المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم أيار23/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى18/من 18حتى22/فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم/ما من إنسان يترك نفسَّه لإرشاد الله يخيب أو يضل الطريق.

*جولة أفق سياسية مع الصحافي سيمون ابي فاضل

*فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الصحافي سيمون أبو فاضل/مداخلة للنائب نبيل دي فريج/22 أيار/14

*بالصوت/فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الصحافي سيمون أبو فاضل/مداخلة للنائب نبيل دي فريج/مقدمة للياس بجاني وعناوين الأخبار/22 أيار/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 22 أيار/14

*نشرتنا الإنكليزية

*مآسي وويلات عبادة الشخص وتهميش القضية

*عون أداة لدى الاحتلال الإيراني فكيف يكون توافقياً في غير أوهامه/الياس بجاني/22 أيار/14

*الحكومة تقر تعيينات جديدة على وقع جدل حول الحضور المسيحي بعد الشغور الرئاسي

*يسبق "الراعي": أمين منظمة التعاون الإسلامي يزور القدس ويصلّي في الأقصى

*البطريرك الماروني "يستقبل" البابا في الاراضي المقدسة وحزب الله "ممتعض"!

*سليمان منح طلال مقدسي وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط

*رئيس الجمهورية استقبل سفيرة الاتحاد الاوروبي وايخهورست نوهت بجهوده للمحافظة على أمن لبنان واستقراره

*ورُفعت الجلسة دون إكتمال النصاب ودون إنتخاب رئيس للمرة الخامسة

*جعجع: لدى البطريرك "وثيقتين" تعهد فيهما حزب الله وعون تأمين نصاب جلسات إنتخاب الرئيس

*جعجع: لن نرضخ ولن نعطي جوائز ترضية لأحد لأنه عطل الانتخابات وثمة 75 نائبا دستوريا اما الباقون يمارسون البلطجة

*شمعون: لإنتخاب مَن ليس لديه ماضٍ يؤثر على تحركاته

*ستريدا جعجع: ما طرحه عون يذكرنا بالترويكا أيام الوصاية السورية

*النائب أنطوان زهرا: النازح الذي يدخل الى سوريا للمشاركة بالإنتخابات لا مبرر لعودته

*فارس سعيد: قوى 14 آذار ستواجه هذه المرحلة موحدة

*الرئاسة الأولى مرهونة بنتائج "الحوار بين عون والحريري"

*بري: المقاومة حاجة لبنانية ولانتخاب الرئيس يحصّن البلاد

*مذكرتا تبليغ من "محكمة الجزاء" باللاذقية بحق جنبلاط وفارس خشان

*ريفي: السفارة السورية هي التي سلمت المذكرتين في حق جنبلاط وخشان

*باسيل آخر من يعلم عن مذكرتي محكمة اللاذقية

*14 آذار": دخول البلد في الفراغ ضرب واهتزاز لكل المؤسسات

*هنري حلو: الحل الوحيد بانتخاب رئيس يتحاور مع الكل ومقبول من الجميع

*الداخلية اللبنانية تطلب من النازحين السوريين عدم القيام باي تجمعات سياسية

*مئات من مسيحيي غزة يتوجهون الى الضفة الغربية لحضور زيارة البابا

*بيت لحم والقدس تستعدان لاستقبال البابا فرنسيس

*الحريري للجربا: بما أنك أصبحت "قواتياً" الحكيم الى جانبي كلّمه

*بهاء الحريري في القفص الذهبي مجددا

*عصام أبو جمرا يكتب مهاجما عون": الجنرال ينهار أمام المنار

*المجلس الدستوري علّق مفعول القانون المتعلق بتعديل نظام الدفاع المدني

*قاسم: مواجهة الخطر التكفيري لا تؤثر على جهوزيتنا لمواجهة العدو

*عرض رفضته بكركي: تقليص الولاية... وانتخاب عون/ايلي الحاج/النهار

*عون يَطرح المثلّث ويُطيِّر ضلعَه المسيحي/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*ألا يستحقّ شعب 14 آذار اعتذاراً من عون؟/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*تسع سنوات «توافق»... سنة أولى «حبّ»/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*مانشيت جريدة الجمهورية: القصر بلا رئيس الأحد وبكركي ممتعِضة من طرح عون

*وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر: السلامة العامة للطيران أولوية قصوى لا خشية عليها ولا على أمن الطائرات

*انتخاب كريم الراسي منسقا للقاء الاحزاب وسمير شركس مقررا

*اشكال بين شباب من حزب الله وحركة امل في الـ LIU

*قناة " الجديد" بين مذكرتي الاسد بحق جنبلاط وخشان و"مذاكرة" المشنوق لمصلحة حزب الله!

*"الحزب" اقترح و"الراعي" رفض انتخاب عون لسنتين! طهران للفرنسيين: المشكلة ليست معنا، بل مع عون/وجدي ضاهر/الشفاف

*هل سقط المسيحيون في فخّ النصاب؟/مارلين وهبة/جريدة الجمهورية

*نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري : الرئيس الذي يريده لبنان لا يريده حزب الله

*ما هو الفراغ/حسام عيتاني/الحياة

*المصلحة الشخصية بين الأسد وسليمان/الحياة/وليد شقير/يغادر

*حمادة لـ”السياسة”: ثلاثية عون “مزحة كبرى”

*كرم لـ”السياسة”: اقتراح عون بشأن “ثلاثية الأقوياء” يعكس تفكيره القمعي

*مؤتمر اغترابي يدعو للتريث في السفر للبنان/حميد غريافي/السياسة

*الروس وحمايتهم للأسد من المحاكمة!/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*السعودية والإمارات.. وصلت الرسالة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*"يا واقف ببال الوقت كلو"/إيلـي فــواز/لبنان الآن

*"حزب الله" لا يريد عون/حـازم الأميـن/لبنان الآن

*عيد القديسة ريتا ونبذة عن حياتها

*روسيا والصين استخدمتا حق النقض ضد مشروع قرار احالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية

*قائد سلاح البر التايلاندي يعلن انقلابا عسكريا ويعلق العمل بالدستور

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى18/من 18حتى22/فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم

قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء. وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم». حِينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

ما من إنسان يترك نفسَّه لإرشاد الله يخيب أو يضل الطريق.

جولة أفق سياسية مع الصحافي سيمون ابي فاضل
فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الصحافي سيمون
أبو فاضل/مداخلة للنائب نبيل دي فريج/22 أيار/14
بالصوت/فيديو/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الصحافي سيمون أبو فاضل/مداخلة للنائب نبيل دي فريج/مقدمة للياس بجاني وعناوين الأخبار/22 أيار/14
نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 22 أيار/14
English LCCC News bulletin For May 22/14/نشرتنا الإنكليزية

مآسي وويلات عبادة الشخص وتهميش القضية
عون أداة لدى الاحتلال الإيراني فكيف يكون توافقياً في غير أوهامه/الياس بجاني/22 أيار/
14

 

الحكومة تقر تعيينات جديدة على وقع جدل حول الحضور المسيحي بعد الشغور الرئاسي

نهارنت/أقرت الحكومة الخميس عددا من التعيينات الإدارية في جلسة طغى عليها الجدل حول حضور الوزراء المسيحيين بعد الشغور المرتقب في موقع رئاسة الجمهورية. وبحسب قنوات عدة، عينت الحكومة سوزان الخوري يوحنا مديرة عامة للاحوال الشخصية. كذلك عينت القاضي عمر حمزة مديرا عاما للبلديات وهدى سلوم لادارة السير والمركبات. وتم تعيين مجلس ادارة لمستشفى رفيق الحريري الحكومي.

وأكد رئيس الحكومة تمام سلام في بداية الجلسة أنه "في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية الحكومة ستقوم (الحكومة) بواجباتها كاملة في رعاية شؤون اللبنانيين". وأثناء الجلسة أعلن وزير الخارجية جبران باسيل عبر "تويتر" أن "مجلس الوزراء يقر مبلغ ١٨ مليون دولار لتنفيذ طريق تنورين التحتا- تنورين ومبلغ ٦ ملايين دولار لتنفيذ طريق اهمج- اللقلوق". كذلك كشفت قناة الـ"LBCI" أنه "أقر تنفيذ طريق درعون حريصا عشقوت بمبلغ 8 ملايين دولار وطريق ميروبا نهر الذهب جورة الترمس بـ27 مليون دولار". وبحسب القناة عينها، وافق المجلس على اقتراح وزير الداخلية نهاد المشنوق "إصدار جوازات سفر جديدة "biometric" لتصبح الحالية غير صالحة مع بداية 2015". وتمنى سلام "تضافر كل القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية وعدم السماح لفترة الشغور ان تطول". من جهة أخرى أضاف سلام "سمعت من الاخوة السعوديين تشجيعا لزيارة رعاياهم إلى لبنان". قبل الجلسة أعلن وزير الداخلية أن "لا خوف على الوضع الامني اذا وقع الفراغ والمسيحيون اعقل من ان يعطلوا مجلس الوزراء". وسبقه وزير الإعلام رمزي جريج بالقول "لن يكون هناك مقاطعة في مجلس الوزراء" من قبل المسيحيين. كذلك صرح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج ردا على امكانية انسحاب الوزراء المسيحيين من الحكومة "انا مسيحي ولن انسحب". لكن وزير الخارجية جبران باسيل رفض التعليق على إمكانية مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، وقال لقناة الـ"MTV" قبل دخوله إلى الجلسة "مربوط لساني". أما وزير السياحة ميشال فرعون فقال "غدا (الجمعة) سنقرر كفريق مسيحي مستقل داخل 14 آذار مصير مشاركتنا في جلسات مجلسي النواب والوزراء في ظل الفراغ" الرئاسي. وتتجه البلاد إلى شغور في موقع الرئاسة مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان الأحد المقبل، وسط عدم توصل مجلس النواب إلى انتخاب رئيس بعد خمس جلسات آخرها الخميس

 

يسبق "الراعي": أمين منظمة التعاون الإسلامي يزور القدس ويصلّي في الأقصى

 عبدالله الزبيدي – جدة/جريدة "مكة" السعودية

ينتظر أن يبدأ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني زيارة إلى القدس نهاية الأسبوع الحالي. وأوضح المندوب الدائم لفلسطين في المنظمة مهند عكلوك لـ»مكة» أن مدني «ذاهب إلى القدس تلبية لدعوة مقدمة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق». وقال إن جدول الزيارة التي تبدأ الخميس المقبل وتستمر يومين، يتضمن لقاء مع الرئيس عباس وقيادات فلسطينية في رام الله، على أن يتوجه بعدها إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى والقيام بجولة في البلدة القديمة للاطلاع على ما تعانيه المدينة من سياسات تهويد». كما سيلتقي أيضا بمجموعة من المنظمات غير الحكومية والتي تعمل في مجال الصحة والتعليم والإسكان، وقد يسلم بعضا منها منحا من صندوق التضامن الإسلامي، وفقا لعكلوك. ويأتي هذا التحرك استجابة للأخطار التي تعانيها القدس ومساعي إسرائيل لإبعاد سكانها الأصليين، ودعما لصمود المقدسيين وتشجيع المسلمين على زيارة المدينة المقدسة، وهي الفكرة التي يتبناها إياد مدني وفقا للدبلوماسي عكلوك. وأوضح مندوب فلسطين أن مدني طرح على اجتماع كبار الموظفين التحضيري الخميس الماضي رفع توصية للاجتماع الوزاري لتبني هذا الموضوع، إلا أن المجتمعين قرروا إعطاء الموضوع فرصة لمزيد من النقاش، بحجة أن بعض الدول «تخشى أن ينظر إلى زيارة القدس على أنها نوع من التطبيع مع إسرائيل»، إضافة إلى بعض الفتاوى الدينية التي ترفض هذه الفكرة.

 

البطريرك الماروني "يستقبل" البابا في الاراضي المقدسة وحزب الله "ممتعض"!

 نهارنت/وكالة الصحافة الفرنسية- للمرة الاولى منذ نشوء دولة اسرائيل يقصد بطريرك الطائفة المارونية اللبناني الاراضي المقدسة بالتزامن مع زيارة البابا فرنسيس في خطوة شديدة الحساسية بالنسبة لبلد في حالة حرب رسميا مع اسرائيل، اثارت امتعاض حزب الله العدو اللدود للدولة العبرية.

وتحدثت وسائل اعلام قريبة من الحزب عن "تطبيع" مع اسرائيل واصفة الزيارة ب"الخطيئة التاريخية"ما دفع البطريرك بشارة الراعي الى الرد بحزم مشددا على انه لا يذهب الى اسرائيل بل الى الاراضي المقدسة لتفقد "شعبه" ورعيته.

وسيتخلل الزيارة لقاء بين الراعي ومجموعة من اللبنانيين غادروا البلاد بعد الانسحاب الاسرائيلي العام 2000، خشية تعرضهم للملاحقة او لعمليات ثأرية بسبب "تعاملهم مع اسرائيل" ابان احتلال جيشها لاجزاء من جنوب لبنان منذ العام 1982. ويرجح ان يثير هذا اللقاء انتقادات جديدة.

وكلف حزب الله الاسبوع الماضي وفدا منه بزيارة البطريرك وابلاغه ان الزيارة ستكون لها "تداعيات سلبية"، من دون ان ينجح في تغيير رأيه.

وقال النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح لوكالة فرانس برس "هذه الزيارة لها هدف رعوي ديني فقط لا غير. البابا يأتي الى منطقة في عهدة البطريرك، ومن الطبيعي ان يكون البطريرك في استقبال هذا الضيف الكبير الآتي الى الشرق".

ولن يكون الراعي في عداد الوفد الرسمي الذي سيرافق البابا خلال زيارته الى الاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية بين 24 و26 ايار/مايو، بل سيكون في استقباله في الاردن، ثم في بيت لحم والقدس. و"بعد انتهاء زيارة البابا، سيزور الرعايا الموارنة في فلسطين المحتلة في الجليل لمدة ثلاثة الى اربعة ايام"، بحسب الصياح الاسقف الماروني على الاراضي المقدسة سابقا والذي سيرافق الراعي في زيارته.

ولن يلتقي الراعي اي مسؤول اسرائيلي علما انه سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويجرم القانون اللبناني اي اتصال مع اسرائيل، الا ان رجال الدين المسيحيين يمكنهم التنقل بين البلدين بموجب اذونات خاصة غير مكتوبة للاهتمام بالشؤون الروحية لرعاياهم.

وقال الصياح "المسيحيون اصليون في تلك المنطقة عمرهم الفا سنة وليسوا طارئين على الارض المقدسة، بينما نشوء اسرائيل يعود الى 1948".

وكان الراعي اعلن بعد الانتقادات التي نشرتها خصوصا صحيفتا "السفير" و"الاخبار" ان لبنان "في موقع عداوة مع اسرائيل وانا لست ذاهبا الى اسرائيل. (...) انا ذاهب الى القدس لاقول هذه مدينتنا نحن المسيحيين قبل كل الناس، والقدس عربية ولدي صلاحية عليها".

ويقول الكاتب انطوان سعد، واضع سيرة البطريرك السابق نصر الله صفير، ان زيارة الراعي الى الاراضي المقدسة من شأنها ان "تسلط الضوء على المسيحيين فيها وتشعرهم بأنهم ليسوا متروكين"، مضيفا انها قد تكون عاملا ايجابيا لوقف التراجع الديموغرافي.

ويضيف ان اسرائيل تعمل "جاهدة مع المنظمات اليهودية على شراء الارض التي يملكها الفلسطينيون ومن بينهم المسيحيون ولو باغلى الاثمان، في وقت يعاني هؤلاء من البطالة وشتى انواع المضايقات والاغراءات لترك ارضهم. البطريرك سيقول لهم انه الى جانبهم ويجب الا يخشوا الضغوط الاسرائيلية".

غير ان هذه الحجج لا تقنع منتقدي الزيارة. ويقول نائب رئيس تحرير "السفير" نصري الصايغ لوكالة فرانس برس "امتنع سادة البطريركية عن مثل هذه الزيارة منذ نشوء الكيان الاسرائيلي (...) هذه بداية تطبيع". ويتخوف من ارساء "عرف جديد يقوم على ان يتخطى رجال الدين قوانين البلاد ودستورها وقيمها لكي يذهبوا الى ارض تحت الاحتلال".

ويبلغ عدد المسيحيين في الاراضي الفلسطينية واسرائيل حوالى 145 الفا. اما عدد الموارنة فاثنا عشر الفا مع موارنة الاردن.

ويدعو الصايغ الى ترجمة دعم المسيحيين بالافعال بدلا من "الصيغ الكلامية التي لا مدلول لها" و"الحجج المفبركة"، معتبرا ان الكنيسة "قوة معنوية كبيرة" بامكانها الضغط على الاسرائيليين "ليوقفوا الاستيطان ويمتثلوا للقرارات الدولية". ويرى الصايغ ان "علامات الاستفهام والشكوك الكبرى" تكمن في اللقاء الذي سيتم بين الراعي واللبنانيين المقيمين في اسرائيل، مشددا على ان "علاج هذا الموضوع ليس هناك، بل هو عند الدولة اللبنانية". وفر الاف اللبنانيين الذين كانوا في عداد ما عرف خلال الثمانينات والتسعينات ب"جيش لبنان الجنوبي" الذي تعامل مع اسرائيل وحارب الى جانبها في جنوب لبنان، الى الدولة العبرية بعد انسحاب جيشها. وعاد قسم منهم لاحقا على مراحل، فخضعوا لمحاكمات سريعة وصدرت بحقهم احكام مخففة بموجب اتفاق سياسي غير معلن لحل مشكلتهم. الا ان اكثر من 2500 لبناني لا يزالون في اسرائيل، غالبيتهم من المسيحيين. ويرى المطران الصياح انه "من الطبيعي ان يلتقيهم البطريرك"، مضيفا "هؤلاء ظلموا وارغموا على ما هم عليه". وعلى الرغم من الرفض القاطع للكنيسة المارونية حتى خلال سنوات الحرب لاي علاقة مع اسرائيل الا انها تعتبر ان ظروف الحرب ووجود الجنوبيين بحكم الامر الواقع على الحدود الاسرائيلية من جهة وتعرضهم لتجاوزات المنظمات الفلسطينية منذ بداية السبعينات من جهة اخرى، اضطرتهم للتعامل مع الدولة العبرية.  في الوسط المسيحي، غالبية المواطنين العاديين متحمسون لزيارة البطريرك، والسياسيون ابدوا دعمهم. ويقول فادي ابي اللمع (32 عاما، موظف) ان "زيارة البطريرك ستؤكد هوية الاراضي المقدسة المسيحية، ولا يحق لاحد ان يمنعه". ويضيف "كمسيحي، انا احلم باليوم الذي ازور فيه الارض التي ولد وعاش ومات فيها المسيح".

 

سليمان منح طلال مقدسي وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط

وطنية - منح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلا بنائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط لرئيس مجلس إدارة "تلفزيون لبنان" الدكتور طلال مقدسي، في حفل اقيم، مساء اليوم، في فندق "فينيسيا". حضر الحفل السفير البابوي غابريال كاتشا، رئيس المجلس الاقتصادي - الاجتماعي روجيه نسناس، الوزراء السابقون: وليد الداعوق، ناجي البستاني، زياد بارود، مروان شربل، وناظم الخوري، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة العقيد إدمون غصن، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، المدير العام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير، المدير العام لوزارة التربية فادي برق، المستشار الاعلامي في رئاسة الجمهورية اديب ابو عقل، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس الاتحاد الكاثوليكي للاعلام الاب طوني خضرا، رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، المطرانان كيرللس سليم بسترس وسمعان عطاالله، رئيس الروابط المسيحية حبيب افرام، رئيس مجلس ادارة تلفزيون "أم تي في" ميشال المر، مدير اذاعة لبنان الحر طوني مراد، شربل ميشال سليمان، الاعلامية مي شدياق، الدكتور انطوان صفير، وشخصيات اجتماعية واعلامية.

وألقى الوزير مقبل كلمة قال فيها: "تقديرا لعطاءات الدكتور طلال مقدسي من أجل لبنان، قرر رئيس فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان منحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وكلفني وشرفني أن أقلده إياه في هذه المناسبة، وأن أتقدم منه بأحر التهاني".

مقدسي

ورد مقدسي بكلمة شكر فيها "تكرم فخامة الرئيس سليمان بمنحي هذا الوسام وانتداب دولة الرئيس مقبل لتقديمه"، وقال: "هذا الوسام هو تقدير للعطاءات، والعطاءات واجب لمن يستطيع أن يعطي، ومن لديه امكانية أن يعطي ولا يعطي يسيء إلى نفسه ووطنه وإلى الجميع. وتكريم فخامة الرئيس لي، أنا ابن العائلة المتواضعة ولست سليل عائلة كبيرة ولا وريث، يعطي أملا لكل إنسان إذا كد وعمل وواظب بأن يصل في الحياة". أضاف: "إن الفترة التي نمر بها اليوم عصيبة في تاريخ الوطن، ونأمل بأن ينعم الله على لبنان برئيس جديد سريعا، وأن يتحلى هذا الرئيس الجديد بمزايا فخامة الرئيس ميشال سليمان".

وتابع: "إن العطاءات التي قام بها طلال مقدسي بسيطة، فكل إنسان يمكنه أن يقوم بها، ولكن يجب أن يتحلى بالارادة وبمحبة الوطن، ولا يحب الوطن إلا من أجبر على العيش في الغربة، لأن من عاش في الغربة يعرف قيمة الوطن، وكيفية المحافظة عليه واحترام قوانينه، ويعرف أيضا أن يعطي، فكفى لبنان أناسا يأخذون". وختم: "تبلغنا من تلفزيون الجزيرة طلب الموجات التي يبث عليها تلفزيون لبنان، وهذه اشارة ايجابية لنقل بطولة العالم في كرة القدم. ولقد كرس أول خطوة لها الوزير مروان شربل أثناء زيارته الى قطر، فخلال اجتماعه مع سمو أمير قطر، اتصل بي وأبلغني الخبر، ولكن في العالم العربي لا يمكن إعلان أي أمر قبل تنفيذه".

 

رئيس الجمهورية استقبل سفيرة الاتحاد الاوروبي وايخهورست نوهت بجهوده للمحافظة على أمن لبنان واستقراره

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع سفيرة الاتحاد الأوروبي انجلينا إيخهورست للعلاقات بين لبنان والاتحاد الأوروبي والدعم الذي يقدمه الاتحاد على المستوى الثنائي ومن خلال المجموعة الدولية لدعم لبنان، إنطلاقا من خلاصات مؤتمر نيويورك الأخير. وأعربت إيخهورست عن تقديرها ل"لدور الذي قام به الرئيس سليمان من أجل حفظ الاستقرار والوحدة الوطنية بين اللبنانيين".  ولاحقا اعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيان أن "السفيرة إيخهورست التقت اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في مناسبة انتهاء ولايته"، وقالت: "إن الاتحاد الأوروبي طالما دعم المبادرات التي قادها الرئيس سليمان، وأدت إلى اعتماد إعلان بعبدا وسياسة النأي بلبنان عن الأزمات الإقليمية، ومتابعة الحوار الوطني والنقاشات في شأن الاستراتيجية الوطنية للدفاع. وخلال ولايته، بذل الرئيس سليمان كل الجهود للمحافظة على أمن البلد واستقراره، وتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان في كل المجالات".

واكدت ان "الاتحاد الأوروبي سيستمر في دعم المؤسسات الوطنية، ويجدد التزامه بشراكة عميقة وقوية مع لبنان لمساعدته على المضي قدما في هذه الأوقات المليئة بالتحديات".

