المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم أيار22/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى16/11حتى20/؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

*جولة افق مع العميد وهبي قاطيشا

*فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع العميد وهبي قاطيشا/21 أيار/14

*بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع العميد وهبي قاطيشا/عناوين أخبار اليوم ومقدمة للياس بجاني/21 أيار/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 21 أيار/14

*نشرتنا الإنكليزية

*عون أداة لدى الاحتلال الإيراني فكيف يكون توافقياً في غير أوهامه/الياس بجاني

*«عون "التوافقي" وهمٌ/علي حماده/النهار

*زيارة الراعي للقدس أجبرت كل المجموعات والشخصيات المسيحية التابعة لمحور الشر إما أن تبلع ألسنتها وتخرس أو أن تهاجم وتنتقد/الياس بجاني

*السفير الجديد للمحتل الإيراني وصل إلى بيروت وكان في استقباله رتل الطرواديين والمرتزقة/الياس بجاني

*العميد وهبي قاطيشه: مصلحة حزب الله الاستراتيجية تلتقي مع مصلحة عون الشخصية والسلاح يفرض عدم اجراء الاستحقاق الرئاسي..

*مانشيت جريدة الجمهورية: الفراغ بانتظار أعجوبة وثلاثية جديدة لعون

*سليمان التقى سلام وزوارا: لحضور الجلسات حتى انتخاب رئيس جديد

*بري في جلسة مناقشة رسالة سليمان: سمعت حرصا على احترام الميثاقية وهذا هدفنا والجلسات ستكون مفتوحة حتى انتخاب الرئيس

*خاص - الرابية تتكئ على بكفيا.. فهل يؤمن الجميل الكرسي لعون

*جعجع في “سيد القصر”: الرئاسة ليست بالهدايا والولائم فهذا مقرف وعلى الامور ان تكون علنية ولهيئة وطنية تكشف حقائق الحرب

*جعجع من بكركي: لديّ والراعي اسى كبير من تعطيل النصاب وطرحت أفكارا لا يمكن الافصاح عنها الآن لمنع الفراغ

*الراعي التقى مورابيتو وحلو والمؤسسات المارونية طالبت بإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده صونا للميثاق

*عون :المقاومة حق لكل شعب تحتل أرضه ونحاول ضم جميع الأفرقاء إلى التفاهم لمصلحة لبنان

*آلان عون: لسنا معنيين بجلسة شكلية وإذا بقيت مواقف الكتل على حالها لا يمكن انتخاب رئيس غدا

*تطواف بالشموع في شوارع عجلتون لمناسبة عيد القديسة ريتا

*لا نصاب اليوم وثلاثة أيام لانقاذ الجمهورية

*عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي: نحن الاحرص على انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت

*موظفو مستشفى الحريري مستمرون في احتجاجهم على عدم قبض مستحقاتهم

*النائب محمد الحجار: مرشح المستقبل هو مرشح فريق 14 آذار

*ادمون رزق: على المجلس الالتئام حتى انجاز الانتخاب والاّ فقد شرعيّته وتفريغ الرئاسة نقض لصيغة العيش المشترك وفقدان للشرعيــة"

*لا خلفية سياسية وراء قرار الإتحاد الأوروبي فرض حظـر علـى الطيــران اللبنانــي

*"وفاة لبناني في حيفا و"الخيام" ترفض استقبال جثته

*جميل السيّد يطل على قناة عون التلفزيونية للتنبؤ باغتيال " المتورطين بشهود الزور" كما حصل لوسام الحسن

*اسرائيل تسعى لجذب المسيحيين في مواجهة العالم الاسلامي

*اندبندنت: زيارة البابـا للقدس لــن ترضي الفلسطينيين والاسرائيليين معا

*صرخة مارونية وتلويح بالتعديل اذا لم يُنتخب رئيس

*الضغط الدولي يتعاظم في موازاة العجـز الداخلـي

*زيارة بوتين للصين ألغت لقاء الحريري - لافروف

*متى نقرّ بمخاطر آفة الطائفية المتطرفة على منطقتنا؟/اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

*هذه ليست انتخابات.. إنها لحظة وصف للانسدا/وسام سعادة/المستقبل

*أوروبي أكد لـ"السياسة" أنها رسالة أيضاً للأسد وإيران

*المناورات الأميركية – “الأطلسية” في إسرائيل قد تمهد لحرب حاسمة ضد لبنان وغزة

*سامي نادر: الفشل في تحقيق النمو يعني «سيناريو اليونان» شماس: احتواء انعكاسات النزوح السوري

*إدمون رزق لـ"الشفاف": لبنان يحتضر... ويعالجه سمكري! الحل حالة طوارئ وثورة بيضاء/جوليان الحاج /الشفاف

*بكركي تستنفر الموارنة... الشارع في مواجهة «النوّاب المعطّلين/آلان سركيس/جريدة الجمهورية

*عون × جعجع = أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى16/11حتى20/؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين. حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين. وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟». فقَالُوا: بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء. قَالَ لَهُم: وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ. فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات. حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح."

 

جولة افق مع العميد وهبي قاطيشا
فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع العميد وهبي قاطيشا/21 أيار/14
بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع العميد وهبي قاطيشا/عناوين أخبار اليوم ومقدمة للياس بجاني/21 أيار/14
نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 21 أيار/14
نشرتنا الإنكليزية

عون أداة لدى الاحتلال الإيراني فكيف يكون توافقياً في غير أوهامه!!

http://newspaper.annahar.com/article/135436-عون-التوافقي-وهم

الياس بجاني/22 أيار/14/تعريف الوهم في علم الأمراض النفسية هو التالي: "فكرة خاطئة غير منطقية أو واقعية لا تتماشى أو تتوافق لا من قريب ولا من بعيد مع قدرات صاحبها وإمكانياته وظروفه وهي عنده غير قابلة لأي تصحيح أو حتى تعديل بأي معيار منطقي أو عقلاني أو واقعي. صاحب الوهم هذا ينسلخ عن الواقع كلياً ويفقد بصيرته insight ويبني لنفسه في داخل عقلة المشوش والمضطرب قصوراً من التخيلات يغلق أبوابها ونوافذها ولا يعد قادراً على سماع غير صوته أو رؤية غير ذاته. والأوهام الرئيسية هي وهم العظمة ووهم الاضطهاد ووهم العدم والموهوم يصبح غير قادر على التكييف أو العيش مع وفي المجتمع لخطورته عليه مما يوجب وضعه في معظم الحالات في مستشفى للأمراض العقلية للعلاج.

في السياق الوهمي، للأسف إن ما يمر به ميشال عون منذ العام 2006 هو حالة مرّضية فاقعة وخطورته الأكبر ليس في شخصه وأوهامه وتهوره وخطابه وتقلباته، بل في تأثيره الوهمي على عقول أعداد كبيرة من الناس باتت تتمحور في تفكيرها حول شخصه وترى فيه منزلاً وهي تسير وراءه دون تفكير إلى أي موقع يأخذها. ظاهرة عون هي من أخطر ما يعاني منه المجتمع المسيحي حالياً وهي حالة قد تستمر لسنوات قبل ضمورها واختفائها.

 

«عون "التوافقي" وهمٌ

علي حماده/النهار

فلنضع جانباً الأوهام بأن المرشح الجنرال ميشال عون أقنع أكثر من نصف الشعب اللبناني بأنه صار توافقياً ويمكن أن يصير رئيساً لكل اللبنانيين، وحَكَماً يجمع ولا يفرّق. ولنضع جانباً كل هذه "البروباغاندا" التي جرى تخييطها على هامش الاتصالات بين الجنرال عون والرئيس سعد الحريري منذ مطلع العام الحالي والتي أريد منها "تخييط" ثوب التوافقية على مقاس الجنرال عون. ولننسَ قليلاً "اللغة الخشبية" المستجدة بين طرفين لا تجمعهما سوى مناورة جرى الرد عليها بمناورة مقابلة: ان الجنرال ميشال عون ليس مرشحاً توافقياً أو مُقنعاً، ولا يمكن أن يصير توافقياً بين ليلة وضحاها. ومن الظلم إيهام الجنرال أنه قادر على إقناع الفريق الآخر وحتى الوسطيين بأن في إمكانه أن يكون توافقياً، وأن ينزع عنه صفة مرشح قوى 8 آذار التي يقودها "حزب الله" وتنضوي تحت لوائها جميع القوى والأحزاب التي تدين بالولاء لإيران ولنظام بشار الأسد. وحتى لو أراد عون أن يقف في موقع وسطي بين الفريقين الكبيرين في البلاد وأن يلبس لبوس الوفاق والتوافق، فإنه يحتاج الى الكثير الكثير من الخطوات الجدية ليعيد تموضعه بعيداً من "حزب الله".

نهدف مما تقدم إلى الإضاءة على الأوهام و"البروباغاندا" التي سادت المرحلة الأخيرة، خصوصاً في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي تشارف الانقضاء من دون نتيجة. فقد جرت إضاعة فرصة انتخاب رئيس ضمن المهلة لحظة جرى إيهام الجنرال ميشال عون أنه يمكن أن يكون رئيساً توافقياً للجمهورية، ولحظة جرى إيهامه أنه يمكن أن يغيّر صورته كطرف حاد وخلافي في الصراعات اللبنانية بمجرّد خفض في لهجة الخطاب السياسي أو الإعلامي، خصوصاً أن الرئيس المنتهية ولايته بعد أيام الجنرال ميشال سليمان، استطاع أن يرفع سقوف الرئاسة اللبنانية الى مستوى الموقف والخطاب في التعامل مع كل ما يمس الدولة ومشروعها ومؤسساتها، حتى بعدما كلّفه ذلك غضب "حزب الله" وتابعيه، وهو غضب يشرّف سليمان أكثر مما يتصوّر البعض.

بالعودة الى موضوع الرئاسة، فلنقل الأمور كما هي: ان جمهور الاستقلاليين لا يزال ينظر الى الجنرال ميشال عون حتى هذه اللحظة على أنه مرشح تحد وقيادي صدامي نسبة الى سجل طويل منذ 2005. لذا يدعو كثيرون الجنرال الى أن يفسح في المجال أمام تسوية بين التيارين الكبيرين في البلاد ولإيصال مرشح يكون وسطياً. وإذا أعلن الجنرال عون صراحة أنه لا يرغب في الترشح واتجه مع حلفائه بقيادة "حزب الله" صوب مفاوضات لاختيار رئيس وسطي، فيكون على الدكتور سمير جعجع أن يسارع في الوقت عينه الى سحب ترشيحه أيضاً والدخول مع حلفائه المسيحيين والمسلمين في مفاوضات مثلثة الأضلع (14 و8 آذار والوسطيين) لاختيار شخصية مارونية مستقلة، متزنة وعقلانية ومجرّبة، رئيساً جديداً للجمهورية يكون للجميع وليس لفريق دون آخر.

زيارة الراعي للقدس أجبرت كل المجموعات والشخصيات المسيحية التابعة لمحور الشر إما أن تبلع ألسنتها وتخرس أو أن تهاجم وتنتقد
الياس بجاني/21 أيار/14/لم نستغرب أبداً الصمت الشبيه بصمت القبور الذي حل على غالبية ألسنة المجموعات والشخصيات المسيحية التابعة لمحور الشر السوري-الإيراني والتي كان البطريرك الراعي منذ قدومه إلى الصرح قد احاط نفسه بها وجمعها برعايته تحت مظلة المطران مظلوم وفتح لها الأديرة والمؤسسات الدينية في حين أغلقها في وجه لقاء سيدة الجبل السيادية. ولا ننسى جريدة السفير التي تهاجم الزيارة نيابة عن حزب الله وباسمه وهي التي كانت مع المظلوم وفريق عمله توجت منبراً لنشر رزم الأخبار المفبركة ونسبها إلى مصادر بكركي. في الخلاصة كل هؤلاء المتاجرين بقضية فلسطين زوراً وبهتاناً هم من أيتام المخابرات السورية وتشبهوا بأبو الهول الفرعوني وإما بلعوا ألسنتهم أو انبروا يبشرون بنفاق المقاومة والممانعة واليوم كان من الصامتين اثنان في بكركي هما ايلي الفرزلي وعبدالله فرحات اللذين لم يأتيا  على ذكر الزيارة لا من قريب ولا من بعيد، في حين سليمان فرنجية عارضها علناً وكذلك تشدق واستفرغ الفيلسوف العوني الصغير حكمت ديب. يبقى في المفارقة هنا أن لقاء سيدة الجبل السيادي أيد الزيارة وهو سوف يصعد من مواقفه لدعمها رغم كل مواقف الراعي من أفراده، وهنا يتبين مسيحياً الفرق بين النور والظلمة، وبين القمع والزوؤان، وبين الخير والشرر وبين الصادق والمنافق.، ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع

السفير الجديد للمحتل الإيراني وصل إلى بيروت وكان في استقباله رتل الطرواديين والمرتزقة

الياس بجاني/21 أيار/14/لم يسبق أن تم استقبال وصول سفير جديد إلى لبنان بالإستقبال الاحتفالي الذي تمت عراضته اليوم في مطار بيروت الواقع كلياً تحت رقابة وسلطة وكاميرات وشبيحة جيش الاحتلال المحلي، الذي هو حزب الله. نصاب المستقبلين كان كاملاً حيث حضر كل وكلاء المحتل الإيراني المحليين المجمعين والمجموعين تحت راية 8 آذار. هؤلاء المرتزقة والطرواديين الذين هم ادوات الاحتلال اقتحموا مطار بيروت وقدموا كل واجبات ومراسيم الطاعة والخنوع للسفير الإيراني الجديد محمد فتح علي

المستقبلون/ عضو هيئة الرئاسة في حركة امل خليل حمدان ممثلا الرئيس نبيه بري على رأس وفد من الحركة، نائب مدير الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية والمغتربين فادي الزين ممثلا الوزارة، النائبان بلال فرحات وعلي المقداد عن حزب الله، عضو قيادة التيار الوطني الحر بيار رفول ممثلا التيار، وئام وهاب، امين عام الحزب الديموقراطي وليد بركات ممثلا النائب طلال ارسلان، علي بركة ممثلا حركة حماس، ابو عماد الرفاعي ممثلا حركة الجهاد الاسلامي، مسؤول لبنان في اقليم الجبهة الشعبية ابو عماد رامز، الشيخ ماهر مزهر والشيخ حسان عبدالله عن تجمع العلماء المسلمين، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان ممثلا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الشيخ عبد الرسول حجازي ممثلا تجمع العلماء في جبل عامل، الشيخ حسن شكر ممثلا اللقاء العلمائي، مدير عام مؤسسات الشهيد السيد جواد نور الدين.

ترحيب

ولدى وصول السفير الايراني الى قاعة الشرف في المطار رحب به فادي الزين باسم وزارة الخارجية والمغتربين، كما رحب به خليل حمدان باسم الرئيس بري وحركة امل منوها ب"الدور الايراني تجاه لبنان والوقوف الى جانب المقاومة في لبنان".

السفير علي

بعد ذلك تحدث السفير محمد فتح علي في المطار، فقال: "في مستهل قدومي الى لبنان كسفير للجمهورية الاسلامية في ايران الى هذا البلد العزيز، احمل معي رسالة قوية وطيبة من قبل المسؤولين في ايران، وانني اعتبر انني قدمت الى هنا الى بلدي الشقيق، وان لبنان يؤدي دورا مميزا واقليميا بشكل عام وكبير على مستوى كل التطورات". اضاف: "ان لبنان يتميز بأن لديه مختلف الاديان السماوية كلها متلاصقة الى جانب بعضها البعض، ويتميز بوقوفه كصخرة صلبة امام الاطماع الصهيونية. ونشكر الله لان قدومي الى لبنان في هذا الوقت تزامن مع عيد المقاومة والتحرير. واتقدم بالشكر الجزيل الى زميلي وصديقي السفير غضنفر ركن ابادي لانه بذل جهودا حثيثة وجدية طوال فترة توليه مهامه كسفير للجمهورية الاسلامية في لبنان، وعمل على تعزيز العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الشقيقين. ونسأل الله عز وجل ان يعينني خلال تولي مهامي كسفير للجمهورية الاسلامية في ايران لدى لبنان لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين واني اطمح لتعاون كبير في هذا الاطار بين لبنان والجمهورية الاسلامية في ايران، وباذنه تعالى سوف اسعى لاقامة جسور تعاون بين كل الاطراف السياسية اللبنانية".

 

باسيل التقى بلامبلي والسفير الايراني الجديد ووفدا اقتصاديا وبحث مع سفراء اميركا الجنوبية في فتح اسواق جديدة

وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلاملي الذي قال بعد اللقاء:" ان اللقاء تطرق الى قرارات مجموعة الدعم من اجل لبنان ومتابعتها وطبعا وزارة الخارجية اللبنانية لديها دور في ذلك، وكذلك الامم المتحدة. وكانت أيضا مناسبة لمتابعة اجتماعات روما لدعم الجيش اللبناني". وعما إذا تطرق اللقاء إلى الاستحقاق الرئاسي، أجاب:"كلا، هذا الامر ليس من شأني". وأوضح بلامبلي أن "الحديث تطرق الى موضوع النازحين السوريين، اذ انه جزء من مجموعة الدعم للبنان".

السفير الايراني

ثم تسلم الوزير باسيل من السفير الايراني الجديد محمد فتح علي، نسخة عن اوراق اعتماده وذلك تمهيدا لتقديمها الى رئيس الجمهورية في وقت لاحق. بعد اللقاء قال السفير الايراني: "قمت بزيارة لوزير الخارجية جبران باسيل وقدمت له خلال هذا اللقاء نسخة عن اوراق اعتمادي كسفير للجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الجمهورية اللبنانية. وأعرب معاليه خلال هذا اللقاء عن أمله بأن نشهد في المستقبل المزيد من التطور في العلاقات الثنائية الطيبة الموجودة بين البلدين الشقيقين. وايضا أشار معاليه خلال حديثه عن المواقف المشتركة والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين تجاه كافة التطورات الاقليمية التي تجري من حولنا في المنطقة". اضاف: "كما عقدت لقاء طيبا ومفيدا مع الامين العام للوزارة، اتفقنا خلاله على ان نعمل سويا في المستقبل القريب من خلال كل الخطوات الدؤوبة والجادة والبناءة، التي من شأنها ان تساعد الى أقصى حد ممكن في تطوير العلاقات الثنائية الطيبة الموجودة أصلا بين ايران ولبنان على مختلف الصعد والمجالات".

سئل: هل تحمل مبادرة ما بشأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان؟

اجاب: هذه الاسئلة سنجيب عليها لاحقا.

حكيم وسفراء

ثم التقى باسيل وزير الاقتصاد والتجارة الان حكيم مع سفراء دول السوق المشتركة لأميركا الجنوبية، البرازيل والارجنتين، وباراغواي، واورغواي وفنزويلا. وعقد الوزيران اجتماعا ثنائيا في مكتب الوزير باسيل، جرى فيه تبادل رسائل سياسية بين الجانبين. بعد الاجتماع، عقدت جلسة محادثات ضمت الى الوزيرين باسيل وحكيم سفراء دول السوق المشتركة، وقال الوزير حكيم: "انه اجتماع تعاون وتنسيق بين وزارتي الاقتصاد والتجارة والخارجية في موضوع مهم جدا للبنان والذي هو "مركورسيو"، وهو مشروع اقتصادي وتجاري كبير جدا في أميركا اللاتينية". واضاف: "نحن نعتمد اليوم في الوزارتين على نمط جديد هو الديبلوماسية الاقتصادية، القائم على التعاون التام بيننا، على صعيد فتح أسواق جديدة وخلق فرص عمل خصوصا في أميركا اللاتينية". اضاف: "عقدنا البارحة اتفاقا مع جمهورية الإكوادور، واليوم عقدنا اجتماعا مع الدول الأعضاء الخمس الاساسية في السوق المشتركة، وطلبنا منهم وضع خطة وبرنامج عمل ضمن وقت محدد، من اجل تنسيق العلاقات بين هذه الدول ولبنان ولا سيما تحسين العلاقات التجارية والاقتصادية. ولمسنا تفهما تاما من هذه الدول خصوصا من البرازيل والاورغواي، وابلغنا انه خلال 15 يوما سيحملون إلينا إجابات من بلدانهم في هذا الخصوص". وأكد حكيم: "ان التنسيق بين وزارتي الاقتصاد والخارجية سيبقى مستمرا على هذا النحو مع كل الدول المجاورة والبعيدة، خصوصا الدول الافريقية التي تملك الإمكانيات الهائلة وتأثيرا كبيرا على الاقتصاد والتجارة اللبنانية. وسنقوم بالعمل نفسه سويا كوزراتين، لتوسيع آفاقنا الاقتصادية والتجارية مع افريقيا".

وفد اقتصادي

ثم التقى الوزير باسيل وفدا اقتصاديا، ضم كلا من رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي جميل، رئيس غرفة التجارة والزراعة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي، الامين العام لنقابة اصحاب المؤسسات السياحية جان بيروتي، ورئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد. وقال الجميل بعد اللقاء: "أثنينا على عمل الديبلوماسية الاقتصادية، واردنا ان ينصب النشاط الديبلوماسي هذا في سبيل تفعيل الاقتصاد اللبناني برمته، ويربط بين قدرات الانتشار اللبناني الموجود حول العالم. كما جرى التوافق مع الوزير باسيل على متابعة هذا الامر بخطوات عملية لكي تستطيع الديبلوماسية الاقتصادية ان تخدم قطاعات الاقتصاد الفاعلة في لبنان، ولا سيما ان الوزير باسيل ابلغنا بإنعقاد المؤتمر الذي يضم مغتربين تحت عنوان "الطاقة الاغترابية اللبنانية"، ونأمل ان يكون لنا كإقتصاديين دور فيه من اجل التفاعل مع الانتشار اللبناني." من جانبه قال عربيد: "شكرنا معاليه على مشاركته في مؤتمر bufex، ولليوم الديبلوماسي، وأكدنا له ان الدينامية التي بدأت مع السفراء اللبنانيين، يجب ان تنسحب على الاغتراب اللبناني الغني بالطاقة الكبيرة. واعتقد ان المغتربين بإستطاعتهم ان يكونوا افضل سفراء للسلع والامتيازات اللبنانية. ووضعنا طاقاتنا بتصرفه لإنجاح المؤتمر، ونامل ان يصار الى خلق آلية متابعة سواء مع السفراء اللبنانيين في الخارج او المغتربين والطاقات الاغترابية".

 

العميد وهبي قاطيشه: مصلحة حزب الله الاستراتيجية تلتقي مع مصلحة عون الشخصية والسلاح يفرض عدم اجراء الاستحقاق الرئاسي..

موقع القوات/اشار مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشه الى ان “الديمقراطية تقتضي وجود مرشحين او اكثر يتحدّون بعضهم من خلال برامج وهذا ما يحصل في كافة دول العالم”. وأضاف: “كان حري بالفريق الآخر ان يرشح شخصية وليفز من ينال على الأكثرية في المجلس النيابي”. ولفت قاطيشه في حديث لـ”المستقبل” إلى ان الفريق الآخر منطقه إلغائي وتاريخه إلغائي وهو لا يقبل بأي شخصية من 14 آذار وليس فقط رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع”. ورأى قاطيشه ان “رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يدعو لجلسات متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ولكن لا معنى لها اذا استمر الفريق الآخر بالتعطيل”. مضيفاً: “نريد رئيساً ينتخبه النواب في المجلس النيابي”. واشار الى ان” جعجع اعلن انه اذا كان هناك اي مرشح من 14 آذار يستقطب اصواتاً من الفريق الآخر ينسحب له، لأنه لا يسعى للرئاسة بحد ذاتها انما لإيصال مشروع 14 آذار لرئاسة الجمهورية”.

