المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 تشرين الثاني/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 01 -02 تشرين الثاني/14

العسكريون الأسرى ليسوا كرة قدم/محمد سلام/02 تشرين الثاني/14

دمشق الآن: هذيان وأنين بين الأطلال/محمد ابي سمرا/02 تشرين الثاني/14

معركة المصير الإيراني الكبرى في العراق/ داود البصري/02 تشرين الثاني/14

نظام طهران يسعى لاستغلال داعش في تفجير حرب سنية – سنية/باسل محمد/02 تشرين الثاني/14

لقاء في لندن للبحث في تسليح المسيحيين بهدف مساعدتهم على البقاء والصمود في لبنان/حميد غريافي/02 تشرين الثاني/14

في مبادرة الحريري.. وحزب الله/علي نون/02 تشرين الثاني/14

جهاد النكاح بين زيارتين: ليس خرافة مشرقية/حازم الامين/02 تشرين الثاني/14

سوريا والفشل الأميركي/طارق الحميد/02 تشرين الثاني/14

من هم الإرهابيون في باب التبانة/سوسن الأبطح/02 تشرين الثاني/14

مجلس التعاون لا مجلس الأمن هو المعني باليمن/مصطفى أحمد النعمان/02 تشرين الثاني/14

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر 01-02 تشرين الثاني/14

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 1/11/2014

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في الاول من تشرين الثاني 2014

الجيش أصدر وثيقة أمنية لتوقيف بلال دقماق

ريفي: هناك آلاف مستودعات الاسلحة في جبل محسن والضاحية وعلى الجيش تطبيق الخطة الامنية بالتساوي على كل المناطق

الجيش: ضبط مخزن سلاح في باب التبانة وتوقيف مشتبه به

النصرة" سلمّت شروطها للموفد القطري الذي "أبدى شبه موافقة مبدئية"

وفد العلماء المسلمين بعد لقائه اهالي العسكريين المخطوفين: حل هذا الملف يكون بحل ملف الموقوفين الإسلاميين

باراغوانث: مهمة المحكمة الدولية مساعدة لبنان في ارساء سيادة القانون

السنيورة: عون و"حزب الله" يعطّلان الانتخابات الرئاسية

اتصالات بين 14 آذار لتوحيد الموقف من التمديد

النائب جوزيف المعلوف: نرفض الأمن الذاتيالمعادلة الثلاثية الخشبية رفضت لان الملاذ الأخير للبنانيين هو دولتهم حصراً

كرم: ما يقوله عن التمديد من يحاول تبييض صفحة النظام السوري فاقد للمصداقية

جعجع تلقى دعوة من العنداري وحكيم لحضور مؤتمر العائلة

الشعار استقبل وفدا بيروتيا بحضور فاعليات طرابلس: نحن بأمس الحاجة إلى موقف يشد من أزر إنتمائنا الوطني ويؤكد على هويتنا التي لا تكتم

الجالية الكردية اعتصمت في عين المريسة تضامنا مع كوباني

الجميل الى باريس للمشاركة في ندوة عن العلمنة

سليمان :ما يقوم به الجيش اللبناني هو عين الصواب

رعد: أي تسامح مع العقل التكفيري سيفضي إلى كارثة على مستوى قضية العسكريين المخطوفين

حسين الموسوي استغرب اتهام حزب الله بشق اللبنانيين

نواف الموسوي: الخطر الآن ليس رفض المناصفة بل هو التكفير الذي لن يبقي طائفة بمعزل عن استهدافها

قاسم: جهوزيتنا عالية وقادرون على الاستمرار بردع الخطر التكفيري

حمود في المجلس العاشورائي في المصيلح: الدولة بين الرقة والموصل لا تمت الى الاسلام بصلة وتستند الى فقه الخوارج وبمسوغ اميركي

قبيسي: نرفض الاعتداء على الجيش والمقاومة وعلى كل من قاتل العدو الاسرائيلي

فياض: الامور تتجه للتمديد للمجلس النيابي

وزير الخارجية من مرجعيون: لن نسمح بممرات أمنية ولا ان يتحول لبنان الى منطقة ارهابية

الراعي خلال عشاء في سيدني: متخوف من الفراغ الرئاسي وخرق الدستور وكل ما يتعلق بالأزمة الراهنة في لبنان

الراعي ترأس صلاة تبريك حجر الأساس لمؤسسة تأهيل المدمنين في اوستراليا

الراعي من اوستراليا: ما يعيق إنتخاب رئيس هي دول الإنتماء والولاء إذ بدورها لم تعط بعد كلمة السر

قداس في سينسيناتي الأميركية احتفاء بوصول ذخائر القديسة رفقا

مطر في احياء ليلة عاشورائية: لوقف الأعمال العدائية في المنطقة بأسرها ولعدم التعامل مع الآخر بمنطق الثأر والاقتصاص

السعودية تعتقل الناشطة سعاد الشمري بتهمة الإساءة للإسلام

مصادر تتحدث عن حل وسط بين واشنطن وإيران في الملف النووي لقاء ثلاثي مرتقب في مسقط يضم كيري وظريف والاتحاد الأوروبي

عائلة يزيدية مهددة بكارثة إنسانية.

بوكو حرام: زوجنا الفتيات المخطوفات بعد اعتناقهن الإسلام

قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي فدوي: سندمّر الأسطول الأميركي في ثوانٍ

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/08/من18حتى30/المعانات الحالية والمجد الآتي

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*بالصوت والنص/الياس بجاني: كل مصائب لبنان والدول العربية هي بسبب مشروع إيران التوسعي والعنفي

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: حكام إيران هم أعداء شعبهم والقضية الفلسطينية ولبنان والعرب/01 تشرين الثاني/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: حكام إيران هم أعداء شعبهم والقضية الفلسطينية ولبنان والعرب/01 تشرين الثاني/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*حكام إيران هم أعداء شعبهم والقضية الفلسطينية ولبنان والعرب/الياس بجاني

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 1/11/2014

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في الاول من تشرين الثاني 2014

*"التغيير والاصلاح" دفاعا عن نصرالله: السعودية "معمل" و"منبع" الارهاب

*النصرة" سلمّت شروطها للموفد القطري الذي "أبدى شبه موافقة مبدئية"  

*الجيش: ضبط مخزن سلاح في باب التبانة وتوقيف مشتبه به

*ريفي: هناك آلاف مستودعات الاسلحة في جبل محسن والضاحية وعلى الجيش تطبيق الخطة الامنية بالتساوي على كل المناطق

*جعجع تلقى دعوة من العنداري وحكيم لحضور مؤتمر العائلة

*النائب جوزيف المعلوف: نرفض الأمن الذاتيالمعادلة الثلاثية الخشبية رفضت لان الملاذ الأخير للبنانيين هو دولتهم حصراً

*سليمان :ما يقوم به الجيش اللبناني هو عين الصواب

*الشعار استقبل وفدا بيروتيا بحضور فاعليات طرابلس: نحن بأمس الحاجة إلى موقف يشد من أزر إنتمائنا الوطني ويؤكد على هويتنا التي لا تكتمل إلا بعيشنا المشترك

*اتصالات بين 14 آذار لتوحيد الموقف من التمديد/ثريا شاهين/المستقبل

*الراعي من اوستراليا: ما يعيق إنتخاب رئيس هي دول الإنتماء والولاء إذ بدورها لم تعط بعد كلمة السر

*الراعي خلال عشاء في سيدني: متخوف من الفراغ الرئاسي وخرق الدستور وكل ما يتعلق بالأزمة الراهنة في لبنان

*الراعي ترأس صلاة تبريك حجر الأساس لمؤسسة تأهيل المدمنين في اوستراليا

*الرئيس الجميل الى باريس للمشاركة في ندوة عن العلمنة

*نعيم قاسم: جهوزيتنا عالية وقادرون على الاستمرار بردع الخطر التكفيري

*نواف الموسوي: الخطر الآن ليس رفض المناصفة بل هو التكفير الذي لن يبقي طائفة بمعزل عن استهدافها

*حسين الموسوي استغرب اتهام حزب الله بشق اللبنانيين

*رعد: أي تسامح مع العقل التكفيري سيفضي إلى كارثة على مستوى قضية العسكريين المخطوفين

*المطران مطر في احياء ليلة عاشورائية: لوقف الأعمال العدائية في المنطقة بأسرها ولعدم التعامل مع الآخر بمنطق الثأر والاقتصاص

*سالم زهران: دقماق أقدم على اغتصاب امرأة في بيتها الزوجي

*العسكريون الأسرى ليسوا كرة قدم/محمد سلام،

*العونية وتزوير سيرة الرئاسة اللبنانية/نديم قطيش

*"الشرق الاوسط": تدريبات اسرائيلية على الحرب مع لبنان

*علوش: الوضع شاذ في لبنـان وكــل المنطقــة والدولة "مُحرجة" في الحسم بسبب السلاح غير الشرعي

*قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي فدوي: سندمّر الأسطول الأميركي في ثوانٍ

*السعودية تعتقل الناشطة «سعاد الشمري» بتهمة «الإساءة للإسلام»

*دمشق الآن: هذيان وأنين بين الأطلال/النهار/محمد ابي سمرا

*معركة المصير الإيراني الكبرى في العراق/ داود البصري/السياسة

*نظام طهران يسعى لاستغلال “داعش” في تفجير حرب سنية – سنية

*قيادي مقرب من علاوي لـ "السياسة" : لا مصلحة لإيران في انتصار التحالف الدولي على الإرهاب

*بهدف مساعدتهم على البقاء والصمود في لبنان لقاء في لندن للبحث في تسليح المسيحيين بهدف مساعدتهم على البقاء والصمود في لبنان/حميد غريافي/السياسة/

*عائلة يزيدية مهددة بـ”كارثة إنسانية”

*بوكو حرام”: زوجنا الفتيات المخطوفات بعد اعتناقهن الإسلام

*في مبادرة الحريري.. وحزب الله/علي نون/المستقبل

*«جهاد النكاح» بين زيارتين: ليس خرافة مشرقية/حازم الامين/الحياة

*سوريا والفشل الأميركي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*من هم الإرهابيون في باب التبانة؟/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

*مجلس التعاون لا مجلس الأمن هو المعني باليمن/مصطفى أحمد النعمان/الشرق الأوسط

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/08/من18حتى30/المعانات الحالية والمجد الآتي

"وأرى أنَّ آلامَنا في هذِهِ الدُّنيا لا تُوازي المَجدَ الّذي سيَظْهَرُ فينا. فالخَليقَةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبرِ ظُهورَ أبناءِ اللهِ. وما كانَ خُضوعُها لِلباطِلِ بإرادَتِها، بَلْ ْ بإرادةِ الّذي أخضَعَها. ومعَ ذلِكَ بَقِيَ لَها الرَّجاءُ أنَّها هِيَ ذاتُها ستَتَحَرَّرُ مِنْ عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشارِكَ أبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهِم ومَجدِهِم.

فنَحنُ نَعلَمُ أنَّ الخَليقَةَ كُلَّها تَئِنُّ حتّى اليوم مِنْ مِثلِ أوجاعِ الوِلادَةِ. وما هيَ وَحدَها، بَلْ نَحنُ الّذينَ لَنا باكورَةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في أعماقِ نُفوسِنا مُنتَظرينَ مِنَ اللهِ التَّبَني وافتِداءَ أجسادِنا. فَفي الرَّجاءِ كانَ خَلاصُنا. ولكِنَّ الرَّجاءَ المَنظورَ لا يكونُ رَجاءً، وكيفَ يَرجو الإنسانُ ما يَنظُرُه؟

أمَّا إذا كُنّا نَرجو ما لا نَنظُرُه، فَبِالصَّبْرِ نَنتَظِرُه. ويَجيءُ الرُّوحُ أيضًا لِنَجدَةِ ضُعفِنا. فنَحنُ لا نَعرِفُ كيفَ نُصلِّي كما يَجبُ، ولكِنَّ الرُّوحَ يَشفَعُ لَنا عِندَ اللهِ بأنّاتٍ لا تُوصَفُ. واللهُ الّذي يرى ما في القُلوبِ يَعرِفُ ما يُريدُهُ الرُّوحُ، وكيفَ أنَّهُ يَشفَعُ لِلقدِّيسينَ بِما يُوافِقُ مَشيئتَه.

ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ اللهَ يَعمَلُ سويَّةً معَ الّذينَ يُحبُّونَهُ لِخَيرِهِم في كُلِّ شيءٍ، أُولَئِكَ الّذينَ دَعاهُم حسَبَ قَصدِهِ. فالّذينَ سبَقَ فاختارَهُم، سبَقَ فعيَّنَهُم ليكونوا على مِثالِ صورَةِ ابنِهِ حتّى يكونَ الابنُ بِكرًا لإخوةٍ كثيرينَ. وهَؤلاءِ الّذينَ سبَقَ فعيَّنَهُم، دَعاهُم أيضًا، والّذينَ دَعاهُم برَّرَهُم أيضًا، والّذينَ بَرَّرَهُم مَجَّدَهُم أيضًا."

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

كم من الخير بإمكاننا أن نفعل بواسطة المثل الصالح وكم من الشر بمسلك النفاق.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: كل مصائب لبنان والدول العربية هي بسبب مشروع إيران التوسعي والعنفي

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: حكام إيران هم أعداء شعبهم والقضية الفلسطينية ولبنان والعرب/01 تشرين الثاني/14

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: حكام إيران هم أعداء شعبهم والقضية الفلسطينية ولبنان والعرب/01 تشرين الثاني/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

حكام إيران هم أعداء شعبهم والقضية الفلسطينية ولبنان والعرب

الياس بجاني

من يعود بالتاريخ المعاصر بعقل منفتح وبمنطق وببصر وبصيرة وإيمان إلى حقبة عودة الإمام الخميني إلى إيران المسرحية وتوليه حكمها بالحديد والنار وعن طريق قطع الأعناق وبقر البطون والسجن والنفي والاضطهاد والتنظيف العرقي، لا بد وأن يرى ويتأكد استناداً إلى الوقائع المدونة والموثقة أن كل المصائب والكوارث والحروب والفوضى والفتن والقلائل التي حلت بشعب إيران وبالدول العربية وبلبنان وبالقضية الفلسطينية هي من نتاج ثقافة ونهج وأطماع الخميني وبسبب السياسيات التوسعية والتفتيتية والمذهبية والحاقدة المدمرة التي اتبعها من بعده ولا يزال حكام إيران من الملالي حيث راحوا يصدرونها إلى كل الدول العربية عن طريق ماكينتهم الثورية والمذهبية والعسكرية والإرهابية.

كانت بداية كوارث نظام الملالي في الحرب الدموية والعبثية مع العراق، ومن ثم الهيمنة المطلقة على النظام السوري البعثي الأسدي واستعماله أداة مدمرة في مواجهة كل الدول العربية، وقد تبع ذلك إنشاء الجيش الإيراني الإرهابي في لبنان الذي هو حزب الله، وذلك في ظل ورضى وتعاون الاحتلال الأسدي لوطن الأرز.

 وفي نفس السياق استتبع الملالي حركة حماس الفلسطينية بالكامل، ومعها العشرات من الجماعات التكفيرية والأصولية الفلسطينية والعربية، إضافة إلى رزم من هذه الأورام السرطانية والطروادية والملجمية التي تم تفقيسها في حاضنات المخابرات السورية والإيرانية والتركية من أمثال فتح الإسلام والنصرة وداعش وغيرهم العشرات.

وبعد ذلك دخلوا بسمومهم إلى اليمن عن طريق الحوثيين، وتسللوا إلى غزة والبحرين وأشعلوا الحروب المذهبية والتفتيتية في هذه البلدان، في حين لم يوفروا من إرهابهم وتدخلاتهم المدمرة والحاقدة لا مصر ولا السودان ولا دول المغرب العربي ولا السعودية ولا أي دولة عربية من دول الخليج العربي حيث جهدوا وبدهاء ومكر على تعميم الفوضى والاضطرابات فيها، وقد تمكنوا بنجاح كبير من تجنيد شرائح من شعوب هذه الدول على خلفية مذهبية وذلك على حساب قوميات وكيانات ووحدة وسيادة واستقلال هذه الدول، ولنا في ما في حل من كوارث غير مسبوقة بوطننا الحبيب لبنان المحتل والمعذب والمفتت والمشرعة حدوده خير مثال.

رفع الملالي بقصد التمويه والغش واللعب على العواطف واستغلال التناقضات الدينية والمذهبية، رفعوا شعارات كاذبة هي تحرير فلسطين عن طريق المقاومة والممانعة ورمي اليهود في البحر وأنشأوا ولنفس الأهداف التمويهية والاستيعابية هذه ما يسمى بيوم القدس العالمي.

جهدوا ولا يزالون في تصوير أنفسهم بحماة القضية الفلسطينية، وبنفس الوقت وبدهاء أظهار الدول العربية وحكامها كافة بأعداء هذه القضية وبالمتآمرين عليها. هذا وكانوا قبل اندلاع ثورات الربيع العربي قد حققوا نجاحات كبيراً جداً في الوصول إلى غاياتهم الشيطانية خصوصاً في لبنان من خلال نفاق وكذب مقاومة وانتصارات حزب الله الإرهابي.

ولأن الله جل جلاله، يُمهِّل ولا يُهمِّل، فإن كل إجرامهم وأطماعهم وفتنهم وخداعهم وشعاراتهم الهرطقية الكاذبة قد كُشفوا وتعروا بالكامل في كل من العرق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وغزة وذلك خلال السنوات الثلاثة الماضية، حيث فاحت الروائح الإبليسية  والفضائحية من مخططهم التوسعي الهادف إلى إسقاط الكيان اللبناني وتدمير كل الأنظمة العربية وشيطنة حكامها بهدف إقامة الإمبراطورية الفارسية الوهم على أنقاضها.

في الخلاصة وبناءً على الوقائع المأساوية الحالية المعاشة والملموسة منذ العام 1982 في كل من لبنان وغزة وسوريا والعراق تحديدا،ً وفي باقي كل الدول العربية دون استثناء عموماً، والتي تبين أن التدخلات الإيرانية السافرة المذهبية والعسكرية الموثقة هي العلة والسرطان والسبب لكل كوارثنا نرى ومعنا كثر في لبنان وبلاد الاغتراب والنخب العربية أن نظام الملالي الإيراني هو العدو الأول والأخطر للبنان ولكافة الدول العربية، وبالتالي قد حان الوقت لمواجهة هذا العدو بكل الإمكانيات والتوقف على التلهي باجترار شعارات نفاق التحرير والمقاومة والممانعة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 1/11/2014

السبت 01 تشرين الثاني 2014

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

استقطبت طرابلس متابعات قوية هذا اليوم، في ظل عمليات الجيش دهما لأمكنة وتوقيفا لمشتبه بهم وضبطا للسلاح، وأيضا في ظل اجتماع موسع في منزل المفتي الشعار وتأكيد التمسك بالدولة والجيش، وكذلك في ظل نفي الوزير ريفي لما ذكر عن تسليم مرافقه أموالا إلى خاطفي العسكريين، مع الاشارة إلى أن مرافقه الأمني المريض سيدَّعي على الصحيفة التي تحدثت عن هذا الشأن.

وفيما واصل الموفد القطري تحركه في عرسال وجرودها محاورا الخاطفين لإطلاق العسكريين، إجتمع وفد من "هيئة العلماء المسلمين" مع أهالي العسكريين المخطوفين في مكان اعتصامهم في ساحة رياض الصلح في بيروت.

وفي السياسة، كان اجتماع طويل بين الرئيس السنيورة ومسؤولين في حزبي "الكتائب" و"القوات"، وقال النائب فادي الهبر إن "الكتائب" توازن بين رفض التمديد للمجلس النيابي ومحاذرة الوقوع في فراغ برلماني، وأن بحثا في هذا الأمر سيتم بعد غد الاثنين.

وفي الخارج، إستمرت المعارك في كوباني وشنت الطائرات الحربية الأميركية عشر غارات على مواقع ل"داعش" في سوريا والعراق.

وبرز إقليميا، قرار ملكي سعودي بالعفو عن الشيخ الشيعي نمر النمر الذي كان محكوما بالإعدام، الأمر الذي يعتبر تطورا بارزا على المستوى الاقليمي والعلاقات السعودية- الايرانية.

وترافق ذلك مع تأكيد الديبلوماسي الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان على أهمية الحوار والتعاون مع الرياض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

واصل الجيش تفكيك حلقات الخلايا الارهابية المشكلة لجسم الإمارة المزعومة، خلايا تتساقط كأحجار الدومينو.

والجديد اليوم هو توقيف المسؤول عن إحداها المدعو غالي حدارة، لقيامه بتشكيل خلية نسقت مع الإرهابي احمد سليم ميقاتي لتنفيذ المخطط الذي كان يعد لمنطقة الشمال. غالي حدارة الهارب من باب التبانة وقع "بقاع" قبضة الجيش، وبعلامة صفرين قبل أن يتمكن من ضم بقاعصفرين إلى الإمارة، صفر في نجاح الإرهاب وصفر في التمكن من الهروب.

أما آخر خبرية فتقول إن السلاح الذي وجد في منزل بلال دقماق يعود إلى حرس مؤسس التيار السلفي داعي الإسلام الشهال، ودقماق جمعها منهم حرصا منه على منع حصول فتنة وإشكالات. ولم تنته "الخبرية" هنا بل إن الشهال طالب باستعادة هذه الأسلحة.

في قضية العسكريين المخطوفين، يتابع الوسيط القطري المفاوضات لبلورة لائحة مطالب الخاطفين النهائية، وهو زار جرود عرسال اليوم وسلم مطالب الخاطفين، كما جاء في بيان ل"جبهة النصرة".

وليس بعيدا من هذه القضية، نقلت صحيفة "الأخبار" معلومات حول قيام مرافق وزير العدل أشرف ريفي بنقل مبلغ بقيمة 280 ألف دولار إلى خاطفي العسكريين، وهو ما نفاه ريفي مؤكدا أن هذا الاتهام يهدف إلى ضرب الاعتدال السني، على حد تعبيره.

وكانت لافتة اليوم، زيارة وفد من "هيئة العلماء المسلمين" لمخيم أهالي العسكريين، لتعلن أن مبادرتها السابقة علقت ولم تنته، مشترطة وجود تفويض رسمي من الدولة لإعادة إحيائها، مع التشديد على ضرورة إطلاق سراح الموقوفين جراء أحداث طرابلس من دون قيد أو شرط بعد التحقيق معهم. فما الذي تغير؟

أربعاء التشريع لن يشهد حياكة قميص التمديد "بسنارة" الحضور فقط، بل بالتصويت والمشاركة في القرار أيضا، لأن سنارة واحدة لا تنتج تمديدا ميثاقيا يحرص الرئيس نبيه بري عليه. رئيس المجلس، قال بحسب زواره، إذا أراد "القواتيون" سلوك طريق العماد ميشال عون نفسها في الجلسة، فإن التمديد يصبح بخطر.

هذا الإستشراف من قبل الرئيس بري، ظهر في تغريدة "قواتية" مقابل تغريدة "عونية". العماد عون قال إن البديل عن التمديد هو الإنتخابات وليس الفراغ، فرد نائب "القوات" فادي كرم بالتأكيد أن ليس مهما ما يقوله عون بخصوص التمديد أو الفراغ لأنه فاقد للمصداقية. فماذا بعد؟ وهل تطيح المزايدات بميثاقية التمديد؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

كلما حقق الجيش اللبناني انجازا أو أحرز تقدما في ملف الارهاب والارهابيين، لجأ المتضررون إلى وسائل التغطية والايهام والتشكيك.

خط الدفاع السياسي الأمامي للتكفيريين، ضاقت هامش المناورة أمامه، وبات يعتمد التغطية بالقنابل الصوتية والدخانية، تارة لانسحاب التكفيريين، وطورا لتسخيف ما تم إنجازه.

أما خطوط الدفاع الخلفية فلاذ بعضها بالصمت، وآخرون بالفرار، بينما اختفى محرضو المنابر، والمجيشون على الجيش اللبناني.

الجيش أكمل اليوم مهمته في محميات أمنية كانت إلى الأمس القريب محرمة سياسيا، صادر فيها مزيدا من الأسلحة والذخائر، وأوقف زعيم خلية ارهابية كانت على صلة ببقايا جماعة عبرا.

وبينما يلقي المتواري إلى تركيا بلال دقماق بأسلحته إلى المتواري أيضا الداعي الشهال، عمم الجيش وثيقة ترقى إلى مستوى الملاحقة القضائية بحق الفارين.

بالمناسبة هل ثمة قطبة مخفية بين تركيا، وما يحكى عن رعايتها ل"داعش"، وعن تحولها إلى ملاذ لفارين من لبنان وسوريا وغيرهما كانوا على وشك إعلان إمارة "داعشية" مزعومة؟ وهل نسي اللبنانيون ان خاطفي اللبنانيين في اعزاز كانوا يسندون ظهورهم إلى الجارة تركيا؟

في ملف العسكريين المخطوفين ثمة تقدم في الشكل، فالجهات المختصة تسلمت مطالب الخاطفين، بعد استئناف الموفد القطري لنشاطه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

سقط مفهوم منع الشغور بالاتكال على الدستور، والجراحات المستخدمة لإسعاف ما بقي من مؤسسات يتم في مستشفيات ميدانية، حيث يعفي الجراحون أنفسهم من اتباع الأصول، مغلبين إنقاذ البلاد على الشكليات الدستورية. والمعركة التي نشهدها الآن للتمديد للمجلس النيابي تستلهم هذه الوسائل. فانقاذ المجلس النيابي يعني إبقاء خط حياة ولو هش يمكن عبره انتخاب رئيس للجمهورية ويجنب الدولة السقوط في كارثة الفراغ المؤسساتي الشامل.

وفي حين بدا "التيار الوطني الحر" و"الكتائب" ميالين إلى المشاركة في الجلسة الأربعاء من دون التصويت أو بالتصويت ضد التمديد، يعول الرئيس بري على "القوات" لحماية الميثاقية المجلسية حضورا وتصويتا، مذكرا إياها بالدور الذي لعبته لاستيلاد الطائف وحمايته.

في أي حال لن تتظهر المواقف النهائية للثلاثي المسيحي قبل الاثنين والثلثاء.

على الصعيد الأمني، واصل الجيش شمالا عمليات مطاردة ودهم الخلايا الارهابية، وكان الصيد الأوفر في مخزن للشيخ بلال دقماق الموجود في تركيا، والذي رد بأن السلاح عائد للداعية الشهال.

في سياق متصل، فاعليات طرابلس التي رحبت بالجيش ودعمته، بدأت تطالب وبإلحاح بالتعجيل في دخول انمائي كثيف ومستدام للدولة الى طرابلس، لأن تثبيت الأمن بالقوة وحدها يخلق رد فعل عكسي، كذلك دعت الفاعليات الطرابلسية على اختلافها إلى انهاء عادل وسريع لملفات الموقوفين القدامى والجدد بما هو عامل طمأنة للجو العام في المدينة.

في سياق متصل ربط وفد "علماء المسلمين" حل مسألة العسكريين المخطوفين بالملف نفسه، في وقت يواصل الموفد القطري رحلاته المكوكية بين عرسال وجرودها وبيروت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

إنه اسبوع الامتحان على حافة المهل المتآكلة: فالتمديد نجم الأيام المقبلة، واخراجه رهن اتمام ممرات سياسية آمنة لبعض الكتل التي رفضت التمديد ظاهريا، وتسعى اليوم لتغطيته.

وإذا كانت الحجة التي يستند اليها البعض، ان التمديد أهون شرا من الفراغ، فالرد جاء من العماد ميشال عون الذي رأى ان مقولة "التمديد أو الفراغ"، لتبرير التمديد، غير صحيحة، فالبديل عن التمديد هو الانتخابات، وليس الفراغ.

وفي انتظار تبلور خريطة الطريق السياسية، بقي الأمن في الصدارة، انطلاقا من البوابة الشمالية التي باتت تطوراتها في الواجهة: فمن جهة، أوقف الجيش متهما بتشكيل خلية ارهابية وافتعال حوادث أمنية. ومن جهة أخرى، تم العثور على ذخائر وأسلحة خلال عملية دهم في محيط مسجد حربا في طرابلس.

وفيما يرى البعض في هذه الخطوات انجازات عسكرية، يبقى للعدل منظار آخر: فوزيره أشرف ريفي برر السلاح بالسلاح، مطالبا بدهم مخازن الضاحية وجبل محسن، مقابل سلاح التبانة. في وقت، أغرق بلال دقماق الاعلام بتصريحاته من تركيا، مبررا وجود السلاح في منزل ذويه بحجة جمعه لدرء الفتنة، معلنا ان السلاح وديعة من داعي الاسلام الشهال، الذي لاقى الدقماق ليؤكد ان هذا السلاح عائد لحرسه، والأهم انه دعا لاعادته.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

إنه يوم طرابلس. الأسواق القديمة استعادت رائحتها. رائحة العطارين الممزوجة بتعب السنين. تلك الرائحة التي لا يعرفها إلا أهل طرابلس أنفسهم الذين كرروا اليوم من أسواقهم المملوكية أنهم يريدون العودة إلى الدولة، لكنهم يدركون أن الآليات العسكرية والثلاثين مليار ليرة لا تكفي وحدها كي تعود الدولة إلى طرابلس.

فالجميع يعرف أن التبانة تركت لمصيرها سبعين عاما، وأن لا مصلحة إلا للعابثين بأمن المدينة أن تترك الأمور على حالها سبعين سنة أخرى.

والجميع يعرف أن لعبة القهر المتبادل بين الطوائف باتت فوق طاقة البلد على الاحتمال. سياسيو المدينة مسؤولون. بعضهم أهمل، وبعضهم تواطأ. لكن المسؤولية لا تقع عليهم وحدهم، بل على القوى السياسية كافة لتجاوز سياسات القهر الطائفي الذي ينهش ما تبقى من وحدة البلاد.

الجميع يسأل عن مجموعة المولوي- منصور. إلى أين فرت؟ وكيف؟ وهذا مهم طبعا. لكن السؤال الأهم الذي ينبغي الإجابة عنه: ماذا ينبغي فعله اليوم كي لا تولد غدا مجموعة أخرى يقودها مولوي آخر أو منصور ثان أشد خطرا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

على الرغم من الحراك السياسي، المعلن منه والبعيد عن الأضواء، والمتصل بالتمديد للمجلس النيابي، فإن مطلع الأسبوع المقبل سيشهد مزيدا من اللقاءات لوضع اللمسات الأخيرة على التوافق الذي ستتبلور صورته مع انعقاد الجلسة العامة للمجلس النيابي الأربعاء.

أما أمنيا، فبقيت المداهمات التي ينفذها الجيش اللبناني في مناطق الشمال مطاردا الخلايا الارهابية، في الأولويات، ليسجل اليوم القاء القبض على المطلوب غالي حدارة، الذي كان يعمل بالتنسيق مع الموقوف أحمد سليم ميقاتي.

في قضية العسكريين المختطفين فإن الموفد القطري الذي انتقل إلى جرود عرسال، من المنتظر ان يطلع الحكومة على لائحة مطالب الخاطفين.

أما البارز اليوم، فهو رد وزير العدل أشرف ريفي على ما ورد في صحيفة "الأخبار" عن توقيف مرافقه ديب اللهيب بتهمة نقل أموال لخاطفي العسكريين، مؤكدا ان الخبر كذب وافتراء وله خلفية مخابراتية ايرانية- سورية.

أما العيد السبعون لميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي أحياه اتحاد جمعيات العائلات البيروتية في مسجد محمد الأمين، فتحول مناسبة لاستذكار سيرة ومسيرة الرجل الذي ضحى بحياته من أجل لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ديب العدل ينجو من اللهيب وللمرة الأولى: أشرف ريفي بريئا من دم هذا الاتهام ولم يثبت بالجرم المشهود أي ضلوع له ولا لأتباعه ومرافقيه في عملية نقل أموال إلى "جبهة النصرة" في جرود عرسال. والبراءة التي كانت كالعلامة الظاهرة على أوله إلى آخره، دفعته إلى مؤتمر صحافي، طريح الفراش يجلس إلى جانب مرافقه المتهم زورا الذي يعاني أمراضا أقعدته منذ شهرين في منزله.

