المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم أيار08/2014

عناوين النشرة

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا21؟20حتى25/وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة 

ذكرى 7 أيار الإجرامية وفجور طاقم المرتزقة

بالصوت/قراءة للياس بجاني في جريمة 7 أيار وفي أعراض احتلال حزب الله للبنان/07 أيار/14

نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 07 أيار/14

English LCCC News bulletin For May 07/14/نشرتنا الإنكليزية

7 أيار يوم نصرالله المجيد ويوم بيروت وأهلها الإجرام

تعليق للياس بجاني على مقالة لعلي حمادة/خلاف القادة الموارنة هو عارض وليس المرض

ليتّفق قادة الموارنة على مرشّح مستقل/علي حماده/النهار/08 أيار/

ﺍﻟﻘ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﻣ ... ﻣﻌﺠﺓ ﺷﻔﺎﺀ

7 أيار يوم نصرالله المجيد ويوم بيروت وأهلها الإجرام/الياس بجاني

الفراغ ودولة الحزب الإسلامية/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

«العرّاب» معبَر إجباري للتوافق الرئاسي؟/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

مانشيت جريدة الجمهورية: بكركي تُذكّر القادة بالتعهّدات والراعي يتلقّى ترحيباً من عبّاس

عباس اتصل بالراعي مرحّباً به في الآراضي المقدسة

سليمان عرض مع نواب ووليد الداعوق التطورات الراهنة

بري يدعو لجلسة برلمانية في 14 ايار لدرس الرتب والرواتب بصيغتها الجديدة

سلام لـ «الشرق الأوسط»: نريد رئيسا «صنع في لبنان»

عون جزء لا يتجزأ من مشروع “8 آذار”.. شمعون لـ “لبنان الحر”: “حزب الله” يريد الإتيان برئيس يتبنى خطَّه السياسي أو يقود الرئاسة إلى الفراغ

كل التفاصيل عن جلسة الإنتخاب غير المجيدة في ذكرى اليوم "المجيد"

لقاءات لبري في ساحة النجمة محورها الاستحقاق الرئاسي و"السلسلة"

حمادة : لا جديد في ملف الاستحقاق الرئاسي

داعياً الشعب للضغط على النواب… جعجع: ما يجري انقلاب على تاريخنا والمسيحيون يشعرون بمؤامرة

ستريدا جعجع: يعرقلون الانتخابات للمرة الثالثة عن سابق تصور وتصميم

كيروز: بري ومكتب المجلس خالفا الدستور من دون العودة الى المجلس

14 آذار: شهدنا نسفا للنصاب ممن يفترض أن يكونوا مسؤولين عن كل لبنان

سليمان التقى سلام والمشنوق والمحافظين واطلع من قائد الجيش على الوضع الامني ولم يوقع قانون الايجارات

سلام عرض الاوضاع مع نديم الجميل وحداد وهاشم

غارات سورية على الحدود المحاذية لجرود عرسال

الثنائي "خياط والأمين" أمام المحكمة الدولية في 13 آيار

المطارنة الموارنة: لالتزام القادة بلقاء بكركي كخريطة طريق اخلاقية لخوض الانتخابات الرئاسية

كـلام الجنرال صفــوي.. مــن منظــار 8 آذار

جريج زار عوده:أكدنا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري

عون استقبل الجميل: نحن في مرحلة جديدة من التعاون ونصر على الانتخابات

آلان عون : كلام بعض نواب المستقبل الهجومي خارج عن سياق الحوار مع رئيس كتلتهم

نديم الجميل: ليستيقظ الجنرال لأن موقفه يدمر لبنان

لقاء في مطرانية صيدا للروم الكاثوليك بين بهية الحريري وأسود

الناصريون الأحرار في ذكرى السابع من أيار: كل اﻷساليب لن تركع أبناء بيروت الشرفاء ..وكل أنواع التهديد والقتل والتهويل لن تثنينا عن متابعة الطريق

المستقبل أحيا ذكرى شهداء الصحافة أحمد الحريري: نعمل لتجنيب لبنان الفراغ ولن نتضامن مع من يعطل المحكمة

النائب فؤاد السعد: أمام انسداد الأفق يبقى سليمان الأنسب للمرحلة الراهنة

لقاء سيدة الجبل: زيارة الأراضي المقدسة تندرج في صلب الإيمان المسيحي

الادعاء على ضابطين و13 سجينا بجرم ادخال مخدرات الى سجن روميه

توقيف اثنين من عرسال في سيارة محملة بالأسلحة واشتباكات بين مسلحين على خلفية عمليات خطف

وفاة مواطن في انفجار قنبلة عنقودية في النبطية

دورية اسرائيلية نفذت انتشارا قبالة بليدا

محفوض: يوم غد هو يوم عمل عادي في المدارس الخاصة وسنشارك في اضراب الاربعاء

الراعي افتتح المؤتمر الدولي عن المجمع الفاتيكاني الثاني: أخطر ما يتهدد المسيحيين النزعة المادية والسعي إلى المصالح الأنانية

ابو فاعور أكد خلو لبنان من فيروس كورونا: إجراءات الوزارة كافية للحد من تسلله

جامعة الروح القدس أحيت ذكرى شهداء الصحافة وكلمات تناولت الحرية والالتزام والأخلاق

ابو جمرة سأل عن مبرر حضور جريصاتي اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في الرابية

النائب حكمت ديب للسياسة: زيارة الراعي لإسرائيل ضربة لحقوقنا

حماس تتجه للتخلي عن حكم غزة.. وتستلهم تجربة حزب الله في لبنان

الحركة تسعى لأن تكون شريكا سياسيا معترفا به ومقبولا إقليميا ودوليا

تعبئة دولية للافراج عن التلميذات المخطوفات لدى الاسلاميين في نيجيريا

نيوزويك": إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة على مستويات مقلقة

النزف السوري مستمر... والرئاسة اللبنانية في خلفية المشهد/الحياة/ سام منسى

"7 أيار 2008"... عندما انتحر "حزب الله" في بيروت/خالد موسى/موقع 14 آذار

حين يصوّت سعد الحريري لميشال عون رئيسا

فارس سعيد لـ “الراي”: “حزب الله” قد يلجأ إلى أعمال أمنية محسوبة لفرض شروطه الرئاسية

بكركي تُخاطب أخلاقَ قادة الموارنة... لعلّهم يسمعون/جريدة الجمهورية/الآن سركيس

مَن أقنع الجنرال بأنه شخصية "وفاقية"؟/عبد الوهاب بدرخان/النهار

السيسي.. خطاب دولة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

من "شعب واحد في دولتين" سوريا ولبنان إلى "حدود واحدة مع دولة إيران"!/اميل خوري/النهار

لماذا طار التمديد للرئيس ميشال سليمان؟ 8 آذار تدفع نحو حرق مرشّحي 14/سابين عويس/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا21؟20حتى25/وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة 

إِلتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ. فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: «يَا رَبّ، وهذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟».

قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ؟ أَنْتَ، ٱتْبَعْنِي!». وشَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ. هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ. وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة

 

ذكرى 7 أيار الإجرامية وفجور طاقم المرتزقة
بالصوت/قراءة للياس بجاني في جريمة 7 أيار وفي أعراض احتلال حزب الله للبنان/07 أيار/14
نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 07 أيار/14
English LCCC News bulletin For May 07/14/نشرتنا الإنكليزية
7 أيار يوم نصرالله المجيد ويوم بيروت وأهلها الإجرام

 

تعليق للياس بجاني على مقالة لعلي حمادة/خلاف القادة الموارنة هو عارض وليس المرض

http://newspaper.annahar.com/article/131567-ليتفق-قادة-الموارنة-على-مرشح-مستقل

الياس بجاني/08 أيار/14/يا أخي علي حرام التجني على الموارنة. فتوصيفك صحيح لعارض واحد من رزمة أعراض، هو عارض أزمة الرئاسة الأولى، فأنت أغفلت المرض الأساس الذي هو الاحتلال الإيراني للبنان وغرقت في توصيف مجرد عارض. العلة كما يعرف القاصي والداني هي الاحتلال الإيراني للبنان والأعراض كثيرة ومن ضمنها دناءة نفوس قيادات مارونية باعت لبنانها ومارونيتها ولم يعد من صلة له بالاثنين غير هويتها الورقية، وهذه دناءة نجد ما يماثلها وأخطر لدى الطوائف الأخرى ودون استثناء. وعلى سبيل المثال لا الحصر من أعراض مرض الاحتلال المشابهة للعارض الماروني الرئاسي استسلام النائب وليد جنبلاط كلياً للإرهاب الإيراني ومعه المير طلال ارسلان وخروج جنبلاط ومن معه من النواب من 14 آذار والسير مع رغبات الاحتلال لأسباب وجودية ومصيرية طبقاً لتبريراته وهو، أي جنبلاط فضل بدلاً من المواجهة الانتظار على ضفاف الأنهر لتمر جثث الأعداء. وأيضا من هذه الإعراض الكثيرة والخطيرة هروب أكبر سياسي سني ثمثيلي للخارج هو الرئيس سعد الحريري وذلك خوفاً على حياته. وإن أردنا تعداد الإعراض المماثلة لدي الشرائح اللبنانية ال 18 نحتاج لمجلدات ومجلدات وكلها دامية ومهينة وإجرامية. من هنا فإن حصر المشكلة بنزاع وصراع القيادات المارونية على رئاسة الجمهورية غير صحيح وغير عادل وهو بالتأكيد فيه الكثير من الظلم والتعامي عن واقع الحال المعاش. بربك يا صديقي هل اميل رحمة على سبيل المثال لا الحصر يمثل الموارنة، وهل ميشال عون والنوائب والودائع والعصي المكلفة من المحتل أن تكون في كتلته المنتفخة بمنفخ حزب الله، هل هؤلاء جميعاً أحرار في قرارهم وهل هم يمتون للموارنة بأية صلة وجدانية وإيمانية ووطنية وأخلاقيةً؟

الحقيقة هي أن الموارنة ورغم كل الصعاب والمضايقات والاختراقات وجماعات الطرواديين والمرتزقة لا يزالون أشداء في إيمانهم لجهة تعلقهم بلبنان الرسالة وهذا أمر لا يجب على أي لبناني منصف أن ينكره.

وها هو الدكتور سمير جعجع الماروني يترشح ومعه مشروع سيادي واستقلالي بامتياز متحدياً واقع الاحتلال وهرطقات كل مرتزقته علماً أن الموارنة المرشحين الأشباح ضده هم مجرد أدوات وأحجار شطرنج لدى المحتل الإيراني. لا أوافقك على تشخيصك للمشكل كونك حصرت المشكل بعارض واحد متمظهر حالياً في الصراع على الرئاسة. نعم الصراع هذا موجود ولكنه ليس بين أشخاص ولكن بين الحرية والعبودية وبين الاحتلال ومن يعارضه. نعم هو بين موارنة أحرار وسياديين من أمثال الدكتور جعجع وبطرس حرب وموارنة أدوات من طينة جان عبيد وميشال عون وغيرهما كثر.

طلبت في مقالتك أن يتفق القادة الموارنة على مرشح مستقل!! ترى هل بالإمكان الاتفاق بين الشر والخير، أو بين العبودية والحرية!!

من هنا طلبك غير منطقي وغير واقعي لأن عون مرشح المحتل وهو مرتهن وفاقد لحريته، وبالتالي نسال هل يقدر أو هل مسموح له أن يتفق مع من هو حر ويعارض الاحتلال ويعمل على إنهائه؟ أين المنطق وأين الإنصاف؟ مرة أخرى حرام تحميل الموارنة أوزار الاحتلال وحدهم.

في الخلاصة لبنان هو بلد محتل وما دام الاحتلال مهيمناً سوف تكثر الإعراض بهدف التعمية ومنها ما نشاهده من صراع على موقع الرئاسة الأولى.

 

المقالة موضوع التعليق

ليتّفق قادة الموارنة على مرشّح مستقل

علي حماده/النهار/08 أيار/

كان والدي السفير الراحل محمد علي حماده الذي تصادف اليوم ذكرى غيابه الـ27 يقول في معرض استنتاجات توصّل اليها بعد تمعّن في قراءة تاريخ لبنان ولا سيما في القرن التاسع عشر الذي شهد حروبا اهلية - اممية في جبله بالتحديد: "ان قادة الموارنة اثبتوا في المفاصل التاريخية انهم يميلون عموما الى الانتحار الجماعي، اما بالتناحر في ما بينهم في ادق المراحل، واما بالاصطدام بالطوائف الاخرى حينما لا ينبغي، واما بالسير عكس منطق التاريخ".

استعيد هذا الاستنتاج المجتزأ من قراءة اكثر توسعاً، لأذكّر القادة الموارنة مرة جديدة بأنهم وكنيستهم في مسار انحداري لا لبس فيه، وانهم فيما يتناحرون، ويطعنون بعضهم بعضاً اكانوا حلفاء أم خصوماً، فإن المآل الاخير لكل هذه "المحنة الرئاسية" التي نشهد عليها اليوم، هو مزيد من تآكل الدور المسيحي، الماروني تحديدا، وترسخ اقتناع لدى الاثنين الكبيرين السنة والشيعة بأنهما قادران على الاستغناء عن الشريك الثالث الذي يثبت قادته، علمانيين وروحيين على حد سواء، انهم في طور التحول الى شتات بالمعنى السياسي والتاريخي على ارض لبنان.

استنادا الى ما تقدم، نعود لنذكّر القادة الموارنة، من كل الاطراف، بحقيقة مفادها، انهم حتى اليوم فشلوا في ادارة موقعهم في التركيبة اللبنانية من خلال فشلهم في ادارة ملف الرئاسة، إذ يتنافس كثيرون منهم، وبينهم قادة رأي بينهم، في التباكي على الشركة، وفي تحميل الشركاء الآخرين و"شبقهم" الطائفي مسؤولية "الشغور" على مستوى الرئاسة. هذا صحيح بحدود، فالاطراف الاخرى "شبقة" سلطويا، وطائفيا. ولكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق "الرعاة" الموارنة وادائهم الغريب لاستحقاق رئاسي كان يمكن ان يكون مناسبة حقيقية لتحقيق وحدة امام استحقاقات مصيرية كاستحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية، من هنا تشديدنا على ان يقوم هؤلاء بمراجعة ادائهم، ليس بداعي حماية الطائفة ومصالحها التاريخية والسياسية في التركيبة اللبنانية فحسب، بل حماية لمنطق التوازنات الدقيقة في الكيان اللبناني الذي يتعرض راهنا لأخطر التحديات من كل صوب. ينبغي ان يكون الاستحقاق الرئاسي مناسبة لإعادة التفكير مليا في مصير الرئاسة الرمز والموقع السياسي والمعنوي الكبير. وفي خضم التنافس الذي لن يوصل احدا منهم الى سدة الرئاسة، قد يكون مفيدا ان يعيدوا كرة الاستحقاق الرئاسي اليهم عبر الاتفاق في ما بينهم على حصر طموحاتهم الرئاسية باختيار الرئيس وليس بالوصول الى الرئاسة. وعندما نقول "اختيار الرئيس" فإننا نعني بذلك ان يتفقوا في بينهم على اختيار شخصية من خارج صفوفهم تكون حلا وسطا في ما بينهم، وتمثل نقطة تقاطع بينهم. ان الاستحقاق الرئاسي، مع قبول المسيحيين بـ"قراءة" الرئيس نبيه بري الخاصة بالنصاب، صار رهينة الآخرين مثلما هو رهينة طموحات شخصية يستحيل ان تصل الى مكان. اما المكان الوحيد الذي ستصل اليه فهو مزيد من الاهتراء.

 

ﺍﻟﻘ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﻣ ... ﻣﻌﺠﺓ ﺷﻔﺎﺀ

ﺃﺷﻬ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻨﻲ ﻟﻤﺴ ﺃﻋﺠﺑﺔ ﺍﻟﻘ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﻐﺩ ﻣ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺡ ﺍﻟﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻊ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ." ﻳﻭﻱ ﻣ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺳﻴﺓ ﺍﻟﻤﻌﻧﺎﺕ ﺍﻷﺏ  ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺍﻟﻴﺎﻥ ﺣﻴ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﺷ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﻋﻠﻰ ﻳ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻓﻲ ﺃﻣﺍﺽ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺒﻭﻓﻴﺴﺭ ﺟﺭﺝ ﺷﺎﻫﻴ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻡ ﺍﻷﻋﺠﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻋﻨﻣﺎ ﺭﻥّ ﺍﻟﻬﺎﺗ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨ ﺭﺋﻴ ﺩﻳ ﻋﻨﺎﻳﺎ ﺍﻷﺏ ﺱ ﻧﻌﻤﻪ: " ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺼ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﻤﺎﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺨﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺭﻏ ﺇﺻﺍﺭﻩ؟." ﻭﻋﻨﻣﺎ ﺃﻟﺤﻴ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺏ ﺱ ﻣﻌﻓﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺧﻭﺝ ﺍﻟﻤﺎﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﻭﺻﻝ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺩﻳ ﻋﻨﺎﻳﺎ ﺃﺧﺒﻧﻲ ﺃﻥ ﺷ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﻋﻨﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘ  ﻣﺴﺎﺀ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ " ﺃﻧﺎ ﺷﻔﻴﺘ ﻗﺎﻋ ﺗﻌﻤﻥ؟ ."

ﺃﻗﻔﻠ ﺍﻟﺨ ﻭﺍﺗﺼﻠ ﺑﻤﺴﺎﻋ ﺍﻟﺒﻭﻓﻴﺴﺭ ﺟﺭﺝ ﺷﺎﻫﻴ ﺍﻟﻛﺘﺭ ﻣﺎﺭﺳﻴ ﻣﺴﻌﺩ ﻭﻠﺒ ﻣﻨﻪ ﻣﺍﻓﺎﺗﻲ ﺍﻟﻰ ﻏﻓﺔ ﺷﺎﺍﻟﻠﻪ. ﻓﻲ ﻫﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺍﺗﺼﻠ ﺑﺎﻟﺒﻭﻓﻴﺴﺭ ﺷﺎﻫﻴ ﻭﺃﺧﺒﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻱ ﻓ ﻣﻨﻲ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﻩ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻳﻤ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺇﻛﻤﺎﻝ  ﺍﻟﻌﻼﺝ.

ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺷ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﻟﻠﻤﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺍﺀ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﻐﺩ. ﻭﺗﻌﻑ ﻫﻩ ﺍﻟﻤﺣﻠﺔ ﺑﺘﺤﺴﻴ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺘﺼ ﻋﻠﻰ ﺗﺨ ﺍﻷﻟ ﻭﺗﺨﻔﻴﻔﻪ ﻭﺇﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤ .

ﺇﺻﺍﺭ ﺷ ﻋﻠﻰ ﻋﻡ ﺍﻟﺠﻠﺱ ﻓﻲ ﺳﻩ ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻴﺎﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺳﺘﻔﺴﺎﺭ ﻋ ﺎﻫﺓ ﺍﻷﻋﺠﺑﺔ ﻣ ﺍﻟﻤ ﻧﻔﺴﻪ : "ﺩﺧﻠ ﺍﻟﻐﻓﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠ ﻋﻠﻰ ﻛﺳﻲ ﺍﻟﻭﺍﺭ. ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺡ ﻳﺸﻊ ﻣ ﻭﺟﻬﻪ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋ ﺃﺣﺍﻟﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﻔﺡ ﻋ "ﺃﻧﺎ ﺷﻔﻴ . ﺇﺟﺎ ﻟﻌﻨﻱ ﻣﺎﺭ ﺷ ﺃﻭﻝ ﻣﺣﻠﺔ ﻋﻼﺝ ﻭﻗﻠﻠﻲ ﺃﻧﺎ ﺷﻔﻴﺘ. ﺷ ﻗﺎﻋ ﺗﻌﻤﻥ؟ ﻟﻜ ﺍﻟﻤﻤﺿﺎﺕ ﺭﻓﻀ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻲّ .

ﻭﻫﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘ ﻭﻗﻠﻠﻲ ﺃﻧﺎ ﺭﺍﺡ ﺍﺳﺤ ﺍﻵﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼ ﻭﺣ ﺍﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴ ﻋﻼﻣﺔ." ﻭﺃﺧﺒﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺷﻌ ﺑﺎﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ... " ﻛﺎﻥ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﺃﺧ ﺍﻟﻳﺸﺔ ... ﻭ ﻣﻨﻲ ﺇﻬﺎﺭ ﺗﻠ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﻠﻤﻤﺿﺎﺕ ." ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻴﺎﻥ ﻧﻘﻼً ﻋ ﻭﺍﻟﺓ ﺷ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺒﺤﺔ ﻛﺎﻧ ﺗﺘﻟﻰ ﻣ ﺍﻟﺍﻓﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﺒﻛﺔ ﺑﻤﺴﻨ ﺍﻟﺴ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴ ﻋﻠﻰ ﺷ ﺍﻟﺘﻘﺎﻬﺎ ﺑﺴﺒ ﺍﻵﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼ . ﻣﻤﺎ ﻳ ﻋﻠﻰ ... ﺍﻷﻋﺠﺑﺔ !ﻋﻨﻣﺎ ﺷﺎﻫﺕ ﻭﺳﻤﻌ ﻗﻠ ﻟﻪ "ﺇﺩﺍﺭﻳًﺎ ﺃ ﻣﻨ ﺍﻟﻨﻬﺽ ﻣ ﺍﻟﺴ ﻭﺍﻟﺨﻭﺝ ﻣ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻜ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻋﻠﻴ ﺍﻟﻌﺩﺓ ﻹﺟﺍﺀ ﻓﺤﺻﺎﺕ

 ﻟﻠﺘﺄﻛ ﺍﻷﻋﺠﺑﺔ . ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﺟﺍﺏ ﺍﻟﺒﻭﻓﻴﺴﺭ ﺷﺎﻫﻴ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻠﻴًﺎ ﺇﺫ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺘﻭﻱ ﻭﺍﻻﻧﺘﺎﺭ ﻣﺓ ﺷﻬ ﻭﻧﺼ ﺃﻭ ﺷﻬ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻌ ﺗﻘ ﻟﻠﺘﺄﻛ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻔﺤﺻﺎﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻳﺴﺎﻫ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺀ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺍﺣﻠﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺎﺑﻘ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻊ ﺗﻠ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺭﺕ ﺑﻌ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋ ﺍﻷﻋﺠﺑﺔ ﻧ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻧﻘﻝ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻴﺎﻥ ﺷﻌﺭﻩ ﺍﻧﻼﻗﺎً ﻣ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﺭﻗﺔ ﻭﺗﺤًﺍ ﻋﺠﺎﺋ ﺍﻟﻘ "ﻟﻜ ﻳﺠ ﺃﻥ ﻧﻌﻑ ﻣﺎ ﻫ ﺍﻟﻬﻑ ﻣﻩ ﺍﻷﻋﺠﺑﺔ، ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ، ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﺎﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌ ﺷﻔﺎﺋﻪ؟ ﺣﺘﻤًﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻫﺒﺔ ﻧﺎﻟﻬﺎ ﺷﺎﺍﻟﻠﻪ ﻣ ﺧﻼﻝ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﺻﻼﺓ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻫﺎ. ﻟﻜ ﺃﻗﻝ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻯ ﺍﻟﻔﺡ ﺍﻟﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻤﻩ ﻭﻳﺸّﻊ ﻣ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻠَّﻤ

 ﺃﻋﺠﺑﺔ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳ ﺍﻟﻘ.ﻳﺎ ﻣﺎﺭ ﺷ ﺑﺎﺭﻛﻨﺎ.

 

7 أيار يوم نصرالله المجيد ويوم بيروت وأهلها الإجرام

الياس بجاني/7 أيار 2008 يوم اسود لقتلة وغزاة قلوبهم سوداء استباحوا حرمة مدينة بيروت ودنسوا قدسيتها واعتدوا على أهلها المسالمين تحقيراً وتشريداً وتعذيباً وقتلاً وتخريباً. يوم اسود نفذته ميليشيات حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري ومعهم كل جماعات المرتزقة والمأجورين التابعين لمحور الشر السوري-الإيراني. يوم لن ينساه أحرار لبنان لأنه يوم سال فيه دم الأبرياء والعزل على أيدي جيش إرهابي خدمة لمشروع ملالي إيران التوسعي والاستعماري والإرهابي. يوم 7 أيار يوم طويل ويوم غزوة جاهلية وبربرية لم ينتهي بعد وكل تبعاته مستمرة بكل إجرامها وهمجيتها والوقاحة والفجور والاستكبار ولن ينتهي بسواده إلا بعد عودة الدولة لتبسط سلطتها بواسطة قواها الشرعية على كل الأراضي اللبنانية. ولن ينتهي إلا بعد جمع سلاح كل الميليشيات اللبنانية والإيرانية والسورية والفلسطينية والقضاء على كل المربعات الأمنية الخارجة عن سلطة الشرعية اللبنانية من دويلات إيرانية لحزب الله ومخيمات فلسطينية ومعسكرات سورية. يوم 7 أيار هو في الخلاصة يوم الإجرام وقد حان الوقت لمحاكمة المجرمين وإحقاق الحق. ولأن لكل ظالم نهاية وقصاص مهما طال الزمن نقول للمجرمين والقتلة وبصوت عال مع النبي اشعيا(33/01): " ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك".

 

الفراغ ودولة الحزب الإسلامية

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

بحسب ما نعلم ، فإن حزب الله ينتمي في مرجعيته العقيدية والسياسية إلى الولي الفقيه ، ويرتبط جوهرياً بالجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبحسب ما نعلم أيضاً ، فإن حزب الله يدافع ويدفع ضريبة الدم لصالح النظام السوري الذي يدّعي العلمانية ومحاربة التطرّف الإسلامي. وبحسب ما نعلم أيضاً وأيضاً، فإن التيار الوطني الحر اللبناني العلماني في حالة تحالف موثّق مع حزب الله الديني الإسلامي الشيعي الصافي.

ولن نسأل لماذا وكيف وإلى متى؟ ولكن لا بأس من إنعاش الذاكرة القصيرة لدى البعض. يقول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حديث لل “إل بي سي” مع الصحافي الشهيد جبران التويني ضمن برنامج رئاسيات 1995 ، واسمعوا جيدا: إن حزب الله حركة إسلامية جهادية عقائدية . الإسلام بالنسبة إلينا هو دين في المسجد والمدرسة وفي الشارع وفي الدولة ومؤسساتها. هو دين قادر على الثورة وقادر على بناء الدولة. ويضيف السيد نصرالله: إننا كحركة إسلامية ،لا أكون صادقاً مع نفسي وأناور، إذا قلت إنني لا أطمح إلى يوم أقيمُ فيه دولة إسلامية في لبنان. الدولة الإسلامية هي الحل لمشكلة المجتمع ولو كان فيه تعدد! وإنني يوم أشعر بإمكان قيام دولة إسلامية سأقيم الدولة الإسلامية. ومتى يتوافر هذا الإمكان ؟ يتوافر عندما تجمع على ذلك غالبية الشعب اللبناني. ما قولكم في هذا الكلام. هل أصبحتم تدركون ماذا يعني حزب الله عندما يعلن أنه يمثل الأكثرية الشعبية ؟ هل أصبحتم تدركون ماذا يريد حزب الله من الهيمنة على الدولة ومؤسساتها؟

هل أصبحتم تدركون إلى ما يرمي حزب الله من التشكيك في اتفاق الطائف والدعوة إلى مؤتمر تأسيسي ليطرح المثالثة مكان المناصفة صريحة او مقنعة؟

إن هذا ما أوحى به في الساعات الماضية كلام النائب طلال إرسلان وبعده أحد وزراء تكتل التغيير والإصلاح ، وهو ما ندعو الكنيسة وآباءها إلى التنبه له ، بدلاً من دعم بعض أساقفتها “عل العمياني” من يغطي من المسيحيين رهانات الإطاحة بالصيغة اللبنانية والتوازن الوطني. من له أذنان سامعتان فليسمع، ومن يعاني الصمم أو يفتعل الطرش، لا بد أن يسمع شيئاً من دوي الإنهيار الكبير لا سمح الله ، ولو سمح حزبه! والسلام.

 

«العرّاب» معبَر إجباري للتوافق الرئاسي؟

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

في الطريق إلى 25 أيّار تتعثّر قوى 8 آذار بمسؤوليتها الواضحة عن تعطيل النصاب والتسبُّب بالفراغ، وتتكبّل قوى 14 آذار، على رغم كلّ ما حقّقته من مكاسب سياسية، بالترشيح المستحيل لـ»فخامة الرئيس» سمير جعجع. في 8 آذار ما زال النائب ميشال عون يأمل في أن يكون مرشّح التسوية، هذا الأمل لم يقطعه كلام الرئيس سعد الحريري للوزير جبران باسيل، والذي قذف فيه طابة الاستحقاق الرئاسي إلى البيت المسيحي. يلعب باسيل لعبة الإيحاء بأنّ عون قادر على الابتعاد لمسافة عن حزب الله، ولكن حتى الآن لا يصدّقه أحد. لا يزال فريق الحريري يستمتع بهذه اللعبة المربحة. صنّارة لعون لإغرائه بالابتعاد عن حزب الله، واستمرار في دعم ترشيح جعجع وانتظار ضغط مهلة 25 أيار التي يتوقّع أن تغيّر في موقف الخصوم والحلفاء.

المناخ القريب من الحريري يوحي بأنّ هذه «الرفقة» مع عون إلى شاطئ البحر لن تنتهي إلّا بعودة عون في حالة عطش. وطالما إنّ طموحه الرئاسي لا ينضب، فلِمَ التعب من سياسة الأبواب المفتوحة؟

الموقف السعودي المتحفّظ والمعلن، يعكس السياسة الفعلية في التعامل مع الاستحقاق. جعجع بالنسبة إلى السعودية هو الحليف الذي لا يمكن خذله. جعجع هو الحليف الذي تؤيّده السعودية، وهو في الوقت نفسه العرّاب، الناخب الذي سيكون له الدور الأوّل في اختيار اسم التسوية، بمواصفات مقبولة لدى قوى 14 آذار.

في الدوائر السعودية كلام واضح عن عون. لا ثقة بابتعاده عن حزب الله، لا قدرة ولا نيّة على تأييده كمرشّح توافقي، ولا نصحَ للحلفاء (الحريري) بتأييده. لا موعد لعون حتى اليوم لزيارة السعودية، هذه رسالة واضحة. في الدوائر السعودية كلام واضح عن دور المسيحيين في هذا الاستحقاق، عن أهمّية أن يكون بداية البحث قبل 25 في أيّ تسوية حائزاً على رضى «العرّاب» وجميع مسيحيّي 14 آذار، لكنّ البحث في الأسماء لم ينطلق، ذلك على الرغم من أنّ لكل اسم ملفّ تمّ تحديثه، ليتطابق مع المعايير، كونُ البعض من هؤلاء فتحَ قنوات اتّصال بعيدة الأنظار مع العهد القديم، لا تتناسب والعهد الجديد.

