المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم أيار19/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا22/من28حتى34/أَقُولُ لَكَ، يَا بُطْرُس: لَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ اليَوْمَ إِلاَّ وَقَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي

*جولة أفق سياسية شاملة مع النائب السابق فارس سعيد

*فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد/18 أيار/14

*بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب فارس سعيد/مقدمة للياس بجاني/18 أيار/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 18 أيار/14

*نشرتنا الإنكليزية

*هل تفضي اللقاءات والاتصالات الجارية الى انتخاب رئيس قبل 25 أيار

*نصر الله.. أسامة بن لادن الشيعي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*مانشيت جريدة الجمهورية: جنبلاط يلتقي هولاند بعد الفيصل ولا حماسة سعودية لترشيح عون

*سليمان طرد باسيل من القصر الجمهوري!

*رئيس المئويتين: استحقاق الذاكرة المارونية والكيانية/وسام سعادة/المستقبل

*الحريري لجعجع: إطمئِنّ... لن أدعم ترشيح عون للرئاسة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*ما هي خطة عون لِما بعد 25 أيار/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*ضغط الفاتيكان بلغ الذروة/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*زلّة اللسان «الجنبلاطية»... تكشف المستور وتثير المخاوف/ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

*إمكانية عقد جلسة الانتخاب تساوي احتمال الفشل والأيام المقبلة تحسم مصير الصفقة

*بري لمسؤول عربي: ميشال عون الأوفر حظاً للوصول إلى الرئاسة

*إيران لا تستطيع الصمود أكثر من 12 ساعة أمام هجوم أميركي

*هل تفضي اللقاءات والاتصالات الجارية الى انتخاب رئيس قبل 25 أيار/النهار/ألين فرح

*ماذا يحصل في باريس وهل حقا وصلت كلمة السر الرئاسية؟

*«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» إطار شيعي لكسر «الثنائية» بعد «احتكار» حزب الله و «أمل» تمثيل الطائفة

*قاووق: الفريق الآخر ينتظر الفرصة ليغير موقع لبنان باستهداف المقاومة

*رعد: لن يصل إلى الرئاسة إلا من يحرص على المقاومة

*وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، محمد فن: المدخل الطبيعي لملء الموقع الرئاسي هو الوفاق

*الوزير حسين الحاج حسن: لا تفاهم حتى الآن بسبب إصرار الطرف الآخر على مرشح تحد

*صفي الدين: حزب الله ضد الفراغ وسيكون لفريقنا مرشح حين تصبح الترشيحات واقعية وجدية

*جلسة للمجلس الاعلى للدفاع وتوجيهات بالمحافظة على المؤسسات العسكرية وتوحيد الجهود الامنية وزيادة جهوزيتها

*لقاء الحريري وجعجع: للقيام بالجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ

*عسيري: زيارة سلام الى السعودية مناسبة لتعزيز اواصر الاخوة ونتمنى ان يشكل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لجمع الاشقاء اللبنانيين

*طلال المرعبي حذر من عدم انتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية

*المشنوق الى أبو ظبي وعسيري إلى جدة

*عون للأطباء الفائزين بانتخابات النقابة: للعمل على تحسين العمل الطبابي لما فيه مصلحة المهنة والمواطن

*هيئة التنسيق حيت المتظاهرين في 14 أيار: ندعم التحركات الرافضة لزيادة ساعات العمل وندعو للقاء نقابي موسع في 26 ايار

*علوش في جولة لشباب المستقبل في طرابلس: لسنا حزبا شموليا ولا نسعى الى قتل عقول الناس بالعقيدة

*الحجار بذكرى تأسيس الجماعة: يريدون عبر الفراغ إعلان فشل النظام ترو: خطوة انتخاب رئيس تبدأ بوعي 14 و8 اذار ان مرشح اي منهما لن يكون رئيسا

*فصيلة برج حمود توقف 5 أشخاص سوريين جراء إشكال السبت

*موظّفو مستشفى الحريري الحكومي مستمرون باعتصامهم

*الراعي: ليتذكر الساعون إلى الفراغ في سدة الرئاسة النتائج الوخيمة التي خلفها بين سنة 1988 و1990

*الراعي: الرئاسة الأولى تعطي الشرعية للمجلس والحكومة والمؤسسات ولا أحد أعلى منها او يحل محلها وأمام استحقاقها تسقط كل الاعتبارات

*الجوزو: سوريا تحولت الى مسرح تحاول ايران ان تفرض وجودها فيه على المنطقة

*لعبة «حزب الله» في الانتخابات/محمد مشموشي/المستقبل

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: هل ترضى بكركي بمرشد لرئيس الجمهورية في طهران؟

*حزب الله يُكمل دائرة الفراغ/بول شاوول/المستقبل

*الدكتور داود الصايغ: بعد شهاب لم تَقُمْ مؤسسة وبعد الحريري لم يُبنَ حجر/الدكتورة فاديا كيوان كيوان: أشكر الله أنّ المسيحيين منقسمون وإلاّ.. كانت الحرب/وسام سعادة/المستقبل

*الخبير الاستراتيجي الياس حنا : تورّط حزب الله في سوريا ضَرَب مفهوم الاستراتيجية الدفاعية

*حزب الله يمارس الإكراه الاستراتيجي غير المباشر» الرئيس القوي خطر على مكونات التركيبة اللبنانية

*جوزف أبو خليل: لو كان لبنان محايداً لَمَا ذهبنا إلى إسرائيل كامل مروّة : موقفنا من الفلسطينيين كان خطأ/جورج بكاسيني/المستقبل

 

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا22/من28حتى34/أَقُولُ لَكَ، يَا بُطْرُس: لَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ اليَوْمَ إِلاَّ وَقَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي

قالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي، فَإِنِّي أُعِدُّ لَكُمُ المَلَكُوتَ كَمَا أَعَدَّهُ لي أَبِي، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتِي. وسَتَجْلِسُونَ عَلَى عُرُوش، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الٱثْنَي عَشَر.

سِمْعَان، سِمْعَان! هُوَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ طَلَبَ بِإِلْحَاحٍ أَنْ يُغَرْبِلَكُم كَالْحِنْطَة. ولكِنِّي صَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِئَلاَّ تَفْقِدَ إِيْمَانَكَ. وَأَنْتَ، مَتَى رَجَعْتَ، ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ». فقَالَ لَهُ سِمْعَان: «يَا رَبّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ إِلَى السِّجْنِ وَإِلى المَوْت». فَقَالَ يَسُوع: «أَقُولُ لَكَ، يَا بُطْرُس: لَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ اليَوْمَ إِلاَّ وَقَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي

 

جولة أفق سياسية شاملة مع النائب السابق فارس سعيد
 فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد/18 أيار/14

  
بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع النائب فارس سعيد/مقدمة للياس بجاني/18 أيار/14
 
نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 18 أيار/14

نشرتنا الإنكليزية

 الدكتور سعيد تناول من خلال المقابلة وجهة نظره من كل ما يدور حول الانتخابات الرئاسية، واعتبر أن عون ليس لاعباُ فيها وانما أداة بيد ايران، كما شرح موقفه من زيارة البطريرك الراعي للقدس وأيدها.

 

نصر الله.. أسامة بن لادن الشيعي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في 18 فبراير (شباط) 2012، كتبت هنا مقالا بعنوان «الشبيح حسن نصر الله»، وذلك قبل أن يجاهر بإرسال مرتزقته للقتال دفاعا عن بشار الأسد، وقيل وقتها ما قيل، إلى أن صدم نصر الله الرأي العام العربي بحقيقته، مما يوجب القول اليوم إن نصر الله هو أسامة بن لادن الشيعة. فمع كشف صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن إيران تستعين الآن بمقاتلين أفغان شيعة للقتال في سوريا دفاعا عن الأسد مقابل مبلغ خمسمائة دولار شهريا، ومع وجود الميليشيات الشيعية العراقية هناك، وبحسب مصدر سوري معارض كبير فإن الميليشيات الشيعية العراقية تعد الأكثر انحدارا بالسلوك، والرغبة العارمة في القتل والتنكيل، هذا عدا عن الحوثيين، وآخرين خليجيين شيعة في سوريا، وتحت قيادة «حزب الله» الذي يقود معركة الدفاع عن الأسد الآن.. مع كل ذلك فإنه لا فرق اليوم إطلاقا بين حسن نصر الله، وأسامة بن لادن! فتحت لواء بن لادن قاتل السعوديون، والمصريون، واليمنيون، والأفغان السنة، وغيرهم، «الملحد» السوفياتي بأفغانستان.. واليوم يقاتل الخليجيون الشيعة، والحوثيون، والإيرانيون، والأفغان الشيعة، وبالطبع اللبنانيون، تحت لواء حسن نصر الله الشيعي في سوريا، من يصفهم نصر الله بـ«التكفيريين» و«عملاء» إسرائيل وأميركا! فما الفرق بين بن لادن ونصر الله؟

بالطبع لا فرق، إلا أن بن لادن سني، ونصر الله شيعي، لكنهما وجهان لعملة واحدة، وهي عملة الإرهاب، وعدم الإيمان بالدولة، ورؤية العالم وفق منظور الفسطاطين، ومن منطلق طائفي مقيت. والقصة لا تقف عند هذا الحد، خصوصا أننا في مرحلة تتطلب تسمية الأشياء بأسمائها، لأن هناك دماء تسال، وطاغية في دمشق يجد من يروِّج له بجهل، أو بدافع طائفي، فالقصة اليوم أن الشيعة هم السنة قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية في نيويورك وواشنطن. فقبل 11 سبتمبر كان السنة مختطفين، وفي غفلة، حيث تنتشر العمليات الانتحارية، ولم يكن أحد يجرؤ على انتقادها، وإن كان مفتي السعودية الحالي وحده من أفتى ضدها، وهذه شهادة للتاريخ! حينها كان السنة في غفلة عن الأموال التي تجمع تحت ذريعة العمل الخيري، والجهاد، والدفاع عن السنة، وخلافها من الشعارات، وكان «الإخوان المسلمون»، وغيرهم، يتغلغلون في المجتمعات السنية دون رقيب أو حسيب، إلى أن وقعت كارثة 11 سبتمبر بأميركا، وما بعدها معروف. فهل هذا ما يريده الشيعة، خصوصا أن واقعهم اليوم هو نفس واقع السنة قبل 11 سبتمبر، حيث تختطفهم إيران، وبقيادة نصر الله، بن لادن الشيعة، في كل مكان من اليمن للعراق، وبالطبع في سوريا التي قتل فيها للآن، بحسب مصادر مطلعة، قرابة 30 ألف علوي، هذا عدا عن ارتفاع أرقام عدد قتلى «حزب الله»، مما دفع إيران لجلب الأفغان الشيعة؟ فهل هذا ما يريده الشيعة لأنفسهم الآن، وبقيادة إيران ونصر الله، بن لادن الشيعي؟ أمر لا يصدق، خصوصا أن الكارثة قادمة لا محالة!

 

مانشيت جريدة الجمهورية: جنبلاط يلتقي هولاند بعد الفيصل ولا حماسة سعودية لترشيح عون

جريدة الجمهورية

على مسافة ستة أيام من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وعشيّة جلسة الخميس المخصّصة لانتخاب رئيس جمهورية جديد، تسارَعت وتيرة الاتصالات الداخلية والخارجية، في محاولةٍ لتدارك الشغور الذي بدا يزحف نحو القصر الجمهوري، وتحوّلت باريس لليوم الثالث محطةً للقاءات ومشاورات لبنانية ـ لبنانية ولبنانية ـ سعودية، مع وجود وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هناك. وكشفت مصادر مواكبة لاجتماعات باريس لـ»الجمهورية» ليل أمس أنّ القيادات السياسية الموجودة في العاصمة الفرنسية لم تلمس في لقاءاتها مع وزير الخارجية السعودي وجود أيّ حماسة سعودية إزاء ترشيح رئيس تكتل « التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وقالت هذه المصادر إن اللقاء الأهم الذي شهدته باريس كان بين الفيصل ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، والذي بقي طي الكتمان، وقد غادر بعده الفيصل باريس، في وقت ينتظر أن يلتقي جنبلاط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كان اتصل به قبل أيام. وأكّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي لزوّاره مساء أمس أن ليس هناك أيّ معطيات جديدة حول إمكانية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في جلسة الخميس، ولكن إذا توافرت هذه المعطيات يمكن تقريب موعد هذه الجلسة، كذلك يمكن ان أدعو الى جلسة جديدة قبل انتهاء المهلة الدستورية وولاية رئيس الجمهورية في 24 من الجاري.

الحريري ـ جعجع

في هذا الوقت، عُقد إجتماع في باريس بين رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» المرشّح الرئاسي سمير جعجع، هو الثاني بينهما في خلال 48 ساعة، وشارك فيه الرئيس فؤاد السنيورة. وأفاد المكتب الإعلامي للحريري انّ هذا اللقاء الذي تخلله غداء عمل، «تناول الأوضاع العامة في البلاد، ولا سيّما منها موضوع الاستحقاق الرئاسي الداهم». وأكّد انّ وجهات النظر «كانت متطابقة على ضرورة إنجاز الاستحقاق في موعده الدستوري، ورفض الفراغ والقيام بكلّ الجهود والإتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوثه، مع التشديد على وجوب حضور جميع النواب للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية». وقالت مصادر اطّلعَت على ما دار بين الحريري وجعجع لـ«الجمهورية» إنّ اللقاء تخلّلته مقاربة مفصّلة للوضع من كل جوانبه في لبنان والمنطقة، لأنّ التواصل الهاتفيّ لا يفي بالغرض، حيث كان يتمّ الاكتفاء بالتشاور في القضايا المطروحة، إنّما بنحوٍ محدّد وليس بالتفصيل مثلما حصل أمس. وأفادت هذه المصادر أنّ الظروف الأمنية للرجلين كانت تحول دون التقائهما، وأنّ طبيعة المرحلة وأهميتها دفعت جعجع إلى تجاوز الاعتبارات الأمنية، على رغم دقّتها لإجراء مشاورات مباشرة استدعَتها التحديات المطروحة، خصوصاً في حال دخول البلاد في الفراغ وسُبل مواجهة هذه المرحلة بوحدة صفّ وموقف.

ولفتَت المعلومات إلى أنّ اللقاء بين الحريري وجعجع جاء ليبدّد كلّ الانطباعات عن تردّي العلاقة بينهما، ويؤكّد متانة التحالف بين «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل»، مذكّرةً بأنّ الأخير يؤكّد في كل بياناته الأسبوعية التمسّك بترشيح جعجع. وأشارت الى أنّ اللقاء بين الرجلين شكّل مناسبة أيضاً لوضع العلاقة بين «المستقبل» و»التيار الوطني الحر» في إطارها الصحيح، بعيداً من التسريبات المضخّمة التي يقوم بها الطرف الآخر لإرباك صفوف 14 آذار، خصوصاً أنّ «المستقبل» ميّز منذ البداية بين الانفتاح المتبادل والضروري مع «التيار الوطني الحر»، وبين غياب أيّ التزام على المستوى الرئاسي وغيره.

وكشفت المصادر أنّ الطرفين وحّدا قراءتهما الوطنية واتّفقا على خريطة طريق سياسية ورئاسية تبدأ بالتمسّك بترشيح جعجع ولا تنتهي بطريقة مواجهة مرحلة ما بعد 25 الجاري على مستويات عدّة من أهمّها الجانب التشريعي وموقف 14 آذار الذي سيحدّد بنحو مفصّل مع جلسة 27 أيّار المتصلة بسلسلة الرتب والرواتب.

جنبلاط

وأفادت المصادر نفسها أنّ الحريري سيُطلع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي وصل الى باريس على مضامين اللقاء بينه وبين جعجع، في حضور السنيورة، حول الاستحقاق الرئاسي.

وسيعقد جنبلاط لقاءات في باريس التي رافقه اليها وزير الصحة وائل ابو فاعور، وسيكون ابرزها مع وزير الخارجية السعودي، في وقتٍ تمنّت المملكة العربية السعودية بلسان سفيرها في لبنان علي عواض عسيري «أن يشكّل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لجمع اللبنانيين وترسيخ الهدوء وتعزيز الإزدهار».

حرب

وفي موازاة الحراك الخارجي، علمت «الجمهورية» أنّ وزير الاتصالات بطرس حرب لم يزُر باريس، بل كان في الخارج في زيارة خاصة، وهو سيتناول ملف الاستحقاق الرئاسي في كلمة مرتقبة له اليوم.

وكشفَت مصادر مواكبة للحركة الجارية في العاصمة الفرنسية لـ»الجمهورية» أنّ البحث يجري في مرحلة ما بعد 25 الجاري، وأكّدت أنّ وتيرة الاتصالات الجارية سترتفع هذا الاسبوع.

عون

وفي خِضمّ الحركة الباريسية، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون لـ»الجمهورية»، ردّاً على سؤال عن سبب غياب «التيار» عن المشاورات الجارية هناك: «نحن كنّا السبّاقين في هذه اللقاءات، والقرار المشترك هو استكمال الحوار، وأيّ جديد يطرأ ويستدعي اللقاء فسيُعقد». وأضاف «أنّ المفاوضات مع تيار «المستقبل» متقدّمة، وهناك قضايا تتطلب بعض الوقت لإنضاجها أكثر، والحركة المحلية والاقليمية الجارية اليوم تصبّ كلّها في اتّجاه إنضاج التوافق». وعن زيارة جعجع لباريس، وهل إنّ «التيار» متخوّف من أن «تفركش» التفاهم الحاصل مع «المستقبل»، قال عون: «إنّ لقاء جعجع بالحريري ليس مفاجئاً، المهم ما هو مضمون اللقاء؟ هل إنّ جعجع ذهب ليقنع الحريري و»يفركش» بذور التفاهم التي بدأت تنمو بين التيار الحر» و»المستقبل»؟ أم أنّ الحريري هو من سيُقنع جعجع بهذا التفاهم؟

وعن لقاءات جنبلاط في باريس، قال عون: «من الواضح جداً أنّ الحراك الجاري في موضوع الاستحقاق هو في كلّ الاتجاهات. لكن المهم النتيجة، أي أن تصبّ كلّ هذه الحركة في الاتجاه الصحيح وتُنتج توافقاً ما لإنجازه، وهذا ما نتمنّاه في النهاية». وعن «زلّة لسان» جنبلاط في بريح أجاب عون: «إنّ رادارات جنبلاط سبّاقة دائماً في التقاط الإشارات قبل غيره، ويبدو أنّه قد التقطها هذه المرّة بطريقة أسرع».

وفي ظلّ الحديث عن مشاركة «التكتل» في جلسة الخميس الانتخابية، قال عون «إنّ «التكتّل» لم يقرّر بعد ما إذا كان سيشارك فيها أم لا، في انتظار ما يمكن حصوله في اليومين المقبلين، ولو أنّ احتمال المشاركة وارد». وأضاف: «المشاركة ستكون على أساس حصول تطوّر ما يُخرجنا من المواقف الحالية المعروفة وينقلنا الى مرحلة أخرى».

الراعي ومخاطر الفراغ

في هذا الوقت، رفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الفراغ ولو ليوم واحد «لأنّه انتهاك صارخ ومُدان للميثاق الوطني كونه يُقصي المكوّن الأساسي في الحكم الميثاقي في لبنان وهو المكوّن المسيحي، ولأنّه انتهاك صارخ ومُدان للدستور». ودعا «الساعين إلى الفراغ والذين لا يرَون فيه أيّ مشكلة» الى «تذكّر النتائج الوخيمة التي خلّفها الفراغ في ما بين سنة 1988 و1990، وليتحمّلوا نتائج الفراغ، إذا حصل، معاذ الله!». كذلك دعا الجميع الى إدراك «أنّ الرئاسة الأولى هي بمثابة الرأس من الجسد، تعطي الشرعية للمجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات، وتضمن الاستقرار في البلاد، وتعطيها شرعيّتها الدولية». وشدّد على أن «لا أحد أعلى من الرئاسة، ولا أحد يحلّ محلّها، وأمام استحقاقها تسقط كلّ الاعتبارات الشخصية والفئوية والحزبية والسياسية».

«حزب الله»

من جهته، رفض «حزب الله» الفراغ، وركّزت مواقف وزرائه ونوّابه وقيادييه على أنّه لن يصل إلى سدّة الرئاسة رئيس يعادي المقاومة. ففيما رأى الوزير محمد فنيش أنّ «المدخل الطبيعي لمَلء هذا الموقع هو الوفاق»، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «إنّ ما أنجزه هذا الشعب المقاوم للبلد، يستحق رئيساً يليق بإنجازاته، يقدّر شهداءه، ويؤتمَن على ما أنجزه هؤلاء الشهداء، أمّا من يريد ان يرتهن للعبة اقليمية أو دولية، يتوسّلها للوصول الى سدّة الرئاسة فهذا ليس له مكان في لبنان». وقال: «في ما سبق كنّا نكتفي من البعض بالتزامات شفوية، على أساس أنّ الالتزام معدنُ الرجال، لكن للأسف أخلّ الرجال بالتزاماتهم، وبتنا في حاجة الى ضمانات، وأولها أن يكون الرئيس معروفاً بتاريخه الى جانب المقاومة». وأضاف: «حتى اللحظة لم يتنامَ الى سمعنا شخصية تترشّح لهذا الموقع يمكن ان نطمئن الى حرصِها على السيادة الوطنية، لأنّ من يرشّحها هو من يريد التفريط بها». ونصحَ بـ»أن لا ينتظر أحد اتفاقات ثنائية لا إقليمية ولا دولية، فرئيس لبنان يصنعه شعب لبنان والقوى الشريفة هي التي تحرص على ان يصنع في بلده، لذلك نحن لسنا من المنتظرين أيّ شيء». وقال: «نحن نعطي الفرصة للآخرين من أجل ان يعودوا إلى رشدهم فيصلوا إلى مرشّح رئاسي وفاقي يحفظ لبنان ويلتزم خيار المقاومة».

المجلس الأعلى للدفاع

وخرَق عطلة نهاية الاسبوع اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة سليمان وحضور رئيس الحكومة تمّام سلام، ووزراء: الدفاع الوطني، الخارجية والمغتربين، المال، الاقتصاد والتجارة، وحضور قائد الجيش ممثّلاً برئيس الأركان وقادة الأجهزة الأمنية. وأعطى سليمان الى اعضاء المجلس توجيهات «للمحافظة على المؤسسات العسكرية والامنية وتوحيد الجهود الامنية وزيادة جهوزيتها وجعلها أكثر عملانية، والاستمرار في تسليح الجيش والسعي لإقرار الاستراتيجية الدفاعية وتعديل القوانين المتعلقة بترقية الضبّاط والسِن القانونية ونظام التقاعد». وعرضَ سلام للوضع السياسي الداخلي ومدى اهمّية الاستقرار السياسي والثقة بالمؤسسات التي تنعكس إيجاباً على العمل المؤسّساتي والنظام العام والأوضاع الامنية. وطلب الاستمرار في الدعم السياسي للخطّة الأمنية. واستمعَ المجلس الى تقارير لوزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية. وتوقّف المجتمعون امام ما يجري تنفيذه من مراحل الخطة المقرّرة لطرابلس لتعزيز الأمن فيها، ولا سيّما منها الإجراءات التي أدّت الى توقيف عدد كبير من «قادة المحاور» والمطلوبين بجرائم مختلفة واستسلام البعض منهم الى القوى الأمنية، خصوصاً أولئك الذين صدرت بحقّهم استنابات قضائية. وأبلغَ سليمان المجتمعين أنّ قائد الجيش العماد جان قهوجي موجود في السعودية لتوقيع البروتوكول النهائي لتنفيذ الهبة العسكرية السعودية مع الجانبين السعودي المانح والفرنسي المنفّذ للهبة، تمهيداً لوضعه موضع التنفيذ في أقرب الآجال. وعرض المجتمعون للتحضيرات الجارية لمؤتمر روما المقرّر منتصف حزيران المقبل والمخصّص لدعم الجيش في إطار الخطط التي أقرّتها مجموعة العمل الدولية من أجل لبنان. وبحث المجتمعون ايضاً في حاجات سائر القوى العسكرية لتمكينها من تنفيذ المهمّات الموكلة اليها.

وتقرّر المضيّ في تطبيق الخطط المقرّرة في طرابلس واستكمالها الى نهاياتها، بما فيها إزالة المخالفات والبسطات غير الشرعية وإنهاء كلّ مظاهر الإنقسام بين أحياء المدينة. كذلك تقرّر تزخيم التدابير الأمنية المقرّرة للبقاع، خصوصاً بعد تجدّد أعمال الخطف لقاء فدية مالية وملاحقة المجرمين وتعزيز التدابير التي تحمي الحدود وإقفال المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا لوقف التهريب ونقل المسلّحين ووقف عمليات التسلل. ولدى البحث في تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية أبلغَ وزير الداخلية نهاد المشنوق الى المجلس أنّه سيسافر الى ابو ظبي للقاء نظيره الإماراتي وقادة الأجهزة الأمنية بغية البحث في سُبل تعزيز كلّ أشكال التعاون بين دولة الإمارات ولبنان. ولاحقاً سافر المشنوق الى ابو ظبي يرافقه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ورئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان ووفد من الضبّاط المتخصصين.

سلام إلى الرياض

وكان سبق اجتماع المجلس الأعلى خلوة بين سليمان وسلام تناولت زيارة الأخير للرياض اليوم، والتي سبقه إليها السفير السعودي الذي سيشارك في اللقاءات التي سيعقدها سلام مع وليّ العهد الامير سلمان بن عبد العزيز والمسؤولين الكبار في المملكة. وعلمت «الجمهورية» أنّ وفداً سيرافق سلام ويضمّ وزراء: السياحة ميشال فرعون، الشؤون الإجتماعية رشيد درباس، الزراعة أكرم شهيّب، الطاقة آرتور نازاريان والبيئة محمد المشنوق. وقبل سفره يستقبل سلام في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم البطريرك الراعي في السراي الكبير.

 

سليمان طرد باسيل من القصر الجمهوري!

