنان بالأزمات المفتوحة هذا يعني أن نضيف إلى أزماتنا أزمات أخرى، أما إذا حاولنا تمتين التفاهم السياسي فهذا ما يساعدنا على سلوك الطريق الصحيح".

وأعلن "ان هذا التفاهم يجب أن يكون مبنيا على خمسة أمور:

أولا: أن نعترف بوجود خلاف سياسي بيننا في بعض القضايا وأن نتفاهم على تنظيم هذا الخلاف، وأن يحترم بعضنا بعضا، وأن ننتقد آراءنا المختلفة بلياقة وأخلاقية وموضوعية من دون المس بالشخصي، على قاعدة أن الاختلاف حق وأن هذا البلد لنا جميعا ولا يستطيع أحد أن يستأثر نيابة عن الآخرين أو أن يمنع الآخرين من التعبير عن قناعاتهم.

ثانيا: هناك مصلحة للبنان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بأن تعالج بعض القضايا التي تهم الناس، علينا أن نعمل لتيسير أمور الناس في هذه القضايا التي تشمل الجميع، لا أن نأخذ الحكومة مطية لتحقيق بعض المكتسبات الخاصة على حساب البلد.

ثالثا: أن نعمل لإنجاز الاستحقاقات وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي والتهيئة للاستحقاق النيابي، وإقرار قانون نيابي عادل يعطي الطوائف والفئات المختلفة حقوقها بالتمثيل الصحيح، فهذا يساعد على إنتاج سلطة سياسية جديدة تطمئن الناس.

رابعا: أن نلتفت أن الإستراتيجية الدفاعية لم تقرر بعد، وأن هناك أطرا لمناقشة هذه الإستراتيجية الدفاعية، فإلى حين إقرارها لا داعي لأن يسقط البعض رأيه في الإستراتيجية وكأنها تحصيل حاصل أو أمر مقرر ومفروغ منه، ثم يبدأ الشحن الإعلامي والسياسي ضد الأطراف الأخرى التي لا تؤمن بقناعاته وآرائه. نحن مختلفون على الإستراتيجية الدفاعية، وهناك محل لمناقشتها، علينا أن ننتظر نتائج هذا النقاش إلى أن نصل إلى نتيجة. هناك واقع عملي اسمه قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، علينا أن نحافظ على هذه القوة وأن نحترمها إلى حين نرى طرقا أخرى لاستبدال هذه القوة أو لإقرار إستراتيجية دفاعية تختلف عن الواقع الحالي الذي ننطلق منه للاستراتيجية العملية التي نواجه بها العدو الإسرائيلي. لأننا أمام خطر إسرائيلي، كيف نواجه خطر إسرائيل؟ هل يواجه هذا الخطر بالكلمات أو بالأمم المتحدة أو مجلس الأمن!؟ أبدا، الخطر الإسرائيلي على لبنان والمنطقة لا يمكن مواجهته إلاَّ بالسلاح والمقاومة وهذا ما أثبتته التجربة، ولولا المقاومة لما تحرر لبنان. وهذه حقائق يجب أن نعمل لها.

خامسا: عدم ربط لبنان بأزمات المنطقة، يعني لا نربط الحلول بحلول المنطقة، لأن أزمات المنطقة طويلة ولا أحد يعلم كم تستمر، وهنا أريد أن ألفت النظر إلى أننا أمام خطرين كبيرين: الخطر الإسرائيلي والخطر التكفيري. وهذان الخطران لهما أولوية المواجهة. لذا يجب أن نعمل كل ما يؤدي الى مواجهة الخطر الإسرائيلي والى التحرير والحماية، وإلى منع انتشار الإرهاب التكفيري وتوفير الأمن في مواجهته".

واكد ان "هذه مسؤوليتنا جميعا، ونحن واثقون أن أصحاب الحق منتصرون، ولذا لا نفاجأ أبدا أن نحقق الانتصار تلو الآخر، وأن نؤمن بأننا فائزون في نهاية المطاف في كل الملفات لأننا على حق وسيسقط الباطل ولو بعد حين".

 

مقالات

 

فولكلور عربي

حسان حيدر/الحياة

لا بد من ان معظمكم، في أي مدينة في اي بلد عربي، ضغط على زر جهاز التحكم عن بعد، للانتقال الى محطة اخرى كلما ظهرت على شاشة التلفزيون امامه صور القمة العربية خلال يومي انعقادها في الكويت، لا لنقص في وطنيته او اهتمامه بالسياسة وبما يجري من حوله، ولا لشعور بعدم الانتماء الى العالم العربي الأوسع، بل لأنه سئم كل هذا الكلام غير المجدي الذي يتكرر كل عام عن «العمل العربي المشترك» و «ضرورة حل الخلافات» والفقرات الفصيحة التي تدبّج بعد كل لقاء عربي ولا يؤمن بها حتى اولئك الذين صاغوها، فكيف بالذين خبروا بالملموس على مدى عقود انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به.

صارت مؤتمرات القمة العربية اشبه بالمهرجانات الفولكلورية اللبنانية، حيث يتبادل ابطال المسرحية وهم يشبكون اياديهم في الدبكة الشهيرة، المدائح والابتسامات والعناق، ويرشقون المشاهدين بعبارات الأخوة والمحبة والتصالح، ويغرقونهم في التفاؤل بالحاضر والمستقبل ويقنعونهم بقدرتهم السحرية على تجاوز الأحقاد التي تكبلهم وتشدهم الى وراء، ثم لا يلبث هؤلاء ان يعودوا الى حياتهم اليومية ليكتشفوا زيف الساعات القليلة التي امضوها يحلمون بأن الواقع ربما يتغير الى الافضل، وليعاودوا العيش في واقع الانقسام الطائفي والقبلي والعائلي والمذهبي والطبقي الذي ينغص حياتهم وحياة اولادهم بعدما افسد عيشة آبائهم وأجدادهم من قبل وسيفسد حياة احفادهم لاحقاً.

ومع ان لا احد كان يتوقع من قمة الكويت، او اي قمة عربية سابقة او لاحقة، ان تجترح المعجزات وتتمكن من الاتفاق على حلول حتى لأبسط مشكلات العالم العربي، او ان تتمكن اذا ما وجدت صيغة حل لمشكلة ما، من تطبيقها وإلزام الاطراف بها، الا ان احداً ايضاً لم يكن يتوقع ان تتراجع هذه القمة عن «الانجازات» التي سبقتها في الدوحة، بامتناعها عن منح المعارضين السوريين مقعد سورية بسبب معارضة بعض الدول وفي مقدمها العراق والجزائر، وبسبب حرص الدولة المضيفة على عدم انفراطها والحفاظ على الحد الادنى من «التضامن».

اما الفقرة الخاصة بالوضع السوري الكارثي في البيان الختامي، فتُظهر الدول العربية وكأنها تتحدث عن قضية لا علاقة لها بها، نافضة عن كاهلها مسؤوليتها المشتركة في وقف دوامة القتل والتدمير، ومكتفية بدعوة النظام السوري (!) الذي تشكو منه الى «وقف جميع الاعمال العسكرية ضد المواطنين السوريين ووضع حد نهائي لسفك الدماء وإزهاق الارواح»، علماً ان بعضها تذرع بنتائج هذا النشاط العسكري للحيلولة دون جلوس ممثلي المعارضة في مقعد بلادهم.  ولم تنس الدول العربية بالطبع ان تعلن عزمها على «ارساء افضل العلاقات» بينها وعلى «جسر الهوة بين الآراء المتباينة... على قاعدة التضامن»، وهي الفقرة ذاتها المنقولة ببعض التصرف من مقررات القمة السابقة، وما قبلها، وما قبل قبلها. فإذا كان العرب حريصين على حل خلافاتهم، فلماذا لم يقدموا على ذلك طوال الاعوام المنصرمة التي كرروا فيها اقتناعهم بأهمية تقاربهم، ولماذا نجد ان خلافاتهم تتزايد عاماً بعد عام وتصبح معالجتها اكثر صعوبة؟ انه المهرجان الفولكلوري العربي يتكرر كل سنة، على رغم تغيّر بعض المؤدين وبعض الفقرات. وكل قمة وأنتم بخير.

 

مخاطر تُنذر بتأخير الاستحقاق الرئاسي

ربى كبّارة/المستقبل/يواجه الاستحقاق الرئاسي، الذي دخل أول من أمس الثلاثاء مرحلة المهلة الدستورية ومدتها شهران، جملة مخاطر تنذر باحتمال التأخير وبأن لا تنجح القوى السياسية، ومن خلفها داعموها الإقليميون والدوليون، بإيصال رئيس جديد للجمهورية في الخامس والعشرين من أيار المقبل رغم كل التشدد المحلي والخارجي بضرورة احترام المهل الدستورية حفاظاً على استقرار لبنان. فاستمرار التجاذبات الإقليمية والدولية، أساساً بشأن سوريا، والتي أضيفت إليها لاحقاً قضية أوكرانيا، يبشر باستحالة التوافق على شخصية تحتلّ كرسي الرئاسة الاولى. كما أن تواصل هذه التجاذبات يحول بالتأكيد دون نجاح أي فريق محلي بإيصال مرشحه وفق شخصيات لبنانية متابعة عن كثب لهذا الملف. فالاستقرار الأمني هو الشرط الأساس لإجراء الاستحقاق الرئاسي، فيما تبدو البؤر الأمنية، ورغم تشكيل حكومة جامعة، مرشحة للتوسع من عرسال شرقاً الى طرابلس شمالاً وصولاً قبل أيام الى العاصمة نفسها. فقد شكلت الاشتباكات التي شهدتها منطقة الطريق الجديدة والأسلحة التي استخدمت فيها رسالة في هذا الإطار إذ إن للبنانيين تراثاً طويلاً باستخدام ورقة الأمن لتحسين شروطهم التفاوضية. في مواجهة هذا الواقع يستعجل مثلاً البطريرك الماروني بشارة الراعي انتخاباً مبكراً للرئيس وهو طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بالبدء بالدعوة الى الجلسة بدءاً من الاثنين المقبل، فيما يسعى بري الى استمزاج آراء الكتل النيابية عن شخصية توافقية لتأمين النصاب القانوني الذي يستحيل على أي محور منفرد تأمينه. فبري لا يريد تكرار تجربة العام 2007 حين دعا الى عشرين جلسة لانتخاب رئيس لم يتأمن نصابها وذلك خلال فترة فراغ رئاسي استمرت نحو ستة أشهر. ولم يكتمل النصاب إلا بعد احتلال «حزب الله« بيروت في أيار من العام نفسه والذي أدى الى اتفاق الدوحة بما سمح بوصول الرئيس الحالي العماد ميشال سليمان. أما تمديد ولاية الرئيس سليمان، وهي خطوة أكد مراراً عزوفه عنها، فيستحيل لأنه بحاجة إلى تعديل دستوري يتطلب نصاباً توافقياً متمثلاً بثلثي الأعضاء كما انتخاب الرئيس. كما أن القوى المحلية مربكة. فلطالما كانت لكلمة سرّ القوى الخارجية دورها المؤثر في اختيار الرئيس الاول باستثناء حالة او اثنتين، وحالياً لم تتضح معالم هذه الكلمة. وتتضمن بورصة الاسماء المتداولة شخصيات من العيار الثقيل الى العيار المتوسط وصولاً الى التوافقيين الذين يجمع المسيحيون، المنخرطون الى جانب قوى 8 آذار أو في 14 آذار، على أنهم رؤساء إدارة أزمة لا رؤساء أقوياء يشاركون في وضع الحلول. ومن المخاطر التي قد تؤدي الى تأخير الاستحقاق والى فترة فراغ رئاسي تنتقل فيها الصلاحيات الى حكومة الرئيس تمام سلام مجتمعة، صعوبة إجماع المسيحيين على اختلاف توجهاتهم السياسية على شخصية واحدة باعتبار ذلك المخرج الوحيد لإيصال «شخصية قوية» تمثل طائفتها المسيحية. وتلفت المصادر نفسها الى سباق حالي بين زعزعة الاستقرار من جهة وبين ترابط النصائح الخارجية التي تتوالى بضرورة انتخاب رئيس، وتشديد مختلف الفرقاء المحليين على ضرورة تداول السلطة الأولى في موعدها من جهة أخرى. وترى أن الضغوط الأميركية أدت الى توافق ضمني بين أبرز قوتين إقليميتين، السعودية وإيران، على تشكيل الحكومة وعلى نيلها الثقة لن تنسحب بالضرورة على الاستحقاق الرئاسي خصوصاً في ضوء ما يتسرب من معلومات عن طلب بشار الأسد من حلفائه في لبنان ربط استحقاقهم الرئاسي بنظيره السوري المتوقع في تموز المقبل في الشهر نفسه الذي تنتهي فيه مهلة الأشهر الستة المقررة لمفاوضات الحل النهائي بين الغرب وايران على الملف النووي.