ريفي لم يهرب أموالا وتلك وقائع مسجلة من دون فراش، وليس معنى أنه هرب مقاتلين أو أن أمرأته "حمالة الميموري كارد"، أن يصبح الرجل ضالعا في هذه القضية التي وقعت فعلا قبل ثلاثة أسابيع وأوقف فيها شخص من آل الفليطي مع مبلغ قدره مئتان وثمانون ألف دولار، لكن هل البراءة تخول وزير عدل أن يعترض على مصادرة مخازن الأسلحة من طرابلس وبينها مخزن بلال دقماق، وأن يطالب بالمساواة مع الضاحية وجبل محسن، وأن يشكو عدم توقيف قتلة الرئيس الحريري الذين يسرحون ويمرحون في مكان قال إنه محدد. هو كلام البلطجية ولا يرقى إلى رجل عدل حصل "للتو" على شهادة البراءة، وعام على حبر الخبر الكاذب.

وفي خبر العسكريين وملف التفاوض، فإن الموفد القطري ترجل اليوم فقط من جرود عرسال، ولم يسلم بعد لائحة المطالب للجانب اللبناني الذي قرر تطويق التفاوض بجو من السرية المشددة، حرصا على سلامة القضية ونجاحها، لكن خبرا واحدا تسرب عن سير التنقل لا يضر بسير التفاوض، وهو أن الموفد السوري الجنسية أحمد الخطيب قد أوقف فعلا قبل ثلاثة أيام في منطقة طريق الجديدة للاشتباه في تنقله بسيارة تحمل رقما سوريا وبزجاج عازل، وكان يتبضع من المنطقة لشراء ثباب عازلة للبرد القارس في الجرد، وقد جرى توقيفه من شعبة المعلومات أولا ثم لدى استخبارات الجيش قبل أن يتدخل اللواء عباس ابراهيم للتعريف بهويته ومهماته المكلف إياها.

شمالا، التوقيفات نشطة بينها مرافق الشيخ حبلص، ومصادرة أسلحة منها في مسجد حربا بطرابلس. فيما اعترف داعي الإسلام الشهال بأن الأسلحة المضبوطة في منزل بلال دقماق تعود إلى مرافقيه، لكن الصور الموزعة من قيادة الجيش تظهر أن المرافقين لن يستعملوا أسلحة بهذا الكم الهائل الذي من شأنه أن يؤمن سير معارك أسبوع كامل. والشهال الموجود في السعودية في حقه مذكرة توقيف صدرت الشهر الماضي لتحريضه على الجيش عبر تسجيلات صوتية.

وعود على بدء، فإن الجيش يتسلح من "فراغة" الإرهابيين الذين تركوا عتادا يوازي هبات، ولم ينتظروا مليار الرئيس سعد الحريري الذي يخضع لآلية محددة لا خيار للدولة في تقرير مصيرها، هذه الآلية تقوم على تقديم القوى الامنية والعسكرية لوائحها واحتياجاتها إلى الحريري شخصيا الذي يقرر دون سواه في عملية الشراء وتخمين الأسعار وتعيين السماسرة، بالتعاون مع السعودي خالد عبد العزيز التويجيري، فلا رقابة على الأسعار ولا من يسعرون، و"المستقبل" التي كان شعارها العبور إلى الدولة ستستبدل حرفين فقط من هذا الشعار ليصبح العبور عن الدولة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في الاول من تشرين الثاني 2014

السبت 01 تشرين الثاني 2014

 النهار

تُواجه الحكومة قريباً موضوع التمديد للمحكمة الدولية ودفع مساهمة لبنان في نفقاتها.

يرى وزير سابق أنه ما لم يتمّ اتفاق على ضبط الحدود اللبنانية مع سوريا فإن الأمن والاستقرار يبقيان هشّين في بعض المناطق.

تردّد أن ضباطاً إيرانيين أرسلوا الى اليمن بصفة خبراء ومستشارين.

سُمع سفير دولة عربية يقول عن مرشح للرئاسة الأولى إنه يضيِّع عمره في الأوهام.

شبّه ديبلوماسي أوروبي انتصار الحوثيين في اليمن بانتصار الإخوان المسلمين في مصر.

السفير

سأل معنيون عن مصير تبرعات بعشرات الآلاف من الدولارات جمعتها وزارة خدماتية لمصلحة الجيش بعد "غزوة عرسال" في آب الماضي.

أظهر استطلاع للرأي أن شعبية التيار المسيحي الأبرز قد ارتفعت أكثر من ثلاث نقاط في الأسابيع الأخيرة.

يرصد الأمن اللبناني حركة أحد رجال الدين الخارجية ومن هي الجهات التي طلبت منه التحريض ضد الجيش.

المستقبل

يقال

إنّ عائدين من زيارة أقاربهم في مناطق سيطرة النظام على الساحل السوري عادوا بقناعة راسخة أن الانهيار الاقتصادي والاجتماعي بات قريباً جداً، بسبب شحّ السيولة وتراجع التمويل الخارجي.

اللواء

ينقل زوّار قطب ماروني عن محيطه أنه بدأ يُعاني من ضعف جسدي، ونسيان غير مسبوقين.

تدور في أروقة قصر العدل أحاديث صامتة عن استقالة قاض، قيل إن بحقه شكوى أمام هيئة التفتيش القضائي.

لم يتمّ التفاهم على الموقف من التمديد بين حليفين مسيحيين، الأمر الذي أحدث شرخاً في العلاقة بين الجانبين.

الجمهورية

قال ديبلوماسي عربي إن الوقائع على الأرض السورية كرّست حقيقة مفادها عدم قدرة أي طرف في الحسم على الآخر، وضرورة تكريس هذا التوازن داخل السلطة للخروج من الحرب.

رأى وزير ونائب أن الحلول السياسية في المنطقة ستكون على الطريقة اللبنانية: حكومات تمثيلية توافقية تملك كل جهة فيها الثلث المعطل.

توقفت أوساط مراقبة أمام التنويه والإشادات بمرجع حكومي سابق من قبل أخصامه السياسيّين على خلفية مواقفه من أحداث عسكرية شمالية.

أشاد سفير دولة غربية مؤثرة بتحرّك الجيش السريع في طرابلس، الأمر الذي مكّنه من الحسم سريعاً.

البناء

نقل مسؤول حزبي عن ديبلوماسي أوروبي التقاه في بيروت قوله إنّ الأوروبيّين باتوا متيقنين أنه لا يوجد ما يُسمّى "معارضة معتدلة" في الشام… وأنّ هذه التسمية لا تنطبق إطلاقاً على المجموعات الإرهابية المسلحة، وعلى رغم ذلك هناك بعض الدول التي ثبت أنها دعمت تلك المجموعات وموّلتها وسهّلت مرورها إلى سورية ولبنان والعراق، لا تزال تستغلّ البازار السياسي المفتوح، وتسعى إلى تشكيل مجموعات مسلحة بمسمّيات جديدة، لمواصلة استهداف سورية ودول المنطقة، وهذا لا يخدم الهدف الأساسي المتمثل بأولوية محاربة الإرهاب، بل يؤدّي إلى خلق المزيد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة

 

"التغيير والاصلاح" دفاعا عن نصرالله: السعودية "معمل" و"منبع" الارهاب

"ليبانون ديبايت": تصريحات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، والتي اتهم فيها السعودية بدعم الإرهاب، أثارت حفيظة المسؤولين في المملكة، وأتى الرّد سريعاً من قبل وزير الحرس الوطني في السعودية، الأمير متعب بن عبد الله، الذي قال: "إن المملكة من أوائل الدول التي حاربت الإرهاب وتعرضت له وتضررت منه"، مُردفاً: "أعتقد أنه بات معروفاً الجهات التي تحتضن وتهتم بالإرهاب".

لكن على ما يبدو هذا الكلام لم يمر مرور الكرام عند الحليف الاساس للحزب في لبنان تكتل "التغيير والاصلاح"، حيث قال عضو التكتل النائب فادي الأعور في حديثٍ إلى موقع "ليبانون ديبايت": "السعودية لا تدعم الارهاب بل هي "معمل" الارهاب".

وأضاف: "السعودية لديها مفهوم خاص للارهاب فهي تعتبر ان كل ما يُوجه ضد العدو الاسرائيلي هو عمل ارهابي وهي خارج اطار الصراع العربي الاسرائيلي، ومن هنا نعتبر كلام الأمير السعودي في هذا السياق اذ انه يعتبر المقاومة (حزب الله) جزء من الارهاب".

بدوره، عضو التكتل النائب ناجي غاريوس قال في حديثٍ إلى موقع "ليبانون ديبايت": "بات معروفاً ان من يُساعد التكفيريين هم بعض الجهات في السعودية وبعض الجهات في قطر". وسأل: "هل تركيا لا تساعد الارهاب أيضاً؟".

وإذ اتهم "السعودية بانشاء مدارس تعلم هذا الفكر المتشدد في دول عدة منها لبنان"، قال غاريوس: ان "النتيجة ظهرت في طرابلس وصيدا".

ودعا غاريوس "السُنَّة في لبنان الى نزع صفة "التكفيري" عنهم، إذ ان هذه اهانة للديانة الاسلامية".

عضو التكتل النائب سليم سلهب، وفي حديثٍ إلى موقع "ليبانون ديبايت" رأى ان لا مصلحة للبنان في الدخول في هذا السجال"، مُضيفاً: "في ما مضى كان هناك تواصل ما بين الاستخبارات السعودية والارهاب أما اليوم فالمملكة اعلنت انها ستُحارب الارهاب الى جانب أميركا ونتمنى أن يكون هذا الموقف واضح وفعَّال لكي نتمكن من التخلص من معضلة الارهاب".

من جانبه، وفي سياقٍ متصل، قال القيادي في التيار "الوطني الحر" الوزير السابق ماريو عون، في حديثٍ إلى موقع "ليبانون ديبايت": "ان الامور واضحة على الأرض والعملية ليست اتهام والرد عليه".

وأضاف: "على الارض نرى حقيقة واضحة وهي ان هناك جهات تُصدر الارهاب ومنها السعودية بما فيه الفكر الوهابي والتطرف الذي نراه اليوم".

وفي هذا الاطار اردف: "طبعاً هي تقول انها تحارب الارهاب لكن لا يهمني ما تُدلي به، كل التطرف الاسلامي والسني لديه ارض خصبة في السعودية وهذا ما اشار اليه السيد حسن نصرالله".

 

النصرة" سلمّت شروطها للموفد القطري الذي "أبدى شبه موافقة مبدئية"  

١ تشرين الثاني ٢٠١٤ / وكالات

نشرت "جبهة النصرة" بياناً تحت عنوان "فكّوا العاني" أشارت فيه الى انه تم تسليم الموفد القطري ثلاثة مقترحات بشأن تبادل العسكريين المخطوفين بموقوفين في السجون اللبنانية والسورية.

وأوضحت أن الموفد القطري أحمد الخطيب دخل الى عرسال ومعه مساعدات للاجئين السوريين، معتبرة ذلك "خطوة أولى في تقدم المفاوضات".

وقال البيان: الموفد القطري انتقل الى جرود عرسال الخميس والتقى مع اللجنة المكلفة من قبل "النصرة" وتم عرض 3 مقترحات في شأن تبادل العسكريين المخطوفين بموقوفين في السجون اللبنانية والسورية.

ولفت البيان الى أن الموفد القطري غادر الى الجهة اللبنانية المكلفة بمتابعة الملف وأبلغهم بمجريات المقابلة مع الهيئة ثم عاد يوم السبت وأبدى شبه موافقة مبدئية على اطلاق سراح الأسرى من سجون النظام اللبناني واطلاق سراح الأخوات من سجون النظام السوري وتم تسليمه لائحة بأسماء بعضهم".

والمقترحات التي تم عرضها على الموفد القطري كما جاءت في بيان النصرة:"

1- اطلاق سراح 10 أخوة من سجون النظام اللبناني مقابل كل محتجز.

2- اطلاق سراح 7 أخوة من سجون النظام اللبناني مع 30 أخت من سجون النظام السوري مقابل كل محتجز.

3- إطلاق سراح 5 أخوة في سجون النظام اللبناني مع 50 أخت في سجون النظام السوري في مقابل كل محتجز".

أضاف البيان: "في حال تم الاتفاق على احد هذه المقترحات فتتم عملية تسليم الأخوات في تركيا أو قطر حصراً، ويتم تسليم الأخوة اللبنانيين والسوريين في السجون اللبنانية في جرود عرسال أو حسب طلب الأخ، أما الأخوة من الجنسيات الاخرى فيتم تسليمهم على الحدود السورية التركية أو حسب طلب الأخ، ويتم توثيق كل ذلك عبر وسائل الاعلام."

وتابع: "لا بد من التذكير بأن حزب اللات الإيراني هو من ورط لبنان بهذا الملف من خلال محاربة وتهجير أهل السنة في سوريا بوقوفه الى جانب النظام النصيري المجرم وتحكمه بقرارات الجيش اللبناني".

وختم البيان: "لا يزال يقبع في سجون النظام النصيري أكثر من 5000 أخت من أهل السنة يستصرخن المسلمين في شتى بقاع الأرض، وندعو كل غيور على أخذ دوره في فك أسرهن"

وقد أرفق البيان بصورة لشخصين يسلم أحدهما الآخر لائحة يبدو أنها شروط الجبهة لاطلاق سراح العسكريين المخطوفين.

 

الجيش: ضبط مخزن سلاح في باب التبانة وتوقيف مشتبه به

السبت 01 تشرين الثاني 2014/ وطنية - صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بنتيجة متابعة عمليات الدهم والتفتيش، ضبطت قوة من الجيش ظهر اليوم في محلة باب التبانة - شارع حربا، مخزنا للسلاح يحتوي على 25 بندقية حربية، ورشاش BKC، وقاذف أر.بي.جي عدد 2، وكمية من الذخائر المتنوعة والقنابل اليدوية والصواعق والأعتدة العسكرية، كما أوقفت خلال عملية الدهم أحد الأشخاص المشتبه بهم.ا

 

ريفي: هناك آلاف مستودعات الاسلحة في جبل محسن والضاحية وعلى الجيش تطبيق الخطة الامنية بالتساوي على كل المناطق

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /  وطنية - زار وزير العدل اللواء اشرف ريفي المؤهل اول في قوى الامن الداخلي ديب اللهيب، في منزله في طرابلس، مطمئنا الى صحته بعد العملية الجراحية التي اجراها مؤخرا. ونفى ريفي خلال الزيارة صحة ما نشرته جريدة "الاخبار" عن توقيف اللهيب اثناء نقله مبلغا من المال الى المسلحين في جرود عرسال، وقال: "دأبت بعض وسائل الاعلام الصفراء بتركيب وفبركة اخبار كاذبة وغير صحيحة تستهدفني من اجل ضرب الاعتدال السني في البلد، و لقد سبق ان اعلنت، منذ استلامي وزارة العدل، انني طيلة فترة وجودي في الوزارة لن ادعي على اية وسيلة اعلامية او أي صحافي. وبكل أسف، نشرت اليوم جريدة "الاخبار" التي اعتبرها جريدة صفراء تدار من غرف عمليات سوداء تتحكم بها مخابرات ايرانية سورية، وهي جزء من مجموعة أبواق تستهدف كل من يدافع عن الدولة ومؤسساتها الشرعية ويهاجم المشروع الايراني اي مشروع دويلة حزب الله، لا يمكن ان نبني دولة ضمنها دويلات ولكننا سنبقى، رغم افتراءاتهم، على موقفنا الداعم لمؤسسات الدولة. فلقد نشرت "الاخبار" ان مرافقي ديب اللهيب قد نقل مبلغا من بيروت الى المسلحين في جرود عرسال، وهذا الكلام هو كذب وافتراء ومن يخطط لهذا الموضوع يهدف لجرنا لكي نبني دويلة بوجه دويلة حزب الله، ولكن اؤكد اننا لن ننجر الى ذلك، وسنبقى نراهن على مؤسسات الدولة فقط لا غير، واني ادعو قيادة الجيش والوزير وائل ابو فاعور الى توضيح تفاصيل هذه القضية".

أضاف: "ان ابناء طرابلس ليسوا بحاجة الى فحص دم لاثبات وطنيتهم، لا بل ان من يملك مستودعات السلاح وتأتيه اطنان الاموال والسلاح من ايران عليه هو ان يثبت وطنيته، واهالي طرابلس والشمال هم حكما مع الدولة، ولكن على الدولة ان تعامل ابناءها بالتساوي ودون تمييز بين منطقة واخرى، وعليها واجب تنفيذ المشاريع الحيوية في طرابلس والشمال كما فعلت في مناطق اخرى".

وتابع: "الخطة الامنية يجب ان تطبق في المناطق اللبنانية كافة وان تصادر مخازن الاسلحة في جبل محسن والضاحية الجنوبية كما تفعل يحصل الان في طرابلس، ولماذا ايضا لا يتم توقيف قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذين يسرحون ويمرحون في مكان محدد والبعض اعتبرهم قديسين، فالناس في طرابلس يشعرون بغبن كبير نتيجة هذه الممارسات وكذلك نتيجة توقيف اي شخص لديه بندقية في منزله، علما ان حيازة هذا السلاح غير شرعي ولكن كل المنازل في لبنان فيها اسلحة فردية نتيجة الاحداث اللبنانية ولم يتم مداهمتها، لذا لا يمكننا ان نتهم كل من يملك بندقية بانه ارهابي، وهناك اشخاص اوقفوا واتهموا بالارهاب نتيجة التوقيفات العشوائية التي حصلت، وندعو الجيش الذي نراهن عليه الى انصاف هؤلاء الاشخاص واطلاق سراحهم، ويجب معاملة الموقوفين المسلحين ضمن القوانين المرعية الاجراء ولا يجوز العودة الى طريقة مخابرات النظام السوري".

واعتبر انه "على الدولة معالجة الوضع الاجتماعي والانمائي بشكل جذري لان الفقر يولد التطرف والارهاب، وعلى الدولة ان تدخل الى الاحياء الفقيرة انمائيا وليس فقط عسكريا".

ورأى ان "المبلغ الذي اقرته الحكومة للمناطق التي تضررت جيد، ولكنه غير كاف، واننا نسعى في الحكومة لدفع التعويضات للمتضررين من ابناء طرابلس عن آخر جولة، وهناك مبادرة كريمة من الرئيس سعد الحريري الذي اعلن تقديم هبة بقيمة عشرين مليون دولار للمناطق المتضررة، وهذا الامر ليس بغريب عنه فهو يحمل هم طرابلس بفكره ووجدانه كما فعل والده الشهيد الرئيس رفيق الحريري". بدوره قال اللهيب: "انا موجود امامكم طريح الفراش منذ 6 ايلول 2014، والتقارير الطبية تثبت ذلك، ولقد اجريت عملية في كتفي واتابع علاج الديسك، وانني بصدد تقديم دعوة بحق جريدة "الاخبار" لما نشرته من اخبار ملفقة وكاذبة، بعد اخذ موافقة مديرية قوى الامن الداخلي". وكان ريفي قد تفقد الاسواق القديمة في طرابلس واطلع ميدانيا على حجم الاضرار التي لحقت بالمباني والسيارات والمحال التجارية، واستمع الى شكاوى المواطنين وأصحاب المحال ومطالبهم.

 

جعجع تلقى دعوة من العنداري وحكيم لحضور مؤتمر العائلة

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /  وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في دارته في معراب، منسق لجان الشرق الأوسط للعائلة في مجلس البطاركة والأساقفة النائب البطريركي على نيابة جونيه المارونية المطران انطوان نبيل العنداري وموفد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام المستشار البطريركي للشؤون العامة المونسنيور شربل حكيم اللذين قدما له دعوة لحضور مؤتمر "العائلة وتحديات العصر في الشرق الأوسط"، الذي سينعقد في السابع والثامن من تشرين الثاني 2014 في المركز البطريركي العالمي لحوار الحضارات في الربوة، والذي ينظمه مجلس بطاركة الشرق، بحضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووفد رفيع المستوى من الفاتيكان ورؤساء الطوائف والمسؤولين اللبنانيين.

والقى العنداري، إثر اللقاء الذي حضره مفتش عام القوات حبيب حصني، كلمة قال فيها: "تشرفنا بلقاء الدكتور جعجع، ووجهنا اليه دعوة لحضور المؤتمر الشرق أوسطي الذي ننظمه، ونحن نتمنى مشاركته، فهو لطالما كان حريصا على الوجود المسيحي في لبنان والشرق".

أضاف: "يهدف المؤتمر الى توحيد الجهود السياسية والدينية من أجل حماية استقرار لبنان وصون الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وسيتناول المؤتمر إضافة الى أوضاع العائلة كونها الخلية الأساسية في المجتمع، التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية للعائلة الكبرى في الشرق الأوسط، خصوصا في ظل نمو الحركات التكفيرية التي تشوه المعنى الحقيقي للدين وتضرب عرض الحائط القيم الانسانية السامية".

من جهته، قال المونسنيور الحكيم: "سيجمع هذا المؤتمر كل الطوائف في لبنان، فسنرى في اليوم الأول كل رؤساء الطوائف جنبا الى جنب: مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى العلامة عبد الأمير قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الى جانب كل بطاركة الشرق يلقون كلمة في الجلسة الافتتاحية. ومن الناحية السياسية يجمع المؤتمر كل الفئات السياسية، إذ سيتخلل الجلسة الافتتاحية كلمة للوزراء جبران باسيل، أشرف ريفي وروني عريجي، وفي اليوم الثاني سيجمع أحد المحاور على سبيل المثال مداخلتي النائبين: جورج عدوان عن حزب القوات اللبنانية وفريد الخازن عن تكتل التغيير والاصلاح".

وختم الحكيم: "تجدر الاشارة الى ان زيارة الدكتور جعجع تأتي ضمن إطار جولة الوفد على رؤساء الاحزاب والرؤساء السابقين والقيادات الامنية والسياسية في البلاد لدعوتهم الى المؤتمر".

الى ذلك، التقى جعجع وفدا ضمَّ رئيس وأعضاء لجنة الأهل في ثانوية إهمج ولجنة القوات في البلدة، في حضور منسق منطقة جبيل في القوات شربل ابي عقل. وكانت مناسسبة شكر خلالها الوفد جعجع على مساهمة حزب القوات في تزفيت باحة الثانوية وبناء حائط دعم لها.

وقد ألقى رئيس لجنة الأهل جورج أبي رميا كلمة قال فيها: "في غمرة الأمواج العاتية، وفي ظل غضب الطبيعة، لا يعيد السفينة الى بر الأمان إلا الربان الحكيم... وطننا هو هذه السفينة التائهة، تتجاذبه الأحقاد والأطماع، وتتحكم به حفنة من الموتورين الراغبين في تشويه وجهه وصورته الحقيقية، إليك نقول، كن هذا الربان، وقف درعا حصينة في وجه كل الطغاة والطامعين".

أضاف: "من إهمج التي أحببت وأحبها الوالد، رحمه الله، وصلى في كنائسها، جئناك نجدد العهد والوعد، لا يخبرنك أحد بأن سماءنا لم تعد سماءنا، وأبناءنا ما عادوا كما تعهد... اليك نقول، إهمج من أولى البلدات التي قدمت الشهداء، وبيتنا من بيوت هؤلاء، شهداء المقاومة المسيحية الحقة، هم طبعوا سماء لبنان باللون الارجواني ونحن باقون لنكمل". وختم أبي رميا: "باسم مجلس الأهل في ثانوية إهمج الرسمية، أقول لكم لا شلت يمينك على ما قدمت للثانوية ولطلابنا، وأدامك الله حصنا منيعا وزعيما مسيحيا يُقتدى به، مشكورين على ما فعلتم وستفعلون لاحقا فنحن لم ننهِ أهدافنا بعد، وما زلنا نحتاج الى أياديكم البيضاء، حماكم الله ودُمتم لنا سنداً وأيقونةً للمقاومة والعطاء". بدوره، ألقى نائب رئيس اللجنة خليل أبي خليل كلمة قال فيها: "وعدتم فوفيتم وكنتم السباقين في خدمة الناس حيث ما استطعتم وبقدر ما توفر بين أيديكم من امكانيات، كنتم تبنون وتعبدون وترممون... عسى أن يتعلم الجميع منكم، فأنتم مدرسة في التفاني والتضحية والخدمة العامة، حماكم الله واسبغ عليكم من نعمه ووفقكم في كل خطوة تقومون بها لتتكلل مسيرتكم بالنجاح والتوفيق".

وتابع: "نشكركم باسم لجنة الأهل في ثانوية إهمج الرسمية على ما قمتم به من أعمال بناء وتعبيد لملعبها ومواقفها، ونشكر كل من عمل وأشرف على انجاح المشروع من إخوتنا المنضوين تحت رايتكم في مكتب إهمج، أشكرهم فردا فردا..."

وختم: "نثمن جهودكم ومساعيكم لسد فجوة في جدار الدولة التي تغض طرفها عن تأمين الحاجات الأساسية والضرورية للبقاء والاستمرار".

وفي الختام، قدم الوفد لجعجع منحوتة صخرية عبارة عن لوحة للقديس شربل. من جهة أخرى، التقى جعجع مدير عام محطة Sat 7 الفضائية ناجي داوود والمخرج مارون أبي راشد اللذين قدما له دعوة للمشاركة في احتفال تدشين المبنى الجديد للمحطة يوم السبت الواقع في 15 تشرين الثاني 2014 الساعة الخامسة بعد الظهر في المنصورية شارع البلاطة.

 

النائب جوزيف المعلوف: نرفض الأمن الذاتيالمعادلة الثلاثية الخشبية رفضت لان الملاذ الأخير للبنانيين هو دولتهم حصراً

أكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” جوزيف المعلوف، أن هناك استغلال لهذا الوضع القائم من قبل بعض الفئات، مشيراً الى أن للجبهة الشعبية، حلفاء النظام السوري وحزب الله، يسوقون في الوسائل الاعلامية، ان الحل الوحيد هو الامن الذاتي، وليس في تدخل “حزب الله” في الحماية من التطرف.وأشار المعلوف في حديث إلى الـ”mtv”، الى أن “حمايتنا من التكفيريين تكون من خلال التكاتف والتعاضد ضد أي تطرف، ووجود التطرف الذي نراه يبرره ويحلله وجود تطرف آخر في مقابله، محذراً من فرض المعادلة الثلاثية على اللبنانيين.

وشدد المعلوف على أن التخويف والحض على الأمن الذاتي برعاية حزبية ليس إلا محاولة لتكريس المعادلة الثلاثية الخشبية التي رفضت لان الملاذ الأخير للبنانيين هو دولتهم حصراً.

 

سليمان :ما يقوم به الجيش اللبناني هو عين الصواب

الأنباء الكويتية/١ تشرين الثاني ٢٠١٤

  أخذت معالم الصورة تتضح أكثر لمسار التعاطي مع ملف الاستحقاق الرئاسي بعد التمديد الثاني للمجلس النيابي، مع اتجاه الى تشكيل لوبي وطني تظلله عباءة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي يضغط في كل الاتجاهات لاسيما المسيحية منها بهدف الدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية. هذا التوجه الضاغط إيجابا يعبر عنه الرئيس العماد ميشال سليمان الذي لا ينفك يعلي الصوت بأن «الدولة» مكسورة بلا رئيس جمهورية، وليس مقبولا ان نستهل القول اننا متفقون على عدم انتخاب الرئيس حاليا أو ان على المسيحيين ألا يحملوا هما لأنه سيكون يوما ما هناك رئيس، هذا الكلام غير مقبول لأنه ليس الهم أن يأتي الرئيس المسيحي إنما الهم أن يكون هناك رئيس منذ 25 مايو الماضي، لأن لكل شيء رأسا يديره».

ويسأل سليمان في حديث لـ «الأنباء» الى متى سنبقى على هذه الحال؟ الرئيس تمام سلام بإدارته المسؤولة يتجنب ان يحل محل الرئيس، ولكن المخاطرة في إبقاء الوضع على حاله غير مشروعة، وكل من يتحدث بهذا الموضوع يهجمون عليه «كمدبرة النحل»، تماما كما هجموا علي بعد خطاب ميفوق، وكأن المطلوب ألا أتكلم وألا يقول أحد ان هذا الأمر خطأ كبير وألا يجرؤ أحد على الكلام، لا فليسمحوا لنا، حتى لو اختلقوا الأكاذيب واستهدفوا بالشخصي حتى وصل بهم الأمر الى ان يشتروا المرض الذي أصابنا، أتمنى ان يرزقوا مثل الشقة التي استأجرتها في باريس ولذات السبب والتي قالوا ان ارستقراطيا لا يستطيع اقتناء مثلها، في حين ان كل الأمر هو انني استأجرت شقة متواضعة جدا لسبب علاجي يخص عائلتي، للأسف يختلقون قصصا ويضعونها مقابل موقفي، لماذا لا يناقشونني بموقفي؟ فليقولوا لست على حق بما قلت». ويتابع سليمان: «أنا قلت ان داعش ستذهب الى جهنم وهذا الجيش اللبناني هزمها في طرابلس، أين الخطأ؟ ستأتي داعش الى جونية؟ هذا يعني انها ستقيم في الضاحية وتضع الحواجز في البقاع قبل ان تصل الى جونية، هذا لا يجوز وليس كذلك يتعاطى اللبنانيون مع بعضهم البعض. لم نقل يوما ان حزب الله أتى بداعش الى لبنان، ولكن لا تلاحقونا بكلام مثل انه لولاكم لكانت الأمور خربت».

رئاسيا، يوضح سليمان «ان الأميركيين كما الأوروبيين والأمم المتحدة يستطلعون الأجواء حول الرئاسة، ولكن هل تريدون ان يأتوا هم بالرئيس؟ هم يسألون عن الطريقة لحل القضية ويقولون لا يجوز استمرار الوضع على حاله لأن الأخطار متلاحقة. حظ لبنان كبير انه برهن على قدرته على الصمود وعلينا استثمار ذلك، ورغم كل الذي حصل، الوضع في لبنان جيد حتى على المستوى الوظيفي هناك تهدئة ولا أحد يريد مشكل، وحزب الله له أفضال في تهدئة جمهوره مهما حصل، والجيش موحد ويقاتل ويضحي، ولكن ماذا نريد؟ هل نريد خراب البلد؟

 أوجدنا أزمة الرئاسة لتعطيل البلد، ولكن من يكفل الأمور لاحقا؟ لا يجوز ان نعطل الرئاسة ونبدأ ضربا بالمندل والقول ان الأمور ستنقلب لصالحنا، إذا انقلبت الأمور وجاءت بهذا الشخص أو ذاك هل يقبل بها كيفما انقلبت؟ ماذا لو كان التحول لغير صالح المزاج الوطني اللبناني هل يقبل هذا الشخص؟ واذا كان ينتظر حدثا قادما، هل يعرف ما الحدث؟ واذا كان الحدث سيئا وطنيا هل يقبل ان يكون رئيسا على حدث سيئ؟».

ويتناول سليمان مواقف الرئيس سعد الحريري ويرى «ان مواقف الرئيس الحريري تنم عن مسؤولية وطنية كبيرة رغم انها قد تعرضه لخسارة في شارعه، لكنه امتلك الشجاعة والوطنية لكي يطلقها، سلك ذات طريق والده بهذه المواقف».