كشفت معلومات عن أن الرئيس ميشال سليمان طرد قبل أيام وزير الخارجية جبران باسيل من القصر الجمهوري. وأفادت المعلومات التي نشرها راديو “صوت بيروت” على موقعه الالكتروني, أمس, بأن باسيل قصد سليمان موفداً من عمه الجنرال ميشال عون, ليعرض على الرئيس “صفقة” تتمثل بقبوله تمديد ولايته سنة كاملة, على ان يتم تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش وان يتعهد سليمان لعون العمل على تأمين وصوله إلى قصر بعبدا بعد هذه السنة. ووفقاً للمعلومات, فوجئ باسيل بردة فعل الرئيس التي وصلت الى حد الطلب منه مغادرة القصر, وتوجه إليه بالقول: “أنت تريد ان تحل مشكلتك مع عديلك العميد شامل روكز, الذي ينافسك على خلافة عمك في قيادة التيار البرتقالي, وهذا شأنك انت وعمك وعديلك, ولا تُبنى سياسة الدولة على خلافات وتنافس على وراثة العماد عون”. واضاف سليمان, بحسب المعلومات, “طلب منكم تيار المستقبل أجوبة محددة في سياق تفاوضكم معه لكي يتم تبني ترشيح العماد عون رئيسا توفيقيا, فهل قدمتم الاجابات? طلب منكم الرئيس (سعد) الحريري أجوبة على قضايا وطنية تمس وتتعلق بسيادة الدولة ومؤسساتها, وإذا كنت لا تتذكرها سأعيد طرحها عليك: ما هو موقفكم من القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اللبنانية وتحديدا القرار 1559 الذي يتضمن بند حل الميلشيات, والقرار الدولي 1757 المتعلق بانشاء المحكمة ذات الطابع الدولي, والقرار الدولي 1701 المتعلق بوقف الاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل, وكل مندرجات هذه القرارات? ما هو موقفكم من سلاح حزب الله ومشاركة الحزب في القتال الدائر في سورية?” وتابع الرئيس متوجها الى باسيل: “أنتم تلعبون بمصير البلاد وتسيرون وراء الاوهام التي تبثونها وتصدقونها على أنها وقائع. فما دمتم غير قادرين على التوجه الى تيار المستقبل بإجابات واضحة ومحددة, فبئس المحاولات, وأنصحكم بالتوجه الى مجلس النواب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لانني سأغادر قصر بعبدا الى منزلي ليل 24 الجاري”.

 

رئيس المئويتين: استحقاق الذاكرة المارونية والكيانية

وسام سعادة/المستقبل

اذا كُتب للبنان أن يفلت من الفراغ الرئاسي والدستوري سريعاً، فمن المفترض ان يتزامن انتخاب الرئيس العتيد مع الذكرى المئوية للحرب الكبرى، بأشهر تزيد عليها أو تقل، وأن يتزامن انتهاء ولايته، مع الذكرى المئوية لتأسيس «لبنان الكبير». المئوية الأولى هي مئوية زوال لبنان الصغير، لبنان المتصرفية، الذي أطاحت الدولة العثمانية ببروتوكول استقلاله الذاتي اثر دخولها الحرب الى جانب المانيا والنمسا، وتعرّض ابنائه لمجاعة يتكرّر ذكرها في الكتب المدرسية من دون أن تأخذ حيّزاً مهمّاً في اشتغال المؤرخين اللبنانيين المعاصرين، مع أنّها مختبر تأسيسي بامتياز، ومن الكارثي تجاوزه عند تناول تاريخ الموارنة وكنيستهم بالتحديد، والنافذة التي رأوا من خلالها لاحقاً. فكيف يحيي اللبنانيون عموماً، والجبل - لبنانيون خصوصاً، مئوية المجاعة والكارثة الديموغرافية التي تسببت بها، والأهم من ذلك في أي ظرف يحيونها: في ظلّ تخلّع ما بقي من دولتهم، واضطراب الموقع المعقود للموارنة على رأسها، أم في ظروف تسمح بجرجرة أزمة نظامنا الدستوري والسياسي سنوات مزيدة الى الأمام؟

والمئوية الثانية بعد ست سنوات هي لقيام «لبنان الكبير»، ومفارقة الاستقلال الذي رسم كيانه المستعمر الفرنسي، مباشرة بعد هزيمة مشروع المملكة العربية السورية في ميسلون، فظلّ كياناً يُساءل في حدثه التأسيسي أكثر من أي كيان عربيّ آخر. فمعظم الكيانات العربية الحديثة تشكّلت بالمبضع الكولونيالي، الا أنّ للبنان الكبير خصوصية نافرة في هذا المجال: المستعمر جاء يعلن في الوقت نفسه احياءه، وتوسيعه، واستقلاله، في لحظة كيانية واحدة، لكن أيضاً من بعد تلك الكارثة الديموغرافية التي أهلكت مئات الآلاف من سكان الجبل اللبناني في أعوام الحرب، والذي يتفاوت تقدير «قصدية» السياسة الحكومية والادارية العثمانية في التسبّب بها، علماً أن ايثار الموارنة لاحقاً لأيديولوجيا يمينية في تناول التاريخ ونشدان الخصوصية وابتهال الاقتصاد الحرّ، أتى على حساب تلك الذاكرة الشعبية، الحقيقية، المعاشة، ذكرى الفقر والجوع والمذلّة في سني الحرب، التي كان سيؤدي وضعها في مركز الضوء الى تحفيز أيديولوجيا اجتماعية لا يمنعها التغني بالحرّية من التركيز الموازي على محاربة الفقر.

فبمعنى ما، ظلّت النظرة الى تاريخ هذا الكيان نظرة تفصل تداعيات زوال لبنان الصغير عن تداعيات قيام لبنان الكبير. غير الموارنة قام بذلك عندما كان يجد صعوبة في تقبل توسيع الكيان اللبناني أو انفصاله التام عن المتحد السوري. والموارنة قاموا بذلك لأنهم ارتضوا ابقاء ذاكرة الحرب الكبرى مشتّتة، مشوّشة، لا تستعاد الا في الأقاصيص الأدبية أو في المسرحيات الغنائية، دون أن ينتج عنها مفاعيل تأسيسية في النظرة الى الذات والآخر. المئويتان هما اذاً مناسبة للمراجعة التاريخية. مناسبة للتفتيش عن شيء نقوله خارج الكلام المعاد المكرر على امتداد السنوات الأخيرة. شيء يستعيد من خلاله الموارنة تحديداً مسارهم على امتداد نصف القرن الأخير. خير لهذه المراجعة أن تتمّ في ظلّ استمرارية دستورية، وحينها سيكون رئيس المئويتين بشكل أو بآخر: رئيس تتزامن ولايته مع استحقاق كيان محمول على مساءلة نفسه، ليس فقط عمّا أوجده، وكيف وجد، بل أيضاً عمّا يجعله مستمرّاً، وكيف يستمرّ. أما اذا كتب على البلد الخروج عن الاستمرارية الدستورية، فان المراجعة التاريخية ستفرض نفسها بشكل آخر: بنوبات من المحاكاة المأسوية حيناً، والهزلية حيناً آخر، لظواهر وقضايا من مراحل منصرمة.

 

الحريري لجعجع: إطمئِنّ... لن أدعم ترشيح عون للرئاسة!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

يلعب العماد ميشال عون ورقته الأخيرة في جلسة 22 أيّار واليومين التاليين. وبعدها تحترق الورقة ويتحرَّر «حزب الله»، ويبدأ مفاوضاته الجدِّية. ويقال إنّ الأسماء الجدِّية باتت في الجَيب لا في الغيب!

تبلَّغَ الدكتور سمير جعجع من حليفه الرئيس سعد الحريري، في باريس، ما يأتي: كُن مطمئناً، ولا توصِ حريصاً. لن أدعم عون لرئاسة الجمهورية. فأنا ملتزم حلفائي ووفيّ لهم. وفي المقابل، لا أنسى إساءات عون، ولا سيّما تلك التي ارتكبها خلال اجتماعي بالرئيس باراك أوباما في أيّار 2010، ودوره يومذاك في إسقاط حكومتي. يومذاك، دخلتُ إلى الاجتماع رئيساً لحكومة لبنان وخرجتُ منه رئيساً لحكومة مستقيلة.

وتبلّغَ القريبون من الحريري تأكيده في الإجتماعات الـ14 آذارية، الضيّقة والموسّعة، في باريس، حيث كان أيضاً وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل والنائب وليد جنبلاط، أنّه لن يسهِّل وصول عون لا بالمباشرة ولا بالمناورة (أي بتأمين النصاب لإنتخابه، إذا تبيَّن أنّ بعض الوسطيين سيدعمونه من تحت الطاولة)، وأنّه سبق أن أبلغ عون بعدم تأييده. لكنّ الرابية مُصرَّة على الوساطات معه ومع السعودية، لعلَّها تثمر. أمّا في بيروت، فالمعلومات تشير إلى أنّ هناك إتفاقاً ضمنياً بين «حزب الله» وعون، يتمتّع بموجبه الأخير بدعم «الحزب» كمرشّح طوال المهلة الدستورية، أي حتى انتهاء ولاية سليمان. ولكن، بعد الفراغ، سيتحرَّر «الحزب» من هذا التفرُّد، وينتقل إلى الجزء الثاني من خطته، أي الدخول في المفاوضات الجدّية، بحثاً عن رئيس.

فليس عون مرشّح «حزب الله». وبالنسبة إلى «الحزب»، هو يصلح لدور الحليف، وأمّا الرئيس فله مواصفات أخرى. وفي أيّ حال، لم يقصِّر «الحزب» مع عون بالمكافآت على اختلافها... ولا داعي للرئاسة أيضاً! ولذلك، ستتمّ المفاوضات بين «الحزب» و»المستقبل»، وفي مشاركة الرئيس نبيه برّي وجنبلاط. وستكون هناك تغطية إقليمية للمفاوضات من خلال الحوار السعودي - الإيراني، بمشاركة أميركية وأوروبية وفاتيكانية. وأمّا التسوية وتوقيتها فمرتبطان بالحوار ومجريات الإنتخابات السورية والعراقية والمصرية. فـ»الطبخة» الإقليمية ستكون شاملة، والشقّ اللبناني منها سيكون شاملاً أيضاً، أي سيشمل إستحقاقات الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي المقبل. فهي كلّها تتزاحم في الصيف الحارّ. واتّجاه المعركة الرئاسية قيد التبلوُر. لكنّ المراجع الفاعلة تتداول جدّياً إسم العماد جان قهوجي. وثمّة مَن يعتقد أنّ القوى المسيحية وبكركي ستدعمه في النهاية، كونه الخيار التوافقي المُتاح. وهو يَلقى تشجيع «8 آذار» والحلفاء الإقليميّين، ويمكن أن يحظى بقبول «المستقبل» وحلفائه العرب، بعد أن تتكفّل المفاوضات الجارية والمرتقبة بتظهير المعطيات. والمرحلة الحسّاسة أمنيّاً تدعم فُرَص قهوجي وتوفير الإجماع النيابي الذي يقتضيه تعديل الدستور، على غرار الإجماع على تكليف الرئيس تمّام سلام رئاسة الحكومة.

ووفقاً لأوساط 14 آذارية، فإنّ الحريري لا يستطيع دعم عون لأسباب مبدئية أوّلاً، ثم للسببَين الآتيين:

- يدرك الحريري أنّ عون ليس مرشّحاً توافقياً أو توفيقياً. و»الوجه الحلو» الذي يُظهره أخيراً لا يمحو سنوات «الإبراء المستحيل» والـ»وان واي تيكت». وعندما يصل عون إلى بعبدا سيعود إلى مكانه.

- إنّ هذا الخيار الإنقلابي، يقضي على «14 آذار». وسيكون درساً لمسيحيّيها مفادُه أنّ تحالف عون و»حزب الله» كان صائباً، وأنّ خيار «القوات اللبنانية» والكتائب والقوى المسيحية الأخرى إلى جانب «المستقبل» كان خاطئاً، وأنّ مَن يعتمد على «الحزب» وسوريا وإيران لا يخيب، وأنّ على المسيحيين جميعاً، بعد اليوم، أن يرتبطوا مباشرةً بالأقوياء، بدل أن يتركوا الآخرين يبيعونهم للأقوياء. وهذا ما فعله الدروز الذين كانوا على حقّ عندما «دبَّروا رأسَهم»، بعد الدرس الذي تلقّنوه في 7 و8 أيار 2008، والذي كاد يكلّفهم الكثير. لقد نجح جعجع في إنقاذ «14 آذار»، وإنقاذ الحريري من الصدمة، وإنقاذ الخيار المسيحي الحليف. ويبقى للحريري إنقاذ الرئاسة، وهذا هو التحدّي الأكبر!

 

ما هي خطة عون لِما بعد 25 أيار؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

لا يبدو أنّ الفترة الفاصلة عن نهاية المهلة الدستورية ستشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، الأمر الذي يجعل الأنظار تتجه إلى ما بعد 25 الجاري، وتحديداً إلى الخطوات التي يمكن أن يلجأ إليها العماد عون من أجل تحريك وصوله إلى الرئاسة الأولى وتسريعه. هل «حزب الله» في وارد إطاحة الاستقرار الذي يشكّل مصلحة حيوية له إرضاءً لعون؟ كل المعلومات تؤكد على المعطيات الآتية: عون متمسّك بترشيحه ويردد أمام زوّاره أنّ خطأ تنحّيه في العام 2008 لن يتكرر في العام 2014. الموقف الخارجي ما زال عند حدود حثّ القوى اللبنانية على إتمام الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية، وبالتالي لم يرق بعد إلى مستوى الضغط الفعلي لانتخاب رئيس. المستفيد الأول من غياب هذا الضغط هو عون الذي يدرك أنّ وصوله يصعب أن يتمّ ضمن المهلة ووفق آلية ديموقراطية برلمانية وعلى البارد، لأنّ أيّ ضغط لو حصل قبل 25 أيار هو من أجل تأمين النصاب ودفع الكتل النيابية إلى تحمّل مسؤولياتها باختيار رئيس من بين الأسماء الأربعة المدعومة من 8 و14 آذار، فيما الضغط بعد 25 أيار يمكن، باعتقاد عون، أن يتحوّل ضغطاً لانتخابه تلافياً للفوضى. الخط المفتوح بين عون والرئيس سعد الحريري لم يصل إلى مستوى دعمه رئاسياً وما زال يصطدم بالفيتو السعودي.

وحيال ما تقدّم، هناك من يقول إنّ العماد عون لن يبدّل بعد 25 الجاري السياسة التي اعتمدها قبل هذا التاريخ، والقائمة على إقفال الطريق أمام أي تسوية رئاسية أو انتخابات ديموقراطية بانتظار اللحظة التي ينضج فيها الموقف الخارجي الدافع لوصوله إلى الرئاسة الأولى.

ولكن هذا الاحتمال يبقى ضعيفاً لأسباب معظمها ذاتية، وأبرزها أنّ عون يعتبر نفسه في سباق مع الوقت، وأنّ حالة الاستنفار الموجود فيها لا يمكن المحافظة عليها لوقت طويل، وأنّ السياسة التوافقية والتوفيقية التي يعتمدها يصعب استمرارها، وأنّ اللحظة التي اقترب فيها من «بعبدا» يمكن أن تتراجع مع الوقت والظروف، وأنّ تطبيع الوضع يضعف دوره وتأثيره ويقود إلى تهريب تسوية رئاسية.

وفي موازاة ما تقدّم أعلاه، هناك من يقول أيضاً إنّ عون سينتقل بعد انتهاء المهلة الدستورية إلى سياسة تصعيدية يتّكئ عبرها على معطيين: المعطى الأول خارجي وأوّلويته الاستقرار ويتطلّع إلى أي ترتيب يحافظ على الوضع الذي نشأ مع ولادة التشكيلة الحكومية، خصوصاً أن عون قطع شوطاً في تسويق نفسه خارجياً بأنه على مسافة من جميع القوى، وأنّ قوته تكمن في اقترابه من الحريري من دون الابتعاد عن السيّد حسن نصرالله، في خطوة تساهم في استكمال المشهد الحكومي وكسر الاصطفافات القائمة، فيما اقترابه من طرف وابتعاده عن طرف آخر يؤديان إلى تعزيز المشهد الانقسامي ويحوّلانه إلى نسخة مكررة عن الدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل... والمعطى الثاني الذي يتكئ عليه عون يكمن في لعبه على وَتر تخويف الحريري من الفراغ الذي يقود تدريجياً إلى ضرب الاستقرار الذي نشأ مع الحكومة وصولاً إلى أخذ البلاد إلى مؤتمر تأسيسي يفرض فيه «حزب الله» شروطه، فيما الأولوية يجب أن تتركز على تقطيع المرحلة بانتظار تبلور المشهد الخارجي من دون المَسّ باتفاق الطائف والتوازنات التي أرساها.

وتأسيساً على وجهة النظر هذه، يُرجّح أن ينتقل عون إلى «Plan B» بعد انتهاء المهلة الدستورية لتحريك الوضع الداخلي بغية استجلاب التدخل الخارجي لتسريع وصوله، ومن مؤشرات هذه الخطة ما تسرّب من أفكار تمّ نقلها إلى البطريرك الماروني بأنّ الفريق العوني لن يكتفي برفض التشريع كما ينصّ الدستور مع تحوّل المجلس النيابي إلى هيئة انتخابية، إنما سَيشلّ عمل الحكومة أيضاً بالاستقالة، أو الأرجح بعدم تأمين النصاب لعقد جلسات حكومية بغية احتفاظ الوزراء بحقائبهم، ما يؤدي إلى تكرار المشهد السياسي إبّان الحكومة الميقاتية المستقيلة مع كل ما يمكن أن ينجم عنه من عدم استقرار سياسي وفوضى دستورية وانفلات أمني.

وهذا ما يفسّر سَعي العماد عون أخيراً إلى استبعاد الجنرال جان قهوجي، لأنّ توتير المناخ السياسي يعزّز من حظوظ قهوجي الرئاسية، فيكون وصول قائد الجيش إلى الرئاسة الأولى قد تمّ بفَضل رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» وبدَفع منه، ولكن هذا الاحتمال يبقى ضعيفاً أمام حجز عون «حزب الله» خلفه، والذي لا يملك ترف التخلّي عنه قبل التسوية السعودية-الإيرانية التي ما زالت بعيدة، فضلاً عن إرسائه تحالفاً مع تيار «المستقبل» يحرص الطرفين على استمراره. إنطلاقاً ممّا تقدم، لا بد من التساؤلات التي تطرح نفسها: هل «حزب الله» في وارد إطاحة الاستقرار الذي يشكّل مصلحة حيوية له لاستكمال قتاله السوري إرضاء لمصالح عون، علماً أنّ الحزب كان أعطى الأولوية لاعتباراته المصلحية في التمديدين النيابي والعسكري؟ وهل الرئيس نبيه بري الذي يرفض أساساً شَلّ المجلس النيابي سيتضامن مع عون لشَلّ العمل الحكومي؟ وهل حدود تضامن الثنائية الحزبية الشيعية مع عون يقف عند حد الالتزام الضمني معه من دون مؤازرته بخطوات عملية؟ وهل يمكن أن يلجأ عون بالتكافل والتضامن مع «حزب الله» إلى تحريك مدروس للوضع بغية تسريع وصوله إلى «بعبدا»؟ وفي ظلّ هذا الوضع، لا خيار أمام 14 آذار سوى رفض أيّ ابتزاز من طبيعة أمنية أو دستورية، والتمسّك بموقفها القاضي بإيصال مرشّح من صفوفها.

 

ضغط الفاتيكان بلغ الذروة

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

لا يشعر بحجم الضغط الهائل الذي تُمارسه دولة الفاتيكان في المحافل الدولية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية إلّا الذين يقع عليهم هذا الضغط، ويُطلَب منهم القيام بمهمّاتٍ لإنقاذ موقع «موارنة الجمهورية».

تُصعّد بكركي داخليّاً بالتنسيق مع الفاتيكان الذي يقود حملة ديبلوماسيّة خارجيّة شرسة، يستخدم فيها مختلف الأسلحة التي يملكها، خصوصاً في الأسبوع الأخير من نهاية المهلة الدستورية المخصّصة لإنتخاب رئيس. ويكشف مصدر فاتيكاني لـ»الجمهورية» أنّ «الضغط الذي يمارسه الكرسي الرسولي في المحافل الدولية بلغ ذروته في الأسبوعين الأخيرين، وسوف يُستكمل هذا الأسبوع»، موضحاً أنّ «عمل خليّة الأزمة التي شكّلها، يتركّز في الإدارة الأميركية من أجل رعاية صيغةٍ لإتمام الاستحقاق الرئاسي، بالتوازي مع استنفار كلّ المؤسسات الفاتيكانية النافذة لممارسة ضغط إضافيّ على المؤثّرين على الانتخابات».

«الفاتيكان في انتخابات 2014 الرئاسية اللبنانية، هو غير الفاتيكان في الاستحقاقات الرئاسية السابقة»، حيث يَعتَبر المصدر أنّ «هذه الدولة المؤثّرة في السياسة العالمية نظراً للإمكانات التي تملكها، دخلت نادي الناخبين الرئاسيين، لكن ليس من باب المصالح، بل من باب الحفاظ على الوجود المسيحي»، مؤكّداً أنّ «الدول الخارجية المؤثّرة في الانتخابات هي أربعة فقط: الولايات المتحدة الأميركية، إيران، المملكة العربية السعودية، والفاتيكان، لذلك، ستشملها الحركة الفاتيكانية هذا الأسبوع». وفي هذا الإطار، تراجع دور سوريا وفرنسا. فسوريا منشغلة بأزمتها، وبالحرب الدائرة على أرضها، إذ إنّ نفوذها على الساحة اللبنانية تراجعَ بشكل كبير، على رغم قدرتها التخريبية أحياناً، حيث يبحث النظام السوري عن طريقة للخروج من أزمتِه والبقاء في السلطة، فيما باتت إيران اللاعب الأساسي وقد ساندت النظام السوري، لتصبح مدخله الى الساحة الرئاسية اللبنانية. أمّا فرنسا فقد تراجع دورُها بعد وصول «الإشتراكيين» الى قصر «الإليزيه»، وتخبّطهم في المشاكل الداخلية وعجزِهم عن تأدية أيّ دور خارجي.

وتشهد بكركي والسفارة البابويّة في حريصا حركةً استثنائية، فلا تنامان، نظراً إلى أنّ الفاتيكان يضغط على موارنة الداخل عبر الكنيسة المارونية وبطريركها الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي يصعّد من لهجته الحازمة، ويقول إنّ «الدستور أمرَ بانتخاب رئيس للجمهورية، وعارٌ على النوّاب أن لا يقوموا بواجبهم». ويكشف مصدر كنَسي لـ»الجمهورية»، أنّ «البطريرك يمارس ضغطه على النواب المسيحيّين الذين يقاطعون الجلسات، وعلى القادة الموارنة، وقد رسمَ خطّة تحَرُّك لهذا الأسبوع، ستنفَّذ بسرّية تامّة، مترافقةً مع تصريحات عَلنية تضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم»، واصفاً الوضع الرئاسي بـ»الحذِر جدّاً».

وتأتي هذه الخطة بعد زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري إلى بكركي، وقد فسّرت أوساط كنَسية هذه الزيارة بأنّها «أعطت تأييداً سعوديّاً للبطريرك ودعماً للتحرّك الذي ينوي القيام به، وفي الاتجاه الذي يراه مناسباً، خصوصاً عندما قال عسيري إنّ هذا الاستحقاق مسيحيّ لبناني، والسعودية لا تتدخّل». ومن جهة ثانية قرأت الأوساط في هذا التصريح أنّ «السعودية لم تعُد تضع «فيتو» على أيّ مرشّح ماروني للرئاسة، ومن بينهم رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، خصوصاً أنّ زيارة عسيري تزامنَت مع زيارة وفد «حزب الله» إلى بكركي، على رغم أنّ الحزب أتى تحت عباءة الاعتراض على زيارة الراعي إلى الأراضي المقدّسة». وتكشف مصادر مطّلعة أنّ «الفاتيكان سيتعامل بواقعية خلال هذا الأسبوع مع الأسماء المرشّحة، تزامُناً مع الانتقال الى مرحلة جوجلة الأسماء، بحيث لن يسمّي البطريرك أيّ مرشّح، لكنّ الأجواء تقول إنّه سيبارك الاسم الذي يتّفق عليه الجميع، ويستطيع أن يعيدَ إلى الموارنة دورَهم ووجودَهم على رأس السلطة التنفيذية وعلى رأس الدولة، ويشكّل همزةَ وصلٍ بين المتنازعين». تنتظر بكركي والفاتيكان ثمارَ ضغطهما، ليتصاعد الدخان الأبيض. وإذا كانا يتجنّبان الدخول في الأسماء، فإنّ كلّ شيء مُتاح في الساعات الأخيرة.

 

زلّة اللسان «الجنبلاطية»... تكشف المستور وتثير المخاوف؟

ناتالي اقليموس/جريدة الجمهورية

«سبق لسان»، «هفوة»، «تركيبة»، «غاية في نفس يعقوب...». هذه ليست المرّة الأولى التي ينجح فيها النائب وليد جنبلاط في إيقاع القريبين والبعيدين منه في حيرةٍ من أمرهم. فلم يَكد يُكمل ترحيبَه برئيس البلاد «العماد ميشال عون» حتى توالت التفسيرات والتأويلات حول التوقيت المشبوه لـ»الزلّة الجنبلاطية»، خصوصاً أمام خطاب مكتوب وليس مرتجلاً. أبعد من تلك التفسيرات والتأويلات، لماذا لمَس جنبلاط شاربَيه وأطبَق يدَه، بعدَها أمسكَ ملفّه بكلتا يديه؟ طالما يحلم بالعماد ميشال عون... «مِش تَ يجي». بيضة قبّان، موالٍ في المعارضة ومعارض في الموالاة، ينظر إلى المستقبل بعين الماضي... تتعدّد العبارات التي تقترن بإسم رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، وجاءت زَلّة لسانه في اختتام جرح بريح لتزيد قائمة تلك التوصيفات، وتفتح باب التأويلات على مصراعيه. وفي هذا الإطار، توضح الاختصاصية في علم النفس ولغةِ الجسد الدكتورة ليلى شحرور أنّ «ما حصل مع جنبلاط، ظاهرةٌ تُعرَف بالزَلّة الفرويدية، وهي هفوة تصدر عن اللاوعي أو العقل الباطني، وعند حدوثِها يبدأ صاحبُها بتقويم زَلّته بمعلومات غير مطلوبة، قد يبالغ فيها أحياناً، حتى يُخفي ما يقصده. فيُسهب في الحديث، فيما المطلوب منه إجابة مقتضَبة تُجنّبه الأثمان». وتولي شحرور في حديثها إلى «الجمهورية» أهمّية أكبر لردّة فعل جنبلاط من زلّة لسانه، نظراً إلى ما تحمله من دلائل نفسية وإيماءات جسدية، فتقول: «غالباً ما تولّد زلّات اللسان موجة تناقضات وارتباكاً لصاحبها، فتنكشف الفروق الموجودة في الخطاب بين المعلن والمضمَر. إلّا أنّ لغة الجسد تُقدّم معرفة مُذهلة حول المشاعر الحقيقية على رغم محاولة المتحدّث تمويهَها بكلماته». وتوضح شحرور تداعيات زَلّة اللسان، قائلة: «ينتج عنها كلامٌ مُلتوٍ، متناقض، نظراً إلى اضطراب مرتكبها وارتفاع نبرةِ الصوت في آخر الكلام». وتعتبر أنّ هذا السيناريو ينطبق فعليّاً على ما حدث مع جنبلاط، متوقّفة عند التبرير الذي أطلقه، «هيدي غلطة، هيدي غلطة، على كثرة ما عمّ نحلم فيه بالليل مِش تَ يجي». وتضيف: «نلاحظ ارتفاعاً في نبرة صوتِه في نهاية الجملة، تقطّعاً في أنفاسه، وتشديداً على كلمة «منِحلم فيه»، ما يعني أنّ العماد عون يشكّل هاجساً بالنسبة إليه، إذ إنّ الطريقة التي نطقَ فيها تحمل الأهمّية الكبرى في الجملة».