وتابع قاطيشه: “لو يمارس جميع النواب واجبهم الدستوري لكنا انتقلنا من الدورة الأولى من عدة مرشحين الى مرشحين اثنين في الدورات التالية وليفز الأفضل بينهما”.

وأكد قاطيشه ان “من يعطل الجلسات غير معود على حرية الاختيار ويفضل الارتهان الى الخارج”. متابعاً: “الفريق الآخر يعمل لنصل الى الفراغ لفرض رأيه بالمرشح الذي يريد او لا رئيس”.

وعن التمديد، شدد قاطيشه على ان “رئيس الجمهورية ميشال سليمان حسم موضوع رفضه للتمديد وهو لا يريد التفريط بمقام رئاسة الجمهورية”، مشيراً الى ان “رئيس الجمهورية يخرج قوياً من القصر في حين ان الفريق الآخر هم اراد التمديد لفترة وجيزة لمحاولة اضعافه”. وعن اتفاق الأطراف المسيحية على شخصية واحدة لرئاسة الجمهورية، اوضح قاطيشه ان “رئيس الجمهورية رمز لكل اللبنانيين ونحن ضد إلغاء الديمقراطية فكيف نتفق مع فريق يغطي سلاح “حزب الله” وتدخله في سوريا؟” مستطرداً: “فلنطبق اذا الاتفاق على ليس فقط على رئاسة الجمهورية بل على كافة الرئاسات”.

واكد قاطيشه ان الاتصالات يومية بين الدكتور جعجع ورئيس تيار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري وكان لا بد من لقاء بعد 4 جولات انتخابية والكلام فسّر بغير محله لأن “التيار الوطني الحر” يفسر اي اشارة باتجاه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون كتبنٍ لترشيحه. واردف قاطيشه: “رئيس مجلس النواب نبيه بري يطبق الدستور وكتلته تحضر كافة الجلسات ونعلم تماماً من اين يأتي التعطيل”.

ورأى قاطيشه انه “اذا اردنا الاتفاق على رئيس فنريده يحافظ على حرية وسيادة واستقلال لبنان ولا رئيس يرتهن لحزب مسلح ونظام يقتل شعبه ويدمر بلده”. واستغرب قاطيشه: “ما هذه الديمقراطية التي يطلب فيها فريق من الفريق الآخر التخلي عن مرشحه ليدخل المعركة الانتخابية؟” واستطرد: “لن نعطل الانتخابات مهمن كان مرشح الفريق الآخر”. واوضح قاطيشه ان “السلاح يفرض ارادة عدم اجراء الاستحقاق، ومصلحة “حزب الله” الاستراتيجية تلتقي مع مصلحة العماد عون الشخصية، رغم ان “حزب الله” لم يعلن صراحة حتى الساعة تبنيه ترشيح العماد عون”. وتابع: “”حزب الله” يملك فيتو مسلّح ولولاه لكان ذهب معظم النواب الى الملسة لانتخاب رئيس”. ورأى ان “”حزب الله” يريد إميل لحود آخر”. وتفاجأ بعدم استيضاح وزير الخارجية جبران باسيل تصريحات المستشار العسكري للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران الجنرال رحيم صفوي مضيفاً “باسيل اكتفى بسؤال سفير لبنان في طهران الذي لا علاقة له في حين انع كان يجدر به استدعاء سفير إيران في بيروت غضنفر ركن ابادي.

ولفت قاطيشه إلى ان “رغم كل ما يحصل انتخب العراقيون بكل حرية في حين ان البعض في لبنان ما يزال يعطل الاستحقاقات في لبنان”. وعن دور المملكة العربية السعودية اشار الى ان “المملكة كانت منذ اربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم ترعى الاستقرار من دون ان تتدخل في الشأن الداخلي للبنان، وهي لم تتدخل الا في اطار المساعدات للبنان”. وعن ما يحكى عن النجاح الأمني لهذه الحكومة أمل قاطيشه “بقاء الاستقرار ولكن حوادث الثلثاء في طرابلس والرميلة مؤشرات على ان من لا يريد الخير للبنان عاد ليقوض الاستقرار فيه”. واشار الى انه “في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تضررت السياحة بشكل كبير بسبب محاولة تغيير هوية لبنان ما دفع بالعرب غلى عدم المجيء الى لبنان”. وتابع: “العجلة الاقتصادية بدأت تتحرك بالشكل المناسب وبدأ السواح الأشقاء العرب بالتوافد الى لبنان”. وأكد ان “ملف اللاجئين السوريين كارثة انسانية والحكومة السابقة لم تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الموضوع وهو بحاجة لإدارة دولية واقليمية وتظافر الجهود والحل بإقامة مخيمات بين حدود لبنان وسوريا”. وعن الانتخابات السورية رأى قاطيشه انه لن يكون هناك رئيساً لسوريا بعد 3 حزيران لأنه حتى لو فاز بالانتخابات المزمع إجراءها لن يعترف به المجتمع الدولي”. وتابع: “لا بلد ولا رئيس جمهورية في سوريا ولا يليق هكذا رئيس بالشعب السوريا والموقف الدولي واضح من هذا الموضوع”.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: الفراغ بانتظار أعجوبة وثلاثية جديدة لعون

جريدة الجمهورية

السباق على أشدّه بين مسارَين: مسار انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ربع الساعة الأخير من الولاية الدستورية ترجمةً للحراك السياسي الداخلي والخارجي، كما للحِرص الدولي والإقليمي على تتويج التسوية الحكومية بأخرى رئاسية. ومسار الفراغ الذي يبدأ في 25 ويصعب تحديد سقفِه الزمني وما يمكن أن يحمله من أحداث وتطوّرات، ولكنّ الأكيد أنّ مرحلة جديدة ستبدأ الأحد المقبل وستكون مفتوحة على شتّى الاحتمالات، ربطاً في كيفية تعاطي القوى السياسية مع هذه المرحلة، أي على قاعدة التسليم بالفراغ والتخفيف من تداعياته، واعتباره مجرّد شغور في ظلّ وجود حكومة تجمع طرفي الصراع، أو على أساس الذهاب نحو خطوات عملية من طبيعة دستورية وسياسية، للقول بأنّ الأمور لا تستقيم من دون رئيس للجمهورية، وذلك بهدف الضغط لتسريع انتخاب رئيس جديد. لا شكّ في أن الأيام المقبلة كفيلة بتحديد أيّ اتّجاه سيرسو عليه المشهد السياسي ليُبنى على الشيء مقتضاه. قبل يومين من انتهاء المهلة الدستورية، تتقلّص دائرة التفاؤل في إمكان تسجيل خرقٍ أو مفاجأةٍ ما تُبدّل في المشهد الرئاسي المأزوم قبل منتصف ليل السبت ـ الأحد المقبلين، في ظلّ غياب أيّ معطى يُنبئ بإمكان حصول ذلك، وعليه، ستكون جلسة الانتخاب الخامسة اليوم كسابقاتها بلا نصاب، على أن ينصبَّ الجهد من الآن وصاعداً على سُبل إدارة الفراغ بعد تاريخ 25 أيار الجاري. وفي هذا الوقت نشَطت الحركة السياسية وتوالت المواقف في كلّ الاتجاهات. رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يشرف على ترتيبات نهاية عهده شدّد على ضرورة أن يتابع النواب حضور الجلسات حتى انتخاب رئيس جديد. رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن أنّ جلسة اليوم مفتوحة حتى انتهاء الولاية وتأمين النصاب والانتخاب. البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قال: «إذا أُغلق القصر الجمهوري يكون ذلك عاراً علينا كلّنا وفشلاً ذريعاً للمجلس النيابي». النائب وليد جنبلاط أكّد أنّ «التجارب مع الغير كانت مريرة وأحياناً كانت بالمدفعية، والله يستر من الآتي من الجهتين». رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رأى أنّه يشكّل مع رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري والأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله «مثلّث قوّة للبنان» في موقف يعبّر عن ترشيح غير معلن على أساس برنامج يربط بين السنّة والشيعة. رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أكّد أنّه سيكون أوّل المهنّئين لعون إذا حازَ على الأكثرية، وكشفَ أنّه طرح مع الراعي بعض الأفكار التي لا يستطيع الإفصاح عنها لعدمِ الوقوع في الفراغ، أو كي لا يطول هذا الفراغ. المؤسّسات المارونية التي اجتمعَت في بكركي حذّرت من أنّ «تعطيل الانتخابات يخالف الدستور نصًّا وروحًا ويهدّد الكيان». وفي موازاة هذه المواقف بدَت القوى المسيحية في 14 آذار مستاءة ممّا آلت إليه الأمور، وبدأت تفكّر جدّياً بضرورة تعديل المادة المتصلة بانتخاب رئيس الجمهورية، لأنّ خلاف ذلك يعني إبقاءَ الاستحقاق الرئاسي رهنَ التسويات الخارجية، وضربَ مبدأ اللبننة ووضعَ المسيحيّين باستمرار أمام خيارات تتراوح بين السيّئ والأسوأ.

نقولا

في المقابل، أكّد عضو «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا أنّ على جميع الذين يتعاطون الشأن السياسي أن يفهموا أنّ العماد عون لن يكون مرشّحاً في وجه جعجع، حتى لو كان معه 70 نائباً وليس 65 نائباً. وقال نقولا لـ»الجمهورية»: «إنّ «التكتّل» يشارك في جلسة الانتخاب عندما يعلن تيار «المستقبل» سحبَ ترشيح جعجع ويعلن إسماً آخر يستطيع تأمين التوافق. المشكلة عندنا ليست مشكلة رقم وعدد، إنّما لا يمكننا القبول برئيس يُعتبَر رئيسَ تحَدٍّ لأيّ طائفة في لبنان، والعماد عون كان واضحاً في كلامه عندما تحدّث عن المثلّث المسيحي ـ الشيعي ـ السنّي الوحيد القادر على تأمين الاستقرار. ما نقوله هو: مع كلّ تقديرنا لجعجع ولكن إنّه يمثّل تحدّياً لشعور بعض اللبنانيين، خصوصاً لطائفة معيّنة كبيرة. وعن المفاوضات مع «المستقبل»، أجاب نقولا: «كلّ ما علينا فعلناه، ونحن الآن ننتظر الردّ من الطرف الآخر» .

مناقشة الرسالة

وعشية جلسة الانتخاب، ناقشَ مجلس النواب أمس في جلسة عامّة حضرَها أكثر من 65 نائباً وقاطعَها نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» وبعض نواب تكتّل «التغيير والإصلاح»، رسالة رئيس الجمهورية التي حثّ فيها النواب على العمل وفقَ ما يفرضه الدستور تفادياً للمحاذير والمخاطر التي قد تنشأ جرّاء عدم انتخاب رئيس للجمهورية. وقال بري خلال الجلسة إنّ موضوع نصاب الثلثين لم يخترعه هو ولا غيره، وأضاف: منذ دستور العام 1926، آنذاك كان أهلنا المسيحيّون في المجلس 6 على 5 وكان في إمكانهم أن يأتوا برئيس للجمهورية من دون أيّ اعتبار لرأي المسلمين حتى العام 1989، مع ذلك لم يقبلوا ولم يلجأوا إلى ذلك».

لقاء لافروف - الحريري

على صعيد آخر، وعلى رغم أنّ وزارة الخارجية الروسية لم تعلن رسمياً عن إلغاء اللقاء الذي كان مقرّراً بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، إلّا أنّ مصادر قريبة من المطبخ السياسي الروسي كشفت لـ»الجمهورية» أنّ أسباب إلغاء اللقاء المذكور قد تعود إلى حساسية الوضع في لبنان، خصوصاً أنّ البلاد عند عتبة استحقاق الانتخابات الرئاسية، وكما هو معلوم فإنّ كلّ الخطوات الداخلية والخارجية التي يقوم بها القادة في لبنان تترجَم على المستوى السياسي على الساحة المحلية. لذلك تتوقّع المصادر أن يكون لقاء الحريري – لافروف قد خضَع لهذه الاعتبارات، خصوصاً أنّ موسكو تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف السياسية في لبنان، وقد أكّدت أكثر من مرّة ضرورة العودة إلى طاولة الحوار للتوافق حول كافة القضايا. ولم تستبعد المصادر أن يتمّ تحديد موعد جديد للقاء بين الرجلين في ضوء مستجدّات الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

تعيينات إدارية اليوم

وفي هذه الأجواء، يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً عصر اليوم في السراي الكبير للبحث في جدول أعمالٍ من مئة بندٍ تقريباً، يحوي رزمةً أخيرة من التعيينات الإدارية هي من الدفعات الأخيرة المتبقّية منها، ومن بينها تعيين عدد من رؤساء وأعضاء مجالس إدارة المستشفيات الحكومية الشاغرة أو تلك التي تمارس مهامّها بحكم الإستمرارية بعد انتهاء ولايتها منذ سنوات عدة.

تكريم الحكومة

أمّا الجلسة الثانية لمجلس الوزراء فقد تقرّر عقدها في السابعة من مساء غد الجمعة في قصر بعبدا، على أن تكون جلسة قصيرة، لينتقل رئيس الحكومة والوزراء وعقيلاتهم بعدها إلى العشاء الذي يقيمه سليمان على شرف الحكومة الجديدة، وتكريماً لهم بمناسبة انتهاء ولايته الرئاسية.

خطاب الوداع

وإلى هاتين المناسبتين، تنتظر الأوساط مضمون خطاب الوداع الذي سيلقيه رئيس الجمهورية ظهر يوم السبت المقبل في قصر بعبدا أمام نخبةٍ من الرسميين والديبلوماسيين، يتقدّمهم رئيسا المجلس والحكومة والوزراء والنوّاب الحاليّون والسابقون الذين تولّوا المسؤولية في حكومات عهده، إضافةً إلى رجال الإقتصاد والمال والإعلام والمجتمع المدني.

وسيخصّص سليمان جزءاً كبيراً من الخطاب لإجراء جَردة العهد على كلّ المستويات السياسية والأمنية والإدارية، وما تحَقّق منها وما يمكن أن يكون بمثابة الأمانة يودعها لدى الرئيس الخَلف، بعد إبداء الأسَف لعدم تحقيق رغبته في تسليم رئيس جديد للجمهورية يُنتخَب ضمن المهلة الدستورية.

وسيؤكّد مجدّداً الثوابت السياسية التي أرساها في السياسة الخارجية التي تضمن حماية لبنان من تردّدات ما يجري في المنطقة، وتضمن استمرار التوافق الدولي على أمنه واستقراره وسيادته وثرواته الاقتصادية.

 

سليمان التقى سلام وزوارا: لحضور الجلسات حتى انتخاب رئيس جديد

وطنية - حيا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رئيس المجلس النيابي والمجلس على القيام بالدور الدستوري في مناقشة الرسالة التي وجهها الى المجلس، وشدد على ضرورة أن يتابع النواب حضور الجلسات حتى انتخاب رئيس جديد.

وهنا نص رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس النيابي:

"دولة رئيس مجلس النواب

الموضوع: رسالة الى مجلس النواب.

المرجع: الدستور اللبناني، سيما البند (10) من المادة 53 منه.

إن البند /10/، من المادة /53/ من الدستور اللبناني، أولاني مسؤولية توجيه رسائل الى مجلس النواب الكريم عندما تقتضي الضرورة،

وإنه إستنادا الى الأحكام الأساسية التي ضمنها الدستور مقدمته، بأن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، وأن الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك،

وبما أنني رئيس البلاد المؤتمن على الدستور، والبلاد على مشارف إنتهاء مهلة إستحقاق دستوري تتولد عنه سلطة أساس، أي الإنتخابات الرئاسية،

ان إنطلاق العملية الإنتخابية بتاريخ 23/4/2014، يكرس بحد ذاته إلتزاما من قبلكم بأحكام الدستور، ولكن عدم مشاركة البعض منكم في الجلسات اللاحقة، التي دعا اليها رئيس المجلس، خلقت نوعا من الخوف لدى الشعب، وزادت من قلقه على المستقبل،

إن الدستور قد أولاكم تمثيل الأمة جمعاء، فأصبحتم مسؤولين تجاه هذه الأمة في كل عمل تأتونه، أو موقف تتخذونه، وذلك إنطلاقا من وكالة أرادها الدستور دافعا لكل عضو منكم لكي يفعل ويختار، لا لكي يمتنع ويتخلف عن الإختيار،

ان الأوضاع التي يمر بها لبنان في هذه المرحلة التاريخية تستوجب منا جميعا، ومنكم بالأخص، منسوبا استثنائيا من الوحدة والتآزر، وتفرض على كل مسؤول تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة سواها، إن انتخاب رئيس الجمهورية في بعده الدستوري، يشكل قضية وطنية سامية، وإن الخلو في هذا الموقع، وإن نص الدستور على تحديد آلية للتعامل معه، سيطال في مفاعيله جوهر العقد الميثاقي الوطني، الذي توافق عليه اللبنانيون منذ ما قبل الإستقلال، في توزيع مواقع السلطة في هرمية الدولة، مما يجعل من هذا الأمر قضية ميثاقية حقة. وللميثاق في نظامنا أرجحية معنوية على كل القوانين،

إن عدم إكتمال نصاب الجلسات المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، وإن تعددت أسبابه السياسية والخاصة، قد ينعكس على دور المجلس في تمثيل الإرادة الشعبية، تعمدا لخلو سدة الرئاسة الأولى، ومسا بالمصلحة العامة وبالشراكة الميثاقية الوطنية، مصلحة توجب التئام المجلس ومتابعته العمليات الانتخابية المتتالية، إذا اقتضى الأمر، حتى التوصل الى انتخاب الرئيس الجديد قبل انتهاء الجلسة.

لذلك، نطلب من مجلسكم الكريم العمل على ما يفرضه الدستور، وما توجبه القوانين لاستكمال هذا الاستحقاق الدستوري، تفاديا للمحاذير والمخاطر المشار اليها اعلاه. فالوطن يستحق منا تجردا وترفعا، وكثيرا من تحمل المسؤولية، واللبنانيون يستحقون ان يكون لهم رئيس جديد للجمهورية قبل الخامس والعشرين من شهر أيار الجاري، ويبقى الشعب المرجع والحسيب.

العماد ميشال سليمان".

سلام

وفي نشاطه، عرض سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا مع رئيس الحكومة تمام سلام الأوضاع والتطورات السياسية الراهنة قبيل اجتماع المجلس النيابي لمناقشة الرسالة الرئاسية الى المجلس وعشية الجلسة النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية.

السلطات القضائية

ثم رأس رئيس الجمهورية في حضور الرئيس سلام ووزيري العدل اشرف ريفي والداخلية والبلديات نهاد المشنوق ورؤساء السلطات القضائية اجتماعا تم في خلاله التشديد على تفعيل العمل القضائي بالتعاون مع الاجهزة الامنية من اجل ضبط الوضع ومتابعة ملاحقة المخالفين والمرتكبين.

قسم يمين

وفي حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أقسمت المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس، اليمين امام رئيس الجمهورية بصفتها عضوا في المجلس المركزي لمصرف لبنان وعضوا في هيئة الاسواق المالية. وقد هنأها سليمان متمنيا لها التوفيق في منصبها الجديد.

مخيبر

ومن زوار بعبدا النائب غسان مخيبر.

 

بري في جلسة مناقشة رسالة سليمان: سمعت حرصا على احترام الميثاقية وهذا هدفنا والجلسات ستكون مفتوحة حتى انتخاب الرئيس

وطنية - إفتتح رئيس مجلس النواب نبيه، بري عند الساعة الثانية عشرة والربع ظهرا، الجلسة الخاصة لمناقشة مضمون رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى مجلس النواب، والتي يدعو فيها المجلس الى الانعقاد وانتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 الجاري. حضر الجلسة رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء والنواب الذين غاب منهم بعذر: اميل رحمة، آغوب بقرادونيان، عاطف مجدلاني، وستريدا جعجع.

وتلا الرئيس بري كلمة رئيس الجمهورية وفقا للبند 10 من المادة 53 من الدستور.

وهنا نص الرسالة:

"دولة رئيس مجلس النواب

الموضوع: رسالة الى مجلس النواب.

المرجع: الدستور اللبناني، سيما البند (10) من المادة 53 منه.

إن البند /10/، من المادة /53/ من الدستور اللبناني، أولاني مسؤولية توجيه رسائل الى مجلس النواب الكريم عندما تقتضي الضرورة،

وإنه إستنادا الى الأحكام الأساسية التي ضمنها الدستور مقدمته، بأن لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية، وأن الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، وأن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك،

وبما أنني رئيس البلاد المؤتمن على الدستور، والبلاد على مشارف إنتهاء مهلة إستحقاق دستوري تتولد عنه سلطة أساس، أي الإنتخابات الرئاسية،

ان إنطلاق العملية الإنتخابية بتاريخ 23/4/2014، يكرس بحد ذاته إلتزاما من قبلكم بأحكام الدستور، ولكن عدم مشاركة البعض منكم في الجلسات اللاحقة، التي دعا اليها رئيس المجلس، خلقت نوعا من الخوف لدى الشعب، وزادت من قلقه على المستقبل،

إن الدستور قد أولاكم تمثيل الأمة جمعاء، فأصبحتم مسؤولين تجاه هذه الأمة في كل عمل تأتونه، أو موقف تتخذونه، وذلك إنطلاقا من وكالة أرادها الدستور دافعا لكل عضو منكم لكي يفعل ويختار، لا لكي يمتنع ويتخلف عن الإختيار،

ان الأوضاع التي يمر بها لبنان في هذه المرحلة التاريخية تستوجب منا جميعا، ومنكم بالأخص، منسوبا استثنائيا من الوحدة والتآزر، وتفرض على كل مسؤول تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة سواها،

إن انتخاب رئيس الجمهورية في بعده الدستوري، يشكل قضية وطنية سامية، وإن الخلو في هذا الموقع، وإن نص الدستور على تحديد آلية للتعامل معه، سيطال في مفاعيله جوهر العقد الميثاقي الوطني، الذي توافق عليه اللبنانيون منذ ما قبل الإستقلال، في توزيع مواقع السلطة في هرمية الدولة، مما يجعل من هذا الأمر قضية ميثاقية حقة. وللميثاق في نظامنا أرجحية معنوية على كل القوانين،

إن عدم إكتمال نصاب الجلسات المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، وإن تعددت أسبابه السياسية والخاصة، قد ينعكس على دور المجلس في تمثيل الإرادة الشعبية، تعمدا لخلو سدة الرئاسة الأولى، ومسا بالمصلحة العامة وبالشراكة الميثاقية الوطنية، مصلحة توجب التئام المجلس ومتابعته العمليات الانتخابية المتتالية، إذا اقتضى الأمر، حتى التوصل الى انتخاب الرئيس الجديد قبل انتهاء الجلسة.

لذلك،

نطلب من مجلسكم الكريم العمل على ما يفرضه الدستور، وما توجبه القوانين لاستكمال هذا الاستحقاق الدستوري، تفاديا للمحاذير والمخاطر المشار اليها اعلاه. فالوطن يستحق منا تجردا وترفعا، وكثيرا من تحمل المسؤولية، واللبنانيون يستحقون ان يكون لهم رئيس جديد للجمهورية قبل الخامس والعشرين من شهر أيار الجاري، ويبقى الشعب المرجع والحسيب".

