المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 31 آذار/2014

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس مرقس05/من 01حتى20/ طرد الأرواح النجسة

*الزوادة الإيمانية/تأملات إيمانية في الأحد الخامس من الصوم الكبير، أحد شفاء المخلع

*النص/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين/الياس بجاني/30 آذار14

*بالصوت/شرح لخلفية وعبر ومعاني عجيبة شفاء المخلع/الياس بجاني/30 آذار/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 30 آذار/14

*نشرة أخبارنا بالإنكليزية

*جنبلاط من عين التينة: اتفقنا ان نحضر غدا جلسة الحوار ولم نبحث موضوع الانتخابات الرئاسية

*بصبوص ترأس اجتماعا أمنيا في طرابلس: تم رفع نسبة الجهوزية في الشمال تنفيذا للخطة المرسومة

*رفعت عيد قطع اجتماعه مع قادة محاور جبل محسن.. تلقى اتصالاً وغادر في سيارة مرجعية شمالية

*لواء أحرار السنة: عبد القادر طعان هو منفذ تفجير عرسال

*حزب الله أبلغ رسميا عدم مشاركته في جلسة الحوار غدا

*أرسلان يعلن عزوفه عن حضور الحوار: مضمون الدعوة لا ينسجم مع أولويات الوضع

*حردان اعتذر عن عدم المشاركة بجلسة الحوار غدا: نرى ضرورة تأجيلها وإعطاء الأولية لموضوع الإرهاب

*جنبلاط من عين التينة: اتفقنا ان نحضر غدا جلسة الحوار ولم نبحث موضوع الانتخابات الرئاسية

*النائب فادي كرم: القوات لن نشارك في الحوار لأن شروطه غير موجودة وهو مضيعة للوقت

*حزب الله ينعي 5 عناصر بينهم قيادي

*مانشيت جريدة الجمهورية: أسبوع حوار تسودُهُ مقاطعات... وتشريع وإضرابات وإعتصامات

*رعد: لا نرتبط بإيران ارتباطا تبعيا مصلحيا بل دينيا وثقافيا

*قاووق: ليكن الإعتدال مسارا لا شعارا ولا كلاما معسولا

*صفي الدين: ما نقوم به في سوريا وما يقوم به الجيش في لبنان يكمل بعضه بعضا لابعادنا عن الخطر

*نواف الموسوي: سنواصل العمل لتحصين لبنان من التطورات السورية

*هذه كلفة مشاركة حزب الله في سوريا!

*النائب فؤاد السعد ردا على نصرالله:الدولة هي الذهب ويبقى الخشب خشبا حتى وإن صنعت منه توابيت الغزاة الإسرائيليين

*النائب نضال طعمة ردا على نصرالله: نرى ضرورة عودة المقاومة إلى العباءة اللبنانية       وإلى كنف الدولة

*جعجع: لا لزوم للمشاركة في الحوار طالما ان حزب الله لن يشارك وإعلان ترشيحي للرئاسة قد يتم الأسبوع المقبل على ضوء قرار الهيئات الحزبية

*جعجع مرشّح جدّي وبرّي وجنبلاط يفضّلان "الفراغ" على عون!

*في حساب عون أن القمصان السود سيقلبون معادلة الرئاسة ويجبرون وليد جنبلاط على الاقتراع لصالح!

*مروان حمادة لـ”السياسة: “14 آذار” ستجمع على مرشح واحد

*"صف سيارتك وطلاع على الصف" سببت له بضربة "ساطور" من أحد طلاب "حزب الله" في "هوفلان"!

*لبنان: الإرهاب يدفع إلى التمسك بالخطة الأمنية

*الجوزو: الذهب يصبح رخيصا عندما يوضع في غير محله

*النائب زياد القادري: قتال حزب الله في سوريا لا يجني علينا إلا موجة إرهاب ملعونة

*جبران باسيل: لبنان أمام خطري الإرهاب وتوطين السوريين ومسؤوليتنا الوقوف مع الجيش

*سليمان في مهرجان الابجدية الشعري: نأسف لقرار بعض اركان هيئة الحوار بعدم الحضور ونأمل ان ينضموا لاحقا لمركب الوحدة الوطنية

*الراعي دان استهداف الجيش وناشد الحكومة إحكام الخطة الامنية

*الحناوي مثل سليمان في بايكاتون طرابلس: أدعو الشباب للانخراط في مؤسسات الدولة ونبذ أي توجه مخالف لطبيعة لبنان

*الثوار يقتلون اقدم وأشهر الشبيحة في حلب شتهر باجرامه ضد الحراك السلمي في بدايات الثورة السورية…

سقف الصرحَيْن/الياس الزغبي

*عن ٣ من المرشحين لرئاسة جمهوريتنا/فارس خشّان/يقال نت

*ما تيجي هنا/عمـاد مـوسـى

*حزب الله يعزل رئاسة الجمهورية/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*أسرار خطِرة في قمّة أوباما – عبدالله/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*الخطة الأمنية في طرابلس أقصَت عيد وقطَعت أخبار» المسلّحين

*اجراءات مستحدثة على الحواجز العسكرية الجيش مع الفاعليات لمواجهة الإرهاب

*مروحة احتمالات لا تسقط تأخير الانتخابات مرشح "حزب الله" على خط المعادلة الاقليمية/روزانا بومنصف/النهار

*رئاسيات 2014 - بطرس حرب أو السياسي "المشاكس" الذي يقدّس الاستقلالية المشرّع الاول "يحلم" بحركة جديدة واعادة بناء الجمهورية

*حزب الله عندما يحاور نفسه/وسام سعادة/المستقبل

*خطابات نصر الله: أنا الدولة في لبنان/فادي شامية/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس مرقس05/من 01حتى20/ طرد الأرواح النجسة

"وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة، إِلى بَلَدِ الجِراسِيِّين. ومَا إِنْ نَزَلَ يَسُوعُ مِنَ السَّفينَةِ حَتَّى لاقَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِ القُبُورِ فِيهِ رُوحٌ نَجِس. كانَ يَسْكُنُ في القُبُور، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يُكَبِّلَهُ حَتَّى بِسِلْسِلَة.

وكَثيرًا ما كَبَّلُوهُ بِقُيُودٍ وسَلاسِل، فكَانَ يَقْطَعُ السَّلاسِل، ويَكْسِرُ القُيُود، ومَا كانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَضْبِطَهُ. وكانَ عَلَى الدَّوَام، لَيْلاً ونَهَارًا، في القُبُورِ وفي الجِبَال، يَصْرُخُ ويُهَشِّمُ جَسَدَهُ بِٱلحِجَارَة. ورَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ وسَجَدَ لَهُ. وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وقَال: «مَا لي ولَكَ يا يَسُوعُ ٱبْنَ اللهِ العَلِيّ؟ أَسْتَحْلِفُكَ بِٱلله! لا تُعَذِّبْني!»؛ لأَنَّ يَسُوعَ كانَ يَقُولُ لَهُ: «أُخْرُجْ مِنَ الرَّجُل، أَيُّهَا الرُّوحُ النَّجِس!». وسأَلَهُ: «مَا ٱسْمُكَ؟». فقَالَ لَهُ: «إِسْمي فِرْقَة، لأَنَّنَا كَثِيرُون!». وكانَ يَتَوَسَّلُ إِلَيْهِ كَثِيرًا أَنْ لا يَطْرُدَهُم مِنْ ذلِكَ البَلَد. وكانَ هُنَاكَ قَطِيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنَازيرِ يَرْعَى قُرْبَ الجَبَل. فتَوَسَّلَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ إِلى يَسُوعَ قَائِلَة: «أَرْسِلْنَا إِلى الخَنَازِيرِ فَنَدْخُلَ فِيها!». وأَذِنَ لَهَا فَخَرَجَتْ، ودَخَلَتْ في الخَنَازِير، فَإِذَا بِٱلقَطِيعِ - وعَدَدُهُ نَحْوُ أَلْفَيْن - قَدْ وَثَبَ مِنْ عَلَى المُنْحَدَرِ الوَعْر، وغَرِقَ في البُحَيْرَة. وهَرَبَ رُعَاةُ الخَنَازِير، وأَذاعُوا الخَبَرَ في المَدِينَةِ والقُرَى، فذَهَبَ النَّاسُ لِيَرَوا ما جَرَى. فلَمَّا وصَلُوا إِلى يَسُوعَ شَاهَدُوا المَمْسُوس، الَّذي كانَ فِيهِ فِرْقَةُ شيَاطِين، جَالِسًا، لابِسًا، سَلِيمَ العَقْل، فخَافُوا. والَّذين رَأَوا أَخْبَرُوهُم بِمَا جَرَى لِلْمَمْسُوسِ وَلِلْخَنَازِير، فبَدَأُوا يَتَوَسَّلُونَ إِلى يَسُوعَ أَنْ يَرْحَلَ عَنْ دِيَارِهِم. وفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ إِلى السَّفينَة، تَوَسَّلَ إِلَيْهِ ذَاكَ الَّذي كانَ مَمْسُوسًا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ. فلَمْ يَسْمَحْ لَهُ يَسُوع، بَلْ قَالَ لَهُ: «إِذْهَبْ إِلى بَيْتِكَ، إِلى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُم بِكُلِّ ما صَنَعَ الرَّبُّ إِلَيْك، وَبِرَحْمَتِهِ لَكَ». فذَهَبَ وبَدَأَ يُنَادي في المُدُنِ العَشْرِ بِكُلِّ مَا صَنَعَ إِلَيْهِ يَسُوع، وكانَ الجَمْيعُ يَتَعَجَّبُون."

 

الزوادة الإيمانية/تأملات إيمانية في الأحد الخامس من الصوم الكبير، أحد شفاء المخلع
النص/شفاء المخلع وواجب الصلاة من أجل الآخرين/الياس بجاني/30 آذار14
بالصوت/شرح لخلفية وعبر ومعاني عجيبة شفاء المخلع/الياس بجاني/30 آذار/14
نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 30 آذار/14

نشرة أخبارنا بالإنكليزية

 

جنبلاط من عين التينة: اتفقنا ان نحضر غدا جلسة الحوار ولم نبحث موضوع الانتخابات الرئاسية

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، عند الساعة السادسة الا ربعا من مساء اليوم في عين التينة، رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور، في حضور وزير المال علي حسن خليل، ودار الحديث حول التطورات الراهنة. وبعد اللقاء الذي استمر حوالي الساعة، قال جنبلاط: "كان هناك جلسة أفق واسعة حول الاحداث العربية والاقليمية، واتفقنا طبعا كالعادة ان نحضر غدا جلسة الحوار للاستمرار في المناقشات التي بدأناها، دون حصر النقاش بموضوع معين، فالأمور مفتوحة خصوصا ان الارهاب كما نرى يضرب من كل حدب وصوب". أضاف "رحمة الله على شهداء الجيش، وقوى الأمن الداخلي في عرسال وطرابلس، على ان تنفذ الخطة الأمنية لاستئصال الارهاب الذي يهدد الجميع، ولا يميز بين احد وآخر".

سئل: هل بحثتم موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية؟ أجاب: "لا".

 

بصبوص ترأس اجتماعا أمنيا في طرابلس: تم رفع نسبة الجهوزية في الشمال تنفيذا للخطة المرسومة

وطنية - زار المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالإنابة اللواء إبراهيم بصبوص قبل ظهر اليوم، قيادة منطقة الشمال الإقليمية يرافقه رئيس هيئة الأركان العميد فواز متري، وعقد إجتماعا في مكتب قائدها العميد محمود العنان في سرايا طرابلس بحضور قادة سرايا: طرابلس العميد بسام الأيوبي، اميون العميد فؤاد خوري، زغرتا العقيد مروان سليلاتي، حلبا المقدم ماجد الأيوبي وعدد من ضباط سرية طرابلس، حيث جرى البحث حول الخطة الأمنية لمدينة طرابلس التي قررها المجلس الأعلى للدفاع ووافق عليها مجلس الوزراء والتي تنفذ تباعا. وخلال اللقاء اعطى اللواء بصبوص توجيهاته بشأن الإجراءات المنوي اتخاذها، مشددا على اهمية التنسيق والتعاون بين قوى الأمن والجيش اللبناني وباقي الأجهزة الأمنية بغية ضبط الأمن والتشدد في حفظ النظام وضرورة المتابعة والمثابرة والتعامل بحزم مع المخلين وبذل المزيد من الجهود وتقديم التضحيات لتحقيق إنجازات جديدة في سبيل سلامة المواطنين وحماية لبنان، مشيرا الى انه "تم رفع الجهوزية في منطقة الشمال الإقليمية وتعزيز القوى الموجودة بقوى اضافية تنفيذا للخطة المرسومة". وكان بصبوص قدم التعازي في بلدة كفرد لاقوس ـ زغرتا الى ذوي وعائلة المؤهل الشهيد بطرس البايع، مؤكدا أن "قوى الامن الداخلي تفتخر وتعتز بشهدائها وعناصرها الذين لم يبخلوا يوما في تقديم دمائهم من أجل المحافظة على أمن وإستقرار لبنان ودرء الأخطار التي تهدد سلامة بنيه وممتلكاتهم وأرواحهم".

 

رفعت عيد قطع اجتماعه مع قادة محاور جبل محسن.. تلقى اتصالاً وغادر في سيارة مرجعية شمالية

موقع القوات اللبنانية/افادت معلومات خاصة بموقع “القوات اللبنانية” ان الامين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت علي عيد اجتمع فجر الاحد (الساعة الثانية صباحا) مع قادة المحاور في جبل محسن بحضور عضو المكتب السياسي في “الحزب العربي الديمقراطي” علي فضة. صوصاً لناحية البدء بتنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس وامكان تنفيذ توقيفات في هذا السياق. وخلال الاجتماع تلقى عيد اتصالاً واعتذر من الحاضرين ليخرج بعدها من المنزل حيث كانت تنتظره سيارة مصفحة و”مفيّمة” عرفها الحاضرون فوراً كونها تعود لاحدى المرجعيات في الشمال. صعد عيد في السيارة وغادر المنطقة…  من ناحية اخرى، علم موقع “القوات اللبنانية” أسماء المطلوبين للأجهزة الأمنية من جبل محسن الى جانب رفعت علي عيد الامين العام للحزب العربي الديمقراطي. والمطلوبون هم: ع. ابو زيد – م. حاربيك – ع. معروف – ي. زيتون – و. الجفكي – ر. الضبع – م. السقا – ع. هاشم – ا. الدبل – ا. يوسف – ف. الزير – م. ابو غزالة – م. حبابة – ط. س. – م. عابد – ع. ابو كمال – ر. الجسري – ع. حبيب – م. الرفراف – س. الحسن – ا. خانات – م. سليمان – أ. محمد – أ. شدود – م. شدود – ع. يونس – أ. يونس. وكان الامن العام اوقف عند نقطة العبودية في عكار قائد محور المشارف في جبل محسن المدعو سليمان علي سعيد المعروف بالأباتشي والمطلوب بمذكرات بحث وتحر. اقرأ ايضا: هل غادر علي ورفعت عيد لبنان قبيل الخطة الأمنية في طرابلس؟

 

لواء أحرار السنة: عبد القادر طعان هو منفذ تفجير عرسال

وطنية - أعلن "لواء أحرار السنة - بعلبك - فوج مهاجرين لله عشقا"، عبر "تويتر"، اسم الانتحاري الذي هاجم بسيارة مفخخة حاجز الجيش في جرود عرسال مساء امس، وهو عبد القادر طعان. كما وزع صورته، من دون ذكر أي تفاصيل إضافية وخصوصا جنسيته وعمره.

 

حزب الله أبلغ رسميا عدم مشاركته في جلسة الحوار غدا

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام، ان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، أبلغ دوائر القصر الجمهوري، قرار عدم مشاركة "حزب الله" في جلسة الحوار غدا.

 

أرسلان يعلن عزوفه عن حضور الحوار: مضمون الدعوة لا ينسجم مع أولويات الوضع

وطنية - عقد لقاء في دارة رئيس كتلة "وحدة الجبل" النائب طلال ارسلان للتشاور في موضوع حضور طاولة الحوار التي ستعقد غدا الاثنين في قصر بعبدا. حضر اللقاء عضو الكتلة النائب بلال فرحات، الوزير السابق مروان خيرالدين، النائب السابق مروان ابو فاضل، رئيس المجلس السياسي في الحزب الديموقراطي اللبناني نسيب الجوهري، أمين عام الحزب وليد بركات ومستشار أرسلان سليم حمادة. بعد الإجتماع صدر بيان أوضح أن "مضمون الدعوة الموجهة لحضور طاولة الحوار لا ينسجم مع أولويات الوضع القائم في لبنان لناحية طرح الإستراتيجية الدفاعية، التي تحتاج الى وقت مستفيض لبحثها نظرا إلى أن مفهوم الإستراتيجية الدفاعية لا يقتصر على تسويق فكرة نزع السلاح إنما هي تتفرع بمفهومنا الى حالة شاملة تضم عددا من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتربوية والثقافية والإدارية، وليست حدودها ولا سقفها موضوع السلاح. كما ان الأولوية من وجهة نظرنا، هي للبحث في إعادة إنتاج نظام سياسي جديد يؤدي إلى استراتيجية وطنية دفاعية شاملة تحمي لبنان وتحقق سيادته على كامل اراضيه في مواجهة أي عدوان محتمل عليه من اسرائيل". وقال: "هي رؤية استراتيجية عملية وواقعية عامة تأخذ في الاعتبار بناء مؤسسات الدولة السياسية والإدارية والامنية لمواجهة اي تحديات قد يتعرض لها لبنان، وإن كنا ارتضينا في جلسات الحوار السابقة ان نتطرق الى الاستراتيجية الدفاعية بعنوانها العريض فاننا لن نرتضي او نوافق على ربطها بموضوع السلاح حصرا". أضاف: "كنا من الاوائل الذين طرحوا وحثوا على عقد طاولة الحوار في الفترة التي عانى منها لبنان من فراغ حكومي وتعطيل كافة مؤسسات الدولة، ولكن للأسف لم يتم التجاوب مع ذلك، وإذا بنا نفاجأ بعد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة ودخول الإستحقاق الرئاسي في مرحلة انتخاب رئيس جديد، ان توجه الدعوة علما ان أي طاولة حوار تميزها ديمومتها ومتابعة اعمالها وهذا لا يمكن ان يحصل الا بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بحسب الأصول الدستورية، بالإضافة الى ان رئيس الجمهورية فقد دوره كحكم وتحول الى طرف في مقاربة الازمات الراهنة وحلولها. وهنا ننوه بالجهد الحثيث الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري لناحية تأمين المناخ المناسب لإنجاز الإستحقاق الرئاسي". وتابع: "من الاولويات ايضا التي تفرضها المرحلة الحساسة الراهنة، هي مواجهة الإرهاب الذي يضرب معظم المناطق وتوفير الدعم الكلي لتنفيذ الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة لناحية توفير الدعم السياسي للجيش وسائر القوى الامنية لحفظ الامن والاستقرار في البلاد". وختم: "بناء على ما تقدم، نعلن عزوفنا عن طاولة الحوار التي ستنعقد غدا في قصر بعبدا".

 

حردان اعتذر عن عدم المشاركة بجلسة الحوار غدا: نرى ضرورة تأجيلها وإعطاء الأولية لموضوع الإرهاب

وطنية - أعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، اعتذاره عن عدم المشاركة في جلسة الحوار المقررة غدا، وإذ أعرب عن تقديره للدعوة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لإلتئام هيئة الحوار الوطني، رأى "ضرورة وطنية"، ان يبادر سليمان إلى "تأجيل موعد جلسة الحوار، وإجراء المشاورات اللازمة لإنضاج صيغة تضمن مشاركة جميع أعضاء هيئة الحوار، على أن يكون موضوع الارهاب أولوية لأن خطره يتهدد لبنان واللبنانيين جميعا". وجاء في بيان أصدره حردان: "نعرب عن تقديرنا للدعوة التي وجهها فخامة رئيس الجمهورية إلى التئام هيئة الحوار الوطني، خصوصا أن مبدأ الحوار هو قناعة راسخة لدى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكل مواقفنا في الحزب تؤكد على أهمية الحوار وضروراته الوطنية، في حين كان البعض يفخخ الحوار بالشروط إلى حد رفض المشاركة وتعطيله لفترة طويلة من الزمن. يؤكد الحزب موقفه الداعم لقيام الدولة القوية بمؤسساتها، والقادرة على تحرير الأرض والدفاع عن لبنان، والتي تشكل ضمانة للبنانيين بكل احزابهم وشرائحهم وأطيافهم. ويرى أن أحد أهم مرتكزات الدولة القوية، هي بتقوية الجيش اللبناني وتسليحه وتمكينه من تأدية دوره من دون أية شروط أو املاءات. ومعروفة القوى التي لا ترغب بتسليحه، لأنها لا تريد جيشا قادرا على مواجهة العدو الصهيوني. ولذلك نؤكد أن المقاومة بكل أطيافها، التي حررت الأرض وقدمت التضحيات من أجل لبنان وسيادته، تدعو إلى قيام الدولة القوية المطمئنة والمواجهة للعدو الصهيوني. كما نؤكد على التمسك الحاسم بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لأنها المعادلة التي تؤسس لقيام الدولة القوية القادرة. يؤكد الحزب أن الارهاب يمثل خطرا وجوديا على الدولة والجيش والوحدة الوطنية. وهذا يحتم أن تكون مواجهة الارهاب أولوية وطنية تتقدم على كل الأولويات، وأن تكون الدعوة الى الحوار لمناقشة الارهاب وأخطاره، خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة، حيث يتعرض الجيش اللبناني لأعمال ارهابية جبانة، تقتل ضباطه وجنوده بغية تقويض دوره وثنيه عن تحمل مسؤولياته الوطنية. بناء على ما تقدم، يرى الحزب القومي ضرورة وطنية بأن يبادر فخامة رئيس الجمهورية إلى تأجيل موعد جلسة الحوار، وإجراء المشاورات اللازمة لإنضاج صيغة تضمن مشاركة جميع أعضاء هيئة الحوار، على أن يكون موضوع الارهاب أولوية لأن خطره يتهدد لبنان واللبنانيين جميعا. وعليه، أعلن اعتذاري عن عدم المشاركة في جلسة الحوار المقررة غدا".

 

جنبلاط من عين التينة: اتفقنا ان نحضر غدا جلسة الحوار ولم نبحث موضوع الانتخابات الرئاسية

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، عند الساعة السادسة الا ربعا من مساء اليوم في عين التينة، رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور، في حضور وزير المال علي حسن خليل، ودار الحديث حول التطورات الراهنة. وبعد اللقاء الذي استمر حوالي الساعة، قال جنبلاط: "كان هناك جلسة أفق واسعة حول الاحداث العربية والاقليمية، واتفقنا طبعا كالعادة ان نحضر غدا جلسة الحوار للاستمرار في المناقشات التي بدأناها، دون حصر النقاش بموضوع معين، فالأمور مفتوحة خصوصا ان الارهاب كما نرى يضرب من كل حدب وصوب". أضاف "رحمة الله على شهداء الجيش، وقوى الأمن الداخلي في عرسال وطرابلس، على ان تنفذ الخطة الأمنية لاستئصال الارهاب الذي يهدد الجميع، ولا يميز بين احد وآخر".

سئل: هل بحثتم موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية؟ أجاب: "لا".

 

النائب فادي كرم: القوات لن نشارك في الحوار لأن شروطه غير موجودة وهو مضيعة للوقت

موقع القوات/أعلن عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم أن “موقف القوات ثابت من الحوار وعدم المشاركة فيه”،  موضحاً أن “شروط الحوار غير موجودة وهو مضيعة للوقت تُظهر الأفرقاء اللبنانيين يتحاورون ويتحادثون لتهدئة الأجواء”. وأضاف كرم في حديث عبر “صوت لبنان” – (الضبيه) أن “الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله ألمح إلى أن شروط أي حوار غير موجودة وبالتالي يدعو اللبنانيين لتأييد إستراتيجيته”، مشيراً إلى أن “الحوارات تريح الحزب وتعطيه الفرص لمواصلة مشروعه خارج إطار الدولة”. وثمّن كرم كل محاولات الرئيس ميشال سليمان لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، وقال إن أسبابنا لرفض الحوار تختلف عن أسباب  “حزب الله”. واعتبر أن “الفصل بين ما يجري في سوريا وما يجري في لبنان يكون عبر الإنسحاب من سوريا والإلتزام بإعلان بعبدا”. ورأى كرم أن “الأفرقاء المعنيين يجب أن يقتنعوا بوصول الشخصية الأكثر تمثيلاً على الساحة اللبنانية إلى سدة رئاسة الجمهورية، من خلال عملية ديمقراطية شفافة”

 

حزب الله ينعي 5 عناصر بينهم قيادي

يقال نت/الأحد, 30 آذار/مارس 2014 14:48 شيع حزب الله يوم أمس السبت القائد حسين علي مكي "ابو علي عزيز " من بلدة الغازية والذي قضى أثناء قيامه بالواجب الجهادي المقدس على ما جاء في بيان النعي وكان الحزب قد نعى مكي منذ يومين

ونعى الحزب كل من :

حيدر محمد سبيتي من بلدة قعقعية الجس

أيمن مسلماني من بلدة الشعيتية

علي مصطفى القدور

ربيع زهير جمعة من بلدة علي النهري في البقاع الاوسط

 

مانشيت جريدة الجمهورية: أسبوع حوار تسودُهُ مقاطعات... وتشريع وإضرابات وإعتصامات

جريدة الجمهورية

يشهد هذا الأسبوع محطتين سياسيتين، تتمثّلان بجلستَي الحوار الوطني قبل ظهر اليوم، ومجلس الوزراء عصراً. إضافةً إلى محطتين: نيابية تتمثّل بانطلاق جلسة مجلس النوّاب التشريعية لثلاثة أيام بدءاً من الغد، ومطلبية تتمثّل بالإضراب الشامل بعد غدٍ الأربعاء، بدعوةٍ من «هيئة التنسيق النقابية»، إستنكاراً لعدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب. على رغم إنجاز الاستعدادات اللوجستية لعقد جلسة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، اتّسعت دائرة المقاطعين للجلسة مع انضمام كلّ من رئيس كتلة «وحدة الجبل» النائب طلال أرسلان ورئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي النائب أسعد حردان ورئيس حزب «القوات اللبنانية»سمير جعجع، إلى نادي المقاطعين، بعد رئيس «كتلة لبنان الحر الموحّد» النائب سليمان فرنجية. أمّا بالنسبة الى «حزب الله» فقد أبلغَ رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الى الدوائر المختصة في القصر الجمهوري قرارَ الحزب بعدم المشاركة في جلسة الحوار، وذلك في ضوء ردّ الأمين العام السيّد حسن نصرالله أمس الأوّل على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، من دون ان يسمّيه، في مسألة «المعادلة الثلاثية»، بتأكيده «أنّ الذهب يبقى ذهباً»، وأنّ الخشب قد صنَعت المقاومة منه توابيت للعدوّ الذي دخل إلى لبنان عمودياً وعاد منه أفقياً، وكذلك ربط الحوار والبحث في الاستراتيجية الدفاعية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

جنبلاط يشارك

في هذا الوقت، أعلن رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أنّه اتّفق ورئيس المجلس النيابي نبيه بري على حضور جلسة الحوار اليوم. وقال بعد زيارته عصر أمس عين التينة، يرافقه وزير الصحة وائل ابو فاعور، في حضور وزير المال علي حسن خليل: «إتّفقنا على أن نحضر الاثنين (اليوم) جلسة الحوار للإستمرار في المناقشات التي بدأناها، من دون حصر النقاش في موضوع معيّن، فالأمور مفتوحة، خصوصاً أنّ الإرهاب كما نرى يضرب من كلّ حَدب وصوب». وأضاف: «رحمة الله على شهداء الجيش، وقوى الأمن الداخلي في عرسال وطرابلس، على أن تنفّذ الخطة الأمنية لاستئصال الإرهاب الذي يهدّد الجميع، ولا يميّز بين أحد وآخر». ونفى أن يكون بحث وبرّي في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية.

...وعون كذلك

كذلك يشارك رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في جلسة الحوار اليوم. وقال عضو «التكتّل» النائب ابراهيم كنعان لـ»الجمهورية»: «لا نستطيع السير عكس منطق التلاقي الذي اعتمدناه منذ تشرين وحتى اليوم، ويجب أن نحافظ على هذا المناخ ما دامت الحكومة تألّفت على هذه الخلفية، وحتى لو لم تفضِ جلسة الحوار الى النتائج العملية، إنّما في الشكل يجب أن لا نعطي انطباعاً بوجود انقسامات وعدم تلاقٍ في ظلّ التحدّيات الأمنية، أو أن نسير ضد المنطق الذي انطلقنا منه بعد خلوة بيت مري. فمشاركتُنا إذن هي استمرار للمنطق الذي اتّبعناه عند تأليف الحكومة».