في "يوم السيسي" اطلالة "مطنطنة" لقائد الجيش جان قهوجي يقدم فيها توجيهات للسياسيين

في يوم ترشيح  الفريق عبد الفتاح السيسي في مصر، أطل قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي مقدما توجيهات للسياسيين اللبنانيين، بصفته حامي البلاد وقاهر الجاسوسية والمنتصر على الإرهاب .

مواقف قهوجي تزامنت مع افتتاح موسم الانتخابات الرئاسية، التي يقدم نفسه فيها مرشحا، من دون أي حاجة لإعلان ذلك، في بلد أصبح فيه مركز قيادة الجيش معبرا الى رئاسة الجمهورية، منذ العام 1998.

الغريب أن مهرجانا سياسيا كبيرا أقيم لكلمة قهوجي التي لم يلقها بنفسها بل نشرها كتاب كمقدمة، وتلاها صحافي.

قهوجي لم يحضر شخصيا، على الرغم من أنه راعي "المهرجان الإنتخابي" الذي حضره ممثلون عن سائر القوى السياسية والقضائية والأمنية في لبنان.

مواقف قهوجي، جاءت  في مقدمة  كتاب الإعلامي هيثم زعيتر، بعنوان: "زلزال الموساد"... العملاء في قبضة العدالة"، الذي أقيم حفل توقيعه في قصر الأونيسكو - بيروت (قاعة أنطوان حرب)، بحضور الرئيس نبيه بري ممثلا برئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" الحاج جميل حايك، رئيس "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون ممثلا بالمحامي رمزي دسوم، ممثل راعي الاحتفال العماد قهوجي العقيد الركن جهاد فرسان، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي ممثلا بمدير "المركز الكاثوليكي للإعلام" الأب عبدو بوكسم، رئيس "المحاكم الشرعية السنية العليا" القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وزير العدل اللواء أشرف ريفي ممثلا بـ خالد علوان، وزير العمل سجعان قزي ممثلا بالزميل حسين زلغوط، رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط ممثلا بعضو قيادة الحزب سرحان سرحان، رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية ممثلا بالمحامي سليمان طنوس فرنجية، النائب مروان فارس، النائب العام التمييزي السابق القاضي سعيد ميرزا، أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بالسيد عدنان فاكهاني. كما حضر مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالنقيب شربل الحايك، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالمقدم محمد السبع، مدير عام أمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالمقدم أيمن سنو، مدير مخابرات الجيش اللبناني العميد الركن إدمون فاضل ممثلا بالعميد الركن محمد رضا رمال، رئيس "شعبة المعلومات" في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان ممثلا برئيس فرع الجنوب في الشعبة عبد الله سليم.

قهوجي

تلا الإعلامي محمد العاصي  مقتطفات من كلمة قهوجي في تقديم كتاب "زلزال الموساد" ومما جاء فيها: "يعيش لبنان مرحلة حرجة من تاريخه، في ظل تحديات تهدد الأمن والاستقرار فيه، حيث يبقى الجيش صمام أمان الوطن، وسيبقى على قدر الآمال المعلقة عليه محليا ودوليا، متحملا مسؤولياته في الدفاع عن المؤسسات وعن البلد، فالجيش يستمد قوته من شرعيته، ولن يتخلى عن حقه في فرض الاستقرار، وفي منع الأمن الذاتي، فقرارنا حازم، منعا للفتنة في لبنان، ولن ندع أي منطقة تحت رحمة التفلت".

أضاف: "لقد آليت على نفسي ثلاثة أمور لينفذها الجيش، لأنها أمور طبيعية في بلد كلبنان، وهي:

- أولا: الدفاع عن الوطن بالدرجة الأولى ضد "إسرائيل"، عدو لبنان، والحفاظ على بقية الحدود، وهذا ما قمنا به.

- ثانيا: موضوع الإرهاب، وقد أخذت عهدا على نفسي بألا يفلت قاتل عسكري من المحاسبة، وقد ضبطنا الكثير من الخلايا الإرهابية وتمت ملاحقة خلايا أخرى.

- ثالثا: مساعدة قوى الأمن في الداخل، لحل المشكلات الأمنية".

وتابع: "إن المؤسسة العسكرية في لبنان مستهدفة من قبل العدو الإسرائيلي عبر شبكاته التجسسية، ومن قبل الخلايا الإرهابية، ولكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في تفكيك الشبكات، وتوقيف تلك الخلايا وإحالة أفرادها على القضاء المختص، حيث قدم الجيش الدماء الغالية والذكية من أجل الذود عن الوطن. ولقد أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية على أساس معلومات أكيدة، وقد ثبت ذلك بالوثائق والأدلة والمعطيات التي تدينهم".

ورأى قائد الجيش "أن الخيانة "أوسخ" التهم، وقصصها ليست جديدة في الجيوش، لكن اختراق المؤسسة العسكرية أمر غير طبيعي ومعيب".

وشدد على "أن الجيش يتمتع بالجهوزية الكاملة للرد على أي اعتداء إسرائيلي، ولن يخضع لأي تهديد، ولن يسكت عن أي استهداف، وكل عمل عدواني سيقابل بالمثل، وسيكون التصدي له فوريا، فقوة الجيش مستمدة من حق لبنان بالتمسك بأرضه وسيادته الوطنية برا وبحرا وجوا، ومن واجب الجيش الدفاع عن هذه السيادة، فالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية بأوجهها المتعددة، ومنها شبكات التجسس العميلة، تعتبر خرقا للقرار الدولي 1701، في الوقت الذي يلتزم فيه لبنان الشرعية الدولية، والتنسيق والعمل المشترك بين الجيش وقوات الطوارئ الدولية، والذي هو تنسيق يومي، يتم على أعلى المستويات، فنحرص على سلامة جنود الوحدات الدولية في وجه أي تهديدات قد تطالهم، وهذا الحرص يعادل تماما حرص الجيش على حياة جنوده. وإن المهمة الأساسية التي اضطلع بها الجيش في الآونة الأخيرة، هي مكافحة الإرهاب، وتفكيك الخلايا الإرهابية وتسليم المتورطين إلى القضاء المختص".

وأضاف: "إننا نطلب أمرين:

- أولا: على السياسيين أنْ يخففوا من حدة الخطاب السياسي، لأننا تعبنا ونريد فترة راحة، والعسكر بحاجة إلى تدريب وإعادة تجهيز وتنظيم.

- ثانيا: على الدولة أنْ تقوم بواجباتها تجاه الجيش والعسكر، لأننا لن نبخل على حفظ الأمن والاستقرار بالدماء والجهد".

وأكد قائد الجيش "لقد استطعنا كسر شوكة شبكات التجسس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية، بإلقاء القبض على أكثر من 85% من المشاركين في التفجيرات التي استهدفت الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، ومنْ بقي متواريا فإن الجيش يرصد تحركاتهم ويعرف هوياتهم وأهدافهم، وأماكن إقاماتهم، وكيفية تمويلهم، ويعمل على توقيفهم".

وختم العماد قهوجي: "للاعلام دور هام في نشر التوعية بين المواطنين، وإماطة اللثام عن العديد من القضايا الهامة، وهو شريك أساسي في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان، ولذلك فإن كتاب الصحافي هيثم زعيتر "زلزال الموساد"... "العملاء في قبضة العدالة"، يشكل وثيقة هامة، تكشف النقاب عن تفاصيل مهمة في توقيف شبكات التجسس لصالح العدو الإسرائيلي، التي اكتشفتها مخابرات الجيش اللبناني، فضلا عن شبكات اكتشفتها أجهزة أمنية أخرى".

 

رسائل معركة كَسَب إلى النظام وحلفائه و «الأصدقاء

عبدالوهاب بدرخان/الحياة

تبنّت القمة العربية في الكويت خطّين للتعامل مع المسألة السورية: السعي إلى قرار دولي ملزم بوقف إطلاق النار، ودعم الاستمرار في البحث عن حلٍّ سياسي من خلال مفاوضات جنيف. وبمعزل عن مبدئية هذين الخيارين يعلم الجميع أنهما صارا متعذّرين، خصوصاً في هذه المرحلة، بعدما بلغ النظامان السوري والإيراني في «خطّة الحسم» حدّاً غير مسبوق من التهوّر والفجور العسكريين، وبعدما نسفا بالتواطؤ مع روسيا كل إمكانات واحتمالات التوصل إلى حل سياسي. فلا تطوّرات القتال على الأرض تركت نافذة مفتوحة على أي هدنة، ولا تعقيدات الوضعين الإقليمي والدولي أتاحت ظروفاً مواتية للتفاوض. ولا يبدو أن المبعوث الدولي - العربي سمع في طهران ما يشجعه على تصوّر عودة قريبة إلى جنيف، وهذه هي الخلاصة التي انتهى إليها مَن التقوا مع الأخضر الإبراهيمي في الكويت. لكن، مع ذلك، تريد الدول العربية إبقاء المراهنة على الحل السياسي، وهذا أحد أهم أسباب تأجيلها منح «الائتلاف» السوري المعارض مقعد سورية في الجامعة العربية.

لذا، تندفع المرحلة الراهنة إلى الانغماس في الاقتتال، ومع أن انطباعاً عاماً ساد أخيراً بأن النظام وحلفاءه في صدد «الانتصار»، إلا أن ردّ مقاتلي المعارضة أعاد التوقعات إلى ما كانت عليه، أي إلى واقع أن القتال سيستمر من دون حسم حتى لو توصّل النظام إلى تحسين مواقعه الميدانية، كما حصل في القلمون. غير أن فتح معركة كَسَب والاختراق الجديد - شبه المحرّم سابقاً - لمنطقة الساحل فتحا صفحة جديدة في الصراع. فالنظام وحلفاؤه جيّروا معركة القلمون لمصلحة مشروع التقسيم و «دويلة» الساحل الممتدّة من دمشق إلى كَسَب، أما المعارضة فحوّلت استراتيجيتها إلى تعطيل هذه «الدويلة». وبعدما كان نظام الأسد ضَمِن حدود الحصول على الحدود التي رسمها لهذه الدويلة، وتهيّأ لتدعيم انتصاراته، أصبح عليه الآن أن يواجه ما استجدّ لإبعاد الخطر المتمثّل بامتداد القتال إلى الساحل، وإنهاء فترة الهدوء التي شهدها طوال العامين الأخيرين.

حصل النظامان السوري والإيراني إذاً، على «النصر» الذي بحثا عنه في القلمون بفضل مقاتلي «حزب الله»، واعتبرا أن نهاية حسم الصراع بدأت، ولم يبقَ منها سوى معارك صغيرة لإحكام السيطرة على «سورية المفيدة» المتخففة من البادية ومناطق أخرى ستفقد أهميتها متى أصبح التقسيم أمراً واقعاً، قبل أن يغدو مشروعاً يمكن القوى الخارجية أن تتقبّله، طالما أنها لم تفعل ما يتوجّب عليها للحفاظ على وحدة البلد، بل فضّلت استخدام الأزمة لإضعاف سورية وتفكيكها ملتقية في معظم الأحيان مع أهداف النظام ومصالحه. ففي سورية حصل الجميع، نظام الملالي الإيراني وروسيا وإسرائيل والولايات المتحدة وأطراف أخرى، على الحرب التي يريدونها، بفضل الأسد ونظامه.