الجسر

ثم تليت المادة 145 من النظام الداخلي للمجلس النيابي، اعطيت الكلمة بعدها في المناقشة للنائب سمير الجسر الذي قال: "لم أستغرب أن يوجه فخامة الرئيس رسالة الى مجلس النواب في الأيام الأواخر من عهده، كما لم أستغرب يا دولة الرئيس استجابتكم في الدعوة الى الجلسة حسب نص المادة /145/ من النظام الداخلي. فحق فخامة الرئيس مكرس بالمادة /53/ من الدستور البند (10) وهذا النص يعطيه حق توجيه الرسائل الى المجلس عند الضرورة".

اضاف: "وأي ضرورة هي أكبر وأشد من ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الدستورية حتى لا يشغر موقع الرئاسة ولو للحظة واحدة، مشرعا بذلك أبواب التكهنات والاحتمالات بما يثير القلق عند الناس وبما قد يرخي هذا القلق من ظلال على الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والأمني... دافعا بذلك البلاد الى تسويات قد تكون دون طموح الناس في انتخاب رئيس تفتح معه أبواب الأمل للناس بغد جديد وبنهوض أكيد وباستعادة لبنان لدوره الريادي في المحيط العربي".

وسأل: "فما هي المسألة التي أوصلتنا الى حافة شغور موقع الرئاسة ونحن على ساعات من انتهاء المهلة الدستورية للانتخاب. هل هي مسألة النصوص، أم هي مسألة تفسير هذه النصوص، أم هي مسألة الركون الى سوابق بتنا نخالها أقوى من النصوص وباتت بالممارسة توحي بتعديلات واقعية في ظل دستور رسم بوضوح إجراءات التعديلات الدستورية (المواد 76 و77). أم هي الثقافة الديمقراطية لدينا. لم يترسخ منها في نفوسنا سوى الشكل وبقيت روح الديمقراطية بعيدة بعيدة. وكلما حاولت روح الديموقراطية الاقتراب منا أبعدناها "بأنا كبيرة" شعارها كل شيء "للأنا" أو لا انتخاب. وكلما ظنت روح الديموقراطية بأنه يمكن لها أن تتسلل الى نفوسنا من خلال المصلحة الوطنية التي تخالج صدورنا جميعا ينكشف لها أن هذه المصلحة الوطنية التي تختلف بأبعادها من شخص لآخر قد أضحت متعددة الأوجه وأضحت عند البعض أسيرة لمعتقدات وثوابت تجعل واهما كل من يطمح الى الرسالة دون هذه الثوابت والمعتقدات".

وقال: "هل من المعقول أن ندخل الى القاعة في جلسة الانتخاب ونحن لا نعرف مسبقا وبشكل رسمي من هم المرشحون؟ هل من المعقول ألا يكون هناك تاريخ فاصل للترشيح تحدد معه أسماء المرشحين وتوجهاتهم. هل من المعقول في ظل نظام يشترط في الدورة الثانية أكثرية مطلقة للفوز أن نترك حبل المرشحين على غاربه بحيث يصعب معه، في ظل التركبة اللبنانية، الانتخاب من دون تسويات قد تكون دون طموح الناس. ان الأزمة تكررت وان المتبصر يعرف بأنها قابلة للتكرار عند كل استحقاق رئاسي إذا لم نجد حلا".

وتابع: "هل من المعقول أن نغيب عن الجلسات بدون عذر أكثر من مرتين في العقد الواحد كما تنص على ذلك المادة /61/ من النظام الداخلي. صحيح أن الدستور لا ينص على الزامية الحضور وصحيح أن الزامية حضور الجلسات العامة ليس لها من جزاء يضبط حال التخلف عن الحضور. لكن يبقى الحس الوطني هو الالزام الذي يجب ان يعلو على أي جزاء".

وقال: "ان التفاهم الذي حصل في هيئة مكتب المجلس حول نصاب الحضور والذي أعلنه الرئيس في احدى الهيئات العامة انما هو مجرد استنتاج. وان كان يغلب عندي ان النصاب لا يكون إلا بنص ولا نص سوى المادة /34/ من الدستور إلا انه يبقى السؤال المحير أنه اذا استنتج نصاب الحضور في الجلسة الأولى بثلثي أعضاء المجلس كون هذا النصاب هو نصاب الفوز في الدورة الأولى، فكيف استنتج نصاب الحضور بالثلثين في الدورة الثانية ونصاب الفوز فيها يكون بالأكثرية المطلقة من عدد أعضاء المجلس".

واشار الى "ان الآلية هذه قد حتمت انتخابات التسوية في ظل التوازنات القائمة والتي يصعب معها للتحالفات القائمة من تأمين حضور أكثر من ثلثي أعضاء المجلس من دون التفاهم على تسوية". وقال: "إن علينا مستقبلا استحضار الاشكاليات التي رافقت وترافق هذا الاستحقاق بكل تفاصيلها والبحث في ما إذا كان سببها النصوص أم تفسير هذه النصوص أم إجراءات غائبة أو ناقصة. فان كان الأمر مرده لنقص في النصوص فعلينا استكمالها وان كان مرد الاشكال لتفسير هذه النصوص فعلينا العمل على قوانين تفسيرية او ربما تعديل هذه النصوص بما يزيل عنها الالتباس ويبعد عنها الاجتهاد".

وأكد "ان استقرار الوطن يتقدم على كل اعتبار، وانتخابات الرئاسة يفترض أن تكون فاتحة لكل استقرار، بها تتجدد الحياة السياسية مشرعة أبواب الأمل للناس".

وقال: "اننا في كتلة المستقبل نشدد على ضرورة الانتخاب في المهل الدستورية، كما نشدد على احترام كل المهل الدستورية. لكننا في المناسبة نشدد أكثر على ضرورة اعادة النظر في كل النصوص الخاصة بإجراءات الانتخابات الرئاسية حتى يتفادى الوطن مستقبلا تكرار الأزمات، واضعين نصب أعيننا أنه إذا كان من حق النائب أن يغيب عن الجلسات فإن من حق الشعب أن يكون له رئيس منتخب في المهل الدستورية وحق الشعب أولى".

واضاف: "بالمناسبة، فإننا في كتلة المستقبل نحيي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي بقي حتى اللحظات الأخيرة يعمل من أجل الوطن وما رسالته التي تعكس القلق وعمق التجربة الا تأكيد على هذا الأمر".

وتابع: "ان الظروف التي استلم فيها فخامة الرئيس زمام الأمانة كانت صعبة للغاية اثر أحداث فتح الاسلام واجتياح بيروت وتسوية الدوحة. وإن الظروف التي تابع فيها فخامة الرئيس حمل الأمانة كانت أصعب في ظل ربيع عربي لم يزهر وفي ظل أجواء حاول خلالها إبعاد شبح انتقال أحداث سوريا الى لبنان عن طريق سياسة النأي بالنفس بقصد ابعاد اللبنانيين عن الغرق في الوحول السورية والحؤول دون تصدير التصدعات السورية الى لبنان".

وقال: "لقد عوض حضور فخامة الرئيس في المحافل الدولية عن الانقسامات اللبنانية حول السياسة الخارجية، كما أثمر حضوره الدولي دعما دوليا ومساعدات للبنان كان آخرها وأهمها المساعدة السعودية السخية لتجهيز الجيش اللبناني".

واكد ان فخامة الرئيس وضع يده على الجرح وسبب النزف اللبناني فأراد من خلال اعلان بعبدا حمل كل القوى على الابتعاد عن سياسة المحاور الاقليمية خوفا من آثار تردداتها على لبنان مع التأكيد على عدم الخروج على الاجماع العربي والالتزام بالقضية الفلسطينية وحق العودة مع التأكيد على وضع استراتيجية دفاعية تضع حلا لاشكالية السلاح وتضمن وحدة الدولة وأحادية السلطة فيها".

وقال: "نحن إذ نقول شكرا لفخامة الرئيس على ما سعى من أجله نؤكد أن اللبنانيين سينصفونه وهم يعلمون كما نعلم انه اجتهد وان له فضل المجتهد. فان اصاب فله أجران وان أخطأ فله الأجر دائما. نحن نقدر لفخامة الرئيس هذه التضحيات التي مارسها بأدب رفيع وبتسامح كبير وحرص على وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه".

وختم: "أخيرا يا دولة الرئيس فاني أتوجه اليك من خلال دورك وحنكتك الى حث الجميع على ايجاد مخرج لإجراء الانتخابات يحفظ البلاد ويبعث الأمل في الصدور من جديد".

حماده

وتحدث النائب مروان حماده عن دور سليمان قائلا: "نحن نحترمه في كل مرحلة من مراحل عهده". وأشار الى ان "الرئيس سليمان هو رئيس ميثاقي حواري وطني ونوجه له الشكر الجزيل لحفظ البلاد وحفظ وحدتها رغم كل المآسي التي مررنا بها".

أضاف: "منذ الطائف ونحن ننتقل من انتخاب وفاقي، الى تمديد الى رئاسة ممدة الى رئاسة شبه مفروضة الى شغور ينتظرنا بعد ايام قليلة. وفي ضوء رسالة الرئيس، نتوجه الى دولتكم: اذا كان الرئيس يدعونا الى الاجتماع والتصويت فالاحرى بنا نحن ان ندعو انفسنا للقيام بأبسط واهم واجبات النائب وهو منع الشغور في الرئاسة الاولى، ليبقى الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة اذ لا شرعية تناقض ميثاق العيش المشترك، وليبقى لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية".

فتوش

وتحدث النائب نقولا فتوش: "لسنا في معرض المديح ولسنا في حفل تأبيني. نحن امام رسالة تتضمن ما تتضمن، علينا مناقشة ما ورد فيها. ان الكلمة الطيبة تحمل الاذى اذا جاءت في غير موضعها. نعم فخامة الرئيس له الحق بتوجيه الرسائل، والحق اولاه اياه الدستور انما لا يحق لفخامته ان يتناسى ما حصل من جهود بذلتها انت (الرئيس بري) تقيدت بالدستور وكانت اللعبة والاصول الديموقراطية مراعاة لأقصى الدرجات. والمهم من عمل وليس من يوجه الرسالة في لحظات الايام الاخيرة".

أضاف: "أتتنا الرسالة اليوم ولفتني المقطع الذي يشير فيه الى خلو الموقع، مما يجعل من هذا الامر قضية ميثاقية حقة وللميثاق ارجحية على كل القوانين. وسألت ما دخل هذا الموضوع بموضوع الرسالة، اذا لم ينتخب الرئيس وتسلمت الحكومة الصلاحيات وفقا للمادة 62 من الدستور، هل في ذلك تعرض للميثاق الوطني؟

بنظري نحن لا نعرض الميثاق، ونحن نراعي الاصول الدستورية والقانونية".

أضاف: "يقتضي ان يكون هناك اسلوب للتعاطي بين المؤسسات واصول لكيفية التوجه الى مجلس النواب، لأن المجلس هو المصدر الاول للسلطات. اراني آسفا، لأن أطلب رد ما ورد في كتاب رئيس الجمهورية".

الجميل

وقال النائب سامي الجميل: "هذه وكالة أعطانا إياها الشعب لاختيار الرئيس الأنسب وعدم إعطاء رأي الشعب اللبناني هو التلكوء في القيام بالواجب. انتخبنا لنعبر عن رأي الشعب، ومقاطعة انتخاب رئيس الجمهورية ليس حقا، بل عملية تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية وتعطيل المسار الديموقراطي".

وتطرق الى موضوع النصاب فقال: "عندما وضع نصاب الثلثين كان في نية المشرع انه يريد حماية المسيحيين. وكان الثلث المعطل هو ثلث ميثاقي. فإذا كان المسيحيون يشعرون أن هناك حلف رباعي يمارس ضدهم، وضع هذا الثلث المعطل. ويمكن أن يكون هذا الحق الذي يعطى للمسيحيين يعطى أيضا للطوائف الأخرى. في الوضع الحالي لا يوجد أي مبرر ميثاقي لأن هذا المعطى غير موجود، لأن هناك أكثر من نصف المسيحيين يحضرون أو أكثر من نصف الشيعة والسنة والدروز. والسبب الوحيد الذي يحول دون انتخاب رئيس الجمهورية هو طموح شخصي".

وحذر من "نتائج وخيمة إذا لم ينتخب رئيس للجمهورية في 25 أيار"، داعيا الرئيس بري الى "عقد جلسات صباحية ومسائية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 أيار ويكون المجلس النيابي في حالة طوارىء نيابية من أجل عدم تعطيل المسار الديموقراطي".

بري

ورد بري بالقول: "أريد أن ألفت النظر الى ان موضوع نصاب الثلثين هذا لم أخترعه أنا ولا غيري ايضا. منذ دستور العام 1926، آنذاك كان أهلنا المسيحيون في المجلس 6 على 5 وكان بإمكانهم أن يأتوا برئيس للجمهورية دون اي اعتبار لرأي المسلمين حتى العام 1989، مع ذلك لم يقبلوا ولم يلجأوا الى ذلك. أبوك وعمك لم يلجأوا الى ذلك".

وقاطعه الجميل فقال: "دولة الرئيس أنا مع نصاب الثلثين".

فرد بري: "عفوا لقد التبس علي كلامك فأعتذر. أما في شأن الدعوة الى جلسات انتخاب فخامة رئيس الجمهورية، فأنا أعرف وأنتم تعرفون ايضا، أنه إذا استعمل رئيس المجلس حقه في الدعوة خلال الشهر والشهرين فإن العشرة أيام الأخيرة من ولاية رئيس الجمهورية لا يعود لها أي مفعول. لكن مع ذلك، حرصت على أن لا أتقيد بهذا الأمر. لذلك، دعوت الى جلسة في اليوم الأول المحدد دستوريا قبل الأيام العشرة. واني أقول ان هناك جلسة كل دقيقة (في الأيام العشرة) حتى إذا لم يدعو اليها رئيس المجلس إذا كان النصاب متوفرا، ولا ضرورة أن أعين جلسة غدا أو بعد غد أو بعده. وإذا عرفت ان هناك نصابا مؤمنا في أي ساعة أو وقت، حتى ولو كان في منتصف الليل، فإن رئاسة المجلس حاضرة لأن تكون في خدمة المجلس، وهذا أقل من واجباتنا الوطنية".

كيروز

وتحدث النائب ايلي كيروز، فسأل: "هل يحق للنائب أن يتخلف عن حضور الإجتماع الذي يعقد لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وما هو النصاب القانوني المطلوب لانعقاد الجلسةالثانية لانتخاب رئيس الجمهورية؟ هل يكتفى بالغالبية المطلقة؟".

وقال: "إن الرأي الغالب هو الرأي القائل بالأكثرية المطلقة في الدورة التي تلي حسب المادة 49 من الدستور، واستشهد بنص للدكتور ادمون رباط".

وعلق بري: "أين قرأت ذلك؟ إقرأ مرة أخرى ادمون رباط".

وتابع كيروز فدعا الى "مراجعة الموقف من النصاب في الدورة الثانية إذا ما استمر الموقف منه لتعطيل الإستحقاق والجمهورية". وحيا رئيس الجمهورية على مواقفه "الشجاعة".

وقال بري: "الرسالة ليست لمناقشة النصاب، وأنا مستعد لجلسات بهذا الخصوص".

وقال مازحا: "أفضل من أن يصبح الحق علي، أنا مستعد لنصاب ستة أشخاص".

حرب

وتحدث الوزير بطرس حرب بصفته النيابية، فسجل احترامه وتقديره "للدور الدستوري الذي قام به رئيس الجمهورية ومارس حقه الدستوري"، متحدثا عن "فصل وتعاون السلطات".

ولفت الى غياب نواب كتلة الوفاء للمقاومة، معترضا على ذلك، ورأى ان "من الأجدى حضورهم".

وقال: "أنا حزين لئلا يفسر غيابهم انه استخفاف بالرئيس وموقع الرئاسة".

أضاف: "للديموقراطية أصول وقواعد. وحق التغيب ليس دستوريا أو قانونيا. والعذر الشرعي لا يعني التعطيل". وشدد على انه "لا وجود لإلزامية التوافق على الرئيس في الدستور".

وعلق فتوش: "ضع الأسود على الأبيض. عليه أن يدعو المجلس لمناقشة مضمون الرسالة واتخاذ الموقف".

ديب

أما النائب حكمت ديب فقال: "عندما أرسل الرئيس لحود في العام 2007 رسالة الى المجلس، لحث المجلس على إقرار قانون الإنتخابات، جرى نقاش. والبعض طلب برد الكتاب والبعض برفض النقاش، وقد نعت بأبشع الأوصاف وأصبح هناك حملة "فل" وقطع الطرقات. القضية أخطر من أن يحكى عن تطبيق القوانين وملء الفراغ. القضية ميثاقية بامتياز. ولكن الرسالة وصلت متأخرة سنوات انطلاقا من احترام الميثاق والتوازن والإرادة الشعبية. ونحن ننعرف ماذا يريد شعبنا. نعم كان انتخب الشعب. من قال ان الشعب لا يريد إعادة التوازن واحترام الميثاق بصورة فعلية ومن تكوين السلطة؟

تكلم الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط عن قوة الرئيس في بنيته. نحن نلجأ للأسلوب الديموقراطي ونحن أحرص على الديموقراطية وهذه وسيلة للتعبير عن الرأي أيضا".

أضاف: "الإمتناع عن حضور الجلسة هو عين الديموقراطية".

وتابع ديب: "في جلسة القانون الأرثوذكسي قاطع النواب الجلسة، هذا حق ديموقراطي، والخطوة التي نقوم بها هي حرص على تعزيز الحياة المشتركة".

وعلق النائب انطوان زهرا: "لا أحد قاطع جلسة انتخاب الأرثوذكسي".

وقال النائب وليد جنبلاط: "كان الرئيس سليمان شجاعا في مواجهة العدو، ونهرالبارد وكان شجاعا في الطريقة التي يخرج منها من سدة الرئاسة، وهو من القلائل الذين يتمتعون بدماثة الأخلاق والتجربة المشرفة. كنا نختلف معه، ولكن التجارب مع الغير كانت مريرة وأحيانا كانت بالمدفعية، والله يستر من الآتي من الجهتين".

وقال النائب الجميل: "أعترض على عدم حضور رؤساء الكتل النيابية ما عدا الوزير جنبلاط".

ورد بري: "الرئيس السنيورةاتصل بي واعتذر عن الجلسة وهو مسافر ولديه محاضرة في كازاخستان".

عون

وقال النائب الان عون: "لسنا في ظل محطة عابرة في عملية تداول للسلطة طبيعي. ما نعيشه هو من تداعيات اختلافنا المستمر حول النظام اللبناني ونظرتنا وتفسيرنا له. نحن منذ عام 2005، ورحيل آخر مفوض سامي عن لبنان، دخلنا في مرحلة جديدة لممارسة السلطة وتصحيح المفاهيم وتفسير منطق الشراكة انطلاقا من تشكيل الحكومات مرورا بقوانين الانتخاب وصولا الى انتخاب رئيس الجمهورية الذي نحن في صدده اليوم".

أضاف: "اليوم نحن في صدد تفسير كيفية انتخاب رئيس الجمهورية ليس من الناحية التقنية والدستورية بل من الناحية الميثاقية والتي تبقى في بلد مثل لبنان علة وجوده وضمانة وحدته. وهنا نسأل: هل هناك اختلاف في مفهوم الميثاق ومتطلباته؟ وهل المعايير التي تطبق في التعاطي مع استحقاقات معينة لا تصح مع استحقاقات أخرى. وهل سنبقى في الجدلية التبسيطية التقنية حول حق النواب او عدمه في التغيب عن الجلسة او الذهاب أبعد حول المصارحة الوطنية انه هل انتخاب رئيس الجمهورية هو استحقاق يجب مراعاة الميثاقية فيه ام لا؟ بمعنى الخيار وليس الحضور. هذا السؤال برسم كل المكونات الطائفية في البلد من مسيحيين اولا وغير مسيحيين ثانيا".

وتابع: "هل الوكالة التي اعطانا اياها الناس لتقرير مصيرهم في كل القرارات خلال فترة ولايتنا النيابية لا تتضمن ان نؤمن انتخاب رئيس وفقا لارادتهم او مجرد وكالة لحضور عددي يؤمن اي انتخاب؟ وهل نحن في ظل ديمقراطية عددية تتكون على اثر انتخاباتها اكثرية تحكم او اقلية تعارض ونحتكم لنتيجتها خلال كل الفترة النيابية، ام نحن في ظل ديمقراطية توافقية كما نص عليها اتفاق الطائف العزيز على كثر هنا مما يتطلب مشاركة الجميع في القرارات المصيرية؟".

وقال: "السؤال هنا والى زملائي في الكتل المسيحية اولا، هل الاكثرية العددية التبسيطية من دون ربطها بالميثاقية اصبحت مقبولة اليوم وخاصة في ظل معركة وطنية جامعة ومسيحية خاصة لتغيير قانون الانتخاب بحجة عدم عدالته وعدم صحة تمثيله بالمعنى الميثاقي؟ وهل التوافق واحترام الميثاقية يطبق بشكل انتقائي في هذا البلد او هو قاعدة ارتضيناها على علاتها وصعوبة وبطء اخذ القرارات تمهيدا للتعاطي في ما بيننا؟ ألم تطبق هذه القاعدة في استحقاقات اخرى منها تطيير النصاب لجلسات عديدة منها حول قانون الانتخاب على سبيل المثال وليس الحصر؟ ألم يشل مجلس النواب خلال 10 اشهر بحجة عدم جواز عمله طالما الحكومة الجديدة لم تشكل، وكلنا على علم بالخلفيات الممذهبة لهذا السلوك".

أضاف: "مسألة نصاب الثلثين كانت الضمانة تاريخيا لكي لا تتفرد طائفة من المكونين الاساسيين للبنان في القرارات المصيرية. وهي تبقى اليوم الضمانة لتطبيق الديمقراطية التوافقية في قرارات الحكومة كما نصت المادة 65 من الدستور، وفي قرارات مجلس النواب الاساسية المصيرية وانتخاب الرئاسة في ما بينهم".

وتابع: "انتخاب رئاسة الجمهورية استحقاق كبير يمر كل 6 سنوات وله تداعيات على مستوى التوازن في السلطة والشراكة في الوطن وموازين القوى في البلد، وعلى مستوى التعاطي مرة لكل المرات مع الميثاقية في الاستحقاقات الاساسية في البلد".

وقال: "حان الوقت لنخرج الميثاقية من البقعة الرمادية التي تحمل الكثير من التأويل والخبث وعدم المصارحة، والذهاب الى موقف صريح. كما نحن نعترف ان رئاسة مجلس النواب لا يمكن ان تكون مجرد انتخاب عددي لا يراعي الميثاقية، وكما رأى كثيرون ان حقهم ان ينظموا "يوم غضب" عندما رأوا ان اكثرية تجاوزت حقهم في خيار رئيس حكومة، وكما ان طائفة اخرى اساسية في البلد وان لم تكن من نادي الرئاسات الثلاث تعتبر انه لا يجوز تذويبها في اي قوانين انتخاب من ضمن اكثريات، يحق ايضا للمسيحيين ان يقولوا انه في هذا الاستحقاق الوطني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص، ان تحترم ارادتهم بالمعنى الميثاقي للكلمة".