تتطابق الرؤية داخل 14 آذار من ترشيح جعجع. الجميع مُجمِع على الاستمرار، ما دام حزب الله يقف خلف ترشيح عون. الجميع مُجمِع على عدم استبدال هذا الترشيح بأيّ اسم آخر. طالبَ النائب سامي الجميّل في الاجتماع الموسّع لـ 14 آذار بترشيح والده، فأجابه ممثّلو «القوات» قبل غيرهم: «إذا أمّن الرئيس الجميّل الأصوات الكافية التي وُعد بها من النائب جنبلاط أو الرئيس نبيه برّي، فجعجع جاهز فوراً للانسحاب لمصلحته». خلاصة ترشيح الجميّل بدأت مع اتّصال جنبلاط به، واعداً بتأييده إذا ترشّح، في اعتبار أنّ من بين الأقطاب الأربعة (الجميّل، عون، جعجع، فرنجية) ليس مقبولاً إلّا هو. بعد ذلك بدأ الجميّل سلسلة مشاورات مسيحية لا بدّ من أن تنتهي إلى نتيجة واحدة. عون مَرِنٌ لفظيّاً لكنّه لن يتراجع عن ترشيحه، النائب سليمان فرنجية يقف مرغماً خلف ترشيح عون، جعجع ينتظر موافقة جنبلاط على انتخاب الجميّل لينسحب له. ستتحمّل قوى 8 آذار مسؤولية الفراغ، لكنّ قوى 14 آذار لن تستطيع أن تقف على جمود واحد اسمُه ترشيح جعجع. ومن الآن إلى جلسة الأسبوع المقبل فإنّ حراكاً يسجَّل للمرة الأولى على خط الاستحقاق الرئاسي، حراك عربي وإقليمي، لا يتوقّع أن تظهر نتائجه بسرعة. في 14 آذار مسعى جدّي لإقناع «العرّاب» بلعِب دور الناخب إذا سحَب حزب الله ترشيح عون، لكنّ كلّ ذلك لن يكون له أيّ معنى إذا استمرّ عون في معركته، عندئذ ستشرق شمس 25 أيار على فراغ في قصر بعبدا، لا يجرؤ أحد بعده على توقّع ما سيأتي به من أحداث أمنية أو اقتصادية.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: بكركي تُذكّر القادة بالتعهّدات والراعي يتلقّى ترحيباً من عبّاس

جريدة الجمهورية

ألمُعطى الجديد في الاستحقاق الرئاسي لم يكن جلسة الانتخابات المعلومة النتائج سَلفاً، إنّما الحراك الذي بدأه رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل بلقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس الأوّل، واستكمله بلقاء رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» ميشال عون أمس، ويواصله بلقاء رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية اليوم، وبالتالي، الجديد في هذا الحراك أنّه انتقل مسيحياً بعدما كان دعا رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري عون إلى أخذ موافقة مسيحيّي 14 آذار على ترشيحه كشرط إلزاميّ لموافقة «المستقبل». ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسَه: هل سينجح الجميّل بكسر الجمود الرئاسي وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد؟ وهل سيقبل عون بتوفير النصاب لانتخاب رئيس غيره؟ وهل ستكون الجلسة الرابعة هذه المرّة في الخامس عشر من هذا الشهر ثابتة؟ وقد تقاطعَ هذا التحرّك مع إبداء المطارنة الموارنة قلقَهم من الفراغ ودعوتهم القادة الموارنة إلى احترام تعهّداتهم في تأمين النصاب. وفي سياق مُوازٍ للهَمّ الرئاسي استمرّ الانقسام على خط سلسلة الرتب والرواتب بين اللجنة النيابية التي اعتبرَته حلّاً منطقيّاً، وبين «هيئة التنسيق النقابية» التي رأت فيه «إهانة صارخة لكرامة اللبنانيين جميعاً»، ودعت إلى الإضراب العام بدءاً من اليوم الخميس وحتى 14 آذار الجاري موعد التظاهرة الحاشدة التي دعَت «هيئة التنسيق» إلى تنظيمها تحت شعار «يوم الإنفجار الكبير».

يبقى الترَقب سيّد الموقف طيلة الأيام السبعة التي تفصل عن جلسة الانتخاب المقبلة واستكشاف مدى إمكان إحداث خرق دولي أو إقليمي ما لدفع عجلة الاستحقاق قدُماً، والضغط للتوافق على مرشّح، منعاً لوقوع المحظور وشغور موقع الرئاسة الأولى في ظلّ تمسّك فريق 14 آذار بترشيح جعجع وعدم تبنّي فريق 8 آذار حتى الآن ترشيح عون الذي ينتظر بدوره التوافق على شخصه.

ولم تكن الثالثة ثابتة أمس، فطار النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد، وضربَ رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً جديداً للانتخاب الخميس المقبل في 15 الجاري، على أن تسبقها جلسة تشريعية يوم الاربعاء في 14 الجاري لدرس سلسلة الرتب والرواتب. وقد بلغ عدد النواب الذين حضروا إلى مجلس النواب 73 نائباً، ودخل الى القاعة العامة 67 نائباً، علماً أنّ النصاب هو 86 نائباً أي ثُلثا أعضاء المجلس النيابي، في حين سُجّل غياب تام لنواب كتلة «الوفاء للمقاومة». وكرّست المواقف النيابية قبل وبعد تطيير النصاب حجم الخلاف النيابي، فأكّد نواب 14 آذار انّهم لن يملّوا من الحضور الى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد، واتّهموا الفريق الآخر بتعطيل النصاب ودعوه إلى الإعلان عن مرشّحه. وسارع نواب تكتّل «التغيير والإصلاح»، الذين حضر البعض منهم الى المجلس من غير أن يشاركوا في الجلسة، إلى نفي تهمة تعطيل الانتخاب عنهم، معلنين استعدادهم لتأمين النصاب عندما تصبح الانتخابات جدّية، ومؤكّدين رفضهم مرشّحاً يتحدّى اللبنانيين».

جعجع

في هذه الأثناء، اعتبر جعجع، عقب تأجيل الانتخابات: «أنّ تغيّب بعض النواب عن حضور الجلسات ليس حقاً دستورياً، والوظيفة الاولى للنائب هي في تمكين حصول انتخابات الرئاسة وليس تعطيلها. وقال: «إنّ تعطيل النصاب لفرض مرشّح معيّن هو خرق للدستور وليس حقاً ويجري تغطيته بشعار التوافق، مشدّداً على انّ ما يجري اليوم هو انقلاب كامل على الدستور اللبناني وتقاليده البرلمانية». وسأل جعجع: «لماذا تمتنع قوى 8 آذار حتى اللحظة عن إعلان مرشّحها»؟ وأضاف: «قوى 8 آذار لم تعترف يوماً بمنطق التوافق، وإلّا هل يقبلون به في موضوع السلاح»؟ ورأى جعجع انّ عرقلة انتخاب رئيس فِعليّ للبلاد تعني حكماً تهميش موقع الرئاسة، معتبراً أنّ الامور لن تستقيم طالما إنّ الموقع الأوّل لا يشغله إلّا رئيس تسوية، وليس من يتوق العدد الأكبر من المسيحيّين لانتخابه.

«14 آذار»

من جهتها، جدّدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار تمسّكها بترشيح جعجع، وقال منسّقها العام النائب السابق الدكتور فارس سعيد إنّ 14 آذار «فريق سياسيّ متماسك، يواجه مراحل متتالية من الإستحقاق الرئاسي ويسعى من دون ملل ولا كلل من أجل إنتخاب رئيس».

مرحلة تعاون جديدة

وفي هذه الأجواء، اتّفق الرئيس الجميّل وعون على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده. وقال الجميّل الذي زار الرابية امس للمرّة الأولى في إطار مبادرته الإنقاذية لإنجاح الانتخابات الرئاسية، بعدما كان بدأ تحرّكه بزيارة معراب امس الأوّل، على ان يزور فرنجية اليوم: «توافَقنا على ضرورة بذل كلّ الجهود من أجل إتمام هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن، ليس لدينا من وقت سوى 18 يوماً، وما يهمنا ان يحفظ هذا الاستحقاق كلّ المؤسسات، لذا نريد رئيساً قادراً على ذلك ويُطمئن كلّ اللبنانيين، بدءاً من المسيحيين». من جانبِه، أكّد عون أنّ «الإجتماع أعطى نتائج إيجابية، وتحدّث عن بدء مرحلة جديدة من التعاون مع الجميّل ، مُصِرّاً على إجراء الانتخابات في موعدها».

قزّي

وأوضح وزير العمل سجعان قزي أنّ الجميّل «لا يسوّق نفسه، بل يسوّق انتخابات رئاسة الجمهورية». وقال: «إنّنا كمسيحيين لا نقبل ان يبقى القصر شاغراً بعد 25 أيار»، واعتبر أنّ «ما يحصل هو تعطيل للحياة الدستورية، وكأنّ المطلوب إسقاط الرموز الاساسية للدولة اللبنانية، وخصوصاً الرمز المسيحي في هذه الدولة».

الفراغ وقلق المطارنة

ومن بكركي، ذكّر المطارنة الموارنة النوابَ «بأنّ انتخاب الرئيس يكون باحترام المؤسّسات الدستورية، ووفقاً للدستور وما يمليه عليهم من واجب وطني بحكم الوكالة المعطاة لهم من الشعب». وأبدوا «قلقهم من حديث بعضهم عن الفراغ، وكأنّهم بذلك يعلنون عن عجزهم السياسي». وناشدوا القادة الموارنة «أن يعتبروا الإلتزام الذي أعلنوه في لقاء بكركي خريطة طريق أخلاقية، لخوض انتخابات رئاسية تكون على مستوى طموحاتهم التي أعلنوها مرارًا وتكرارًا».

موسكو

وفي المواقف الدولية، أعلنَت روسيا أنّها تتابع موضوع الإستحقاق الرئاسي يومياً، وشدّد سفيرها ألكسندر زاسبيكين على ضرورة عدم تدخّل الأطراف الخارجية فيه، «فهو شأن لبنانيّ داخلي، ونحن كمجموعة دولية لدعم لبنان نتبنّى جميعاً هذا الرأي». واستغربَ «إدخال البعض الأزمتين الأوكرانية والسورية في الإستحقاق الرئاسي»، مؤكّداً أن «لا علاقة لهما به».

الرياض

أمّا السفير السعودي علي عواض عسيري الذي زار بري أمس الأوّل، فأكّد مجدداً أنّ «اختيار الرئيس الجديد يعود للّبنانيين أنفسهم»، وشدّد في حديث تلفزيوني على أنّ «السعودية لن تتدخّل في الانتخابات الرئاسية، وهي تُبارك ما يتّفق عليه اللبنانيون»، مؤكّداً أنّ «هذا الاستحقاق الرئاسي هو شأن لبنانيّ داخلي، وأيّ تدخّل منّا أو من غيرنا لن يخدم مصلحة لبنان».

مجلس وزراء الجمعة

إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الرابعة من عصرَ غدٍ الجمعة، وعلى جدول أعماله 57 بنداً، عرَضها سليمان أمس مع رئيس الحكومة تمّام سلام. وقالت مصادر مُطّلعة إنّ الجلسة ستبتُّ دفعةً جديدة من التعيينات الإدارية، فيعيّن اللواء المتقاعد نزار خليل رئيساً للمجلس الأعلى للجمارك، ويثبَّت شفيق مرعي مديراً عامّاً للجمارك، وهو الذي يشغل موقعه بالإنابة، ويعيّن لؤي شحادة عضواً في المجلس الأعلى للجمارك. وستعيّن السيّدة عليا عبّاس مديرة عامة في وزارة الإقتصاد، والقاضية ميسم النويري مديرة عامّة لوزارة العدل.

الراعي والقدس

وفي وقتٍ غابَ موضوع زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن بيان المطارنة الموارنة، بعدما حسم الراعي امس الأوّل الجدل حولها ورفض أن يقول له أحد ماذا عليه أن يفعل، مؤكّداً طابع الزيارة الرعوي وأنّه سيزور القدس والأراضي المقدّسة، لا إسرائيل، اتّصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالراعي، مُرحّباً بـ»ضيف فلسطين الكبير، رأس الكنيسة المارونية بتاريخها العريق في الحفاظ على العروبة لغةً وثقافة» وقال: «أهلاً وسهلاً بغبطتكم في بلدكم الثاني فلسطين، فزيارتكم ليست تطبيعاً كما اعتاد أن يردّد ذلك بعض المزايدين وأصحاب الأجندات الخاصة المطالبة بعدم زيارة فلسطين والقدس لأنها تحت الاحتلال، وكأنّهم بموقفهم هذا يسلّمون بالأمر الواقع». وقدّر عبّاس للراعي «زيارتكم المباركة لأرضكم وللقدس التي هي مدينتكم وللفلسطينيين المحاصرين، وأهلاً بكم ضيفاً عزيزاً، وقلوبُنا مفتوحة قبل بيوتنا يا غبطة البطريرك لكم ولجميع اللبنانيين، لنردّ لإخواننا اللبنانيين بعض جميلهم على استضافتهم لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين، ولِما قدّمه لبنان بكلّ فئاته وطوائفه من دعم وتضحيات لشعبنا الفلسطيني، إلى جانب كفاحه من أجل العدل والسلام في أرض السلام». وفي سياق متصل أكّد «التجمّع الوطني المسيحي» في الأراضي المقدّسة أنّ «زيارة البطريرك الراعي إلى الأراضي الفلسطينية برفقةِ قداسة البابا فرنسيس هي تعزيز لصمود المقدِسيّين». وقال الأمين العام للتجمّع ديمتري دلياني، في بيان أمس، «إنّ القدس تحتاج إلى الدعم والشَدّ من أزر أهلها، وإنّ زيارة الأسير، كما هو حال القدس، لا تعني أبداً تطبيعاً أو اعترافاً بالسَجّان، بل هي دعم لصمودِه»، مؤكّداً أنّ «صاحب الولاية السياسية والوطنية على الأراضي الفلسطينية هو الرئيس عبّاس، الذي يدعو العرب إلى زيارة فلسطين وخصوصاً القدس».

«السلسلة» والإضراب

وعلى خط سلسلة الرتب والرواتب، فما اعتبرته اللجنة النيابية حلّاً منطقياً لملف السلسلة، رأت فيه «هيئة التنسيق النقابية» «إهانة صارخة لكرامة اللبنانيين جميعاً، لا سيّما الفقراء وأصحاب الدخل المحدود».

وهكذا تحوّل المشروع مجدّداً إلى بذور انفجار ظهرت مؤشّراته من خلال إعلان «هيئة التنسيق» الإضراب العام بدءاً من اليوم الخميس وحتى 14 آذار الجاري، موعد انعقاد الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لمناقشة موضوع السلسلة، انطلاقاً من تقرير اللجنة النيابية. ورأت الهيئة أنّ المشروع الذي اقترحته اللجنة النيابية «هو مشروعٌ مِسخ يضرب السلسلة من أساسها». وأعلنت رفضها المطلق له، وقرّرت تنفيذ الإضراب العام الذي سيمتد من اليوم حتى 14 الجاري، ويشمل القطاع العام والدوائر الرسمية، والمدارس الرسمية، في حين تواصل المدارس الخاصة التدريس كالمعتاد على أن تُضرِب يوم 14 أيار، موعد التظاهرة الحاشدة التي دعت «هيئة التنسيق» إلى تنظيمها تحت شعار «يوم الإنفجار الكبير». وكذلك دعت الهيئة إلى مقاطعة الإمتحانات الرسمية من أسئلة ومراقبة وتصحيح وأسُس تصحيح.

وفي الموازاة، أعلنت الهيئات الإقتصادية رفضَ المشروع الذي فرَض زيادة ضرائبية توازي نسبة 13 في المئة من مجموع الضرائب القائمة حالياً. وفي هذا الإطار، سجّل رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شماس اعتراضه على تحويل برّي تقرير اللجنة النيابية الى «هيئة التنسيق النقابية لدراسته». وقال لـ»الجمهورية»: «من المفترض توزيع هذا التقرير على جميع أعضاء الهيئة العامة لمجلس النواب وأصحاب العلاقة، أي الهيئات الإقتصادية وهيئة التنسيق». واعتبر أنّ إرسال التقرير الى «هيئة التنسيق» يهدف إلى إثارة نوع من الشعور الغاضب لديها، لتحفيزها على تسجيل اعتراضها وتصعيد تحرّكاتها». وسأل: «إذا كان مجلس النواب سيّد نفسه، فلماذا لا يأخذ الملف على عاتقه ويبتُّه؟ هل المقصود إعادة إحياء التحرّكات المطلبية من تظاهرات واعتصامات؟». وبالنسبة إلى صيغة التقرير النهائي للسلسلة، رأى شمّاس أنّ الضغط الضرائبي لا يزال كبيراً، مشيراً إلى أنّ كلفة السلسلة البالغة 1800 مليار ليرة سنوياً تُشكّل 13 في المئة من مجموع حصيلة الضرائب في لبنان، والبالغة 14 ألف مليار ليرة. وبالتالي، ستُرتّب ضغطاً ضرائبياً إضافياً على الإقتصاد اللبناني، بنسبة 13%.» وأوضح أنّ الضرائب المفروضة ستؤثّر سلباً في ثلاث مجالات: الدخل، الاستهلاك، والممتلكات.

الإبراهيمي باقٍ

إقليميّاً، نقل مراسل «الجمهورية» عن مصدر ديبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة قوله إنّ الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي باقٍ في منصبه حتى إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا، وأنّ الأمم المتحدة تعمل على إيجاد خلفٍ له. وأكّد المصدر ضرورة وضع خطة جديدة تُحدّد أسُس المرحلة المقبلة من العملية السياسية في سوريا، وهو ما قد يتولّاه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع تعيين خلف للإبراهيمي. واعتبر أنّ نفوذ إيران في سوريا هو أكبر من نفوذ روسيا، وأنّ طهران تدعم النظام السوري عسكرياً بشكل كبير، من خلال تزويده بشحنات أسلحة يومياً. وإذ تحدّث المصدر عن دور أساسيّ لإيران في الوصول الى اتّفاق حمص وإخلائها من مقاتلي المعارضة السورية، شدّد على أهمّية دورها في أيّ عملية سياسية في سوريا في المستقبل. إلى ذلك، أعلن المصدر الديبلوماسي نفسه أنّ الدول الغربية تُعِدّ مشروع قرار تحت الفصل السابع يُجيز مرور المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية مع الدول المجاورة، من دون العودة إلى الحكومة السورية.

 

عباس اتصل بالراعي مرحّباً به في الآراضي المقدسة

 تلقى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اكد فيه على دعوته وترحيبه بزيارة الكاردينال الراعي الى الاراضي المقدسة ولقائه بأبنائه، معتبرا ان "هذه الزيارة تساهم في صمود وعروبة القدس وفلسطين وفي تعزيز الاخاء المسيحي - الاسلامي بعيدا عن السياسة والتطرف". وثمن عباس "بركة غبطته ومحبته من خلال هذه الزيارة شكر للشعب اللبناني استضافته للفلسطنيين ودعمه لقضيتهم." الوكالة الوطنية للإعلام

 

سليمان عرض مع نواب ووليد الداعوق التطورات الراهنة

وطنية - إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم النواب إيلي ماروني، فريد الياس الخازن، انطوان زهرا، خضر حبيب والوزير السابق وليد الداعوق، وعرض مع كل منهم للتطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية.

 

بري يدعو لجلسة برلمانية في 14 ايار لدرس الرتب والرواتب بصيغتها الجديدة

نهارنت/حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة تشريعية في 14 الجاري لدرس سلسلة الرتب والرواتب بصيغتها الجديدة. وكان بري وبعد ان تسلم من اللجنة النيابية المعنية بالسلسلة الصيغة النهائية لمشروع القانون، أحال الاثنين نسخة منها الى رئيس الحكومة تمام سلام، وكذلك الى وزارة المال والى "هيئة التنسيق النقابية" لدراستها. وانتهت اللجنة النيابية المكلفة بحث سلسلة الرتب والرواتب الخميس الفائت، من وضع البنود المتعلقة بعملية تمويلها بعد تعديلات وضعت عليها،اثر سلسلة تحركات مطالبة ببتها واقرارها. ورفعت اللجنة الضريبة على القيمة المضافة من 10 في المئة الى 11 في المئة (على استهلاك الماء والكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية)، والى 15في المئة على الاجهزة الخلوية، واستيراد السيارات الجديدة والمستعملة والمراكب البحرية. مع زيادة الرسم الجمركي 5 في المئة على بعض السلع، وفرض رسم مغادرة على المسافرين. يشار إلى أن الحكومة السابقة برئاسة نجيب ميقاتي كانت قد أقرت السلسلة عام 2012 بعد أشهر من الاعتصامات والتظاهرات من قبل هيئة التنسيق، لكنها اصطدمت بواقع عدم إيجاد مصادر التمويل لها، وصرخة الهيئات الاقتصادية، ما أعاد هيئنة التنسيق الى الشارع، وآخر تحرك لها كان تظاهرة من امام مصرف لبنان حتى رياض الصلح الاسبوع الفائت.

 

سلام لـ «الشرق الأوسط»: نريد رئيسا «صنع في لبنان»

الشرق الأوسط/بيروت: ثائر عباس/بينما تعثر مجلس النواب اللبناني للمرة الثالثة، أمس، في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس الحالي ميشال سليمان، دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى ضرورة توافق القيادات السياسية على انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في 25 مايو (أيار) الحالي. وأكد أن المطلوب وصول رئيس يتوافق عليه الجميع لأن الظرف الحالي لا يسمح بوصول رئيس صدامي أو رئيس من طرف معين.

وقال سلام في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» إن التعثر في انتخاب رئيس جديد للبلاد من شأنه أن يهدد كل الإنجازات السياسية والأمنية والإدارية التي تحققت في عهد حكومته، مشددا على ضرورة انتخاب رئيس «صنع في لبنان»، في إشارة إلى استبعاد العوامل الإقليمية والدولية عن هذا الاستحقاق. ودعا سلام الجميع إلى «التنازل» من أجل «مصلحة الوطن، لا لمصلحة فريق أو تكتل أو مرجعية». وحذر من أن الشغور الرئاسي «سيضع لبنان مرة أخرى في موقف لا يحسد عليه»، مشيرا إلى وجود استحقاقات أخرى ستتأثر بالشغور، من بينها الانتخابات النيابية المقررة الخريف المقبل. ورأى أن «ثمة من يلعب سياسة حافة الهاوية، بمعنى عدم التوافق على الانتخاب إلى حين، يكون سقفه 25 مايو الحالي». وكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أرجأ، أمس، جلسة انتخاب الرئيس الجديد إلى الخميس المقبل 15 مايو الحالي، نتيجة استمرار مقاطعة كتلتي حزب الله والنائب ميشال عون، وبالتالي تعطيل النصاب المطلوب لانعقاد الجلسة الذي حدده بري بـ86 نائبا.

 

*هل من علاقة بين حريق غابة بعبدا والطريق العربي السريع؟

يقال نت/ شكوك بدأت تحوم حول حريق غابة بعبدا بالأمس ! هذا الحريق الذي نهش 80% من غابة كانت تقف عقبة امام بناء الطريق السريع العربي وهو مشروع يهدف إلى ربط لبنان بسوريا والأردن بالإضافة إلى بلدان أخرى. وقد تعذر البدء بهذا المشروع عدة مرات بعد جهود دؤوبة من قبل المجتمع المدني والناشطين البيئيين الذين يخشون ان هذا المشروع سوف يترك آثار مؤذية على الغابة التي هي نظام بيئي متكامل وموطن لنباتات نادرة، حيوانات والكثير من أشكال الحياة الثمينة. لا يوجد أدنى شك بأن الطقس الذي شهده لبنان نهار الإثنين لعب دوراً أساسياً في امتداد هذا الحريق لكن كيفيه اندلاعه بالإضافة إلى الجهود الضئيلة التي بذلت لإحتوائه وإخماده تبقى حتى الان مصدر شك خاصة من قبل سكان المنطقة الذين اشتكوا من عدم الإستجابة وبطء عملية الإخماد مما ادى إلى كارثة بيئية. وفقاً للسكان شوهد الحريق في الصباح الباكر ما بين الساعة السادسة والثامنة صباحا وامتد بسرعة بسبب الرطوبة العالية واشتداد الرياح. يقول الكثيرون ان الإستجابة لندائات النجدة أتت بعد ساعات مما يزيد من امكانية وجود مؤامرة ما. وفي حديث خاص للLBCI صرح بول ابي راشد ، مؤسس جمعيةTerre Libanالبيئية  ورئيسLebanon Eco Movement" في الثامنة صباحاً شاهدت اعمدة دخان كثيف تتصاعد من منطقة وادي شحرور، فاتصلت بالدفاع المدني لطلب النجدة لكني لم اتوقع أن تصل النيران بهذه السرعة إلى خندق الرهبان.“ مضيفاً " لسوء الحظ لم يكن باستطاعتنا شيء فالحريق كان اقوى منا. كما ان اولوية مروحيات القوى المساحة كانت حماية القواعد العسكرية والمنازل ... دفعت غابة بعبدا الثمن و 80% من الأشجار القديمة حرقت بالكامل" "وازداد الأمر سوءا عندما تغير مسار الرياح عند الظهر فتحولت النيران من الجبل إلى الساحل مدمرة كل شيء في طريقها". ودعا أبي راشد إلى إجراء تحقيق في ما وصفه بالإهمال الصارخ في اتخاذ إجراءات وقائية، وخاصة في ما يتعلق بتنظيف وحماية الغابات. كما لفت انتباه إلى غياب الشرطة البلدية من مكان الحريق.

 

عون جزء لا يتجزأ من مشروع “8 آذار”.. شمعون لـ “لبنان الحر”: “حزب الله” يريد الإتيان برئيس يتبنى خطَّه السياسي أو يقود الرئاسة إلى الفراغ

أكد رئيس حزب “الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون أن العماد ميشال عون ليس مرشحاً وفاقياً، لأنه جزء لا يتجزأ من مشروع “8 آذار”، واضعاً طرحه من قبل “8 آذار” في إطار “التكتكة” السياسية. وذكّر بأن عون وقّع على اتفاق مع “حزب الله” والسوريين لعودته إلى لبنان، لذلك لا أرى أن هناك ما يفرّق بينهم.

 وعن إمكان مجيء بالعماد عون رئيساً لللجمهورية، قال شمعون “للبنان الحرّ” ضمن برنامج “كل مواطن سياسي”: “اللي جرب مجرّب كان عقلو مخرّب”. وأضاف: “تم تجربة عون في الماضي، والجميع رأى كيف ترك جيشَه يموت على الجبهات وهرب”.

وقال: “إن “حزب الله” وجّه سلاحه إلى الداخل ليفرض سيطرته على السلطة السياسية، وعلى الحكومة، واليوم على الاستحقاق الرئاسي للمجيء برئيس يتبنى خطَّه السياسي أو يقود الرئاسة إلى الفراغ”.

 شمعون شدد على أن “للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي وظائف كنائسية تفرض عليه الذهاب الى فلسطين”، مؤكدا “تأييده لمواقف البطريرك الرافضة للحملة التي تشن عليه”.

 

كل التفاصيل عن جلسة الإنتخاب غير المجيدة في ذكرى اليوم "المجيد"

يقال نت/كما كان متوقعا  ارجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثالثة، التي كانت مقررة في الثانية عشرة ظهر اليوم، الى يوم الخميس المقبل الواقع فيه 15 ايار الحالي، ودعا الى جلسة تشريعية عامة يوم الاربعاء في 14 منه لدرس سلسلة الرتب والرواتب.

وكان عدد النواب الذي حضروا الى مجلس النواب 76 نائبا، في حين دخل الى القاعة العامة 67 نائبا، علما ان النصاب هو 86 نائبا اي ثلثي اعضاء المجلس النيابي.

وكان أول الواصلين رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيترأس الجلسة.

وتزامن توافد النواب إلى الساحة النجمة لقاء عقد بين الرئيس أمين الجميل ورئيس "كتلة التغيير والإصلاح" ميشال عون.

وقال الجميل بعد اللقاء: "ايام قليلة تفصلنا عن الاستحقاق وسنكثف الاتصالات والامور ليست سهلة انما هناك نوايا طيبة عند الجميع فامس لمست عند جعجع نوايا ايجابية وكذلك الامر مع الجنرال ومن واجبنا تطمين كل اللبنانيين على مسار المؤسسات وخصوصا موقع الرئاسة لانه رمز الوطن والجامع بين اللبنانيين

كان اللقاء مع العماد عون مفيدا وايجابيا وتوافقنا على ضرورة بذل كل الجهود لاتمام الاستحقاق بأسرع وقت ممكن ويهمنا ان يحفظ الاستحقاق كل المؤسسات ونريد رئيسا قادرا ويطمئن اللبنانيين والمسيحيين

نؤكد ان هناك ضرورة وطنية من اجل الحفاظ على المؤسسات والاستقرار وتحقيق السلام اللبناني المنشود ومن الضرورة ان تحصل الانتخابات ضمن المهل الدستورية وانقاذ الجمهورية يمر بهذا الاستحقاق والا تكون المؤسسات على كف عفريت."

بدوره، عون قال:"أعتقد أن الاجتماع أعطى نتائج ايجابية جدا، وإذا قلنا ايجابية فقط نكون نتحدث بلغة خشبية".

أضاف:"اليوم نحن في مرحلة جديدة من التعاون مع فخامة الرئيس، لا أستطيع أن أضيف شيئا، لأنه كان معبرا في ما قاله. لدينا اصرار على ان الانتخابات يجب ان تحصل في موعدها قبل 25 من الشهر الحالي. ونتمنى ان تحدث الانتخابات قبل هذا التاريخ".

وقال للصحافيين وهو يودع الجميل: "لقد اتفقنا".

ولوحظ إبتسامات عريضة لرئيس  حزب القوات اللبنانية والمرشح الى رئاسة الجمهورية سمير جعجع خلال متابعته من معراب وقائع المؤتمر الصحافي الذي جمع عون والجميل.

وقد سجل غياب كتلة نواب حزب الله بالكامل ، ومن النواب الذين حضروا: قاسم هاشم وانطوان زهرا واسطفان الدويهي وعلي بزي وزياد أسود ومروان حمادة ونقولا فتوش ونبيل نقولا وعباس هاشم وعمار حوري وسامر سعادة وفؤاد السعد وعاصم عراجي وجورج عدوان وياسين جابر وطوني ابو خاطر وهنري حلو وزياد القادري ونضال طعمة وآلان عون والرئيس فؤاد السنيورة والنائب جوزيف ابو خاطر وخالد زهرمان وسامي الجميل وهادي حبيش وستريدا جعجع والرئيس نجيب ميقاتي  .

وكان أول الواصلين النائب وليد جنبلاط  ورئيس الحكومة تمام سلام  .

وعقد لقاء بين الرئيسين بري وسلام انضم إليه لاحقا السنيورة وميقاتي.

وفي المواقف، رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم عبر الـLBCIانهلا يمكن انتخاب رئيس من دون أن يكون مقبولا من المكونات كافة ، مشيرا أيضا إلى انه لا يمكن وصول أي مرشح يشكل تحديا للبعض .

من جهته ، أوضح عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب زياد أسود انه أتى إلى ساحة النجمة لتسجيل موقف وليس للمشاركة في جلسة الانتخاب ، واعتبر انه لا يجوز أن يستمر الاستحقاق الرئاسي على هذا النحو ، قائلا : نحن لا نزال بلدا محتلا.

اعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ايلي كيروز، في بيان اليوم، انه "في الجلسة الثالثة، يستعيد الفريق السياسي عينه، الممارسة نفسها بالإمتناع عن الحضور وتعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في المهلة الدستورية، ويستفيد هذا الفريق، ليستمر في التعطيل، من الموقف القائل بنصاب الثلثين حتى في الدورة الثانية، مع أن واضع الدستور حرص على إعطاء الأولوية لإجراء الإنتخابات الرئاسية قبل انتهاء الولاية نظرا للمخاطر التي يمكن أن تحدق بالجمهورية في حال عدم وجود رئيس للجمهورية".

اضاف :"لقد حسم الرئيس نبيه بري وهيئة مكتب المجلس النقاش الدستوري الدائر حول مسألة النصاب في الدورة الثانية، ومن دون العودة الى المجلس النيابي، في مخالفة للرأي الغالب من الوجهة الدستورية لأهل العلم والإجتهاد وهو الرأي القائل بالأكثرية المطلقة الكافية لانتخاب الرئيس في دورات الإقتراع التي تلي بحسب نص المادة 49 من الدستور اللبناني".

وإستعرض أهم الآراء من المسألة وقال :"يعتبر الدكتور إدمون رباط بأن المادة 49 من الدستور فرضت صراحة نصابا خاصا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، غير أن رباط لم يذكر أن النصاب في الدورة الثانية يجب أن يكون بغالبية الثلثين من أعضاء المجلس النيابي.

ويرى الدكتور زهير شكر بأن الرأي القائل بالأكثرية المطلقة في الدورة الثانية هو الأقرب الى التفسير القانوني السليم للنص الدستوري بما يضمن تأمين انتخاب رئيس للجمهورية واستمرارية المؤسسة الدستورية.ويؤكد الدكتور حسن الرفاعي أن لا مواد في الدستور تشير الى أن النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثانية يجب أن يكون بغالبية الثلثين".

اضاف :"إن الفرق واضح وهائل بين النتيجة المترتبة على اشتراط بعض المواد الدستورية نصابا خاصا يتناسب مع خطورة حالات معينة والنتيجة المترتبة على اشتراط المادة 49 من الدستور نصابا خاصا في كل الجلسات والإجتماعات ودورات الإقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية، فإذا لم يتأمن هذا النصاب الخاص في الحالات الأولى، تبقى السلطات القائمة سليمة ومستمرة في عملها، بينما لو اشترطت المادة 49 مثل هذه الأكثرية في الدورة الثانية لتعطلت جلسة الإنتخاب ولتعطل الإستحقاق ولوقعنا في الفراغ في سدة الرئاسة".