لكن معارك كَسَب وامتداداتها في ريف اللاذقية أحدثت مفاجأة لم تتحسّب لها «خطة الحسم» الإيرانية. في البداية اعتبرها كثيرون رد فعل من فصائل المعارضة على الهزيمة القاسية في القلمون، وتذكّروا الاختراق الذي حصل بداية آب (أغسطس) من العام الماضي عندما تمكّن المقاتلون من السيطرة سريعاً على إحدى عشرة قرية هجرها سكانها على عجل لكن، أُخذ عدد منهم رهائن رفض النظام إجراء صفقة لمبادلتهم بأسرى لديه. قبل ذلك كان النظام حشد قواه واستخدم الطيران فأنهى الهجوم وانسحب المعارضون الذين اتهموا «الجيش الحر» بعدم مدّهم بأسلحة وذخائر لأنهم لم ينسّقوا معه، ولأنه لم يوافق على العملية لتعهّده لـ «الدول الداعمة» عدم مدّ القتال إلى تلك المنطقة تجنباً لمذابح طائفية.

وبمضي الساعات تبيّن أن العملية الجديدة أكثر من مجرد رد فعل، إذ قدّمت سريعاً ملامح استراتيجية وأظهرت تنسيقاً بين الفصائل على اختلاف ارتباطاتها وتنوّعها العقائدي. ثم إن اختيارها كَسَب، المنفذ الوحيد لمنطقة الساحل على تركيا، ضرب على عصب بالغ الحساسية، فالموقع يتداخل مباشرةً مع تركيا حدودياً وعمرانياً وسكانياً، وما احتفال الأتراك بإسقاطهم طائرة حربية للنظام، سوى دليل على ذلك. وبالتزامن اشتعل معظم الجبهات، بالأخص ريف اللاذقية الذي كان يعيش غلياناً واضحاً. لكن العملية ستبقى تحت الاختبار للتأكد من أن المعارضة ستتمكّن من بناء سيطرة دائمة وقادرة على صدّ أي هجوم مضاد للنظام وحلفائه. فالأكيد أن المعقل الذي اعتبره النظام محصّناً صار أمام تحدٍّ يرمي إلى إحداث «توازن» مقابل هزيمة القلمون.

فما هي الرسائل التي أطلقتها معارك كَسَب إلى النظام وحلفائه، وإلى جميع المعنيين بالأزمة السورية؟ الأولى، أن المعارضة المسلحة لا تزال رقماً مجهولاً، وقد جعلها طول الأزمة تتجذّر وتزداد تصميماً، وفيما انشغلت دوائر كثيرة بقياس مدى «إرهابيتها» أو «قاعديتها» وعدد «الأجانب» في صفوفها تناست أن جسمها الرئيسي سوري يقاتل من أجل إسقاط النظام بمعزل عن الدوافع وطنية كانت أو دينية - وطنية أو حتى دينية بحتة. الثانية، أن المعارضة استطاعت مرّات عدّة وفي مواقع عدّة، على رغم تكاثر الفصائل وتناحرها، أن تنسّق وترتبط بغرفة عمليات واحدة، كما هو حاصل في الجنوب وكما يحصل أخيراً في منطقة الساحل. الثالثة، أن مسلسل الهزائم الأخيرة أنضج لدى المعارضة شعوراً بأن «الأصدقاء» والأعداء يكادون يتساوون في الموقف منها، خصوصاً عندما يسكتون عن تدخل إيران و «حزب الله» والميليشيات العراقية لإنقاذ النظام واعتباره «أهون الشرور». الرابعة، أن القتال سيستمر، أقلّه للحؤول دون مواصلة النظام حكمه كما لو أنه لم يرتكب فظائعه المعروفة والموثّقة. فهل يستطيع المجتمع الدولي الذي تعايش مع أفغانستان عصيّة على التطبيع ومع الصومال المفكك، التساهل مع «أفغنة» سورية أو «صوملتها»؟ الخامسة، الموجهة تحديداً إلى النظام، تتعلّق بالمرحلة المقبلة ومفادها أن منطقة الساحل لن تكون بمأمن إذا كان يسعى إلى إقامة دويلته فيها. أما السادسة، التي ينبغي أن تستنتجها الدول والحكومات كافة، فهي أن تقصيرها في مقاربة جدّية لإنقاذ سورية في الوقت المناسب لم يفضِ إلى شحذ التطرف فحسب، بل سيجعل هدفَي الحفاظ على الدولة والمؤسسات، وعلى وحدة الأرض والشعب، أقرب إلى استحالتين منهما إلى طموحين.

في ظلّ وضع كهذا ستتفاقم أيضاً الظروف غير المواتية لإجراء الانتخابات الصورية بغية تمديد رئاسة بشار الأسد. وفي أي حال، لا أحد يتصوّر أن النظام يكافح للبقاء لأنه معني بإعادة إعمار سورية، بعدما أبدى بتدميرها انعداماً كاملاً لأي حسٍّ بالمسؤولية. وعلى افتراض، مجرد افتراض، أنه يريد أن يبقى ليعيد الإعمار، يكفي هنا عرضٌ لأهم الأرقام المروّعة التي توصّلت إليها مجموعات العمل في «مشروع الأجندة الوطنية لمستقبل سورية» للتعرّف إلى هول المأساة وضخامة الاستحقاقات المقبلة لأي حكم وحكومة، إذ أظهرت الأرقام أن كل يوم إضافي في الأزمة يسجّل خسارة 109 مليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي ويعني المزيد من التراجع وصعوبة إعادة البناء، وأنه مع تسرّب 38 في المئة من الطلاب من العملية التعليمية، ووصول البطالة إلى 42 في المئة، لم يعد ممكناً التمييز بين إعادة بناء البنية التحتية وإعادة بناء المجتمع والمؤسسات. أما استمرار الأزمة فيترتّب عليه: أن تخسر سورية عشرة ملايين ليرة كل دقيقة، وأن يتهجّر 300 شخص كل ساعة، وأن يصبح 9000 شخص تحت خط الفقر الأدنى، ويفقد 2500 شخص القدرة على تأمين قوتهم كل يوم، وأن يخسر 10000 شخص عملهم كل أسبوع، وأن يُقتل 6000 شخص كل شهر، ومع كل سنة تستمر فيها الأزمة تتراجع سورية ثماني سنوات في كل المؤشرات الاقتصادية والتنموية. وفيما تشير هذه الأرقام إلى الثمن الذي يدفعه السوريون وسيحمّلونه لأبنائهم وأحفادهم، يواصل النظام حربه ويفاقم هذا الثمن، بل يريد أن يبقى.

 * كاتب وصحافي لبناني

 

إيران على أبواب مشكلات داخلية «لا يتمناها أوباما»

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

في رسالته إلى الإيرانيين بمناسبة عيد رأس السنة الفارسية (النوروز)، وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه إذا استوفت إيران التزاماتها الدولية، فيمكن أن تكون هناك علاقة جيدة «بين بلدينا». أكد على سياسة الدبلوماسية التي يتبعها بالنسبة لبرنامج إيران النووي، وأثنى على حسن اختيار الشعب الإيراني للرئيس حسن روحاني، لكنه قال: «إن الصعوبات الاقتصادية التي تحملها وعانى منها كثير من الإيرانيين هي بسبب خيارات القادة الإيرانيين». ومع اعتراف المسؤولين الإيرانيين بسوء الإدارة الاقتصادية في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، إلا أنهم اعتادوا أن يتحدوا الغرب وليس العكس؛ إذ، ومن دون الإشارة إلى رسالة أوباما، قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي يوم الخميس الماضي بمناسبة عيد النوروز، إن الشعب الإيراني يدرك أن الأميركيين غير مهذبين، ووصف أميركا بالعدو والديكتاتورية والغطرسة وسط هتاف الحضور في مدينة مشهد «الموت لأميركا». كذلك، شنت «القناة الأولى» في التلفزيون الإيراني هجوما لاذعا على مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية الليدي كاثرين آشتون ووصفتها بـ«العجوز الشمطاء»، ووصفت بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بـ«الدمية»، والغربيين بـ«مجموعة من الحيوانات». والآن يجري البحث في أوروبا لتشكيل ما اتفق على تسميته «وفد إيران» من أجل «استئناف الحوار السياسي».

الرئيس أوباما على استعداد لأن يذهب حتى النهاية في سياسته الإيرانية، وكل أمله ألا ترتكب إيران أية حماقة. لكن كل هذه «اللهفة» الأميركية والأوروبية تجاه إيران لا تستطيع أن تخفي أو أن تغطي الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد، والذي يهدد بمشكلات داخلية، وهذا ما لا يتمناه الرئيس أوباما، لأن عليه حينذاك اتخاذ موقف ولو شفهي: هل يدعم الشعب الإيراني أم يستمر في مهادنة المرشد الأعلى؟

ركز خامنئي في خطاب «النوروز» بمدينة مشهد على الاقتصاد والثقافة، محذرا حكومة روحاني من أي مبادرات على طريق الانفتاح.

قبل أسبوعين، وجه روحاني كلمة «حماسية» دافع فيها عن حرية الصحافة، على الرغم من إغلاق صحف إصلاحية. لم يشر هو أو خامنئي أو الرئيس أوباما أو الغرب إلى أن عمليات الإعدام في إيران ارتفعت بشكل كبير منذ وصول روحاني إلى السلطة (الطريقة المفضلة الإعدام بواسطة الرافعات على مرأى من الناس).

يوم الخميس الماضي وضع المرشد الأعلى حاجزا في وجه أفكار روحاني، حيث قال: «الحرية المطلقة غير موجودة في أي مكان من العالم (...) لدى الدول خطوط حمراء، كيف يحق لها انتقاد إيران وتتوقع منا أن نهمل خطوطنا الحمراء». بسبب قلقه حول قضايا الثقافة ومواقف الحكومة، كان خامنئي أشار في كلمة ألقاها أمام مجلس الخبراء قبل أسبوعين إلى أن الثقافة أكثر أهمية من الاقتصاد. أما ممثله لدى القوات البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» عبد النبي صداقات، فقال: «المسؤولية الأكثر حساسية على (الحرس الثوري) تتعلق بالعقيدة والثقافة والقيم الروحية». ونقل عن آية الله كاظم صديقي خطيب صلاة الجمعة في طهران قوله: «أولئك الذين يريدون سحق الثقافة الوطنية هم جهلة ومرتزقة للأجانب». لكن من ناحية أخرى، ومما يدل على ازدواجية السياسة المتبعة في إيران، فقد علق مجلس الإشراف على الصحافة صدور صحيفة «9 داي» التي يملكها النائب حميد رسائي الناقد الرئيسي لسياسة روحاني، بعدما نددت الصحيفة بالصفقة النووية المؤقتة، ووصفت روحاني بـ«الكاذب». وترتبط الصحيفة بآية الله مصباح يزدي الذي يقود حملة المتشددين ضد روحاني.

كرر المرشد الأعلى في كلمته الدعوة لاعتماد «اقتصاد المقاومة» من أجل التغلب على الصعوبات والعقوبات الغربية، وقال: «ينبغي ألا ننتظر رفع العقوبات، إنما العمل على بناء اقتصاد أقوى للحد من (عوامل الضعف)».

لكن بعد ستة أشهر من تولي روحاني ووعوده، فإن الآمال بانتعاش اقتصادي سريع تتلاشى بين الإيرانيين على كل الأصعدة؛ من العاديين والمستثمرين وأصحاب الأعمال، ويقول الاقتصاديون إن العملة الصعبة في صناديق الحكومة على وشك النفاد. لذلك لم يبق أمام روحاني إلا اللجوء إلى عصر النفقات. إن تخفيضات هائلة لنظام الدعم السخي ستؤدي إلى اضطرابات شعبية كبيرة في البلاد في الأسابيع والأشهر المقبلة. الغرب يعتقد أن الاضطرابات المحتملة قد تدفع الملالي في إيران إلى الإسراع في حل المشكلة النووية مع الغرب، ليتسنى لهم التركيز على تحسين الفرص الاقتصادية أمام المواطنين «المطحونين». (التلويح بهذه الفرص المغرية أشارت إليها رسالة أوباما الأخيرة إلى الإيرانيين).

الأعباء الاقتصادية زادت أثقالها مباشرة بعد دعوة خامنئي إلى «اقتصاد المقاومة»؛ إذ في اليوم التالي لاحتفالات عيد النوروز قفزت الأسعار وبشكل حاد في جميع أنحاء إيران. لقد بدأ رفع الدعم الحكومي يفعل فعله، وخلال أسابيع قليلة سوف تتضاعف أسعار البنزين ثلاث مرات، وأسعار الكهرباء بنسبة 25 في المائة وأسعار المياه بنسبة 20 في المائة، أما أسعار الطحين فقد تضاعفت مرتين.