وتطرق سليمان الى حملات التشكيك في الجيش، وقال: «أهداف العمليات العسكرية هي السيطرة على الأراضي التي يتواجد فيها العدو وتدمير تحصيناته ومصادرة أسلحته وقتله أو أسره، عادة العدو الذي يخسر يهرب، والعصابات المسلحة قاعدة الحرب لديهم غير الجيوش التي تصمد حتى آخر لحظة فهم عندما يتقدم الجيش يهربون، وعندما يقف يتقدمون وعندما يتراجع يحاولون إبادته. يزعمون ان المسلحين هربوا ضمن تسوية هذا ليس صحيحا، لا المؤكد ان الإرهابيين سيهربون لأن الجيش سيطر على أماكن تواجدهم ويلاحقهم، ويجب ان تبقى المبادرة بيد الجيش وتحديدا في عمليات المطاردة للإرهابيين لأنه عندما يتوقف يعودون الى عمليات استهدافه، وما يقوم به الجيش حاليا هو عين الصواب».

 

الشعار استقبل وفدا بيروتيا بحضور فاعليات طرابلس: نحن بأمس الحاجة إلى موقف يشد من أزر إنتمائنا الوطني ويؤكد على هويتنا التي لا تكتمل إلا بعيشنا المشترك

السبت 01 تشرين الثاني 2014/ وطنية - إستقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في دارته بطرابلس وفدا سياسيا ونيابيا جاء ليعلن بإسم العاصمة بيروت تضامنه مع طرابلس وأهلها وليؤكد أن عاصمة الشمال ليست محضنا للمجموعات الإرهابية.

ضم الوفد النواب: محمد قباني، عمار حوري، جان اوغاسبيان، الوزيرين السابقين محمد يوسف بيضون وحسن السبع، عثمان عرقجي، إيلي ربيز، مالك مروة، صلاح سلام، احمد بعاصيري والدكتور نزار القاضي. وحضر اللقاء كل من النائب أحمد كرامي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، وزير العدل اللواء أشرف ريفي، وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس، والنواب سمير الجسر، محمد كبارة، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، الوزير السابق سامي منقارة ممثلا الوزير السابق فيصل كرامي، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، نقيبة اطباء الأسنان راحيل الدويهي، أمين المال في غرفة التجارة والصناعة والزراعة بطرابلس توفيق دبوسي، رئيس جمعية تجار طرابلس فواز الحلوة، وحشد من الفاعليات والهيئات وممثلي الهيئات المحلية.

الشعار

ورحب الشعار بالوفد البيروتي والحضور وقال: "سعادتي بالغة عندما هاتفني سعادة الأخ صلاح سلام وأعلمني بأن وفدا نوعيا يمثل ضمير بيروت أراد أن يؤم هذه المدينة ليعلن موقفا تضامنيا وليسمعنا كلاما نحن بأمس الحاجة إليه، في وقت تكررت فيه الهجمات على مدينة طرابلس، لتغيير حقيقة هوية هذه المدينة التي إشتهرت بإنتمائها الوطني وأنها قلب لبنان النابض بالمحبة وبالوحدة الوطنية والعيش المشترك، وقد اصبحت لدى البعض هدفا وكأنها أحد مصادر الإرهاب إما حاضنة له وإما متعاونة معه، هذه الهجمات الشرسة ربما تدل على ثقافة الفاعل والمدبر لإستهداف هذه المدينة، فنحن بأمس الحاجة إلى موقف يشد من أزر إنتمائنا الوطني ويؤكد على هويتنا الوطنية اللبنانية التي لا تكتمل إلا بعيشنا المشترك والتي لن أعبر عنها بمفردي وسأتيح الفرصة لأخي صاحب السيادة المطران جورج بو جودة ليسمع اللبنانيين عامة ولمن هو أبعد من الحدود أن طرابلس لم تكن يوما إلآ قلبا نابضا بالإنتماء الوطني ومركزا أساسيا للعيش الواحد المشترك، وهي التي تضم كافة شرائح المجتمع في حياة متوازنة عفوية يتزاور فيها المسلمون مع إخوانهم المسيحيين وبقية شرائح المجتمع".

أضاف: "نحن في طرابلس ربما نضطهد في الحرمان والإهمال وفي المشاريع والإنماء، ولكن خوفنا على هويتنا وإنتمائنا الوطني يشغل بالنا أكثر بكثير، ولن يتمكن احد بإذن الله من أن يجر المدينة أو بعضا من مناطقها إلى فتن أهلية وداخلية أو مذهبية أو دينية أو حتى سياسية، لأن طرابلس مناخها العام مناخ وطني وثقافتها العامة تتصل بتاريخها المجيد النابض بالعروبة والعيش الواحد المشترك".

وتابع: "من هنا كان لتشريف هذا الوفد البيروتي النخبوي والنوعي والذي يضم كافة شرائح مجتمع بيروت في الإطار السياسي والإقتصادي والمذهبي والديني، ومن هنا تكمن أهمية تشريفكم إلى طرابلس لنؤكد وإياكم معا صفاء الإنتماء للوطن بل الولاء الكامل لهذا الوطن والتأكيد على العيش الواحد المشترك دون أي خلل أو ريب يتسرب إلى هذا النسيج الذي صنعه التاريخ وصنعته سنوات بل مئات من السنين مضت على هذه المدينة، لم يشعر فيها أحد من أبنائها بأي خوف أو بأي وجل أو بأي ترقب أنه مستهدف من الآخر".

وقال: "بإسم أهل بلدي طرابلس وبإسم هذه النخبة النوعية التي تقف معي لحسن إستقبالكم جميعا من وزراء ونواب وفاعليات إقتصادية، وقيادات للمجتمع المدني، رغبت أن ادعوهم جميعا ليقفوا معنا في إستقبالكم لإعلان هذا الموقف الوطني الذي آمل أن يعم الوطن كله والذي آمل أن نرفع من خلاله سائر الحواجز الوهمية التي يريد أن يصطنعها البعض من أجل سياسات خارجية تخدم الغير ولا تقدم نفعا أو خيرا لوطننا الكبير في مضمونه ومعناه ورسالته وأبعاده، مثل هذا اللقاء من شأنه أن يؤكد التواصل بين اللبنانيين والوحدة واللحمة لكيان واحد ونسيج ثقافي وفكري ووطني يصب في خدمة الوطن ولنعلن جميعا نشيدنا :"كلنا للوطن، كلنا للوطن".

وتابع قائلا: "أرحب بكم في دارتكم وفي بلدكم شاكرا لكم هذه المناقبية وهذه الخطوة المباركة التي تصب في خدمة المدينة للحفاظ على هويتها وللحفاظ على ثقافتها لنبني مستقبلا واحدا واعدا يأمن فيه أبناؤنا على غدهم ومستقبلهم وحياتهم في لبنان عامة وفي طرابلس خاصة".

أضاف: "لا بد لنا من الإشارة إلى ان الإعلام في كثير من الأحيان شوه مساحة كبيرة من الحقيقة في طرابلس، وضخم كثيرا من الأمور وذكر اشياء ليس لها اساسا من الوجود، فلا بد ان نبدأ مسيرة إعلامية حتى نطفىء كل كلام الفتن عن مدينتنا وعن سمعتها وعن هويتها، فطرابلس ليست حاضنة للارهاب فهي بلد العلم والعلماء والعقل والعقلاء والعيش المشترك، بلد الوحدة الوطنية والعيش الواحد، وقد ظهر فيها رجال بنوا الإستقلال وطرابلس لم تزل على سجيتها وعلى تاريخها ويهمنا من كل أحد أن يساهم معنا في الرد وإطفاء الفتن على ما يقال عن هذه المدينة".

وتابع: "لا بد لي من ان اخص بالشكر والتحية لدولة رئيس الوزراء والحكومة مجتمعة لما أعلنته من دعم وآمل ان يكون دفعة اولى كمساهمة في ترميم ما تهدم في شوارع المدينة وفي منطقة التبانة على وجه التحديد، فشكرا لدولة رئيس الحكومة ولمن كان وراء او لمن سعى لتحقيق هذه المنحة التي آمل كما ذكرت ان تكون دفعة اولى ولا يفوتني من ان أخص دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري في مبادرته وعطائه وكرمه، وليست هي المرة الأولى هناك محطات متتالية وقف فيها موقف الحاضن لهذه الماساة التي ألمت بنا وبمدينتنا، كما لا يفوتني على الإطلاق من ان انوه أن مؤسسة العزم والسعادة التي يرأسها الأخوان الاستاذ طه ميقاتي ودولة الرئيس نجيب ميقاتي قد بدات العمل فعلا في منطقة التبانة وشوارع المدينة. فتحية إليهم كما انها ليست المرة الأولى ونحن ينبغي ان نتضامن وان نتكاتف وان نلتقي لخدمة المدينة ومصلحة الوطن وانا آمل بإذن الله تعالى ان تكون هذه آخر الجولات وآخر الفتن وان تبقى طرابلس عصية على كل فتنة طائفية او مذهبية او دينية".

بوجودة

من جهته قال بوجودة: "لا يسعني إلآ ان ارحب بالوفد البيروتي الذي جاء ليؤكد معنا على حقيقة أساسية ألا وهي الدور الوطني لطرابلس ولا يسعني إلآ أن أختصر كلامي بعد هذا الكلام من صاحب السماحة لأركز لا على الناحية السياسية وهذا ليس مجالي، بل أود أن اركز خاصة على أن اليد الغريبة التي تقوم بهذه الأعمال الهدامة في طرابلس إنما تستغل شباب طرابلس الذين يعانون من البطالة والعاطلين عن العمل فتؤمن لهم مدخولا ليس فقط ماديا بل هو مدخول "حربي" وتستعملهم ليقوموا بهذه الأعمال الهدامة".

وتابع: "في المرات السابقة لطالما ركزت على ناحيتين الأولى تتمثل في هذا المشهد الذي رأيتموه ولا شك عند دخولكم إلى طرابلس وقد شاهدتم العنابر والهنغارات الفارغة والصدئة والمتهدمة وتسرح فيها الحشرات والجرذان في حين أنها كانت مقصدا لعمل عشرات الآلاف من العمال المسيحيين والمسلمين من أبناء طرابلس والجبل، في تلك المصانع والمعامل والمؤسسات التي كانت قائمة في منطقة البحصاص، ومن ناحية ثانية إذا خرجتم من طرابلس شمالا تجدون مصفاة البترول صدئة وهي التي كانت تغذي بلدانا كثيرة من المشتقات البترولية التي يتم تكريرها في المصفاة، اصبحت اليوم مجرد مستودعات للبترول المستورد وعشرات العمال بل المئات كانوا يعتاشون من هذا المرفق واصبحوا اليوم بحاجة إلى ما يؤمن لهم ضروريات الحياة".

وقال: "نمر في شوارع طرابلس نجد شبابا جالسين أمام المحلات التجارية يلعبون الطاولة أو يتلهون بلعب الورق فيما السلاح مخبأ على مقربة منهم، وقد قمت منذ يومين بجولة صغيرة في باب التبانة حيث لدينا هناك مدرسة للمطرانية المارونية وتجولت في بعض الشوارع ورايت شبانا جالسين على قارعة الطريق يتبادلون الأحاديث ولكن الواحد منا يشعر بأنهم بحاجة لتأمين الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم".

أضاف: "انا أعتقد أن مسؤولية الدولة ومسؤولية المجتمع المدني هي في تأمين العمل لهؤلاء الشبان، لتأمين ضرورات الحياة لهم ولعائلاتهم. فنحن نعيش بطرابلس مسيحيين ومسلمين علاقاتنا مع صاحب السماحة مميزة ونلتقي بإستمرار ونعيش حياة الأخوة مع بعضنا البعض ونحن بحاجة لدعم، فقد كنا بصدد عقد لقاء جامع منذ أيام ولكن لسوء الحظ في ذلك اليوم وبسبب الأوضاع الأمنية تم تعليق هذا اللقاء، وما نطلبه من الإعلام بصورة خاصة هو عدم تضخيم الأخبار وعدم إختلاق الأخبار غير الصحيحة، وعدم إعطاء صورة عن طرابلس وكأنها "قندهار" أو كأنها مدينة إرهاب وتخريب، فطرابلس ليست كذلك فحالما تهدأ الأوضاع الأمنية والمعارك نعود إلى حياتنا الطبيعية وتعود "عجقة السير" لأن الناس " قرفوا" من تلك الأوضاع، ولذلك أتمنى العمل بشكل مشترك مع بعضنا لتخطي المرحلة ولكي تعود طرابلس مدينة للعيش المشترك والأخوة".

بيضون

والقى بيضون كلمة استهلها بالقول: "أحييكم بإسم اللقاء الوطني البيروتي على رعايتكم هذه المدينة الحبيبة طرابلس والجهود التي ما زلتم جميعا تبذلونها في سبيل إعادة السلام إليها. إن القادمين من بيروت، وأنا منهم، نمثل جماعة أطلقت على نفسها إسم اللقاء الوطني البيروتي، أعضاؤها يمثلون مختلف مناطق بيروت وهم جميعا مؤمنون بلبنان، أكانوا مسلمين أو مسيحيين، وأتوا الى طرابلس اليوم للاعراب عن تضامنهم مع أهلها وتقديم وافر التحية للشخصيات الطرابلسية والشمالية وتقديرهم الكبير لمساهمتهم في معالجة الأزمة بحكمة ووقوفهم جميعا الى جانب جيشنا الباسل. واسمحوا لي هنا بالتنويه بالأخ صلاح سلام على مبادرته التي أوصلتنا الى هنا".

أضاف: "لا بد لنا أن ثمن عاليا ونقدر الدور البطولي الذي قام به جيشنا بتنظيف المدينة من الإرهاب، ولم يكن هذا الإنجاز ليكتمل دون إراقة دماء، أكان في صفوف الجيش أو من المارة الأبرياء، لهؤلاء جميعا ندعو الله الرحمة لهم ولأهلم العزاء. لقد إفتدوا الوطن بأنفسهم وإستحقوا شرف الشهادة، لم يخلو الأمر أيضا من الأضرار الجسيمة التي طالت المنازل والمحال وهجرت أهلها، وفي هذا الخصوص لا بد لي من كلمة شكر وإمتنان للرئيس سعد الحريري الذي أبى إلا أن يعالج الجراح ويهدي المصابين ما يعيد إليهم الكرامة والطمأنينة، فخصهم بعشرين مليون دولار أميركي، وهذا ليس بغريب عليه فهو من تربى على يد والد معطاء تسكن نفسه روح الخير والإنسانية".

وختم بيضون: "ليديم الله على هذه المدينة العزيزة نعمة الأمن والطمأنينة ويبعد عنها كل مجرم أو جماعة إرهابية تربت على الإجرام بإسم الدين والدين منها براء".

اوغاسبيان

من جهته أكد أوغاسبيان "اننا أتينا الى طرابلس اليوم كلقاء وطني حتى نتضامن مع أهلنا في المدينة ونساهم في بلسمة جراح منطقة التبانة المنكوبة، لأن جراح طرابلس والضنية وعكار والكورة وكل منطقة في الشمال هي جراح في قلب بيروت والوطن، تماما كما كانت بالأمس بيروت هي الحاضنة الوطنية الأولى لجراح الجنوب والبقاع والجبل وكل منطقة من لبنان. لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن لا حاضنة في طرابلس والشمال للارهاب ولا للخلايا الإرهابية النائمة، بل جبهة وطنية. لقد أكدت طرابلس، ومعها كل الشمال، الولاء للوطن الكامل، لمشروع الدولة والمؤسسات الشرعية وخاصة الجيش، حيث تبين للجميع أن لا حاضن في المنطقة للإرهاب. وبالتالي نحن اليوم نتعامل على هذا المستوى من التقدير الوطني عبر الإسراع في تقديم المساعدات الفورية لأهلنا المنكوبين في التبانة وجوارها، ولكي تقوم تعمل الحكومة جديا على إطلاق ورشة إنمائية متكاملة وكما قال سيدنا المطران على إستثمار الإمكانيات الكبيرة المتوفرة في طرابلس من المرفأ والمعرض الى مطار القليعات ومصفاة النفط. وأوجه بالمناسبة تحية الى الرئيس سعد الحريري على مبادرته السخية بتقديم عشرين مليون دولار لمساعدة التبانة وأهلها كما نتوجه بالتقدير والإحترام الى الحكومة اللبنانية ولدولة الرئيس تمام سلام أيضا على تحصيص مبلغ ولكن نحن نعتقد بأن هذا المبلغ غير كاف المطلوب الكثير وبنفس الوقت نشد على يد سيدنا المطران كي نؤكد بأن الأساس هو في توفير فرص عمل لأبناء طرابلس، هذا هو الحل وإلا هؤلاء الشبان أيضا قد يعودوا الى عالم لا أحد يرغب أن يعودا إليه".

وختم شاكرا المفتي على الاستقبال ومتمنيا "أن نستطيع أن نساعد على حماية لبنان، لبنان التنوع والعيش المشترك، لبنان المحبة والإنفتاح، لبنان الإعتدال ولبنان بالفعل يكون النموذج كما قال الرئيس خاتمي والرسالة كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني، وهذا الذي نريده ويريده الجميع".

درباس

من جهته قال درباس إن "هذا اللقاء بتنوع الكلام الذي فيه وبالكلام الراقي الذي سمعناه من رئيس السن (الوزير السابق محمد يوسف بيضون) وهو شيخ الشباب، ومن كلام سيدنا المطران جورج الذي نعتبره مواطنا طرابلسيا بإمتياز، وكذلك أقول ان مشاريع مدينة طرابلس التي بقيت طويلا خارج إطار الإهتمام ومرافقها الإقتصادية التي أهملت عن عمد كانت تنم عن معادلة غريبة طرفها الأول إهمال متعمد متماد يقابله في الطرف الآخر قبول وخنوع، وعلينا أن نقر الآن أننا تخطينا هذه المرحلة وتلك المعادلة الشريرة، وهنالك معادلة جديدة، طرابلس بلد للأمن والأمان وأيضا طرابلس هي بلد للمشاريع وأعتقد أن وضعها الجغرافي يؤهلها تماما لكي تكون الدرة الإقتصادية، فتبدأ بالمنطقة الإقتصادية الخاصة للمدينة والتي اقرت في مجلس النواب والتي سيعين مجلس إدارتها في الإسبوع القادم، واذا لم نعين نكون نحن مسؤولين، وستقر مشاريعها بالبت بسكة الحديد من مرفأ طرابلس إلى الحدود وبكلفة خمسين مليون دولار متوفر منها حتى الآن حوالي 30 مليون دولار، وهذا سيعطي مرفأ طرابلس ميزة تفاضلية بحيث ان سوريا عندما تكون بحاجة للإعمار سيكون مرفأ طرابلس حاضرا للقيام بهذه المهمة فنشتري الوقت الضائع لمصلحة الإقتصاد والمدينة".

أضاف: "النقطة الثانية، سيجري ردم مساحة 550 الف متر مربع في البحر قبالة مرفأ طرابلس بكلفة 24 مليون دولار، وكلها اقرت في مجلس الوزراء، وكلفت المكاتب المختصة بالدراسات، وفي آخر إجتماع في مجلس الإنماء والإعمار في حضور رئيس المجلس والمكاتب التي كلفت بالدراسة جرى إلتزام بمواعيد محددة وستردم هذه المنطقة لكي تصبح شبيهة بجبل علي، وهذا المرفق الإقتصادي سيؤدي لإنشاء سلسلة من النشاطات الإقتصادية من شأنها ان تمتص الفقر وتمتص بؤر الإرهاب والفساد لأن الفساد لا ينبت إلا على الحاجة وعلى اليأس، وعلينا ان نخرج طرابلس من يأسها".

وتابع: "إن معرض طرابلس المشيد على مليون متر مربع يقدر ثمنه الآن أكثر من خمسة مليارات دولار، وبدل أن يجري الحديث كم هي أرباحه، يتم إحصاء خسائره، لأن هذا المعرض ما يزال يعتبر مصلحة عامة، إذا إحترقت لمبة فيه يجب ان يتم تغييرها من خلال ديوان المحاسبة، في حين ان معرض طرابلس يجب ان يكون مؤسسة إقتصادية مستقلة منتجة كي نستطيع إستثمارها. ومصفاة طرابلس كما قال سيدنا بو جودة لم تكن بؤرة إقتصادية فقط بل بؤرة ثقافية وإجتماعية حيث كانت تضم ناديا ثقافيا إستضاف شعراء عربا كبارا. وكانت معلما ثقافيا مهما".

ريفي

وتحدث ريفي، فاستهل كلمته بتوجيه الشكر "الى هذا الوفد البيروتي الكريم الذي نجل ونحترم ونقدر وقفة التضامن التي يعبر عنها اليوم بالمجيء الى منزل صاحب السماحة الذي تفخر به وبمواقفه مدينة طرابلس".

وقال: "طرابلس ليست بحاجة الى شهادة حسن سلوك من أحد، طرابلس هي التي تعطي شهادة حسن سلوك للجميع، ولطالما كان رهانها على الدولة والدولة فقط لا غير، نعم طرابلس دائما كانت تراهن على الدولة اللبنانية، كانت تراهن على مؤسسات الدولة اللبنانية فقط لا غير، لن تستقيم الأمور بوجود دولة ودولة ودويلة داخل هذه الدولة. نعم طرابلس هذا كان رهانها وسيبقى رهانها دائما الى جانب الدولة اللبنانية. حق طرابلس على الدولة اللبنانية أن تقيم مشروع تنمية كبير، هي بحاجة الى مجلس تنموي، الى مجلس إنمائي كبير لمناطق الشمال كافة، أقرينا بالأمس 30 مليار ليرة لبنانية أي ما يوازي عشرين مليون دولار لإصلاح ما تهدم من جرائم المعركة الأخيرة، وبالمقابل تكرم الشيخ سعد الحريري الذي واكب المدينة بمحبة دائمة على صورة والده المرحوم الشهيد رفيق الحريري بمبلغ يوازي ما دفعته الدولة اللبنانية".

أضاف: "أقول لأهل التبانة وأطمئنهم، بالأمس عقد إجتماع إستثنائي مسائي في السراي الحكومي بوجود وزير المالية وبعض الوزراء وبعض المعنيين، للبحث بالتعويضات السابقة لأهل التبانة والتي تقارب ال55 مليار ليرة لبنانية، أطمئن الجميع أننا معهم، نحن نشعر بآلامهم وبمعاناتهم وبوضعهم الإجتماعي، نعم طرابلس بحاجة لمشاريع تتيح فرص عمل للشباب العاطل عن العمل، نعم إذا ترافق الفقر مع القهر تحصل الويلات، نعم يجب أن نزيل القهر، يجب أن نزيل الفقر لننعم بحياة طبيعية وحياة راغدة".

وختم ريفي شاكرا الوفد على زيارته "فكما كانت طرابلس مع بيروت اليوم بيروت مع طرابلس، فأهلا وسهلا بكم في هذه الديار العامرة وشكرا جزيلا".

تم تسليم الموقوف مع المضبوطات إلى المرجع المختص وبوشر التحقيق".

 

اتصالات بين 14 آذار لتوحيد الموقف من التمديد

ثريا شاهين/المستقبل

كشفت مصادر نيابية بارزة أنّ مشاورات تجري بين أركان قوى 14 آذار من أجل توحيد موقفها من مسألة التمديد لولاية مجلس النواب، لجهة التصويت عليه من جانب حزبَي «القوّات اللبنانية» و«الكتائب» تداركاً لدخول مصير المجلس في خطر. وستظهر نتيجة هذه الاتصالات قبيل جلسة المجلس التشريعية الأربعاء المقبل، ومن بين المطروح على أعمالها مشروع قانون يقضي بالتمديد.

لكن ما هي انعكاسات التمديد، وما انعكاسات عدم التمديد؟

تشير هذه المصادر إلى أنّ لبنان في النهاية أمام ثلاثة خيارات:

الأول، إمّا الذهاب إلى الانتخابات النيابية، لكن لا إمكانية أمنياً لإجرائها. وما حصل في الشمال أخيراً أهم دليل على ذلك. وقد وردت إلى وزير الداخلية معطيات حول عدم امكانية ذلك أمنياً، وبالتالي يستحيل إجراؤها في ظلّ هذه الظروف، وكذلك إذا ما أجريت، لا يوجد سلطة أي رئيس للجمهورية لتسمية حكومة جديدة.

الخيار الثاني: الذهاب باتجاه عدم حصول التمديد بالتزامن مع عدم حصول الانتخابات النيابية، وهذا يؤدي عملياً إلى فراغ في السلطة التشريعية. هناك قيادات مسيحية كُلِّفت بالعمل لإنجاز هذا التوجّه، وظهر ذلك جلياً عبر تصريحاتها بأن لا انتخابات رئاسية، ولا نيابية، وبأنّها ضدّ التمديد.

أمّا الخيار الثالث، فهو التمديد الذي يقع تحت عنوان منع الفراغ، ومنع تعطيل المؤسسات. ومن انعكاسات هذا الخيار أنّ المجلس النيابي بعد التمديد له يعود هيئة تستطيع انتخاب رئيس للجمهورية عندما يجري توافق حوله. الدستور في هذه الحالة لم ينشأ لحالات الحروب والنزاعات السياسية والأمنية، إنّما في الاساس موجود لاستمرارية عمل المؤسسات، والضرورات تبيح المحظورات. ذلك أنّه في الظرف الأمني والسياسي والوضع الخطر، يجب اعتماد الإجراءات الاستثنائية. في حالة الضرورة، يفترض اتخاذ إجراءات تحمي المصلحة الوطنية، من هنا دستوريتها. وتفيد المصادر أنّ هناك توافقاً كبيراً على التمديد، إنّما المشكلة في المزايدات المسيحية. نصف النواب المسيحيون لا سيما في كتلة «المستقبل» النيابية و«اللقاء الديموقراطي» والطاشناق وغيرهم مع التمديد. يبقى أنّ تكتل «التغيير والإصلاح» من خلال مواقفه يريد إحراج حزبَي «الكتائب» و«القوّات». ولا يستبعد أن يتبدّل موقف الحزبين خلال الساعات المقبلة. مع أنّ المصادر تسأل لماذا تم القبول سابقاً بميثاقية رئيس مجلس الوزراء السابق نجيب ميقاتي والآن لا يتم القبول بميثاقية حضور الحزبين وإن لم يصوّتا على التمديد، كما لا يتم القبول بميثاقية المسيحيين الآخرين في 14 آذار. الخيار الأمثل هو في إجراء الانتخابات واحترام مبدأ تداول السلطة، وفي ظل الوضع الاستثنائي الذي يعيشه لبنان التمديد يُعتبر خياراً، لكن لا بديل عن إجراء الانتخابات.

واشارت أوساط نيابية في 8 آذار إلى أنّ إجراء الانتخابات صعب، وعندما تمّت الدعوة إلى الانتخاب في 16 تشرين الثاني الجاري، كانت الدعوة «ملغومة»، بسبب عدم تشكيل هيئة للإشراف على الانتخابات وجرى تعطيل ذلك، وتحديد الموعد جاء متأخراً يوماً واحداً عن ما يجب أن يكون عليه موعدها. كل ذلك ليؤكد وفق مصادر نيابية أن عدم التمديد يعني أنّ المجلس الحالي ساقط دستورياً، وأنه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذه الحالة تُعتبر الحكومة مستقيلة، نظراً لأنها تفقد ثقة المجلس، ولا يعود هناك رقابة عليها حسب الدستور. فينعدم عندها تشكيل حكومة ويصبح البلد دستورياً في حالة فراغ كامل، ولا يمكن حصول انتخابات والحكومة لا شرعية لها، في ظرف محيط بلبنان من العواصف السياسية والأمنية. وعندها يصبح الجيش والأجهزة الأمنية مكشوفة.

انعكاسات حصول التمديد هي في ما يلي:

- امكانية انتخاب رئيس للجمهورية تبقى قائمة في أي وقت يحصل اختراق داخلي أو خارجي مؤثر في الملف الرئاسي. ولا يجوز للبنان أن يقفل مؤسساته أو يسقطها في ظرف اقليمي كما الذي يحيط بلبنان، أي يفترض أن يبقي كل الفرص مؤاتية، وكل التحضيرات مستمرة لاقتناص فرصة أي تقاطع دولي اقليمي حول حل ما للبنان. ما يجري بين الولايات المتحدة وإيران يحتم هذا المنحى. خلال هذا الأسبوع هناك انتخابات أميركية: نصفية للكونغرس ولمجلس النواب ولنصف حكام الولايات. بعدها تظهر الصورة السياسية في واشنطن. لكن لا قرارات بين هذا الاستحقاق الأميركي، و24 تشرين الثاني الجاري، الاستحقاق الأكثر أهمية أي مصير التفاوض النووي بين الغرب وإيران. وهناك 3 احتمالات، إما يفشل الاتفاق وإما يتم تمديد لمهلة التفاوض، وتمديد سياسي لمراوحة الأزمات في المنطقة مكانها، وإما يتم الاتفاق، ما يفتح باباً للتفاهمات الكبرى في المنطقة. لذا يجب أن يُبقي لبنان على جهوزيته، وإذا ما فرط مجلس نوابه، لا يعود يمتلك الادوات الدستورية والسياسية التي تجعله قادراً على التقاط الفرص. ما يمكن أن يستجد مبني على مرحلة ما بعد 24 تشرين الثاني، وعلى الآفاق التي قد تجسّدها العلاقة الخليجية الإيرانية. ومن أجل تمرير المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، اقتضى التفاهم السياسي على التمديد، بعدما بات الوضع الأمني وقلق الهيئات الناخبة يبعدان خيار الانتخاب ويجعلانه أكثر صعوبة.

 

الراعي من اوستراليا: ما يعيق إنتخاب رئيس هي دول الإنتماء والولاء إذ بدورها لم تعط بعد كلمة السر

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /وطنية - افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المعرض الماروني للتراث الذي نظمه المركز الماروني للدراسات ممثلا بالاب انطوان موسى والدكتور جان طربيه والتجمع المسيحي اللبناني -الاوسترالي برئاسة والي وهبه، في القاعة الكبرى لدير مار شربل. والمعرض هو مجموعة من المنحوتات للفنان التشكيلي توفيق مراد، منها منحوتات لوجوه قديسين وسواهم بالاضافة الى لوحات ذات رموز ودلالات وأبعاد مختلفة . حضر الحفل النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه ، الرؤساء العامون للرهبانية اللبنانية المارونية ، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم، المسؤول عن الاعلام في بكركي وليد غياض، رئيس ووفد المؤسسة المارونية للانتشار وحشد من فاعليات الجالية اللبنانية والمارونية . وكان في استقبال الراعي والوفد المرافق الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية مع المدبر الاب طوني فخري وامين السر العام الاب كلود ندره ورئيس دير مار شربل الاب جوزف سليمان . قدم الحفل رئيس تحرير "التلغراف" الزميل انطوان قزي، بدأ بالنشيدين اللبناني والاوسترالي . ثم رحب سليمان بالبطريرك الراعي والوفد المرافق ، وتحدث عن رسالة مار شربل وتاريخ تأسيسها والمراحل التي قطعتها في اوستراليا . كما تحدث عن ما يقدمه دير ومعهد مار شربل من خدمات على الصعد الدينية والتربوية والإنسانية . وأثنى على ما "أنجزه الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة دير مار شربل"، منوها ب "إنجاز المعرض"، شاكرا "المركز الماروني للدراسات والتجمع المسيحي".

وألقى المطران طرييه كلمة حيا فيها البطريرك الراعي، مثمنا زيارته التاريخية الى اوستراليا، كما حياالوفد البطريركي، وأثنى على خطوة انجاز المعرض، شاكرا التجمع المسيحي والمركز الماروني للدراسات، وقال:"كلما جئت الى دير مار شربل، أشعر وكأنني في بيتي".

تخلل الحفل عروضا غنية ولوحات من التراث اللبناني قدمها طلاب مدرسة مار شربل.