 

ورُفعت الجلسة دون إكتمال النصاب ودون إنتخاب رئيس للمرة الخامسة

رفع رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخامسة، لعدم اكتمال النصاب الذي يتطلب النصاب 86 نائبا، فيما دخل 73 نائبا الى القاعة العامة للجلسات. وأبلغ بري عبر الامين العام للمجلس عدنان ضاهر ان الجلسة مفتوحة حتى انتهاء ولاية الرئاسة، "وعندما يتوافر اي جديد سيوجه الدعوة فورا لعقد جلسة". وكان بدأ توافد النواب الى ساحة النجمة منذ الساعة العاشرة صباحاً ، وكان اول الواصلين رئيس المجلس نبيه بري، تلاه النواب قاسم هاشم، علي بزي، هنري حلو، ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، وآخرون. واعلن النائب هادي حبيش قبيل دخوله الى جلسة ان "الرئيس الحريري لم يقترح عون مرشحاً توافقياً بل عون هو الذي طرح نفسه كمرشح توافقي". من جهته كشف النائب انطوان زهرا ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اقترح تعديلاً دستورياً لما بعد هذه الانتخابات وبري ابدى استعداده للتداول بهذا الموضوع في جلسة لاحقة". وردّ على كلام رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في شأن مثلث ثلاثي الأضلاع (عون- الحريري- نصرالله)، معتبراً أنّه "لا يحق له الإدعاء بأنّه الفريق القوي". وقال: "هذا المنطق لا يستقيم، فإذا تحدثنا عن مثلث الأضلاع فأين الطائفة الدرزيّة؟ وإذا كان عون يتكلم عن الأقوياء من خلال تمثيلهم في السلطة فلماذا لم يسمِ رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس الحكومة تمام سلام؟ وإذا قصد عدد النوّاب، فعدد المسيحيين منهم الحريص على إجراء الانتخابات الرئاسيّة أكبر من المقاطع". اما النائب احمد فتفت فأشار الى انه على الجميع تحمل مسؤولياتهم تجاه انتخاب رئيس قبل 25 ايار المقبل. وعقب انتهاء الجلسة اعتبرت النائب ستريدا جعجع، أنّ "موضوع المثالثة خطير وينسف المناصفة والطائف، لافتة الى أنّ "ما طرحه رئيس رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون "يذكر بالترويكا في زمن النظام السوري".

وقالت: "حزب الله لا يمثل وحده الطائفة الشيعية وهناك أطراف أخرى مهمة في لبنان ومنها الطائفة الدرزية"، مشيرة الى أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس سعد الحريري "لا يضعان فيتو على الأسماء بل على البرامج". الى ذلك شدّد المرشّح للانتخابات الرئاسية النائب هنري حلو أنّ "الحل الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية مقبول من الجميع"، مشيرًا بعد رفع جلسة مجلس النواب لعدم اكتمال النصاب أنّ "هناك شريحة كبيرة من المواطنين لا تؤيّد لا 8 و14 آذار ويهمّها تأمين القضايا المعيشيّة". في المقابل اعتبر امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابرهيم كنعان ان "دستورنا هو توافقي ومسألة التوافقية تعني التشدد بموضوع النصاب والتصويت وعندما ترى اي كتلة ان حضورها مهدد بامكانها اتخاذ موقف بالمقاطعة". ورأى ان "النصاب يمكن ان يكون أداة ووسيلة لتأمين شراكة فعلية لانتخاب رئيس للجمهورية"، لافتاً الى ان "المادة 49 تتحدث عن أنّ النصاب هو ثلثين يعني أن المشترع افترض أنّ هناك ثلثاً قد لا يحضر. وذكر الثلثين في التصويت لبعض القوانين يعطي الحق لهذا الثلث بالتعطيل للسير بالتوافق".

ورد كنعان على ما تم تناوله حول حول حديث العماد ميشال عن انه يؤدي الى المثالثة بالقول: "أحدٌ لم يطرح المثالثة ليتحدث البعض عنها، ونحن تحدثنا عن توافق الأقوياء. وكلنا نريد رئيساً للجمهورية ولكننا لا نريد رئيساً على خلفية ما حصل خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية". وكالات

 

جعجع: لدى البطريرك "وثيقتين" تعهد فيهما حزب الله وعون تأمين نصاب جلسات إنتخاب الرئيس

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مؤتمر صحفي، أنه "ولأول مرة منذ 24 سنة كانت لدينا فرصة للاتيان برئيس فعلي وحقيقي"، ووصف اليوم بأنّه "حزين" بعد عدم اكتمال نصاب جلسة مجلس النوّاب لانتخاب الرئيس، معتبراً في مؤتمر صحافي أنّ "نوّاب قوى 14 آذار مع الوسطيين وجزء من كتلة التنمية والتحرير تصرفوا كما يقتضي الدستور والقوانين المرعية الإجراء وكان لديهم مرشحون، أما الآخرون فيعطلون الحياة السياسيّة الفعلية والديمقراطية". واعتبر جعجع أن "فريق 8 آذار لم ينزل الى مجلس النواب لانه لم يكن واثقا من الفوز، وهو عطّل الرئاسة وادخل البلاد في الفراغ وعطّل امكانية حصول استحقاق لبناني وعطّل المجيء برئيس قوي"، مشددا على ان "الدولة فعلا تتعطل وتدخل في تصريف اعمال عند شغور سدة الرئاسة، وهذا التوصيف الفعلي للمرحلة". ورداً على سؤال، أشار جعجع إلى أنّ لدى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "وثيقتين تعهد فيهما "حزب الله" وعون تأمين نصاب جلسات إنتخاب الرئيس"، مؤكداً أنّه لم يتم طرح أيّ أسماء توافقيّة في لقائه مع الراعي أمس. موقع 14 آذار

 

جعجع: لن نرضخ ولن نعطي جوائز ترضية لأحد لأنه عطل الانتخابات وثمة 75 نائبا دستوريا اما الباقون يمارسون البلطجة

موقع القوات/عقد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مؤتمراً صحافياً في معراب عقب انتهاء الجلسة البرلمانية الخامسة لانتخاب رئيس للجمهورية، استهله بتوصيف هذا اليوم بـ”اليوم الحزين بعد مصادرة الاستحقاق الرئاسي”. فقال:”هناك مجموعة كبيرة من اللبنانيين كانوا يأملون باستقامة الأمور التي لا تبدأ إلا بالانتظام العام ولاسيما ان في لبنان توجد آليات دستورية لا يمكن النهوض بالبلد الا من خلالها، ولكن هذا الأمر لم يحصل، اذ أن ما يطرحهُ البعض خلافاً لذلك هو تغيير أو تعديل الدستور”، مذكراً “أننا مررنا بحرب طيلة 15 عاماً لنصل الى دستورنا الحالي، فهل يجوز بالتالي هذا الطرح؟”

ورأى أنه “كان لدينا امكانية جدّية لانتخاب رئيس وفق استحقاق صحّي بحسب ما ورد في الدستور، كان بالإمكان انتخاب رئيس من الجلسة الأولى وهذا هو التصرف الطبيعي، ولكن للأسف الفريق الآخر لم يُرد ذلك”. ولفت الى انه “قد حان الوقت لنشير إلى المشكلة بالإصبع، فليس صحيحاً ما يُشاع بأن النواب لم يتحملوا مسؤولياتهم اذ شهدنا مشاركة 75 نائباً من قوى 14 آذار والوسطيين وكتلة التنمية والتحرير في جلسات الانتخاب وتصرفوا كما يقتضي الدستور والقوانين المرعية الإجراء بينما النواب الآخرون لم يتحملوا مسؤولياتهم وبالتالي عطّلوا الحياة الدستورية والديمقراطية”…

وأبدى جعجع شعوره بالأسى حيال إضاعة فرصة انتخاب رئيس حقيقي وفعلي منذ 24 سنة، باعتبار أنه “لدينا ثلاثة مرشحين هم: ميشال عون، سمير جعجع وهنري حلو، فلو اكتمل النصاب في الدورة الأولى لكان عون نال حوالي 57 صوتاً وجعجع بين 55 و57 صوتاً بخلاف ما يقوله البعض لأنه حين تصبح المعركة جدية فكل فريق سيستجمع أصواته حتى المتواجدين في الخارج، وبعد الدورتين الأولى والثانية حكماً سيبقى في الدورة التالية المرشحان القويان وعندها لا اعتقد ان النائب حلو سيبقى متمسكاً بترشحه وفقاً للمنطق السائد، وكانت ستنتهي الانتخابات إما بميشال عون أو سمير جعجع رئيساً للجمهورية، ولكن التعطيل الحاصل اوقف هذه العملية الانتخابية الديمقراطية”.

وقال:” ان فريق 8 آذار لم يشارك في الجلسات لأنه لم يكن واثقاً من فوز مرشحه، فأدخل البلد في فراغ وعطّل إمكانية أن يكون الاستحقاق طبيعياً ولبنانياً ومجيء رئيس قوي، فقط لأنه لا يرضى إلا بمرشحه”.

واستشهد جعجع ببعض النصوص الدستورية المتعلقة بالفراغ تعليقاً على ما قاله البعض بأن الفراغ في سدّة الرئاسة غير مؤثر بالقول:” في هذه الحالة، هذا الشغور او هذا الفراغ يعطّل الدولة بأكملها وتصبح في حالة تصريف أعمال، الأمر الذي سعينا جاهدين ألا يحصل”… واذ انتقد التفسيرات التي أعطاها البعض لخطوة التعطيل بأنه منذ 24 عاماً الى اليوم، كانوا يأتون برؤساء يبصم عليهم النواب ولكن هذه المرة لا يريدون رئيساً معلّباً”، سأل جعجع :” هل لدينا رئيس معلّب هذه المرة؟ هل كنا سنبصم؟ فأكبر دليل أننا شاركنا بحيث نلتُ 48 صوتاً وكنت أتمنى لو ان العماد عون نال 65 صوتاً لكنت أول من يهنئه”.

وتوقف عند مسألة الميثاقية التي يطالب بها بعض النواب، مذكراً “بالاستشارات النيابية التي حصلت منذ سنتين ونصف لتكليف رئيس حكومة، فالفريق الذي يتمسك اليوم بالميثاقية من ذيلها، شارك بهذه الاستشارات مثل الجميع، فأسفرت عن وصول الرئيس نجيب ميقاتي الذي لا يملك الأكثرية في طائفته. أما اليوم ما الذي فعله هذا الفريق المتمسك بالميثاقية؟ فهو كان وراء مشروع الرئيس ميقاتي بينما الفريق الآخر اعتبر ان هناك حكومة وانتقل الى المعارضة باعتبار ان هذا هو التصرف الدستوري”.

وأكّد جعجع “عدم الرضوخ للضغوطات التي تُمارس علينا في هذا السياق، فأنا في أي وقت من الأوقات يُطرح حلٌ جدّي ضمن تصوراتنا للدولة، وليس وفق تصورات البعض لإضعاف الدولة أكثر فأكثر لصالح الدويلة، مستعدٌ للبحث به”. واضاف “نحن مستمرون بعملنا لانقاذ البلد مما يتخبط به من فراغ أو من حلول أسوأ من خطورة الفراغ التي تأخذ لبنان الى المجهول ورحاب السياسة الاقليمية التي لا علاقة للبنان بها وأودت ببعض أبنائه الى الذهاب للقتال والموت في سوريا وربما في ما بعد الى أبعد من سوريا”… وقال :” سنستمر مع الضنينين على البلد ومع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي لمستُ أنه حزين جداً وهذا ما يبدو جلياً على ملامحه، لتقليص فترة الفراغ الى أقصر فترة ممكنة والوصول الى انتخاب رئيس فعلي وجدي للبنان”. ورداً على سؤال، قال جعجع :” لقد ابلغني البطريرك أنه في الاجتماع الماروني العام أطلع الحضور على وثيقتين: الاولى للاحزاب المسيحية تتعهد بعدم تعطيل النصاب والوثيقة الثانية وقّعها قياديون من حزب الله يتعهدون فيها بعدم تعطيل النصاب أيضاً في اطار اللجنة المشتركة الموجودة بين بكركي وحزب الله”. ورفض جعجع اعطاء جوائز ترضية لمن عطّل النصاب وبالتالي الانتخابات الرئاسية ولاسيما أنه بدأ توضع لوائح ترضية تتعلق بقيادة الجيش أو بتعيين مدراء عامين أو بعدد من الوزراء والنواب… وهذا أمر غير وارد لأن من يرتكب الخطأ ويقوم بالتعطيل يجب ألا نكافئه… ونحن لن نبيع ولن نشتري وسنستمر بالتصرف وفقاً للدستور”.

واذ نفى أن يكون البطريرك الراعي قد اقترح أي اسم عليه في ظل تمسك الفريق الآخر بموقفه، رأى جعجع ان “نتائج التعطيل الحاصل ستكون أسوأ مما كنا نتصوره للاستحقاق الرئاسي كمثل هذه النهاية المأساوية ولاسيما أنها أتت من قبل فريق مسيحي”. واذ رأى انه “لا يمكن طرح أي اسماء لملء الفراغ طالما ان الفريق الآخر متمسك بمعادلة إما عون أو الفراغ”، انتقد جعجع الحجة التي يقدمها فريق 8 آذار بأن ترشح جعجع للرئاسة هو العائق امام التوافق على رئيس، متسائلاً: “فما علاقة 8 آذار بمرشح 14 آذار؟” واعلن جعجع ان “نواب القوات اللبنانية لن يشاركوا في جلسات مجلس النواب التشريعية بعد الفراغ إلا في بعض الحالات الاستثنائية كإقرار قانون انتخابي جديد”. وعن مشاركته في حال حصول تسوية ما بعد 25 أيار، أجاب جعجع:” ما الذي سيتغيّر بعد هذا التاريخ؟ فباب التسوية لم ولن يُفتح طالما ان فريق 8 آذار مصرٌّ على موقفه وغير مستعد لأي تسوية”…

 

شمعون: لإنتخاب مَن ليس لديه ماضٍ يؤثر على تحركاته

لفت رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون الى أن لبنان سيدخل في مرحلة انتظار لما سيجري في المنطقة، معتبراً أن لا إنتخابات في الجلسة المفتوحة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلا إذا كان هناك ساحر داخل القاعة العامة يستطيع حلّ مشكلة من هذا النوع. وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لفت الى أننا دخلنا في حركة مفرغة، مشبّهاً الوضع بمجنون داخل غرفة يضرب رأسه بالحيط في محاولة منه للخروج ولكن هذا لا يؤدي الى نتيجة، سائلاً: هل لبنان لا يعيش إلا بـ (الدكتور سمير) جعجع، أو (العماد ميشال) عون او (الرئيس أمين) الجميل، معتبراً ان المجلس يفترض ان ينتخب مَن ليس لديه ماضٍ قد يؤثر على تحركاته. أخبار اليوم

 

ستريدا جعجع: ما طرحه عون يذكرنا بالترويكا أيام الوصاية السورية

أعلنت النائبة ستريدا جعجع، من المجلس النيابي بعد الإعلان عن إبقاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية مفتوحة، انه "للمرة الخامسة نأتي الى المجلس، ولسوء الحظ لا تؤمن مجموعة من النواب النصاب لانها تعتبر انه إما ان تأتي هي بالرئيس الذي تريده او لا رئيس". وقالت: "المؤسف ان البعض يتحدث بأسلوب ديموقراطي، فما هذا الأسلوب الديموقراطي الذي يمارس اليوم في لبنان عندما يدعو الرئيس بري مرة ومرتين وخمس مرات، ويعلن عن جلسات مفتوحة، وبالنتيجة لا يحضرون كي يمارسوا دورهم الوطني". اضافت: "النقطة الثانية التي أحب أن أشير اليها هي موضوع المثالثة التي طرحها الجنرال ميشال عون بالأمس، هذا الموضوع يعني نسف المناصفة ونسف اتفاق الطائف، وبرأيي ما تكلم عنه هو خطير جدا، ومع احترامنا لشخصه الكريم، ليس هو من يمثل المسيحيين فقط في لبنان، ومع احترامنا للسيد حسن نصر الله، ليس هو فقط من يمثل الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان إنما هناك حركة "امل"، ومن هذا المنطلق أقول ان ما طرحه الجنرال عون يذكرنا بالترويكا أيام الوصاية السورية. وفي نفس الوقت هناك طوائف ثانية كريمة في لبنان لم يأت على ذكرها كالطائفة الدرزية الكريمة. ومن هذا المنطلق كلام الجنرال بالأمس يذكرنا بمراحل سابقة في لبنان مررنا بها، أتمنى أن تكون قد ولت الى غير رجعة".

وعن لقاءات باريس، قالت جعجع: "لسوء الحظ، بعض وسائل الإعلام التابعة للتيار الوطني الحر أخذ "لا إله" وتركوا "إلا الله". ورجلان على مستوى الشيخ سعد الحريري والحكيم، نحن لم نضع وهم لم يضعوا فيتو على الأسماء، إنما وضعوا فيتو على البرامج الرئاسية. ومن هذا المنطلق طرح اسم الجنرال ميشال عون كما طرحت أسماء أخرى، والكلام الذي قيل من انه إذا وصل أي شخص من هذه الأسماء، هل سيكون حاملا للمشروع السياسي الرئاسي الذي طرحناه في 14 آذار". اضافت: "اليوم، نسمع أصواتا مثل صوت النائب محمد رعد الذي يقول اننا لن ندع أي رئيس للجمهورية يصل إذا لم يكن حاميا للمقاومة وسلاحها. من هذا المنطلق طرح اسم الجنرال عون كأي اسم آخر، وأقول هنا نحن لم نضع فيتوات ولا الحكيم ولا الشيخ سعد على الأسماء، إنما لدينا فيتو على البرامج الرئاسية أو الإنتخابية المطروحة في هذا الظرف الذي نمر به، ونحن نريد مشروع الدولة أولا، الدولة فوق كل اعتبار، هذا ما يركز عليه الحكيم وفريق الرابع عشر من آذار".

 

النائب أنطوان زهرا: النازح الذي يدخل الى سوريا للمشاركة بالإنتخابات لا مبرر لعودته

أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النيابية النائب أنطوان زهرا في تصريح له من مجلس النواب، أنه "لدي اقتراح للحكومة بشان النازحين السوريين حيث كلنا مجمعين على العبء الذي يشكله النازحون السوريون. وأرى أن الحكومة يمكنها ان تأخذ قرارا بهذا الشأن لتخفيف هذا العبء والحد من انعكاساته على لبنان، فجيش النظام السوري أصبح مسيطرا على اعماق كبيرة من القلمون وهناك ايضا الانتخابات السورية بغض النظر عن موقفنا منها، وبالتالي من يستطيع الدخول الى سوريا للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية لا مبرر له للعودة الى لبنان ولا سبب أمني يمنعه من الدخول الى سوريا كما ان لا سبب أمنيا له لكي يكون لاجئا ويمكنه ان يعيش في الأراضي السورية. اما ان يعود فيدخل الى الأراضي اللبنانية فيجب ان يكون دخوله مشروطا وخاضعا للقوانين اللبنانية". ودعا الحكومة السورية الى "إقامة مراكز سكن داخل الحدود السورية وليس أن يأتي الأمر على حساب الإقتصاد اللبناني". وكالات

 

فارس سعيد: قوى 14 آذار ستواجه هذه المرحلة موحدة

وكالات/اكد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان دخول لبنان في مرحلة الفراغ في سدة الرئاسة هو ضرب لكل مؤسسات الدولة، مشددا على ان قوى 14 آذار ستواجه هذه المرحلة موحدة .

 

الرئاسة الأولى مرهونة بنتائج "الحوار بين عون والحريري"

نهارنت/تحوّل الاستحقاق الرئاسي الى "رهينة" للحوار القائم بين (رئيس تيار "المستقبل”) سعد الحريري و(رئيس "الوطني الحر") ميشال عون ، والذي لم يسفر بعد عن نتائج حاسمة على مستوى حسم المصير الرئاسي لـ"الجنرال"، بحسب المعلومات الصحافية. وأشارت مصادر نيابية بارزة في "التيار الوطني الحر" لـ"السفير"، الخميس، الى ان الحوار بين "التيار الحر" و"المستقبل" مستمر، بعد 25 أيار، لكن ليس الى ما لا نهاية بالنسبة لـ"الجنرال"، لأن هناك سقفاً لكل شيء ولا يمكن لنا أن نستمر طويلاً في الوضعية الحالية. وأكدت أن 25 أيار يشكل محطة مفصلية لا يمكن تجاهلها، و "الحريري مدعوّ بعد هذا الحد الفاصل الى الإسراع في حسم خياره، وإذا تطوّرت الأمور نحو المزيد من الإيجابية، يصبح الوقت عاملاً ثانوياً"، معتبرة أن "الكرة هي الآن في ملعبه". وفي سياق متصل، رأت أوساط قيادية بارزة في "قوى 8 آذار" أن مَن يراهن على يأس او تعب عون فهو "مخطئ جداً، فالجنرال هذه المرة ليس بوارد التنازل عن حقه في الوصول الى رئاسة الجمهورية، مهما طال الزمن والفراغ، وهو لا يملك لا الوقت ولا الترف لوضع "الخطة باء" البديلة إذا كان هناك مَن يراهن على بلوغ حتمي لهذه المرحلة". من جهتها، لفتت مصادر بارزة في تيار المستقبل لـ"الأخبار"، الى أن "التواصل مع عون مهمّ جداً، لكن الأمور لم تكن ناضجة لدعمه كمرشح توافقي للرئاسة". وقالت المصادر إن "الحريري اقتنع في مرحلة معينة بأن وصول عون إلى رئاسة الجمهورية أمر جيد ويعكس استقراراً في البلد"، موضحة أن هناك أكثر من رأي داخل التيار تم النقاش حوله، كذلك ترى السعودية أن الأمور ليست ناضجة لتبني عون. ورأت أن اتفاق الحريري مع عون" له سلبيات وإيجابيات، ويعود بالمنفعة على تيار المستقبل"، مشيرة الى أنه "من الإيجابيات فك التصاق عون بحزب الله، ومنع (رئيس "جبهة النضال الوطني")ىالنائب وليد جنبلاط من البقاء كبيضة قبان في ظلّ علاقة رباعية مع عون وأمل ـــ حزب الله ومسيحيي 14 آذار، وتحقيق استقرار كبير في البلد". لكنّ السلبيات هي" فرط عقد 14 آذار وتحالف استراتيجي مع جعجع"، بحسب المصادر. وكان عون قد أشار في حديث لقناة "المنار"، الأربعاء الى أنه يريد أن يكون ضمن "مثلث متكامل الأضلاع" مع حزب الله وتيار "المستقبل"، ملمحا إلى ضرورة انسحاب التوافق الذي تم بينهم في تأليف الحكومة على رئاسة الجمهورية. يشار الى أن فشل النواب في انتخاب رئيس جديد خلال ثلاثة جلسات انتخابية دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري، فضلاً عن تأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في أكثر من مناسبة رفضه التمديد وأنه سيكون في منزله في 25 ايار، اذ ان ولايته تنتهي في 24 الجاري وسيلقي خطاب الوداع في هذا اليوم، أديا الى تخوّف من الفراغ في سدة الرئاسة الاولى.