هذا ليس كل شيء؛ إذ من المتوقع أن تبدأ الحكومة قريبا تجربة اختبار سيتعرض لها 90 في المائة من الإيرانيين يتلقون شيكات الرعاية الشهرية من الدولة. وتعتقد الحكومة أن هناك الملايين الذين لا يحتاجون إلى مبلغ 18 دولارا، مما يكلف الدولة ما مجموعه 50 مليار دولار سنويا ويغذي التضخم الذي وصل إلى 37 في المائة.

يقضم الدعم 25 في المائة من ميزانية الدولة البالغة 400 مليار دولار، وصار من المستحيل الإبقاء عليه، خصوصا أن العقوبات الغربية تجعل من الصعب على الحكومة تصدير نفطها كما اعتادت. وكانت صادرات النفط الإيراني انخفضت إلى النصف (مليون برميل يوميا) وكلف ذلك إيران العام الماضي مبلغ 100 مليار دولار من العملة الصعبة.

ليس واضحا ماذا سيكون رد فعل الإيرانيين على الزيادات الجديدة للأسعار بعد سنوات من البؤس الاقتصادي الداخلي، خصوصا في العامين الأخيرين. في شهر أغسطس (آب) الماضي ذكر تقرير للبنك المركزي الإيراني أن 32 في المائة ينشطون اقتصاديا، وهذا رقم منخفض للغاية، وتقول الحكومة في بياناتها الرسمية إن نسبة البطالة تصل إلى 15 في المائة، لكنها في الحقيقة تتجاوز 30 في المائة.

آية الله خامنئي حذر من أن «نسيان الفقراء صفة غير إسلامية»، وفسر المحللون هذه العبارة، بأن «الوضع قد يتسبب لنا في بعض المشكلات». استجاب روحاني للتحذير بأن وزع الشهر الماضي ولفترة وجيزة الغذاء مجانا على بعض الفقراء.

مما لا شك فيه أن الغرب استخدم الاضطراب الاقتصادي وسيلة ضغط في مفاوضاته مع إيران. في رسالته ذكّر أوباما الرئيس روحاني كيف أنه تعهد أثناء حملته الانتخابية بتعزيز الاقتصاد الإيراني، وتحسين حياة الشعب الإيراني، والانخراط بشكل بناء مع المجتمع الدولي، وقال للشعب الإيراني: «إن انتخابه جرى بدعمكم القوي»!

يعرف روحاني أنه داخل حلقة مغلقة، وأن الالتزام بالشروط الغربية بالنسبة لبرنامج إيران النووي يؤدي إلى حلحلة اقتصادية داخل إيران، وهناك من قال إن إيران بعد رفع العقوبات ستكون مثل تركيا إنما مع نفط.

وهو يعرف أيضا، أن الغرب يعرف أن السلطة ليست بين يديه، بل بين يدي المرشد الأعلى. والمرشد يعتقد أن «اقتصاد المقاومة» ينقذ الوضع، وفي الواقع إنها كلمات عاجزة عن تخفيف معاناة الفقراء.

الرئيس روحاني يعتقد أن زيارة آشتون إلى طهران تعد نجاحا دبلوماسيا ويأمل في بعثة دبلوماسية رسمية للاتحاد الأوروبي، ويريد تسويق صورة إيران منفتحة في الغرب، فقد يساعده ترحيب الإيرانيين بمثل هذه الإجراءات على المتشددين. برنامج المرشد الأعلى مختلف تماما: هو يريد من الغرب رفع العقوبات من دون المقابل المطلوب، وأيضا إنقاذ النظام السوري، وأيضا.. وأيضا الإبقاء على خط دفاعه الأول، أي حزب الله، قويا في لبنان وسوريا، وكل هذه الرغبات تكلف المليارات من الدولارات، أما الشعب الإيراني، فيمكنه أن يصبر لأن اهتماما جديدا سيدخل على خط الاهتمامات، وهو: ماذا إذا طلبت روسيا من إيران موقفا إلى جانبها في صراعها الجديد مع الغرب بسبب أوكرانيا؟

السؤال: هل سيصبر الشعب الإيراني عند ذلك أو بعد ذلك؟

 

أسعد بشارة: حزب الله لن ينسحب من سوريا وسيدخل في حرب إستنزاف طويلة أراهن على صدمة إيجابيَّة قوَّاتيَّة- كتائبيَّة تؤدّي إلى مرشّح واحد

أبجد نيوز/إعتبر الكاتب السياسي والصحافي أسعد بشارة أنَّ ” أمام الحكومة الجديدة الكثير لتفعله جرَّاء التعطيل السابق” لافتاً إلى أنَّ جدول أعمالها كان دسماً أهمّها داتا الإتصالات “.

ورأى بشارة في مقابلة ضمن برنامج ” حوار أونلاين” عبر إذاعة صوت لبنان 100.5 أنَّ ” هناك تباطؤً في ملف تحويل شعبة المعلومات إلى فرع ، مشيراً إلى أنَّ “إستعداء حزب الله للشعبة هو الذي يُعطل هذا الأمر والضغوط التي حصلت اليوم أدَّت إلى تأجيل البت به “. وشدَّد بشارة على أنَّ ” المواجهة إنتقلت من خارج مجلس الوزراء إلى داخله ، وأنَّه رغم كل خسائر 14 آذار جرَّ اء الجلوس مع حزب الله في الحكومة فإنَّ هناك فريقاً يقف على طاولة مجلس الوزراء ويقول لا ويمنع الكثير من القرارات”.وأضاف ” هناك مشروعان يتواجهان على طاولة مجلس الوزراء وستبقى المشاكل على الأرض”.

في الشأن الأمني، أكَّد بشارة  على أنَّه ” إذا كانت الخطَّة الأمنيَّة هي لتنظيم القتال ولم تكن حاسمة فلن يُكتب لها النجاح الذي يتحقَّق بنزع السلاح من جميع طرابلس وإعتقال المطلوب علي عيد المتَّهم بتفجير المسجدين وبسط سلطة الدولة على كامل المدينة وهذا يتطلَّب قراراً سياسيَّاً لكنَّ الدويلة هي التي تمنع تنفيذ الخطَّة”. وحذَر من أنَّ ” الوضع في طرابلس يتَّجه إلى خطورة كبيرة والشرارة ستمتد إلى كل لبنان لأنَّ الهدف هو ضرب الإعتدال “. وتابع “أغلبية أبناء المدينة مظلومون ويقعون تحت رحمة ما زرعه حزب الله والنظام السوري”. ورأى أنَّ ” حزب الله هو فوق القانون فعندما كان يُعلن أنَّه تحت سقف القانون كان جوزيف صادر يُخطف على طريق المطار والقوى الأمنيَّة تُرشق بالحجارة خلال إزالتها مخالفة بناء” ولم يستغرب بشارة ردّاً على سؤال أن ينسحب وزير الماليَّة علي حسن خليل من قاعة “قمَّة الكويت” أثناء إلقاء أحمد الجربا لكلمته “فخليل يُمثّل النظام السوري وقد طلب منه ذلك الرئيس نبيه بري المُحرج أمام النظام “. من ناحية أخرى ، أكَّد بشارة أنَّ ” عودة حزب الله من سوريا ليست قريبة لأنَّ قراره بيد إيران ،وهو حقَّق جزءاً من المهمة أي إبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة وتبقى أمامه مهمَّات أخرى وسيدخل في حرب إستنزاف طويلة ولن يخرج إلا بعد تأمين بقاء بشار الأسد الأمر الذي أصبح مرفوضاً عربيَّاً ودوليَّاً بشكل كامل”.

في موضوع الإنتخابات الرئاسيَّة ، رأى بشارة ” أننا نتجه إلى حصول الإنتخاب ولكن الصناعة ليست لبنانيَّة إنَّما الأدوات اللبنانية”، لافتاً إلى أنَّ الرئيس القوي ” هو القادر على أن يبني جسور التواصل بين اللبنانيين أمَّا الرئيس الذي يلعب على الوتر المسيحي يُضعف المسيحيين”. وأضاف ” صلاحيات الرئيس إختُزلت لكن لا يزال هناك صلاحيَّات كبيرة لا يُستهان بها “.

وعن جلسات الإنتخاب ، إعتبر أنَّ “ما من أحد سيتمكَّن في الجلسة الأولى من الحصول على 65 صوتاً والجلسة ستكون مواجهة بين عون وجعجع”، مشيراً إلى أنَّ  ”الإحتمال الكبير أن ” تذهب 14 آذار إلى الإتفاق على مرشح واحد أمَّا في 8 آذار بقي العماد عون ” مُستبعداً أن يترشّح سليمان فرنجية” . وراهن بشارة  على “صدمة إيجابيَّة سيحدثها القوات والكتائب تؤدي إلى الإتفاق على مرشَّح واحد وسيمشي بها تيار المستقبل، فالأساس هو العلاقة القواتيَّة- الكتائبيَّة وتيَّار المستقبل أصبح يرى أنَّ من مصلحته أن يدعم مرشحاً حليفاً إلى الرئاسة”. وشدَّد  على أنَّ التقارب العوني- الحريري ” هو مجرَّد مناورات مُتبادلة “، مؤكداً أن الجو الدولي ليس مع التلهّي في الملف اللبناني والولايات المتَّحدة تعملُ على قاعدة أنَّ الإنتخاب أهم من المرشَّح”وبالتالي  ” الإرادة الدوليَّة التي شكّلت الحكومة مستمرَّةٌ وربَّما يأتي رئيسٌ عاديٌّ”.

 

من هو عبد الفتاح السيسي؟

العربية.نت/ولد المشير عبد الفتاح سعيد السيسي في القاهرة عام 1954، تخرج من الكلية الحربية عام 1977 وعمل في سلاح المشاة، وعين قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية.

حصل على ماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987، وماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 بالتخصص نفسه.

المشير السيسي متزوج وأب لأربعة أبناء ثلاثة أولاد وفتاة واحدة.

تولى السيسي عدة مناصب من بينها مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ومنصب القائد العام للقوات المسلحة، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع 44 منذ 12 أغسطس عام 2012 وحتى السادس والعشرين من مارس 2014.

وفي 12 أغسطس 2012 أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي قرارًا بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، خلفًا للمشير محمد حسين طنطاوي.

وقد اعتبره حزب الحرية والعدالة وقتها "وزير دفاع بنكهة الثورة".

وفي 27 يناير 2014 تمت ترقيتُه لرتبة مشير بقرار من الرئيس المؤقت عدلي منصور.

يذكر أن السيسي أعلن عدة إجراءات عُرفت بخارطة الطريق إثر ثورة الثلاثين من يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان بإرادة شعبية.

 

فرنجية يرشح عون للرئاسة دون أن يسحب ترشحه: سأكون من صلب 8 آذار إذا انتُخبت

أعلن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية أنه يرشح رئيس التيار "الوطني الحر" النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية قائلا أن ترشحه الشخصي إذا ما تقرر لن يتم من دون موافقة عون، مشيرا من جهة أخرى إلى أنه سيكون "من صلب 8 آذار" إذا وصل للرئاسة. وقال فرنجية في مقابلة مع قناة الـ"LBCI" مساء الخميس "الخلاف مع عون ليس موجودا إلا بالسياسة الكبرى ونحن في جو واحد في السياسة والعلاقة التي تربطنيب شامل روكز ومقوماته هي من تتكلم عنه". وردا على سؤال أجاب فرنجية "أنا مطروح على الإنتخابات الرئاسية ولكن سأكون مع الجنرال ميشال عون وأنا لا أقبل الدخول إلى الدورة الإنتخابية ما لم يوافق الجنرال عون".

أضاف "في فريقنا السياسي هناك اثنان مهمان ولكن هناك الأقوى وهو الجنرال ميشال عون ولكن هذا لا يعني أنني تيار وطني حر بل أن خيارات عون السياسية هي من فرضت علي احترام موقع الجنرال والوفاء لخطي السياسي في الوقت عينه". وأشار إلى أنه ليس "نائبا عاديا مع احترامي لجميع النواب" متابعا "عندما أقول أنني مع أحد أنا معه بمن أمثّل والسياسة التي أمثلها أكبر من موقع رئاسة الجمهورية".

