المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 تشرين الثاني/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 26 -27 تشرين الثاني/14

الحوار مطلوب لا الاستسلام/علي حماده/27 تشرين الثاني/14  

ماتت صباح رئيسة جمهورية الفرح/أنطوان مراد/27 تشرين الثاني/14

لا اشتداد للأزمات بعد التمديد النووي وملفّات المنطقة لم تُطرح في المفاوضات/روزانا بومنصف/27 تشرين الثاني/14

منظومة القتل في منظومة الممانعة/مصطفى علوش/27 تشرين الثاني/14

كردستان العراق: هل تصبح "إسبرطة الصغيرة" في الشرق الأوسط/مايكل نايتس/27 تشرين الثاني/14  

اذا الله كتبلنا عمر/علي الحسيني/27 تشرين الثاني/14  

صفقة أميركية - إيرانية أنجحت «اللافشل» في مفاوضات فيينا/عبدالوهاب بدرخان/27 تشرين الثاني/14

بوتين والأسد... رئيسان للأبد/حسان حيدر/27 تشرين الثاني/14

كيف يحلّل «حزب الله» مقايضة أسراه ويحرّمها على أبنائنا/رولا عبدالله وخالد موسى/26 -27 تشرين الثاني/14

تخبّط في الإدارة الأميركية: أوباما والبنتاغون إلى المواجهة/وسام سعادة/27 تشرين الثاني/14

"المستقبل" - "حزب الله": نعم لحوار ينفِّس الاحتقان ولا يؤسِّس لمسار نهائي في منطقة مشتعلة/سابين عويس/27 تشرين الثاني/14

التخلّص من الكيميائي السوري أنقذ الأسد والتخلّص من النووي الإيراني يُنقذ السلام/اميل خوري/27 تشرين الثاني/14

'الثورة' الإسلامية يوم الجمعة في مصر قد تكون دامية/اريك تراجر/26 تشرين الثاني/14

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر 26-27 تشرين الثاني/14

رحيل "الشحرورة" صباح عن 87 سنة

الفناة الكبيرة والإصطورة صباح لبنان.. مضت إلى الخلود

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/11/2014

أمانة 14 آذار:الصفقة بين حزب الله والمسلحين انتقاص من سلطة الدولة وخطف العسكريين نتيجة لقتاله في سوريا

فارس سعيد: عون أعطى جعجع الشرعية المسيحية

مجلس التعاون يدعو من الدوحة إلى محاربة الإرهابيين

واشنطن تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان: الهجمات الإنتحارية قد تحصل

إجراءات جديدة في الإمارات لملاحقة «الإخوان المسلمين»

أهالي العسكريين المخطوفين يقررون التصعيد ويعبرون عن استيائهم من “حزب الله” والحكومة

 فتفت لـ”السياسة”: أولويات “حزب الله” إيرانية

ممثل الراعي في افتتاح مؤتمر "الاديان والقيم السياسية": السياسة فن شريف وأصحاب السلطة هم خدام الله للشعب والخير

كيروز وجه سؤالا الى الحكومة عن تداعيات جريمة بتدعي على العيش المشترك والسلم الأهلي في البقاع الشمالي

الخارجية الأميركية حذرت رعاياها من التوجه الى لبنان لاسباب امنية

قذائف من الجانب السوري تستهدف الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير

حزب الله يستفز مشاعر أهالي المخطوفين

المولوي بحماية أسامة الشهابي داخل "عين الحلوة

السفير السعودي: أولى اولويات الحوار ملء الفراغ الرئاسي

سوريا: حزب الله يشارك النظام في تجويع سكان اليرموك

فتفت : تيار المستقبل لم يضع شروطا للحوار

مكاري:لست مع حوار يستثني الأساسيات »

حوري: الحوار الناجح يحتاج إلى إنضاج أجواء إيجابية »

لقاء بري والسفير السعودي ترافقه دعوة من المستقبل لعمل انقاذي

ابراهيم التقى بورتولانو في مقر اليونيفيل واكدا استمرار التعاون للحفاظ على الهدوء والاستقرار في الجنوب

باسيل عرض مع وزير الطاقة القبرصي التعاون النفطي واختتم زيارته بزيارة المطران سويف

جنبلاط عرض والسفير المصري الاوضاع الراهنة

النجادة: السعودية ساعدت لبنان في أحلك الظروف وهي حريصة على استقراره

الافراج عن المخطوف علي محمد الحجيري

فرعون من برشلونة: لبنان يطمح الى دور أساسي في التنمية الإقليمية شقير: كل مؤسسة تقفل وكل مشروع يتأخر كارثة

أبو فاعور أذاع لوائح جديدة: حملة وزارة الصحة دائمة ولا يراهن أحد على ملل أو وهن

ممثل بري في احتفال لحركة أمل بذكرى الاستقلال: من اكبر الخطايا رفض الحوار بين اللبنانيين

باسيل عرض الأوضاع مع الرئيس القبرصي والتقى نظيره: اللجوء السوري خطر وجودي على لبنان

بري في لقاء الاربعاء : نملك اوراق قوة عديدة لاطلاق العسكريين

عريجي للوطنية: ستكون للبنان حصة في القرارات الصادرة عن القمة الفرنكوفونية

السنيورة تسلم من التجدد الديمقراطي مذكرة سياسية

الحسيني: الاستقلال بمواجهة التدخل الأجنبي وتحقيق المساواة بين اللبنانيين والقضاء المستقل