وسأل: "هل تقبل الكتل النيابية الا الديمقراطية التوافقية ومشاركة المكونات الطائفية في القرارات الاساسية والمصيرية في البلد؟".

كنعان

وقال النائب ابراهيم كنعان: "نحن هنا لمناقشة رسالة فخامة الرئيس وحضورنا هو احترام لهذا الموقع، نحن نميز بين عمل المؤسسات والاصول وليس اذا كان الرئيس او المسؤول ايا كان لا تعجبنا سياسته نقاطعه واذا كان منسجما مع خياراتنا نحضر. حضورنا اليوم هو احترام لهذا الموقع، وهو حق ديمقراطي. أما في موضوع النصاب ومسألة الحضور او عدمه، فلنعترف اولا بالممارسة ان مسألة تعطيل النصاب ليست حكرا على جهة، واكرر ما لفت اليه الزميل الان عون بالغياب الذي مارسه الزملاء".

أضاف:" "مسألة النصاب مطروحة في كل الانظمة الديمقراطية ويستعمل هذا الحق احيانا بشكل سليم واحيانا بشكل سيىء، فلو كان هذا النصاب ممنوعا لما نص عليه الدستور صراحة وتشدد المشرع في نصاب الثلثين في انتخاب الرئيس وفي تعديل الدستور، وفي كل المواد هناك تشدد بعملية الاقتراع انطلاقا من التوافق".

ودعا الى "الخروج من المواقف المتشددة"، وسأل: "هل القوانين التي صدرت منذ العام 1992 وحتى اليوم دستورية؟ وهل انطلق انتخاب الرؤساء السابقين من الاصول الميثاقية؟ ولماذا ننسف كل ذلك؟ صحيح ان النصاب مسألة تقنية ولكنه ليس لتغطية الاخطاء، والتصحيح يجب ان يبدأ باحترام الشراكة الفعلية واحترام الاصول واحترام الآخرين".

وتابع: "ان الحرص على لبنان وعلى الشراكة الحقيقية وعلى الدستور يفرض اعطاء فرصة للتوافق، واظهار حسن النية يشجع على الحضور والميثاقية هي الوصول الى توازن معين في المؤسسات الدستورية. لا يجوز ان تكون الرئاسة الاولى بمعزل عن هذه الميثاقية التوافقية، وليس بتعطيل الدستور وبتعطيل المجلس الدستوري. نحن نطالب باحترام هذه الميثاقية ولو لمرة واحدة منذ الطائف وحتى الان".

وحسم بري الجدل وقال: "سمعت حرصا على احترام الميثاقية والاصول وهذا هدف المجلس، وغدا هناك جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية والجلسات مفتوحة حتى انتخاب الرئيس وفقا للنص الدستوري الذي نلتزم به حتى تأمين النصاب وانتخاب الرئيس".

وهنا تلي محضر الجلسة وصدق ورفعت الجلسة في قرابة الثانية.

وزير الداخلية أنهى زيارته للامارات بلقاء وزير الشباب والثقافة ونوه بدور الامارات في احتضان اللبنانيين

وطنية - أنهى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الرسمية لدولة الامارات العربية المتحدة، بلقاء وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في مقر اقامته في ابو ظبي، في حضور الوفد الامني المرافق. وتم التباحث في مواضيع ذات الاهتمام المشترك.

واثنى الشيخ نهيان بن مبارك على "الدور اللبناني في دولة الامارات وما له من اياد بيض في نهضة هذا البلد العربي الخليجي المتطور"، واشار الى ان "المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اوعز، في اكثر من مناسبة، الى استقطاب القدرات اللبنانية لما تتحلى به من علم ومعرفة واخلاق"، مؤكدا ان "الشعب الاماراتي يكن للبنانيين محبة خاصة يعكسها في كل حين".

بدوره، أثنى الوزير المشنوق على "الدور الذي تضطلع به دولة الامارات العربية المتحدة بقيادتها الرشيدة، التي عملت على احتضان اللبنانيين وفتحت لهم المجالات للتطور في هذا البلد الكريم المضياف".

وقدم المشنوق للشيخ نهيان بن مبارك درعا تقديرية عبارة عن نسخة من العلم اللبناني الاول الذي وقعه كل الزعماء اللبنانيين الذين كانوا في حقبة استقلال لبنان عام 1943.

بعدها انتقل الوزير المشنوق الى مقر السفارة اللبنانية في ابو ظبي، حيث اقام سفير لبنان في الامارات حسن سعد غداء على شرفه، حضره عدد من اعضاء السلك الديبلوماسي من بينهم سفراء مجلس التعاون الخليجي والسفير الاميركي في الامارات وعدد من ورجال الاعمال ومن وجهاء الجالية اللبنانية العاملين في ابو ظبي.

وعلى هامش زيارته للامارات، حضر وزير الداخلية نهاد المشنوق عرسا عائليا لحفيد رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حيث استقبل بحفاوة، والتقى خلالها مسؤولين كبارا في الدولة، وتم الثناء على العلاقات اللبنانية والاماراتية المشتركة وسبل تطويرها.

بعد ذلك، توجه المشنوق الى مطار ابو ظبي وغادر بعد حفاوة أقيمت له في صالون الشرف.

 

خاص - الرابية تتكئ على بكفيا.. فهل يؤمن الجميل الكرسي لعون

خاص-alkalimaonline

اسبوع تفاؤلي عاشته الرابيه محوره انتقال رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون الى بعبدا ليكسر التشاؤم الحاصل والذي ينذر بالفراغ . ومن إلتقى العماد عون في الأسبوعين الأخرين، نقل عنه بأنه يتحضر لخطاب القسم لجلسة ٢٢ ايار الحالي، التي سينتخب فيها رئيساً للجمهورية، كما كشف أحد السياسيين المقربين منه لموقع "الكلمة أون لاين" والذي زاره الاسبوع الماضي حيث اشار الى ان تفاؤل رئيس التيار الوطني الحر مبني على الإتفاق الذي تم مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، واللقاءات التي حصلت بينهما مباشرة أو عبر موفدين وأبرزهم الوزير جبران باسيل من قبل عون ونادر الحريري وغطاس خوري من قبل الحريري. وكان العماد عون توافق والحريري على أنه يقدم نفسه مرشحاً وفاقياً، وكرر موقفه بفتح صفحة جديدة وتعاون مع المرشح السني القوي على رئاسة الحكومة، مبني على على تفاهم مع حزب الله المكون الشيعي الأقوى. ولكن الحريري تمنى عليه أن يعطيه بعد الوقت لمعرفة موقف القيادة السعودية كما ينقل هذا السياسي عن عون روايته، وكان نواب ووزراء وقيادات التيار يرددون دائماً إن الحريري موافق على وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية لكن قراره النهائي متوقف على ما ستبلغه إياه السعودية، التي عبرت عن موقفها بما اعلنه وزير خارجيتها سعود الفيصل، بانها لا تؤيد ترشيح عون. ومنذ مطلع الأسبوع الحالي تبدل الجو التفاؤلي في الرابية وبات الحديث عن تأمين أكثرية نيابية (٦٥ نائباً) صعب المنال. ويقول السياسي نفسه أن الحصول على هذا الرقم مستحيلاً، ومن دون تأييد ١٤ اذار أو كتلة النائب وليد جنبلاط إذ في حسابات الرابية إن ٨ اذار لديها ٥٧ نائباً، وهي بحاجة إلى ثمانية سيكونون من : نواب الكتائب الخمسة إذ أن الرئيس أمين الجميل يميل إلى تأييد العماد عون لحسابات حزبية وفئوية، وأنه بذلك ينسجم مع ما إتفق عليه أقطاب الموارنة الأربعة في بكركي وفي الإشارات  الإجابية التي يرسلها الجميل بإتجاه عون.

ولا يتوقف تعداد النواب عند الكتائب الذين سيرفعون رصيد عون إلى ٦٢ نائباً، وهو بحاجة إلى ثلاثة نواب ليضمن الأكثرية حيث يذكرون في الرابية أسماء نواب مؤكدين سينتخبون عون وهم : نقولا فتوش، ميشال المر، ومحمد الصفدي وربما نجيب ميقاتي وأحمد كرامي، وبذلك تتأمن الأكثرية النيابية. لكن هذا التفال يصبح واقعاً وحقيقة إذا ما إلتزم نواب الكتائب بتأيد عون وهذا هو الرهان الذي يعمل عليه في الرابية التي باتت متشائمة من امكان حصول إتفاق مع الحريري  إذا لم يتلق موافقة من السعوديين.

 

جعجع في “سيد القصر”: الرئاسة ليست بالهدايا والولائم فهذا مقرف وعلى الامور ان تكون علنية ولهيئة وطنية تكشف حقائق الحرب

اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع انه في داخل زنزانة الاعتقال او في قصر بعبدا او معراب النضال هو نفسه، مضيفا: ” كنت اعيش في الزنزانة نفس الاجواء التي اعيشها في معراب او في قصر بعبدا ولكن طبعا الانشغالات تختلف”.

وقال جعجع في اطلالة ضمن برنامج “سيد القصر” على “الجديد” ان ترشحه لرئاسة الجمهورية ليس استفزازيا ولا للتحدي بل ترشح حقيقي بنية حقيقية. واضاف: “لا شيء بالمطلق مستحيل وانا اعرف الصعوبات الكبرى تتعلق بطريقة التفكير الراديكالية التي احملها وليس بمسائل التاريخ والحغرافيا”.

ولفت إلى ان “الظروف السياسية التي دخلت بها الى السجن هي الشواذ وكانت كل الامور في لبنان مصادرة حينها وبعد الانتفاضة الشعبية خرجت من السجن”. واعتبر ان “طموح الرئاسة مشروع وبعد المداولات استقرينا في 14 آذار على ما استقرينا عليه ولا احد يمكنه ان يضع الاخرين امام امر واقع”.

وعن احراجه لحلفائه، ذكّر جعجع انه سنتين في اكثر من مناسبة قال الرئيس سعد الحريري ان مرشحه لرئاسة الجمهورية هو سمير جعجع. واضاف: “كان يقال ان الحريري لديه دين على جعجع يوفيه اياه في اول جلسة ثم يتم التخلي عن الترشح لكن تبين انه مرت جلسات ولم يجر التخلي فترشحي جدي”.

وردا على الاتهامات بعدم نظافة سجله العدلي، قال جعجع: “اهم سجل لدى الانسان هو سجله الداخلي وهل من لدى اي شيء يقلقه في وجدانه او ضميره يذهب بارادته ويضع نفسه بين يدي احكام الوصاية القضائية؟ واردف: “حاولوا ان يغتالوني جسديا ولم يستطيعوا فيلجأون لاغتيال الشخصية سياسيا ومعنويا، وكل العملية عملية اغتيال الشخص بطريقة او اخرى ووضع اسماء ضحايا الحرب يأتي في هذا السياق”. وكشف انه تم ارسال خبر “الى السجن في 2005 مفاده ان دخلت في لوائح مع 8 آذار في الشمال وتحديدا بيت كرامي فهم مستعدون لاخراجي من السجن حتى قبل الانتخابات”.

ولفت جعجع إلى ان “واقع اي انتخابات كناية عن ظروف وتحالفات تؤدي لانتخاب شخص على حساب آخرين وقد لا تكون ناتجة عن قناعة كاملة من كل الاطراف”.

ورأى ان اي مرشح يجب ان يقول ما هو مشروع للبلد وعلى اساس سيتم انتخابه و”نحن قررنا في الحزب خوض معركة نموذجية”، مشددا على ان رئاسة الجمهورية لا تكون بالعزائم والهدايا والولائم فهذا امر مقرف والامور يجب ان تكون علنية.

واردف: “لو كانت رئاسة الجمهورية بلا صلاحيات فلم “الاستقتال” عليها من كل الاطراف ولم التعطيل؟ هذه النقطة جرى فيها غش كبير فاي رئيس جدي يمارس صلاحياته يحقق التغيير في البلد”.

وعن فترة اعتقاله، قال جعجع ان “جهنم ستفتح علينا فنحن نعرف النظام السوري”. وروى ان “الرئيس رفيق الحريري كان يقول لي ماذا يمكننا ان نفعل في ظل وجود عشرات الاف الجنود السوريين في لبنان فلنقم بما يمكننا به في الاقتصاد وغيره لكن انا كنت اعتبر انه من دون سياسة لا يمكن اصلاح اي شيء”.

وطالب جعجع بتشكيل هيئة وطنية عليا لكشف كل حقائق الحرب كلها تمهيدا للمصارحة والمصالحة ولتشكل هذه الهيئة من قضاة او ممن يرتأيه مجلس النواب “ونحن اول من يلتزم بها”.

وردا على سؤال عما اذا كان “قتل بيديه”، ذكر جعجع: “حتى في الاحكام المغلوطة التي صدرت لم يصدر بها انني قتلت بيدي وهذا اقصى تجنّي”.

جعجع استغرب الضجة بشأن زيارة البطريرك الراعي للاراضي المقدسة فهذه هي ارضه ايضا، معتبرا ان ” البطريرك لا يذهب لممارسة السياسة هناك بل لتفقد الرعية واذكر ان للموارنة دير هناك وثمة مطران لهم ايضا”. واكد ان علاقته ببكركي جيدة جداً.

وعن محاولة اغتياله، قال جعجع انه “طالما توجد مناطق معينة لا تستطيع الدولة التحقيق فيها لا يمكن الوصول لنتيجة فيها بموضوع محاولة الاغتيال”.

واعتبر ان الطقوس الدينية تعزز جو الايمان اكثر فأكثر والايمان ليس معرفة بل حالة يتم عيشها.

من جهتها، رأى النائب ستريدا جعجع انها لم تفكر ابدا بترك سمير جعجع وتحملت المسؤولية وحملت المشعل محاطة بمجموعة من الرفاق في القوات اللبنانية. واضافت: “ليس صحيحا انني انا من يمسك زمام الامور في الحزب وانا اؤثر كزوجة كأي سيدة اخرى وكأي مسؤول في الحزب”.

جعجع قالت ان ” قانون العنف الاسري بداية جيدة وافهم المطالب النسائية التي تريد اكثر لكن الامور بحاجة للوقت”.

وعن شعورها ان اصبحت سيدة اولى، قالت جعجع: “اعتبر ان ما حققته كبير وعميق الى درجة انني ان اصبحت سيدة اولى لن يغير هذا المنصب شيئا كبيرا بالنسبة لموقعي والان التركيز على خوض معركة سمير جعجع للوصول للرئاسة”. واضافت: “ان وصلت كسيدة اولى ساعمل على ملفت انماء بشري وحقوق السجين والمرأة وملف حقوق الطفل وغيرها”.

واعتبرت ان من يقول لتترشح ستريدا مكان سمير جعجع اعتبر يكون يلقي “نكتة”، متابعة: ” نحلم ان نكون بلدا حرا سيدا مستقلا لا ينقصه شيئا بطاقات شبابه”. وشددت على ان “العلاقة بيني وبين الحكيم صلبة ولو لم تكن هذه الصلابة موجودة لما استمرت”. واضافت: “وصلوا الى حرمة البيروت وهذا يدل على الافلاس بالسياسة وآسف لوصولهم الى هذا الدرك من فبركة الملفات”.”.

 

جعجع من بكركي: لديّ والراعي اسى كبير من تعطيل النصاب وطرحت أفكارا لا يمكن الافصاح عنها الآن لمنع الفراغ

موقع القوات/زار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الصرح البطريركي في بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على مدار ساعة من الوقت، خرج بعدها جعجع ليقول:” من الطبيعي ان أزور صاحب الغبطة بعد عودتي من فرنسا لأضعه في أجواء اللقاءات التي عقدتها هناك ولاسيما ما يتعلق بانتخابات رئاسة الجمهورية”.

وأضاف:” كان لدي وصاحب الغبطة أسى كبير كيف سيتعطل النصاب مرة جديدة في جلسة الغد ولن نتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن فكرنا كثيراً أنا كمرشح وقوى 14 آذار بماذا يمكننا بعد ان نفعل اكثر مما قمنا به، ولكن في الوقت الحاضر لم نصل الى أي شيء لتجنب الفراغ”.

 وحول اللغط الذي حصل في تصريحه في باريس عن طرح العماد ميشال عون كرئيس توافقي، أوضح جعجع :” هذا الطرح استعرضناه انا والرئيس الحريري ضمن الطروحات التي كانت أمامنا، ومن ضمن استعراض كل المرشحين لرئاسة الجمهورية، وقد أعطيت رأيي بالموضوع وانتهى الأمر عند هذا الحدّ”.

وأمل جعجع “لو ان العماد عون ينزل الى الجلسة غداً ويحث النواب للتصويت له، وفي حال نال أكثرية الأصوات أي 65 صوتاً انا سأكون أول من يهنئه، ولكن المقاطعة وتعطيل الانتخابات واللعبة الديمقراطية وعملياً موقع الرئاسة غير مقبول إطلاقاً، ويضعنا امام حائط مسدود”.

وعن طرح البطريرك الراعي التمديد للرئيس ميشال سليمان، اجاب جعجع: “لقد فاتحنا البطريرك بهذا الموضوع ولكن تبيّن من التعداد انه لا توجد اكثرية في المجلس النيابي ترغب بتعديل الدستور وللأسف انتهى الموضوع عند هذا الحدّ، اي انتهى قبل أن يبدأ”.

واذ اعرب عن أسفه من الوصول الى الفراغ مجدداً في سدّة الرئاسة، اعلن جعجع “أن أول ما يجب القيام به بعد الانتهاء من هذا الاستحقاق هو وضع حدّ لهذا التعطيل في الدستور وهو ما ندرسه للمستقبل، أما في الوقت الحاضر نفكر بحلول لعدم الوقوع في الفراغ مهما كان الثمن، وكي لا يطول هذا الفراغ، وقد طرحت مع غبطته بعض الأفكار التي لا استطيع الافصاح عنها حالياً”.

واستبعد جعجع امكانية قيام الفريق الآخر بتعطيل الحكومة اذا ما حصل الفراغ في الرئاسة الأولى، موجهاً كلمة الى اللبنانيين انه “لا يوجد شيء إلا وله حلّ وفي النهاية لا يصح الا الصحيح

 

الراعي التقى مورابيتو وحلو والمؤسسات المارونية طالبت بإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده صونا للميثاق

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، ظهر اليوم في بكركي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وتم عرض للاوضاع الراهنة لا سيما الاستحقاق الرئاسي. وقد استبقاه البطريرك الراعي الى مائدة بكركي.

الخازن

وقال الخازن: "تشرفت بلقاء نيافة أبينا البطريرك مار بشاره بطرس الراعي حيث تداولت معه في الاستحقاق الرئاسي الداهم واجتماع رؤساء المؤسسات المارونية الذي انعقد صباح اليوم برئاسة صاحب الغبطة الذي أبدى اصراره على انجاز هذا الاستحقاق قبل نهاية الاسبوع الحالي، اذ لا يجوز التراخي مع شأن جلل كإنتخاب رئيس للجمهورية لانه الضامن الوحيد لانتظام قطاعات الدولة والتحقق من الضوابط التي تؤمن سير العمل في المؤسسات الرسمية، مدنية كانت ام عسكرية". اضاف: "وكان تأكيد على عدم الاخلال بهذا الموعد المقدس دستوريا وكيانيا لان اي تجاوز لمهلة انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، ولو بقيت الجلسات مفتوحة، يرتب اختلالا في المناصفة التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني في الفقرة "ي" من مقدمة الدستور". وتابع: "مهما كان من سوابق على هذا الصعيد فلا شيء امنيا يحول، هذه المرة، لبناء اعراف على هذا الاساس، فإما ان يكون الدستور اللبناني مصدر السلطات او تنسحب الاستنسابية على اي استحقاق دستوري آخر". وختم : "انتهزت المناسبة لاشكر صاحب النيافة على كل الدعوات والمواقف التي اطلقها في هذا الاتجاه، وآخرها دعوته المؤسسات المارونية، التابعة لبكركي لاستنهاض جميع المعنيين بالامر من اجل مراعاة التمثيل الماروني في هذا الموقع، والدور البارز الذي يقوم به رئيس الجمهورية في المحافل العربية والدولية من اجل قضايا الوطن".

السفير الايطالي

وكان البطريرك الراعي استقبل قبل ذلك سفير ايطاليا جيوسيبي مورابيتو وعرض معه التطورات الراهنة والاستحقاق الرئاسي اضافة الى العلاقات الثنائية. وأكد مورابيتو بعد اللقاء "العلاقة المميزة بين البلدين والمتمثلة بمشاركة القوات الإيطالية في قوة الامم المتحدة في جنوب لبنان وبمشاريع التعاون والتنمية بينهما". وقال: "لقد تطرقنا الى موضوع الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الايطالي فيديريكا موغيريني الى لبنان مطلع الشهر المقبل، وعبرت لصاحب الغبطة عن خشية ايطاليا من الفراغ وعدم حصول اي اتفاق لإنتخاب رئيس للجمهورية. نحن نعتقد انه لتثبيت الإستقرار في لبنان لا بد من تفعيل الحوار الوطني بين مختلف المكونات اللبنانية للتوصل الى اتفاق، وفي اسرع وقت ممكن ومن قلب البرلمان اللبناني الذي يحمل مسؤولية انتخاب رئيس الجمهورية، وهي مسألة لبنانية." وشدد مورابيتو على ان مسيحيي الشرق اجمعين يتطلعون الى مسيحيي لبنان وخصوصا في ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية". والتقى الراعي أيضا المديرة العامة لوزارة النفط اورور فغالي في زيارة شكرته خلالها على "دوره الروحي الجامع لمختلف مكونات المجتمع اللبناني، ودعوته الدائمة لإنقاذ لبنان بلد التنوع والوحدة من هزات قد تكون ارتداداتها سلبية على الجميع".

حلو

والتقى ايضا المرشح لرئاسة الجمهورية النائب هنري حلو الذي شدد على "ضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري". وقال: "لقد اعلنت منذ لحظة ترشحي انفتاحي على الجميع لان البلد يحتاج الى مد الجسور وليس الى وضع العراقيل".

حردان

ومن الزوار ايضا وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة النائب اسعد حردان، والوزير السابق عبدالله فرحات وجرى عرض الاوضاع الراهنة والاستحقاق الرئاسي. بعد اللقاء قال حردان: "زيارة غبطته واجب علينا، لقد عرضنا معه الأوضاع وبالأخص في هذه المرحلة الدقيقة جدا من الوضع اللبناني التي تتعلق باستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية. نحن على أبواب يومين أو ثلاثة والخيارات اللبنانية معينة والإستحقاق يجب أن نقاربه بإتمامه والقيام بهذا الموضوع. نحن أبلغنا موقفنا في هذا السياق وهو موقف متطابق مع موقف غبطة البطريرك. نحن لا نقبل بأن يبقى المكان شاغرا، ونحن لسنا مع شغور الموقع الرئاسي، لذلك نحن مع الإنتخابات ومع تفاهم اللبنانيين. من هنا اعتبرنا أن البلد في مأزق والوضع الإنتخابي في مأزق ولغبطة البطريرك موقعه في هذا السياق والجميع يسمع تصريحاته. نحن نتوافق مع غبطته أنه يجب إنجاز هذا الإستحقاق في المهلة الزمنية المحددة. وهذا لن يتم في التمترس عند المرشحين الذين لم يستطيعوا الحصول على الأكثريات التي تخولهم الوصول إلى رئاسة الجمهورية في إطار اللعبة الديمقراطية. يجب إذا التفتيش على صيغة تفاهم تجمع عليها الكتل النيابية لتنتج إنتخابات حتى لا يبقى هذا المكان شاغرا".وتابع حردان: "بالنسبة الى زيارة غبطته للاراضي المقدسة، نحن لدينا ثقة كبيرة بسيدنا مع تقدير لكل مواقفه تجاه الأوضاع الوطنية وتجاه الوضع الإقليمي وتجاه ما يتعرض له شعبنا في فلسطين من سياسة الرعونة والإغتصاب والقهر والسجن. لقد تناقشنا معه، وقدمنا له رأينا وبعض الإقتراحات".