واعتبر إن "الدعوة التي يوجهها رئيس المجلس تؤهل المجلس كي ينعقد لانتخاب رئيس الجمهورية وكأنه يفتح دورة نيابية لهذه الغاية، فمن هنا، وبموجب الدعوة الواحدة التي يوجهها رئيس مجلس النواب، وانطلاقا منها، لا يبرح المجلس يجتمع ويعقد ما يلزم من جلسات أو دورات حتى التوصل الى انتخاب الرئيس العتيد. وثمة سابقة في فرنسا تساعد على رسم الصورة، ذكرها العلامة الفرنسي جورج Vedel تعود الى عهد الجمهورية الفرنسية الرابعة. في العام 1953 اجتمع المجلسان الفرنسيان لانتخاب رئيس للجمهورية، وكانت الدعوة وجهت الى 17 كانون الأول 1953 فاجتمع المجلسان وتابعا الإجتماعات لغاية 23 كانون الأول 1953. قاما خلال تلك الأيام السبعة بعقد جلسات متتالية دون أي دعوة جديدة وبدورات عدة دون التوصل الى نتيجة، حتى كانت الدورة الثالثة عشرة ففاز رينيه كوتي بالأكثرية المطلوبة. ولقد تم ترقيم دورات الإقتراع اعتبارا من الدورة الأولى حتى الأخيرة بالتتابع وليس اعتبارا من بدء كل جلسة".

وختم كيروز :"إذا استمر الفريق الآخر على موقفه السلبي وإذا أراد أن يجعل من نصاب الثلثين في كل الإجتماعات والدورات نصاب تعطيل للجلسات والإستحقاق والجمهورية، فإني أدعو رئيس المجلس النيابي الى مراجعة الموقف الذي اتخذه الرئيس صبري حماده في الإنتخابات الرئاسية عام 1970: فأمام تهديد المعارضة بمقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، أعلن الرئيس صبري حماده أنه سيدعو الى جلسة ويعتبر أن النصاب مؤمن بمجرد حضور الأكثرية المطلقة من النواب، على أن لا يعتبر فائزا إلا من ينال الأكثرية المطلقة في دورة الإقتراع الثانية".

أما النائب مروان حمادة فقال: "من يجب أن ييأس هو من يقاطع الجلسات النيابية، ونحن سنأتي كل أربعاء.المرشحين للرئاسة هم أنفسهم النائب هنري حلو عن الوفاقيين ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع عن فريق 14 اذار، ونتمنى على فريق 8 اذار يعلن مرشحه.من المهم وجود شعور بالمسؤولية عند كل النواب بالحضور.

لا احد يملك أكثرية تؤمن له انتخابه رئيس الجمهورية حاليا، لكن تأمين النصاب واجب أساسي مهما صدرت مرافعات ومطالعات من جباهزة القانون، نحن مع البطريرك الراعي في موضوع تأمين النصاب.

إن بقينا على هذه الحال حتماً في 25 أيار الحكومة ستحلّ مكان الرئيس، ويجب حصول وثبة ووعي لهذا الموضوع.

 اليوم المشؤوم 7 أيار لم تنته تداعياته بعد، ولن نسمح لهم بإكمال هذا الانقلاب.

 لم تتوقف الاتصالات، هناك فرق بين معيار الرئيس الوفاقي ومن يريد ان يعتبر نفسه الرئيس الوفاقي في البلد وهو ابعد ما يكون عن الوفاقية وعن رئاسة رصينة للبلد".

وقال النائب عمار حوري: "جئنا اليوم في 7 ايار عل 7 ايار 2014 يحسن صورة 7 ايار 2008، 7 ايار 2008 كان يوم اسود في تاريخ لبنان. نحن لن نمل من متابعة الحضور الى المجلس النيابي في محاولة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ، الديمقراطية تعطي الحق ربما بالحضور والغياب لكن هناك واجب وطني على الجميع لانتخاب رئيس جديد قبل 25 ايار".

وقال النائب جورج عدوان: "جئت مبكراً بناء على طلب الرئيس نبيه بري ولدي إجتماع معه الآن."

من جانبه قال عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا : نؤمن النصاب عندما تصبح الانتخابات جدية .

وشدد النائب عباس هاشم على ان البلد لا يقوم الا على الوفاق والتوافق ، وقال : علينا ان نستخدم كل وسائل العقلنة لاعادة الأمور الى نصابها السليم.

بدوره ، قال عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري : يوم 7 أيار 2008 كان يوما أسودا بتاريخ لبنان ولن نمل من الحضور الى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد لانه واجب وطني.

من ناحيته ، أعلن عضو كتلة المستقبل النائب زياد القادري للـLBCIرفضالفراغ وتابع : لن نستسلم قبل 25 أيار ولن نوقف أي جهد يؤمن العبور الديمقراطي من الرئيس ميشال سليمان إلى الرئيس الجديد ، متهما حزب الله بتعطيل النصاب .

ولفت عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت للـLBCIان رئيس المجلس النيابي نبيه بري مضطر لدعوة المجلس بشكل دائم الى حين انتخاب رئيس، واعتبر ان غياب 8 آذار يؤكد نواياه بأنه لا يريد انتخابات ، مضيفا ان التوافق على الرئاسة لا يتم بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون فقط بل بين المسيحيين أيضا.

من جهته ، قال عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون : لن نحضر الجلسة انما نأتي إلى ساحة النجمة لتسجيل موق ونحن لا نعطل ولا إمكانية لانتخب رئيس في ظل مواقف الكتل النايبة.

أعربت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ستريدا جعجع من مجلس النواب عن أسفها لما جرى في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقالت:" للمرة الثالثة، ثمة من يعرقل استحقاقا مهما لهذه الدرجة ويفرضون علينا إما مرشحهم وإما لا انتخابات". أضافت:"المؤسف أكثر أن البعض التزم أمام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي بحضور الجلسات ولكن لسوء الحظ يعرقلونها اليوم"، مشيرة الى أن "انتخابات رئاسة جمهورية تجري في وضع استثنائي وعرقلة هذه الانتخابات هي عن سابق تصور وتصميم".

وسألت :"لماذا الحديث عن التوافق فقط عند انتخابات رئاسة الجمهورية؟ ولماذا لم يعلن النائب ميشال عون عن ترشحه حتى الآن، أهذا يدل على ضعف وخوف؟ ولماذا الابقاء على هذا المرشح الشبح لدى فريق 8 آذار؟". وأكدت أن "14 آذار ستبقى حصرمة في أعينهم، ونحن موحدون ودخلنا موحدين الى هذا الاستحقاق وسنبقى كذلك وهم من يمارسون الهروب بلا مرشح او مشروع واضح المعالم"، لافتة الى ان "اي شخص يحمل مشروع 14 آذار لا مشكلة لنا معه بالوصول للرئاسة".

وختمت:"إن المرشحين في 14 آذار على وفاق تام، ونحن على تواصل تام مع الرئيس سعد الحريري".

واعتبر النائب فادي كرم أن تصرف قوى 8 آذار معطل لنصاب انتخاب رئيس للجمهورية وسيؤدي الى فراغ، بات لدينا قناعة ان هذا التعطيل هو عن سابق تصور وتصميم للوصل إما للتوافق على مرشحهم وإما عدم انتخاب رئيس. مرشحِي 14 آذار المحتملين يقومون بجولات ويطرحون برامجهم الانتخابية وقد يحصل اتفاق على احد منهم وليس بالضرورة حصول توافق على العماد ميشال عون.

ومن جهته قال النائب زياد القادري: مجيئنا الى مجلس النواب تعبير عن موقفنا الواضح الذي عبر عنه الرئيس سعد الحريري والكتلة في بياناتها المتكررة ، نحن نرفض الفراغ رفض مطلق ولن نستسلم قبل 25 أيار ولن نوقف اي جهد قد يؤمن عبور ديمقراطي دستوري آمن للرئاسة.

حزب الله مرة اخرى يتحمل مسؤولية تعطيل النصاب وهذا الموضوع اصبح معلن. لا اعرف لماذا يستسهلون مخاطر الفراغ. اغتنم هذه المناسبة لدعوة كل النواب من كل الافرقاء والاحزاب لتأمين النصاب والحضور الي حيث يجب ان يتأمن الحوار والتوافق على مرشح.

يجب ان يكون لرئيس تكتل التغيير والاصلاح مرشح والمرشح الطبيعي لهم العماد عون، ادعو نواب تكتل التغيير والاصلاح للحضور وليقدم العماد عون ترشيحه ولتحصل المنافسة الديمقراطية. مخاطر الشغور لا يجب التقليل من قيمتها واستسهالها. نرفض الفراغ رفض مطلب ومستعدون كتيار مستقبل ان نتحاور ونتواصل مع الجميع.

وأكد النائب محمد الحجار أن "كل قوى 14 آذار سيحضرون جلسة اليوم وسيلبون نداء الدستور ومطالب اللبنانيين الذين يطالبون بوصول رئيس قبل 25 ايار".

ربما يصبح هنك صحوة ضمير لدى الفريق الآخر الذين يستنكفون ممارسة ما يمليه عليهم الدستور، فتأمين النصاب الدستوري اللازم لانتخاب رئيس الجمهورية هو امر مفروض على جميع النواب وعليهم تلبيته جميعا، وهذا الامر ليس وجهة نظر".

ورأى النائب نديم  الجميل أن "ما يجري استخفاف بالديمقراطية في لبنان خصوصاً من قبل من كانوا يطالبون بمزيد من الصلاحيات لرئيس الجمهورية.

معارك عون اوصلت الى اضعاف الجمهورية ورئيسها ودور المسيحيين، وإن استمر بذلك سيوصل البلد الى الخراب والهاوية.

عون ليس توافقيا او حتى وفاقيا وليعطينا مواقفه من سلاح حزب الله مثلاً."

ورأى النائب هادي حبيش أن "المشكلة ليست عند 14 آذار بل عند من يعطل الجلسة وتصوير الموضوع كأن ترشيح 14 آذار لشخص معين هو الذي يشكل اشكال هذا مفهوم خاطئ. الخطأ الكبير الذي يرتكب اليوم مع رئاسة الجمهورية ومع المسيحيين في البلد عندما يتجرأ النواب على تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية من خلال تعطيل النصاب. فليحضروا ولينتخبوا. القانون والشعب اللبناني لم ينتخبنا لتعطيل جلسات المجلس النيابي بل لنمارس مهامنا بانتخاب الرئيس الذي نريده، حقنا الديمقراطي هو بانتخاب من نريد ليس بتعطيل مؤسسات. الشعب لا يريد نواب يعطلون مؤسسات. اذا كنا طرحنا مرشح تحدي فلينتخبوا مرشح اخر غير تحدي. ادعو الشعب اللبناني لمحاسبة اي نائب يمارس هذا الموضوع في صناديق الاقتراع."

وقال النائب خضر حبيب: "الحضور ليس خيارا بل مسؤولية. يوجد جزء كبير من المسؤولية علينا كنواب اليوم في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية، اذ عندها يفترض على كل نائب تقديم الستقالته. حتى هذه اللحظة مرشحنا هو الدكتور سمير جعجع الى حين تغيير الظروف بعد اجتماعات قادة 14 آذار.

 

لقاءات لبري في ساحة النجمة محورها الاستحقاق الرئاسي و"السلسلة"

وطنية - عقد رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم في مجلس النواب سلسة لقاءات، تمحورت حول التطورات الراهنة لاسيما موضوع الاستحقاق الرئاسي وسلسلة الرتب والرواتب. وبدأها بلقاء مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ثم مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل. كما اجتمع مع النائب جورج عدوان وتركز الحديث حول سلسلة الرتب والرواتب. والتقى رئيس الحكومة تمام سلام في حضور وزير الداخلية نهاد المشنوق ثم انضم الى الاجتماع الرئيسان فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي. واجتمع ايضا مع وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب، في حضور وزير المال علي حسن خليل.

 

حمادة : لا جديد في ملف الاستحقاق الرئاسي

  وطنية - اكد النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3 "الا جديد في ملف الاستحقاق الرئاسي الا في حال حصول امر دراماتيكي غير متوقع"، مشيرا "الى ان الشغور سيحل بعد الخامس والعشرين من ايار وان التطورات الخارجية لن تتغير خصوصا وان اللاعبين الاقليميين والدوليين يؤكدون ان ليس لديهم مرشح للرئاسة". وقال :"ان الحكومة برئاسة تمام سلام ستتولى مهام رئيس الجمهورية في الفترة المقبلة، ونتمنى الا تطول هذه المدة وان يتم انتخاب الرئيس الجديد في اقرب وقت". وردا على سؤال، لفت "الى ان التوافق بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل له حدود، سائلا هل لا يزال تكتل التغيير والاصلاح داعما لاعلان بعبدا؟ وختم مشددا "على ضرورة ايلاء ملف سلسلة الرتب والرواتب الاهمية المطلوبة قبل نهاية الشهر الجاري".

 

داعياً الشعب للضغط على النواب… جعجع: ما يجري انقلاب على تاريخنا والمسيحيون يشعرون بمؤامرة

موقع القوات/داعياً الشعب للضغط على النواب… جعجع: ما يجري انقلاب على تاريخنا والمسيحيون يشعرون بمؤامرة

وصف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ما جرى في الجلسة الثالثة بـ”الانقلاب الكامل على دستورنا وتقاليدنا البرلمانية وتاريخنا السياسي”، مستشهداً بمحطات تاريخية استثنائية شهدها مجلس النواب في العامين 1958 و1970 لانتخاب رئيس للجمهورية الذي تمّ بالرغم من الانقسام الذي كان حاصلاً حينها، وكان أشد حدةً من الوقت الراهن، ولكن لم يتم تعطيل النصاب بل مارس النواب واجبهم الوطني بكل ديمقراطية.

ورأى ان “شعار “التوافق” اضحى بفعل تشويهه وإفراغه من مضمونه الحقيقي، رديفاً للتعطيل والفراغ والتهميش في موقع الرئاسة الأولى، فهذا السلوك الذي تنتهجه بعض قوى 8 آذار ينعكس سلباً على المستوى الوطني ككل، ويُهدد الميثاق الوطني بحدّ ذاته”، لافتاً الى أن “فريق 8 آذار يعتمد معادلة واحدة:”إما رئيس من 8 آذار أو الفراغ”.

وسأل “هل يقبل فريق 8 ىذار بتعميم التوافق على قرار السلم والحرب مثلاً؟ أو على موضوع القتال في سوريا؟ أو على موضوع السلاح غير الشرعي ككل؟ أم على موضوع انتخابات رئاسة المجلس مثلاً؟”

وشدد على “ان عرقلة انتخاب رئيسٍ فعلي للبلاد يُعبّر عن تطلّعات اللبنانيين ويُمثّل المسيحيين في السلطة، يعني حكماً الإتيان برئيسٍ صوري تفرزه الغرف المغلقة والصفقات الخارجية، ممّا يعني تهميش موقع الرئاسة وتقزيم دور الرئيس العتيد، واستطراداً تهميش التمثيل المسيحي داخل السلطة، ممّا سيؤدّي الى خللٍ في الشراكة الوطنية والميثاق الوطني”، مشيراً الى “ان الأمور لن تستقيم في لبنان طالما ان الدولة تفتقر، منذ العام 1990 وحتى اليوم، الى رئيس فعلي للجمهورية”.

واذ لفت الى “ان المسيحيين في لبنان باتوا يشعرون وكأنّ هناك مؤامرةً ما على دورهم في لبنان”، اعتبر “انّ ما يجري اليوم يستكمل ما كانت حقبة الوصاية قد افرزته لجهة إضعاف موقع المسيحيين في التركيبة اللبنانية، من خلال تعطيل جلسات انتخاب الرئيس”.

كلام جعجع جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في معراب عقب تأجيل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الى 15 من الجاري بعد عدم تأمين النصاب، فقال :” مرّة جديدةً يجري تعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ممّا يضع الاستحقاق الرئاسي في خطر جدّي. لذلك، لا بد من التوقف عند ما حصل في الجلسات الثلاث الماضية لتحليله ومناقشته.”

وشرح “ان الدستور اللبناني، بتناوله موضوع النصاب في المادة 49 منه، اراد تنظيم عملية إجراء الانتخابات الرئاسية وليس تعطيلها. فالوظيفة الأولى والأساسية للنائب في هذا المجال هي في تمكين حصول الانتخابات الرئاسية وليس العكس.”

واعتبر “ان تغّيب بعض النواب عن حضور جلسات الانتخاب ليس حقاً دستورياً للنائب بالمطلق كما يدّعيه البعض، وإنما هو تدبيرٌ استثنائي يلجأ اليه نواّب الأمّة في ظروفٍ قاهرة واستثنائية تحول دون تمكّنهم من التعبير عن رأيهم بحريّة، كوقوع الدولة، او بعضها، تحت الاحتلال مثلاً. لكن ان يتحوّل هذا الاستثناء الى قاعدةٍ عامة يتم اللجوء اليها في ظروفٍ عادية كالتي نعيشها اليوم، من اجل ممارسة الإبتزاز لفرض انتخاب رئيسٍ مُعيّن، فذلك يُعتبر خرقاً للدستور، وليس حقاً دستورياً.”

واضاف “لقد جاءت الانظمة الداخلية المتعاقبة لمجلس النواب، منذ العام 1930 وحتى اليوم، وآخرها النظام الداخلي الحالي في مواده 44، 61، 62، لتمنع صراحةً تغيّب النائب عن اكثر من جلستين عامتين عاديتين في الدورة النيابية، وكذلك التغيب عن جلسات اللجان البرلمانية، وبالتالي إذا كان هذا هو الحال بالنسبة للجلسات العامة العادية وجلسات اللجان، فكيف بالحري بالنسبة لجلسات انتخابات رئيس للجمهورية، التي تأتي في مقدّمة الاستحقاقات الدستورية، وتُعتبر واجباً اساسياً من واجبات النائب اللبناني”.

واشار الى ان “هذا النهج التعطيلي يُناقض كل التقاليد والأعراف اللبنانية المعمول بها منذ إعلان الميثاق الوطني في العام 1943، حتى في عزّ الخلافات السياسية والإنقسامات العامودية والأفقية التي عرفها لبنان في خمسينات وستينات وسبعينات القرن العشرين”.

وذكّر “ان نواب الأمّة لم يتخلّوا يوماً عن واجباتهم الوطنية تجاه الله والشعب والضمير، مثلما هو حاصلٌ اليوم، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر ان مجلس النواب في العام 1958 كان يُؤيد بغالبيته الرئيس كميل شمعون، ومع ذلك فهو لم يتردد في انتخاب فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية على الرغم من خلافات شهاب الحاّدة مع شمعون، فقط لعدم ترك الجمهورية في الفراغ.

ولفت الى ان “مجلس نواب في العام 1970 كان مُنقسماً على ذاته، اكثر من الإنقسام الحاصل اليوم، ولم يكن اي فريق فيه واثقاً من فوز مُرشّحه، تماماً مثلما هو حاصلٌ اليوم ايضاً، ولكن الفارق هو ان نواب العام 1970 لم يُعطّلوا النصاب وإنما  حضروا جلسة الانتخاب واقترعوا كلٌّ لمرشّحه، وتمكّن الرئيس سليمان فرنجية من الفوز على منافسه بفارق صوتٍ واحد فقط، تلك كانت الممارسة الديموقراطية الحقّة التي يُفاخر بها لبنان. أمّا ما يجري اليوم، فهو انقلاب كامل على دستورنا وتقاليدنا البرلمانية وتاريخنا السياسي.”

ورأى “ان تعطيل جلسات النصاب اليوم تتمّ تغطيته بشعار ” التوافق”، لكن المعركة السياسية الحقيقية اليوم، لا تدور بين مفهوم “الرئيس التوافقي” ومفهوم “الرئيس غير التوافقي”، وإنما بين منطق العمل الديموقراطي المؤسساتي السليم، ومنطق التعطيل والإبتزاز ، وفقاً لمعادلة: ” إمّا رئيس من 8 آذار أو الفراغ”.

وسأل:”لماذا تمتنع قوى 8 آذار عن إعلان إسم مرشحها الرئاسي حتى هذه اللحظة؟ وافتراضاً ان شعار “التوافق” الذي ترفعه 8 آذار صحيح، فلماذا لم تقترح هذه القوى اسماً او مجموعة اسماءٍ لشخصياتٍ لا تنتمي اليها، من اجل التباحث مع الكتل الأخرى حول حظوظ توافقيتها؟”

وأكّد “انّ قوى 8 آذار لم تعترف يوماً بمنطق التوافق من اساسه، وإلاّ فهل يقبلون بتعميم التوافق على قرار السلم والحرب مثلاً؟ أو على موضوع القتال في سوريا؟ أو على موضوع السلاح غير الشرعي ككل؟ أم على موضوع انتخابات رئاسة المجلس مثلاً؟ لقد اضحى شعار “التوافق”، بفعل تشويهه وإفراغه من مضمونه الحقيقي، رديفاً للتعطيل والفراغ والتهميش في موقع الرئاسة الأولى. فهذا السلوك الذي تنتهجه بعض قوى 8 آذار ينعكس سلباً على المستوى الوطني ككل، ويُهدد الميثاق الوطني بحدّ ذاته.”

واعتبر “ان الشرط الأول من شروط “التوافق” هو حصوله بروح التوافق، لا ان يكون شعار حقّ يُراد به الابتزاز والفرض، امّا إذا كان التوافق غير متوفرٍ لسببٍ او لآخر، كما هي الحال الآن، فالذهاب الى التصويت وتقبّل نتائج الصناديق بكل روحٍ رياضيةٍ، هو الرديف القانوني والشرعي للتوافق، بحسب القواعد المُتبّعة في كل الأنظمة الديموقراطية، ومنها لبنان. وفي مطلق الأحوال، فإن التغيّب عن جلسات النصاب من طرفٍ واحدٍ وتعطيل عمل المؤسسات في لبنان، لا ينّم عن روحٍ “توافقية” أبداً، بل على العكس، فهو ينمّ عن رغبة بفرض مرشّح معيّنٍ دون سواه.”

وشدد على “ان عرقلة انتخاب رئيسٍ فعلي للبلاد يُعبّر عن تطلّعات اللبنانيين ويُمثّل المسيحيين في السلطة، يعني حكماً الإتيان برئيسٍ صوري تفرزه الغرف المغلقة والصفقات الخارجية، ممّا يعني تهميش موقع الرئاسة وتقزيم دور الرئيس العتيد، واستطراداً تهميش التمثيل المسيحي داخل السلطة، ممّا سيؤدّي الى خللٍ في الشراكة الوطنية والميثاق الوطني”، مشيراً الى “ان الأمور لن تستقيم في لبنان طالما ان الدولة تفتقر، منذ العام 1990 وحتى اليوم، الى رئيس فعلي للجمهورية”.

وأكّد “ان الواقع السياسي للمسيحيين في لبنان لن ينحو نحو الأفضل، طالما ان الموقع الأول المُخصص لهم في التركيبة اللبنانية لا يشغله إلاّ رئيس تسوية لا حول له ولا قوة، وليس واحداً من الذين يتوق المسيحيون فعلاً الى انتخابهم، إنّ المسيحيين في لبنان باتوا يشعرون وكأنّ هناك مؤامرةً ما على دورهم في لبنان، من خلال كل ما حدث ويحدث في الانتخابات الرئاسية، مرّةً بحجة النصاب، ومرّةً بحجّة التوافق، في الوقت الذي لم يواجه أي من المواقع الدستورية الأخرى، سوى نادراً جداً، أيّاً من العراقيل أو الإشكاليات التي ترافق كلّ استحقاق رئاسي.”

وقال :”إنّ ما يجري اليوم يستكمل ما كانت حقبة الوصاية قد افرزته لجهة إضعاف موقع المسيحيين في التركيبة اللبنانية، من خلال تعطيل جلسات انتخاب الرئيس، ما يمعن في إبقاء المسيحيين حذرين، قلقين، مترددين في الإنخراط في الدولة. والعجب الأكبر هو ان يحتّل واجهة هؤلاء المعطلين والمتلاعبين، فريقٌ مسيحي!”

وشدد على أن “اهميّة الانتخابات الرئاسية الراهنة، تكمن في انها تحصل للمرّة الأولى منذ انتهاء الحرب في العام 1990. فالانتخابات الرئاسية السابقة لم تكن إلاّ مجرّد تعيينات او صفقات او تسويات خارجية، تأتي لنا برئيسٍ صنع في كل مكان، إلاّ في لبنان، وهذا ما نسعى اليوم الى تلافيه بأي ثمن، حتى نُعيد هذا الاستحقاق استحقاقاً “صنع في لبنان” بالفعل، وحتى نُكرّس هذا النفس الديموقراطي في عمل المؤسسات، وفي كل الاستحقاقات الدستورية التي تلي”.

وحذّر من “ان التلاعب بالاستحقاقات الدستورية، وممارسة الابتزاز والتعطيل، للوصول الى معادلة “امّا مرشّح 8 آذار او الفراغ” لا يمكن ان يبني دولةً حقيقيةً في لبنان، وإنما يُبقي الميثاق الوطني في وضعيةٍ هشّة، ويُشرّع ابواب لبنان امام كل انواع التدخّلات، ويسلب حقّ اللبنانيين في تقرير مصيرهم.”

ووجّه جعجع نداءً الى المرجعيات السياسية اللبنانية، “حتى تدفع بكل قوتها، وبروحٍ من المسؤولية الوطنية، باتجاه إنجاز هذا الإستحقاق الرئاسي بعيداً عن لغة التعطيل والإبتزاز واستجلاب التدخلات الخارجية. كما أتوجّه بنداء حار الى المرجعيات الدينية، مسيحيةٍ واسلاميةٍ ودرزية، وبالأخص الى مرجعيّة بكركي، حتى تطلب من النوّاب المُعطّلين، وفي طليعتهم النواب المسيحيون، ألكّف عن التلاعب بهذا الاستحقاق المصيري، والإلتزام بما تعهدّوا به في بكركي، لجهة عدم التغيّب عن جلسات النصاب، والزامهم معنوياً واخلاقياً بالحضور الى جلسات الانتخاب تحت طائلة تحميلهم مسؤولية تهميش الحضور المسيحي في الدولة مرةً جديدةً، وإبقاء لبنان في المستنقع الذي هو فيه. آن الآوان لكي يُقرّر اللبنانيون مستقبلهم بأيديهم، لا أن يُقرر الغير عنهم”.

 ودعا جعجع اللبنانيين بشكلٍ عام، والمسيحيين بشكلٍ خاص “للضغط على النوّاب الذين يمثّلونهم، من اجل الكّف عن استخدام الوكالة الممنوحة لهم من الشعب في وجهةٍ تعطيلية تتناقض ومصالح هذا الشعب، ومن أجل النزول الى المجلس النيابي وانتخاب من يريدونه رئيساً، لكي تستقيم الممارسة الديمقراطية في لبنان ويكون لنا رئيسٌ فعليٌّ، صنع فعلاً في لبنان”.

وعن تصريح المستشار العسكري الايراني بأن حدود ايران هي جنوب لبنان، أجاب جعجع:” ان فريق 8 آذار تقوم بما تقوم به كي تبقى حدود ايران الاستراتيجية العسكرية في البحر المتوسط وعلى مشارف حدود اسرائيل، ولكن اهتماماتنا هي مصالح اللبنانيين قبل أي شيء آخر”.

واذ اعتبر أن ” الفريق الآخر يحاول اجبار تيار المستقبل وكل الفرقاء على الاختيار بين الفراغ او مرشحه”، رفض جعجع “ما يجري من تعطيل للمحاولة للاتيان برئيس طيّع”.

وعن امكانية انسحابه لصالح مرشح آخر من قوى 14 آذار، ردّ جعجع “هل كنت انا المرشح في انتخابات 2008؟ لمَ عطلوا النصاب حينها؟ هذا يظهر ان الفريق الآخر يريد رئيسا كما يريد والا لا انتخابات. وقال:”اعطوني شخصاً واحداً مقبولاً من كل اللبنانيين، ولكن اعتقد ان هذا الأمر مستحيل”، لافتاً الى ان “النائب هنري حلو هو شخص محترم لكن انتخابات الرئاسة لها غير شروط وظروف ومواصفات أخرى، وليقل لنا حلو ان اصبح رئيساً ماذا سيفعل؟ فالبنسبة إلي التسويات لا تنتج شيئاً.”

ورداً على سؤال، انتقد جعجع طرح أو تسمية “المرشح التوافقي”، وقال:”ان النائبين ميشال عون وهنري حلو يقولان انهما توافقيان، لكن نحن نحكم على البرنامج وليس على كيفية تصنيف المرشح لنفسه.”

وتعليقاً على ما قاله العماد عون بعد لقائه الرئيس أمين الجميّل بأن اللقاء سيثمر نتائج إيجابية، أمل جعجع “ان يكون موقف عون المدماك  الأول لمرحلة جديدة حقيقية”. وشرح أن “الرئيس الجميّل يقوم بجولات لدق جرس الانذار بعد الاقتراب من انتهاء مهلة انتخاب الرئيس، وهو لا يحمل حلاً معلباً او جاهزاً بل يطرح المشكلة للتفكير بالخروج من أزمة هذا الاستحقاق”.

ورداً على سؤال، دعا جعجع عون الى “إجراءالانتخابات كما جرت عام 1970 اي ان يترشح رسمياً ويقدم برنامجه ونذهب الى المجلس النيابي وفي نهاية المطاف يُنتخب أحدنا ونصل الى رئي،س فهذا هو الطريق السليم الوحيد ماذا والا نكون في 7 ايار جديد يطال المسيحيين سياسياً هذه المرة، بعد أن طال 7 أيار 2008 السنّة والدروز عسكرياً”.

ورأى ان “حزب الله يريد رئيساً يساعده على تحقيق اهدافه لا ليخدم اللبنانيين والمسيحيين او يعبر عن الوجدان التاريخي للبنانيين.”

 

ستريدا جعجع: يعرقلون الانتخابات للمرة الثالثة عن سابق تصور وتصميم

وطنية - أعربت عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ستريدا جعجع من مجلس النواب عن أسفها لما جرى في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقالت:" للمرة الثالثة، ثمة من يعرقل استحقاقا مهما لهذه الدرجة ويفرضون علينا إما مرشحهم وإما لا انتخابات". أضافت:"المؤسف أكثر أن البعض التزم أمام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بكركي بحضور الجلسات ولكن لسوء الحظ يعرقلونها اليوم"، مشيرة الى أن "انتخابات رئاسة جمهورية تجري في وضع استثنائي وعرقلة هذه الانتخابات هي عن سابق تصور وتصميم". وسألت :"لماذا الحديث عن التوافق فقط عند انتخابات رئاسة الجمهورية؟ ولماذا لم يعلن النائب ميشال عون عن ترشحه حتى الآن، أهذا يدل على ضعف وخوف؟ ولماذا الابقاء على هذا المرشح الشبح لدى فريق 8 آذار؟". وأكدت أن "14 آذار ستبقى حصرمة في أعينهم، ونحن موحدون ودخلنا موحدين الى هذا الاستحقاق وسنبقى كذلك وهم من يمارسون الهروب بلا مرشح او مشروع واضح المعالم"، لافتة الى ان "اي شخص يحمل مشروع 14 آذار لا مشكلة لنا معه بالوصول للرئاسة".

وختمت:"إن المرشحين في 14 آذار على وفاق تام، ونحن على تواصل تام مع الرئيس سعد الحريري".

 

كيروز: بري ومكتب المجلس خالفا الدستور من دون العودة الى المجلس

وطنية - اعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب ايلي كيروز، في بيان اليوم، انه "في الجلسة الثالثة، يستعيد الفريق السياسي عينه، الممارسة نفسها بالإمتناع عن الحضور وتعطيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في المهلة الدستورية، ويستفيد هذا الفريق، ليستمر في التعطيل، من الموقف القائل بنصاب الثلثين حتى في الدورة الثانية، مع أن واضع الدستور حرص على إعطاء الأولوية لإجراء الإنتخابات الرئاسية قبل انتهاء الولاية نظرا للمخاطر التي يمكن أن تحدق بالجمهورية في حال عدم وجود رئيس للجمهورية".

اضاف :"لقد حسم الرئيس نبيه بري وهيئة مكتب المجلس النقاش الدستوري الدائر حول مسألة النصاب في الدورة الثانية، ومن دون العودة الى المجلس النيابي، في مخالفة للرأي الغالب من الوجهة الدستورية لأهل العلم والإجتهاد وهو الرأي القائل بالأكثرية المطلقة الكافية لانتخاب الرئيس في دورات الإقتراع التي تلي بحسب نص المادة 49 من الدستور اللبناني".

وإستعرض أهم الآراء من المسألة وقال :"يعتبر الدكتور إدمون رباط بأن المادة 49 من الدستور فرضت صراحة نصابا خاصا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، غير أن رباط لم يذكر أن النصاب في الدورة الثانية يجب أن يكون بغالبية الثلثين من أعضاء المجلس النيابي.