ثم حسم الأمر قائلا "بالنسبة لتيار المردة الأمر محسوم مرشحنا هو الجنرال عون". هذا وأقر فرنجية أنه ينزعج إذا وصل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى رئاسة الجمهورية مستدركا بالقول "لا يمكنني أن أقول أنه ليس قويا ولديه التمثيل ونتعاون معه على قدر تعاونه معنا". إلى ذلك أعلن فرنجية أن "من يريد أن يكون رئيسا يجب أن يكون براغماتيا وإن وضعت في وضع سقطت فيه هيبة الدولة لا أتردد في الإستقالة ولكن لا يمكن للرئيس أن يستقيل عند كل أمر يحصل". وردا على سؤال افتراضي بعد وصوله إلى الرئاسة أجاب "إذا طرح علي من قبل الدول الغربية سحب سلاح حزب الله بثلاثة أشهر وهم يطرحون بذلك إما المشكلة داخل بلدي أو المشكلة مع دول الخارج فأختار الحصار الدولي مقابل السلم الأهلي الداخلي". وفي السياق عينه تابع "لا أحد سيكون له فضل علي في الوصول إلى رئاسة الجمهورية إلا ضمن الجو السياسي السائد والمشروع المتكامل وربما التسوية التي تصل برئيس من 14 أو من 8 آذار وأنا لا يمكن أن أصل إلى رئاسة الجمهورية إلا بتسوية يأخذ الفريقان فيها حقه". ورفض إلغاء فرع المعلومات مطالبا بـ"تحويله إلى شعبة لأجل لبنان ضمن تسوية تكون فيها لكل الأفرقاء". وحول احتمال طلب الرئيس السوري بشار الأسد زيارة إلى سوريا بعد وصول فرنجية للرئاسة رد الأخير "بشار الأسد صديقي وأخي وسيبقى كذلك وإن أصبحت رئيسا نرى ما نتفق عليه في لبنان وأنا إذا وصلت للرئاسة سأكون رئيسا من صلب الثامن من آذار ولو كنت منتفتحا على خصمي الذي سيأخذ حقه وفقا لحجمه". وعن رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط قال "وليد بيك لديه موقعه في البلد وقيل لي أكثر من مرة أنه يجب تطمينه بالنسبة للرئاسة فقلت لدي حلفائي ومؤمن بخطهم وأنا أحترم موقعه ولكن لن أطلب رضى أحد فقوتي وتحالفاتي هي من توصلني إلى الرئاسة". إلا ان رئيس تيار "المردة" أقر في الوقت عينه أن "14 آذار لن يتبنوننا للرئاسة وفي النهاية هناك عصا سحرية للرئاسة وإلا أنا أقول لماذا علينا الخوف من الفراغ" . وهزأ من قول جعجع أنه سيسحب حزب الله من سوريا إذا وصل للرئاسة فأشار أنه "أعطى تعهدات بسحب الجيش الروسي من القرم" مضيفا "إذا أردت المطاع فاطلب المستطاع". وهاجم 14 آذار قائلا "أصبحوا سياديين بعد أن خرج السوري وأنا نلت أعلى نسبة من أصوات المسيحيين بعد خروج السوري ورئاسة الجمهورية تأتي وترحل ولن يأتي رئيس إن كان سمير جعجع أم غيره بدون تسوية إقليمية ودولية".

 

الفراغ سيَسكن قصر بعبدا... في انتظار نضوج الصــفقة!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هناك ضجيج حول الاستحقاق الرئاسي. لكنّ «طبخة» الرئاسة لا يُنضِجها الضجيج. والأقوياء يتحرَّكون في العتمة والصمت، ويطبخون الاستحقاق على نارٍ هادئة. فبالنسبة إليهم، رئاسة الجمهورية طبَقٌ يؤكَل بارداً.

خريطة الإستحقاق مرصوفة بالألغام

إذا كان المطلوب جسّ النبض للتوافق على تأمين النصاب لجلسة انتخاب الرئيس، فهذا يعني استطراداً أنّ المطلوب التوافق على رئيسٍ يحظى بأصوات الثلثين (85 نائباً)، لأنّ أيّ كتلة نيابية لن توفِّر النصاب لمرشَّح لا ترضى به. وهكذا تعود اللعبة إلى النقطة الصفر: إمّا التوافق وإمّا التعطيل.

وعند هذه النقطة، يصاب إستحقاق الرئاسة بالمرض إيّاه الذي أصاب الإستحقاقات الدستورية كلّها وعطّلها: التوافقية اللبنانية كبديل للديموقراطية. التوافقية التي تصبح رديفاً للديكتاتورية. فالانتخابات النيابية انتهت بالتمديد للمجلس، لعدم التوافق على قانون انتخاب، والحكومة استغرق تأليفها عاماً بسبب عدم التوافق على التشكيلة والبيان، والقادة الأمنيّون والعسكريّون مُدِّد لهم لعدم التوافق على بدائل.

فهل الإستحقاق الرئاسي سيطير أيضاً لعدم التوافق؟

في المفهوم الديموقراطي، لو كان هناك حماسٌ لإجراء الإنتخابات الرئاسية في المهلة الدستورية القصيرة، لتمّ تحديد موعد للجلسة الإنتخابية الأولى في 25 آذار، لتتسنّى معالجة الثغرات، والدعوة إلى جلسات متتالية حتى 25 أيار، أو حتى 15 أيار، عندما يصبح المجلس قادراً على الإنعقاد من دون الحاجة إلى دعوة من رئيسه.

ولجنة الإستطلاع الثلاثية المكلّفة جسّ النبض حول النصاب ستحتاج إلى أيام عدة ثمينة تُهدَر من عمر المهلة الدستورية. وما كان المانع من أن تبدأ اللجنة عملها قبل أسابيع أو أشهر؟ فعندئذٍ، ربّما كان ممكناً الوصول إلى 25 آذار بحدٍّ معيَّن من التوافق.

البعض يرى أنّ الإشارات إلى تطيير الإستحقاق تستحقّ الدرس. والسوابق في هذا المجال كثيرة. ويبدو قادة المسيحيّين وحدهم متحمّسين لانتخاب رئيس، إمّا حرصاً على الموقع، وإمّا لطموحات رئاسية مزمِنة. أمّا الحلفاء هنا وهناك فليسوا مستعجلين، وبعضهم يخبّئ طروحات للوقت المناسب: من الفراغ إلى التمديد إلى انتخاب رئيس بلا لون ولا طعم ولا رائحة... ولا يمثّل طموح المسيحيين ولا المسلمين، بل صفقة بين بعض البيئات العربية والإقليمية والدولية المعتادة على صناعة التسويات والأزمات في لبنان!

في هذا المعنى، هذه المرّة أيضاً، سيكون الأقطاب المسيحيّون «زوجاً مخدوعاً». وعوضاً عن جلسات الإنتخاب التي يطالبون بها، أتاح الأقوياء لهم مجالاً ليتباروا إعلاميّاً، بل دعائياً، أمام الجماهير، وينفِّسوا شهواتهم لبلوغ القصر... ويتلهَّوا عن حلفائهم قليلاً، ريثما يتولّى هؤلاء تدبير المخارج بتسويات سعودية أو قطرية أو إيرانية أو سورية.

وتبدو خارطة الاستحقاق مرصوفة بالألغام:

- المسيحيّون لن يتوافقوا على رئيس.

- فريق 14 آذار كذلك.

- الرئيس ميشال سليمان سيدير طاولة للحوار تكون فيها الرئاسة محور المساومات: رئيس جديد أم تمديد أم تجديد أم فراغ؟

- «المستقبل» يقول إنّ اختيار رئيس من غير الصف الأوّل، ويحظى بغالبية 85 نائباً، أفضل من خوض المعركة بمرشّح من الصف الأوّل (جعجع مثلاً) يتعذَّر وصوله. ومنعاً للفراغ.

- النائب وليد جنبلاط يبحث عن السبيل الأنسب لحفظ ماء الوجه والمكاسب.

- فريق 8 آذار يبدو مُتريِّثاً، ومعه مفاتيح المجلس. ويتردَّد أنّ قراره الحقيقي هو عدم إنجاز الإستحقاق الرئاسي إلّا بعد إنجاز الاستحقاق في سوريا، وتأمين انتخاب الرئيس بشّار الأسد لولاية جديدة. فبناءً على ذلك، يصبح البحث ممكناً في التسويات: الرئاسة والحكومة الأولى من العهد المقبل والمجلس النيابي.

مجموعة ألغام لا تصنع انتخابات رئاسية. والأرجح هناك شغورٌ في موقع الرئاسة تملأه الحكومة «الجامعة»، حتى تنضج الصفقات في كواليس البَلاطات والقصور العربية والإقليمية والدولية... فيتلقّى اللبنانيون تعليماتهم كالمعتاد، بعدما استسلموا لمقولة «الرئيس يُصنع في الخارج».

 

الشركاء... والشراكة

جورج علم/جريدة الجمهورية

يعير كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بريّ ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الإستحقاق الرئاسي قدراً من الاهتمام. كانا ينتظران من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن يأتي بجديد يُبنى عليه، لكنه حَرص على المبادئ، هو يعرف تماماً أنّ «لَبننة» الإستحتقاق تقتضي تحريره من «مَورنته»، وهذا لم يحصل. هناك مكعبات إسمنتية، وما أكثرها هذه الأيام، تسدّ الطرق والمنافذ للحؤول دون وصول الكفايات. عمد الراعي منذ تبوّئه السدّة البطريركية على جَمع الصف الماروني، لكن الوقائع تؤكد الاستمرار في المربّع الأول. كان البعض يحلم بالنموذج الشيعي، «نبيه برّي، ونقطة عالسطر». لكنّ الأنانيات حالت دون تحقيق رزمة مارونية في مواجهة رزمة التحديات الوطنيّة. جرت محاولة لفتح الطريق أمام الكفايات والنوعيات لكي تتقدم الى الصفوف الأماميّة، لكنّ المكعبات الإسمنتية كانت عصيّة على كلّ الرافعات التي استخدمت حتى الآن، وبناء على ما تقدّم يمكن القول إن «المَورنة» قد فشلت، ويخشى أن تفشل «اللبننة»، وعندها تفتح الأبواب أمام احتمالين: إمّا الفراغ، وإمّا استلطاف نخوة الرئيس ميشال سليمان، ووطنيته، لحَمله على القبول بالتمديد؟!

عَوّدتنا بكركي أن تفعل أكثر ممّا تتكلّم، لكن المحاولات التي قامت بها لتوحيد الصف لم يكتب لها النجاح، وبقيَ صوتها صارخاً في بريّة الطائفة بلا صدى. ولذلك، لا بدّ من التواضع والاعتراف بأنّ العصبيّة التي تتحكم بالإستحقاق مدمّرة، لا بل كارثيّة، ولا بدّ من الخروج من مربّع الطائفة الى مربّع الوطن، والتفاهم مع كلّ الفاعليات والمكونات على طريقة العمل على سدّ الفراغ، والتحرّر من ثلاثة: مقولة الرئيس القوي، الإستطلاعات، الحملات الإعلاميّة «التجييشيّة». في النظام البرلماني، ووفق دستور «الطائف»، فإنّ الرئيس القوي هو التوافقي، الذي لا يريد شيئاً لنفسه، ويستطيع أن يخاطب الجميع من موقع الشفافية لا من موقع الاستجداء.