سليمان يأسف

وكان سليمان أسفَ عشية الجلسة لعدم مشاركة بعض أركان هيئة الحوار، وأملَ في أن ينضمّوا في الجلسات اللاحقة الى مركب الوحدة الوطنية. ودعا من جبيل إلى «استكمال مناقشة الإستراتيجية الدفاعية لتعزيز قدرة الجيش وإعادة البندقية حصراً إليه، جيش لا توضع أمامه خطوط حُمر»، مُذكّراً بأنّ «إعلان بعبدا» قد اعتُمد لدى المرجعيات الدولية كافّة». وقالت مصادر رئاسية لـ»الجمهورية» إنّ كلّ التحضيرات قد أنجِزت لانعقاد الحوار بمن حضر، فالدعوة الى استئناف عمل الهيئة لم يكن يوماً لحوار مع رئيس الجمهورية أو توفير مصلحة شخصية له، الحوار كان وما زال بين اللبنانيين، وأيّ مقاطعة للهيئة لن يحتسبَها رئيس الجمهورية في حساباته الخاصة، إنّما في حساب الحوار الوطني. وأكّدت المصادر ما نشرته «الجهورية» السبت الماضي من أنّ سليمان سيستهلّ اللقاء بكلمة يعرض فيها لمجريات هيئة الحوار وما أنجزته منذ أن أحياها إلى الإجتماع الأخير في تشرين الأوّل 2012 وما أعقبه من تطوّرات داخلية. وأوضحت أنّ سليمان كان يتمنّى أن يشارك الجميعُ في هيئة الحوار التي كانت وما زالت محطّ آمال كثير من اللبنانيين والعالم الذي راهنَ على حوار اللبنانيين، بديلاً من الوصايات التي تحكّمت بالبلاد لعقود، ولكي يثبتَ اللبنانيون ما يطالبهم العالم به، فيكونوا أسياداً في بلادهم يديرون شؤونهم الداخلية بلا رعاية خارجية. وقالت المصادر الرئاسية إنّها لم تفاجَأ بالمواقف التي أعلنت مقاطعة الحوار، لأنّها كانت تتوقّعها منذ فترة وتدرك حقيقة خلفياتها، وهي تختلف كثيراً عمّا كان معلناً سابقاً.

سلام

إلى ذلك، قالت مصادر رئيس الحكومة تمّام سلام إنّه سيشارك في هيئة الحوار ويدعمها بقوّة، لأنه يعتبر «أنّ الحوار مفتاحُ حلّ المشكلات، ومن دونه سيبقى اللبنانيون على مواقفهم المتصلّبة التي استُدرِجوا إليها في بعض الأحيان، وباتوا أسراها.

ميقاتي

وبدورها مصادر الرئيس نجيب ميقاتي، أكّدت أنّه تلقّى دعوة رئيس الجمهورية إلى اجتماع هيئة الحوار، وسيلبّيها متمنّياً أن يشارك الجميع في الحوار، لِما له من أهمّية، ونظراً للإنجازات في أكثر الأوضاع خطورةً.

جعجع

وأكَّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنّ «موقفه من الحوار اتّخذه منذ عام 2012، نتيجة عدم جدوى الحوار مع «حزب الله» بسبب عدم جهوزيته وعدم التزامه بمقرّرات الحوار»، وقال: «إنّ تحوُّل الرئيس سليمان من مُحاور إلى صاحب رأي وموقف ولديه مسؤوليّات دستورية دفعنا للتفكير مليّاً إذا كنّا سنشارك أو لا»، ورأى أنَّ «موقف حزب الله بعدم المشاركة حسمَ الأمر لنا من ناحية عدم المشاركة»، واعتبرَ أنَّ «طاولة الحوار لا تتعلق برئيس الجمهورية بقدر ما تتعلق بالفريق الذي يجب أن نتحاور معه».

الإستحقاق الرئاسي

وفي ظلّ ضبابية المشهد الداخلي، يبقى الاستحقاق الرئاسي في صدارة الملفّات. وتَستأنف اللجنة النيابية الثلاثية التي شكّلها رئيس مجلس النواب جولاتِها اليوم، فتلتقي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي ذكّر أمس الأوّل بوثيقة بكركي «التي تقودنا وحدَها إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في الموعد الدستوري الذي بدأ، على أن يكون رئيساً قديراً وفاعلاً في الداخل اللبناني وفي الأسرتين العربية والدولية». معتبراً أنّ «هذه الحقيقة التي نذكّر بها، وبكلّ مضامينها الوطنية والتاريخية، هي وحدَها تسير باللبنانيين جميعاً، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الجديد».

مظلوم

إلى ذلك، قال النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ»الجمهورية» إنّ «الزعماء الموارنة مقتنعون بضرورة إجراء الإستحقاق الرئاسي في موعده وفق الأصول الدستورية، إبعاداً للفراغ عن الرئاسة الأولى»، مشيراً إلى أن «لا أحد من الموارنة يقول إنّنا سنتّفق على مرشّح واحد نفرضه على الآخرين، بل هناك عدد من المرشّحين يجب على النواب اختيار رئيس من بينهم». وأكّد مظلوم أنّ «اتّفاق القوى السياسية كافّة على مرشّح توافقي، يتمّ في حالتين، هما: إمّا أن يكون هذا المرشّح «نازل من السما»، أو أن يكون حياديّاً ضعيفاً وليس صاحب موقف»، مشدّداً على أنّ «بكركي ترفض مرشّحاً من هذا النوع، وهي مع رئيس تحتضنه بيئته وله شعبيّته بين المسيحيين، ويكون قويّاً وقادراً على مواجهة تحدّيات المرحلة». ونفى مظلوم، من جهة أخرى، ردّاً على سؤال، أن «يكون ممثّل البابا فرنسيس الكاردينال كوغ الذي شارك في وداع البطريرك الراحل زكّا عيواص في بيروت قام بأيّ مبادرة في شأن انتخابات رئاسة الجمهورية» .

عسيري

وفي المواقف من الإستحقاق الرئاسي، أكّد السفير السعودي علي عواض عسيري أنّ بلاده «تبارك ما يختاره اللبنانيون، وهي لن تتدخّل في موضوع انتخاب رئيس للبنان، لأنّ هذا شأنٌ لبناني داخلي، وقد حان الوقت لكي يختار اللبنانيون شؤونهم». ورحّب بزيارة يقوم بها سلام الى الرياض في أيّ لحظة، وقال إنّ بلاده «ترحّب بأيّ فريق لبناني يريد زيارة السعودية، بمن فيهم العماد ميشال عون».

مجلس الوزراء والتعيينات

إلى ذلك، ينعقد مجلس الوزراء الخامسة مساء اليوم ويَستأنف البحث في بعض البنود المؤجّلة من جلسته الخميس الماضي، وفي مقدّمها تجديد ولاية نوّاب حاكم مصرف لبنان التي تنتهي اليوم، بعدما تكثّفت الإتصالات في الساعات الماضية لتجنّب الفراغ في مواقع هؤلاء المساعدين لحاكم مصرف لبنان في إدارة الشؤون المالية في البلاد.

بصبوص والطبيلي

وعلى المستوى الأمني، لن يبتّ مجلس الوزراء اليوم تثبيت المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة اللواء ابراهيم بصبوص، في انتظار الإتصالات الجارية في شأن سلّة تعيينات أمنية وعسكرية قبل 10 نيسان المقبل.

وكشفت مصادر مُطلعة لـ»الجمهورية» أنّ قائد شرطة بيروت العميد ديب الطبيلي مرشّح لتعيينه مديراً عامّاً لقوى الأمن الداخلي بعد ترقيته إلى رتبة لواء، لتوفير سنوات خدمة إضافية له قبل إحالته إلى التقاعد في 10 نيسان المقبل، كذلك سيعيَّن العميد أنطوان بستاني مفتّشاً عامّاً لقوى الأمن الداخلي، وهو يشغلُ هذا الموقع بالإنابة منذ إحالة المفتش العام السابق إلى التقاعد، وسيُصار عندها إلى تعيين قائد جديد لشرطة بيروت خَلفاً للطبيلي.

الوضع الأمني

في الموازاة، يبقى الوضع الأمني في صدارة الاهتمامات الداخلية، في ضوء استمرار مسلسل الاعتداء على الجيش، والذي كان آخر فصوله التفجير الإنتحاري بسيارة مفخّخة استهدفت حاجزاً له في منطقة وادي عطا في جرود عرسال، ما أدّى إلى استشهاد 3 عسكريين وجرح 4 آخرين. إلّا أنّ هذا العمل الإرهابي لم يمنع الجيش من الاستمرار في مكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين والسير قُدُماً في تنفيذ الخطة الأمنية للمنطقة، فيما قوبلَ التفجير بإدانة وطنية شاملة ترافقَت مع دعوات إلى الكفّ عن تبرير الاعتداءات عليه. ونشرَ «لواء أحرار السُنّة بعلبك» صورةً لمنفّذ التفجير الانتحاري عبد القادر طعان. وفي وقت عزّزَ الجيشُ انتشاره في عرسال وجرودِها، تواصلت في طرابلس الاستعدادات لتنفيذ الخطة الأمنية فيها، والتي سبق انطلاقتَها تعطيل الجيش عبوةً ناسفة في شارع المئتين. وتوقّع سلام خطوات أكثر عملية على أرض الواقع في طرابلس، مبدياً ارتياحه الى «كثير من الخطوات التي اتُّخذت والتي ستترجَم في الساعات المقبلة» . وأبدى وزير العدل اللواء اشرف ريفي «اطمئنانه» الى سير الخطة الأمنية، مؤكّداً أنّ «كل القوى السياسية رفعت الغطاء جدّياً في طرابلس»، وقال: «نضع كلّ جهودنا لتغطية هذه الخطة العسكرية التي اطّلعنا على كلّ خطوطها العريضة والتي تحوي توازناً ومساواة بين جميع اللبنانيين». ونفى ريفي امتلاكه معلومات عن مغادرة رئيس «الحزب العربي الديموقراطي» علي عيد ونجلِه رفعت إلى سوريا ومنها إلى الولايات المتحدة الاميركية، وأكّد أنّ «على جميع الذين يمثّلون المشهد التوتيري أن يخرجوا من طرابلس ليعيش المدنيّون بعضهم مع بعض بنحوٍ طبيعي». من جهته، أكّد المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة اللواء ابراهيم بصبوص، بعد ترؤّسه اجتماعاً أمنياً في طرابلس، على رفع نسبة الجهوزية، آملاً في تنفيذ بنود الخطة تباعاً.

إضرابات واعتصامات

إلى ذلك، تشهد البلاد مطلعَ الأسبوع الجاري مجموعة من الإضرابات والاعتصامات تمتدّ لثلاثة أيام. الإضراب الأوّل موعدُه اليوم، حيث أعلن المياومون وجباةُ الإكراء في مؤسّسة «كهرباء لبنان» الإضراب العام، وقرّروا التجمهر غداً الثلثاء في ساحة رياض الصلح رفضاً للقانون المعجّل المكرّر. الموعد الثاني سيكون غداً الثلثاء، حيث من المقرّر أن ينفّذ المراقبون الجوّيون في مطار رفيق الحريري الدولي إضراباً عن العمل لمدّة ساعتين، من العاشرة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، بما يعني وقف حركة الملاحة الجوّية في هذه الفترة. ويعترض المراقبون على عدم شمولهم بمشروع سلسلة الرتب والرواتب. والموعد الثالث سيكون بعد غدٍ الأربعاء، حيث ستنفّذ هيئة التنسيق النقابية إضراباً عامّاً من المقرّر أن يشلّ المؤسّسات العامة والمدارس كافّة، الرسمية منها والخاصة، ويتزامن مع اعتصام مركزيّ أمام المجلس النيابي الحادية عشرة قبل الظهر. وتعترض الهيئة على ما جرى في الجلسة الأخيرة للّجان النيابية المشتركة التي ناقشت مشروع سلسلة الرتب والرواتب، ولم تتوصّل إلى توافق على إقرارها، الأمر الذي رأت فيه هيئة التنسيق تسويفاً وإهانة غير مقبولة، وقرّرت في ضؤ ذلك تصعيد مواقفها.

 

رعد: لا نرتبط بإيران ارتباطا تبعيا مصلحيا بل دينيا وثقافيا

وطنية - النبطية - رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان "الحديث عن ايران هو حديث عن أمل للانسانية بأن تتحرر من قيود الاستكبار الامريكي وغير الامريكي"، وقال: "إننا لا نرتبط بإيران ارتباطا تبعيا مصلحيا، لان ما يربطنا بها هو الدين والثقافة والقيادة الملتزمة بنهج إعزاز الامة". كلام رعد جاء في احتفال تأبيني في ذكرى اسبوع مدير المكتب الاعلامي في السفارة الايرانية ابراهيم حرشي، في حسينية بلدة جباع، حضره النائبان عبد اللطيف الزين وياسين جابر، القائم بأعمال سفارة الجمهورية الاسلامية محمد صادق فضلي، مسؤول منطقة الجنوب علي ضعون، السيد عيسى طبطبائي وزملاء الفقيد في الوسائل الاعلامية وحشد من اهالي البلدة والقرى المجاورة. وقال رعد: "عندما حملت بعض القيادات العربية شعار تحرير فلسطين في فترة من الفترات، كانت كل قلوبنا تهفو لهذه لقضية، ونحن تعلمنا من الجمهورية الاسلامية في ايران كيف نوجه خططنا وكيف نرسم سياساتنا لمواجهة العدو، وحرصنا هو على ان نسعى دائما الى لم الشمل الداخلي لنوحد الصفوف ونقرب الرؤى والسياسات لأن الخطر الاساسي الذي يتهددنا جميعا هو الخطر الاسرائيلي". أضاف: "لقد نجحنا في التصدي للخطر الاسرائيلي، ومستمرون في الجهوزية والتطوير من اجل مواصلة النجاح حتى لا تبقى في نيات اسرائيل اي امكانية للعدوان علينا".

 

قاووق: ليكن الإعتدال مسارا لا شعارا ولا كلاما معسولا

وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الخطر الذي يضرب الجيش والشعب اللبناني والمقاومة في لبنان هو عدوان على كل الوطن"، لافتا إلى أن "الواجب الوطني والأخلاقي يفرض على فريقي 8 و 14 آذار وكل اللبنانيين أن يتخذوا موقفا جامعا لدعم الجيش اللبناني في مواجهته للارهاب التكفيري، خصوصا بعد استهدافهم المتواصل له"، مطالبا كل من يبرر للارهاب التكفيري "بالكف عن تغطية المتورطين والمجرمين الذين باتوا اليوم يشكلون الخطر الأول على الجيش والشعب والمقاومة، فلم يعد مقبولا من أي نائب من فريق 14 آذار أن يبرر لهم أو لعملياتهم الإنتحارية أو يغطي المتورطين أو مرتكبي الجرائم الذين ثبت انتماؤهم للقاعدة"، متسائلا: "هل نسينا عندما اعتقل أحد كوادر القاعدة في طرابلس كيف أمنوا له الغطاء والحماية وإطلاق السراح، فهل هكذا نحمي الوطن والجيش؟. كلام قاووق جاء في احتفال تأبيني في حسينية بلدة خربة سلم الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين وعدد من علماء الدين والشخصيات والفعاليات، وحشد من الأهالي. وأشار إلى أن "القضية ليست هي في حماية طائفة أو حزب أو منطقة، إنما هي في وجود خطر تكفيري إرهابي يطال كل الوطن، وبالتالي لم يعد مقبولا الاستمرار في تبرير الإرهاب التكفيري والتحريض المذهبي الذي يؤمن البيئة الحاضنة له"، مطالبا أن "يكون الإعتدال مسارا لا شعارا ولا كلاما معسولا، وأن يكون هناك موقف داعم للجيش وليس مجرد قناع". وختم قاووق: "إن قادة المحاور في طرابلس فضحوا تجار الموت والفتنة والفوضى فيها والجهة التي كانت تمولهم وتسلحهم وتشغلهم، والدول العربية التي ترسل المال وترعى النهج التكفيري الذي يستهدف الجيش والشعب والمقاومة".

 

صفي الدين: ما نقوم به في سوريا وما يقوم به الجيش في لبنان يكمل بعضه بعضا لابعادنا عن الخطر

وطنية - أحيا "حزب الله" ذكرى اسبوع الشهيد حسين السيد حسين، باحتفال تأبيني أقامه في النادي الحسيني لبلدة اللويزة - اقليم التفاح، وحضره رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، عضو الكتلة النائب علي عمار وشخصيات سياسية وعلمائية وعسكرية وحشد من أهالي المنطقة. وألقى رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، كلمة قال فيها "اننا أمام متغيرات وتحولات كبيرة في المنطقة، والذي سيحجز موقعا في ظل هذه التحولات هو القوي، ولأن لبنان قوي بمقاومته سيكون له الموقع المهم والمؤثر". أضاف إن "هذه المقاومة تثبت مع كل هذا العطاء والثبات انها قضية كبيرة بحجم الوطن بل بحجم الأمة، وانها حاضرة ولم تتراجع ولن تتراجع ولن تؤثر فيها كل هذه الضغوط وحملات التشكيك والضغوط التي تستهدفها منها الأمنية والعسكرية والسياسية والدعائية والتهويلية والثقافية". وتابع "المطلوب اليوم أن تقول المقاومة كلمتها بأنها ثابتة ومستمرة، ونحن مطمئنون مع هؤلاء الشهداء وهذه القناعة بأن هذه المقاومة لم تبدل ولم تغير ولم تعدل ولن تعدل". وتطرق إلى التفجير الإرهابي الذي تعرض له حاجز الجيش في جرود عرسال، قائلا: "إن ما حصل بالأمس من استهداف للجيش اللبناني سببه هو أن هذا الجيش الوطني يقوم بوظيفة الحماية والدفاع عن أمن اللبنانيين ووحدتهم وتماسكهم"، موجها التحية لضباط الجيش وعناصره "الذين يقومون بهذه الوظيفة ويقدمون الشهداء دفاعا عن كل لبنان وعن كل المناطق اللبنانية". وختم صفي الدين: "لأن الجيش في موقع حماية لبنان ووحدة اللبنانيين يستهدف ولأن المقاومة كانت وما زالت في موقع الدفاع عن لبنان وعن وحدة اللبنانيين تستهدف"، معتبرا ان "ما يحصل اليوم يشكل أيضا فرصة لبعض الذين انزلقوا في مرحلة سابقة للعودة ومراجعة حساباتهم" ومشددا على ان "ما نقوم به في سوريا وما يقوم به الجيش اللبناني هنا في لبنان يكمل بعضه بعضا لإبعاد لبنان عن خطر التهديدات القادمة من سوريا".

 

نواف الموسوي: سنواصل العمل لتحصين لبنان من التطورات السورية

وطنية - أقام منتدى الفكر والأدب في مدينة صور حوارا سياسيا بعنوان "المتغيرات الدولية والإقليمية وانعكاساتها على لبنان" شارك فيه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي والباحث طلال عتريسي، في حضور عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبدالمجيد صالح، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبدالمحسن الحسيني ومهتمين. ورأى الموسوي ان "المقاومة تواصل زيادة قدراتها العسكرية على اختلاف أشكالها من أجل احباط العدوان الإسرائيلي قبل وقوعه فضلا عن القدرة على إحباط أهدافه السياسية والعسكرية في ما لو وقعت، وهي في هذا المجال تمضي قدما"، وقال: "قناعتنا كانت على الدوام أنه لا بد من حل الأزمة السورية عن طريق المفاوضات السياسية التي تؤمن بقاء سوريا في موقعها كمقاوم للعدوان الإسرائيلي وفي الشكل الذي يختاره السوريون جميعا لبناء دولتهم بحسب ما يناسبهم، واليوم نحن تقدمنا على صعيد إبعاد لبنان عن مخاطر التطورات السورية، وما قمنا به في سوريا كان سبب نأي لبنان عن الآثار السلبية لما يحدث فيها وليس سياسات دفن الرأس في الرمال، وسنواصل العمل كما ينبغي من أجل تحصين لبنان إزاء التطورات السورية التي يفترض أن تأخذ منحى إيجابيا مع الوقت، وسنكون حريصين على التوصل إلى حل سياسي في هذه الأزمة". بدوره رأى عتريسي أن "الجبهة المعادية لسوريا تعاني اليوم من مشكلات كبيرة بسبب عدم قدرتها على إسقاط النظام منذ أكثر من ثلاث سنوات وصولهم إلى حائط مسدود في جميع الحاولات والأساليب التي قاموا فيها لإسقاط هذا النظام"، مشيرا إلى أن "هناك تصدعا كبيرا ومهما بين المجموعات المسلحة ووصل الى حد الإقتتال الدموي والعنيف في ما بينهم بحيث وصل عدد القتلى إلى أربعة آلاف مقاتل في غضون شهرين أو أقل، كما أن هناك تصدعا في جبهة الحلفاء بين كل من قطر والسعودية". وفي الختام قدم رئيس الاتحاد رئيس المنتدى الدكتور غسان فران درعا تقديرية لعتريسي لمناسبة تعيينه عميدا للمعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية.

 

هذه كلفة مشاركة حزب الله في سوريا!

جومانا نصر | الاسبوع العربي

في حسابات قادة الحزب «النصر آت»، وفي قراءة البعض الآخر لا بد أنه تحقق في معركتي القصير ويبرود. لكن على مستوى قاعدة «حزب الله» وعلاقاته السياسية في الداخل اللبناني والإقليمية والدولية شيء ما تغير على خلفية تدخله في سوريا إلى جانب النظام. ماذا على المستوى العسكري؟ الأرقام غير دقيقة لجهة الخسائر البشرية، لكنها حتماً مكلفة، لا سيما على مستوى النخبة. من مقاومة في وجه العدو الإسرائيلي إلى مقاومة الشعب السوري الذي اطلق ثورته بحثاً عن مساحة حرية، تحول كان كافياً للسؤال: ماذا كلفت حرب «حزب الله» في سوريا وما هي النتائج التي سيحصدها بعد خروجه من ارض المعركة في سوريا؟ طبعاً إذا خرج!.

لم تكن الحرب في سوريا عملية سهلة لـ «حزب الله» ولن تكون اذا استمر في قتاله، غير أن الصراع القى الضوء على آداء الحزب وقدراته القتالية. فمنذ البداية طرحت مشاركة «حزب الله» في الحرب في سوريا أكثر من سؤال عن مدى نجاحه وخسائره والتحديات والتداعيات الناجمة عن هذا التدخل، فضلاً عن دوره في تدعيم نظام الرئيس بشار الأسد. ويقدر خبراء عدد قواته المشاركة في الحرب في سوريا بنحو 4 آلاف من قوات النخبة والقوات الخاصة، ساعدت على استعادة قوات بشارالأسد لقدراتها الهجومية. كما لعب الحزب دوراً أساسياً في تدريب نحو 50 ألفاً من القوات السورية غير النظامية، وجعلها حاسمة لبقاء النظام.

لكن تدخل الحزب أبرز تحديات عدة له، لا سيما بالنسبة إلى الخسائر الباهظة التي مني بها، إذ يقدر عدد القتلى ببضع مئات، بينهم قياديون، اما الجرحى فبالآلاف، فضلاً عن نكسات تكتيكية كون الحزب يقاتل في بيئة معادية، وبأساليب لم يعتد عليها. حتى انه فوجىء بمقاومة شرسة من قبل أعداء لم يسع إليهم ولم يكن مستعداً لقتالهم، لا سيما في القصير وضواحي دمشق، وبات ينظر إلى الحزب في المناطق السنّية على أنه محتل يواجه بمقاومة مسلحة، وبدأ المتطرفون بالانتقام من خلال التفجيرات التي تضرب حاضنته الشعبية في لبنان.

في اي حال فإن تحديد العدد الفعلي لقوات حزب الله المشاركة في القتال في سوريا، وكذلك ضحاياه، يعد أمراً في غاية الصعوبة. وتشير بعض التقارير إلى أن أعلى عدد تقديري لقوات الحزب التي تشارك في القتال في سوريا بلغ نحو 10000 مقاتل، لكن من المرجح أن هذا الرقم يعكس العدد الإجمالي الذي تناوب على الذهاب إلى سوريا، وليس العدد الموجود في وقت واحد. اما الضحايا فلا ارقام دقيقة، لكن مشهد مواكب التشييع في مناطق «حزب الله» والقرى الجنوبية تؤكد أنه مرتفع.

إذاً الكلفة كبيرة، ولا نقاش على هذا المستوى. فماذا في التفاصيل؟

تفكك تململ وخسائر

العميد المتقاعد نزار عبد القادر يتكلم من خلفياته العسكرية وقراءته للموضوع على المستويين الشعبي والسياسي: «على المستوى الشعبي هناك تفكك في القاعدة الشعبية الكبيرة التي كانت تؤيده على مستوى العالم العربي واللبناني. فالحزب وعلى رأسه امينه العام السيد حسن نصرالله كان يقول بأنه يقاوم العدو الإسرائيلي من الجنوب، إذا به يتجه نحو شمالي لبنان وتحديداً نحو الشعب السوري الذي يطالب بالحرية. اكثر من ذلك هو استعمل قواته ضد امن واستقرار مطالب شعب عربي له من التضحيات في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي مما يؤكد أنه ساهم في قهر هذا الشعب. وهذا له تأثيره السياسي والمعنوي على «حزب الله» ومستقبله».

نصل إلى الخسائر البشرية، وهنا تتحول نبرة العميد المتقاعد إلى لغة فيها الكثير من الحسم العسكري. ويقول: «الخسائر البشرية كانت كبيرة لا سيما على مستوى النخبة حيث أنه يشترك في قتال متقارب وطويل ومستمر وعلى أكثر من جبهة مما يتسبب له بخسائر بشرية. ومعلوم أن هذه النخب اعدها الحزب تحت شعار مقاومة إسرائيل. وهذا يؤثر على قاعدته الشعبية الحاضنة التي تخرج منها المقاتلون. قد تكون الخسائر مقبولة حتى الآن لكنها في طريقها لأن تكون كارثية على القاعدة التي يعتمد عليها حزب الله».

إذا كان الإنتقاد الشعبي لا يزال يجري همساً، إلا أنه بدأ يتظهر في شكل تململ، ويؤكد العميد المتقاعد عبد القادر أن أصواتاً ستخرج وتطالب بخروج «حزب الله» من هذه الرمال المتحركة السورية التي تستنزف قواته العسكرية وكذلك الجهد العسكري الذي تمكن من بنائه خصوصاً بعد حرب تموز (يوليو) 2006.

نحو الاسوأ

إلى هنا يمكن أن نفهم مدى حجم الكلفة التي ارتدت على الحزب وشعبيته وهي تتجه نحو التفاقم. لكن الذهاب في التحليل إلى أبعد من ذلك ينذر بالأسوأ على مستوى الوطن ككل «أخشى أن تستغل إسرائيل ضعف قدرات «حزب الله» العسكرية فتأخذه من الخلف (أي من الجنوب) عندما تدرك أنه وصل إلى مرحلة الإستنزاف. وفي ذلك تكون قد ثأرت من العام 2006. ليس هذا وحسب فالحزب في مشاركته في الحرب إلى جانب النظام السوري سيورط لبنان بمزيد من العمليات الإرهابية، وهذا ما حذر منه وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سبق القمة التي عقدت في الكويت بقوله أنه يخشى ان يتسلح اللاجئون في لبنان ويدخلوا في معارك وعمليات الى جانب المعارضة. عندها نكون «انجرينا» إلى قتال لبناني- سوري على الأراضي اللبنانية. هذا عدا عن الخشية من الدخول في فتنة سنية-شيعية من خلال عرسال.

قد يكون لمعادلات الربح اوزانها تماماً كما الخسارة. لكن الثابت أنها في مسألة تدخل «حزب الله» في سوريا إلى جانب النظام كانت الأرجحية لمنسوب الخسارة لا سيما على مستوى القاعدة الشعبية وتداعياتها على الوضع الإقتصادي داخل اسواق الضاحية ومربعات حزب الله. وإذا سلمنا ان الحزب هو وراء صمود النظام السوري وهو من يضع يده على مفاصل الدولة بقوة السلاح إلا أن التململ الحاصل داخل الطائفة الشيعية وتحديداً داخل قاعدة الحزب الشعبية لا بد وأن يتحول إلى نقمة خصوصاً إذا قرر متابعة التدخل إلى ما بعد يبرود. والواضح أنه سيكمل مساره القتالي حتى يأتيه الأمر بالإنسحاب.