ويرى الدكتور زهير شكر بأن الرأي القائل بالأكثرية المطلقة في الدورة الثانية هو الأقرب الى التفسير القانوني السليم للنص الدستوري بما يضمن تأمين انتخاب رئيس للجمهورية واستمرارية المؤسسة الدستورية.ويؤكد الدكتور حسن الرفاعي أن لا مواد في الدستور تشير الى أن النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثانية يجب أن يكون بغالبية الثلثين".

اضاف :"إن الفرق واضح وهائل بين النتيجة المترتبة على اشتراط بعض المواد الدستورية نصابا خاصا يتناسب مع خطورة حالات معينة والنتيجة المترتبة على اشتراط المادة 49 من الدستور نصابا خاصا في كل الجلسات والإجتماعات ودورات الإقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية، فإذا لم يتأمن هذا النصاب الخاص في الحالات الأولى، تبقى السلطات القائمة سليمة ومستمرة في عملها، بينما لو اشترطت المادة 49 مثل هذه الأكثرية في الدورة الثانية لتعطلت جلسة الإنتخاب ولتعطل الإستحقاق ولوقعنا في الفراغ في سدة الرئاسة".

واعتبر إن "الدعوة التي يوجهها رئيس المجلس تؤهل المجلس كي ينعقد لانتخاب رئيس الجمهورية وكأنه يفتح دورة نيابية لهذه الغاية، فمن هنا، وبموجب الدعوة الواحدة التي يوجهها رئيس مجلس النواب، وانطلاقا منها، لا يبرح المجلس يجتمع ويعقد ما يلزم من جلسات أو دورات حتى التوصل الى انتخاب الرئيس العتيد. وثمة سابقة في فرنسا تساعد على رسم الصورة، ذكرها العلامة الفرنسي جورج Vedel تعود الى عهد الجمهورية الفرنسية الرابعة. في العام 1953 اجتمع المجلسان الفرنسيان لانتخاب رئيس للجمهورية، وكانت الدعوة وجهت الى 17 كانون الأول 1953 فاجتمع المجلسان وتابعا الإجتماعات لغاية 23 كانون الأول 1953. قاما خلال تلك الأيام السبعة بعقد جلسات متتالية دون أي دعوة جديدة وبدورات عدة دون التوصل الى نتيجة، حتى كانت الدورة الثالثة عشرة ففاز رينيه كوتي بالأكثرية المطلوبة. ولقد تم ترقيم دورات الإقتراع اعتبارا من الدورة الأولى حتى الأخيرة بالتتابع وليس اعتبارا من بدء كل جلسة".

وختم كيروز :"إذا استمر الفريق الآخر على موقفه السلبي وإذا أراد أن يجعل من نصاب الثلثين في كل الإجتماعات والدورات نصاب تعطيل للجلسات والإستحقاق والجمهورية، فإني أدعو رئيس المجلس النيابي الى مراجعة الموقف الذي اتخذه الرئيس صبري حماده في الإنتخابات الرئاسية عام 1970: فأمام تهديد المعارضة بمقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، أعلن الرئيس صبري حماده أنه سيدعو الى جلسة ويعتبر أن النصاب مؤمن بمجرد حضور الأكثرية المطلقة من النواب، على أن لا يعتبر فائزا إلا من ينال الأكثرية المطلقة في دورة الإقتراع الثانية".

 

14 آذار: شهدنا نسفا للنصاب ممن يفترض أن يكونوا مسؤولين عن كل لبنان

 وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إجتماعها الدوري في مقرها في الأشرفية، وتابعت خلاله وقائع جلسة الإنتخاب في المجلس النيابي.

وحضر الاجتماع، منسق الامانة العامة: فارس سعيد، والسادة: شاكر سلامة، الياس أبو عاصي، يوسف الدويهي، جوزف جبيلي، هرار هوفيفيان، آرديم نانيجيان، واجيه نورباتليان، سيمون درغام، شارل جبور، أسعد بشارة وشخصيات من قادة الرأي والإعلاميين ومن المجتمع المدني.

سعيد

وبعد الاجتماع قال سعيد: "تابعنا وقائع الجلسات التي بدأت في 23 نيسان لانتخاب رئيس لجمهورية لبنان، ونضم صوتنا الى صوت حزن اللبنانيين الذين شهدوا اليوم على نسف عملية عدم إكتمال النصاب من نواب يفترض أن يكونوا مسؤولين عن كل لبنان وأن يؤمنوا النصاب لإنتخاب رئيس". وأكد أن "فريق 14 آذار هو فريق سياسي متماسك يواجه مراحل متتالية من الإستحقاق الرئاسي، ويسعى من دون ملل ولا كلل الى انتخاب رئيس. نحن لدينا مرشح وحيد لقوى 14 آذار هو الدكتور سمير جعجع، وندعم هذا المرشح بتضامن كامل. ونريد أن ننتخب رئيسا لجمهورية لبنان بأسرع وقت ممكن من أجل عدم الوصول إلى الفراغ الدستوري".

أبو عاصي

واستنكر الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الياس أبو عاصي "عملية إفراغ المؤسسات التي إعتمدتها قوى 8 آذار، إنطلاقا من مقولة إما نحن وإما الفراغ. ومن المؤسف جدا أن تتناسب هذه المواضيع مع تصرفات نشهدها على الأرض من تدخلات فاضحة في سوريا، كما تتلاقى مع تصريحات مستشار مرشد الثورة الإسلامية التي تتحدث عن وصول حدود إيران إلى جنوب لبنان والكلام عن مؤتمر تأسيسي".

ودعا اللبنانيين إلى "الحذر من التطورات الجارية وأن يمارس المجتمع المدني ضغوطا على نواب 8 آذار كي يعودوا إلى الطريق المستقيم ويلتزموا بنود الدستور التي نصت على إنتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية المحددة".

سلامة

بدوره اعتبر عضو المكتب السياسي الكتائبي شاكر سلامة أن "لبنان يمر بمرحلة تاريخية ومفصلية وإذا لم يتم إنتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية فسيذهب لبنان إلى الهاوية وخيارات لا يريدها اللبنانيون". وأسف "لأن فريقا من اللبنانيين يعطل النصاب في المجلس النيابي"، محذرا من الدخول في الفراغ بعد 25 ايار "الذي يؤذي جميع اللبنانيين".

وذكر بالفراغ عام 1989 "الذي ادى حروب داخلية وفي العام 2007 الذي ادى الى 7 ايار ومؤتمر الدوحة"، وطالب كل القيادات "يتحمل مسؤولياتها كي يبقى لبنان سيدا حرا مستقلا".

 

سليمان التقى سلام والمشنوق والمحافظين واطلع من قائد الجيش على الوضع الامني ولم يوقع قانون الايجارات

 وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع رئيس الحكومة تمام سلام للتطورات الراهنة وجدول اعمال مجلس الوزراء الذي ينعقد بعد ظهر الجمعة المقبل في قصر بعبدا.

وزير الداخلية والبلديات

واستقبل الرئيس سليمان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والمحافظين، بحيث شكر الوزير المشنوق لرئيس الجمهورية "جهوده في مجلس الوزراء من اجل تعيين محافظين واكتمال العقد الاداري على هذا الصعيد".

ورحب الرئيس سليمان بالوزير المشنوق والمحافظين، متمنيا لهم النجاح في مهماتهم وخصوصا في هذه الظروف، لافتا الى "أهمية تطبيق القوانين على الجميع والتقيد بها".

قائد الجيش

واطلع رئيس الجمهورية من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الاوضاع الامنية خصوصا في طرابلس والبقاع اضافة الى الاتصالات الجارية في شأن تسليح الجيش وتجهيزه من الهبة السعودية الاستثنائية.

الاتحاد الدولي للصحافيين السياحيين

وزار بعبدا وفد الاتحاد الدولي للصحافيين والكتاب السياحيين برئاسة وزير السياحة التونسي السابق الدكتور تيجاني حداد، في حضور رئيس بلدية جبيل زياد حواط لمناسبة منح الاتحاد مدينة جبيل - بيبلوس جائزة "التفاحة الذهبية للانجازات الثقافية والحضارية والعمرانية والسياحية التي تتوافق مع المعايير التي وضعها الاتحاد".

ورحب الرئيس سليمان بالوفد منوها ب"جهوده ونشاطه وكذلك بجهود المجلس البلدي لمدينة جبيل ورئيسه الذي جعل من جبيل مدينة استحقت التكريم العربي والدولي".

وفد الصليب الاحمر

وفي بعبدا اليوم ايضا وفد جمعية الصليب الاحمر اللبناني برئاسة السيدة سوزان عويس التي شكرت للرئيس سليمان دعمه المتواصل للصليب الاحمر واطلعته على الحملة المالية السنوية للصليب الاحمر التي تنطلق غدا.

توقيع قوانين

على صعيد آخر، وقع الرئيس سليمان اليوم القوانين الواردة على رئاسة الجمهورية باستثناء قانون الايجارات انطلاقا من اقتناعه بأن "أي قانون لا يوفر العدالة الاجتماعية يكون مجحفا في حق فئة معينة او فئة اخرى من المواطنين"، مع الاشارة الى أن هذا القانون سينشر حكما بعد مرور المهلة الدستورية استنادا الى المادة 56 من الدستور حيث ينبغي التحقق من دستوريته ومطابقته القواعد القانونية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين وتقديم مراجعة طعن امام المجلس الدستوري عملا بالمادة 19 من الدستور.

 

سلام عرض الاوضاع مع نديم الجميل وحداد وهاشم

 وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اليوم في السرايا الحكومية النائب نديم الجميل وتم عرض للاوضاع والتطورات. كما استقبل الرئيس سلام الوزير السابق سامي حداد، النائب السابق مصطفى هاشم، وكان وكان الرئيس سلام ترأس مساء امس اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة دراسة ملف النفايات الصلبة في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وزير المال علي حسن خليل، وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج، وزير الطاقة والمياه ارتور نظاريان، وزير الصناعة حسين الحاج حسن وزير البيئة محمد المشنوق.

 

غارات سورية على الحدود المحاذية لجرود عرسال

 وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش، ان الطيران السوري، شن غارات على جرود السلسلة الشرقية في عرسال على الحدود اللبنانية - السورية مستهدفا تجمعات للمسلحين.

 

الثنائي "خياط والأمين" أمام المحكمة الدولية في 13 آيار

قرّر القاضي الناظر في قضايا التحقير في المحكمة الخاصة بلبنان أن يجري المثول الأوّل يوم الثلثاء الموافق 13 أيار للمتّهمَين في القضية ضدّ شركة تلفزيون الجديد ش. م. ل. والسيدة كرمى الخيّاط، وللمتّهمَين في القضية ضدّ شركة أخبار بيروت ش. م. ل. والسيد ابراهيم الأمين.

وقد اتُّهم الصحافيّان والمؤسستان الإعلاميّتان بجرم التحقير أمام المحكمة الخاصة بلبنان لعرقلتهم سير العدالة عن علم وقصد.

وتقرّر المثول الأوّل للمتّهمِين وفقًا للمواعيد التالية:

شركة تلفزيون الجديد ش. م. ل.: الساعة 9:30 صباحًا (بتوقيت وسط اوروبا)

السيدة كرمى الخيّاط: الساعة 10:30 صباحًا

شركة أخبار بيروت ش. م. ل. : الساعة 2:30 بعد الظهر

السيد ابراهيم الأمين: الساعة 3:30 بعد الظهر

ووفقًا لما جاء في الدعوات للحضور، أجاز القاضي الناظر في قضايا التحقير للمتهمين إما المجيء إلى مقرّ المحكمة أو المثول بواسطة نظام المؤتمرات المتلفزة، على أن يحضر محاميهم شخصيًا.

وستكون الجلسة علنيّة؛ غير أنّ القضاي قد يقرّر في أثنائها أن يحوّلونها إلى جلسة سرية إذا دعت الحاجة إلى مناقشة مسائل سريّة.

ويمكن متابعة الجلسة مباشرة على الموقع الإلكتروني للمحكمة باللغات الإنكليزية، والفرنسية، والعربية.

المصدر : وكالات

 

المطارنة الموارنة: لالتزام القادة بلقاء بكركي كخريطة طريق اخلاقية لخوض الانتخابات الرئاسية

وطنية - عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ومشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والرؤساء العامين، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.

البيان

وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه أمين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا، وجاء فيه:"

1 - اطلع صاحب الغبطة والنيافة الآباء على اجواء الاحتفال باعلان قداسة الطوباويين البابوين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني، وبالمئوية الاولى لتدشين كنيسة القديس مارون في المعهد الحبري الماروني بروما. وقد شارك فيهما فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. فشكروا الله على هذين الحدثين الكنسيين، والتمسوا شفاعة القديسين الجديدين من اجل الاستقرار في لبنان، والسلام في بلدان الشرق الاوسط.

2 - جدد الآباء تضامنهم مع صاحب الغبطة وأصحاب النوايا الحسنة في مساعيهم الحثيثة، بغية التوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يكون على حجم التحديات الداخلية والاقليمية، وحاجات لبنان ومستقبله. وهم يذكرون نواب الامة بأن انتخاب الرئيس يكون باحترام المؤسسات الدستورية، ووفقا للدستور وما يمليه على النواب من واجب وطني بحكم الوكالة المعطاة لهم من الشعب. وما يزيد من قلق الآباء حديث بعض نواب الامة عن الفراغ، وكأنهم بذلك يعلنون عن عجزهم السياسي. ويناشد الآباء ابناءهم القادة الموارنة ان يعتبروا الالتزام الذي اعلنوه في لقاء بكركي خريطة طريق اخلاقية، لخوض انتخابات رئاسية تكون على مستوى طموحاتهم التي اعلنوها مرارا وتكرارا.

3 - رحب الآباء بالنشاط التشريعي الذي شهده المجلس النيابي، وهم يناشدون النواب القيام بتشريع مرتكز على روح العدالة وتحت راية الخير العام، حتى لا تأتي نافعة ضارة، وتدخل البلاد في أزمات جديدة هي بغنى عنها. وهم في الوقت عينه يأملون يستمر ايضا نشاط المجلس التشريعي بطريقة عادية وخارج ازمنة الاستحقاقات الكبرى. وهم من ناحية اخرى يتابعون باهتمام التحركات النقابية والمطلبية، ويعبرون عن تضامنهم مع المطالب المحقة، شرط أن تأتي مدروسة تلافيا لما قد ينتج عنها من سلبيات في المستقبل.

4 - رحب الآباء بنتائج الخطة الامنية في طرابلس ودخول المدينة مرحلة من الاستقرار، وهم يحيون ابناءها على ما اظهروه من تجارب وتعاون مع القوى الشرعية، لخيرهم وخير مدينتهم. كما رحبوا بتنفيذ الخطة الامنية في منطقة بعلبك - الهرمل وسيرها بخطى ثابتة، وحيوا ابناءها على التفافهم حول شرعية الدولة، ويأملون ان تشمل هذه الخطة كل المناطق اللبنانية.

5 - في هذا الشهر المكرس لإكرام السيدة العذراء مريم أم الاله وسيدة السلام ، يدعو الآباء ابناءهم الى تكثيف الصلوات لكي ينير الله بشفاعتها عقول المسؤولين في وطننا ومنطقة الشرق الاوسط، كي يعملوا على وضع حد للقتل والدمار والحروب العبثية، ونشر سلام دائم مبني على اسس الحقيقة والعدالة والحرية والمحبة لصالح الجميع.

 

كـلام الجنرال صفــوي.. مــن منظــار 8 آذار

إثر التصريحات المستغربة للقائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الاعلى الفريق يحيى رحيم صفوي، الذي اعتبر "ان حدود بلاده الحقيقية تنتهي عند شواطئ البحر الابيض المتوسط في الجنوب اللبناني"، ساد الصمت المطبق صفوف قوى الثامن آذار.

عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي قال لـ"المركزية" "لا نريد ان نبرر لاحد، لكن ربما يكون هذا التصريح مجرّد رسالة للكيان الصهيوني أو ان امتداد الأمن الايراني يصل الى هذه الحدود، وهذا الامر لا يعتبر تدخلا في الشأن اللبناني"، معتبرا "انه يتضمن رسائل معينة يوجهها القادة العسكريون من كلا الطرفين، وعلينا ان ننظر الى الجانب الايجابي من الموضوع ".

وأضاف "الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها حرص شديد على احترام لبنان وسيادته وقيام دولة تحفظ هذه الحدود"، مشيرا الى "اننا نعيش في أزمة سياسية داخلية وفي صراع إقليمي، وهناك نوع من الخصومة بين السعودي والايراني، لذلك نعتبر ان هذا الكلام عبارة عن رسائل بين السياسيين في هذا المضمار". وتابع "للأسف نحن نعيش أزمة خانقة ولم نتمكن من الاتفاق على رئيس للجمهورية حتى الآن بالاضافة الى اننا نعتقد ان هناك استعدادا عسكريا يجري في الجوار ما يستدعي ان يكون هناك خطاب ورسائل متبادلة بين أفرقاء الخارج على ما يجري في الداخل".

وعن تجاهل كلام صفوي من قبل 8 آذار، اجاب الرفاعي "بعض المسائل نبتعد عن الحديث عنها في وسائل الاعلام كزيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى القدس المحتلة، نحاول الابتعاد عن الخطاب التصعيدي في هذه المرحلة تحديدا علّنا نصل الى تفاهم داخلي لانقاذ لبنان لذلك لا نتخذ اي موقف إعلامي صريح في أي مسألة حفاظا على الساحة الداخلية التي لا تتحمل أي خضة أمنية جديدة".

من ناحية أخرى، أسف الرفاعي لـ"كلام البطريرك الراعي المتشنج بالأمس، ونحن توجهنا إليه بالنصيحة والتمني الا يذهب الى الاراضي المحتلة ولم نشن اي هجوم على شخصه الكريم".

بدوره، اعتبر عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم في حديثٍ لـ"المركزية" "ان علينا ان نأخذ بداية ماهية هذا التصريح، وعما اذا كانت الترجمة حرفية؟ خصوصا ان معظم الاحيان تكون الترجمة غير دقيقة ومحرّفة. وقد يدل هذا التعليق الى عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين كعلاقة لبنان مع معظم الدول العربية، ولبنان هو عمق ايران الاستراتيجي".

وقال "ايران لا تحتاج الى عشرات الكيلومترات لتزيد مساحتها إنما العمق الاستراتيجي يحدّد مستوى العلاقة بين البلدين. كثيرون يأخذون الامور الى مكان آخر وفق تفسيرات سياسية لكن علينا تركها افي موضعها الطبيعي"، وأضاف "توقفنا عند ردود الفعل على هذا التصريح ولم نسمع من الغيارى على السيادة اللبنانية والقرار الحرّ أي ردة فعل على الاعتداءات الاسرائيلية ولو لم نتقدم من الحكومة بالردّ على هذه الانتهاكات لم تكن لتنتبه للخروقات في المناطق الحدودية اللبنانية الجنوبية".

ورأى هاشم "ان التفسير السياسي لكلام صفوي هو نتيجة الانقسام السياسي اللبناني"، لافتا الى "ان هذا الكلام قد يكون أتى في سياق الحديث عن مجريات الحوادث في المنطقة وعمق الصراعات وهو ليس في إطار ترسيم حدود ايران وتحديد جغرافيتها ومحاولة ضم دول وبلدان الى منظومة الجمهورية الاسلامية. ولا أحد يرضى ان تنتقص سيادته من اي جهة".

وختم "نحن لا نقع في لعبة ردود الفعل لاننا لم نفسّر هذا الكلام بشكل جغرافي وسياسي، والبعض استغل هذا الامر لتفسيره كما يحلو له"، موضحا "اننا كفريق سياسي نعتبر إيران عمقنا الاستراتيجي بما يخدم مواقفنا وخياراتنا السياسية". المصدر : المركزية

 

جريج زار عوده:أكدنا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري

وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في دار المطرانية في الاشرفية قبل ظهر اليوم، وزير الاعلام رمزي جريج وبحث معه في الاوضاع العامة.

على الاثر، أكد الوزير جريج ان المطران عوده هو "مرجعية وطنية تتميز بمواقفها الثابتة من الشأن العام خدمة للمصلحة الوطنية وقيام دولة الحق والقانون والمؤسسات، وتبادلنا الاراء حول الشأن العام وهموم المواطنين وضرورة قيام المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري".

 

عون استقبل الجميل: نحن في مرحلة جديدة من التعاون ونصر على الانتخابات

 وطنية - استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم، في دارته في الرابية، الرئيس أمين الجميل على مدى أكثر من ساعة.

الجميل

بعد اللقاء صرح الجميل: "التحرك الذي أقوم به معروف عشية الاستحقاق الرئاسي، ونحن نؤكد ان هناك ضرورة وطنية للحفاظ على المؤسسات والاستقرار ولتحقيق السلام اللبناني المنشود. ومن الضروري ان يتم الاستحقاق الرئاسي في المهل الدستورية لإنقاذ الجمهورية، وإلا فالمؤسسات الوطنية ستكون على كفريت، ولا نعرف في أي توجه سيكون مستقبلنا". وأضاف: "كان اللقاء مع العماد عون مفيدا جدا وايجابيا، وقد توافقنا على ضرورة بذل كل الجهود من أجل اتمام هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن.ليس لدينا من وقت سوى 18 يوما، وما يهمنا ان يحفظ هذا الاستحقاق كل المؤسسات. لذا نريد رئيسا قادرا على ذلك ويطمئن كل اللبنانيين، بدءا من المسيحيين". وختم: "أيام قليلة تفصلنا عن هذا الاستحقاق، وسنكثف الاتصالات حتى نستطيع أن نصل الى تطور مشترك، فالامور ليست بالسهلة. ولا أعتبر أن الأمور وصلت الى خواتيمها السعيدة، انما لمست نيات حسنة من الجميع، أمس من الدكتور جعجع الذي لمست منه نيات إيجابية للمساعدة في هذا الاطار، واليوم مع الجنرال، ونحن مستمرون بهذا المسعى، ومن واجبنا ان نطمئن كل اللبنانيين الى مسار مؤسساتنا اللبنانية بدءا من موقع رئاسة الجمهورية، لانه الرمز الجامع لكل اللبنانيين".

ولم يشأ الجميل الاجابة عن اسئلة الصحافيين.

 

آلان عون : كلام بعض نواب المستقبل الهجومي خارج عن سياق الحوار مع رئيس كتلتهم

وطنية - أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب آلان عون في حديث الى محطة " او.تي. في": أن "تأمين النصاب عشوائيا لمجرد إنتخاب أي رئيس هي أيضا مسؤولية النواب"، متسائلا: "كيف نقبل بإنتخاب رئيس جمهورية لا تقبل به الأكثرية المسيحية خصوصا أن المجلس الحالي إنتخب وفق قانون إنتخابي جائر غير عادل أنتج اكثرية مشكوك بأمرها لجهة صحة التمثيل طائفي في ظل النظام القائم".

أضاف: "كفى تبسيطا لعملية انتخاب الرئيس، فالديمقراطية التوافقية تتطلب حد أدنى من التوافق بين الفرقاء، والتوافق على رئاسة الجمهورية سينسحب على جميع الملفات المطروحة، وأعتقد أن حظوظ انتخائب الرئيس قبل 25 أيار متوقفة على ما سيستجد خلال الأسبوعين المقبلين". وأشار عون إلى أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "قد حصل على الحد الأقصى الذي يمكن أن يناله من الأصوات في الجلسة الأولى، ولا يهدف ترشحه للوصول إلى الرئاسة بل لمجرد الترشح". وقال: "تكرار الفريق السياسي الذي يدعمه العرض نفسه في جلسات إنتخاب الرئيس هو تعطيل لعملية الإنتخاب، إذ يجب أخذ العبر من الجلسة الأولى لإحداث تقدم عملي في الإستحقاق الرئاسي". وتابع:"موقفنا ليس جامدا ونكثف إتصالاتنا مع كافة الكتل، هدفنا خلق ظروف لإنتخاب رئيس وليس تسجيل أرقام، هناك حوارا مع حزب الله وحركة أمل ونحن في حالة تحالف طويلة معهما، وهناك أيضا حوارا مستجدا مع خصوم لنا حول الاستحاق الرئاسي". وحول الحوار مع تيار المستقبل قال: "منذ تشكيل الحكومة دخلنا في مرحلة جديدة أدت إلى خلق جو إيجابي بين الفرقاء، والحوار مع المستقبل يضم الإستحقاق الرئاسي إضافة إلى وضع تصور حول كيفية التعامل مع الأولويات في المرحلة المقبلة، وقانون الإنتخاب هو أحد الملفات المطروحة بالرغم من كل الخلافات".

وقال: "الكلام الهجومي علينا الصادر عن بعض نواب تيار المستقبل هو خارج عن سياق الحوار مع رئيس كتلتهم، فالحوار إيجابي بعد أن مررنا بمرحلة إنقطاع وإنعدام ثقة وسنأخذ العبر بعد إنتهاء المفاوضات

 

نديم الجميل: ليستيقظ الجنرال لأن موقفه يدمر لبنان

 استقبل وزير الإتصالات بطرس حرب في مكتبه في الوزارة قبل ظهر اليوم النائب نديم الجميل وبحث معه في الأوضاع والتطورات في مجال الإستحقاق الرئاسي. وقال الجميل بعد اللقاء:"للأسف، يستخف بعض الفرقاء برئاسة الجمهورية ويحاولون إضعافها وإضعاف دور الرئيس وعملية الإنتخاب. لذلك نحن نؤكد أن انتخاب الرئيس هو ضرورة ومسألة أساسية لاستمرار البلد واستقراره.  وإذا كان هناك من يعتبر أنه يريد أن يخرب الإستحقاق ويخرب البلد، وخصوصا الجنرال ميشال عون الذي خاض في الماضي معارك تحت شعارات براقة، فإنهم بذلك أوصلوا البلد إلى انهيار والمسيحيين إلى الخراب. وهذا أمر نحن نرفضه كليا، وقد حان الوقت كي يستيقظ الجنرال لأن موقفه ساهم في دمار لبنان وخرابه وفي تدهور المسيحيين إلى أقصى حد". واستقبل الوزير حرب سفير تركيا اينان اوزيلديز في حضور المديرين العامين في الوزارة وبحث معه موضوع الكابل البحري للألياف البصرية بين لبنان وتركيا.  

 

لقاء في مطرانية صيدا للروم الكاثوليك بين بهية الحريري وأسود

 وطنية - التقى النائبان بهية الحريري وزياد أسود في مطرانية الروم الملكيين لصيدا ودير القمر، بدعوة من راعي الأبرشية المطران ايلي بشاره الحداد، في حضور قائد منطقة الجنوب الاقليمية لقوى الامن الداخلي العقيد سمير شحادة ورئيس بلدية كفرجرة مارون شلهوب وعضو المجلس الاعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك ايلي خوري والسيد جوزف متري وآباء المطرانية.

وقال المطران الحداد: "لقاء اليوم يجمع أقطاب مدينتي صيدا وجزين، وقد التقوا دائما على خدمة الانسان، وان تنوعت الآراء السياسية والانتماءات الحزبية، ولان الانسان هو أغلى قيمة لديكم يا زائرينا الكرام، استطعنا ان نلتقي جميعا حول قاسم مشترك هو الانسان".

اضاف: "أما وقد التقينا فسيبنى على اللقاء مقتضاه، ونتمنى ان يكون فاتحة لقاءات بالتنسيق دوما من اجل ذاك الانسان، كل انسان في الجنوب، ومن الجنوب الى كل لبنان".

وختم مؤكدا "ان هذا البيت سيبقى مفتوحا للجميع كعادته، لجميع الطوائف والاحزاب والافكار السياسية والاجتماعية، لان هذه رسالتنا، ومعكم نستمر فيها".

وأقام المطران الحداد مأدبة غداء للحاضرين.

 

الناصريون الأحرار في ذكرى السابع من أيار: كل اﻷساليب لن تركع أبناء بيروت الشرفاء ..وكل أنواع التهديد والقتل والتهويل لن تثنينا عن متابعة الطريق

حركة الناصريين الأحرار/ المكتب الإعلامي

وجه رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين اﻷحرار الدكتور زياد العجوز تحية عز وإكبار ﻷبناء بيروت الشرفاء اﻷبطال الذين دافعوا وحموا العروبة والوطن وضحوا من أجل استيعاب اﻵخرين لبناء لبنان الواحد الموحد، ولم يتوانوا لحظة عن تلبية نداء الواجب العروبي والوطني بكل تفاصيله فكانوا في مقدمة الدفاع عن القيم والمبادىء الى أن أتى هذا المتكبر المتسلط المرتهن للخارج ليفرض نفسه بقوة طائفية مذهبية حاقدة على بيروت وأبناءها.. وتابع العجوز في كلمته التي وجهها بمناسبة اجتياح السابع من أيار من قبل حزب الله وأزﻻمه لبيروت قائلا،   لقد تمادى حزب الله في تحديه وإعتدائه على أبناء بيروت دون حسيب أو رقيب..كلنا نتذكر اﻷيام التي سبقت اجتياح السابع من أيار حيث كانت تستباح شوارع العاصمة يوميا ويتعرض أهلها لكل انواع اﻹستفزازات واﻹعتداءات واﻹهانات..وذنبهم أنهم وقفوا لجانب الحق والحقيقة..ضد الظلم والتبعية..ذنبهم أنهم شعروا بخطورة المؤامرة على وطنهم بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري..ذنبهم أنهم أخلصوا للبنان العربي السيد الحر المستقل، في زمن كثر فيه تجار القضايا العروبية والوطنية بقيادة مايسترو واحد أﻻ وهو حزب الله. وأكد العجوز بأن كل اﻷساليب لن تركع أبناء بيروت الشرفاء ..وكل أنواع التهديد والقتل والتهويل لن تثنينا عن متابعة الطريق.

وأشار العجوز بأن حزب الله تابع مؤامرته بعد عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ضد أبناء بيروت..والجميع يعلم خطته لتهجير أبناء العاصمة من أهل السنة لخارجها..وكيف وبماله اﻹلهي استغل الوضع اﻹقتصادي المتأزم لينهش في كل جدران ووجدان العاصمة محاوﻻ تشويه حقيقتها وتاريخها. سقط القناع بشكل كامل عن حزب الله في السابع من أيار 2008 ..وانكشف مخططه الفئوي المذهبي الفارسي.وتثبت بأنه فيلق مما يسمى الحرس الثوري اﻹيراني..انه حزب الله الفارسي الذي ﻻ يعنيه ﻻ وطن وﻻ مواطنة وجل مبتغاه وأهدافه هو تنفيذة أجندة وﻻية الفقيه في المنطقة.

وتابع العجوز،ﻻ يسعنا وأمام إحدى ذكرياتنا اﻷليمة إﻻ أن نقول للقاصي والداني بأن بيروت وعلى مر العصور لم تنهزم ولم تستسلم..بيروت هي الوحدة الوطنية والوفاء والوﻻء للوطن..حاولوا اختطافها فخسئوا..فبيروت لم ولن يستطع أحدا كسرها او اختزالها او وضع اليد عليها..بيروت هي عاصمة لكل الوطن وهي القلب النابض..تصدت لكل انواع المحتلين..وان ظن حزب الله أنه في السابع من أيار وضع يده عليها فنقول له إقرأ التاريخ جيدا لتعلم ما هو المصير الذي ينتظرك. وختم العجوز كلمته داعيا وللمرة اﻷلف القادة العرب لعدم ترك لبنان تتلاعب فيه اﻷهواء الفارسية..فلبنان عربي وسيبقى كذلك رغم أنف الصهاينة والفرس المجوس.

 

المستقبل أحيا ذكرى شهداء الصحافة أحمد الحريري: نعمل لتجنيب لبنان الفراغ ولن نتضامن مع من يعطل المحكمة

 وطنية - أحيا "تيار المستقبل"، ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية بإحتفال أقامته منسقية الإعلام المركزية برعاية الأمين العام للتيار أحمد الحريري، في فندق "المونرو" مساء أمس، في حضور وزير الإعلام رمزي جريج، وزير العدل اللواء أشرف ريفي ممثلا بخالد علوان، النواب: سمير الجسر، أحمد فتفت، جان أوغاسبيان، محمد قباني، سيرج طورسركسيان، عاطف مجدلاني، عمار حوري، جمال الجراح، محمد الحجار، زياد القادري، أمين وهبي، رياض رحال، كاظم الخير، خضر حبيب ونضال طعمة، وزراء ونواب سابقين، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، نقيبي الصحافة محمد البعلبكي والمحررين الياس عون، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، عدد من أعضاء الأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل"، رؤساء تحرير ومديري تحرير وإعلاميين، مسؤولي الإعلام في الأحزاب، وكوكبة من الإعلاميين في: جريدة "المستقبل"، تلفزيون "المستقبل"، إذاعة "الشرق" والموقع الرسمي ل"تيار المستقبل".