 

بري: المقاومة حاجة لبنانية ولانتخاب الرئيس يحصّن البلاد

نهارنت/أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن المقاومة حاجة لبنانية، مردفاً أن "تحصين البلاد سياسيا يبدأ بانجاز الاستحقاق الرئاسي". وأشار بري في بيان بمناسبة عيد التحرير، الخميس، الى أن "وحدتنا الوطنية وسلامنا الاهلي كانا امضى الاسلحة الى جانب المقاومة والجيش والشعب الذين صمدوا بمواجهة الاحتلال الذي دام اثنين وعشرين عاما لمناطق عزيزة من ارضنا". ولفت الى أن حفظ وحدة لبنان ارضا وشعبا ومؤسسات كان ولا يزال بفضل المقاومة والصمود وبداية اسقاط اتفاق 17 ايار وصولا الى اخراج التدخلات الاسرائيلية في الشؤون اللبنانية وبالتالي انجاز تحرير معظم ارضنا، مؤكداً ان "المقاومة كانت ولا تزال تمثل حاجة لبنانية ضرورية مع استمرار الاحتلال لأجزاء من أرضنا والانتهاكات العسكرية وعروض القوة الاسرائيلية ومع النوايا الاسرائيلية التوسعية المستمرة والتي لا تزال محفورة على جدران الكنيست ومع قيام اسرائيل بخلق خط تماس بحري عبر محاولتها سرقة ثرواتنا الطبيعية". وشدد بري على ان تحصين لبنان سياسيا يبدأ بانجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يصادف يوم 25 ايار نهاية المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس وهو الامر الذي يستدعي رفع مستوى المسؤولية الوطنية لانجاز الانتخاب وبدء عهد جديد. وفي 25 أيار 2000 تحرّرت مناطق جنوبية عدة من الجيش الاسرائيلي الذي انسحب الى ما بعد السلك الشائك في إسرائيل. يشار الى أن فشل النواب في انتخاب رئيس جديد خلال ثلاثة جلسات انتخابية دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري، فضلاً عن تأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في أكثر من مناسبة رفضه التمديد وأنه سيكون في منزله في 25 ايار، اذ ان ولايته تنتهي في 24 الجاري وسيلقي خطاب الوداع في هذا اليوم، أديا الى تخوّف من الفراغ في سدة الرئاسة الاولى.

 

مذكرتا تبليغ من "محكمة الجزاء" باللاذقية بحق جنبلاط وفارس خشان

 ذكرت قناة الـ"LBC" ان وزارة الخارجية اللبنانية تلقت عبر السفارة السورية مذكرتي تبليغ صادرتين من محكمة الجزاء باللاذقية بحق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والصحافي فارس خشان بتهمة النيل من هيبة الدولة. LBCI

 

ريفي: السفارة السورية هي التي سلمت المذكرتين في حق جنبلاط وخشان

اكد وزير العدل اللواء اشرف ريفي ان "السفارة السورية هي التي سلمت المذكرتين في حق جنبلاط وخشان الى الخارجية اللبنانية التي ارسلتهما بدورها الى وزارة العدل". واضاف في حديث للـ"ال بي سي" "نستغرب هاتين المذكرتين وخصوصا أن العفو الذي أصدره النظام السوري في 2013 يشمل هذه التهم واتجه لردهما". LBCI

 

باسيل آخر من يعلم عن مذكرتي محكمة اللاذقية

ذكرت جريدة النهار أنها خلال سؤال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عن المذكرتين الصادرتين من محكمة الجزاء في اللاذقية بجق النائب وليد جنبلاط والصحافي فارس خشّان ، اجاب "لا علم لي بهاتين المذكرتين بحق جنبلاط وخشان".

 

14 آذار": دخول البلد في الفراغ ضرب واهتزاز لكل المؤسسات

عقدت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" إجتماعها الدوري في مقرها في الأشرفية، وبعد الإجتماع وصف منسق الأمانة العامة فارس سعيد المرحلة بأنها من "أخطر المراحل التي مر بها لبنان"، معتبراً أن "دخول البلد في مرحلة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية هو ضرب واهتزاز لكل مؤسسات الدولة وبكل تراتبيتها الدستورية، وبالتالي القول إن هناك مؤسسات قادرة على ضبط الأمور ربما إدارياً ولكن على المستوى الميثاقي والسياسي دخل لبنان بمراحل شبيهة بعامي 1988 و2007". وأكّد سعيد أن "14 آذار ستواجه هذه المرحلة موحدة ولا فائدة من عودة الطوائف إلى تقوقعها وأن تواجه المرحلة من مربعاتها الطائفية أو الحزبية، وأن الكلام عن ترويكا باستطاعتها إدارة لبنان بطوائفه كافة كلام يضرب جوهر لبنان والدستور والميثاق الوطني". وقال: "الدستور كلف اللبنانيين مئة ألف شهيد، مسلمين ومسيحيين، والمس بهذا الدستور في هذه اللحظة المفصلية لأننا دخلنا مرحلة الفراغ في سدة الرئاسة هو دعوة للبنانيين إلى حرب أهلية جديدة، وإننا سنقف كقوى سيادية وديموقراطية وسلمية في مواجهة كل من يفكر بأنه يريد نسف الدستور أو إستبداله بدستور آخر ويعتبر نفسه في هذه اللحظة بأنه يستطيع إملاء ما يريده بواسطة سلاحه". ورداً على قول النائب العماد ميشال عون بالمثالثة، قال سعيد: "كلامه قديم ونذكر اللبنانيين بأن النظام السوري في عهد الرئيس حافظ الأسد فرض على اللبنانيين الإتفاق الثلاثي ولكن إتفاق الطائف في العام 1989 أتى لنسف المثالثة وللعودة إلى المناصفة الإسلامية - المسيحية، وجاءت ثورة الأرز لتقول نعم للعيش المشترك، ونحن تصالحنا في ساحة الشهداء. وصحيح أن الرئيس رفيق الحريري عندما استشهد كان زعيماً سنياً إنما من حمل نعشه وجعله رمزاً وطنياً عابراً لكل الطوائف هم جميع اللبنانيين، كما نعتبره جميعا أيقونة وطنية. والعودة بنا إلى المثالثة هي دعوة الطوائف أن تعود إلى مربعاتها الداخلية وأن تتساكن في حرب باردة في ما بينها ونؤكد أن أي إتفاق بين طائفتين تدفع ثمنه الثالثة". وأضاف: "يدعي العماد عون من خلال طرحه للمثالثة أن يخوض زعماء الطوائف معارك على مرحلتين: الأولى حسم آحادية زعامتها داخل طائفتها على حساب الزعامات الأخرى. والمعركة الثانية تحديد أحجامها مع الزعامات الأخرى في لبنان وذلك يعني دعوة اللبنانيين إلى حرب أهلية، وهذا شيء مرفوض وسنقف له بالمرصاد كقوى 14 آذار، مسلمين ومسيحيين، وسنكون سداً منيعاً أمام من يريد العودة بنا إلى مثلث طائفي وحرب باردة بين اللبنانيين".

 

هنري حلو: الحل الوحيد بانتخاب رئيس يتحاور مع الكل ومقبول من الجميع

 لفت النائب هنري حلو، في مؤتمر صحافي من مجلس النواب، الى انه "لدينا 72 ساعة قبل ان يحصل شغور بموقع الرئاسة وندخل بالمجهول"، معتبرا انه "علينا كنواب ان نكون على قدر المسؤولية لكن المشهد الذي رأيناه اليوم باتت نتائجه معروفة". ورأى ان "الانقسام اوصلنا الى تعطيل النصاب، والحل الوحيد بانتخاب رئيس يتحاور مع الكل ومقبول من الجميع، وهذا طرحي بالترشح للرئاسة". واشار حلو الى انه "لمس حالة عند المواطنين غير المنضوين بأحزاب وتيارات بأنهم يطمحون لبلد فيه استقرار وحوار بين ابنائه ومؤسسات فعالة".

 

الداخلية اللبنانية تطلب من النازحين السوريين عدم القيام باي تجمعات سياسية

طلبت وزارة الداخلية اللبنانية من النازحين السوريين عدم القيام باي تجمعات سياسية وعدم القيام باي لقاء علني له أبعاد سياسية قد يؤثر باي شكل من الاشكال على الامن والاستقرار في لبنان او على على علاقة النازحين بالمواطنين اللبنانيين، وذلك انطلاقا من موقف الحكومة المتمسك بتحييد لبنان عن الصراع الدائر في سوريا، مع تأكيد الوزارة على حرية الخيار السياسي للنازحين بما لا يتعارض مع قواعد الامن الوطني اللبناني. وشدد الوزير المشنوق على ان القوى الامنية لن تتهاون في التعامل بحزم مع اي عمل او نشاط من شأنه زعزعة الاستقرار الداخلي. الوكالة الوطنية للإعلام

 

مئات من مسيحيي غزة يتوجهون الى الضفة الغربية لحضور زيارة البابا

نهارنت/يتوجه مئات من مسيحيي غزة الى الضفة الغربية عبر معبر بيت حانون (ايريز) شمال القطاع لحضور زيارة البابا فرنسيس الذي يزور الاراضي المقدسة الفلسطينية للمرة الاولى مطلع الاسبوع المقبل.

وقال مصدر امني طلب عدم الكشف عن اسمه ان "اسرائيل اصدرت نحو 650 تصريحا لمسيحي غزة للسفر الى الضفة خلال زيارة البابا". وتوجه العشرات من هؤلاء المسيحيين الى معبر ايريز شمال القطاع صباح الخميس بحسب مراسل فرانس برس، بينما ستسافر البقية الجمعة. ويؤكد الشاب ميلاد عياد (22 عام) في منزله غرب مدينة غزة انه يشعر بالفخر بزيارة البابا. وقال انها "مشرفة بالنسبة لنا كفلسطينيين لانها اعتراف بوجودنا كشعب فلسطيني وبحقوقه في حين ان البابا رفض زيارة اسرائيل". واضاف "نتمنى ان تساعد هذه الزيارة في ارساء السلام وان يقف بجانب الشعب الفلسطيني وينقل للعالم اننا شعب يرزح تحت الاحتلال ويجب ان ينتهي ذلك ونحصل على دولة". من جانبه يرى الشاب ريمون سهيل (26 عاما) ان "زيارة البابا فرانسيس هي زيارة تاريخية و خطوة جيدة ويمكن ان يكون هدفها تجميع الطائفة الكاثوليكية وجميع الطوائف لتوحيدها". لكنه عبر عن اسفه لانه "لدى مسيحيي غزة الكثير من الضغوطات والصعوبات للسفر الى البيت لحم"، مشيرا الى ان "الارتباط الاسرائيلي لا يمنح التصاريح لمن هم اقل من 35 عاما". واضاف "كنت اتمنى ان اتمكن من السفر لبيت لحم لرؤيته والمباركة فيه". وتدعو منيرفا سابا (54 عاما) وهي ام لاربع ابناء قتل احدهم في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في نهاية 2008 "البابا الى زيارة غزة والصلاة معنا في كنيستنا (...) ان يأتي ليرى كيف تعيش الناس هنا، لدينا ناس لا تجد الاكل لتاكله". وتشكو هذه السيدة التي لم تتمكن السفر الى الضفة الغربية بسبب ظروفها الصحية من ان " المسيحيين في غزة اقلية ولديهم الكثير من المشاكل التي بحاجة لان يتم نقلها للبابا وان يستمع لها". ويعيش نصف مليون مسيحي في الاراضي المقدسة التي يزورها البابا فرنسيس للمرة الاولى بين 24 و 26 من ايار الحالي. وفي قطاع غزة، يتضاءل عدد المسيحيين خاصة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2007. وكان المسيحيون هدفا لهجمات قامت بها مجموعات سلفية صغيرة متطرفة.

وفي نهاية شباط الماضي اعلن مصدر مسؤول في كنيسة دير اللاتين في غزة ان مجهولين القوا قنبلة يدوية على ساحة الكنيسة الواقعة في حي الزيتون جنوب شرق غزة.

وبحسب ارقام صادرة عن البطريركية اللاتينية في القدس، يعيش في قطاع غزة 1550 مسيحي من اصل مليون وسبعمئة الف شخص ولديهم 3 كنائس. وغالبية مسيحيي غزة من الأرثوذكس الشرقيين والباقون (نحو 15 بالمئة) من اللاتين. وكالة الصحافة الفرنسية

 

بيت لحم والقدس تستعدان لاستقبال البابا فرنسيس

نهارنت/يقوم المسؤولون والتجار والحجاج في بيت لحم والقدس بوضع اللمسات الاخيرة على التحضيرات لزيارة البابا فرنسيس هذا الاسبوع لكن العديد من المسيحيين يشعرون بخيبة امل من قصر مدة الزيارة.

ويقول لوي ميشيل وهو بائع تحف في محل يقع خلف كنيسة المهد (مكان ولادة المسيح بحسب التقليد المسيحي) في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية  "انا سعيد لمجيء البابا ولكنني قلق في ذات الوقت ان كان سيقوم بارسال رسالة قوية بما يكفي لدعم المسيحيين الفلسطينيين". وينتظر الرجل قبل 72 ساعة معرفة ان كان سيتلقى دعوة للمشاركة في القداس الذي سيقوم به البابا الاحد في ساحة المهد حيث تم توزيع 9603 بطاقات بما في ذلك 800 مقعدا. ولا ينتظر هذا البائع اي عائدات اقتصادية من هذه الزيارة القصيرة التي ستستغرق 48 ساعة مشيرا بانه "سيكون من الصعب التحرك او تخصيص اي وقت للتسوق".

في المقابل، يأمل سكان بيت لحم في الاستفادة سياسيا من زيارة البابا الاحد. وعلقت في ساحة المهد مرئيات على شكل لافتات كبيرة الحجم تدمج فيها لوحات كلاسيكية تظهر فيها مشاهد من قصص الانجيل وصور حقيقية تعكس الواقع اليومي الذي يعيشه الفلسطينيون. وقام المتحف الفلسطيني الذي ما زال قيد الانشاء بتصميم هذه المرئيات في اطار مشروع باسم "في حضرة الحبر الاعظم" وذلك من اجل "التفكير" بمصير الاقلية المسيحية الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال الاسرائيلي. وقالت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون التي جاءت للاشراف على الاستعدادات الاخيرة التي يقوم بها مئتا موظف من البلدية لوكالة فرانس برس "هذه فلسطين حيث يترابط الدين والسياسة". وفي حي النصارى في البلدة القديمة في القدس، لا يبدو ان هناك الكثير من التحضيرات بينما عززت الشرطة الاسرائيلية حضورها في البلدة.

ويشير الياس الذي يملك بقالة في الحي "انهم يقولون بان هذا مرتبط بالامن ولكنه امر سياسي.يريد الاسرائيليون اعطاء البابا انطباعا باننا مجتمع اشباح". وستقوم الشرطة الاسرائيلية بنشر 8,500 فرد في الشوارع في القدس خوفا من قيام متطرفين يهود باثارة البلبلة اثناء زيارة البابا. واعلنت الشرطة الاربعاء انها ستفرض الاقامة الجبرية على ثلاثة شبان يهود متطرفين اعتبارا من الخميس.

وذكرت صحيفة هآرتس ان الاوامر بفرض قيود تتعلق خصوصا بطالبين من مدرسة تلمودية تقع في موقع علية العشاء السري في القدس حيث سيقوم البابا باحياء قداس في هذا المكان المقدس لاخر عشاء للمسيح مع تلاميذه بحسب التقليد المسيحي، وقبر الملك داود بحسب التقليد اليهودي. ويخشى جهاز الامن الدخلي حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، ان يستغل اليهود المتدينون المتطرفون زيارة البابا الى الاراضي المقدسة من 24 الى 26 ايار من اجل الدعاية لنشاط هذه الحركة. وقامت اسرائيل بتعزيز حماية بعض الاماكن المسيحية المقدسة التي استهدفت بموجة تخريب نسبت الى يهود متطرفين، لكن لم تتخذ اي تدابير وقائية ضد مثيري شغب محتملين حتى الان. وسيتوجه البابا الى الاردن ثم الى الاراضي الفلسطينية ومنها اعتبارا من بعد ظهر 25 ايار الى اسرائيل حيث ستشهد تدابير امنية مشددة شبيهة بالتي اتخذت خلال زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في العام 2013. وسينتشر ما مجموعه ثمانية الاف شرطي في القدس. وكالة الصحافة الفرنسية

 

الحريري للجربا: بما أنك أصبحت "قواتياً" الحكيم الى جانبي كلّمه

صادف وجود رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد عاصي الجربا في العاصمة الفرنسية مع وجود كل من رئيس 'تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، حيث جرى اتصال بين الجربا والحريري. في أثناء الإتصال الهاتفي قال الحريري للجربا: 'بما أنك أصبحت قواتياً (في إشارة الى بيان سبق وصدر عن الجربا تأييداً لجعجع) فالحكيم الى جانبي كلّمه”. وتمنى الجربا في حديثه مع جعجع التوفيق للبنان في مسعاه الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية: 'لأن لبنان وسوريا في مركب واحد”. وسأل جعجع الجربا ضاحكا: 'هل العماد عون معنا في المركب نفسه”، فرد الجربا: 'أعوذ بالله، فهذا يغرقنا ويغرقكم”.المصدر : youkal.net

 

بهاء الحريري في القفص الذهبي مجددا

عقد بهاء رفيق  الحريري، قرانه على الآنسة حسنا أبو سبعة، في المملكة العربية السعودية. والزوجة الجديدة لبهاء الحريري، والدها سعودي ووالدتها بريطانية. وسبق للحريري، ان تزوج سابقا، قبل أن يعود فيطلق، سيدتين لبنانيتين، الأولى من صيدا والثانية من طرابلس.

 

عصام أبو جمرا يكتب مهاجما عون": الجنرال ينهار أمام المنار

صدر عن اللواء عصام أبو جمرا، التعليق الآتي بعنوان " الجنرال ينهار أمام المنار": من سمع بالامس الجنرال عون يتكلم امام شاشة المنار ويعرف الجنرال وسوابقه الانهيارية، يدرك انه فاقد الامل، ...فاقد الاعصاب فاقد القوة والصوت... منهار! هذه حال الجنرال في كل مرة يخسر معركة وما اكثرها : هكذا فعل في آذار 1976، وفي3شباط 1990 وفي 13 ت1- 1990 وغيرها من المعارك .

نعم بالامس ضحى العماد "القوي" بما ورد في المادة 24 والمادة 95من الدستور

اولا :حوّل المناصفة المسيحية المسلمة في لبنان الى مثالثة وكانت الأنا زاويتها، منصّبا نفسه ممثلا عن القوات والكتائب والاحرار والمردة من الموارنة، وبدون وكالة ممثلا عن الارتوذكس والكاتوليك والاقليات والارمن في لبنان.

ثانيا :بكل بساطة و ببوسة ذقن اراد ان يدغدغ الرئيس الحريري ليقبل بان يكون ممثلا كل السنة وياتي في المعادلة العونية 1/3 متناسيا ان "الانا" حضرة الجنرال هوحليف السيد نصالله و... وبالتالي يكون الحريري وحيدا بينهم .

ثالثا: اختصر كل الشيعة بالسيد نصرالله بدون تكليف او تنازل من الاخرين ودولة الاستاذ بري بيوقف بالصف .. !!!   

رابعا :اعتبر الدروز والاستاذ والمير مع الطالع ، بيرضوا بشوي من كل زاوية.

في النتيجة كفى الجنرال وصولية كفى ابتزاز وكفى تخريب: فقط منذ 2009 أخّر تاليف كل الحكومات شهورا عدة لغايات شخصية وعائلية والان يريد ان يخرب تركيبة البلد ليصل رئيسا وهو يعرف ان من يزرع الريح يحصد العاصفة ... وعلم النفس يؤكد: ان من يطلع دائما فوق الخط الاحمر، اذا ربح يخرب واذا خسر يخرب.... والله يريح لبنان.

في 22/5/2014

 اللواء عصام ابو جمرة/ نائب رئيس مجلس وزراء سابق

 

المجلس الدستوري علّق مفعول القانون المتعلق بتعديل نظام الدفاع المدني

بيروت - أصدر المجلس الدستوري اليوم قراراً، قضى بتعليق مفعول القانون الرقم 289 المتعلق بتعديل بعض مواد المرسوم الاشتراعي رقم 50/67 تاريخ 5/8/1967 (نظام وتنظيم الدفاع المدني).

 وجاء في القرار: "المستدعون: النواب السادة: زياد اسود، حكمت ديب، مروان فارس، اسطفان دويهي، يوسف خليل، اميل رحمه، فادي الاعور، ميشال الحلو، نعمة الله ابي نصر وعاصم قانصو.

 القانون المطلوب إبطاله: القانون رقم 289 الصادر في الجريدة الرسمية في العدد 20 تاريخ 8/5/2014.  إن المجلس الدستوري، الملتئم في مقره بتاريخ 22/5/2014 برئاسة رئيسه عصام سليمان وحضور نائب الرئيس طارق زياده والاعضاء أحمد تقي الدين، انطوان مسره، زغلول عطية، توفيق سوبره، سهيل عبد الصمد، صلاح مخيبر، ومحمد بسام مرتضى، وقد تغيب انطوان خير بداعي السفر.  وبعد الاطلاع على ملف المراجعة وسائر المستندات المرفقة بها، والرامية الى ابطال القانون رقم 289 الصادر في الجريدة الرسمية في العدد 20 تاريخ 8/5/،2014 والمتعلق بتعديل بعض مواد المرسوم الاشتراعي رقم 50/67 تاريخ 5/8/1967 (نظام وتنظيم الدفاع المدني)،  وسنداً إلى المادة 20 من القانون رقم 250/1993 وتعديلاته (انشاء المجلس الدستوري) والمادة 34 من القانون رقم 243/ 2000 (النظام الداخلي للمجلس الدستوري) ومع حفظ بت مراجعة الابطال في الشكل والاساس،  يقرر المجلس الدستوري تعليق مفعول القانون المطعون في دستوريته رقم 289 تاريخ 8/5/2014، وإبلاغ هذا القرار إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ونشره في الجريدة الرسمية".

 

قاسم: مواجهة الخطر التكفيري لا تؤثر على جهوزيتنا لمواجهة العدو

وطنية - اكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها في اللقاء الحواري الذي نظمه "معهد المعارف الحكمية" ضمن "المؤتمر الدائم للمقاومة" في قاعة الجنان - طريق المطار، ان "اسرائيل عدو للحق والإنسان ومحتلة للأرض، فقد احتل الصهاينة فلسطين كنقطة ارتكاز لمشروع توسعي، وقامت على المجازر والحروب، واستمراريتها كذلك، ولا يوجد عنوان واحد مشرف لقيامها، فهي لا تؤمن بحدود، ولا تحاصرها حدود، وهي خطر على الأرض والإنسان والاقتصاد والثقافة وعلى مستقبل الأجيال، وعبء على فلسطين أولا، وعلى العرب والمسلمين ثانيا باحتلال الأراضي العربية، وعلى العالم بأسره ثالثا بالتحريض والاغتيالات وتأثير اللوبي الصهيوني على السياسة الأميركية والعالمية. إسرائيل نقيض الحياة البشرية للآخرين، وغير قابلة للتعايش مع أحد".

اضاف: "انطلقت المقاومة في لبنان من رؤية عقائدية سياسية بوجوب الدفاع لتحرير الأرض، فخيار التحرير بالدبلوماسية كان وهما، وهو ما كان يريده المشروع المعادي، ولذا لم يتم التحرير لخطأ الخيار، أما خيار التحرير بالبندقية فقد حقَق نصرا فريدا في لبنان والمنطقة في 25 أيار لأنه الخيار الصحيح، وهذا اليوم تحرر لبنان والأمة، وتحررت الإرادة وزرع الأمل وسقط وهم الوحش الصهيوني. فتحية إلى المجاهدين والمجاهدات والشهداء صانعي نصر المقاومة وثبات أوتادها، والمواجهة لا تقتصر على القتال، بل على متمماته السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية، فالدفاع منظومة متكاملة لا تقتصر على السلاح فقط، بل تشمل الإعداد والتدريب والتجهيز والترويج الإعلامي والحماية السياسية والاجتماعية والتعبئة وتجاوز عقبات الطريق. لذا كل المواقع المرتبطة بمشروع المقاومة يطلق عليها فعل المقاومة".