عسى الا يكون الوقت متأخراً لأن الحصار الأسود بدأ يتظهر. فكيف إذا طال امد بقائه في سوريا؟ «الآتي أعظم». صدقوا.

 

النائب فؤاد السعد ردا على نصرالله:الدولة هي الذهب ويبقى الخشب خشبا حتى وإن صنعت منه توابيت الغزاة الإسرائيليين

وطنية - رد النائب فؤاد السعد على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فقال: "طالعنا السيد حسن نصرالله يوم أمس بفصل جديدة من التعاليم الوطنية، حيث حاول وكعادته التأكيد على أن المقاومة هي ثقافة وطنية وإجتماعية وتربوية وإقتصادية والى ما هنالك من عبارات تعزز محاولته إقناع اللبنانيين بدورها المسلح خارج نطاق الشرعية، لكن ما فات السيد حسن أو ما تناساه عمدا، هو أن الدولة حكومة وشعبا وجيشا ومؤسسات، هي الثقافة الأصيلة والتي تنتهي دونها كل الثقافات على كل المستويات بما فيها ثقافة المقاومة، حيث تصبح خشبية بأمتياز أمام ذهبية الدولة ودور الجيش والقوى الأمنية". وتابع في بيان: "هذا لجهة ثقافة المقاومة، أما لجهة كلام السيد حسن عن مقاومته في سوريا، فهو كلام ممجوج وما عاد يجدي نفعا في تغطية عبور سلاحه للحدود اللبنانية، وإذا سلمنا جدلا بأن السيد حسن يقاوم في دمشق ويبرود وحمص وحلب ودير الزور، فهل يستطيع أن يخبرنا عما كان يفعله سلاحه في البوسنة، سيما وأنه هو شخصيا من إعترف بمشاركته في حرب البوسنة وليس تقرير إعلامي أو إستخباراتي من أخبرنا بذلك، فهل كانت المقاومة هناك تدافع أيضا عن لبنان وفلسطين ومنظومة الممانعة في المنطقة؟ وماذا عن وجودها في مصر والبحرين وبلغاريا وقبرص واللائحة طويلة وطويلة جدا؟ حبذا لو يجيبنا السيد نصرالله على هذا السؤال". واضاف: "يبقى الأهم، وهو أن السيد نصرالله وبغض النظر عما ساقه من أضاليل وروايات وسناريوهات، لم يرد على تساؤل اللبنانيين حول إعتراف نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف بأنه حمل منه رسالة الى الحكومة الإسرائيلية يطمئنها بأن الحدود الجنوبية أكثر المناطق في العالم أمانا، فهل هذه هي الثقافة التي يريد السيد حسن للبنانيين أن يتغنوا بها؟ وهل هناك من مجال بعد لعدم توصيف الثلاثية بالمعادلة الخشبية؟ نعم، نحن نعترف أن المقاومة لمعت في ما مضى وسطع نجمها في زمن الوصاية، لكن صدق من قال ليس كل ما يلمع ذهبا، فالدولة تبقى هي الذهب ويبقى الخشب خشبا حتى وإن صنعت منه توابيت الغزاة الإسرائيليين".

 

النائب نضال طعمة ردا على نصرالله: نرى ضرورة عودة المقاومة إلى العباءة اللبنانية وإلى كنف الدولة

وطنية - إعتبر النائب نضال طعمة في تصريح له اليوم "أن استهداف الجيش اللبناني هو استهداف لكل لبنان، ولكل لبناني ما زال يأمل في استعادة البلد لحيثية وجوده". وقال: "نعزي ذوي الشهداء وقيادة الجيش، ونناشد اللبنانيين الإدمان على الوقوف إلى جانب جيشنا الوطني ودعمه بكافة السبل المتاحة. ونقولها صراحة إن من يريد أن يلوي ذراع الجيش اللبناني لا يريد خيرا لهذا الوطن، فالجيش لكل اللبنانيين ومن كلهم. وقيادة الجيش حريصة كل الحرص أن يلعب الجيش دوره في هذا الظرف المصيري الحساس، وينجح في إطفاء نيران الفتن التي تندلع في غير مكان على مساحة الوطن". وتابع: "نكرر مناشدتنا الحكومة ضرورة خلق واقع جديد، يؤكد للجميع أن القوى الشرعية اللبنانية خط أحمر، ودعمها بكافة الأشكال المتاحة. كما نرجو من الحكومة أن تستوعب القطاعات النقابية وتصل إلى حلول جذرية معها، وبخاصة في ما يخص سلسلة الرتب والرواتب، التي بات إقرارها بالشكل المناسب، ضرورة حياتية ملحة، كي لا يضيع تعب الناس، وكي تستعيد العجلة الاقتصادية حراكا جديدا رغم كل الصعوبات". وقال: "لقد فرض حديث السيد حسن نصرالله الأخير جدلا في المسلمات الوطنية، نرجو أن نكتشف كلبنانيين الأطر المناسبة ليظهر الآخر معنا في المشهد. ولأن خطر العدو الإسرائيلي ما زال موجودا، نحن نحتاج إلى صيانة المقاومة من منزلقات مواجهة أهلها، ومن أخطار الغرق في مستنقع حروب الآخرين. لأن لبنان يحتاج إلى مقاومة تتكامل مع منطق سيادته واستقلاله، نرى ضرورة عودة المقاومة إلى العباءة اللبنانية، إلى كنف الدولة، فالمرجعية التي تعطي العمل المقاوم، هي مرجعية المؤسسات الشرعية، المنبثقة أصلا من إرادة الشعب، والقيمة عمليا على مسار عمل الجيش وكافة القوى الأمنية".

واضاف: "ان تاريخ المقاومة حاضر في وجداننا كلبنانيين، قبل أن تصادر هويتها الوطنية العلمانية، كما أننا لم نتوان عن التصفيق لمقاومة حزب الله يوم كانت البندقية وجهتها إسرائيل رغم إمكان إبداء بعض الملاحظات. ونناشد السيد حسن الذي بدا حريصا على التوهج أن يعمل جاهدا على استعادة بريق الذهب من خلال الاستماع إلى رأي الشركاء في الوطن، أما ربطكم الانتخابات الرئاسية بطاولة حوار مرتقبة، ما هو إلا إيحاء باشتراط نمط معين، لفرض شروط باتت معروفة، وهذا لا يؤسس لما يرجوه الناس في البلد". وختم طعمة: "ان تضخيم حجم التيار التكفيري، والتهويل بإمكانياته التي تهدد العالم، حجة آنية، ولكن الاخطر منها هو تغذية المنابت التي تغذي مثل هذه الجماعات الخطرة. وهنا نرجو من حزب الله أن يجيبنا وبوضوح، أليست السياسات الظالمة التي تكم أفواه الناس، والتصدي للاحتجاجات السلمية بالرصاص والنار، والأصرار على الاستئثار بالسلطة ومصادرة حقوق الناس، من أهم مولدات التطرف والإرهاب؟ فيا ليت الحزب كان قد نصح نظامه الحليف أن الديكتاتورية ستولد ما يشبهها في المقلب الآخر. ولكن يبدو أن ما جرى مدروس ومقصود كي تحارب المعارضة على جبهة تحرير ذاتها من لوثة التطرف اضافة إلى جبهة تحررها من الانظمة التي ترفض أن تترك الكرسي وكل أشكال الديموقراطية منذ عهود".

 

جعجع: لا لزوم للمشاركة في الحوار طالما ان حزب الله لن يشارك وإعلان ترشيحي للرئاسة قد يتم الأسبوع المقبل على ضوء قرار الهيئات الحزبية

وطنية - أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، انه سيكشف عن برنامجه الانتخابي بعد إعلان ترشيحه الرسمي لمنصب الرئاسة الأولى. وذكر ان الأمر "قد يتم الأسبوع المقبل بعد إجتماع الهيئات الحزبية وإتخاذ قرارها في هذا السياق". ورأى ان "لا لزوم للمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، طالما ان حزب الله لن يشارك فيه"، معتبرا ان "حزب الله ليس جديا في الحوار، فالحزب غير جاهز للحوار، ويجب أن نتطلع إلى طريقة أخرى لتسيير الأمور في البلاد". كلام جعجع جاء في مقابلة مع قناة "الجديد"، حيث قال: "إن حزب الله ليس جديا في الحوار، وقد أخذنا قرارنا منذ عام 2012 وهو عدم جدوى الحوار مع حزب الله لذلك قاطعنا، ففي المرحلة السابقة كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يدير الحوار بينما اليوم هو يمارس صلاحياته انطلاقا من مسؤولياته الدستورية، ان الرئيس سليمان اطال باله طيلة أربع سنوات وهو يحاول أن يوفق بين الأفرقاء، ولكن ثبت أن حزب الله غير جدي في الحوار، فموقف الحزب بعدم المشاركة حسم الأمر لنا من ناحية عدم المشاركة".

أضاف: "أوجه تحية كبيرة لرئيس الجمهورية، وموقفنا من المشاركة هو بسبب عدم جهوزية حزب الله للحوار، باعتبار أننا بدأنا بالحوار قبل الرئيس سليمان في مجلس النواب واستمرينا معه إلا أن حزب الله لم يلتزم بمقررات طاولة الحوار".

وأردف إن "طاولة الحوار لا تتعلق برئيس الجمهورية بقدر ما تتعلق بالفريق الذي يجب أن نتحاور معه، فالأجدى بنا ألا نذهب إلى الحوار في ظل هذا الوضع وننصرف إلى أمور أخرى، فبالرغم من تنقلاتي القليلة التقيت الرئيس سليمان مرتين في آخر 4 أشهر، وأعتقد أنه يجب أن نتطلع إلى أمور أخرى غير الحوار لتسيير أمور البلاد".

وإذ اعتبر "أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حاول ربط حركته بتاريخ جبل عامل وهذا ليس صحيحا، وأنا بكل وضوح مع تاريخ جبل عامل وهناك تشابه مع تاريخ جبل لبنان"، لفت الى ان "رأي رئيس الجمهورية أن نظل نحاول تقريب وجهات النظر، ولكن الحوار الآن لا يفيد".

وأعرب عن أمله في الخطة الأمنية الموضوعة من قبل الحكومة "إذا كان التنفيذ جديا، ولننتظر الأيام المقبلة والقرار قد إتخذ".

وقال: "نحن نرفض كليا الممارسات الارهابية ضد الجيش اللبناني ونرفض أن يدفع الجيش ثمن مشاركة حزب الله في سوريا، فالنظام الأردني من أكثر الأنظمة تطرفا ضد داعش والنصرة ولا نرى عمليات هناك، كما ان حزب الله لم يضطر أن يقاتل الاخوان المسلمين في مصر ولم يصلوا إلى هنا ومن قاتلهم هم المصريون أنفسهم"، لافتا الى ان "أغلب السوريين ضد الجماعات المتطرفة وهذا واضح من خلال التحركات الشعبية".

وشدد على "أننا لا نطالب بإنسحاب حزب الله من سوريا فقط بل نريد سحب الجناح العسكري والأمني لحزب الله من لبنان، فمن ينهي الجماعات التكفيرية في سوريا هم السوريون بأنفسهم. نحن نطالب منذ سنتين الجيش اللبناني بإمساك الوضع على الحدود بين لبنان وسوريا، فهذا ما يحارب التكفيريين، أنا ضد التكفيري أكثر من حزب الله ولكن يجب اتخاذ التدابير اللازمة التي تقيني شره".

وسأل: "لم لا نحارب جميعا التكفيريين إذا أتوا إلى لبنان؟ ويجب أن نتخذ التدابير اللازمة لمحاربة التكفيريين عوض ادخال لبنان في أتون الصراع السوري".

وأعلن ان "الحكومة ستحصل على تأييدنا في الخطة الأمنية وتبقى العبرة في التنفيذ، والأصدقاء والأحباب كثر في الحكومة ولنرى ماذا ستفعله هذه الحكومة".

وذكر "ان الدستور اللبناني واضح من حيث عدم السماح لأي حزب أو طرف لبناني من التدخل في السياسة الخارجية".

في موضوع الترشح لرئاسة الجمهورية، قال جعجع: "إن عملية وصولي إلى الرئاسة ليست سهلة وهناك عقبات كبيرة وما دفعني إلى الترشح هو أحداث الأشهر الثمانية الأخيرة ووضع البلاد خلال السنتين الأخيرتين وهو في نزف مستمر. فالترشح للرئاسة ليس لعبة أو مزحة وبات لدي قناعة كاملة أن الوضع يحتاج إلى نقلة نوعية وحلول جذرية، الدولة هي رجالات الدولة ولذلك فكرت بالترشح للرئاسة للقيام بهذه النقلة النوعية".

وكشف ان "الرئيس سعد الحريري في جو ترشحي للرئاسة منذ 6 أشهر، وكل يوم هناك أخذ ورد في المواضيع كافة، والإتصال مع الحريري قائم كل يوم والإتصالات ليست مقطوعة بيننا، ولا أرى في أي حال من الأحوال أن الوضع في البلد يمكن أن يستقيم إلا بحلول جذرية"، معتبرا ان "سكوت الحريري يعني إنتظار اللحظة المناسبة والأمور على أفضل ما يكون لهذه الجهة، والحريري يقول لي أنه يتمنى أن أكون رئيسا ولكنه يقول أنه علينا أن نرى كيف سنتصرف".

وقال إن "السعودية تريد عون رئيسا للجمهورية بمقدار ما تريدني إيران رئيسا"، مضيفا ان "قيادات 14 آذار كلها في الجو والأمور تبقى رهنا بتطورات المعركة، فالموضوع الحكومي شيء وموضوع إنتخابات الرئاسة شيء آخر، فقوى 14 آذار لديها هم واحد وهو إيصال شخص منها للرئاسة".

تابع: "يقول حزب الله أنه إذا أصبح عون رئيسا للجمهورية ينسحب من سوريا ويسلم سلاحه فأنا سأصوت للعماد ميشال عون، وكذلك الأمر إذا وصل النائب سليمان فرنجيه من دون قمصان سود أو خضر وبكل ديموقراطية في المجلس النيابي إلى رئاسة الجمهورية أكون أول من سيهنئه".

وقال ان "إستطلاعات الرأي تشير إلى أن القوات اللبنانية هي الأكثر تمثيلا على الساحة المسيحية، وأكبر دليل على تمثيلنا هي الإنتخابات الطلابية والنقابية وغيرها".

وعن كيفية ترشحه لرئاسة الجمهورية في ظل تخوفه من الوضع الأمني وعدم زيارته لبكركي القريبة من معراب، أجاب جعجع: "ان قصر بعبدا أكثر مكان أمني وكل الإجراءات الأمنية متخذة لحمايته، ولكنني لم أحضر إجتماع بكركي لأنه تم الإتفاق على الإجتماع وعلى البيان مسبقا ولم يكن هناك ما يحتاج إلى البت ولم أحضر بسبب التهديدات الأمنية نظرا لأن هناك لجنة مكلفة من كل الأفرقاء قد حضرت لهذا اللقاء، يخطىء من يعتقد أننا لا نتكلم بشكل أو بآخر مع التيار الوطني الحر، وأنا أؤيد ضغط بكركي لحصول الإستحقاق وإنتخاب رئيس الجمهورية".

وأردف: "أنا مع قيام بكركي بإستطلاعات رأي وأن ترفعها بحال التخاذل في مجلس النواب وأنا حاضر وجاهز لها، وأعتقد أن لا إسم محددا لدى البطريرك بقدر إهتمامه بحصول إنتخابات رئاسية جدية ووصول مرشح جدي"، كاشفا أنه "في أحد اللقاءات سألني الراعي لماذا لا أترشح للرئاسة فقلت له أنني أفكر بالموضوع".

وانتقد جعجع القائلين "ان الموارنة يتقاتلون على المراكز"، وسأل: "عندما يكون هناك رئاسة حكومة ألا يكون هناك 20 شخصا يريدون الوصول إلى رئاسة الحكومة؟ وإنطلاقا من الواقع، لو لم يكن عون في مكان آخر سياسيا ما كنت لأقول شيئا عن ترشحه. ومن الطبيعي أن يفكر رؤساء الأحزاب بالترشح للرئاسة، فالنائب فرنجية قال أنه يدعم العماد عون وقد يترشح إذا لم يكن هناك حظوظ لعون، وبالتالي كل فرقاء 14 آذار يعتبرون أن ترشحي طبيعي، وسنتفق في 14 آذار وفق تطور الأمور وشروط اللعبة، هناك لعبة سياسية يجب أن تأخذ مداها".

واعتبر جعجع: "أن الرئيس الوسطي أو التوافقي هو تمديد للأزمة 6 سنوات إضافية، فالرئيس سليمان توافقي ومستقيم في عمله ورغم كل ذلك الوضع الآن أسوأ من عام 2008 عندما إنتخب، ان منطق تدوير الزوايا زاد الوضع سوءا، وعندما نعدل الدستور عند كل مفترق طرق لا يبقى الدستور دستورا".

ورأى ان "احتمال حصول إنتخابات رئاسة الجمهورية أكبر من إحتمالات الفراغ. فترشحي وترشح عون سيدفع أغلبية النواب إلى المشاركة في جلسة إنتخاب الرئيس".

واستطرد: "ان التمديد عمل إستثنائي ولا يتم اللجوء إليه إلا إذا لم يبق هناك حل إلا بالتمديد وسليمان لم يسع إلى التمديد، فأملي عند عون بالوصول إلى الرئاسة أكبر من أمل التمديد للرئيس سليمان".

واعلن جعجع "ان هناك مجموعة خبراء منكبون على إعداد الخطوط العريضة للبرنامج الرئاسي، وسأعلن برنامجي الإنتخابي بعد إعلان ترشيحي الرسمي والأمر قد يتم الأسبوع المقبل بعد إجتماع الهيئات الحزبية وإتخاذ قرارها في هذا السياق".

وقال: "ان التواصل بين الحريري وعون جيد ولكن لا أرى ان هناك تحالفا إلا إذا بدل عون تموضعه السياسي وأنا أتمنى ذلك، ولكن عون مكانه في السياسة وتيار المستقبل لا يزحزحه شيء عن سياسته".

وأكد ان "عندما يقرر حزب الله أن يتحاور جديا نحن مستعدون أن نتحاور معه، والنائب ستريدا جعجع في مجلس النواب قد عبرت عن الموقف القواتي الكلاسيكي ولكن قالته بكل ود وإحترام".

أضاف: "ان الناخبين الاقليميين الأساسيين هما إيران والسعودية ولكن هذا لا يعني أن الناخبين اللبنانيين لا يستطيعون تحديد خياراتهم، وعلاقتي مع السعودية جيدة جدا ولدي صداقات كبيرة جدا والتواصل جارٍ من خلال السفارة في لبنان واتصالاتي بعدد من الشخصيات والأمراء، بينما العلاقة مع إيران غير موجودة بسبب مواقفي الوطنية المتناقضة مع مواقفها، وأنا لا أذهب إلى السفارة الإيرانية وتم دعوة قواتيين إلى السفارة ولم أقبل بذهابهم إليها وهذا الأمر حصل قبل سنتين، ولكن عندما حصل تفجير السفارة ذهب النائب أنطوان زهرا إلى السفارة لتقديم واجب العزاء فقط من الجانب الانساني، وأبوابنا مفتوحة ومتى يريد السفير الإيراني المجيء إلى معراب فأهلا وسهلا به".

وأكد "أننا نريد أن يكون الرئيس السوري المقبل غير ممانع لتهدأ الأوضاع في سوريا، ولا نريده بتصنيف الرئيس بشار الأسد، نريد رئيسا يوقف حمام الدم في سوريا ويوقف الدمار هناك".

وأسف جعجع "ان السياسة الخارجية الأميركية منذ استلام الرئيس باراك أوباما بإنحسار كبير، ودور أميركا في الإستحقاق الرئاسي هو دور مواكبة فقط، فأميركا لا تريد اتخاذ مبادرات سياسية خارجية، مع العلم ان علاقتي مع أميركا جيدة وعادية من خلال السفارة والسفير مباشرة".

وأردف: "إذا أراد الاميركيون أو لم يريدوا نحن نريد محاربة الإرهاب فهذا بلدنا وليس بلدهم"، خاتما بالقول "إن حكومة 14 آذار هي من حاربت فتح الإسلام في حين أن الآخرين وضعوا خطوطا حمراء".

 

جعجع مرشّح جدّي وبرّي وجنبلاط يفضّلان "الفراغ" على عون!

في حساب عون أن القمصان السود سيقلبون معادلة الرئاسة ويجبرون وليد جنبلاط على الاقتراع لصالح!

وجدي ضاهر /الشفاف

الرئيس

دخلت معركة الرئاسة اللبنانية المهلة الدستورية التي يفترض ان تنتهي قانوناً، في 25 أيار/ مايو المقبل، بانتخاب رئيس جديد للبنان خلفا للرئيس ميشال سليمان.

المعلومات تشير الى ان الاتجاهات تنحو في اتجاه مواجهة رئاسية بين رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون.

وتضيف ان ترشّح الدكتور جعجع يضع قوى الرابع عشر من آذار، امام خيار وحيد نسبيا، وهو تبني ترشيحه، خصوصا انه الاقوى في صفوف هذه القوى مسيحيا وان أنصار ومحازبي "القوات" يتنامون في المناطق المسيحية بحيث يصعب على اي فريق او طرف سياسي تجاهل قوة "القوات" الانتخابية. فهي وإن كانت غير قادرة على حسم النتائج الانتخابية في بعض الدوائر المسيحية، إلا أنها قادرة على لعب دور رئيسي في إنجاح، أو إسقاط هذا المرشح او ذاك.

وتشير المعلومات الى ان ترشيح الدكتور جعجع لمنصب رئيس الجمهورية يقطع الطريق ايضا على من يسمونهم "مرشحي" التسوية والتوافق، في ظل إعلان قيادات قوى 14 آذار عن عزمها خوض الانتخابات الرئاسية بمرشح من صفوفها. وهذا ما يقلص فرص احتمال ان تتبنى هذه القوى ترشيح كل من جان عبيد، قائد الجيش جان قهوجي، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير السابق فارس بويز، وسواهم...

وتضيف المعلومات ان ترشح الدكتور جعجع لمنصب الرئيس يحرج ايضا قوى الثامن من آذار. فمواجهة جعجع لن تكون باقل من العماد عون! فالمسيحي القوي في صفوف 14 آذار، يواجهه مسيحي قوي في صفوف الثامن من آذار، وهذا ايضا يفتح الباب امام تسوية من نوع آخر، بحيث يصار، إذا تعثر انتخاب أيّ منهما الى انسحابهما لصالح مرشح ثالث.

وتاليا، تقول المعلومات، إن ترشح الدكتور جعجع لا يشكل مناورة انتخابية، بل هو جدي، وفي حال تعذر انتخابه، فهو يؤمن تحديد معايير 14 آذارية، للرئيس المقبل، من جهة، ويحوّل الحكيم الى ناخب رئيسي من جهة ثانية.

في المقلب الآخر، تنحصر المنافسة على الموقع الرئاسي بين العماد عون والنائب سليمان فرنجية، مع تشديد فرنجيه على اولوية ترشح عون، وفي حال تعذر وصول عون يتقدم فرنجيه، في حين ان "حزب الله" لم يعلن الى الآن تأييده علنا ترشح عون او فرنجيه كذلك الرئيس نبيه بري، والنائب وليد جنبلاط. تزامنا مع هذه الصورة، تجهد قوى 14 آذار في حركتها السياسية سواء تجاه البطريرك الماروني او سائر القوى الاخرى، الى حث الجميع على تأمين النصاب القانوني لجلسة الانتخاب، الامر الذي يبدو الى الآن انه في يد قوى 8 آذار. فالرئيس سعد الحريري ابلغ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ان كتلة المستقبل النيابية سوف تشارك في جلسات الانتخاب ولن تتمنع عن حضور اي جلسة ايا تكن الاسباب والمسببات. كما تصر سائر المكونات الاخرى في قوى 14 على المشاركة في جلسة الانتخاب أيضا أيا تكن الاسباب والمسببات.

وفي حساب الاصوات النيابية فإن هذه القوى قادرة على تأمين حضور 60 نائبا الى جلسة الانتخاب، وتاليا هي لا تستطيع تأمين النصاب القانوني الذي يشترط عرفا، وليس قانونا، حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب لانتخاب رئيس. المعلومات تشير الى ان قوى الثامن من آذار تنقسم بين من يريد المشاركة في جلسة الانتخاب، ويتقدمهم التيار العوني، وبين من يريد التوافق على إسم الرئيس المقبل، قبل تحديد موعد للجلسة الانتخابية، فتكون الجلسة تتويجا لمساعي التوافق على اسم وشخص الرئيس، ويتقدمهم الرئيس نبيه بري، مدفوعا من النائب وليد جنبلاط. المعلومات تشير الى ان للعماد عون حساباته من خلال اصراره على تحديد جلسة في ظل إعلان قوى 14 آذار مشاركتها في الجلسات، ما يعني في حساب الجنرال ان الرئاسة اصبحت في جيبه إذا استطاع إقناع حلفائه بالمشاركة فيتأمن النصاب! وفي حساب الجنرال انه لن يستطيع الحصول على اصوات ثلثي الاصوات من الدورة الانتخابية الاولى، إلا أن "القمصان السود"، الذين قلبوا معادلة الحكومة الحريرية وكلفوا ميقاتي بتشكيل الحكومة السابقة سيقلبون ايضا معادلة الرئاسة ويجبرون رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط على الاقتراع لصالح عون ، ما يضمن انتخابه رئيسا. للرئيس بري حسابات أخرى، حسب ما تشير المعلومات، فهو لا يريد إيصال عون الى قصر بعبدا، ويشاطره الرأي النائب جنبلاط! ويسعى بري وجنبلاط الى سحب ترشيح عون وجعجع من اجل مرشح ثالث، يتفقان على تسميته مع الرئيس سعد الحريري، وفي حال تعذر او استحال مسعاهما، يتجهان نحو الفراغ! وبدأ الرئيس بري خطوة عملية في اتجاه مبتغاه، حيث أنشأ لجنة نيابية من نواب "حركة امل" تجول على الفعاليات السياسية ما يعطي بري هامشا واسعا للمناورة وكسب الوقت حتى الايام العشرة الاواخر من المهلة الدستورية، ويقطع الطريق على اي مسعى آخر من قبل قوى 8 آذار، خصوصا العماد عون، من اجل إخراج طبخة الرئاسة من جيب الثنائي الشيعي. وفي حال تعذر او فشل مسعى الرئيس بري يسير الوضع نحو الفراغ الرئاسي حتى إشعار آخر.

 

مروان حمادة لـ”السياسة: “14 آذار” ستجمع على مرشح واحد

بيروت – “السياسة”: يتصدر الاستحقاق الرئاسي واجهة الاهتمامات السياسية في لبنان ويتقدم على ما سواه من ملفات, حيث تنشط الاتصالات بين الاطراف المعنية, سيما بكركي التي تقوم بدور بارز على هذا الصعيد, بهدف إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها, تفادياً لأي تأخير حتى انتهاء المهلة الدستورية. وفي هذا السياق, علمت “السياسة” ان البطريرك بشارة الراعي يجري مشاورات مع القيادات السياسية وخاصة المارونية منها لتأمين النصاب الدستوري المطلوب لجلسة الانتخابات الرئاسية والتأكيد على حضور جميع النواب, كما انه سيؤكد امام اللجنة الثلاثية التي سيلتقيها اليوم على أهمية اسراع رئيس مجلس النواب نبيه بري في تحديد موعد لجلسة الانتخابات لمعرفة مسار الامور الذي ستسلكه العملية الانتخابية, كون بكركي لا تحبذ تأخير هذا الموعد الى الأيام الاخيرة في المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 مايو المقبل.

من جهته, أكد النائب مروان حمادة لـ”السياسة” انه عندما سيدعو بري الى أول جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ستظهر المواقف عند معظم الاطراف, وقد تعلن آنذاك قوى “14 آذار” وقوى “8 آذار” وربما مستقلون آخرون عن الترشيحات للرئاسة الأولى. وقال حمادة: ان “14 آذار” ستجمع على “مرشح واحد, وبالتالي لايمكنني منذ الآن أن أحدده, كما أن احتمالي الذهاب الى رئيس توافقي أو المعركة موجودان”, معتبرا ان المعركة الانتخابية بدأت ليس فقط بين الاطراف الاساسية, ولكن حتى داخل كل فريق, “أما بالنسبة الى التوافق فسيمر في نظري عبر محطتين: الأولى توافق الفرقاء كلا على حدة على مرشحه, ثم من خلال صدام المرشحين الأساسيين, فإما نجاح أحدهما وإما التأجيل والتوجه إلى مرشح توافقي. واضاف حمادة ان “خيار التمديد (للرئيس ميشال سليمان) لم يسقط نهائياً, ومازال وارداً, مع ان الأمر يحتاج الى تعديل دستور ما يتطلب حضور 86 نائباً”.