الفرزلي

ثم استقبل الراعي نائب رئيس المجلس النيابي سابقا ايلي الفرزلي الذي قال: "إن البطريرك الراعي مغتاظ جدا لأنه لا يريد الفراغ، ولا يريد كرسي الرئاسة بلا رئيس. غبطته لا يتدخل بمواصفات الرئيس، وهو يعتبر أنه قام بواجبه لجهة حث اللبنانيين، وبشكل خا الشريحة النيابية المسيحية لدفع الأمور باتجاه صناعة الرئيس. وأضاف: "مسألة المواصفات والحيثية كان من المفروض أن لا ينتظر حتى تاريخها كي ُبَت، لقد كان من المفروض صناعة هذا الواقع برمته في خلال السنوات الست الماضية. لذلك يسجل عتبا عميقا على هذا الواقع ولكن هذا لا يمنع من أن نفتش على الطرق التي يجب أن يتم معها مقاربة الواقع الجديد بعد حدوث الشغور. ولم أشعر حقيقة بقرار بتوجه معين باستثناء شرح الوضع للناس. أما وجهة نظري فهي أن المسألة ليست مسألة انتخاب رئيس أو عدمه، ألمسألة هي تحديد طبيعة هذه المعركة التي تحدد مواصفات الرئيس وبالتالي تحدد المسار الذي يجب أن تحتضنه بكركي للوصول إلى الغاية المرجوة. ما جرى تجاه عدم حضور الجلسات أو حضورها أو لجهة بعض الترشيحات ذات الطابع التكتيكي، هذه تفاصيل تكتيكية تصغر أمام الهدف الإستراتيجي الأساسي الذي هو إنتاج رئيس يعكس مضمون البيان الذي صدر من بكركي و يمثل الإرادة ووازن في تمثيل المكون الذي ينتمي إليه". وختم الفرزلي: "يبقى شعار بكركي في ترجمة إرادتنا بملء كرسي الرئاسة أمرا بالغ الأهمية. يجب الإتيان برئيس قادر أن يعكس الإرادة التشاركية والصورة التشاركية. لقد كان على السياسيين أن يتنبهوا لهذه المسألة منذ زمن ويبنوا على أساسها لأنه عندما أجهضت عملية إصدار قانون إنتخابات جديد، يعكس ضرورة إنتاج الواقع المسيحي في لبنان، اسقطت إمكانية إنتخاب رئيس في لبنان".

اجتماع المؤسسات المارونية

وكان البطريرك الراعي ترأس صباحا اجتماعا للمؤسسات المارونية الثلاث، الرابطة المارونية برئاسة رئيسها النقيب سمير ابي اللمع، المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة رئيسها الوزير السابق ميشال اده، المجلس العام الماروني برئاسة رئيسه الوزير السابق وديع الخازن اضافة الى اعضاء المجالس التنفيذية التابعة لها وجرى البحث في الاستحقاق الرئاسي.

وصدر بعد الاجتماع نداء تلاه مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، وجاء فيه:

"تنادى كل من المجلس التنفيذي للرابطة المارونية والمجلس العام الماروني والمؤسسة المارونية للانتشار إلى اجتماع في بكركي برعاية وحضور صاحب النيافة والغبطة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي للبحث في مخاطر عدم انتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري وأصدروا النداء الآتي:

1- بعد الإستماع إلى كلمة صريحة وموثقة من صاحب النيافة حول خطورة المرحلة، وقد وضع فيها المجتمعين في صورة الوقائع والإلتزامات التي تمت في حضوره خلال اجتماعات بكركي مع افرقاء سياسيين معنيين، يتبنى المجتمعون مواقف صاحب النيافة التي تؤكد على حتمية إجراء الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري صونا للميثاق الوطني وتجنبا للفراغ في سدة الرئاسة، وحفاظا على مكون اساسي هو المكون المسيحي.

2- يحذر المجتمعون السادة النواب، إلى أي طائفة انتموا، من أن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري يخالف الدستور نصا وروحا والميثاق الوطني، ويهدد الكيان. كما يحذرون السادة النواب من أن عدم انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري من شأنه أن يضرب رأس هرم السلطات ويؤدي حكما إلى شل عمل المؤسسات الدستورية.

3- إن المجتمعين برعاية صاحب النيافة يؤكدون على ابقاء اجتماعاتهم مفتوحة لتحديد المواقف والخطوات التي من شأنها تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية عملا بروح الميثاق الوطني والنصوص الدستورية".

 

عون :المقاومة حق لكل شعب تحتل أرضه ونحاول ضم جميع الأفرقاء إلى التفاهم لمصلحة لبنان

وطنية - اكد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون "ان المقاومة هي حق لكل شعب تحتل أرضه، لا بل واجب عليه أن يحررها"، وكشف عن سعي لضم جميع الأفرقاء إلى "التفاهم" لمصلحة لبنان". كلام عون جاء خلال مقابلة مع قناة "المنار" لمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للتحرير

وهنا نص المقابلة:

سئل: يبلغ اليوم عيد التحرير الرابعة عشر من العمر. ماذا يقول العماد عون عن هذه المناسبة الوطنية الكبرى، وهل هي فعلا مناسبة وطنية جامعة تخص كل لبنان خلافا لما يصوره البعض على أنها مناسبة فئوية؟

اجاب: هذه المناسبة هي أهم ما حدث في تاريخ لبنان الحديث، لقد تحررت الأرض من عدو لا يعيد الأرض إلى أصحابها إلا بالقوة. هذه الظاهرة التي نحتفل بها، أعادت الهوية لقسم كبير من أرضنا. نحن من أطلق شعار "أرضي هويتي"؛ نحن لبنانيون تيمنا بأرضنا لبنان، من يدافع عن أرضه فهو يدافع عن هويته، ومن يخسر أرضه سيخسر هويته. إن الإنسان من دون أرض هو مجرد لاجئ، والأرض من دون إنسان تصبح مشاعا. إذا، تحرير الأرض، يعيد الإنسان إلى هويته الأصلية.

هذه المناسبة هي من أهم وأشرف الأحداث، خصوصا أن تحرير الأرض مغمس بالدم وبالتضحيات، وليس سهلا أن يدفع الإنسان بحياته للدفاع عن أرضه أي هويته. برأيي إن تحرير الجنوب، هو أهم حدث في لبنان عايشته منذ طفولتي حتى اليوم.

سئل:هناك جدل حقيقي يطال اليوم هذه المناسبة الوطنية، حتى أنه قد تم إلغاء هذا العيد الوطني في بعض المحطات ونقصد بها القرارات الصادرة من بعض الحكومات السابقة. برأيك، هل يجب أن تخرج المقاومة من إطار السجال إلى محطة الإجماع الوطني، خصوصا أننا نتحدث عن التحرير؟

اجاب: القافلة تسير والأيام تمضي، أما المناسبة فهي باقية، تزول الضغائن والأحقاد وتبقى الأمور المهمة والكبيرة. من المؤكد أن الأفضل هو الإبتعاد عن السجال والإستمرار بالإحتفال، لأن الحدث هو نموذج بالغ الأهمية بالنسبة إلى الأجيال الصاعدة كي يتعلموا كيف يكون الدفاع عن أرضهم وهويتهم.

سئل: عشية الذكرى الرابعة عشرة للتحرير، ما هي أبرز المخاطر التي لا تزال متربصة بلبنان، وكيف يمكن مواجهتها؟

اجاب: المخاطر الإسرائيلية لا تزال موجودة، كان الخلاف فقط يشمل الحدود البرية، أما اليوم بات الخلاف يطال أيضا الحدود البحرية. بالإضافة الى مشاكل اللجوء الفلسطيني الذي يخسر يوميا حقه بالعودة، هذا الحق الذي رفضته إسرائيل، وبالمقابل تقوم بتجهيز نفسها كوطن عنصري. وأيضا هناك اللجوء السوري الذي بات يشكل أكثر من مليون ونصف لاجئ على أرضنا. كانت لاسرائيل شهوة للمياه، واليوم تطورت شهوتها لتشمل النفط أيضا.

كانت الديون كبيرة على لبنان، ولكنها اليوم صارت أكبر بالتزامن مع وضع إجتماعي إقتصادي متفجر.إنطلاقا من هنا، يجب أن ننظر إلى مسؤولية الحكم القادم، والخط الذي يجب على أساسه معالجة المشاكل الكبرى.

سئل: هل لا تزال تؤمن أن المقاومة هي حق مشروع طالما أن هناك إنتهاكا واحتلالا للسيادة، لأن هناك كثرة من السجالات والمواقف التي تعتبر أن هذه المقاومة يجب أن تنكفئ لأنها فقدت أحقية الوجود؟

اجاب: أولا تنكفئ المقاومة عند وجود قوى مسلحة تقوم مكانها، وثانيا عند زوال الأخطار. الأخطار لا تزال موجودة. شهد اليومان السابقان عدة إختراقات على الحدود، مما ألزم وزير الخارجية جبران باسيل اعطاء التوصيات لرفع شكاوى إلى مجلس الأمن.

وذلك يعني أن الخطر موجود لأننا في مواجهة بلد لا يؤمن إلا بالدبابات والطائرات، ولا يؤمن إطلاقا بالمقاربة الحقوقية، أي أن ينال كل صاحب حق حقه وعندها تنتفي الحاجة الى مبدأ القوة.

سئل: ما هو تقييمك لمعادلة "جيش شعب مقاومة " وهل هي فعلا ما يحتاج لبنان حتى يبقى، ويحقق من التحرير إلى نصر تموز وصولا إلى التوازن القائم اليوم؟

اجاب: جدل كبير رافق هذا الشعار في البيان الوزاري. وبالرغم من عدم ذكر هذا الشعار إلا أن عدم وجود بيئة حاضنة للمقاومة يسقط إستمرارها، وكذلك الأمر بالنسبة لعدم وجود جيش يساعدها ويحتضنها.

إذا في ظل وجود هذه المقاومة على الحدود اللبنانية، من الطبيعي أن يتم تطبيق هذا الشعار عمليا.

سئل: ما هو رأيك في هذا الشعار، هل أثبت نجاعته خلال السنوات الماضية أم أنه معادلة خشبية كما وصفها رئيس الجمهورية؟

اجاب: كل شخص ينظر لهذا الموضوع من منظاره الخاص، ولكن كما سبق وقلت، من دون حضانة شعب، ومن دون جيش يحفظ الهدوء وراء المقاومة.. لا وجود لمقاومة.

لذلك مع وقوع أي إعتداء على الأرض، يجب أن يتوحد الجميع لمواجهته، كما أن الفرد يمثل الكل.

سئل: في جميع دول العالم، هناك من إرث يحترم لهذه المقاومة، عدد كبير من الناس إنزعجت من وصف رئيس البلاد للمعادلة الذهبية بالمعادلة الخشبية، ما هي وجهة نظر العماد عون في هذا الموضوع؟

اجاب: لو كان الأمر يعود لي، لقلت إن ذلك خطأ بكل تأكيد، لذلك نحن نأمل أن يكون خطأ لفظيا فقط.

سئل: ماذا تقول اليوم لسيد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير، لا سيما أن بعد وضع يدك في يده تجنب لبنان الكثير من المخاطر، واستطاع أن ينتصر في العام 2006 انتصارا حقيقيا! ماذا تقول في هذه المناسبة للسيد؟

اجاب: نحن طبعا نهنئ السيد حسن نصرالله في هذه المناسبة، ونتمنى له الصحة والقدرة الدائمة على القيام بالأعباء الثقيلة، ونحن نتعاون سويا كي نعيد الحالة الطبيعية في الداخل اللبناني، والحمدالله أننا نجحنا حتى الآن في المسار الذي بدأناه في روما وانتهى بتأليف حكومة ووضع خطة أمنية، وتشكيلات حققت فيها الحكومة ما لم يتحقق منذ العام 2005، والحبل على الجرار. كل ذلك تحقق بفضل هذا التعاون. أما الهدوء الإعلامي اليوم، فقد حدث بين الأطراف التي كانت متصارعة وانتقلت إلى مرحلة التعاون، وكذلك بالنسبة للجوار حيث هناك هدوء تام من ناحية الاعلام.

كل ما حصل تحقق بفضل تعاون الجميع طبعا، أي أن جميع الأطراف أدركوا أن لبنان لن يعيش إلا بعودة الجميع إلى حضن الدولة.

سئل: لا شك أن المقاومة حققت الكثير في ظل ورقة التفاهم التي تم توقيعها بين التيار الوطني الحر وحزب الله. هل تعتبر اليوم أنه لا تزال هذه الورقة متينة وهذا التفاهم متين، خصوصا ان هناك الكثير ممن يعول على خلخلة ولو بسيطة في التحالف الماسي بين حزب الله والتيار الوطني الحر؟ نحب أن نسمع منك هذا الجواب بكل صراحة وشفافية كما عودتنا، لا سيما أن الجمهور العادي يسمع الكثير من هذا الكلام..

اجاب: لماذا يجب أن تتخلخل؟ نحن نحاول ضم جميع الأفرقاء إلى التفاهم لمصلحة لبنان، وهذا الأمر أيضا هو جزء من التفاهم، أي نقل التفاهم إلى فريق ثالث لم يكن معنا. إذا فإن التفاهم يثبت بشكل أكبر.

أتمنى ممن لم يطلع على ورقة التفاهم أن يقرأها، فمن الممكن أنه لو لم نوقعها مع حزب الله وطرحناها على فريق آخر لتبناها وشعر بأهميتها. هذا الموضوع ذكرني بما حصل خلال ندوة حوار ونقاش بين الطلاب من مختلف الأطراف اللبنانية، حيث قام ممثل التيار الوطني الحر بتلاوة ما اسماه رؤيته ومشروعه للحل في لبنان، ولكنه كان يقرأ بنود ورقة التفاهم على أساس أنها مشروعه، وعندما انتهى صفق له الحضور بمختلف تلاوينهم ثم انتابهم الذهول عندما أعلمهم أن ما قرأه هو ورقة التفاهم التي وقعناها مع حزب الله.

هناك أمور في لبنان ترفض سياسيا وليس لمضمونها أو ترفض شكلا لأنها حصلت بين فريقين يعتبران ضد فريق ثالث، ولكنها تبينت أنها لمصلحة الجميع، وأدت إلى التآلف بين اللبنانيين.

سئل: كيف تصف العلاقة اليوم بينك وبين حزب الله؟

اجاب: علاقة عادية، ليس هناك من شيء ناقص أو شيء إضافي وزائد إلا السنوات التي مرت ومتنت العلاقة.

سئل: لا شك أن طاولة الحوار قد مرت بمحطات كثيرة، هل توافق على من يدعو إلى نزع سلاح حزب الله؟ أي إلى انهاء وطي ملف المقاومة في لبنان انطلاقا من الظروف التي نعيشها؟

اجاب: هذه المواضيع كنا قد ناقشناها على طاولة الحوار. لقد ذهبنا إلى طاولة الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية التي بنتيجتها يجب أن يحدد إما أن نكون بحاجة إلى مقاومة تعمل عندما تكون الأرض محتلة وتساعد الجيش، أو لا نكون بحاجة إليها. فإذا كنا بحاجة إليها تستمر، أما إذا لم نكن بحاجة إليها ستترك السلاح. ولكن حتى الآن وفي جميع طاولات الحوار لم نناقش الاستراتيجية الدفاعية، فقد كانت الأطراف تزيح عن الموضوع لتناقش مسألة نزع سلاح حزب الله، وهذا كان الخطأ، وقد قلت ذلك على طاولة الحوار.

انزعجت مرات عدة من تكرار الحديث نفسه، ولكن لو اعتمدنا أسلوبا عمليا وعلميا لكنا توصلنا إلى نتيجة. أنا بالأساس وضعت ورقة تحدثت فيها عن الاستراتيجية الدفاعية ولكنها لم تناقش.

سئل: إذا كنت راعيا لهذا الشعب، كيف ستحدثهم عن المقاومة وتاريخها وعن التحرير وعن هذه المحطة في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي؟

اجاب: احترم المقاومة، فأنا مقاوم، وكنت اقاوم حتى قبل احتلال الجنوب. كل شعب له حق مكرس في شرعة الأمم المتحدة بأن يحرر أرضه بجميع الوسائل المتاحة. إذا، المقاومة هي حق لكل شعب تحتل أرضه، لا بل واجب عليه أن يحررها. لذلك لا يمكننا أن نلعب في الموقف تجاه المقاومة بأن نعطيها نصف حق أو ربع حق.. للانسان حق كامل بأن يحرر أرضه.

سئل: تكلمت بفرح عن الجو الإيجابي الذي حصل. هل تحلم في مرحلة ما أن تتمكن اليد التي صافحت يد السيد حسن من أن تجمع مصافحة ثلاثية أي يدك بيد الرئيس سعد الحريري ويد السيد حسن نصرالله؟ هل تحلم بهذه المرحلة؟

اجاب: بكل تأكيد فهذه هي الغاية النهائية، لأنني سبق أن قلت أنه يجب أن نكون كالمثلث المتساوي الأضلاع. 3 أقطاب يمكن أن يشكلوا مثلثا، أي السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري وأنا، بحيث لا نستطيع أن نفكك هذا المثلث ونرمي كل قطعة في مكان، بل يجب أن نكون مرتبطين ببعضنا البعض.

سئل: هل من الممكن أن تكون في عيد التحرير المقبل قد حققت هذا الواقع؟

اجاب: أتمنى أن أكون قد وصلت إلى هذه المرحلة، لأن خلاص لبنان هو في وحدة اللبنانيين.

سئل: هل لديك كلمة أخيرة خصوصا لعائلات الشهداء، خصوصا أن هناك شهداء كثر قدموا من الثلاثية الماسية، أي ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة حتى تحقق التحرير. ماذا تقول لهؤلاء الشهداء؟ وماذا تقول عن الشهيد وكيف تراه في هذه المناسبة؟

اجاب: قبل كل شيء، إن في الشهادة بطولة لأنها في ساحة المعركة. وأنا لا أعتبر أن هناك شهادة حقيقية إلا في ساحة المعركة حيث يسقط الشخص تحت رصاص العدو. الشهادة هي تضحية كبيرة وفيها بطولة وقرار. صحيح أن أهل الشهداء يتبركون بالشهادة، ولكن تبقى هناك زاوية انسانية فيها ألم ووجع، وإن كان الأهل يفتخرون بشهادة ابنائهم، ولكنه فخر ممزوج بالألم. وما أتمناه لأهالي الشهداء أن يجازيهم الله ويعظم أجرهم لأنهم استحقوا ذلك".

 

آلان عون: لسنا معنيين بجلسة شكلية وإذا بقيت مواقف الكتل على حالها لا يمكن انتخاب رئيس غدا

وطنية - إعتبر عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب آلان عون، في تصريح بعد جلسة مجلس النواب "أن إستحقاق إنتخاب رئيس الجمهورية ليس مجرد إستحقاق عددي في ظل نظام يقوم على الديموقراطية التوافقية في لبنان، وليس على الديموقراطية العددية التبسيطية"، مشددا على "ضرورة إحترام الإرادة المسيحية"، مشيرا الى ان " الخيار الكبير في الانتخابات الرئاسية يجب ان يكون للمسيحيين إنطلاقا من خياراتهم في الانتخابات النيبابية". واعتبر عون أن "ميثاقية إنتخاب رئيس الجمهورية لا تكمن في حضور جلسات انتخاب الرئيس فقط، بل في الخيار غير المؤمن حتى الساعة، وتكمن المشكلة بتفسير الميثاقية في لبنان، ويجب تفسيرها لمرة عن كل المرات"، متسائلا "هل ما يصح في اختيار رئيس مجلس النواب وفي تعيين رئيس الحكومة، وهل ما يصح في قانون الإنتخاب لا يصح في الإنتخابات الرئاسية؟"، مذكرا "بتغيب بعض النواب عن حضور جلسات المجلس بحجة عدم صوابية التشريع بظل غياب حكومة"، مشيرا إلى "يوم الغضب الذي شهده لبنان عند إنتخاب رئيس مجلس وزراء لا يمثل الأكثرية في طائفته".

وحول تغيب التكتل عن حضور جلسة الغد قال: "يرتبط النصاب بظروف انتخاب الرئيس، لسنا معنيين بجلسة شكلية، بل يهمنا جلسة لإنتخاب رئيس جمهورية، وإذا بقيت مواقف الكتل النيابية على حالها، إذا فلا إمكان انتخاب رئيس غدا، الظروف لم تنضج بعد وليس التكتل من يعطل". ردا على سؤال حول تحمل التغيير والإصلاح إمكان حدوث الشغور أجاب: "تقع مسؤولية الشغور على كل الكتل النيابية، ومجرد التمسك بمرشح معين هو نوع من تعطيل التوافق على انتخاب رئيس".

 

تطواف بالشموع في شوارع عجلتون لمناسبة عيد القديسة ريتا

وطنية - طاف المؤمنون، مساء اليوم، في شوارع عجلتون بالشموع المشتعلة ونثروا الورود على طول الطريق من بيت الفقير (مزار القديسة ريتا) الى ساحة البلد وهم يرنمون ويرفعون الصلوات في عيد القديسة ريتا، قديسة الامور المستحيلة، آملين ان تحمل السلام والاستقرار للبنان، وهي القادرة على كل شيء مستحيل. وفي ختام المسيرة،التقوا حول "لقمة محبة"، على ان يلتقوا غدا في " قداس العيد الذي يقام في بيتها جريا على العادة من كل عام ".

 

لا نصاب اليوم وثلاثة أيام لانقاذ الجمهورية

موقع 14 آذار/بدأ العد العكسي لانتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. هو الوقت نفسه الذي يؤشر إلى اقتراب الفراغ الأسود الذي ساعد في قدومه فريق التعطيل "8 آذار" وعلى راسهم النائب ميشال وعون و"حزب الله". الجلسات مفتوحة بدءا من اليوم حتى ليل السبت – الأحد وفق ما أعلن رئيس مجل سالنواب نبيه بري، لكن رغم ذلك اوساط نيابية في "14 آذار" متشائمة، وقالت: "لا مؤشرات حتى اليوم لامكانية انتخاب رئيس خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وألنظار بدأت تتجه نحو ما بعد 25 أيار". وأكدت أن "المعلومات المتوفرة تشير إلى أن لا نصاب في جلسة اليوم، وسيغيب عنها كالعادة نواب "حزب الله" وتكتل "التغيير والإصلاح"، وسيحضر البعض منهم إلى المجلس لكنهم لن يدخلون قاعة الهيئة العامة، وستقتصر زيارتهم على الادلاء بالتصاريح الإعلامية، من أجل التغطية على تعطيلهم واقناع الناس بأفكارهم التعطيلية".