أهالي العسكريين يصعدون الجمعة: اذا كان حزب الله ضد المقايضة فكيف قبل بها؟

سليمان وصل الى باريس ويلتقي هولاند غدا

السعد : من غير الجائز ترك معطلي الرئاسة دون مساءلة ومحاسبة

حسين الموسوي: الرهان على الخارج لن يستجلب إلا الضياع والخسارة

وزير الاعلام: وداع رسمي وشعبي لصباح لكل ما تمثله في ذاكرة الوطن

بولس مطر يترأس الاحد الصلاة لراحة نفس صباح

سلام نعى صباح: غادرت دنيانا وطوت معها صفحة خالدة ومشرقة من صفحات تاريخنا الثقافي

بوصعب عمم على المدارس الرسمية والخاصة تخصيص حصة دراسية تكريما للفنانة الراحلة صباح

السفير السوري عزى بصباح بتكليف من الأسد

المركز الدولي للملكية الفكرية: صباح نشرت الفن في كل العالم

الحركة الثقافية: صباح ستبقى خالدة في سفر الفن العربي وضمير الشعب والوطن

سليمان نعى صباح: حملت صورة لبنان بقيمه الوطنية الى العالم

ريفي: ستبقى صباح بيننا تغني للبنان والعالم العربي

90 % من كوباني تحت سيطرة الحر ومقاتلي الأكراد

عاهل الاردن يزور واشنطن الشهر المقبل ويبحث مع اوباما في عملية السلام

بوتين التقى المعلم للمرة الاولي وبحثا في سبل تحريك عملية السلام في سوريا

ميركل: داعش يجند آلاف الجهاديين داخل الدول الاقتصادية الكبرى في مجموعة ال20

الاطلسي: وجود صواريخ روسية في القرم تهديد لكل البحر الاسود

مقتل 3 شرطيين مصريين بينهم عقيد بالرصاص في سيناء

الحكومة الأميركية تساهم ب125 مليون دولار لبرنامج الأغذية لمساعدة اللاجئين السوريين

فرنسا تنشر 6 طائرات ميراج غدا في الاردن ضمن الائتلاف ضد داعش

تسريبات المفاوضات النووية: طهران عرضت تجميد أنشطتها 7 سنوات الغرب تمسك بمواصلة روسيا إمداد بوشهر بالوقود

تسريبات دبلوماسية: روسيا تناور وتلين حيال دور الأسد

 

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية05/الحريّة المسيحية

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في كلام سياسي لسيدنا بشارة الراعي غابت عنه نعمة التواضع

*رسول الأمم، بولس: "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح".

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في كلام سياسي لسيدنا بشارة الراعي غابت عنه نعمة التواضع/26 تشرين الثاني/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة في كلام سياسي لسيدنا بشارة الراعي غابت عنه نعمة التواضع/26 تشرين الثاني/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*سيدنا البطريرك بشارة الراعي ووزنة التواضع/الياس بجاني

*لا اشتداد للأزمات بعد التمديد النووي وملفّات المنطقة لم تُطرح في المفاوضات

*الراعي من المطار: الدولة ليست مزرعة لأحد فالأوطان تبنى بالحوار لا بالظلم والعنف والاستبداد

*رحيل "الشحرورة" صباح عن 87 سنة

*ماتت رئيسة جمهورية الفرح/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/11/2014

*الحوار مطلوب لا الاستسلام/علي حماده/النهار

*أمانة 14 آذار:الصفقة بين حزب الله والمسلحين انتقاص من سلطة الدولة وخطف العسكريين نتيجة لقتاله في سوريا

*واشنطن تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان: الهجمات الإنتحارية قد تحصل

*إجراءات جديدة في الإمارات لملاحقة «الإخوان المسلمين»

*أهالي العسكريين المخطوفين يقررون التصعيد ويعبرون عن استيائهم من “حزب الله” والحكومة

*ماروني لـ "السياسة": الدويلة أنجح من الدولة في لبنان

*فتفت لـ”السياسة”: أولويات “حزب الله” إيرانية

*رحّب بالحوار بين اللبنانيين من دون شروط مُسبقة/الشـعّار: مخاطـر كبيـرة بسـبب غيـاب الرئيس

*نحتاج تكليفا رسميا للتفـاوض مــع خاطفــي العسكريين"/الحجيري: الوضع في عرسال مستتب تخرقه اشكالات محدودة

*النائب فؤاد السعد : لا يجوز ترك معطلي الرئاسة من دون محاسـبة والحريص على "الطائف" عليه أن يكون القدوة في تطبيقه

*الرابطة السريانية عرضت مع درباس اوضاع النازحين

*السفير الاميركي اطلع من الرابطة المارونية على مضمون مذكرتها/أبي اللمـع: متفائـل في حراكـه للاسـراع في انتخـاب الرئيـس

*تقارير أمنية الى مواقع القرار الغربي تحرك الدبلوماسية في لبنان وقلق أميركي على الطائف وحث على انتخاب رئيس لتلافي الانزلاق

*اهالي العسكريين: التصعيد الجمعـة ونناشد نصرالله التدخل لتحرير أبنائنا"

*فنيـش: احتمال الهجوم على قرى لبنانية حدوديـة قائـم وحزب الله" لم ولن يُقصر في المساعدة في قضية العسكريين

*الشرق": صفحة جديدة في علاقات "التعاون الخليجي"

*غارديان": أميركا وبريطانيا تعتبران الفدية لتمويل الارهاب

*سلام ترأس اجتماعا لخلية الازمة لملف العسكريين وأعطى توجيهاته للمتابعة وفق المعطيات الجديدة