 

انتحاري أم برميل متفجر: كيف علِم حزب الله مسبقاً بانفجار ضد الجيش حول عرسال؟

طارق نجم/وقع 14 آذار/أسرع حزب الله ليلة السبت الأحد إلى إدانة "التفجير الإرهابي الإجرامي الذي استهدف حاجز الجيش اللبناني في عرسال والذي نسبه إلى "النهج الإرهابي التكفيري" مطالباً "الأجهزة المعنية العمل بأقصى الجهد على ضبط المخططين للجريمة وما سبقها من جرائم وانزال العقوبات الرادعة بحقهم". هذا البيان واكبه كلام رئيس المجلس التنفيذي في 'حزب الله” هاشم صفي الدين،الذي قال أنّ "ما حصل من استهداف للجيش اللبناني سببه هو أن هذا الجيش الوطني يقوم بوظيفة الحماية والدفاع عن أمن اللبنانيين. وما نقوم به في سوريا وما يقوم به الجيش اللبناني هنا في لبنان يكمل بعضه بعضا لإبعاد لبنان عن خطر التهديدات القادمة من سوريا”.

هذا توريط فاضح للجيش اللبناني في ما يجري في سوريا من أعمال تتنافى مع أخلاقيات الجيش ومناقبيته بل هو كلام يجب أن يحاسب عليه السيد هاشم صفي الدين لأنّه يساوي بين الجيش اللبناني وواجبه المقدس في لبنان من جهة، وبين حفنة من القتلة المحترفين الذي يرفعون راية كتب عليها "حزب الله" وشعارات طائفية أخرى ينفذون جرائم ضد الإنسانية في بلد آخر، ولذا الأجدى أن يطلق على هذه الزمرة أنهم مجموعة مرتزقة.

لكن الآتي أعظم. فمنذ منتصف الأسبوع الماضي حذّرت مصادر أمنية مرتبطة بحزب الله من حدوث عمل أمني كبير (مع التشديد على كلمة كبير) ضد الجيش اللبناني المنتشر حول بلدة عرسال. وقد أكدت هذه المصادر أنّ من سيقوم بهذا العمل الأمني خلال الأيام القادمة هي مجموعة من السلفيين السوريين واللبنانيين وغيرهم من الجنسيات من دون أن يكون لهذا العمل هدف واضح.

وهنا تبدأ الأسئلة التي تطرح نفسها تكثّر؛ بدءً من التساؤل حول كيفية علم أمن حزب الله بحصول هذه العملية التفجيرية في هذا الموقع بالذات وقبل أيام أربع من حصولها. وإذا ما سلمنا جدلاً أن هناك اختراق أمني للجهات المنفذة لمثل هذه العمل، فلماذا قصّر أمن الحزب في التنسيق الاستخابراتي مع المؤسسة العسكرية حول حصول عملية مشابهة ضد احد حواجزها؟ استراتيجياً، كان حزب الله يسعى للإمساك بعرسال من اجل الدخول منها الى يبرود قبل المعركة بتسعة أشهر وهذا ما أخّر انطلاق معركة القلمون عملياً على الأرض. العوامل الإقليمية المتفجرة التي تتقاطع مع الواقع اللبناني القائم، تحبط محاولات حزب الله التخلص من عرسال. وبعد سقوط يبرود ووصول القتال الي فليطة، فإنّ عرسال اصبحت بشكل تام بين فكي نظام الأسد وحزب الله، وان كانت حتى هذه الساعة تثبت أنّها عصية على الكسر. وبالعودة الى التفجير الذي استهدف الجيش اللبناني في منطقة العقبة-عرسال، فقد تبيّن من تقارير الخبراء العسكريين اللذين وصلوا الى الحاجز أن سبب الإنفجار هو أحد براميل المروحيات السورية الذي سقط على الحاجز أثناء تفتيش الجيش لسيارة سورية كان يستقلها رجل وزوجته و3 أطفال من عائلة برو قادمين من فليطة السورية جارة يبرود. التعتيم الإعلامي كان سيد الموقف حتى الآن على هذه المجزرة التي نفذها الجيش الأسدي بالنازحين الفارين وكذلك بحق 3 شهداء من الجيش اللبناني بالإضافة الى 11 جريح.

إن ما جرى على حاجز العقبة – عرسال هو النموذج الأمثل لسلوك حزب الله. التنسيق بات واضحاً أنّه يجري بين حزب الله من جهة وبين الجيش الأسدي، ويبقى لبنان مكرهاً على دفع الدم والشهداء الواحد تلو الآخر على مذبح الدفاع عن الطموحات الشخصية والعقائدية لآل الأسد ولولاية الفقيه.

 

"صف سيارتك وطلاع على الصف" سببت له بضربة "ساطور" من أحد طلاب "حزب الله" في "هوفلان"!

خالد موسى/موقع 14 آذار/14

يبدو أن الأجواء الإيجابية التي سادت في الآونة الأخيرة على الصعيد السياسي لم تنجح في سحب فتيل التوتر على الصعيد الطلابي، خصوصاً في الجامعات التي شهدت أعنف المواجهات الإنتخابية بين المنظمات الطالبية والشبابية في قوى "14 آذار" وبين طلاب قوى "8 آذار" وما شهدت من إعتداءات تلت الإنتخابات من قبل طلاب "حزب الله" على زملائهم في حزبي "القوات والكتائب اللبنانية"، بعدما فاز الاخيرون في الإنتخابات في حرم الجامعة اليسوعية – هوفلان. لم يدرك طلّاب الجامعة اليسوعية في "هوفلان" أول من أمس أنهم على موعد جديد مع الاعتداءات، وأنّ الدروس ستتوقف مجدداً بعد مرور شهرين تقريباً على الأحداث الأخيرة في الجامعة نتيجة الانتخابات الطالبية. فقد سجل أول من أمس إشكال بين الطالب "القواتي" ايلي مسلم وزميله محمد الماجد المنتمي الى "حزب الله"، وهما في سنة ثانية إدارة أعمال، حيث ضرب الماجد مسلم بـ"ساطور"، ما أدى الى نقله الى المستشفى. وفي تفاصيل الإشكال، روى رئيس خلية "القوات اللبنانية" في هوفلان ماريو بريدي لموقع "14 آذار" ما حصل، وكشف عن أن "هناك قرارات عدة أصدرتها الادارة في حق مسلم، وأنه قد طُرد لمدة شهر ونصف الشهر، وعاد منذ أسبوع الى الجامعة، ومن المعروف أن لديه نقطة سوداء في ملفه الاداري، وهو مهدد بالطرد في حال صدر عنه أيّ تصرف او اشكال. وهذا الأمر دفع الطرف الاخر الى اتّباع سياسة معينة للإيقاع به عبر إشكال او نقاش سياسي لطرده من الجامعة"، مشيراً الى أن "مسلم شخص لا يسكت على الإستفزازات ولا يتحملها من أي شخص أتت، فكيف إذ أتت من ألذ الخصوم له في الجامعة".

ولفت بريدي الى انه "فيما كان مسلم يركن سيارته في مرآب قرب الجامعة، وصل الماجد لركن سيارته أيضاً وسأل مسلم عن عودته الى الجامعة فأجابه: "صفّ سيارتك وطلاع على الصف ما حدا حِكي معك"، عندها سأله الماجد: هل توجّه إليّ الحديث؟، فأجابه مسلم: "مظبوط، وإذا ما عَجبك طلاع على الصف"، مشيراً الى أنه "عند هذا الحد، توجّه الماجد الى صندوق سيارته وأخرج منه ساطوراً ضرب به مسلم، وأصابه بجروح متفرقة ومزّق قميصه، ونقل مسلم الى مستشفى "اوتيل ديو" حيث تلقّى العلاج، حيث تم الكشف عليه من قبل الطبيب الشرعي الذي أكد إستعمال أدة حادة في الإشكال، نظراً لعدد الطعنات التي تعرض له مسلم، وعلى الأثر أوقفت الإدارة الدروس، وحضرت القوى الامنية الى الجامعة". "إلا أن هذا الإشكال لم يتوقف عند هذا الحد"، بحسب بريدي وأضاف "أدى الأمر الى إستنفار وإشكال بين طلاب "القوات اللبنانية" و"حزب الله" داخل الجامعة، وقد تدخلت مراراً وتكراراً لثني الشباب عن تطور هذا الإشكال الى ما يحمد عقابه، وقد نجحنا في ذلك بالتعاون مع الإدارة والقوى العسكرية، غير أن مثل هذه الإستفزازات وغيرها تجعلنا غير قادرين على ضبط شبابنا داخل الجامعات نتيجة لعدم صبرهم على هذه الإستفزازات التي تككر دوماً بحق طلابنا، دون أن تعمد إدارة الجامعة على منعها ومعاقبة كل من يقوم بها". وكشف بريدي عن أن "الجامعة ستفتح محضراً تأديبياً في حق مسلم وماجد، وسيمنعان من دخولها وتقديم الامتحانات في انتظار صدور قرار الهيئة التعليمية"، متمنياً على إدارة الجامعة "إتخاذ القرار العادل وغير مجحف بحق الطلاب، وتغيير سياسة 6+6 مكرر وإلغاءها". ليس هذا هو الإشكال الأول والأخير في ظل الأجواء المتشنجة في البلد بفعل الجو السياسي المشحون، فإلى متى سيدفع طلاب لبنان ثمن الخلافات السياسية؟ موقع 14 آذار

 

لبنان: الإرهاب يدفع إلى التمسك بالخطة الأمنية

بيروت – الحياة/مع اقتراب موعد تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس (شمال لبنان) والبقاع، والتي استبقها التفجير الإرهابي الذي استهدف حاجزاً للجيش اللبناني في وادي عطا في جرود عرسال البقاعية في محاولة للإطاحة بها قبل أن ترى النور، أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان «ان الإرهاب والإجرام لن يخيفا جيشنا ولن يثنيا ارادتنا في مواجهتهما للدفاع عن الوطن وحماية اللبنانيين». وهذا ما شدد عليه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق معلناً تصميمه على متابعة الخطة الأمنية «لتأمين الأمن لأهالينا على كل الأراضي اللبنانية»، وكذلك قيادة الجيش التي رأت أن المؤسسة العسكرية ستكون عرضة للإرهاب لمنعها من بسط سلطة الدولة ووأد الفتنة، لكنها عازمة على السير قدماً في تنفيذ الخطة مهما كانت الصعاب. (للمزيد) وتأتي الاستعدادات لتطبيق الخطة الأمنية متلازمة مع استئناف جلسات الحوار الوطني اليوم برعاية رئيس الجمهورية، وفي غياب «حزب الله» و «القوات اللبنانية» وتيار «المردة» والنائب طلال أرسلان. ومع ان مرد غياب «القوات اللبنانية» عن الحوار هو ان بعض الأطراف لا تلتزم بالقرارات الصادرة عنه، فإن مقاطعة أبرز المكونات في «8 آذار» له باستثناء رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب «الطاشناق»، يفتح الباب أمام السؤال عن موقف النظام السوري من استئنافه ومدى ارتباط حلفائه في لبنان بقرار المقاطعة احتجاجاً على مواقف سليمان من الأزمة المشتعلة في سورية ومن توقيف الوزير السابق ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات من سورية الى لبنان لتفجيرها في عدد من الأمكنة في شمال لبنان.

وفي هذا السياق تؤكد مصادر مقربة من القوى والشخصيات التي ستلبي دعوة سليمان للحوار بأن هناك من بدأ يخطط لمعاقبة الأخير على مواقفه من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» بعدما اعتبرها بأنها «خشبية» وان لا مرجعية فوق مرجعية الدولة في حصرية السلاح وفي قرار الحرب والسلم.

وسألت المصادر نفسها عن الجدوى من الحوار على رغم انها ستلبي دعوة سليمان لاستئنافه طالما ان «حزب الله» سيتغيب عنه، وهذا ما لمح اليه أمينه العام السيد حسن نصرالله بقوله السبت الماضي بأنه سيعود للحوار، مع رئيس الجمهورية الجديد. ورد الرئيس سليمان، بطريقة غير مباشرة على الموقف الأخير لنصرالله، ورأى في خلال رعايته لمهرجان الأبجدية الشعري الأول في جبيل (جبل لبنان) ان مفاهيم الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال هي قيم «لن نتهاون بها أو نتنازل عنها الى جانب التزام الحياد والنأي بالنفس عن المستعر من نيران الجوار. كما ينبغي علينا استكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية انطلاقاً من التصور الذي رفعناه الى هيئة الحوار الوطني بما يقينا الأخطار الإسرائيلية وشر العواصف المحيطة بنا وخطر السلاح المستشري وخطر الإرهاب الأعمى». وأكد سليمان اننا «نورد ذلك عشية انعقاد هيئة الحوار (اليوم) لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية بهدف الإفادة من القدرات القومية والمقاومة وتعزيز قدرة الجيش اللبناني وإعادة البندقية حصراً الى قبضته، جيش لا توضع أمامه خطوط حمر». وكان استئناف الحوار اليوم موضع نقاش في لقاء الرئيس بري ورئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط مساء أمس في حضور الوزيرين علي حسن خليل ووائل أبو فاعور، اضافة الى سلسلة الرتب والرواتب مع معاودة مناقشتها في اللجان النيابية المشتركة. كما بحث بري وجنبلاط في الاستحقاق الرئاسي وفي توافقهما مع رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على ان الدورة الأولى لانتخاب الرئيس تحتاج الى ثلثي الأعضاء حضوراً واقتراعاً بينما الدورات الأخرى تحتاج الى الحضور نفسه فيما ينتخب الرئيس بنصف عدد النواب زائداً واحداً. وفي خصوص الخطة الأمنية علمت «الحياة» من مصادر أمنية بأن تحصينها لئلا يكون مصيرها الفشل كسابقاتها من الخطط، استدعى اصدار استنابات قضائية في حق أكثر من مئة شخص للمثول أمام القضاء للتحقيق معهم في الاتهامات الموجهة اليهم بتهديد الاستقرار العام والإخلال بالأمن والاستماع الى افاداتهم. وأكدت المصادر بأن زعيم «الحزب العربي الديموقراطي» النائب السابق علي عيد فر من مكان اقامته في عكار الى داخل الأراضي السورية، وانه استخدم لهذا الغرض قارباً صغيراً نقله من الضفة اللبنانية من النهر الكبير الى الضفة السورية، وقالت ان أركان الدولة تبلغوا من قادة الأجهزة الأمنية معلومات تؤكد فراره على رغم ان مذكرة توقيف غيابية كانت صدرت في حقه؟ ولفتت الى ان من بين المطلوبين للقضاء نجله رفعت عيد، وأكدت بأن جهات أمنية رجحت ان يكون انتقل سراً الى داخل الأراضي السورية تمهيداً للالتحاق بعائلته المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية، وقالت ان الاستنابات تشمل أكثر من 15 شاباً من جبل محسن في مقابل العشرات من بعض أحياء طرابلس وتحديداً باب التبانة، وعلى رأسهم ما يسمى بقادة المحاور ومن بينهم سعد المصري وزياد علوكي وعامر اريش وحسام صباغ وبسام موري ونزار مولولي وسهيل يخنه ومحمد نحيلي وبلال البقار وعمر ميقاتي وآخرون، اضافة الى الشيخ عمر بكري فستق، وان تخلفهم عن الحضور سيترتب على القضاء اصدار مذكرات توقيف غيابية في حقهم. وكشفت بأن الدعوات تشمل شاكر برجاوي على خلفية الاشتباكات التي تحصل من حين وآخر في عدد من أحياء طريق الجديدة في بيروت، وقالت انها تشمل أيضاً أشخاصاً من عرسال على رأسهم مصطفى الحجيري الملقب بـ «أبو طاقية» على خلفية ارتباطه بالمدعو سامي الأطرش الذي قتل منذ أيام في أطراف البلدة بعد اشتباكه مع دورية للجيش اللبناني، اضافة الى العشرات من بلدات البقاع الشمالي وجرود بعلبك المتهمين بحوادث الخطف التي استهدفت عشرات المواطنين وابتزاز ذويهم لدفع فدية مالية لقاء الإفراج عنهم وسلب السيارات والاعتداء على القوى الأمنية

 

الجوزو: الذهب يصبح رخيصا عندما يوضع في غير محله

وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "ان الذهب يصبح رخيصا عندما يوضع في غير محله، ويصبح في خدمة من يعلن حربه القذرة اول ما يعلنها على اطفال درعا". وقال: "اين الذهب الذي تتحدثون عنه التراب اغلى منه عندما يدخل في اطار التمرد على الله، وذبح الابرياء وتعذيب الاطفال والاعتداء على النساء. حقا انها مبادىء خشبية، وقيم خشبية، ولغة خشبية اقرب منها الى عبدة الاوقاف".

 

النائب زياد القادري: قتال حزب الله في سوريا لا يجني علينا إلا موجة إرهاب ملعونة

وطنية - استنكر عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري "التفجير الإرهابي الذي استهدف حاجزا للجيش في جرود عرسال"، مشيرا إلى أن "قدر الجيش أن يبذل التضحيات من أجل الوطن وأن يحمي حدوده ويفتدي بدماء شهدائه أمن لبنان واستقرار اللبنانيين". وتقدم في بيان اليوم من قيادة الجيش وأهالي الشهداء بأحر التعازي، وتمنى للجرحى الشفاء العاجل، وأكد أن "الجيش ليس وحيدا في مواجهة الإرهاب، أيا كان مصدره، إنما يحظى بدعم كل اللبنانيين وبإجماع وطني على حماية لبنان"، منوها "ببيان قيادة الجيش الذي أكد العزم على المضي قدما في تنفيذ الخطة الأمنية تأكيدا لأن الجيش لن يتراجع أمام ضربات الإرهاب مهما اشتدت وكانت التضحيات". ورأى "أن قتال "حزب الله" في سوريا لا يجني على اللبنانيين إلا موجة إرهاب ملعونة، تشرع لبنان أمام شتى المخاطر ما يدفعنا مجددا إلى مطالبة الحزب بالإنسحاب من سوريا والكف عن توريط لبنان في حروبه المجنونة التي تأتي بالويلات على اللبنانيين".

 

جبران باسيل: لبنان أمام خطري الإرهاب وتوطين السوريين ومسؤوليتنا الوقوف مع الجيش

وطنية - أقامت هيئة مدينة جبيل في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي في مستيتا - جبيل في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، النواب: وليد الخوري، سيمون ابي رميا وعباس هاشم ، النائب السابق شامل موزايا، رئيسة حزب الديموقراطيين الاحرار تريسي شمعون وحشد من قياديي التيار ومناصرين ومدعوين. بعد النشيد الوطني وتقديم من نبيل عساف، ألقى منسق هيئة مدينة جبيل جيسكار لحود كلمة اشار فيها الى ان "سياسة التيار في جبيل تقوم على التعاون بين مختلف العائلات الجبيلية للمحافظة على الارث الثقافي في المدينة وتطويرها على المستويات كافة".

باسيل

وألقى باسيل كلمة شكر في مستهلها لهيئة التيار في مدينة جبيل مبادرتها ولنواب جبيل الجهود التي يبذلونها لتحقيق المشاريع على مستوى قضاء جبيل.

وقال: "لبنان امام خطرين كبيرين ليسا عاديين تحدث عن أحدهما صديق لبنان السفير البريطاني طوم فليتشر بإشارته الى توطين السوريين في لبنان. عندما نبهنا الى ان هذا الموضوع هو خطر حقيقي لم يؤخذ على محمل الجد ، لكن السفير الاجنبي يلفت الى ان خطر التوطين ليس وهميا، هذا الموضوع لم يكن مطروحا في السابق ، واؤكد انه ليس اعتياديا والتعاطي معه لا يجب ان يكون اعتياديا، بل يجب ان نعي حقيقة انه خطر كياني يمكن ان يتحول الى توطين ويجعلنا ننزح عن لبنان لذلك يجب ان نتصرف في الحكومة على هذا المستوى". أضاف: "الخطر الثاني هو الارهاب غير المستجد على لبنان لكن الوتيرة التي يحصل فيها والاسلوب الذي يعتمد من قبل لبنانيين من مناطق معروفة باعتدالها ووطنيتها ويقومون بتفجير أنفسهم بالجيش اللبناني وبهذه الوتيرة، فهذا الامر ليس اعتياديا في لبنان ، نحن امام مسؤولية وطنية كبيرة ولا يمكن مواجهة هذين الخطرين ونحن منقسمون لان هذين الخطرين مستوردين من الخارج ، خطر النزوح السوري ولو كان يأتي من دولة شقيقة انما هو خارجي، وكذلك خطر الارهاب الذي يصدر الى لبنان ويلاقي أماكن للتمركز فيها، انما هو فكر مستورد ودخيل وليس لبنانيا".

وتابع: "البلدان تتحد أمام الاخطار الخارجية من اجل مواجهتها ولا تذهب الى مزيد من الانقسام، وهذان الخطران يدعوان اللبنانيين الى الوحدة أولا على مستوى التيار الوطني الحر وهذا أمر مفروغ منه، ثانيا على المستوى المسيحي فالوضع يتطلب ان تكون لدينا وحدة مسيحية استثنائية غير مسبوقة ونعي اننا مهددون بوجودنا ومسيحيتنا ولبنانيتنا وعلينا ان نواجه كفريق واحد لنعطي مثالا ليكون جميع اللبنانيين موحدين. وحدتنا المسيحية الوطنية ليست على مكاسب ومناصب ومواقع بل لنعطي الانموذج للذهاب الى وحدة وطنية حقيقية ويكون اللبنانيون مجتمعين على مواجهة هذه الاخطار".

وشدد على أن "هناك فرصة حقيقية وهناك ثروات، وهناك ثروة طبيعية ثروة النفط والمياه، وحان الوقت للاستفادة منهما لمواجهة هذه الاخطار"، وقال: "لا أعرف اذا كان على اللبناني ان يعاني من العطش حتى ندرك ان ثروة المياه هي ثروة وطنية طبيعية حقيقية للاستفادة منها، ولا اعرف اذا كان على لبنان ان يذهب الى كارثة اقتصادية أكثر من ذلك حتى ندرك ان ثروة النفط يجب الاستفادة منها حاليا حتى لا نفوت هذه الفرصة. من موقع مسؤوليتي ولا سيما من موقعي في وزارة الخارجية أرى ان فرصة النفط في لبنان ليست مفتوحة طول العمر والى ما شاء الله لان أحدا لا يعرف تطور موضوع الطاقة في العالم واتجاهاته، ففرصة النفط متاحة اليوم للبنان".

وأشار الى ان "ثروة الانسان اللبناني هي الاهم وأيضا ثروة المغتربين المنتشرين في العالم الذين يحتاجون الى رؤية وحدة وطنية لبنانية حقيقية لكي يساهموا بالجهد والمال واللوبي اللبناني الذي من غير المسموح ان يكون مغيبا، اسرائيل دولة صغيرة ولديها لوبي كبير، ولبنان دولة صغيرة لكن انتشار ابنائه أكبر واوسع ورسالته اهم بكثير لان اسرائيل رسالتها الكيان اليهودي الكيان الطائفي، بينما رسالتنا الكيان المتعدد الذي رسالته انسانية كونية من دون حدود، فلبنان النقيض للكيان الاسرائيلي". وختم باسيل: "نحن مقبلون على مرحلة نحمل خلالها صوتا لبنانيا صافيا حقيقيا ويجمع كل اللبنانيين وليس فئويا، ومسؤوليتنا اليوم الوقوف مع الجيش الذي يقوم بمهمات كبيرة وان نجول على العالم لتأمين الامكانيات للجيش بالسلاح والعتاد وليس بالمواقف السياسية. نحن مقبلون على أيام وعلينا ان نعرف كلبنانيين ان هذا الجيش ليس جيش المسيحيين ولا جيش المسلمين بل هو جيش كل اللبنانيين ويحارب باسمهم جميعا ويواجه ارهابا لا طائفة له، لا هو مسلم ولا هو مسيحي، والذين يستخدمون الارهاب باسم الله الاسلام براء منهم ونحن المسيحيون نقف وراء الاسلام الحقيقي، الاسلام اللبناني المعتدل في مواجهة هذا الارهاب الذي يريد ازالة المسلمين والمسيحيين ولبنان وكل نموذج للتعدد في العالم. اللبنانيون موحدون لمواجهة هذين الخطرين".

 

سليمان في مهرجان الابجدية الشعري: نأسف لقرار بعض اركان هيئة الحوار بعدم الحضور ونأمل ان ينضموا لاحقا لمركب الوحدة الوطنية

وطنية - رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، مهرجان الابجدية الشعري الاول الذي نظمه المجلس الثقافي في بلاد جبيل، بالتنسيق مع التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث، في منتجع الاوريزون السياحي في حبوب - جبيل، شارك فيه ثمانية شعراء من دول عربية بقصائد من الشعر الكلاسيكي الموزون والمقفى وهم: حيدر محمود من الاردن، مليكة العاصمي من المغرب، حميد سعيد من العراق، سهام الشعشاع من سوريا، فؤاد طمان من مصر، المنصف المزغني من تونس، حنين عمر من الجزائر وانطوان رعد من لبنان. حضر المهرجان الى الرئيس سليمان، وزراء السياحة ميشال فرعون والثقافة روني عريجي والمهجرين أليس شبطيني، النواب: وليد الخوري، عباس هاشم ونعمة الله ابي نصر، الوزير السابق ناظم الخوري، النائبان السابقان فارس سعيد وميشال الخوري، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وكبار موظفي القصر، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، المحافظ انطوان سليمان، قائد الدرك العميد الياس سعادة، القائمقام نجوى سويدان، رئيس اتحاد بلديات جبيل فادي مرتينوس وحشد من ممثلي الاحزاب والتيارات السياسية في المنطقة ورؤساء البلديات والمخاتير وفعاليات سياسية وروحية واهلية واجتماعية وثقافية ومدعوون.

نوفل

بعد النشيدين الوطني والمجلس الثقافي وتعريف من المربي توفيق صفير، القى كلمة المجلس الثقافي الدكتور نوفل نوفل، الذي لفت الى ان "جبيل لم تكتف باختراع حروف الابجدية ورفعها الى المقام الاول في الحضارة الانسانية، بل تابعت التمدين في كل العصور، فأعطت الشرق والعالم ابجدية الديمقراطية، ابجدية الحرية، ابجدية العدالة، ابجدية حقوق الانسان حتى خلد العالم بيروت أم الشرائع وجبيل شمس الابجدية، وقيل ان لم يكن لبنان من أعلى جبال الجغرافية فانه من أعلى قمم التاريخ" . وخاطب الرئيس سليمان قائلا: "لقد جعلتم علاقتكم بوطنكم كعلاقتكم بربكم، فاعتبرتم المسؤولية واجبا ومارستم الحساب في محاسبة الضمير، فبدوتم الرئيس المطبوع على التوافق، يحاور ولا يجادل، يعمل بالمبدأ القائل: "أنر الزاوية التي أنت فيها" وخصوصا ان في مجتمعنا زوايا مظلمة كثيرة، فلو انار كل واحد منا الزاوية التي هو فيها لأصبحت كل الزوايا منيرة، واصبح كل الوطن مشعشعا متلألئا؟!

أضاف: "لقد اعطيتم الوطنية هدفا كبيرا ووحيدا، وهو ان يكون الوطن كبيرا، وعلمتم الجميع بأن في الوطنية يستحيل الانحناء، اما في السياسة فيستحيل الوقوف دون الانحناء.. احيانا؟! وختم مؤكدا ان "المجلس الثقافي المؤتمن على التراث الانساني لبلاد جبيل، الحارس لمنارة سفن احرف نورها الى العالم، الساعي دوما لكي يسكن الوطن في قارورة عطر ويخبئه في خابية خمر ويحفظه في صدفة بحر سيبقى ثروة الوطن وسوار الامة".

حواط

والقى رئيس بلدية جبيل زياد الحواط كلمة، ركز فيها على ان "ما تنعم به جبيل حاضرا من الفة وطمأنينة واستقرار هو صورة لما يجب أن يكون عليه لبنان المستقبل حيث يتنافس المواطنون على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم السياسية على خدمة الوطن وعلى التضحية في سبيل مجده وازدهاره"، معتبرا ان "الاحتفال بعيد الابجدية دليل ساطع على ابداع ابناء جبيل"، معربا عن تقديم الدعم الدائم لتحقيق المزيد من المشاريع الثقافية.