موسى/بعد تقديم وترحيب من الإعلامية لينا دوغان، استهل المنسق العام للاعلام في "تيار المستقبل" عبد السلام موسى كلمته بتوجيه التحية إلى "روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي تجمعنا في كل ذكرى تجسد بمعانيها أسمى القيم، ألا وهي الحرية المضرجة بالدماء". وقال :"إنه أيار، شهر عبء حفظ الدم والحبر، شهر أحبار الكلمة من سادسه الى سابعه. ملاحم التاريخ بين 6 أيار القرن الماضي و7 أيار القرن الحالي تزهر دما أحمر أزرق انغمس في شهادة يعشقونها عن حق". واضاف :" إنه أيار الفوار بالشهداء العظام، من أيام ساحة البرج حيث علق صحافيون على الخشبة، الى الساحة نفسها التي شهدت على الاستقلال الثاني، ساحة الحرية، ساحة رفيق الحريري الصحافي أيضا، صاحب السؤال الشهير "شو الأخبار؟"، الى الشهيدين سمير قصير وجبران تويني والشهيدة الحية مي شدياق والشهيد الحي مروان حماده".

وإذ رأى أن "لبنان الذي يكبر بإعلامه، يصغر به أحيانا، ما دام بعضه قد تخلى عن الرسالة، وارتمى في حضن الولاية، وبات يظن نفسه "قوة مشرقية"، وهو لا يتعدى كونه بوقا للديكتاتورية"، شدد على "أننا في "إعلام المستقبل"، لن نحيد عن الرسالة، لأننا نحمل الأمانة، أمانة الرئيس الشهيد في نقل الحقيقة كما هي، ولأننا نؤمن، بأن قضيتنا قضية حق وقضيتهم قضية باطل، بأن حريتنا حرية وطن وحريتهم ديكتاتورية أسد، وبأن اعتدالنا عدل وعدالة وتطرفهم ظلم وظلام". وأكد أن "كل إرهاب "7 أيار" لم يرهبنا. نحن من نصنع "الأيام المجيدة " في كل يومٍ نثبت فيه أن الإعلام لا يقيد بسلاح ولا يحجم بقميص أسود. أقله، لسنا خائفين من محكمة، ولا هاربين من عدالة، ولا "نتحسس رقابنا" لأننا متضامنون مع قتلة. نحن شهود الحق وهم شهود الزور. نحن إعلام الحقيقة وهم أزلام الشقيقة. نحن إعلام الرأي والرأي الآخر وهم إعلام القاتل والقاتل الاخر".وختم بالتشديد على "أن "تيار المستقبل"، أعلاما وإعلاما، أرادها معركة مفتوحة لأجل الحقيقة، لأجل لبنان الحياة، السيد الحر المستقل، ولن يرضى بأقل من انتصار يليق بنضال الشهداء والأحياء على حد سواء"، واعدا بألا "يكون إعلام المستقبل إلا على صورة وطن رفيق الحريري ورفاقه".

وتلا كلمة موسى فيلم وثائقي من وحي المناسبة.

أحمد الحريري/ثم تحدث راعي الإحتفال أحمد الحريري، فقال: "لأجل لبنان، دفعنا أغلى الدماء. من جريمة اغتيال رفيق الحريري إلى محمد شطح، مسيرة شاقة من الدماء والدموع. وها نحن اليوم ما زلنا نبذل في سبيل حرية وسيادة واستقلال لبنان أغلى التضحيات. فنحن قوم نؤمن بأن تكون الحرية كاملة أو لا تكون، فالحرية ترفض المساكنة مع الاستبداد، والحرية تشوه حين تكون تحت رحمة كواتم الصوت وجرائم الاغتيالات".وأضاف: "نلتقي في 6 أيار، ذكرى شهداء لبنان وعشية 7 أيار. ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية وذكرى غزوة بيروت واليوم غير المجيد عام 2008، وما بين التاريخين، مشانق وغزو وسلاح غدر. في 6 أيار، تعمدت الحرية بدماء الصحافيين اللبنانيين على أعواد المشانق في وسط بيروت. وفي 7 أيار سفكوا دماء اللبنانيين، واعتدوا على إعلام المستقبل".

وأكد "أن لبنان لطالما كان قويا بكلمته، ولطالما كان حرا بكتابه ومفكريه وصحافييه، فالكلمة الحرة أغلى من الذهب، وسلاح الغدر أرخص من الخشب. ونحن في "تيار المستقبل" نؤمن بأن الكلمة الحرة أقوى من أي سلاح، فيما هم في "حزب الله" يؤمنون بأن السلاح زينة الرجال. لربما لم يأخذوا العبر من مآسي الحروب الأهلية ولا من ويلات تورطهم في الجحيم السوري".

وتابع: "على رغم الاعتداءات الإسرائيلية والوصاية السورية، نجح شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري بقدراته الفائقة في صناعة الأمل، نفض غبار الحرب الأهلية عن الوطن، اعاد لبنان على الخارطة العربية والعالمية. ورغم ذلك، حاربوه في اعلامهم وعلى صفحات جرائدهم، تماما كما يحاربون دولة الرئيس سعد الحريري اليوم". واستذكر "كيف كان الشهيد الرئيس الحريري حارسا دائما للحرية، ولم يضيق الخناق على أي إعلامي أو صحافي، بل حمى معارضيه قبل مناصريه، وهذا ما نؤمن به في "تيار المستقبل" رغم كل الحملات التافهة التي نتعرض لها. لقد قال الشهيد يوما: " ما بينهجم إلا على الكبار" وفي تيار المستقبل نحن الكبار". وأكد أننا "لن نتضامن مع الأقلام المأجورة والصحافة الصفراء. لن نتضامن مع من يهددنا "بتحسس رقابنا" او مع من يعطل سير المحكمة الخاصة بلبنان بنشر اسماء الشهود لترهيبهم"، داعيا إلى "تسليم المحكمة الخاصة بلبنان، المتهمين الخمسة بجريمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وتسليم القضاء اللبناني المتهمين بإحراق مكاتب جريدة "المستقبل" في 7 أيار، وتسليم قطاع الطرق، الذين اقفلوا "تلفزيون المستقبل" و"إذاعة الشرق" في غزوة بيروت؟". وإذ اعتبر أن "زمن العدالة قد بدأ ولن يعلو صوت فوق صوت العدالة"، أشار إلى أن ""تيار المستقبل"، بما نمثل وبمن نمثل، أهل الدولة والإعتدال والعيش المشترك، لكننا لسنا أهل الاستسلام، ومخطئ من يظن أن الزمن ما زال زمن فرض ارادة الغير علينا بالسلاح. فإما التفاهم وانقاذ البلد أو الانهيار. ولنا في تشكيل حكومة "المصلحة الوطنية" أكبر مثال".

وقال: "مصرون على إنتخاب رئيس للجمهورية يمثل الإرادة الوطنية الجامعة للمسيحيين قبل 25 أيار. اننا نسعى بكل قوانا من موقعنا الوطني إلى تجنيب لبنان كأس الفراغ الرئاسي. لكن المسؤولية لا تقع على "تيار المستقبل" وحده، إنما هي مسؤولية جميع القوى السياسية من دون إستثناء".

وأعلن "أن "تيار المستقبل" يؤيد بقوة التحذير الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، من مدينة جبيل"، لافتا إلى أن "هناك مشروعا خبيثا يرمي إلى إنهاء المناصفة بين المسلمين والمسيحين، بعد كسر بنود إتفاق الطائف والذهاب إلى مؤتمر تأسيسي على أساس المثالثة". وبارك "المصالحة الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية، لأن في الوحدة قوة"، مؤكدا "ان نضال الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال الإسرائيلي يجب أن يستمر حتى قيام الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين. وعلى العالم بأسره مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم لتحقيق طموحاته، وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية"، لافتا إلى أننا "في "تيار المستقبل" السند الصادق والدائم للشعب الفلسطيني البطل ولقضيته، التي تعني كل إنسان عربي حر وشريف". وختم بتوجيه رسالة إلى كل إعلاميي "المستقبل" بأن "يستمروا على نهج وصورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، دفاعا عن الحق والحقيقة، عن العدالة والإعتدال، عن الحرية والأحرار، واستقلال لبنان"، منوها "بما تبذله منسقية الإعلام في "تيار المستقبل" من جهود في خدمة التيار"، واصفا "العاملين فيها بالجنود المجهولين الذين يستحقون منا كل التقدير والثناء والإحترام"، وبارك ايضا "الحلة الجديدة" للموقع الرسمي للتيار الذي سينطلق قريبا".

 

النائب فؤاد السعد: أمام انسداد الأفق يبقى سليمان الأنسب للمرحلة الراهنة

وطنية - رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد في تصريح اليوم، أن "المؤسف المخزي في الإستحقاق الرئاسي هو استعمال البعض للمادة 49 من الدستور غطاء لتعطيل اللعبة الديمقراطية، ضاربين عرض الحائط بواجبهم الوطني ومسؤوليتهم في تأمين النصاب لإنتخاب رئيس للبلاد"، معتبرا بالتالي أن "مفهوم الوكالة النيابية بات من منظار المعطلين للاستحقاق، وجهة نظر قابلة للتعديل سلبا وإيجابا وفقا لحظوظهم بالوصول الى جنة الرئاسة". ولفت إلى أن "القيم الوطنية فقدت مكانتها في الصراع السياسي القائم بين فريقي 8 و14 آذار، وأصبح من الضروري الإحتكام الى الوسطية لإخراج الإستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، بدلا من الإحتكام للتوافق الدولي على رئيس للبلاد، وخصوصا أن هناك الكثير من المرشحين الوسطيين من المفترض أن تكون أسماؤهم مقبولة وفي مقدمهم النائب هنري حلو".

وأكد السعد أن "دور النائب جنبلاط ليس معطلا للاستحقاق كما يحلو للبعض توصيفه وتسويقه، إنما توفيقي بإمتياز ومكمل للعبة الديمقراطية وعلى أساسه إصطف الى جانبه كل من الرئيس تمام سلام ونجيب ميقاتي"، مشيرا الى أن "لدى جنبلاط لاءات ثلاث: "لا ل 8، لا ل 14، لا للتصادم بينهما"، وما لاءاته تلك واستبعاده للصقور من الفريقين سوى لتأمين التوافق على قاعدة الديمقراطية وإيجاد حل سريع للأزمة".

وختم :"أمام إصرار العماد عون على تعطيل النصاب بإنتظار تفاهمه العقيم والمستحيل مع الرئيس سعد الحريري، وأمام إنسداد الأفق وإنعدام الحلول المحلية وإستحالة وصول أي من الأسماء المطروحة أو حتى التوافق على غيره، لماذا لا نعود الى فكرة التمديد للرئيس ميشال سليمان على غرار التمديد للرئيسين السابقين الياس الهراوي وإميل لحود، وخصوصا أن الرئيس سليمان وعلى الرغم من مواقفه الوطنية التي أثارت حفيظة البعض، إلا أنه يبقى الرجل الأنسب للمرحلة الراهنة".

 

لقاء سيدة الجبل: زيارة الأراضي المقدسة تندرج في صلب الإيمان المسيحي

  وطنية - أكد "لقاء سيدة الجبل" في بيان اليوم أن الكنيسة الكاثوليكية تزور بشخص البابا فرنسيس يرافقه البطريرك الراعي واساقفة الشرق والغرب الأراضي المقدسة قريبا. وهي زيارة تندرج في صلب الإيمان المسيحي، من خلال العودة إلى ينابيع المسيحية التي انطلقت من أرض فلسطين إلى كل أنحاء العالم". أضاف البيان :"لقد شكلت هذه الزيارة إرباكا واضحا لدى بعض اللبنانيين نتيجة تهويل مبرمج يقوده "لبنانيون آخرون" قاموا بشن حملة منظمة ضدها. يهم لقاء سيدة الجبل التأكيد على النقاط التالية:

أولا: إن زيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى القدس هي مبادرة في صلب التقليد الكاثوليكي وهي دائما خطوة شجاعة لتأكيد أن القدس مدينة مفتوحة للانسان، وهي عاصمة البشرية المؤمنة بالله الواحد لجميع الأديان - اليهودية والمسيحية والإسلامية.

ثانيا: إن ما ترتضيه السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني نرتضيه نحن لفلسطين. إذ لا يمكن المزايدة والمكابرة على الشعب الذي ناضل ويناضل منذ العام 1948 من أجل فلسطين المستقلة. وإذا ارتضى الفلسطينيون قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، فهذا ما نطالب به تماما، دعما لحق الشعوب في تقرير مصيرها والتزاما منا بالمبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت خلال انعقاد القمة العربية في العام 2002.

ثالثا: إن هذه الزيارة تضع المسيحيين في صلب عناوين المنطقة وتجعل منهم جماعة فاعلة في التزامهم قضايا المنطقة وعلى رأسها ضرورة النضال من أجل تحقيق الحرية لكل الشعوب والسعي من خلال الإيمان المسيحي والإلتزام الوطني والعربي في اتجاه السلام بين الناس.

رابعا: إن هذه الزيارة تأتي التزاما بما ورد من توصية في الإرشاد الرسولي للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي أعلنه خلال زيارته للبنان وتحديدا: "...أتمنى أن يتمكن مؤمنو الشرق الأوسط أن يصبحوا هم أنفسهم حجاجا في هذه الأماكن التي قدسها الرب نفسه، ويستطيعوا الوصول بحرية وبدون تقييد إلى الأماكن المقدسة. إلى ذلك فلتساعد زيارات الحج في هذه الأماكن المسيحيين غير الشرقيين على اكتشاف غنى الكنائس الشرقية، الليتورجي والروحي. ولتساعد أيضا في مؤازرة وتشجيع الجماعات المسيحية على البقاء بأمانة ولإقدام في هذه الأراضي المباركة...".

 

الادعاء على ضابطين و13 سجينا بجرم ادخال مخدرات الى سجن روميه

وطنية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على ضابطين موقوفين وعلى 13 سجينا بينهم خمسة موقوفين بجرم ادخال مخدرات الى سجن روميه وتسهيل دخولها وترويجها، وأحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.

 

توقيف اثنين من عرسال في سيارة محملة بالأسلحة واشتباكات بين مسلحين على خلفية عمليات خطف

تمكنت مخابرات الجيش اللبناني من توقيف شخصين داخل سيارة محملة اسلحة وذخائر على حاجز حربتا في البقاع الشمالي. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، الاربعاء، ان المخابرات اوقفت على حاجز حربتا سيارة من نوع فولفو 244، يستقلها حسين الحجيري ومعه هلال أمون من بلدة عرسال البقاعية. ولفتت الى انه عند تفتيش السيارة عثر في داخلها على سلاح وذخيرة وقذائف صاروخية. من جهة أخرى، أفادت الوكالة "الوطنية للإعلام" عن "اشتباكات بين مسلحين في منطقة المصيدة في جرود عرسال أدت الى سقوط جريحين من البلدة هما: نايف عبد الله عوده الذي نقل الى مستشفى دار الامل الجامعي في دورس وآخر من آل امون نقل الى المستشفى الميداني في عرسال". وشرح المصدر عينه أن "سبب الاشتباكات ابتزاز وخطف اشخاص لقاء بدل مالي". في المقابل وأفاد مندوبناأن سبب الاشتباكات ابتزاز وخطف اشخاص لقاء بدل مالي. وتعمل القوى الامنية في الجيش وقوى الامن الداخلي على التحقيق وكشف الملابسات. يشار الى ان عرسال تملك حدودا تمتد على مسافة 55 كلم معظمها مع ريف دمشق، لكن لا يوجد معبر رسمي بين البلدين يؤدي الى عرسال، انما معابر غير قانونية تشهد تسلل أشخاص وتهريب سلع واسلحة من والى سوريا. ومنذ بداية النزاع السوري في آذار 2011، ارتفع عدد اللاجئين السوريين الى عرسال الى مئة الف تقريبا، فيما عدد سكان البلدة الاصلي لا يتجاوز الاربعين الفا.

 

وفاة مواطن في انفجار قنبلة عنقودية في النبطية

نهارنت/توفي مواطن يعمل في نزع الالغام جراء انفجار قنبلة عنقودية، ظهر الاربعاء، في خراج بلدة عيتا الجبل في قضاء النبطية. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، ان المواطن حسين عمر الكويس توفي جراء انفجار قنبلة عنقودية أثناء قيامه وفريق هندسي يالتنقيب عن الالغام في خراج بلدة عيتا الجبل. ولفتت الى ان الكويس يعمل في عداد الفريق الهندسي في الالغام التابع للكتيبة النروجية. وتم نقل الجثة الى مستشفى تبنين الحكومي.

 

دورية اسرائيلية نفذت انتشارا قبالة بليدا

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في مرجعيون سامر وهبي أن دورية اسرائيلية قوامها 18 جنديا ومعززة بآليتي جيب، نفذت انتشارا في منطقة بئر شعيب قبالة بلدة بليدا، من دون أي خرق.

 

محفوض: يوم غد هو يوم عمل عادي في المدارس الخاصة وسنشارك في اضراب الاربعاء

وطنية - أعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أن "يوم غد هو يوم عمل عادي بالمدارس الخاصة"، واشار على ان "المدارس الخاصة ستشارك في الاضراب العام يوم الاربعاء".

واكد رفضه لمشروع سلسلة الرتب والرواتب الجديد، وقال: "سنسلم كل الملاحظات على المشروع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري".

 

الراعي افتتح المؤتمر الدولي عن المجمع الفاتيكاني الثاني: أخطر ما يتهدد المسيحيين النزعة المادية والسعي إلى المصالح الأنانية

وطنية - افتتح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عند السادسة من مساء اليوم، المؤتمر الدولي:"المجمع الفاتيكاني الثاني والكنائس الشرقية"، الذي تنظمه الإكليريكية البطريركية المارونية - غزير ومركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات، التابع لكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف قاعة فرانسوا باسيل.

حضر الإفتتاح ممثل الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ، ممثل البطريرك غريغوريوس الثالث لحام المطران سليم كريللس، ممثل البطريرك يوسف الثالث يونان المطران جرجس قس موسى، وزير العمل سجعان قزي، سفيرة سويسرا روس فلينت، الوزيرالسابق وليد الداعوق، رئيس المجلس العام الماروني الوزيرالسابق وديع الخازن، النائب السابق صلاح حنين، المطارنة: بولس دحدح، ميشال قصارجي، يوسف درغام، يوسف بشارة، مارون عمار، شكرالله نبيل الحاج، رئيس الجامعة اليسوعية الأب سليم دكاش، رئيس جامعة اللويزة الاب وليد موسى، مدير مركز الأبحاث والمنشورات للشرق المسيحي الاب صلاح ابو جوده، ورئيس الأكليركية البطريركية غزير الخوراسقف عصام ابي خليل.

ابو جوده

بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة للأب صلاح ابو جوده اعتبر فيها "ان المجمع الفاتيكاني الثاني احدث تغييرات جذرية في قلب الكنيسة الكاثوليكية وفي مؤسساتها المتعددة وفي ضمير وعادات المؤمنين فيها. وهذه التغيرات طالت ايضا العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأخرى والأديان الأخرى، كما طالت ايضا العلاقة مع الدول ومكانة الكنيسة في المجتمعات المعاصرة. وهناك العديد من الفلاسفة واللاهوتيين والرعاة اعتبروا ان الكنيسة الكاثوليكية والمؤمنين لم يقوموا بكل الاصلاحات التي طرحها المجمع الفاتيكاني الثاني".

ورأى ان "هدف هذا المؤتمر هو التعريف بالمسيحية الشرقية على كل المستويات وتسليط الضوء على ارثها الغني.

دكاش

وشكر الأب دكاش البطريرك الراعي لرعايته هذا المؤتمر وتمنى له "التوفيق في هذه الظروف التي يمر بها لبنان والعالم العربي، كما تمنى له النجاح في مواجهة التحديات التي يعيشها لبنان والكنائس. وعرض للمجمع الفاتيكاني الثاني كيفية انعقاده وشكر الله على اعطاء الكنيسة هذا المجمع المسكوني الذي وصفه الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول بأنه الحدث الأبرز في القرن العشرين".

ورأى الأب دكاش "ان المجمع هو الحدث الأبرز في تاريخ الكنيسة على مدى خمسين عاما، وترك تداعياته على الحياة السياسية للدول وبين الدول وعلى المؤمنين ايضا. وهو يعطي مكانة للقيم الروحية التي تحمي الكرامة الأنسانية. وابرز انجازات المجمع هي الكنيسة في عالم اليوم التي تبنت قيم حقوق الإنسان والحريات المسكونية واحترام الكنائس الشرقية الكاثوليكية والعلاقات مع الطوائف غير المسيحية، وقد ارسى المجمع الفاتيكاني الثاني مفهوم الكنائس الشقيقة". واعتبر ان "هذا المؤتمر يطرح العديد من الأسئلة حول كيفية تلقف الكنائس الكاثوليكية الشرقية لهذا المجمع ، كم من مرة سمعنا بأن المجمع ليس موجها لمسيحيي الشرق الأوسط وبأن وضعنا مختلف عن الغرب وبأن صورة شعب الله يمكن ان تؤدي الى اضعاف الكنيسة وان الديموقراطية لا تعني الشرق. وسيجيب المؤتمر على كل هذه التساؤلات ومدى صدقيتها".

الراعي

والقى الراعي كلمة الافتتاح وجاء فيها:

1. يطيب لي أن أحيي رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش، والأب صلاح أبو جوده مدير مركز الأبحاث والمنشورات للشَرق المسيحي والخوراسقف عصام أبي خليل رئيس الإكليريكية البطريركية المارونية - غزير، شاكرا على تنظيم هذه الندوة الدولية، وعلى طلب رعايتها وتوجيه هذه الكلمة باسم إخواني أصحاب الغبطة البطاركة والسَادة المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات، أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. ويسعدني أيضا أن أحيي هذا الحضور الكريم والمشاركين في الندوة.

2. تتزامن هذه الندوة بمناسبة مرور خمسين سنة على الاحتفال بالمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، مع إعلان قداسة بابوَين عظيمَين مرتبطَين عضويا بهذا المجمع. فالقديس البابا يوحنا الثالث والعشرون دعا إليه وافتتحه، وترأس كل جلسات دورته الأولى التي امتدت من 11 تشرين الأول إلى 8 كانون الاول 1962.

لقد أعلن عن رغبته بالدعوة إلى عقد مجمع مسكوني في بازيليك القديس بولس في روما في 25 كانون الثاني 1959، بعد انتخابه على كرسي بطرس بأقل من ثلاثة أشهر (28 تشرين الأول - 25 كانون الثاني 1959)، ففاجأ الجميع. وأعلن في الوقت عينه عن نيته بعقد مجمع لأبرشية روما، وبتجديد مجلة الحق القانوني.

والقديس البابا يوحنا بولس الثاني رأى في هذا المجمع "ربيع الكنيسة". وواصل مسيرة تطبيقه عبر نشاطاته التعليمية المتنوعة والغنية، طيلة السبع وعشرين سنة من حبريته. وهو على الأخص أصدر مجلة الحق القانوني للكنيسة اللاتينية (25 كانون الثاني 1983)، ومجموعة قوانين الكنائس الشرقية (18 تشرين الأول 1990) وكتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية (11 تشرين الأول 1992). ولا بد من التذكير بأن سلفه المكرم البابا بولس السادس هو الذي واصل دورات المجمع حتى اختتامه في 8 كانون الأول 1965، وباشر بتطبيق تعليمه وتوصياته مدة ثلاث عشرة سنة حتى وفاته في 6 آب 1978.

3.أما الغاية الأساسية من عقده، فقد حددها البابا يوحنا الثالث والعشرون في خطاب افتتاحه، وهي حماية العقيدة الكاثوليكية وتعليمها بشكل أكثر فعالية. إنها عقيدة تتناول الإنسان بكليته، نفسا وجسدا، وتدعونا، نحن المسافرين على وجه هذه الأرض، للسعي إلى الوطن السماوي الأعلى. هذا يقتضي منا ترتيب حياتنا الأخلاقية، بحيث نؤدي واجباتنا كمواطني الأرض والسماء، ونبلغ إلى الغاية التي حددها الله، وإلى نيل الخيرات الإلهية، افراديا وجماعيا. ما يوجب علينا استخدام خيرات الأرض من دون أن تميلَ بنا عن السعادة الأبدية.

هذه هي الأولوية التي توجه أفكارنا وقوانا، عملا بقول المسيح الرب: "أطلبوا أولا ملكوت الله وبره... " (متى6: 33)، كأساس ودافع لجميع نشاطاتنا الزمنية في المجتمع والدولة والكنيسة. فالمسيح يضيف: "والباقي يزاد لكم" (متى6: 33).

ولكي تطال العقيدة الكاثوليكية كلَ قطاعات النشاط البشري المتنوعة، والمتعلقة بالأفراد والعائلات والحياة الاجتماعية بكافة مساحاتها، من الضرورة ألا تحيد الكنيسة عن تراث الحقيقة المقدس الذي قبلته من الآباء، وأن توجه نظرها إلى الحاضر، وإلى أوضاع العالم الجديدة، وإلى صيغ الحياة في عالم اليوم، التي تفتح أمامها دروبا جديدة للعمل الرسولي.

ولذا، لا تقف الكنيسة، موقف عدم الاكتراث، أمام التقدم العجيب واكتشافات الإبداع البشري والعلم. بل تقدرها حق قدرها، وتدعو الناس إلى أن يوجهوا نظرهم إلى الله، وإلى أبعد من الأشياء المنظورة. فالله هو مصدر كل علم وجمال. وفيما يقول الله للبشر أجمعين: "أخضعوا الأرض وتسلطوا عليها (تك1: 28)، فإنه يأمرهم في الوقت عينه أمرا خطيرا: "تعبد الرب إلهك، وإياه وحده تخدم" (متى 4: 10)، لكي لا تحول استمالة الأشياء المنظورة دون البلوغ إلى النمو الحقيقي للشخص البشري بكل أبعاده (خطاب البابا يوحنا الثالث والعشرين في افتتاح الدورة الأولى للمجمع الفاتيكاني الثاني، 11 تشرين الأول 1962).

4. في ضوء هذه الغاية من المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، ندرك المسؤولية الخطيرة التي تقع على عاتق المسيحيين، وتدعوهم إلى معرفة العقيدة الإيمانية، لكي يحسنوا القيام بنشاطاتهم وواجباتهم العائلية والاجتماعية، السياسية والاقتصادية، الثقافية والحياتية. إن أخطر ما يتهددهم اليوم إنما هو النزعة المادية والروح الاستهلاكية والسعي إلى المصالح الأنانية على حساب الصالح العام.

وندرك في الوقت عينه مسؤولية الكنيسة عن واجبها الأساسي، في كل ما تقوم به من نشاطات روحية وراعوية واجتماعية وثقافية، وهو الكرازة الجديدة بالإنجيل. إنها تعني إعلان إنجيل المسيح إياه بنمط جديد وأسلوب جديد ومقاربة جديدة، في عالم يفقد شيئا فشيئا قيمة الإنسان بنظر الله، وقدسية الحياة البشرية، ومعنى الوجود، وغاية الحياة؛ وتعني إعلان الإنجيل للمسيحيين أولا، الذين ضيعوه أو يجهلونه، بسبب انجرافهم في عالم يضع الله جانبا، ويريد أن يبني حياته ومجتمعه مستغنيا عن الله وشريعته وتعليمه، فيتخبط في مشاكله ويتعثر في أزماته، كبرج بابل جديد (راجع تك11: 1-9).

5. أما في ما يختص بكنائسنا الشرقية، فقد شدد المجمع الفاتيكاني الثاني على هوية كنائسنا ورسالتها في هذا الشرق. فحدد الهوية "بالتراث الليتورجي واللاهوتي والروحي والتهذيبي، الخاص بكل كنيسة، والمميز بثقافة الشعب وظروفه، والذي يعبر عن نفسه بطريقة عيشه الإيمان المسيحي" (راجع قرار الكنائس الشرقية، 3 و4؛ مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، ق28، بند1).

وتوسع في مساحات رسالة كنائسنا في هذا الشرق وهي: النشاط المسكوني، والكرازة الجديدة بالإنجيل، والحوار مع الأديان.

وهكذا دعاها للعمل على أن تزهر بهويتها، وتؤدي الرسالة الموكولة إليها (قرار الكنائس الشرقية، 1).

6. ولا بد من التذكير بأن المجمع المسكوني أطلق في كنائسنا، طيلة هذه الخمسين سنة، نهضة كبيرة على مستوى الإصلاح الليتورجي، والنشاط الراعوي، والهيكليات الكنسية في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، والمؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية، والمشاريع الإنمائية، ونمو الرهبانيات الرجالية والنسائية، وتكاثر الدعوات الكهنوتية، والعمل المسكوني، والحوار المسيحي - الإسلامي.

وألهم تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني جمعية سينودس الأساقفة من أجل لبنان وإرشاده الرسولي: "رجاء جديد للبنان" الموقَع من القديس البابا يوحنا بولس الثاني في بيروت (10 أيار 1997)، والجمعية السينودوسية الخاصة بالشرق الأوسط التي دعا إليها وعقدها قداسة البابا بندكتوس السادس عشر وسلمنا إرشادها الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، موقَعا منه في لبنان (14 أيلول 2012).

وعلى صعيد كنيستنا المارونية جسدنا تعليم المجمع المسكوني في نصوص المجمع البطريركي الماروني الذي انعقد ما بين 2003 و 2006. وهي ثلاثة وعشرون نصا موزعة على ثلاثة أقسام: الهوية والجذور؛ التجدد على مستوى الأشخاص والمؤسسات والهيكليات؛ حضور الكنيسة في عالمها بمختلف القطاعات: التربية والثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام والأرض.

7. إن هذه الندوة الدولية التي تتناول تعليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني بشأن كنائسنا الشرقية، من كل جوانبه، ستساعدنا على تعميق الوعي لهويتنا المشتركة والخاصة، وعن فتح آفاق جديدة لرسالتنا في عالمنا العربي، المتعثر والباحث عن هويته ورسالته. وإني من المؤمنين بأن لكنائسنا، بأبنائها وبناتها ومؤسساتها، بإكليروسها وشعبها، دورا كبيرا في مساعدة بلداننا العربية للخروج من أزماتها، والبلوغ إلى حقيقة هويتها ورسالتها، على مستوى الأسرتَين العربية والدولية.

وإني إذ أعرب مجدَدا عن الشكر والتقدير للذين نظموا هذه الندوة، القيمين على "مركز الأبحاث والمنشورات للشرق المسيحي" التابع لجامعة القديس يوسف، والإكليركية البطريركية المارونية - غزير، ولجميع المحاضرين الآتين من لبنان والخارج، نتمنى النجاح لأعمالها، والاستفادة من وفرة ثمارها على أوسع نطاق.

الجلسة الاولى

والتأمت الجلسة الأولى التي تحدث فيها الأب دوم ميشال فان باريز عن الكنائس الشرقية الكاثوليكية والمجمع الفاتيكاني الثاني: قبل وأثناء وبعد المجمع واعتبر انه "بدءا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر نشأ وعي جديد للمكانة الخاصة التي تحتلها الكنائس الشرقية في اتحادها الكامل مع كنائس روما. ورافق الإعتراف بهذه الوثيقة التي تضمنته وثيقة كرامة الشرقيين الإنفتاح المسكوني على الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة وكان لهذا الترافق اصدار مجموعة الكنائس الشرقية، ليست الكنائس الشرقية مجرد طقوس بل هي كنائس مستقلة بتراثها الليتورجي واللاهوتي والروحي والكنسي والقانوني الغني".

اما الوزير الأيطالي السابق البروفسور اندريا ريكاردي فتناول موضوع الكنيسة والأخرون واعتبر "ان المجمع الفاتيكاني الثاني خلق علاقة جديدة بين الكنيسة والآخرين مستشهدا باللقاء بين البابا بولس السادس وبطريرك القسطنطينية اثيناغوراس، وكان هذا اللقاء بمثابة ذوبان الجليد الذي كانت تسببه العوائق التي كانت سائدة في وجه المسيحيين الأخرين والديانات الأخرى. لقد حدث كثير من التغيير فعلى المستوى اللاهوتي تم التأسيس لبعد "الأخر" في الأفق الكاثوليكية".

هذا ويستمر المؤتمر يوم غد ويشارك فيه عدد من اللاهوتيين والمفكرين المحليين والإقليميين والدوليين، بغية تقييم نتائج تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني ويقدم قراءات لاهوتية وقانونية ومسكونية وراعوية اضافة الى قراءة للعلاقات مع الأديان الأخرى.