الراعي

وفي الختام، ألقى الراعي كلمة بالمناسبة جاء فيها:"بفرح كبير نلتقي معكم اليوم في هذه الأمسية في معهد مار شربل الذي عمره 30 سنة، وهنا أريد أن اتوجه بكلمة شكر باسم الكنيسة وباسم المجتمع الأوسترالي على تربية كل الأشخاص الذين يصقلون شخصياتهم بكل ابعادها الروحية والمدنية، من هنا من المدرسة يتهيء الوطن والمجتمع الأوسترالي واللبناني. أنتم بناة المستقبل تحملونه باندفاع وباستمرار، وإذ نحيي الرهبانية اللبنانية المارونية التي مضى على وجودها في هذه الرسالة 44 سنة وقد خرجت هذه المدرسة وأعطت رجال علم ودين، ومن مفاخرها أنها خرجت أسقفا راعٍ لأبرشية أوستراليا. فالمدرسة تفاخر بك يا صاحب السيادة كونها خرجتك أسقفا لهذه الأبرشية امتدادا لمسيرة عمرها 44 سنة. لقد شاء الله أن كل الآباء الذين ضحوا وعملوا في هذه المدرسة أراد الله أن يكللها باسقفيتك، حاملا بقلبك كل الذين مشوا مسيرة الدرب من رهبان ومن أبناء الرعية والمدرسة، إذ عملوا على تهيئتك لهذه الدعوة السامية. وأنت تحمل بقلبك الوفاء والاخلاص للجميع". وشكر "طلاب المعهد الذين أدوا أغنتين ترددتا صباحا في مدرسة مار مارون ومساء في مدرسة مار شربل، الأولى بعنوان: " I am, you are, we are Australian ". وتوقف عندها بغصة، شارحا أبعاد هذا التعبير أنا أنا، وأنت أنت، وكلنا أوستراليون. وما يحذ بقلبي أن هذا لا ينطبق على واقعنا اللبناني اليوم. لقد عاش لبنان هذه الحقيقة مع البطريرك الياس الحويك، وفي الميثاق الوطني. أما اليوم في لبنان أصبحنا نعيش عكس هذه الحقيقة فاستبدلنا ال أنا أنا وأنت أنت وكلنا نشكل الوطن بأنا أو أنت، وهذه يجب محوها من قاموسنا، فما شهدناه بالأمس خلال الانتخابات الطلابية في جامعة سيدة اللويزة شاهد على أنا أو أنت".

أضاف: "المدرسة هي ال "نحن"، من هنا من دير ومدرسة مار شربل نرسل نداءنا إلى السياسيين والأحزاب ونقول لهم كفى أن تربوا أنا أو أنت. نطلب منهم أن يعيشوا هوية لبنان الحقيقية على مثال نشيدنا الوطني : "كلنا للوطن".

وتابع: "أما الأغنية الثانية فهي : "I Still Call Australia Home " أي "ما زلت أدعو أوستراليا بيتي"، ولبنان هو بيت لجميع اللبنانيين إلا أن العديد من اللبنانيين لا يعتبرون لبنان بيتهم فكل واحد له بيت خارجي وانتماء خارجي، لم يقبلوا بأن يكون لهم لبنان وطنا وبيتا".

وقال: "لقد نصت المادة 49 من الدستور اللبناني أن الرئيس هو رمز وحدة اللبنانيين، من هنا لا يمكننا أن نتكلم عن وطن دون رئيس. وأيضا نواب الأمة لا يريدون وحدة، إذ لا وحدة دون رئيس. فلا يمكننا الصمت، حيث كما قال البطريرك الحويك، البطريرك رمز وحدة الكنيسة ورمز وحدة لبنان فلا أحد ينكر هذا الواقع علينا، من هنا الصمت علينا حرام".

أضاف: "تكمل المادة 49 من الدستور أن الرئيس حامي الدستور ويقسم على الدستور، إذ لا رئيس دون دستور، ونحن لا نقبل بدولة دون دستور". وأمام إعلاء تصفيق الجمهور ووقوفهم في القاعة تابع غبطته بنبرة صارخة ومدوية قائلا: "لا يمكننا ولا مرة ولا ساعة أن نقبل على الوطن إلا أن يكون واحدا برئيس ضامن وحدته وبعمود فقري هو الدستور".

وأردف:"بعدم إنتخابنا رئيس للجمهورية، يعني نحن ننتهك القسم الرئاسي، وهذه جريمة بحق الوطن. إذ لا يمكن لدولة ولا ليوم واحد أن تكون دون رئيس، وخطورة هذا هذا الأمر ما دفعتنا إلى هذا الكلام".

وقال: "فالميثاق الوطني، المسلم والمسيحي أقاماه معا، ولبنان واحد أيضا لكل اللبنانيين، لا شرق ولا غرب. ولاؤه لا لأي دولة عربية كانت أم أجنبية، لكن ما نعيشه اليوم مغاير تماما عن الحقيقة، إذ لكل ولاؤه لغير الدول ما عدا لبنان".

وتابع: "ما يعيق إنتخاب رئيس اليوم هي دول الإنتماء والولاء ، إذ بدورها لم تعط بعد كلمة السر. وهذا كله مناقض تماما لمفهوم التعاون والصداقة، بحيث وحسب المبدأ والدستور لا يمكن لأي دولة أن تكون لها الأولوية واعتبارها الأولى، إذ كل الدول هي لها أولوية واحدة وهي الصداقة، ولبنان هو صديق للكل ومنفتح على الكل لم يقدر أن يدخل بمحاور إقليمية ودولية. رسالة لبنان هي الإنفتاح على الكل، يلتزم بكل القضايا دون أن يغلق الباب على احد، هو بتعاون وبشركة مع الكل".

أضاف: "المواطن الأوسترالي يعيش في بلد تعددي ثقافي يحترم الكل، من هنا وأمام العلن يعلن ولاءه أوستراليا بيتي وذلك علامة الشعور بالبيت وبوجود الدولة القريبة والحاضنة له، على عكس لبنان، إذ بإلغاء الآخر نصل"، مؤكدا أن لا أحد أكبر من لبنان والدستور، إذ يجب علينا جميعا أن نكون في خدمة الوطن ولا يمكننا العيش دون الآخر، وبصرخة قال تطلبون منا أن "نبق البحصة، رح نبقها" لأنها "خربت".

وبعودة إلى تحديد المجتمع اللبناني، صرح الراعي "أن المجتمع اللبناني بطبيعته مجتمع يحترم غيره وتعدديته، من هنا المطلوب اليوم من الساسة إحترام هوية مجتمعهم"،

لافتا الى "أهمية المحافظة على هوية لبنان وصيغته"، معلنا "أن الذين زارهم في أربيل قد حملوه رسالة عنوانها المحافظة على لبنان وإنتخاب رئيس"، مؤكدا "أهمية دور البطريرك"، مستشهدا بالبطريرك الدويهي، إذ قال "أن الذي يخون وظيفته يبطل أن يكون بطريركا. من هنا مثمنا هذا الموقف، معبرا "أن على البطريرك أن يقول الحق ولا يقبل أن يغير التاريخ وبخاصة الميثاقية، ويرفض أي مؤتمر تأسيسي بدوره أن يضرب الكيان اللبناني. لبنان يعيش بجناحيه المسيحي والمسلم، فلا نقبل بما يطرح اليوم تحت عنوان المثالثة والتي تعني ضرب الصيغة والتي نرفضها بكليتها"، معلنا "أنه مع المسلم والمسلم معه، والكل مع لبنان وليس مع المثالثة والمرابعة". وبكلمة رجاء ختم كلمته متكلا على الأعمدة الأربعة والركائز الأربعة والذين هم "قديسو لبنان"، معلنا "أن لبنان للكل، وليس أنا أو أنت".

وفي نهاية الاحتفال، قدم الفنان مراد عصا للبطريرك محفورة من خشبة أرز في اوستراليا.

 

الراعي خلال عشاء في سيدني: متخوف من الفراغ الرئاسي وخرق الدستور وكل ما يتعلق بالأزمة الراهنة في لبنان

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /وطنية - سيدني - أقام التجمع المسيحي اللبناني -الاسترالي برئاسة والي وهبه عشاء على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. وشارك في المناسبة النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه، المطران روبير رباط، القنصل اللبناني جورج بيطار غانم، الرؤساء العامون للرهبانية اللبنانية المارونية، ممثل دار الفتوى الشيخ مالك زيدان، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبده ابو كسم، مسؤول الاعلام في بكركي وليد غياض، وفد المؤسسة المارونية للانتشار، وممثلو الطوائف المسيحية والاسلامية والاحزاب اللبنانية، شخصيات عسكرية، رؤساء جمعيات ومؤسسات تمثل مختلف القرى والبلدات اللبنانية وحشد من فاعليات الجالية اللبنانية والمارونية.

قدم المناسبة رئيس تحرير "التلغراف" الزميل انطوان قزي، تلاه النشيدان اللبناني والاسترالي ودقيقة صمت عن أرواح الشهداء.

زيدان

وتحدث زيدان فقال: "شرف كبير ان نرحب بصاحب الغبطة لكي نقول ما في قلوبنا من قلب استراليا الحبيبة، فالتاريخ الحديث يؤكد أن لبنان افضل نموذج للتعايش السلمي بين الطوائف المتعددة، ومن يفكر انه يستطيع أن ينفرد في حكم لبنان، فهو واهم، ويشهد التاريخ أن المسلمين السنة في لبنان ركن اساسي في التركيبة السياسية والاجتماعية والتضحية من اجل لبنان ومواجهة المستعمر والمحتل". ودعا الجيش اللبناني الى "النأي بالنفس عن التأثر بمصالح بعض"، شاكرا الرئيس الحريري على "ما قدمه مؤخرا لطرابلس".

وهبي

من جهته خاطب رئيس "المؤسسة الاسترالية الشيعية الإسلامية" الشيخ كامل وهبه البطريرك الراعي قائلا: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم، ونحن نعلم كم هي الهموم التي تحمل على كتفيك، ولكن الأمل ما زال يحدونا منذ أن بدأت مسيرتك المباركة تلملم الجراح وتضمدها".

واعتبر أن "التعايش يعني التفاعل، ونحن نريد عائلة لبنانية واحدة كما تربينا منذ طفولتنا".

طربيه

بدوره، شكر طربيه "التجمع المسيحي على تكريم صاحب الغبطة، وعلى تنظيم معرض التراث الماروني مع المركز الماروني للدراسات"، داعيا الحضور الى "زيارته"، منوها ب"اعمال الفنان توفيق مراد"، مثنيا على "الخدمات التي يقدمها التجمع المسيحي".

بعدها، تحدث الراعي فشكر "التجمع المسيحي والخطباء"، مفصحا عن مخاوفه "من الفراغ الرئاسي، وخرق الدستور، وكل ما يتعلق بالأزمة الراهنة في لبنان". وفي الختام قلد الراعي رئيس التجمع المسيحي الميدالية البطريركية.

 

الراعي ترأس صلاة تبريك حجر الأساس لمؤسسة تأهيل المدمنين في اوستراليا

السبت 01 تشرين الثاني 2014 / وطنية - اوستراليا - يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى ابرشية اوستراليا. وقد توجه صباح اليوم الى مدينة بيلبن Bilpin في منطقة ريتشمون حيث وضع حجر الأساس لبناء مركز White stone لمعالجة المدمنين على المخدرات والكحول التابع للابرشية. في مستهل الاحتفال، ألقى راعي الابرشية المطران أنطوان شربل طربيه كلمة تحدث فيها عن اهداف المركز وتطلعاته، شاكرا لغبطته "تشجيعه ودعمه وقربه من قضايا الشبيبة، كما شكر لمؤسسة المركز الاخت روز تريز طنوس من راهبات العائلة المقدسة عنايتها واهتمامها من اجل مساعدة المدمنين على التخلص من معاناتهم والعودة الى الحياة والمجتمع بشكل طبيعي، لا بل ان يتحولوا الى مدمنين على كلمة الله. واعتبر طربيه "ان الفرحة اليوم بلقاء غبطته مزدوجة: الاولى اننا ننظر معه ومعكم الى مستقبل ابرشيتنا، ولذلك يطلق لنا غبطته اليوم مشروع "وايت ستون"، والفرحة الثانية هي اننا سنطلق على هذا المكان اسم مركز قاديشا لابرشية اوستراليا المارونية". بعد ذلك، ترأس الراعي صلاة تبريك حجر الأساس لمؤسسة "الحصاة البيضاء" لإعادة تأهيل المدمنين.

الراعي

وفي ختام الاحتفال الذي عاونه فيه المطران أنطوان شربل طربيه والمطران بولس صياح والرؤساء العامين بحضور الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة الام غابريال بو موسى وحشد من المؤمنين وبخاصة من شبيبة الابرشية، ألقى الراعي كلمة تحت عنوان "تشجعوا انا هو لا تخافوا"، قال فيها: "كم يذكرنا هذا المكان الجميل بإنجيل اليوم، بحيث ان الله لا يزال يكلمنا اليوم ليعطينا كل معنى هذا المكان الذي فيه نستطيع بناء المجمع الابرشي الذي يحتوي على مركزWhite stone لاعادة تأهيل المدمنين بشتى انواع الإدمان".

وتابع محييا كل الشباب وفريق عمل جمعية "الحصاة البيضاء" على هذا المشروع الضخم، الذي "سيشكل واحة سليمة وصحية تساعد شبيبتنا الذين تعثروا في الطريق".  اضاف:"نأتي الى هنا مع صاحب الرؤيا البعيدة المطران طربيه الذي رأى ان هذا المكان سيكون مكانا يتجلى فيه الرب، وفيه يتحقق حلم ابناء الابرشية بمشروع ابرشي يمتد على مساحة الف متر مربع". وتابع: "يقول لنا الرب "لا تخف"، هذا التطمين يجب ان نقابله نحن بعدم التشكيك بقدرة الله، فكل ما يحتاجه منا الرب هو الايمان فقط. الحصاة البيضاء هي الصخرة التي عليها نبني هذا المركز. كل واحد منا هو مدمن على شيء ولكن كل إدمان ينتهي بالإيمان والتوبة والثورة على الذات. هذا طبعا يحتاج الى بطولة ولكن الخروج من هذه الحالة تدخلنا بفرح كبير يكشف لنا معنى وجودنا وحياتنا. مواجهة هذه الحالة لا تكون فقط بمجهود فردي شخصي انما بمساعدة الرب الذي يعطينا شخصية جديدة وكيانا جديدا وطريقا جديدا". وختم:"يا رب زدنا إيمانا بك وتوبة وعودة إليك لنسمع صوتك الموجه. انا حي لكن لست انا، بل المسيح حي في".

طراد

ومن بيلبن انتقل الراعي والوفد المرافق بعد ظهر اليوم الى رعية مار جرجس في تورنلي، حيث كان في استقباله الرؤساء العامين وحشد من الكهنة ومن ابناء الرعية يتقدمهم عدد من النواب. والى الكنيسة دخل الراعي وسط الترانيم ونثر الأرز والورود والزغاريد، حيث اقام الصلاة وزياح القديس جرجس، ثم كانت كلمة لكاهن الرعية الاب بشارة طراد المرسل اللبناني استهلها بعبارة "مجد لبنان اعطي له"، فاعتبر "ان الايمان الساطع هو المجد الذي بقي للبنان، وقد جئنا اليوم نجتمع رعية واحدة حول راعيها الواحد. فأنطاكيا لم تعد سوى القطعة الجغرافية وبكركي ليست بكركي الجغرافية انما بكركي هي في كل بقعة من الارض وجد عليها موارنة".

رد الراعي

ثم رد الراعي بكلمة شكر فيها راعي الابرشية على الدعوة، مهنئا إياه على حرارة الايمان التي لمسها لدى ابناء الابرشية، شاكرا جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة بشخص رئيسها العام الاب مالك بو طانوس على خدمة الرعية. وقال: "نزوركم بسعادة كبرى بعد ان وضعنا حجر الأساس للمجمع الابرشي الضخم. يكون عادة للرعية شفيع يكرم ويقتدى به، ففي لوحة القديس جرجس نرى التنين الذي يترقب الانقضاض على الكنيسة. فمار جرجس كان جنديا مدافعا عن الايمان المسيحي بوجه الشر على انواعه. الاضطهاد لا يعني فقط الاضطهاد بالقتل والحرب، انما قد تكون الكنيسة مضطهدة بايديولوجيات وبافكار من الخارج او حتى من قبل ابنائها الذين لا يدخلون الى بيت الله ولا يستمعون الى تعاليم الكنيسة، والى توجيهات رجالها".  وختم الراعي: "اشكر هذه البلاد العريقة اوستراليا التي تحترم كل انسان وتساعده على تحقيق ذاته. ان السلطات الاوسترالية عبرت لي عن افتخارها بالجالية اللبنانية التي أغنت المجتمع الاوسترالي بطاقاتها ومواهبها وتقاليدها. ارجو ان تحافظوا على شرف وكرامة الحصول على الجنسية اللبنانية، وان تساعدوا لبنان بتسجيل قيودكم في سجلات النفوس. فنحن نفخر بكم ونقوى بكم".

لقاء الشبيبة

ومساء، ترأس الراعي لقاء شبيبة الابرشية الذي ضم اكثر من الف شاب وشابة، حيث اطلع على نشاطاتهم وتطلعاتهم. وفي كلمته لهم، وجه تحية الى شبيبة الابرشية على اللقاء المميز، وقال: "انا سعيد جدا بلقائي بكم مع الوفد المرافق لنحمل اولا تحية من قلب لبنان لكم يا ابناء لبنان في اوستراليا، وانتم في قلب لبنان". أضاف: "من دعانا هو يسوع المسيح، الراعي الوحيد للرعية الواحدة، الله يخاطب النفس ويقودها الى خيرها. معا نسجد للرب وهو في القربان. لقاء في العمق مع الرب يسوع ليخاطب قلب كل واحد منا وعندها نتحد به ونقول هو الراعي الواحد لرعية واحدة". وتابع: "في اللقاء معه تفتح لنا آفاقا كبيرة تقربنا من بعضنا وانتم قلب الابرشية النابض، كما يسميكم راعي الابرشية، الكنيسة ترى فيكم مستقبلها، وصديق الشبيبة البابا يوحنا بولس الثاني يسميكم حراس الفجر وانبياء عصركم. اتمنى لكم مسيرة جميلة وإصغاء جيدا الى الرب الذي يفتح قلوبنا". وفي التأمل الروحي تابع الراعي: "الرب يعطينا طمأنينة هذه الليلة، ان لا احد منا مجهول عنده، ومرور الرب في القربان في ما بينكم كان ليقول انه يعرفكم كل باسمه كي تعبروا هذه الحياة بالنور. يسوع هو الاله الذي صار انسانا وهو يعني بقوله: انا الراعي الصالح، وقد سمعنا شرحها من يوحنا الذي قال: الله نور، ويسوع قال انا نور العالم، هو الراعي المعلم الذي يعلمنا الحقيقة وينتشلنا من ظلمة الضياع والانحراف. هو يعلمنا وهو في الوقت نفسه كلمة الله التي انتشلتنا من ظلمة الجهل والضياع".

وقال: "يسوع النور هو المعلم الحقيقي الذي قال: "لا تسموا أحدا في العالم معلما"، هو الكاهن والذبيحة الذي بذل نفسه عنا، هو الذي بدمه يغسل خطايانا ويفتح قلوبنا كي ينقيها، هو الراعي الصالح الذي افتدانا على الصليب". أضاف: "يسوع الراعي الصالح هو المدبر الذي يجمعنا، السيد الوحيد. يقول يوحنا "اذا سرنا في النور صرنا نحن النور". يظهر لنا الرب يسوع هو الكاهن الفادي المعلم والمخلص. ونسجد له في القربان بهذه الصفات". وقال حزقيال النبي: "أعطيكم رعاة مثل قلبي". هم الكهنة والأساقفة، "في هذه الصلاة نذكر قداسة البابا فرنسيس والبطاركة والأساقفة والكهنة الذين جعلهم معلمين بسلطان التعليم وكهنة بسلطان التقديس، ومدبرين بسلطان التدبير، لكي نكون رعاة حقيقيين نقوم بعملنا كما هو يريد وعلى مثاله، فنحقق قوله ورغبته في ان نكون رعية واحدة لراع واحد هو يسوع المسيح".

 

الرئيس الجميل الى باريس للمشاركة في ندوة عن العلمنة

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /  وطنية - غادر الرئيس أمين الجميل الى باريس، تلبية لدعوة من نقيب المحامين في باريس الاستاذ بيار أوليفيه سور للقاء حواري مع مجلس النقابة. ويقيم النقيب سور حفل غداء في مركز النقابة على شرف الرئيس الجميل، الذي يشارك في ندوة عن " العلمنة في مواجهة تحدي الحوكمة الديمقراطية في العالم العربي "، بدعوة من لجنة العلاقات الدولية في نقابة باريس واللجنة الدائمة الفرنسية - اللبنانية حول العلمنة.

 

كرم: ما يقوله عن التمديد من يحاول تبييض صفحة النظام السوري فاقد للمصداقية

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /وطنية - اشار النائب فادي كرم في تغريدة له عبر تويتر الى ان "من قال يوما بان النظام السوري ارهابي، اما الان فيحاول تبييض صفحة النظام بالقول انه يريد مصلحة لبنان، لم يعد مهما ما يقوله بخصوص التمديد او الفراغ، لانه فاقد للمصداقية" .

 

نعيم قاسم: جهوزيتنا عالية وقادرون على الاستمرار بردع الخطر التكفيري

السبت 01 تشرين الثاني 2014/وطنية - رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها في مقام السيدة خولة في منطقة بعلبك، في الليلة السابعة من ليالي عاشوراء، أنه "يوما بعد يوم يتأكد أن قتالنا في سوريا حمى لبنان ومقاومته، وقد توزعت الإشادة والتبريك بعمل حزب الله في قتاله في سوريا من قبل مجاميع كثيرة موجودة في لبنان كانت متريثة أو معترضة، وإذ بها الآن تشجع وتدعو وتدافع لأنها أدركت أن هذا القتال حمى لبنان من أخطار كبيرة يمكن أن تصل إلى الأحياء والشوارع وتترك أثرها في تأزيم مدن وتشريد عائلات، وإيقاع عدد كبير من القتلى من دون حساب، وإذ بهذا الجهاد الذي قام به حزب الله يؤمن هذه الحماية العظيمة التي نرى نتائجها اليوم. فلولا قتالنا لأحصينا عدد القتلى ومستوى الخراب والدمار، وبدأنا نشكو لينظر إلينا العالم ويعطينا المساعدات، أما مع القتال، فلقناهم درسا بليغا، وشكلنا حزاما شعبيا مهما يدافع ويقف ويتماسك، ومن الطوائف اللبنانية المختلفة". وقال: "جهوزيتنا كانت عالية ولا تزال، وقادرون إن شاء الله على الاستمرار في ردع الخطر التكفيري مهما أخافونا منه، ومهما أقاموا من دعايات له، بإمكاننا أن نهزمه على الأقل حيث نكون موجودين، لأنه في أماكن أخرى مختلفة كل جهة تتحمل مسؤوليتها، ونقول لهم: بإمكانكم أن تهزموا هذا الخطر التكفيري إذا توكلتم على الله وكنتم شجعانا وتوضح الهدف أمامكم وعملتم موحدين في مواجهة التحديات، أما مقولة أن داعش خطر كبير لا يمكن هزمه، فهذا كلام غير صحيح، داعش خطر كبير يمكن هزمه، ويمكن إيقاع الخسائر الكبرى به، ويمكن إراحة الأمة من هذه الفتن على أن نكون موحدين ومتعاونين ونعمل بشكل صحيح".

أضاف: "نحن لن نقبل أن ننصرف إلى مواجهة الفتنة من دون الالتفات الدقيق إلى أننا نواجه إسرائيل، فإذا كان أحد يفكر بأنهم يصرفوننا ويلهوننا بهذه الطريقة فهم مخطئون، وفي الوقت الذي نواجه فيه الخطر التكفيري فإن جهوزيتنا هي في أعلى مستوياتها في مواجهة إسرائيل، ولعل رسالة شبعا واضحة في وجود المجاهدين في المواقع المتقدمة وقدرتهم على اختراق المواقع الإسرائيلية المحصنة عندما يتخذون قرارا بذلك". وتابع: "لن نقبل أن ينكشف لبنان أمام الخطر التكفيري بسبب بعض الأصوات التي لم تنجح أصلا في أي موقف سياسي ولا في أي نصيحة قدمتها للبنان، للأسف الطرف الآخر مبتل بخيارات فاشلة، وفي كل مرة يحدد موقفا واتجاها يخسر فيه، ويريدون أن يأخذوننا إلى هذا الاتجاه الخاسر، نقول لهم: لن نقبل أن ينكشف لبنان ومقاومته ويصبح عرضة للاحتلال التكفيري بحجج واهية، لبنان بحاجة إلى جيشه وشعبه ومقاومته، وسيبقى هذا الثلاثي حاضرا في مواجهة التحديات، ونوجه تحية كبيرة للجيش الوطني على ما أنجزه ونقول له: حاضنتك الشعبية موجودة، والمقاومة في الميدان في مواجهة العدو، وكلنا نشكل حالة متراصة لمصلحة قيامة لبنان وبناء لبنان الذي يعيش فيه كل الطوائف وكل القوى، فنحن نؤمن بأن لبنان للجميع وليس لفريق دون آخر. هذه قناعتنا، وقد أثبتت التجارب بأن كلفة التحصين أقل من كلفة التحرير، ولذلك نحن نعمل على تحصين ساحتنا بدل أن نتفرج ونبتلي بعد ذلك بعمل تحريري كلفته تكون أعلى. وهنا نكرر اننا مع الحوار مع الطرف الآخر، قلناها مرارا وتكرارا ولكن الطرف الآخر غير مستعد للحوار، وهو مثقل بمجموعة من الالتزامات والاعتبارات والرؤى التي عليه أن يتخلص من عبئها لنجلس معا ونتفاهم، نحن حاضرون لحوار من دون قيد أو شرط، ومن أراد أن يكون جديا فهو يعرف الطريق للوصول إلى هذا المسار". وختم موجها "تحية خاصة إلى المجاهد الفلسطيني الشهيد في القدس معتز حجازي، الذي وقف موقفا بطوليا في مواجهة إسرائيل، وأرغمها على أن تتذكر بأن الأقصى ليس سائبا، وأن قرارات إسرائيل لا يمكن أن تمر من دون مواجهة شريفة من الشعب الفلسطيني المجاهد والمقاومة الفلسطينية هناك، هذه الشهادة هي التي تنمي وتربي الشهداء والمجاهدين، وهذه الشهادة تثبت مجددا أن المقاومة هي الخيار الوحيد، وفي النتيجة هذا الخيار سيؤدي إلى التحرير".

 

نواف الموسوي: الخطر الآن ليس رفض المناصفة بل هو التكفير الذي لن يبقي طائفة بمعزل عن استهدافها

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /وطنية - واصل "حزب الله" إقامة المجالس العاشورائية في حسينية بلدة حاريص الجنوبية، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي إلى جانب عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وحشد من الأهالي.

وقد ألقى الموسوي في الليلة السابعة من ليالي عاشوراء كلمة قال فيها: "إننا نشهد لأول مرة منذ تاريخ الإحتلال الإسرائيلي للقدس والسيطرة على المسجد الاقصى اعتداء ضد المسلمين والعرب في القدس وضد المسجد الأقصى لم يبلغه سابقا، وينبغي أن يكون معروفا من المسلمين والمسلمات جميعا ومن الشرفاء في العالم أن العدو الصهيوني يتحين الفرص منذ احتلاله القدس لكي يهدم المسجد الأقصى، ولم يكن العدو في المراحل السابقة قد بلغ هذا المستوى من الإعتداء لأن ثمة موقفا عربيا وإسلاميا سياسيا وعسكريا كان يحول دون إقدام العدو على خطوات تصعيدية كالتي يقدم عليها الآن، ولكن في هذه الآونة عندما ينظر إلى العرب فيرى أن غالب أنظمتهم تعمل من أجل تطويق المقاومة والقضاء عليها ومن أجل ضرب الدول التي تدعمها وتؤيدها، فإنه يتجرأ لكي يدفع بخطواته إلى الأمام، معتقدا أن حملته على الدول الداعمة للمقاومة قد أحالت الواقعة بين العرب والمسلمين إلى حال تشبه الحرب الأهلية التي تقتل فيها الأطراف ويهنأ فيها العدو".

أضاف: "إن الهجمة الدولية الإقليمية على سوريا المقاومة هي من مغريات العدو بالإقدام على المس بالمسجد الأقصى، ولا شك أن هذه الموجة من التكفير الذي يهدم المساجد وينسفها من أساسها تغري العدو أيضا بالمس بالمسجد الأقصى، فإذا حالة الحرب على المقاومة والدول التي تدعمها، وإطلاق المجموعات التكفيرية التي تعيث في الأرض فسادا وقتلا وسبيا وتدميرا لبيوت الله والمقامات المقدسة، هذان يغريان العدو بالمس بهذا المسجد الذي ينبغي أن لا يغيب عنا أنه كان القبلة الأولى للمسلمين وأنه مسرى رسول الله كما يرد في روايات المسلمين على اختلاف طرقهم. إننا معنيون اليوم بالدفاع عن هذا المقام المقدس وعن هذا المسجد الذي يشكل ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال بحسب بعض الأحاديث المروية، ومسؤوليتنا في هذا المجال أن نوقظ العالم ولا سيما العرب والمسلمين منهم إلى أن الإعتداء على المسجد الأقصى يمثل اعتداء لا يمكن السكوت عنه أو السماح للجانب الإسرائيلي المعادي أن يمس هذا المسجد دون أن يلقى حسابا عسيرا جراء إقدامه على أفعاله، وبالأمس خرج شاب فلسطيني شجاع دافع بنفسه فأصاب زعيم المجموعة التي تعد العدة برعاية السلطات الصهيونية لهدم المسجد الأقصى، ولكن رد العرب والمسلمين لا ينبغي أن ينحصر بشاب فلسطيني من القدس أو بشباب القدس المنتفضين منذ فترة ولكن لا يسلط الضوء عليهم كفاية بل ينبغي أن يقابل الإعتداء على المسجد الأقصى بنهضة عربية وإسلامية شاملة، ولكننا مع الأسف لن نرى أن هناك من تحرك من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى أستثني ما جرى في اليمن في المحافظات التي يسيطر عليها أنصار الله، فقد خرجوا بمظاهرات غاضبة دفاعا عن هذا المسجد، وهذا يؤشر إلى أن أبناء النهج الموالي لأهل البيت مهما تشتد الضغوط عليهم فإنهم لا ينسون القضايا الإسلامية الأساسية لأنهم تعلموا من جدهم وإمامهم الحسين أن أغلى التضحيات كالنفس والإبن والحرم يرخص من أجل تحقيق الإصلاح في أمة محمد، ونسأل ما بال هذه المجموعات التكفيرية التي لا تتوانى عن ذبح المسلمين والفتك بهم لا تقوم بأي عمل ضد العدو وهو يقدم على محاولة تهديم المسجد الأقصى، بل إن جرائم التكفيريين بتدمير المساجد جعلت الرأي العام مستعدا لقبول صورة مسجد يتم تفجيره، والآن هذه الصورة في العالم لم تعد صورة عجيبة لأن التكفيريين نشروا مئات الصور وهم يدمرون المساجد سواء بالآليات أو بالعبوات الناسفة، وهذا يعني أنهم قد قاموا بتهيئة للرأي العام لقبول فكرة هدم المسجد".