وتابع: "بالمقاومة استعاد لبنان عافيته ببركة التحرير، والموقع المميز للبنان اليوم نتيجة نجاح ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في التحرير والنصر، فالمقاومة إرادة والسلاح أداة، ولا يمكن أن تهزم الإرادة التي تغترف من الإيمان والحق، ولا يمكن أن ينهزم الدفاع المقدس مهما بلغت التضحيات، عندها من يلاحق الأداة إنما يلاحق سرابا، فسلاح الإرادة هو الأصل وهو ثابت وراسخ. لقد جبلت المقاومة في لبنان بحجره وبشره فأصبحت مكونا من مكوناته، رفض خيار المقاومة يوقع في المشروع المضاد عمليا بصرف النظر عن النوايا".

واردف: "أما استهداف سوريا فهو استهداف لأحد مرتكزات مشروع المقاومة وسقوطها ضربة في الصميم لمشروع المقاومة، ومواجهة هذا المشروع هو لمنع الحريق من أن يلتهم لبنان وإنجازاته، وحماية لتحريره وسيادته. وهذه المواجهة هي جزء من مشروع المقاومة. مع كل التطورات في سوريا كان الاستقرار في لبنان خلاف التوقعات والسبب الرئيس أن حزب الله رفض زج لبنان في التداعيات السلبية للأزمة، وقاوم الخطر القادم بالقوة المناسبة، وفي المكان والزمان المناسبين". وختم: "لا عبثية في خطواتنا بل خطوات مدروسة ودقيقة لتحقيق الاهداف، وإسرائيل هي العدو الأساس وهي مركز المشروع المعادي، أما الأولوية التكتيكية فبحسب الخطر المباشر، لذا فإن مواجهتنا اليوم لخطر التكفيريين في سوريا بسبب مباشرته، لا تؤثر على جهوزيتنا الكاملة لمواجهة الأولوية الأساس وهي العدو الإسرائيلي".

 

عرض رفضته بكركي: تقليص الولاية... وانتخاب عون

ايلي الحاج/النهار

علمت "النهار" أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تلقى عرضاً من وفد زاره من قوى 8 آذار بإجراء تعديل للدستور استثنائياً ولمرة واحدة، يجعل ولاية رئيس الجمهورية سنتين بدلاً من ست، على أن ينتخب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون توافقياً لرئاسة الجمهورية إثر إقرار التعديل. لكن البطريرك لم يبد تجاوباً على الإطلاق مع العرض، وقال لناقليه ما مفاده: "ألا ترون مدى الخراب في البلد، تريدونه أن يخرب أكثر؟". وفي المعلومات أن البطريرك انتقد بشدّة مقاطعي جلسات الانتخاب الرئاسي فيما هو يبرز تواقيعهم على تعهدين أمامه بعدم اللجوء الى المقاطعة وفرض الفراغ في كرسي الرئاسة. وتوقعت المصادر دوراً أكبر للبطريرك الماروني في المرحلة المقبلة – سياسياً وإعلامياً - على صعيد السعي إلى حمل المقاطعين على إعادة النظر في موقفهم من خلال تبيان أضراره وأخطاره على لبنان، دولة وشعباً، وعلى المسيحيين فيه خصوصاً، وذلك في مقابل انكفاء للقوى والشخصيات السياسية التي تعارض هي أيضاً موقف المقاطعة. وربطت المصادر بين رد الفعل اللافت على التطورات والذي يلمسه زوار بكركي، وبين تلقي البطريرك معلومات أكيدة من المعنيين في الدولة الفرنسية، فحواها أن هؤلاء المعنيين تبلغوا ديبلوماسياً من طهران أن سياسة إيران في لبنان لا تقضي بفرض الفراغ في الرئاسة ومنع انتخاب خلف للرئيس سليمان – خلافاً لما تردّد قوى وشخصيات لبنانية مناهضة لـ"حزب الله"، بل هي تدعم الاستقرار في لبنان، ومن أول دعائمه الحؤول دون الفراغ في موقع الرئاسة، "لكن هناك عقبة أمام ذلك، وعليكم أن تجدوا حلاً لها"، وفقاً لما نقله الفرنسيون عن موقف إيران.

 

عون يَطرح المثلّث ويُطيِّر ضلعَه المسيحي

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الأخطر في الفراغ الرئاسي هو عدم وجود أفُق زمني لانتخاب رئيس جديد. فقد يستمرّ الفراغ أسابيعَ أو أشهراً... ولا شيء، نظريّاً، يمنع استمرارَه لسنوات. فهل يُحكَم لبنان بالثنائية السُنّية - الشيعية حتى إشعار آخر؟ رفعَ العماد ميشال عون واحداً من شعاراته المثيرة: المثلّث الضامن للميثاقية، المتوازي الأضلاع، هو: أنا ونصرالله والحريري... أو لا أحد. ثمّ سارع إلى تعطيل آخر الجلسات قبل الفراغ الرئاسي. وهكذا أسقطَ الضلع المسيحي من المثلّث، وكرَّس المُثنّى السُنّي - الشيعي. وفي الأساس، يُثير عون هواجس المثالثة بدل المناصفة في معادلته الجديدة. وربّما لا يدرك ما للتعطيل من عواقب على الوضع المسيحي المهتزّ أساساً، وهذه مصيبةٌ، أو ربّما يدري... فالمصيبة أعظم! القويّ فعلاً في المثلّث العوني الجديد هو السيّد حسن نصرالله. والقوي نسبيّاً، هو الرئيس سعد الحريري. أمّا عون، فهو يستقوي بنصرالله إذا شاء السيِّد منحَه القوّة، وبالحريري لو أراد انتهاءَ «14 آذار». وكلّ من الافتراضين ليس في محلّه: لا «حزب الله» يدعم عون رئاسيّاً ولا الحريري. وثمّة أسئلة تُطرَح حول الفراغ: هل يسمح الدستور فعلاً بتعطيل الانتخابات؟ أي، هل يبيح للنائب أن يعترض على الانتخابات بناءً على حساباته، فيعطّلها ويطيِّر الرئاسة؟ وكيف تستقيم روحية الدستور، الذي يقرّ المناصفة والأولوية الميثاقية، إذا غابَ عن «مثلّث» السلطة ممثّل المسيحيّين؟ هناك خللٌ فاضح في تفسير البنود الدستورية، بعد الطائف، كرّسَته سابقةٌ دستوريةٌ في العام 2007، عندما انتهت ولاية الرئيس إميل لحّود، وجرت الاستعانة بالمادة 62 لتتولّى الحكومة يومذاك صلاحيات الرئيس. يومذاك، فشلَ المجلس في انتخاب رئيس، فجرى اعتماد هذه المادة التي تقول إنّه في حال خُلوّ سدّة الرئاسة، لأيّ علّة كانت، تُناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالةً بمجلس الوزراء. لكنّ خبراءَ دستوريّين، وبعضُهم نواب شاركوا في الطائف، يؤكّدون عدم إنطباق هذه المادة على الفراغ الناتج عن تخلُّف النواب عمداً عن واجبهم الدستوري في الإنتخاب.

فانتخاب الرئيس ليس اختياريّاً، بل هو واجب إلزاميّ، خصوصاً في الأيام العشرة الأخيرة. فالدستور، بإقراره أنّ المجلس يصبح تلقائيّاً في وضعية الإجتماع الدائم لانتخاب رئيس، أراد حظرَ الفراغ دستورياً والتأكيد أنّ الانتخاب مفروضٌ على النواب. ويجدر التذكير بأنّ مناقشات الطائف جرَت في ظلّ تجربة الفراغ الرئاسي التي دامت بين 1988 و1990، وتخلّلتها أحداث دمَوية خطرة، كان عون نفسُه أساساً فيها. ولذلك، فإنّ ما ورد في المادة 62، لم يقصد الفراغ الناتج عن الإفشال المتعمَّد للانتخابات، بل عن حال قاهرة. ووفقاً للوزير السابق إدمون رزق، إنّ خُلوّ الرئاسة المقصود هنا هو الناتج مثلاً عن الوفاة المفاجئة للرئيس أو حال الحرب أو ما شابَه، وليس عن خطّة متعمَّدة للتعطيل، بناءً على حسابات سياسية. وسواءٌ أكان الفراغ لأسابيع أو لأشهر، فالبلد سيُدار في شكلٍ مخالف للميثاق، أي بالثنائية السُنّية - الشيعية، وهذا ما يُقلق بكركي والعديدَ من الأوساط المسيحية. وفي المقدار عينه، سيكون الأمر خطراً على الميثاق، لو ارتكزَ لبنان مثلاً إلى ثنائية مسيحيّة - سُنّية أو مسيحية - شيعية.

ولن يتمّ الإفراج عن الموقع المسيحي في السلطة إلّا بالتوافق الإقليمي بين السعودية وإيران، أي بين السنّة والشيعة. فكيف يكون رئيس الجمهورية ميثاقياً، وكيف يعبِّر عن الشريك المسيحي اللبناني، إذا كان اختيارُه يتمّ بالتفاهم بين السعودية وإيران؟ وما مسؤوليّة عون في ذلك؟ وكيف ينادي بلبنَنة الإستحقاق، وهو الذي افتتحَ الخطوط السرّية والعَلنية بين بيروت وباريس والرياض وطهران، بقيادة السفراء والقناصل؟

يقول أحد النوّاب في مرارةٍ ساخرة: ما دام السفراء والقناصل والملوك والرؤساء هم الذين يختارون للبنان رئيسَه في شكلٍ غير مباشَر، فلم يبقَ إلّا أن ينقل واحدٌ من هؤلاء مقرَّه إلى بعبدا... ويؤدّي القسَمَ الدستوري!

 

ألا يستحقّ شعب 14 آذار اعتذاراً من عون؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

من حقّ أيّ سياسيّ إعادة النظر بمواقفه وفقَ متطلّبات كلّ مرحلة سياسية أو نتيجة تبدّل قناعاته، وعلى قاعدته محاسبته، واستطراداً الابتعاد عنه، ولكن ماذا عن الفريق المتضرّر من النهج الذي اتّبعه هذا السياسي أو ذاك، وهل يفترض التعامل معه وكأنّ شيئاً لم يكن؟

القضايا الوطنية يُفترض أن تعلو على الاعتبارات الشخصية بمعنى أنّه طالما الصراع المركزيّ في لبنان هو مع «حزب الله» يجب أن يكون الهدف تعريته وطنياً وتقليص نفوذه وتأثيره، الأمر الذي يجعل الانفتاح على مكوّناتٍ حليفةٍ له بغية فصلِها عنه واجباً وطنيّاً، ولكنّ لهذا الانفتاح شروطاً، أبرزُها الآتي:

أوّلاً، أن يكون التحوّل الذي قام به تحوّلاً فعلياً وجدّياً، لا موسمياً وطارئاً، ربطاً باستحقاق رئاسيّ أو نيابيّ أو وزاريّ، أي أن تكون القناعة الوطنية لا المصلحيّة هي التي دفعَته إلى إعادة تموضعه السياسي.

وهذا الأمر بالذات لا ينطبق على العماد ميشال عون الذي لم يُبدّل بوجهةِ نظره حيال القضايا الخِلافية، لا بل ما زال يؤكّد على تمسّكه بخيار المقاومة الذي يشكّل جوهر الخلاف في لبنان منذ العام 2005، علماً أنّ هذا الخلاف يعود فعلياً إلى العام 1990 مع إبقاء السلاح بيدِ «حزب الله» بحجّة المقاومة التي هي مجرّد غطاء للتدخّل السوري والإيراني في الشؤون الداخلية، ومنع قيام الدولة اللبنانية السيّدة على أرضها وقرارها. فالعماد عون بهذا المعنى لم يُجرِ أيّ تحوّل في خطابه السياسي يستحقّ الانفتاح عليه من قبيل اتّخاذه موقفاً واضحاً من سلاح «حزب الله» ودعوته إلى تسليمه اليوم قبل الغد، وأمّا الثلاثية الجديدة التي وضعها بأنّه والرئيس سعد الحريري والسيّد حسن نصرالله يشكّلون «مثلّث قوّة للبنان» فيستحيل أن يقبل الحريري بها إلّا في حالة واحدة: عودة «حزب الله» بخياره الاستراتيجي إلى لبنان وتسليم سلاحه، لأنّ خلاف ذلك يعني التحالف مع الحزب على قواعد مصلحية وإبقاء القرار الوطني ممسوكاً من قِبله، وفي اللحظة التي تتعارض فيها المصالح المشتركة ينقضّ مجدّداً على الحريري.

فالثلاثية الجديدة لعون تعني التحالف مع «حزب الله» بشروط الحزب، ومن ثمّ من قال لعون إنّ الحريري بحاجة «لمكافأة» من نوع الانفتاح عليه وترقيتِه من مرتبة إلغائه وشطبِه إلى مسامحتِه ومغفرةِ خطاياه، وكأنّه هو مَن اخترع الـ»One way ticket»، والعشب سينمو على مدخل «بيت الوسط»، والإبراء المستحيل، و7 أيّار أعادت «التران على السكّة»، وإهانته بإسقاط حكومته لحظة دخوله إلى البيت الأبيض، وتغطية الاغتيالات وتبريرها، والدفاع عن الرئيس السوري بشّار الأسد، وشنّ حملات شعواء على السُنّية السياسية والوهابية وأسلمةِ الأرض والمؤسسات، ومحاكمة الشهيد رفيق الحريري في قبره، وفتح قبور الحرب ومآثرها، واغتيال الشهيد بيار الجميّل مرّتين عبر الترشّح ضدّ الرئيس أمين الجميّل في انقلابٍ على كلّ التقاليد والأعراف والعلاقات الإنسانية والمحطّات فوق البشرية...

ثانياً، أن يصبّ الانفتاح على عون في مصلحة تحالف 14 آذار لا أن يكون على حسابه أو على حساب بعض مكوّناته، أي أن يتحوّل عون إلى جزء لا يتجزّأ من هذا التحالف، ولكن أن يكون الهدف من مدّ الجسور مع «المستقبل» الالتفاف على مسيحيّي 14 آذار وشطبهم من المعادلة الوطنية، فهذه جريمة ليس بحقّ هذه المكوّنات فقط، إنّما بحقّ الوطن، لأنّه يتمّ استبدال قوى سيادية أولويتها لبنانية، بقوّة ملتحقة بمشروع «حزب الله»، ما يعني ترجيح كفّة الخيار غير السيادي على الخيار السيادي. وقد فعل خيراً الحريري بأنّه ربَط انتخاب عون رئيساً بموافقةِ مسيحيّي 14 آذار.

ثالثاً، أن يكون الانفتاح على عون على طريقة «عودةُ الإبن الضالّ» الذي شكّل خروجه في العام 2005 عن أدبيّاته السيادية أضراراً بالغة بالمشروع السيادي، حيث إنّ تحالفَه مع «حزب الله» شجّع الحزب على التهيئة للانتفاضة المضادّة، وبالتالي لولا وثيقة التفاهم لكانت الأمور اتّخذت بالتأكيد مساراً مختلفاً، وهذا المسار لا يعني نزع سلاح الحزب حُكماً، إنّما دفعه إلى تنازلات تُعيد الاعتبار لمشروع الدولة.

ولذلك يتحمّل عون مسؤولية كلّ المسار التدميري بين عامَي 2005 و2014، كما تفويت الفرصة على اللبنانيين لاستعادة قرارهم، وهذه ليست المرّة الأولى التي يُفوّت فيها على اللبنانيين فرصةً من هذا النوع، حيث كان سبقَها فرصة اتّفاق الطائف الذي أدّى تمنّعه عن تنفيذه إلى سورَنةِ تنفيذ هذا الاتفاق.

والسؤال الذي يطرح نفسَه: هل تراجُع عون عن شطب آل الحريري من المعادلة ناجمٌ عن تبدّل في قناعاته الميثاقية بأنّ لبنان لا ينهض إلّا بكلّ مكوّناته، أو لاستحالة هذا الشطب، خصوصاً بعد الثورة السوريّة؟ ومَن منعَ عون من لعبِ هذا الدور منذ العام 2005 بأن يطرح نفسَه الجسر بين الرئيس الحريري والسيّد نصرالله؟ وهل كان يجب أن يدفع لبنان كلّ هذه الكلفة ليقتنعَ عون بأنّ كلّ مشاريع الإلغاء مستحيلة؟

يستحقّ شعب 14 آذار اعتذاراً من الجنرال عون على الإساءات التي تسبَّب بها وأدّت إلى ما أدّت إليه من كوارث وطنية، وما دون هذا الاعتذار يُعتبر الانفتاح على عون جريمةً بحقّ شهداء انتفاضة الاستقلال، وبحقّ الأهداف الوطنية التي تحملها ثورة الأرز، وبحقّ مشروع «العبور إلى الدولة».

 

تسع سنوات «توافق»... سنة أولى «حبّ»

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

تسع سنوات أغرقَ فيها العماد ميشال عون قوى «14 آذار» بكلّ فنون التوافق. تسع سنوات بلَغ فيها التوافق أشكالاً لم تعرفها الحياة السياسية في لبنان، لم يوفّر فيها الجنرال قوى «14 آذار»، وتحديداً تيّار «المستقبل»، وتعميماً الطائفة السُنّية، بكلّ العواطف الممكنة، من تحريض وتشهير وملاحقة للشهداء في أضرحتِهم. لم يسلم رفيق الحريري من لسانه، حين تحدث عن ملاحقة «الفاسدين»، حتى تهتزّ عظامُهم في القبور. استهدفَ عون رفيق الحريري شهيداً، بما امتنعَ عن أن يقوله بحقّه في حياته. يروي الصحافي ميشال حجي جورجيو، كيف قال له عون في إحدى المرّات عام 2006، عن حلمِه بتحويل ضريح الحريري شيئاً آخر. كلّ هذا الهجوم على الضريح، بدا وكأنّه ترجمة لغيرةٍ دفينة من رفيق الحريري وهو شهيد. تسع سنوات أبدع فيها عون وفريقُه وإعلامُه في ملاحقة الشهداء. استشهاد سمير قصير حدَثٌ أمنيّ أو لأسباب نسائية... جورج حاوي قُتِل بسبب صفقات تجارية... بيار الجميّل، جبران تويني، وليد عيدو، وآخرُهم وسام الحسن الذي هدَّده حليف عون من منبره، تماماً كما هدَّده الجنرال بالقول: «يلّلي بدقّ بالتوتر العالي بفَحمو». لا حاجة للتذكير بالسنوات التسع وما حفلت به من مآثر، ولكنّ الانقلاب من حال «التوافق» العوني إلى إبداء مشاعر الحب في أقلّ من عام واحد على أبواب الاستحقاق الرئاسي، استحقَّ العودة إلى أرشيف الجنرال الذي افتتح حبَّه لتيار «المستقبل» وللرئيس سعد الحريري بشِعار: «ما في نوى إلّا سَوا». وبما أنّ الجنرال يُحبّ نبش الذاكرة، فلا بأس من تذكيره بكل كلمة قالها.

خرجَ عون ذات يوم من الرابية، وكان ذلك وللتأريخ الصحيح في 5 أيار 2012 ، ليقول متوجّهاً إلى الرئيس سعد الحريري وقوى «14 آذار»: «يا أولاد الشائعات»، وعزفَ في نبرة صوته عزفاً مسيئاً، على إيقاع أبناء الشائعات. في التصريح نفسه يقول عون: «تبيّنَ لنا في حوارنا مع تيار «المستقبل» أنّ هناك خلافات جَذرية حول مفهوم الشراكة والتوازن في السلطة». وأضاف في التصريح نفسِه: «كان رفيق الحريري يزور ليليّاً السيّد حسن نصرالله، فسألت يومَها السفير جيفري فيلتمان، لماذا هذا الأمر ممنوع علي؟ ربّما لأنه (الحريري) كان يخبرهم تقديرات ومعلومات وغيرها من الأمور بعد كلّ لقاء لكي لا نقول أكثر... عشرات مليارات الدولارات مفقودة. وهذا مال مسروق». وتابع: «يتصرّفون بالضرائب كخوّة يضعونها في جيبهم. سنقول لهم إنّ الحقيقة ستظهر». في كثير من مآثر تلك المعركة مع الحريرية السياسية، بدا عون في انتقال سريع من موقع الحليف إلى الخصم الشرس، بلا شرح الأسباب. لكنّ مصادفة واحدة كانت تحكم تلك المواقف الدافئة والهجومية: الاستحقاق الرئاسي.

كان عون أوّل مَن اعتبر رفيق الحريري شهيدَ كلّ لبنان. لكن عندما عاد إلى لبنان، أصبحَ الحريري فقيد العائلة. وبصرفِ النظر عن الأسباب، فإنّ التحوّل الذي تشهده مواقف الجنرال الحمائمية، قبل الاستحقاق الرئاسي تشي بأنّه ما زال يحلم بالمعادلة التي حاول إقناع الحريري بها، عندما زاره في الرابية: «تعالَ نتّفق على أن أكون أنا بشارة الخوري وتكون أنت رياض الصلح».

مفارقات مُذهلة

العودة إلى الأرشيف الشخصي للجنرال تحمل مفارقات مُذهلة...

في 13 تشرين الثاني 2006 سبق «حزب الله» في الهجوم على المحكمة الدولية، وقال «إنّ قرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الموافقة على نظام المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري لا معنى له».

في 5 حزيران 2009 هاجمَ الرئيس سعد الحريري، وقال: «الموجودون في الحكم حاليّاً أدركوا السرّ وخصوصاً مدرسة الحريري التي هي أسوأ مدرسة سياسية، لأنّها قائمة على الفساد والإفساد».

في 4 شباط 2011 قال: «الحريري هو أحد أركان مجموعة الشهود الزور، وبالتالي القضيّة أصبحت خطرة جداً، حيث إنّ وليّ الدم هو أحد الشهود الزور ويجب استجوابه واستجواب جميع الشهود الزور».

في 17 آذار 2013، لم يجفّ الحبر على موقف آخَر للجنرال، حيث قال: «الحريرية السياسية أورَثتنا فساداً في القضاء والإدراة والأمن»، مضيفاً: «أمامنا طريق طويل لإصلاح الإهمال الذي حصل في عهدهم... إستلمنا إرثاً ثقيلاً من سرقات أموال وسطو على الحقوق».

بعد كلّ ما قيل من إبراء وافتراء غير مستحيل، حصلت معجزة اللقاء بين الحريري وعون، ووضعَ الجنرال أرشيفَه في الأرشيف. غابت لغة الاتّهام بالفساد، وأصبح «سعد الدين الحريري» داعية انفتاح وسلام، وتحوّل «التكفيري» أحد أضلعِ السيبة الثلاثية، سيبة المثالثة، التي يحلم الجنرال بأن تكون جسراً للوصول إلى قصر بعبدا.

تسع سنوات من التوافق، لاحقَ فيها الجنرال ضابطاً في الجيش اللبناني لأنّه تجرّأ على أن يطير بطوّافته فوق أرض لبنانية.

تسع سنوات من التوافق، هلَّل فيها للسابع من أيّار، وشارك فيها رأس حربة في مواجهة المحكمة الدولية.

تسع سنوات من التوافق نسِيَ فيها شهداء 13 تشرين، وذهب إلى النظام السوري مُبرئاً إيّاه من إخفاء الجنود الذين حاربوا بالنيابة عنه، والرهبان الذي اختفوا في دير القلعة.

تسع سنوات من التوافق أعلن فيها من الرابية إسقاط حكومة سعد الحريري، بالنيابة عن «حزب الله».

تسع سنوات من التوافق كانت كافية ليستهلّ بها سنة الحب الحاليّة، بأكثر الأدلّة إقناعاً بأنّ بذّة التوافق التي لبسَها لا تليق إلّا به.

تسع سنوات من التوافق والخطاب زاخر بكلّ الممنوعات. من بطن السقاية، إلى تحت الزنّار، إلى الصراخ والشتائم، وكلّها استنابات بالنيابة عن «حزب الله». لعبَ دور البطولة في مواجهة المحكمة، وفي نقلِ البندقية من كتِف إلى كتف، كلّ ذلك من أجل فخامة الكرسي.