 

ابو فاعور أكد خلو لبنان من فيروس كورونا: إجراءات الوزارة كافية للحد من تسلله

وطنية - عقد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إجتماعا في مكتبه في وزارة الصحة حضره المدير العام للوزارة وليد عمار وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان حسن البشرى ومدير الوقاية الصحية في الوزارة أسعد خوري وأعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الأطباء: جاك مخباط، بيار أبي حنا، جوزف رشكيدي، نادين يارد، ندى ملحم، ندى غصن، عاتكة بري، زينة كنفاني وصلاح زين الدين. وتناول البحث الإجراءات الواجب أن تتخذها الدولة اللبنانية عبر وزارة الصحة لضمان عدم تسلل فيروس الكورونا إلى لبنان، وذلك في ضوء الأخبار والأخبار المضادة التي أثارت حال هلع اليوم عن وجود حالة مصابة بهذا الفيروس في لبنان.

مؤتمر صحافي

إثر الإجتماع عقد أبو فاعور مؤتمرا صحافيا إستهله بشكر وسائل الإعلام على اهتمامها بالموضوع الصحي في لبنان، داعيا إياها في الوقت نفسه إلى "تقصي المعلومات الحقيقية خصوصا في المسائل التي تثير خوف المواطنين".

كما دعا اللبنانيين إلى "عدم الهلع"، مؤكدا أنه "بنتيجة النقاش العلمي مع أصحاب الإختصاص والعلم، تبين أن الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة لمنع تسسلل الفيروس إلى لبنان كافية حتى اللحظة وهي تستند إلى تقوية الترصد الوبائي، وأخذ عينات من كل الحالات التي يشتبه أنها مصابة بالفيروس في لبنان والتي تبين أنها سلبية، إضافة إلى توعية المسافرين في المطار، حيث يتم توزيع كتيب يتضمن إرشادات لتوعية المسافرين، ولا سيما أن البلد الأساسي المعرض لخطر هذا الفيروس هو المملكة العربية السعودية التي تشهد سفرا متبادلا واختلاطا كبيرا مع لبنان، نتيجة وجود الكثيرين من رجال الأعمال والحجاج والمعتمرين هناك، في مقابل الإخوة السعوديين الذين يزورون لبنان".

ولفت ابو فاعور إلى "تدريب المستشفيات لمكافحة الأوبئة ووضع خطط لمواجهتها، من خلال إجراء دورات تدريبية وتكثيفها في المستشفيات، علما أن العامل المطمئن هو وجود مختبر مجهز ومتخصص في مستشفى الرئيس رفيق الحريري لفحص كل العينات للحالات المشتبه بها".

وقال: "إن ما أؤكده أن الدولة اللبنانية تقوم بواجباتها في هذا الأمر بناء على رأي علمي مستند إلى دراسات يقدمها أهل العلم والإختصاص، وحتى الآن لم تسجل أي إصابة بفيروس الكورونا في لبنان".

وإذ أشار إلى "تداول الكثير من الشائعات والأقاويل والمخاوف"، أوضح أن "وزارة الصحة أخذت عينات من الحالة التي تم الحديث عنها اليوم وجرى فحصها في مختبر مستشفى الرئيس رفيق الحريري، وثبت نتيجة الفحص أنها ليست حالة كورونا على الإطلاق".

وتابع: "هناك حالات كثيرة يتم الإشتباه بها أسبوعيا، وتدقق فيها وزارة الصحة والمستشفيات من دون الإعلان عنها، والحالة التي تم الحديث عنها اليوم هي واحدة من حالات عديدة تتعامل معها وزارة الصحة بصمت وبعيدا عن الإعلام لعدم إثارة الذعر بين المواطنين".

وأكد أن "منظمة الصحة العالمية لا توصي حتى اللحظة بأي إجراءات إضافية تتجاوز الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة، كما أن ليست هناك أي توصية بحظر السفر، أو أي إجراء يجب القيام به في المطار ما عدا التوعية".

أضاف: "إنني أعطي تعهدا من الدولة اللبنانية أنها ستكون من الشجاعة بمكان يخولها أن تكون أول من يعلم اللبنانيين عند حدوث أول حالة فيروس كورونا، لأننا نعترف سلفا بمسؤوليتنا تجاه المواطن اللبناني، مع علمنا أنه لن يكون بإمكاننا حسبما يؤكد الرأي العلمي منع تسلل الفيروس، إنما بإمكاننا الحد من انتشاره في حال تبين وجود حالات مصابة به في لبنان".

وتمنى أبو فاعور "التعاطي مع هذا الأمر بمسؤولية"، مؤكدا أن "وزارة الصحة مستعدة للاجابة عن كل الأسئلة".

وردا على سؤال، أوضح أنه سيزور غدا "مركز الحجر الصحي التابع لوزارة الصحة في مطار رفيق الحريري الدولي، من أجل الإطلاع على أي حاجة لتعزيز هذا المركز، علما أن الوزارة كانت قد عملت على إعادة تأهيله وتعزيزه بشريا وماديا".

معلومات عن الفيروس

وتم توزيع كتيب يتضمن معلومات عن فيروس الكورونا والإرشادات الخاصة بالمسافرين والحجاج والمعتمرين، ويوضح ان "الفيروس يسبب عوارض تنفسية حادة قد تكون خطرة. ومن أبرز عوارض المرض: إرتفاع درجة الحرارة، آلام في الجسم، إحتقان بالحلق، رشح وسعال وضيق في التنفس وإسهال، وتستمر هذه العوارض عادة فترة أسبوع.

ويبدأ المريض بالعدوى من بداية العوارض وحتى أسبوعين من زوالها. وتتم العدوى عن طريق الإنتقال المباشر للفيروس من خلال الرذاذ المتطاير من السعال واللعاب، والانتقال غير المباشر عبر تلوث اليدين ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين".

ويتضمن الكتيب الذي توزعه وزارة الصحة على المسافرين والحجاج والمعتمرين سلسلة من النصائح أبرزها "المداومة على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى، خصوصا بعد السعال أو العطس أو المصافحة، إضافة إلى استخدام المنديل لتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، ثم التخلص منه في سلة النفايات. وتشتمل النصائح أيضا على وضع الكمامات في أماكن التجمعات والازدحام أثناء الحج أو العمرة، خاصة للذين يعانون من أمراض مزمنة، وتجنب قدر الإمكان الاحتكاك بالمرضى وزيارة المؤسسات الصحية والتزام مسار مناسك الحج والعمرة.

ولدى العودة إلى لبنان وفي حال أصيب أحد المسافرين أو الحجاج أو المعتمرين بمرض حاد في الجهاز التنفسي مصحوب بحمى وسعال، فعليه الحصول على عناية طبية فورية وإعلام الطبيب أنه كان مسافرا".

 

جامعة الروح القدس أحيت ذكرى شهداء الصحافة وكلمات تناولت الحرية والالتزام والأخلاق

وطنية - نظم قسم الصحافة والتواصل في كلية الآداب، بالتعاون مع معهد التاريخ والمركز الأعلى للبحوث في جامعة الروح القدس - الكسليك، يوما دراسيا، إحياء لذكرى شهداء الصحافة، في قاعة المحاضرات في حرم الجامعة الرئيسي.

افتتح الندوة نائب رئيس الجامعة، عميد كلية الآداب الأب البروفسور كرم رزق، فقال: "مضت مئة سنة على الحرب العالمية الأولى وفي الذكرى مرارة وحلاوة. مرارة الويلات التي انهالت على العالم بأسره من حرب وحصار واحتكار وجوع وموت. وقد ولدت هذه الحرب انعطافات تاريخية حاسمة. تنصبت أميركا على عرش العالم كأقوى دولة، ومال معها ميزان العالم شمالا ولا يزال. وفقدت أوروبا تاج عرشها الذي استولت عليه منذ عهد الاكتشافات، وما زالت تحن لإسترجاعه. وتولدت دول جديدة مثل لبنان والدول العربية وليس من دون مخاض وعثار. ولكنها نشأت بمؤسساتها ومقدراتها وحدودها وعلاقاتها إلى الآن إلى حلول الربيع العربي. وتمتزج في كل هذه الأحداث المرارة بالحلاوة، وتكمن الحلاوة في حب الحياة التي تدفع الى الأمام، الى صناعة مستقبل زاهر باهر. تكمن الحلاوة في الاستشهاد الذي هو قمة المحبة للخلف وللأجيال القادمة والذي هو تعلق بالحرية قمة قيم الإنسان"، وتساءل: "فماذا يكون الإنسان من دون حرية؟ وماذا يكون الإنسان من دون محبة؟".

اضاف: "لروح شهدائنا ألف تحية، أولئك الذين سقطوا بين 1915 و1916، وجلهم من الصحافيين الأحرار، ولمن انخرط في سلكهم أمثال رياض طه وسليم اللوزي وسمير قصير وجبران تويني وغيرهم". وأضاف: "مر الزمان وشهد أيضا حروبا وتحولات في شتى الميادين الإجتماعية والاقتصادية والعلمية وتبصروا أنتم يا أهل الصحافة والاعلام في التغيرات الجذرية التي طرقت على مهنتكم منذ 1914. لقد طغت الصحافة المكتوبة على الإعلام طيلة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الى منتصف القرن العشرين وساندتها الصحافة الشعبية بمختلف قنواتها. وسطت في القرن العشرين الصورة والفيلم والراديو والإذاعة والتلفزيون، وهيمنت في عصرنا الحاضر الوسائل المعهودة التي تعرفونها". وتابع: "أجل تدفعكم مهنتكم اليوم الى أن تتصدروا الأحداث وتقفوا كأعلام إعلام حر لا ينطوي ولا يلين ولا تهزه ريح. فماذا تبصرون؟ وعن أي واقع تخبرون؟ وأي حقيقة تنقلون؟ ماذا ترون في أنظمة دول وشعوب علت أو سقطت وأسقطت كل حدود؟ هل ترون شرقا أوسط جديدا؟ ومن هم الصانعون؟ ومن هم المنفذون؟ ومن هم المعاندون؟ وهل يتشابهون؟ وماذا ترون في بلدكم؟ أوطنا أثخنوه جراحا وسلبوه وتركوه؟ أجمهورية اختلسوا دستورها وعبثوا بمواثيقها فأفسدوها حتى كادوا يفرغوها، وبماذا سيملأوها؟" وأكد "أن الأوطان تبنى بما تعطى أكثر مما يؤخذ منها. وما هذه التأسيسيات التي لا أساس لها؟ لن أتوغل في توصيف الحالة فإنكم تسمعون وتقرأون بما فيه الكفاية. وإذا كان لا بد من جمهورية فبكلمة واحدة فلتكن مدنية صرفة وحسب".

واختتم رزق كلمته معلنا عن افتتاح دورة الدكتوراه في قسم الصحافة والتواصل قريبا، مؤكدا أن "الجامعة في صدد انفتاح أكثر فأكثر على فرنسا، كذلك الأمر سيكون لها انفتاح على أميركا في مضمار الصحافة والإعلام".

الأب عقيقي

ثم كانت كلمة لمدير المركز الأعلى للبحوث في الجامعة الأب يوحنا عقيقي الذي قال: "خطران يحدقان بأهل الصحافة (السياسية والثقافية)، وكلاهما على علاقة وثيقة بالكلمة الحرة، أو، لنقل، بحرية التعبير بشكل أوضح. وفي الحالتين هناك تماه جوهري والحدث المنقول، كأن رجل الصحافة يحمل الحدث على كتفيه، ويعبر عنه وبه عن نفسه، كما أنه فيه، وله، وهو لسانه وشفتاه. وفي هذا السياق، يتحمل حامل القلم (الميكروفون والكاميرا) تبعة انخراط لا موضوعي في الحدث، يسيسه، يعلبه، فيجد ذاته فريقا لهذه الجهة وعدوا لتلك".

وأشار إلى أن "الخطر الأول يصدر عن مجازفة قد لا تكون حساباتها متوافرة بالكامل، أو أنها تتعدى الممكن المسموح به، بخاصة عندما يلج المراسل الطموح صلب المعركة، ويجد ذاته هدفا لنيران قد لا يعرف مصدرها. وهذه المعارك لا تكون في الغالب ساحات وغى يطحن فيها الأخضر مع اليابس، بل هي، في الكثير من الأحيان، معارك كلامية إيديولوجية أو سياسية بالمطلق. فما قد يتعرض له أهل الصحافة في المحاكم وعلى حد سيف التهم، (مؤخرا: كرمى خياط وابراهيم الأمين) لا يقل خطورة عن تعرضهم للقذائف، أو للقنص في ساحة حرب حقيقية".

وشدد على أن "الخطر الثاني، يجبهه كل كاتب مقال أمام الحقيقة، عن قصد، أو عن غير قصد. فهل تراه يعرف كل الحقيقة؟ هل يقول الحقيقة؟ هل يريد قول الحقيقة؟ وبأي ثمن؟ فالكاميرا، إذا عدنا إليها، ترى بعينها، من زاويتها، وبحدود العدسة التي تريدها، فهل يحق لها أن تفرض رأيا وتعمم قولا وحالة هي، في الواقع، وجهة نظر؟. إلى أي مدى تقنعنا، اليوم، "سكوبات" المراسلين المعتمدين. وقد تبين، في أكثر من حالة، اجتهاد التقنيين في الاقتطاع، والإضافة، وتغيير الألوان والوجوه والأصوات، حتى استبدال مسارح الجريمة؟ وكم بنيت تقارير وسطرت مقالات واجتهادات على أسس (مونتاجات) مشابهة! وكم جيشت مواقف واستعرت حروب على فتيل الأكاذيب الممنهجة والمضللة". ولفت إلى أنه "بين الخطرين، مجازفة ثالثة مهمة ترافق الجرأة المسؤولة، جرأة الكلمة، صاحبة السلطة، ومسؤولية الموقف. وهي مجازفة من حيث إنها تراوح بين الإبداع البناء والتزلف الهدام. والمشكلة كل المشكلة في مقاربة الحقيقة. إذ ليس المقال رأيا وتفسيرا من حيث صياغته وكتابته فقط، بل هو كذلك من حيث قراءته وفهمه أيضا. فالجدل الراقي، في هذا السياق، هو خبز المفكرين المثقفين وشرابهم اليومي، بينما الاقتتال وإلغاء الرأي المختلف يفيضان على مائدة الجهال المتعنتين. ومشكلة الصحافة الأولى والأخيرة أنها بنت الإعلام والإعلان. فهي لا تكون ما هي عليه، إذا لم تصدر وتنشر وتعلن، وإن مبرجة ومزينة. أما المصيبة الأكبر، فعندما تقع تحت نظر من لا يعرف جدلا، ولا حوارا، ولا سبيلا إلى الاعتراف بالرأي الآخر".

الجلسات

وعقدت بعدها الجلسة الأولى بعنوان: "الصحافة الملتزمة: حرية، علم الأخلاق ورقابة"، بإدارة رئيسة قسم الصحافة والتواصل الدكتورة ماريان نجيم. وتحدث فيها عميد كلية الآداب الأب البروفسور كرم رزق عن "الرقابة التي طبقها العثمانيون في لبنان خلال مدة الحرب العالمية الأولى. ثم تطرقت الدكتورة ميرنا أبو زيد في مداخلتها إلى موضوع "الصحافة اللبنانية: إشكالية الالتزام الوطني والانتماء الطائفي". وتناولت الدكتورة فاليري عساف دور الصحافي في تنمية الوطنية. ثم عقدت الجلسة الثانية بعنوان: الأوجه التاريخية للصحافي اللبناني المناضل، بإدارة الدكتور علي الصمد، وتحدث فيها البروفسور أنيس مسلم عن "الحرية التي ميزت الصحافة الزحلية". وتطرق البروفسور طانيوس نجيم إلى "فيليب وفريد الخازن، شهيدي الاستقلال من المهد". وفي الختام، تناولت الدكتورة ليليان زيدان الخوري موضوع "محارب في كلمات: نعوم مكرزل".

 

ابو جمرة سأل عن مبرر حضور جريصاتي اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في الرابية

وطنية - سأل نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء ابو جمرة في بيان اليوم ، عن "مبرر حضور الوزير السابق الاستاذ سليم جريصاتي اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" الاسبوعي، وظهوره بعد الاجتماع على منبر الرابية ناطقا باسم "التيار الوطني الحر" والتكتل؟"، واعتبر انه "مخالف للنظام والعرف القائم منذ عام 2005"، وقال: "بعد سماعه وقراءته الفذلكات التي اوردها الاستاذ جريصاتي في بيانه وما فيها من اطراء ومواربة وتناقضات وتبريرات وتهجمات عرضية. ادرك افلاس الجنرال عون وحاجته الى محام ينطق بها عنه لتغطية هزيمته الثانية في معارك الرئاسة وفشل وصوله اليها، بمبررات واهية كالتي وردت في هذا البيان".

 

النائب حكمت ديب للسياسة: زيارة الراعي لإسرائيل ضربة لحقوقنا

برَّر عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب حكمت ديب, عدم حضور نواب التكتل إلى المجلس النيابي لتأمين النصاب القانوني في انتخاب رئيس الجمهورية في المواعيد المحددة, لأن التكتل على حد تعبيره لا يريد أن يكون شريكاً بانتخاب رئيس جمهورية لا يكون على حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه وعلى حجم الموقع الذي يشغله.

 وقال ديب في اتصال مع “السياسة”: “كفانا تسويات وتنازلات”, معتبراً الغياب عن جلسات الانتخاب بأنه “شرعي وديمقراطي, منعاً لوصول رئيس سيئ لا يستطيع إدارة شؤون الدولة بالشكل السليم”.

 وعن التأخر بترشيح العماد ميشال عون للرئاسة, قال ديب: “هذه العملية لها علاقة بطبيعة المعركة, لأننا لا نريد أن يكون ترشيح العماد عون منافساً لأحد, فتأخذ المعركة طابع المنافسة, كما لا نريد رئيساً لا يستطيع أن يحكم بصورة ناجحة ويكون فقط لملء الفراغ والكرسي, وبالتالي لا يستطيع أن يؤمن الاستقرار والتصدي للخطر المحدق بنا, بعد تفشي ظاهرة الإرهاب بهذا الشكل العنيف”.

وفي تعليقه على كلام البطريرك بشارة الراعي الأخير, قال ديب: “نحن لم ننتقد الراعي لكن الزيارة التي سيقوم بها إلى القدس, ستكون من المنظار الإسرائيلي ضربة لحقوقنا كعرب وكلبنانيين, حتى ولو أنه استعمل بعض الأفكار التي لها علاقة بأحقية القضية الفلسطينية والقدس واللاجئين, فيما إسرائيل تضرب بعرض الحائط بكل الحقوق التي اغتصبتها من هذا الشعب, حتى بات فلسطينيو الـ”48 مهديين باقتلاعهم من جذورهم”. السياسة الكويتية

 

حماس تتجه للتخلي عن حكم غزة.. وتستلهم تجربة حزب الله في لبنان

الحركة تسعى لأن تكون شريكا سياسيا معترفا به ومقبولا إقليميا ودوليا

إسماعيل هنية رئيس حكومة غزة المقالة يطالع صحيفة «القدس»، المقربة من السلطة والتي عاودت الصدور في غزة، أمس، لأول مرة منذ حجبها في القطاع عام 2007 (رويترز)

غزة - لندن: «الشرق الأوسط»

تتجه حركة حماس الفلسطينية بـ«براغماتية» للتخلي عن حكمها لقطاع غزة في سبيل شراكة فاعلة في النظام السياسي الفلسطيني تمهيدا لقبولها دوليا إثر سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر ومع استمرار إغلاق معبر رفح والحصار الإسرائيلي على القطاع. وقال أحمد يوسف، القيادي في حماس، إن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف 2007، «أجرت مراجعات للمواقف السياسية إثر التضييق والتطورات الإقليمية، وكانت هناك داخل الحركة إشارات واضحة بضرورة الخروج من الحكومة في غزة، وقد شجعت تجربة الحركة الإسلامية في تونس على اتخاذ خطوات جريئة».

وأضاف أن حماس «أصبحت الآن معنية جدا باتخاذ خطوات إلى الوراء لتتقدم في الشراكة السياسية»، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحركة ليست لديها «أية مخاوف، فحماس لديها إمكانات القوة على الأرض بما فيها الأمنية والعسكرية ويمكنها الحفاظ على شرعيتها وقدرتها حتى في تحديد الرئيس المقبل وأعضاء البرلمان، مستفيدة من تجربة حزب الله بلبنان»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وإثر اتفاق المصالحة في 23 أبريل (نيسان)، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، خلال لقائهما الاثنين الماضي، بالدوحة رغبتهما في فتح صفحة جديدة قائمة على «الشراكة الوطنية»، وفق حماس. وخلافا لاتفاقات المصالحة السابقة، لم تعلن حماس عن تحفظها على تشكيلة حكومة المستقلين الانتقالية التي نص عليها الاتفاق ولا على إعلان عباس مواصلة سياسته. ووزعت صحيفة «القدس»، المقربة من السلطة الفلسطينية، والصادرة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، في غزة، أمس، بعد حجبها عمليا منذ 2007.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب إن «جملة تراجعات الإخوان المسلمين في المنطقة، ومصر خصوصا، ساعد القادة الوسطيين بحماس مثل مشعل و(موسى) أبو مرزوق و(إسماعيل) هنية على دفع التيار المتشدد في الحركة إلى الموافقة على إحياء المصالحة، مما سيساعد في خطوات براغماتية أكبر». وأوضح أن «المراجعة الشاملة داخل الحركة أثبتت أنها لن تكون قادرة على الاستمرار في نهجها وسياستها المتشددة، في ظل متغيرات متسارعة وهائلة. هذه المراجعة أكثر ميلا لتسليم الأمور لمنظمة التحرير والسلطة لتكون حماس شريكا سياسيا معترفا به ومقبولا إقليميا ودوليا دون أن تسجل على نفسها أي تراجعات سياسية مثل الاعتراف بدولة إسرائيل».

وحول هذه المسألة تحديدا، أكد موسى أبو مرزوق، نائب رئيس حماس، أن «لا مجال للاعتراف بالكيان الصهيوني»، مشددا على أن حماس «ستستمر في رفض شروط اللجنة الرباعية الدولية، وحكومة التوافق الوطني ليس لها برنامج سياسي». بدوره، عد وليد المدلل، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، مضي حركة المقاومة الإسلامية نحو المصالحة «يقدم حماس على أنها حركة براغماتية وليست مدججة بالآيديولوجيا، وهذا سيفتح لها آفاقا واسعة». وأشار إلى أن «حماس لم تجد جدوى من اشتراط رفض العملية السياسية والمفاوضات، فالبعض في حماس يقول لا تصدعوا رؤوسكم بالعملية السياسية لأن إسرائيل لن تقدم شيئا مما يعني أن الفشل محسوم، وعدم التشدد في تزامن الانتخابات التشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير في ظل تعقيدات الوضع الإقليمي».

من ناحيته، رأى ناجي شراب، أستاذ الفكر السياسي بجامعة الأزهر، أن «سقوط (الإخوان) في مصر وتداعياته على غزة بإغلاق الأنفاق والمعبر وصعوبة الوضع المالي لحماس - دفع حماس للبحث عن مخرج فتقدمت الحركة للمصالحة كخيار أفضل لتصبح مقبولة دوليا».

وأضاف أن حماس «تملك رؤية سياسية أكثر عمقا وأقرب للبراغماتية السياسية تمكنها من التعامل بمرونة مع المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية دون تحمل تبعاتها». بينما عد المدلل «حماس أدركت أنه لا يمكن الجمع بين كونها حركة تحرر ومقاومة والسياسة، وهذا ما أكدته التغيرات الإقليمية». كذلك، عد يوسف تجربة الحكم في غزة «أثبتت أن الحكومة عبء وتستنزف الطاقات وتؤثر على الرصيد الشعبي لحماس»، مؤكدا أن «الخروج من الحكومة مكسب يضمن بقاء حماس بقوة في النظام السياسي المقبول دوليا». من ناحيته، رأى مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، أن حماس «تستفيد من التجارب والأزمات بحنكة»، مضيفا: «يبدو أن الصوت القوي في حماس بات مع المصالحة وتحقيق شراكة في النظام السياسي الفلسطيني ومنظمة التحرير».

وتسعى الحركة التي تسيطر على قطاع غزة لمد جسور صداقة وعلاقة تعاون مع أوروبا والغرب، وفق يوسف الذي أكد أن حركته هي «حركة تحرر وطني بمرجعية إسلامية، تتمتع ببراغماتية ومرونة سياسية، وتقدم حسابات الوطن على التنظيم، والحركة تدرك أهمية تماسك الكل الفلسطيني لقيام دولة في سبيل نجاح المشروع الإسلامي». وأضاف أنه «عندما تسد الأبواب يتقدم العامل السياسي على الآيديولوجي، قد يتوجب إحراق الكثير من الشعارات الآيديولوجية لتكسب وتحقق الممكن سياسيا».

 

تعبئة دولية للافراج عن التلميذات المخطوفات لدى الاسلاميين في نيجيريا

نهارنت/أرسل باراك اوباما خبراء اميركيين لمساعدة السلطات النيجيرية في العثور على مئات التلميذات المخطوفات لدى جماعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة في شمال شرق نيجيريا في عملية خطف جماعية غير مسبوقة اثارت تعبئة دولية. وبعد الاعلان الاربعاء عن عملية خطف جديدة ل11 فتاة على يد بوكو حرام الاحد في ولاية بورنو معقل المجموعة الاسلامية في شمال شرق البلاد، اكد الرئيس فرنسوا هولاند ان فرنسا "ستبذل كل الجهود لمساعدة نيجيريا على مطاردة عناصر الجماعة والعثور على الرهائن". وقال الرئيس الاميركي ان هذا "الوضع المثير للغضب" يلقي بظلاله على افتتاح "منتدى دافوس الافريقي" الاقتصادي الذي يبدأ اعماله الاربعاء في ابوجا وتراهن عليه نيجيريا لابراز جهودها الاقتصادية وتحسين صورتها دوليا. وتعرض الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان والسلطات النيجيرية للانتقاد من قبل اهالي التلميذات ال276 المخطوفات لعجزها عن العثور على التلميذات اللواتي خطفن في 14 نيسان في شيبوك شرق بورنو. وكانت عشرات التلميذات نجحن في الفرار لكن اكثر من 220 لا يزلن بايدي المتمردين بحسب الشرطة. وتبنى ابو بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام في شريط الفيديو خطف الفتيات قائلا "خطفت الفتيات. سابيعهن في السوق وفق شرع الله". واثار هذا الشريط هلع الاهالي واستنكارا دوليا.

وقال اوباما في اول تصريحات له في هذا الخصوص في حديث لقناة اي بي سي الاميركية "بالطبع انه وضع يحطم القلب انه وضع يثير الغضب". واضاف ان هذا الخطف الجماعي "قد يكون الحادث الذي سيساعد على تعبئة الاسرة الدولية بكاملها للتحرك ضد هذه الجماعة الخسيسة التي ارتكبت هذه الجريمة الفظيعة" موضحا ان فريقا من الخبراء الاميركيين ارسل الى نيجيريا لمساعدة السلطات على العثور على الفتيات. وقال اوباما "قبل النيجيريون مساعدتنا التي سيشارك فيها عسكريون وشرطيون ووكالات على الارض لمحاولة تحديد مكان تواجد التلميذات وتقديم المساعدة". وولاية بورنو بؤرة تمرد بوكو حرام منذ خمس سنوات. وارتكبت بوكو حرام عدة هجمات دامية في المدارس والجامعات في الماضي لكن عمليات الخطف الجماعية لتلميذات تعد سابقة. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان لديها معلومات مفادها ان من المحتمل ان تكون الفتيات نقلن الى دول مجاورة في تصريحات مشابهة لمعلومات غير مؤكدة ادلى بها مسؤولون محليون في شيبوك اشارت الى ان الفتيات تم بيعهن كزوجات لمقاتلين اسلاميين في الكاميرون وتشاد. ونفت السلطات الكاميرونية والتشادية الانباء التي تحدثت عن تواجد التلميذات على اراضي البلدين.

والمجموعة المتطرفة التي تطالب بانشاء دولة اسلامية في شمال نيجيريا اوقعت الاف القتلى في البلاد في السنوات الخمس الماضية. وان كان التمرد مركزا في شمال شرق البلاد حتى الان، اسفر انفجار سيارتين مفخختين عن سقوط اكثر من تسعين قتيلا في ضاحية ابوجا العاصمة الفدرالية في اقل من ثلاثة اسابيع ما يذكر بان التهديد الذي تطرحه بوكو حرام يشمل كل البلاد. والتعبئة الدولية بشان ملف التلميذات المخطوفات في نيجيريا القت بظلالها على "المنتدى الاقتصادي لافريقيا" الذي يفتتح اعماله الاربعاء في ابوجا وسط اجراءات امنية مشددة. والتقى رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ الذي سيشارك في القمة، صباح الاربعاء الرئيس جوناثان في ابوجا. ونشر اكثر من ستة الاف عنصر في العاصمة الفدرالية النيجيرية خلال القمة التي تختتم اعمالها الجمعة. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في مقال الاربعاء "استعراض القوة هذا سيضمن امن المشاركين في القمة لكن الحكومة النيجيرية التي تواجه صعوبات عاجزة عن حماية شعبها وجذب الاستثمارات واستغلال قدرات البلاد في حال لم تضع حدا لهذا التمرد العنيف". وكالة الصحافة الفرنسية

 

نيوزويك": إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة على مستويات مقلقة

أفادت مجلة نيوزويك الثلاثاء ان اسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة اكثر من اي حليف اخر وان هذه الانشطة وصلت الى مستويات مقلقة. والاهداف الرئيسية هي اسرار صناعية وتقنية اميركية كما قالت المجلة نقلا عن لقاءات سرية عقدت حول قانون سيجعل من الاسهل لاسرائيليين الحصول على تأشيرات دخول الى اميركا. وقالت المجلة نقلا عن موظف في الكونغرس مطلع على لقاء عقد في كانون الثاني الماضي وصفه الافادة بانها "مثيرة للقلق والذهول" فيما نقلت عن اخر قوله ان هذا السلوك "مؤذ". وبحسب المجلة فانه "لا دولة اخرى قريبة من الولايات المتحدة تواصل تجاوز الخطوط المحددة للتجسس مثلما يفعل الاسرائيليون" وذلك نقلا عن موظف سابق في لجنة للكونغرس حضر اجتماعا سريا ثانيا في اواخر 2013. واضافت ان الاجتماع كان احد عدة اجتماعات عقدت في الاشهر الماضية بين وزارة الامن الداخلي ووزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفدرالي والادارة الوطنية لمكافحة التجسس. وقال الموظف السابق في الكونغرس ان وكالات الاستخبارات لم تعط تفاصيل لكنه اشار الى "جواسيس في المجال الصناعي ياتون هنا بمهام تجارية او مع شركات اسرائيلية تعمل بالتعاون مع شركات اميركية او عملاء استخبارات تديرهم الحكومة مباشرة اي من السفارة الاسرائيلية كما افترض". وقالت مجلة نيوزويك ان انشطة التجسس الاسرائيلية في اميركا كبيرة جدا وتتجاوز انشطة تقوم بها دول حليفة اخرى مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان كما قال عملاء مكافحة التجسس لاعضاء في لجنتي القضاء والشؤون الخارجية في مجلس النواب.

ونقلت عن المساعد السابق قوله "لا اعتقد ان احدا فوجىء بهذه المعلومات". واضاف "لكن حين ترى ان اي دولة اخرى لا تستغل علاقتنا الامنية بالطريقة التي يستغلها الاسرائيليون لغايات تجسس، انه امر يثير الصدمة". من جهته نفى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بشدة الاربعاء قيام اسرائيل بانشطة تجسسية في الولايات المتحدة. واكد ليبرمان في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي "هذه حملة تشويه خطيرة كاذبة تماما واختراع". وبحسب ليبرمان فان"اسرائيل تحترم التزامها بعد القيام بانشطة تجسسية في الولايات المتحدة" في اشارة الى وعد قدمته الدولة العبرية الى واشنطن عقب قضية الجاسوس اليهودي جونثان بولارد الذي حكم عليه في عام 1987 بالسجن مدى الحياة لقيامه بالتجسس لصالح اسرائيل. واعتقل بولارد، الخبير السابق في البحرية الاميركية، في الولايات المتحدة في 1985 لنقله لاسرائيل آلاف الوثائق السرية حول نشاطات الاستخبارات الاميركية في العالم العربي. ومن ناحيته،اكد وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتز اتهامات نيوزويك بانها "غير مسؤولة" و"لا اساس لها".