ذروة التناقض

وتلفت شحرور إلى ذروة التناقض التي تجلّت في خطاب جنبلاط، قائلةً: «إذا كان جنبلاط يحلم بالعماد عون ليلاً. فلماذا ناقضَ نفسه قائلاً: «مش تَ يجي». وتسأل: «كيف نحلم بشخص وفي الوقت عينه لا نريده؟ ما يشير إلى أنّ جنبلاط في كابوس، وإذا تأمّلنا في إيماءاته في تلك اللحظة نرى أنّه سارَع إلى ملامسةِ أنفِه بيدِه اليمنى، واستخدمَ اليد الآمرة، ما يعني أنّ هناك شكّاً في كلامه، ونيّةً ضمنية، أو حتى نوعاً من المشاورات، أو شعوره بالضغط نتيجة اقتراح مطروح.فهو لم يستخدم اليد المفتوحة التي تُعبّر عن النفي، إنّما استخدم اليد المطبقة المتوجّهة نحو الأرض، اليد الآمرة، ما يعني أنّ النفي غير صحيح وكلامه يناقض لغة يده. وتشير حركة يده إلى أنّ رأيه مُهمّ جدّاً، وهو في مكان يخوّله فرض رأيه في إختيار الرئيس... فنراه أقفلَ يده وأنزلها، ما يعاكس قوله». وتلفتُ شحرور إلى ابتسامة جنبلاط، قائلة: «صحيح أنّه أثار ضحكة الحاضرين، إلّا أنّ في ضحكته نفحةً «قهرية»، لا تنمّ عن سعادة، ترجمتها عيناه الخاويتان من المشاعر، لعدم شعوره بأيّ عاطفة. لذا سارَع إلى إمساك الملفّ بكلتا يديه رغبةً منه في تخفيف إحساسه بالحرَج واستعادة توازنه».

أبعد من العفوية

من جهته، يميّز الدكتور في علم الإجتماع السياسي ميشال سبع بين نوعين من زلّات اللسان لدى السياسيّين، فيقول: «قد تأخذ منحَيين: عفويّ، نتيجة توتّر وضغوط، فلا تُكلّف صاحبها أيّ ثمن. ومُتعَمَّد، إذ إنّ السياسي، وخصوصاً مَن هو في موقع حسّاس، نادراً ما تكون زلّة لسانه عفويّة تنمّ عن رغبة صاحبها في إرسال رسالة مبهمة المضمون ومتعدّدة التفسيرات».

ويوضح لـ«الجمهورية» «أنّ زلّات ألسِنة السياسيّين تشبه أمراضَهم، فإمّا يمرضون طبيعياً أو يتمارضون لغيابهم عن شيء ما أو لعدمِ ظهورهم في مشهد ما، من هنا قد تكون زلّة اللسان فعلية أو مُتعمَّدة».

بين جنبلاط والجميّل

وعمّا يميّز بين زلّة جنبلاط وزلّة الرئيس أمين الجميّل، على رغم ارتكابهما زلّة اللسان عينها، يجيب سبع: «معروف أنّ جنبلاط يرسل رسائل مباشرة وغير مباشرة، لذا الأرجح أنّها ليست زلّة لسان إنّما محاولة تمرير رسالة لمن يعنيه الأمر أنّه في حال كان الثمن مقبولاً قد يقبل بالنائب ميشال عون رئيساً». ويضيف: «أكثر ما يعزّز غياب العفوية لدى جنبلاط إمساكه لأوراق بين يديه بعيداً من الارتجالية، ما يؤكّد أنّ زلّة اللسان هي أكثر من عفوية إنّما شبه مقصودة». ويذهب سبع أبعد من ذلك قائلاً: «قد يكون في كلام جنبلاط إشارة لحزب الله مفادُها أنّ بإمكانه التفاوض مقابل أخذ ضمانات داخلية تحفظ مستقبل تيمور في لبنان». ويضيف: «من هنا الفرق بينه وبين الجميّل الذي تطغى عفويته على روح التخطيط، على عكس جنبلاط الذي يسبقه تخطيطه. وقد أثبتَت الأيام أنّ زعيم المختارة يُتقن لعبة الشطرنج، وقادر على التضحية بأيّ شيء وحماية الملك في سبيل ربحه اللعبة». لماذا لا تظهر زلّات اللسان إلّا في الفترات الدقيقة والعصيبة؟ يجيب سبع: «في زمن التوتّر السياسي يخشى الجميع على موقعِه، حجمِه، منصبِه... ما ينعكس همّاً نفسيّاً واضطراباً فكرياً، فتنتعش زلّات اللسان في هذه الفترات، كمن يريد قول شيء ولا يريد. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ زلّات اللسان المقصودة في الجوّ المتوتّر رسالةٌ مفادُها أنّ صاحبها على استعداد لما يقوله من دون الارتباط به، فيُبقي موقفَه مترنّحاً».

البيك لا ينام...

في النهاية، «تَ يجي» أو «مش تَ يجي»... يكتسب النقاش في صفوف مؤيّدي البيك منحى مغايراً. وإذا كان للبيت الدرزي خصوصيته، كذلك له حساباته، وقد أظهرَت الأحداث، أنّ حسابات البيدر غالباً ما تطابق حسابات الحقل. لذا يعتبر «الجنبلاطيّون» أنّ المسألة ليست في إسم رئيس الجمهورية، خصوصاً أنّ «البيك لا ينام أصلاً ليحلم بالاسم»... فتعبيد الطريق أمام ابنِه تيمور لم يكتمل بعد، ولا بدّ من ضمانات داخلية قبل توافرها إقليمياً.

 

إمكانية عقد جلسة الانتخاب تساوي احتمال الفشل والأيام المقبلة تحسم مصير الصفقة

بري لمسؤول عربي: ميشال عون الأوفر حظاً للوصول إلى الرئاسة

“السياسة” – خاص: مع دخول الاستحقاق الرئاسي مرحلة الحسم وسط مؤشرات على تساوي حظوظ إجراء الانتخابات والفراغ, يترقب اللبنانيون نتائج الاتصالات الجارية في الداخل وفي أكثر من عاصمة عربية وغربية لمعرفة هوية رئيسهم الجديد, الذي يبدو أنه لن يشذ عن القاعدة المتعارف عليها في لبنان, لجهة أن اسمه يُحسم في ربع الساعة الأخير بموجب صفقة تُطبخ وراء الكواليس, والكثير من النواب والمسؤولين اللبنانيين آخر من يعلم بها. وفي حين حاول حزب “القوات اللبنانية”, بشكل خاص, تغيير قواعد اللعبة من خلال جعل المعركة علنية عبر ترشيح رئيسه سمير جعجع للانتخابات الرئاسية وإعلانه عن برنامج واضح, رغم أن الدستور لا يفرض ذلك على المرشحين ولا يفرض أصلاً عليهم الترشح قبل موعد الانتخابات, اختار “غريمه الأزلي” رئيس “التيار الوطني الحر” ميشال عون خوض المعركة, وراء الكواليس وفي الغرق المغلقة, حيث يبدو أن المعلومات الواردة, في الساعات الأخيرة, من أكثر من عاصمة عربية وغربية تصب في صالحه. وفي هذا السياق, علمت “السياسة” من مصادر موثوقة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ, أمس, مسؤولاً عربياً في اتصال هاتفي بينهما, بأن “عون هو المرشح الأوفر حظاً” للوصول إلى الرئاسة حتى الساعة, من دون أن يوضح ما إذا كان سيتم انتخابه في جلسة الخميس المقبل أو الجلسات المتتالية اللاحقة وصولاً إلى الأحد المقبل 25 مايو الجاري, موعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد.

ورغم تصاعد الحديث عن “مفاجأة” في ربع الساعة الأخير تفضي إلى انتخاب رئيس جديد لإبعاد كأس الفراغ المرة عن لبنان وما يستتبعها من تداعيات على أكثر من صعيد, أكدت معلومات ل¯”السياسة”, مستقاة من مصادر مطلعة على سير المفاوضات الجارية, أن إمكانية انتخاب رئيس جديد في المهلة الدستورية توازي إمكانية الفشل, بواقع 50 في المئة لكلا الخيارين, مشيرة إلى ضرورة انتظار الأيام الثلاثة المقبلة لاتضاح المشهد. وأوضحت المصادر أن اللقاءات الجارية في باريس والرياض ستكون حاسمة في هذا السياق, وأن رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري سيحسم في الساعات ال¯48 المقبلة خياره لجهة تأييد وصول عون إلى الرئاسة من عدمه, مشيرة إلى أن وصول الاتصالات إلى خواتيمها يعني نضوج “الصفقة” ودخول لبنان في مرحلة جديدة تختلف عن سابقاتها.

وعن هذه المرحلة, قالت المصادر ان تصويت كتلة الحريري النيابية لصالح عون يعني حكماً انتهاء تحالف قوى “14 آذار” من الناحية العملية, سما أن جعجع لا يمكن في أي حال من الأحوال التصويت لميشال عون أو أي مرشح مدعوم من قوى “8 آذار”, لأنه يعتبر معركة الرئاسة حاسمة ومصيرية وأنها بين مشروعين: الأول مؤيد لخيار الدولة ومؤسساتها والثاني يصر على تقوية الدويلة على حساب الدولة وربط لبنان بالمحاور الخارجية والأزمات الاقليمية. وجزمت المصادر بأن جعجع وغالبية القوى المسيحية في “14 آذار” وبعض نواب “تيار المستقبل” لن يصوتوا لعون, حتى في حال إبرام صفقة محلية – اقليمية – دولية, مشيرة إلى وجود امتعاض مكتوم واستياء واسع غير معلن في صفوف أوساط “المستقبل”, من طريقة إدارة المعركة الرئاسية وعدم توضيح الموقف والرد على الشائعات والمعلومات التي تبثها أوساط عون و”حزب الله”. ورغم أن المخاوف من الوصول إلى 25 الجاري من دون انتخاب رئيس جديد تبقى قائمة “حتى إشعار آخر”, على حد تعبير المصادر, فإن “الصفقة” – التسوية في حال التوصل إليها بين عون والحريري ستشمل الرئاسة, إضافة إلى ملفات أساسية أخرى, في مقدمها القانون الجديد الذي يفترض أن تجرى على أساسه الانتخابات النيابية في الخريف المقبل, إضافة إلى تعديلات دستورية لتعزيز صلاحيات الرئيس, فضلاً عن ملفات أخرى أقل أهمية. في المقابل, قللت أوساط في قوى “14 آذار” من تصاعد الحديث عن ارتفاع حظوظ عون الرئاسية, داعية إلى انتظار المواقف التي ستعلن في الأيام القليلة المقبلة الفاصلة عن جلسة الخميس المقبل. وأكدت أن المعطيات لا تؤشر على حدوث اختراق حاسم يفضي إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال المهلة الدستورية, مشيرة إلى أن ما لايقل عن أربعة إلى خمسة أسماء لمرشحين توافقيين يجري التداول بها وراء الكواليس, من بينها الوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش العملد جان قهوجي. وختمت الأوساط بالتأكيد على أن الفراغ, رغم مرارته وتداعياته السلبية, يبقى أفضل من تسليم لبنان إلى “حزب الله” والمحور السوري – الإيراني, لما لذلك من مخاطر كبيرة على كيان الدولة ومؤسساتها والنظام الديمقراطي والوفاق الوطني.

 

إيران لا تستطيع الصمود أكثر من 12 ساعة أمام هجوم أميركي

“السياسة” – خاص: ليست العقوبات التي خنقت الاقتصاد وحدها وراء رضوخ نظام طهران وتقديمه تنازلات في المفاوضات بشأن الملف النووي مع الدول الكبرى, وإنما أيضاً الخشية من هجوم عسكري أميركي أو أميركي – إسرائيلي يعيد إيران عشرات السنين إلى الوراء, لأنها “لا تستطيع الصمود أكثر من 12 ساعة” أمام أي ضربة عسكرية, ما يؤكد أن التصريحات العنترية لقياداتها “جوفاء” وأن استعراض عضلاتها العسكرية من حين لآخر لا يعدو كونه مادة لإثارة ضوضاء إعلامية وشد العصب في الداخل. هذه الخلاصة يمكن استنتاجها من مجموعة رسائل سرية, كشفت عنها ل¯”السياسة” مصادر خاصة من داخل إيران, بعثها أحد القياديين السابقين الكبار في “الحرس الثوري” إلى أحد المقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي, خلال فترات متفاوتة, تضمن أبرزها تحذيراً من مخاطر الدخول في أي مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.

وفي الرسالة المترجمة من الفارسية إلى العربية, يتحدث القيادي العسكري, الذي عمل في مديرية تدريب الشؤون اللوجستية ل¯”الحرس الثوري”, بمرارة عن “أبناء الشعب الإيراني العزل الذين باتوا أسرى بأيدي حفنة من الحمقى”, مشيراً إلى أن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي وصفه ب¯”الأحمق” كان يقول: “دعوهم (الدول الغربية) يصدروا ما يشاؤون من قرارات تلو القرارات حتى يتمزق كيس قراراتهم”.

وانتقد تهديدات وعنتريات أحمدي نجاد “الذي كان مرغوباً به من قبل شخص المرشد بحيث قدم كل ما يملك ليصل إلى الحكم”, في إشارة إلى الرئيس السابق الذي حكم لولايتين متتاليتين بتغطية من خامنئي.

وفي إشارة إلى مشروع القانون الذي عرض على البرلمان الإيراني في يوليو 2012 ويدعو الحكومة إلى إغلاق مضيق هرمز في خضم احتدام المواجهة بين طهران والغرب, قال القيادي السابق ب¯”الحرس الثوري” في رسالته: “لاحظت أن نواب المجلس الحمقى صوتوا لصالح مشروع غلق مضيق هرمز, فكتبت هذه الرسالة باعتباري خبيراً عسكرياً كي أقول إن عدتنا وكفاءتنا مقابل “ناتو” (الأطلسي) والأساطيل الأميركية المقاتلة لو استدامت كثيراً تصل من 12 ساعة إلى يوم واحد فقط, وبعد ذلك سيستهدفون البنى التحتية كلها, ولا فائدة من صواريخنا المثيرة للشك أصلاً, ثم يقذفون بشعبنا إلى ما قبل 40 عاماً, لكي نقف خلف أفغانستان”, في إشارة إلى أن أي ضربة عسكرية أميركية ستعيد إيران عشرات السنين إلى الوراء وأن الصواريخ التي تتغنى بها طهران ليل نهار لا فائدة منها.

وفي رسالة أخرى, تحدث القيادي عن البرنامج النووي الإيراني قائلاً “في هذه المقامرة النووية, أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليسوا حمقى ليثقوا بأن كل هذه المنشآت الموجودة فوق الأرض وتحت الأرض هي لاستخدام مسالم من التكنولوجيا النووية ولتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة”. وأضاف “لقد قال حضرة المرشد الأعلى بأننا لا نكذب ولم تكن ولن تكون نية لدينا إلا للاستخدام المسالم (يقصد الاستخدام السلمي للطاقة النووية). هذا ضرب من الكذب العلني والسافر, وهو يعرف بنفسه, وكذلك الكثير منا, بأن هذا الكلام أكذوبة ستراتيجية وبراغماتية. وهي أكذوبة من جانب من لا يُسمح له أن يكذب حتى ولو لحفظ النظام, لأن مثل هذه الأكاذيب أولى مغباتها هي سقوط المرشد الأعلى من على الكرسي الجالس عليه والمهووس به”.

وبشأن رهان خامنئي على “الحرس الثوري” للحفاظ على نظام ولاية الفقيه, كتب القيادي العسكري في رسالة أخرى “في مقامرة الحياة, أودع المرشد الأعلى جهاز الحرس كل ما يملك من الرأسمال ليستثمرها الأخير له في ما يسمى “البقاء على السلطة”. ان هذا المرشد أمضى وقتا طويلا وهو ساقط بنفسه. ووفقاً لنفس المعايير والمبادئ في العرف والشرع التي تقيم أحقية ولي فقيه وبقاءه بها, هل يمكن أن تكون يدا الولي الفقيه ملطختين بدماء أبناء الشعب ثم يبقى هو قرة عين الله?”.

واضاف “لقد سأل خامنئي السيد رحيم صفوي قائد قوات الحرس وقتها المستشار العسكري الحالي: إذا نزل الشعب إلى الشوارع وضربوا وكسروا وأحرقوا هل أنت مستعد أن تدهسهم بالدبابة? فأجاب رحيم صفوي نعم, فأعطاه المرشد حكمه (منصب قيادة الحرس) في راحة يده”, في إشارة إلى القائد السابق ل¯”الحرس الثوري” الفريق يحيى رحيم صفوي, الذي خلفه في القيادة الفريق محمد علي جعفري في سبتمبر 2007.

وفي إحدى رسائله التي اطلعت “السياسة” عليها, تطرق القيادي السابق في “الحرس الثوري” إلى علاقات النظام الخارجية وتبديده الأموال لمنع سقوط حليفه النظام السوري, قائلاً “أنا بنفسي كنت مطلعاً على مسار هذه المقامرة النووية عن كثب, وكنت أتابع قسما واسعاً من أعمال منشأتي ناتنز وفردو عن طريق أصدقاء مباشرين لي, وبات واضحاً لي ما كان يخطط له السادة من هذا “الاستخدام المسالم” ومتى كان يفترض أن يختتم! لا أريد التطاول في هذا الخصوص لكن دخولنا في هذه المقامرة جاء بناء على تأكيدات مباشرة من جانب نفس المولى (أي المرشد) الذي يصب ملياراً تلو مليار من الأموال في حسابي الصين وروسيا للخروج من المآزق الدولية كي تراعيانه في الجلسات الدولية وتحفظا له بشار الأسد على سريره الدامي مهما كلف الأمر”.

وأضاف مستغرباً: “أليس الأمر مثيراً?! سابقا كنا ندفع للصين وروسيا المال كي تبنيا لنا منشأة وتبيعا لنا سلعاً, لكن هذه الأيام (يقصد بعد الثورة السورية) تأخذ هاتان الدولتان الذكيتان المال من جيوب شعبنا مقابل حفظهما بشار الاسد. إن هذه المقامرة الكبرى التي مصيرها الفشل لن تتركنا بسهولة وستبقى تطوق رقبة الشعب الإيراني, تم الإعداد لها من قبل المرشد الأعلى (وهو) ما يمكن أن يدفعه إلى المحكمة ويسقطه”.

 

هل تفضي اللقاءات والاتصالات الجارية الى انتخاب رئيس قبل 25 أيار؟

النهار/ألين فرح

في العلن، تكثفت حركة الاتصالات واللقاءات في الداخل والخارج، وتسارعت وتيرتها، علها تفضي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار يخلف الرئيس العماد ميشال سليمان. لكن مضمون هذه الاتصالات، الداخلية والخارجية، ما زالت سرية الى الآن ولم يرشح شيئ عنها، اذ ان ثمة تكتماً شديداً على مضمونها، وربما لا تفضي الى انتخاب الرئيس في الجلسة النيابية المقبلة المقررة الخميس في 22 ايار. وربما شحّ المعلومات عن نتائج اللقاءات والاتصالات وحتى غيابها عن النواب أنفسهم، حدا بأحدهم الى اعتبار انه من المبكر حتى الكلام عن مصير جلسة الخميس المقبل. في المقابل، أكد مصدر نيابي لـ"النهار" انه رغم التكتم على حركة الاتصالات واللقاءات وخصوصاً التي تحصل الآن في باريس، فلن تكون نتائجها سريعة، حتى انه لن يكون هناك انتخاب رئيس جديد قبل 25 أيار.

فهل توجد فعلاً نية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار؟ الرئيس نبيه بري الذي دعا الى جلسة الخميس المقبل، نقل عنه انه سيعقد جلسات متتالية ومفتوحة في 23 و24 أيار اذا لم تفضِ جلسة الخميس الى انتخاب رئيس جديد. واذ اعتبر أحد النواب ان بري يقوم بواجباته في هذا المجال، أكد النائب ميشال موسى لـ"النهار" ان الرئيس بري سيدعو الى جلسات مكثفة ومتتالية، "ودعوته هذه هي حضّ لتسريع الاتصالات كي تفضي فعلاً الى الانتخاب. واذا كان مصير جلسة الخميس المقبل كسابقاتها سيدعو الرئيس بري الى جلسة كل يوم وكأنها جلسات مفتوحة".

في المقابل، بدا موسى متفائلاً من حركة الاتصالات الجارية حالياً، اذ يرى ان ثمة سعياً واضحاً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار، وذلك برز من خلال تكثيف الاتصالات بين الاطراف وبوتيرة سريعة ومهمة، وكل شيء يتوقف على ما ستفضي اليه هذه الاتصالات. "الى اليوم لا شيء ثابت في المواقف، ورغم التكتم من كل الاطراف على مضمون الاتصالات، نأمل ان تكون الامور قد تبلورت الى الخميس، وخصوصاً ان ثمة مطالبة وسعياً كبيرين دولياً ومحلياً، وخصوصاً من غبطة البطريرك الراعي، لانجاز الاستحقاق في موعده الدستوري، لكن كل شيء يتوقف على الاتصالات الجارية، لأنه في الدستور ثمة حواجز رقمية يجب اجتيازها للانتخاب اي النصاب القانوني والانتخاب بـ65 صوتاً".

واذ اعتبر الرئيس بري ان ربع الساعة الاخير قبل 25 أيار ومغادرة الرئيس سليمان قصر بعبدا يمكن ان يفضي الى انتخاب الرئيس اذا ما تمّ التوافق على مرشح، أكد موسى على هذا الكلام، مضيفاً "فلننتظر ونرى". من جهة ثانية، ووفق مصدر في "التيار الوطني الحر"ان الأجواء ما زالت ايجابية بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون لناحية وصول الأخير الى قصر بعبدا. وفي هذا الصدد أشار المصدر لـ"النهار" الى "ان ثمة اشارات ايجابية من الرئيس سعد الحريري لكن لم يبلغ قرار نهائي بعد في انتظار تهيئة حلفائه بهذا القرار". ووفق المصدر عينه انه لم يكن ما قرأه وليد جنبلاط على ورقته أمس لناحية ترحيبه بالعماد ميشال عون بدلاً من العماد ميشال سليمان "زلة لسان على قدر ما هي اشارة واضحة الى ارباكه وارتباكه. وخصوصاً ان جنبلاط ارسل الى العماد عون اشارة ايجابية في مجال الانتخابات، كما كان مسروراً من الوفد الذي أرسله عون الى مصالحة بريح".

 

ماذا يحصل في باريس وهل حقا وصلت كلمة السر الرئاسية؟

يقال نت/ في باريس حراك سياسي تقييمي، وفي لبنان حراك شائعات. الى العاصمة الفرنسية، إنتقل تباعا الرئيس سعد الحريري بعد الرئيس فؤاد السنيورة ونادر الحريري وغطاس خوري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وعلى جدول الزيارات الباريسية رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. في العاصمة اللبنانية شائعات عن قرار اتخذه تيار المستقبل بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في جلسة الخميس المقبل. في باريس، تأكيد بأن ما يقال في بيروت مجرد شائعات لا أساس لها ابدا، لأن ما يحصل فعلا أن هناك حركة ناشطة للتشاور، عشية انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. وفي العاصمة الفرنسية أيضا، لا كلام على أي حسم. كل الخيارات مفتوحة يقال فيها، ولكن أكثرها عجلة البحث في إمكان تمديد ولاية الرئيس سليمان سنة واحدة، وإلا الفراغ. والتمديد لا يحسمه الفريق الذي انتقل الى باريس، بل يحتاج الى موافقة غير متوافرة( بل الرفض متوافر) حتى الآن لدى "حزب الله" والتيار الوطني الحر، وهو إرادة بطريركية، حظيت بموافقة السفير الأميريكي في بيروت دايفيد هيل. وفي السبب المباشر للزيارات الباريسية تشاور مع المسؤولين الفرنسيين الذين أرسلوا دبلوماسيا رفيعا الى إيران، للمرة الثالثة، "من أجل الإستئناس". كما أن العاصمة الفرنسية، تشهد مشاورات يخوضها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في عدد من الملفات، من بينها الملفان اللبناني والسوري، إذ إن رئيس الإئتلاف السوري احمد العاصي الجريا، إنتقل من واشنطن فلندن الى باريس. إذن، في باريس مشاورات وفي بيروت مجرد شائعات

 

«ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» إطار شيعي لكسر «الثنائية» بعد «احتكار» حزب الله و «أمل» تمثيل الطائفة

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن مجموعة من الناشطين والمثقفين الشيعة في لبنان وضع النواة الأولى لتأسيس أول إطار تنظيمي لتجمع شيعي خارج ثنائية «حزب الله» وحركة أمل السياسية، أطلقوا عليه اسم «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين»، يهدف إلى التأكيد أن مواقف الثنائية الشيعية «لا تعبر عن كل أبناء الطائفة»، وتدين تحويل جنوب لبنان إلى «إيران لاند».