لكلّ هذه الأسباب فإنّ سنة العشق التي توّجت سنوات التوافق، باتت الأشهَر في لعبة الحب من طرف واحد. يقول عون لتيار «المستقبل»: التوافقي يحبّكم. يرسل رسائل الغرام مباشرة وعبر الحمام الزاجل. لا يقتنع بأنّ ما ارتكبَه من «توافق» هدمَ كلّ الجسور. لا يأبه للعهد المكتوب المنقوض الذي قطعه للكنيسة بتأمين النصاب.

لا يريد الجنرال أن يصدّق أنّ بعد كلّ هذا «التوافق»، لا مجال لتطبيق شعاره: «ما في نوى إلّا سوا».

على الأرجح سيضطرّ فيما بعد إلى شطب آخر كلمتين من هذا الشعار.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: القصر بلا رئيس الأحد وبكركي ممتعِضة من طرح عون

جريدة الجمهورية

بدءاً من الساعة الأولى بعد غد الأحد تدخل سدّة رئاسة الجمهورية في شغور لا يمكن التكهّن بأمَدِه، لأنّ مصير الاستحقاق الرئاسي يكتنفه غموض حالَ دون انتخاب رئيس جمهوريةٍ جديد خلال مهلة الستّين يوماً الدستورية التي تنتهي عمَلياً مع اللحظة الأولى من الشغور الرئاسي. ولكنّ الحركة الداخلية لإنجاز الاستحقاق لن تتوقّف، إذ ستستمرّ مستأنِسةً بالتطوّرات الإقليمية والدولية التي تُلقي يومياً بتداعياتها على لبنان.

فيما يستعدّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لمغادرة قصر بعبدا بعد غد الأحد تاركاً كرسيّ الرئاسة شاغراً بسبب عدم انتخاب رئيس جمهورية جديد بعد، انطلقَت اجتهاداتٌ أمس حول عمل المؤسسات في ظلّ تسلّم مجلس الوزراء صلاحيات رئاسة الجمهورية دستورياً، واتّجاه النواب المسيحيّين إلى مقاطعة الجلسات النيابية التشريعية رفضاً للتشريع في ظلّ الفراغ الرئاسي الذي بدأ يتسلل إلى القصر الجمهوري مع انقضاء المهلة الدستورية وعدم اكتمال نصاب الجلسة الانتخابية الخامسة التي انعقدَت أمس من دون انتخاب رئيس جمهورية جديد، والتي أعقبَها تبادل اتّهامات سياسية بالجملة، وتحميل كلّ طرف المسؤولية عن الفراغ وتضييع فرَص الإنتخاب للطرف الآخر، فيما تمنّت البطريركية المارونية «حصول أعجوبة، وإذا لم تحصل، فعلينا أن نعرف كيف نحزم أمرَنا، وكيف نحافظ على وجودنا وعلى بعضنا البعض، وأن لا نتشتّت ونضيع».

برّي

في غضون ذلك، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي في ختام اليوم النيابي الطويل مساء أمس إنّه «بعد انقضاء أيام على انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد وانتهاء ولاية سليمان، سأدعو إلى جلسات انتخاب دورية، لكن قبل ذلك، من اليوم وحتى الايام الأولى من الشغور الرئاسي فإنّ مجلس النواب هو في حالة انعقاد دائم الى حين توافر الظروف الإيجابية التي تتيح انتخاب الرئيس العتيد، فأُبادرعندئذٍ إلى تحديد موعد لجلسة انتخاب». واستغربَ برّي تفسيرَ البعضِ الخاطئَ للإعلان عن أنّ جلسات مجلس النواب مفتوحة، وتصوير الأمر وكأنّه حضور دائم. وقال: «ما الفائدة من حجز النوّاب يومياً في المجلس إذا لم يكن هناك اتّفاق على إكمال النصاب الدستوري والقانوني لجلسة الإنتخاب»؟. وأشار إلى أنّ «المشكلة في موضوع إنجاز الإستحقاق الرئاسي ليست في مجلس النواب، بل هي عند الأطراف السياسيّين الذين لا يتّفقون على انتخاب رئيس جمهورية جديد». وردّاً على سؤال آخر، أكّد بري تمسّكه بالجلسة التشريعية المقرّرة في 27 الجاري والمخصّصة لدرس وإقرار سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، وأعلن أنّه لا يريد تسجيل سابقات لتعطيل دور مجلس النوّاب التشريعي بذرائع، منها الفراغ الرئاسي، بعد ذريعة عدم مثول حكومة مستقيلة أمام مجلس النواب، التي أدّت إلى تعطيل التشريع أيام استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وقال: «من لا يُريد أن يحضر الجلسات التشريعية فهو حُر، ولكن إذا حصلَ هذا الأمر فإنّه يتعارض والديموقراطية وانتظام عمل المؤسسات في البلاد».

«التيّار الوطني الحر»

وإلى ذلك، قالت مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» لـ»الجمهورية» إنّه لا يزال من المبكر الحديث عن مقاطعة وزراء «التيار» جلسات مجلس الوزراء، فرئيس الجمهورية لا يزال في بعبدا حتى الساعة، والفراغ لم يحصل بعد. وكشفَت أنّ تكتّل «التغيير والإصلاح» سينعقد استثنائياً الإثنين المقبل للبحث في الخطوات التي ستُعتمد في مرحلة ما بعد الفراغ، وسيُعلنها رئيس «التكتل» النائب ميشال عون في مؤتمر صحافيّ يعقده إثر الإجتماع ويتحدّث عن سُبل التعاطي مع مرحلة الفراغ في الحكومة أو في المجلس النيابي.

جعجع

ومن جهته، وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ما جرى أمس في مجلس النواب بأنّه «يوم حزين» معتبراً الأمر «مصادرة للاستحقاق الرئاسي»، ومُبدياً الأسى حيال «إضاعة فرصة انتخاب رئيس حقيقي وفعليّ منذ 24 عاماً». وقال: «إنّ فريق 8 آذار لم يشارك في الجلسات لأنّه لم يكن واثقاً من فوز مرشّحه، فأدخلَ البلد في فراغ وعطّل إمكان أن يكون الاستحقاق طبيعياً ولبنانياً، كما عطّل مجيء رئيس قويّ، فقط لأنّه لا يرضى إلّا بمرشّحه». وأعلن «أنّ نوّاب «القوات» لن يشاركوا في جلسات مجلس النواب التشريعية بعد الفراغ، إلّا في بعض الحالات الاستثنائية، كإقرار قانون انتخابيّ جديد».

«14 آذار»

من جهتها، وصفَت الأمانة العامة لقوى 14 آذار المرحلة بأنّها «من أخطر المراحل التي مرّ بها لبنان» وأعلن منسّقها العام النائب السابق فارس سعيد أنّ هذه القوى «ستواجه هذه المرحلة موحّدة».

طرح المثالثة

في غضون ذلك، انشغل الوسط السياسي بكلام عون أمس الأوّل عن مثلّث القوّة الذي يمثّله هو والرئيس سعد الحرير ي والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، واتّهمه بعض السياسيين بأنّه يسعى من خلال هذا الكلام الى «المثالثة».

مصادر بكركي

وفي هذا السياق أكّدت مصادر بكركي لـ»الجمهورية» أنّ «البطريركية المارونية ترفض في المطلق كلّ الطروحات التي تخرج عن روح الميثاق والدستور الذي أقرّ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين مهما بلغ عدد كلّ طائفة»، لافتةً إلى أنّها «أبدت امتعاضها الشديد من الطرح الذي يقول إنّ الاستقرار في لبنان يقوم على مثلّث ثلاثي الأضلاع»، معتبرةً أنّه «يشكّل تمهيداً للمثالثة المرفوضة، كذلك، فإنّ هذا الطرح يقوم على أشخاص، فيما الأوطان تُبنى بالمؤسسات الصلبة، وأهمّها رئاسة الجمهورية»، واستغربَت «صدور هذا الطرح عن جهة مسيحية مرشّحة للرئاسة».

ودعت المصادر أصحاب هذه الطروحات الى «القيام بواجبهم الدستوري وتأمين النصاب لانتخاب رئيس، بدل اللعب بالتركيبة اللبنانية، لأنّ أيّ تقليص لدور المسيحيين وحصّتهم في الدولة هو خطّ أحمر، وبكركي لا تقبل بمزيد من التنازلات»، ورأت أنّ «هذا الطرح خطير، لأنّه يأتي في وقت لا يوجد فيه رئيس جمهورية، وعندما نبدأ بالبحث في توازنات جديدة قد نصل الى نتائج لا تُحمد عقباها، فبكركي من الآن وصاعداً ستقول عن الأبيض أبيض وعن الأسوَد أسود، ولن تهادن أيَّ معطّلٍ للانتخابات الرئاسية، سواءٌ أكان مارونياً أو إلى أيّ طائفة انتمى».

وأبدت مصادر بكركي مخاوفَها من «استغلال الفراغ للقيام بعمل أمنيّ يفرض ميزان قوى جديداً على الساحة اللبنانية، فالراعي يتذكّر جيّداً أنّه في العام 1988 بعدما حصل الفراغ وقعَت حربان، وعام 2007 وقعَت حرب «7 أيار» وذهبنا إلى الدوحة، ومن يضمن أن لا تقدِم الجهة التي حرّكت النقابات في 5 أيّار 2007 على تحريك الشارع، مستغلةً حركة التنسيق النقابية، ففي تلك المرحلة كرّسوا الثلث المعطّل، أمّا الآن فماذا يريدون من حصّة الموارنة؟». وأكّدت المصادر أخيراً أنّ «بكركي ترفض التشريع في غياب رئيس الجمهورية، وأيّ عمل من هذا النوع بعد 25 أيّار غير ميثاقي، والتحجُّج بالأمر الطارئ هو في غير مكانه، لأنّه لا يوجد طارئ أكثر من انتخاب رئيس». وعُلم أنّ بكركي تتّجه بعد انسداد الأفق الرئاسي إلى طرح مبادرة تدعو إلى انتخاب رئيس يتوافق عليه الجميع. كذلك تتّجه إلى استنفار الشارع المسيحي بغية وضع الجميع أمام مسؤوليّاتهم.

«حزب الله»

من جهة أخرى، نفى عضو المجلس السياسي في «حزب الله» غالب ابو زينب أن يكون الحزب وقّع ورقة مع بكركي لالتزام تأمين النصاب في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكّداً أنّ «هذا الكلام عارٍ من الصحّة جملةً وتفصيلاً». وقال أبو زينب خلال افتتاح الجامعة الاميركية للتكنولوجية: «على رغم أنّنا بذلنا ولا نزال كلّ ما نستطيع من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، وقد عملنا في هذا الصدد بالسرّ أكثر منه في العلن، فإنّنا لم نوقّع أيّ ورقة مع أحد ولو وقّعنا أيّ شيء مع بكركي لكُنّا أعلنّاه، وهذا يشرّفنا»، لافتاً إلى أنّ «موقفَنا معروف، ونحن مع إجراء الانتخابات في وقتها، وإذا حصل توافق على شخصية الرئيس سنكون من الداعمين والعاملين على تأمين النصاب».

مصادر «التيّار الحر»

ومن جهتها، ردّت مصادر «التيار الحر» عبر «الجمهورية» على متّهمي عون بالسعي إلى المثالثة قائلةً: «إنّ الضجّة حول كلامه الأخير لا معنى لها، وهم يُفهِمون أنفسَهم خطأً، فما قاله العماد عون كان واضحاً جدّاً. لقد تحدّث عن اشخاص يتّفقون على تطبيق الدستور اللبناني وليس على تعديله. وهناك من يحاول اليوم إخافة الناس بطرح المثالثة مجدّداً وتغيير الدستور، بعدما وجد نفسَه خارج اللعبة، لذلك يحاول أن يسجّل نقاطاً قدر الإمكان». وأضافت: «قلبُنا مع قلب النائب أنطوان زهرا على الدروز، ونعتقد أنّ الدروز لن يصدّقوا هذا الكلام، فالوقت الآن ليس للاستغلال وإنّما للعمل الجدّي من أجل انتخاب رئيس جمهورية جديد». وردّ عضو تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان على جعجع، وقال: «لم يتمّ طرح المثالثة، بل التفاهم بين قيادات لتعزيز المناصفة».

بين العونيّين و«القوات»

وكانت ساحة النجمة شهدَت على هامش انفراط عقد الجلسة الانتخابية سجالاً «قوّاتياً» ـ «عونياً» حول طرح المثالثة، فقالت عضو كتلة «القوات» النائب ستريدا جعجع إنّ عون بطرحِه «نسَف المناصفة واتّفاق الطائف»، واعتبرَت أنّه «لا يمثّل جميع المسيحيين، وكذلك الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله لا يمثّل جميع الشيعة». وسألت: «أين الطوائف الأخرى، ومنها الطائفة الدرزية مثلا»؟

وبدوره زهرا، ردّ على كلام عون عن «المثلّث الثلاثي الأضلاع»، فرأى «أنّ هذا المنطق لا يستقيم»، سائلاً «إذا تحدّثنا عن مثلّث الأضلاع، فالطائفة الدرزية في أيّ ضلع»؟

لقاء موسّع لقوى 14 آذار

وعقدَت قوى 14 آذار ليل أمس اجتماعاً في»بيت الوسط»، وأكّد أحد المشاركين فيه قبيلَ انعقاده لـ»الجمهورية» أنّه اللقاء الأوسع الذي لم يُعقَد منذ فترة طويلة في حضور رؤساء الكُتل النيابية، وجدول أعماله متشعّب، من تقويم نتائج جلسة الانتخاب الخامسة التي عطّلها عدم اكتمال النصاب أمس، وصولاً إلى ما تداولته الأوساط السياسية عن الحوار بين تيّاري «المستقبل» و»الوطني الحر» وسُبل مقاربة المرحلة المقبلة بعد تعطيل النصاب للمرّة الخامسة على التوالي. وشاركَ الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون في جانبٍ من هذا الاجتماع قبل أن يعودا إلى السراي الحكومي للانضمام إلى جلسة مجلس الوزراء.

 

وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر: السلامة العامة للطيران أولوية قصوى لا خشية عليها ولا على أمن الطائرات

وطنية - اعتبر وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، في حديث لتلفزيون الOTV، أن "القانون رقم 481/2002 المتعلق بتشكيل الهيئة الوطنية لادارة الطيران المدني تتم متابعته مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وان معايير السلامة العامة للطيران شيئ مقدس ممنوع المس به، لانه يتعلق بارواح الناس ويشكل اولوية قصوى لنا". وقال: "عندما يقر قانون ما علينا تطبيقه، إنما بسبب الظروف التي مررنا بها لم يطبق القانون رقم 481 /2002 لتشكيل الهيئة الوطنية لادارة الطيران، إنما لا يجوز الربط بين هذا القانون ومعايير السلامة الدولية للطيران المدني، لأنه لا علاقة له بذلك"، معتبرا أن "صلاحيات هذا القانون تؤكد العلاقات الدولية الخاصة بشؤون الطيران المدني، التنظيم والإشراف والرقابة على المطارات كافة، التنظيم والإشراف على الملاحة الجوية والإتصالات والرصد الجوي".

وأكد زعيتر أن "لبنان ملتزم بالمعايير الدولية كافة، واللقاء مع سفيرة الإتحاد الأوروبي والبعثة الأوروبية كان واضحا بالنسبة للمعايير، ونحن شاكرين إهتمامهم وتعاونهم وتقديمهم للخدمات الفنية والتقنية، إنما القرار 481 ومعايير السلامة الدولية غير مرتبطين ببعضهم البعض". لافتا الى أن "عدم وجود هيئة، لا يعني أن معايير السلامة غير موجودة، بل على العكس. لكن كُل الموضوع أن هناك قوانين جديدة يجب أن نواكبها"، مؤكدا أن "شركة الميدل إيست حائزة على جميع التراخيص الأوروبية مع العلم أنها غير مجبرة على هذه الفحوصات"، موضحا أن "نتائج الفحوصات من سلطات الطيران المدني الأوروبي على طائرات الميدل إيست في أوروبا جاءت أعلى مستوى بكثير من نتائج الشركات الأوروبية من حيث السلامة، وأنه لا خشية على السلامة العامة ولا على أمن الطائرات، وإن السلامة العامة شيىء مقدس بالنسبة لنا، لأنه يتعلق بأرواح الناس والطيران والوجه الإقتصادي والسياحي للبنان، وعندما يوجد خلل معين بموضوع السلامة العامة نعتبره جريمة بحق أنفسنا".

وشكر زعيتر السفيرة آيخهورست والبعثة الأوروبية على إهتمامهم "إنما لا يمكن الربط بين القانون ومعايير السلامة العامة في ظل وجود مديرية عامة للطيران المدني، وموظفين أكفاء حريصون، ويقومون بدورهم على تأمين السلامة بكل معاييرها، ونحن بإتجاه تطبيق القانون، إنما التوقيت ليس بمحله، ونحن في حكومة مسؤولياتها كبيرة وامامها استحقاقات رئاسية ونيابية، وبموازة ذلك نعمل على تطبيق القانون".

وأشار زعيتر الى أن "وراء الموضوع أسباب وظيفية أكثر مما هي لها علاقة بموضوع الطيران المدني، خصوصا أن لبنان يطبق المعايير الدولية في سلامة الطيران على أكمل وجه رغم الإمكانات الضئيلة التي نملكها في ظروفنا الحالية. ولكن ما يتعلق بمطار رفيق الحريري الدولي وسلامة طيرانه أمر مفروغ منه ولا يمكن المس والتلاعب به ونقوم بتأمين ما يلزم لسير العمل بالطريقة السليمة والصحيحة، وبتأكيد من الإتحاد الأوروبي". ولفت الى أن "اللقاء مع السفيرة والبعثة الأوروبية كان إيجابيا وواضحا، انما ما صدر اليوم من بيان عن بعثة الاتحاد الاوروبي فاجئني"، معتبرا إذا "كانت الدوافع معايير السلامة العامة فهذا من عمل الحكومة اللبنانية أولا، وإختيارنا للأشخاص الذين سيتولون مهام الهيئة هي من اختصاص إداراتنا الرسمية التي ستقوم بإختيارهم، وضمن آلية معينة للتعيين، ولن نستورد اشخاصا، لا من الإتحاد الأوروبي أو غيره. من هنا أقول أن الربط غير جائز بين ما تطالب به البعثة بشأن القرار والسلامة".

 

انتخاب كريم الراسي منسقا للقاء الاحزاب وسمير شركس مقررا

وطنية - عقدت لجنة المتابعة للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية اجتماعها الدوري اليوم، في المقر الرئيسي لحركة "أمل" - بئر حسن. وخصص الاجتماع، بحسب بيان للجنة، ل"انتخاب هيئة التنسيق للقاء ومنسق اللقاء، حيث انتخب النائب السابق كريم الراسي بالاجماع منسقا جديدا للسنة المقبلة. وكذلك، انتخب سمير شركس مقررا للقاء". ونوه المنسق كريم الراسي ب"دور اللقاء الوطني في الحفاظ على الوحدة الوطنية وحماية المقاومة وعروبة لبنان، ورفض مشاريع الفتنة المذهبية"، مؤكدا "الثوابت الوطنية للقاء، وفي مقاومة الاحتلال الصهيوني حتى تحرير ما تبقى من أراض لبنانية وعربية محتلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم وديارهم التي شردوا منها عام 1948". وشدد على "أهمية المقاومة في حماية الثروة الوطنية النفطية والمائية"، داعيا إلى "انتخاب رئيس جديد يلتزم هذه الثوابت الوطنية، ويعمل على تحقيق الاصلاح والتغيير في النظام اللبناني، وتطلعات الشعب اللبناني لقانون انتخاب عادل على اساس النسبية".

 

اشكال بين شباب من حزب الله وحركة امل في الـ LIU

يقال نت/حصل اشكال بعد ظهر اليوم بين شبان من حركة أمل واخرين من حزب الله تطور الى  تكسير طاولات و زجاج وتضارب بالايدي في جامعة الـ LIU بيروتما استدعى تدخل الجيش يذكر أن الاشكال على خلفية صورة لذكرى التحرير ٢٥ ايار

 

قناة " الجديد" بين مذكرتي الاسد بحق جنبلاط وخشان و"مذاكرة" المشنوق لمصلحة حزب الله!

يقال نت/ركزت قناة "الجديد" في مقدمتها الإخبارية المسائية على مذكرتي التبليغ السوريتين الصادرتين بحق النائب وليد جنبلاط والصحافي فارس خشان، ووجدت مفارقة بين هاتين المذكرتين وبين ما سمته مذكرة بلاغ الوزير نهاد المشنوق الصادرة لمصلحة حزب الله.وجاء في هذه المقدمة الآتي: انتخابُ الرئيس مجمّد  ومذكِّرات التوقيف متحركة  بيد أنّ مراسلاتِها جاءت على شكلٍ غامض  وليد جنبلاط وفارس خشان على لائحةِ الجزاءِ من محكمة اللاذقية  لكنّ وزارة الخارجية اللبنانية نفَت تسلّمَها المذكِّرتينِ فيما أكّدتهما وزارةُ العدل  في المقابل صَدرت مذكِّرةُ بلاغ سياسيٍّ هي الأولى على هذا النحْو الواضحِ لوزير الداخليةِ نهاد المشنوق الذي أدلى للفورن بوليسي بمواقفَ تضعُه على خطوطِ تعزيزِ الوفاق معَ حِزبِ الله  وهو قال إنّ ما قام به الحزبُ في مِنطقةِ القملون السورية قلّص عددَ السياراتِ المفخخةِ كثيراً  هي مذكِّرةٌ سياسيةٌ تعطي حِزبَ الله حقَّه  لكنَّ المذكِّراتِ الصادرةَ بحقِّ جنبلاط وخشان لا تساوي حبرَها على حدِّ وصفِ الوزير وائل أبو فاعور من جلسةِ مجلسِ الوزراء المنعقدة في السرايا.

 

"الحزب" اقترح و"الراعي" رفض انتخاب عون لسنتين! طهران للفرنسيين: المشكلة ليست معنا، بل مع عون

وجدي ضاهر/الشفاف

 أفادت معلومات خاصة بـ"الشفّاف" أن حزب الله أوفد رسولا الى البطريرك الماروني، يوم الأربعاء، حاملا مبادرة من الحزب ومن قوى 8 آذار، تتضمن تعديلا دستوريا لمرة واحدة يسمح بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية لسنتين فقط. مصادر متابعة لمجريات الاستحقاق الرئاسي أشارت الى ان ردة فعل البطريرك الماروني جاءت جازمة ونهائية: أن لا تعديل للدستور، لا لمرة واحدة ولا لسواها، متوجها الى الموفد قائلا "ألا ترون حجم الخراب الذي لحق بلبنان، أتريدون ان تضيفوا على هذا الخراب خرابا؟". وتشير معلومات الى ان البطريرك الراعي عرض على الموفد ورقة موقعة من حزب الله يتعهد فيها بعدم تعطيل نصاب الانتخابات، إضافة الى ورقة أخرى موقعة من النائبين سليمان فرنجيه وميشال عون بعدم تعطيل نصاب الانتخابات أيا تكت المسببات، سائلا الموفد عن مدى التزام الحزب بتوقيعه، وكذلك الحلفاء في 8 آذار مثل كتلة الاصلاح والتغيير وكتلة سليمان فرنجية. وفي سياق متصل أشارت معلومات خاصة بـ"الشفاف" الى ان البطريرك الراعي سوف يطلق مبادرة بعد الخامس والعشرين من الجاري، تاريخ إنتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، يتوجه فيها الى القيادات اللبنانية عموما، والمارونية خصوصا،ومفادها ان هناك استحالة لوصول كل من الدكتور سمير جعجع والجنرال عون الى سدة الرئاسة، وبناءً عليه يجب البحث عن مرشح يمكن ان يحوز على عدد الاصوات الكافي لينتخب رئيسا للبلاد، مطلقا دينامية جديدة للخروج بالاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة الذي هو فيه الآن.