أمّا الإستقواء بحاشيته، او طائفته، او كتلته، فهو مشروع حرب أهليّة، وليس مشروع حل. أمّا مقولة الاستطلاعات، فمهمّة جداً لو كان النظام رئاسيّاً، وينتخب الرئيس من الشعب، أمّا أن ينتخب من النواب، فلا معنى للاستطلاعات سوى تدعيم جدار الكيديات. أمّا الحملات الإعلاميّة، فإنها غرضيّة، مسطحة، جوفاء، لا تتفق مع التحديات المصيرية التي تهدد لبنان، فيما المطلوب حلول، وطروحات، ورؤى مستقبلية حول طريقة جَبهها، واستيعاب مضاعفاتها. يحاول البطريرك إخراج الإستحقاق من مربّع الطائفة الى مربّع الوطن، وهذه خطوة تصبّ في الإتجاه الصحيح، كونها تسمح للآخر أن يشارك في الاختيار، ويساهم في توسيع المشاركة، وتمكين النوعيات من الوصول. ومن المهم جدّاً أن يشاهد اللبنانيون برّي الى مائدة بكركي، على رغم زمن الصوم، وأيضاً النائب وليد جنبلاط، بالإضافة الى آخرين وآخرين، لكسر الحلقة المفرغة، والخروج من زواريب الأنانية والمذهبيّة والطائفيّة إلى ساحة الوطن، والتفاهم على «لبننة» الإستحقاق، لأنّ هذا إذا تحقق يعني أن المعجزات لا زالت ممكنة في هذا الوطن. ينتظر بريّ وجنبلاط من بكركي جديداً ليُبنى على الشيء مقتضاه، إذا كان المطلوب فعلاً «لبننة» الإستحقاق، وإذا كانت «اللبننة» ممكنة، ومسموح بها وسط هذه التخمة من الضغوط الخارجية. وعلى اللبنانيين أن يتذكروا جيداً أنّ اتفاق الطائف جاء برينيه معوّض رئيساً، وعندما تفرّدت سوريا بتطبيق بنوده، جاءت بالرئيسين الياس الهراوي وإميل لحود. وعليهم أن يتذكّروا أنّ اتفاق الدوحة جاء بالعماد ميشال سليمان رئيساً...لقد فشلت «مَورنة» الإستحقاق، فهل تنجح «اللبننة؟» أم أنّ على اللبنانيين انتظار «طائف» أو «دوحة» جديدين، لا مؤشرات على أيّ منهما حتى الساعة.

 

الرئاسة مستهدفة قبل الطائف وبعده

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الهدف ما زال هو هو: رئاسة الجمهورية. قبل اتفاق الطائف وفي عزّ الجمهورية الأولى كانت الرئاسة الأولى في مرمى الاستهداف بحجّة صلاحياتها الاستثنائية، وبعد انتزاع هذه الصلاحيات بقيت في مرمى الاستهداف نفسه. لماذا؟

الشهيد الحريري لم يبرز دوره الفعلي وحجمه الاستثنائي إلّا من خلال رئاسة الحكومة

أدّت رئاسة الجمهورية في الجمهورية الأولى دور صمّام الأمان بالدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحر، الأمر الذي أوصلَ النظام السوري في ثمانينات القرن الماضي ومطلع التسعينات إلى قناعة أنّ المدخل لوضع اليد على لبنان كان بوَضع اليد على رئاسة الجمهورية. وعلى هذا الأساس تمّ اغتيال الرئيس رينيه معوض وخطف موقع الرئاسة الأولى التي يتمظهَر عبرها الدور المسيحي.

فضرب الدور المسيحي كان يتطلّب بالدرجة الأولى فصل رئاسة الجمهورية عن الوجدان المسيحي، لا بل جعلها في مواجهة الشارع المسيحي وفي الموقع النقيض له، وذلك لأنه في ظلّ الواقع الطائفي لا يمكن لأيّ جماعة أن تؤدي دورها على أكمل وجه سوى من خلال المؤسسات والمواقع المخصصة لها رئاسياً ووزارياً ونيابياً. وبالتالي، المعبر لاستهداف أيّ جماعة يكون عبر إقصاء قياداتها عن مواقع النفوذ داخل الدولة. وبالتالي، الهدف الأساس من استهداف الجماعة المسيحية هو دورها الطليعي في التمسّك بلبنان ودوره.

وما ينطبق على المسيحيين ينسحب على سائر الطوائف، فالرئيس رفيق الحريري لم يبرز دوره الفعلي وحجمه الاستثنائي وفعاليته الكبرى إلّا من خلال رئاسة الحكومة، حيث تمكّن من وَضع علاقاته وإمكاناته في خدمة لبنان، الأمر الذي كان متعذّراً قبل وصوله إلى الرئاسة الثالثة على رغم ما يختزن من طاقات ومؤهلات. وبالتالي، فإنّ نجاحه وطنياً وإعادته الاعتبار لدور الجماعة السنية كان مرتبطاً بموقع رئاسة الحكومة.

وعندما شعر نظام الممانعة أنّ الحريري بات يشكل خطراً على وجوده في لبنان من خلال شبكة علاقاته الدولية والعربية وقدرته على الوصل والربط مع الطوائف الأخرى، قام باغتياله. لكنّ ما لم يكن يتصوّره هذا النظام، هو تحوّل الطائفة السنية إلى رافعة للمشروع السيادي في لبنان، الأمر الذي جعلها في مرمى الاستهداف على غرار الجماعة المسيحية.

وتمسّك الثنائية الحزبية الشيعية بموقع الرئاسة الثانية وسائر المواقع الإدارية ليس عن عبث، على رغم ما تملكه هذه الثنائية من سلاح وقوة بفعل الأمر الواقع، ولكنها لم تكتف بقوّتها الذاتية بل سَعت إلى حجز مواقعها في الدولة، ومن ثم التمدد على سائر المواقع إدراكاً منها أنّ دورها الفعلي لا يتمظهر عبر السلاح وما يسمّى بالمقاومة، إنما عبر المؤسسات القادرة وحدها على حماية مشروعها وسلاحها.

ومن هنا حاولت مع إسقاط الحكومة الحريرية إعادة السراي إلى الوضع الذي كانت عليه قبل العام 2005. ولا شك أنه كان في حساباتها إعادة الرئاسة الأولى إلى هذا الزمن أيضاً بغية إعادة استنساخ الوصاية السورية بشكل كامل، ولكن هذه المرة بوَجه إيراني كامل.

وإذا كانت الثورة السورية قد أفشلت كلّ هذا المخطط مع فقدان «حزب الله» نقطة ارتكاز مهمة تتمثّل بالنظام السوري، إلّا أنّ التطورات المتصلة بارتفاع منسوب التعبئة السنية وانزلاق البلاد تدريجياً نحو فتنة سنية-شيعية، دفعَ الحزب إلى فكّ أسر الرئاسة الثالثة التي تحوّلت بالنسبة إليه من الموقع الذي يريد السيطرة عليه، إلى الموقع الذي يريد اللجوء إليه والاستعانة به لمواجهة التطرف السني.

ولكن، في كل هذا المشهد، الطرف الوحيد الذي ما زال يدفع الثمن هو الجماعة المسيحية الممنوع عليها استعادة دورها التاريخي في الدفاع عن معنى لبنان وتحمّل مسؤولياتها الوطنية، وواهِم كلّ من يعتقد أن المسيحيين باستطاعتهم تأدية واجبهم الوطني من خارج المؤسسات بدءاً من رئاسة الجمهورية التي ما زال الطرف الممانع يتعاطى مع استحقاقها على قاعدة مثلّثة الأضلاع: الفراغ، إيصال رئيس من صفوفه والذهاب نحو مرشّح وسطي مضمون، بمعنى ألّا يكرر دور الرئيس ميشال سليمان بالانحياز إلى الدولة والدستور.

فالمطروح اليوم يتعدى الانتخابات الرئاسية كاستحقاق ديموقراطي إلى استحقاق مصيري يرتبط بوجود المسيحيين ودورهم، لأنّ مواصلة تغييبهم سيدفعهم إمّا إلى الهجرة أو العودة إلى مشاريع سياسية تعيد الاعتبار لوجودهم ودورهم. وإذا كان السنّة انتزعوا الرئاسة الثالثة، وهذا حقّهم، نتيجة خشية «حزب الله» من انفجار الاحتقان السنّي، فعلى سائر الطوائف أن تعيد حساباتها قبل انفجار الاحتقان المسيحي.

 

مقالات  أيها المرشحون... تواضعوا!

نبيل بومنصف/النهار

لعل افضل ما يمكن ان تقدمه طواقم العاملين في المعركة الرئاسية الى المرشحين الرئاسيين الآن يتلخص بنماذج عن جداول الأعمال المعدة لجلسات مجلس الوزراء ومجلس النواب في جلساته التشريعية الى جردة بسيطة تنعش الذاكرة بما تراكم على رفوف الجمهورية المنهكة في السنة الأخيرة فقط من تصريف الوقت والاعمال.

وهذه طرابلس النموذج الأشد توهجاً والأطول مدى زمنياً لواقع عجز الطبقة الرسمية والسياسية والأمنية والعسكرية التي استهلكت عشرات الخطط الامنية منذ ٢٠٠٨ وواكبت عهد الرئيس ميشال سليمان بطوله وعرضه وحكوماته المتعاقبة بما فيها وأخصها حكومة ضمت للمرة الأولى خمسة وزراء ورئيس حكومة منها طوال ثلاثة أعوام لتخلص احوالها الى ما يشبه الوضع الكارثي عمراناً وبشراً وانماء واقتصاداً. وها هو البقاع الشمالي البؤرة المتحولة دواخين فتنة تنفث سحبها في كل لحظة في كل اتجاهات الجمهورية وسطاً وعاصمة وجنوباً وشمالاً. وها هي الحدود الفالتة من كل ضبط الشاهد الحي على أكبر كارثة حلّت بلبنان منذ نشوئه حمّلت الى أرضه المتعبة ما يناهز ثلث المقيمين فيه من النازحين واللاجئين السوريين والحبل على الجرار. وها هي حروب الآخرين على أرض لبنان، شاء من شاء الاعتراف بالتسمية التي أطلقها الكبير العملاق غسان تويني منذ عقود أم أبى، إلا طمر الرؤوس في الرمال انتحاراً وتنكراً للحقائق الدامغة التي لا تزال تطبع واقعنا اليوم كأننا لم نتعلم حرفاً من تجارب الاحتراب والتبعية للخوارج على تنوعهم اشقاء كانوا أم دوليين ام اقليميين. وها هي الطبعة المحدثة للحرب الأهلية النائمة والناعمة والفجة تزحف كل يوم بين ثنايا الجمهورية على وقع صراع مذهبي جاهلي هذه المرة بدلاً من صراع طائفي عالي الكعب وأكثر وجاهة في ظن الذين يعتقدون أن للجاهليات أيضاً مراتب وفئات وتصنيفات. وها هي أكثر فأكثر حقيقة تضاؤل القوّة والحضور والتأثير لطائفة الرئاسة التي قبل أقل من شهرين من موعد استحقاقها تبدو هائمة بين الأساطير التي تقول إن فرصة لبننة الانتخابات قد حانت أخيراً فيما تقاس فرص المحظيين وغير المحظيين من المرشحين بسيناريوات الحظوة لدى واشنطن وطهران وباريس بعدما انزل حذاء الوصي التقليدي السوري عن الرف.

أهي دعوة الى اليأس من انتخابات صناعتها لبنانية خالصة مئة في المئة كما تجود علينا الألسن الدولية المعطاءة والضاغطة لإنجاز الاستحقاق في موعده؟ ثم هل ترانا نخطئ هذه المرّة إذا لم نصدق هؤلاء المبشرين بما ليس فينا وليس فيهم من شيم سيادية خالصة تلبنن الاستحقاق؟

لا هو اليأس ولا هو الوهم، بل ما بينهما من تحذير المرشحين المحببين من التحليق عالياً خارج حدود التواضع لئلا تتحوّل الطموحات المضخمة مشاريع هزائم قاتلة لمن لا قدرة لديهم على مجرد النظر الى المرآة.

 

*رئاسيات 2014 - أمين الجميّل الرئيس الذي يمتهن السياسة بحكمة الشيوخ والتبصّر في الأمور "إحياء الدولة بسيادتها الكاملة ومؤسساتها وقوانينها وقيام الدولة المدنية"

بيار عطاالله/النهار

"الجميّل، أمين بيار" هو عنوان السيرة الذاتية للرئيس امين الجميّل، وهو كبير آل الجميّل احدى العائلات السياسية الاساسية في تاريخ لبنان ورئيس حزب الكتائب الذي أسسه والده بيار الجميّل، وأحد ابرز المرشحين الى الرئاسة الاولى بعد تجربة سابقة أقل ما يقال فيها إنها من الاصعب بتطوراتها السياسية والعسكرية، التي ارخت نتائجها بظلها الثقيل على حاضر لبنان ومستقبله، من دون ان يستطيع الرئيس الآتي الى سدة الرئاسة بعد اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميّل أن يحقق الكثير في سعيه الى تغيير الامور واصلاحها في ما اصطلح على تسميته "مغامرة الانقاذ". ذلك ان حجم الصراع اعتباراً من عام 1975 كان أكبر من أن يستطيع أي رئيس للبنان استيعابه والعمل على مواجهته.