*فارس سعيد: عون أعطى جعجع الشرعية المسيحية

*بري في لقاء الاربعاء : نملك اوراق قوة عديدة لاطلاق العسكريين

*الحراك الدبلوماسي يقلق القادة المرشحين والحوار يحرك الرئاسة

*قناعة داخلية وخارجية فصلت ازمات لبنان عن ملفات الخارج

 *حزب الله: ملف أسرانا مختلف عن قضية العسكريين المخطوفين

*الخارجية الأميركية حذرت رعاياها من التوجه الى لبنان لاسباب امنية

*قذائف من الجانب السوري تستهدف الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير

*الافراج عن المخطوف علي محمد الحجيري

*اجتماع امني في صيدا بحث في قضية وجود شادي المولوي في عين الحلوة

*ابراهيم التقى بورتولانو في مقر اليونيفيل واكدا استمرار التعاون للحفاظ على الهدوء والاستقرار في الجنوب

*كيروز وجه سؤالا الى الحكومة عن تداعيات جريمة بتدعي على العيش المشترك والسلم الأهلي في البقاع الشمالي

*جنبلاط عرض والسفير المصري الاوضاع الراهنة

*فتفت : تيار المستقبل لم يضع شروطا للحوار

*حسين الموسوي: الرهان على الخارج لن يستجلب إلا الضياع والخسارة

*بوتين التقى المعلم للمرة الاولي وبحثا في سبل تحريك عملية السلام في سوريا

*التقرير الأسبوعي لمفوضية اللاجئين: 660 ألف نازح بحاجة إلى المساعدة خلال فصل الشتاء

*صباح لبنان.. مضت إلى الخلود

*سلام نعى صباح: غادرت دنيانا وطوت معها صفحة خالدة ومشرقة من صفحات تاريخنا الثقافي

*بولس مطر يترأس الاحد الصلاة لراحة نفس صباح

*السفير السوري عزى بصباح بتكليف من الأسد

*اذا الله كتبلنا عمر/علي الحسيني/موقع 14 آذار

*منظومة القتل في منظومة الممانعة/مصطفى علوش/المستقبل

*كردستان العراق: هل تصبح "إسبرطة الصغيرة" في الشرق الأوسط؟/مايكل نايتس/معهد واشنطن

*ممثل الراعي في افتتاح مؤتمر "الاديان والقيم السياسية": السياسة فن شريف وأصحاب السلطة هم خدام الله للشعب والخير

*مجلس التعاون يدعو من الدوحة إلى محاربة الإرهابيين

*بوتين والأسد... رئيسان للأبد/حسان حيدر/الحياة

*صفقة أميركية - إيرانية أنجحت «اللافشل» في مفاوضات فيينا؟/عبدالوهاب بدرخان/ الحياة

*تخبّط في الإدارة الأميركية: أوباما والبنتاغون إلى المواجهة/وسام سعادة/المستقبل

*كيف يحلّل «حزب الله» مقايضة أسراه ويحرّمها على أبنائنا؟/رولا عبدالله وخالد موسى/المستقبل

*"المستقبل" - "حزب الله": نعم لحوار ينفِّس الاحتقان ولا يؤسِّس لمسار نهائي في منطقة مشتعلة/سابين عويس/النهار

*التخلّص من الكيميائي السوري أنقذ الأسد والتخلّص من النووي الإيراني يُنقذ السلام/اميل خوري /النهار

*لا اشتداد للأزمات بعد التمديد النووي وملفّات المنطقة لم تُطرح في المفاوضات/روزانا بومنصف /النهار