إيران للفرنسيين: المشكلة هي عون!

من جهة ثانية اشارت معلومات الى ان السلطات الايرانية ابلغت نظيرتها الفرنسية ان إيران لا تمانع حصول انتخابات رئاسية في لبنان بل، على العكس من ذلك، فإن إيران تشجع وشجعت حزب الله على حصول الانتخابات الرئاسية وعدم حصول فراغ رئاسي، إلا أن المشكلة الرئيسية تتمثل في إصرار الجنرال عون على ان يكون هو الرئيس المقبل، دون سواه ومن بعده "خراب البصره"!

وتشير المعلومات الى ان حزب الله ما زال في حاجة الى الغطاء الذي يوفره له العماد عون في امرحلة الراهنة، وتاليا فإن الحزب ليس في وارد التخلي عن الجنرال في هذه المرحلة الحرجة من مسيرته.

المعلومات أضافت ان الفراغ الرئاسي قد يمتد الى فترة تطول الى حين إقتناع العماد عون باستحالة وصوله الى قصر بعبدا، اولا، ومن ثم اقتناعه بأنه لا يمكن له ان يحصد مكاسب سياسية وفي اجهزة الدولة لقاء تخليه عن هوسه الرئاسي، ثانيا! وبعد هذين الشرطين، يمكن للقوى السياسية اللبنانية أن تدخل في لعبة اختيار الاسماء التي قد يحظى أحدها بأغلبية التصويت في المجلس النيابي!

 

هل سقط المسيحيون في فخّ النصاب؟

مارلين وهبة/جريدة الجمهورية

مرّة جديدة أثبتَ جزءٌ من المسيحيّين أنّهم ليسوا على مقدار النضال التاريخي الذي صنَعه أجدادهم حين شكّلوا صورة قوية لموقع الرئاسة الأولى التي مثّلتهتم طوال عقود من الزمن. ومرّة جديدة لم يصُن الجزء الآخر من المسيحيّين القوانين التي تحمي حقوقَهم وتُحصّنها، فبدوا من ساحة النجمة واجِمين مُتربِّصين للمواجهة، غير مُبالين بمواقعهم الأولى وهي تسقط أمام أعينِهم واحدة تِلوَ الأخرى، مستسلِمين لحال التناحُر المارونية وسِرّها، هذا السِرّ الذي سَئم الصالحون منهم فكَّ لغزِه.

على رغم إقرار الرئيس نبيه برّي في بيان مقتضَب أنّ تحصين لبنان سياسياً يبدأ بإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يصادف يوم 25 أيّار، والذي يستدعي رفعَ شعار المسؤولية الوطنية للحَضّ على الانتخاب وبَدء عهد جديد، إلّا أنّه لم يترجم القول بالجهد المرجوّ منه، على حدّ قول أحد النوّاب الذي اعتبر أنّ الحلّ ما زال موجوداً في الداخل قبل الذهاب إلى التسويات الخارجية، والرئيس برّي من أبرز وأهمّ مَن استنبط الحلول إذا أراد، فيما اكتفى رئيس المجلس بإبقاء الجلسة مفتوحة حتى انتهاء الولاية الرئاسية الحاليّة، وحتى يتوافر أيّ توافق جديد يستدعي عقدَ جلسة انتخابية.

أمّا النصاب الذي ارتكزَ عليه برّي، فلم يكتمل أمس أيضاً، بعدما حضر الجلسة 75 نائباً من نوّاب «14 آذار» و»اللقاء الديموقراطي». وعلى رغم حضور بعض نوّاب «التيار الوطني الحر»، وتحديداً المسيحيّين منهم، إلّا أنّهم لم يدخلوا القاعة، واكتفوا بالمراقبة والتصريح والتبرير، وخصوصاً تبرير الميثاقية الجديدة، والترويكا العونية، هذه الترويكا التي أخذت حيّزاً مهمّاً من الأحاديث الجانبية للنوّاب الذين تجمّعوا في أروقة المجلس يناقشونها ويحلّلونها في ما بينهم ومع الصحافيّين. إلّا أنّ الترويكا العونية الجديدة لم تنجح في تحويل الأنظار عن بعض النواب المتربّصين للمواجهة، وخصوصاً مواجهة القوانين الاستنسابية المستحدثة والمتسرّعة، التي أفضَت إلى اعتماد نصاب الثلثين لانتخاب رئيس ماروني جديد للبنان على حدّ قولهم.

ومن هؤلاء النائب إيلي كيروز الذي أوضحَ لـ»الجمهورية» موقف «القوات» من النصاب، فقال: إنّ الرئيس برّي وهيئة المجلس استعجلوا بَتّ اعتماد نصاب الثلثين في الدورة الثانية، خِلافاً للرأي الدستوري الغالب في هذا الموضوع. ودعا كيروز، برّي، في حال استمرار الفريق الذي يستفيد من هذا الموقف بالتعطيل، إلى مراجعة موقفه من النصاب اليوم وليس غداً، ويذهب إلى تبنّي الرأي الأصَحّ والغالب القائل إنّ النصاب في الدورة الثانية يجب أن يكون الغالبية المطلقة، مطالباً برّي بالتحرّك، باعتبار أنّ الكرة اليوم في ملعبه وليست في ملاعب التسوية الخارجية.

وإذ تخوّف كيروز من أن يستمرّ الشغور شهوراً، رفضَ الإفصاح عن الأفكار التي طرحَها الدكتور سمير جعجع مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بناءً على رغبة الرجلين في تركِها لوقتها حتى تنضج وتثمر، معتبراً أنّ التحرّك لتفعيل تلك الأفكار سيبدأ بعد 25 أيّار. وفيما بدا الوجوم واضحاً على بعض الوجوه التي لم تستبشر خيراً بقرار برّي عدمَ تعليق جلسة الأمس، كما جرت العادة وتركها مفتوحة، معتبرين الأمر مبهَماً وغير مضمون، سارَع نوّاب «جبهة النضال الوطني» بلِسان الوزير أكرم شهيّب إلى الإعلان عن بقائهم مرابضين في محيط المجلس ليلبّوا النداء ويكونوا قريبين، إلّا أنّ شهيّب أبدى في الوقت نفسه تشاؤمَه من الوصول الى اتّفاق جذريّ في اليومين المقبلين، متوقّعاً شغوراً حتميّاً في موقع الرئاسة الأولى.

ثلاثية الجنرال

النائب ستريدا جعجع حذّرت في مؤتمر صحافي عقدَته من خطورة الثلاثية الجديدة التي أطلقها الجنرال ميشال عون، واعتبرَت أنّه نسَف بهذا الطرح المناصفة واتّفاق الطائف، مستغربةً اعتبار نفسِه الأقوى مسيحياً. واستغربَت تجاهل عون بقيّة الأطياف القوية في الوطن، وخصوصاً الأقوياء أيضاً في الطائفتين الدرزية والشيعية، وتحديداً برّي، منتقدةً مجموعة من النوّاب المسيحيين لعدمِ اتّخاذهم قراراً شجاعاً بتأمين النصاب للمرّة الخامسة، لأنّهم يريدون رئيساً لهم فقط، وإلّا فلن ينتخبوا أو يشاركوا، على حدّ قولها. إلّا أنّ نواب تكتّل «التغيير والإصلاح» الذين حضروا، فقد أعلنوا أنّهم لم يأتوا لتأمين النصاب، وخصوصاً النائب ألان عون الذي قال إنّه حضرَ ليرى إذا كان هناك فرصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإذا طرأ أيّ تعديل لجهة قرار «المستقبل» في ترشيح جعجع، الذي جرَّب حظّه ولم يتخطّ عتبة الـ50 صوتاً التي تسمح له بأن يكون رئيساً للجمهورية، ما يعني أنّ الاستمرار على هذا الموقف هو تعطيل لرئاسة الجمهورية.

كنعان وأرنب جنبلاط

فيما تخوَّف النائب ابراهيم كنعان، في دردشة مع «الجمهورية»، من الأرنب الذي قد يخرجه أيّ تكتّل لتأمين النصاب، غامزاً من قناة جنبلاط، بمشاركةِ نوّاب «المستقبل»، معتبراً أنّ للوليد حنكةً سياسية عتيقة يمكنه أن يلعبها في أيّ وقت من الأوقات. لذلك هم لن يخاطروا بدخول القاعة ليضعوا أوراقاً بيضاء، إذ لا ثقة لديهم بالاتفاقات الجانبية الممكنة، مشيراً إلى أنّ «النصاب هو أداةٌ لتأمين شراكة فعلية لانتخاب رئيس للجمهورية». بدورِه، وجّه النائب أنطوان زهرا نداءً إلى النائب ميشال عون، داعياً إياه أن يكون قوياً فعلاً، فيتمثَّل بالأقوياء الذين صنَّفهم بالترويكا العونية الجديدة، وقال: «إذا كنتَ مُصرّاً على أنّك قوي، والرئيس الحريري ونصرالله قويّان، وأنتم متشابهون وتمثّلون برمودا الخلاص، فلماذا لا تتشبّه بهم فتوافق على شخصيةٍ غيرك تمثلك مثلما توافقوا هم على شخصيات غيرهم تمثّلهم؟».

وزير العمل سجعان قزّي سُئل ما إذا كان حزب الكتائب ينوي الانسحاب من مجلس الوزراء احتجاجاً على عدم انتخاب رئيس في الموعد الدستوري، فأجاب أنّ الوقت هو وقت المجابهة وليس الانسحاب، داعياً القيادات المسيحية والمُسلمة إلى التمسّك بالشراكة الوطنية. وفي وقتٍ تخوّف النائب أحمد فتفت من الشغور الذي لا سقفَ زمنياً مُحدّداً له، مُعتبراً أنّ «الاحتمالات كلّها جائزة في مِثل هذه الحال»، لفتَ النائب هادي حبيش إلى أنّ الرئيس الحريري ليس وحدَه مَن يقرّر في شأن تبنّي عون، إنّما هذا القرار جامعٌ يتوافق عليه كلّ أطياف «14 آذار». ودعا إلى محاسبة النوّاب الذين يعملون على إفراغ المؤسسات، موضحاً أنّ عون هو مَن رشَّح نفسَه توافقياً وليس الحريري مَن اقترحه توافقياً!».

حمادة: «عون يحلم»

فيما قال النائب مروان حمادة تعليقاً على مثلّث عون: «إنّه يحلم»، إذ ليس هناك مثلّث». وكان برّي قد عقدَ خلوات جمَعته إلى الرؤساء تمّام سلام وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي لاحقاً، والتقى النائب سامي الجميّل، ليدعو بعدَها إلى عقد جلسة تشريعية في 27 الجاري لدرسِ قانون سلسلة الرتب والرواتب. إلّا أنّ هذه الدعوة قابلَها رفضٌ قوّاتي حازم، ليقينِهم بأنّ وظيفة النائب الأهَمّ والأساسية في فترة الاستحقاق، هي انتخاب رئيس جمهورية فقط، وليس التشريع، مؤكّداً تنسيقَ هذا القرار مع فريق «14 آذار» والنوّاب المسيحيين تحديداً، بالإضافة إلى تنسيقهم الكامل مع «المستقبل». أمّا عدوان فاعتبرَ أنّ عدم اكتمال النصاب هو الذي سيجعل الموقع المسيحي الأوّل فارغاً ومقيّداً بتسوية. في نهاية يوم الاستحقاق الأوّل والأهمّ بالنسبة إلى مسيحيّي لبنان، يتخوّف المُحلّلون من اختلال في المناصفة التي أقرَّتها مقدّمة الدستور، فهل سقط المسيحيون في فخّ النصاب؟ وهل تنسحب الإشكالية النوعية للموقع الأوّل في البلاد على الاستحقاقات المقبلة للسلطات الثلاث، أم تنتظرنا مفاجآت؟

 

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري : الرئيس الذي يريده لبنان لا يريده حزب الله

 أكّد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أنه "بالنسبة للفريق الآخر أي مرشح من قوى 14 آذار هو مرشح استفزازي"، مشيراً إلى أن "الرئيس الذي يريده لبنان هو الرئيس الذي لا يريده حزب الله، والمقاومة لم تعد تحمي لبنان". مكاري، لبرنامج رئاسيات عبر محطة LBC، لفت إلى أن "رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أبدى تعاوناً بموضوع المرشحين البدائل في موضوع الانتخابات الرئاسية، وهو مستعد للتنازل لمن تكون فرصته أقوى للوصول"، محمّلاً "فريق 8 آذار لا سيما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون تعطيل جلسات انتخاب الرئيس"، قائلاً: "لا أفهم كيف يقاطع رئيس مسيحي جلسات الانتخاب لمقعد الرئاسة". وأشار مكاري إلى أن "العماد عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لم يطبّقا ما اتفق عليه في بكركي في موضوع الانتخابات الرئاسية". وأوضح مكاري أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري قام بواجبه الدستوري في موضوع الدعوات إلى انتخاب رئيس للجمهورية"، مشدداً على أن "موضوع التمديد لم يكن وارداً إطلاقاً في ذهن الرئيس سليمان".

 

ما هو الفراغ

حسام عيتاني/الحياة

يعتقد المهولون بالفراغ الدستوري أنهم يرفعون في وجه اللبنانيين سلاحاً قاتلاً. وان عدم انتخاب رئيس للجمهورية سيكون كارثة على الكيان وعلى المواطنين الذين ستتوقف أعمالهم وسيعسر عليهم تدبر أمورهم.

لا كذبة في لبنان أكبر من هذه. لغوياً، يمكن ان يكون الفراغ عكس الامتلاء. دعونا نتأمل «الامتلاء» الذي يعيشه هذا البلد صاحب المؤسسات الدستورية الشرعية والسيادة الناجزة. لا يخفى عن كل ذي بصر ان الاعوام العشرة الماضية التي بدأت مع التمديد المفروض للرئيس السابق اميل لحود، هي سنوات فراغ بكل معاني الكلمة، رغم وجود رئيس وحكومة ومجلس نيابي وقضاء وأجهزة أمنية وغير ذلك. تَكَرَّس الفراغ وتَعَمَّق بعد اندلاع الازمة الوطنية المستمرة منذ اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. لقد أفضى انهيار الوصاية السورية الى شلل كامل في عمل الدولة التي لم تنجح في اقرار حتى موازنتها العامة منذ تسع سنوات وتصرف اعمالها على طريقة المياومة السياسية والاقتصادية. لا مشاريع اصلاح في الافق. لا تغيير سياسياً او اجتماعياً يمكن الحديث عنه. لا حياة، بالمعنى الواسع للكلمة، ههنا. تصريف اعمال وانتظار وتأفف من أمر واقع لا يحول ولا يزول. في المقابل، لا حرب أهلية قريبة في لبنان لأن العالم ليس في حاجة الى «ساحتنا» في منطقة باتت ساحاتها اعرض من ان تستوعب الصراعات الاقليمية والدولية. ولا وظيفة اقتصادية هنا غير ملء بعض الفراغات في الاقتصاد العربي والعيش على تحويلات اللبنانيين في الخارج.

لقد مضى نصف عهد الرئيس ميشال سليمان، تقريباً، في ترقب تشكيل حكومات ائتلافية تضم القوى السياسية - الطائفية صاحبة الشأن. وفشل «نواب الأمة» في اقرار قانون انتخابات تشريعية فاستمرأوا التمديد لأنفسهم وسط توقعات بارتباط أي انتخابات نيابية مقبلة بالتسوية التي ستأتي برئيس جديد للجمهورية، وإلا فنحن على موعد مع تمديد يعقبه تجديد على النحو الذي فعله نواب مجلس 1972 لأنفسهم فظلوا على مقاعدهم – سعداء - عشرين عاماً بالتمام والكمال. وفي حال نجح «الفرقاء» ورعاتهم الاجانب في التوافق على رئيس جديد، ما هو مشروعه الواقعي في هذه المرحلة العاصفة في دول الجوار؟ ليس سراً أن الكعكة الوحيدة الموضوعة على المائدة هي كعكة النفط والغاز. ما يُهم اليوم هو الكيفية التي سيجري بها تقاسم غنيمة النفط، بعدما جفت او تكاد تجف الموارد المالية من الغنائم السابقة. الرئيس المسيحي القوي هو الذي ينتزع حصة اكبر من الصفقات المقبلة لمصلحته ومصلحة الأقارب والأتباع. الرئيس الضعيف هو الذي يترك للشركاء في الوطن نصيباً أكبر من نصيبه. هذا الايجاز، على كاريكاتوريته، يدخل في صلب بازار الرئاسة اللبنانية. أما الحديث عن المشاريع والسيادة ومعالجة الأزمات المزمنة فحديث خرافة لا طائل تحته ولا يصدقه حتى الاكثر سذاجة من المواطنين. فما من مرشح لديه القدرة أو الرغبة في معالجة تفكك الدولة في لبنان وقضمها من قبل قوى الامر الواقع، المسلحة والتي تتوق الى التسلح. وما من مرشح يملك ادنى تصور للخروج من تفاقم الفقر والعوز والتفاوت الفاضح في مستويات المعيشة ومأساة اللاجئين السوريين. وما من مرشح يعي حقاً جسامة التحولات الجارية في المنطقة ويملك فكرة لدرء لبنان عن آثارها. النوايا الحسنة والخطابات البليغة لا تصنع سياسة ولا تؤسس لمستقبل. وهذه بداهة لا يجهلها سياسيونا، لكنهم لا يبالون بها ايضاً. وإذا كانت هذه صفات «الامتلاء»، فما هو الفراغ؟

 

المصلحة الشخصية بين الأسد وسليمان

الحياة/وليد شقير/يغادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان القصر الرئاسي عصر غد السبت إلى منزله فيما يتهيأ الرئيس السوري بشار الأسد إلى تنظيم مسرحية تجديد رئاسته بانتخابات شكلية ينظمها بالحديد والنار والبراميل المتفجرة والمجازر المتنقلة، في 3 حزيران (يونيو) المقبل. لتبرير بقاء الأسد في السلطة أصر مناصروه في لبنان على أن سليمان سعى إلى التمديد، في وقت تثبت الوقائع الفعلية عكس ذلك تماماً، ويذهب بعضهم، من الذين أصابتهم الخيبة من مواقف سليمان خلال السنتين الماضيتين حيال النظام السوري، إلى حد افتعال الفخر بأن الأسد باق في السلطة فيما الرئيس اللبناني ذاهب إلى بيته. وفيما يبرر خصومه اغتباطهم بتلك المفارقة، بأنه راهن على سقوط الأسد، تقول الوقائع إن تدهور علاقته به بدأ عندما اكتشف الأمن اللبناني مخطط سماحة- مملوك صيف 2012 لإحداث تفجيرات في الشمال تتسبب بردود فعل مذهبية. منذ قرابة السنة قال سليمان في تصريح علني إنه لن يقبل بأي تعديل دستوري للتمديد له إذا لجأ إليه مجلس الوزراء ومجلس النواب، «لأني طعنت بدستورية قانون التمديد للبرلمان فكيف أقبل بالتمديد لي؟». وفي خريف 2013 طرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على سليمان التمديد (حين التقاه في نيس)، فكان جوابه أنه مناقض للدستور، وكرر هولاند الفكرة في 5 آذار (مارس) الماضي على هامش اجتماع مجموعة الدعم الدولية في باريس، فكان جواب سليمان أنه بين التمديد وبين المواقف التي يعلنها (في شأن تدخل «حزب الله» في سورية ومسألة السلاح وحصرية الإمرة عليه بالدولة...) «أفضِّل أن أستمر في اتخاذ المواقف التي أعلنها». وفي الأسبوعين الماضيين طرحت غير جهة، من البطريرك الماروني بشارة الراعي (بتأييد من المطارنة) إلى سفراء، ومنهم الأميركي ديفيد هيل (قبل 3 أيام)، على الرئيس اللبناني أن يقبل بالتمديد كمخرج من الفراغ المحتم ولتفادي انعكاساته السلبية على المؤسسات في ظل العجز عن التوافق على انتخاب الرئيس الجديد، فكان جوابه أن الأمر غير وارد بالنسبة إليه حتى لو كان بصيغة تعديل دستوري لمرة واحدة يبقي الرئيس في حالة تصريف الأعمال إلى أن يُنتخب خلفه.

دأب سليمان خلال الأشهر الماضية على القول لبعض المقربين منه، من الذين لم يقتنعوا أنه سيذهب إلى النهاية في رفضه التمديد، حين رفعوا بوجهه حجة «مصلحة البلد»: «سأفعل ما تمليه علي مصلحتي الشخصية بعد أن قمت بما أراه مصلحة البلد خلال 6 سنوات، ومصلحتي السياسية ضد التمديد، وقد أسسست ما يكفي للذي سيأتي من بعدي كي يستند إلى ثوابت من أجل النهوض بالدولة، خصوصاً في مسألة السلاح، الذي لا يمكن أن يبقى على حاله». وقبل أن يطرح هيل فكرة التمديد على العماد ميشال عون ليرفضها، وقبل أن يتداول البعض فكرة اتصال بعض الدول بالجانب الإيراني كي يقنع «حزب الله» بالتمديد في انتظار الوصول إلى تسوية على الرئيس العتيد، كان سليمان يردد أمام مقربين منه: «من هو الغبي الذي يقبل بالاستمرار في الحكم؟ وماذا أستطيع أن أفعل في ظل هذا الوضع المعقد؟ ألا تدركون أي مشاكل ستفرض نفسها على العهد المقبل، بدءاً من قنبلة النازحين السوريين الموقوتة، إلى بقاء حزب الله في سورية وتفاعلاته السلبية على البلد في ظل قصر يد الدولة؟».

يعتبر سليمان أن معادلة التعايش القسري لسلاح «حزب الله» مع الدولة أفشلت عهده وأقفلت عليه أي إمكان لتحقيق أي إنجاز، وأنه دافع عن كرامة الدولة وكرامته الشخصية بإصراره على تحييد لبنان عبر «إعلان بعبدا» وعلى رفض فوضى السلاح وربط البلد بالمحاور الخارجية وبالأزمة السورية، والبعض ينقل عنه ما يشبه الشفقة على الرئيس المقبل.

هل أن اختلاف مصلحة سليمان الشخصية عن مصلحة الأسد يُحدث فارقاً في السياسة الواقعية؟ بحجة مواجهة مخطط أميركي إسرائيلي، والإرهاب الذي عُمل على تغذيته عبر «داعش» وغيرها، وجد الثاني مصلحته الشخصية في البقاء في السلطة من دون أن يحرجه القول لمعارضيه إنهم إذا أرادوا انتزاعها منه سيأخذونها وسورية مدمرة. قضت «مصلحة» الأسد التمسك بالرئاسة بأن يسلم سورية بالكامل للإدارة الإيرانية، لتصبح ورقة بعدما كانت تستخدم العلاقة مع طهران ورقة في علاقتها مع الغرب والدول العربية. وفي وقت كان الاسد يصر على الترشح للرئاسة ويرفض قيام حكومة انتقالية في محادثات جنيف-2، ويفشّل الحل السياسي في سورية، كان سليمان يرفض التمديد ويقدم التنازلات من أجل قيام حكومة الرئيس تمام سلام ليضمن تسلمها الرئاسة وفق الدستور، في مرحلة انتقالية، إذا تعذر انتخاب خلفه.