تبدو رئاسيات 2014 نظرياً فرصة لأمين الجميّل الذي يحمل لقب رئيس كي يحقق بعضاً مما كتبه في اطروحته "رؤية للمستقبل" التي خط عناوينها عام 1992 وكانت خلاصة تجربته في الحكم. وتختصر بـ "احياء الدولة بسيادتها الكاملة ومؤسساتها وقوانينها وقيام الدولة المدنية". لكن الجميّل، سواء اكان رئيساً للجمهورية أم رئيساً للكتائب، فهو يمتهن السياسة بحكمة الشيوخ والتبصر، وليس موقفه لحظة اغتيال ابنه البكر بيار الا دليلاً على تماسك اعصابه وصلابتها، حين وقف داعيا الجمع الحزين والثائر الى "استخلاص رمزية شهادة ولده البكر بالصلاة وإضاءة الشموع لروح الشهيد والتوقف عن اي رد فعل عدائي". فالرجل يحمل راية الحكمة والاعتدال رغم ان هذه المواقف لا تستدرج الكثير من التأييد الشعبوي. وعند اندلاع الحرب الاهلية في سوريا أخذت الحماسة بعض قوى 14 اذار الى توصيف ما يجري في درعا وغيرها بقصف القوات السورية للاشرفية وزحلة ابان المواجهات بين الاحتلال السوري و "الجبهة اللبنانية"، لكن الجميّل أصر على موقفه بضرورة تحييد لبنان عن النزاعات والتبصر في عاقبة ما يجري من تطورات "لأن على السوريين ان يقرروا مصيرهم بأيديهم وليس لنا أن نقرر عنهم".

تملأ السيرة الشخصية للجميل صفحات كثيرة تبدأ من بكفيا ولا تنتهي في الصيفي او قصر بعبدا. وهو يفضل التعتيم على مرحلة الحرب الا ان صورته وهو يقود الهجوم المعاكس على جبهة شكا – البترون بعدما اجتاحتها التنظيمات الفلسطينية المسلحة موجودة في كل منشورات الكتائب الدعائية. وإنجازه الاكبر خلال سني الحرب كان مركز "بيت المستقبل" الذي كان احد اكبر مراكز التوثيق والمعلومات في الشرق الاوسط، ويجهد الجميّل اليوم لإعادة اطلاقه وتفعيل نشاطاته بالتعاون مع جهات اكاديمية عدة.

رئيس محّاصر

كُتب الكثير عن عهد الجميّل، لكن القراءة الهادئة لما تم نشره وتعميمه على اساس انه قرينة اتهام ضده لا يراه البعض من المقربين منه الا صراعاً حقيقياً بين مدرسة متطرفة وراديكالية لا ترى عاقبة الامور ونتائجها على المستوى اللبناني والمسيحي، وبين حكمة أمين الجميّل ورؤيته الى لبنان ومستقبله، اضافة الى التزام تعاليم والده بيار الجميّل الذي رحل وهو يوصي بالحفاظ على الصيغة والابتعاد عن الخيارات المتطرفة. اضافة الى ذلك ورث امين الجميّل تركة ثقيلة تتمثل في احتلال اسرائيلي وصل الى مداخل قصر بعبدا، واحتلال سوري مديد يشرف مباشرة على مقره وبيته في بكفيا، الى أزمة داخلية كيانية لبنانية لم تنته فصولها الى اليوم. وحتى اتفاق 17 ايار 1983 الذي حظي بغطاء دولي وعربي انتهى الى دوامة شروط اسرائيلية وسورية متبادلة ونزاعات دموية لبنانية دفعت الجميّل الى الغاء الاتفاق واعتباره كأنه لم يكن. ولا يزال تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي آرييل شارون بأن يبقى الجميّل حاكماً على قصر بعبدا فقط ماثلاً في الاذهان. وهكذا عملت اسرائيل على تهجير المسيحيين من الشوف وعاليه وشرق صيدا. وسيطرت الميليشيات على بيروت الغربية تحت عناوين مختلفة اظهرت الايام تفاصيلها وخفاياها وخصوصاً ما كتبه الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي في مذكراته.

توجه الجميّل الى دمشق آملاً في وقف الحروب الداخلية واحلال الامن وتحقيق التوافق على الاصلاحات السياسية، وتوصل مؤتمرا الحوار الوطني في جنيف 1983 ولوزان 1984 الى اصلاحات عدة وبرنامج، يقول الجميّل إنه سبق اتفاق الطائف وتميز عنه بأنه حافظ على السلطة الاجرائية بيد رئيس الجمهورية بمشاركة الحكومة والوزراء، لكن التسوية لم تعش طويلاً لأن القرار السيادي بقي منوطاً برئيس الجمهورية وهذا ما لم يكن مطلوباً.

"لا يمكن مقارنة تجربة عهد الجميّل مع اي تجربة رئاسية في العالم، ولا يحسد الجميّل على رئاسته تلك"، على ما يقول العارفون بأحوال تلك المرحلة. لكن لا الترغيب والترهيب الاسرائيلي ولا التهديد والمراوغة السورية خلال اثنتي عشرة قمة لبنانية – سورية زحزحت الجميّل عن مواقفه. وانتهت الامور بنصيحة من وزير الخارجية السوري فاروق الشرع آنذاك الى وزير الخارجية اللبناني ايلي سالم بما معناه: "دعك من الكلام على استقلال لبنان. ان الظروف تقضي بأن يتخلى لبنان عن استقلاله". وهذا ما لم يكن ليرضى به ابن بيار الجميّل.

المنفى ولا الفتنة

أنجز الجميّل اموراً عدة رغم الأزمات التي لاحقت عهده، منها تطوير الجامعة اللبنانية واطلاق جملة مشاريع اقتصادية واجتماعية، لكن الاهم انه أمضى السنتين الاخيرتين من عهده عاملاً على تهدئة الاحوال بين قائد الجيش ميشال عون وقائد ميليشيا "القوات اللبنانية" سمير جعجع. واقتضى الامر ان يتدخل شخصياً محذراً الطرفين من ان نزاعهما يعني هزيمة الدور المسيحي واستباحته. لكن الفريقين سارعا الى الاتفاق موقتاً معاً بعدما طرح الاميركيون والنظام السوري معادلة: "إما النائب مخايل الضاهر وإما الفراغ". وقبيل منتصف ليل 22 ايلول 1988، وبعد محاولات عدة لتشكيل حكومة جامعة وقبل انتهاء ولايته بدقائق، وقع الرئيس امين الجميّل مرسوماً بتشكيل حكومة سداسية انتقالية من قائد الجيش العماد ميشال عون واعضاء المجلس العسكري لمنع الفراغ الدستوري وتأمين انتقال سليم للسلطة.

لم تطل إقامة الجميّل في لبنان بعد انتهاء عهده، اذ جاء من يهدده بأن يترك لبنان. وما ان غادر حتى اطبقت ميليشيا "القوات" على منطقة المتن بالدبابات والمسلحين وعمدت الى احتلال بيوت الكتائب واعتقال الناشطين الذين طلب منهم الجميّل تسليم السلاح منعاً للفتنة بين المسيحيين. لكن الفتنة وقعت تحت عنوان "اتفاق الطائف" وتحققت توقعات الجميّل ورزح لبنان 15 عاماً تحت نير الاحتلال السوري، وأصبح زعماء الموارنة اما منفيين او سجناء او شهداء كما في حالة رئيس الوطنيين الاحرار داني كميل شمعون وعائلته. لم ينصرف الى كتابة مذكراته بل الى نشاط محموم لتنظيم فروع الكتائب والانتشار اللبناني في العالم، ومحاولة تنظيم المعارضة اللبنانية التي كان يعمل لها دوري شمعون وجبران تويني وغيرهما. أما على المستوى الشخصي فقد عمل عقب انتهاء ولايته على مجالات التخصص الاكاديمي مع صروح عدة ابرزها جامعة هارفرد الشهيرة. وعندما عاد الى لبنان عام 2000 اخذت الامور تسير في منحى واحد هو ازاحة الاحتلال السوري عن لبنان، الامر الذي تحقق عام 2005.

شعارات الكتائب التاريخية

يردد الجميّل ان الكتائب هي 14 آذار واساسها وان الشعارات التي رفعها الكتائب في الحرية والسيادة والاستقلال و "لبنان اولاً" هي شعارات الكتائبيين منذ تأسيس الحزب، وأن ما حاول الجميّل تحقيقه خلال عهده من انسحاب الاحتلالات واحياء المؤسسات ووحدانية سلاح الجيش اللبناني كان سابقاً لأوانه بثلاثين عاماً. والامور لم تتغير كثيراً برأيه، فمن المفروض تسوية البعد الخارجي للازمة من خلال ديبلوماسية متحركة تعمل على معالجة القضايا المختلفة ومنها سلاح "حزب الله" والتدخل الايراني. وبرأيه ان الحياد يعطي دوراً حضارياً للبنان على مستوى المنطقة والعالم. وفي رؤية الجميّل ان "اعلان بعبدا" يؤكد صوابية نهجه وخصوصاً في الملف السوري "حيث كان يجب على الجميع عدم التدخل وتخريب بلادنا لأن تقرير مصير سوريا يتحمل مسؤوليته السوريون".

على جدول اعمال الرئيس المنتخب ايضاً اعادة تشكيل الادارة اللبنانية "لأنها الحجر الاساس في النمو والازدهار ورفاهية الشعب للخروج من منطق العداء بين الدولة والمواطنين، واللامركزية الادارية تدخل في هذا الاطار". لكن كل هذه الامور تبقى منوطة بالتطورات، فالجميّل يؤكد أنه لم يترشح حتى الساعة وهو ليس على عجلة من أمره والامور تحتاج الى الصبر والتروي والحكمة.

سيرة ذاتية

¶ ولد في بكفيا في 22 كانون الثاني 1942.

¶ درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ونال الاجازة عام 1965.

¶ انتسب الى حزب الكتائب اللبنانية عام 1960.

¶ انتخب نائباً عن المتن في الانتخاب الفرعي الذي جرى في كانون الاول 1970 ، وأعيد انتخابه في دورة 1972.

¶ اصبح عضواً في المكتب السياسي ورئيساً لإقليم المتن الكتائبي عام 1972.

¶ اسسس مجلة "لي ريفاي" الناطقة باللغة الفرنسية.

¶ انتسب عام 1989 الى مركز العلاقات الخارجية في جامعة هارفرد بصفة محاضر وباحث.

¶ انضم في 1998 الى الاكاديمية السياسية في جامعة ماريلاند كأستاذ محاضر.

¶ عاد الى لبنان عام 2000.

¶ دعي عام 2002 كاستاذ زائر الى جامعة باريس الرابعة – كلية جان موليه.

¶ تعرض لمحاولات اغتيال عدة ابرزها تلك التي وقعت في شباط 1975 ولاحقاً في حزيران 1979 واصيب بجروح طفيفة في وجهه. ونجا من محاولة اغتيال ثالثة عام 1984 احبطت قبل اقلاع الطائرة التي كانت ستنقله الى اليمن.

¶ يتقن العربية والفرنسية والانكليزية.

¶ متأهل من السيدة جويس تيان وله ثلاثة أبناء: بيار، نيكول وسامي النائب.

¶ له مؤلفات عدة، هي:

- الرهان الكبير.

- رؤية للمستقبل.

-Peace and Unity (Gerard’s Cross: Colin Smythe, 1986), reflections on the events in Lebanon entitled

- L’offense et le Pardon (Paris: Editions Gallimard,1988)

- Rebuilding Lebanon’s Future, published by Harvard University (C.F.I.A., 1992).

- Conférences Américaines (Jean Claude Lattés 1989)

- Democracy and Pluralism (2012)

- A Guiding Charter For Arab Democracy

(27 Janvier 2012)

محطات

¶ النائب أمين الجميّل ممسكاً بثياب رئيس الحكومة رشيد الصلح في المجلس النيابي، داعياً اياه الى العودة الى الهيئة العامة للإستماع الى رد الكتائب على ما اتهمها به بعد حادثة 13 نيسان 1975.