ويأتي هذا التجمع الذي يضم «العشرات من المثقفين والناشطين الحقوقيين والأساتذة الجامعيين، ومعظمهم من اللبنانيين الشيعة»، كما يقول أحد مؤسسيه مجيد مطر لـ«الشرق الأوسط»، محاولة لتأسيس إطار تنظيمي للأصوات الشيعية المعارضة لـ«حزب الله» وحركة أمل اللذين يعتبران التشكيلين السياسيين الأبرز في المشهد السياسي اللبناني، ويمثلان النواب الشيعة في البرلمان اللبناني، كما يمثلان حصة الشيعة من الوزراء في الحكومة. وعلى الرغم من أن أصواتا شيعية كثيرة أعلنت معارضتها لـ«حزب الله» ولمواقفه في لبنان وتدخله في سوريا وارتباطه بإيران، فإن هذه الأصوات لم تتشكل في إطار تنظيمي، وبقيت فردية. وكانت «الخلوة» الثانية عقدت مساء السبت، وتابع المجتمعون البحث في وثيقته السياسية وهيكليته التنظيمية اللتين يعد للإعلان عنهما خلال الأسابيع المقبلة.

واستهل «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين» نشاطه من خلال اجتماعه التأسيسي الثاني بإدانة التصريح الذي أدلى به المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وجاء فيه أن «خط الدفاع الأول عن إيران لم يعد في الشلامجة وإنما في جنوب لبنان». ورأى الائتلاف أن هذا التصريح «لا يترك للاجتهاد محلا في الطبيعة التوسعية للسياسة الإيرانية، فضلا عما يمثله من إهانة صريحة للبنانيين كافة»، معتبرا أن هذا التصور الإيراني للبنان «هو إعادة إنتاج، على نحو إقليمي مكبر، لمنطق «اتفاق القاهرة» الذي لم يعانِ منه أحد من اللبنانيين كما عانى أهل الجنوب».

ودعا الائتلاف اللبنانيين الشيعة إلى المبادرة للتعبير، أفرادا وجماعات، عن براءتهم من هذا الكلام جملة وتفصيلا، «وإلى التعبير عن تنزيههم أن يتحول جنوب لبنان إلى «إيران لاند»، وأن تتحول الطائفة الشيعية إلى «طائفة متعاملة» في خدمة التوسعية الإيرانية. ويعرف مطر عن الائتلاف بالقول: «إنه محاولة لمأسسة هذه المواقف كمجموعة شيعية تعمل في أفق وطني شبيه بالأحزاب المسيحية الديمقراطية في أوروبا». وتوجب هذه الرؤية على المنضوين في الائتلاف «احترام العقد الاجتماعي والدستور، وعدم الانفتاح على تحالفات خارج إطار الدولة اللبنانية»، في رد على العلاقة التي تربط «حزب الله» بإيران. ويؤكد: «إننا نحترم التنوع واتفاق الطائف ونرفض أن تكون إيران مرجعية الشيعة، بل يجب أن تكون الدولة اللبنانية مرجعيتهم». ويضم الائتلاف: «عشرات الناشطين اللبنانيين، معظمهم من الشيعة»، أبرزهم الكاتب والناشط لقمان سليم، والناشط الحقوقي مجيد مطر الذي يؤكد أن الهدف الأساس لهذا التجمع هو «الرفض بالمساس بسيادة لبنان»، موضحا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «حراك ثابت بأفق لبناني عام محصور بالشيعة، ونمتلك نظرة وطنية خاصة للمواقف التي يجب أن تصدر عن الشيعة، لأن بعض المواقف الصادرة عن الطائفة لا تمثل كل أفرادها، ويجب أن يرد عليها». ويضيف: «نحاول إيصال رسالة للداخل اللبناني والمحيط العربي بأننا نرفض السياسات التي تمس بسيادة لبنان، ولا بد من اتخاذ مواقف من أشخاص حاولوا جعل الجنوب اللبناني ساحة إيرانية»، مشددا على أن «مواقف السيادة لا تتجزأ». ولا يدعي الائتلاف أنه أول صوت معارض للثنائية السياسية الشيعية اللبنانية، «على الرغم من أنه أول محاولة تنظيمية لجمع الناشطين الذين يؤمنون بالمواقف نفسها». فمن المعروف أن تيارا شيعيا آخر كان برز على الساحة السياسية الشيعية، تزعمه أحمد الأسعد، نجل رئيس البرلمان اللبناني الراحل كامل الأسعد، وحمل اسم «تيار الانتماء اللبناني». كما برز الوزير الأسبق إبراهيم شمس الدين في مواقف معارضة للثنائية الشيعية، لكن صوته بقي فرديا. كذلك رياض الأسعد، ومفتي جبل عامل السابق السيد علي الأمين، وغيرهم.

 

قاووق: الفريق الآخر ينتظر الفرصة ليغير موقع لبنان باستهداف المقاومة

وطنية - رعى نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق احتفالا تكريميا، نظمه مركز باسل الاسد الثقافي - الاجتماعي في بعلبك، بمناسبة عيد النصر والتحرير، حضره ممثل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون عماد انطون، وزير الاشغال العامة غازي زعيتر، النواب: كامل الرفاعي، عاصم قانصوه، مروان فارس والوليد سكرية، الوزير السابق علي حسين عبد الله، مسؤول حزب الله في البقاع محمد ياغي، رئيس دائرة أمن البقاع الثانية حسنين القرصيفي ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الشاعر الياس الهاشم ممثلا المطران سمعان عطاالله، رئيس بلدية بعلبك حمد حسن، رئيس اتحاد بلديات بعلبك الحاج حسين عواضة، قيادات حزبية وفاعليات.

والقى قاووق كلمة قال فيها: "حتى تحررت الارض زرعناها بفلذات الاكباد ورويناها بالدم، وبهذه المناسبة نستحضر شركاءنا بالانتصار وفي صنع هذا الانتصار في القوى والاحزاب الوطنية والفلسطينية، ولا يمكننا ان نستحضر الانتصار وهذا المشهد دون ان نستحضر سوريا وقيادة سوريا التاريخية وشهداء الجيش السوري على ارض لبنان، وايضا شركاءنا في الجمهورية الايرانية".

أضاف: "في ايار اسقطنا المستحيلات، نعم كنا نخجل من أيار ومن جراحنا الدامية وهزيمتنا المرة من ضياع فلسطين والعجز القاتل، وشتان بين ايار الفجيعة وأيار الانتصار، ولم يعد أيار عنوانا لنكبة الأمة فتغيرت المعادلات وتحررت الارض. وفي تموز 2006 قال الاسرائيلي انها معركة حياة أو موت، وبانه سيعيد حزب الله 20 سنة الى الوراء، وكان الانتصار وتقدمنا 20 سنة الى الأمام واسرائيل تقول ما سقط في 2006 كان عدة آلاف من الصواريخ واليوم تقول ان ما سيسقط في اليوم الواحد عدة آلاف من الصواريخ، رغم أزمة سوريا، باتت اسرائيل مهددة بمئة الف صاروخ واذا كانت تصيب تل ابيب فهي اليوم تستطيع ان تصيب نافذة قائد الأركان هذا بحسب "قولهم هم". اضاف: "اسرائيل اليوم التي لا ينفعها الرهان على عملاء او على قرارات دولية تراهن على التحالف مع الارهاب التكفيري للخروج من هزيمة 2006. والجرحى من الجيش الحر يستقبلون بمستشفيات ميدانية اما تكفيريو النصرة وداعش ينقلون بالمروحيات الى مستشفى رامبام في حيفا او الى نهاريا في علاج خاص ولقاءات مع ضباط "الموساد"، وهذا التحالف مع اسرائيل هو إدانة لكل المعارضة في سوريا ولبنان، وهل ترضى قوى 14 آذار ان يكون حليفكم متعاملا مع اسرائيل ولماذا السكوت ولم نسمع صوت إدانة".

وتابع: "أرادوا استنساخ الفتنة المشتعلة في العراق ونقلها الى لبنان استضعافا للمقاومة، قبلنا التحدي وكما دساكر الجنوب وبنت جبيل شهدت رنكوس ويبرود والقصير وحالوا دون ترهيبنا بسياراتهم ومففخاتهم من تحقيق أهدافهم، واستطاعت المقاومة هزيمة العدوان التكفيري، وهذا إنجاز لكل الوطن بدماء شهداء الجيش اللبناني والجيش العربي السوري والمقاومة انتصرنا في القلمون وحمينا لبنان بكل طوائفه".

أضاف: "أرادوا بإضعاف المقاومة استنزاف سوريا وبعد 3 سنوات من إشعال النار في سوريا بقيت المعركة واحدة في سوريا ولبنان والعراق ضد الارهاب التكفيري، ويئس الاعداء سواء في سوريا او العراق او لبنان واستطاعت سوريا الصمود أمام إرادة 87 دولة بفضل شجاعة قيادتها وجيشها وتعززت المعادلات في سوريا ولبنان، وهذا ما تخشاه اسرائيل اليوم فيما العقبة الاساس أمام اسرائيل بالاعتداء على لبنان هي المقاومة. وما يعنينا في لبنان ان المستهدف هو الموقع الرئاسي واذا كان فريق 14 آذار يراهن على الاستحقاق في تغيير واقع وموقع لبنان، فانهم أخطأوا الحسابات، نريد للاستحقاق الرئاسي ان يقوي الثوابت الوطنية في لبنان، والمسألة ليست مسألة اشخاص ولسنا نحن من ينتظر القرار من الخارج ونسعى للحصول على الإنجازات من خلال الانتصار لتوظيفه في المشروع الرئاسي، لكن الفريق الآخر ينتظر الفرصة ليغير موقع لبنان باستهداف المقاومة". وختم قاووق: "بذكرى الانتصار والتحرير، نقول للمراهنين على إضعاف المقاومة ان ييأسوا لان المقاومة أقوى وأكبر من ان تحاصر".

 

رعد: لن يصل إلى الرئاسة إلا من يحرص على المقاومة

الوكالة الوطنية/أعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، "أننا نريد رئيسا يتمسك بالمعادلة التي حققت الإنتصار لشعبنا، فلا يتخلى عنها حين يعرض عليه من الإغراءات ما يدفعه إلى التخلي عن شروط إنتصار الشعب والدولة والوطن، إذا كان هذا الإستحقاق قد أعيق تحقيقه، فبسبب أن البعض يريد ويتمسك بترشيح من يريد حربا أهلية بين الشعب اللبناني ويريد تفريطا بإنجاز المقاومة ورهن لبنان للسياسات الخارجية المعادية للبنان ولشعبه، لن يصل هذا المرشح إلى سدة الرئاسة أيا تكن القوى الداعمة له". وقال رعد، خلال الإحتفال الذي أقامه حزب الله لمناسبة ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولمناسبة عيد المقاومة والإنتصار، على أرض ملعب بلدة الكفور الجنوبية، "لن يصل إلى كرسي الرئاسة في لبنان إلا من يحرص على المقاومة وخيارها، ويريد فعلا بناء دولة مؤسسات يحكمها القانون الذي يطال الجميع، ولا يميز بين إبن ست وإبن جارية، هذا هو كل ما نريده من هذا الإستحقاق، ونحن نودع عهدا لن نستعجل إعلان حكمنا النهائي عليه، وإن كان ساءنا الأداء على الأقل في الزمن الأخير من ولاية هذا العهد، لن نسمح لأحد من الداخل أو الخارج أن يحرك الوضع في لبنان بناء لمنهجية ولسياسات القوى المعادية للبنان ولشعبه"..

 

وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، محمد فن: المدخل الطبيعي لملء الموقع الرئاسي هو الوفاق

الوكالة الوطنية /أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، محمد فنيش، أن "المقاومة تمثل ضمانة لمصير وحقوق الوطن وأي خلاف سياسي معنا كممثلين سياسيين مقبول وهو يخضع للحوار والنقاش، ولكن مسألة المقاومة ودورها خارج الخلافات السياسية، وأي محاولة لجعل المقاومة جزءا من هذه الخلافات يندرج في إطار السياسات التي لم تجلب للبنان سوى الألم ولم تعرضه إلا الى تهديد وجودي من إسرائيل".

وقال فنيش، خلال رعايته احتفال افتتاح مشروع التنمية المستدامة للتخطيط الاستراتيجي للبلديات في الجنوب، "لا نتصور موقع رئاسة الجمهورية شاغرا لفترة، والخلافات وموازين القوى والإنقسام السياسي يحول دون تمكن اي فريق وحده من ان يختار شخص الرئيس، والمدخل الطبيعي لملء هذا الموقع هو الوفاق ومن دون وفاق سيبقى هذا الأمر لوقت طويل".

وعن مرشح حزب الله للرئاسة، أوضح أن "هناك مواصفات مرتبطة بسجل الأشخاص وتاريخهم ومؤهلاتهم ومواقفهم المرتبطة ايضا بالتطورات التي يمر بها لبنان"، مشيرا إلى أن "بلدا يتعرض يوميا للاعتداءات الإسرائيلية وجزء من أرضه وثروته مهددان سواء في البحر أو البر يحتاج إلى شخص يعي خطورة هذا العدو ويدرك قيمة ما تحقق من إنجازات بفعل المقاومة بالإضافة إلى ما مر به البلد والمعاناة التي يعانيها والحاجات والمسائل الاجتماعية والاقتصادية، فإن هذه المواصفات تنطبق برأينا على أشخاص معروفين".

ودعا إلى "الذهاب نحو الوفاق الوطني كمدخل سليم لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولعل هذا الإنجاز يكون بداية مرحلة جديدة إذ نعاني منذ عام 2005 من خلافات وانقسامات سياسية تؤثر على مختلف القضايا، لم نستطع خلالها الفصل بين الخلافات السياسية وبين القضايا التي تهم مصالح اللبنانيين جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم"، وأمل ان "يكون هذا الاستحقاق بداية لمرحلة جديدة يكون عنوانها الاستقرار والتفاهم السياسي وتحصين هذا الوطن في مواجهة كل المخاطر والتهديدات التي تواجهه

 

الوزير حسين الحاج حسن: لا تفاهم حتى الآن بسبب إصرار الطرف الآخر على مرشح تحد

وطنية - رأى وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن ان "انتخاب رئيس للجمهورية ليس متيسرا حتى اللحظة بسبب انعدام التوافق الوطني لان نصوص الدستور وآلية الانتخاب تفترض بنتيجة عدد النواب المطلوبين للنصاب الدستوري للانتخاب وفوز اي مرشح، توافقا وطنيا لم نحصل عليه ولم نصل اليه حتى الآن". واعتبر في مهرجان الكرز والزهور لمناسبة "عيد الانتصار والتحرير" في قلعة قصرنبا ان "التوافق على شخص الرئيس أساسي وهذا يستدعي أولا المواصفات والبرنامج والرؤى والمنهج وفي طليعة ما ينبغي التوافق عليه هو ان يكون في فكره وخطه مؤمنا بنهج المقاومة الى جانب الحفاظ على الاستقلال والسيادة والكرامة الوطنية والحرية الوطنية ومواجهة أطماع العدو وعدم التفريط بقدرة البلد والحفاظ على ما تحقق في أيار 2000 وتموز 2006". وأشار إلى أن "التفاهمات حتى الآن غير موجودة وما تزال صعبة بسبب إصرار الطرف الآخر على مرشح وليس أي مرشح بل مرشح تحد، فنحن نريد للاستحقاق الرئاسي ان يتحقق قبل انتهاء المهلة الدستورية لكننا نسأل: هل الطرف الآخر يريد ذلك ومن يريد الاستحقاق يمد يده للتفاهم من أجل إنجازه". وألقى رئيس اتحاد بلديات شمسطار زاهي الزين كلمة نوه فيها "بالدور الفاعل للحاج حسن في عملية التواصل مع أبناء المنطقة".

 

صفي الدين: حزب الله ضد الفراغ وسيكون لفريقنا مرشح حين تصبح الترشيحات واقعية وجدية

وطنية - أقيم لقاء حواري مع رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين بعنوان "المقاومة والوعي المهزوم" في مدرسة المهدي في صور، بدعوة من المؤتمر الدائم للمقاومة والجمعيات الثقافية في المدينة، في حضور النائبين نواف الموسوي وحسن فضل الله، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، الأب أنطوان حداد ممثلا المطران جورج بقعوني، الشيخ عدنان داوود ممثلا مفتي صور وأقضيتها الشيخ مدرار حبال وفاعليات وحشد من المهتمين.

بداية كانت مداخلة لمدير الحوار الإعلامي محمد شري نوه فيها "بمبادرة الجمعيات الثقافية في مدينة صور لإقامة هذا اللقاء الحواري الذي يشكل محطة تواصل مع المجتمع المدني بكل فئاته من أجل تعزيز وتمتين بنيان المجتمع المقاوم في وجه كل المخاطر المحدقة لا سيما في مدينة صور التي هي عاصمة المقاومة والصمود وتشكل مساحة للحوار والتلاقي والانفتاح الثقافي والفكري"، وهنأ الحضور بعيد المقاومة والتحرير". ثم قدم صفي الدين مداخلته التي تطرق خلالها لموضوع الإنتخابات الرئاسية، وقال: "لا يوجد ترشيحات جدية لانتخابات رئاسة الجمهورية، وحينما تصبح هذه الترشيحات واقعية وجدية سيكون لدى فريقنا مرشح لهذه الإنتخابات. حزب الله ضد الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية ومع سلوك الآليات التقليدية للوصول إلى رئيس للجمهورية، وعلى الرئيس الذي ينبغي أن يصل إلى القصر الجمهوري أن يتماثل بصفات تبدأ من موضوع المقاومة وصولا إلى وحدة البلد". أضاف: "لا يجوز لأحد أن يعمل على سلب لبنان إنجازات مقاومته وشعبه أو أن يفرط بها مهما علا كعبه، والمقاومة لن تدع أحدا مهما علا شأنه يفرط بإنجازاتها وقدرتها على ردع العدو وفرض معادلة الحماية للبنان، والمقاومة منذ النكبة إلى اليوم هي إرادة الشعوب في كل المراحل، بينما الإنهزام هو منطق الأنظمة والزعامات التي لم تكن يوما مع المقاومة، وأن الوعي المهزوم هو حصيلة المواجهة التي يجنيها الإسرائيلي بفضل المقاومة ومجاهديها وشهدائها وهو الطريق الذي سنعبر منه يوما إلى أرض فلسطين".

ورأى أن "الاعتداءات والخروقات المتتابعة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي على الحدود مع لبنان هي أفعال العاجز والقلق ولا يمكن القبول بتماديه في خرق سيادة لبنان، مع العلم أنه يعلم تماما بأنه غير قادر على تحصيل أي مكسب لا في الحدود البرية ولا في مياه الوزاني، وإذا كان البعض يتباهى بالنطق بإسم الدولة التي هي غير قادرة على إيقاف الخروقات فإن المقاومة وسلاحها هي الإستراتيجية الوحيدة التي تحمي لبنان وتردع العدوان".

وأوضح أن "المرحلة الجديدة انبعثت في المقاومة في لبنان من رحم الإحتلال الإسرائيلي عام 1982، وتحملت المسؤولية في ظروف غير مؤاتية، وقبلت التحدي مدعومة من سوريا وإيران والبقية المخلصة من المقاومين وبدأت بتحقيق انجازات وانتصارات متتالية، فكان الإنتصار الأول عام 1985 حيث أجبرت الإحتلال الإسرائيلي على الإنسحاب من جزء كبير من لبنان إلى أن جاءت الحروب المتتالية في تموز 1993 ونيسان 1996 وما بينهما وما بعدهما حيث أظهرت المقاومة من جديد عن قدرة فائقة في الإنتصارات والإنجازات وبدأت بإنجاز وخلق وعي جديد وثقافة واعدة ومبشرة".

وقال: "ان الخط البياني للمقاومة بدأ بالصعود على صهوة انتصارات جديدة، في حين أن الخط البياني الإسرائيلي بدأ بالإنحدار، فلم يسعف العدو لا تفوقه العسكري ولا مكره ولا احتماؤه بالأميركي ولا استعانته بأنظمة لا تملك التأثير على المقاومة، والانتصار المدوي في أيار عام 2000 حمل معه دلالات بالغة مست الوعي المتشكل عند شعوب أمتنا وعبر عن ذاته بقوة في مشاركة الناس الوافدين والمشاركين في التحرير وهم يرفعون الرايات ويقتحمون المواقع بثقة بالغة واستهزاء غير مسبوق بقدرة وقوة العدو الإسرائيلي، بينما في المقابل تعمقت هزيمة الإسرائيلي وتشكل وعي جديد داخل الكيان الصهيوني الذي فقد قدرة الردع التي تغنى بها لعقود ماضية، فأصبح تفوقه بلا معنى وتمكنت المقاومة من أن تحشره في قالب وعي جديد ألا وهو بيت العنكبوت".

وأكد صفي الدين أن "الوعي الإسرائيلي المهزوم عام 2000 ترسخ وتأكد عام 2006 عندما شن العدو حربا على لبنان، وتلا ذلك انتصار غزة عام 2008 وأصبح العدو الإسرائيلي حائرا وضائعا فيما المقاومة في المنطقة تزداد قوة وتسليحا وخبرة، ومنطقها يزداد حجة، وثقافتها تترسخ في الوجدان والتربية، بحيث أصبح أطفالنا يهزأون من صورة الجندي الإسرائيلي المهزوم".

 

جلسة للمجلس الاعلى للدفاع وتوجيهات بالمحافظة على المؤسسات العسكرية وتوحيد الجهود الامنية وزيادة جهوزيتها

وطنية - عقد المجلس الاعلى للدفاع جلسة في القصر الجمهوري في بعبدا قبل ظهر اليوم برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وبعد انتهاء الجلسة، تلا الامين العام للمجلس اللواء الركن محمد خير البيان الآتي: "بدعوة من رئيس الجمهورية عقد المجلس الاعلى للدفاع اجتماعا التاسعة صباحا اليوم الاحد الواقع فيه 18 ايار 2014، رأسه الرئيس سليمان في حضور رئيس مجلس الوزراء، ووزراء: الدفاع الوطني، الخارجية والمغتربين، المالية، الاقتصاد والتجارة. ودعي الى الاجتماع كل من قائد الجيش ممثلا برئيس الاركان وقادة الاجهزة الامنية. اعطى الرئيس توجيهاته الى اعضاء المجلس الاعلى للدفاع للمحافظة على المؤسسات العسكرية والامنية وتوحيد الجهود الامنية وزيادة جهوزيتها وجعلها اكثر عملانية والاستمرار بتسليح الجيش والعمل على السعي لاقرار الاستراتيجية الدفاعية، واخيرا وضع دراسة لتعديل القوانين المتعلقة بترقية الضباط والسن القانوني ونظام التقاعد. وعرض رئيس مجلس الوزراء الوضع السياسي الداخلي ومدى اهمية الاستقرار السياسي والثقة بالمؤسسات التي تنعكس ايجابا على العمل المؤسساتي والنظام العام والاوضاع الامنية. كما طلب الرئيس الاستمرار بالدعم السياسي للخطة الامنية التي اقرها مجلس الوزراء اخيرا. بحث المجلس الاوضاع الامنية العامة في البلاد، واطلع من قادة الاجهزة العسكرية والامنية على التدابير التي تستمر في تنفيذها في مختلف المناطق، وعلى مسار الخطة الامنية في طرابلس والبقاع الشمالي. كما تم التداول بحاجات القوى العسكرية تحضيرا لمؤتمر المانحين المقرر عقده في روما في شهر حزيران المقبل، والمتعلق بدعم خطة تسليح الجيش. وبحث المجلس في احتياجات سائر القوى العسكرية لتمكينها من تنفيذ المهام الموكلة اليها، والحفاظ على جهوزيتها لما يطرأ من مهمات.

وبعد المداولات ، اتخذ المجلس القرارات المناسبة واعطى توجيهاته حيالها".

 

لقاء الحريري وجعجع: للقيام بالجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ

وطنية - استقبل الرئيس سعد الحريري، ظهر اليوم في دارته في العاصمة الفرنسية باريس، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة. وأفاد المكتب الإعلامي للحريري، ان اللقاء تخلله غداء عمل، و"تناول الأوضاع العامة في البلاد وخصوصا موضوع الاستحقاق الرئاسي الداهم. وكانت وجهات النظر متطابقة على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ورفض الفراغ، والقيام بكل الجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ، مع التشديد على وجوب حضور جميع النواب للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية".

 

عسيري: زيارة سلام الى السعودية مناسبة لتعزيز اواصر الاخوة ونتمنى ان يشكل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لجمع الاشقاء اللبنانيين

وطنية - أكد سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري "أهمية الزيارة التي سيقوم بها دولة رئيس الحكومة اللبنانية الاستاذ تمام سلام الى المملكة لأنها تستند الى تاريخ من العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ولأن هناك اجماعا لبنانيا على أهمية هذه العلاقات وعلى ضرورة هذه الزيارة اضافة الى ما للرئيس تمام سلام من مكانة لدى المملكة". وأشار في تصريح الى "ان دولته سوف يلتقي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله وعدد من كبار المسؤولين في المملكة، وستشكل الزيارة مناسبة لتعزيز اواصر الأخوة وتبادل الآراء حول الاوضاع التي تشهدها المنطقة". وأبدى السفير عسيري ارتياحه للتوفيق "الذي يحالف الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس تمام سلام إذ استطاعت في مرحلة قصيرة اتخاذ قرارات ادارية وأمنية على قدر كبير من الاهمية أسهمت في تعزيز الثقة بمؤسسات الدولة وذلك نتيجة توافق سياسي داخلي بين كافة الاطراف"، متمنيا "ان ينسحب هذا التوافق على كافة المواضيع لينعم لبنان وشعبه بالأمن والاستقرار، وان يشكل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لجمع الاشقاء اللبنانيين وترسيخ الهدوء وتعزيز الازدهار". وفي هذا المجال، دعا عسيري القطاع الخاص في كلا البلدين الى تعزيز التواصل بين المؤسسات ورجال الاعمال ووضع استراتيجيات اقتصادية تخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين"، وأكد "ان الجالية اللبنانية في المملكة تمثل صلة اساسية وفاعلة في العلاقات الاقتصادية بين المملكة ولبنان وهي علاقات متجذرة وقوية ومتنامية، فالمملكة كانت في السنوات الاخيرة بين اهم اسواق الصادرات اللبنانية كما يشكل السياح السعوديون نحو 20 في المئة من السياح العرب، وحجم الاستثمارات السعودية لا يزال يشكل في لبنان اكثر من 40 في المئة من مجموع الاستثمارات الاجنبية، كما ان الاستثمارات اللبنانية في المملكة تقدر بنحو 2.5 مليار دولار". واضاف عسيري: "ان المملكة، وانطلاقا من العلاقات الاخوية الراسخة التي تجمعها بلبنان، تتطلع الى المزيد من النمو والتطور في علاقات الصداقة والاخوة كما في العلاقات السياسية والاقتصادية المشتركة، وهي تعبر بشكل دائم عن حرصها على امن هذا البلد العزيز واستقراره ووحدة ابنائه وضرورة سعيهم الى تحقيق المصلحة الفضلى لبلدهم".