وبحسب شتاينتز فان اسرائيل "قررت منذ 30 عاما عدم التجسس على الولايات المتحدة". واضاف في حديث للاذاعة العامة الاسرائيلية "لم اتلق سوى الثناء حول التعاون بين الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية خلال لقاءاتي في الاشهر الاخيرة في الكونغرس او مع مسؤولين من مختلف وكالات الامن الاميركية". وراى ليبرمان ان اتهامات التجسس غير مرتبطة بطلب اعفاء السياح الاسرائيليين من تأشيرات الدخول للولايات المتحدة. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤولين اميركيين ان رفض هذا الطلب من طرف اجهزة الامن الاميركية قد يكون بسبب التخوف من ان يؤدي اعفاء الاسرائيليين من التأشيرات الى تسهيل زرع جواسيس لتل ابيب في الولايات المتحدة. بينما نفى ليبرمان ذلك معتبرا بان تحفظات الادارة الاميركية يتصل "بمسائل تقنية وادارية نعمل عليها منذ اشهر".

وكالة الصحافة الفرنسية

 

النزف السوري مستمر... والرئاسة اللبنانية في خلفية المشهد

الحياة/ سام منسى

تتردد في أوساط عدد من المراقبين والمتابعين لقضايا المنطقة أسئلة كثيرة في شأن ملامح تغيير في السياسة الخارجية الأميركية حيال قضايا منطقة الشرق الأوسط ونزاعاتها، لا سيما تجاه الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات. متغيرات عدة حصلت في الأشهر القليلة الماضية أهمها الحدث الأوكراني في أوروبا وتداعياته على العلاقات بين واشنطن وموسكو، وإصرار الرئيس السوري على إجراء انتخابات رئاسية تسمح له بالبقاء ولاية جديدة لسبع سنوات مقبلة، إضافة إلى توقف عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية المتعثرة أصلاً على وقع مفاجأة المصالحة الفلسطينية بين السلطة الوطنية وحركة «حماس». بالطبع هذه التطورات تشجع على توقّع، أو تلمّس ملامح تغيير في سياسة الإدارة الأميركية.

إنما إذا أنعمنا النظر، والتدقيق في ما يصدر عن هذه الإدارة في العلن وما تمارسه بالفعل على الأرض في شؤون الشرق الأوسط وقضاياه ونزاعاته، فنستنتج أن سياسة الإدارة باقية على حالها.

أكثر من سبب يدفع إلى هذا الاستنتاج، أولها المفاوضات النووية مع إيران. فلن تعيد الإدارة الأميركية النظر في سياساتها في المنطقة قبل نهاية المفاوضات النووية، أو أقله قبل معرفة مصير هذه المفاوضات، أي حتى نهاية تموز (يوليو) المقبل. كما يصعب أن نتوقع أن توقف واشنطن هذه المفاوضات حتى لو لم يتم التوصل إلى تفاهمات أو تسويات، ما سيؤدي إلى تمديد فترة المفاوضات إلى ستة أشهر جديدة، مرة أو مرتين وحتى أكثر. السبب الثاني والمتعلق مباشرة بالشأن السوري، مفاده برأي الإدارة الأميركية أنه لم يحصل في سورية حتى الآن أي تغيير حاسم على الأرض يدفع الإدارة إلى إعادة النظر في سياستها تجاه الحرب في سورية. أما الانتخابات الرئاسية المنوي إجراؤها وعلى رغم وصفها بـ «المهزلة»، فتبقى غير كافية في نظر المسؤولين الأميركيين لاتخاذ مواقف وسياسات جديدة كونها غير جدية في أي حال. ومن جهة أخرى، واشنطن على اقتناع بأن ما يروج في الإعلام من انتصارات يحققها نظام الأسد هو من باب الأوهام لا أكثر وأن ما يجري هو بمثابة Pause أو «وقفة» في حرب طويلة لن تسمح بإعادة تعويم بشار الأسد بعد المجازر والدمار والمآسي والخسائر التي حصلت وستحصل في سورية. أما السبب الثالث وهو الحدث الأوكراني، فيرى عدد من المراقبين والمعنيين بشؤون العلاقات الروسية - الأميركية أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة أثر تداعياته على العلاقات بين واشنطن وموسكو. أولاً لأن ما يجري في أوكرانيا لم يرسُ على نهاية واضحة، بل بنظر البعض لا تزال الأزمة في أوكرانيا وما قد تستدعيه من مواقف وأفعال وردود أفعال روسية غير معروفة أو محسومة. ثانياً، واشنطن لم تهضم كفاية حتى الآن ما آلت إليه العلاقات مع موسكو نتيجة الأزمة في أوكرانيا، وفي ظل الدور الروسي في سورية خصوصاً، وفي منطقة الشرق الأوسط عموماً من مصر إلى إيران وغيرهما. وتحتاج واشنطن في نظر خبراء العلاقات مع روسيا إلى مزيد من الوقت لاستيعاب ما يجري قبل أي تغيير في السياسة.

لا تغيير قريباً

تأسيساً على كل ما سبق، وبمعزل عما إذا كان أداء الإدارة الأميركية هذا صائباً أم لا بالنسبة إلى الملفات الثلاثة التي ذكرناها، نستطيع القول إنه إذا صح تحليل المراقبين والخبراء، لن نشهد تغييراً في أداء هذه الإدارة قريباً. وما يرشح عن دعم أميركي لفرق معارضة مقاتلة في سورية، لا سيما في الجنوب وبعض المناطق الشمالية مثل حركة «حزم» وغيرها، لا يعدو كونه توسيعاً مدروساً ومحدوداً لسياسات سابقة بدأت قبل حوالى سنتين. بل إن ما يجري على أرض المعركة في سورية هو استمرار ممنهج للتدمير والقتل والتعذيب وبكل الأسلحة بما فيها غاز الكلور الذي يحكى عن استعماله أخيراً، إضافة إلى البراميل المتفجرة التي اعتادت وسائل الإعلام الأجنبية الحديث عنها وكأنها أمر مألوف، من منظور أن الحرب في سورية هي جبهات قتال بين دول متحاربة بينما في الواقع تسقط هذه البراميل على رؤوس الأبرياء من المدنيين.

أما خارج أرض المعركة، فتمارس واشنطن ضغوطاً قاسية على الأطراف الراغبة في تسليح المعارضة. ولا بد في هذا السياق من الإشارة إلى العرض العسكري الأخير بعد المناورات غير المسبوقة للجيش السعودي في حفر الباطن، والذي ظهّر الحذر السعودي من إيران. فهذا العرض تميز بأمرين، الأول استعراض صواريخ «دي إف 3 إس» الصينية. والأمر الثاني هو حضور قائد الجيش الباكستاني الجنرال شريف. فالأمران يعززان صدقية معلومات متداولة بأن المملكة دعّمت قواتها بصواريخ صينية جديدة هي «دي إف 21». كل ما سبق يؤدي إلى نتيجة واحدة هي استمرار النزف السوري، ما يحوّل سورية إلى اشلاء مدمرة ومتروكة للاهتراء. وفي هذا الإطار، يردد البعض في واشنطن أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالسيطرة على سورية من زاوية أنه لن يبقى شيء حتى تسيطر عليه إيران.

بالطبع، هذا نوع من المبالغة الفجة التي تدافع عن أداء هذه الإدارة تجاه الحرب في سورية.

ينبغي أيضاً أن يضاف إلى مشهد استمرار الحرب في سورية نتيجة تراجع واشنطن عن القيام بما يساعد على وقفها تفاقم أزمة اللاجئين السوريين في دول الجوار. ويحاكي التراجع الأميركي عن السعي الجاد والفعال لوقف الحرب في سورية موقف واشنطن المتفرج على تدفق النازحين إلى لبنان. فقد بات العدد يتجاوز المليون ونصف المليون سوري. ما يعني أن أهم مشكلة تواجه لبنان اليوم هي مأساة اللاجئين السوريين بما أنه لا أفق واضحاً لما ستؤول إليه الحرب في سورية، أو متى سيتوقف القتال ويعود السوريون إلى بلادهم. وفي سياق الحديث عن التغيير أو عدمه في السياسة الأميركية لا يمكن تغييب صورة معركة رئاسة الجمهورية في لبنان. هل يفيد حلفاء إيران وسورية من جمود السياسة الأميركية، ويحصدون ما يسعون إليه من الإمساك بمفاصل الدولة نتيجة انتخابات تأتي برئيس وفق مواصفات يرضون عنها، أو في أسوأ الأحوال عدم إجراء هذه الانتخابات وجر البلاد إلى مؤتمر تأسيسي، وإعادة تركيب النظام السياسي في ظروف أمنية ودولية ومحلية لمصلحتهم؟

أكثر من طرف يقول ومنذ بدايات الثورة في سورية إن هدف إيران البعيد المدى هو الإمساك بالساحة اللبنانية بواسطة طرف أو اطراف مسيحية متحالفة معها تدعم المحور الإيراني - السوري وتساند نظام آل الأسد في ما سيتبقى له من مناطق في سورية القديمة إذا ما قدر له ذلك.

الخشية أن تنجح الضغوط الخارجية ومن أكثر من جهة غربية وعربية في إيصال «الرئيس المسيحي القوي» الذي يرضي «حزب الله»، أو الرئيس الضعيف الذي يرضى عنه ويقبل به الجميع، وفق صفقة ظاهرها تسويات وتفاهمات تجميلية وباطنها إمساك المحور الإيراني - السوري التام بمفاصل الدولة والأمن والاقتصاد (ملف النفط)، ما سيؤدي إلى تداعيات خطيرة أولها تشجيع التطرف في أوساط السنّة، ويهدد الاستقرار النسبي في لبنان. يردد العارفون أن السياسة الأميركية تجاه لبنان، إذا كان هناك من سياسة تجاه لبنان، تهدف أولا إلى محاربة التشدد والإرهاب، وثانيا المحافظة على الاستقرار النسبي الممكن.

هل تسمح واشنطن بتقويض أهدافها؟ الإجابة تحتاج إلى مزيد من الوقت!

 

"7 أيار 2008"... عندما انتحر "حزب الله" في بيروت!

خالد موسى/موقع 14 آذار

صبيحة 7 أيار 2008، لم يكن أهالي بيروت يعلمون أن أمراً ما يُحضر لمدينتهم ويتخفى خلف تحرك الإتحاد العمالي العام، خصوصاً بعد القرار الذي اتخذته حكومة "المقاومة الأولى" كما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري آنذاك برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من منصبه، وإعادته إلى ملاك الجيش، وذلك بعد بحثت الحكومة اللبنانية في الاتهامات التي وجهها النائب وليد جنبلاط ضد "حزب الله" على خلفية قيامه "بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة" وكونه مقرب من "حزب الله"، ومصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بـ"حزب الله" بإعتبارها تهدد أمن الدولة.

في هذا اليوم، أعلن "حزب الله" حربه على الداخل اللبناني لينتقل سلاحه من حامي اللبنانيين الى قاتلهم من بيروت الى الجبل وغيرها من المناطق اللبنانية. انقض يومها بكل ما يملك من قوى عسكرية على بيروت عاصمة المقاومة، وتحديداً على المناطق الخاضعة لنفوذ "المستقبل" كما في الطريق الجديدة والمزرعة وقريطم وعائشة بكار وفردان وغيرها من المناطق، فأحرقوا البيوت وسرقوها وعاثوا خرباً وفساداً في تلك المناطق تحت ستار "حماية شبكة الإتصالات الغير شرعية و الدفاع عن المقاومة". فكيف يستذكر أبناء بيروت هذا اليوم المشؤوم؟!

قباني: الاسرائيلي قال "لا أحد يطلق النار علينا فنحن ننسحب من المدينة"

عضو كتلة "المستقبل" النيابية إبن بيروت النائب محمد قباني، استذكر في حديث خاص لموقع "14 آذار"، بـ"ألم وغصة هذا اليوم المشؤوم التي تعرضت له ست الدنيا بيروت، لأن المدينة في ذلك اليوم غدرت، وبالتالي يستذكروا أهالي بيروت هذا اليوم بألم وغضب لأنهم لم يتعودوا ولم يقبلوا يوماً أن تقهر إرادتهم، خصوصاً من قبل فئة لبنانية"، لافتاً الى أن "أهالي بيروت المسالمون لم يتصدوا لمن احتل مدينتهم هذه المرة، لأنهم لا يريدون مقاتلة أخوة لهم في الوطن، رغم أنهم قاوموا الإحتلال الإسرائيلي بإباء وبشرف، ولا ينسى أحد عندما جال المحتل الإسرائيلي بشوارع العاصمة وينادي من مكبرات الصوت لا أحد يطلق النار علينا فنحن ننسحب من المدينة، وهكذا خرج العدو الإسرائيلي من المدينة". واعتبر قباني أن "ما هو مهم اليوم أن يتذكر الجميع أنه في لبنان لا يمكن لأحد أن يقهر أو يلغي أحداً، وبالتالي كرامة أهالي بيروت عزيزة علينا وجرح ذلك اليوم ردوا عليه بغضب صامت وأقوى من اي فعل آخر"، مستبعداً أن "يكون حزب الله أو اي فريق آخر ممكن أن يفكر في تكرار 7 أيار من جديد، لأن هذا انتحار لمن يقوم به قبل ان يكون إساءة للعاصمة الكبيرة والعزيزة على قلوبنا جميعاً".

تعذيب وتنكيل بمناصري "المستقبل"

أحد أبناء العاصمة بيروت وبالتحديد منطقة طريق الجديدة ويدعى ع.ع روى لموقعنا ما حصل معه في منطقة النويري في ذلك اليوم، بينما كان يعمل على توزيع المياه على السكان ويوصل بعض الحاجيات لصديقه الذي كان محاصراً في تلك المنطقة. وبينما كان يهم بالصعود الى السيارة التي كان يقل فيها الماء، إستوقفوه عشرة مسلحين تابعين لحزب الله ملثمين وأنزلوه من السيارة وإنهالوا عليه بالضرب، والسبب أنه كان يناصر تيار "المستقبل". وساقه المسلحون الى فرن "قلقاس" الموجود في المنطقة عينها للتحقيق معه حول ما كان يقوم به في منطقة طريق الجديدة، وأخبروه عن أولاده وأنهم سيتعرضون للقتل في حال خرج وتكلم للإعلام حول ما جرى معه. غير أنه ما زال يعاني حتى اليوم من أثار اللكمات والضربات التي تلقاها أثناء التحقيق معه في "قلقاس" والتي أدت الى جرح كبير في الرأس كما في جفن العين الذي ما زال يعاني منهم حتى تاريخه.

الله لا يسمحهم . . . لن ننسى!

قصة "ع.ع" ليست الوحيدة من خبايا ما قامت به مليشيات قوى "8 آذار" في هذا اليوم المشؤوم الذي لن ينساه أهالي طريق الجديدة مهما حيوا كما كتبت الشابة دنيا عثمان في صفحتها الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك". حال دنيا كحال معظم سكان بيروت الذين يستذكرون ذاك اليوم المشؤوم بكل ألم وحسرة، ففرح عوكل ابنة المنطقة تستذكر كيف انقض حزب الله على الآمنين من أبناء منطقتها في الطريق الجديدة مفرغين نيران حقدهم عليهم عبر رصاصات رشاشاتهم، لتتحول الطريق الجديدة معها الى ساحة حرب أشبه بكريات شمونة وغيرها من مستوطانات العدو الإسرائيلي وليتحول سكان هذه المنطقة بنظر من يعتبرون أنفسهم مقاومين الى يهود، "الله لا يسمحهم، بس الله كبير، اليوم عم يدفعوا ثمن هيدا الشي بسوريا، وكل يوم عم يدفعوا ثمن يلي اقترفوا ببيروت وبالجبل والبقاع والشمال". وتتخوف فرح من "تكرار هذا المسلسل من جديد، خصوصاً وأن حزب الله هدفه تدمير ما بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري والعودة بالبلد الى زمن المليشيات والفوضى، هيدا يلي بدن ياه بس كبيرة على رقبتهم".

ولإعلام "المستقبل" حصته أيضاً!

صحافيو "المستقبل" وإعلاميوها عانوا ما عانوه أهالي بيروت، فبينما كانوا يرصدون "أمر العمليات" الذي أعطاه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لمناصريه للإنقضاض على بيروت، حوصروا من قبل مليشيات "حزب الله وحركة أمل والقومي السوري" التي عملت على إحراق جريدة "المستقبل" في منطقة الرملة البيضاء وكذلك الدخول الى مبنى إخبارية "المستقبل" في القنطاري والتعدي على طاقمها وقطع كبالات البث فيها من قبل مليشيات "حزب الله" الفنية. ارادوا إسكات الرأي الآخر إعلامياً، لكنهم فشلوا في إخضاعه وعاد هذا الصوت أقوى من ما كان عليه ليفضح حقدهم وحقيقتهم على الملىء وأمام الرأي العام العربي والعالمي. وفي هذا اليوم تتذكر آمنة منصور كيف أدمعت عيناها حينما رأت كيف يخرج الدخان من مبنى تلفزيون المستقبل القديم في الروشة ومبنى جريدة المستقبل، وكيف أحرقت صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري الموجودة فيهما، وكأنه عدوهم اللدود، فيما تستبعد منصور إمكانية تكرار هذا السيناريو اليوم والسبب بسيط إنشغالهم في الدفاع عن النظام السوري، فلبنان لم يعد يعنيهم".

 

حين يصوّت سعد الحريري لميشال عون رئيسا

في تأكيد واشنطن والرياض وطهران عدم تدخلها في الانتخابات اللبنانية، عبق مداولات غير معلنة لتقطيع الاستحقاق اللبناني الصغير على نحو لا يربك الاستحقاقات الإقليمية الكبرى.

العربي/محمد قواص [نشر في 2014\05\02]

في نفي أوساط تيار المستقبل في لبنان المتكرر لاحتمال تأييد سعد الحريري لميشال عون رئيساً ما يشبه الشبهة التي تحتملُ التحوّل إلى واقع. وفي نفي تلك الأوساط لما يمكن أن يُقدِمَ عليه زعيمهم ما يُشبه إبعاد العلقم الذي قد يوحي به الشيخ في فتح طريق بعبدا أمام الجنرال. تعملُ الأوساط جاهدةً على ضبط عربة “الحريرية” على سكة 14 آذار وهي التي تهتزُ موحية بالـ”انحراف” تأثراً بعواصف تأتي من خارج الحدود.

أن يمنحَ الحريري “عون” تأييداً احتمالٌ يجوز فيه النفي. على هذا، لم يعدْ الأمرُ محرّماً ينتمي إلى الغيبيات، بل أضحى خياراً قابلا للنقاش، حتى لو كانت الأوساط تستبعد حدوثه.

وإذا ما كانت مؤسسة تيار المستقبل حريصةً- بخجلٍ- على إضاءة المنبهات التي تؤشّر لاستمرار تواجدها الطبيعي داخل خيارات الحلف الآذاري، فإن حكايات السياسة مليئةٌ بالانقلابات التاريخية التي تُمارسُ باسم المصالح، التي لطالما أطاحت بالمبادئ وسذاجتها (الأمر بدأ يقلق برّي وجنبلاط إلى حد إرسال الوزير وائل أبو فاعور للحريري لاستطلاع الأمر).

احترم سعد الحريري رغبة ميشال عون في إبقاء لقائهما الباريسي قبل أشهر طيّ الكتمان. وإذا ما كانت رغبةُ الجنرال تنمُّ عن حرص على عدم إثارة شكوك حزب الله في تواصل يقيمه مع زعيم المستقبل، فإن احترام الأخير لرغبة الجنرال، مع ما سببهُ أمر ذلك من حرج داخل “الأوساط”، وما أثاره الاحتمال من لغطٍ لدى الحلفاء، يطرحُ أسئلةً حول ما يقفُ وراء تسهيل اللحظة العونية- الحريرية وصون حظوظها.

ثم لماذا التهرّبُ من مفاجآت محتملة صاعقة؟ وهي التي لاحت تباشيرها في العلامات التي أسست لتشكيل حكومة تمام سلام. ألا تمهدُ الانعطافة الكبرى لانعطافات صغرى؟ تخلى سعد الحريري عن “فيتو” التعايش مع حزب الله في حكومة مشتركة. أسس ذلك لمداولاتٍ جدية خصّبت عملية التشكيل وأزالت أسباب عقمها.

ثم بدا أن ولادة الحكومة تُربكها زوايا نافرة عملَ الشيخ والجنرال على تدويرها. في ذلك أن تمرينَ التعايش والتعاون، ولماذا لا التحالف، بات واقعاً مجرّباً لا شيء يمنعُ تواصله وديمومة حيويته في احتمالات الرئاسة. على أن “الحنان” الطارئ في علاقات حزب الله وتيار المستقبل يوحي باحتمالاتٍ كانت، قبل أشهر، خارج نطاق العقل. وفق تلك العلاقات “الطيبة” تتمُّ صياغة البيان الوزاري، ويتمُّ تمرير خطة أمنية كانت مستحيلة قبل ذلك، كما ينجحُ وزير الداخلية المستقبليّ نهاد المشنوق في تطبيق خطة لإخلاء أهالي قرية طفيل اللبنانية داخل الأراضي السورية، من خلال إشراكٍ مثير للجدل لوفيق صفا (مسؤول الارتباط الأمني في الحزب) في وضع تفاصيلها. يتبادلُ الطرفان رسائلَ الاعتراف المتبادل متجنبين ما هو استفزاز وما يمكن تعكير أجواء يُعمل بحرفية على تنقيتها.

قيلَ الكثير عن حوافز حزب الله في اعتماد مناوراتٍ وفاقية مع تيار المستقبل. قيل أن الحزبَ يرومُ الاحتماء داخل المظلةِ الحكومية من تداعيات تورّطه داخل سوريا وانطلاق أعمال المحكمة الدولية بشأن اغتيال رفيق الحريري. وقيل أن تراجعَ الحزب عن شروطه الحكومية دفع الحريري لمبادلته التراجع والخروج بخلاصةٍ فاجأت “المستقبليين” كما “الآذاريين”. لكن للحزب أيضاً هواجسه بشأن ساكن بعبدا المقبل، كما مخاوفه من فراغٍ رئاسي يُعكرُ كل “الروتين” المؤسساتي الذي تعوّد التعامل معه.

كان لافتاً هدوء الحزب إزاء ترشح سمير جعجع، قبل وبعد أن أصبح، مرشح تحالف 14 آذار. تولى الحلفاء إطلاق النار على احتمالات “الحكيم” رئيساً مثيرين قضايا اتهامه بجرائم واغتيال تنتمي إلى حقبة الحرب الأهلية التي تجاوزها “الطائف” ويتسلى الخصوم في استدعائها. اكتفى الحزبُ بأوراقه البيضاء يحشرها في صندوق الاقتراع، مذكراً مردداً برتابة وبلا كلل حاجته إلى رئيس يحضنُ (رعد) ويحمي (فنيش) المقاومة وتخشاه إسرائيل (قاووق).

يعملُ الحزب وفق هذا الهدوء على الدفع إلى بعبدا برئيسٍ لا يهدده (بما يطيح باحتمالات جعجع) طالما أنه غير قادر، عملياً، على فرض مرشحه الحقيقي رئيساً. هكذا فَهمَ أمر دورة الانتخاب الأولى، وهكذا أفهمَ خصومه أيضاً.

لم يُفرجْ الحزبُ عن هوية مرشحه للرئاسة في لبنان. ولئن كان طبيعياً أن يكون مرشحه الحقيقي هو ميشال عون المتحالف معه منذ “ورقة التفاهم” الشهيرة، فإن مقاربةَ الحزب في هذا المضمار بقيت غامضةً حذرة متأنية. لم يخضْ الحزبُ معركته الرئاسية إلى جانب عون، إما لأن الأخير لم يعلن ترشّحه رسميا كما يقول العونيون، وإما لأن الحزب لا يريدُ عون رئيساً (لصالح أسماء بديلة أبرزها سليمان فرنجية أو قائد الجيش جان قهوجي مثلاً)، وإما لأن الحزبَ لا يريد فعلاً إحراق حظوظ عون لدى سعد الحريري إذا ما بدا أن تبني ترشّيحه مبكراً، قد يسبب استفزازاً وحرجا لزعيم التيار الأزرق بما يُبعد احتمالات دعمه المتوخى لزعيم التيار البرتقالي.

أمرُ ترشح عون واحتمالاته الرئاسية بيد “سعد الدين الحريري” (وفق التسمية المعتمدة لدى إعلام التيار العوني). استبسلت “العونية” في مناكفة “الحريرية” لما في ذلك من وقعٍ انتخابي لدى العقل المسيحي أو بعضه، ولما في ذلك من التصاق بمزاج حزب الله وخياراته (قبل عام فقط أصدرت العونية كتاب “الإبراء المستحيل” ضد الحريرية أباً وإبناً).

تصرّف الجنرال بصبيانية غريبة، حين بالغ في تبعيته للحزب ولم يحسب أن طموحاته الرئاسية ستحتاجُ يوماً للحريري وفريقه، وحين لم يُحسن استغلال تقربه من الحزب لنسج علاقة تعايشية مع تيار المستقبل. أفاق ميشال عون على أمر ذلك قبل أشهر، فأطلق وتياره خطب الانفتاح التي بدا أنها اصطناعية مرتجلة جديرة بفنون البيع والشراء.

أمرُ ترشح عون من عدمه ينتظر خلاصة اتصالاته مع سعد الحريري. يستيقظُ الجنرال على تلك الحقيقة ويقدم نفسه مرشح توافق لا مرشح تحد، وبنيله تأييد الحريري المتوخى يثبت سيّد الرابية تلك المعادلة. سيظهر التوافق أيضاً في اتفاق حزب الله وتيار المستقبل على إيصال رئيس توافقي إلى بعبدا. في ذلك تنشطُ هذه الأيام تمنياتٌ من كافة الفرقاء (للمفارقة) تدعو سعد الحريري للعودة إلى لبنان لترؤس حكومة لبنان ما بعد الانتخابات الرئاسية. في لحظة يظهرُ أن عودة الحريري رئيساً باتت حاجةً للجميع، بحيث يصبح وجوده، بما يُمثّل، في السرايا متكاملاً مع وجود محتمل لعون، بما يُمثّل، في بعبدا.

ومع ترويجِ النخب السياسية اللبنانية أن الانتخابات الرئاسية الحالية تجري في لبنان وأن ذلك سابقةٌ لم تحصل منذ عقود، فإن حقيقةَ الأمر أن الهامش الداخلي اللبناني أصبح أعرض في الشكل فقط، لكنه في المضمون ما زال مرتبطاً بشكل حيوي بمحددات الخارج. فلبنان لا يستطيع انتخاب رئيس معادٍ للغرب أو خصم لسوريا وإيران أو مناوئ للسعودية.. إلخ. وعليه فإن الدخان الأبيض لن يخرجَ من مداخن البرلمان قبل أن تتقاطع سُبل الخارج وتخرج بالتوليفة أو الصيغة أو الصفقة المناسبة. في تأكيد واشنطن والرياض وطهران عدم تدخّلها في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، عبقُ مداولات تجرى على مستويات غير معلنة لتقطيع الاستحقاق اللبناني الصغير على نحو لا يعطّل أو يربك الاستحقاقات الإقليمية الكبرى.

بات الاتفاق الدولي الإيراني حول البرنامج النووي ناضجاً في دقائق طهيه الأخيرة، فيما تتسرب روائح تقارب يُطبخ بين الرياض وطهران، وتتبارى القوى المحلية والإقليمية والدولية المعنية بالشأن السوري في تبادل المواقع والاختراقات الميدانية، على نحو لا يمسُّ التقاربات خارج ذلك الميدان، ولا يتيح الغلبة لأي طرف داخله. على هذا وجب أن يتّسق الاستحقاق الرئاسي اللبناني مع مزاج الخارج، وأن يفهمَ حزب الله كما تيار المستقبل أصول اللعب المقبلة. في ذلك المشهد يؤكّدُ سعد الحريري تحالفه مع سمير جعجع في الدورة الأولى للانتخابات، وفي دورات لاحقة لا تنتجُ رئيساً. في ذلك المشهد تتوالى تصريحات المستقبليين وتنفي الاحتمالات العونية طالما أن المخاضَ لا يخلصُ إلى ولادة. في ذلك المشهد يستمرُ سمير جعجع في ترشحه، بانتظار جلاء الضباب الحريري، ويستمرُ وليد جنبلاط في اقتراح هنري حلو بديلاً، بانتظار حكمة الحكام الكبار. نعم، سيصوّت سعد الحريري لميشال عون وسيجدُ المستقبليون التخريجات المناسبة لهذا “الانقلاب”. قد يتفهمُ جعجع سرَ التحوّلات ويَعِدُ نفسه برئاسات قادمة. سيدفعُ كثيرون في 8 و14 آذار ثمن هذه التحوّلات. سيفكَّكُ أمرُ التحالفيْفن ويعيدُ تركيب اصطفافات جديدة، ما يبعدُ رؤوساً ويأتي برؤوس. هذا هو أمر السياسة ببلد لا يقوى بنيانه الوهن على مقاومة الأعاصير. على أن احتساء الكأس العونيّ المر من قبل سعد الحريري يحتاجُ إلى أن يُقدّم الطبق كواحد من الوليمة الكبرى. وإذا ما تعطل الطهي أو اختلف مزاج الطهاة، فإن مشهدَ الوليمة وضيوفها قد لا تجدُ في الجنرال ضرورة على الطاولة، ما يجنّبُ الحريري وتياره تكبد عناء الألعاب البهلوانية الكبرى. عندها يصبح الاتساق مع “الآذارية” كسلاً لا قدرا.

*صحافي وكاتب سياسي لبناني

 

فارس سعيد لـ “الراي”: “حزب الله” قد يلجأ إلى أعمال أمنية محسوبة لفرض شروطه الرئاسية

أكد منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد أن «حزب الله» «يضع عراقيل كثيرة لانتخاب الرئيس»، مشيراً إلى أن الحزب «يضع دفتر شروط لهذا الانتخاب يقول فيه ان لا رئاسة في لبنان إذا لم يُنتَخب رئيس يؤمن مصلحته».

وحذّر عبر «الراي»  من أن «حزب الله» لا يزال يحتفظ من خلال الأوراق التي يملكها «بورقة أمنية هو قادر على تحريكها في لحظات معينة من التعقيدات السياسية الداخلية»، موضحاً أنه «عندما يصل إلى حائط مسدود على المستوى السياسي يقوم بعملية اغتيال من أجل تبديل الأوضاع السياسية وإدخال لبنان من مرحلة إلى مرحلة أخرى».

وإذ رأى منسق الأمانة العامة أن تطيير النصاب مرده الى ان «أن التسوية لم تنضج بعد»، أكد أن 14 آذار ستظل موحدة ومرشحها إسمه سمير جعجع الذي تريد إيصاله لسدة الرئاسة و«هي لا تناور بترشيحه».

سعيد الذي تابع وقائع الدورة الأولى من الإنتخاب من معراب مقر الدكتور جعجع، أكد أن نبش القبور من خلال التصويت لضحايا الحرب هو «موضوع غير أخلاقي»، نافياً أن يكون ما حصل قد أحرج 14 آذار اذ شدد على «أننا نفاخر بأننا دعمنا مرشحنا الذي هو سمير جعجع ونعتبر أن مسيرته السياسية منذ أن تحالفنا مع «القوات اللبنانية» في لقاء قرنة شهوان ومن ثم في 14 آذار هي ناصعة البياض». وفي ما يلي نص الحوار:

• في أيّ اتجاه يسير الاستحقاق الرئاسي؟

ـ مسار انتخابات رئاسة الجمهورية يمرّ بمراحل، وهذه المراحل تواكبها حركة داخلية وطنية وأيضاً حركة إقليمية. في الحراك الداخلي أعتقد أن جلسة الثالث والعشرين من أبريل كانت جلسة إبراز الإرادة الوطنية وأن في لبنان كتلاً نيابية قادرة على أن ترشح وتقترع وأن تكون موجودة، وبالتالي نعتقد أن جلسة 23 ابريل أعادت إلى لبنان واللبنانيين الثقة بالذات وبأن هناك مساحة وطنية في ظل هذا الاستحقاق.

المرحلة الثانية، بعد تثبيت الإرادة الوطنية، هي مرحلة إنتخاب الرئيس. وفي هذا السياق يضع «حزب الله» عراقيل كثيرة؛ فهو يضع أولاً دفتر شروط لانتخاب الرئيس ويقول ان الرئيس الذي يجب أن يُنتخب هو الذي يؤمن مصلحة «حزب الله» في لبنان تحت عنوان أن هذا الرئيس لجميع اللبنانيين وأن الحزب هو جزء من لبنان، وبالتالي على الرئيس أن يأخذ في الاعتبار مصلحة «حزب الله» في لبنان.