*'الثورة' الإسلامية يوم الجمعة في مصر قد تكون دامية/اريك تراجر

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية05/الحريّة المسيحية

فالمَسيحُ حَرَّرَنا لِنكونَ أحرارًا. فاثبُتوا، إذًا، ولا تَعودوا إلى نِيرِ العُبودِيَّةِ. فأنا بولُسُ أقولُ لكُم: إذا اخْتَتَنْتُم، فلا يُفيدُكمُ المَسيحُ شيئًا. وأشهَدُ مَرَّةً أُخرى لِكُلِّ مَنْ يَختَتِنُ بِأنَّهُ مُلزَمٌ أنْ يَعمَلَ بأحكامِ الشَّريعَةِ كُلِّها. والّذين َ مِنكُم يَطلُبونَ أنْ يَتَبَرَّروا بالشَّريعَةِ، يَقطَعونَ كُلَّ صِلَةٍ لهُم بالمَسيحِ ويَسقُطونَ عَنِ النِّعمَةِ. أمَّا نَحنُ، فنَنتَظِرُ على رَجاءِ أنْ يُبَرِّرَنا اللهُ بالإيمانِ بقُدرَةِ الرُّوحِ. فَفي المَسيحِ يَسوعَ لا الخِتانُ ولا عَدَمُهُ يَنفَعُ شيئًا، بَلْ ِ الإيمانُ العامِلُ بالمحبَّةِ. كُنتُم في سَيْرِكُم على ما يُرامُ، فمَنْ صَدَّكُم ورَدَّكُم عَنْ طاعَةِ الحقِّ؟ ما كانَ هذا الإغراءُ مِنَ الّذي دَعاكُم. قليلٌ مِنَ الخَميرِ يُخمِّرُ العَجينَ كُلَّهُ. ولي ثِقَةٌ بِكُم في الرَّبِّ أنَّكُم لَنْ تَقبَلْ وا رأيًا آخرَ. وكُلُّ مَنْ يُوقِـعُ البَلْ بَلْ َةَ بَينَكُم سيَنالُ عِقابَهُ، أيّاً كانَ. وأنا، أيُّها الإخوَةُ لَو كُنتُ أدعو إلى الخِتانِ، فلِماذا أُعاني الاضطهادَ إلى اليومِ، أمَا كانَ يَزولُ العائِقُ الّذي في الصَّليبِ؟ لَيتَ الّذين َ يُوقِعونَ البَلْ بَلْ َةَ بَينَكُم يَقطَعونَ هُم أعضاءَهُم! فأنتُم، يا إخوَتي، دَعاكُمُ اللهُ لتَكونوا أحرارًا، ولكِنْ لا تَجعَلوا هذِهِ الحُرِّيَّةَ حُجَّةً لإرضاءِ شَهَواتِ الجسَدِ، بَلِ اخدُموا بَعضُكُم بَعضًا بِالمَحبَّةِ. فالشَّريعَةُ كُلُّها تكتَمِلُ في وَصيّةٍ واحدةٍ: ((أَحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ)). أمَّا إذا كُنتُم تَنهَشونَ وتَأكُلونَ بَعضُكُم بَعضًا، فانتَبِهوا أنْ لا يُفني واحِدُكُمُ الآخرَ. وأقولُ لكُم: أُسلُكوا في الرُّوحِ ولا تُشبِعوا شَهوَةَ الجَسَدِ. فما يَشتَهيهِ الجَسَدُ يُناقِضُ الرُّوحَ، وما يَشتَهيهِ الرُّوحُ يُناقِضُ الجَسَدَ. كُلٌّ مِنهُما يُقاوِمُ الآخَرَ لِئَلاَّ تَعمَلوا ما تُريدونَ. فإذا كانَ الرُّوحُ يَقودُكُم، فَما أنتُم في حُكمِ الشَّريعَةِ.

وأمَّا أعمالُ الجَسَدِ فهِيَ ظاهِرَةٌ: الزِّنى والدَّعارَةُ والفجورُ وعِبادَةُ الأوثانِ والسِّحرُ والعَداوَةُ والشِّقاقُ والغَيرَةُ والغَضَبُ والدَّسُّ والخِصامُ والتَّحزُّبُ والحسَدُ والسِّكرُ والعَربدةُ وما أشبَهُ. وأُنبِّهُكمُ الآنَ، كما نَبَّهْتُكمُ مِنْ قَبلُ، أنَّ الّذين َ يَعمَلونَ هذِهِ الأعمالَ لا يَرِثونَ مَلكوتَ اللهِ. أمَّا ثمَرُ الرُّوحِ فهوَ المَحبَّةُ والفَرَحُ والسَّلامُ والصَّبرُ واللُّطفُ والصَّلاحُ والأمانَةُ والوَداعَةُ والعَفافُ. وما مِنْ شَريعَةٍ تنهى عَنْ هذِهِ الأشياءِ. والّذين َ هُم لِلمَسيحِ يَسوعَ صلَبوا جَسَدَهُم بِكُلِّ ما فيهِ مِنْ أهواءٍ وشَهواتٍ. فإذا كُنّا نَحيا بالرُّوحِ، فعلَينا أنْ نَسلُكَ طريقَ الرُّوحِ، فلا نَتكبَّرُ ولا يَتَحدَّى ولا يَحسُدُ بَعضُنا بَعضًا.

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في كلام سياسي لسيدنا بشارة الراعي غابت عنه نعمة التواضع
رسول الأمم، بولس: "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح".
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في كلام سياسي لسيدنا بشارة الراعي غابت عنه نعمة التواضع/26 تشرين الثاني/14
بالصوت/فورمات
WMA/الياس بجاني: قراءة في كلام سياسي لسيدنا بشارة الراعي غابت عنه نعمة التواضع/26 تشرين الثاني/14

نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

سيدنا البطريرك بشارة الراعي ووزنة التواضع
الياس بجاني
26 تشرين الثاني/14
في أسفل مقاطع من تقرير نشرته جريدة النهار اليوم، الأربعاء 26 تشرين الثاني/14، وهو حديث أجري مع سيدنا البطريرك بشارة الراعي.
سئل: هناك حملات شنت عليكم أخيرا من قبل البعض، فكيف تردون عليها؟
أجاب: "شخصيا، لم أتهجم على أحد ولم أسىء لأحد، فأنا لا أحزن من الذين يتجنون علي ويروجون أخبارا ملفقة وغير موضوعية، ولكن أحزن عليهم، إذ لا يجوز للانسان أن يبيع نفسه إلى درجة إرضاء طرف معين أو مقابل مال أو غير ذلك وأن يتجنى على الآخرين ويسيء إليهم. من جهتي، اريد أن أبقى كما أنا، وإذا التقيت بالشخص الذي أساء إلي وكتب ضدي من دون أن أعرفه، سأصافحه وأسلم عليه من كل قلبي. أنا أعرف نفسي جيدا وما أقوم به وكيف اتعاطى مع الناس. وكل من يريد الحقيقة، عليه زيارتي في بكركي، ولا اريد أن أسمع من أحد عبارة أوساط بكركي أو أوساط كنسية، بل أتمنى على الجميع توجيه السؤال إلي شخصيا، فأبواب بكركي مفتوحة للجميع. حرام على الانسان أن يضحي بشخصيته مقابل أمر ما ويكذب ويتجنى، وسيبقى شعاري دائما شركة ومحبة".
التعليق
نحن من المتابعين اعلامياً بشغف وبشكل يومي للأحداث في وطننا الأم لبنان منذ 26 سنة، ومن المتتبعين وأيضاً بشكل يومي لأنشطة كنيستنا المارونية ولسيدنا البطريرك الراعي ولمواقفه السياسية المثيرة للجدل والمتعارضة في الغالب أقله في مفهومنا المتواضع مع ثوابت الصرح البطريركي كافة ومع تاريخ الكنسية ودورها، وكنا على خلفية معارضة مواقفه السياسية هذه وعلناً طلبنا من أبناء جاليتنا الكندية مقاطعة زيارته الأخيرة لكندا حيث نقيم منذ بداية الثمانيات، وفي نفس الوقت كان لنا تمني رسمي وعلني على وزير الخارجية الكندي عبر حديث هاتفي معه عدم استقبال سيدنا لكنه لم يُستجب لطلبنا. كما كنا وجهنا رسائل عديدة لسيدنا وكتبنا العشرات من المقالات منذ تسلمه الكرسي البطريركي تتناول مواقف سياسية له نرى أنها لا تخدم قضيتنا اللبنانية المحقة كان أخرها رسالة تتعلق بالمؤتمر المسيحي المشرقي الذي عقد مؤخراً في الولايات المتحدة وجاءت نتائجه كارثة على المسيحيين وتحديداً على الموارنة منهم.  في كل مرة نتناول موقفاً من مواقف سيدنا السياسية وليس مطلقاً الدينية أو الكنسية يأتي رده غير المباشر علينا وعلى غيرنا من خلال تصاريح وأحاديث يتهم فيها بغضب وعصبية كل من يتعرض لمواقفه ببيع نفسه بالمال كما جاء رده أعلاه في حديثه اليوم لجريدة النهار.
بداية، نؤكد لسيدنا أن المؤمن وصاحب الضمير الحي لا يباع ولا يُشترى، وأننا عندما نتناول موقفاً سياسياً من مواقفه الذي نعارض، فنحن لا نتعرض لشخصه أو للبطريك كرجل دين ولا لموقعه الذي نحترم ونجل ونخضع مارونياً له، بل للموقف السياسي وهذا أمر على سيدنا أن يتعود عليه ويتعامل معه بموضوعية وتواضع دون الغرق في مفاهيم المؤامرة والبيع والشراء والمال والعداء وآلياتي الإسقاط والتبرير النفسيتين.
وعلى سيدنا أيضاً أن يدرك أن من يدخل معترك السياسة من رجال الدين، كما هو حاله ويتبنى مواقف سياسية نافرة وصادمة وغير مسبوقة بطريركياً ومنحازة لطرف من الأطراف، خصوصاً غير اللبنانية منها، أو تلك التي تحتل لبنان بقوة السلاح وتهجر أهله وتشرع حدوده وتغتال قادته وتسرق أرضه، عليه أن يعلم علم اليقين أنه سيجد من يؤيده ومن يعارضه.
في السياسة نحن نتعامل مع مواقف سيدنا كما نتعامل مع مواقف أي سياسي آخر وليس كرجل دين وتماماً كما نتعامل سياسياً مع مواقف رجال دين آخرين من مذاهب وطوائف أخرى وهم في لبنان كثر وفي مواقع دينية عالية جداً.
كنا نتمنى لو ان سيدنا تعاطى مع التقارير التي نشرت مؤخراً وتناولت مسألة قطعة الأرض والمنزل الجاري بناؤه عليها للمسؤول الإعلامي في الصرح وليد عياض، بهدوء وموضوعية وبرد مفصل وواضح وجلي وموثق بالإثباتات الدامغة يبين الحقيقة دون اتهامات وتخوين، ودون تهويل باللجوء إلى مقاضاة كاتب التقرير ومن نشره.
علمنا السيد المسيح المحبة والتواضع وهما سلاحان لا يخيبان كل من يلجأ لهما ويعيش روحيتهما.
في الخلاصة، إن من يتعاطى السياسة من رجال الدين تحديداً، عليه قبول موجبات التعاطي هذا سلباً وإيجاباً، أما المسائلة فحق مقدس ولا أحد كائن من كان يمكنه التهرب منه.
يبقى أننا اليوم نعيش في القرن الواحد والعشرين، وفي رحاب كنيسة كاثوليكية جامعة لم يعد في قاموسها محرمات لا يجب تناولها والتعاطي معها بإيمان وعلم وحق، كنيسة بطرسها الصخرة قداسة البابا فرنسيس المتواضع والمنفتح والنقي والتقي والعادل، وبالتالي لم يعد بإمكان أحد من أحبارها الكرام إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والتمسك بثقافة وممارسات أزمنة لم نحصد منها غير الخيبات والكوارث. ومن كان عنده أذنان سامعتان فليسمع، ونقطة ع السطر.
نختم بقول رسول الأمم بولس: "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح".