 

طلال المرعبي حذر من عدم انتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية

وطنية - حذر رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب طلال المرعبي "من مغبة عدم انتخاب رئيس جديد للبلاد ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي في الرابع والعشرين من الشهر الجاري". وقال خلال مشاركته في احتفال تكريمي في الكويخات: "يمكن لمجلس النواب أن يجتمع بأي لحظة ويلتئم حكما لانتخاب رئيس جديد وفق المادة 73 من الدستور اللبناني عند بداية اليوم العاشر لانتهاء الولاية".

وسأل المرعبي: "لماذا لم تبادر الكتل النيابية والنواب الي أخذ موقف شجاع والنزول الى المجلس النيابي والبقاء هناك حتى انتخاب رئيس جديد للبلاد"؟ أضاف: "سمع الجميع من المسؤولين العرب والاجانب ، أن الكل يعول على الارادة اللبنانية في هذا الاستحقاق، ولماذا ينتظر الجميع كلمة السر من الخارج؟ واذا كان هناك من توافق فليكن هذا التوافق ، فليكن بين اللبنانيين وليس بين الدول العربية والاجنبية".

وتابع: "ان من واجب لبنان المسلمين والمسيحين بأن يكرسوا كل وقتهم لانجاز هذا الاستحقاق ، لان الرئيس لكل لبنان وليس لطائفة ، ولا يجوز القول بان يترك الاختيار فقط للطائفة المارونية. فمسؤولية اختيار الرؤساء تهم جميع اللبنانيين . من هنا ننتظر حراك جدي وفعال بين الكتل النيابة للوصول الى رئيس جديد حتى لا نضع البلاد امام المجهول ". وحذر المرعبي من الوصول الى "شلل تام في البلاد اذا لم يتم انجاز هذا الاستحقاق الدستوري في موعده، مما يعرضنا لمخاطر كبيرة في هذه المرحلة بالذات"، شاكرا للمملكة العربية السعودية والدول الاخرى "السماح لرعاياها بالمجيء الى لبنان مما يبشر بصيف واعد ويعيد الثقة بلبنان وشعبه وهذه ينعكس ايجابا على مختلف الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية ، وهذا يأتي من خلال شعورهم بالامن الآمن والاستقرار"، داعيا الحكومة الى "الاهتمام بالمناطق وخصوصا الاكثر حاجة، كعكار من خلال تفعيل المشاريع والتعيينات".

 

المشنوق الى أبو ظبي وعسيري إلى جدة

وطنية - المطار - غادر بيروت مساء اليوم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، متوجها الى العاصمة الاماراتية أبو ظبي. وشهد مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، حركة دبلوماسية ناشطة ذهابا وإيابا، حيث غادر مساء اليوم سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري بيروت متوجها الى جدة. كما غادر سفير الكويت عبد العال القناعي متوجها الى الكويت، وسفير بريطانيا طوم فليتشر متوجها الى لارنكا. من جهة ثانية، غادرت بيروت مساء اليوم رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا سيغريد كاغ متوجهة الى قبرص. في حين عادت الى بيروت سفيرة بلجيكا كوليت تاكيت آتية من عمان.

 

عون للأطباء الفائزين بانتخابات النقابة: للعمل على تحسين العمل الطبابي لما فيه مصلحة المهنة والمواطن

وطنية - إستقبل الرئيس العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وفدا من الأطباء الفائزين في انتخابات النقابة، وهنأهم ب"الفوز الكبير الذي حققوه من خلال التنسيق في ما بينهم"، مشددا على "أهمية الدور النقابي، إن لناحية طبيعة العمل، أم لناحية المستوى، خصوصا أن مهنة الطب هي لحماية الإنسان ولتوفير استمرارية للحياة بالقدر الممكن". وإذ لفت إلى أن "هذه المهنة تحمل بطبيعتها الكثير من المشاكل"، أشار إلى أنه "تم تقديم بعض مشاريع القوانين، التي تهدف إلى تحسينها، وفي الوقت عينه حماية الأطباء، إلا أن هذه القوانين لم تقر ولأسباب غير معروفة". كذلك، حث المجلس الجديد على "العمل الفعال لإقرار هذه القوانين، من أجل تطوير مهنة الطب في لبنان، وتحسين العمل الطبابي، لما فيه مصلحة المواطن، كما طالبهم بالتشجيع على استعمال الدواء "generique"، أي الدواء المكون من نفس المواد، التي يأتي منها الدواء الأصلي، إنما بإسم مختلف وسعر أقل، وذلك للتخفيف من أثمان الأدوية على المواطنين"، مشددا على "ضرورة التدقيق بنوعية وجودة هذا النوع من الأدوية".

 

هيئة التنسيق حيت المتظاهرين في 14 أيار: ندعم التحركات الرافضة لزيادة ساعات العمل وندعو للقاء نقابي موسع في 26 ايار

وطنية - عقدت هيئة التنسيق النقابية اجتماعا لها في مقر رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي في الأونيسكو، عرض خلاله المجتمعون "النجاح الذي حققته تظاهرة 14 ايار والذي لم يترجم في جلسة 14 ايار النيابية التي ضربت بعض الحقوق واجلت الجلسة"، كما ناقشوا مجموعة من المقترحات لتحركات ستقوم بها الهيئة في الأسبوع المقبل وحتى انعقاد جلسة المجلس النيابي في 27 ايار، "ردا على الاستمرار في سياسة التسويف والمماطلة وعلى ضرب الحقوق المكتسبة للقطاعات الوظيفية كافة، لا سيما منها موظفو القطاع الاداري العام، اضافة الى فرض الضرائب على الفقراء واصحاب الدخل المحدود".

وخلص المجتمعون الى إقرار الآتي:

1- توجيه التحية الى المشاركين في تظاهرة 14 ايار النقابية التي شكلت حدثا نوعيا غير مسبوق في العمل النقابي في لبنان، والتي عكست مدى رغبة اللبنانيين في التوحد الوطني دفاعا عن حقوقهم وعن دولة الرعاية الاجتماعية.

2- انطلاقا من المبدأ القائل "لا عمل دون اجر" ترفض الهيئة رفضا قاطعا اقرار زيادة ساعات دوام العمل حتى الخامسة عصرا على موظفي الادارة العامة او غيرهم، وهي تدعم تحركاتهم بهذا الخصوص باعتبارها جزءا لا يتجزأ من برنامج تحرك الهيئة لإقرار السلسلة وضمان حقوق القطاعات كافة.

3- إقامة لقاء نقابي تضامني موسع تشارك فيه كل القطاعات النقابية المعنية ومختلف الجهات المتضامنة معها والمؤيدة لمطالبها تلك التي شاركت في تظاهرة 14 ايار حول ملف سلسلة الرتب والرواتب، وذلك نهار الثلاثاء الواقع فيه 26/5/2014 في قصر الاونسكو الساعة الرابعة بعد الظهر.

4- ترفض الهيئة كل القرارات التي ضربت حقوق الاساتذة والمعلمين والمتقاعدين منهم، والاجراء والمياومين وفرضت البنود الضريبية على الفقراء.

5- دعوة النواب لوقفة تاريخية ومسؤولة الى جانب المطالب التي أوردتها هيئة التنسيق النقابية في مذكرتها المطلبية التي تتمسك بها كاملة دون نقصان أو تحريف، والى الحضور الكامل يوم 27 أيار المقبل لترجمة هذه المواقف.

6- استكمال عقد الجعيات العمومية والتحضيرات كافة المتعلقة بالإعلان عن مقاطعة الامتحانات الرسمية اذا لم يتم الحفاظ على الحقوق.

 

علوش في جولة لشباب المستقبل في طرابلس: لسنا حزبا شموليا ولا نسعى الى قتل عقول الناس بالعقيدة

وطنية - نظم قطاع الشباب في "تيار المستقبل"، جولة في طرابلس تخللها افطار في السراي القديم - طرابلس، لمناسبة يوم التراث العالمي الذي صادف في الخامس عشر من الحالي، بمشاركة منسق عام طرابلس في التيار النائب السابق مصطفى علوش. وأوضح منسق القطاع في طرابلس عبد الرحمن زيلع أن "هدف الجولة هو تعريف الشباب على آثار المدينة التاريخية ولابراز وجه طرابلس الطبيعي"، مؤكدا ان "طرابلس مدينة السلام والانفتاح والعيش وهويتها معروفة مهما حاولوا تشويه صورتها"، وموضحاان "الثقة بدأت تعود اليها لتكون الحاضن لكل أبناء الوطن". وقد رافق الشباب في جولتهم خبيرة الاثار جومانة بغدادي وشملت الاسواق القديمة والخانات والحمامات وقلعة طرابلس اضافة الى الجامع المنصوري الكبير. وفي بداية الجولة عبر علوش عن ارتياحه للدور الذي يطلع به شبابنا اليوم في ظل الاستقرار، بعد ان حاول البعض تغيب هذا الدور على مدى السنوات الماضية، ترافق مع محاولة احباط الناس واخراجهم من الامل الذي كانوا يحلمون به وفي وطن حر مستقل. وقال: "طرابلس احتلت على مدى السنتين الماضيتين من الغوغاء والرعاع الذين لا يحملون الا فكر التخريب والفوضى لانهم لا يستطيعون انتاج غير ذلك، انتم جيل الشباب ما تقومون به ازلتم احتلال الغوغاء من شوارعنا، الساحات والشوارع هي ملك لكم ليتنافس فيها الشباب ويتعلم في المدارس والجامعات لبناء مستقبل آمن لهم، هي ملك الناس الذين يسعون وراء رزقهم الحلال وقوتهم اليومي هؤلاء الذين يحتلون الشوارع، وليس من يحاول فرض نمط جديد على الناس من أجل سلبهم حرياتهم، بانخراط الشباب في العمل العام ووجوده داخل الاحياء وجولاته بامكانه أن يفرض معادلة ان حرية الفرد أهم من كل الترهيب والجو الاسود الذي كان يحاول أن يسيطر على المدينة وأهلها". وتحدث علوش عن اهمية ورشة العمل التنظيمية الخاصة بمدينة طرابلس التي نظتمها منسقية طرابلس في تيار المستقبل قبل يومين وشارك فيها عدد من كوادر التيار، ونال قطاع الشباب أعلى نسبة تصويت باعتباره أفعل القطاعات.

وقا: "للحقيقة أقول انه في اصعب الظروف وقف الشباب دون أن ينال من عزيمتهم شيئا، وطالما شبابنا ينبض بحيوية ويتدفق حرية سنبقى مطمئنين الى مستقبل بلدنا مهما كانت حجم التحديات، نحن لسنا حزبا شموليا ولا نسعى الى قتل عقول الناس بالعقيدة، لان العقائد الجامدة التي نراها تقتل عقول الناس، نحن تيار يسعى الى تفتيح العقول والى الحوار، من أجل ذلك لكل شاب دور في المشاركة وفي عملية البناء وتطوير المجتمع".

 

الحجار بذكرى تأسيس الجماعة: يريدون عبر الفراغ إعلان فشل النظام ترو: خطوة انتخاب رئيس تبدأ بوعي 14 و8 اذار ان مرشح اي منهما لن يكون رئيسا

وطنية - اقليم الخروب - أحيت "الجماعة الاسلامية"، في النادي الثقافي الاجتماعي في بلدة شحيم، الذكرى الخمسين لتأسيسها، بمهرجان مركزي حاشد تحت شعار "خمسون عاما لكل الوطن"، حضره النواب محمد الحجار، علاء الدين ترو وعماد الحوت، وكيل داخلية "الحزب الاشتراكي" في اقليم الخروب سليم السيد ممثلا النائب وليد جنبلاط، زياد يعقوب ممثلا النائب دوري شمعون، طوني القزي ممثلا النائب جورج عدوان، منير السيد ممثلا النائب نعمة طعمة، صياح فواز ممثلا النائب ايلي عون، الشيخ محمد هاني الجوزو ممثلا مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، رئيس بلدية دلهون علي ابو علي ممثلا الوزير السابق ناجي البستاني، الأمين العام ل"الجماعة الاسلامية" ابراهيم المصري، المقدم حسين الحاج شحادة ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، منسق جبل لبنان الجنوبي في "تيار المستقبل" محمد الكجك ممثلا الامين العام للتيار احمد الحريري، ورؤساء بلديات واتحادات بلديات ومخاتير وممثلين عن "حركة أمل" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي" و"الحزب الشيوعي" و"حزب الوطنيين الاحرار" وشخصيات وفاعليات وحشد من ابناء اقليم الخروب واعضاء الجماعة.

الحجار

وبعد آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني وترحيب من مالك فواز، القى الحجار كلمة قال فيها: "لقد عرفنا الجماعة الإسلامية عاملة في المجال التربوي من خلال المدارس الزاهرة والناجحة، وعرفناها عاملة في مجالات الخدمات الإجتماعية، وفي اتاحة فرص العمل للشباب، والتدريب على المهن والأعمال الجديدة والحديثة. ولا عجب أن يأتي هذا النازع الإنساني والوطني والإسلامي من جانب الجماعة. فقد انبثقت في أواسط الستينات من القرن الماضي عن جمعيات خيرية منها جماعة عباد الرحمن والتي ما تزال تعمل حتى اليوم في مجالات التربية والرعاية الإجتماعية. يضاف لذلك أن الجماعة ناشطة وذات وزن في المجالين الثقافي والسياسي، وقد شهدناها في أقسى ظروف النزاع والحروب الداخلية، تحفظ نهج الإعتدال، وتدعو لإسلام سمح وعيش وادع بين شتى فئات الوطن وطوائفه، وقد كانت دائما وعن وعي بعيدة عن العنف، وما يزال هذا النهج السلمي في شتى المسائل والظروف هو السائد في أوساطها ونأمل أن يبقى كذلك لرسم نموذج آخر غير الذي يريد الأعداء أن يروا عليه الإسلام".

أضاف: "إننا نعمل في نفس الساحة ونتنافس في ما بيننا من أجل الصالح العام وصالح المواطنين والوطن. هكذا كنا وهكذا سنبقى بإذن الله، وخصوصا أن الوطن يمر بمحنة والمنطقة كلها على مفترق طرق، بعد أن إنتفضت شعوبها ضد طواغيت فأسقطت عروش لتقيم دولا ديمقراطية مدنية تعمل لخير الناس وصلاحها. نجحت هذه الشعوب في بعض الدول العربية، وتكافح في دول أخرى، وتصارع في بعضها الآخر كما هو حاصل في سوريا ضد نظام ظالم لا يقيم لحرية الفرد وإنسانيته أية قيمة، في وقت يتفرج العالم على بطش النظام وجبروته في قصفه وتدميره المبرمج بكل أنواع الأسلحة، حتى المحرمة منها، للمدن والقرى والمنازل على رؤوس أهلها، مدعوما في ذلك من إيران وميليشياتها في المنطقة الباحثة عن نفوذ لها على حساب مصلحة شعوبها العربية، مستغلة مع من كانت تسميه بالشيطان الأكبر عنوان مكافحة الإرهاب، الذي هم أوجدوه، معتقدين أنهم سيتمكنوا من إطفاء جذوة الثورة في سوريا، والتي هي منتصرة لا محالة بإذن الله. ولخدمة هذه الأهداف يسعى نفس الفريق اليوم في لبنان إلى إحلال الفراغ في موقع الرئاسة الأولى تحت شعار يردده يوميا قادة حزب الله، وهو: إما رئيس مقاوم أو فراغ ومؤتمر تأسيسي. والرئيس المقاوم هو بأدبياتهم من يرضخ لمشيئة قادة إيران ووليها، الذين لا يخجل بعضهم في التبجح بأن حدود إيران الغربية قد وصلت الى جنوب لبنان والبحر المتوسط، وللمرة الثالثة عبر التاريخ مستعيدين باعتقادهم أمجاد الأمبراطورية الفارسية الوثنية أيام الأخمينية والساسانية، دون أن نسمع أي رد على هذا الإنتهاك الخطير للسيادة الوطنية".

وتابع: "هذا هو واقع حال لبنان اليوم والذي يتحمل مسؤوليته ومسؤولية تداعياته السلبية المحتملة كل من يمنع مجلس النواب من الإنعقاد لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية، عبر تعطيل النصاب المطلوب، بهدف الشغور في الرئاسة، لأنهم يريدون عبر عدم إنتخاب رئيس إعلان فشل النظام، وبالتالي المطالبة بإعادة النظر بالعقد الإجتماعي اللبناني الذي تكبد لبنان مئات آلاف الضحايا للوصول إليه في الطائف، فاسحين في المجال أمام تدخل الدول الأجنبية وأطماعها. نعم حزب الله وبعض حلفائه يعملون للفراغ بهدف ضرب ركائز الدولة، وحماية لسلاح الحزب الذي يقاتل اليوم الشعب السوري، غير آبهين بموقع رئاسة الجمهورية اللبنانية وبمضمونها الميثاقي بما هي رمز لوحدة البلاد ورأس الهرم للدولة اللبنانية، والحزب بذلك يتحمل كامل المسؤولية في ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع. إننا في تيار المستقبل وقوى 14 آذار وكذلك في الجماعة الإسلامية نعمل بما هو منصوص عليه في الدستور، موقفنا ثابت رافض للفراغ، محاربين له، مقرنين قولنا فعلا في تلبية دعوة رئيس المجلس النيابي لحضور جلسات الإنتخاب، وعاملين على أن تأخذ اللعبة الديمقراطية مداها لإنتخاب رئيس جديد للبلاد قبل نهاية المهلة الدستورية".

وختم الحجار: "في ذكرى نشأتكم الخمسين، أود أن أترحم على أسلافكم وبخاصة سماحة الشيخ فيصل المولوي رجل العلم والتقوى، وأن أهنئكم على هذه الاستمرارية، وآمل أن يبقى التعاون بيننا لما فيه خير المواطنين ولبنان، ذلك أن الإختلاف في الرأي في بعض المسائل لا يفسد للود قضيته. كما أود أن أشد على أيادي الإخوة في الجماعة الإسلامية في جبل لبنان، مباركا لهم بافتتاح مركز الدعوة الإسلامي في شحيم، ونحن لم نعرف عنكم سوى العمل والإجتهاد والإتقان، وفقكم الله".

ترو

ثم تحدث ترو، فقال: "ان نحتفل في الذكرى الخمسين للجماعة الاسلامية، لا بد لنا ان نتوقف ونترحم على روح رجل الحرية والحوار والتنوع الذي اعطى للجماعة عام 1964 ترخيصا يوم كان وزيرا للداخلية، الشهيد كمال جنبلاط، وان نتحدث في احتفال الجماعة فهذا له معان كثيرة، فالجماعة هي حزب للاعتدال الاسلامي في ظروف يحاول البعض تشويهه في الكثير من المحطات والمناطق، وهي حزب الحوار، تتحاور مع الجميع دون عقد وخلفيات، وهي حزب عمل اجتماعي تنموي من خلال عملها ومؤسساتها، وهي حزب الفقراء من خلال مساعداتها واهتمامها بالايتام والفقراء في بلادنا، وهي كل هذا الخير الذي يطلبه شارعنا ومنطقتنا واهلنا في كل لبنان".

وتطرق الى الاحداث السورية، فقال: "ربما لكل منا رأيه في مسألة أن يكون مع النظام أو مع المعارضة، ونحن حزب نؤيد المعارضة من اجل اسقاط النظام وتغييره، فكم كنا نفضل بالطرق الديمقراطية وعبر صناديق الاقتراع ان يتم ذلك، لكن العنف الذي استخدمه النظام في سوريا ادى الى العنف الذي تستخدمه المعارضة، ومن هنا بدأ التشويه للمعارضة وسياستها ودورها في تغيير النظام. صحيح اننا في لبنان منقسمون حول هذا الموضوع، لكن ما يجب ان يوحدنا هو ابعاد لبنان عن شبح الحرب السورية، لان لا قدرة للبنان على مواجهة هذه الحرب وتداعياتها، سواء كان رأينا مع النظام او ضده، وهذا ما اعتمدته الحكومة السابقة، حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وهذا ما تعتمده الحكومة الحالية باعتماد نفس السياسة، لان الاثنين يدركان معنى تدخل لبنان بالحرب السورية، رغم ان بعض القوى السياسية والعسكرية اللبنانية تدخل في الحرب وهذا مرفوض ونطالبهم بالانسحاب لاننا كنا نرفض دائما تدخل الدول الاخرى في شأننا".

وفي موضوع الحوار، قال: "كنا دائما دعاة حوار وتواصل بين كل القوى السياسية، وهذا ما كنا نتفق عليه دائما مع الجماعة الاسلامية في عز الانقسامات، بضرورة الحوار والتواصل مع كل الافرقاء، من حزب الله الى اخر فرد من منظومة 8 اذار، وكذلك مع قوى 14 اذار، لان الحوار وحده كفيل بمعالجة مشاكلنا وحماية مؤسساتنا ووحدتنا الوطنية وصون سلمنا الاهلي، الحوار الذي كنا نطالب به هو السبيل الوحيد لحل المشاكل والدخول في نفق الوفاق والوئام والتلاحم بين اللبنانيين، وهذا الحوار الجزئي هو الذي انتج الحكومة السلامية التي تعمل حتى اليوم، ونتمنى ان تكون هذه الحكومة هي حكومة ملء الفراغ الذي يريده البعض للبنان، لان الفراغ مميت، نرفضه وندعو الى الانتخاب قبل 25 الشهر الحالي من اجل ملء الفراغ في سدة الرئاسة الاولى".

وأكد ان الحكومة الحالية "انتجت نجاحا في طرابلس وعرسال والبقاع الشمالي وفي مختلف المناطق اللبنانية على الصعيد الامني، ونجاحا جزئيا في التعيينات الادارية التي طالت الكثير من المواقع الادارية، واقول جزئي لانها استبعدت ابناء اقليم الخروب وابناء المناطق الاخرى عن التعيينات وحصرتها ببعض المناطق والازلام والمحاسيب لبعض من يقررون في هذا المجال".

وفي موضوع سلسلة الرتب والرواتب أكد "اننا كنا ولا زلنا مع حقوق الموظفين والعاملين في القطاع العام والقطاع التربوي والعسكري ايضا، لكن الظروف الحالية وهذا التدني في الجباية والدخل للدولة هو ما حال دون اعطاء الموظفين حقوقهم بالسرعة الممكنة، لان هذا الوعد كان منذ الحكومة السابقة وهو مستمر في المجلس النيابي وفي الحكومة الحالية. فاللجنة الفرعية التي شكلت في الفترة الاخيرة ربما كانت عادلة في ازالة الفوارق بين المعلمين والعسكريين والقطاع العام، لكن ما لم يكن بالحسبان هو الضرائب التي حاولوا فرضها وهي ضرائب ورقية لا يمكن تحصيلها ولا يمكن ان تغطي سلسلة الرتب والرواتب، ولذلك اجلوا موضوع اقرار السلسلة حتى تأمين المبالغ المطلوبة لتغطيتها".

وختم ترو: "اكبر خطأ حصل هو التمديد للمجلس النيابي، ونحن كنا من دعاة قانون انتخابي عادل واجراء انتخابات نيابية في موعدها، وهذا ما ندعو اليه، اصدار قانون انتخابي باسرع وقت ممكن لكي يتسنى للبنانيين اختيار نوابهم بحرية، لا ان يكون تمديد ثان اذا ما حصل فراغ في الرئاسة واذا ما كانت الحكومة غير قادرة على اصدار تشريع نيابي جديد. ندعو الى انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 ايار، وهذه الخطوة لا تبدأ الا بوعي قوى 14 و8 اذار ان مرشح اي منهما لن يكون رئيسا للجمهورية، فالرئيس يجب أن يكون قادرا على الحوار بين الجميع".

المصري

ثم تحدث المصري معربا عن امله في "افتتاح المزيد من المراكز والمؤسسات الدعوية والاجتماعية والطبية من اجل خدمة مجتمعنا في الاقليم"، وقال: "ان الجماعة الاسلامية ليست مجرد حزب سياسي يمارسه دوره الانتخابي او في الانتخابات البلدية، انها مؤسسة في خدمة المجتمع، وان المركز الذي تفتتحه الجماعة في شحيم يضم مستوصفا طبيا ومسجدا ومقرا لجمعية النجاد النسائية من اجل خدمة الدعوة والدعاة، كما ان الجماعة الاسلامية تنظر الى اصلاح المجتمع، فالدعوة الى الله وعملية واسعة الافق وتشمل كل جوانب المجتمع".

أضاف " لقد دأبت الجماعة منذ تأسيسها على افتتاح مؤسسات متخصصة. انشأت في العام 1967 جمعية التربية الاسلامية عنيت بانشاء المدارس التي اصبحت اليوم عشرين مدرسة تمتد من الشمال الى اقصى الجنوب في بلدات يارين وكفرشوبا وجوارها، وتلك المدارس لا تقوم بدور تعليمي فقط انما تربوي وتثقيفي ايضا في اطار نشر الدعوة".

وتابع: "اود التركيز على ما اشار اليه النائب ترو، فالحزب التقدمي الاشتراكي كان له فضل كبير في تأسيس الجماعة الاسلامية، وهذا قد يكون غريبا بالنسبة للبعض، ان الجماعة تقدمت في العام 1964 لطلب ترخيص الى وزارة الداخلية، والدور الكبير لعبه الشهيد كمال جنبلاط في ذلك العام عندما كان وزيرا للداخلية، اعطاهم ترخيصا بالتأسيس بعد لقاء في قصر المختارة جمعه مع وفد من الجماعة، على الرغم من الرفض المستمر الذي كان يواجه الجماعة من قبل الامنيين انذاك".