¶ انتخب امين الجميّل رئيساً للجمهورية في 21 ايلول 1982 بعد استشهاد شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميّل في 14 ايلول 1982. وجاء الانتخاب بما يشبه الاجماع بـ 77 صوتاً من أصل 80 نائباً.

¶ وجه في ايلول 1983 رسالة الى الرئيس السوري حافظ الاسد يطالبه فيها بسحب الجيش السوري من لبنان.

¶ ألغى الرئيس أمين الجميّل في 5 اذار 1984 قرار مجلس الوزراء القاضي بالموافقة على اتفاق 17 أيار 1983 بين ممثلي الحكومة اللبنانية وإسرائيل ومشاركة الولايات المتحدة بصفتها شاهداً، كما قرر إلغاء هذا الاتفاق غير المبرم واعتباره باطلاً وكأنه لم يكن وإلغاء كل ما يمكن أن يكون ترتب عليه من آثار.

¶ ألغى الرئيس امين الجميّل "اتفاق القاهرة" في حزيران 1987 بعد موافقة مجلس النواب على الالغاء. يذكر ان هذا الاتفاق كان يجيز للمنظمات الفلسطينية المسلحة الاحتفاظ بسلاحها في مناطق معينة من لبنان وكان يشكل انتقاصاً من السيادة اللبنانية ودور الجيش في حماية ارضه.

¶ عاد الجميّل الى لبنان عام 2000 بعد محاولات عدة، وكان في كل مرة يتبلغ بواسطة السفير اللبناني في باريس ان عودته لن تلقى الترحيب الذي تستحقه. لكن الجميّل عاد لتستقبله في بكفيا حشود ملأت ساحاتها وشوارعها وليبدأ العمل مع قوى المعارضة اللبنانية في إطار "لقاء قرنة شهوان" ولاحقاً في "لقاء البريستول" ثم تحالف "14 اذار السيادي".

¶ عمل امين الجميّل على اعادة حزب الكتائب الذي أسسه والده الى "خطه التاريخي" وأنشأ "الحركة الاصلاحية الكتائبية". وبعد الانسحاب السوري من لبنان جرت مفاوضات أدت الى عقد "مؤتمر المصالحة والتجدد" في 12 و 13 تشرين الثاني 2005 وتشكيل قيادة مشتركة وانتخاب الجميّل رئيساً اعلى للحزب.

¶ اغتيل نجله البكر الوزير والنائب بيار الجميّل في 21 تشرين الثاني 2006 في جريمة في وضح النهار وسط منطقة المتن، ما وجه ضربة كبيرة الى طموحات الكتائب وجماهيرها التي كان الوزير الشهيد يمثل لها وجهاً جديداً وقوة استقطاب كبيرة.

 

طهران والإغراء بانتزاع السلطة في لبنان

أمير طاهري/الشرق الأوسط

حتى وقت قريب كان التوافق بين المحللين في السياسة الإقليمية يتمثل في أن القوى المتورطة في السياسة المعقدة لدولة لبنان ليس لديها أي مصلحة في دفع هذا البلد نحو مواجهة أزمة كبيرة.

وهناك ثلاثة أسباب لتدعيم هذا الأمر.

فأولا: لم تحصل الجماعات المتنافسة في لبنان على الاستفادة المبدئية اللازمة للسعي للحصول على السلطة الكاملة. وثانيا: أن هذه الأطراف الإقليمية والعالمية المتنافسة كانت مشغولة جدا بدول أخرى، بما في ذلك العراق ومصر، بسبب الرغبة في فتح مدخل جديد للأزمة في لبنان. وكان السبب الثالث والأخير يتمثل في أن الحرب في سوريا كانت تعني أن الطرفين – المحور الروسي/ الإيراني والكتلة العربية المدعومة من الغرب – كانا مضطرين إلى ترتيب أولوياتهما من خلال التركيز على صراع السيطرة على الحكم الذي تدور رحاه في دمشق.

ورغم ذلك، فربما تكون هذه الأسباب الثلاثة المذكورة أعلاه ليست مقنعة في الوقت الراهن.

ولنبدأ بالحديث عن أن الكتلة التي تدعمها إيران تشعر بشكل واضح أن لديها أفضلية في الوقت الحالي. ونجحت الجمهورية الإسلامية في جذب الولايات المتحدة إلى مفاوضات لا نهاية لها بشأن القضية النووية، ومن ثم التخلص من احتمالية شن أي عمل عسكري ضدها سواء من قبل إسرائيل أو أميركا. ويدرك قادة طهران أنه بمجرد انتهاء فترة ولاية الرئيس باراك أوباما، فربما تتغير السياسة الأميركية بشكل جوهري. وبناء على ذلك، يشعر هؤلاء القادة بأن أمامهم فترة لا تتعدى عامين لاستغلال حالة الارتباك والضعف الأميركي وتعزيز مكاسبهم الإقليمية. وقد يكون هذا الافتراض مغريا للملالي لإعادة استخدام مخالبهم في لبنان في محاولة للسيطرة الكاملة على البلد.

وطبقا لذلك، فإن الوضع في كل من مصر والعراق – رغم عدم التأكد الكامل من هذا الأمر – وصل إلى حالة مستقرة. وحتى لو ثبت أن ذلك الأمر مجرد حيلة مؤقتة، فإن التخلص من جماعة الإخوان المسلمين من على الساحة المصرية يسمح للكتلة العربية – التي ينتابها القلق بشأن الطموحات الإيرانية – بتحويل اهتمامها إلى بلاد الشام. وفي العراق، نجد أن نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، ليس مقبولا - رغم ذلك - من قبل الملالي، كما أنه يدرك عدم وجود أي خيار لديه سوى التريث والمماطلة مع طهران حتى لو كان هذا الأمر يعني معاداة الكتلة العربية.

ويرجع السبب الثالث وراء احتمالية تغيير الأمور - طالما أن لبنان هو المعني بهذا الشأن – إلى مسار الحرب الدائرة في سوريا. ويعد المحور الروسي - الإيراني، الذي يعمل على بقاء النظام السوري الحالي في الحكم، مقتنعا الآن بإمكانية تحقيق انتصار عسكري نوعا ما. وتتمثل الاستراتيجية الحالية في التركيز على وجود «دولة سوريا التي تحقق الاستفادة لإيران»، أو ما يمكن أن نقول عنه دمشق والظهير الجنوبي التابع لها، مع وجود اتصال مع لبنان، بالإضافة إلى منطقة الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط. ويعد هذا الأمر مشابها للاستراتيجية التي تبنتها فرنسا أثناء احتلالها لسوريا حينما واجهت سلسلة من الثورات المعادية للاستعمار. ومع بقاء السيطرة على «دولة سوريا التي تحقق الاستفادة لإيران»، يمكن للمحور الروسي - الإيراني تحقيق مكاسب أخرى، وبناء على ذلك، فما الذي يحول دون تحقيق هذه المكاسب في لبنان؟

وعلى الجانب الآخر من المشهد، نجد أن رغبة الكتلة العربية في تنحي بشار الأسد ربما تكون تعجلا في الوصول إلى النتائج بأن سحق حلفاء حزب الله المستبد في لبنان يعد خطوة مهمة نحو تحرير سوريا.

وهناك دلائل في كل مكان بأن طهران لا تخجل من استغلال ثقلها للتأثير على لبنان وما حوله. وظهر هناك رفض واضح من جانب المرشد الأعلى علي خامنئي فيما يتعلق بمحاولات أوباما لاستدراج إيران للدخول في مباحثات بشأن سوريا، كما طلب المرشد من الرئيس حسن روحاني أن يجعل المباحثات مع مجموعة «5+1» مقتصرة على القضية النووية فقط.

ومن جانبه، تحدث اللواء حسن فيروزآبادي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عن سوريا ولبنان مرارا وتكرارا، قائلا: «إننا نحتاج إلى هذه الأماكن لكي يتسنى لنا محاربة أعدائنا البعيدين عن حدودنا». وجاءت تصريحات فيروزآبادي خلال أحد اجتماعات الجيش التي انعقدت في طهران في فبراير (شباط) الماضي.

وعلاوة على ذلك، نجد أن آية الله محمود نبويان، عضو لجنة الأمن بالمجلس الإسلامي (البرلمان الإيراني البديل)، ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك.

وقال نبويان في مؤتمر الجهاد – الذي انعقد بطهران في فبراير الماضي - «يقول البعض إنهم يقدمون تضحيات من أجل سوريا، بيد أن الحقيقة أن سوريا هي التي تقدم تضحيات من أجلنا».

ويضيف نبويان: «مع الادعاء بأن إيران كانت على وشك تحقيق (انتصار كبير) في سوريا، فقد قمنا بجلب 150 ألف سوري إلى إيران وقدمنا لهم التدريب العسكري. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلنا 50 ألف مقاتل من جناحنا العسكري اللبناني (حزب الله) للقتال بجانب هؤلاء المقاتلين. وقمنا أيضا بتزويد حزب الله بعدد 80 ألف صاروخ لضرب إسرائيل وضمان هزيمة أميركا».

ووفقا لما ذكره اللواء إسماعيل قاءاني، نائب القائد العام لفيلق القدس، يعد «الانتصار» المتوقع في سوريا مجرد تمهيد «للانتصار العظيم (الفتح المبين)» الذي ينتظر الجمهورية الإسلامية.

وكان قاءاني قد قال الشهر الماضي «لا يمكننا أن نتوقف عند سوريا، فهدفنا يتمثل دائما في قيادة العالم الإسلامي بأسره».

وأضاف قاءاني «من الواضح عدم وجود قوى أخرى لديها القدرات اللازمة للاضطلاع بمهام القيادة في العالم الإسلامي».

ويرجع السبب – جزئيا - وراء غطرسة طهران إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة قد نأت بنفسها عن المعادلة الإقليمية – إن لم تكن الدولية.

ويقول محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري: «يعرف الأميركيون أنه بإمكاننا مهاجمتهم بقوة في كل مكان، بما في ذلك ضربهم داخل أراضيهم».

ورغم ذلك، قام بعض الملالي البارزين بغرس نبرة طائفية واضحة في التعبير عن غطرسة طهران. فعلى سبيل المثال، يزعم آية الله محمد تقي مصباح اليزدي، الأب الروحي للفصيل المتشدد في طهران، أنه يجب على إيران السيطرة على سوريا لكي «تتخلص من الضرر الذي أصاب الإسلام من قبل الأمويين».

وأضاف مصباح اليزدي «أيا كان ما ننفقه في هذه البلدان، فلا يجب اعتباره على أنه ميزانية عسكرية عادية مثلما هو الحال بالنسبة لنفقات الجيش الأميركي والروسي، حيث تأتي نفقاتنا في إطار الدفاع عن الدين الحق».

ووفقا للوضع السائد في الوقت الراهن، يبدو لبنان معرضا للخطر، كما أن جيشه ليس في موقف يضمن له إنفاذ القانون وتحقيق النظام عبر البلاد. وبفضل الاستثمارات الإيرانية، فغالبا ما يكون لدى حزب الله – جناحها اللبناني - أحدث الأسلحة وبكميات كبيرة تفوق ما يمتلكه الجيش اللبناني.

ومع هذا، يتمثل الأمر الأسوأ من ذلك فيما يبدو في أن قادة حزب الله ليس لديهم إرادة مستقلة مع خضوعهم لسيطرة صارمة من قبل طهران. ولم يعد المتحدث باسم الحزب يمارس نشاطه، حيث يجري إرساء الاستراتيجية في طهران مع تنفيذها من قبل الأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي تتعامل معه وسائل الإعلام الإيرانية على أنه موظف لدى الجمهورية الإسلامية. ومن خلال تغطية الزيارة الأخيرة لحسن نصر الله إلى طهران، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن شخصية سياسية لبنانية مهمة حضرت اجتماعا مع المرشد الأعلى من أجل «تقديم تقرير عن الوضع في لبنان وتلقي التعليمات اللازمة حيال ذلك».

ربما يؤدي انتزاع السلطة في لبنان إلى تمكين خامنئي من صرف الانتباه عن التنازلات التي يضطر إلى تقديمها فيما يخص القضية النووية من أجل الحيلولة دون حدوث ضعف اقتصادي في إيران. وفي حال حدوث ذلك، فمن الممكن أن يكون هذا الأمر سيئا لدولة لبنان.