ثانياً، يقول «حزب الله» من خلال دفتر الشروط هذا انه أنه سيطيح بالاستحقاق الرئاسي إذا لم يضْمن انتخاب رئيس يؤمن مصلحته.

ثالثاً، لا يزال الحزب يحتفظ من خلال الأوراق التي يملكها بورقة أمنية قادر على تحريكها في لحظات معينة من التعقيدات السياسية الداخلية، وهذا ما رأيناه مع اغتيال الوزير محمد شطح؛ اي أنه عندما يصل إلى حائط مسدود على المستوى السياسي يقوم بعملية اغتيال من أجل تبديل الأوضاع السياسية ونقل لبنان من مرحلة إلى أخرى. وبالتالي هو قادر أيضاً على تحريك الوضع الأمني في الداخل اللبناني من أجل أن يفرض دفتر شروطه أو وجهة نظره على سائر اللبنانيين. هكذا نرى الاستحقاق الرئاسي من كل جوانبه.

• ما الذي يريده «حزب الله» من التعطيل ومن الورقة الأمنية التي يملكها؟

ـ هو يريد تحسين ظروف مفاوضاته مع فريق 14 آذار وأن يجبر هذا الفريق على الخضوع لدفتر شروطه. هو يحاول بشتى الوسائل منذ 7 مايو 2008 أن يضع دفتر شروط وأن يقوم بأعمال أمنية شبه عسكرية باغتيالات تبدل الأوضاع السياسية من أجل أن يضع الشعب اللبناني أمام خيار من اثنين إما الخضوع لـ«حزب الله» أو الاستمرار في الوضع الذي يذهب بلبنان إلى حالة عدم استقرار أمني فنكون بمكان ونذهب إلى مكان أكثر خطورة ومعقد جداً.

• لماذا لم يسمِّ «حزب الله» إلى الآن أي مرشح للانتخابات؟

ـ هنا يُطرح سؤال ماذا يريد الحزب منذ تورطه بالقتال في سورية؟ هو يريد كسب صداقة الجو السني في لبنان وتبريد علاقته معه لأنه في مواجهة مع الجو السني في سورية، وبالتالي إذا استطاع من خلال عملية التبريد أن يصل إلى مساحة مشتركة مع تيار «المستقبل» وعبر هذا التيار مع 14 آذار، فهو يختار هذا الطريق. أما إذا عاندت 14 آذار التوافق مع «حزب الله» على الاسم الذي يريده هذا الأخير فعندئذ سيلجأ الحزب إلى إعادة خلط الأوراق من خلال افتعال بعض الأمور الأمنية المحسوبة لتحسين ظروف مفاوضاته مع فريق 14 آذار.

• تعطيل النصاب في الجلسات التالية ما الهدف منه؟

ـ لأن التسوية لم تنضج بعد.

• ماذا عن رمزية نبش القبور وإعادة إحياء ضحايا الحرب من خلال التصويت بأسمائهم في جلسة الإنتخاب الأولى؟

ـ هذا الأمر لا علاقة له بالسياسة بل بالأخلاق العامة. وأعتقد أن هذا الموضوع غير أخلاقي. فإعادة فتح ملفات الحرب وتنقية الذاكرة لا يحصل من خلال مناسبات إنتخابية أو مناسبات سياسية. فهذا موضوع له علاقة بمرجعيات أخلاقية في البلد سواء أكانت زمنية أو روحية تأخذ على عاتقها أن تكون مصالحة ومسامحة ومصارحة، اي عودة إلى الوراء في أجواء كنسية روحية، وأجواء مرجعيات روحية إسلامية ومسيحية، وأجواء أكاديمية. أما القول ان فلاناً قتل فلاناً خلال الحرب الأهلية فهذا أمر مرفوض ومدان ومَن منهم بلا خطيئة فليرجمها بحجر.

• ألم يحرج هذا الأمر حلفاء الدكتور جعجع في 14 آذار؟

ـ مطلقاً وعلى العكس تماماً، فنحن نفاخر بأننا دعمنا مرشحنا الذي هو سمير جعجع ونعتبر أن مسيرته السياسية منذ أن تحالفنا في «لقاء قرنة شهوان» ومن ثم في 14 آذار ناصعة البياض.

يسعى العماد عون إلى تقديم نفسه كمرشح توافقي عبر ترويج إعلامي لتفاهم بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر».. لماذا اعتمد العماد عون هذا الإيحاء؟

ـ معركة عون ارتكزت على نظرية لم تثبت فاعليتها في السابق، حيث ظنّ أنه أقرب المسيحيين إلى «حزب الله» وظنّ أن سعد الحريري هو أقرب المسلمين إلى الاستقرار الاقتصادي أو المالي أو إلى جلب الاستثمارات. وحاول أن يبرم مقايضة قاعدتها أنه يأتي بالاستقرار من خلال «الموْنة» على سلاح «حزب الله» وأن سعد الحريري يأتي بالاستثمار من خلال الموْنة على المملكة العربية السعودية.

هذه هنْدسة جُربت في مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس إميل لحود وانتهت في 14 فبراير 2005 (باغتيال الرئيس رفيق الحريري). وإذا كان العماد عون قادراً على أن يأتي بضمانة خطية لدى كاتب العدل بأنهم لن يقتلوا سعد الحريري في حال وضع المال في تصرف الأمن فنحن معه في هذه النظرية.

• أي هندسة ستعتمدها 14 آذار لمواكبة الإستحقاق الرئاسي في مواجهة التعطيل؟

ـ أولاً بالتأكيد على المساحة والإرادة الوطنية من خلال التأكيد على ترشيح سمير جعجع. وثانياً التأكيد أن هذا الإستحقاق يجب أن يحصل في موعده، وبالتالي تجنب لبنان واللبنانيين عملية الفراغ. وثالثاً إذا حاول «حزب الله» تعطيل الحياة الوطنية في لبنان من خلال تعطيل المجلس النيابي أي اللعبة الديموقراطية أو إدخال لبنان في لعبة أمنية ستجتمع 14 آذار وترى كيف يمكن أن تعالج هذا الوضع.

• هناك خشية من «تركيب» مرشح عبر وساطة يضطلع بها النائب وليد جنبلاط، كيف ستواجه 14 آذار هكذا تحرك لا سيما مع تمسكها بترشيح الدكتور جعجع؟

ـ أعتقد أن الكلام مع الوزير وليد جنبلاط واجب من 14 آذار في هذه المرحلة الإنتخابية. وصلت رسالة وليد جنبلاط، فوجهة نظره غير قابلة للمعالجة على مستوانا الوطني و«البلدي» والمحلي. فهذا الموضوع إما يُعالج من خلال اندفاعة عربية أو لا يُعالج.

• ثمة إجماع على أن الخارج غير مهتمّ بالملف اللبناني؟

- لقد تابعنا ونتابع الزيارات المتكررة للوزير وائل أبو فاعور للمملكة العربية السعودية، وهذه الزيارات ندعم توجهها لأننا نؤكد أن وليد جنبلاط على الأقل واضح في خياراته، فهو لن ينتخب أخصامنا السياسيين لسدة رئاسة الجمهورية. وبالتالي في هذا الموضوع الحساس المتعلق بالوزير وليد جنبلاط ربما يجب أن نعطي للاندفاعة العربية وقتها لانضاج موقف معين إلى جانب الاندفاعة اللبنانية التي أثبتناها في 23 ابريل.

• لا خشية إذاً من تفرُّد إيراني بالملف اللبناني؟

ـ لا أبداً.

• حذر الدكتور جعجع من وصول رئيس لا يمثل المصلحة الوطنية ولا سيما مع وجود إنطباع بأن هناك محاولة لخطف النصاب الدستوري لإنتخاب رئيس والمقايضة عليه إما بمرشح يقبل به «حزب الله» وإما الفراغ.. كيف ستتعاطون مع هذه المسألة؟

ـ نحن أولاً ضد الفراغ ومع إنتخاب رئيس. أما بالنسبة الى الاجراءات، فما من أحد قادر على استشراف الخواتيم التي ستصل اليها الأمور، لكن الأكيد أننا سنظل موحدين وأن لدينا مرشح اسمه سمير جعجع ونريد إيصاله لسدة الرئاسة ونحن لا نناور بترشيحه.

ألا ترون أن تشبث كل فريق بموقفه سيوصلكم إلى مرحلة تحتّم التفاهم والتوصل إلى تسوية ما؟

ـ سنرى حينها، نحن والدكتور جعجع.

• ماذا عن التحركات المطلبية، لا سيما الاتحاد العمالي العام بموازة الجلسة الثانية لإنتخاب رئيس للجمهورية. هل ترون أن هناك نوعاً من التواطؤ أو ما يثير الريبة في توقيت التحرك؟

ـ أنا لا أضع التحركات الإجتماعية في دائرة الشبهات، وأنا شخصياً ـ أتحدث باسمي الشخصي لا باسم 14 آذار – معها ولست ضدّها.

المصدر: الراي الكويتية

 

بكركي تُخاطب أخلاقَ قادة الموارنة... لعلّهم يسمعون

جريدة الجمهورية/الآن سركيس

على وقع الهجمة الشرسة التي تعرّض لها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعدما قرّر زيارةَ القدس، وردّه الحازم في المطار، انعقد مجلس المطارنة الموارنة تزامناً مع الجلسة الثالثة لمجلس النواب لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية.

«التزام القادة الموارنة في لقاء بكركي خريطة طريق أخلاقية»

توجّهت أنظارُ بكركي أمس الى «الحدث- الخيبة» الذي تشهده ساحة النجمة، بعدما قرّر نواب تكتل «التغيير والإصلاح» المسيحيّون، تعطيلَ نصاب جلسة الانتخاب، فيما تتّجه عيونها الى الحدث الأبعد المتوقع نهاية الشهر مع زيارة البطريرك الى القدس. وعلى الرغم من الهجوم القويّ الذي تعرّض له الراعي، إلّا أنّ دوائر الصرح البطريركي حسَمت أمرها، وقرّرت عدم الدخول في سجال لأنّ كلام البطريرك أنهى كلّ جدل. وفي هذا السياق، تؤكّد مصادر كنسيّة لـ»الجمهورية»، أنّ «الراعي قرّر زيارةَ القدس، ونقطة على السطر». وتوضح أنّ «هذه الزيارة تأتي بقرار كبير جدّاً اتُخذ ببركة الفاتيكان، بعدما قرّر الكرسي الرسولي إعطاءَ قيادة مسيحيّي الشرق إلى الكنيسة المارونية صاحبة الدورين الكبيرين تاريخياً وسياسياً». وتلفت المصادر الى أنّ «حسم الزيارة، هو سبب عدم تطرّق مجلس المطارنة الموارنة اليها»، مشيرةً الى أنّ «المجلس غاص في تداعيات الزيارة، ولم يناقش ما اذا كان يجب على الراعي الذهاب أو عدمه، لأنّ القرار فاتيكاني- عالمي، وقد اطلع عليه سابقاً». وتؤكد المصادر أنّ «الراعي يسند ظهره على أساسٍ صَلب، وقد بات كاردينالاً أساسياً ضمن الهيكلية الجديدة للكنيسة التي باشر الفاتيكان بتركيبها منذ أشهر، ولديه دور مستقبلي سيلعبه، والدليل على ذلك، المناصب التي يمنحها له الفاتيكان».

اضافةً الى الدعم الفاتيكاني، تتحدث أوساط الكنيسة عن الشعبية الكبيرة التي حظيَ بها البطريرك بعدما قرَّر القيامَ بهذه الخطوة، وخصوصاً بين الموارنة، «الذين توحّدوا خلف زيارته، ولم تتعالَ أصواتٌ مارونية تنتقدها، بل أغضبهم الهجوم عليه»، مشددة على أنّ «الدور الذي ينتظر الموارنة مهمّ، وهو على مستوى المنطقة بأكملها، ما سبّب غضب بعض الأقليات الذي يحتكر قضية فلسطين».

ومن هذا المنطلق، وبعدما قرَّر مجلس المطارنة سحبَ الموضوع من السجال، وجّه المطارنة انتقاداً حادّاً الى الزعماء الموارنة الذين قاطعت كتلهم الجلسة. ففي قاعة الاستقبال الخارجية عند مدخل الصرح، وفيما التلفزيونات ترصد عدد النواب الحاضرين، كان المطارنة يناقشون وجوبَ حضور الجميع جلسةَ الانتخاب التي دقّت ساعتها من دون تأمين النصاب، ومع انتهاء الاجتماع خرج عددٌ منهم، يدق جرسَ بكركي الصغير «لعلّ النواب المسيحيين يسمعون صوت الضمير لكي لا يوصلوا موقع الرئاسة الى الفراغ». لم ييأس المطارنة من الدعوة الى حضور الجلسة، فذكّروا نواب الأمّة الذين عادوا الى التشريع، بأنّ «انتخاب الرئيس يكون باحترام المؤسّسات الدستورية، ووفقاً للدستور وما يُمليه على النواب من واجبٍ وطني بحكم الوكالة المعطاة لهم من الشعب.

وما يزيد القلق، حديث بعض نواب الأمة عن الفراغ، وكأنهم بذلك يعلنون عجزهم السياسي». ووجّه المطارنة انتقاداً شديداً إلى القادة الموارنة، وطالبوهم بأن «يعتبروا الإلتزام الذي أعلنوه في لقاء بكركي خريطةََ طريقٍ أخلاقية، لخوض انتخابات رئاسية تكون على مستوى طموحاتهم التي أعلنوها مراراً وتكراراً». ولم ينسَ المطارنة الترحيبَ بنتائج «الخطّة الأمنية في طرابلس ودخول المدينة مرحلةً من الاستقرار، وبتنفيذ الخطّة الأمنيّة في بعلبك - الهرمل وسيرها بخطى ثابتة، لتشمل مختلف المناطق اللبنانية». ينتظر بكركي في الأيام العشرين المقبلة عمل شاق، وما صعّب الأمور هو تزامن زيارة البطريرك الى الأراضي المقدّسة مع انتهاء المهلة الدستورية لانتخابِ الرئيس، ما يدفعها الى تنشيط اتصالاتها على كل الجبهات وليس مع القادة الموارنة فقط، أو انتظار كلمة السرّ الخارجية التي تهبط على نواب الأمة.

 

مَن أقنع الجنرال بأنه شخصية "وفاقية"؟

عبد الوهاب بدرخان/النهار      

يبدو أن انتخاب الرئيس خرج عن طور السيناريوات التي كانت متصوَّرة سابقاً. والسبب واضح: ترشيح سمير جعجع أحدث ارباكاً في أكثر من مكان، لدى فريقه والفريق الآخر، رغم أن خصومه حاولوا ويحاولون تغليب الاستخفاف بالترشيح على تداعياته نفسها. أما حلفاؤه (14 آذار) الذين لم يكونوا يحبذون خطوته فلم يدركوا "ايجابياتها" إلا بعدما أصبحت حقيقة اضطرّوا اضطراراً للتعامل معها. قد يكون جعجع سدّ الطريق أمام حلفاء طامحين، ولديهم ربما فرصٌ أفضل من فرصه، إلا أنه أفسد بالتأكيد سيناريو الاستغفال الذي لاحت مؤشراته، ولو استمر في اندفاعته لانتُخب مرشح 8 آذار ميشال عون رئيساً، ولكان قُدِّم الى اللبنانيين كرئيس "وفاقي" لتمييزه عن "التوافقي" الذي بات مفهوماً أنه يدخل قصر بعبدا مقيّداً ومشلولاً ومهدداً بالنبذ من جانب "حزب الله" كما يفعل الآن مع الرئيس الحالي.

أصبح الأمر مثيراً للسَخَط الشعبي أكثر مما هو مثير للسخرية السوداء. فلا انتخاب مرشح معلن ممكنٌ، ولا انتخاب مرشح غير معلن ممكنٌ أيضاً. أما الغياب وتطيير النصاب فممكنان. وأما "توافق" المسيحيين، بالأحرى الموارنة، فمتعذّر. يجب أن يُنتخب هذا الرئيس في مكانٍ ما خارج لبنان، وعندئذ يصبح استنخابه متاحاً في ساحة النجمة. ما الفائدة اذاً من مجلسٍ للنواب ما دام أعضاؤه عاجزين عن اداء المهمة الأكبر التي انتخبوا لأجلها. ولماذا كان كل هذا الجدل المخزي على تعديل قانون الانتخاب، ليتمكّن الناخب المسيحي من اختيار ممثليه من دون مشاركة المسلمين، اذا كان المنصب المسيحي الأرفع ينتظر "توافقاً" دولياً - اقليمياً على من يستطيع تبوّءه؟ أثبت واقع الحال أن كل الذين ينفون التدخل في الاستحقاق يتدخلون، عرباً وعجماً. وبمعزل عمن سيقع عليه الاختيار، ثمة أسئلة: مَن الذي أقنع العماد عون بأنه يمكن أن يكون مرشحاً مقبولاً لدى السعودية واميركا وايران في آن، ولماذا لم يقل له أحد أن العلاقة مع رئيس سوري مصنف "مجرم حرب" قد تشكّل حاضراً عقبة أمامه أكبر من عقبة الماضي بالنسبة الى جعجع، واستطراداً لماذا لم يصارحه أحد بأنه تأخّر كثيراً في انعطافته كشخصية "وفاقية" تجسد نوعاً من "المصالحة" بين فريقي 8 و14 آذار رغم استحالة تمايزه عن الأول وعمق خلافه مع الثاني؟ ألم يكن من الأجدى أن يجرّب بلورة "توافق" مسيحي – مسيحي حول شخصه؟ في المقابل: كيف أقنع الايرانيون أنفسهم بأن انتخاب الرئيس اللبناني يمكن أن يخضع لميزان القوى العسكري الذي غيّروه داخل سوريا، وأن القوى الخارجية المعنية سترضى تلقائياً بمثل هذا الإملاء؟ لا شك في أن لدى رحيم صفوي أسباباً كثيرة ليقول إن الحدود الغربية لايران صارت على الشاطئ اللبناني، غير أن وقاحات كهذه لا ترتكبها سوى عقلية "استعمارية" خرقاء كان لها ماضٍ وليس لها مستقبل.

 

السيسي.. خطاب دولة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

طبيعي جدا كل هذا الاهتمام بالمقابلة التلفزيونية التي أجراها المرشح للرئاسة المصرية المشير عبد الفتاح السيسي مع محطة «سي بي سي» المصرية، فالجميع يريد معرفة مواقف السيسي السياسية، ورؤيته، وخطته لإدارة مصر في المرحلة المقبلة. ومع الإدراك التام أن إدارة مصر لن تكون سهلة نظرا لتعقد الملفات والأوضاع، فإن حوار السيسي أظهر إدراكا واقعيا لحجم الأزمة، وهو ما صارح به المصريين بكل وضوح، إذ لم يقدم خطابا شعبويا ولا وعودا عبثية، بل كان من اللافت تماما في حديث السيسي المنطق السياسي الذي قدمه، وصراحته ووضوحه. ولسنا بصدد تقييمه شخصيا، وإنما المراد قوله هنا هو أن السيسي قدم خطابا سياسيا تفتقده منطقتنا، خصوصا على مستوى الجمهوريات العربية! وهذا أمر شديد الأهمية، وله دلالات كثيرة. فالمؤسف، وطوال عقدين أو أكثر، أن منطقتنا شهدت انحدارا غير هين على مستوى الخطاب السياسي، خصوصا في بعض الجمهوريات، ومن قبل آخرين اعتقدوا أن السياسة فن التآمر، إذ أصبح الخطاب السياسي العربي مليئا بالخرافة، ونظرية المؤامرة، والشعبوية، هذا عدا عن استسهال إطلاق الألفاظ غير المقبولة، والتي شهدنا كثيرا منها في القمم العربية، وما خفي كان أعظم!

ولا بد أن القارئ يتذكر خطابات صدام حسين، والقذافي، وبالطبع خطابات بشار الأسد، ونوري المالكي، فما حدث في منطقتنا، وتحديدا الأعوام العشرة الأخيرة، هو أن خطاب الدولة انحدر إلى مستوى خطاب الجماعة، وعلى غرار صراخ حسن نصر الله، وخالد مشعل، وتسويفات الإخوان المسلمين، بل كيف ننسى قبول مسؤول عربي أن تغمى عيناه لينقل لمقابلة حسن نصر الله بمخبئه السري، بينما انتقل نصر الله نفسه بعدها لمقابلة أحمدي نجاد بالسفارة الإيرانية في بيروت! ولذا فإن من شأن ما قدمه المشير السيسي بمقابلته من خطاب سياسي عقلاني وجاد أن يشيع أجواء تفاؤل تقول إن بمقدور هذه المنطقة أن ترتقي مجددا، وتأخذ فيها الدولة مكانها الطبيعي مقابل الجماعة. ففي مقابلته كان السيسي واضحا في تصوره لمصر المقبلة من ناحية التحالفات السياسية بالمنطقة بين مصر والسعودية والإمارات، مثلا، وكان واضحا في الموقف من الفلسطينيين، وميز جيدا بين القضية وحماس، وكان أكثر وضوحا تجاه تركيا وقطر، وكذلك تجاه العمق الأفريقي لمصر، والموقف من ليبيا والسودان، وكان واقعيا حيال نظرته للعلاقة مع الغرب وإسرائيل، والأهم من كل ذلك وضوحه في ما يهم الداخل المصري. وكما قلنا في مقال سابق، فإذا التزم السيسي بالفترة الرئاسية المحددة في الدستور، وعاد إلى منزله بعدها مكرما، مع التزامه بما قاله ووعد به، فإن مصر مقبلة على مرحلة انتقالية مبشرة تعني أن القادم أفضل بإذن الله، فحينها سنكون مقبلين على عمل سياسي جاد وليس شعارات، أو مؤامرات، وحينها ستكون الحظوة للدولة لا للجماعات، فالمنطقة كلها بحاجة ماسة لرافعة ضخمة بحجم مصر لتساند ما قدمته كل من السعودية والإمارات في سنوات الجنون العربي، وليس الربيع العربي بالطبع!

 

من "شعب واحد في دولتين" سوريا ولبنان إلى "حدود واحدة مع دولة إيران"!

اميل خوري/النهار

في الماضي قال الرئيس الراحل حافظ الأسد إن في لبنان وسوريا شعباً واحداً لكن في دولتين، وظلّ يعمل على أن يجعل الدولتين دولة واحدة في ظل وصاية سورية دامت 30 عاماً. لكن الشعب الواحد صار شعبين بل شعوباً، وبالأمس أطل الجنرال يحيى رحيم صفوي القائد السابق للحرس الثوري والمستشار العسكري الحالي للمرشد علي خامنئي على اللبنانيين بالقول: "إن نفوذ بلاده تمدَّد ليصل إلى البحر المتوسط وان حدودها تصل إلى جنوب لبنان". وكان قد قال في مناسبة تحرير "خرمشهر" عام 1982 "إن خط دفاعنا الحدودي أصبح في جنوب لبنان وعند الحدود مع إسرائيل، وإن عمقنا الاستراتيجي قد تمدّد إلى شواطئ المتوسط وتحديداً إلى شمال اسرائيل"، وهذا يؤكد ان "حزب الله" هو فصيل مقاتل في جيش إيران وان الأرض التي يوجد فيها خاضعة للمدار الثوري الإيراني الذي يشمل العراق وسوريا وأجزاء في افغانستان واليمن وغيرها. لذلك، فان الوصاية السورية على لبنان استمرت 30 عاماً ولم تخرج منه إلا بانتفاضة شعبية عرفت بـ"ثورة الأرز"، واستطاعت سوريا زمن الوصاية أن تحلّ محلّ الدولة اللبنانية وتجعلها شبه دولة، فهي التي كانت تضع قوانين الانتخاب على قياس المرشحين الموالين لها لتضمن فوز أكثرية نيابية تتألف منها حكومة تؤيد بقاء هذه الوصاية وتسمي رئيساً للجمهورية يعلن قبل تسميته أنه مع بقاء الجيش السوري في لبنان بدعوى أن استقرا الأمن لا يزال في حاجة إلى بقائه، وقد ابتدعت الحكومات المتعاقبة عبارة "ضروري وشرعي وموقت" تدرجها في كل بياناتها الوزارية لتبرير استمرار الوصاية...

وبعدما انتهت الوصاية السورية بدأ العمل لوصاية إيرانية غير مباشرة ولا تزال مقنّعة من خلال "حزب الله" الذي أثبت بقوّة سلاحه قدرته على التحكّم بنتائج الانتخابات النيابية وعدم الاعتراف بالأكثرية التي فازت بها قوى 14 آذار معتبراً إياها أكثرية نيابية وليست أكثرية شعبية كي لا تتشكّل حكومة منها فتستأثر باتخاذ القرارات المهمّة من دون الأخذ برأي الطرف الآخر، وإن كان أقلية نيابية، إلا أنه يملك أكثرية شعبية، وان يعطّل انتخاب رئيس للجمهورية غير مقبول من الحزب وحلفائه في 8 آذار. وإذا كانت الوصاية السورية قادرة على اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون الذي يضمن فوز أكثرية موالية لها وقادرة أيضاً على تشكيل الحكومات التي تغطي الوجود العسكري السوري في لبنان وتسمية رئيس للجمهورية مؤيد لهذا الوجود، فإن الوصاية الإيرانية غير المباشرة على لبنان لم تستطع ذلك إنما استطاعت وضع اللبنانيين في كل استحقاق بين خيارين: إما الفراغ النيابي أو الحكومي أو الرئاسي، وإما القبول بما يقبل به "حزب الله" ومن معه. وهو ما يحصل حالياً في الانخابات الرئاسية، فلا ترشح أحد من قوى 8 آذار ليكون منافساً لمرشح قوى 14 آذار وهو الدكتور سمير جعجع، إنما ظل مصراً على ترشيح الفراغ علّه يتحوّل ورقة ضغط وابتزاز لقوى 14 آذار تجعلها تقبل لسدّ هذا الفراغ بأي رئيس ممكن من "حواضر البيت".

وإذا استمر الفراغ فإنه يظلّ ورقة ضغط وابتزاز في يدّ "حزب الله" وحلفائه من خلال الحكومة الحالية عندما تنتقل إليها صلاحيات الرئاسة موقتاً، ولا شيء يدوم سوى الموقت، فإن الحزب يستطيع عندئذ التهديد بالانسحاب منها ساعة يشاء ليكون الفراغ الشامل والمخيف والذي لا خروج منه إلا بفرض القبول بعقد مؤتمر وطني تأسيسي يعيد النظر باتفاق الطائف توصلاً إلى وضع صيغة جديدة تؤمن بصورة أفضل استمرار العيش المشترك وصون الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، كأن يصبح انتخاب رئيس الجمهورية مثلاً من الشعب وليس من النواب الذين يستطيعون تعطيل هذا الانتخاب لأسباب شتى كما هو حاصل اليوم، أو أن تصبح الرئاسات الثلاث أي رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس ورئاسة الحكومة مداورة بين الطوائف الكبرى الثلاث. ولوحظ أن الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر بدأت في المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب طلال أرسلان وردّ فيه بصورة غير مباشرة على اعلان الرئيس ميشال سليمان تمسّكه باتفاق الطائف وبالمناصفة.

الواقع أن الفرق بين الوصاية السورية المباشرة على لبنان والوصاية الإيرانية غير المباشرة عليه حتى الآن من خلال "حزب الله" هو أن الوصاية السورية كانت تحكم لبنان بتطبيق "ديموقراطية" التعيين على رأس السلطات والمؤسسات، في حين أن الوصاية الإيرانية غير المباشرة التي لا تستطيع أن تفعل ذلك حتى الآن، فإنها تطبق "ديموقراطية" التعطيل والفراغ لحكم لبنان إلى أن تقبل 14 آذار بسدّه كما تريد إيران بواسطة حلفائها في لبنان...

 

لماذا طار التمديد للرئيس ميشال سليمان؟ 8 آذار تدفع نحو حرق مرشّحي 14

سابين عويس/النهار

لم يكف قرع الرئيس نبيه بري جرس المجلس إيذانا ببدء جلسة الانتخاب، لدفع نواب 8 آذار إلى دخول القاعة العامة لتأمين النصاب الدستوري للعملية الانتخابية. فنواب كتلة "الوفاء للمقاومة" و"تكتل التغيير والاصلاح" قد حسموا أمرهم بعدم النزول الى المجلس إلتزاما لقرار قيادتهم تعطيل الانتخاب حتى الوصول إلى تأمين فوز مرشحهم، والذي للمفارقة ليس أكيداً أنه هو نفسه بالنسبة إلى فريقي تحالف "حزب الله" والتيار الوطني الحر".

ففي حين يعمل رئيس التيار ميشال عون من أجل أن يكون المرشح التوافقي الذي يحظى بإجماع الكتل النيابية عليه، يستمر "حزب الله" في تسويق مواصفات لمرشحه من دون أن يعلن الاسم صراحة. وليس أكيدا إذا كانت المواصفات المطروحة تعني عون أو غيره، خصوصاً أنها تنطبق على أكثر من مرشح من قوى 8 آذار مثل رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جان قهوجي.

طارت الجلسة الثالثة لإنتخاب الرئيس إلى الخميس المقبل في 15 أيار، إذ إعتبارا من تاريخ السادس عشر من أيار، موعد بدء سريان مهلة الايام العشرة التي تسبق إنتهاء الولاية الرئاسية في 25 ايار، يتحول المجلس حكما وبموجب المادة 73 من الدستور الى هيئة ناخبة. لكن فشل المجلس في انتخاب رئيس في هذه المهلة يبقي المبادرة حكما في يد رئيس المجلس لتوجيه الدعوات مجددا للإنتخاب، كما للتشريع أو حتى لعقد جلسات حوار يمكن ان يأخذ المبادرة اليها من اجل إحداث إختراق في المشهد السياسي المأزوم. علماً انه في امكان رئيس المجلس ان يستمر في توجيه الدعوات بعد 15 ايار لانه اخذ المبادرة اصلاً في الدعوة الى جلسات.

ليس في الافق ما يؤشر إلى أن جلسة الخميس ستكون مختلفة عن الجلسات الثلاث التي سبقتها. فالمواقف السياسية لم تتغير حيال الاستحقاق الرئاسي، والضغوط الخارجية لم تبلغ مستوى يجعل المستحيل اليوم ممكنا الاسبوع المقبل. ذلك أن الاهتمام الدولي ينحصر راهنا في مسألة حماية الاستقرار الداخلي وإبعاد لبنان عن إرتدادات الازمة السورية، ولا سيما في ظل تورط "حزب الله" فيها.

وقد نجح الحزب في فصل ربط المسار الرئاسي الداخلي عن مسألة إنخراطه في سوريا، مع نجاحه في إبقاء هذا الاستحقاق رهينة المسار السوري، من خلال دفعه الامور في إتجاه الفراغ في سدة الرئاسة بحيث يصبح الملف الامني أولوية، وتنحصر بذلك مواصفات المرشح للرئاسة بالمواصفات الامنية التي تختصرها شخصية قائد الجيش.

تعي قوى 14 آذار خيوط اللعبة التي تستدرجها اليها قوى 8 آذار، من اجل دفعها نحو التراجع عن مرشحها رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع والسير قسراً في مرحلة لاحقة بمرشحها.

كما تعي ان استنفاد المهل الدستورية ودفع البلاد نحو الفراغ على مستوى الرئاسة الاولى يحرجها بسبب تمسكها بمرشحها. لكن 14 آذار غير قادرة على مجاراة الحزب في مشروعه. وتقول اوساطها انها غير مستعدة لحرق مرشحيها الواحد تلو الآخر. ذلك ان تراجع جعجع عن ترشحه لمصلحة الرئيس أمين الجميل او النائب بطرس حرب لن يغير موقف 8 آذار . وأقصى ما يحققه هو رفع عدد النواب ربما من 48 الى 50 او 52، لكنه لن يؤدي إلى إيصال أحدهما الى الرئاسة ما لم يحصل توافق حولهما. وهذا يعني أن الفراغ لم يعد خياراً، بل بات امرا محتماً في ظل إستمرار التعطيل الذي يحكم هذا الملف، فضلا عن سقوط خيار التمديد للرئيس ميشال سليمان، والذي كان مطروحاً سابقا كحل بديل لتلافي الفراغ.

والواقع أن موضوع التمديد كان بلغ مرحلة متقدمة حتى خريف العام الماضي، بجهود فرنسية حثيثة وتكليف اميركي بلغت حد إبلاغ دوائر وأجهزة عدة بسريان هذا القرار. لكنه ما لبث أن سقط تحت وطأة معطيات خارجية تدفع في إتجاه الفراغ، وقد جاءت ترجمته من خلال المواجهة الحادة بين سليمان وحزب الله على خلفية موقف الاول من المقاومة وسلاح الحزب.