 

 في أسفل التقارير التي هي موضع تعليقنا 

الراعي: الدجَل على شخصكم أو عليّ لا يؤثر سليمان: تعطيل الانتخابات الرئاسية بدعة

النهار

26 تشرين الثاني 2014

أقيم في مقر النيابة البطريركية في روما استقبال على شرف الرئيس ميشال سليمان لمناسبة تقليده وسام الصليب الاكبر للبابا بيوس التاسع من رتبة فارس، حضره إلى أفراد عائلة سليمان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، القائد الأعلى للجيش الإيطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو، النائب السابق لرئيس الحكومة عصام أبو جمرا، سفير لبنان في الفاتيكان العميد جورج خوري، القائم بأعمال السفارة في روما كريم خليل والمستشار البر سماحة والملحق العسكري العميد طلال رحال، المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي في روما المطران فرنسوا عيد، وعدد من رجال الدين.   وقال الراعي: "نريد تهنئتك اليوم فخامة الرئيس، بالوسام البابوي الذي نعتبره وساماً لكلّ اللبنانيين. الرئيس سليمان رفع اسم لبنان عالياً في الداخل كما في المحافل الدولية وحافظ على كرامته ودستوره، فلا الكذب ولا الدجل إن كان على شخصكم أو عليّ شخصياً، سيؤثر، ويا جبل ما يهزك ريح. أنا لا أحزن من هؤلاء بل أحزن عليهم كيف يسمحون لأنفسهم باستغلال الاعلام للإساءة إلى الناس".

سليمان

وتلاه سليمان: "كما يمكننا الاجتماع بسهولة في الفاتيكان، لنجتمع في لبنان حتى تسهيل أمور الناس وتطبيق الديموقراطية التي يطالب بها غبطة البطريرك، والتي تقول إنّ من الواجب على النائب تطبيق واجبه الديموقراطي، فالناس تنتخبه ليس لتنفيذ مآربه الشخصية بل لتنفيذ واجبه الديموقراطي وتعطيل الانتخابات ليس ديموقراطياً وهو بدعة جديدة (...). عملنا على تحييد لبنان عن الحرب المشتعلة حولنا، قبلوا بهذا الترتيب ثمّ رفضوه بعد حين. الميثاق الوطني حلّ أزمةً لبنانية مع بداية الاستقلال وتكلّم على الشرق والغرب، والـ58 انتهت بلا غالب ولا مغلوب والحرب الاهلية انتهت بالطائف، والاضطرابات والحروب في الـ2005 و2008 انتهت باتفاق الدوحة، وهذه المشكلة لا تنتهي الاّ بتحييد لبنان، أي بتطبيق إعلان بعبدا ومذكّرة تفاهم بكركي. الطائف في حاجة الى استكمال تطبيقه(...). تعالوا لتنظيم موضوع المقاومة في الاستراتيجية الدفاعية فيصبح الامر للدّولة ولا يجوز بعدما تحرّرت الارض اللبنانية أن يطلق أي كان صاروخاً ساعة يشاء. فماذا كنا لنفعل لو اراد الفلسطينيون التحرير من أرض لبنان؟ والعولمة لا تعالج بـ"بن لادن" و"داعش" وبالدولة اليهودية الاسرائيلية، اذا كان العالم يريد العيش في ظل نظام منفتح يُشرك الجميع في إدارة الشأن السياسي وليس بالنظر الى عددها بل الى حضارتها أي 9 ملايين قبطي في مصر، وهم في المناسبة لا ينتجون نائباً، ولكن مصر بلا الاقباط ليست مصر".

في بيروت

وبعد ظهر أمس، عاد الراعي إلى بيروت منهياً زيارة للفاتيكان وميلانو. وكان في اسقباله في المطار رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن والدكتور الياس صفير وعدد من المطارنة والشخصيات.

وردا على سؤال عن رأيه في الحوار الذي قد ينطلق بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، قال: "إن كل حوار ضروري، ويجب ألا ننسى أن انقطاع الحوار بين 14 و8 آذار أوصلنا إلى ما وصلنا إليه حاليا".

 

 

الراعي من المطار: الدولة ليست مزرعة لأحد فالأوطان تبنى بالحوار لا بالظلم والعنف والاستبداد

الثلاثاء 25 تشرين الثاني 2014

 وطنية - عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى بيروت مساء اليوم، آتيا من روما، بعد زيارة استغرقت أسبوعا شارك خلالها في حضور اجتماعات في حاضرة الفاتيكان ودشن كنيسة للموارنة في ميلانو، وحضر حفل تسلم الرئيس العماد ميشال سليمان وساما بابويا. وكان في استقبال البطريرك الماروني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، النائب البطريركي المطران بولس صياح، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم والدكتور الياس صفير.

وتحدث الراعي فقال: "شاركنا في روما في مؤتمر للمجلس الحبري بخصوص المهاجرين والمهجرين والمتنقلين وبحثنا في تفعيل دور الكنيسة في البلدان المستضيفة وإمكانية تواصل المساهمات الانمائية. وقد تمثلت في المؤتمر 93 دولة وحضره 300 شخص من مختلف أنحاء العالم. الجميع سأل عن لبنان وعدم وجود رئيس، ونحن حاولنا إعطاء أجوبة تحفظ كرامتنا". أضاف: "لقد تزامنت زيارتنا مع عيد الاستقلال، فشاركنا في الاستقبالات التي أقيمت في السفارتين في إيطاليا كالعادة، وكل سفراء الدول أكان في الفاتيكان أو روما حضروا الاحتفالات، إضافة الى الجاليات اللبنانية، والسؤال نفسه كان يطرح مما يشير الى أن الجميع يحملون هم لبنان ودوره في هذا المجتمع. انتقلنا بعد ذلك الى ميلانو وافتتحنا كنيسة جديدة للرعية، وأحيي بالمناسبة الكاردينال سكولا الذي وضع هذه الكنيسة في خدمة كل المسيحيين الشرقيين وهي كنيسة تاريخية. كما التقينا بالجالية اللبنانية والسلك القنصلي، والكل أجمع على محبة لبنان ودوره، والسؤال الوحيد الذي كان يطرح ونسمعه من الجميع هو لماذا لم ينتخب رئيس جمهورية للبنان حتى الآن. هذا السؤال طرح أيضا في الفاتيكان ولدى لقائنا قداسة البابا، وخلال احتفال تقليد الرئيس ميشال سليمان وساما بابويا برتبة فارس الصليب الأكبر، وكانت هذه المناسبة فرحة لنا". وتابع: "لقد حز في أنفسنا كثيرا أن هذه الدول تسير قدما نحو الأمام والكنيسة والدول تهتم بالمهاجرين لتمكينهم من الانخراط في مجتمعاتهم والمساهمة في إعمار أوطانهم الأصلية والمستضيفة. وبالنسبة إلينا، فالموضوع مطروح بطريقة أخرى سواء في ما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين أو النازحين السوريين. وما أريد قوله إن العالم يحمل هم لبنان أكثر من المسؤولين في لبنان، وهذا أمر جيد لأن الصداقات العالمية في بعض الأحيان جيدة وتشجعنا وتقوينا، ولربما يدرك المسؤولون في لبنان خطورة الأوضاع التي وصلنا اليها".