ولفتت إلى "استمرار البحث في ملف التمديد للرئيس ميشال سليمان بين بعض الأفرقاء، لكن المجموعة نفسها التي تبحث الموضوع تعلم تماماً أن الأمر لن يمر في مجلس النواب رغم موافقة غالبية القوى السياسية، وذلك بفعل عدم موافقة عون الذي يبحث عن كرسي الرئاسة حتى لو كلفه الأمر الفراغ، و"حزب الله" الذي يخشى الرئيس سليمان القوي ورجل الدولة والمحافظ على الدستور". ولاحظت أن "الأمور متجهة نحو الفراغ إلا إذا حصلت مفاجآت في الساعات الأخيرة، كما حصل في صياغة البيان الوزراي للحكومة".

 

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي: نحن الاحرص على انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت

وطنية - إستغرب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، في لقاء سياسي في بعلبك، "اتهام البعض للنواب الذين يتغيبون عن جلسات إنتخاب الرئيس بأنهم يعطلون الاستحقاق وصولا الى الشغور الذي يسمونه فراغا، بينما هم يعلمون تماما أننا الأحرص على انتخاب الرئيس في أقرب وقت، وأن الجلسات لو حصلت في هذه الأجواء لن يتمكن أحد أن يحصل على الأكثرية المطلوبة، وبالتالي يكون الحضور رفعا للعتب وتضييعا للوقت الذي يجب أن يصرف في السعي الى التفاهم والتقارب والتنازل عن بعض الشكليات، تمهيدا لوصول الرئيس الحريص والقادر على حمل راية وحدة الوطن العزيز المقاوم المصمم على وضع حد للانتكاهات اليومية للعدو الصهيوني لأرضنا ومياهنا وأجوائنا وهو لا يزال يحتل لبعض ترابنا المقدس". وختم: "نحن أيضا لن نندم عن موقفنا من الذين يقدمون مصالح أميركا وإسرائيل على مصالح الوطن، الذين يمارسون الارتهان اليومي للأجنبي ويتوسلون عنده تصريح المرور الى بعبدا، وفي آن يوجهون التهم الباطلة الظالمة بالعمل في خدمة مصالح اقليمية الى الجهات الوطنية التي قدمت الدماء والأرزاق وزهرات العمر حفظا للبنان وكل أبنائه".

 

موظفو مستشفى الحريري مستمرون في احتجاجهم على عدم قبض مستحقاتهم

وطنية - نفذ موظفو مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي، اعتصاما امام مدخل المستشفى، وأقفلوا المدخل الرئيسي للمستشفى لعشر دقائق. واذاع منسق اللجنة سهيل ريا بيانا شكر فيه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور تعيين رئيس مجلس ادارة جديد هو الدكتور فيصل شاتيلا من خارج جدول اعمال مجلس الوزراء. واعتبر البيان ان هذا "التعيين لا ينهي معاناتنا التي نعاني منها منذ سنوات، ولم نلمس اي تطور ايجابي باتجاه قبض مستحقاتنا المالية المكسورة". وطالب ب"تسديد الراتب والمستحقات المتأخرة، ايجاد آلية ثابتة لتأمين رواتب الموظفين بشكل ثابت وتسديدها مع نهاية كل شهر،النظر بقيمة المنح المدرسية المقدمة والتي لا تتجاوز الحد الادنى اسوة بموظفي الضمان الاجتماعي وكهرباء لبنان، الاستفادة من اشهر 13 و14، اعطاء الموظفين خارج الملاك حقهم بالدرجات بدءا من تاريخ مباشرة عملهم (من دون مفعول رجعي)، تثبيت المياومين وضم خدمات السنوات السابقة وحفظ حقوقهم عن ذلك، تبني مشروع انشاء صندوق تقاعدي وتعاضدي وتخفيض عددالساعات من 44 الى 40 ساعة". كما طالب بتجهيزات طبية وادوية للمستشفى، والى "ما هنالك من مقومات تساهم بالنهوض بها"، سائلا "المسؤولين في الدولة اين اصبحت هذه الخطة الانقاذية". وناشد البيان "الاسراع في حل هذه الازمة في اقرب وقت ممكن وذلك من اجل رفع المعاناة التي يعاني منها الموظف بالاضافة الى اعادة وضع هذا الصرح الاضخم على الخارطة الصحية في لبنان لكي يعود ويلعب الدور الريادي الذي انشئ من اجله"، لافتا الى ان "الدولة رغم الظروف الصعبة التي نمر بها تعتمد مستشفى رفيق الحريري مستشفى مركزيا لاستقبال مرضى الكورونا". وختم البيان معلنا استمرار الاعتصام المفتوح الى "حين ايجاد حل جذري لمشاكلنا ضمن الاطر السلمية المشروعة".

 

النائب محمد الحجار: مرشح المستقبل هو مرشح فريق 14 آذار

وطنية - اشار عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 و100,5"، إلى ان "موضوع ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون ليس بيدنا نحن بل هو من يقرر ترشيحه من عدمه"، مشددا على ان "مرشح المستقبل هو مرشح فريق 14 آذار". وتمنى "انتخاب رئيس جمهورية قبل 25 أيار"، مؤكدا ان "موقف المستقبل لن يكون منفردا لأنه جزء من 14 آذار ومن يصر على التفرد وتعطيل النصاب هو حزب الله"، ومضيفا "يجب مواجهة الفراغ والوقوف ضده لان الفراغ يضعف ثقة الخارج بلبنان وثقة اللبنانيين بمؤسساتهم".

 

ادمون رزق: على المجلس الالتئام حتى انجاز الانتخاب والاّ فقد شرعيّته وتفريغ الرئاسة نقض لصيغة العيش المشترك وفقدان للشرعيــة"

اي عمل قبل انتخاب رئيس للجمهوريـة مخالفــة دستوريــة

المركزية- فيما تهرول البلاد نحو شغور رئاسي بات في حكم الأمر الواقع، وفي وقت يكثر الحديث عن فراغ يمكن ان يستمر شهورا، الى من ستنتقل دفّة حكم البلاد وكيف ستسيّر شؤونها اليومية في هذا الوضع الاستثنائي، وهل يجوز للمجلس النيابي المضي في التشريع بشكل طبيعي؟ للوقوف على البعد الحقيقي للموضوع، سألت "المركزية" المرجع الدستوري، ادمون رزق فقال: ان شغور رئاسة الجمهورية يشكّل خللاً بنيويا في النظام، لأنه يناقض صيغة العيش المشترك. واشار الى ان الفقرة "ي" من مقدمة الدستور تنص صراحة: "لا شرعية لاي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". والمقصود بالميثاق هو ايلاء مواقع معينة في السلطة لمواطنين من مذاهب معينة، ومراعاة المناصفة بين الطوائف، في مجلسَي النواب والوزراء وعلى مستوى وظائف الفئة الاولى، مع اعتماد الكفاءة والاختصاص، ومن دون تخصيص اي وظيفة لأي طائفة (المادة 95). فتركيب السلطة على قاعدة العيش المشترك يفقد ركناً اساسياً بتفريغ رئاسة الجمهورية، خصوصاً اذا كان ذلك متعمداً كما هو حاصل حالياً، وليس نتيجة اي سبب قاهر او حادث طارئ. فرئيس الجمهورية الماروني هو مكوّن اساسي في ميثاق العيش المشترك، ولا شرعية لأي سلطة تناقضه، كذلك بالنسبة الى سائر مكوّنات الشراكة، من مثل الرئيس الشيعي للمجلس النيابي والسني لمجلس الوزراء، والمناصفة حيث تجب.

وتابع قائلاً: ان المادة 62 من الدستور، منذ 1926، والتي ابقيناها كما هي في تعديل 1990، نصت على "تولي مجلس الوزراء وكالةً صلاحية رئاسة الجمهورية" عند خلوّ سدّتها "لأي علة كانت... " ولكن "الخلو" هو غير الاخلاء المتعمّد، في غياب اي قوة قاهرة او سبب طارئ غير متوقّع. واكّد ان الفراغ في الرئاسة بعد 25 ايار، يفقد السلطة شرعيتها، بسبب مناقضتها لميثاق العيش المشترك. لأن مجلس الوزراء، في هذه الحالة، لا يؤمن الشراكة الوطنية.

وعن عمل المجلس قال: "منذ عقد الجلسة الاولى واجراء الدورة الاولى لانتخاب الرئيس، يصبح المجلس النيابي هيئة ناخبة ولا يجوز له مباشرة اي عمل قبل انتخاب الرئيس. لذلك فان الجلسة التشريعية التي عقدت بعد ذلك، كانت غير دستورية، مضيفا " حتى بعد تاريخ 25 أيار، تظل اولوية المجلس المطلقة، انتخاب رئيس، ولا يستطيع القيام باي عمل قبل انتخاب رئيس".

وبسؤاله قال رزق" ان "النصاب في الدورة الثانية وما يليها من دورات انتخاب الرئيس هو النصاب العادي اي النصف زائدا واحدا (65)، ولكن الحصول على النصف زائدا واحدا يظل شرطا لفوز الرئيس في اي دورة كانت. وانطلاقا من هذا، فان النصاب كان متوافرا في الجلسات الثلاث التي دعي اليها وعُطّلت خلافا للدستور وللنظام الداخلي"، لافتا الى ان "مجلس النواب، بمعزل عن اي دعوة من اي كان، يجب ان يلتئم بحكم الدستور والقانون فورا، ويظل ملتئما بلا انقطاع حتى انتخاب رئيس، تحت طائلة اتهامه بالخيانة العظمى".

وختم رزق "على رئيس الجمهورية، بصفته حامي الدستور، أخذ موقف حازم وفوري لحماية الدستور وذلك بأن يدعو مجلس الوزراء الى اتخاذ مرسوم باعلان حالة الطوارئ لحماية الجمهورية، تحت طائلة الاخلال بقسمه المقدس".

 

لا خلفية سياسية وراء قرار الإتحاد الأوروبي فرض حظـر علـى الطيــران اللبنانــي

المركزية - أكد مصدر رسمي ان لا خلفية سياسية وراء قرار الإتحاد الأوروبي فرض حظر على سفر شركات الطيران اللبنانية. وشدد المصدر لـ"المركزية" على ان لبنان يبدي أمام المراجع المختصة في الإتحاد الأوروبي استعداده الكامل للتعاون من أجل تطبيق شروط السلامة الجوية لاسيما تطبيق القانون 481\ 2002 المتعلق بسلامة الطيران وينص على إنشاء هيئة مستقلة للطيران المدني. وكانت سفيرة الإتحاد انجيلينا ايخهورست أعلنت أن شركات الطيران اللبنانية تواجه حاليا إمكان فرض حظر كامل على عملها ضمن المجال الجوي للاتحاد. من جهتها أعلنت بعثة الإتحاد في بيان ان هذا التوجه أتى بعدما سبق للمنظمة الدولية للطيران المدني أن لفتت إلى تأخير كبير في معالجة مسائل السلامة في كانون الأول 2012. كما خلصت لجنة السلامة الجوية التابعة للاتحاد إلى أن السبب الأساسي للقلق هو التأخير في إنفاذ قانون الطيران المدني الرقم 481/2002".

 

"وفاة لبناني في حيفا و"الخيام" ترفض استقبال جثته

المركزية- توفي اللبناني حسن حسين عبدالله من بلدة الخيام، الذي كان فر الى اسرائيل غداة الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في ايار من العام 2000 ، في مستشفى رامبام في حيفا. وفيما يعمل الصليب الاحمر الدولي على نقل جثته الى بلدته لدفنها، رفض اهالي الخيام في بيان استقبال الجثة او دفنها، مشيرين الى ان عبدالله من المتعاملين مع اسرائيل خلال احتلالها الجنوب اللبناني، وهو من الذين نكلوا بأهالي بلدته وزج بهم في سجن الخيام.

          

جميل السيّد يطل على قناة عون التلفزيونية للتنبؤ باغتيال " المتورطين بشهود الزور" كما حصل لوسام الحسن

على القناة التابعة للعماد ميشال عون، أطل جميل السيد،مساء الثلاثاء، حاملا معه أنباء قتل من سماهم المتورطين في ملف شهود الزور.

وقال جميل السيد، الذي سبق للمحكمة الخاصة بلبنان أن أخلت سبيله في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري:" قناعتي الراسخة ان ( الوزير أشرف) ريفي و( والقاضي صقر)صقر و( والقاضي سعيد) ميرزا وغيرهم تحت خطر في قضية شهود الزور مثلهم مثل وسام الحسن ، وانا لا افصل بين اغتيال الحسن وملف شهود الزور، لان الدول التي اعطتهم سرا لا تتركهم يستمرون فيه. شهود الزور مؤامرة دولية وليست فقط مؤامرة ريفي ووسام الحسن وفريق تيار المستقبل وانا عشت هذه المؤامرة ورأيت كيف كانوا يطبقوني لأكون شاهد زور، وكتبت هذه الامور الى المحكمة والامم المتحدة." وتابع:"هل اذا اعطت اي دولة سرها لريفي ستتركه في حال سبيله؟ انا لا اهددهم بل الاحقهم عدلياً على طريقتي. هم دخلوا في لعبة دم كبيرة."وقال:لديّ الوثائق سأنشرها بعد ان افك التزامي مع المحكمة الدولية، وانا مرتبط مع المحكمة بكلام ولا يمكنني ان انشر وثائق. هذه الوثائق تتضمن كل من تورط في ملف شهود الزور وهو معرض للخطر ليس مني او من سوريا او من حزب الله بل هو معرض من الجهة التي ورطته بهم." وكان جميل السيد قد التقى برئيس النظام السوري في 27 نيسان الماضي.

 

اسرائيل تسعى لجذب المسيحيين في مواجهة العالم الاسلامي

المسيحيون واسرائيل

تسعى اسرائيل التي تستعد لاستقبال البابا فرنسيس الى جذب الاقلية المسيحية العربية فيها للانضمام اليها بمواجهة الغالبية المسلمة في المنطقة الغارقة في نزاعات طائفية.

وظهر ذلك جليا مؤخرا عبر اعلان الجيش الاسرائيلي الشهر الماضي استدعاء مسيحيين من عرب اسرائيل للخدمة في الجيش مشيرا الى ان الاستدعاء اختياري وليس الزاميا. كما ظهر في قانون مثير للجدل سنه البرلمان الاسرائيلي يفرق بين المواطنين العرب المسلمين والمسيحيين ويمنح المسيحيين امتيازات اكبر في مجال العمل، في اجراء غير مسبوق في الدولة العبرية. واكد النائب ياريف ليفين من حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، والذي قدم مشروع القانون ان المسيحيين "حلفاء طبيعيون لنا ويشكلون ثقلا مضادا للمسلمين الذين يريدون القضاء على الدولة من الداخل". وهذه هي المرة الاولى التي تسعى فيها اسرائيل الى حشد الاقليات في المنطقة. ويشير غابرييل بن دور مدير معهد دراسات الامن القومي في جامعة حيفا لوكالة فرانس برس "هناك بالفعل تدهور في وضع المسيحيين في الشرق الاوسط". وقال بن دور انه "الوقت المناسب لتقوم اسرائيل بتحسين وضع الاقلية المسيحية فيها،لان هذه الاقلية الان اكثر حماسا للتعاون مع الدولة العبرية وهذا من شأنه ان يحسن مكانة اسرائيل الدولية". وهناك 130 الف مسيحي من عرب اسرائيل الذي يشكلون حوالى 20 بالمئة من سكان اسرائيل. وهم يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد اعلان قيام دولة اسرائيل العام 1948. ومع انهم يحملون الجنسية الاسرائيلية يعامل العرب في اسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية ويعانون من تمييز واضح ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصا. وقامت الكنيسة الارثوذكسية مطلع الشهر الجاري بتجريد كاهن من مدينة الناصرة وهي اكبر مدينة عربية في اسرائيل يدعى جبرائيل نداف من صلاحياته لدعوته علنيا الى تجنيد المسيحيين في الجيش الاسرائيلي. واعترضت بطريركية اللاتين في القدس التي تمثل الكنيسة الكاثوليكية، على قرار قرار الجيش الاسرائيلي رفع عدد المجندين المسيحيين في الجيش. وقال المونسنيور ميشال صباح الذي كان اول بطريرك فلسطيني يتراس بطريركية اللاتين في القدس بين 1988 و2008، ان "المشكلة الرئيسية هي ان هؤلاء المسيحيين هم من الفلسطينيين". واضاف "لو قبلنا كفلسطينيين، فاننا لن نذهب الى جيش يواصل احتلاله او يقتل الفلسطينيين". واضاف صباح "يجب ان نكون مواطنين صالحين داخل اسرائيل ولكن ان تكون مواطنا صالحا لا يعني ان يطيع امرا  بقتل اخوته الذين هم من الفلسطينيين". ويقول معارضو الخطة ان اليمين القومي المتطرف الحاكم في اسرائيل يسعى الى اللعب بورقة "الطائفية" بين المسيحيين والمسلمين في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ويشير المحلل السياسي وديع ابو نصار لوكالة فرانس برس الى ان هذه "محاولة واضحة لتقسيم الاقلية العربية الفلسطينية داخل اسرائيل"، مشيرا الى انه يتوقع "نجاحا محدودا للغاية" لهذه السياسة. ويقول ابو نصار الذي شغل في السابق منصب المتحدث باسم الاساقفة الكاثوليك في الاراضي المقدسة انه "لا يعتقد ان اسرائيل جادة في دمج العرب المسيحيين في المجتمع الاسرائيلي كمواطنين يتمتعون بالحقوق الكاملة". ويضيف "لو كانت اسرائيل جادة، فلماذا ما زالت تمارس التمييز ضد الدروز الذين يخدمون في الجيش؟ ولماذا لا تسمح للاجئين الفلسطينيين المسيحيين بالعودة؟".  واضاف ان "اسرائيل ترتكب خطأ استراتيجيا بعدم الاستجابة لعدم الاستقرار الاقليمي عبر (مبادرات)  ايجابية"، مؤكدا ان "صنع السلام مع الفلسطينيين وتوفير المساواة الكاملة لجميع مواطنيها هي الضمانات الافضل لمستقبل اسرائيل في المنطقة".

 

اندبندنت: زيارة البابـا للقدس لــن ترضي الفلسطينيين والاسرائيليين معا

المركزية- ذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية أن "زيارة البابا فرنسيس الى القدس لا يمكن أن ترضي الفلسطينيين والاسرائيليين معا"، مشيرة الى أن "البابا يتعرض لانتقادات من جانب الفلسطينيين والاسرائيليين على الأماكن التي اختار زيارتها خلال رحلته إلى الاراضي المقدسة التي تستمر ليومين"، موضحة أن "الناشطين الفلسطينيين انتقدو البابا بسبب خطته لزيارة قبر مؤسس الصهيونية تيودور هرتزل الذي ساهم بتهجير الفلسطينيين". وأكدت الصحيفة أن "الاسرائيليين يرحبون بخطة البابا لوضع اكليل من الزهور على قبر مؤسس الصهيونية"، مشيرة الى أنهم كانوا "غير راضين عن خطته للانتقال بطائرة هليكوبتر من عمان إلى أراضي السلطة الفلسطينية في بيت لحم، عوضاً عن الذهاب إلى هناك عبر اسرائيل، الأمر الذي اعتبروه اعترافاً بالدولة الفلسطينية". ولفتت الى أن "أكثرية المثقفين الفلسطينيين يرحبون بزيارة البابا، ويتوقعون أن تعمل هذه الزيارة على توثيق علاقات الفلسطينيين بالحبر الأعظم وأن يدعم الحق وحقوق الانسان".

 

صرخة مارونية وتلويح بالتعديل اذا لم يُنتخب رئيس

الضغط الدولي يتعاظم في موازاة العجـز الداخلـي

زيارة بوتين للصين ألغت لقاء الحريري - لافروف

المركزية- يبدو من الصعوبة في مكان الركون الى توقعات، لموعد انتخاب رئيس للجمهورية نظرا للضبابية المحيطة بالاستحقاق وتضارب المعطيات حتى ضمن فريقي 8 و14 اذار نفسهما، في ضوء "اختناق" الجهود المبذولة على خط احراز توافق على اسم احد المرشحين، على رغم انتهاء المهلة الدستورية بعد ثلاثة ايام والمواقف الضاغطة دوليا ومحليا من اجل منع الفراغ والتحذير من تداعياته الخطيرة على المستويات كافة.

"التدويل": وازاء "العقم" الداخلي في انتاج رئيس جمهورية، اعتبرت مصادر سياسية مطلعة ان الاستحقاق انتقل من مرحلة الخيار الماروني اللبناني الى "التدويل" الارادي، بعدما فشلت القيادات المارونية اللبنانية في انجاز المهمة المنوطة بها اساسا بفعل الانقسام العمودي الحاد واصطدام كل الاتصالات واللقاءات بتعنت القوى السياسية التي يرفض بعضها رفضا مطلقا ولا سيما التيار الوطني الحر الانتقال الى مرحلة طي صفحة ترشح القادة لبدء البحث في البدائل، الا ان المصادر اعربت عن اعتقادها ان ما بعد 25 ايار لن يكون كما قبله والبحث عن المرشح التوافقي المقبول من الجميع، سيدخل حيز التنفيذ بعدما بدأ التداول في بعض الاسماء المطروحة.

ورقة ضغط: واشارت الى ان احد اسباب اخفاق المسؤولين اللبنانيين وتحديدا الموارنة في التوافق على رئيس جمهورية هو استمرار اطراف اقليمية في استخدام الاستحقاق الرئاسي ورقة ضغط في المفاوضات الدولية، وانكفاء قوى لبنانية اساسية عن تحديد مواقفها او تبني اعلان مرشحين معينين باعتبار ان الخيار يجب ان يكون مسيحيا اولا وعلى المسيحيين ان يتوافقوا على مرشح لتبنيه، وهو موقف لا ينفك يكرره الرئيس سعد الحريري وابلغه الى من التقاهم من المسؤولين اللبنانيين في باريس اخيرا، رافضا ان يضع تياره رأس حربة في الاستحقاق من خلال اعلان تبني هذا المرشح ووضع فيتو على آخر او ان يلعب ادوارا يفترض ان يقوم بها آخرون.

وعشية التئام الجلسة الخامسة لانتخاب الرئيس غدا والمتوقع الا تنعقد للسبب نفسه الذي حال دون انعقاد الجلسات الاربع السابقة، في ضوء اعلان نواب "تكتل التغيير والاصلاح" وكتلة "الوفاء للمقاومة" عدم الحضور لتأمين النصاب، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان جلسات الانتخاب ستكون مفتوحة، حتى انتهاء الولاية الرئاسية، وذلك خلال ترؤسه جلسة تلاوة رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التي تضمنت طلبا الى المجلس للعمل على ما يفرضه الدستور وما توجبه القوانين لاستكمال الاستحقاق الدستوري تفاديا للمحاذير والمخاطر، فالوطن يستحق تجردا وترفعا وتحمل المسؤولية واللبنانيون يستحقو ان يكون لهم رئيس جديد قبل 25 ايار.

المجلس لم يقصر: وخلافا لجلسات الانتخاب، تأمن نصاب جلسة تلاوة الرسالة الرئاسية في حضور 65 نائبا وغيابا تاما لنواب كتلة الوفاء للمقاومة وحزبي البعث والقومي ومشاركة خفيفة لنواب "تكتل التغيير والاصلاح" في مقابل مشاركة نواب فريق 14 اذار والوسطيين ووصف النائب وليد جنبلاط الرئيس سليمان بالشجاع وقال كانت لنا مع غيره تجارب مريرة "والله يستر من يلي جايي على الميلتين". اما النائب السامي الجميل فاعتبر ان السبب الوحيد لتطيير الجلسات الانتخابية هو طموح شخصي.