وخاطب الرئيس سليمان قائلا: "اما أنتم يا فخامة الرئيس، لن نكتفي بشكركم على دعمكم واهتمامكم وجهودكم لما قدمتوه من انماء وتطوير ومشاريع، الا اننا ايضا نشد على ايديكم ونحتضن مواقفكم الوطنية الناصعة التي تضع الاسس المتينة لبناء مستقبل مشرق وبناء، نعم لقيام دولة المؤسسات والقانون، دولة الاستقلال والحرية، دولة سليمة متعافية، دولة تبسط سلطتها على كافة ارجاء الوطن، دولة لا يعلو على جيشها اي سلاح، دولة محايدة عن الصراعات والنزاعات. يوما بعد يوم، يستقر فكر اللبنانيين عند كلامكم ومواقفكم الواضحة والجازمة ويبادلكم اللبنانيون حبا بحب ووفاء بوفاء". وشكر المجلس الثقافي على هذه المبادرة ومرحبا بالشاعرات والشعراء العرب لا كضيوف على مدينة جبيل بل كأهل وإخوة اعزاء. وعاهد أبناء المدينة البقاء أوفياء لوهجها الحضاري وتألقها التاريخي، "وما اختيارها أحلى مدينة سياحية عربية لعام 2013 سوى الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل".

ابي نصر

والقى النائب نعمة الله ابي نصر كلمة، اشار فيها الى ان "عيد الابجدية يترسخ، سنة بعد سنة، ويدخل روزنامة الأعياد الوطنية من دون عطلة أو تعطيل"، معتبرا ان "تكريم الابجدية هو تكريم الحاضرة الفينيقية الأم جبيل التي أطلق عليها اليونان إسم مدينة الحرف "بيبلوس"، فاستحقت عن جدارة لقب مدينة الآلهة مولد أدونيس وعشتروت، مدينة الحرف، الحرف الذي أطلق شهرتها في العالم القديم جاعلا منها أول مدينة معولمة كوزموبوليتية في عصرها، مؤكدا ان "الدين والحرف متلازمان في تاريخ لبنان إنطلاقا من جبيل التي تستحق أن تكرمها الأمم المتحدة بإنشاء أهم صروح الثقافة فيها". وشدد على ان "عيد الأبجدية يحفزنا لنطالب الحكومة اللبنانية والقيمين على التعليم الجامعي تحديدا في أن يؤسسوا للجامعة اللبنانية في جبيل معهدا للغات والحضارات يعيد نبش كنوزنا المشرقية ويؤسس لدور نهضوي في مستقبل هذا المشرق. وأبرز أهمية المعنى الحضاري لدور لبنان في إكتشاف الحرف، أساس الكلمة، والكلمة هي اللسان أي اللغة واللغة هي الحوار، فالحوار مع الله هو الصلاة، رابط الصلة بين السماء والأرض، والحوار بين الناس هو التواصل الذي من دونه لا تنمو المجتمعات".

وقال: "باللغة خاطب الله شعوب المشرق السامي، خاطبهم بالحروف لفظا وكتابة فنزلت حروف من نار في رسالة موسى فوق لوح حجري وتوهجت رسالة يسوع العظيم حروفا تنطق بالأمثال. ونزلت على النبي العربي قرآنا كريما سكبه الأولون حروفا في مصحف". ووجه تحية إلى رئيس البلاد إبن جبيل، "المؤتمن على قيم هذا الوطن، وإلى بلدية جبيل رئيسا وأعضاء وفعالياتها، وإلى القيمين على مجلس جبيل الثقافي رئيسا وأعضاء، الساعين إلى نهضة ثقافية حقيقية في بلاد جبيل، تتجلى بتعريف الأبناء والأحفاد على عطاءات الأجداد على ممر العصور، ليستمر لبنان حصنا في وجه الجهل والإرهاب وفي طليعة ورشة الحضارة، متابعا المسيرة المشرفة في إثراء التراث الإنساني".

سليمان

والقى سليمان كلمة للمناسبة جاء فيها: "لن يخيف الارهاب والاجرام جيشنا ولن يثني ارادتنا على مواجهتهما وبذل الارواح والدماء على مذبح الدفاع عن الوطن وحماية اللبنانيين وارزاقهم وممتلكاتهم. عندما أقسم هؤلاء الجنود الأبطال قسم الشرف والتضحية والوفاء، كانوا يتنظرون ما يتربص بهم: المجرمون والارهابيون. ومهما غال المغالون فإن وطنا لديه جيش كالجيش اللبناني هو الذي سينتصر، والسلم على الحرب سينتصر، والايمان على التكفير والالحاد سينتصر. اطلب من السادة الكرام الوقوف دقيقة صمت اجلالا لأرواح شهداء الجيش الذين سقطوا بتفجير الامس. يوم ابحرت سفن الابجدية، من على الرمال الذهبية لشاطئ جبيل، انطلقت العقول والالسن والقلوب، في شعاع واسع من افكار نيرة تقود بجرأة واندفاع، العالم الراقد آنذاك، نحو ثورة مشحونة بعوامل التجدد الثري ومواجهة الجهل والمعتقدات المتحجرة، لتصير اطارا براقا لحضارات الشعوب وثقافاتها ووسيلة لنقلها من جيل الى جيل. لقد استحوذت اللغة العربية على نصيب وافر من فوائد تلك الابجدية، كما استحوذ الشعر العربي، بدوره، على حيز شاسع من تلك الفوائد، في خلال رحلته الشيقة، من عكاظ الى المربد، مرورا ببيروت والقاهرة ودمشق والكويت، ولقاءات اخرى، في مرابع شعرية عديدة زينت حواضر عربية زاهرة. ان للأبجدية، التي نحتفل معكم بعيدها اليوم، محطة مضيئة في مدينة الحرف والحضارة. فقد اعتمد مجلسكم الثقافي، هذا العيد نشاطا بارزا يشير الى استعادة لبنان وهج مركزه الثقافي. وهنا لا يغيب عن البال ان في جبيل للشعر صوامع ومناسك وصناجات يشكلون لائحة طويلة ممن كرمتموهم او ستكرمونهم في المستقبل. كذلك تزخر جبيل بصروح العلم العريقة والمحترفات الفنية التي تخرج من رحابها رجالات دين ودولة، وعلم وفن، وأدب وثقافة. فبالإضافة الى الجامعة اللبنانية- الاميركية الذائعة الصيت، والمركز الدولي لعلوم الانسان الذي اعيد اطلاقه في ايار الفائت، انضمت منذ العام 2011 جامعة CNAM (المعهد الوطني للعلوم التطبيقية) في نهر ابراهيم والتي تؤسس لنهضة علمية واعدة تساهم في تطور المنطقة وانمائها. كما ان اطلاق فرع لكلية العلوم في عمشيت هو البرعم الذي نأمل في ان يتفتح ويزهر تجمعا كبيرا لعدد من كليات الجامعة اللبنانية، نعمل لتحقيقه في قرية اده، وكلها تصب في مصلحة المواطن اللبناني ومستقبل اولاده.

ان للأبجدية هذه، الدور الرائد في تجسيد الافكار التي ينتجها العقل البشري، وفي حفظها وتعميمها، كما انها شكلت وتشكل اداة التواصل بين جميع طبقات البشر، من كل الاجناس والالوان والتوجهات، مما جعلها اللبنة الاولى في بناء العولمة التي تعيش البشرية في كنفها اليوم. فقد عول عليها الفلاسفة والعلماء والمصلحون والقانونيون ورجال الدين، ليصبح للفلسفة ابجديتها، وللعلم ابجديته، وكذلك للقانون وللديانات السماوية وللمادية الالحادية.

كذلك اصبح للسلم ابجديته، وللحرب ابجديتها، ما منحها التأثير الفاصل في مجرى النزاعات والحروب، وصوغ الاتفاقات، وفي ادارة نتائجها ومفاعيلها في الشرق والغرب. لقد حل الحرف في التعبير محل الرسوم والنقوش. الحرف الذي التصق بالحبر الذي يراق على الطروس التي تضم بجرأة وثبات أي دستور او ميثاق او اتفاق او اعلان، كإعلان بعبدا مثلا، الذي اعتمدته المرجعيات الدولية، في كل مقارباتها لأوضاع لبنان، واخيرها وليس آخرها، الاعلان الختامي لقمة الكويت العربية الاسبوع الفائت. فاختزل الحرف المكان والصوت، والزمان عند المبصرين، وحل محل البصر عند المكفوفين. واحدثت الابجدية انقلابا في التشريعات والاحصاءات والتبادل الثقافي، وفي التلاقي والتحاور بين الناس جماعات ومجتمعات. وطاول هذا الانقلاب، المجال السياسي، اذ اصبح للسياسة كذلك ابجديتها، نتكئ عليها ونسير على هديها في تعاطينا ومعالجتنا للأمور الوطنية، تحت مروحة واسعة من العناوين، باتت قوتنا اليومي. فمفاهيم الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال، التي تتوج العمل الوطني، هي قيم لن نتهاون بها او نتنازل عنها، الى جانب التزام الحياد والنأي بالنفس عن المستعر من نيران الجوار. كذلك يقتضي اعادة احياء ادارات الدولة ومؤسساتها وتنظيمها، واقرار اللامركزية الادارية التي تخفف معاناة الناس، وتحصين الوطن، قلما وبندقية ومصرفا وميزان عدالة. اما تحصين الدستور، الذي اقر في الطائف، والذي لا تزال الحاجة ماسة اليه، فهو لا يزال هما وطنيا، يتطلب النظر في الاشكالات والثغرات الدستورية التي تعوق دوران عجلات الدولة. كما ينبغي علينا استكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، انطلاقا من التصور الذي رفعناه الى هيئة الحوار الوطني، والذي يقينا الاخطار والاطماع الاسرائيلية وشر العواصف المحيطة بنا، وخطر السلاح المستشري، وخطر الارهاب الاعشى الذي يأكل اول ما يأكل الشباب الذي لم يعد يقدر قيمة الحياة التي وهبه اياها الله.

كما نؤكد في مجال مكافحة الارهاب، على دور رجال الدين والمرجعيات الكبرى في لبنان والمنطقة، في الشرح والتوجيه وتحريم ثقافة الموت، في موازاة دور الدولة في المراقبة والملاحقة والمحاكمة والقصاص. فالتكفيري الذي يكفر الآخرين من البشر هو وحده الكافر. نورد ذلك عشية انعقاد هيئة الحوار الذي دعونا اليه غدا في قصر بعبدا، لاستكمال مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، بهدف الافادة من القدرات القومية والمقاوِمة، وتعزيز قدرة الجيش اللبناني، واعادة البندقية حصرا الى قبضته، مما يعزز هيبته وقدرته على اقتلاع الارهاب من جذوره: جيش لا توضع امامه خطوط حمر. واذ نأسف لقرار بعض اركان الهيئة بعدم الحضور، فإننا نأمل في ان ينضموا في الجلسات اللاحقة الى مركب الوحدة الوطنية. هذه العناوين كلها تنبثق من ابجدية لغوية وسياسية فرضت نفسها على الواقعين اللبناني والدولي.

يسرني ان اكون بينكم هذا اليوم وبين الشعراء العرب الضيوف، أحملهم سلامي ومحبتي الى مسؤولي بلدانهم ومواطنيهم، لنستمتع معا بأريج هذا المهرجان الحاشد والهادف. ويسعدني ان اتوجه بالتهانئ الى المجلس الثقافي في بلاد جبيل، هيئة ادارية واعضاء، وهو الامين على الثروات الثقافية المتراكمة في المنطقة. اشجعكم وادعوكم الى بذل المزيد من الجهد، بالتنسيق والتعاون مع ادارات الدولة، والى رسم الخطوات الطموحة للارتقاء بالمجلس الى مصاف الاكاديميات المرموقة، مرجعيات تنظم وتنشر العمل الثقافي، وتمنح الجوائز للأعمال الثقافية والعلمية المميزة، ويركن الى آرائها، وتحترم احكامها عند أي مأزق ادبي او علمي.

فالمجالس الثقافية يجب الا تكتفي برعاية الادب والشعر فحسب، بل ترعى العلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا وغيرها، والترويج لثقافة التلاقي بين مكونات الوطن ودفعها الى اقامة الحوار المجدي، والهادف الى تمتين العلاقة بينها، والى تحصين لبنان. ولا ننسى ان حب الحياة والسلام ثقافة، والديموقراطية ثقافة، وتطبيق القانون ثقافة، والايمان بالدولة ومؤسساتها ثقافة، واحترام حقوق المرأة واشراكها في الحياة السياسية ثقافة.والثقافة هي التزام المواثيق والعهود وعدم التنكر لها، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الاخرى. والثقافة تبدو اكثر رسوخا في احترام نتائج الديموقراطية والقوانين والانظمة المرعية. كذلك اشجع المجلس على الاستمرار في احترام الادباء والعلماء الجبيليين، الراحلين والذين مازالوا بيننا، وتكريمهم، وضم المزيد من الرجال والنساء البارزين في حقول العلم والادب والثقافة في كل الطوائف والمذاهب والمشارب، على مساحة الوطن كله. وهذا الدور الثقافي الوطني يعكس وجه بلاد جبيل التعايشي التاريخي، المتقن لأبجدية التحاور والصفح والمسامحة والتسامح والمواطنية الكاملة، نموذجا للبنان كله، فيساهمون في الحفاظ على تراثه وارثه الفكري والثقافي ويكرمون بذلك الابجدية، ابجدية ابحار جميع اللبنانيين نحو وجهة واحدة هي سلامة الوطن. عشتم، عاش لبنان".

بعد ذلك، قدم رئيس المجلس الثقافي انطوان رعد درعا تقديرية الى الرئيس سليمان.

مسيرة ثقافية الى القلعة والميناء

واختتم المهرجان بمسيرة تحية الى المبدعين الجبيليين الاوائل للحرف وناشريه في العالم، انطلقت من ساحة الرئيس سليمان وسط السوق التجاري في جبيل مرورا بالسوق القديم، تتقدمها فرقة خيالة التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث وفرقة موسيقى كشافة الجراح وفرق موسيقى المتين وأسرة المحبة مشمش وفرقة الخيول للسيف والترس مجدليا - عاليه، وصولا الى ناووس أحيرام في القلعة التاريخية المزدان بأقدم أبجدية في العالم من اختراع جبيلي. ثم توجهت الى الميناء البحري قبالة السفينة الفينيقية حيث القى الشعراء: رئيس جوقة الليالي عادل خداج، نقيب شعراء الزجل جورج ابو انطون، رئيس جوقة التراث جورج لطيف، محمد توفيق صادق وايلي حنا، قصائد مختارة من الزجل والشعر العامي اللبناني.

 

الراعي دان استهداف الجيش وناشد الحكومة إحكام الخطة الامنية

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، لمناسبة عيد الاخويات العالمي، بدعوة من رابطة الاخويات في لبنان، عاونه فيه المشرف على الرابطة المطران ميشال عون، المطران شكر الله نبيل الحاج، المرشد العام على الرابطة الاب سمير بشارة اليسوعي، المرشد المركزي لاخويات الشبيبة الخوري جان موسى، المرشد المركزي لاخويات الفرسان الخوري شربل موسى، رئيس مزار بيت عنيا الاب خليل علوان، وتولت جوقة طلائع العذراء في متن الجبل بقيادة الاب نعمة الله عنيسي خدمة القداس الالهي، بمشاركة حشد من المؤمنين وآباءالرهبان والراهبات، رؤساء الأديار وهيئات مجتمع مدني.

العظة

بعد تلاوة فصل من الانجيل المقدس ، ألقى الراعي عظة، "أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك" ، ومما جاء فيها: "بهذه العبارة قالت مريم كلمة "نعم" لتصميم الله عليها، فكان تجسد ابن الله، وتحقيق سر الفداء، وولادة الكنيسة بالروح القدس، وقد جعلها المسيح مؤسسها "أداة الخلاص الشامل وعلامته" (الدستور العقائدي في الكنيسة 48). إنها كلمة بدلت مجرى التاريخ وقادته إلى ملء معناه وغايته. ولأن مريم اختبرت أبعاد هذه الكلمة، المعبرة عن طاعتها لإرادة الله، كيفما تجلت، وكخبيرة في مشاعر يسوع ابنها ومكنونات قلبه، قالت للخدم في عرس قانا الجليل: "مهما يقل لكم، فافعلوه"(يو2: 5). هذه التوصية اختارتها أخوياتنا موضوعا لهذه السنة".

وقال: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الالهية، هنا في بازيليك سيدة لبنان، إحياء لعيد رابطة الأخويات. فيطيب لي أن أحيي، باسم أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، جميعَ أخوياتنا في لبنان، وعلى رأسهم سيادة أخوينا المطران ميشال عون المشرف على الرابطة من قبل المجلس، والمطران شكرالله - نبيل الحاج المشرف السابق، كما أحيي رئيسها السيد غطاس نخله ومرشدها العام الأب سمير بشاره وسائر أعضاء اللجنة الإدارية. ويكتسب الاحتفال السنوي هذا بعدا يوبيليا بمرور 451 سنة على تأسيس الأخويات في العالم. إننا نرفع إلى أمنا مريم العذراء نشيدَ الشكر والتسبيح الموجه بلسان أشعيا للحكمة الألهية المتجلية فيها: "قد أوتيت مجد لبنان، وبهاء الكرمل والشارون. فيك نرى مجد الرب وبهاء إلهنا"(راجع أشعيا 35: 2).

وتابع: "يسعدنا أن نطلق في المناسبة "جيش الوردية" الذي قررته اللجنة المركزية لأخويات شبيبة العذراء، تلبية للنداء الذي وجهه قداسة البابا فرنسيس خلال الاحتفال بالأيام العالمية للشبيبة في البرازيل في تموز 2013، إذ قال: "أعطوني جيشا يصلي الوردية، فأحرر به العالم". "جيش الوردية" هو أخويات الشبيبة في لبنان التي تلتزم بتلاوة المسبحة الوردية في الرعايا، في كل أول أربعاء من كل شهر. إننا نثني على هذه المبادرة الروحية، التي ستكون لها الثمار الوفيرة من يدي أمنا مريم العذراء المفتوحتين لهذه الغاية من على قمة حريصا. ونحيي اخويات الشبيبة، وبخاصة مرشدها المركزي الاب جان موسى، ورئيستها الآنسة سينتيا الحايك. اننا نصلي من جميع اخوياتنا لكي تزدهر وتنمو لمجد الله وخلاص اعضائها". أضاف: "لا يسعنا في المناسبة إلا ان نعرب عن حزننا لوقوع ضحايا في الأمس من الجيش اللبناني وقوى الامن في طرابلس وعلى حاجز عرسال في البقاع. إننا نعزي اهلهم وقيادة الجيش، ونسأل الله الراحة الدائمة في السماء. ولكننا نحزن بنوع خاص ونأسف وندين هذا التعدي على الجيش والقوى الامنية على يد مجموعات تكفر بالانسانية والوطن والقانون، ونأسف للتغطية السياسية التي يحظون بها، والتغطية مشاركة في الكفر والاعتداء على الدولة والوطن والمؤسسات". وقال: "إننا نناشد الحكومة إحكام الخطة الامنية التي قررتها مع المجلس الأعلى للدفاع، وتقتص من كل المجرمين ومن يتلطى وراءهم ويستغلهم ويجردهم من إنسانيتهم واحترامهم لقدسية الجيش والقوى الأمنية المكرسة لخدمة الشعب اللبناني وكل من يطأ أرض هذا الوطن".

وتابع: "يندرج احتفالنا في إطار عيد بشارة الملاك لمريم العذراء، الذي أقمناه الثلاثاء الماضي. بجوابها "نعم" للبشرى الإلهية، ولو لم تفهم كل أبعادها وصعوباتها، إنفتحت مريم على أفق الله، بالخروج من أفقها الصغير، ومن مشروع زواجها من يوسف، فتبدل مجرى تاريخ العالم. بفضل ذاك الجواب "نعم"، الذي به كرست كل ذاتها نفسا وجسدا، فكرا وقلبا، لتحقيق مقاصد الله كخادمةٍ له، صارت مريم أول المؤمنات والمؤمنين، إنها لنا النموذج في قبول الكلمة الإلهية وتصميم الله وإرادته على كل واحد منا. نقبلها بإيمان ورجاء وحب، ونجسدها في أعمالنا".

أضاف: "أجل! إن مجرى التاريخ يتغير في عالمنا، في كل مرة نقول "نعم" لله الذي يدعونا بإلهامات الروح القدس، وكلام الانجيل، وتعليم الكنيسة، ونداءات المجتمع، وحاجات الوطن.

تشكل الأخويات "المكان" المميز لسماع كلام الله والبحث عن إرادته والاجابة بـ "نعم". إن "نعم" مريم يتواصل في "نعم"الأخويات بدورها المثلث: دعم رسالة الكنيسة بتوجيهات رعاتها، بحكم المعمودية والميرون الذي اشترك فيه المسيحيون بكهنوت المسيح العام؛ ومساعدة الكهنة في أداء خدمتهم الراعوية: التعليم والتقديس والتدبير، بحكم الانخراط في الأخوية، والقيام بخدمة المحبة ورسالة نشر السلام في الرعية والمجتمع والوطن، بحكم الشركة والمحبة".

وقال: "إنجيل البشارة هو إنجيل المحبة: ألله أحبنا أولا، ويحبنا دائما أولا. أحب مريم وهيأها لتكون أم ابنه الذي سيتجسد منها بالروح القدس وهي عذراء، لفداء البشر وخلاص العالم. عصمها من دنس الخطيئة الأصلية لتكون القديسة التي ستحمل القدوس في حشاها وكل كيانها. كشف الله حبه لمريم يوم كشف لها الملاك أنها "الممتلئة نعمة" منذ اللحظة الأولى للحبل بها، ودعاها لتكون أم ابنه. فبادلته الحب من كل القلب بكلمة "نعم". ومن يومها، إبنة الآب أصبحت عروس الروح القدس وأم الابن". أضاف: "الانخراط في الأخوية هو دخول في إنجيل المحبة، إنجيل "نعم" لله وللكنيسة، للشركة والمحبة. حدد الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي "العلمانيون المؤمنون بالمسيح" مساحات "نعم" الأخويات المتنوعة في الأعمار والشفعاء، على مثال "نعم" السيدة العذراء.

المساحة الأولى: "نعم" لدعوة كل مسيحي ومسيحية إلى القداسة، بحكم المعمودية والميرون. فالروح القدس يغني النفوس المؤمنة بثمار نعمة محبة الله، لكي ترتقي بها إلى ملء الحياة المسيحية وكمال المحبة. وهكذا تصبح الأخوية مدرسة للإيمان والصلاة، وموقعا لإعلان حقيقة الإيمان المتعلقة بالمسيح والكنيسة والإنسان.

المساحة الثانية: "نعم" لشركة الوحدة مع الاسقف وكاهن الرعية، بحكم الشركة القربانية التي تدخل الأخويات إلى قلب كنيسة المسيح الواحدة والجامعة. "نعم" لتعليم هذه الكنيسة الذي ينقله الأسقف إلى المؤمنين والمؤمنات في أبرشيته، ويبلغه الكاهن معاونه إلى أبناء رعيته وبناتها. "ونعم" للتعاون الرسولي المتبادل في نقل بشارة الإنجيل وتعليم الكنيسة، من أجل تثقيف الضمائر وتقديس البشر وتأهيلهم لبث روح الإنجيل وقيمه في الحياة العائلية والاجتماعية والوطنية، وفي مختلف النشاطات والشؤون الزمنية.

المساحة الثالثة والأخيرة: "نعم" لخدمة المحبة تجاه الأخوة الفقراء والمحتاجين، المرضى والمتألمين، الحزانى والمهملين، المقهورين والمظلومين، هؤلاء الذين يسميهم الرب يسوع "أخوته الصغار" ويتماهى معهم (راجع متى 25: 34-40). إنها خدمةٌ تلتزم بها الأخويات بحكم روح "الأخوة" التي تميز أعضاءها. وتمتد خدمة المحبة إلى تعزيز الكرامة الانسانية وإحلال العدالة والسلام في المجتمع والوطن (راجع العلمانيون المؤمنون بالمسيح، 30)".

وتابع: "أما الينابيع التي ترتوي منها "نعم" الأخويات في مساحاتها الثلاث وأبعادها، فهي الليتورجيا المعروفة بليتورجية الكنز الحي. هذا هو موضوع رسالتي العامة الثالثة التي تكون برنامجنا الراعوي لهذه السنة 2014، والتي يسرني أن استودعكم إياها في عيدكم هذا. من الليتورجيا تتعلم الأخويات وتعيش العبادة الحقة لله في الروح والحق (يو4: 23)، وتشارك في سر المسيح الفصحي، سر موته لفدائنا، وقيامته لتقديسنا، في البعد الكهنوتي. وتقبل الأخويات كلام الله لحياة البشر من الكتب المقدسة، وتلتزم عيشها ونقلها وتعليمها، في البعد النبوي. وتتفانى الأخويات في خدمة المحبة وفي الشريعة الأخلاقية، في البعد الملوكي. وهي الأبعاد الثلاثة التي أشركتنا في كهنوت المسيح بواسطة المعمودية والميرون".

أضاف: "من "ليتورجية الكنز الحي" ينال المؤمنون والمؤمنات هويتهم المسيحية ويدركون رسالتهم في الكنيسة والمجتمع. إن النعمة الكبرى التي ينالها أعضاء أخوياتنا، صغارهم وشبانهم وكبارهم، هي إمكانية المشاركة في "ليتورجية الكنز الحي"، في القداس الأسبوعي وفي قداس الأحد. ندعو أبناءنا كهنة الرعايا ومرشدي الأخويات بكل فروعها إلى إحياء الإحتفالات الليتورجية وإتقانها وفقا للروح والتوجيهات التي تقدمها رسالتي العامة، وشرح رموزها ومصطلحاتها، وتنشئة الصغار والكبار على روحها ومضامينها، لكي تأتي مشاركتهم فيها واعية وفاعلة، فينالوا ثمارها الروحية الموعودة".

وختم: "أيها الأخوة والأخوات، فلتكن مشاركتنا في الليتورجيا الإلهية حول مذابح كنائس الأرض، إنعكاسا لليتورجيا السماء حول عرش الحمل المذبوح والممجد، ولتجعل من حياتنا وأعمالنا، من أفراحنا وهمومنا وآلامنا، نشيدا بنويا نرفعه، بواسطة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان وسلطانة السلام، للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

وسام رابطة الاخويات

وفي نهاية القداس ، قلد البطريرك الراعي المطران شكر الله نبيل الحاج وساما من رابطة الاخويات تقديرا لخدماته الجلى وعطاءاته.

معرض الايقونات

ثم دشن البطريرك الراعي والمطارنة والرهبان والمشاركين في الصلاة معرض الأيقونات البيزنطية، في قاعة المعارض في مزار سيدة لبنان ، والذي سيستمر لستة أشهر.

نخلة

بدوره، ألقى رئيس رابطة الاخويات غطاس نخلة كلمة أشار فيها الى "أن عيد الاخويات هو عيد المحبة والتلاقي والبشارة، وهذه الرسالة ستستمر ما دام الصرح البطريركي حاضنا لها. ونحن نلتقي معا تحت كنف العذراء مريم، ونعمل بما يأمرنا الرب به لاننا نكرس ذواتنا وأنفسنا لخدمته وخدمة الكنيسة والجماعة. وهذا ما يطلبه منا الرب، محبة الله ومحبة القريب".