وقال المصري: "ان الجماعة ليست حزبا ضيق الأفق، بل تعمل في مختلف المناطق، وتقيم علاقات مع كل القوى على الساحة اللبنانية، قوى اسلامية ومسيحية، لأننا نعتبر اننا ابناء بلد واحد، وقررنا ان نتعايش في هذا البلد، ولعل الله جعلنا متعددين طائفيا حتى نحافظ على الديموقراطية في لبنان، والا لكان مصيرنا كما هو مصير بقية الاقطار العربية من حولنا، انظمة استبدادية، او انظمة يمارس فيها العسكر كل الصلاحيات". وتوقف عند الوضع السياسي في البلاد، فقال: "لدينا في لبنان ديموقرطية، وهذا صحيح، لكننا اسأنا الى هذه الديموقراطية حين جعلناها طائفية وسياسية واحيانا ديموقراطية توافقية، بمعنى اننا اسقطنا حق الديموقراطية علينا، ونحن في هذا العام نعيش ازمات متلاحقة، فعندما وصلنا الى استحقاق اجراء الانتخابات النيابية اختلفت القوى السياسية على قانون الانتخاب، ومدد المجلس لنفسه، ولا ادري اذا كلن سيمدد مرة اخرى ام انه يجري انتخابات. واليوم نحن امام استحقاق رئاسة الجمهورية، فرئاسة الجمهورية قضية اساسية، وهناك فريق من اللبنانيين يعتبر انهم لن يكونوا ممثلين في التركيبة اللبنانية الا اذا كان مقام الرئاسة محفوظ ومصان، فما يجري تداوله هذه الايام غريب وعجيب، فالافضل ان يجتمع النواب والاغلبية ترشح وتفوض، ولكن مع الاسف الشديد هناك من يحاول تعطيل الدستور والحياة السياسية وتفريغها من كل محتواها عن طريق تهريب النصاب في المجلس النيابي، نحن امام استحقاق داهم وخطير جدا، وقد يودي بالديموقراطية التي بقيت عندنا، وبعدها سيودي بالحريات التي نفاخر بها ونعيش معها".

وختم المصري: "اختم بالمشهد الذي شهدناه بالامس، عملية الخطاب الذي القاه الزعيم وليد جنبلاط والخطاب الذي القاه رئيس الجمهورية، والذي رحب فيه بأن جنبلاط بيضة القبان في الحياة السياسية اللبنانية، وهذا صحيح، لكنه طالب في ان يكون بيضة قبان اخرى في المنطقة التي يصطاف فيها رئيس الجمهورية، فاقول: عندما يتكاثر يمكن ان يتكسر، فالمشكلة ليست اننا نحتاج الى بيضة اخرى وثالثة ورابعة، لكننا نحتاج الى العقل الناضج الذي يدير بيضة القبان، فيضعها في مكانها اللائق بها، وان يعيننا الله في ان نستمر اخوة متحابين ومتعاونيين ومتناصحين".

بعدها تم تسليم دروع لكل من ترو والحجار والمصري وقيادات من الجماعة. ثم انتقل الجميع الى جوار مكان الاحتفال حيث افتتح المصري والحجار وترو والحوت والحضور مركز الدعوة الاسلامي.

 

فصيلة برج حمود توقف 5 أشخاص سوريين جراء إشكال السبت

بيروت – أعلنت قوى الأمن الداخلي أن فصيلة برج حمود أوقفت ليل السبت 5 أشخاص سوريين جرّاء الإشكال الذي حصل في المنطقة، وأشارت إلى أن التحقيقات جارية باشراف القضاء المختص.

 وكان إشكال قد وقع في برج حمود السبت لم ينته على خير، فالتلاسن الحاد بين مجموعة من الشبان انتهى برمي أحدهم قارورة غاز من الطابق الثاني على رأس المواطن الياس كلش ما أدّى إلى إصابته وتم نقله إلى المستشفى للمعالجة.   واعتصم مواطنون اليوم الأحد أمام بلدية برج حمود للمطالبة بفرض الأمن في المنطقة، وحمايتهم من الاكراد.

 

موظّفو مستشفى الحريري الحكومي مستمرون باعتصامهم

بيروت - أعلن أمين سرّ لجنة موظفي مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي سامر نزال، اليوم الأحد، أنّ "لجنة الموظفين أكّدت وخلافاً للبيانات الصادرة عن جهات معروفة ومكشوفة بنواياها، استمرار الإعتصام والتجمع المزمع إقامته صباح غد الإثنين 19 أيار ابتداءً من الثامنة والنصف صباحاً أمام مدخل الطوارئ".  نزال، وفي بيان، أوضح أنّ "هذا التحرك هو خطوة في سبيل الحصول على حقوقنا كموظفين وليس موجهاً ضدّ الإدارة المعينة حديثاً أو ضد وزارة الصحة العامة التي أعطت المستشفى عناية خاصة مشكورة عليها".

 

الراعي: ليتذكر الساعون إلى الفراغ في سدة الرئاسة النتائج الوخيمة التي خلفها بين سنة 1988 و1990

وكالة الأنباء الوطنية/جدّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد عظة الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، نداءه إلى نواب الأمة "ليقوموا بواجبهم الوطني الكبير والمشرف، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الخامس والعشرين من هذا الشهر، اي قبل الأحد المقبلوإلا لحقهم العار وإدانة الشعب والدول الصديقة، إذا رموا سدة الرئاسة في الفراغ، بعد ست سنوات عادية، عمل خلالها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومعاونوه في الحكم، ذوو الإرادات الحسنة، على إعادة لبنان إلى مكانته الإقليمية والدولية، ورئاسة الجمهورية إلى كرامتها واحترامها من كافة الدول."

وقال الراعي: "أما من جهتنا ومن جهة الشعب اللبناني المخلص للبنان، فلا يمكن أن نرضى بالفراغ في سدة الرئاسة ولو ليوم واحد، لأنه انتهاك صارخ ومدان للميثاق الوطني لكونه يقصي المكون الأساسي في الحكم الميثاقي في لبنان، وهو المكون المسيحي، ولأنه انتهاك صارخ ومدان للدستور، الذي يأمر المجلس النيابي في مادتيه 73 و74 إنتخاب رئيس على الفور. وليتذكر الساعون إلى الفراغ في سدة الرئاسة، والذين لا يرون فيه أي مشكلة، النتائج الوخيمة التي خلفها الفراغ في ما بين سنة 1988 و1990، وليتحملوا نتائج الفراغ، اذا حصل، معاذ الله"!

أضاف: "على الجميع أن يدركوا أن الرئاسة الأولى هي بمثابة الرأس من الجسد، تعطي الشرعية للمجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات، وتضمن الاستقرار في البلاد، وتعطيها شرعيتها الدولية. فلا أحد أعلى من الرئاسة، ولا أحد يحل محلها. وأمام استحقاقها تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية والحزبية والسياسية. كما نرحب ايضا برئيس مجلس ادارة، مدير عام المؤسسة العامة للاسكان الجديد روني لحود"(...) "من حق الشعب الذي ، هو مصدر السلطات"، كما تنص مقدمة الدستور اللبناني (د)، أن يسائل ويحاسب الذين انتدبهم بالانتخاب للخدمة في المؤسسات الدستورية. ومن حقه أن يعترض على الظلم والإهمال، وعلى تعطيل عمل المؤسسات، وعلى كل ممارسة لا تحترم المواطن، كل مواطن، في حقوقه الأساسية، وحرياته الطبيعية، ولا توفر نموه الشامل، روحيا وإنسانيا وثقافيا واقتصاديا، ولا تؤمن حاجاته من أجل حياة كريمة أي: الغذاء والدواء والصحة والاستقرار والحق في تأسيس عائلة وتلبية متطلباتها المادية والتربوية". وختم الراعي: "إننا في شهر أيار المريمي، نرفع صلاتنا إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، ملتمسين منه أن ينير ضمائر نواب الأمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية موعده الدستوري، فينعم لبنان بالاستقرار، ويخطو خطواته الراسخة نحو معالجة أزماته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. كما نصلي من أجل السلام والاستقرار في بلدان الشرق الأوسط ولا سيما في مصر وسوريا والعراق والأراضي المقدسة."

 

الراعي: الرئاسة الأولى تعطي الشرعية للمجلس والحكومة والمؤسسات ولا أحد أعلى منها او يحل محلها وأمام استحقاقها تسقط كل الاعتبارات

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران حنا علوان، المونسينيور عصام خليل ولفيف من الكهنة، في حضور الوزير السابق مروان شربل على رأس وفد من العائلة، النائب نديم الجميل على رأس وفد من اقليم الاشرفية الكتائبي، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، محافظ الجنوب نقولا بو ضاهر، المدير العام للاسكان روني لحود، مدير التجهيز المائي والكهربائي في وزارة الطاقة الدكتور فادي قمير، رئيس اللجنة الدولية للمغتربين فادي ابو داغر، رئيسة جمعية الامهات سيلينا رحال، منسقة المجلس العالمي لثورة الارز في لبنان ريجينا قنطرة، وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ، ألقى الراعي عظة بعنوان "أتحبني؟ إرع خرافي" (يو21: 15)، قال فيها:"سؤال يسوع ثلاثا لبطرس عن حبه له، هو للتأكيد أن محبة المسيح شرط أساسي لإسناد المسؤولية في الكنيسة إلى أي شخص، وأن الغاية من السلطة نقل محبته إلى الآخرين في التعليم والتقديس والتدبير. والسؤال يبين جوهر السلطة بأنها خدمة الإنسان والخير العام. فلا مجال لممارستها في العائلة والمجتمع والدولة، إذا لم تكن في قلب صاحبها محبة الله ومخافته. فينبغي على كل مسؤول وصاحب سلطة روحية أو مدنية إعتبار سؤال الرب يسوع موجها إليه شخصيا وباسمه: "يا سمعان بن يونا أتحبني؟ إرع خرافي" (يو21: 15).

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا المقدسة، بعد العودة من روما، حيث شاركنا في الاحتفال بإعلان القديسين الجديدين البابا يوحنا الثالث والعشرين والبابا يوحنا بولس الثاني، صديقي لبنان، وقد استشفعناهما من أجل استقراره وخروجه من أزمته السياسية بانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار الجاري، كباب للخروج من أزماته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية".

وتابع: "وبعد العودة من الزيارة التقوية إلى سيدة لورد، وقد قمنا بها مع منظمة فرسان مالطه، التي نظمت حجها السنوي العالمي، وشارك فيه سبعة آلاف بين قادة وأعضاء ومرضى ومحسنين ومتطوعين، وشارك من لبنان مئتان وخمسون شخصا، بقيادة رئيس المنظمة فيه السيد مروان صحناوي الحاضر بيننا. إني أجدد له للمنظمة العزيزة، في المناسبة، شكري العميق على دعوتي للاحتفال بهذا الحج السنوي إلى لورد، حيث صلينا الى العذراء، سلطانة السلام، من اجل احلال السلام في ارضنا وفي منطقتنا".

وقال: "إذ أرحب بكم جميعا، فإني أحيي بنوع خاص معالي وزير الداخلية والبلديات السابق العميد مروان شربل وعائلته، وأجدد له ولها باسمكم وباسمي عاطفة التعزية بوفاة المرحوم والده الذي غاب عنا منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وقد أنعم الله عليه بعمر قارب المئة وثلاث سنوات، وبشيخوخة رضية مكرمة حتى وفاته. إننا نذكره في هذا القداس، راجين له السعادة الأبدية في السماء والعزاء لأسرته".

أضاف: "يطيب لي أن أحيي بيننا سعادة النائب نديم بشير الجميل ومعه رؤساء مناطق بيروت الكتائبية ووفدا كتائبيا. اننا نقدر مشاركتكم معنا في الصلاة من اجل وطننا لبنان الذي يضعه حزبكم في صميم اسسه الى جانب الله والعائلة. فكان دائما المدافع عن موقع رئاسة الجمهورية، وقدم لها رئيسين متتاليين. ونغتنمها فرصة لنجدد من خلاله نداءنا إلى نواب الأمة ليقوموا بواجبهم الوطني الكبير والمشرف، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل الخامس والعشرين من هذا الشهر، أي قبل الأحد المقبل، وإلا لحقهم العار وإدانة الشعب والدول الصديقة، إذا رموا سدة الرئاسة في الفراغ، بعد ست سنوات عادية، عمل خلالها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومعاونوه في الحكم، ذوو الإرادات الحسنة، على إعادة لبنان إلى مكانته الإقليمية والدولية، ورئاسة الجمهورية إلى كرامتها واحترامها من كافة الدول.

وتابع: "أما من جهتنا ومن جهة الشعب اللبناني المخلص للبنان، فلا يمكن أن نرضى بالفراغ في سدة الرئاسة ولو ليوم واحد، لأنه انتهاك صارخ ومدان للميثاق الوطني لكونه يقصي المكون الأساسي في الحكم الميثاقي في لبنان، وهو المكون المسيحي، ولأنه انتهاك صارخ ومدان للدستور، الذي يأمر المجلس النيابي في مادتيه 73 و74 إنتخاب رئيس على الفور. وليتذكر الساعون إلى الفراغ في سدة الرئاسة، والذين لا يرون فيه أي مشكلة، النتائج الوخيمة التي خلفها الفراغ في ما بين سنة 1988 و1990، وليتحملوا نتائج الفراغ، اذا حصل، معاذ الله"!

أضاف: "على الجميع أن يدركوا أن الرئاسة الأولى هي بمثابة الرأس من الجسد، تعطي الشرعية للمجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات، وتضمن الاستقرار في البلاد، وتعطيها شرعيتها الدولية. فلا أحد أعلى من الرئاسة، ولا أحد يحل محلها. وأمام استحقاقها تسقط كل الاعتبارات الشخصية والفئوية والحزبية والسياسية. كما نرحب ايضا برئيس مجلس ادارة، مدير عام المؤسسة العامة للاسكان الجديد روني لحود".

وتابع: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ إرع خرافي" (يو21: 15). بهذا السؤال اشترط يسوع على سمعان بطرس أن تكون في قلبه محبة الرب، لكي يكل إليه رعاية النفوس التي اقتناها بدمه. وشبه علاقته بها بعلاقة الراعي بخرافه. إنها خراف المسيح، لا خراف بطرس أو أي صاحب سلطة. قال له: "إرع خرافي"، لا خرافك. رعايتها هي نقل محبة المسيح إليها، وإيصال رسالته، وهي أن يبلغ جميع الناس إلى معرفة الحقيقة وإلى الخلاص الأبدي" (1طيم2: 4).

يسوع هو الراعي الوحيد وله قطيع واحد. رعاة الكنيسة كلهم خراف في هذا القطيع. فهو عندما تألم من أجل الجميع لغفران خطاياهم، جعل نفسه حملا فصحيا. ما يعني أن رعاة الكنيسة مدعوون ليتألموا من أجل شعبهم، لكي يكونوا رعاة حقا. فمهما كان الخوف من الموت والمحن كبيرا، فإنا نغلبه بقوة الحب تجاه من أراد، وهو حياتنا، أن يتحمل الموت من أجلنا. إذا كان الراعي الصالح، وهو المسيح، بذل ذاته من أجل الخراف (راجع يو 10: 11 و 18) فاجتذب إليه العديد من الشهداء وهم أنفسهم خرافه، فكم على رعاة الكنيسة أن يناضلوا من أجل الحقيقة والعدالة والخير، ويعتنوا بالخراف".

وقال: "رعاية الخراف بمحبة المسيح تقتضي إتباع يسوع عبر طريق الألم. هذا ما أكده يسوع لبطرس: "متى شخت بسطْت يديك، وشد آخر لك حزامك، وذهب بك إلى حيث لا تريد". وبعد هذا الكلام، قال له: "إتبعني!" (يو21: 18-19). في هذا الاتباع ليسوع يجد بطرس الاستقرار ويسلم ذاته كليا للمسيح الرب، وينقاد لتوجيهه، كما فعل في الصيد العجيب: "ألقوا الشبكة عن يمين السفينة، تجدوا"(يو21: 6)، فيصل إلى حيث لم يكن يتوقع. هذه قصة الذين يكلون نفوسهم إلى المسيح، ويستلهمون أنوار الروح القدس، وإلهاماته".

وتابع: "هكذا فعل القديس الجديد البابا يوحنا الثالث والعشرون الذي سلم ذاته كليا لله، متخذا شعارا لأسقفيته: "طاعة وسلام". كذلك القديس الجديد الآخر البابا يوحنا بولس الثاني، عندما فقد أمه وأباه وشقيقه وشقيقته، ولم يبق له أحد من عائلته وأصبح وحيدا، سلم ذاته للمسيح ولمريم العذراء سيدة شيستوكوفا، في زمن النازية والشيوعية، ولبى الدعوة إلى الكهنوت بعمر 22 سنة. وعندما أصبح أسقفا بعمر 38 سنة، سلم ذاته لله بواسطة السيدة العذراء متخذا شعار "كلي لك".

وقال: "أن تكون محبة المسيح شرطا أساسيا في قلب من تسند إليه سلطة في الكنيسة، فهذا الشرط مطلوب أيضا في قلب المسيحي الذي يتولى سلطة في المجتمع أو في الدولة، لكون السلطة فيهما من التدبير الإلهي. فالله الخالق وضع للعالم نظاما لكي يعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض، فينعموا بالخير والعدل. لذا ينبغي على السلطة السياسية أن تستلهم إرادة الله وتصميمه الخلاصي في كل عمل وتدبير. ما يعني وجوب أن تكون في قلب صاحب السلطة الزمنية محبة الله ومخافته، "لكي يقضي بالعدل للشعب، وبالإنصاف للضعفاء"(مز72: 2).

وتابع: "تعلم الكنيسة أن السلطة لا تأخذ شرعيتها الأخلاقية من ذاتها، ولا تمارس ممارسة شرعية إلا إذا سعت إلى توفير الخير العام وخير كل إنسان. وعلم الرب يسوع أن "السلطة خدمة وبذل للذات" في سبيل الجميع، تفقد غاية وجودها إذا أصبحت تسلطا (مر10: 45). وشجب محاولة تأليه السلطة الزمنية وصاحبها أو إعطائها صفة المطلق، أو جعلها ديكتاتورية أو توتاليتارية. ودعا إلى التوازن بين الخضوع لله ولشريعته، وممارسة السلطة بمستلزماتها التدبيرية والأخلاقية، بكلامه الواضح: "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" (مر10: 13-15). وأكد بولس الرسول أن "لا سلطان إلا من الله" وأنه وجد من أجل الخير العام، وتأمين حياة مطمئنة وهادئة نقضيها بكل تقوى وكرامة (1طيم2: 1-2)".

أضاف: "في ضوء هذا التعليم الإلهي، ينبغي تقييم ممارسة السلطة الزمنية عندنا، وتقييم أصحابها، بالتمييز بين خيرها وشرها، بين ما هو عدل وما هو ظلم، بين الخير العام وخيرها الشخصي والفئوي. من حق الشعب الذي ، هو مصدر السلطات"، كما تنص مقدمة الدستور اللبناني (د)، أن يسائل ويحاسب الذين انتدبهم بالانتخاب للخدمة في المؤسسات الدستورية. ومن حقه أن يعترض على الظلم والإهمال، وعلى تعطيل عمل المؤسسات، وعلى كل ممارسة لا تحترم المواطن، كل مواطن، في حقوقه الأساسية، وحرياته الطبيعية، ولا توفر نموه الشامل، روحيا وإنسانيا وثقافيا واقتصاديا، ولا تؤمن حاجاته من أجل حياة كريمة أي: الغذاء والدواء والصحة والاستقرار والحق في تأسيس عائلة وتلبية متطلباتها المادية والتربوية".

وختم الراعي: "إننا في شهر أيار المريمي، نرفع صلاتنا إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان، ملتمسين منه أن ينير ضمائر نواب الأمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية موعده الدستوري، فينعم لبنان بالاستقرار، ويخطو خطواته الراسخة نحو معالجة أزماته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. كما نصلي من أجل السلام والاستقرار في بلدان الشرق الأوسط ولا سيما في مصر وسوريا والعراق والأراضي المقدسة. وليرتفع دائما من لبنان وهذا المشرق نشيد المجد والشكران للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس ،استقبل البطريرك الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية. كما التقى الوزير السابق مروان شربل على رأس وفد من العائلة لشكره على مواساته لهم.

كما استقبل على التوالي: قائمقام كسروان -الفتوح جوزف منصور، النائب نديم الجميل على رأس وفد من مناطق بيروت الكتائبية، رئيس منظمة فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي، مدير التجهيز المائي والكهربائي الدكتور فادي قمير، رئيس اللجنة الدولية للمغتربين فادي ابو داغر ووفود شعبية من مختلف المناطق .

 

الجوزو: سوريا تحولت الى مسرح تحاول ايران ان تفرض وجودها فيه على المنطقة

وطنية - راى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "ان سوريا قد تحولت الى مسرح كبير، تحاول ايران ان تفرض وجودها فيه على المنطقة بأكملها، وتحاول روسيا مواجهة اميركا والغرب في حربها الباردة ضدهما. واصبح الشعب السوري ضحية التعصب الايراني الأعمى". اضاف: "هناك ارهاب نعم، هو الارهاب الفارسي المتمثل في حزب الله، وتنظيم الفضل ابو العباس العراقي، وهناك ارهاب روسي يتمثل في الدعم العسكري بالطيران الحديث والبراميل المتفجرة التي دمرت أهم المدن السورية وقتلت الشعب السوري وشردته. الخطر الأكبر على العالم الاسلامي اليوم هو الخطر الفارسي، والذي يتغطى بالاسلام، بينما يتآمر عليه تحت شعارات طائفية ومذهبية وعنصرية. اما الروس، فهم انتهازيون أرادوا ان يثبتوا وجودهم الدولي ضد اميركا والغرب من خلال قتل الشعب السوري وتدمير الحضارة العربية والاسلامية داخل سوريا، وفوق جماجم النساء والاطفال وضحايا البراميل المتفجرة. ان الغرب مسؤول عن تمادي روسيا في ارتكاب الجرائم ضد الانسانية في سوريا وفي اوكرانيا، وتحدث العالم المتمدن بذلك".

 

لعبة «حزب الله» في الانتخابات!

محمد مشموشي/المستقبل

قبل أيام فقط من انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، أفصحت قوى 8 آذار عن موقفها الذي أبقته طي الكتمان طيلة الفترة الماضية: العماد ميشال عون رئيساً أو لا رئيس للبلاد.

كانت حال هذه القوى قبل ذلك أشبه بمن يضع شبكة كلمات متقاطعة مغلوطة عن سابق تصور وتصميم، ثم يطلب من الآخرين أن يملأوا الفراغات فيها. بين الكلمات المفقودة في الشبكة، مثلاً، كلمة «العماد عون» بينما يطلب ممن يحاول ملء الفراغ التفتيش عما يشير الى «وفاق وطني». وبينها كذلك «رئيس مقاوم» فيما المطلوب البحث عما يعني «رئيس توافقي»، في الوقت الذي تختبئ فيه العبارة الأساسية «عون أو لا أحد» فيما يطلب التفتيش عن عبارة «الاستحقاق في موعده».

هذا على المستوى الاعلامي، أما على مستوى الممارسة السياسية في تلك الفترة، فقد أخذت لعبة هذه القوى مساراً متعدد الوجوه: أولاً، التكتم على اسم مرشحها للمنصب (عون تحديداً). ثانياً، الاقتراع بأوراق بيضاء في جلسة الانتخاب الأولى لمجلس النواب. ثالثاً، تعمد افقاد النصاب القانوني للجلسات التالية. ورابعاً، شن حملة منسقة ضد المرشح المعلن لقوى 14 آذار سمير جعجع واعتبار مجرد ترشحه عملاً استفزازياً وغير مقبول. والأنكى من ذلك كله، قيام القيادة الفعلية لقوى 8 آذار هذه («حزب الله») باتهام قوى 14 آذار بأنها هي التي منعت انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية لمجرد أنها تبنت ترشيح جعجع للرئاسة... أو ربما لأنها لم تمنعه من ذلك ما دام ترشحه استفزازياً.

تعيد هذه الحال الى الأذهان ما عاشه اللبنانيون في الفترة بين خلو موقع الرئاسة في العام 2007 بعد نهاية عهد الرئيس السابق اميل لحود وأيار من العام 2008، عندما قرر «حزب الله» (بدعم من حلفائه في قوى 8 آذار) احتلال ساحة رياض الصلح وسط العاصمة والتهديد باقتحام رئاسة الحكومة بالقوة، ثم قيام ميليشياه بغزو بيروت وبعض مناطق الجبل. حينها كانت قوى 8 آذار تتخذ الموقف نفسه لجهة موقع الرئاسة وتريد أن تنصب فيه «رئيساً مقاوماً وممانعاً»، كما كانت التسمية الدارجة، ولم تتراجع عن ذلك الا عندما اكتشفت أنها فشلت في الاعتصام على مدى شهور، كما في التهديد باقتحام السرايا، كما في النهاية بالغزو المسلح لبعض أحياء بيروت ومناطق الجبل.

لم يكن «الحليف الاستراتيجي» لهذه القوى في دمشق يعيش يومها، كما هي حاله الآن، عزلة شعبية لبنانية وسورية شبه كاملة، ولا عزلة رسمية عربية ودولية. كما لم يكن «حزب الله» قد تورط عسكرياً في القتال ضد الشعب السوري الذي يطالب باسقاط نظام حكم عائلة الأسد في بلده. مع ذلك، لم تتمكن هذه القوى من ايصال مرشحها يومها اياه (العماد عون نفسه) الى قصر بعبدا، واضطرت للقبول بانتخاب الرئيس ميشال سليمان الذي تشن عليه في الفترة الحالية حملة شعواء لمجرد أنه وقف الموقف الطبيعي لرئيس أي بلد في العالم من تورط حزب من أحزاب بلده في القتال في بلد آخر.

بل وأكثر، لم تكن قيادة ما يسمى «محور المقاومة والممانعة» في ايران قد وصلت من ناحيتها الى الطريق المسدود، ان على مستوى برنامجها النووي أو على صعيد دورها في المنطقة وفي الخليج تحديداً، فضلاً عن التمددات التي قامت بها في العراق والبحرين واليمن والسودان، والتي وصلت بدورها الى نهاية شبه كارثية.

في ضوء هذا التبدل في الموقف، محلياً واقليمياً، يمكن فهم اللعبة التي يلعبها «حزب الله» وحلفاؤه حالياً في ما يتعلق بانتخابات الرئاسة اللبنانية... الكلمات المتقاطعة المغلوطة من جهة، وعدم الاعلان عن مرشحها للرئاسة من جهة ثانية، وتعمد تعطيل دور مجلس النواب في عملية انتخاب الرئيس من جهة ثالثة، وأخيراً كما بدأ يتردد في اعلامها التهديد بتعطيل عمل الحكومة ومجلس النواب وباقي مؤسسات الدولة بعد شغور منصب الرئاسة غداة الخامس والعشرين من شهر أيار الحالي من جهة رابعة.

هل من حاجة الى المزيد؟!. الواقع، أن ما يسعى اليه «حزب الله» هو زج البلاد في مأزق دستوري مفتوح على كل الاحتمالات، ليس الشغور في منصب الرئاسة الا واحداً منها خصوصاً اذا لم يتوافر له امكان المجيء بالرئيس الذي يحلم به من ناحية، ويمكنه من القول من ناحية أخرى انه لم يكن يوماً الا وفياً لأصدقائه.