وتابع: "ينبغي أن نقف لنقول إن للمس بالمسجد الأقصى عواقب لا يستطيع الكيان الصهيوني احتمالها، ولذلك يجب على الذين يرعون إرهاب الكيان الصهيوني أن يلتفتوا إلى أن أفعاله الإنتحارية لن تواجه بأيد مكتوفة من العرب والمسلمين الذين يغلي في عروقهم دم العزة والإباء والدفاع عن المقدسات، فرغم تعرضنا لعدوان تكفيري واضح، إلا أن ذلك لن يجعلنا نغض النظر عن العدوان الإسرائيلي علينا وعلى مقدساتنا وبالتحديد على المسجد الأقصى، ونحن قد أظهرنا أن هذه المقاومة لا يمكن أن تنشغل بأمر عن أمر آخر بل هي قادرة على احتواء العدوان الصهيوني كما هي قادرة على مواجهة العدوان التكفيري. إنه من الواجب علينا أن ندرك حجم الأذى الذي يلحقه التكفيريون بأمتنا، وحبذا لو أن القائمين على بعض شؤون المسلمين في المنطقة وفي لبنان أن يدركوا حجم هذا الخطر فيتخذوا قرارا بمواجهته بدل أن يستمروا على الحال التي هم عليها الآن بتنحية هذا الخطر جانبا وتركيز جهودهم على التحريض الفتنوي والمذهبي، فالخطر التكفيري يجب أن يحمّل المعنيين في لبنان والعالم الإسلامي على وقف صراعاتهم السياسية والمذهبية التي يخوضونها أيا كانت التسميات أو الإعتبارات لكي ننصرف جميعا ومعا لمواجهة هذا الخطر التكفيري الذي يتهدد الأمة بأجمعها بسنتها وشيعييها، ولو كان في العالم العربي من يريد فعلا وقولا وبجدية كاملة أن يواجه الخطر التكفيري لكان أقفل ملفات النزاعات البينية في العالم العربي والإسلامي وانصرف إلى تعميق التفاهم بين الدول والأطراف لكي ننسق فيما بيننا الخطوات الآيلة إلى اجتثاث الخطر التكفيري من جذوره".

وقال: "إن بعض من يعلن أنه ضد الإرهاب والتكفير لا يقرن أقواله بالأعمال بل لا زال يقول باللسان أنه ضد المجموعات التكفيرية لكنه عمليا يغطي هذه المجموعات بل يقدم أحيانا الدعم سياسيا أو أمنيا أو لوجستيا أو ماليا أو معنويا إليها، وفي الوقت الذي لم يعد لبنان يتحمل من بعض القوى أن تبقى ممتنعة عن الإنخراط في مواجهة الخطر التكفيري، ونسأل أين أصبحت عمليات التسليح الموعودة بالهبات المقدمة في حين أن الهبة المقدمة من جمهورية إيران الإسلامية لا تحتاج سوى لموافقة مجلس الوزراء بحيث تأتي الأسلحة مباشرة إلى الجيش اللبناني ولا تنتظر لا توقيع عقود ولا مناقصات وما إلى ذلك، ولكننا نرى أن الحكومة حتى الآن لم توافق على هذه الهبة مع أننا من جهتنا كممثلين في هذه الحكومة قبلنا بكل هبة من أي جهة قدمت للجيش اللبناني".

أضاف: "إننا حريصون على أن يكون لبنان بلدا يعيش فيه أصحاب الديانات المختلفة في حالة من السلام والوئام والشراكة القائمة على العدالة والتوازن، ولذلك قبلنا بما أدخله اتفاق الطائف من تعديلات على الدستور رأينا أن من شأنها أن تقدم ضمانات للبنانيين جميعا بحسن المشاركة الحقيقية والفعلية في القرار اللبناني، فلا يفكّرنّ أحد بأننا في حزب الله أو في حركة أمل نتطلع إلى صيغ تعايشية جديدة بل إننا حريصون على الحفاظ على الصيغة اللبنانية كما هي منصوص عليها دستوريا وميثاقيا، فمسألة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين هي أمر مسلم به عندنا في حركة أمل وحزب الله، وهذا ما قاله سماحة الأمين العام حيث أشار إلى أنه ليس هناك أي موقف أو تصريح صدر عنا في شأن المطالبة بالمثالثة، وذلك لأننا مقتنعون بأن العيش في لبنان يقوم على أساس ديمقراطية الجماعات لا ديمقراطية العدد فقط وأن كل جماعة من حقها أن تعيش وتشارك بالقرار بمعزل عن عددها، فلذلك نحن ننظر بكثير من الإدانة إلى حالات الاضطهاد التي تتعرض لها بعض الطوائف في لبنان أو خارجه بسبب انتمائها الديني الخاص بحيث تحرم من الأمن والاستقرار والحقوق. إننا حريصون على أن يبقى لبنان بلدا تعدديا تتحقق فيه الشراكة الفعلية على أساس العدالة والتوازن وهذا ما نتطلع إليه، وفي هذا الإطار يوجد بيننا وبين القوى السياسية في لبنان علاقات واتصالات وقنوات حوار وينبغي أن تحاذر هذه القوى من خطر الوقوع في أي فخ ينصب لها من قبيل تسريب أوهام إليها أو تحريضها على مقولات لا أساس لها، وننصحها بدل أن تذهب في تيار من الشعارات المغرضة أو التحليلات المفبركة أن تطرح هواجسها في إطار العلاقات والقنوات القائمة بيننا ونحن في المقابل لدينا الشجاعة الكافية لنصف الواقع كما هو".

وختم الموسوي: "إن الخطر الآن ليس رفض المناصفة لأن لا أحد يرفضها في لبنان بل هو من التكفير الذي لن يبقي طائفة في لبنان بمعزل عن استهدافها جسديا وسياسيا، بينما نجد أن المعني الأول بمواجهة التكفيريين يغطي عليهم ويرفض مواجهتهم بل يحاول استخدامهم للابتزاز السياسي، فتهديد المناصفة أتى من السلوك المراوغ من الفريق السياسي الذي ينبغي عليه قبل أي أحد أن يواجه التكفيريين الذين يحاولون الاستظلال بقاعدته الشعبية وليس من الكلام الوهمي الخرافي عن مثالثة لا يطالب بها أحد".

 

حسين الموسوي استغرب اتهام حزب الله بشق اللبنانيين

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /وطنية - استغرب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الموسوي، في كلمة خلال مجلس عاشورائي، اتهام "حزب الله" أن تصديه المبكر للخطر التكفيري قد شق اللبنانيين، فالمشكلة كانت في قصر نظر الذين لم يكن همهم دفع الخطر الزاحف على لبنان والمنطقة، وقد ثبتت سلامة رؤيا الحزب في هذا الموضوع.

 

رعد: أي تسامح مع العقل التكفيري سيفضي إلى كارثة على مستوى قضية العسكريين المخطوفين

السبت 01 تشرين الثاني 2014 /وطنية - رعى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الحفل الذي نظمته التعبئة التربوية في حزب الله -المنطقة الثانية لافتتاح "معرض سيد الشهداء الامام الحسين"، في قاعة الجامعة اللبنانية الدولية LIU في مدينة النبطية، بحضور المدير الاداري للجامعة في النبطية الدكتور وائل رباح، مسؤول التعبئة التربوية صفا صفا، المدير التنفيذي في الجامعة في النبطية الدكتور حسان خشفة، شخصيات وفاعليات واساتذة وطلاب. وألقى خشفة كلمة من وحي المناسبة، تلاه كلمة راعي الحفل النائب رعد الذي اعتبر "ان هذا المعرض هو محاولة لجمعنا عند الإمام الحسين الذي هو حركة عقل ومشاعر وصدق في الرؤية والإحساس". وتطرق إلى الوضع الراهن في لبنان، وقال: "إن أي تسامح مع العقل التكفيري سيفضي إلى كارثة على مستوى قضية العسكريين المخطوفين"، مؤكدا "أن الجيش اللبناني يستطيع أن يحسم المعركة في جرود عرسال إذا ما توفر له الغطاء السياسي، وقد تبين أن ليس لهؤلاء الإرهابيين فئة شعبية حاضنة، وإنما لهم بيئة سياسية حاضنة عندما يزيلها صاحب القرار السياسي وينزع الستارة عن مسرحهم يسقط كل من على المسرح من الإرهابيين".

بعد ذلك، جال رعد والحضور في ارجاء المعرض الذي ضم لوحات من وحي ذكرى عاشوراء.

 

المطران مطر في احياء ليلة عاشورائية: لوقف الأعمال العدائية في المنطقة بأسرها ولعدم التعامل مع الآخر بمنطق الثأر والاقتصاص

السبت 01 تشرين الثاني 2014 / وطنية - رعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان إحياء الليلة السادسة من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، في حضور حشد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين. عرف بالمناسبة الشيخ علي الغول، وتلا المقرئ أنور مهدي آيات من الذكر الحكيم. والقى ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر كلمة قال، فيها: "إنه لشرف كبير يا صاحب السماحة أن تقدموا لي مجددا هذه الفرصة للوقوف أمامكم، بل للوقوف معكم في قاعة الوحدة الوطنية هذه، التي تجمع الصفوف وتوحد القلوب حول ما فيه خير لبنان واللبنانيين وخير المسلمين والمسيحيين على مدى عالمنا العربي بأسره، وفي رحاب الله أينما بسطها لعباده الصالحين. وهي مناسبة أستنحها لأعرب أمامكم عن خالص التقدير الذي نكنه لكم جميعا في لبنان، وللعمل الدؤوب الذي تقومون به في سبيل إنقاذ البلاد من الفرقة التي يبغي أهل السوء أن يزجوا فيها الناس عندنا ويوقعوهم في شراكها. فلكم منا أطيب الدعاء بأن يحفظكم المولى ذخرا وملاذا للوطن وأهله وأن تفيض ثمار الخير الذي تزرعون حباته في عقولهم وفي أفئدتهم، بعلمكم النير ومحبتكم الشاملة وصلاتكم من أجل أن يعم سلام الله خلائقه أجمعين".

اضاف: "أما الوقفات التي تقفون في هذه الأيام الكربلائية الحافلة بالتقوى والمتوجة بمجد التضحية والفداء، فإذا ما شاركناكم فيها، فإننا لا نقوم بمجرد واجب يمليه علينا واقع العيش المشترك، مع ما له عندنا جميعا من مكانة وتقدير، بل نحن نتخذها موقفا نستلهم عبره شهادة سيد الشهداء الإسلام، الحسين ابن علي كرم الله وجهه، ونحاول ما استطعنا استشراف المعالم المتجددة أبدا لثورته النقية، إحياء لرجاء يحتاج إليه العالم لتغيير صورته المشوهة بالقهر والمظالم، وترقبه الأمة لاستعادة الصفاء بين أبناء لها يتقاتلون بلا رحمة ويتعادون بلا سبب.

إن أول ما قام به الإسلام منذ نشأته كان العمل على نقل الناس من الجاهلية المشوهة للوحدة البشرية ولكرامة الإنسان، إلى الإيمان بأن الله قد جبل الناس من طينة واحدة وأنهم جميعا خلقه وعياله، وأن لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وأن القبائل والشعوب التي ارتضاها متعددة إنما أوجدها على ما هي عليه للتعارف فيما بينها، وبالتالي للتقارب وللتعاون على البر والإحسان، وأنه سبحانه لم يخلقها لتتنافر أو لتتحارب، فتقلب نعيم الحياة إلى جحيم العدم والموت. غير أن هذه الرسالة السامية، من المفترض أن تحملها أياد بيضاء، وأن تخدمها نفوس عالية مزينة بأطيب الشمائل وأحسن الفضائل. لذلك فإن هناك خطرا تواجهه الرسالة، وهو لا يأتي أبدا من جوهر الدين ولا من نور الإيمان الذي يسكبه الله في النفوس. بل هو ينجم عن ضعف البشر أنفسهم وعن ضربهم إيمانهم بحساباتهم، مما يحجب عن عقولهم وعن قلوبهم حساب الله ثوابا وعقابا. فالمسؤولون وسواهم يتعرضون للهبوط من سمو المثل الدينية وكمال المطلق، إلى بؤر الأعراض والنسبيات التي تدفع التاريخ إلى منزلقات خطيرة وإلى ترنحات لا تلوي إلى قرار".

وتابع مطر: "ففي ظروف رمادية كمثل هذه الظروف، كان بعض الإسلام يمر وسط مصاعب ومطبات تمثلت في التفريق بين مؤمن ومؤمن، وفي خطر لانحراف السلطة عن خدمة الله وحده وعن تدبير شؤون الناس بما يرضيه تعالى ويسهل لعباده؛ كما تمثلت عبر خدمة الذات من دون الله وتحولها إلى صنم كان الإسلام أمر بتحطيم نظائره تحطيما كاملا ونهائيا. هنا انبرى الحسين متمسكا بالإسلام الحق وبجوهر الدين ومثله العليا في وجه التفرد الذي كان من شأنه أن يعرض الرسالة للتراجع ولمس نقائها في الصميم. فخرج على السلطة ولم يخرج على الإسلام. بل كان الدافع عنده أن يرتقي إسلام الواقع إلى مستوى الإسلام المثالي الذي له القدرة وحده على جمع المسلمين وتوحيدهم. ومن هذه التجربة الفريدة، توطدت قيمة الاستناد إلى رجاحة الأئمة مضافة إلى عمل الخلفاء ودورهم المرسوم، وإلى طواعية العقلاء لانعكاس أنوار الله على وجوههم ليصبحوا أمام أخوتهم وسائل هداية ومعالم ارتقاء. لقد عرف العهد القديم وضعا مماثلا حيث دلت الكتب على توزيع الأدوار بين الملوك وهم الحاكمون، وبين الأنبياء الذين عهد إليهم تذكير الملوك بكلام الله بكرة وأصيلا، فلا ينسوا ما هي حدود سلطتهم وما هي مبرراتها. أفلا ترون أيها الأخوة ضرورة ثابتة لهذا التلاحم بين الحاكمين وأصحاب المثل العليا من عباد الله، فلا ينسى الحاكمون ربهم ولا يعملوا إلا بما يمليه عليهم الإيمان والواجب واستقامة الضمير؟ وما لم يتم تأمين هذا التوازن، فإن مجتمعاتنا ستبقى معرضة لأن تحيا سياسة بلا أخلاق، أو حتى أخلاقا بلا سياسة".

واردف: "إن ثورة الحسين في وجه الظلم والظالمين، لم يكن الهدف منها إصلاح وضع محدد ولا حتى مواجهة رجل معين أو بعض رجال، وهي لم تشهر لتداوي واقعا معروفا يمثل انحرافا للسلطة في معاطاتها مع الله والناس. بل هي جاءت مع كل ذلك لتضع أسسا ثابتة تقوم أي انحراف أتى أو سيأتي. فتخطت زمانها ومكانها لتصبح واسعة الأمداء وشاملة كل الحقبات إلى أن تدق الساعة ويأتي الحشر الأخير. إن هذا الإصرار من الحسين على الثورة ولو كانت المعطيات الميدانية قد دلته على حتمية خسارته المادية أمام الذين كانوا ينوون به شرا، لم يكن إلا دلالة على أن صاحبه كان يدافع بالتأكيد عن أمر جلل. لقد أراد الحسين للإسلام ألا يتخبط في مطبات تحرم الكون أنوارا نازلة عليه وهي بعد في بدايات تنزيلها. ولا غرو في ذلك فإن الذين يعرفون الحق أينما هم يتلقون معه فيضا من أنوار الله تنعكس على ألواح قلوبهم فتزيد وهجها وهجا ونقاءها نقاء. فأية عطية ربانية كانت أسمى في ذلك الزمن من عطية الحسين لأمته، لو كان أهلها بأجمعهم يتبصرون؟ لقد كلفت هذه الثورة دما نقيا قدمه صاحبه لله تضحية عن أمته وشعبه. وهو ارتضى الموت الشخصي مفضلا إياه على خطأ يقتل الجماعة. ونحن معشر المسيحيين لا يمكننا أن نقرأ هذه التضحية إلا في ضوء آية من الإنجيل الطاهر جاء فيها بلسان السيد المسيح قوله: "ما من حب أعظم من هذا وهو أن يبذل الإنسان نفسه فدية عن أحبائه". لقد كانت ثورة الحسين بهذا المعنى موقفا مطلقا إلى جانب الحق كما كانت أيضا حبا مطلقا لله وللجماعة. وإن ما قالته زينب شقيقته يوم حملت أخاها ميتا بين ذراعيها، تضمنت كلمات نرددها نحن في صلاتنا، إذ هي توجهت إلى ربها بصلاة تقول: "أللهم تقبل منا هذا القربان". فأعلنت بذاك الحسين قربانا مقدما لله عن الأمة ومن أجل الأمة وليس عن جزء منها أو بعض جماعة فيها دون سواها. أفليس في الأمر هنا فيض من تجليات خالدات للحب وللعطاء، وبالتالي دعوة للأمة إلى أن تصون مصيرها ووحدتها كلما تعرض هذا المصير ومعه هذه الوحدة لخطر أو انتكاسة؟"

وقال: "إن هذه الذكرى لا تخص من يحييها اليوم وحسب، فما دام موت الحسين رضي الله عنه قد تحول قربانا عن الأمة، فالأمة كلها مدعوة في وهج هذا القربان إلى موقف رجاء متجدد بمصير جامع لا بد منه ولا مأمن إلا به. فهل سعت الأمة في أيامنا إلى الأخذ بهذا التوجه واللجوء إلى حوار صادق يمحو أثر الماضي ويفتح كوة من هداية من أجل المستقبل؟ إنه المصير الأفضل للإسلام والمسلمين، وهو الدفع الذي يدفع بهم إلى أن يؤدوا الرسالة كاملة في هذا الكون وفي مسار التاريخ الإنساني الكبير. نحن ضنينون بوحدة المسلمين هذه، في الأرض كلها، كما نحن ضنينون بوحدة المسيحيين. وإن دعوتنا هذه لا تنطلق إلا من منطلقات روحية وإنسانية بحتة وليس من أي توازن لقوى الوجود، إذ ليس للشر وللخير أن يتوازنا، ولأن الحق يعلو ولا يعلى عليه. فهل يستطيع عاقل في المنطقة ومخلص إلا أن يرفض الوضع القائم الذي لا يزيدنا إلا تدهورا مع الأحداث المريرة الحاصلة التي نعرفها والتي نتألم لها؟ فإن كان العالم الأوسع يسعى إلى السلام ولو حل في الكون كأمر واقع وكنتيجة لقرار تعايش العقائد والحضارات، فكم يجدر بالأحرى أن يعتبر أبناء الأمة الواحدة أن التفاهم فيما بينهم ووحدة الصف ليسا بالأمر العسير أو المستحيل، بل هما مطلب ملح وجامع تبغيه السماء للأرض بفضل قبولها قربان الحسين المقدم عن الأمة كلها ومصيرها الواحد؟ فمن الضرورة بمكان، أن يجهد المؤمنون جميعا، وأن يجهدوا معا ليجدوا السبل الآيلة في الزمن الحاضر إلى تغيير وجه العلاقات القائمة فيما بينهم جميعا. فتكفير الآخر عمل يشبه قتله، وقتل الآخر عن غير وجه حق يدينه الله ويهيئ له أشد العقاب".

ودعا مطر إلى "الكف عن كل عمل مشين وإلى وقف الأعمال العدائية في المنطقة بأسرها. وإلى عدم التعامل مع الآخر بمنطق الثأر والاقتصاص. فكل ما جرى من أحداث في الماضي ومن سلبيات في التعامل يجب أن ينساه المؤمنون معا وأن يتخطوه عبر انفتاح حسيني على الآخر وبفعل غفران يجلو الضمائر ويطهر القلوب. أما في شأن قضايا الحاضر، فيجب الاحتكام فيها إلى إرادة الله في خلقه، فلا يطرد مسيحي من بيته ولا يتم التعامل معه إلا بما أمر الله، وأمره لا يرد. ولا يكفرن أحد أحدا فيتخذ مكان الله في الحكم والدينونة. ولا يتركن للمصالح العالمية الكبرى أن تستغل مشاعر الناس طمعا بأموال الجماعة وبخيراتها، ليس إلا. ولنعتبر أن الحروب القائمة بين أهل الأمة لا تضعف أبناءها وحسب بل وتلتهم اقتصادها وخيراتها كما تسري النار في الهشيم. فماذا سيبقى بعد ذاك من الخير لغد قريب ولما بعده من الأيام؟ أما المستقبل، فإننا جميعا مسؤولون عن روح الدين الصافية تنير للعالم طريقا إليه فينقذ من المادية ومن خطرها على حسن المصير. وسيكون العالم غدا كما في كل يوم بحاجة إلى دين الرحمة وإلى دين المحبة يتوافقان من أجل خير الإنسان وخلاصه.

فيا أيها الكربلائيون الأعزاء، إن القربان الذي قربته زينب إلى ربها وسألت له قبولا، هو أيضا قربانكم جميعا. وإن الحسين رضي الله عنه هو منقذ للأمة وهو الموجه إليها على الدوام دعوة مفتوحة إلى الصفاء والاحتكام إلى كل ما يأمر به الله وكل ما ينهي عنه. فلا بد لهذا الكنز الروحي من أن يفيض خيرا على الأمة بأسرها وعلى الناس في كل مكان. وكونوا على يقين من أن أهل الضمائر الحرة في الأرض، إلى أي دين انتموا، هم جميعا عصبة واحدة من أجل الحق. والله لا يترك عباده بل هو الثواب أبدا وهو الهادي إليه سبحانه وتعالى، إنه يمهل ولا يهمل ولا يسقط من رحمته أحدا. فالله نسأل في ضوء مشيئته القدوسة أن يمنحنا مزيدا من إيمان ومحبة ورجاء، لتبقى شعلة الحق مضاءة في الكون فيتغير وجه الأرض وينزل علينا بردا سلامه وأمانه. والسلام عليكم جميعا. وشكرا لإصغائكم".

وفي الختام، تلا السيد نصرات قشاقش السيرة الحسينية، والشيخ علي فقيه زيارة الامام الحسين.

من جهة ثانية، استقبل الامام قبلان مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعه ونائبه العميد محمد الطفيلي وجرى التداول في الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

 

سالم زهران: دقماق أقدم على اغتصاب امرأة في بيتها الزوجي

الجديد/ اعتبر سالم زهران ان الطفل المدلل لأشرف ريفي هو بلال دقماق، كاشفا ان دقماق أقدم على اغتصاب امرأة في بيتها الزوجي. وقال زهران، في حديث الى "الجديد"، "على دار الفتوى أن تفسر كيف أن شخصا عميلا لإسرائيل ومغتصباً لامرأة ما زال يضع العمامة على رأسه".

 

العسكريون الأسرى ليسوا كرة قدم

محمد سلام، السبت 1 تشرين الثاني 2014

زعمت صحيفة الأخبار أن التنظيمات التي تأسر الجنود اللبنانيين "إبتزت" الدولة اللبنانية بمبلغ 280 ألف دولار "أشرف على إيصاله إلى الجرود يوم الأربعاء الماضي الوزير وائل أبو فاعور." فما هو هذا المبلغ، إذا كان صحيحاً ما أورته الأخبار، وهل هو "فدية" أم "تعويض" أم "إبتزاز"؟  قبل الدخول في تحليل خلفية المبلغ، والسؤال عن صحة المعلومة، لا بد من أن نورد مزاعم الأخبار: إعتمد الخاطفون سياسة ابتزاز الدولة اللبنانية التي رضخت لهم. فقبل إرسال شاحنات المواد الغذائية إلى عرسال اول من امس، تسلّم الخاطفون مبلغ 280 ألف دولار، أشرف على إيصاله إلى الجرود يوم الأربعاء الماضي وزير الصحة وائل بو فاعور، بعدما هدد الخاطفون بذبح عدد من الجنود. وسبقت هذا الأمر محاولة فاشلة لإيصال المبلغ ذاته، بحسب ما ذكرت مصادر سياسية رفيعة المستوى لـ»الاخبار». فيوم السبت الماضي، كان احد مرافقي الوزير أشرف ريفي، ويُدعى ديب اللهيب، متوجهاً إلى عرسال، ناقلاً في سيارة يقودها مبلغ 280 ألف دولار اميركي، فأوقفه حاجز للجيش اللبناني. وبعد التحقيق معه، تبيّن انه مكلف نقل هذه الامول لتسليمها إلى وسيط في عرسال، بهدف نقلها إلى الخاطفين. وقد أحال الجيش الموقوف مع الاموال والسيارة على النيابة العامة العسكرية، وفيما رفضت مصادر عسكرية الإفصاح عن هوية الموقوف، فإنها نفت ان يكون الجيش قد أفرج عنه استجابة لضغوط سياسية، مؤكدة انه أحيل على مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية .

 "وأكّدت المصادر السياسية لـ «الاخبار» أن اللهيب عنصر امن في جهاز رسمي، وانه يعمل في فريق حماية ريفي وعائلته. وقالت المصادر إن المبلغ المالي الذي كان في حوزته مأخوذ من «النفقات السرية للاجهزة اللبنانية، لكن من خارج الموازنة». ولفتت إلى أنه بعدما صادر الجيش المبلغ الذي كان في طريقه إلى عرسال، اضطر فريق بو فاعور ــ ريفي إلى جمع مبلغ 280 ألف دولار بطريقة غير رسمية، وضمان وصوله إلى الخاطفين الذين كانوا يهددون بذبح عدد من المخطوفين. ولفتت المصادر إلى ان الخاطفين «باتوا يلعبون في المساحة الفارغة بين فرق التفاوض اللبنانية، التي لا يبدو انها تجيد التنسيق في ما بينها»

  "وعلى ذمة المصادر نفسها، فإن ما جرى من جمع للمال وتوقيف ثم إيصال المال إلى الخاطفين، جرى من دون رضى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي «خرج عن السمع» لنحو يومين قبل أسبوع، وتوقف عن التواصل مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء احتجاجاً على طريقة معالجة ملف العسكريين المخطوفين .  "

(1)  إذا صدق ما نشرته الأخبار فإن ذلك يعني أن البلد يعيش حالة "صراع أجهزة" أو "صراع مفاوضين" أو "إنشقاق الدولة" أقله حيال موضوع العسكريين الأسرى، ما يهدد بتحويل الأسرى إلى مجرد كرة تتقاذفها بعض أرجل المفاوضين، ما قد يرتب إرتدادات لا تحمد عقباها. 

(2)    ملفت، بل غريب جداً، مبلغ ال 280 ألف دولار هذا، الذي هو جوهر مضمون مزاعم الأخبار، بغض النظر عن صدقيته. لكن ما هي مبرات طلب 280 ألف دولار؟ أهي فدية؟ فدية عن من؟ علماً بأن أي مخطوف عادي يطلب لفك خطفه فدية أكبر بكثير من 280 ألف دولار. وعلماً بأن فدية بسطار عسكري واحد (رينجر لعشاق الأحذية بأسماء أجنبية) تساوي وطنياً أكثر بكثير من 280 ألف دولار، وعلماً بأن رشوة تأجيل قتل أي أسير تساوي أكثر من 280 ألف دولار ... بكثير، بكثير، بكثير.....

(3)    غريب مبلغ ال 280 ألف دولار، شكلاً غريب، لأنه عادة –في مسائل الفدية والرشوة وما شابهها- يتم تحديد "أرقام مدورة" يعني 250 ألف، 500 ألف، مليون، خمسة ملايين، ... ألخ. فما هو مضمون ال 280 ألف؟ من أين جاء الرقم؟؟؟

(4)    الأرقام "غير المدورة" تكون عادة نتيجة إحتساب، نتيجة جردة، نتيجة تراكم مجموعة من الأرقام، كأن يصل مجموعها، على سبيل المثال فقط، إلى 270 ألف و586 أو 596، دولاراً أو أكثر أو أقل. 

(5)  فما هي "جردة" هذه الأرقام المتعددة التي أنتج "مجموعها الكامل" مبلغ 280 ألف دولار المزعوم؟ وإذا كان الجيش قد أوقفها مع مندوب ريفي الأول، كما زعمت الأخبار، فلماذا لم يوقفها مع مندوب ريفي-أبو فاعور الثاني كما زعمت الأخبار أيضاً؟؟؟

(6)    أهو مثلاً وفرضاً إحصاء للخسائر التي تكبدها النازحون السوريون المدنيون في عرسال وغيرها؟ أهو ثمن ... دراجة نارية دمرت، و... سيارة شخصية دمرت، و ... بغل نفق، و...هواتف خلوية "صودرت"، و ... ثياب ومتاع وأغذية هدرت؟  

(7)    وإذا كان خبر الأخبار كله تلفيق، وإذا كان "مندوب ريفي" ديب اللهيب في منزله، ويجيب على الإتصالات الهاتفيه به، وإذا "ظهر" الديب في مؤتمر صحافي أمام عدسات الكاميرات، يصح التساؤل: لماذا نشرت الأخبار ... "خبرها"؟؟؟

السؤال الأكبر من كل التساؤلات هو: هل هناك من يسعى إلى تحويل العسكريين الأسرى إلى كرة تتقاذفها أرجل من يسعى إلى ضرب البلد بالأسرى، والأسرى بالبلد؟

(صفحة كلام سلام)

 

العونية وتزوير سيرة الرئاسة اللبنانية

01 تشرين الثاني/14

نديم قطيش/اعلامى لبنانى

http://dotmsr.com/ar/201/1/114337/#.VFUL12ctC71

تقوم الدعاية السياسية الرئاسية للمرشح الرئاسي وقائد الجيش اللبناني السابق والزعيم المسيحي الحالي ميشال عون على خرافتين يسعى الجنرال الى إكسابهما شرعيتين تاريخيتين ليست لهما. فالشعبوية بما هي تعميم لأخطاء شائعة ومراكمة أنصاف حقائق، تفيد في الخطاب العوني ان الطوائف اللبنانية الكبرى تتمثل في الرئاسات الثلاث، الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، بحسب الأقوى فيها، مستنتجاً ان من يمنع هذا الامر عن المسيحيين هو اما الوصاية السورية في زمانها او الحريرية (نسبة الى رفيق الحريري)، المتحالفة مع الوصاية والمستمرة بعدها.

الإنصاف يوجب طبعاً التأكيد على ان الوصاية السورية أمعنت في التهميش المسيحي، ولكن هذا لم يكن ممكناً، بالحدود التي جرى فيها، لولا خطأ الحسابات السياسية المسيحية أكان حيال سقف المواجهة مع سوريا الأسد عبر حرب التحرير التي خاضها عون عام ١٩٨٩ او سقف الحقوق وحجمها في الشراكة السياسية في النظام بعد الطائف وأدت الى رفض دخول قائد القوات اللبنانية الى الحكومة بعد انتهاء الحرب. الخطإ الاول اخرج الجنرال عون من لبنان والثاني ادخل الدكتور جعجع السجن. والإنصاف يوجب أيضاً القول ان تهميش المسيحيين قابله ضبط وتقييد التمثيل السني ومنع الرئيس الشهيد رفيق الحريري من التمدد خارج بيروت ومقاسمته التمثيل فيها بنواب ليسو له ويفرضون على لوائحه. كما وازاه الإقرار بخصوصية زعامة وليد جنبلاط الدرزية وإطلاق يد الشيعية السياسية تحت عنوان التحالف بين نظام الأسد والمقاومة! خرافة تمثيل الأقوياء، يتفرع عنها خرافة اخرى تفيد بان رفيق الحريري حكم لبنان عشرين سنة! وان الدنيا تقوم ولا تقعد اذا ما أُخِل بقواعد التمثيل السني. لا اريد العودة هنا الى تفاصيل حكم الحريري. التجربة أوسع بكثير من إحاطتها بمقالة وأعقد من المرور عليها بأحكام من طينة الأحكام العونية ولو من باب الرد على هذه الأحكام. لكن ما يفوت الدعاية العونية انه مر في تاريخ لبنان منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم تسع رؤساء حكومة وثلاث رؤساء جمهورية ورئيس برلمان واحد احد فرد صمد!! وبين رؤساء الحكومة الذين مروا ليست فقط تجارب مغايرة عن تجربة رفيق الحريري بل معادية لها من الموقع الأيديولوجي. فقد بدأ رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص أولى حكومات عهد رئيس الجمهورية إميل لحود بمحاولة الإجهاز على الحريرية وإدخال رموزها الى السجن مدعوماً بتغطية العقيد بشار الأسد الذي كان بدأ من يومها الإمساك بملف لبنان في الادارة السورية. اما حكومة نجيب ميقاتي الثانية بعد إسقاط حكومة سعد الحريري عام ٢٠١٠ فكانت المحاولة الثانية للاجهاز على الحريري، الابن هذه المرة، لولا صفات نجيب ميقاتي الشخصية الذي افتقد مع الحريري الى شجاعة الوفاء كما افتقد مع رعاته لشجاعة الانقلاب فبقي في "وسطية" خبيثة ! دعك عن حكومة عمر كرامي الثانية عام ٢٠٠٤ بعد احراج رفيق الحريري لإخراجه من الحكم تمهيدا لقرار التصفية الجسدية في ١٤ شباط ٢٠٠٥.