 

الحناوي مثل سليمان في بايكاتون طرابلس: أدعو الشباب للانخراط في مؤسسات الدولة ونبذ أي توجه مخالف لطبيعة لبنان

وطنية - رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بوزير الشباب والرياضة عبدالمطلب الحناوي "بايكاتون طرابلس" الذي نظمته جمعية social way وgreen mind وشارك فيه ممثل الرئيس نجيب ميقاتي زياد ميقاتي، الوزراء محمد المشنوق وأشرف ريفي ورشيد درباس، ممثلة الوزير محمد الصفدي عقيلته السيدة منى، ممثلة النائب سمير الجسر عقيلته، النواب محمد عبداللطيف كبارة، غسان مخيبر، روبير فاضل، الوزير السابق فيصل كرامي، النائب السابق مصطفى علوش، رئيس إتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي وحشد من الفاعليات. بداية النشيد الوطني عزفته موسيقى قوى الأمن الداخلي ثم ألقت منظمة الماراتون السيدة وفاء خوري كلمة رحبت فيها بممثل الرئيس والحضور وقالت: "طرابلس مدينة العلم والعلماء ، طرابلس مدينة السلام إتخذناه شعارا، ولكن بإيمان كل فرد منكم بهذه المدينة وبتعاون وتكاتف الجميع حولناه من شعار الى واقع، كلنا في هذه اللحظة يجمعنا لبنان وتحديدا طرابلس وقضيتها، لا يعتقد أحد أننا ننظم هذا لحدث غير آبهين بما يدور من حولنا من سفك للدماء وهدر للأرواح، بل العكس هو الصحيح، فحركة اليوم ما هي إلا تحد ورفض للعنف ولغة الموت، بطريقة سلمية".أضافت: "عشرات السنين من المأساة والإقتتال بين أبناء الوطن الواحد والنتيجة هي تشرذم وكره وإختلاف وعداوة، لذلك قررنا اليوم أن نواجه هذه اللغة المأساوية بلغة مختلفة لغة الفرح والحياة والبيئة النظيفة الحاضنة، فجاءت النتيجة بسمة على وجوه الكبار والصغار وجمع للشمل وبث الفرح والأمل والإيمان. صحاب السعادة والمعالي ، أيها المسؤولون أبناء وأهل طرابلس مثلما دعمتم جميعكم هذا الحدث من أجل طرابلس ، أهل المدينة يطالبونكم الإستمرار بهذا التكاتف لإنقاذ هذه المدينة". وتابعت: "حدث بايكاتون الذي أطلقته السيدة ندى زعرور بهدف خلق ممرات آمنة سيكون حدثا سنويا في طرابلس وموعدنا المقبل معكم بإذن الله في 26 نيسان 2015". وشكرت "كل الجمعيات المنظمة وبلدتي طرابلس والميناء والجامعات والشركات وقوى الأمن الداخلي والجيش وإدارة معرض رشيد كرامي الدولي ووسائل الإعلام"، وأشارت الى أن "الدراجين المشاركين فاق عددهم الألف ومئة دراج". وختمت: "إخواني وأخواتي اللبنانيين في كافة المناطق أقول لكم طرابلس لا تخيف فهي عبر العصور كانت وستبقى نموذجا حيا للعيش المشترك وهي بالفعل مدينة للسلام والى أهلي في طرابلس أقول دعونا نبقى يدا واحدة وكلمة واحدة لنرفع سويا ودائما لواء طرابلس مدينة السلام قولا وفعلا وليكن إيماننا بهذه المدينة وهذا الوطن جزءا من إيماننا بالله".

الحناوي

ثم طلبت من الفتاتين اللتين تمثلان التبانة والجبل واللتين ركبتا دراجة واحدة بمقعدين أن تقدما أغصان الزيتون لكل المسؤولين المشاركين قبل أن يلقي الحناوي كلمة نقل فيها "تحيات الرئيس العماد ميشال سليمان وتنويهه ومؤازرته لهكذا أنشطة حضارية هادفة تؤكد أن طرابلس كانت وستبقى مدينة التسامح والإعتدال". وقال: "أيها الأحباء، الفيحاء تستقبلنا بحنانها وهي مدينة التراث والعراقة والأمجاد وهأنذا آتيكم في أيام الصوم المباركة لأطلع عن قرب على أحوال المدينة التي دخلت للتو في مسار وطني تحوطه الشرعية بكل مؤسساتها وإداراتها عبر الخطة الأمنية والإنمائية التي أقرها مجلس الوزراء طبقا لتوصيات المجلس الأعلى للدفاع وهي تحتاج الى تعاضد الجميع مع الدولة والشرعية لوقف هذا النزف المتمادي والعبثي وإعادة الأمن والإستقرار والسلام الى مدينة التآخي والسلام". وتابع: "أتيت إليكم لكي أحيي معكم هذا النهار البيئي والثقافي والرياضي الذي يعتبر خطوة مميزة يؤرخ للعنوان الذي اخترتموه "طرابلس مدينة السلام" ويريكم المحطات المضيئة في تاريخ مدينة مفتوحة على الحضارة ومستندة الى ماض مشرق، إن مدينتكم العريقة قلب الشمال العزيز على كل الوطن وعاصمة الوطن الثاني هي منبت للرجال الذين وسموا بالشجاعة والمعرفة والقيم الوطنية المشتركة ، هؤلاء الرجال الذين قاموا ولا زالوا بأنوار رائدة ومنيرة في تاريخ لبنان القديم والحديث وفي مختلف المجالات وحفروا بأحرف من نور الإستقلال الوطني وفي مقدمهم رجل الإستقلال الكبير عبدالحميد كرامي". وقال: "إن طرابلس بتجاور مآذنها وقبب أجراسها وبورعها وإحترامها وإلتزامها كرست مشهد العائلة اللبنانية الأصيل الذي نتمسك به بتعدده وتنوعه لأنه روح لبنان وسر تألقه وإستمراره وأظهر تنوع مدارسها ومعاهدها عمق المعرفة والإنفتاح وظهر الصورة الرائعة للثقافة اللبنانية برقيها وعالميتها. أما في يومنا الحاضر وفي ظل التحول نحو الديمقراطية في محيطنا العربي فإن التحدي ليكبر لجهة البحث عن كيفية تحسين ممارستنا للديمقراطية والعمل على رفع التحديات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تواجهنا وذلك بالعقل والمنطق وروح العدالة والإعتدال لكي نبني بإرادة وطنية واحدة مستقبلا آمنا ولائقا لأبنائنا بعيدا من مخاطر العوز والعنف والبطالة والهجرة كي تبقى سمة التآخي والعيش الواحد سائدة ومترسخة ومتجذرة بين اللبنانيين".

أضاف: "إن الكلام الذي كنا نقوله والوعود التي أطلقناها لطرابلس والشمال بدأ يتحقق فهناك مشاريع عديدة تهدف الى التنمية والإنماء يجب أن تتم وباكورتها قريبة إن شاء الله والتحدي كبير في أن نعيد بناء المرافق الحيوية التي تتيح للمواطن اللبناني في طرابلس والشمال أن يعيش بمستوى كريم ولائق عبر تأمين فرص العمل له والحكومة مصممة على إنماء هذه المنطقة العزيزة من لبنان وتحقيق بنود الدستور اللبناني التي تنص على الإنماء المتوازن في الإقتصاد والثقافة والإدارة والرياضة كما في جميع مرافق الدولة. لذلك أدعو الشباب الطرابلسي كما كل شباب لبنان الى الإندفاع الإيجابي نحو مؤسسات الدولة والإنخاط فيها وعدم الإنصات الى أي توجه مخالف لطبيعة لبنان التسامح والإعتدال والتعايش، كما أنني من موقعي في وزارة الشباب والرياضة سأولي هذه المدينة العزيزة الإهتمام المناسب عبر تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة الممكنة للمشاريع والأنشطة الرياضية". وبعد أن توجه بالشكر الى الجمعيات والإتحادات والأندية واللجان والصالونات الأدبية، ختم: "في ظل ظروف صعبة تمر بها المدينة يحدوني الأمل بأن تثمر الخطة الأمنية والإنمائية إنكشاح هذه الغمامة السوداء عن هذه المدينة العزيزة لتعود الى فوحها بكل ما هو جميل يليق بالقيمة الوطنية لمدينة طرابلس وأبنائها".

حمام السلام

وبعد إطلاق حمام السلام والبالونات في سماء طرابلس أطلق الوزير الحناوي إشارة بدء الماراتون الذي بدأ بسباق لعدد من المشاركين على الكراسي المتحركة ثم أعطى الإشارة الثانية لإنطلاق الدراجين الذين تقدمهم الوزراء والنواب على دراجاتهم يتبعهم أكثر من ألف ومئة دراج.

ريفي

وقبل انطلاق السباق قال وزير العدل اللواء أشرف ريفي: "جئنا للمشاركة في هذا الحدث الرياضي الوطني الطرابلسي الهام جدا لنقول لجميع أهلنا في طرابلس كفى قتالا كفى موتا عبثيا كفى دمارا عبثيا، حق طرابلس أن تعود الى مجرى الحياة الطبيعية الى وجهها الحقيقي وجه التعايش وجه الإعتدال وجه العودة الى الدولة يكفي أنه لدينا لحظة تاريخية للعودة الى الحياة الطبيعية. آمل أن نستفيد منها وتعود الى سابق عهدها ، أنا مطمئن جدا لسير الخطة الأمنية. جميع أهل طرابلس بكل مكوناتهم يعون تماما أنه يجب أن يعود أطفالنا الى مدارسهم ، يجب أن يعود رجالنا الى مصانعهم ومعاملهم كي نعود ونعيش حياتنا الطبيعية". أضاف: "أتوجه الى جميع اللبنانيين لأقول نحن أمام لحظات هامة جدا بإقدام لحظة مؤاتية للعودة الى حياتنا الطبيعية يجب ألا نفوت هذه الفرصة على طرابلس وجميع اللبنانيين، يكفي مؤامرات غير محسوبة يكفي مؤامرات آذت الأمن والوضع اللبناني بأكمله".

وتابع: "باشرت الخطة الأمنية البارحة والعميد بسام الأيوبي أعلن الخطة الأولى نحو الخطة التي ستأتي تباعا بشكل متوازن ومرض جدا. أطمئن جميع اللبنانيين بأنها لن تكون إلا خطوة متوازنة وانها تنظر بعين واحدة الى كافة أبنائها. أتوجه الى أبنائها . أتوجه الى أهلنا في التبانة حقكم الطبيعي أن تعودوا الى حياتكم الطبيعية وأعود واقول كذلك الأمر الى أهلنا في جبل محسن يكفي قتالا يكفي الإنجراف وراء السلاح وراء المظاهر المسلحة والقتال العبثي. أوجه تحية كبيرة لفخامة رئيس الجمهورية وأقول له نحن معك يا فخامة الرئيس. طرابلس معك ومع مواقفك ونحيي كافة مواقفك الواضحة وكافة المواقف السيادية التي تدلي بها تماما وأقول للذي ذهب الى سوريا ليقاتل الى جانب الشعب السوري أو الى جانب النظام السوري: أذيتم لبنان أذية كبرى أي تبرير للدخول الى سوريا عسكريا هو تبرير غير مقنع وفي غير مكانه إذا توجه أحد الى جمهوره نقول له أنها خطيئة كبيرة ، يجب أن عترف بالخطأ والخطيئة وإذا كان هو مقتنعا نقول له أن هذه كارثة وليست خطيئة إنها كارثة تماما، يجب أن نكون عند المسؤولية ونعي أن دخولنا الى سوريا بوجه عسكري هو دخول خاطىء بحق لبنان وحق كافة اللبنانيين".

وختم: "اليوم يجب أن تنطلق الخطة ويجب أن نوفر لها كل ظروف النجاح. هذه فرصتنا وفرصة لأهلنا ليعودوا الى الحياة الطبيعية، بمراحل ثانية كله يعالج بحسب القانون والأصول ويجب أن تكون أولويتنا إنجاح الخطة الأمنية لطرابلس".

محمد المشنوق

وزير البيئة محمد المشنوق بدوره قال: "أعتبر أن هذه تظاهرة وطنية، تظاهرة رياضية وطنية، تظاهرة تعبر عن السلام الذي يريده أهل طرابلس وأهلنا في الشمال وكل الوطن ، وجودنا في طرابلس لنؤكد مشاركتنا جميعا بهذه التظاهرة ونعتبر السلام في طرابلس هو القضية الأولى بالنسبة لنا في البلد كما كل نقطة عزيزة علينا. صحيح أن طرابلس اليوم دخلت بمرحلة الخطة الأمنية لكن المجتمع المدني يسبق كافة الخطط الأمنية، الحمد لله طرابلس مدينة واحدة واهلها كاملون بوحدتهم ونشاطهم واليوم نراهم في ضحكتهم وإبتسامتهم ودراجاتهم. الله يقويهم".

وختم مؤكدا أن "هذا الحدث هو حدث بيئي سياحي وطني بامتياز".

ضاهر

ورأى متروبوليت طرابلس وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر أن "الحدث يظهر وجه طرابلس الحقيقي، طرابلس الرسالة والعلم والعلماء والأعمال المدنية الخيرة ومن هنا نؤكد أن طرابلس ليست مدينة القتل والعنف بل ستبقى رسالة سلام ونأمل أن يعي الشباب الضائع قليلا اليوم حقيقة مدينة التسامح والعيش الواحد.

غزال

وأكد رئيس إتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر غزال أن "ما تشهده طرابلس اليوم هو الوجه الحقيقي للمدينة"، شاكرا لهيئات المجتمع المدني "تضافرها وتعاونها من أجل تظهير الصورة الحقيقية لمدينة طرابلس ، مدينة العلم والعلماء ، ومدينة العيش المشترك رغم كل المحن والظروف الصعبة التي تعيشها"، آملا أن "تنعم طرابلس بالأمن والأمان والإستقرار".

حلاب

وشدد رئيس مجلس إدارة مستشفى طرابلس الحكومي الدكتور فواز حلاب على أن "الحدث يبرهن من جديد أن طرابلس مدينة الحياة ومدينة العلم والعلماء وما نراه اليوم دليل على أن طرابلس ستعود لعهدها منارة للتقدم والرقي وستبقى الصورة الجميلة التي ستشرق بإذن الله دائما في لبنان".

 

دوليات

 

الثوار يقتلون اقدم وأشهر الشبيحة في حلب شتهر باجرامه ضد الحراك السلمي في بدايات الثورة السورية…

وكالات/اعلن ناشطون مقتل من قالوا انه “اشهر شبيح” في حلب يدعى تركي محمد البج من حيان في ريف حلب. وافاد الناشطون ان الثوار قتلوا تركي على جبهة الليرمون في حلب. وذكروا ان تركي من “اقدم الشبيحة وأشهرهم في ريف حلب وذاع سيطه مع بداية الثورة جراء ما أرتكب من أعمال إجرامية ضد الحراك السلمي آنذاك ولعل العمل الأبرز له هجومه على متظاهرين كانوا قد توافدوا من عدة مدن وبلدات للتجمع في عندان حيث سقط اول شهيد من مدينة مارع شمال حلب هو أحمد رمزي الدادا. عبدالله احد المعاصرين لبداية الثورة السلمية يشرح لقناة “اورينت” السورية المعارضة ان تركي “يعرف عنه أنه مهرب آثار كبير ومتهم بالكثير من القضايا والجنايات وما أن بدأت الثورة حتى ضمه النظام لصفوف شبيحته و سحبت كل التهم ضده، كما أفرج عن العديد من أصدقائه بالمهنة من سجن حلب المركزي لينضموا فيما بعد لمجموعته لقمع المتظاهرين”.

اما احمد وهو من أبناء قرية حيان يقول أن الشبيح المذكور قاد هو ومجموعته كل أعمال القمع التي كانت تحصل في حيان وحصل هو ورفاقه على أسلحة من نظام الأسد لإستخدامها ضد المتظاهرين السلميين، كما قام بمرافقة الجيش عند إقتحام قرى وبلدات الريف الشمالي حيث ساعدهم بحرق كل البيوت التي إشترك أصحابها في الثورة أو سرقت محتوياتها بالكامل. القتيل هو من مواليد 1974 متزوج ولديه أطفال إنتقل فيما ومع تصاعد الحراك الثوري في ريف حلب الشمالي إلى مدينة نبل الموالية للأسد هو وعائلته والمجموعة التي كان يترأسها، حيث بدأ من هناك بالقتال الفعلي إلى جانب قوات الأسد والشبيحة وتنقل على عدة جبهات وكان أخرها جبهة الليرمون التي حقق الثوار تقدماً كبيراً فيها خلال الأيام القليلة الماضية حيث كانت نهايته مقتولاً على أيدي الثوار وبذلك تطوى قصة أكثر الشبيحة شهرة وإجراماً في حلب.

 

مقالات

 

سقف الصرحَيْن

الياس الزغبي

لنفترض أنّ معايير انتخاب رئيس جديد للبنان، هذه المرّة، هي لبنانيّة داخليّة فقط، قائمة على المواصفات المطلوبة وموازين القوى، فستكون من أسهل الانتخابات وأبسطها، بسبب توافر عناصرها وشروطها الثلاثة:

-  عدم وجود “ظروف قاهرة” تمنع التئام مجلس النوّاب، أو تفرض تعديل الدستور.

-  اتفاق الجميع على نصاب الثلثين في الدورة الأولى، من خلال ما أقرّه مكتب المجلس.

-  وضوح الاصطفافات السياسيّة وأسماء المرشّحين بنسبة كبيرة.

فلا تبقى إلاّ الإجراءات الدستوريّة والإداريّة لدعوة المجلس للإنعقاد والتصويت.

هذا التبسيط للاستحقاق الأهمّ في لبنان ليس من باب تجاهل المؤثّرات الإقليميّة والدوليّة والعوامل الخارجيّة في اختيار الرئيس، بل لكشف حقيقة مواقف المعنيّين الرسميّين بالاستحقاق، بدءاً برئيس مجلس النوّاب وصولاً إلى رؤساء الكتل النيابيّة.

فهؤلاء، جميعاً، يبشّرون بأنّهم مع “لبنانيّة” انتخاب الرئيس، وضرورة إنتاجه محلّياً بإرادة ممثّليّ اللبنانيّين. وهم الآن تحت الاختبار المباشر للرأي العام اللبناني، الذي يستطيع(مبدئيّاً) محاسبتهم في الاستحقاق التالي بعد بضعة أشهر(الانتخابات النيابيّة في الخريف المقبل).

والاختبار هذا يشمل كلّ الطوائف والأحزاب والكتل والنوّاب فرداً فرداً، ويتّسم بطابع وطني عابر للانتسابات المذهبيّة.

لكنّ الاختبار المحوري الأهم، برغم ارتدائه الطابع المذهبي، هو للموارنة، مرشّحين ومرجعيّات روحيّة وسياسيّة وقادة رأي وأحزاباً وفاعليّات.

والاختبار لا يقتصر على إثباتهم “لبنانيّة” الاستحقاق وتوافر الشروط الثلاثة المذكورة آنفاً، كسائر المكوّنات الأُخرى، بل يتركّز على مشروع والتزامات أيّ مرشّح ماروني للمنصب الأوّل في الجمهوريّة.

وهنا أيضاً، الأمر سهل وبسيط: البناء على سطح الرئيس ميشال سليمان وسطح بكركي.

هذا يعني عدم نزول أيّ مرشّح للرئاسة عن السقفَيْن المرفوعين: إعلان بعبدا ومذكّرة بكركي. وهما وثيقتان متكاملتان لا يجوز التحايل عليهما، أو الاكتفاء بتأييد لفظي لهما.

وكان لقاء القيادات المارونيّة العاجل الذي دعت إليه بكركي محكّاً وامتحاناً للمرشّحين، خصوصاً بعد إعلان البطريرك الراعي أنّ مذكّرة بكركي تصلح كبرنامج ترشيح للرئاسة، وتلويحه بإعلان نتائج استطلاعات الرأي التي يجريها الصرح عن إرادة اللبنانيّين، والموارنة منهم خصوصاً.

وقد بدأ المتضرّرون من المذكّرة والاستطلاع بمحاولة الالتفاف عليهما، بالقول إنّ المذكّرة غير ملزمة بكلّ مندرجاتها، وإنّ الاستطلاعات مشكوك فيها سلفاً!

وقد سمعنا نائباً من تكتّل ميشال عون يأخذ على المذكّرة إغفالها “الحقّ بالمقاومة”(أي تكريس سلاح “حزب الله”)، ثمّ سمعنا نائباً آخر يرفض نتائج الاستطلاعات بحجّة عدم حياديّتها، ولو كانت بكركي طلبتها وأشرفت عليها.

هناك مرشّحون موارنة يتعاملون مع مذكّرة بكركي على القطعة، يقبلون ببنود ويرفضون أُخرى، ويتغافلون عن إعلان بعبدا وتحييد لبنان، ثمّ يطرحون أنفسهم وسطيّين ووفاقيّين.

والحقيقة أنّ “الوفاقيّة” لا تعني المساومة على المبادىء، ولا الوسطيّة تعني الرماديّة واللاطعم.

وطالما أنّ ركيزتَيْ انتخاب الرئيس الجديد باتتا محسومتَيْن في بعبدا وبكركي، يُصبح من السهل إسقاط الإسم المناسب عليهما.

ولا مجال للتشاطر والمناورة، تحت شعارات خاوية مثل “رئيس قوي ووفاقي”، أو “وفاقي لا توافقي”.. وقد وصفها الراعي بأنّها لعب على الكلام.

مَنْ يرفض وثيقتَي بعبدا وبكركي، أو يلتفّ عليهما بتأييد غامض ومشروط، يُصبح مكشوفاً أمام الموارنة والمسيحيّين وجميع اللبنانيّين، ويفقد صدقيّة التأهيل للسدّة الرئاسيّة.

ومَنْ يلتزمهما يدخل فرح الصرحَيْن!

إلاّ إذا كان لبنان لا يزال هو نفسه، بعد 150 عاماً، يعيّنون عليه “متصرّفاً”.

 

عن ٣ من المرشحين لرئاسة جمهوريتنا

فارس خشّان/يقال نت

جان قهوجي

تنتابك الدهشة، وأنت تراقب كيف أن إسم اكثر المرشحين " الحكميين" لرئاسة الجمهورية، غائب عن فورة استطلاعات الرأي التلفزيونية والإلكترونية. ووسط حالة الدهشة هذه، تسأل نفسك عن " الأسباب الموجبة" لهذا الحذف، لاعتقادك الثابت بأن ليس وراء هذا التميّز أي شطط "مهني": هل هو الخوف؟ هل هي مشاركة في "التسويق الخفي"؟ وفي الحالتين، أي مستقبل ينتظر لبنان، إذا كانت عناوين البداية تتراوح بين احتمالي الخوف و "التسويق الخفي"؟ وليس خافيا على أحد أن إسم قائد الجيش العماد جان قهوجي مطروح، وبقوة، لخلافة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في قصر بعبدا، كما سبق وخلفه في اليرزة. وليس سليما إبقاء إسم  قهوجي "محميا" من رأي الناس، طالما أن جميع "الراغبين" خاضعون له، سواء كانوا مستفيدين منه أو مظلومين به! فمن يرغب – وهذه رغبته- بالوصول الى القصر الجمهوري، يستحيل أن يبقى بمنأى عن تقييم الناس له، في إمساك ملف عليه الكثير من الملاحظات الجوهرية.

جان عبيد

يثير طرح إسم جان عبيد لرئاسة الجمهورية أسئلة كثيرة، لعل أهمها، كيف يمكن التفكير بترئيس شخصية، لا تحمل ملفا واحدا، ولا تهتم بأي قضية، ولا تطل برأي على الناس، وتختصر فضائلها، بإدارة علاقات عامة ضمن الطبقة السياسية حصرا. آخر إطلالة سياسية لجان عبيد على اللبنانيين كانت في العام 2004، حين ذهب الى لقاء عين التينة الموالي لسوريا، والذي أنشأه الرئيس نبيه بري لمواجهة لقاء البريستول المعارض للإحتلال السوري للبنان. بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إنكفأ عبيد، ولم يعد شخصية عامة. بقي اسمه يتردد عند الطبقة السياسية حصرا التي يذكّرها بنفسه، إما بواجبات إجتماعية، وإما بهدايا "بلدية".

جان عبيد، وكأنه يرشح نفسه، لناد نخبوي، وليس لجمهورية فيها ...ناس.

سليمان فرنجية

عندما تتجرّا شخصية على قياس سليمان فرنجية أن تترشح للإنتخابات الرئاسية في لبنان، يستطيع المرء أن يفهم أكثر مصائب الطائفية السياسية في لبنان، ويفك ألغاز بعض أوجه الحرب الأهلية، حيث يُروى أن كمال جنبلاط لم يكن يفهم كيف تُمنع رئاسة الجمهورية عنه، وتُتاح لمن تنقصه الثقافة وينقصه العلم، فقط لأنه لا ينتمي الى الطائفة المارونية. يفتقر سليمان فرنجية الى الكثير. يفتقر الى العلم. يفتقر الى الثقافة. يفتقر الى الدقة، ولكن الأخطر، أنه يفتقر الى حد أدنى  ليس من الإستقلالية ، بل حتى من ادعاء هذه الإستقلالية. مرشح رئاسي تُسبغ عليه بكركي لقب القطب الماروني، ينتمي الى طينة طالما رددت: إذا بشار الأسد طلب مني انتخاب آرييل شارون رئيسا للجمهورية، أفعل! ثمة من يزوّر المعاني ليُلقيها صفات على فرنجية، على غرار "الوفاء". يعتبرونه وفيا لمساره التبعي لبشار الأسد. وكأن الإنسان عندما يكبر ويستقل عن والديه، يكون قليل الوفاء. وكأن الفتاة حين تتزوج وتنتقل الى بيت زوجها بعيدا عن بيت والديها، تكون قليلة الوفاء. الأوطان لا تكون قليلة الوفاء عندما تقرر أن تستقل، بل تكون قد بلغت سن الرشد، ومن يعمل على إبقائها تحت وصاية محتل، أيا كان، يكون تابعا وليس وفيا ويستحق أي شيء إلا ...الرئاسة.

 

ما تيجي هنا

عمـاد مـوسـى

الانتخابات الرئاسية الموعودة والأنشطة المتصلة بها. عودة حنا غريب (وسبابته) الوشيكة إلى الشاشات بمعدل أربع مرات يومياً: مرة مباشر قبل الظهر. مرة بنشرة بعد الغدا. مرة بنشرة المساء. ومرة قبل النوم. جلسات البرلمان. خروقات النظام السوري اليومية للسيادة اللبنانية بقاعاً وشمالاً. الحرب في طرابلس. القتل. القنص. الخطف. النزوح. الجوع. الدماء. الاغتصاب. مقدمات النشرات النارية والخطابية والوطنية والخبيثة واللمّاحة والمتهكمة. خلود ونضال. ونضال وخلود. كلها مسائل يومية على قدر وافر من الأهمية، لكنها لم ولن ومحال أن تشغل اللبناني عن الاهتمام بالشأن الثقافي وتحديداً ببطيخات ملكة البطيخ النجمة السيدة المليارديرة نانسي عجرم الهاشم. كلبناني ناضج لم تشغلني الأحداث الكبرى عن كليب "ما تيجي هنا" الذي نشاهد فيه رؤوس البطيخ اليانعة وقد تدحرجت من بيك آب نانسي في وسط زقاق. يا دلي عالبطيخات المحطمة. حضر بوليسٌ "جغل" من شرطة المعادي. سطّل على الحسناء المتسببة بالفوضى. أوثق يديها خلف ظهرها وقادها إلى التحقيق. جلست قبالته ـ يا ويلتاه ـ بطريقة تذكرنا بواحد من أقوى مشاهد "غريزة أساسية" من بطولة شارون ستون. وعندما تقول نانسي، فلا شارون ولا جولييت بينوش ولا مونيكا بيللوتشي ولا طل خبرهن. نانسي وبس والباقي خس. سمعت "ما تيجي هنا "مرّات ومرات. لم أفهم كلمة واحدة. وكذلك لم يبق من اللحن في"قرارة" أذني "شيّا" فأفرغت الكاس في جوفي وحطمته على "شفتيا". سبب عدم استيعابي واضح. كان اهتمامي منصباً على الفيديو كليب. ولأكن أكثر صراحة كنت أتابع وأراقب وأحلل فستان ملكة البطيخ الأحمر السكسي القصير الملتصق بجسمها المُظهر بشكل أخص "جماليات " المؤخرة وكذلك اُخذت بتعابير وجه نانسي الخارج نهائياً من جو البراءة. لكن عيب. عن جد عيب أن أتناول أغنية "ضاربة" من دون أن أتعمق في كلماتها. غوغلت "ما تيجي هنا " وهاكم مطلع القصيدة العصماء التي غنتها نانسي:

ماتيجى هنا وانا أحبك علشان أعيش على حسك

حبيبى ده انت الدنيا وانا اموت لو غيري يمسك

ما تيجى هنا خد فكرة ده انا بالنسبة لك بكرة

استاذة فى الدنيا مذاكرة كمل روحي ده انا نصك...ألخ

روعة الروعات. وجاءت "حمولة" البطيخ لترفد مغناة العصر بشيء من الانتعاش. ولتنسينا كلبنانيين مأساة البلد وثقل دم سياسييه. لا شيء يستحق المتابعة أكثر من هذه الكليبات ومن السبق المحموم بين نانسي وهيفا وإليسا ومايا دياب على تحطيم الأرقام القياسية بعدد ال followers على التويتر. وفي الخلاصة لدى المشاهد اللبناني في كل أمسية مروحة خيارات. شي بيشغّل الراس. شي بيعبي الراس. شي بيفضي الراس. وها قد وصل بيك آب نانسي وبكرا واصل كميون هيفا. ومين رح ينطر معلّم حنا؟

 

«حزب الله» يعزل رئاسة الجمهورية

شارل جبور/جريدة الجمهورية

تنتهي ولاية رئيس الجمهورية في 25 أيار، أي بعد أقلّ من شهرين. وحتى انتهاء آخر دقيقة من هذه الولاية يبقى الرئيس رئيساً وتبقى صلاحياته هي هي، وأيّ محاولة لعزله ومقاطعته هي محاولة لعزل المسيحيين ومقاطعتهم، الأمر الذي يتطلّب من المسيحيين التعامل معها على هذا الأساس.