أما هدفه الحقيقي من وراء ذلك، بغض النظر عن مواقف الحلفاء بمن فيهم العماد عون نفسه، فهو انتظار تطورات أخرى في المنطقة (في سوريا وايران فضلاً عن العراق) تعيد الى ما يسمى «المقاومة والممانعة» بعض الضوء الذي فقدته خلال الفترة السابقة. هو، في هذا المجال، ينتظر اعادة انتخاب حليفه بشار الأسد رئيساً للجمهورية (وأية جمهورية؟!) في سوريا، كما اعادة تكليف حليفه الآخر نوري المالكي برئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية التي أجراها في العراق، وأولاً وقبل ذلك كله انتهاء المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى بما يتيح له القول انها كانت في النهاية لمصلحة طهران وتالياً «المقاومة والممانعة» بأطرافها اللبنانية والسورية والعراقية كلها. الى أين لبنان من ذلك؟!. هذا آخر ما يهتم به «حزب الله»، وربما بعض حلفائه اللبنانيين أيضاً، لأن لبنان في نظره ليس سوى جزء صغير من ساحة حرب واسعة يخوضها في المنطقة وفي العالم.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: هل ترضى بكركي بمرشد لرئيس الجمهورية في طهران؟

المستقبل/هو السلاح، اللاشرعيّ، الخارج عن مرجعية الدولة والمتنكّر لقانونها، المتنصل من «اعلان بعبدا« والمقاطع لجلسات الحوار، لكنه أيضاً سلاح تعطيل عملية انتخاب رئيس إلا اذا خضعت العملية لإملاءاته وأحواله. هو السلاح الملوِّح بالفراغ اذاً عشية استحقاق يقترب من اللحظة الحرجة، لحظة انتهاء ولاية الرئيس الحالي العماد ميشال سليمان. هو السلاح المتفاخر بأنه في غنى عن الاجماع الوطني، لكنه في الوقت نفسه لا يقبل بأن يصل الى قصر بعبدا من يذكّره بحقيقته، حقيقة أنه أضحى خارج أي اجماع. لكن، ما الذي يمكن أصلاً لرئيس الجمهورية العتيد، اذا ما حيّدنا مسألة الفراغ الذي يداهمنا، أن يقوم به تجاه مسألة السلاح، وتجاه البحث عن استراتيجية دفاعية لبنانية؟

في حلقة اليوم من هذا الملف، يفرّق الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون بين رئيس معيّن وبين رئيس منتخب. الأول تفرضه الأطراف الخارجية، فتعرف هويته قبل جلسة الانتخاب، ويأتي معلّباً مطواعاً، لا مساحة حقيقية للاختيار والمبادرة لديه. الثاني رئيس منتخب، تكون هويته غير مضمونة قبل فعل الانتخاب ذاته، ويكون انتخابه المنشود هذا بداية الطريق لمعالجة مسألة السلاح التي هي أيضاً كما يذكّرنا بيضون مسألة طغيان الحياة الميليشيوية على الدولة، ومسألة تزوير النظام الديموقراطي، وإيثار الثنائية التي تتحكم بالطائفة الشيعية اليوم لسياسة وثقافة لا تشبه المسار التاريخي ولا ثوابت هذه الطائفة، وتتناقض بشكل سافر مع توجه الامام المغيب موسى الصدر لجعل قرار الحرب والسلم بل وقرار الجنوب بيد الدولة. الحديث عن حل مسألة السلاح يدفع بيضون الى طرح السؤال عن هوية الشخص القادر على الوصول الى قصر بعبدا والذي يستطيع ان يتوجه الى جمهور الطائفة الشيعية بلغة احتضان وثقة متعافية وجديدة. في الوقت نفسه، يبقى بيضون متشائماً، اذ يتوقع ان يمتد الفراغ لغاية سنة أو أكثر، وهو يضع العرب والعالم أمام مسؤولياتهم لجهة تحرير لبنان من «الوصاية الايرانية»، خليفة «الوصاية السورية»، ولجهة إرجاع الديموقراطية الى لبنان. النموذج «الايراني» يفرض ثنائية «مرشد ورئيس» كما ثنائية «جيش وحرس ثورة». التحرر من هذا النموذج يتطلب ضغطاً شعبياً، وتمسكاً بالقرارات الدولية لا سيما الـ1701، وقراراً من المجتمع الدولي. في المقابل، يغلب على رأي الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس حنا الموقف الذي يدعو رئيس الجمهورية العتيد الى الاحاطة والتدرّج عند مقاربة موضوع الاستراتيجية الدفاعية، وهي كما يشخّصها حنا «كائن حي يتبدّل عند كل تحوّل». واذا كان حنا يعتبر أن سلاح «حزب الله» يتبع لمنظومة السلاح الايراني في المنطقة، لكنه يعتبر ان مسألة «حصرية السلاح انتهت»، كما لو انه مطلوب تحسين شروط الاعتراف بثنائية «السلاحين». يعتقد حنا «ان على الرئيس المقبل ان لا يأتي على فكرة حصرية السلاح، لا بل التفكير بالسعي للاستفادة من التحولات الاقليمية تجاه لبنان وتوظيفها لخلق ارضية لنزع السلاح»، غير انه يستدرك بأن «ما لا يقبله حزب الله اليوم قد يقبل به بعد فترة. وهذا يتطلب اتفاقاً سياسياً مع حزب الله». ويبقى السؤال ما بين هاتين المقاربتين كيف لا تكون الواقعية تسليماً بهيمنة فريق على الآخرين بسلاحه، وكيف يكون الواقع اللبناني قادراً على افراز مضادات حيوية بازاء معادلات السلاح، يتفاعل معها الرئيس العتيد، ويوجهها بالشكل الذي يحفظ للجمهورية اللبنانية استمراريتها؟ وكيف يؤدي قبل ذلك الموقف المطالب بمعالجة السلاح في كنف الدولة دوراً حيوياً في انقاذ الانتخابات الرئاسية وتلافي الفراغ؟ لا ديموقراطية مع الميليشيات بل فرض تحت عنوان التوافق على الرئيس الجديد أن يحيي في خطابه صورة الصدر

يقظان التقي وصلاح تقي الدين

لا يرى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون إمكانية لإطلاق ديناميكية حقيقية للتغيير في واقع السلام «إذا لم يأتِ الرئيس العتيد بوهج شعبي، وخصوصاً أنه يُحكى مجدداً عن إعادة الحياة الى فكرة الرئيس التوافقي، أي الرئيس المعيّن الذي تتفق عليه الأطراف أو تتفق عليه الدول الخارجية، دول الوصاية ودول الضغط على الوصاية، فهذا الرئيس «المعيّن« ليس بإمكانه إطلاق ديناميكية حقيقية لمعالجة ملف السلاح. فالرئيس المعيّن سيكون خاضعاً لإرادات الأطراف الخارجية التي عيّنته. وتجربة الرئيس العماد ميشال سليمان تقول إنه عندما حاول إطلاق ديناميكية معيّنة خلال الأشهر الأخيرة من ولايته لمعالجة قضية السلاح وتعيد للدولة اللبنانية هيبتها ودورها، جاءته الضربات من جميع الأطراف. لم يوفره أحد، لا «حزب الله» الذي اعتبر نفسه متضرراً جداً من مواقف سليمان وصولاً الى النائب ميشال عون الذي لم يوفّره بأي موقف. واليوم، سيكون على لبنان أن يضع موضع الاختبار صدقية الكلام الذي تقوله جميع الأطراف: نريد رئيساً «صناعة محلية«، علماً أنني مقتنع أن 8 آذار بأطرافها الثلاثة «حزب الله»، عون والرئيس نبيه بري لا يريدون رئيساً «صناعة محلية«، يريدون رئيساً مقولباً وفق حاجياتهم. لكن طالما أنهم يدعون أنهم يريدون رئيساً «صناعة محلية« فيجب أن نصل الى رئيس مُنتخب، أي أنه عندما يدخل النواب الى المجلس لانتخاب رئيس، لا تكون هوية هذا الرئيس مضمونة. يحاولون دورة أولى وثانية إلخ... وهذا ما حصل سابقاً عندما انتخب الرئيس الراحل سليمان فرنجية، فهو فاز على الياس سركيس بصوت واحد ولم تكن النتيجة معروفة سلفاً. اليوم هناك فخّ يحاول بري أن ينصبه للنواب، وهو أن يعقد جلسة أولى ثم يؤجل الدورة الثانية. فبدلاً من أن يقوم المجلس بواجباته بمجرد أن ينعقد في جلسة انتخاب أولى وأن ينتخب في جلسة ثانية، يقوم بري تعزيزاً لمبدأ «تعيين الرئيس»، برفع كاهل المسؤولية عنه أمام المسيحيين فيقول «لقد عيّنت لكم جلسة انتخاب« ثم يرفعها ونذهب الى الفراغ. الأساس هو أن على اللبنانيين أن يعرفوا أنه مضى علينا فترة طويلة ونحن لا نعيش حياة ديموقراطية، نحن نعيش حياة ميليشيوية. البلد تسيطر عليه الميليشيات وخصوصاً مجلس النواب الذي تتحكم فيه الميليشيات. بوجود هذه الحياة الميليشيوية لا توجد ديموقراطية بل يوجد فرض تحت عنوان التوافق، وعملياً هناك تعطيل للآليات الديموقراطية في البلد، آلية الانتخاب في المجلس، مبدأ التوازن بين السلطات«.

يضيف بيضون: «إذا جاء رئيس مُنتخب أي رئيس غير معروف سلفاً يأتي قوياً ولن يكون هناك جميل لأحد عليه، وبإمكانه عندها أن يتخذ مواقف تدفع الكتل النيابية الى تأييده، والوقوف خلفه وبالتالي يصبح لديه كتلة نيابية واسعة قادرة أن تدعمه في التشريع وأولها تشريع هوية السلاح لأنه يصبح لديه أكثر من النصف زائد واحد في المرحلة المقبلة. لكن ذلك مستحيل في ظل المواقف الحالية لحزب الله وبري وعون.

ومع تأكيدي بأننا ذاهبون الى سيناريو فراغ يستمر لغاية سنة أو أكثر، يلزمنا ضغوط دولية وعربية حقيقية على 8 آذار لكي يقبل بعودة الديموقراطية. المجتمع الدولي لا يزال صامتاً تجاه الجريمة الكبرى التي تحدث في سوريا، بل إنه ساكت عما يحدث من تزوير للنظام الديموقراطي في لبنان. فالقوى الميليشيوية المتحكمة بالبلد، لا تقبل بعودة الديموقراطية من دون ضغوط حقيقية دولية وشعبية أيضاً. فتجربة 11 شهراً لم يتم خلالها تأليف حكومة سببه وقوع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تحت ترهيب سلاح «حزب الله«. فالقضية الأساسية إذاً هي كيفية التخلص من حكم الميليشيات والعودة إلى حكم المؤسسات لكي يعالج موضوع حصرية السلاح.

هناك الآن فرصة لممارسة ضغوط عربية ودولية كتعديل الممارسة الحالية للمجتمع الدولي في لبنان، إذ كان هذا المجتمع قد وضع لبنان في الثلاجة انتظاراً لما ستؤول اليه الأوضاع في سوريا. ماذا إذا استمر الوضع في سوريا طويلاً، هل نفكك لبنان وندخله في أتون حرب مذهبية؟ هناك مسؤولية على الجانب المسيحي اللبناني الممثل بالبطريركية المارونية، تاريخياً لبنان كان ممثلاً برمزين، الأول هو رئيس الجمهورية والثاني هو البطريرك. حالياً كأن «حزب الله« يأخذنا الى نموذج في لبنان لديه رمز أول هو أمين عام «حزب الله« والرمز الثاني وليس في نفس المستوى هو رئيس الجمهورية، هل سترضى البطريركية بهذا الواقع؟ هل سترضى أن يكون لرئيس الجمهورية مرشد في حارة حريك أو دمشق أو طهران؟ أم أنهم يريدون رئيساً للجمهورية من دون مرشد؟ يجب أن يكون هناك موقف مسيحي واضح ولغاية الآن لا نرى ذلك وموقف البطريركية ليّن وكأنها تستجدي إجراء انتخابات رئاسية.

وينتقل بيضون الى الظروف الإقليمية فيقول: «هناك موقف واضح من السعودية بعدم التعاطي مع إيران بالطريقة التقليدية، إذ اعتبرت أن طهران خرقت كل المحرمات وهي تعمل على ضرب الوحدة الوطنية في أكثر من دولة عربية، في العراق، اليمن، البحرين، لبنان وسوريا. هذا الاختراق الإيراني يعبّر عن عهد بائد إذ إن الاتحاد السوفياتي فشل في سياسة النفوذ. ادعاءات إيران بالممانعة ضربت الوحدة الوطنية في كل هذه البلدان العربية وخلقت واقعاً أفضى الى حرب بين السنّة والشيعة. إزاء هذا الواقع قررت السعودية عدم التعاطي مع إيران على اعتبار أنها طرف ويجب أخذ ما تسميه نفوذها بالاعتبار. طبعاً إيران تحاول أن تتقارب مع السعودية وشرط السعودية للتقارب هو وقف هذه الأذرع الإيرانية. لا أعتقد أن المنطق السعودي سيكون متساهلاً في هذا الأمر. في لبنان جماعة «8 آذار« تريد أن يُمارس النفوذ الإيراني، وقد بدأ الرئيس بري باسم «حزب الله« الترويج الى أن الانتخابات الرئاسية بحاجة الى تفاهم سعودي إيراني. ومع الأسف، إن البعض في «14 آذار« يقعون في هذا الفخ علماً أن السعودية كررت مراراً على لسان كبار المسؤولين ومؤخراً على لسان السفير السعودي أن المملكة لا تتدخل بهذا الشأن، أصلاً هم لا يريدون إعطاء إيران نافذة تتدخل من خلالها في تعيين رئيس هنا أو وزير هناك أو موظف في مكان آخر، هذا في الواقع أمر خطير لأنه يسمح عندها لإيران بالقول إن سوريا محافظة ولبنان محافظة تابعتين لها، وهذا منطق الوصاية القديم نفسه. من هنا يجب القيام بحملة دولية وأوروبية خصوصاً، استناداً الى مقولة إن روسيا بوتين التي ضمت القرم ولديها أسباب عديدة لذلك، ووجهت بتهديد فرض عقوبات دولية قد تكون بداية النهاية لبوتين، روسيا خرقت الحدود الدولية لدولة أخرى، فكيف بالحري بالنسبة لإيران التي تخترق الحدود الدولية لأربع أو خمس دول أخرى.. يجب أن يكون هناك موقف عربي ودولي مواجه لإيران. حتى لو انتخبنا رئيساً لا نريد أن يصيبه ما أصاب الرئيس سليمان عندما قرر أنه يجب «إعادة» تفعيل المؤسسات. وآخر إساءاتهم بحق الرئيس سليمان كان معيباً بحق الرئيس والبلد، أي أنه عندما تم التمديد الميليشيوي لمجلس النواب عملوا على تعطيل انعقاد المجلس الدستوري الذي كان حتماً سيبطل قرار التمديد. سيعمدون الى التعاطي نفسه مع الرئيس المقبل إن لم يأتِ مسلحاً بموقف عربي قوي«.

ويرى بيضون أن سلاح «حزب الله« «أخذ شرعيته من مكان رئيسي فالمقاومة شعار ومكمن قوة سلاح «حزب الله« أنه تمكن من الهيمنة على الطائفة الشيعية بالسلاح. هناك واقعة لا أحد يريد الاعتراف بها وهي أن توجه الطائفة الشيعية الأساس كان توجه الإمام موسى الصدر، وهو أن قرار الحرب والسلم وقرار الجنوب خاصة هو بيد الدولة اللبنانية ولا أحد غيرها. عندما وقعت المعارك بين «حزب الله« وحركة «أمل«، قاد نبيه بري بكل أسف حركة «أمل» وبالتالي الطائفة الشيعية الى الهزيمة أمام «حزب الله«، وساعدت سوريا على هذه الهزيمة. فالواقع الحقيقي إذاً هو أن قرار الطائفة الشيعية انهزم وهيمن عليه السلاح وأخذها الى الموقع الإيراني لكي تصبح ساحة نفوذ لإيران. الرئيس الجديد وعندما نتحدث عن خطابه الوطني عليه أن يحيي صورة موسى الصدر، وعليه أن يتحدث بلغة جديدة مع الطائفة الشيعية. الشيعة من دون لبنان يكونون كمن يسبح خارج مياهه. الطائفة الشيعية تميزت دائماً بأنها الوجه الطليعي لكافة الحركات القومية والتقدمية وتحولت اليوم على يد «حزب الله« الى الوجه الرجعي، والثنائية الشيعية الحالية هي الأكثر رجعية في تاريخ لبنان. هناك حركات سميت منذ مطلع القرن العشرين بالحركات الفاشستية وما نراه اليوم على يد الثنائية الشيعية فاشستية أكثر من هذه الحركات. على الرئيس الجديد إذاً أن يخاطب الطائفة الشيعية بلغة جديدة، فهل لدينا هذه الشخصية التي عليها أن تحتضن الشيعة لكي ينزعها من هيمنة السلاح غير الشرعي؟ هل هناك شخصية تستطيع أن تخاطب اللبنانيين جميعاً مثلما فعل على سبيل المثال الرئيس بشير الجميل بعدما انتخب رئيساً وهو دفع حياته ثمناً لمخاطبته اللبنانيين كلهم وليس المسيحيين فقط بعدما خرج خلال 17 يوماً من خطاب الى خطاب آخر؟».

 

حزب الله يُكمل دائرة الفراغ!

بول شاوول/المستقبل

الخطيئة المميتة التي ارتكبها الرئيس ميشال سليمان بالنسبة إلى «حزب الملالي» في لبنان، انه انتفض للدولة على من «انتفض» عليها. انتصر للدستور على من أراد أن ينتصر عليه. ونظن ان رفض «الحزب» اعتبار الدولة مرجعية لقراراته ووجهة سلاحه، كما تريد أكثرية اللبنانيين، هو بالنسبة إليه يمس بمرجعيته الأساسية لإيران. فالرئيس سليمان، كأنه أول رئيس للجمهورية يحتضن الجمهورية وتحتضنه، في وجه من يريد الجمهورية بلا جمهورية، والرئيس بلا جمهورية، والجمهورية بلا رئيس، وهذا ليس مجازاً. فالجمهورية هي حاضنة «الجمهور» كله ومن المفترض انه ينتمي إليها، لا أن تنتمي إليه. فالجمهورية ليست «مصنوعة» لا للأحزاب ولا للطوائف، ولا المذاهب ولا المرشدين ولا الميليشيات ولا الجيوش فقط بل أن هذه كلها تتحرك من أجلها: وتبسيطاً نقول إن على الطائفة، كل طائفة أن تنتسب إلى الجمهورية وليس العكس. وهذا ما لا يريده إطلاقاً حزب خامنئي في لبنان. وكأنه يقول» لكم جمهوريتكم» ولي جمهوريتي. أي انه يعتبر كل ما يكوّن هذه الجمهورية. من مؤسسات ودستور ومواثيق وأعراف وجيش وقوى أمن وأمن عام ومجلس نواب... هي «ظواهر» موقته، أو على الأقل هي «أعراض» عابرة لا بد من أن يعاملها كشواذ أو كاستثناء. بمعنى آخر «جمهورية هذا الحزب ليست من «ملكوت» لبنان، بل من ملكوت آخر خارج لبنان، وهو وصيفها، أو وكيلها، أو عميلها على هذا الأساس تنطلق كل استراتيجيات الحزب، والتي هي في مراحلها المختلفة ترسم للبنان الفراغ. أي للبنان، تحت الوصايات، أي للبنان غير اللبناني، ولدولة غير الدولة.. أو فلنقل «اللادولة».

حزب الله هو حزب اللادولة، وهذا هو محور «جهاده» و«نضاله» وهذه هي «وجهة سلاحه» وسراياه. وميليشياته وتحالفاته وارتباطاته. وقد رُسم للحزب من وراء الحدود أو فلنقل من إيران، إلاّ أن يكون جزءاً من الدولة، بل أن تكون الدولة جزءاً منه. أي ان الدولة بدلاً من أن تكون جزءاً منه: أي هو الدولة، والدولة هو. وبمعنى آخر ان تكون الدولة جزءاً من الدولة الفارسية، بحيث تكون كانتونات الحزب هي الدويلة الدولة، والدولة اللبنانية هي الدولة- الدويلة. وقد ينزعج الحزب حتى من استخدامنا كلمة «الدولة» لأنه لا يستسيغها كثيراً ويفضل استبدالها بمصطلحه الحزبي المعلن أو غير المعلن بكلمة «الولاية» أي ولاية تابعة للجمهورية الإيرانية، أو للامبراطورية الشاهنشاهية «المقنعة» بالجمهورية الإسلامية! وشرعية «الولاية» اللبنانية محكومة بمرجعيتها الإيرانية. فهناك الشرعية وهنالك في ايران السلطة. والجيش ومجلس النواب وهنا في لبنان، مجرد ظلال واشباح تتحرك في فضاء من الفراغ والخضوع والخوف والغياب. فلنسمها دولة «الغياب» المقطورة بوصاية حاضرة راسخة بهيمنة الحزب. وكل ما من شأنه مواجهة هذا «الواقع» والحدود التي يرسمها من يرسم للحزب عقله وضميره ووجدانه وأسباب وجوده. وهذا بالذات ما شكل هذا التناقض مع شعارات 14 آذار: الدولة، لبنان أولاً، الجمهورية، النظام الديموقراطي، السيادة، الاستقلال.. الجيش الوطني، التاريخ، الجغرافيا: كل هذه «المعطيات» أو هذه المبادئ، أو أشكال التفكير يعتبرها حزب الله تدليساً لوجوده ومعاني وجوده. وهي تنزل عليه نزول «اللعنة» ذلك أن الحزب لم «يقاوم» في الجنوب العدو الاسرائيلي كُرمى لتحريره فقط ولا لتكريس حدود لبنان بل لجعل الحدود طحلبية جزءاً من حدود إيران، وجعل «التحرير» ورقة في يدها؛ وحزب الله لا يحتفظ بسلاحه اليوم، (وهو السلاح الذي حرّر به الجنوب) لاكمال مشواره التحريري، وانما لتغيير النظام... ولا لإرساء الديموقراطية بل لضربها. ولا لتقوية الدولة بل لتدميرها. ولا للمساهمة بتوفير حياة سياسية بل لاعدام كل حياة سياسية. انه حزب «7 أيار من الأبد إلى الأبد» يمارسه يومياً، بإيمان عميق وفي ايمان بنزوعه السادي والعدواني على الشرعية، وعلى مؤسساتها وعلى المجتمع المدني وخلفياته، وتنوعه وتعدده وحريته أو ليس هذا ما دأب عليه امام كل استحقاقاته: ألم يجعل مجلس النواب «مسرح ظلال» هيكلاً فارغاً: أي نواب بلا مجلس، ومجلساً بلا نواب، أقرب إلى مجالس البلدية، أو الاختيارية منه إلى مرجعية تشريعية عليا؟ أو سوبر ماركت يفتحه ويغلقه متى يشاء. أو فلنقل جعله «ملكية» خاصة له تماماً كما أراد ان تكون حكومة «القمصان السود»: حكومته، أو الأحرى متاعاً من أمتعته، أو أداة من أدواته يتحكم بها كما يتحكم به نظام ولاية الفقيه. وها هي رئاسة الجمهورية، التي يريدها الحزب (كما سبق ان ارادتها وجعلتها الوصايات المتعاقبة: النظام البعثي، واسرائيل مجوفة من كل شيء: الرئيس باش كاتب، أو موظف (كسائر الموظفين) عنده أي عند أوليائه وأربابه. أي رئيس بلا رئاسة. ورئاسة بلا رئيس. ويعني ذلك أن تكون الجمهورية بلا رأس. فهو يكره كل الرؤوس ما عدا رأسه. وإذا كان لا بد من رأس فليكن مستعاراً أو معاراً ومثال الحزب اميل لحود! ونموذجه «الأعلى» لأنه ليس الأعلى، بل الحزب يعلو عليه. ويعني كل ذلك الفراغ نفسه: ماذا يعني أن يكون مجلس النواب بلا دور؟ يريد رئيساً لا ينتخبه أحد. وإذا لم ينتخب مجلس النواب رئيساً ضمن الصراع السياسي القائم فمن ينتخبه: طبعاً الحزب. وهنا يطرح سؤال: اذا كان مجلس النواب لا يعبر عن إرادة اللبنانيين فعن أي ارادة يُعبِّر؟ وعلى هذا الأساس يتساءل اللبنانيون ولمَ الانتخابات النيابية إذا كانت لا تؤدي إلى وجود مجلس نواب لكل اللبنانيين؟ مجلس نواب لحزب الله! رائع! مجلس نواب ينتخبه اللبنانيون، ويصير «ملكية» حزبية أحادية؟ رائع! هذا هو الفراغ ان يظن حزب الله (ومعه ايران) انه هو الذي ينتخب مجلس النواب وليس العكس. تماماً كما كان يفكر الطغاة: فالطاغية هو الذي ينتخب الشعب، وليش الشعب هو من ينتخبه. وهذا ما يؤدي إلى ما يسمى «الحاكميات» أو ظاهرة «القائد» أو «المرشد» المرشد الإيراني هو الذي يختار الشعب الإيراني وليس العكس. وهو ينتخب رئيس الجمهورية وليس العكس. وهو يحكم بدلاً من رئيس الجمهورية والحكومة وليس العكس. وهو الدستور وهو القوانين وهو حامل وحده الحكومة: فالنظام الإيراني عائم على فراغ مدجج بالقمع والحرس الثوري والاستبداد. كل دكتاتورية مهما علا شأنها هي نوع من الفراغ . أو الجنون.