سئل: كيف تنظرون الى مسيرة الحوار التي قد تنطلق قريبا بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"؟ وهل سينعكس ذلك على الحوار بين المسيحيين؟

أجاب: "إن الكنيسة عموما، ونحن خصوصا، وأنا بالذات، عندما أعلنت شعار "شركة ومحبة"، كنت أعني ما أقوله أن يعود الناس إلى ربهم وبعضهم البعض ويتوحدوا من خلال الحوار والتضامن. ونحن كبطريركية نفتح حوارا مع كل الفئات، حتى أننا استعدنا حوارنا مع "حزب الله" لأننا نؤمن بأن الحلول تكون بالحوار لا بالظلم والعنف والاستبداد، فما يبني الأوطان هو الحوار والتفاهم، وهما ضروريان من أجل إحلال السلام والسير به نحو الازدهار وحل مشاكلنا السياسية والاجتماعية ليعود لبنان ويؤدي دوره في المجتمعين العربي والدولي. لذلك، نحن نبارك من كل قلبنا، وبفرح كبير جدا كل حوار يتم بين اللبنانيين، فكل حوار ضروري، ويجب ألا ننسى أن انقطاع الحوار بين 8 و14آذار أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن. وإذا بدأ الحوار الآن نكون قد بدأنا بالخروج من النفق الأسود في لبنان".

سئل: هل تؤيد طرح الرئيس أمين الجميل لجميع الأقطاب المسيحيين للاتفاق على مرشح معين لرئاسة الجمهورية في لبنان تحت سقف بكركي؟

أجاب: "نحن أول من جمعنا الأقطاب المسيحيين في بكركي ولا نزال على استعداد لفعل ذلك، فأهلا وسهلا بهم ساعة يشاؤون، لأننا مع كل حوار يخرج البلد من أزماته. فلا يمكننا الاستمرار على ما نحن عليه اليوم، لأن لبنان قائم على كل الفئات والمكونات المتنوعة التي تتمثل بالعيش معا، وأبواب بكركي مشرعة لجميع الراغبين في الحوار من مسيحيين وغير مسيحيين. ونحن لم نغلق الباب في وجه أحد".

سئل: لقد اقتصرت لقاءاتكم في بكركي أخيرا، على استقبال عدد من سفراء الدول الكبرى، في حين لوحظ غياب السياسيين عن استقبالاتها، فهل ستفتح بكركي أبوابها مجددا للنواب والسياسيين؟

أجاب: "طالما أن السياسيين بدأوا الحوار في ما بينهم، فهذا مؤشر خير، ولكن أنا أصبحت على يقين بأن الحلول ليست في الداخل، وانما تأتي من الخارج. لذلك، أعمل وأجري الاتصالات مع هذا الخارج، ولكن بما أنهم بدأوا الحوار في ما بينهم، فهذه علامة جيدة، وصار بإمكاننا ان نتحدث".

سئل: ما تعليقكم على ما بدأ به المجلس الدستوري لجهة الطعن بالتمديد؟

أجاب: "نحن نحترم المؤسسات، والمؤسسات الأولى التي نحترمها في لبنان هي رئاسة الجمهورية، وكما تعلمون كان يفترض انتخاب رئيس في 25 آذار الماضي، وما يعنينا هو احترام الدستور والمؤسسات والميثاق الوطني، فهذا الأمر ننادي به يوميا، لأن لا دولة بإمكانها أن تسير من دون مؤسسات، وما يقوم به اللبنانيون الآن من نفوذ واستفراد لا يبني دولة، فبناء الدولة يحتاج إلى مقومات ويستند إلى قوانين دولية وداخلية. إن الدولة ليست مزرعة لاحد، وعلينا جميعا القيام بخدمتها، وخصوصا الدستور الذي يعتبر العمود الفقري لكل شيء، وما دمنا نخالف الدستور فلا نتأمل خيرا. لذلك، نحن مع العودة الى الدستور وإلى بعضنا البعض وإلى المؤسسات حتى تعود وتنظم، وفي بدايتها رئاسة الجمهورية، ولا يمكن لأحد إعطاء شرعية أو حيوية لأي مؤسسة في الدولة إلا رئيس الجمهورية".