«حزب الله» مطالَب بالتمييز بين موقف رئيس الجمهورية ورئاسة الجمهورية

إستعاد «حزب الله» نغمة عَزل الرئاسة المارونية نتيجة مواقفها الوطنية، ومن الخطأ التساهل مع هذه النغمة المُستعادة من زمن الحرب الأهلية وما قبلها، لأنّ ما يحصل مع الرئيس ميشال سليمان في آخر ولايته يمكن أن يحصل مع الرئيس المقبل في مطلع ولايته، فضلاً عن أنّ المسألة مسألة مبدئية لا يجوز التهاون فيها، وعلى المرشحين الموارنة والقيادات الوطنية الالتفاف حول الرئاسة الأولى ليس دفاعاً عن سليمان فقط، إنما دفاعاً عن الجمهورية اللبنانية. فموقف «حزب الله» هو موقف فئوي يستهدف رئاسة الجمهورية لمجرد أنّ سليمان اتخذ موقفاً مغايراً عنه، وكأنّ وظيفة رئيس الجمهورية تغطية الحزب والبصم على سياساته. وبالتالي، السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لَو أوصلت الإرادة النيابية رئيساً من 14 آذار، فهل يقاطع «حزب الله» رئاسة الجمهورية طوال ولاية هذا الرئيس الذي يفترض أن يكون سقف مواقفه أعلى من مواقف سليمان؟

وعندما يربط «حزب الله» ذهابه إلى الحوار بالانتخابات الرئاسية يكون كمَن يهدد بمقاطعة هذا الحوار مجدداً في حال وصول رئيس يحمل خطاب سليمان نفسه. وبالتالي، ما أعلنه يدخل في باب التحذير من مغبّة انتخاب رئيس سياديّ، لأنّ التعامل معه لن يختلف عن طريقة التعامل مع الرئيس الحالي.

ولا يخرج موقف الحزب عن سياق محاولات «تهبيط الحيطان» على المسيحيين وكأنهم درجة ثانية في البلد خيارهم الوحيد أن يكونوا مع ما يسمّى «المقاومة» وإلّا مصيرهم العزل السياسي، وهذا الموقف لا ينطبق على نظرة المسيحيين حيال رئيس مجلس النواب الذي يعتبرونه متقدماً أحياناً على «حزب الله»، ولكنّ موقفه لا يجعلهم يقاطعون مجلس النواب، ولا ينسحب حتى على نظرة الثنائية الحزبية الشيعية حيال رئاسة الحكومة التي يتقدّم موقفها، منذ العام 2005، على قوى 14 آذار مجتمعة، حيث أنّ موقف رئيس الحكومة لم يدفعهم يوماً إلى مقاطعة مجلس الوزراء، ومقاطعتهم كانت في المرحلة الأولى من أجل إسقاط المحكمة الدولية، وفي المرحلة الثانية من أجل إسقاط الحكومة الحريرية، ولم تكن بسبب مواقف رؤساء الحكومات. وما ينطبق على «حزب الله» لا ينسحب على «القوات اللبنانية»، لأنّ مقاطعتها للحوار موجّهة ضد «حزب الله» لا رئاسة الجمهورية، وذلك من منطلق أنّ الحوار مع الحزب، وفق تجربة السنوات الممتدة منذ العام 2006، لا فائدة منها. وبالتالي، كانت محاولة للضغط عليه من أجل دفعه لتغيير سلوكه ونهجه. وما ينطبق على «حزب الله» لا ينسحب على النائب سليمان فرنجية أو أي مكوّن مسيحي آخر له الحقّ بمقاطعة الرئيس والرئاسة كونه مسيحياً، كما لأيّ مكوّن شيعي الحقّ بمقاطعة الرئاسة الثانية، وأيّ مكوّن سنّي بمقاطعة الرئاسة الثالثة، لأنها تدخل في سياق الصراع على النفوذ والسلطة داخل الطائفة أو المذهب ولا تندرج في إطار العيش المشترك، خصوصاً أن الحزب يختزل التمثيل الشيعي، الأمر الذي يحوّل تلقائياً مقاطعته للرئاسة الأولى إلى مقاطعة شيعية للموقع المسيحي الأول في الجمهورية.

فعلى «حزب الله» التمييز بين موقف رئيس الجمهورية ورئاسة الجمهورية، كما على الحزب الاعتياد على فكرة أنّ هناك رئيساً للجمهورية في البلد، وهذا الرئيس ليس من موقفه، وبالتالي المساكنة معه على غرار مساكنته مع «المستقبل» في الحكومة. وبالمناسبة، لَو كانت هذه الثلاثية فعلاً ذهبية لَما كان يفترض أن يتنازل عنها، ومجرد تراجعه عنها يعني أنها معادلة خشبية، الهدف منها الاستفزاز فقط لا غير، فضلاً عن أنّ سليمان لم يتخذ هذه المواقف إلّا بعد انخراط المقاومة في القتال السوري، وتحوّلها إلى مقاومة غبّ الطلب، علماً أنّ المشكلة الفعلية في لبنان ليست مع «حزب الله»، إنما مع هذه المقاومة بالذات التي يحاول الحزب جعلها من الثوابت اللبنانية، فيما هي تتناقض مع هوية لبنان وثقافته.

وأكبر خطيئة يرتكبها الموارنة تحديداً إذا اعتبروا أنّ مقاطعة «حزب الله» للحوار هي مقاطعة لسليمان ولا تعنيهم، لأنّ غَضّ نظرهم عن استهداف موقع الرئاسة الأولى اليوم سيتحول إلى عرف ومسألة طبيعية غداً، خصوصاً أنّ ما قام به الحزب يشكّل ضرباً للشراكة الوطنية وميثاق العيش المشترك، واستهدافاً للمسيحيين في وجودهم ودورهم وحضورهم.

 

أسرار خطِرة في قمّة أوباما - عبدالله؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

بدأ السعوديون مساومة الرئيس الأميركي وهو في الطائرة إليهم. أبلغوه عبر قمّة الكويت: لن نغطّي «يهودية الدولة». والبعض فَهِمَها على طريقة الناشطة المصرية: «شات أب يور ماوث أوباما». لكنّ الرجل التقطها «على الطاير». فتح فمه في الرياض وقال الكثير، وقيل له أكثر!

ما جرى في قمّة أوباما - عبدالله أكبر ممّا سُرِّب. فالنقاش الجوهري دار حول ملفّين حملهما الضيف الأميركي:

1- هل ستتجاوب السعودية مع رغبة واشنطن في تسهيل ولادة الإتفاق - الإطار بين إسرائيل والفلسطينيين، وتستخدم نفوذها المعنوي لتمريره عربياً وإسلامياً، وتمويل تنفيذه؟

2- ما الضمانات لانتقال السلطة في المملكة، واستقرارها السياسي، وتالياً مخزون النفط؟

أمّا السعوديون، وقبل ساعات من وصول أوباما إلى الرياض، فأرسلوا إليه إشارات واضحة تجاه الملفّين:

1- في ملفّ التسوية، رفضوا في الكويت تغطية «يهودية الدولة». وأرفقوا ذلك بعدم إعطاء صحافي أميركي، يعمل لـ»جيروزاليم بوست»، تأشيرة دخول لتغطية وقائع القمّة.

2- في ملف إستقرار المملكة، تمّت تهدئة التساؤلات الأميركية حول الوضع الصحّي للملك ووليّ العهد، بتعيين وليّ لوليِّ العهد هو الأمير مقرن بن عبد العزيز (69 عاماً)، في حال «خُلوِّ منصبَي الملك ووليّ العهد في وقت واحد». ولهذه العبارة مغزاها. وخلال الزيارة، أتيح لأوباما تكريم ناشطة سعودية في مجال التصدّي للعنف الأسري.

إذاً، العصا والجزرة. السعوديون يتشدّدون فلسطينياً وينفتحون داخليّاً. وعلى الأرجح، هم لا يريدون أن «يدفعوا» في الملف الفلسطيني قبل أن «يقبضوا» في استقرارهم الداخلي. ويريدون الاطمئنان إلى أنّ واشنطن لن تتواطأ مع إيران للتوسُّع إلى الخليج العربي والعراق وسوريا ولبنان. وبعد ذلك، يمكن البحث في تسوية للملفّ الفلسطيني و»بيريسترويكا» سعودية.

قبل أسابيع، قام بنيامين نتنياهو باستباق الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن، وطالب الأميركيين بتنفيذ البرنامج الذي أقرّته جولات جون كيري، وأبرز بنوده:

- إعتراف الفلسطينيين (والعرب) بيهودية الدولة. وهذا يمهّد ليصبح مليون و750 ألف مواطن من فلسطينيّي 1948 عرضة للتهجير إلى الأردن أو لبنان أو سيناء وسواها.

- قيام شبه كيانَين فلسطينيين في الأراضي وغزّة، لا يمارسان أيّ مظهر سياديّ.

- منع أيّ شكل من السيادية الفلسطينية على القدس.

- إنهاء الحقّ في العودة، ما يعني توطين فلسطينيّي الشتات، بمن فيهم المقيمون في الخليج. وعلى السعودية أن تضطلع بدور في تمويل الخطة.

مورسَت ضغوط على «أبو مازن» في واشنطن. وتمّ التلويح بزعزعة الإستقرار الفلسطيني في حال الرفض. وفي المعلومات أنّ الرجل وَعدَ بـ»تسهيل» التسوية بعد توفير التغطية لها فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، ثمّ الخروج من السلطة. ودور السعودية يكمن في هذه التغطية.

لذلك، رفَضَ السعوديّون منح الغطاء للتسوية في قمّة الكويت، قائلين لأوباما: عندما نحصل على الثمن سيصبح ممكناً البحث في الموضوع. فالسعوديون خائفون من نهايات دراماتيكية لمجريات الأحداث، ولا سيّما الكابوس السوري. والأسئلة التي يطرحها السعوديون على أوباما كلّها خطِرة، بل مصيرية: هل يريد الإسرائيليون تفتيت العالم العربي والمنطقة بدءاً من سوريا؟ وما حقيقة الموقف الأميركي من ذلك؟ وما سرُّ عدم تسليحكم المعارضة السورية؟ وما سرُّ علاقتكم بقطر؟ وبـ»الإخوان المسلمين» في مصر؟ وما ارتباط ذلك بإمكان نشوء كيان للإسلاميين الفلسطينيين في غزّة؟ وما سرُّ العمليات الإرهابية التي جرت في سيناء خلال عهد الرئيس محمد مرسي؟ وما سرُّ قيام مرسي بمنحِ الجنسية المصرية لفلسطينيين؟ القمّة في منتجع «روضة خريم» حافلة بالأسرار. ويرى البعض أنّها «كمب ديفيد» أخرى (السادات 1978، عرفات 2000) وستظهر مفاعيلها تباعاً. وإذا كان «الكاوبوي» الأميركي يتميَّز بالسرعة والمغامرة، فـ»الجَمَّال» العربي يفضِّل البطء والصبر. ومطلوب منه أن يقتنع بالمغامرة ويجتاز الصحراء. ولكن: هل هو الماءُ في النهاية أم سراب؟

 

الخطة الأمنية في طرابلس أقصَت عيد وقطَعت أخبار» المسلّحين

انطوان عامرية/جريدة الجمهورية

بدأت القوى الأمنية تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس إنطلاقاً من جبل محسن، حيث إنتشرت آليات الجيش من ثكنة القبة وصولاً الى «حيّ الأميركان»، في وقت ساد الخوف أحياء باب التبانة، التي غادر أبناؤها بعدما أعلن قائد محور سوق القمح زياد علوكة عدم إستسلامه، ورفض الخطة الأمنية، «إلّا إذا تمّ إلقاء القبض على رفعت عيد ومسلّحيه».

أكَّدت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» خروج الأمين العام للحزب «العربي الديموقراطي» رفعت عيد من جبل محسن عبر معابر غير شرعيّة الى الأراضي السورية، يرافقه مسؤولون عسكريّون وسياسيّون في الحزب، وكذلك إنقطاع أخبار بعض قادة المحاور في باب التبانة، ما أشار بالنسبة للمراقبين الى جديّة تنفيذ الخطة الأمنية، لجهة القبض على جميع المشاركين في الإشتباكات وتنفيذ المذكرات الصادرة في حقّهم ومصادرة مخازن الأسلحة في المنطقتين وإزالة كل مظاهر الإقتتال تمهيداً لتنفيذ خطة إنمائية للمدينة.

عبوة تستهدف الجيش

وفي سياق متصل، عثرت القوى الأمنية خلال دوريات نفَّذتها إثر ورود إتصالات عن وجود مشبوهين في شارع المئتين، على عبوة كانت تستهدف مركزاً للجيش اللبناني قرب ثانوية الملعب البلدي، وعلى الفور حضر قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي وفوج الهندسة في الجيش الى المكان، حيث تبيَّن أنّ العبوة كناية عن قارورة غاز مخصّصة لتعبئة مكيفات السيارات وموصولة الى ساعة توقيت وأسلاك كهربائية، وفي داخلها كمية من المتفجرات المصنوعة يدوياً. وقد عمل الخبير العسكري على تفكيكها وسحبها بعد ضرب طوق أمني حول المكان.

وفي إطار تنفيذ الخطة الأمنية، ترأس المدير العام للأمن الداخلي بالوكالة اللواء إبراهيم بصبوص، إجتماعاً لضباط منطقة الشمال الإقليمية في سراي طرابلس، في حضور قائد منطقة الشمال العميد محمود عنان والأيوبي، وقد وضعهم في صورة الخطة، وأعلن بعد الإجتماع «تنفيذ الخطة تباعاً بالتنسيق مع الجيش بعدما رفعنا نسبة الجهوزية في منطقة الشمال وعزَّزنا قوى الأمن الداخلي».

هدوء يرافق الخطة

وعاد الهدوء الى طرابلس في وقت انتشرت القوى السيارة في الأمن الداخلي بدءاً من بعد ظهر السبت في مختلف مناطق المدينة، وأقامت الحواجز الثابتة والمتنقلة وفتَّشت السيارات وأوقفت عدداً من المشتبه بهم.

واكد الايوبي للعناصر وجوب «التعاون مع المواطنين باحترام»، و»اطلاق النار على أيّ مسلح او مخلٍّ بالامن في حال لم يمتثل للاوامر العسكرية»، مؤكداً أنّ «لا شخص فوق القانون».

وفي سياق متصل، تناقل البعض عبر وسائل التواصل الإجتماعي لوائح بأسماء «مطلوبين» في جبل محسن والتبانة تضم 56 شخصاً من التبانة أبرزهم: حسام الصباغ، حسان سرور، عمر فستق، زياد علوكة، شادي مولوي، وعامر اريش، وتضم كذلك أربعة مطلوبين من جبل محسن. لكنّ المصادر الأمنية لم تؤكد صحة اللائحة ولم تنفها.

ماراتون

وعلى رغم المأساة التي تعيشها عاصمة الشمال، تمكَّن منظّمو «ماراتون الدراجات» من تحويل يوم الأحد مهرجانَ فرح برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بوزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي، في حضور الوزراء محمد المشنوق، أشرف ريفي ورشيد درباس، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي زياد ميقاتي، والوزير السابق فيصل كرامي، ممثل الوزير محمد الصفدي عقيلته السيدة منى الصفدي، والنواب محمد كبارة، غسان مخيبر، روبير فاضل، سمير الجسر ممثلاً بعقيلته وحشد من الفاعليات. وقد طلب من فتاتين تمثلان التبانة والجبل تقديم أغصان الزيتون لجميع المسؤولين المشاركين قبل أن يلقي الحناوي كلمةً اعتبر فيها أنّ «طرابلس كرَّست مشهد العائلة اللبنانية الأصيل الذي نتمسَّك به بتعدّده وتنوّعه وأظهر تنوّع مدارسها ومعاهدها عمق المعرفة». وقال: «في يومنا الحاضر، وفي ظلّ التحوّل نحو الديموقراطية في محيطنا العربي، يكبر التحدّي لجهة البحث عن طريقة تحسين ممارستنا للديموقراطية والعمل على رفع التحديات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي تواجهنا وذلك بالعقل والمنطق وروح العدالة». ورأى الحناوي أنّ «التحدي كبير، يكمن في أن نعيد بناء المرافق الحيوية التي تُتيح للمواطن العيش بمستوى كريم عبر تأمين فرص العمل»، داعياً «شباب لبنان الى الإندفاع نحو مؤسّسات الدولة والإنخراط فيها وعدم الإنصياع لأيّ توجّه مخالف لطبيعة لبنان التسامح والإعتدال». واعداً بـ»إيلاء المدينة الإهتمام المناسب من موقعه الوزاري».

ريفي

بدوره، قال ريفي: «لجميع أهلنا في طرابلس كفى قتالاً، فمن حقّ طرابلس أن تعود الى مجرى الحياة الطبيعية»، معرباً عن «اطمئنانه لسير الخطة الأمنية». وشدد على «أننا أمام لحظات مهمة جدّاً ومؤاتية للعودة الى حياتنا الطبيعية»، مؤكّداً أنّ «الخطة لن تكون إلّا متوازنة تنظر بعين واحدة الى جميع أبنائها». ووجه ريفي تحيّة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قائلاً: «نحن معك ونُحيّي مواقفك الواضحة والسيادية. وأقول للذي ذهب الى سوريا ليقاتل الى جانب الشعب السوري أو الى جانب النظام: «أذيتم لبنان أذية كبرى وأيّ تبرير لدخول سوريا عسكرياً هو تبرير غير مقنع... ويجب أن يعترفوا بالخطأ والخطيئة». من جهته، رأى وزير البيئة محمد المشنوق أنّ الماراتون «تظاهرة وطنية».

تشييع البايع

الى ذلك، شيَّعت قوى الامن الداخلي وبلدة كفردلاقوس في قضاء زغرتا، ولدها المؤهل الاول بطرس البايع، الذي استشهد برصاص مسلحين في طرابلس، وذلك في كنيسة سيدة لورد في البلدة، وقد ترأس صلاة الجنازة النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، بمشاركة لفيف من الكهنة. واشار جبور في عظته الى مزايا الراحل، و»الحياة المؤمنة المسيحية الهادئة التي كان يعيشها، وإخلاصه للمؤسسة التي ينتمي اليها والى عائلته الصغيرة والوطن». وبعد القداس تقبلت العائلة واصدقاء الراحل التعازي من الحضور في قاعة الكنيسة، حيث قدم بصبوص العزاء.

 

اجراءات مستحدثة على الحواجز العسكرية الجيش مع الفاعليات لمواجهة الإرهاب

خليل فليحان/النهار

ظن اللبنانيون ان سقوط يبرود في سوريا بيد النظام وحلفائه يعني ان السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون الى لبنان توقفت على أساس ان التفخيخ كان يتم في تلك البلدة، لكن التفجير الانتحاري الذي استهدف حاجزا للجيش اللبناني مساء السبت في وادي عطا القريب من الحدود السورية مع لبنان، دحض ما كان رائجا عن مصدر السيارات المفخخة الى الضاحية الجنوبية من بيروت وبئر حسن والهرمل. وبات ثابتاً ان هناك مكانا آخر لتفخيخ السيارات وتهيئة انتحاريين للمجيء الى لبنان، كما تغير الهدف من السفارة الإيرانية في بيروت وأماكن مأهولة في الضاحية محسوبة على "حزب الله" الى الجيش اللبناني وحواجزه، فكان تفجير وادي عطا ليل -السبت الماضي الثاني من نوعه بعد الاول في 22 كانون الثاني الماضي على حاجز في الهرمل . وأعلن" لواء أحرار السنة في بعلبك" مسؤوليته عن العملية ثأرا لمقتل الإرهابي سامي الأطرش خلال مطاردة قوى من الجيش له في بلدة عرسال.

ويرى خبراء في هذا المجال ان الجاني منزعج من التوسع الامني للجيش في منطقة عرسال بخاصة لدى استحداث نقطة مراقبة وتفتيش في جرود البلدة تدقق هوية الآتي الى البلدة.

ولاحظوا ان طريقة انتشار الجيش في منطقة البقاع الشرقي لا سيما من عرسال الى جرودها ستعرض العسكر ضباطا وجنودا خطر الانتحاريين وهذا ما يستوجب اعادة النظر في الانتشار وعدم تعريض عناصر الحاجز لامكان اصابتهم على يد الانتحاري. واقترحوا استحداث نمط جديد من "مفهوم الحاجز" يأخذ بالدرجة الاولى في الاعتبار حماية الجندي وفي الوقت نفسه قيامه بمهمته التفتيشية لانه لا يمكن اعتبار اي شخص يريد اجتياز الحاجز انتحارياً سيفجر نفسه بالسيارة التي يقودها. ومن بين الأفكار المطروحة من الخبراء لوقاية عناصر الحاجز اولا: تكليف مروحيات بمراقبة السيارات المتجهة الى الاراضي اللبنانية من سوريا على ان يخاطب قائدها أية سيارة يشتبه بها قبل وصولها الى الحاجز بمسافة يقدرها الخبراء المتخصصون لتفادي إصابة جندي الحاجز .ثانيا: تزويد طاقم الحاجز جهازاً يكشف ما اذا كانت السيارة المتجهة اليه مفخخة ام لا بحيث تتخذ الإجراءات الوقائية لجنوده .

وأكد هؤلاء انه يجب درس وضع كل حاجز ليس من زاوية موقعه الجغرافي فحسب، بل ايضا وضع السوري المدني الآتي الى لبنان للتأكد أنه آتٍ هربا من العنف "او مسلح او انتحاري" وإذا بقيت الأمور في التعاطي العادي على الحواجز فان الكثير من الضحايا سيسقطون. ولفتوا الى انه يجب عدم ترك الجيش وحده يخوض المواجهة مع الارهاب بل يجب ضم قدرات كل الفاعليات الحزبية، الى جهود المؤسسة قبل ان "يتعرقن" الوضع في البلاد.

 

مروحة احتمالات لا تسقط تأخير الانتخابات مرشح "حزب الله" على خط المعادلة الاقليمية

روزانا بومنصف/النهار

على رغم انشغال النظام السوري بمحاولة انقاذ نفسه وضمان بقائه اطول مدة ممكنة وعلى رغم ان ايران باتت مقررة مكانه في لبنان وهو مدين لها باستمراره، فان غالبية الاوساط السياسية تعتقد ان "حزب الله" في لبنان سيكون حاملاً الكلمة السورية الى جانب الكلمة الايرانية في ما خص ترجيح فرصة احد المرشحين المحتملين للرئاسة الاولى. والحزب كما سائر القوى اللبنانية لم يدعم اي مرشح حتى الآن تاركاً الافتراضات تأخذ مداها حول عدم امكان معارضته لترشح حليفه العماد ميشال عون وحتى دعمه علماً ان ثمة اقتناعاً يغلب ترداده في الاوساط السياسية وهو انه وفيما سيترك الحزب ما يفترض من لعبة ديموقراطية تأخذ مداها بحيث تتكفل الجلسات النيابية العديدة التي ستعقد من اجل انتخاب الرئيس العتيد من دون التمكن من تأمين الاكثرية اللازمة لانتخابه باحباط طموح الجنرال للرئاسة باعتبار ان هذا الترشح لا يمكن الالتفاف عليه الا بهذه الطريقة، فانه يضمر وفق الاعتقاد السائد ورقة مرشح آخر قد يود ان يكون النائب سليمان فرنجيه لكن عقباته اكبر من تلك التي تعترض وصول عون. والورقة التي يضمرها الحزب وفق اقتناع كثر هي ورقة قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي اطمأن له ابان وجوده في قيادة الجيش وهو سيترك هذه الورقة الى الأخير من اجل اخراجها في الوقت والظرف المناسبين وعلى الارجح بعد مرور المهلة الدستورية وانهاك الوضع اللبناني بفراغ يكون المطلب بعدها الرغبة في ملء هذا الفراغ بأي ثمن بدلاً من الاستمرار في الفراغ على ان يتولى أطراف آخرون وربما اطراف غربيون او عرب تزكية قائد الجيش باعتبار ان لا ضير ان يكون من عرابي انتخابه للرئاسة الاولى ولئلا يستفز اقتراحه من الحزب اطرافاً آخرين خصوصاً في ظل اصطفاف يؤدي الى تضاؤل فرص اي مرشح متى كان مرشح فريق معين على ان يكون قائد الجيش مرشح تسوية يفترض ان يكون مقبولاً من الغالبية ما دام هناك قبول له في قيادة الجيش. فضلاً عن ان عدم معارضة القوى الاقليمية او الدولية لهذا الترشيح لسبب او لآخر قد يكون ابرزها المرحلة الامنية الخطيرة التي يواجهها البلد فضلاً عن عدم القدرة او عدم وجود النية للدخول في زواريب السياسة اللبنانية، وهذا وحده كفيل بازالة اي عقبات اعتراضية من امام انتخابه. وفي تقدير هذه المصادر ان الحزب سيبقى معرقلا لوصول اي مرشح لا يتناسب وخططه خصوصاً في ضوء رد الفعل الذي بات يبديه على الرئيس ميشال سليمان الذي لم يتساهل مع الحزب وادائه بعد تصادم الرؤى للبنان وانخراط الحزب في الحرب السورية دفاعا عن النظام ومورطا لبنان في هذه الحرب وتداعياتها فيما الرئيس سليمان رغب في نأي لبنان بنفسه عن هذه الحرب وتحييده قدر الامكان عن تداعياتها. وخيار ترشيح قائد الجيش هو احتمال يبقى قائماً بقوة ولا تسقطه غالبية القوى من اعتبارها نظراً الى جملة عوامل مؤثرة في الوضع والاستحقاق الرئاسي في لبنان. ولعل هذا الاقتناع هو سبب الحذر الكبير الذي يطبع مواقف القوى السياسية التي لا تخاطر في اظهار دعم لمرشح على نحو مبكر من جهة، فضلا عن الاقتناع في المقابل بان ثمة ما يتوجب انتظاره او بالاحرى تبينه في محصلة الاتصالات الاقليمية والدولية حول لبنان. فالى الاهمية التي اكتسبتها زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المملكة العربية السعودية ومدى تلمس احتمال نتائج لها على لبنان، فإن ثمة من يعتقد انه يتوقف على المحادثات الغربية مع ايران الجزء الاكبر من المرحلة المقبلة في لبنان ومن ضمنها احتمال اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها او تأخيرها لاشهر بالاضافة الى شخص الرئيس المقبل. والسؤال الذي يطرحه بعض المصادر في هذا الاطار هو هل ان الولايات المتحدة يمكن ان تلجأ في لبنان الى تفويض ايران كما فوضت سوريا في السابق؟ والسؤال يطرحه هؤلاء على خلفية جملة امور من بينها في الدرجة الاولى المزيد من تراجع اهتمام اميركا في المنطقة وعدم رغبتها في التورط فيها في اي شكل من الاشكال والتسبب باحباطات كبيرة نتيجة سياستها الخارجية او نتيجة غياب سياسة خارجية لادارة الرئيس اوباما. ومن بينها ايضا القلق من احتمال الوصول الى اتفاق متقدم مع ايران حول ملفها النووي مما يؤدي تالياً، ومن ضمن الاتفاق على النووي وضمانا لامن اسرائيل، الى تولي ايران تخفيض مستوى العسكرة والتسليح بالصواريخ على الحدود الشمالية مع اسرائيل من تلك التي تشكل خطراً على اسرائيل مما يعني تولي ايران لململة "حزب الله" او تحجيم قدراته بعض الشيء، وهو ما قد يترجم في المقابل باتاحة المجال امام وصول رئيس للجمهورية يطمئن الحزب كما كانت الحال مع النظام السوري الذي كان يفترض ان يتولى تهدئة الوضع وحل الميليشيات لكنه تلاعب بالتفويض الذي اعطي له وامتلك اوراقا بحيث عزز نفوذه اكثر في لبنان على ما هو معروف. ومع ان احتمال عدم الوصول الى اتفاق مع ايران حول ملفها النووي في الاشهر المقبلة يبقى احتمالاً قائماً، يسود اعتقاد ان تعثر الاتفاق قد يزيد عرقلة حصول الاستحقاق الرئاسي علماً ان المخاوف على الوضع الداخلي ودخول عوامل اخرى قد لا تمنع احتمال تمرير الاستحقاق كما ما حصل مع الحكومة بتفاهم مبدئي يسمح بانتخاب مرشح قد لا يكون مطلوباً او مدعوماً لكن يصعب رفضه.