تقفز الدعاية العونية فوق كل هذه الوقائع. لكن الأخطر انها تقفز فوق واقع ان من كرّس ربط الصفة التمثيلية حصراً بتبوُّء رئاسة من الرئاسات الثلاث، هو الثنائي الشيعي، بشكل أدى الى التصحر السياسي في الطائفة، مستفيدا من سطوة السلاح ودقة التفاهم الإيراني السوري على الادارة المشتركة للشيعية السياسية بعد حربي الضاحية الجنوبية (بيروت) وإقليم التفاح (جنوب لبنان ) بين حزب الله وحركة أمل في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي.

الخرافة الثانية التي تقوم عليه الدعاية العونية هي الإدعاء بان الصفة التمثيلية هي مصدر شرعية رئيس الجمهورية اللبناني الماروني، اي حيازته على التمثيل النيابي للطائفة، ثم الإيحاء بان هذا السياق هو السياق التاريخي للرئاسة في لبنان الذي عطلته الوصاية (والحريرية السياسية)! مرة جديدة نحن امام دعاية شعبوية تعوزها الدقة وتطغى عليها التعمية والأكاذيب. فالصفة التمثيلية، بمعناها العوني اليوم، لم تسعف إميل إده في مواجهة الشيخ بشارة الخوري عام ١٩٤٣. إنتخب الشيخ بشارة كأول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال وكان اقل تمثيليةً من منافسه. تلاه في الرئاسة "فتى العروبة الأغر" كميل شمعون متفوقاً على "حبيب فرنسا" حميد بك فرنجية، وكان لبنان خارجا لتوه من معركة تحديد هوية لبنان "بأنه ذو وجه عربي" وليس عربي الهوية، في مسايرة واضحة للمزاج المسيحي اللبناني المتوجس من العروبة والمشدود الى تفضيل المسيحيين للغرب. ثم الرئيس فؤاد شهاب، الذي مقته "المسيحيون الأقوياء" ويترحمون اليوم على إنجازاته في الدولة والإدارة والحداثة. بنى الرئيس "الضعيف" فؤاد شهاب لبنان القوي الذي دمره الأقوياء من كل الطوائف لاحقاً. ثم شارل حلو والياس سركيس. حتى سليمان فرنجية! انتخب في العام سبعين بدلاً من احد أقوياء الحلف الثلاثي، ريمون إده او بيار الجميل او كميل شمعون. لم يكن فرنجية عاديا وحسب بمعيار العونية السياسية اليوم، بل كان واحداً من ثلاثة في منطقته الى جانب الراحل رينيه معوض ممثلا للشهابية والأب سمعان الدويهي ممثلا لعصب الكنيسة والعائلية وأشياء كثيرة اخرى! تبطل هذه السياقات الأركان الاساسية للدعاية العونية باعتبارها دعاية تنهض على مشروعية تاريخية. لكن ذلك لا يلغي كون الطرح العوني تغييرياً، وان على قياس شخص، وينسجم مع استعدادت النظام السياسي اللبناني للاستتباب في وضعية الفدرالية المذهبية في لحظة انتقالية في العالم العربي لا سيما في المشرق حيث التعدد المذهبي والإثني والقومي أكثر وضوحا وأشد انفجاراً. وليس بلا دلالة هنا ان يحتل البرم باتفاق الطائف متن الخطاب العوني ما قبل وما بعد العام ٢٠٠٥ وان يلتقي مع الشيعية السياسية في تجاهل الطائف في وثيقة تفاهمهما الشهيرة عام ٢٠٠٦، ثم يسند مذذاك كل ما من شأنه ادخال تعديلات الامر الواقع عليه.

 

"الشرق الاوسط": تدريبات اسرائيلية على الحرب مع لبنان

المركزية- اشارت صحيفة "الشرق الأوسط" الى أن " القوات الاسرائيلية تجري تدريبات مكثفة على الحرب المقبلة مع لبنان وتتم في أكثر من منطقة، بينها في أراضي الجولان السوري المحتل، وفي منطقة تساءليم في النقب، حيث تم بناء قرية شبيهة بالقرى اللبنانية في كل واحدة منهما، وكذلك في عدد من القرى العربية في إسرائيل، التي يعيش فيها فلسطينيو 48، وفي الشهرين الماضيين تمت تدريبات مماثلة في قريتي كفر مندا قضاء الناصرة، وعيلبون قضاء طبريا، وفي نموذج القريتين اللبنانيتين تم بناء أنفاق لمواجهة احتمال أن يكون "حزب الله" أقام سلسلة أنفاق شبيهة بأنفاق قطاع غزة، التي تعتبرها إسرائيل فتاكة".

 

علوش: الوضع شاذ في لبنـان وكــل المنطقــة والدولة "مُحرجة" في الحسم بسبب السلاح غير الشرعي

المركزية- اوضح عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش ان "طرابلس عادت الى حياتها الطبيعية بعد الاشتباكات التي شهدتها الاسبوع الماضي والجيش مُنتشر في احيائها كافة، لكن هناك حذرا من التنقل في المدينة اثناء الليل"، واشار الى ان "المهم الان معالجة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في طرابلس، فنحن ننتظر صرف الاموال التي اقرتها الحكومة في اجتماعها الاخير اضافة الى الهبة المالية التي قدّمها الرئيس سعد الحريري". وقال في اتصال مع "المركزية": "نحن في وضع "شاذ" انطلاقاً من لبنان وصولاً الى كل المنطقة. هناك مسلّحون ارهابيون اشعلوا اشتباكات طرابلس ولم يتم القاء القبض عليهم، وهناك ايضاً انتشار لميليشيات مسلّحة على كامل الاراضي اللبنانية بدءاً بـ"حزب الله" ومروراً بالمجموعات الاخرى، لذلك نحن في مرحلة نعالج فيها "الجرح" من دون ان نعالج المرض الاساسي وهو وجود السلاح الغير شرعي، من هنا ستبقى الدولة والقوى الامنية "مُحرجة" في حسم اي معركة حتى النهاية، ليس بسبب وجود غطاء سياسي على المُخلّين بالامن وإنما لان الحسم يجب ان يكون على كامل الاراضي اللبنانية. واذ شدد رداً على سؤال على ضرورة "تفعيل الخطة الامنية في طرابلس"، لفت الى "اهمية المعالجة الجدّية والشاملة للحالة العامة في لبنان ككل وليس في منطقة محددة، لان غير ذلك قد يؤدي الى انتقال المعارك من طرابلس الى اي منطقة اخرى". واكد علوش اننا "في وضع معقّد جداً، اذ هناك ارتباط نظري بان كل شخص "مُلتحٍ" هو من يعتدي على الجيش اللبناني، لكن هذا غير صحيح"، مشدداً على اهمية "الا يُلقى القبض على اي شخص من دون وجود ادلة مُثبتة وتهم في حقه، واذا كان وُجّهت اليه تهم محددة تجب محاكمته بطريقة حضارية وسريعة والا نراكم الجرح فوق الجرح"، واعتبر ان "اي اعتقال يجب ان يكون بناءً على ادلة مُثبتة كي لا نصل الى مشكلة مُشابهة لمشكلة الموقوفين الاسلاميين".

 

قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي فدوي: سندمّر الأسطول الأميركي في ثوانٍ

موقع العربية نت الالكتروني/أطلق قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي فدوي، تهديداً بـ”تدمير الأسطول الأميركي في مياه الخليج العربي إن لم يغادر المنطقة”. وأكدّ فدوي في حوار مع وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري، أن “إخراج الأميركيين من الخليج من المهام الأساسية للحرس الثوري الإيراني، وإن قواته قادرة على تدمير وإغراق الأسطول الأميركي خلال 50 ثانية”. وأوضح فدوي الذي يقود وحدة حراسة مياه الخليج ومضيق هرمز، أنّ قواته “أجرت تدريبات عديدة لمواجهة الأسطول الأميركي”، وقال إنها تراقب “تحرك الأسطول الأميركي الخامس في البحرين ومياه الخليج”.  وأضاف: “رغم أن الأميركيين يلتزمون بحدود تحركهم ضمن المياه الدولية لكننا نرصد تحركاتهم عن طريق أجهزة الرادار، وبوارجنا تتحرك بأمتار بموازاة الأسطول الأميركي للرد على أي تحرك معاد”، مؤكداً أنّ “من حق إيران حسب القوانين الدولية التحكم بالخليج ومضيق هرمز”، وحذّر “إذا لم تلتزم قطع البحرية الأميركية بتحذيرات الحرس فإنها ستشاهد على الفور عددا كبيرا من قطعنا البحرية محيطة بها، أو أن صواريخنا قد أقفلت عليها”.

ووفقا لفدوي “فإن الأميركيين طلبوا ثلاث مرات عبر مراجع رسمية مثل السفارة السويسرية، فتح خط اتصال بينها وبين القوات الإيرانية، مثلما كان بين أميركا والاتحاد السوفيتي السابق في فترة الحرب الباردة بينهما، بغية السيطرة على الأوضاع، وهو الطلب الذي رفض من جانب إيران”، على حد قوله.  وكان الأدميرال فدوي قد قال في وقت سابق إن “أميركا هي الدولة الأكثر حرصا في الخليج كي لا يتم إطلاق حتى رصاصة واحدة في هذه المنطقة، لأن جميع مصالحها ستتعرض حينها للخطر”. ويعتبر هذا أول تهديد من قبل قائد البحرية الإيرانية التابعة للحرس الثوري في مياه الخليج، ولم تصدر القوات الأميركية أي تعليق حول هذا الموضوع.

 

السعودية تعتقل الناشطة «سعاد الشمري» بتهمة «الإساءة للإسلام»

01-11-2014 ا نور الشامسي

أوقفت الجهات المختصة في محافظة جدة، الناشطة الليبرالية المعروفة «سعاد الشمري»، بتهمة التطاول على الدين الإسلامي، فيما لم يُكشَف رسمياً عن تفاصيل الإيقاف.

وأكد المدير الإقليمي لقناة العربية الإخبارية بالمملكة، «خالد المطرفي» نبأ إيقاف «الشمري»، حيث قال يوم أمس الجمعة في تغريدة مقتضبة عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: «اعتقال سعاد الشمري في السعودية لتطاولها على الدين».

من جانبهم، دشن مغردون ونشطاء عبر وسما  عبر «تويتر» حمل اسم «#اعتقال_سعاد_الشمري»، عبروا خلاله عن آرائهم فى اعتقال «الشمري» بين مؤيد ومعارض.

وأكدت «إنصاف حيدر» زوجة الناشط الليبرالي «رائف بدوي» المعقتل أيضا بتهمة الإساءة للدين، أكدت اعتقال«الشمري» مضيفة أن «اعتقال سعاد الشمري في سجن النساء بريمان بجدة بتهمة الإساءة للإسلام».

وأشارت إلى تصريحات سابقة للمستشار في الديوان الملكي «عبدالله بن منيع» على صحيفة سبق السعودية، كان قد قال فيها: «سعاد الشمري مجرمة وستحاسب على تطاولها على النبي الكريم.. إن شاء الله ستحاسب هذه الخبيثه، لقد قرأنا تغريدتها وستنال جزاءها بإذن الله», واصفاً إياها بالخبيثة.

يأتي ذلك على خلفية تغريدات الناشطة الليبرالية التي قالت فيها: «إن من أغبى الأقوال أن تربية اللحى مخالفة للمشركين.. مشركو الماضي والحاضر، اليهود والكهنوت، الشيوعيون والماركسيون بلحى، أبو جهل لحيته أطول من لحية الرسول».

وعبر الوسم السالف ذكره، خاطب «نايف بن عويد» الناشطة المعقتلة قائلا: «هذه دولة التوحيد المملكة العربية السعودية وليست تركيا حتى تجدين منظمة رسمية لرعاية شؤون الملحدين».

أما المغرد «عباس شرقاوي» فانتقد فكر الليبرالية: «إذا عرضنا على الليبرالية أن تعرض مالديها بدون المساس بديننا فلن يوجد لديهم مايعرضوه فﻻتقوم ليبراليتهم إﻻ بهدم الدين».

بينما يقول حساب «حراك المطالب» النشط في مجال الحقوق والحريات بالمملكة: «وزارة الداخلية السعودية (اكلت الثور الأبيض والثور الأسود)». فيما اعتبرت الكاتبة السعودية «سعاد المشيخص» أن قرار إيقاف الناشطة الليبرالية ما هو إلا دائرة ستطال الجميع، موضحة: «فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا .. إهداء لكل الشامتين في هذا الهشتاق وغيره».

أما حساب «تنسيقية شباب الحرمين»المعارض، فيقول: «إلي يقول: سبب #اعتقال_سعاد_الشمري الاستهزاء بالدين، قول له: أجل وش وضع آل سعود إلي مستحل الربا وضارب بشرع الله إلي ما يوفق هواه عرض الحائط؟»، معتبرا أن إساءة أهل الدين أنفسهم للإسلام تتخطى تجاوزات الليبراليين. هذا وعُرف عن الناشطة «سعاد الشمري» خوضها في كثير من القضايا، كقيادة المرأة السعودية للسيارة، وتوظيف المرأة، بالإضافة إلى حديثها في الأمور الشرعية والقضائية.

و«سعاد الشمري» هى ناشطة سعودية والمتحدث باسم «الشبكة الليبرالية السعودية الحرة» وهي أول سعودية تترافع في المحاكم، وبدأت تطالب للسماح للسعوديات لإعطائهم تراخيص مزاولة المحاماة، وقد صرح وزير العدل الحالي إن الوزارة ستسمح وهذا جعل القضاة يقبلون بهن ولكن كوكيلة شرعية.

المصدر | الخليج الجديد

 

دمشق الآن: هذيان وأنين بين الأطلال

النهار/محمد ابي سمرا

1 تشرين الثاني 2014

دمشق الصامتة قهراً وذلاً طوال أكثر من نصف قرن تحت أحكام طوارئ البعث والاسد، كيف يعيش اليوم من تبقى فيها من أهلها وسكانها، بعد نحو 4 سنوات على الثورة السلمية المغدورة؟ هنا شهادة عن حياتها اليومية الراهنة من شخص سوري لا يزال يقيم فيها، ويغادرها لأيام زائراً بيروت في أوقات متباعدة. الآن، كلما ابتعدتُ من دمشق وصرتُ خارج سوريا، لا يبقى في ذاكرتي ومخيلتي أو في ذاكرتي المتخيلة، منها ومن حياتي وحياة البشر فيها، سوى صور رمادية أو رصاصية ثقيلة؛ صور تستدعي صوراً ومشاهد من أفلام عن النازية في أوروبا الحرب العالمية الثانية. أروح أفكر متسائلة: كيف تجرّعنا تدريجاً يوميات حياتنا تلك، ولماذا لا أنتبه الى أنها على هذه الصورة، إلا بعد خروجي وابتعادي من دمشق الى بلد آخر؟

دمشق اليوم معسكر اعتقال كبير، يحوطه الدمار والخراب من الجهات كلها. في داخله زحام من الجنود والعساكر والمسلحين والناس السادرين الهائمين كشحاذين في شوارع تتلاصق على أرصفتها بسطات تتراكم عليها تلال من البضائع والسلع والأشياء الغريبة العجيبة المندلقة أمام أبصار العابرين التائهين، كأنهم في يوم القيامة أو الحشر. حطام بشر في حطام مجتمع عسكري حربي يدب فيه التفسخ المادي والأخلاقي، فيعيش حياة آنية في مناخ من الفوضى العارمة.

المراهقات الغانيات

جموع من فتيات مراهقات يلطخن وجوههن بمستحضرات تجميل رخيصة، ويسرحن في الشوارع والحدائق والأماكن العامة، كغانيات صغيرات يتودّدن إلى الجنود والشبيحة والسراقين (العفّيشة في لغتنا السورية الدارجة اليوم)، راغبات في مصاحبتهم لنهار أو ليلة، كي يحصّلن منهم دعوة الى غداء أو عشاء فاخر في مطعم، أو ثوباً جديداً زاهياً لبؤسهن الشريد، أو سوى ذلك من سلع باهظة الأثمان في المقاييس السورية العسيرة الراهنة. فتيات مراهقات، بعضهن محجبات دفعتهن فوضى الحياة واضطرابها، التشرد وتفكك والأسر والعلاقات وتفسخها، وندرة الفتيان والشبان العاديين، الى طلب العيش والرغبات في علاقات آنية، سريعة وعابرة. تشردهن والتفلت العام وعددهن الفائض، حملتهن على الخروج من أحياء الضواحي، قاصدات شوارع وسط المدينة المزدحمة بالجنود ورجال الأمن.

شاب أعرفه قال لي مرة إن ركاب الباصات كانوا يتجنبون الشبانَ السوريين الذين يؤدون خدمتهم الإلزامية في الجيش، ينفرون ويشمئزون من روائحهم المقرفة، فيبتعدون منهم، على خلاف ما يحدث اليوم، إذ تتقصّد الفتيات أن تتلاصق أجسامهن وتتحسّس أجسام الجنود وعناصر جيش الدفاع الوطني في الباصات، لإثارتهم كي يحظين بصحبتهم صحبة عابرة. أما في الشوارع فتسعى الفتيات في استمالة المجندين. قسم لا بأس به منهن يقضين أوقاتا من النهارات وينمن في الحدائق العامة. إنهن من عائلات النازحين الى دمشق والمشردين فيها، أو من أسر تعاونت أربع أو خمس منها على استئجار غرفة واحدة لإقامتها المشتركة، فيما تفشّت في الأسر الدمشقية حالات الطلاق الكثيفة غير المعهودة في السابق.

على "مفرق الحبايب"

تتكاثر المراهقات الغانيات في حي الصالحية التجاري المزدحم الذي تسقط عليه قذائف في أوقات متباعدة، ويقصده أهالي الضواحي الدمشقية الطرفية للتمشي في شوارعه وفي شوارع الأحياء التجارية الأخرى المكتظة في الحمراء وجسر الأبيض والعفيف.

أما أحياء النخبة الدمشقية الميسورة في المهاجرين وأبو رمانة والمالكي، فتكاد تكون مهجورة من سكانها الذين غادروها الى لبنان وتركيا والأردن ومصر وأوروبا، فم يبقَ فيها سوى جماعة من كبار موظفي ومسؤولي الدولة والنظام وأولادهم، الى جانب مسنّين ظلوا مقيمين في بيوتهم لحمايتها، بعد رحيل أبنائهم وعائلاتهم الى خارج سوريا. العابر في هذه الأحياء شبه المهجورة الشاحبة، يشعر بحضوره الشبحي في عتمتها الليلية الكئيبة الموحشة. لكن حي المزة الذي يغلب العلويون على سكانه، وخصوصا في ناحيته المسماة المزة 86، لا يزال مزدحماً بدبيب حياته اليومية، حيث يتفاقم التشبيح ويتكاثر الشبيحة.

منطقة المهاجرين وأحياؤها على جبل قاسيون، انقسمت طائفياً بين سنّة من جهة، وعلويين وشيعة من جهة أخرى، ليفصل بينهما منعطف - مفرق زين العابدين الذي منه تصعد الشوارع الى الجبل. قرب هذا المنعطف - المفرق يقع حي زين العابدين الشيعي الصغير ومقبرته، حيث نُصب حاجز عسكري كبير لجند "حزب الله" اللبناني، ورُفِعت صورة ضخمة للسيد حسن نصرالله الى جانب صور لـ"شهداء" حزبه، فسمّى الدمشقيون المنعطف "مفرق الحبايب" أو مفرق "جماعة لبّيكِ يا زينب"، ككنايتين ساخرتين متهكمتين على الحاجز وعناصره من "حزب الله" و"اللجان الشعبية" و"جيش الدفاع الوطني" التابعين لأجهزة النظام السوري.

لـ"حزب الله" حضوره المسيطر في أحياء دمشق القديمة، كباب شرقي والعمارة، وخصوصا في باب توما والقصّاع اللذين يغلب عليهما السكانُ المسيحيون المعادون للثورة والمؤيدون للنظام، حتى قبل أن يستولي عليهم الرعب المستطير من "داعش". في شوارع هذه الأحياء، تصدح من الحواجز المسلحة أغاني اللطميات الحسينية، وكذلك من السيارات العابرة بزمر من الشبيحة الذين يروّعون السكان.

منذ أواخر العام 2011 شاعت في دمشق أحاديث أن الحواجز الأمنية والعسكرية الأساسية في المدينة يديرها مسؤول إيراني من غرفة عمليات مقرّها في محيط "قصر المهاجرين" الجمهوري في حي الروضة أسفل قاسيون الذي يرتفع في أعاليه "قصر الشعب" الجمهوري أيضاً. منذ مدة أخذ يظهر على الحواجز مجندون، وجوههم غريبة تختلف عن ملامح السوريين الشاحبة الكئيبة في بروز علامات الراحة والارتياح عليها، ويُرجّح أنهم إيرانيون أو عراقيون ينتشر بعضهم في الشوارع والحدائق العامة. حتى أننا صرنا نرى أيضاً مسلحين زنوجاً بين الروضة والعفيف في أسفل المهاجرين. هؤلاء جميعاً، وكذلك عناصر "حزب الله" وشعاراتهم وشاراتهم، لم نكن نلمح لهم أثرا في ما سمّي قلب دمشق أو مربّعها الأمني، الذي يسيطر عليه "الفرع 40" الأمني لمكافحة الإرهاب بقيادة حافظ مخلوف، الذي كان يدير المربّع إدارة أمنية متشددة، قبل إقالتة من قيادة ذلك الفرع. وقد بلغ التشدد في أيامه ذروته، فمنع أي شخص غير دمشقي من استئجار بيت أو بيعه أو شرائه في المنطقة، من دون حصوله المسبق على موافقة أمنية من قيادة الفرع.

غابة الحواجز الأمنية

في الهواء، حتى في الهواء الدمشقي ينتشر القلق والخوف والاكتئاب، كما في كلام الناس وملامح وجوههم، وفي علاقاتهم اليومية، فتسمعهم في كل وقت ولقاء يتحدثون عن أنواع المهدئات التي يتناولونها كما يتناولون "البندول". حشيشة الكيف منتشرة بدورها على نطاق واسع بين الدمشقيين، وخصوصاً بين عناصر الجيش والأجهزة الأمنية والميليشيات من جيش الدفاع الوطني واللجان الشعبية في نوبات حراستهم على الحواجز في الشوارع. ففي كل وقت من النهار والليل يشعل هؤلاء سجائر الحشيشة ويدخّنونها علناً في نوبات حراساتهم، فترى عيونهم محمرة زائغة تائهة، أو مشتعلة بالغضب والحنق، أو مشوبة بالقنوط والتعب. وماذا يسع الناس أن تفعل في دمشق، غير أن تصدع صاغرة ذليلة للتعايش مع أمزجة عناصر الحواجز العسكرية والأمنية المنتشرة بكثافة فلكية في شوارع المدينة كلها؟!

ينطوي سلوك الدمشقيين ومشاعرهم إزاء هذه الحواجز على مركّب معقد من العطف والشفقة والمرارات والنقمة والحقد والكراهية والرعب. بعض الناس يعطفون عليهم فيقدمون لهم الأكل والطبخ. آخرون يغدقون عليهم تحيات الود المرائي الكذوب. لكن الخوف والرعب يقيمان في الخفاء من كل أنواع سلوك الناس على الحواجز العسكرية والأمنية، وخصوصاً في الأحياء والمناطق الطرفية من دمشق على حدود جوبر ودوما وسواهما من أحياء الغوطة، حيث تكون عناصر الحواجز من المتوحشين القتلة المنتمين الى جهاز المخابرات الجوية. من يمر على هذه الحواجز تكتب له حياة ثانية، خصوصاً إذا كان مسلماً سنيّاً أو امرأة محجبة. أما السيارة التي ركابها من المسيحيين، أو من النسوة غير المحجبات، أو تظهر في السيارة زجاجة من البيرة، فإنها تعبر سريعاً مع آيات الاحترام والترحيب. تختلف الحال في أحياء المالكي ومحيط قصر المهاجرين وأبو رمانة، حيث يضعون عناصر أمنية تتصرف وتسلك في منتهى التهذيب مع العابرين.

بين وقت وآخر تنطلق حملات مطاردة واعتقالات مسعورة في الأحياء والشوارع، تستهدف الشبان الذين بلغوا سن التجنيد الاجباري. تبدأ هذه الحملات بقيام وحدات من الجيش والأجهزة الأمنية وجيش الدفاع الوطني واللجان الشعبية، بقفل الأحياء والشوارع، ونصب حواجز تفتيش كثيرة فيها، لتقوم وحدات أخرى بدهم البيوت.

حصيلة هذه الحملات عشرات وأحياناً مئات من الشبان الذين يُجرّون من شعورهم من البيوت وفي الشوارع لرميهم كالنعاج في شاحنات عسكرية، تذهب بهم الى معسكرات الاعتقال والتدريب، وهيهات أن يعلم أهلهم وذووهم شيئاً عنهم. لكن عمليات الدهم والاعتقال لا تقتصر على الحملات هذه، بل هي تعقب كل حادثة أمنية تحصل في هذا الحي أو ذاك، وحتى في خارج دمشق. فبعد اجتياح القصير، مثلاً، جرت في أحياء دمشق حملة اعتقالات لأهالي القصير الذين كانوا قد فرّوا منها في أوقات سابقة ولجأوا الى العاصمة. هكذا اعتقل على الحواجز الدمشقية كثيرون من أهالي البلدة المنكوبة التي اجتاحها "حزب الله" في ريف حمص، بعد لجوئهم الى دمشق، فصادر "رجال الله" أو حسن نصرلله أراضيها الزراعية ليستعمرها استعماراً إستيطانياً.

بين الحاجز الأمني والآخر، حاجز ثالث في الشوارع الدمشقية. حتى المرأة التي تخرج من بيتها الى مدخل البناية حيث تسكن، سرعان ما يعترضها عناصر حاجز أمني أو عسكري أو من اللجان الشعبية أو جيش الدفاع الوطني، قبل اجتيازها الرصيف، فيفتشون محفظة اليد التي تحملها. لذا يشعر سكان دمشق أنهم في دوار معمعةٍ أو جحيم. من المشاهد اليومية المتكررة في هذه الجحيم، جنود أو مسلحون يرتدون ثياباً مدنية معلقة بنادقهم على أكتافهم، يضمّون في الشوارع والحدائق العامة فتيات سافرات أو محجبات من اللواتي تلطخ وجوههن مستحضرات تجميل رخيصة. العساكر والمسلحون يقفون أمام بسطات الشوارع الكثيفة للسلع والخضر، لشراء ما يريدون ويرغبون، فيرفض بائعو البسطات أن يتقاضوا منهم أثمان ما يشترونه، حتى ولو أصرّ مسلح أو عسكري على دفع ثمن ما اشتراه. باعث البائعين على سلوكهم هذا هو الخوف أو المراءاة، في محاولة منهم لنيل رضا العسكريين وحظوتهم، علّهم يسلمون من عسفهم في أثناء حملات دهم البسطات وتحطيمها واعتقال أصحابها، وخصوصاً أولئك الذين لم يحصلوا على تراخيص مسبقة لبسطاتهم من الأجهزة الأمنية.

جيش الدفاع الوطني

تتشابه الغالبية الساحقة من سكان دمشق في الفقر والرثاثة والخوف والاكتئاب. فمن كان يحصّل في السابق نحو 50 ألف ليرة سورية، كان يعيش ميسوراً، لكن هذا المبلغ نفسه لا يكفي اليوم لمعيشة أيام أربعة أو خمسة على الأكثر. وإذا أضفنا الخوف من الاعتقال الى تفشي الفقر المدقع وانعدام فرص العمل وتزايد أعداد اللاجئين والمشردين، تلوح السرقة والسلب والنهب باباً لتحصيل القوت. لكن ولوج هذا الباب مستحيل من دون حماية لا توفرها سوى حيازة القوة والسطوة. لذا تقبل أعداد لا يستهان بها من الشبان والرجال على التطوع في جيش الدفاع الوطني، مدفوعين بالخوف من الاعتقالات وبالحصول على مرتّب ما بين 15 و20 الف ليرة سورية شهرياً، إضافة الى ما يوفره لهم هذا السلك من سطوة في حال إقدامهم على السرقة والسلب، لتحصيل موارد إضافية للعيش. داعي الخوف من الاعتقال، حمل بعضاً من الذين كانوا في عداد "الجيش السوري الحر" الى تسوية أوضاعهم لدى أجهزة الأمن لقاء انتسابهم الى جيش الدفاع الوطني.

يتكاثر عناصر هذا الجيش في أحياء دمشق الطرفية القريبة من المناطق الواسعة التي دمرها القتال حول العاصمة، فيقوم عناصره بغارات منظمة على أطراف تلك الأحياء، فينهبون أثاثات البيوت المهجورة أو المسكونة بأهلها البائسين غير القادرين على النزوح، أو بسواهم من النازحين الذين لاذوا بها لاجئين اليها من خارج دمشق، فتُحمّل المسروقات في شاحنات وتُنقل الى مخازن جيش الدفاع الوطني الذي لديه شبكاته لبيعها. السلبطة والتشليح والاعتقالات شائعة على حواجز هذا الجيش في الأحياء المتاخمة لجبهات القتال في الغوطة. عادةُ دفع إتاوات لمسؤولين أمنيين ولسواهم في الدفاع الوطني، شاعت لقاء أن تُسمح لعناصر من هذا الجيش الخدمةُ على حواجز معينة (كسوق الهال مثلاً)، لأنها توفر لعناصر الحواجز تحصيل إتاوات مرتفعة من الناس والعابرين، أو سلبهم ما يحملونه في السيارات.

يكثر أن ترى على هذه الحواجز عناصر الدفاع الوطني يطرحون شاباً أو رجلاً أرضاً، ساحقين بأحذيتهم رأسه أو رقبته، فيما آخرون منهم يفتشون جيوبه، بحثاً عن أموال، أو عن هاتفه المحمول، أو عن بطاقته الثبوتية. مثل هذا المشهد صار عادياً في كثير من الأحياء الدمشقية، حتى أصبح الخروج من المنازل في هذه الأحياء عسيراً ويبعث الشؤم.

الشعب يريد الهرب

في المقابل تتفشى فكرة الرحيل الى خارج سوريا والكلام عنها، مثل وباء هذياني بين الدمشقيين. ما إن يلقي أحدهم التحية على آخر، حتى يبادره سائلاً إياه عن الطريق أو السكة التي سيعتمدها في الهرب الى الخارج. الجميع يتبادلون الأحاديث اليومية عن أنواع سكك الهرب وسبلها المتاحة. منها الحصول على تأشيرات سفر أو هجرة من السفارات في عمان أو بيروت أو اسطنبول. وهذه يستحيل توافرها لغير المقتدرين مالياً. هناك رحلات السفر البحري الخطرة غير المشروعة التي تؤمّنها شبكات التهريب المافيوية في مصر وتركيا ولبنان وليبيا. وهذه أيضاً تحتاج مبالغ مالية لا يستهان بها غالباً ما تذهب هباء مع الهاربين الذين تفرق أعداد كبيرة منهم، فتتحول جثثهم طعاماً لأسماك البحر المتوسط. وهنالك ثالثاً سكك التهريب البري عبر تركيا وبلغاريا وسكوبيا، وصولاً الى أوروبا الوسطى والشرقية والدول الاسكندينافية. وقد تختلط هذه السكك أيضاً بمسافات من السفر البحري في مراكب بدائية يتحطم بعضها ويغرق في عرض البحر. أنواع الهرب هذه لا تقل تكلفة الواحدة منها غالباً عن 5 آلاف أورو.