وخلصت جلسة النقاش البرلمانية الى تأكيد الرئيس بري ان المجلس لم يقصر لحظة في القيام بواجبه وانه لم يخترع نصاب الثلثين بل هو معمول به منذ العام 1926، واستعداده لانتخاب رئيس ولو بعد منتصف الليل بعدما كانت الجلسة انحرفت عن هدفها الاساسي الى مناقشة النصاب القانوني لجلسة انتخاب الرئيس وانقسم المجلس الى فريقين.

موقف ماروني: وفي وقت كان المجلس يناقش الرسالة الرئاسية، صدر موقف ماروني من بكركي، التي زارها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عن المؤسسات الثلاث المجلس التنفيذي للرابطة المارونية والمجلس العام الماروني والمؤسسة المارونية للانتشار اكد حتمية اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده تجنبا للفراغ وحفاظا على المكون المسيحي الاساسي وحذر من ان تعطيل انتخاب الرئيس يخالف الدستور ويهدد الكيان. واذ اكد ابقاء الاجتماعات مفتوحة لتحديد المواقف والخطوات التي من شأنها تأمين انتخاب رئيس، كشفت مصادر مطلعة لـ"المركزية" عن اتجاه الى اطلاق المؤسسات المارونية الثلاث غدا دعوة الى تعديل المادة 62 من الدستور بما يمنع الفراغ ويتيح بقاء الرئيس سليمان في قصر بعبدا الى حين انتخاب الخلف.

احترام الرئاسة: وفي سياق غير بعيد، اعربت مصادر مسيحية في قوى 14 اذار عن استغرابها لطريقة تعاطي نواب التيار الوطني الحر مع جلسة اليوم واقتصار مشاركتهم على عدد ضئيل منهم عوض الحضور بكثافة احتراما ودعما لموقع الرئاسة، خصوصا ان عون لا ينفك يؤكد انه يتمتع بأكبر كتلة مسيحية، فما الجدوى من كتلة مماثلة ما دامت لا تساهم حتى في دعم ارفع موقع مسيحي في البلاد. واشارت الى ان على العماد عون ان يقتنع وفريقه السياسي الذي يعلق البلاد ورئاستها على آمال لن تتحقق وطموحات لن تؤدي حكما الى تربع عون على كرسي بعبدا، للعودة الى ارض الواقع والاقتناع بان البلاد لا تحكم الا بالتوافق في ما هو غير وفاقي ولا يمكن ان يكون كذلك لان ماضيه يحاصره من كل الاتجاهات. ودعته الى القراءة جيدا في مضمون الرسائل والمواقف المتتالية التي تصدر من اكثر من موقع حاملة اشارات واضحة بانعدام حظوظه في الوصول الى الرئاسة.

الكتائب والتيار: وفي اطار الحراك الداخلي، رصدت ملامح تواصل كتائبي – عوني من خلال زيارة لعضو تكتل التغيير والاصلاح النائب الان عون الى وزير الاقتصاد والتجارة الآن حكيم وكان تشاور في الاستحقاق الرئاسي ولاحقا زار حكيم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل واشارت مصادر "الخارجية" لـ"المركزية" الى ان اللقاء تخلله تبادل بعض الرسائل السياسية.

لقاءات تمهيدية: في غضون ذلك، بقي الربط بين موعد الانتخابات الرئاسية في لبنان ونتائج اللقاء السعودي – الايراني المرتقب قائما على رغم ورود معلومات عن عدم نضوج ظروف انعقاده هذا الاسبوع ذلك ان مصادر دبلوماسية متابعة قالت لـ"المركزية" ان جدول الاعمال يحتاج الى بعض الوقت وان اجتماعات سعودية- ايرانية امنية تعقد في احدى عواصم اوروبا لتهيئة ظروفه. وفي السياق دعت مصادر في قوى 8 اذار الى عدم ربط نتائج هذا اللقاء بالاستحقاق اللبناني باعتبار انه سيركز على الملفات الاكثر سخونة في منطقة الشرق الاوسط، الا ان مصادر سياسية مراقبة خالفتها الرأي واكدت ان اي لقاء سعودي – ايراني لا يمكن الا ان يتناول ملف لبنان واستحقاقه الرئيسي انطلاقا من ضرورة تحصين ساحته ومحاولة ابقائها تحت خانة الاستقرار والسيطرة خشية ارتفاع منسوب المواجهة السنية – الشيعية والمخاطر المترتبة وسط اشتعال البركان الاقليمي. واعتبرت ان ملف لبنان قد يكون مرتبطا ايضا بجملة محطات من بينها الوضع في العراق والانتخابات المصرية التي من شأن نتائجها ارساء تحالفات سيبدأ على اساسها حراك مصري – سعودي – خليجي قد يشكل حاضنة لاوضاع الشرق الاوسط ويحدد اطارا جديدا لها. واعتبرت ان المواقف الخارجية الصادرة من اكثر من موقع دولي سترتفع تدريجا للضغط على القيادات اللبنانية لانجاز الاستحقاق وانتخاب رئيس قبل 15 ايار موعد مؤتمر روما المرتقب ان يقدم مساعدات للبنان ولا يجوز عقده في ظل الفراغ الرئاسي.

وداع سليمان: من جهة ثانية، تتجه الانظار الى المواقف التي سيطلقها الرئيس سليمان في خلال احتفال لمناسبة انتهاء ولايته يحضره رئيسا الحكومة والمجلس النيابي والاعضاء وفاعليات اقتصادية وسياسية واجتماعية واعلامية، حيث سيتناول في الرسالة الوداعية الموجزة انجازات عهده، ما تحقق وما لم يتمكن من تحقيقه على امل ان يحققه الرئيس الخلف. ويبدي اسفه لكونه لن يسلم الرئاسة كما لم يستلمها، مكررا مواقفه وثوابته الوطنية المعهودة والتمسك باتفاق الطائف ومعالجة الثغرات لتطوير الدستور.

الحريري – لافروف: في غضون ذلك، وفي حين كان من المقرر ان يزور الرئيس الحريري موسكو لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين جاء اعلان الخارجية الروسية عن الغاء لقاء كان مقررا غدا بين الحريري ووزير الخارجية سيرغي لافروف ليطرح علامات استفهام واسعة خصوصا ان توقيته يأتي بالتزامن مع الحراك الضاغط على خط الاستحقاق الرئاسي اللبناني، غير ان مصادر دبلوماسية كشفت لـ"المركزية" خلفيات الغاء الموعد، وقالت ان الحريري كان سيزور موسكو من اجل عقد لقاء مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الا ان بوتين اضطر الى التوجه الى الصين فتقرر الغاء زيارة الحريري الذي كان يحرص على الاجتماع مع بوتين الى موعد يحدد في وقت لاحق بحيث يتسنى للحريري لقاء المسؤولين الروسيين.

 

متى نقرّ بمخاطر آفة الطائفية المتطرفة على منطقتنا؟

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

قرأت من دون أن أفاجأ نتيجة الانتخابات العراقية. وأزعم أن أحدا من المراقبين الحصيفين، فوجئ أيضا. المشروع الإقليمي واضح واللاعبون العراقيون يلعبون «على المكشوف»، وما عاد «هناك ستر مغطى». فالشيعي يصوّت للشيعي، والسنّي العربي يصوّت للسنّي العربي، والسنّي الكردي يصوّت للسنّي الكردي.. إلخ.

وليس العراق «المحرّر»، من صدّام حسين أولا ومن الأميركيين ثانيا، حالة خاصة معزولة. سوريا أيضا سائرة بخطوات تدميرية واثقة نحو الفَرز السكاني، مع أن لنظامَي الأسدين الأب والابن «تقاليد ثابتة» في إسباغ الشكل «الديمقراطي» على أعتى أنواع الممارسات السياسية والأمنية. واليوم، على الرغم من القصف بالكيماوي وتهجير الملايين وقتل مئات الألوف وتغيير خرائط البلاد وديموغرافياته يصرّ النظام، المولع لفظا بـ«العلمانية»، على التأكيد للعالم أجمع أنه ليس فقط معاديا للطائفية، بل هو شغوف بالانتخابات والديمقراطية، حتى أنه إذا لم يتوافر مرشح للمعارضة.. اصطنع النظام مرشحا بل مرشحين.

ولكي لا يبقى لبنان وحيدا، وهو الذي قال حافظ الأسد عن شعبه وعنه «شعب واحد في بلدين»، ها هم اللبنانيون موعودون باستحقاق انتخابات رئاسية.. مع أنهم آخر من يُستشار بشأنها، بصرف النظر عما إذا كانوا يدركون هذه الحقيقة المرّة أم لا. أما الفارق الوحيد بين حالة لبنان وحالتي العراق وسوريا فهو أن لبنان بلد أقرّ ميثاقه الوطني ودستوره صراحة بتقاسم السلطات على أساس طائفي – ديني/ مذهبي، وبالتالي، «قونَن» لبنان الطائفية صراحةً.. فلم يُخدع غير شعبه بأن كيانه كيان ذو ديمقراطية منقوصة. أما الحالتان العراقية والسورية فخدعتا كثيرين لسنوات وسنوات، تارةً تحت شعارات العروبة، وطورا تحت ألوية العلمانية. بل إن ما يحدث في سوريا – بعد انكشاف أمر طبيعة الحكم في العراق – ما زال يغري بعض السُّذّج وسيئي النيات، على السواء، بأن نظامه ما زال رهانا مقبولا ضد التطرّف الطائفي.

في اعتقادي ثمة اختلاف كبير بين دور الإسلام في منطقة المشرق العربي ودوره في المغرب العربي. إنه في المغرب العربي كان ولا يزال جامعا وطنيا أساسيا يجمع المكوّنات العربية والأمازيغية، الشلوحية والريفية، الشاوية والقبائلية.. إلخ. وصحيحٌ، أن ثمة وجودا إباضيّا في غير بقعة من شمال أفريقيا كالمزاب (الجزائر) وجبل نفوسة (ليبيا) وغيرهما، وهناك حتى بعض الجيوب المسيحية الصغيرة، ناهيك من الوجود اليهودي القديم وحضوره القوي حتى العقود القليلة الماضية، لكن الإسلام السنّي المالكي بحجم انتشاره وأبويته وتسامحه وتفاعله، حتى مع غير المسلمين، حال دون انزلاق الخلافات إلى مواجهات دينية مفتوحة.

هذا الوضع يختلف تماما عن التعدّدية الدينية والمذهبية الكبيرة في العراق وبلاد الشام (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن)، وكذلك الثقل السكاني المسيحي في مصر. هنا كان لا بد من هوية جامعة أخرى. وحقا، في المشرق ظهر الخيار القومي، «العربي» بالذات، قبل أن ينحرف نحو الشوفينية العنصرية التي استفزّت مشاعر الأقليات الاثنية. ومن ثم، يتشرذم وينتهي في تنظيمات مصطنعة تدعي أنها أحزاب.. يقوم أكثرها على الانتفاع والارتزاق، ثم يبتعد تماما عن التوجّهات القومية منزويا في الملاذات الطائفية المستقوية بالدعم الخارجي.

الإسلام السياسي في المشرق العربي أخفق عندما كان الخيار القومي قويا، وعندما كان الصراع الآيديولوجي العالمي بين اليمين واليسار ما زال قائما.. على ما في ذلك الصراع من طفولية في بلداننا.

«هزيمة يونيو» (حزيران) 1967 أنهت عمليا صدقية الخيار القومي، فترنّحت الناصرية وسقطت خلال سنوات معدودات. ثم جاءت النهاية الفعلية للناصرية – من حيث هي دعوة عروبية لا دينية ولا مذهبية – على أيدي الديكتاتورات المتحمّسين لوراثة جمال عبد الناصر من أدعياء القومية العربية ومنتحلي صفة «المؤتمن عليها».

إذ صار بعثيّو العراق يروّجون صدام حسين على أنه عبد الناصر الجديد، ولم يتردّد «رفاقهم» الألداء» في سوريا في تحدّيهم.. ومنافستهم على التركة الناصرية و«أمانة الأمة»، ولم يكذّب جعفر نميري ومعمّر القذافي الخبر فنصّب كل منهما نفسه وريثا شرعيا لفترة مفيدة من الزمن قبل أن يقرّر الأول – الآتي إلى السلطة على ظهر التحالف مع الشيوعيين – نفض عروبته الاستنسابية والجري باتجاه التأسلُم السياسي، ويستعيض الثاني عن «عروبة» لم يفهمها في يوم من الأيام إلى «الأفرقة».. منصّبا نفسه في نهاية المطاف «ملك ملوك أفريقيا».

البديل الفعلي لكل تلك الظواهر كان «الإسلام السياسي».

مناقشة وضعي ليبيا والسودان المأساويين تطول، وتستحق تخصيص بحث مستفيض عن كل منهما. أما ما هو حاصل في العراق وسوريا ولبنان في «مهرجان» الانتخابات المنجزة والموعودة.. فهو «حروب أهلية» إسلامية – إسلامية، تستولد ذاتها، وتستورد وقودها، وتدفع الكيانات الثلاثة نحو الانتحار الجماعي.

بالأمس، رفضت «جبهة النصرة» التي تقاتل في سوريا، والتي بايعت قيادة تنظيم القاعدة وتعتبر نفسها جزءا منه، التوقيع على «ميثاق الشرف الثوري» للفصائل الإسلامية. وقبلها اتفقت الفصائل هذه، بما فيها «النصرة»، على اعتبار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تنظيما مشبوها وعميلا لنظام بشار الأسد والاستخبارات الإيرانية. وإلى جانب «داعش» و«النصرة» تتكاثر التنظيمات التي تدّعي كلها أنها تمثل الإسلام الصحيح، وأن معركتها «إسلامية» في المقام الأول، بينما يكسب نظام الأسد – ومن خلفه حكام طهران – قوة دفع متزايدة، بالتوازي، مع تراجع المعارضة السورية المعتدلة والعاقلة، سياسيا وميدانيا، لعجزها عن إقناع المجتمع الدولي بضرورة تسليحها.

ولكن ما كان ذريعة كاذبة يلجأ إليها المجتمع الدولي، والولايات المتحدة على رأسه، لتغطية تقصيره في دعم الثورة، يتحوّل الآن يوما بعد يوم إلى حجة مقبولة عند كثيرين – مع الأسف – في ضوء هيمنة الوجه الدخيل والمتطرّف للإسلام السياسي على الساحة السورية.

آفة الطائفية المتطرفة باتت مصدر التهديد الأول لثورة سوريا ووجودها، والحليف المستتر لكل أعداء العرب والمسلمين ومصالحهم ودورهم الإنساني والحضاري في العالم.

متى سنعترف بذلك؟

 

هذه ليست انتخابات.. إنها لحظة وصف للانسداد

وسام سعادة/المستقبل

هذه ليست انتخابات. بعد انتهاء الحرب لم تحصل انتخابات رئاسية. جرى التداول على الرئاسة من غير طريق الانتخابات، وفي كل مرة، بلحن تسليميّ للقدر المكتوب، وبـ»فرح الناس». قبل الحرب كانت العواصم الاقليمية والأجنبية تسيّر الانتخابات الرئاسية، هذا ما يردّده الجميع. لكن مبارزة تصويتية حقيقية كانت تحصل بين المرشّحين تحت قبّة البرلمان. هذا أيضاً يتم استذكاره وتداوله. المقابلة بين ما قبل الحرب وما بعدها ستظهر لنا أنّ نزع النكهة الرئاسوية عن النظام البرلماني أدّى الى اضمحلال هذه الطبيعة البرلمانية بحدّ ذاتها، بدلاً من أن يحدث العكس. بالتوازي، تحول مجلس الوزراء الى برلمان تنفيذي، ورئاسة المجلس النيابي الى «سلطة هرمينوطيقية» (الهرمينوطيقا فلسفة التأويل). الدولة الطائفية التي كانت تتساكن مع مبدأ الفصل والتعاون بين السلطات قبل الحرب صارت دولة أنماط تخليطية بين ما هو تشريعي وبين ما هو تنفيذي في هذه المؤسسات. يقوم الفصل بين السلطات على مبدأ مونتسكيو «على السلطة ان تحدّ السلطة». تقوم أنماطنا التخليطية على مبدأ اللاسلطة تحدّ اللاسلطة. بخلاف الشائع لبنانياً، يمكن المجازفة بأن ثمة بالفعل دولة، ولو متأكلة ومتفسّخة في لبنان، لكن ليس في لبنان سلطة، فلا هو نظام تسلّطي ولا هو نظام فصل بين السلطات. بدل السلطة هناك المرجعية، ويشغلها منذ انكفاء الوصاية السورية، زعيم «حزب الله». وما نحن بصدده اليوم هو تلقي الحصيلة العامة للربع قرن الأخير، ليس طبعاً لأن هناك عوامل موضوعية تفرض علينا تلقي هذه الحصيلة العامة، أو دفتر العلامات، لكن فقط، لأن الاستحقاق داهمنا، مثلما داهمنا الاستحقاق الانتخابي النيابي قبله، فجرت معالجته بالتمديد، ليكون مطلوباً اليوم من المجلس الذي عالج نفسه بالتمديد لنفسه، أن يعالج حالة نظام مهدّد بأن يحلّ الفراغ الدستوري مجدداً في رأس هرمه. فتكون مصيبة ان توقف عمل النظام، وتكون مصيبة أيضاً ان استمر بالعمل متجاوزاً غياب الرأس، وتكون مصيبة أكثر ان كان احتمال المصيبتين الأخيرتين سيشكل مادة خصبة لألاعيب الابتزاز التي تنطلق من عقلية ترى ان كل هذا النظام الدستوري كرتوني، يبيع فيه ويشتري من يملك القوة، من له السلاح. هذه ليست انتخابات، واللبنانيون استعدوا لحال الفراغ، فلو جاء ما يناقضه لجاء وقع ذلك مفاجئاً. الفراغ حل أيضاً في نهاية الثمانينيات، وأدى الى سنتين داميتين نقلتانا من دستور الى آخر. لكن وقتها، كانت الأيام السابقة على الفراغ محمومة، وأشبه بفيلم بوليسي، وتابعها المواطنون المنقسمون بين السيطرات الأمنية المتنوعة بتشويق، رغم ان ثورة الاتصالات والإعلام كانت لا تزال في بداياتها. الآن لا تشويق. اسما ميشال عون وسمير جعجع مشوقان، لكن الانتخابات بحد ذاتها تجمع بين افتقاد الناس حسّ التشويق والإثارة حيالها، وبين جهل حقيقي لهوية الرئيس العتيد، وهل سيكون أصلاً من رئيس عتيد؟ لهذا أيضاً هذه ليست انتخابات. هذه لحظة المواءمة أو الصراع بين الانسداد والفراغ: هل بالمستطاع الافلات في وقت واحد من ثنائية رئيس انسداد أو فراغ بلا رئيس؟ سؤال يطرح. لكن ليس للناس من تأثير على موعد جوابه وفحواه، باستثناء الاستقطاب الشعبي، ايجاباً وسلباً، الذي أمّنه الترشيح الوحيد الذي سيّس المعركة، وتقدّم اليها ببرنامج، وأعاد تسليط الضوء على جذرية الخلاف بين من يرضى بالمرجعية والإرشاد لـ»حزب الله»، وبين من لا يرضى بذلك.

 

نائب أوروبي أكد لـ"السياسة" أنها رسالة أيضاً للأسد وإيران

المناورات الأميركية – “الأطلسية” في إسرائيل قد تمهد لحرب حاسمة ضد لبنان وغزة

لندن – من حميد غريافي: السياسة/في الوقت الذي تتصارع فيه الدول العربية الثلاث المحاذية لاسرائيل, مصر وسورية ولبنان, مع الاستحقاقات الرئاسية, تنصرف الدولة العبرية مطمئنة البال, الى تمتين اوضاعها العسكرية وتثبيت قدميها على ارضية صلبة لمرحلة طويلة قد تتجاوز عقود, تتطلبها اعادة نهوض تلك الدول العربية جراء الأوضاع الأمنية المتردية فيها. وقال نائب في البرلمان الأوروبي في بروكسل امس, “إن زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل الى اسرائيل في الاسبوع الماضي لحضور مناورات “جنيفر كوبرا” العسكرية المشتركة لاختبار فاعلية الدفاعات الجوية العبرية والاميركية – العبرية المنتشرة في اراضي اسرائيل والمتوخى منها التصدي لآلاف الصواريخ الموجهة ضد الشعب الإسرائيلي من سورية وايران ولبنان وغزة الفلسطينية, وفي مقدمها منظومتها صواريخ “حيتس” بعيدة المدى, و”القبة الحديدية” قصيرة المدى, تأتي لإضفاء نوع من التهديد المبطن لاي دولة عربية من دول الجوار الاسرائيلي او إيران”. وأضاف النائب الأوروبي إنه في ذلك الاتجاه أيضا يتم “الدفع بهذا العدد الضخم من القوات الاوروبية – الاصلسية – الاميركية, المشاركة في المناورات قرب الحدود السعودية واللبنانية والأردنية, وعلى بعد رمية حجر من القوات المصرية”. وعلى الرغم من استبعاد النائب الاوروبي اندلاع حرب وشيكة في الشرق الاوسط, بسبب الترسانة النورية الايرانية او الثورة السورية, الا أن الاوضاع غير الطبيعية التي تجعل الاسرائيليين يشعرون بأنهم تحت رحمة صواريخ “حزب الله” في لبنان وحركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” في قطاع غزة, المرسلة الى هذه الجهات الارهابية من طهران, قد تفاجئ الجميع بمحاولة متفجرة تقوم بها قيادة الجيش العبري ضد لبنان وقطاع غزة لرفع سيف التهديد الصاروخي عن رقاب شعبها, خصوصا في المساحات الجغرافية المحاذية للشمال الاسرائيلي مثل لبنان وسورية, ولجنوبه مثل قطاع غزة”.ولفت إلى أن “المشاركة الغربية في هذه المناورات الضخمة في إسرائيل وبالأخص قوات من حلف شمال الأطلسي, من المفترض بها أن توصل الرسالة الى ايران ولبنان وبشار الاسد المنهار شيئا فشيئا في سورية, بأن اسرائيل غير مهملة دوليا وأن الدول التي قد تعرض شعبها للخطر ستواجه ردا عالميا حاسما”.

 

سامي نادر: الفشل في تحقيق النمو يعني «سيناريو اليونان» شماس: احتواء انعكاسات النزوح السوري

  المستقبل/من عناصر الخلل في التاريخ السياسي اللبناني أنّ المسائل الاقتصادية لا تجد سبيلها الى الطرح بشكل محوري وحيوي بوصفها محدداً أساسياً من محدّدات عملية انتخاب رؤساء الجمهورية. من عناصر الخلل أيضاً أن القضايا المطلبية والاجتماعية لا تجد سبيلها الى التداول بشكل يتناسب مع ضرورات إنعاش الاقتصاد اللبناني وإخراجه من كبوته، وهذا ما نراه اليوم عشية الانتخابات الرئاسية، حيث يبدو الاستحقاق محاصراً بين خَطَري تعطيل النصاب بما يؤدي الى الفراغ، وحرف المسار المطلبي والنقابي عن سكّته الصحيحة بشكل يؤدي هو الآخر لتعطيل الحراك الاقتصادي الذي لم يكفهِ ما لحق به جراء الأعوام العجاف وقمصانها السود. من هنا، يظهر الاستحقاق الرئاسي لهذا العام كاستحقاق «مفاصلة» بين الاستمرار الدستوري والاستقرار المالي والاقتصادي من ناحية، وبين الفراغ الدستوري والتدهور السياسي والأمني والتهوّر المالي والاقتصادي من ناحية ثانية، وإذاك تصير مصلحة اللبنانيين في الاستقلال والاعتدال اقتصادية المنحى قدر ما هي سياسية المنحى، ووجب الاستماع لما يقوله أهل الشأن، الاقتصادي والمالي والتجاري، وإفراد مساحة لهم في تحديد السمات المطلوبة من الرئيس العتيد في ما يتعلّق باقتصاد لبنان وكيفية استرجاع الثقة فيه واعادة تأهيل عجلته واكسابه مناعة بازاء العواصف الاقليمية، بالتوازي مع نفح الروحية التحديثية المطلوبة والمنسجمة مع جديد السوق العالمية وجديد الفكر الاقتصادي.