 

رئاسيات 2014 - بطرس حرب أو السياسي "المشاكس" الذي يقدّس الاستقلالية المشرّع الاول "يحلم" بحركة جديدة واعادة بناء الجمهورية

النهار/يرن هاتف بطرس حرب. ثوان ويرفع السماعة. يشرع في حديث تختلط فيه الفرنسية بالعربية مع احد الاصدقاء. ينقطع الارسال ثم يعود. لحظات ويبدأ "المشاكسة"!

" الخط عم يقطّش" يقول، "الحق على وزير التلفونات. الظاهر، منو منيح" في أروقة وزارة الاتصالات تلوح وجوه "معروفة". بعض فريق عمل "الشيخ" تسلم معه "الحقيبة الجديدة". لا يبدو الامر غريبا، فثقة الوزير بالدائرة المصغرة المحيطة به تعود الى عقود. عمرها ربما من عمر خوضه المعترك السياسي. معترك دخله خلافة، او وراثة... لا فرق. للشاب الذي خاض الشأن العام وهو في الـ27 من عمره روايته للاحداث سردها ذات مرة: " ولدت في بيت يتعاطى السياسة ولم يكن لعمي وريث. تركت وفاته فراغا. كان لا بد من ايجاد بديل يحضن المجموعة السياسية التي تجمعت حوله. آنذاك، طلب حكماء المنطقة عقد اجتماع لاختيار شخص يثقون به عند المطران شكرالله حرب. فوقع الاختيار علي". فاز بطرس حرب تكرارا بالمقعد النيابي البتروني. بات "عمره التشريعي" من "عمر الخبز"، على رغم النزاع العائلي الذي نشأ مع فروع اخرى في القضاء.

شرع منذ 1976 بحملات نيابية فرئاسية. احتل مقاعد وزارية. انكفأ عام 1992 عملا بقرار مقاطعة الانتخابات النيابية، وترشح ضده احد "ركائز" العائلة عام 1996 الا انه لم يفلح. غدا على امتداد الاعوام مشرّعاً "اول" في الندوة النيابية ووزيرا خدماتيا بامتياز، بتعاقبه على وزارات الاشغال العامة والنقل والتربية والعمل، فالاتصالات، مع ان "عينه" بقيت دوما على العدل او الخارجية.

ارتبط اسم بطرس حرب بالقاعدة البترونية و"التنورية". حافظ شخصيا على تواصله الاجتماعي والسياسي والعائلي معها على رغم تحالفه مع الاحزاب والتيارات: الشمعونية تارة، الكتائب طورا وصولا الى "القوات اللبنانية". بكلمتين، قدّس "الاستقلالية". استقلالية يرسم خطّها البياني منذ انضوائه في "تجمع النواب الموارنة المستقلين"، مرورا بـ"لقاء قرنة شهوان" وصولا الى قوى 14 آذار. حتى طارق حبشي، احد اصدقائه المقرّبين، لم ينجُ من "شظايا" تمسكه بها. من الخبريات المتداولة ان الصديقين الحميمين اختلفا ذات يوم على احد المواضيع، فكان الثمن اعواما عدة من الفراق.

في 14 آذار، يحافظ حرب، الذي يحضن مجموعة من المستقلين على مسافة من الاحزاب الحليفة ايضا. ليس لان الحزب او التيار "حرفا ساقطا" كما يقول عارفوه، بل لان التيارات التي نشأت بقيت بعيدة من توجهه السياسي تنظيما وممارسة ديموقراطية، فبقي "حلمه الدائم" انشاء حركة سياسية جديدة.

و"للشيخ" المشاكس سياسياً وحزبياً نقاط ضعف ايضاً. في مقدمها الاقطاعية التي "يتنكّر" لها. يتسلح في مجالسه بالتاريخ الذي قام فيه الاقطاع على ملكية عقارية كبيرة جازت لاصحابها التصرف بها والتحكم بحياة الناس الذين يعملون فيها. سرعان ما يهزأ من "التهمة". "سلاحه" انه يملك "ارثا عاديا" في جرد تنورين. سلاح يصوّب فيه ايضا على الاقطاع الجديد والفاضح لدى سياسيين واحزاب، فيصيب اهدافاً بحجر واحد، ضمنها اتباع منتقديه سياسة المحاسيب والازلام التي "يرجمونه" بها. على رغم الافكار التقدمية التي يطرحها، يحافظ بطرس حرب على لقب "الشيخ ". يبدو الامر غريبا لكثر. يردد المحامي المخضرم انه يحبذ "الاستذة"، ولا سيما انه يمثل احد فروع عائلة تنورية لا تتمتع بلقب تاريخي.

اللعبة هي هي

على ذمّة التنوريين والبترونيين، انه صودف ان قاد الحركة السياسية في الجرد كاهن هو والد جد بطرس حرب . قيادة ما لبثت ان انتقلت الى جده الذي سمي "شيخ الشباب" فـ "شيخ صلح". كرّت السبحة. التصق اللقب بالاولاد.

يكره "المشاكس" الفرض. الامر يطاول طبعا اللعبة الانتخابية. تمرّد يوم فرض مخايل الضاهر مرشحا رئاسيا، مع انه كان اقل معارضة ايام الياس الهراوي، احد المقربين منه: "الامر يتعلق باللبنانيين وبمقدار استعدادهم ليرموا أنفسهم في احضان الآخرين. طرح الضاهر أثارهم . حصل تهويل"، قالها مرة. اللعبة تبقى هي هي اليوم على رغم تبدل اللاعبين. نفوذ اميركي ربما اقل. دخل لاعبون جدد كايران. خفت النفوذ السوري، فيما بات الدور السعودي اكثر تقدما، مثله مثل الدور الاوروبي. انها لعبة "الاوعية المتصلة" ذاتها التي تبقي مسألة انتخاب رئيس في دول صغيرة مثل لبنان خاضعة لمعادلة اقليمية - دولية. وهي اللعبة نفسها التي "انجبت" اتفاق الطائف قبل اكثر من 20 عاما بتوازنات مختلفة. يومذاك، شكل بطرس حرب احد "ادواتها" بتوقيعه على الوثيقة. "تهمته"، هذه المرة، انه تنازل عن صلاحيات الرئيس الماروني في جمهورية تنهار او تكاد. الا انه كغيره من نواب الطائف الذين شذّ عنهم بيار دكاش، يرفع سقف المواجهة. يذكّر عادة بالمتاريس وبعملية التدمير التي كانت قائمة. تحضر الحرب المسيحية - المسيحية. يثير المشاركة الاسلامية. لا تخلو تعليقاته من "اعترافات". منها انه كان يمكن التوصل الى امور افضل في ظروف اخرى. يذهب ابعد من ذلك، فتطفو على السطح ملاحظاته على اتفاق تبقى حسنته الاساسية انه ازال المتاريس.

السلاح وتعطيل الجمهورية

السلاح والسلاح. وجود ميليشيا كـ"حزب الله" اقوى من "الجمهورية الثانية" جعل من دون شك تطبيق اتفاق الطائف في شكل كامل مستحيلا. تخضع الصيغة التي اوقفت الحرب لتشريح . من المآخذ المثارة انتقاصها جزء من صلاحيات رئيس الجمهورية، وتقييد بعض صلاحيات رئيس الوزراء وعدم فاعلية آلية اسقاط رئيس المجلس فكيفية انتخاب مجلس النواب. الا ان المأزق الاساسي يبقى في... تعطيل الجمهورية. هنا، يحضر اقتراح التجربة الفرنسية عبر منح رئيس الجمهورية صلاحية قاضي الامور المستعجلة شرط ان يحاسب عليها. على رغم اختلافه سياسيا مع العماد ميشال عون و"استقلاله" عن حليفه سمير جعجع، كان حرب من اكثر الساعين الى اختصار مدة بقاء عون في الخارج ومن الرافضين لان يحاكم جعجع وحده... هذه المواقف وغيرها التي جاهر بها في مقابلته الشهيرة مع الشهيد جبران تويني ضمن برنامج "فخامة الرئيس" استتبعها لاحقا بتوضيحات. لبّها اعتباره نفي عون امرا لا يجوز ومن حقه كأي مواطن لبناني ان يلعب دوره السياسي. اما رئيس حزب "القوات اللبنانية" فقد وقع ضحية المخابرات السورية واللبنانية ، فيما تبقى "خطيئة" الرئيس امين الجميل في تسمية حكومة عسكرية اواخر عهده. الخبير القانوني والدستوري يرفض التلاعب بالتشريع، سواء تعلق الامر بالتمديد او التجديد الرئاسيين. موقف مبدئي يحكم قناعته المترسخة. بوصلته عدم اللعب بالدستور من اجل اشخاص. القاعدة نفسها تسري على رئيس الجمهورية ميشال سليمان على رغم الصداقة التي تجمعهما. قول البعض بأنه مرشح دائم للرئاسة منذ 1998، يضحكه. لا بل اكثر من ذلك. تناول القضية من باب المزاح ذات مرة مؤكدا "انا مش مرشح اسمي مطروح. همّي الا يكون المرشح مجهولا وكذلك افكاره. اسم بطرس حرب على سطح الاسماء المطروحة". انتماؤه الى منطقة مسيحية لا بل مارونية صرف لم يمنعه ايضا من اتخاذ مواقف متقدمة عربيا. رفض التوطين بشدة. تطرق الى الصراع العربي - الاسرائيلي من باب الالتزام بالقضية العربية - الفلسطينية. انتقد قيام دولة على اساس العرق وان يصار الى الاعتداء على حق شعب في دولته ويضطهد فيلجأ الى دول اخرى. وشرّح في برامجه الانتخابية المتعاقبة اللامركزية والسياسات الاقتصادية والمالية.

حصة المرأة

اللافت اجتماعيا انه يمنح المرأة حصة وازنة في ترتيباته "على انواعها". هو القائل ذات يوم بانه يرغب في تأليف حكومة يكون ثلثها من النساء على الاقل، "ولا اقول ذلك ترضية بل لان مجتمعا نصفه من النساء لا يجوز تجاهلهن فيه". اكثر من ذلك، تلعب زوجته مارلين دورا اساسيا في فريق عمله، لتشكل "قيمة مضافة" في حياته كما يقول، ويتعاون مع المساعدة نفسها منذ 35 عاما اضافة الى تعاطيه مع فريق من المرافقين منذ مدة طويلة. فريق يعتبره "ثروة تبقى معه ايام الفرح والحزن. باختصار في الفصول الاربعة". بطرس حرب، او مرشح اعادة بناء الدولة والقيم، مرشح لاعادة بناء الجمهورية الديموقراطية التي يعبر فيها الناس عن رأيهم ويوصلون من خلالها اشخاصاً يمثلونهم ويمكن محاسبتهم. هكذا يصفه بعض عارفيه. رافع لواء "الاثراء غير المشروع" غالبا ما اعلن ان اول عمل ينفذه في حال وصوله الى "قمة" الجمهورية هو التصريح عن امواله وممتلكاته... لكن السؤال الاهم يبقى: هل تبقي الممارسات والانتهاكات على انواعها الجمهورية قائمة؟ وبأي ثمن؟

سيرة ذاتية

¶ بطرس جوزف الخوري حرب، من مواليد تنورين (3 آب 1944). أنهى علومه الثانوية في ثانوية فرن الشباك (1961-1960) ودرس الحقوق في جامعة القديس يوسف.

¶ تدرج في مهنة المحاماة في مكتب الراحل النائب السابق جوزف مغبغب.

¶ له ثلاثة أولاد: مجد والتوأمان هلا ونور.

¶ انتخب عضواً في لجان نيابية عدة: الدفاع - الخارجية – الإدارة والعدل – التربية - النظام الداخلي.

¶ انتخب مقرراً للجنة النيابية المخولة التحقيق في فضيحة صواريخ "الكروتال"، وهي اللجنة التي كشفت الفضيحة. عام 1978 واثر مقتل النائب طوني فرنجيه شارك في وفد الى الفاتيكان طالبا تدخله لإجراء المصالحة بين الكتائب وآل فرنجيه .

¶ مثّل رئيس الجمهورية الياس الهراوي في بداية عهده كمبعوث شخصي إلى كل من فرنسا والفاتيكان وواشنطن.

¶ أطلق "يوم العلم" وتمكن من إنشاء وزارة الثقافة وتحديد الاهداف التربوية وتعزيز التعليم المهني والتقني وتعزيز الجامعة اللبنانية وضبط الامتحانات الرسمية لا سيما الكولوكيوم.

¶ تقدّم باقتراح لتطوير قانون الاثراء غير المشروع، وطالب بتقيّد جميع متولي الخدمة العامة من رئيس الجمهورية الى أدنى المستويات بهذا القانون.

محطات

¶ على رغم الأخذ والرد اللذين رافقا انضمام قوى 14 آذار الى الحكومة، تسلم الوزير بطرس حرب (الثالث من اليمين) حقيبة الاتصالات. وهو يبدو الى جانب زملائه في الصورة الرسمية لحكومة "المصلحة الوطنية" برئاسة الرئيس تمام سلام.

¶ دخل بطرس حرب نادي "الزعماء الموارنة" من باب الاستقلالية ايضاً. وهو شارك مراراً في الاجتماعات التي دعا اليها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. ومعلوم أن المرشح الماروني كان على صلة وثيقة بالبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

¶ يتميز حرب باعداده برنامجاً انتخابياً شاملاً يطاول الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وهو قام بجولة على رجال السياسة والدين شارحاً برنامجه وواضعاً نسخة منه بين ايديهم.

¶ على رغم تعرضه لمحاولة اغتيال، واظب حرب على المشاركة في الاحتفالات وخصوصاً احتفالات 14 آذار ولقاءاتها.

rita.sfeir@annahar.com.lb

Twitter:@SfeirRita

 

حزب الله عندما يحاور نفسه

وسام سعادة/المستقبل

هناك أشياء بسيطة لا سبيل لـ»حزب الله» الى ادراكها بشكل جديّ، ولا يكاد تلتقطها عينه حتى يكابر عليها لسانه. من هذه الأشياء أنّ «المقاومة» التي «هي هوَ»، قد تبدو «ذهبيّة» في مرآته، لكنها ليست كذلك في مرايا الآخرين، ومذهبيّتها الفاقعة لا تترك المجال لهذه المعاينة «الذهبية«. لا يكلّ هذا الحزب ولا يملّ وهو يتباهى باستغنائه عن ضرورات تشكيل إجماع وطنيّ حول «المقاومة»، لكنه لا يستطيع أن يدرك أنّ الإجماع المفقود اليوم ليس حول «المقاومة» بل حول أن يكون لصفة «المقاومة» التي يسبغها «حزب الله» على سلاحه أي دلالة جديّة، واقعية. فالواقع أن هذا الحزب ما عاد بامكانه في الداخل اللبناني سوى أن يحاور نفسه، أي أن يناجيها، فيعتبر ان اللبنانيين منقسمون بين من يؤيد المقاومة وبين من يعارضها، وأن هذا طبيعي للغاية في أي مجتمع تظهر فيه حركة مقاومة ضد محتل. لكن اللبنانيين ينقسمون حول أمر آخر: ليس بين من يؤيد مبدأ المقاومة وبين من يعارضه، وليس بين من يؤيد هذا الأسلوب أو ذاك في المقاومة وبين من يجترح أسلوباً آخر، وانما حول أهلية «حزب الله»، وخصوصاً بعد التورّط المذهبي المتمادي لسلاحه في الداخل اللبناني، ثم في الداخل السوري، في أن يطرح نفسه كحركة «مقاومة«. المكابرة تحجب الشرط الأول للإدراك عن هذا الحزب، أي ادراك أنّ ما يراه «ذهباً» لا يمكن أن يراه أخصامه سوى «مذهبية»، وأنّ «الغالبين« المتفانين في عرفه هم «متغلّبون» معتدون بالنسبة الى عيون وأفئدة وحناجر الآخرين. يدلّ الخطاب الأخير لزعيم الحزب أننا أمام حالة ذهبت بعيداً في المكابرة على الشرط الأوّلي للإدراك: فكل واحد منّا يمكنه أن يصف نفسه بما أراد، عسى أن يدرك أنّ الآخرين لن يكونوا ملزمين من تلقائهم بالمصادقة على هذا الوصف، وانهم اذ يختلفون معه فليس من موقع تثبيت هكذا وصف ثم مخالفة مقتضياته، وانما من موقع انكار انطباق الوصف عليه من الأساس، أو انكار ان تكون لهذا الوصف، في حالتنا هذه، أي دلالة تغني عن الدخول الى صلب الموضوع: امتلاك فئة لترسانة أسلحة ناشطة حربياً في سوريا حالياً، وبشكل يطعن العيش المشترك مع الفئات الأخرى ويؤسس لنظام هيمنة فئوي. بالتأكيد هذه ليست وجهة «حزب الله»، لكن هل يمكن أن يدرك هذا الحزب أنّ وجهة نظر أخصامه فيه ليست أبداً من النوع الذي يفترضه أساطين «الممانعة» و»المشرقية» الذين يحسبون أنّ «حزب الله» يمارس «سحره» على أخصامه أيضاً؟.

ما الذي يجعل هذا الحزب غير قادر على ادراك الاختلاف بين الطريقة التي يرى بها نفسه وبين الطريقة التي يراه بها أخصامه؟ انه بالتحديد الفارق بينه وبينهم. هم لا يستطيعون أن يفعلوا كل ما يخطر على بالهم. أما هو، فلا يستطيع أن يحجم طويلاً عمّا يستطيع القيام به. هو قادر على التغلب المذهبي. لا يحدّه حدّ. لا توقفه مؤسسة ولا دستور ولا قانون، ولا يوقفه مجتمع سياسي أو مدني. ليس بالمستطاع التأثير لاخراجه من سوريا. التأثير اللبناني عليه في حروبه الماضية كان على تواضعه أكبر من التأثير اللبناني عليه اليوم في حربه السورية. بعد هذا كيف لك أن تقنع حزباً متجبّراً على هذا النحو أنّ اللبنانيين الآخرين يرونه «ليس تماماً» كما هو يرى نفسه؟ عبثاً يحصل له هكذا ادراك.

 

خطابات نصر الله: أنا الدولة في لبنان

فادي شامية/المستقبل

مساء السبت الماضي (29/3)؛ قدّم السيد حسن نصر الله شاهداً جديداً على نزعته للانفراد في حكم لبنان، رغم حرصه على إلباس كلامه روحاً تشاركية وأنفاساً تصالحية؛ إلا أن ما قاله لا يخرج عن كونه إعلاناً جديداً أنه هو الدولة في لبنان. يعرف نصر الله جيداً أن «المقاومة» التي يمثلها حزبه تشكّل موضوع خلاف لبناني داخلي. للهروب من مفاعيل تباين النظرة حول هذا الموضوع؛ يعتبر نصر الله أن حزبه ليس بحاجة إلى إجماع حول نشاطاته العسكرية: «لم يكن هناك إجماع وطني حول المقاومة في لبنان في أي يوم من الأيام، والكلام عن عكس ذلك غير صحيح، وحتى في عز الانتصار في العام 2000، عندما كانت المقاومة تهديه إلى كل اللبنانيين؛ لم يكن هناك إجماع حول المقاومة». إذاً؛ المعادلة عند نصر الله وقد كررها أكثر من مرة-؛ أن المقاومة لم تحظ بإجماع يوماً واستمرت وحققت إنجازات، لذا فإن استمرار الخلاف حولها لا يعني تغيير أي شيء في مسارها.

وإذ تبدو هذه المعادلة مريحة لنصر الله إلى أنها مثلومة من عدة أوجه:

أولاً: لا يجوز مقارنة الواقع قبل العام 2000 وبالواقع بعده، خصوصاً ما بعد العام 2006، فإذا كان الحق الطبيعي في الدفاع المشروع عن النفس وتحرير الأرض هو الذي يسمو على ما عداه في زمن الاحتلال، فإن استرتيجية الدفاع الوطنية التي ينبغي أن تقرها المؤسسات الدستورية هي التي تسمو في مرحلة ما بعد طرد الاحتلال، وتالياً فإن التذرع بأن إجماعاً لم يتوفر على المقاومات وليس المقاومة- التي نشأت في زمن الاحتلال عام 1982، لتبرير استمرار ميليشيات مسلحة تسمي نفسها مقاومة في العام 2014 في غير مكانه على الإطلاق.

ثانياً: لا يصح الحديث عن المقاومة وكأنها صنو «حزب الله»؛ فالواقع أن غالبية القسم الذي لا يُجمع على «المقاومة»، ليس عنده مشكلة في تكوين قوة مسلحة للدفاع عن لبنان، ولكن مشكلتهم الفعلية أنهم يرفضون الصورة السيئة والطائفية والانفرادية التي يمثلها «حزب الله» لـ «المقاومة»، وتالياً فهم لا يجمعون على المقاومة، لأن «حزب الله» يقول: أنا المقاومة، فيما هو يمارس باسمها الموبقات السياسية والجنائية، ويحمي بشرعيتها «سرايا الزعران»، ويقتل «دفاعاً عن ظهرها» السوريين ويطردهم ويحتل أرضهم.

ثالثاً: إذا كان صحيحاً أن نصر الله غير مهتم بالإجماع على المقاومة، وأن حزبه ماضٍ فعلياً في المسار العسكري الذي يراه، سواء وافق بقية اللبنانيين أم لم يوافقوا، فلماذا الإصرار على ذكر المقاومة في البيانات الحكومية، سواء بصورة صريحة كما في السابق- أو مواربة كما في بيان الحكومة الحالية؟! إن تعليق وجود أي حكومة على ذكر المقاومة معناه أن المعادلة الصحيحة عند نصر الله هي الآتية: أن المقاومة لم تحظ بإجماع يوماً، ولكن الجميع أُجبر على منحها الشرعية باسم اللبنانيين كلهم، وهي ستستمر لأن الجميع وافقوا عليها أم لم يوافقوا- مضطرون أن يمنحوها الشرعية!.

بناءً على هذه النظرة الاستكبارية؛ يخلص نصر الله إلى أن «المقاومة ستبقى شامخة وصلبة»، وليشرب منتقدوها البحر، فإن «الذهب سيبقى ذهباً، وإذا غيّر أحد رأيه يقصد رئيس الجمهورية- فلا يبدل ذلك من حقائق الأشياء».

على غرار معادلة «أن المقاومة لم تحظ بإجماع يوماً ولكنها مستمرة»؛ يصوغ نصر الله معادلته السورية على أساس أن تدخل حزبه في سوريا هو «ضرورة وطنية»؛ نذر الحزب نفسه للقيام بها، سواء فهم بقية اللبنانيين أنه يدافع عنهم أم لم يفهموا! هذا ما قاله نصر الله بالضبط في خطابه السابق، وهو ما أكده في خطابه الأخير، عندما قال: «المشكلة في لبنان ليست في ذهاب حزب الله إلى سوريا بل في تأخره بالذهاب»!.

هكذا- وبصلافة عالية- أخذ نصر الله (من مرجعيته في إيران) قرار المشاركة في القتال في سوريا، دون موافقة بقية اللبنانيين، لكنه لم يكتف بذلك، بل منح نفسه تهنئة، لأنه «يوماً بعد آخر يثبت صحة الخيارات التي أخذناها»، لدرجة أن «بعض اللبنانيين عرض علينا الذهاب معنا من أجل القتال في سوريا لكننا قلنا لهم أن لا داعي لذلك»، لذا فإن انتقاد تدخل حزب الله العسكري في سوريا جائز من باب التأخر في الاشتراك في القتال، وليس من باب أصل المشاركة!، فيما الاستغراب قائم؛ كيف أن «بعض اللبنانيين لم يكتشفوا أن ما يجري في سوريا يهدد لبنان في حين أن الأميركيين والأوروبيين يعتبرون أنه يهدد أمنهم»!.

ولهؤلاء أعاد نصر الله التذكير بفوائد التدخل (علّهم يفهموا ما يفهمه هو!)، وذلك من خلال إيراد أسباب غير واقعية، وترويج بروباغندا تشبه ما تفعله الأنظمة التوتاليتارية تماماً.

أولاً: قال نصر الله: «المشكلة معنا في مسألة سوريا هي موقفنا السياسي وليس تدخلنا العسكري؛ الذي جاء بعد تدخل الجميع»، وكلا النقطتين غير صحيح، فإن تدخل «حزب الله» في سوريا سبق الجميع، علماً أن المقصود بالجميع أفراداً أو جماعات غير منظمة، لأنه لا توجد قوة سياسية منظمة في لبنان أعلنت -أو شاركت دون إعلان- في القتال الدائر في سوريا. أما أن المشكلة هي في الموقف السياسي؛ فهذا غير صحيح أيضاً، لأن أحداً من الإرهابيين الذين يتبنون عمليات التفجير في لبنان، لم يقل إن مشكلته مع الحزب في أنه نصير للنظام، وإنما في كونه يقتل السوريين ويحتل أرضهم.

ثانياً: قال نصر الله: «إن أول تدخل عسكري لنا في سوريا كان في منطقة السيدة زينب لمنع تدمير المقام الذي كان سيكون له تداعيات خطيرة جدا»، وللتذكير فإن حماية مقام السيدة زينب «لئلا تسبى مرتين» على ما روّج الحزب في أوساطه- كان الحجة الأولى لتدخله في سوريا. يومها قال نصر الله إن قتاله من أجل المقام هو لدفع الفتنة السنية- الشيعية، لكن الواقع أن الفتنة المذهبية في تصاعد، أكثر مما كانت عليه، وأن القتال حول المقام زاد من الخطر عليه، وأن مقامات أخرى جرى هدمها نتيجة رفع الحزب لمنسوب العامل المذهبي في الصراع الدائر في سوريا. (قبل أيام؛ تفجير أضرحة في شمال سوريا أقامت إيران أبنية حولها).

ثالثاً: ما سبق ليس إلا تكراراً ممجوجاً من نصر الله؛ لكن جديده هو مقارنة تدخله في سوريا، بتهديد تركيا بالتدخل في سوريا. قال نصر الله: «تركيا تعتبر أن من حقها أن تفكر بالتدخل عسكرياً في سوريا من أجل حماية ضريح الجد الأكبر لبني عثمان من قبل بعض الجماعات التكفيرية». ومع أن نصر الله أراد من وراء هذه المقارنة إعطاء مسوغات لتدخل مقاتليه في سوريا، إلا أنه ومن خلال هذه النقطة بالذات أعلن ما كان يتحاشاه: «أنا الدولة في لبنان»، لأن الدولة التركية عندما هددت بالتدخل في سوريا لحماية ما يعتبر أرضاً تركية في سوريا (ضريح جدّ مؤسس السلطنة العثمانية سليمان شاه في حلب يخضع للسيادة التركية وعليه حراسة تركية منذ ما قبل الثورة السورية عام 2011)، إنما فعلت ذلك من خلال رئيسها، وحكومتها الشرعية، وبرلمانها المنتخب ديمقراطياً؛ بينما تدخل فعلياً بالقتال في سوريا حزب واحد، رغماً عن إرادة رئيس البلاد، والحكومة، والبرلمان!.

...ولأن السياسة علم له قواعد؛ فإن سمات الاستكبار تتشابه، وحاجة من لا يحظى بالغالبية على خياراته إلى بيع الانتصارات الوهمية لجمهوره دائمة. هكذا فعل المستبدون جميعهم من قبل، وهذا ما فعله السيد نصر الله في خطابه الأخير: لقد انهزمتم وانتصرنا فاسمعوا وارضخوا: «كانت الجامعة العربية تريد إسقاط النظام وبعد ثلاث سنوات ماذا وجدنا في مقرارات القمة العربية... الفريق الآخر لم يعد بإمكانه فعل شيء في سوريا، زمن البطانيات وعلب الحليب وإرسال المقاتلين لم يعد له أفق، وأنتم ترون التبدل في الوضع الداخلي في سوريا والوضع الإقليمي والدولي».

وللتذكير فقد أعلن نصر الله منذ أكثر من سنة ما يشبه إعلان الانتصار هذا، فيما لا يزال واقع النظام السوري في تدهور، رغم كل ما يعتري معارضيه من مشكلات. سقطت يبرود وعادت كسب، تراجعت المعارضة في حمص وتقدمت في حماه، انتكست في القلمون وتقدمت في حلب وإدلب والساحل... والمؤشرات كلها تفيد أن المراوحة ستبقى قائمة، ما يعني أن انتصارات الحزب ليست إلا مزيداً من الغرق في المستنقع، وجلب الوبال على البلد، وأي كلام غير ذلك ليس إلا تدليساً؛ لن يغيره قراءة المواقف العربية والدولية وفق الهوى.