 

حمادة لـ”السياسة”: ثلاثية عون “مزحة كبرى”

بيروت – “السياسة”: أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة لـ”السياسة”, أن تأجيل الانتخابات المستمر ناجم عن نية مبيتة عن سابق تصور وتصميم لتفريغ المؤسسات الدستورية اللبنانية استكمالاً لانقلاب “حزب الله” على تلك المؤسسات ومحاولة إلحاق لبنان بالمحور السوري – الإيراني, واصفاً طرح النائب ميشال عون ثلاثية تضم إليه الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصر الله, بأنها “مزحة كبرى يحاولون من خلالها إيهام الناس بأن الشيخ سعد (الحريري) مرشح للانضمام إلى وثيقة التفاهم (بين “حزب الله” وعون) وهو أبعد ما يكون عن ذلك, من دون أن يغلق الطريق أمام حوارات لمصلحة لبنان”.

وجزم حمادة بأن “الحريري ليس في وارد أن يبصم على اتفاق عون-حزب الله”, مشدداً على أنه تمنى على رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يحدد دعوات مستمرة لانتخاب الرئيس, “وفي رأيي أن الدعوات المتتالية هي جزء من الضغط على النواب لكي يوفروا النصاب”. واعتبر أن المخرج من المأزق الرئاسي يكون بانسحاب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائب ميشال عون لصالح مرشح ثالث للخروج من “الفيتوات” المتبادلة, “ولكن ما نصر عليه هو أن نأتي برئيس يبدأ على الأقل حيث انتهى الرئيس ميشال سليمان بالنسبة إلى تمسكه بالثوابت اللبنانية وسيادة الدولة وإعلان بعبدا الذي يضع منطق المقاومة تحت منطق الدولة ويعيد سلاح “حزب الله” إلى كنف السلطة”. وأضاف حمادة “إننا كما فهمنا من الدكتور جعجع أنه على استعداد للانسحاب لمرشح يحمل مبادئ “14 آذار”, وان المرحلة المقبلة قد لا تكون إلا مرحلة رئيس توافقي, مع التأكيد على أن عون لا يجمع تلك الصفات التوافقية بأي حال من الأحوال”.

 

كرم لـ”السياسة”: اقتراح عون بشأن “ثلاثية الأقوياء” يعكس تفكيره القمعي

بيروت – “السياسة”: جاء تطيير “حزب الله” وتكتل “التغيير والإصلاح” نصاب الجلسة الخامسة لانتخاب رئيس للجمهورية, أمس, في سياق معادلة مكشوفة لهذا الثنائي هي: “إما القبول بالعماد ميشال عون مرشحاً وفاقياً وإما الذهاب إلى الفراغ”. وتعليقاً على كلام عون, مساء أول من أمس, عن “ثلاثية الأقوياء” التي تضم إليه كلاً من الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري, اعتبر عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم أن اقتراح عون “يعكس طبيعة تفكيره وسلوكه القمعي, المتمثل دائماً في إلغاء الآخر ولو عبر التفاهم اليوم مع الأنظمة القمعية للوصول إلى الرئاسة, وسيقوم بعدها بإلغاء الذين أوصلوه أنفسهم”. وقال كرم لـ”السياسة” إن “الثلاثية التي يسعى إليها عون هي مع إيران وسورية, وهو يستخدم حزب الله وتيار المستقبل لتحقيق حلمه القديم-الجديد منذ أن كان رئيس نصف حكومة عسكرية, ويريد انطلاقاً من هذه الثلاثية القمعية أن يقول: إما أنا أو لا أحد. لكن هذه المسألة غير متفاهم عليها, وإن كان عون يحاول الإيحاء بوجود تفاهم حولها مع الحريري الذي أكد أكثر من مرة, بأنه لا يسير بهكذا تحالفات ولن يتخلى عن حلفائه في 14 آذار, كما أن مصادر السيد حسن نصر الله لم تعط أي دلالات على وجود هكذا تفاهم”. وكشف أن رئيس الحزب سمير جعجع قدم بعض الاقتراحات للبطريرك بشارة الراعي في لقائه معه أول من أمس, آملاً أن “تلقى التجاوب من القوى السياسية كافة لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي”. ورفض النائب “القواتي” الكشف عن مضمون هذه الاقتراحات “التي طرحت بكل جدية, خشية إحراقها, على رغم أن مجرد طرحها استدعى رداً سريعاً من عون بأنه وفريقه ليسا مستعدين أن ينسحبا لأحد, وللقول إن لا أحد يصلح لأن يكون رئيساً للجمهورية إلا هو, كما يركزون على ضرورة انسحاب جعجع من المنافسة, وعندما تيقنوا أنه لن ينسحب وأنه لا يزال مرشح 14 آذار, انتقل عون إلى مرحلة “عليَّ وعلى أعدائي” وإحراق كل الحلول المقدمة”.

 

مؤتمر اغترابي يدعو للتريث في السفر للبنان

لندن – كتب حميد غريافي: دعت جاليات لبنانية في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والبرازيل والمكسيك وفي عدد من الدول الاوروبية والخليجية حكومة تمام سلام وخصوصاً وزيري الداخلية والدفاع إلى “تحرير مطار رفيق الحريري الدولي من حصار عصابات حزب الله وحركة امل له من داخله ومحيطه الخارجي, قبل أن تغامر هذه الحكومة بأرواح الزوار من لبنانيين واجانب وعرب الذين باشرت الترويج لهم بحسنات الأمن في لبنان وباستتباب الهدوء, رغم ان كل شيء مازال في محله, ورغم ان جماعات ايران وسورية مازالت تسيطر على المرافق اللبنانية كافة مثل المطار والمرافئ والمعابر البرية”.

وحمل مشاركون اغترابيون في مؤتمر موسع, عقد في واشنطن هذا الأسبوع وضم قادة اغترابيين من كل أنحاء العالم, الحكومة اللبنانية “مسؤولية أي أحداث أمنية قد تطول الزوار اللبنانيين والأجانب والعرب على ايدي مجرمي حسن نصرالله ونبيه بري والحزب السوري القومي الاجتماعي من عمليات اختطاف او قتل او إخفاء, خاصة على طريق المطار, لأن قيادتي حزب الله وحركة أمل المسيطرتين على ادارة المطار بواسطة موظفيه الشيعة, تحصلان دائما على لوائح أسماء الركاب القادمين والمغادرين (المانيفست) قبل وصول الطائرات او اقلاعها الى الخارج, ما يسمح لهما بتعقب الواصلين واختطافهم او تفجير سياراتهم كما حصل للصحافي جبران تويني واللواء وسام الحسن”. وحض أحد اعضاء الوفد الاسترالي في لقاء واشنطن الاغترابي اللبناني, الذي حضرته “السياسة” يومي السبت والاحد الماضيين, المغتربين اللبنانيين البالغ تعدادهم حول العالم, في نحو 150 دولة, نحو 14 مليون لبناني جلهم من الطوائف المسيحية, على “التريث قبل اتخاذ قرارات زيارة لبنان في هذه الظروف الخطرة التي تبدو فيه الدولة عاجزة عن معرفة ما قد يحدث لها غداً, خصوصا أنها مقبلة بعد يومين على الفراغ في سدة رئاستها, ولا أحد قادر على التنبؤ بالموعد النهائي لانتخاب الرئيس, ما قد يضع البلاد على حافة موجة اضطرابات لم يسبق لها مثيل”

الروس وحمايتهم للأسد من المحاكمة!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

سارعت الدعاية السورية لتطمين القلقين من انشغال الروس بأوكرانيا والقرم عن دعم نظام بشار الأسد. استشهدت ببيان اللقاء الصيني - الروسي المؤيد للنظام في دمشق، وبتعهد موسكو باستخدام الفيتو ضد إحالة ملف جرائم الحرب للمحكمة الدولية، وبالطبع أشارت إلى تأييدها مهزلة إعادة انتخاب الأسد. وقالت: اطمئنوا فروسيا واثقة أن الأسد سيستعيد سلطته على كامل البلاد خلال ثلاث سنوات.

تستطيع روسيا استخدام حق الفيتو إلى ما لا نهاية في مجلس الأمن، لكن هذا لن يكفي نظام الأسد للبقاء، ولن تفيده البيانات السياسية. وما تفعله الآن من منعها لفتح ملف جرائم الحرب في محكمة لاهاي، جريمة روسية جديدة. من جانب آخر، لقد استنفدت روسيا كل ما يمكن أن تمنحه للنظام من إمكانيات عسكرية، ومعلومات استخبارية، وإدارة غير مباشرة للمعارك على الأرض، ومع هذا لا يزال معظم التراب السوري خارج سلطته. حتى حمص التي حاصرها، وجوع أهلها، ودمرها، وأجبر المقاتلين على الخروج منها، لم يفلح في وقف الاقتتال في محيطها. كما عادت القوى المسلحة تهاجم العاصمة دمشق من جديد.

الروس يعرفون جيدا أن نظام الأسد استهلك الدعم الخرافي من إيران وروسيا وفشل في الحرب. القوات والميليشيات الأجنبية تقاتل في معظم المعارك نيابة عن الجيش الحكومي، ومع هذا لم تستطع قلب المعادلة. وبالتالي سيسقط الأسد سواء على يد غالبية الشعب السوري الثائر ضده، أو - في حال استمرار الولايات المتحدة رفضها تأييد السوريين - سيسقط النظام بسبب تكاثر الجماعات المتطرفة الراغبة في توسيع مناطق سيطرتها، والأرجح أنها ستذهب باتجاه دمشق لاحقا. إذن، في كل الحالات لن ينجو النظام سواء دعمته موسكو وإيران أم تخليتا عنه. أما إيران، فإنها أكثر وضوحا اليوم في استعدادها للقبول بحل سياسي في دمشق، لو كان ذلك ثمنه عزل الأسد، إلا أن المطالب الإيرانية لا تزال غير معقولة بعد، ونحن ندرك أن هناك دائما نقطة في المنتصف يمكن الاتفاق عليها في الوقت المناسب.

تبقى روسيا المتورطة في أزمة أوكرانيا على حدودها ليست في وضع يسمح لها بأن تعبث في منطقة بعيدة مثل الشرق الأوسط؛ فهي في أعظم محنة لها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، تحاول جاهدة السيطرة على الوضع هناك خشية أن تنتقل العدوى إلى بقية جمهورياتها السابقة. روسيا بفقدانها أوكرانيا عمليا خسرت أهم بلد حليف لها في العالم. وكل ذلك نتيجة لنفس العقلية التي تتعامل بها مع سوريا أيضا؛ فقد أصرت موسكو على تتويج رجل مكروه حاكما رغم رفض الناس له، وإعادته قسرا للسلطة، لكن في النهاية طرد في ثورة شعبية، تحولت إلى نقمة ضد موسكو نفسها، دفعت الأوكرانيين لطلب الانضمام إلى حلف الناتو.

وصار الروس في بداية حرب اقتصادية ومواجهات دبلوماسية وغيرها مع الولايات المتحدة وليس مع الجيش السوري الحر الصغير. وموسكو مع الوقت والضغط المتزايد هي من سيحتاج إلى تأييد خارجي، فما الذي سيعطيها السوريون والإيرانيون؟ عمليا، هم عالة عليها، وعبء سياسي؛ فإيران لا تستطيع الاستمرار تحت الحصار العنيف، ونظام الأسد مفلس، ولا يملك حتى ثمن دفع أكياس الدقيق التي يستوردها. كل ما يمكننا قوله أن سياسة موسكو حمقاء، حقا.

 

السعودية والإمارات.. وصلت الرسالة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

شهد الخليج العربي حدثا سياسيا لافتا ومهما في توقيته، وآفاقه، وهو الزيارة التي قام بها وزيرا الخارجية والداخلية السعوديان الأمير سعود الفيصل والأمير محمد بن نايف للإمارات، حيث التقيا بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وكبار المسؤولين هناك. ونتج عن هذه الزيارة إنشاء لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري خارجية السعودية والإمارات لتعمل «على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين، وذلك للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمنا واستقرارا لمواجهة التحديات في المنطقة». حسنا، ما معنى ذلك؟ ولماذا الآن؟ المتتبع لسير أحداث المنطقة، وتحديدا السنوات الثلاث الأخيرة، يجد أن للسعودية والإمارات مواقف سياسية مهمة وحاسمة تصب في مصلحة حماية مفهوم الدولة، وأمن الخليج العربي، وكذلك الأمن القومي العربي، وتحديدا الأمن القومي المصري، حيث وقفت الرياض وأبوظبي وقفة حاسمة أمام كل محاولات زعزعة المنطقة، واستهداف أمنها. والإعلان الآن عن اللجنة العليا بين السعودية والإمارات يعني أن البلدين يعلنان رسميا عن تطابق المواقف، ويؤسسان لمرحلة مهمة مقبلة في المنطقة، مع انتظار انضمام مصر لركب العمل العربي المشترك وفق أسس جديدة تشكلت بناء على معطيات واقعية، لا شعارات وأماني، خصوصا أن السعودية والإمارات، ومعهما مصر، قد لمستا جديا خطورة ما حدث ويحدث بالمنطقة طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وحتى الآن. ولذا فإن الإعلان السعودي الإماراتي عن تشكيل اللجنة العليا، وكذلك حجم الزائرين لأبوظبي، وحجم المضيف الإماراتي، يقولان لنا إن الرياض وأبوظبي تعلنان تطابق المواقف، والانطلاق لعمل ليس بديلا عن دور العمل الخليجي وإنما معزز ومكمل، ولكن وفق رؤية واضحة، وإعلان واضح، وتحديدا في التوقيت، للقول إن السعودية والإمارات تقفان على نفس الخط، ولهما نفس الأهداف.

وهذا الإعلان بحد ذاته مطمئن لكل من يريد الخير لمنطقتنا، ويريد أن تسود فيها العقلانية السعودية الإماراتية، وهي مثبتة بالأقوال والأفعال، خصوصا أننا اليوم أمام حقائق لا يمكن تجاهلها أهمها أن قواعد العمل العربي المشترك قد تغيرت بزلزال ما عرف بالربيع العربي، وبات اللعب، كما يقال، على المكشوف. اليوم نحن أمام تصور عقلاني جديد للعروبة، وليس شعاراتيا، ويكفي تأمل ما قاله، مثلا، المشير عبد الفتاح السيسي مؤخرا حين سئل عن أمن الخليج على أثر عبارته الشهيرة «مسافة السكة» حيث قال إن الخليج يأتي «في إطار الترتيبات والأمن الإقليمي.. الأمن القومي العربي كله.. نقول عندما يتعرض الأمن القومي العربي لتهديد حقيقي ونستدعى.. المصلحة القومية، والأمن القومي العربي، والمصلحة الوطنية.. إذن هي مسافة السكة أيضا». وعليه فنحن اليوم أمام صفحة جديدة مهمة بالعلاقات السعودية - الإماراتية، ومكملة لما سبق، لكن بشكل متطور وواضح مفاده أنه لا مجال الآن للمزايدة على العلاقات السعودية - الإماراتية، وبكل تأكيد أن الرسالة قد وصلت لمن يعنيه الأمر!

 

"يا واقف ببال الوقت كلو"

إيلـي فــواز/لبنان الآن

لم يكن أحد من الأقطاب السياسيين في لبنان العام 1986 يريد أن يعطى له مجد لبنان. كان ثمة خلاف مستشر بين توجهين. الاول، يريد بطريركاً "قوياً"- تماماً كما يريد بعضهم اليوم رئيساً للجمهورية "قوياً"- يمثّل توجهات القوات ومن ورائها الجبهة اللبنانية التي كانت تغازل فكرة تقسيم لبنان بعد سلسلة من الهزائم العسكرية التي لحقت بها وكان آخرها حرب الجبل، أما الثاني الذي يمثل توجّه الكنيسة المارونية منذ استقلال لبنان، فيريد بطريركاً يتواصل مع كل اللبنانيين ويحافظ بشكل أساسي على صيغة العيش المشترك، من دون أن يتنازل عن حق الرعية في الحرية والسيادة والسلام.  فكان البطريرك صفير.  اليوم بات واضحاً أن من تحفّظ على انتخابه ومن ثم قاطع احتفال تنصيبه، كان على خطأ. عام انتخاب صفير بطريركاً كان عاماً مثقلاً بأحداث مأسوية كبيرة، قابلها الرجل، كما كتب يومها الراحل غسان تويني، "بابتسامة الاطمئنان"، تماماً كما قابل بالابتسامة نفسها وبعد تسعة عشر عاماً خبر انسحاب آخر جندي سوري من لبنان، قبل أن يضيف لمن كان معه "حفرنا الجبل بمخرز". قليلون فهموا فلسفة لبنان كما فهمها ومارسها البطريرك صفير. وليس تفصيلاً أن يجتاز مفتي الجمهورية اللبنانية حسن خالد الحواجز التي كانت تفصل بين اللبنانيين أيام الحرب الاهلية ليزور بكركي مهنئاً بانتخابه. وكأن الرجل عنوان لخلاص لبنان من بؤسه.  عرف البطريرك صفير باكراً أن لبنان لا يمكن أن يكون بلد المغامرات المتهورة، وهو الذي كان شاهداً على بعضها، وضحية جنوح بعضها الآخر. عرف أيضاً أن العقد الاجتماعي الذي يربط اللبنانيين كان بحاجة الى رجال تحميه من الاهتزازات التي تعترض تطوره البطيء.  هو عرف أن اللبنانيين لا يُحكمون بالقوة أياً كان الحاكم والى أي طائفة انتمى، إنما بالحوار والتسويات. أوليس هذا بالذات ما خلص إليه البعض اللاهث وراء كرسي بعبدا اليوم؟  كان يعلم أن على اللبنانيين حماية صيغتهم كي تجعلهم يفضلونه دائماً على محيطه، فيتفادون أن يكونوا أدوات لمشاريع إقليمية. وهذا ما لاقاه فيه ولو متأخراً الامام محمد مهدي شمس الدين في "وصاياه" الى الطائفة الشيعية.  عندما كان اللبنانيون يخافون الكلام أيام سطوة جامع جامع ورستم غزالي وغازي كنعان، ثلاثة حملوا مشعل التعبير بحرية عمّا تشعر به الرعية، من دون خوف ولكن أيضاً من دون تجريح وبحكمة، جعلت القاتل يفكر مرتين قبل شطبهم من المعادلة السياسية. في أزمنة الترهيب تلك، كانت وحدها أصوات المطران عودة، والاب سليم عبّو والبطريرك صفير تصدح لتبقي شعلة الأمل بيوم السيادة والحرية والاستقلال، قائمة. يقول بابلو بوانتي السفير البابوي السابق، إن "التاريخ هو الذي سينصف البطريرك الماروني. ولو تمّ الاصغاء إليه منذ البداية لكان كثيرون من القتلى بقوا أحياء، وكثيرون من المعوقين، بقوا معافين". لكن للأسف، لطالما فضّل اللبنانيون صوت الغوغاء والشتائم، فكان عندهم أقوى من صوت العقل والحكمة، ما كلّف مجتمعاتنا الكثير. صحيح أن صمت البطريرك اليوم لا يلغي حضوره، وصحيح أيضاً أن مسيرته ستلهم جيلاً يواجه وصاية السلاح والترهيب المعنوي، إنما اليد التي ستحمل المخرز الذي سيحفر بحكمة جبل الطغيان والتبعية، لم تظهر بعد.

 

"حزب الله" لا يريد عون

حـازم الأميـن/لبنان الآن

صار من شبه المحسوم أن أكثر المتخوفين من وصول ميشال عون الى بعبدا هما نبيه بري ووليد جنبلاط. فالرجلان ارتعدا من الإشارات "غير السلبية" التي أرسلها سعد الحريري إلى الرابية. ويبدو أن "مسيحيّاً قوياً" أيقظ ذاكرات كانت طوتها سنوات الانقسام المستجد (الشيعي والسنّي). جنبلاط يُمثّل له عون استيقاظ الطموحات المسيحية بتصدر التمثيل الجبلي، وبري بدأ يستشف طموحات نفطية لدى الجنرال وصهره.

 الحريري التقط على ما يبدو ذبذبات التوتر، فقال للزعيمين الشيعي والدرزي، عليكما أن تخوضا معركة رفض الجنرال وأن تدفعا ثمنها، في حين يُراهن صاحبا المعركة على أن تأتي تعليمات سعودية لكتلة المستقبل برفض ترشيح الجنرال، فيتخففا هما من دفع الأثمان.  "حزب الله" من جهته في موقع مُشابه لموقعي جنبلاط وبري، لكنه في وضع أكثر حساسية، فهو حليف الجنرال، لكن وصول الأخير الى الرئاسة خسارة أكيدة له. فبالنسبة إلى الحزب يبدو عون حليفاً لأن طموحه لم يتحقق، وهو أيضاً حليف لأن عُزلة دولية وإقليمية مضروبة حوله. لا شيء مضموناً إذا ما استعاد الجنرال عافيته وإذا ما فُكت العزلة من حوله. ثم إن رئيساً للجمهورية من نوع قائد الجيش مثلاً لا يُضرّ بالحزب، ويُبقي على الحليف المسيحي كما هو، حليفاً ومسانداً ولكن من دون طموحات فعلية في القيادة وفي الشراكة.

 مرشّح بري وجنبلاط، على ما يتسرّب من "مجالسهما" اليوم هو النائب روبير غانم، والرجل هو امتداد لنوع من الرؤساء الذين تعاقبوا على كرسي الرئاسة منذ عام 1990، وكانوا الشريك الضعيف في السلطة.

هذا المشهد يوحي فعلاً بوجود فرصة لأن يكون للبنانيين دور حاسم في اختيار رئيسهم. ربما مثّل كلٌّ من حسن نصر الله وسعد الحريري إرادات غير لبنانية في تحديد في هذه المسألة، لكنّ الرجلين يُمثلان في نهاية الأمر شيئاً ليس هامشياً في التركيبة اللبنانية.  في السابق كان الرئيس يأتي بقرار سوري كامل. فقد قال غازي كنعان للنواب علناً وفي مناسبة عامة "عليكم أن تصوتوا للتمديد للرئيس الياس الهراوي علناً وبرفع الأيدي"! ففعلوا، وكرر رستم غزالي الأمر نفسه خلال التمديد للرئيس أميل لحود، فكرر نوابنا الأحرار طقس الامتثال.  الأمر مختلف اليوم. وستكون لتبديد الفرصة ارتدادات كبيرة على مستقبل المسيحيين في لبنان، لن تقلّ عمّا أصابهم خلال حربَي الجبل والإلغاء، مع فارق يتمثل في أنهم هذه المرة سيتحملون هم مسؤولية تبديد الفرصة أكثر من غيرهم. الانقسام قاتل فعلاً هذه المرة، والعلاقة المستحيلة بين سمير جعجع وميشال عون ستكون مسؤولة عن انتكاسة جديدة في مستقبل الجماعة.  يقول قطب في "8 آذار" إن الحريري طلب من عون التزامات خطية تجاه جعجع حتى يسعى لإقناعه بتسوية. ويبدو أن هذه "التسريبة" هدفها القول إن عون سيكون رئيساً مقيداً بالتزامات خطية تجاه جعجع ولن يكون مرشح "8 آذار"، فهو مرشحها إذا كان مقيداً بتفاهم "مار مخايل".  جعجع محق في طلب ضمانات خطية، فتاريخ العلاقة بين الرجلين يستدعي هذا الطلب. وعلى عون أن يكون مقيداً بضمانات لرجل لن يكون رئيساً من دون تسوية معه. هذا حرفياً ما ستبني عليه "8 آذار" رفضها عون رئيساً.  وفي النهاية يبدو أن التسوية مستحيلة، وكاتب هذه السطور ما إن يذهب بسيناريو وصول عون إلى بعبدا إلى آخره، حتى يختنق بمشهد العونيين هناك، ثم يعود ويتنفس الصعداء عندما يشعر بصعوبة أن يتحقق هذا السيناريو الخيالي.

 التسوية صعبة الى حد الإختناق... لكنها ضرورية.