هكذا شاع القول الساخر المتهكم "الشعب يريد الهروب"، نسجاً على منوال شعار الثورات العربية "الشعب يريد إسقاط النظام".

في كل يوم تسمع أحاديث بين الدمشقيين عن عاملات وأشخاص غادروا أو هربوا أو غرقوا في البحر، الى جانب الأحاديث عن حالات الدهم والاعتقالات والاختفاء. هذا ما تسمعه في صالات الانتظار في عيادات الأطباء، وفي طوابير الانتظار أمام مباني المؤسسات لإنجاز أيٍّ من المعاملات.

هذيان الاعتقال والهجرة

دمشق اليوم معسكر اعتقال كبير يخيم في سمائه ضباب الرعب والهذيان. السنّة في هذا المعتقل يمارسون التقيّة التي يقال إن الشيعة كانوا يمارسونها من قبل. العلويون في معظمهم غارقون في تيه القوة والتسلط والتشبيح. المسيحيون يتقلبون بين وجوه متناقضة، ومثلهم الدروز. في المحصلة الجميع يعيش في حال من تدبير أموره حسب مقتضيات الأحوال والظروف، طمعاً في النجاة من الويلات ودبيبها في الحياة اليومية.

على الحواجز الأمنية والعسكرية، في أصنافها الكثيرة، شاعت عبارات نموذجية، كأن يقول العابر لعناصر هذا الحاجز أو ذاك: "مرحبا يا غالي"، "كيفك يا حبيب"، "تسلملي عينك". وهنالك من يقرن هذه العبارات بأداء التحية شبه العسكرية لعناصر الحواجز. أما عبارة "السلام عليكم" فلا مكان لها قط في تبادل التحيات هذه، كأنها محرّمة وتثير الشبهة.

خلف ضباب الرعب والهذيان وعبارات الترحيب المعسول هذه، يعيش المجتمع الدمشقي في حال من التفكك والتخلع والاهتراء، وتتفشى فيه كراهية مكتومة للعلويين و"حزب الله" اللبناني. الخوف من الانفجارات وسقوط قذائف، لا يقاس بالخوف المرعب من دهم البيوت والاعتقالات في الشوارع. ترى شخصاً ما عابراً في شارع، فتهاجمه فجأة مجموعة مسلحة، تقلب قميصه أو سترته على رأسه فتغطيه، ثم ترميه في مؤخرة شاحنة أو سيارة عسكرية، فلا يدري هو ولا أنت ما الذي فعله ولماذا اعتقل، ولا الى أين يأخذونه. قبل أسبوع مثلاً توقفت شاحنة عسكرية في وسط شارع الثورة، فامتلأت بعد وقت قصير مؤخرتها بمعتقلين صعد اليهم رجل أمن وأخذ يسحلهم بقدميه.

يتهدد الاعتقال أكثر ما يتهدد الشبان في سن التجنيد الاجباري. الذين يُعتقلون من هؤلاء الشبان غالباً ما لا يعلم أهلهم مصيرهم أو متى يعودون وفي أي مكان يعثرون عليهم. لا يتوقع أيٌّ من الشبان لماذا وأين وكيف ومتى يمكن أن يعتقل، وهذا ما يدفعهم الى الهجرة كسبيل وحيد الى الخلاص، فقلّ عددهم في دمشق وتضاءل حضورهم، وندر حضور الطلبة في شوارعها وفي مشاهد حياتها اليومية، مقارنةً بعدد الفتيات وحضورهن الكثيف في الشوارع والأماكن العامة، الى جانب الجنود والمسلحين من عناصر الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني. لكن هذيان الهرب والهجرة لم يعد يقتصر على الشبان والرجال، بل أصاب أيضا الفتيات والنساء، فصارت مجموعات منهنّ تعدّ العدّة لهجرات تهريب نسائية جماعية برضا أهلهن ومباركتهم.

الأبدان والجحيم

يحوط دمشق في حالها هذه، ريفها المدمر في الغوطة. مرةً، عشية الانتخاب الرئاسي الأخير المزعوم، كنت مع أصدقاء في سيارة يقودها أحدهم في حي الزبلطاني بين القصاع ومزارع نصري، منخرطين في جدال متوتر، عندما وجدنا أننا بلغنا شارعاً ظهر في نهايته مشهد دمار هائل في طرف حي جوبر. فجأة كفَّ عن الكلام صديقٌ كنت أجادله بعصبية حانقة، وقال في هدوء: أنظر، أنظر، أنظر أسمر اللونا (اللون). التفتُّ محدّقاً الى حيث أشار الصديق، فأبصرت صورة هائلة الحجم منصوبة في نهاية الشارع لـ"لأسمر اللونا". وهذا لقب شائع في دمشق لبشار الأسد بين كارهيه. مباشرةً خلف الصورة الزيتية العملاقة المكتوب في أسفلها "أهالي جوبر لن يبايعوا أحداً سواك"، ظهر مشهد الدمار الهائل، فأخذتني نوبة من الضحك الهستيري، أعقبتها دموع لم أدرك أدموع ضحكٍ هي أم غضب أليم.

صورة عملاقة مماثلة نُصبت عند طرف الحي المعروف بنهر عيشه المطل على حي الحجر الأسود المدمر تدميراً كاملاً. كُتب في أسفل الصورة "أهالي نهر عيشه والحجر الأسود: لو أن بعد الأبد أبداً ما اخترنا غيرك يا أسد". حين أبصرنا مرةً هذه الصورة، وكنا أيضاً في سيارة يقودها الصديق نفسه، أخذ صديق ثالث يغني: "أبدين، أبدين"، على لحن أغنية غنّاها مطرب لبناني في دمشق قبل الثورة بسنوات، ويقول مطلعها "قمرين، قمرين/ في السما منورين".

الملعب الأكبر لكرة القدم في سوريا، المعروف بـ"ستاد العباسيين"، لوقوعه في منطقة العباسيين الدمشقية، جعله جهاز المخابرات الجوية المقرَ الأكبر لفرعه في دمشق، وحوّل منشآته السفلى تحت المدرجات أقبية للاعتقال والتعذيب، وأحاط الملعب كله بمتاريس رملية ترتفع شاهقة من خمسة أمتار الى عشر. في المساحات ما بين المتاريس والأحياء السكنية المتاخمة للملعب، حواجز أمنية كثيرة للمخابرات الجوية. السكان الخارجون من بيوتهم والعائدون اليها في تلك الاحياء، اعتادوا آلياً على ترداد عبارات الترحيب بعناصر الحواجز: "مرحباً يا حبيب، مرحباً يا غالي". أنا من يمر يومياً في شارع قريب من الملعب، صرت أتمنى لو يصيبني شلل مفاجئ، كلما أبصرت وسط المشهد الرمادي الكالح صورة عملاقة لبشار الأسد مكتوبة في أعلاها كلمة واحدة: "سوا". سوا؟! لماذا والى أين غير الجحيم؟!

في أمسية تالية انقطع التيار الكهربائي في الأحياء كلها حول "ستاد العباسين"، فرحت أسمع في العتمة والسكون المفاجئين صراخ ألوف المعتقلين وأنينهم من جحيم بشار الأسد.

موتان: بجثة وبلا جثة

تفشت بين الدمشقيين كراهية عمياء، يائسة ومتطيرة، لكل ما يسمّى "الجيش الحر" و"النصرة" و"داعش". فالأسماء هذه صارت مثل وباءٍ ينشر الرعب والدمار والقتل التي ألحقها الأسد ونظامه بالسوريين، كقصاص ثأري منهم. لكن ما تبقى من نظام الأسد لا ينزل قصاصه الثأري المروع في دمشق إلا ببقايا من تعلم أجهزته الأمنية أنهم شاركوا في التظاهرات السلمية في بدايات الثورة، ولا يزال بعضهم ينشط في مجالي الإعلام والإغاثة السلميين. هؤلاء يختفون اختفاءً لا وجود بعده ولا يعلم أحدٌ عنه شيئاً، في حال اعتقال أيٍّ منهم. أما من تعلم أجهزة النظام بأنه شارك في القتال العسكري وعمليات الخطف والقتل في أيٍّ من الفصائل والكتائب، فالباب مفتوح لتوبته وتسوية أوضاعه لقاء انتسابه الى جيش الدفاع الوطني، كي يتابع علمه وخبره الى جانب ما تبقى من النظام في دمشق.

شاب من المتطوعين في "الجيش الحر" في مخيم اليرموك، عاش نحو 7 أشهر في الحصار والجوع داخل المخيم. في أربعة منها لم يذق سوى طعم البرغل والعدس، وفي ثلاثة تلتها لم يتناول غير البهار المذاب في الماء. أخيراً خرج هذا الشاب مع أهله من المخيم، ملتصقة جلودهم بعظامهم، وتتفشى بقع سوداء في جلود النساء. في دمشق أمضت العائلة مدة من التشرد في حدائق عامة، قبل تمكنها من الإقامة في غرفة صغيرة استأجرتها بما تمكنت الأم من تحصيله من العمل خادمة في بيوت دمشقية. ثم لم يلبث الشاب أن سوّى أوضاعه في أحد المقار الأمنية وتطوع في جيش الدفاع الوطني. حين سألت أمه: كيف تدعينه يتطوع ويسلم نفسه للموت؟!، أجابت بأن تطوّع ابنها أهون عليه وعليها من اعتقاله الذي ينتهي بموته المحتم من دون أن تراه، وتختفي جثته. ففي الدفاع الوطني قد يموت، لكن أمه - بحسبها- تعلم بموته وتتسلم جثته.

الرعب من "داعش"

كانت الدخانية قرية صغيرة، فتحولت حياً من ضواحي دمشق وتربطها بجرمانا من جهة الجنوب الشرقي. مجموعة مسلحة من "الجيش الحر" و"الجبهة الإسلامية" في الحجر الأسود ومخيم اليرموك، قامت بعملية تسلل الى الدخانية، عبر أنفاق الصرف الصحي. حين خرج المتسللون من الأنفاق وسط الدخانية، دب الذعر والرعب بين سكانها، وأخذوا يصرخون في شوارعها وبيوتها هلعين: "داعش، داعش". عناصر الدفاع الوطني المنتشرون على الحواجز فرّوا هاربين، فلم يبق منهم أحدٌ في الدخانية التي خلت بعد ساعات قليلة من سكانها، فيما أسر المسلحون المتسللون عدداً قليلاً منهم، واقتادوهم في أنفاق الصرف الصحي الى دوما. في الأثناء قصفت مروحيات النظام الدخانية بالبراميل المتفجرة. في دوما سلّم عناصر "الجيش الحر" المخطوفين الى عصابة من السلاّبين النهّابين، فسلبتهم العصابة هواتفهم المحمولة وما في حوزتهم من مال قليل، قبل إطلاقهم.

ثلاثة من المتسللين في أنفاق الصرف الصحي من الحجر الأسود واليرموك، كانوا قد أضاعوا رفاقهم وسط الأنفاق المتشعبة، فلم يعلموا، إلا بعد خروجهم منها عقب يوم من حادثة الدخانية، أنهم في وسط جرمانا المسكونة بالدروز، فأخذتهم المفاجأة، وحملتهم على إطلاق النار عشوائياً من بنادقهم الرشاشة. دب الذعر في الأهالي الذين أخذوا يصرخون: "وصلت داعش، وصلت داعش". مزيج الرعب والفوضى العارمة، حمل سكان جرمانا على الهرب في السيارات وركضاً الى خارجها، حيث منعتهم حواجز جيش الدفاع الوطني على أطرافها من متابعة هربهم. لكن تدفقهم الفوضوي حال دون تمكن الدفاع الوطني من السيطرة على الجموع المذعورة الهاربة وسط سريان الشائعات بأن عناصر "داعش" خرجت بالمئات من الأنفاق، وذبحت عدداً من الأشخاص في الشوارع. بعد نحو ساعتين خلت جرمانا تقريباً من سكانها، حتى من المسلحين الذين أغتنم الشبيحة منهم فرصتهم لسرقة البيوت الخالية المهجورة ونهبها. أما المتسللون الثلاثة فكانوا قد اغتنموا بدورهم فرصة عودتهم سالمين الى الأنفاق، وعبرها الى الحجر الأسود.

 

معركة المصير الإيراني الكبرى في العراق

 داود البصري/السياسة

02 تشرين الثاني/14

لم يكن الظهور المتكرر والمتعمد لجنرالات “فيلق القدس” للحرس الثوري الإيراني أمام وسائل الإعلام, العراقية والدولية, وعلى رأسهم الجنرال الغامض الشهير قاسم سليماني قمي أمرا عاديا ! كما لم يكن تسريب الروايات الحكومية العراقية عن أدوار تخطيط وإستشارة عسكرية للعديد من جنرالات مؤسسة الحرس الثوري من الذين خاضوا صفحات الحرب الطويلة ضد العراق ( 1980/1988) أمرا غير مقصود, بل أن الهدف المركزي كان واضحا منذ البداية, وهو توجيه رسالة إيرانية صارمة وحاسمة للتحالف الغربي بأن أوراق العراق الداخلية لم تعد حكرا لدوائر صنع القرار في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وبروكسل انما طهران باتت, ومنذ عام 2003 تحديدا وتبدل نمط هيكلية وشكل وتشكيل مؤسسات السلطة, هي العامل الأكبرفي تشكيل ورسم الصورة والتصورات وكذلك التطورات الميدانية في العراق , هذا البلد العربي المنكوب والذي كان في مرحلة إنطلاقة العمل القومي في منتصف القرن الماضي بمثابة بؤرة نشاط وتجدد وتألق ثقافي وسياسي, وكان يصفه بعض القوميين العرب بمثابة “بروسيا الشرق”! أي أنه يتحمل دور القائد في لم شتات, وشعث, العرب , تحول اليوم وبعد تجارب إنقلابية وحروب عنيفة وتراجع قيمي وثقافي مستوطنة طائفية متخلفة ولحديقة خلفية تنمو فيها كل الطحالب الإيرانية السامة والمتوحشة التي عفرت وجه العراق العربي, وأنتجت أجيالا من الشباب العراقي الطائفي الغريب عن عراقيته وعروبته.

فبعد إنهيار المؤسسة العسكرية العراقية بفعل الإحتلال الأميركي عام 2003 جاء البناء الجديد مشوها هجينا ومريضا بقيادة زمر من الفاشلين والمتأزمين أيام المعارضة الطهرانية والدمشقية , وفشلت كل حملات الترقيع لإحياء وطن كان في يوم ما مفخرة للعرب قبل أن يجور عليه وعلى شعبه الزمان. العراق اليوم وبعد إنهيار الصيف الماضي, وتحلل المؤسسة العسكرية أضحى ساحة ميدانية لإستعراض القدرات العسكرية الإيرانية , وتحولت مدنه وقراه ساحات معارك شرسة بين قيادات النخبة في الحرس الجمهوري العراقي السابق, التي هي من تقود وتخطط للجماعات المسلحة, وبين قيادات الحرس الثوري الإيراني الذين يبحثون عن الثأر لهزيمتهم الكبرى وتجرعهم كأس السم صيف عام 1988 بعد أن أجبروا على إيقاف الحرب ضد العراق من دون تحقيق شرطهم وحلمهم الأكبر وهوإقامة جمهورية الولي الفقيه الطائفية في العراق. الجنرال سليماني بات يتحدى علنا كل وسائل الإعلام الدولية, ويصرح بتصريحات صادمة حول مقدرة قواته في العراق, وعلى عدم سماحهم بتغيير التركيبة السياسية, سواء في دمشق أوبغداد, حتى تحول ذلك الجنرال أمير أمراء الحرب في الشام والعراق والرئيس الفعلي لجمهورية العراق والمتصرف الأكبر في شؤونه الستراتيجية , والقائد الذي يرسم خطط وتكتيكات العمليات للمقاتلين العراقيين التابعين له, وهم أصلا من أعضاء المنظمات العسكرية الطائفية العراقية “كبدر” و”العصائب” و”كتائب حزب الله”, وكذلك ما يسمى “سرايا السلام” التابعة لمقتدى الصدر, التي يريد الإيرانيون تحويلها كقواعد أولى لمؤسسة الحرس الثوري العراقي التي ستتفوق في قدراتها على الجيش العراقي الرسمي, وهومشروع إيراني طموح لأنه يصب أساسا في خدمة مخطط الدفاع عن العمق الإيراني, وتحصين خطوط الدفاع الخارجية في ظل المتغيرات القريبة المقبلة في سماء طهران.

النظام الإيراني يتبنى في المنطقة اليوم تكتيكا هجومياً للدفاع عن العمق الإيراني المهدد بإحتمالات إشتعال داخلية , كما إن العراق يعاني من الإشكالية نفسها بعد فشل العملية السياسية وأحزاب السلطة في الخروج بالعراق من المستنقع الطائفي الذي يتخبط فيه خبط عشواء , ولكن تحديات الواقع العراقي المر لايمكن أن تكون جميعها بردا وسلاما على جنرالات إيران في العراق , فقوات الحشد الشعبي التي يقودونها ويرسمون مسار عملياتها تعاني من إستنزاف بشري رهيب متمثل في كثرة الخسائر, حتى أنه يندر وجود بيت عراقي في الجنوب لم يقدم عددا من الضحايا! ثم أن وزارة الدفاع العراقية تحجم عن تسليم جثث القتلى من المتطوعين لذويهم دفعة واحدة لكثرتها, وما يمكن أن ينجم عن ذلك من ردود فعل غير محسوبة شعبيا, لذلك فتسليم الجثث يتم على دفعات وبالتقسيط! هذا غير حالة الشلل والعجز والاستنزاف الاقتصادي الذي يعانيه العراق بسبب تعطيل كل مرافق الإنتاج الوطني , يضاف إلى ذلك النزف الإيراني المرهق والشديد للموارد في معارك العراق والشام واليمن ضمن حالة التناطح الستراتيجي القائمة, التي لايمتلك النظام الإيراني ازاءها إلا الإيغال في العمق العراقي لكونه خياره الوحيد , ولكنه خيار سيدفع الإيرانيون ثمنه وبما ينعكس على الداخل الإيراني!

 

نظام طهران يسعى لاستغلال “داعش” في تفجير حرب سنية – سنية

قيادي مقرب من علاوي لـ "السياسة" : لا مصلحة لإيران في انتصار التحالف الدولي على الإرهاب

بغداد – باسل محمد: أكد قيادي بارز في ائتلاف “الوطنية” برئاسة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي ل¯”السياسة” أن هناك الكثير من المؤشرات والمعلومات والمعطيات التي تبرهن أن النظام الإيراني غير معني لا من قريب ولا من بعيد بالقضاء على تنظيم “داعش” سواء في العراق أو سورية. وأوضح أن “داعش” يمثل خطراً على إيران اذا هدد بقاء نظام بشار الأسد في دمشق أو اقترب من المراقد الشيعية في المدن العراقية المختلفة, غير ان التنظيم في الحسابات السياسية والستراتيجية لطهران هو وسيلة فعالة لإضعاف السنة في العراق وسورية, بدليل أن السنة في سورية باتوا مخيرين بين التنظيم وبين نظام الأسد, وفي العراق (خاصة في المدن المحتلة من “داعش”) باتوا مخيرين بين البقاء تحت قبضة تنظيم ظلامي متخلف وإرهابي وبين العودة إلى عهد حكم طائفي في بغداد, لكن تشكيل حكومة جديدة برئاسة حيدر العبادي ربما سيقوض هذا الشعور بالإحباط لدى السنة العراقيين لفترة معينة من الوقت, إلى أن تتضح المزيد من المعطيات بشأن جدية هذه الحكومة في التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة وخطوات نوعية في تحقيق الشراكة في الحكم. واعتبر القيادي في ائتلاف علاوي أنه من السذاجة أن يصدق أحد في المنطقة أو في العالم أن إيران يمكنها أن تلعب دوراً متقدماً في مواجهة “داعش” وأن تساعد التحالف الدولي على تحقيق انتصار ساحق على التنظيم, وهو ما يفسر وجود شكوك قوية في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بشأن جدية الدور الإيراني في محاربة “داعش” في العراق وسورية. وبحسب القيادي, نقلت قيادات عراقية في التحالف الشيعي عن مسؤولين إيرانيين قولهم إنهم يتمنون هزيمة التحالف الدولي أمام “داعش”, وهذا أمر طبيعي لأن طهران لا تستطيع أن تتحمل النتائج السياسية لانتصار التحالف الدولي على التنظيم, لأنه قد يؤدي إلى إنهاء حقبة حليفها الأسد والشروع في إصلاح واسع للعملية السياسية العراقية, تشمل إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية, وربما تصل النتائج الى إبرام اتفاق أمني ستراتيجي بين الغرب وبغداد. وأكد القيادي أن النظام الايراني يدعم الخطوات التي يراها مناسبة لمصالحه في مواجهة “داعش”, وهو ما يفسر تحركه الفوري عندما اقترب الإرهابيون من العاصمة بغداد, لأن ذلك كان من شأنه أن يؤدي لانهيار الحكومة الحليفة له آنذاك, أي حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. واتهم النظام الايراني بأنه يضغط على العبادي لمنع تسليح العشائر السنية في مواجهة “داعش”, بدليل أن الحكومة العراقية تجاهلت كل التحذيرات بشأن نية التنظيم إعدام المئات من عشيرة البونمر السنية بين مدينتي هيت وحديثة, ثم حدثت المجرزة بحق أبناء هذه العشيرة, “وكأن المطلوب هو ترك السنة يواجهون مصيرهم أمام “داعش”, من دون دعم ومساعدة عسكرية, وكأن هيت ليست بلدة عراقية حالها حال محافظة ديالى التي هبت إليها كل قطاعات الجيش لفك الحصار عن بلدة آمرلي القريبة من محافظة كركوك, شمال العراق, قبل نحو شهرين”.

ولم يستبعد القيادي أن يكون الهدف البعيد للنظام الإيراني من بقاء “داعش” قوياً, اندلاع حرب سنية – سنية طاحنة لا يكون بعدها للسنة لا في العراق ولا في سورية أي ثقل أو وزن, وهو طريق آخر جديد لتنفيذ المشروع الطائفي الاقليمي لطهران, خاصة أن الأحداث الجارية في اليمن والدعم الايراني بالسلاح والأموال لجماعة الحوثيين تعكس حقيقة صعوبة تغيير القيادة الايرانية سياساتها. وبحسب القيادي, فإن “داعش” لا يمكنه أن يدخل مدناً ذات غالبية شيعية لأنه لا يستطيع البقاء يوم واحد من دون حاضنة جغرافية واجتماعية له, وتدرك ايران هذه الحقيقة لكنها تتجاهلها وتمارس التخويف السياسي على القادة العراقيين الشيعة من أن التنظيم قادم الى كربلاء والنجف ويريد هدم المراقد المقدسة, وهو أسلوب ابتزاز سياسي واضح. ووفق رؤية القيادي المقرب من علاوي, توجد جهات في النظام الإيراني تعتقد أن هزيمة التحالف الدولي أمام “داعش” سيجعل شيعة العراق أكثر إذعاناً وتبعية لنظام ولاية الفقيه في طهران, كما أن ايران ستحاول ملء الفراغ العسكري والأمني والسياسي ليس في العراق و سورية بل في المنطقة برمتها, إذا تبين أن الحرب الدولية غير فعالة أو انها جاءت بنتائج كارثية, كما حصل بعد الاحتلال الاميركي للعراق العام 2003.

 

بهدف مساعدتهم على البقاء والصمود في لبنان لقاء في لندن للبحث في تسليح المسيحيين بهدف مساعدتهم على البقاء والصمود في لبنان

حميد غريافي/السياسة/

عقد لقاء سياسي بين شخصيات لبنانية جاءت من بيروت وأخرى اغترابية قدمت من بعض دول أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل والمكسيك وأعضاء من مجلس العموم البريطاني, جرت فيه مناقشة مصير “من تبقى من مسيحيين في الشرق الأوسط”, ومصير نحو مليون و800 ألف مسيحي مازالوا متمسكين بأرضهم اللبنانية بعكس مسيحيي ومسلمي العراق وسورية واليمن وليبيا ودول مجاورة, نزحوا الى خارج حدودهم هرباً من بطش “داعش” وغيرها من تنظيمات إرهابية, على غرار “جبهة النصرة” وتنظيم “القاعدة”. ومن أخطر النقاط التي بحثها اللقاء, الذي حضره قياديون لبنانيون حزبيون من الصف الثاني, “تلك الكامنة في السؤال الذي يشغل بال المسيحيين اللبنانيين في المهجر البالغ تعدادهم نحو 14 مليوناً: هل سكان لبنان المسيحيون مستعدون فعلاً لمواجهة غزو تكفيري إرهابي من الحدود السورية وأماكن أخرى? وهل هم ينسقون مع شريكهم السني في الوطن لمواجهة هذا الخطر الآتي من شمال لبنان وشرقه خصوصاً, في الوقت الذي تقدر فيه وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” مدة الحرب على هؤلاء الارهابيين بسنوات عدة قد تصل إلى عشرة? وهل يواجه المسيحيون والسنة اللبنانيون غزواً موازياً من عشرات الآلاف من “الحرس الثوري” الايراني بذريعة حماية المجتمع الشيعي الواقع تحت رحى “حزب الله” الذي لا تقل تزمتا وتفسيرا للتعاليم الاسلامية وجنوحاً نحو القتال والاغتيالات والتفجيرات والمغامرات عن هؤلاء الغزاة الجدد الذين يجتاحون العالم العربي?”. ونقل أحد قادة اللوبي اللبناني – الأميركي ممن حضروا اللقاء في لندن عن قادة من المغتربين اللبنانيين في أستراليا قولهم “إن الأحزاب المسيحية اللبنانية الكبيرة والصغيرة, مثل حزب “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” و”الأحرار” وغيرها, والمسيحيين المستقلين, الذين يشكلون الغالبية الساحقة من مختلف الطوائف المسيحية, هم بحاجة إلى أسلحة متطورة, كما أن “الجيش السوري الحر” بحاجة الى التسلح والى التدريب والحصول على أسلحة حديثة, بينها دبابات وطائرات هليكوبتر ومدافع ميدان وصواريخ ارض – ارض, يمكن ان يحصلوا عليها من الهبتين السعوديتين الى الجيش اللبناني بأربعة مليارات دولار من ضمن اتفاق محدد ومضمون مع قيادة الجيش, كما أن مثل هذه الاسلحة الثقيلة قد تعبر الحدود الجنوبية والجنوبية – الشرقية الى هذه الأحزاب من مستودعات الجيش الأميركي في اسرائيل والاردن, فيما تصل من الغرب شحنات بحرية من دول حلف شمال الأطلسي في اوروبا”. وحض لقاء لندن “الدول الخليجية الغنية وأثرياء المسيحيين اللبنانيين في الاغتراب” على “إقامة جسور مع المسيحيين اللبنانيين لمدهم بشتى القدرات التي تخولهم الصمود أمام أي خطر مقبل عليهم من الخارج, من أموال وسلاح بواسطة أطراف ثالثة, والإسراع في إقامة جدار دفاعي لا يُخترق في لبنان بعكس ما يحدث في سورية والعراق وغيرهما من الدول المضطربة, قبل فوات الأوان”.

 

عائلة يزيدية مهددة بـ”كارثة إنسانية”

بغداد – الأناضول: حذر العضو السابق في البرلمان العراقي عن المكون اليزيدي محما خليل, أمس, من “كارثة إنسانية” تهدد حياة 1700 عائلة يزيدية محاصرة في جبل سنجار بمحافظة نينوى شمال العراق, بعد أن شارفت المؤن التي لديهم من الغذاء والماء على النفاذ. وقال خليل في تصريحات صحافية “إن 1700 عائلة يزيدية محاصرة منذ نحو 3 أشهر في جبل سنجار من قبل تنظيم داعش سيكون مصيرهم الموت المحتوم في حال عدم تدخل الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي لإنقاذهم”. وأضاف أنه يتوجب إرسال مساعدات غذائية وأدوية بأسرع وقت ممكن وإلقائها عبر الطيران إلى العائلات المحاصرة بعد أن شارفت جميع المؤن الموجودة لديهم على النفاد, مشيراً إلى عدم وجود أي طريق بري ممكن أن تنقل عبره المواد الإغاثية للمحاصرين في الجبل من قبل “داعش”. وأوضح أن نحو 10 آلاف شخص من اليزيديين قتلوا أو فقدوا منذ بدء هجوم “داعش” على مناطق سكنهم شمال العراق قبل أشهر, مشيراً إلى أن عشرات النساء اليزيديات تم سبيهن ونقلن في مناطق وقرى تخضع لسيطرة عناصر “داعش” بمحافظة نينوى.

 

بوكو حرام”: زوجنا الفتيات المخطوفات بعد اعتناقهن الإسلام

أبوجا – رويترز, أ ف ب: أعلن زعيم جماعة “بوكو حرام” أبو بكر شيكاو أن جماعته زوجت نحو 219 فتاة خطفن قبل ستة أشهر لمقاتليها, ما يتناقض مع مزاعم الحكومة النيجيرية بقرب الإفراج عنهن. وقال الرجل في شريط فيديو بث على مواقع متشددة مساء أول من أمس, إن التلميذات ال¯219 اللواتي خطفن من مدرستهن في شيبوك بشمال شرق نيجيريا اعتنق جميعهن الإسلام وتم تزويجهن, مضيفاً “إما أن يقبل أباؤهن وأمهاتهن ذلك ويعتنقوا الإسلام أو يموتوا”, علماً أن معظم الفتيات المخطوفات مسيحيات. وكشف أن الجماعة تحتجز رهينة ألمانياً خطف في 16 يوليو الماضي بولاية أداماوا في شمال شرق نيجيريا. ونفى أي وقف لإطلاق النار مع السلطات النيجيرية, واصفاً إعلان حكومة أبوجا بوجود مفاوضات بأنه “أكاذيب”. ويثير حديث شيكاو شكوكاً بشأن النفوذ الحقيقي لدنلادي أحمدو الذي تتفاوض معه الحكومة النيجيرية على أنه متحدث عن “بوكوحرام” في تشاد. وكان الجيش والرئاسة النيجيريان أعلنا في منتصف أكتوبر الماضي التوصل إلى وقف لاطلاق النار مع “بوكو حرام” يلحظ خصوصاً الافراج عن التلميذات المخطوفات. لكن المواجهات لم تتوقف منذ ذلك الإعلان حتى أن عمليات خطف جديدة حصلت الأسبوع الماضي في شمال شرق نيجيريا الذي يشكل معقلاً للتمرد الذي أسفر عن سقوط 10 آلاف قتيل في الأعوام الخمسة الأخيرة. ومنذ البداية, تم التعامل مع إعلان وقف النار بحذر شديد خصوصاً أن “بوكو حرام” تمثلت في المفاوضات التي أدت إليه بشخص يجهله الجميع يدعى دنلادي أحمدو. ولم يتوافر أي عنصر يسمح بتحديد مكان تصوير الشريط أو تاريخه, الذي بدا فيه شيكاو مرتدياً الزي العسكري مع شريط أسود يلف جبهته تحوطه أربع شاحنات عسكرية مزودة مدافع مضادة للطائرات و15 مقاتلاً مسلحاً. وهي المرة الأولى منذ نحو خمسة أشهر التي يتحدث فيها شيكاو عن مصير التلميذات اللواتي خطفن في شيبوك في 14 أبريل الماضي, بعد أن أعلن الجيش النيجيري مقتله مرات عدة.

 

في مبادرة الحريري.. وحزب الله

علي نون/المستقبل

02 تشرين الثاني/14

إذا لم يستطع «حزب الله» حتى الآن أن «يرى» مبادرات الرئيس سعد الحريري و14 آذار التوافقية فإنّ مشكلته كبيرة، لأنّه يدلّل بنفسه على عارض يُسمَّى في الطب ضُعف البصر وفي السياسة ضعف البصيرة!