لأجل ذلك كان الاستماع في حلقة اليوم من هذا الملف الى كل من الخبير الاقتصادي الدكتور سامي نادر ورئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، حيث يشددان على أولويات تعزيز النمو، ووقف الهدر، ومكافحة الفساد، والقيام باصلاحات ادارية نافعة اقتصادياً واجتماعياً وتتضمن اعتماد اللامركزية الادارية لخلق بيئة تنموية متوازنة، ومكافحة تصحّر الريف واكتظاظ المدن. وعلى الرغم من ان رئيس الجمهورية لا يمتلك صلاحيات تنفيذية محددة في الملف الاقتصادي، إلا أن نادر يشدّد على أهمية دوره الارشادي في هذا المضمار، خصوصاً وان الملف الاقتصادي ساخن وسيعترض طموحات أي رئيس لا يمتلك رؤية اقتصادية واضحة، بل ان نادر يعدّد من بين الصفات الأساسية المتوخاة في الرئيس العتيد صفة الالمام بالاقتصاد، ويستدرك: «ان لم يكن كذلك عليه بتعلّمه».

يحذّر نادر من استمرار تعطّل مستويات النمو قياساً على مستويات المديونية، ويذكّر بأزمة اليونان التي انتشلها الاتحاد الاوروبي من حافة الافلاس الشامل بعد أن ساءت بها الحال جراء الاستدانة المرتفعة والنمو المنخفض. ويتوقع قدرة تنموية للبنان تصل الى العشرة بالمئة إن أحسن ترشيد الموارد والمداخيل وتطوير المبادرات التحريكية والتنموية، وهو يتوقف عند مسألتين «سياديتين» في هذا الاطار: ضرورة تقويض الاقتصاد الرديف الخارج على القانون والمتفيّء بالسلاح غير الشرعي، وذلك من خلال وضع حد للتفلّت الجمركي، وضرورة صد ايران عن التحرّش والعبث بأمن نظامنا المصرفي هرباً من العقوبات الأميركية والغربية، بما من شأنه تهديد الاستقرار النقدي.

أما رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس فيضع الرئيس العتيد أمام معادلة أساسية وهي ان الاقتصاد اللبناني سريع العطب بقدر ما هو سريع الانتعاش، ويذكر بأن البنية التحتية لم يجر تحديثها بالشكل المطلوب منذ حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والعناية تحديداً بقطاع الكهرباء الذي يجرجر أزمته المزمنة.

ويعدّد شماس من جملة الأولويات المطروحة عدم زيادة الضرائب، والتحذير من عواقب سلسلة الرتب والرواتب كما هي مطروحة اليوم، واحتواء انعكاسات النزوح السوري باتجاه لبنان وحماية سوق العمل اللبنانية، وتأمين الأرضية المطلوبة لرفع قرار حظر دول الخليج رعاياها عن المجيء الى لبنان.

«لبنان أولاً« تعني أيضاً اليوم «الاقتصاد أولاً«. وعي ذلك أساسي لتأمين انتخابات رئاسية لا ينسفها التعطيل ولا تترصدها «المؤتمرات التأسيسية» والمغامرات الانتحارية. وعي ذلك يستدعي الانصات مليًّا لما يقوله أصحاب المصلحة في صون الأرزاق، وازدهار الأعمال، وعدم الاستسلام لثقافة الاحباط كما لثقافة المزايدات.

 

إدمون رزق لـ"الشفاف": لبنان يحتضر... ويعالجه سمكري! الحل حالة طوارئ وثورة بيضاء

جوليان الحاج /الشفاف

جوليان الحاج صوت صارخ في البريّة إدمون رزق، يقهره فراغ أمسى واقعًا ويحرص على تطبيق الدستور والميثاقية. ثقافة وحكمة وشجاعة قلّما تتوافر في قارئي خطابات اليوم ومشعلي الفتن. رجل يختصر وجوها كثيرة نفتقدها، نحتاج إليها. صوته العالي النبرة يملأ المكتب في الأشرفية. يتلقّى الاتصالات على مدار الساعة، لا يتعب. يجيب عن الأسئلة كلّها بلباقة حريصًا على اختيار كلماته. فقبل كلّ شيء آخر هو رجل الأدب والكلمة والقيم.

من موضوع الفراغ الرئاسي ينطلق.

لا تغيب لمحة تاريخية عن خلو كرسي رئاسة الجمهورية مرتين خلال القرن الماضي بعد استقلال لبنان. يذكّر بالسنة 1949 حين مدّد الرئيس بشارة الخوري لنفسه ست سنوات إضافية وتلت التمديد ثورة بيضاء أدّت إلى استقالة الخوري عام 1952. تولّى حينذاك فؤاد شهاب رئاسة حكومة مصغّرة أمّنت انتخاب رئيس جديد خلال أربعة أيّام فقط. "هكذا ربح كميل شمعون في الانتخابات، وخصومه انتخبوه خدمة للمصلحة الوطنية الحقيقية"، يقول.

ثم ينتقل إلى العام 1988 حين منع الجيش بقيادة العماد ميشال عون والقوات اللبنانية انعقاد جلسة الانتخاب بالقوة، فحوصر النواب في منازلهم وكانت ثاني حالة إفراغ قسري للسدّة الرئاسية. يلخّص رزق المسألة بأنها "بداية العبْث بالدستور لجهة تأمين هيكلية السلطة."

مشهد الانتخابات "المهزلة" - كما يصفها إدمون رزق- في السنوات الأخيرة مؤلم للغاية، فهو شهد على لبنان الحلو والمرّ. لا تغيب عن ذاكرته صورة الوطن النموذج الحلم الذي اضمحلّ. يرتفع في كلامه منسوب الحنين والتمرّد: "فقدنا القضيّة، والكلّ يركض وراء المصالح. جنّتنا نحوّلها جحيما." يضيف: "سهل أن نلغي الآخر لكن العظمة تكمن في أن نعمل معًا لقيامة لبنان. وطننا يحتضر فعلًا ويعالجه...سمكري."

يطلق رزق صرخته وروح الثورة في داخله أشبه بثورة مراهق متحمّس، لم تغلبه السنون. يتابع: "في العام 2007 تقاعس النواب واليوم يتكرّر المشهد. مجالسنا معلّبة تنصاع لأوامر فئوية لا علاقة لها بالنظام الديموقراطي." ثم إن "التخلّف عن الانتخابات خيانة عظمى والغياب تخلّي عن الصفة النيابية!" ينفعل ويستغرب ما يحدث، "إننا أمام كارثة وطنية تتمثّل بتفتيت الكيان الموحّد للدولة!"

إدمون رزق يحرص على تطبيق كلّ نقطة وفاصلة في الدستور. يؤكّد أن "جلسات التشريع بعد تحول البرلمان هيئة ناخبة غير دستورية، والتأجيل غير دستوري، واشتراط الثلثين بعد الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس غير دستوري...إنها للأسف حارة كل مين إيدو إلو." لا يخفي أن رئاسة الجمهورية باتت نوعًا من التعيين تحت تسمية تمويهية تدعى "التوافق".

يتابع رزق: "اشتراط الثلثين في الدورة الثانية والثالثة وما يليها خرق للدستور لأن النصاب إبتداءً من الدورة الثانية هو النصاب العادي أي النصف زائد واحد. وهناك خلل ميثاقي لأن ركنًا أساسيًا من أركان الوفاق الوطني قد تصدّع، هو العيش المشترك. وبالرغم من تولّي مجلس الوزراء صلاحية الرئاسة وكالةً في حال خلوّ السدة، إلّا أن هذا التولي لا يمكن أن يكون إلّا طارئًا لا يتجاوز موعد انعقاد جلسة لمجلس النواب، فإذا تمادى الفراغ يصطدم بالميثاق الذي يؤكد أن لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك."

يدعو رزق الرئيس ميشال سليمان في الأيام الفاصلة عن انتهاء ولايته إلى إصدار مرسوم بإعلان حال طوارئ وتكليف الجيش مسؤولية الحفاظ على الجمهورية. ثم يعود إلى ما يشغل باله: "تنقصنا ثقافة وطنية، لا للخطابات المذهبية، موضوع الرئاسة وطني بحت، لا يهم القرار المسيحي."

رجل الالتزام الحر يرفض التعرّض لأي شخصية، لا يسمّي القادة ولا ينتقدهم لكنه في الوقت نفسه رجل رؤية وشجاعة. ينقل هموم شعب "خذله القادة" على ما يقول.

إدمون رزق الإعلامي والمحامي والوزير يشغله أيضًا حال الإعلام في لبنان، "إعلامنا ترفيهي هدفه الإثارة، إعلام غير ملتزم ويعاني خللاً بنيوياً."

في موضوع استدعاء المحكمة الدولية للصحافي ابرهيم الأمين والإعلامية كرمى الخياط يشدّد رزق على أولوية الحرية الإعلامية، لكنه يقول في المقابل "لست ضدّ المحكمة أبدًا، علينا المواجهة لا التهرّب. والمسؤولية الكبرى يتحمّلها من سرّب المعلومات وليس من نشرها."

سنة 1968، في ظل "الحلف الثلاثي" خاض رزق، المحامي الكتائبي آنذاك أوّل انتخابات نيابية في دائرة جزّين تحت شعار "الوعي الشعبي". أربعة عقود مرّت والمطلب هو نفسه، الوعي الشعبي. و"لبنان في حلقة مفرغة لم تتغيّر ولا تطوّرت، قدرنا أن نبقى على حالنا ربّما؛ لبنان يمشي في صحراء من دون بوصلة فاقدًا اتجاهه". ينادي رزق من جديد بالصحوة الشعبية، بثورة بيضاء ثانية. "الشرعية مفقودة لأن آلية المحاسبة مفقودة" يقول، يدفع الشعب إلى الانتفاضة كما جرى في العام 2005. "بهذه الطريقة نتخلّص ممّن قرصن الانتصار الشعبي."

يستفزّ رزق إفلاس القيادات الوطنية وعجز الشعب واستسلامه. يعتبر أن "ما يقوم به المجتمع المدني غير كافٍ، علينا التخلّص من الإشكالات التنظيمية". باختصار، الحلّ السحري بالنسبة إلى رزق في الوقت الراهن: إعلان حالة طوارئ وثورة بيضاء. إقفال البلد لا بدّ أن يحدث تغييرًا." ينهي كلامه ويتطلّع إلى الأعلى، يبحث في الذكريات والصور القديمة: "عرفوا من قتلوا"!

 

بكركي تستنفر الموارنة... الشارع في مواجهة «النوّاب المعطّلين»

آلان سركيس/جريدة الجمهورية

بعدما وصَل تعاون بكركي مع السياسيّين المسيحيّين الى حائطٍ مسدود، اتَّجهت البطريركية الى تحريك القاعدة للضغط على النواب والقادة الموارنة ليتحمّلوا مسؤولياتِهم، لأنَّ «قادتنا جرّصونا» على حدّ قول أحد المشاركين في الإجتماع الماروني الذي عُقد في بكركي أمس... علماً أنّ اتفاقاً ضمنيّاً حصل بين الكنيسة المارونية والمؤسسات المارونية وقوى الضغط الشعبية على محاسبة النواب الذين سيعطّلون الجلسات بعد 25 أيار. «الحرقة» موجودة في زوايا البطريركيّة المارونية، على الرغم من أنّها حذّرت من مخاطر الفراغ باكراً جدّاً، لم يجد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمامه إلّا تحريك الشارع المسيحي للتأثير على القادة لكي يتفقوا، بعدما سقطت حجههم.

فالرئيس سعد الحريري أبلغ إلى البطريرك أنّه مع أيّ إسمٍ يتَّفق عليه المسيحيّون، والرئيس نبيه برّي قال الكلام ذاته، لكنّ العلّة التي «تُدمي» بكركي هي أنّ نزاع «الديوك» المسيحيّين تمنع إتفاقهم.

وصباحَ أمس، تداعت المؤسسات المارونية الى بكركي، حيث ترأس الراعي اجتماعاً لها: الرابطة المارونيّة برئاسة رئيسها النقيب سمير ابي اللمع، المؤسسة المارونية للانتشار برئاسة رئيسها الوزير السابق ميشال اده، المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن اضافة الى اعضاء المجالس التنفيذية التابعة لها، للبحث في الاستحقاق الرئاسي.

المجتمعون درسوا كلّ الإحتمالات، وعرضوا لمختلف وسائل الضغط لإنقاذ الرئاسة الاولى، ومن هذه الوسائل التي طُرحت في الأروقة، أن تمارس هذه المؤسسات ضغطاً هائلاً على النواب، مترافقاً مع ضغط بكركي.

وبما أنّ بكركي لا تملك جيشاً أو دبابات، اقترح أحد المجتمعين في لقاءاته الجانبية ممارسةَ ضغطٍ مالي، لأنّ هذه المؤسّسات تضمّ مجموعة رجال أعمال موارنة، ويمكنها ممارسة هذا النوع من الضغط على النواب والأحزاب المارونية، لكنّ النتيجة كانت أنّ الضغط المالي لن ينفع لأنّ التمويل الخارجي الذي تتلقّاه الأحزاب المسيحية يتفوّق على أموال الجمعيات كلها، لذلك لم يُطرح هذا الموضوع في الاجتماع!

لقد أراد القيّمون على المؤسسات المارونية أن يكون هذا الإجتماع لمساندة البطريرك الماروني الذي يقف وحيداً، يُقنع، أو «يعلّم» بعض النواب ويرشدهم الى مسؤولياتهم، فالمؤسسات لا يقتصر دورها على العمل المحاط بها بل هي أداة تنفيذية في يد البطريركية، وقد تقرّر نتيجة الظروف الرئاسية، إعلان حال طوارئ مارونية وتكثيف الإتصالات مع النواب وممارسة أقصى ضغط عليهم لحضّهم وتحريضهم على انتخاب رئيس. إضافةً الى «معمودية» الانتخاب، فقد بحث المجتمعون في تداعيات الفراغ، خصوصاً وأنه يضرب البنية الهرمية للدولة، ويغيّب الموارنة عن الحكم، وكأنه لا يكفي الطائفة المؤسِّسة للبنان، المآسي التي تمرّ بها. ليخلص المجتمعون إلى أنّ «العطب» هو من داخل البيت، ومن هنا تبدأ المعالجة. لكنّ المعضلة بقيت في كيفيّة جمع الاقطاب المسيحيّين، الذين صعدوا الى بكركي ووافقوا على محضرِ جلسةٍ وعدوا فيها البطريرك بتأمين النصاب، إلّا أنّ قسماً منهم نكث بوعده، فأظهر الراعي غضبه لأنّ القادة لا يتصرّفون وفق ضميرهم، ووصفهم بأنهم «نواب العار إذا هم لن ينتخبوا رئيساً»، لأنّهم يذلّون الشعب المسيحي الذي لا يستحق هكذا معاملة وتصرفات. يعرف الراعي جيداً أنّ الاستحقاق خرج من أيدي اللبنانيين والمسيحيين، وبات في متناول الدول الخارجية، من هنا طرَح أحد الحاضرين على البطريرك، تدخّلَ الفاتيكان المباشر مع القادة المسيحيين، علماً أنّ الفاتيكان يقول «إننا نساعد على طريقتنا، أي مع الدول الكبرى والمرجعيات الدولية ولا حاجة لتدخلنا». لكنّ الراعي يدرك أنّ الفاتيكان سيتدخل مباشرة بعد 3 ايام مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الاقليمية، عندها سينتفي دور القادة الموارنة وتصبح اللعبة في أيدي الدول الكبرى، وهنا تسأل البطريركية: هل هذه رغبة قادتنا؟ وهل ولّى عهد الزعماء الموارنة الكبار؟ هذا، وفي قراءة لخلفيات اللقاء، يقول النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم لـ»الجمهورية» إنّ «هذا التحرّك هو للمؤسسات المارونية المدنية التي اجتمعت بناءً لرغبتها من أجل تشكيل قوة ضغط على السياسيين». عندَ مظلوم الأملُ في انتخاب رئيسٍ قبل 25 أيار شبه مفقود، لأنّه يعتبر أنّ «المعطيات تصبّ في خانة الفراغ رغم إصراره على عدم فقدان الأمل». ويستبعد إجتماع الاقطاب الموارنة قائلاً: «ما الفائدة من اجتماعهم اذا كانوا غير قادرين على الاتفاق في ما بينهم»، مؤكداً من جهة ثانية أنّ «اتصالاته مستمرّة معهم، بلا جولات، و»الفرج والحلّ بيد الله».

النداء

في نهاية الاجتماع صدر نداءٌ تلاه مدير مكتب الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض، تبنّى فيه المجتمعون مواقف الراعي «التي تؤكد حتمية إجراء الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري صوناً للميثاق الوطني وتجنّباً للفراغ في سدة الرئاسة، وحفاظاً على مكوّن اساسي هو المكوّن المسيحي»، محذّرين النواب، إلى أيّ طائفة انتموا، من أنّ «تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري يخالف الدستور نصاً وروحاً والميثاق الوطني، ويُهدّد الكيان. ومن أنّ عدم انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري من شأنه ضرب رأس هرم السلطات، ويشلّ حكماً عملَ المؤسسات الدستورية». على أن يبقوا اجتماعاتهم مفتوحة.  تتَّجه الأنظار الى نتائج الاجتماعات في بكركي وطريقة تحريك الشارع المسيحي، لكنّ الخطة لن تبدأ قبل 25 أيار، بعد أن يصبح الفراغ أمراً واقعاً.

 

عون × جعجع = أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

تتوجَّس مراجع سياسية وديبلوماسية من الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ليس خوفاً على الموقع المسيحي والماروني الأول في البلاد والوحيد في المنطقة، فهو باقٍ ولن يشغله أحدٌ من الطوائف الأخرى، لكنّ السيناريوهات المتوقّعة تعكس القلقَ من طريقة إدارة الدولة والمؤسسات في المرحلة المقبلة. فما هو الدافع الى هذه القراءة السلبيّة؟

هل تكون اولى ضحايا الشغور؟

لا يُخفي أيّ من المراقبين قلقه من حجم التردّدات السلبية المتوقعة بعد اكتشاف ما كان يُدبّر في السر على هامش «المواجهة الوهميّة» بين «8 و14 آذار» على خلفيات أحلافهما الإقليمية والدولية، التي انتهت بالتضحية بترشيحهما سمير جعجع وميشال عون على طريقة المثل القائل «اكلت يوم اكل الثور الأبيض»، قبل أن تنسحب عملية الإبعاد على الأقطاب الأربعة الذين منّنوا النفس في «تفاهم بكركي» بأنّ عليهم العمل ليكون واحد منهم سيداً للقصر خلفاً للعماد ميشال سليمان «قبل القيام بأيّ عملٍ آخر». منذ إفتتاح جلسات مجلس النواب في 23 نيسان الماضي، كشف بعض النواب عن نيته مقاربة الإستحقاق باستخفاف. وتجلّى ذلك في الأوراق البيض في مواجهة تبنّي «14 اذار» ترشيح جعجع، وإستخدام «وُريقات الشهداء» وضحايا الحرب، ما أدّى الى توجيه الضربة الأولى الى «تفاهم بكركي» بإنكار حقّ جعجع في الترشيح ومحاذرة عون مواجهته على خلفية أنه «مرشح توافقي»، تاركاً الحبل على غاربه لنوابه للتصويت بالأوراق البيض والسود بعدما جاهر أحدهم بانتخابه جيهان طوني فرنجية.

وعون الذي شارك بشكلٍ من الأشكال في خوض غمار إبعاد جعجع، كان يراهن على ما قطعته مفاوضاته مع الرئيس سعد الحريري في باريس ليضمّ أصواته الى سلّته الإنتخابية، في موازاة إطمئنان جعجع إلى توجهات «المستقبل» في خوض غمار الإنتخابات الى جانبه حتى النهاية أو على الأقل الى حين إبعاد عون عن مسرح الترشيح.

ويضيف العارفون: «كانت المعادلة على هذا الشكل قبل أن يعلن جعجع استعداده التنازل عن ترشيحه لصالح احد أقطاب «14 آذار» في مواجهة ما بدأ يتسرّب عن تراجع حلفاء عون عن اعتباره مرشحاً أوحد لـ»8 آذار»، بعدما أكدت مجموعات سياسية وحزبية في هذه القوى سراً وعلناً ضرورة البحث عن رئيس توافقي يحظى بالنصاب الدستوري بثلثي اعضاء المجلس. وهو أمر فُسِّر بوجهيه كإشارة أولى على إبعادٍ لعون وجعجع في آن». لكنّ عون وجعجع لم يقتنعا باكراً بأنّ سباقهما الى قصر بعبدا سينتهي عاجلاً او آجلاً على حسابهما أولاً، حتى انتهت لقاءات باريس الى ما انتهت إليه، ووضعت حصيلتها وما حملته من مفاجآت، عون وجعجع في موقع المخدوع مهما صرف البعض النظر عن حقائق الأمور بعيداً من الرغبات والأمنيات التي كانت تدغدغ عواطفهما.

وعليه، يعترف كثر بأنّ هذه الحقائق ستترك تداعياتِها على أكثر من مستوى، مهما تغاضى البعض عما يدور في الكواليس، فهناك مَن يحاول تغليف الأزمات التي تعيشها «8 و14 آذار» في آن، وهو أمرٌ يُهدّد في حال بات مكشوفاً، بفتحِ آفاق المرحلة المقبلة على سيناريوهات سلبية بمجرد إهتزاز التحالفات على الضفتين، ما لم تنتج الحركة القائمة مرشحين جدداً لخوض مغامرة السباق الى قصر بعبدا لتقصير هذه المرحلة السلبية. لذلك، تؤكد المعلومات المتبادَلة على اعلى المستويات أنّ الوقت الفاصل عن نهاية الولاية لم يعد يتَّسع لإنجازات كثيرة للخروج من النفق وإبعاد شبح الفراغ عن قصر بعبدا، فالشغور سيقع ومن بعده مرحلة جديدة مفتوحة على المجهول وإن كان بعض العناوين والتوجهات يَشي بكلّ ما هو سلبي.

والى الضحايا المعلَن عنهم حتى اليوم، ستكون الحكومة السلامية أولى المؤسسات المستهدَفة في وحدتها وإنتاجيّتها على قاعدة أنّ «التاريخ يعيد نفسه»: فإذا كان بإمكان جعجع استيعاب ما حصل بإبعاد عون، كيف سيستوعب عون هذه الصدمة وهل سيكون أمامه سوى حكومة سلام التي تستعدّ لتولّي مسؤوليات الرئيس، لفش الخلق؟