 

عيد القديسة ريتا ونبذة عن حياتها

 نبذة عن حياة القديسة ريتا شفيعة الأمور المستحيلة و المستعصية

 ولدت القديسة ريتا في روكا بيرينا من مقاطعة أومبيريا (ايطاليا) والداها تقيان فاضلان تسامت فيهما قداسة الأخلاق السخية وحرارة التقوى و المحبة الكريمة :هما انطنيو منشينيوأمه فاري.

مضى زمن طويل على زواجهما وطعنا في السن دون ان يرزقهما الله ولداً وفيما كانت أمها يوما غارقة في تأملاتها رأت ملاكاً أكد لها وصول صلاتها إلى عرش العلي فسوف يرزقها أبنة تكون عظيمة أمام الرب.وظهر لها الملاك ثانية وطلب منها ان تدعو الأبنة مرغريتا اختصرت بإسم ريتا.

أبصرت ريتا النور في 22أيار 1381وقبلت سر العماد في النهار ذاته ولم تمض أيام قلائل على عمادها حتى أخذ والدها يحملانها في قفة من الغزار وينقلانها معهما إلى الحقل ويضعنها في ظل الأشجار وفي ذات يوم انحدر خشرم نحل كبير وأحاط بها وكانت نحلات كثيرة تدخل فمها وتقطر فيه العسل دون أن تنخزها أبداً كأنه لم يكن لها (إبر) أشواك ولم تصعد الطفلة صراخاً بل كانت تصدر أصوات التهليل.وفي تلك البرهة جرح أحد الحصادين يده اليمني جرحاً بليغاً بمنجله فأسرع يطلب طبيباً وإذ مر بجانب الطفلة رأى جماعة النحل تدندن حول رأسها توقف و حاول أن يطردها بيديه حتى يخلص الطفلة و للحال انقطع نزيف الدم من يده واندمل جرحه فصاح مندهشاً وأسرع إليه والدا الطفلة و عاينا ما كان واعتبر ان النحل الأبيض هذا كان أعجوبة نظير ميلادها ولأنهما قدراها موهبة سماوية منحها الله لإيمانهما و صلواتهما فقد جدا في تربيتها على مبادئ الديانة فانطبعت في نفسها كما في قرص الشمع وما كادت تبلغ سن التميز حتى بانت عليها أشعة الفضيلة وقد امتازت بخضوعها وطاعتها السريعة وبعاطفة حشمة رقيقة وبعطش لايروى إلى معرفة الله وسيدنا يسوع المسيح .

وما كان يطبع في مخيلتها منذ نعومة أظفارها صارت تحاول أن تعرفه و تحبه وقد درجت على معرفة الأشياء الإلهية حسب إمكانيات حداثتها ومن المؤكد أنها كانت مثل القديسة كاترينا السيانية تجهل الكتابة و القراءة وكما ان القديسة كاترينا لما التزمت أن تباحث البابا عن شؤون الكنيسة وعلمتها العذراء الحنونة ان تكتب بلغة بلدتها اللطيفة هكذا ريتا فضلت أن تقرأ في كتاب واحد وهو المصلوب.

سمعت ريتا ما حدث للقديس فرنسيس الأسيزي الذي عاش في تلك الأرض التي تعيش هي فيها وتمنت لو صلبت مع يسوع أو على الأقل لو شاطرته أوجاعه سوف نرى كيف استجابها يسوع أما الآن فدرسها للمصلوب كان يولد فيها الرغبة التوبة قد اضطرمت نفسها بحمبة الله الى الحياة الرهبانية بكل قواها لكنه تعالى أراد أن ترتقي درجات الجلجة أولاً

 فبينما كانت ريتا لاتفكر إلا بالله وبأبويها الشيخين اللذين ماكانا يفهمان أسرار نفسها البتول كان أبواها يفتكران بزواجها وقد أجبراها على الزواج من شاب لم يكن على شئ من أخلاقها النبيلة ولا من رزانتها وحشمتها وطلاوتها وتجردها عن العالم.لم تكن تريد أن تسلم لرجل قلبها الذي كرسته لله منذ حداثتها و كانت في الثانية عشرة من عمرها ومن جهة أخرى لم تتعود أن تخالف أمر أبويها الشيخين ولو بأصغر الأشياء.

كانت منذ الصغر تتوق إلى الحياة الكمال وإذا لم تتمكن من ترك والديها جعلت تنفرد في البيت الوالدي في غرفة منعزلة حيث كان العروس الالهي ينظر ويتكلم إلى قلبها ظنت أنها تبقى تناجي الرب إلى أن يأخذ والديها فيتسنى لها أن تقدم له بحرية ذبيحة حياتها.

فكم اضربت إذنها عندما فاتحها أبواها بالزواج لم ترفض طلبهما بعنف لأنها تعودت إطاعتهما اطاعة عمياء ولم تكن تريد أن تحزنهما بشئ أنما توسلت إليهما بدموعها أكثر من بكلامها ليتركاها تتبع دعوتها الرهبانية .

لربما كانا سمحا بالرهبانية لو كان الشاب الذي وعداه بها غير ماهو بالحقيقة في ذلك العصر ما كانوا يحسبون لمحيط العائلة حساباً عند الفقراء وكانت القوة تغتصب حق الضعيف.

بول فرديناندوس طالب يد ريتا لم يكن شاباً دمث الأخلاق أو محب السلام بل كان فاسقاً قاسياً اشترك أحيانا بالبراز إذن كان بإمكانه أن يسبب شكاً جسيماً إذا لم ترض ريتا وأهلها بهذا الزواج .

عندما رأت ذاتها في خطر لا مفر منه شرعت المسكينة تكثر الصلوات والأماتات و الحسنات لعل الله ينجيها من هذا الوغد لكنه تعالى أعلم بطرقه منا فلم يصغ لصلواتها أو بالأحرى لم يشأ ان يرفع هذا الصليب عنها لأن تدابيره في شأنها كان وحده يعرفها.

لكنه تعالى مقابل هذا العذاب منحها نعماً أخرى خاصة نعمة اهتداء زوجها وخلاص نفسه وقد حذت بذلك حذو القديسة مونيكا والدة القديس اوغسطينوس فاقتدت بمثالها لكي يجعلها مثال الصبر البطولي عند دخولها بيت زوجها وتحملت بصبر جميل وسكوت حدة طبعه واهانته وشراسة أخلاقه واعتنت بتدبير وأناقة بيتها ليرى فيه زوجها كل ما يرضيه.

كان لزوج ريتا أعداء كثيرون بسبب ميوله للمقاتلة و عندما كان يهان كان يترقب فرص الانتقام وإذا لم يتمكن من شفاء غليله كانت صاعقة غضبه تنقض على زوجته المسكينة بالتجاديف المخجلة و الكلام الفظ و الضرب القاسي وقد كادت يوماً لاتفلت من الموت لو لم تدبر العناية الألهية و يحضر أبوها قبل حلول الكارثة. وفي هذه كلها كانت كالحمل الوديع تتحمل بصبر و دون أن تفتح فاها إلى أن أتى اليوم الذي انتصر فيه الحمل على الذئب وأعادت نفس زوجها إلى الله .

ومن هذا الزاج رزقها الله توأمين جان جاك و بول فقبلتهما ككنز ثمين يجب أن تحافظ عليهما بكل اعتناء فكانت تنظر فيهما النفس قبل الجسد ولا ريب أنها كرستهما لله و صلت لأجلهما كثيراً وخوفاً من أن يرث طفلاها ميول والدهما كانت تزيد في الأصوام و التقشفات وتعمل على زرع بزور الفضائل في قلبهما و بينما كانت ريتا تعتني بتربية طفليها مات أبواها الفاضلان حزنت ولا شك ولكنها ضاعفت مساعدتهما بصلواتها الحارة وهكذا تتميم واجباتها كأبنة وزوجة وأم كانت ريتا تزداد استحقاقاً للسماء و الذي كان يعزيها على فقد أبويها هو انها لم تكرهما في الحياة ثم لأن حياتهما الطويلة كانت حياة مسيحية صرفة.

منذ رجع زوجها الى الله وأصبح يعيش عيشة مسيحية أصبحت عائلة ريتا كاملة السعادة لكن الورود لا تنموة ولا تتفتح هنا إلا بين أشواك عديدة فقديستنا التي تمنت على الاقتداء بالمسيح المصلوب لم يطل الوقت عليها حتى طعنت برمح الألم الحاد فإذا كان زوجها راجعاً ذات مساء من كاسيا هاجمه أعداؤه السابقون وقتلوه دون عناء فانفطر قلب ريتا لدى سماعها هذا الخبر المفجع وكان يهولها مفعول هذه الفاجعة على قلب ولديها من كل قلبها واهتمت بدفن زوجها دفنة مسيحية و شرعت تضاعف الصلوات والاماتات لراحة نفسه.

بعد هدوء انفعالها الأول على فقد زوجها حصرت اهتمامها بتربية ولديها اللذين كان لمثلها الطيب وأقوالها الصالحة التأثير الكبير على قلبيهما لكن قوة الشر تخنق أحياناً قوة الخير فكانا يسمعان غير أمثالها وقد دفعهما البعض الى الأخذ بثأر أبيهما فاصبحا يخالفان أرادتهما و لا يصغيان إلى كلامها كما من ذي قبل وأن غريزة الدم سوف تقودهما إلى الشر على أنهما كانت تفضل خلاصهما الأبدي على حياتهما الزمنية اتخذت جانب البطولة وطلبيت من يسوع المصلوب أن يأخذ ولديها بريئين من أن ينقادا يوماً إلى الشر.

مرض ولداها الواحد بعد الأخر و حاولت أن تعتني بهما أكبر أعتناء فسهرت عليهما كل السهر حتى لا ينقصهما شئ من العلاجات الضرورية لحفظ حياتهما ولو كلفها ذلك أكبر التضحيات ولرب قائل يقول( ألم تطلب من يسوع ليأخذ ولديها) نعم و لكنها لم تكن ملتزمة بتركهما يموتان فقامت بواجبها نحوهما على أكمل وجه وبكرامة لا مثيل لها وبما أنهما لم يكونا صالحين بقدر ماكانت ترغب فضلت أن تقدمهما ليسوع إذا لزم الأمر لكن مطهرين بالتوبة وهكذا صار فأن طوال المرض سكن فيهما رغبة الأنتقام فندما على خطيئتهما وتصالحا مع الله و مات الشابان الواحد تلو الأخر بعد سنة واحدة من موت أبيهما وهكذا انقطعت الرباطات التي كانت تعلقها في الأرض فبقيت وحدها في العالم متحدة بربها أجل بقيت وحيدة لكنها أصبحت حرة

 حينئذ ودعت ريتا هذا العالم التاعس متكلة على معونة الله و ذهبت تقرع باب راهبات القديسة مريم المجدلية الاوغسطينيات وبينت رغبتها الحارة في الدخول في رهبيتهن فرفض طلبها لأنها كانت متزوجة فعادت دون أن تيأس من رحمة الله بل داومت صلواته وأماتاتها وأعمالها الخيرية وذهبت مرتين من جديد تقرع باب الدير المذكور وفي المرتين لم تنل قبولاً فاستسلمت إرادة الله القدوسة ووكلت أمرها الى القديسين شفعائها وكانت قد ناهزت الأربيعن ورغم وجودها في العالم كانت تحيا حياة رهبانية محضة ممارسة بأمانة المشورات الأنجيلية وأذا رأى الله خضوعها التام لإرادته القدوسة وثقتها الكبيرة برحمته الأزلية تحنن عليها وبينما كانت في احدى الليالي غارقة في التأمل سمعت صوتاً يردد:ريتا,ريتا...............

فأقتربت من النافذة لترى من يناديها وماذا يريد منها لكنها لم تشاهد أحدا ًففكرت أنها خدعت وعادت حال الى التأمل لكن لم يمض وقت طويل حتى عاد الصوت ينادي ريتا ريتا فنهضت وفتحت الباب وسارت في الشارع فرأت شيخاً مع شخصين أخرين فعرت بالهام أنهم شفعاؤها القديسين :............

يوحنا المعمدان و اغوسطينوس و نيقولا. فطلبوا منها أن تتبعهم فتبعتهم متحفظة كأنها في حلم و بقليل من الوقت وصلوا الى كنيسة دير القديسة مريم المجدلية ورغم أن الأبواب مغلقة و مقفلة و الراهبات غارقات في نومهم فقد أدخلها الدير القديسون الذين أرسلهم الله ليرافقوها وتواروا.

لما نزلت الراهبات صباحاً إلى تلاوة الفرض دهشن لوجود هذه المرأة القديسة التى كانت طردت مرات عديدة من بينهن وكيف تمكنت من الدخول إلى الدير ليلاً فأخبرتهن ريتا ببساطة أعجوبة السماء وهن خضعن لصحة قولها وقبولها في الرهبانية بين المبتدئات ولم يطل الأمر حتى زهت فضاثلها وتألق بدر كمالها الرهباني وقد كانت المواهب الخاصة التي أنعم الله عليها بها بها هدفاً لسوء الفهم ولإهانات و الآلام التي تكمل النفوس ولأن قديستنا كانت قد تهذبت في مدرسة المصلوب فقد قامت أشد الصعوبات و تمرنت على الفضائل الصعبة وخنقت حب الذات فيها وتعاطت أحقر الأشغال في الدير واتعبها .

لكن هذه المرأة القوية كانت تجيبه أنا تكرست لله مدى الأبدية وستبقي أمينة في عهودها مهما كلفها الأمر كانت تجلد نفسها ثلاث مرات في النهار وكانت دائماً تلبس مسحاً من شعر الخنزير فيها أشواك تمزق جسدها , قصدت الرئيسة أن تمتحن طاعتها فأمرتها أن تسقي عوداً يابسا كل صباح و مساء وكان غصن كرمة معداً للنار فامتثلت لأمر الرئيسة و جعلت تسقيه صبحاً و مساء ببساطة مدهشة وظلت على هذه الحالة سنة كاملة و الراهبات ينظرن إليها مبتسمات وقد يكون ذلك تخشعاً أو تهكماً.

وفي أحد الأيام نظرت الراهبات باندهاش و حيرة عندما رأين الحياة تدب في العود اليابس الذي نما كرمة عجيبة أعطيت في حينها عناقيد يانعة لذيذة و لاتزال إلى الأن في بستان دير كاسيا شاهداً على طاعة الأخت ريتا فيبارك الكهنة أوراقها وعيدانها المطحونة ويستعملها المؤمنون مع الصلاة أكراما للقديسة فينالون نعمً كبيرة و خصوصاً شفاءات عجيبة .

ان ريتا كانت منذ نعومة أظفارها تشعر بميل قوي إلى الام المخلص بل كانت الآلام دائماً موضوع تأملاتها وكاسيا ليست بعيدة عن اسيز وكانت ريتا تعلم أن القديس فرنسيس الاسيزي قد قبل في جسمه سمات يسوع المصلوب ورسمت جراحات يسوع في يديه ورجليه و جبينه وهكذا شاركه الفدائية فأصبحت هي أيضاً تحب أن تختم بصليب المخلص لكنها لم تعتبر ذاتها أهلا لهذه النعمة الفريدة فاكتفت أن تتاملها تأملا كان يفقدها الشعور وكانت الراهبات يحسبن أنها ماتت وكانت مرة جاثية أمام صورة المصلوب توسلت بحرارة الى المعلم الإلهي لكي يشركها في أوجاعه و للحال طارت شوكة من أكليل المصلوب وانغرست في جبينها ,اذاقتها ألما شديدأ حتى أغمي عليها وكادت تموت .

تحول جرح ريتا إلى قائح منتن فلكي لا تزعج الراهبات برائحتها الكريهة التزمت أن تتزوى في غرفة بعيدة حيث كانت راهبة تأتيها بالقوت الضروري وحملت الجرح الشديد مدة خمس عشرة سنة ولم تشعر بخفة الوجع حتى في نومها فقاست كل ذلك ليس بصبر فقط بل بالشكر الجزيل للذي أهلها لأن تشاركه في ألامه الفدائية .

بعد ان نذرت ريتا نذورها الاحتفالية شاهدت وهي غارقة في التأمل سلما يصعد من الأرض إلى السماء وفي أعلاه سيدنا يسوع المسيح وهو يدعوها لتصعد السلم بكرامة.

انتشرت أخبار وساطتها لدى الله و مقدرتها على قلبه تعالى فأسرع إليها القاصي و الداني وكانت بصلواتها تنال عجائب الأهتداءات و الشفاءات العجيبة .

كانت تعزيتها الكبرى لما سمحت لها الرئيسة بالذهاب الى روما لحضور يوبيل السنة المقدسة 1450وربح غفراناتها و لتزيد نفسها تطهيراً وتنال البركة البابوية وخصوصاً لتكرم ذخائر الآم المسيح ان يففي جرح جبينها ألى ان تعود من رومة دون أن يزيل المه فاختفي الجرح وبقي الوجع و لما عادت إلى كاسيا سمح يسوع بأن ينفتح جرح جبينها من جديد على أن ثقل السنين وكثرة الأوجاع و التقشفات انهكت قوة الراهبة القديسة وأرغمتها على أن تسمر على سرسرها الفقير القاسي ولم تعد معدتها قادرة على احتمال الطعام حتى القليل من فأصبح قوتها الوحيد القربان المقدس.

واستمرت على هذه الحال أربع سنوات قاست أثناءها الاماً لا توصف وقبل وفاتها بثلاثة أيام ظهر لها السيد المسيح تصحبه أمه القديسة مريم العذراء وقال لها أنها بعد ثلاثة أيام تكون معه في السماء و قبلت الزاد الأخير و المسحة المقدسة وفي 22 ايار سنة 1457 فاضت روحها الزكية الجميلة و تركت هذا العلم الغرور و حلقت نحو السماء .

وما كادت القديسة تلفظ نفسها الأخير حتى مجدها الله بكثير من العجائب وقد قرعت الملائكة جرس الدير فأسرعت الراهبات إالى غرفتها وهن يفكرن برائحة الجرح المنتن لكن ماكان أشد اندهاشهن لما أقتربن من الجثة فوجدن الجرح مندملاً تفوح منه رائحة زكية ووجه ريتا جميلاً يطفح بشراً وابتساماً وقد تقدمت إحدى الراهبات المشلولة اليد لتعانق القديسة وما أن عانقتها حتى شعرت بشفاء يدها الكامل

 نقل جثمانها الى كنيسة المعبد حيث عرض أياماً عديدة نزولاً عند طلب الجماهير .وشع نور براق في غرفتها وأنتشرت في أرجاء الدير رائحة عطر سماوى وتحول جرح جبينها الى ياقوتة وهاجة كالأماس ونظرأ للحشد الكبير الذي تجمع في يوم دفنها التزمت الراهبات بنقل جسدها إلى الكنيسة الخارجة بحفلة أنتصار أشتركت فيها السلطات الدينية و المدنية.

ونظرلكثرة العجائب التي أفضها الله على طالبي شفاعتها نادى بها الشعب قديسة قبل أن تثبت الكنيسة قداستها ولما تكاثرت الخوارق التي جرت بعد موتها قررت السلطة الكنسية و المدنية معاً وضع جثمانها في محل لائق معروضاً في تابوت من السرو مكشوفاً وكان الله قد حفظه من كل فساد وينضح رائحة لذيذة و هكذا وضع في المصلى داخل الدير تحت مذبح العذراء و بقي مكرماً على هذه الحالة حتى سنة 1595حيث نقلوه إلى الكنيسة وبعد سنوات احترق هذا التابوت بسبب شمعة مضاءة وقعت عليه ولكن جسم القديسة لم تمسه النار بأى أذي .

والأعجب في هذا الجسم هو انه من حين إلى أخر يتحركالجسم بأنواع مختلفة أن دعوى التطويب و تثبيت القداسة تبرهن عن هذا باثباتات راهنة و شواهد مثبتة من 1626إلى 1900 ففي سنة 1628 منح قداسة الباب اوربانوس الثامن ريتا شرف الطوباوية وفي عام 1900منحها قداسة البابا لاون الثالث عشر لقب قديسة وبعد أن فحصت العجائب فحصاً غاية في التدقيق نظم لها قداس خاص و صلوات عديدة إكرامها وعين الثاني و العشرون من شهر أيار في كل سنة عيداً لها

 

روسيا والصين استخدمتا حق النقض ضد مشروع قرار احالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية

وطنية - استخدمت روسيا والصين حق النقض، اليوم، ضد مشروع قرار عرض في مجلس الامن الدولي لاحالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب طرفي النزاع جرائم حرب.

وهي المرة الرابعة التي يستخدم فيها البلدان حق النقض لوقف مشاريع قرارات غربية تتعلق بالنزاع في سوريا

 

قائد سلاح البر التايلاندي يعلن انقلابا عسكريا ويعلق العمل بالدستور

نهارنت/اعلن قائد سلاح البر التايلاندي الجنرال برايوت تشان او تشا انقلابا عسكريا الخميس في تصريح للتلفزيون بعد سبعة اشهر من الازمة السياسية. وقال: "كي تعود البلاد الى الحياة الطبيعية" على القوات المسلحة "ان تتسلم السلطة اعتبارا من 22 ايار في الساعة 16,30" بالتوقيت المحلي (9,30 ت غ). وبرر الجنرال الذي أعلن الاحكام العرفية الثلاثاء، تحركه بالعنف في البلاد الذي اسفر عن 28 قتيلا منذ بداية الازمة في الخريف، لاعلان الانقلاب. واضاف "على جميع التايلانديين ان يحافظوا على الهدوء، وعلى الموظفين الاستمرار في عملهم كالمعتاد".وقد اعلن قائد سلاح البر انقلابه التلفزيوني بعد جلسة ثانية من المفاوضات بين اطراف الازمة من اجل التوصل الى تسوية. من جهته أعلن متحدث باسم الجيش في بيان تلفزيوني انه "تم تعليق دستور 2007 باستثناء الفصل المتعلق بالملكية"، مشيرا الى ان ذلك يسمح "بادارة البلاد بهدوء". واضاف ان "مجلس الشيوخ يعمل دائما، اما الحكومة فعلقت". وأفاد شهود أن قادة متظاهرين من الطرفين نقلوا من مكان الاجتماع بآليات عسكرية تحت حراسة مشددة، قبيل الاعلان عن الانقلاب. واثر الانقلاب منع الجيش التايلاندي الخميس التجمعات لاكثر من خمسة اشخاص "لاغراض سياسية". وجاء في بيان للجيش على التلفزيون الرسمي انه "وفقا للمادتين الثامنة والـ11 من القانون العرفي، تمنع لجنة السلام الوطني وحفظ النظام التجمعات لاكثر من خمسة اشخاص لاغراض سياسية". وتابع البيان ان "اي احد ينتهك الحظر معرض للسجن لمدة سنة او لغرامة من عشرة آلاف بات (تايلاندي) او الاثنين معا". كما استدعت قيادة الانقلاب العسكري في تايلاند أعضاء الحكومة المقالة للحضور امام الجيش بحلول نهاية اليوم، وذلك بحسب بيان الجيش الذي أوضح أنه "بهدف حفظ السلام والنظام، يأمر مجلس السلام الوطني وحفظ النظام هؤلاء الاشخاص للحضور امام المجلس بحلول 22 ايار". وشهدت تايلاند 18 انقلابا او محاولة انقلاب خلال حوالى 80 سنة. وادى الانقلاب الاخير في 2006 ضد رئيس الوزراء الاسبق المنفي ثاكسين شيناوترا الى مجموعة من الازمات السياسية وحملت على التوالي انصاره وخصومه على النزول الى الشارع. وعلى رغم نفيه ما زال عامل انقسام للبلاد. وبدأ الفصل الحالي في الخريف من خلال تظاهرات كانت تطالب باستقالة شقيقته يونغلالوك شيناوترا رئيسة الوزراء منذ 2011. وقد اقالها القضاء مطلع ايار. وكالة الصحافة الفرنسية