لا يرى ذلك الحزب تلك اليد الممدودة لأنّه لا يريد أن يراها، وليس لأنّها ليست ممدودة أو غير واضحة. ولا يرى الدعوة إلى توافق يُنهي الفراغ الرئاسي وكل مشتقّاته السلبية لانّه لا يريد أن يُنهي ذلك الفراغ وليس لأنّ الدعوة مبهمة أو فيها طلاسم عصيّة على الشرح والتفسير. بل هو في واقع الحال، وبالتجربة والمراس لا يريد منذ عشرة أعوام حتى اليوم، أي مقاربة تسووية شاملة تكرّس الواقع كما هو باعتباره له ولسواه، بل عمل ويعمل على أخذ أمور الانقسام والافتراق، والآن الفتنة، بالتقسيط وكل قطعة لوحدها، وكل حالة بحالها، لأنّه صاحب «مشروع» كبير لا يرى ولا يستطيع أن يرى لبنان بصورة مختلفة عمّا كان عليه قبل العام 2005، خصوصاً بعد غياب الوصيّ السوري وحضور الدور الإيراني بفاعلية «تنويرية» نُحسد عليها!

وأنا أصدّق أنّ «حزب الله» لا يريد فتنة مذهبية في لبنان. لكنني أصدّق أكثر أنّه يفعل كل شيء للوصول إليها لانّه مُصاب بانفصام سياسي فكري عزّ مثيله. ولأنّه جزء من تلك المنظومة الأدائية الإيرانية التي «تحكي» شيئاً و»تفعل» عكسه: تحكي عن مصالح «الأمّة الإسلامية« ولا تفعل إلاّ ما يُناسب مصالحها المذهبية. تحكي عن التعاون الاقليمي مع دول الجوار العربي ولا تفعل إلاّ ما يُناسب مصالحها القومية. وتتحدّث عن وحدة العراق وتفعل كل شيء لتحطيمه وتشتيته بين أقوامه ومذاهبه. تتحدّث عن «مؤامرة» تتعرّض لها سوريا وتفعل كل شيء لتدميرها وتهشيل شعبها لأنّ مصالحها استراتيجية مع سلطة الأسد ولا همّ عندها غير حفظ تلك المصالح.. تتحدّث عن دعم الاستقرار في لبنان وتفعل كل ما ينسف ذلك الاستقرار بالفراغ الرئاسي كما بالذهاب إلى الحريق السوري. تحكي عن مواجهة تكفيريين وإرهابيين فيما «ملفّها» الإرهابي يمتد على خريطة تصل الأرجنتين بتايلاند، وخطابها التوجيهي يشتمل على الذمّ وبالعمق في عقائد الآخرين المختلفين مذهبياً.

.. ومثلها «حزب الله» عندنا: يريد الاستقرار لكن تحت سقف التسليم بإرادته ومواقفه. ويريد نبذ الفتنة لكنّه يريد في الوقت نفسه الاستمرار في تورّطه السوري والتمسّك بخطابه التخويني والافترائي والتزويري المفضوح تجاه الآخرين. ويريد محاربة «الإرهابيين والتكفيريين» لكنّه لا يريد الحكي والتفاهم مع أصحاب مشروع الدولة وأهل الاعتدال وروّاده. ويريد إنهاء الفراغ الرئاسي لكن على أساس الأخذ بمرشّحه «الذي تعرفون عنوانه». ويريد دعم الجيش لكنّه لا يتنازل له عن حصريّة حقّه بالسلاح ويرفض أي صيغة لتوليفة معقولة سعى إليها كبير الحكماء الرئيس المثال العماد ميشال سليمان وسمّاها «الاستراتيجية الدفاعية». لائحة المتناقضات طويلة وصعبة الحصر! لكن اختصارها يفيد بأنّ ذلك الحزب يستطيع أن يتعامى وحده عن مبادرات الرئيس الحريري التسووية لكنّه لا يستطيع أن يعمّم عماه على غيره.. ولا أن يدّعي الحرص على مصلحة لبنان وأهله ولا على المسيحيين والموقع الدستوري الأوّل.

 

«جهاد النكاح» بين زيارتين: ليس خرافة مشرقية

حازم الامين/الحياة

02 تشرين الثاني/14

استيقظت حكاية «جهاد النكاح» مجدداً بعدما نامت نحو سنة. صحيفة تونسية أيضاً أيقظتها عبر حكاية امرأة تونسية عائدة من سورية. وهذه المرة أيضاً شُحنت الحكاية بما لا يقبله عقل. رواية مفككة وعديمة الانسجام وضعيفة الحجة، لكنها تملك من القوة ما لا يمكن مقاومته. فما إن تصل الى تونس حتى تجد من يسألك: هل أنت هنا بسبب هذه المرأة التي نشرت الصحيفة قصتها؟ مارست «جهاد النكاح» في سورية مع أكثر من مئة «مجاهد» أمام أعين زوجها في أسبوع. ويشيرون إليك إلى أنها الآن في المستشفى، وزوجها نقل الى مستشفى للأمراض النفسية!

قصة هذه المرأة أكثر إغراء من تغطية الانتخابات النيابية، فالبديهي أنك وصلت إلى تونس لتغطية هذه الانتخابات، لكن حكاية هذه المرأة تتقدم. ستجد من يؤكد لك أن وزارة الداخلية هي من وثّق هذه الحالة، وأن المرأة وزوجها متاحان للصحافة. وستبدأ رحلة شقاء صحافية لن تعثر في نتيجتها سوى على خيبتك. هذا تماماً ما جرى قبل نحو سنة، في تونس أيضاً، ذاك أن وزير الداخلية لطفي بن جدو كان كشف أن مئة امرأة تونسية عُدنَ من سورية بعد تجارب مريرة مع «جهاد النكـــاح». وعــــقب ذلك تماماً وصلنا إلى تونس، كنا عشرات من الصحافيين العرب والغربيين، ولم يعثر أي منا على امرأة واحدة ممن أشار إليهن الوزير. وفي النهاية قالت لنا وزيرة شؤون المرأة إن لا صحة لكلام زميلها، وإن وزارتها بحثت أيضاً عن هؤلاء النساء ولم تعثر عليهن.

لا يكفي ذلك لإقناع أحد بأن حكاية «جهاد النكاح» ليست صحيحة. الناس راغبون في أن تكون صحيحة. حتى أولئك الذين ينفونها، لطالما أبقوا، خلال نفيهم، احتمال صحتها قائماً. من مدينة الرقة السورية يكتب صحافيون وناشطون مناهضون لـ«داعش» أن لا «جهاد نكاح» في مدينتهم، وأنهم تعقّبوا وتقصّوا نشاط «كتيبة الخنساء» وهي الفرع النسائي لـ «شرطة داعش» في المدينة فلم يعثروا على أثر لـ «جهاد النكاح»، لكنهم يشيرون إلى أن حكايات تردهم من مدينة الموصل العراقية عن نساء يتولّين هناك هذه المهمة. وفي المقابل يشير ناشطو الموصل من مناهضي «داعش» إلى أن التنظيم ينشط في قضية «جهاد النكاح» خارج المدينة، اذ إن تقاليد المدينة لا تحتمل هذا النوع من الزواج، و«داعش» لا يريد استفزاز المدينة بهذه الشعيرة الغريبة. لكن الغريب أن تراشق مدن المشرق بخرافة «جهاد النكاح» لا يشمل مدن المغرب، فبينما تطرد كل الرقة والموصل الخرافة عن نفسها، وتحيل كل واحدة منهما القصة على الأخرى، تحيك تونس قصصاً متخيّلة عن نساء تونسيّات مارسنه، لكنهن فعلن ذلك في المشرق، وفي سورية تحديداً، وهُنّ عُدنَ إلى تونس تائبات نادمات. فبالنسبة إلى الوعي الجماعي التونسي الراغب في أن تكون الحكاية صحيحة، «الدنس وقع في المشرق».

وينسحب التقاذف بـ «جهاد النكاح» على ظاهرة «داعش» بأسرها، إذ يمكن أن نلاحظ سوريين ينسبونها الى وجدان غير سوري، وهم محقون بنسبتها، وفي تونس يسمي مثقفون تونسيون المهاجرين لـ «الجهاد» من مواطنيهم الى سورية «مستشرقين»، وهم أيضاً محقون في ذلك. لا أحد غير محقٍ في تناوله «داعش»، فهي الآن مساحة تخيّل جماعي مشتركة. ولهذا فإن «جهاد النكاح» حقيقة على رغم كل الوقائع التي تنفيه.

الرويات الركيكة لا تكفي لنفي الظاهرة، فثمة عقل جماعي يرغب في وجودها، وهو عقل قد يتّسم بالحكمة على صعد أخرى. إنه وزير الداخلية التونسي، وهو الصحافية التي دأبت على تأليف الروايات، وهو الناشط الرقاوي الذي قال إن «جهاد النكاح» يجري في الموصل، وهو أيضاً المصلاوي الذي أشار إلى أن «داعش» تجري عمليات «جهاد النكاح» خارج مدينته. ثم إن «جهاد النكاح» يليق بـ «داعش»، وهذا ليس على سبيل هجاء التنظيم، إنما بسبب لاوقعية هذا الادعاء، فلطالما أدهشنا التنظيم بمفارقاته، وبوقوفه على الحد تماماً بين منتهى الانغماس والتوحّد والتزمّت وبين ذروة التهتّك والرذيلة والجريمة.

ثم إن «داعش» أقرب إلى كابوس منه إلى سلطة، والكوابيس قد تبدو غير واقعية، تماماً كما هو «جهاد النكاح». فالسيدة الرقاوية التي كتبت على صفحتها على فايسبوك: «حلمت بالأمس أن «داعش» باعني كسبية مثلما باع فتيات إيزيديات في العراق، واستيقظت وأنا ممسكة بقدمي التي ثُبّتت بمسمار فولاذي في الكابوس قبل اغتصابي، وإذ أدركت أنه مجرد كابوس فإن عينيّ تفحصتا كل جزء من جسدي للتأكد من أن أحداً لم يسبنِ»، إنما كانت تشير إلى أنها تعيش على شفير ما جرى لها في الكابوس وبالقرب منه. ويبدو أن «داعش» نفسها لا ترغب في طرد هذه الصورة أو في نفيها عن نفسها، لا بل أنها ربما وجدت لها تصريفاً في الصورة التي تبحث لنفسها عنها. أليس غريباً ألاّ يصدر عن التنظيم بيان نفي لوقائع «جهاد النكاح» أو تهديدٌ لمروّجي أنها تمارسه، على رغم أن التنظيم لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويعلّق عليها! وبهذا المعنى يبدو الجزم بعدم واقعية «جهاد النكاح» أشبه بمغامرة. لا سيما عندما نعرف أن هناك من غامر، ومن غير مريدي «داعش»، في أن نفي أو استبعاد ما جرى من عمليات سبي وبيع للنساء الإيزديات في الموصل، إلى أن أصدر التنظيم بياناً مطولاً شرح فيه «المسوّغات الشرعية» لعمليات السبي واعترف بأن ما قام به نشطاؤه في الموصل إنما هو من باب ممارسة «حقهم الشرعي».

اذاً إنها اللحظة التي تُلغى فيها المسافة بين الخيال والواقع. ليس مهماً ما إذا كان «جهاد النكاح» حقيقة أم خيالاً. إنه الآن في منطقة الممكن، ومن يُقرّر حقيقة حصوله ليس رجحان عقل وصحّة تقدير، إنما خيالٌ جامحٌ لا يمكن ضبطه عبر التوقّع. لا قيمةَ لكل استقصاءاتنا التي أفضت إلى نفيه. والسيدة المتخيّلة التي روت للصحيفة التونسية وقائع لا تقبلها عقولنا، عن ممارستها «جهاد النكاح» مئة مرة في أسبوع، هي ما يبدو أنها ممكنة، ومن الآن وصاعداً ستكون عقولنا «الرصينة» هي الحقيقة غير الممكنة.

 

سوريا والفشل الأميركي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

02 تشرين الثاني/14

بعد قرابة الأعوام الثلاثة من عمر الثورة السورية، التي فشلت الإدارة الأميركية في التعامل معها جديا، وبعد التدخل الأميركي - الدولي الآن ضد «داعش»، كشف تقرير أممي عن أن عدد المقاتلين الأجانب المتدفقين إلى سوريا والعراق ارتفع ليبلغ نحو 15 ألف مقاتل من 80 بلدا.

والقصة لا تقف عند هذا الحد، حيث تم الكشف عن مذكرة سرية كتبها وزير الدفاع الأميركي للبيت الأبيض، ينتقد فيها استراتيجية بلاده في سوريا، مطالبا بوضع استراتيجية أكثر وضوحا للتعامل مع بشار الأسد، هذا عدا عن الكشف عن أن الضربات الموجهة لـ«داعش» قد تساعد الأسد، وبشكل مؤقت، كما ذكر.

وعليه، فمتى ستعترف الإدارة الأميركية بفشلها في سوريا؟ ومتى تعترف بأن هذا الفشل قد شكل قنبلة موقوتة من شأنها أن تنفجر في وجه 80 بلدا حول العالم، ويكفي التذكير هنا بأن لدى بريطانيا وحدها أكثر من 500 مقاتل بسوريا؟ واعتراف إدارة أوباما بالفشل لا يعني فقط الإقرار بذلك، بل ضرورة أن يصار إلى وضع استراتيجية حقيقية، والإقدام على مواقف فعالة على الأرض، خصوصا أن كل وعود الإدارة الأميركية، وتصريحاتها، حيال الأزمة السورية باتت موضع تندر، ودليل فشل.

في كل فصول الأزمة السورية، ومع اشتداد المراحل، كان يقال في واشنطن إن الخشية هي أن الوقت قد فات لفعل شيء ما بسوريا، لكن ثبت فشل ذلك، حيث اتضح أن كل يوم يمضي دون التعامل الجاد مع الأزمة السورية هو ما يؤدي إلى تعقيدها أكثر، ويتطلب من الغرب، وتحديدا أميركا، القيام بأمر أصعب مما مضى. ولذا فإن الانتظار والتبرير أمر غير مجدٍ، بل هو دليل فشل صارخ. إدارة أوباما جربت كل الأعذار الواهية بسوريا: لامت الحلفاء، ثم اعتذرت.. لامت المعارضة المعتدلة، أي الجيش الحر، ثم عادت تقول إنها ستدعمه.. هددت بالتدخل إذا قام الأسد بتجاوز الخطوط الحمراء، وتجاوزها، ولم تفعل إدارة أوباما شيئا. والحقيقة أن إدارة أوباما جربت كل شيء بسوريا إلا الأفعال، فمتى تقر هذه الإدارة بفشلها الذريع والخطير؟

اليوم يشير التقرير الأممي إلى زيادة تدفق الإرهابيين إلى سوريا، والأخطر أن التقرير الذي أعدته لجنة مراقبة نشاط «القاعدة» في مجلس الأمن الدولي يقول إنه منذ عام 2010 بات عدد الإرهابيين الأجانب بسوريا والعراق «يزيد بعدة مرات عن عدد المقاتلين الأجانب الذين تم إحصاؤهم بين عامي 1990 و2010»! فما الذي تنتظره إدارة أوباما بعد هذه المعلومات المؤكدة أيضا من الاستخبارات الأميركية؟ متى تعلن هذه الإدارة فشلها وتشرع بإقرار خطة فاعلة على الأرض تبدأ بدعم حقيقي للجيش الحر، ومواز لضرباتها على «داعش»؟ فمن دون ذلك فإن كل ما تفعله إدارة أوباما بحربها على «داعش» هو خدمة للتنظيم المتطرف، وجبهة النصرة، وبشار الأسد، فمتى تواجه إدارة أوباما الحقائق، وتكف عن اللعب بمصير سوريا، والمنطقة ككل؟

 

من هم الإرهابيون في باب التبانة؟

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

02 تشرين الثاني/14

الفقر وحده لا يصنع إرهابا، ولنا في الهنود - الذين لا تزال غالبيتهم الساحقة توسم بأنها من أفقر أهل الأرض – عبرة، لأنهم بقوا من أكثر الشعوب سلاما وسكينة. واحتمل الصينيون الصابرون مع الفقر المدقع الديكتاتورية، وقبضة الحكم الحديدية، ولم يتطرفوا ويتشددوا ويهددوا بتفجير البسيطة وتحويلها إلى خراب، بل جاهدوا وثابروا، كما النمل الجرار، وهم ماضون في حربهم السلمية، الصامتة لإخراج بلادهم من محنتها.

ما تدفق على منطقة «باب التبانة» في طرابلس اللبنانية، وحدها، من مئات ملايين الدولارات في السنوات الست الأخيرة، وهي في مساحتها وعدد سكانها لا تعدو أن تكون زقاقا صغيرا في بكين أو دلهي، لا يحلم بفتاته فقراء تلك البلدان الآسيوية القابضة على جمر العوز. لكن أهل المعروف قدموا أموالهم في غالبيتها سلاحا مدمرا ورشاوى متفرقة لشراء الذمم وسواعد رجال المنطقة وفتيانها، بدل أن يجعلوها مدارس ووظائف وخلاصا للمعذبين. كان بمقدور سياسيي الخير، بربع المبالغ التي أهدروها ونذروها للموت والدمار، أن يبنوا مصنعين كبيرين، وعددا من المدارس، لتنشغل التبانة ومعها جبل محسن عن فتنتها وتنصرف عن غلها وبغضائها.

تكمن أهمية «باب التبانة»، التي طبقت شهرتها الآفاق، بأنها نموذج، له ما يشبهه وقابل للتفجير، في مناطق لبنانية عدة. منطقة مهمشة، تراكمت عليها المظالم، وأنهكتها الحروب والضغائن، وأبقيت بعد انتهاء الحرب الأهلية جرحا مفتوحا، رغبة في استغلالها حين تحين الحاجة.

منذ ثمانينات القرن الماضي وهذه المنطقة الصغيرة تنكب وتدمر، ويقتل أهلها، ثم يأتي من يوهمها بأنه يحنو عليها ويبلسم جراحها، مرة برشاوى مالية صغيرة، ومرة أخرى بإعاشات غذائية، أو صرف فواتير استشفائية، دون أي إرادة حقيقية في انتشال هؤلاء من الحفرة التي هم فيها. توقفت الحرب في كل لبنان، وأبقي جرح باب التبانة نازفا، كي يسهل لحظة الحاجة شراء أهلها بأبخس الأثمان.

لن أنسى مشهد الأب الذي ذرف دموعا وهو يخبرني كيف أنه تعب من التذلل على أبواب السياسيين ليدخل أطفاله إلى المدرسة حتى نهشه اليأس، ولا الشاب الذي يروي أنه يقاتل ويحمل السلاح كي يؤمّن ثمن «تشريج» هاتفه الجوال، أو مشهد شاب آخر يحكي كيف أنه ورفاقه يطلقون آلاف الرصاصات في الهواء في الليلة الواحدة، رغم أنها تروع الأهالي، عند ظهور إحدى الشخصيات على التلفزيون، لأن ثمة من يمدهم بالذخيرة ويطلب إليهم ذلك، ويدفع لهم بدل أتعابهم. ليس ما نقوله بجديد، بل هو معروف ومستمر بوقاحة. هناك ليال قتالية معلوم أنها كلفت نصف مليون دولار من الذخيرة. وما عليك سوى أن تحتسب 20 جولة دام بعضها 15 يوما وأكثر، كي تقدر كم من الأموال صرف للتدمير، وحجم الألاعيب الخبيثة وخطورتها.

باب التبانة التي تمترس فيها إسلاميون متشددون، وقاتلوا الجيش منذ أيام، وعرف أنهم كانوا على تواصل مع مجموعات أخرى على طول لبنان وعرضه، ونجا من مشروعهم الانقلابي الشمال اللبناني كله، كانوا محتضنين من بعض سكان باب التبانة. الاعتراف بذلك بات ضرورة، لا لاتهام الأهالي الذين كانوا بحاجة لفتات مساعدات يقدمها هؤلاء لهم، وإنما للتذكير بأن من يريد إنهاء حكاية الإرهاب عليه أن يتوقف عن تحويل الناس إلى شحاذين، ومن ثم ضخهم بالخطابات التحريضية، وحقنهم بالبغضاء، وشحنهم بالأفكار المشددة، ثم تمنينهم بتزويدهم بالسلاح كي يدافعوا عن أنفسهم ضد «الأعداء»، وعندما تهدم بيوتهم ويقتل أولادهم يأتيهم بلباس المنقذ والمسعف ليلعب دور «البطل المخلّص» الذي يستحق أن يفوز في الانتخابات. هذه الحلقة المفرغة هي الوصفة التي تتكرر منذ سنوات.

بعد حرب الأيام الثلاثة مع الإسلاميين الأسبوع الماضي دمرت التبانة كما لم تدمر من قبل، وشرد أهلها في ليلة ظلماء كما لم يحدث سابقا، وتبين أن المنطقة نجت بأعجوبة من مجازر بعد أن كشفت 17 عبوة مفخخة زنة إحداها 20 كيلوغراما، زرعها المسلحون، للإيقاع بالجيش، وكانت كفيلة بإحداث مجازر هائلة بين المدنيين.

غاضبون أهالي باب التبانة، ويشتمون الجميع. يعرفون أنهم ضحايا، لكنهم يجهلون كيفية الخروج من الدائرة الجهنمية التي حيكت حولهم. ها هي ملايين الدولارات ترصد من جديد، يقال إنها هذه المرة ذاهبة للإعمار. البعض يرى أنها ستصل إلى أكثر من مائة مليون دولار، وغالبية تعرف أنها ستذهب سرقة لمقاولين ومتنفذين، ومنتفعين. لا أحد حتى اللحظة يتحدث عن أي مشروع لإيجاد فرص عمل، ربما على الأهالي أن ينتظروا مائة سنة إضافية ليمنحوا ترف الحصول على مدخول يحصّن كرامتهم.

استغلال الفقر يجب أن يعاقب عليه القانون. والتواطؤ المتواصل، على الفقراء، لإبقائهم هم وسلالاتهم من بعدهم بائسين، معوزين، ليسهل توظيفهم بأبشع المهمات وأفظعها، هو بمثابة ارتكاب جريمة جماعية. كل ما يقال عن التآمر السياسي الذي يتعرض له أهالي باب التبانة ليس كافيا. أي كلام عن أن سياسيي طرابلس بدّلوا من سلوكهم ليعيدوا الكرامة إلى أكثر أهالي مدينتهم حاجة إليهم، لا يزال غير مقنع على الإطلاق. فالكلام تكذبه الأفعال. والخوف كل الخوف، بعد أن بدأت المعارك تنتقل إلى السوق التاريخية العتيقة، المركز الاقتصادي الأهم، وصولا إلى وسط المدينة، أن يكون الهدف هو تحويل طرابلس بأمها وأبيها إلى «باب تبانة» كبيرة ومخيفة. لذلك، على أهالي العاصمة الثانية أن يحذروا مما ينصب لهم من شراك قاتلة، قد تودي، إذا ما وقعوا بحبائلها، بلبنان كله.

 

مجلس التعاون لا مجلس الأمن هو المعني باليمن

مصطفى أحمد النعمان/الشرق الأوسط

02 تشرين الثاني/14

كشفت الأسابيع القليلة الماضية هشاشة السلطة، التي أوصلت البلاد إلى مرحلة تهاوت فيها هياكل الدولة بفعل أفراد وأحزاب جشعة، وكان الأداء السياسي فاضحا بعجزه عن التعامل مع الواقع، وعدم قدرته على استشراف المستقبل، وخاملا في بذل الجهد لتحسين سلوكياته المتردية، لذلك لم يكن مفاجئا ولا مستغربا أن تصبح السلطة الحالية حبيسة المفاهيم والأساليب والسلوكيات نفسها التي كانت سمة عهد الرئيس السابق، وأن تستخدم نفس الشخوص والآليات، وصار واجبا طرح السؤال: ما الذي تحقق منذ رحل صالح؟

كان صالح يدير السلطة بعيدا عن المؤسسات الدستورية، مكتفيا بدائرة صغيرة من أقارب ومقربين ومستشارين ما زال أغلبهم متصدرا المشهد اليوم، وإنْ في مواقع مختلفة، وكانت طريقة صنع القرار تتخذ الطابع الشخصي المعتمد على الهوى والظرف الزمني الملتصق بالحدث الملح أو الحاجة الآنية، ولم يكن القرار يمر عبر دوائر تمحصه وتقدم المشورة والنصح الواجبين، وفي أغلب الأحوال كانت الأجهزة المعنية تفاجأ بقرارات دونما تفسير.

الواقع الحالي لم يختلف كثيرا.

كان الجميع يدرك مدى الوهن الذي أصاب عمل المؤسسات، والفساد الذي صار أمرا طبيعيا لا يستوجب المحاسبة والمساءلة، وصار الصمت والاكتفاء بالامتعاض على استحياء صفة مميزة للمحيطين بالرئيس السابق، إما لتورطهم أو ليأسهم من صلاح الأمور، لكن الناس توقعوا تغييرا في أسلوب وتفكير مكونات السلطة الجديدة مصاحبا للتحول الذي وقع في قمتها.. ولكن ما حدث منذ اليوم الأول لانتقال السلطة عبر «انتخابات» فبراير (شباط) 2012 الرئاسية كان صادما للناس، لأن الوجوه التي كانت تحيط بصالح وتشاركه الجزء الذي أتاحه لهم تشبثت بالسلطة تحت شعارات ثورية ووعود براقة ولكن بعباءات رثة، ومعها نشأت بسرعة خاطفة طبقة متجددة من المنافقين والمزايدين والمتزلفين، وبمرور وقت قصير اتضح أن نزرا يسيرا قد تبدل، وأن التغيير الحقيقي في أساليب الحكم لم يبدأ.

انتظر المواطنون أن يحمل ما سمي بـ«مؤتمر الحوار الوطني الشامل» الأمل، وأن يكون بوابة يدلف منها اليمن إلى بدايات تكوين الدولة بمفهومها الجاد والعصري.. وخلال الأشهر التي استنزفها المؤتمر الذي شارك فيه 565 عضوا مدفوعو الأجر، وبإشراف جمال بنعمر الذي أصبح اسمه مقرونا بكل سوء يقع في اليمن اليوم، بدأت عملية استعادة ملامح التسيير الفردي لشؤون الحكم، ولم يهتم أحد بضرورة إحداث النقلة الأولى لتفعيل الأجهزة المحيطة برأس الحكم، وكان رد المستشارين على كل منتقد لهذا الأداء بأن الوقت لا يسمح، وأن الظروف لا تساعد على البدء بتلك الخطوة الطبيعية الحاسمة والأهم في الظروف الاستثنائية، كما أن الذين تمرسوا على تبرير كل خطيئة كانوا دوما جاهزين للدفاع عن الممارسات وتبريرها، ليس اقتناعا بها ولكن خوفا من الابتعاد عن الأضواء وتجنبا لتعكير مزاج الحاكم وإفساد علاقتهم به.

سأتجاوز الحديث عن القضايا التي كان من الممكن أن تضع حدا فارقا بين العهدين وأن تؤسس لمرحلة مغايرة، لكني سأذكر أن المشاركين في إعداد الوثائق الخاصة بالعملية الانتقالية (المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية المزمنة) أذعنوا لرفض تشكيل «لجنة تفسير المبادرة»، والتي كان من المفترض أن يكون عملها هو إبداء الرأي في كل قرار تتخذه السلطة الجديدة (الرئيس والحكومة مجتمعين)، لكنهم مرة أخرى قبلوا بالتغاضي عنها بحجج غير صالحة، وكانت مؤشرا خطيرا لضعفهم، وثبتت أسلوبا للحكم أوصلنا إلى من نحن عليه الآن.

لم تمر فترة طويلة حتى بدأ الضجر يسري في نفوس المواطنين لما عانوه من تدهور مستدام في كل الخدمات الأساسية وانهيار المنظومة الأمنية وتزايد معدلات الفساد، وأحالت السلطة الجديدة كل سوء في أدائها إلى «النظام السابق» في محاولة للتنصل من مشاركتها في كل مراحله بغثها وسمينها.. وصارت المعزوفة الإعلامية الجديدة التي أطلقها مبعوث الأمم المتحدة لا تتوقف عن الشكوى من النظام السابق ومحاولات عرقلة عملية الانتقال، وهو أمر أتصوره حقيقيا وواقعا معيشا، لكنه يفضح ضعف السلطة وعجزها عن تحقيق أي عمل إيجابي.

في ظل هذه الأوضاع وانشغال الوافدين الجدد في مواصلة حلب البقرة التي جف ضرعها خلال العقود الماضية، كان من الطبيعي أن تستغل القوى الجديدة هذا الواقع وتبدأ في التمدد شمالا عبر «أنصار الله - الحوثيين»، وكان بطء السلطة في تثبيت عملية الانتقال الفعلي للسلطة عاملا مثاليا مساعدا لبدء تحريك خطوط نفوذ «أنصار الله» حتى وصلوا إلى داخل العاصمة، وكنت أتمنى أن يتوقف نهمهم عند الحدود الجغرافية للمناطق التي ينتمي غالبية سكانها إلى المذهب الزيدي، وتحقيق رغبتهم في إعادة الخطوط التاريخية المعروفة باليمن الأعلى واليمن الأسفل التي انمحت بعد 26 سبتمبر (أيلول) 1962، لكنها ظلت راسخة في عقول الناس لظروف الاختلافات النفسية والاجتماعية والطبيعية بين اليمنيين.

كان مريبا قدر الاسترخاء الذي مارسته السلطة وكذا تصرفاتها إزاء الأحداث في شمال العاصمة، وسيظهر المدى الذي وصل إليه العبث بمقدرات البلاد وإنهاك جيشها، وأنا لا أحب حديث الخيانة في الفعل السياسي، ولا أرى تبسيط الأحداث والتحولات على الأرض بأنها تقف عند حد التحالف بين الحوثيين والرئيس السابق واتهامه بالضلوع في الأحداث، لأن الواقع يؤكد أيضا أن هذه السلطة مصابة بارتباك وتوهان يعيدان إلى الذاكرة مشاهد الأشهر التي سبقت سقوط حكم الرئيس السابق.

لقد تمادى «أنصار الله» في استفزازاتهم وزادت شهيتهم وشرعنت لهم السلطة تصرفاتهم وعبثهم، بما تدعيه من حياد هو في واقع الأمر تواطؤ أو في أفضل الأحوال عجز يجب أن تعترف به وأن تعلن فشلها في إدارة شؤون البلاد والعباد، وعلى «الحوثيين» استيعاب أن ما يرتكبونه اليوم من أعمال تشبه الغزوات يعيد إلى ذاكرة أبناء تعز وإب والبيضاء الزمن الذي كان البعض في اليمن الأعلى يراهم فيه سكان أرض خراج عليهم أن يدفعوا الجزية.

ينذر الواقع اليوم بتفتت كل أجزاء البلاد، ومن الحكمة العودة إلى الحق بدلا من التمادي في الخطأ، وبداية الطريق هي الاعتراف بأن اليمن الجديد لن يصنعه بنعمر بتخريجاته الساذجة ولا السفيرة البريطانية بتصريحاتها الكثيرة، فهما ليسا بقادرين على تجنيب البلاد هول الكارثة المحيقة بها.

كلمتي الأخير هنا هي الدهشة من توجه مجلس التعاون واستنجاده بمجلس الأمن، فهل يعني هذا التخلي عن واجبه الأخلاقي والإنساني والسياسي والأمني تجاه المواطن العادي؟.. فالكل يعلم أن الأمم المتحدة لم تنجد مظلوما ولم تمد يدها يوما لتنقذ غريقا.. اليمن اليوم بحاجة إلى تدخل سياسي قوي وحازم يعيد الأمور إلى نصابها ويعيد الطمأنينة إلى اليمنيين بأن بلادهم جزء من الجزيرة والخليج قولا وفعلا.. ما دون ذلك هو ما يتيح للغير التسلل إلى الفراغات التي تملأ الساحة اليمنية شمالا وجنوبا.