أو اللاانسانية. أو «الألوهية» المفبركة! أو ليس هذا ما يريد حزب الله؟ والذين عاشوا الحروب المتتالية على لبنان بواسطة الميليشيات على امتداد عقود لا بد من أنهم يستقرئون عمق الخطر الذي ما زال يُمثله الحزب الذي ورث «ذهنية» هذه الميليشيات وأدوارها وعنفها وعمالتها ولم يشذ الحزب عن «رواده» الأبرار في الكانتونية والتقسيم والأحادية والارتهان إلا في حجم مشروعه. وإذا كانت الميليشيات السابقة أرادت ان تجعل من لبنان محميات خارجية مقسمة أي ان تجعله مجموعة ولايات محكومة بمن صنعها ومولها وزودها. سلاحاً فان الحزب وهذه هي «ملحمته» يريد ان يجعل كل لبنان ولاية ايرانية أي أكثر من مشروع كانتوني محدود ضمن حدود مذهبية. بل جعل العالم العربي وغير العربي (ارتباطاَ بأحلام بني فارس) مجموعة كانتونات متصارعة تؤدي إلى ضرب كياناتها، وهوياتها! مشروع الميليشيات السابقة متواضع بالنسبة إلى افق الحزب، محلي، وربما قروي أو «ضيعجي» ازاء «أممية» الحلم الايراني. وها هو السيد حسن يتحدث دائماً عن «الأمة» (بدون ان يسميها) ويقصد الأمة الايرانية على امتداد العالم العربي وأكثر! ولكي «تركب» هذه «الصياغات» والتشريحات لا بد من لقاء المشروع الصهيوني المتمثل باسرائيل الكبرى. أي لقاء مشروعين يتزاوجان للهيمنة على العالم العربي من موقع «تلاقي» الاضداد: وحزب الله يعرف (كما علمه اساتذته في ايران) ان هذه الاستراتيجية لكي تتحقق لا بد من ان تُعبّد بالفراغ. الفراغ القاسي.

أو ما اصطلح على تسميته «الفوضى الخلاقة» أو «الفوضى» المدمرة. فالفراغ ينتج الفراغ. وهذا ما يسعى اليه الحزب. وعندما ينتج الفراغُ الفراغَ فيعني انه يُعيد انتاج الحزب في السلطة، وهي السلطة، المفرغة من تاريخها، اي من الجمهور الذي يصنع الجمهورية، أو ليس هذا ما يجري في العراق مثلاً: انتاج الفراغ الذي يوازي انتاج سلطة ايرانية في هذا القطر العربي؟ وما يجري في «اليمن» (الحوثيون هم حزب الله هناك دام عزهم!) واذا راجعنا مسالك الحزب منذ «تشريفه» إلى الحياة السياسية قبل عشر سنوات. نجد بوضوح «علامات» الفراغ التي يزرعها هنا وهناك، واوتادها ومهاويها وفخاخها بسلاحه! نجد بوضوح خططه «العدائية» لما يسمى «حركة الجمهورية» أو مكونات الجمهورية. ليدمرها بالجملة أو بالمفرق. يقرض الدولة شيئاً فشيئاً يزرع الفتن في كل منطقة أو دسكرة أو مدينة: من طرابلس إلى صيدا إلى بيروت إلى البقاع إلى الضاحية، فإلى الجنوب. فالفتن المذهبية التي يعرف الحزب كيف يشعلها (مدرباً تدريبياً عالياً من المخابرات الايرانية وهو نتاج هذه المخابرات وامتدادها) هي الطريق و«صراطه المستقيم» لاحداث فجوات عميقة بين مكونات الشعب اللبناني، تالياً في مؤسسات الدولة، أي استخدام الفتنة المذهبية «المسلحة» والعنف، في تسفيه دور كل هذه المؤسسات واظهار لا فاعليتها ولا جدواها ولا لزومها؛ أي تفريغ كل شيء مما يصنع حياة سياسية أو دولة حية أو قابلة للحياة. وهنا نستذكر محاولات الكيان الصهيوني لاعطاب قيام دولة فلسطينية «قابلة للحياة» لأنه يريد شبه دولة أو شبه «كيان» فلسطيني معدوم الفاعلية، ازاء قوته العسكرية المتنامية، وأطماعه التوسعية. وقد تأثر الحزب بهذه «الذهنية» الاسرائيلية في نسف كل العناصر التي تصنع دولة فلسطينية سيادية، مستقلة، قابلة للاستمرار والتطور ذلك لأنه لا يريد دولتين: واحدة اسرائيلية وأخرى فلسطينية. بل أن محاولة العدو الصهيويني ارغام السلطة الفلسطينية على الاعتراف «بيهودية اسرائيل» يعني شلّ فلسطينيي اسرائيل ووضعهم على سكة دياسبورا جديدة.

هذا ما تسعى إليه اسرائيل (نفذته في الجولان بتهويدها هذه الأرض العربية العزيزة على كل الناس ما عدا النظام السوري وحزب ايران!) وهذا ما يسعى اليه حزب الملالي واللوردات في لبنان: محاولة «مذهبية أحادية للدولة اللبنانية، واعطاب كل ما يجعلها قابلة للحياة. فالنظام فاسد! والجمهورية مكسورة، ومجلس النواب لزوم ما لا يلزم. والحكومة ملتبسة الدور ورئاسة الجمهورية بلا رأس. والجمهورية مجردة من كل مكوناتها. هذا هو الفراغ الذي يحاول حزب البارونات ان يرسخه في لبنان وهذا ما حققه منه الكثير بتواطؤ بعض الزعامات اللبنانية وبتغطية مسيحية وغير مسيحية خؤون. ونظن ان سياسة التفريغ لا تقتصر عند الحزب على الدولة كهيكل عمومي للمؤسسات بل للاحزاب والطوائف. كلها بجعلها بلا دور فاعل او بلا حضور، أو بلا أثر: عندما يشرذم الأحزاب القومية واليسارية والاجتماعية. وعندما يحاول استفراد بعض زعماء الطوائف (كالسنة والدروز والمسيحيين) وزرع الشقاق او تطويعهم. فلكي يُحدث فراغاً حوله: وعندما «ينظف بيئته نفسها من كل صوت معارض له، لجعلها كانتوتناً نقياً أحادياً قطيعياً... فلكي يستغل هذه الشرائح «المفرغة» من كل ارادة او فردية أو حتى انتماء لتكون ساحته أو منطلقاتها لتفريغ الطوائف والاحزاب والمجتمع نفسه من كل قابلية لممارسة حياة سياسية. فهو عندما يُفرغ كل شيء امامه يفرغ في الوقت نفسه بيئته المحضونه بالقمع. وهو عندما يستخدم القوة ضد الطوائف والاحزاب الأخرى (لتفريغها) فلكي يستخدمه بشكل اخبث وادهى في كانتونه. وكل كانتون هو حالة عدائية لنفسه وللآخرين. وهذا ما يريد الحزب للوصول الى تفريغ كل شيء. الى انتاج الفراغ. ولكن ينسى الحزب انه يتفريغه كل شيء: الدولة والطوائف والاحزاب، والجيش والقضاء انما كمن يلحس المبرد: يقع هو في الفراغ وحزب الله اليوم وتحديداً في الاستحقاق الرئاسي يحاول ان يستكمل تطبيق «هواجسه» (والهواجس فراغ!) بافراغ الرئاسة الأولى وافراغ الحكومة السلامية وافراغ مجلس النواب... والتشريع والقوانين والأمن والسياسة: صحيح ان الحزب هو منتج الفراغ الكبير لكنه عندما يصل الى قمته سيعرف انه على قدر ما انتج الفراغ حوله.. انتجه في داخله!

حزب الفراغ يتربع على أعلى القمة من الفراغ! او ليس هذا ما آلت اليه الميليشيات التي سبقته وكانت مثاله الأعلى في الفراغ...؟

 

الدكتور داود الصايغ: بعد شهاب لم تَقُمْ مؤسسة وبعد الحريري لم يُبنَ حجر/الدكتورة فاديا كيوان كيوان: أشكر الله أنّ المسيحيين منقسمون وإلاّ.. كانت الحرب

وسام سعادة/المستقبل

يداهمنا الاستحقاق الرئاسي والعينُ مشتّتة حيناً ومشدودة حيناً آخر. مشتّتة من كثرة المخاض الجاري في البلدان حولنا، من أنظمة منهارة ومجتمعات متصدّعة وشعوب منتفضة. ومشدودة لأنّ الاستقرار الجزئي والهشّ في الداخل اللبناني بالكاد قد استردّ أنفاسه بعد تجاوز حالة الفراغ الحكومي، وقيام الحكومة الحالية، ربطاً للنزاع على الأساسيات، وتسييراً لأحوال الناس، وبالتالي يطرح السؤال نفسه بجدية، عن الشروط التي ينبغي تأمينها لتمرير الاستحقاق الرئاسي على خير، وتفادي الفراغ والتعطيل، واختيار أفضل الممكن رئيساً للدولة.  على أنّ الاستفهام عن هذه الشروط العملية، المرتبطة بالحدث الانتخابي، تتلازم مع أسئلة تتعلّق بأزمة النظام اللبناني ككل، وبالقضية المركزية على جدول أعمال اللبنانيين: القيام الحقيقي للدولة التي يراد انتخاب رئيس لها. فالسؤال: «أي رئيس للبنان»، يحيل مباشرة على السؤال عن الواقع الناقص للدولة فيه، وعن الدولة المحققة والمكتملة المنشودة، وعن الزخم الذي يمكن أن يؤمنه الاستحقاق، والرؤية التي يمكن أن يحملها معه الرئيس العتيد للعبور بنا الى حيث تصبح الدولة الجامعة هوية وطنية ملموسة ومعاشة، يدين اللبنانيون لها بالانتماء والولاء ويكتسبون في كنفها صفة المواطنية لكل منهم، فتتضح حقوقهم على محك واجباتهم وبالعكس.

وكما يذكّرنا مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ في حلقة اليوم من هذا الملف، فإن هكذا دولة لا بدّ لها من سياج يحميها ويصونها، أما وجودها العيني فمن وجود وازدهار واستمرار عمل مؤسساتها، فالمسألة كما طرحت نفسها منذ فجر الاستقلال، وسعى الرئيس الاصلاحي فؤاد شهاب من ثم لشق السبيل اليها، تكمن في كيفية توطيد هذا الاستقلال وترجمته في مؤسسات وسياسات تنموية وتحديثية، كي لا يبقى عود الاستقلال طرياً، وكي تكتسب الديموقراطية مناعتها ولا تصاب الحياة الدستورية بالتعطيل، والدكتور الصايغ يقارن في هذا المجال بين التجربتين التحديثيتين الرائدتين، الرئيس فؤاد شهاب في مسعاه لتوطيد الاستقلال الوطني، والرئيس الشهيد رفيق الحريري في مشروعه لتوطيد السلم الأهلي وتسييجه بالاعمار والاستنارة.

في مقاربة الصايغ ثمة موازنة بين مكامن الضعف التي تنتقص من الدولة ووجودها، وعناصر القوة في المجتمع من قيم تواصل وانفتاح ومبادرات وأفكار حرّة. أيضاً بالنسبة الى الرئيس العتيد، ثمة آمال معقودة تقابلها مخاطر متراكمة، وكل ذلك في ظل مرحلة غير مسبوقة تعيشها المنطقة. من هنا يخوض الصايغ في ملامح الرؤية المنتظرة عند الرئيس العتيد، من دون اسقاط أهمية الظروف وكيفية التكيف معها وفقاً لهذه الرؤية، ومن دون ان يفوته التشديد على ان الدولة لا تبنى بالتراضي.

أما مديرة معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الدكتورة فاديا كيوان فتتطرق في مساهمتها ضمن هذا الملف الى طبيعة النظام الدستوري والسياسي وكيف ان مفاتيحه هي أشبه بسلاح ذي حدين، فقاعدة الثلثين في جلسة الانتخاب الاولى مثلاً إمّا أنّها دعوة الى التفاوض بين الفرقاء السياسيين بقصد التوصل الى تسوية واما انها مدخل الى التعطيل والفراغ. تذكّرنا الدكتورة كيوان بأنّ نعمة الليبرالية التي يتمتع بها نظامنا السياسي قياساً على جواره هي في الوقت ذاته نقمة، كون النظام الليبرالي أضعف من النظام السلطوي عندما يتحلّق حوله أخصامه، ويتعرّض للهزّات. بالتالي نصل الى إشكالية السياج الوطني الحامي والموجد لهذه الدولة، حيث تعرّج كيوان على مسألة النأي بالنفس عن الحرب السورية، وتشدّد على أن النأي يتحول الى مسعى ناجح حين تتوقف عمليات الاستقواء بالخارج على الشريك في الوطن، وتدعو الى نظرة شاملة سياسية وعسكرية لسياسة النأي، وتقرن ذلك باستشراف مفاده ان التجربة السورية لها أن تستفيد من التجربة اللبنانية. كما تسلّط الضوء على عنصر آخر يغيّب قيام الدولة، وهي مسألة الحدود الفالتة.

فوجود الدولة من وجود حدودها، ومن بسط سلطانها ضمن حدودها، ومن احتكام أبنائها الى مرجعية القوانين، واحتكام مؤسساتها الى مرجعية الدستور، وعمل هذه المؤسسات بالشكل الذي يضمن في النظام البرلماني الفصل والتكامل بين السلطات. كذلك وجود رئيس جدير بتحمل المسؤولية على رأس هذه الدولة فهو مرتبط بوجود رؤية منهجية لديه بالعمل على تسييج هذه الدولة، والتأسيس على «اعلان بعبدا« يبقى جوهرياً في هذا المجال.

 

الخبير الاستراتيجي الياس حنا : تورّط حزب الله في سوريا ضَرَب مفهوم الاستراتيجية الدفاعية

حزب الله يمارس الإكراه الاستراتيجي غير المباشر» الرئيس القوي خطر على مكونات التركيبة اللبنانية

المستقبل

من جهته يرى الخبير الاستراتيجي الياس حنا أن دور الرئيس العتيد «لا يمكن أن يتجاوز ما حصل سابقاً منذ أول مؤتمر حوار وطني حتى المؤتمر الثاني. ثم ما تلى من طاولات حوار وطنية وهذه أمور «تذكيرية» لا يمكن لأي رئيس أن يخرج عنها. هذا لا يعني قدرة الرئيس الجديد على تطبيق ما ورد خصوصاً أن ظروفاً كثيرة طرأت و«حزب الله« أصبح عملياً في سوريا وبالتالي مفهوم الاستراتيجية الدفاعية كما ورد في المؤتمرات الأولى لم يعد قائماً. اذاً، حصل تعديل جذري وعلى سبيل المثال أيضاً دخل موضوع النفط والغاز البحريين على الخط، وهذا بُعد آخر إضافي على الاستراتيجية الدفاعية.

ممكن الكلام أكثر عن استراتيجية دفاعية بالحد الأدنى تسعى الى الاستقرار في الأمن القومي اللبناني وهذا الأمر مرتبط بتحديد العدو والمخاطر. العدو مطلقاً معروف من قبل الدولة اللبنانية وهو إسرائيل. ولكن لا تأتي المخاطر فقط من العدو الإسرائيلي بل تأتي من الصديق سوريا.هناك آلية تحكمها علاقة أي رئيس لبناني مقبل مع إسرائيل وهي القرارات الدولية من «اتفاقية الهدنة« والقرار 425 الى القرار 1701. ولكن الآلية وطريقة التعامل مع الأخطار لـ«Mode doperations» الآتية من سوريا تحتاج الى عناصر غير متوافرة لدى الدولة اللبنانية وغير متوافرة لدى الرئيس المقبل. ذلك أن الأحداث القائمة في سوريا مرتبطة بعلاقة مباشرة ووفق ترتيب الأولويات بإيران و«حزب الله« وروسيا وبالفضاء الدولي مع أهداف روسية في الشرق الأوسط وما يتعدى الأزمة السورية حتى الى القوقاز والأزمة الأوكرانية«.

ويأسف حنا لأن عناصر اللعبة «ليست في متناول الرئيس العتيد، ومن الآن وصاعداً غير واضح تماماً غير إدارة الأزمة على مساحة أكبر من لبنان وأنا اسميها لبنان، أو لبنان الزائد يعني من درعا الى جبال القلمون الى حمص وكفر والزبداني وهذه تضم الى لبنان، ومع سوريا شرق هذا الخط. وهذه هي صعوبة رسم استراتيجية دفاعية، إذ يمسك «حزب الله« على الصعيد الداخلي بالورقة الكبرى. وهو يلعب دور «الهجين» في الدولة وفي مجلس النواب ومجلس الوزراء وفي كل المؤسسات، وهو خارج الدولة تماماً عندما تستدعي الحاجة الإقليمية«.

وهل يمكن لـ»رئيس قوي» أن يدير هذا الملف؟ يجيب حنا: «فكرة الرئيس القوي تنطلق من أن يكون شخصاً مستقلاً، ليس لديه ملفات ومحيطه صافٍ من المقربين والأولاد بمعنى أن الصورة نقية. بالعودة الى اتفاق الطائف فكرة الرئيس القوي تستند الى كتلة قوية شعبية يمثلها وهذا يخلق المعضلة التالية:

- رئيس ماروني قوي لديه كتلة نيابية كبرى، هو بالواقعية السياسية زعيم خطر على مكونات التركيبة اللبنانية والمثال ما يعنيه اسم الجنرال ميشال عون بالنسبة الى فريق 14 آذار والى الطائفة السنية تحديداً، واسم الدكتور سمير جعجع وما يعنيه لـ8 آذار وللشيعة تحديداً ولأقليات أخرى.

- الفكرة الثانية أن الرئيس المقبل من دون كتلة وازنة ليس قوياً. إذاً، أي رئيس هو الذي سيُنْتخب؟ وماذا عن دوره؟ بالنسبة الي، يضيف حنا، «profile» الرئيس المقبل سيستند في قوته الى شخصيته المستقلة أي أن تكون لديه رؤية جيوسياسية مهمة وقادر بالحد الأدنى على العمل مع كل الفرقاء في الحد الأدنى وتطبيق الأولويات التي تؤمّن الأمن القومي.

أعتقد أن على الرئيس المقبل أن لا يأتي على ذكر هذه الفكرة، لا بل التفكير بالسعي للاستفادة من التحولات الإقليمية تجاه لبنان وتوظيفها لخلق أرضية لنزع السلاح. والبحث عن حصرية السلاح برأيي انتهى وإذا خلقت الأجواء لمشاركة «حزب الله« بما يملك من قدرات لصالح الدولة تحقق شيئاً إيجابياً. وهذا الأمر يتطلب من الرئيس المقبل قراءة الإقليم جيداً وفهم عميق للتحولات وجمع اللبنانيين بالحد الأدنى حول أولويات الاستقرار الداخلي وعدم الاقتتال، وعليه أن يعرف كيف ينظر جيداً و»يتموضع» مع ما يجري في الإقليم أقله أن لا يكون غائباً (كدولة) والغائب دائماً هو الخاسر. وعلى المدى البعيد حصرية السلاح قد تتبدل الى شيء مختلف، والذي لا يقبل به «حزب الله« اليوم قد يقبل به بعد فترة. وهذا يتطلب اتفاقاً سياسياً مع «حزب الله« ولتعطيل حصرية السلاح يفترض أن تعطيه أشياء أخرى«.

ويعتبر أن الاستراتيجية «كائن حي يتبدل عند كل تحول بسيط. لم يكن عندنا نفط وغاز وصار عندنا نفط وغاز. ما كان عندنا سلاح مضاد للطيران، صار عندنا. ماذا نفعل إزاء الاتفاق النووي الأميركي الإيراني؟ وماذا سيحصل جراء اتفاق سعودي إيراني قد لا نقبل به وقد نقبل به لاحقاً. ثم يجب انتظار ما يطلبه «حزب الله« سياسياً لقاء المشاركة الأوسع أو وضع سلاحه جانباً. وهذا مرتبط بقرار إيراني يلي تثبيت مشروع إيران الإقليمي ومأسسته وعدم القلق عليه مجدداً. أي رئيس يمكن أن نراه هنا؟ على الرئيس العتيد أن ينطلق من الصفر الى فوق. ذلك أن حزب الله نعمة ونقمة في آن. نقمة إذا لم يتصرف بطريقة صحيحة في ظل انقسام إقليمي وفي ظل عداوة عربية إيرانية، ونعمة إذا حدث توافق معه وأدخل سلاحه وقراره الى داخل الدولة كعنصر قوة رادع لإسرائيل.

ويؤكد حنا أن قرار الحرب والسلم دستورياً هو «بيد الدولة ومؤسساتها. هذا شيء، ولكن في السياسة كيف يمكن الانفتاح على «حزب الله« لاستيعابه؟ والحزب الدولة وبالإطار الداخلي يريدك من دون سلاح ومن دون عناصر تهديد له، ويمنع تشكيل أي منظومة أخرى مسلحة، سنية أو مسيحية عسكرية ونموذج 7 أيار وما جرى في عبرا في صيدا هو عنوان عملية استباقية، لكي لا نقول شيئاً بالداخل. وهذا ما اسميه «الإكراه الاستراتيجي غير المباشر». فهو يلحظ استقراراً في الداخل ومن دون بناء قدرات الدولة. ثم ينتشرَ ويتوسع بالقتال في سوريا ويعرض عليك بعد معركة القلمون نشر قوات الجيش والأمن على الحدود. من الداخل لا يريد أن يكون هناك أي خطر عليه ولينطلق بتنفيذ مشروعه الإقليمي ساعة يريد، وفي الحالتين على الدولة اللبنانية أن تتحمل أعباء الربح والخسارة. في خسارة الحزب الدولة تدفع الثمن وفي ربح «حزب الله« الدولة تدفع الثمن والمثال حرب 2006، هو ربح الحرب لأن إسرائيل لم تربحها ومع ذلك دفعت الدولة اللبنانية الثمن ودفع اللبنانيون الثمن. إذاً، ماذا على الرئيس المقبل أن يفعل؟ وأين هو ذلك الرئيس الذي يجب أن نلاقيه لإحداث خرق جديد ويتمتع بالقدرة على متابعة التحولات الاستراتيجية، حتى الدروس المستفادة من حرب تموز 2006، ذاهبة الى واقع جديد آخر بالحرب بين الطرفين «حزب الله« وإسرائيل.

كيف يمكنك كرئيس دولة جديد إدخال تعديلات على الاستراتيجية الدفاعية من دون أن تهزها أو توقعها وتنفذها بطريقة متدرجة؟ وأين هو ذلك الرئيس المقبل في لعبة كبيرة جداً ومعقدة تحتاج الى الكثير من الدراية والحكمة السياسية والمتابعة؟

 

جوزف أبو خليل: لو كان لبنان محايداً لَمَا ذهبنا إلى إسرائيل كامل مروّة : موقفنا من الفلسطينيين كان خطأ

جورج بكاسيني/المستقبل

القيادي الكتائبي جوزف أبو خليل والمفكر اليساري كريم مروة مناضلان لبنانيان عتيقان يختصران الى حد بعيد علاقة هذا البلد بالأيديولوجيات والأحزاب العقائدية والموازنة بين الأفكار وبين الواقع والوقائع لما فيه إغناء الفكرة الكيانية والاستقلالية اللبنانية، وتزويدها بعناصر مناعة حيوية لازمة، سواء من خلال إحياء الالتزام بالميثاق الوطني، أو من خلال تحصين هذا الميثاق الوطني بالعقد الاجتماعي. يبقى أن المسألة التي واجهت كل محاولات إغناء وصقل الفكرة اللبنانية والهوية الوطنية منذ الاستقلال عن فرنسا والى اليوم كانت دائماً كيفية النأي بلبنان عن الأهواء الطاردة والعواصف المجاورة والولاءات المتعددة التي تخلّع شبابيك نوافذه، وتأتي على أبوابه، ثم تحوّل المنزل الى ساحة.  «الحياد« يطرح نفسه اليوم كقضية أساسية عشية الاستحقاق الرئاسي، في ختام عهد شدّد رئيسه العماد ميشال سليمان على مضامين «إعلان بعبدا» السيادية والحيادية بالشكل الذي حوّل هذا الإعلان الى ضمانة وطنية أساسية. هذا الحياد هو حصاد لوعي كفاحي ودروس مستفادة. الحياد صون للحدود الوطنية، بأن يكون للبلد حدود تفصل بين داخله وبين خارجه، بين ترابه الخاضع لسيادة قانونه وسلطة دولته ومرجعية قرارها في الحرب أو السلم، وبين ما وراء هذه الحدود، الخاضع لمترتبات القانون الدولي، والمشتركات الحضارية والقومية والآفاق الاقتصادية، إنما الذي ينبغي الاحتراز في الوقت نفسه من رماله المتحركة، وعناصره الهيمنية، بل «الالتهامية» للقرار الوطني اللبناني. وإذا كان أبو خليل يشدّد أساساً على أن الحياد ثقافة وتقاليد وعادات قبل كل شيء، فهو ينتقد استمرار «ثقافة القناصل« والحمايات الأجنبية، وهو يجمع بين المحافظة على وجهة النظر الكتائبية التاريخية حيال انقسامات الماضي وبين الإقرار بالأخطاء التي دفعت للالتحاق بمحاور والخروج عن الثوابت المشتركة. وهو في المقابل يثمّن نجاح الرئيس فؤاد شهاب في تجربة تحييد لبنان عن الحرب الباردة ومتاهاتها بعد أحداث ، متوقفاً عند «اتفاق القاهرة« أواخر الستينيات بوصفه تنازلاً خطيراً عن السيادة لا يمكن أن ترضى به الدول، ومستعيداً اجتماع كلمة الاستقلال عن الوصاية السورية بعد الحرب مع كلمة تحييد لبنان والنأي به عن صراعات المحاور، مؤكداً في هذا الإطار على راهنية «إعلان بعبدا«، وقد أصبح وثيقة رسمية، كما الدستور، وصكّ له وقعه في المحافل الإقليمية والدولية، فيرفض أبو خليل ذريعة «حزب الله» بأن «إعلان بعبدا« ورقة ملغية أو ميتة، حيث أن تطبيق هذا «الإعلان« صار اليوم معياراً أساسياً لانتخاب رئيس قادر على إيفاء المنصب الأول في الدولة اللبنانية حقه.

أما كريم مروة الآتي من تجربة عمل شيوعي حافلة، فهو يتكفّل بالجانب الآخر من معادلة النقد الذاتي المتبادل، فيقرّ بخطأ اليسار اللبناني في تهميش الخصوصيات الكيانية اللبنانية لصالح القضايا الإقليمية، في حين أن التجربة تعلّم، من فلسطين الى سوريا، أنّ أهل كل بلد هم الأدرى بمصالحه، وعلى أبناء الشعوب المجاورة المؤازرة بالتضامن والاحتضان. وإذ يرى أنّ معزوفة «الممانعة» كذبة كبيرة، فهو ينصح بالالتزام باثنتين: العقلانية في السياسة، والندية في العلاقات بين الدول. من هنا يتحدّث مروة عن «مأساة حزب الله»، هذا التشكيل القتالي الذي اتخذ منحى مخالفاً للعقلانية والندية، بما أدى به الى رهن تجربته الناجحة في مقاومة العدو الإسرائيلي لحساب جلاّدي الشعب السوري.

شهادتان أساسيتان في هذا الملف، لمفكرين «يميني» و»يساري» من خارج القوالب الجامدة، واللغة الخشبية. عتيقان، سبق أن انحاز كلّ منهما إلى محور، يثبتان أكثر من كثيرين أن الحياد شباب الوطن.