سئل: ما رأيكم بطرح النائب العماد ميشال عون الذي أيده رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع المتعلق بحصر الترشح لرئاسة الجمهورية في ما بينهما؟

أجاب: "الجميع يعرفون موقفنا، وهو أن عليهم العودة إلى عملية الاقتراع في مجلس النواب. ونحن نجدد القول للمرة الألف إنه لا مرشح لدينا ولا نؤيد مرشحا ولا نقصي أو ندعم أي مرشح، نحن نحترم الديموقراطية ومجلس النواب. وانطلاقا من ذلك، لا نرفض ولا ندعم أحدا، لان على مجلس النواب والكتل السياسية في لبنان، وعن طريق التشاور والاقتراع، انتخاب الرئيس، وأي رئيس يفوز نباركه، ونقول له هذا هو الرئيس الذي يريده لبنان".

سئل: هناك حملات شنت عليكم أخيرا من قبل البعض، فكيف تردون عليها؟

أجاب: "شخصيا، لم أتهجم على أحد ولم أسىء لأحد، فأنا لا أحزن من الذين يتجنون علي ويروجون أخبارا ملفقة وغير موضوعية، ولكن أحزن عليهم، إذ لا يجوز للانسان أن يبيع نفسه إلى درجة إرضاء طرف معين أو مقابل مال أو غير ذلك وأن يتجنى على الآخرين ويسيء إليهم. من جهتي، اريد أن أبقى كما أنا، وإذا التقيت بالشخص الذي أساء إلي وكتب ضدي من دون أن أعرفه، سأصافحه وأسلم عليه من كل قلبي. أنا أعرف نفسي جيدا وما أقوم به وكيف اتعاطى مع الناس. وكل من يريد الحقيقة، عليه زيارتي في بكركي، ولا اريد أن أسمع من أحد عبارة أوساط بكركي أو أوساط كنسية، بل أتمنى على الجميع توجيه السؤال إلي شخصيا، فأبواب بكركي مفتوحة للجميع. حرام على الانسان أن يضحي بشخصيته مقابل أمر ما ويكذب ويتجنى، وسيبقى شعاري دائما شركة ومحبة".

 

رحيل "الشحرورة" صباح عن 87 سنة

 بيروت ـ "الحياة" 

رحلت الفنانة اللبنانية صباح، فجر اليوم، عن 87 سنة، تاركة للتاريخ أكثر من ثلاثة آلاف أغنية و83 فيلماً و27 مسرحية، تكفي كلّها لتبقيها حيّة في قلوب اللبنانيين والعرب.

غيّب الموت صباح في مقر إقامتها في لبنان، وفق "الوكالة الوطنية للإعلام" التي لم تورد أية تفاصيل أخرى عن ظروف الوفاة، ووفق صفحة على فايسبوك تديرها ابنة شقيقتها كلود عقل التي كتبت أن صباح أوصت محبّيها بأن يكون يوم تشييعها يوماً للفرح يرقصون فيه ويدبكون.

وبدأت الإذاعات اللبنانية صباح اليوم ببث أغانيها بُعيد إعلان خبر رحيلها وعلت مطالبات من محبّيها بإعلان الحداد الوطني عليها.

التزمت صباح منزلها منذ سنوات بسبب تقدّمها في السن ظهرت خلالها إعلامياً، مرات قليلة، مع بعض الإعلاميين والفنانين. وسرت في الآونة الأخيرة أكثر من مرة شائعات عن وفاتها.

عرفت صباح بابتسامتها الدائمة وبالتواضع، إذ قلّما رفضت المشاركة في برنامج فني أو لقاء إعلامي، حتى أن آخر أعمالها كان استعادة لأغنيتها الشهيرة "يانا يانا" إلى جانب المغنية اللبنانية رولا سعد. 

غنّت صباح على كبرى المسارح اللبنانية والعربية والعالمية، مثل "أرناغري" في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني وقصر الفنون في بلجيكا وقاعة ألبرت هول في لندن، وكذلك على مسارح لاس فيغاس... وغيرها. وتعد ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية.

وشاركت في الكثير من المهرجانات، مثل بعلبك وجبيل وبيت الدين.

أدّت صباح الكثير من الأغاني الخفيفة في بداياتها، ولكن صوتها تجلّى على حقيقته في اللون اللبناني، لا سيّما المواويل، خصوصاً إلى جانب الفنان الراحل وديع الصافي، إذ كانت لهما أغنيات ومواويل ثنائية كثيرة.         

اسمها الأصلي جانيت جرجس فغالي، واشتهرت لاحقاً بـ"صباح" ولقّبت "الأسطورة"، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي، ولدت في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 1927 في وادي شحرور.

بدأت مسيرتها الفنية في عمر مبكر في لبنان، وحققت شهرة محلية كانت كفيلة بلفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر التي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد.

انتقلت صباح إلى أسيوط في مصر برفقه والدها ووالدتها، الذين نزلوا ضيوفاً على داغر في منزلها في القاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنياً ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم. وفي تلك الفترة اختفى اسم "جانيت الشحرورة" وحل مكانه اسم "صباح" في فيلم "القلب له واحد".

ويقال إن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء، لأن صوتها الجبلي كان مازال معتاداً على الأغاني البلدية المتّسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسورية.

لصباح 83 فيلماً بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وأكثر من 3000 أغنية باللهجتين المصرية واللبنانية.

ومن المسرحيات التي قدمتها: "موسم العز" و"دواليب الهوا" و"القلعة" و"الشلال"، من أعمال الرحابنة، و"ست الكل" و"حلوة كثير" و"شهر العسل" من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة. و"كنز الأسطورة"، وهي آخر مسرحياتها وكان إلى جانبها في المسرحية الفنان جوزف عازار وزوجها السابق فادي لبنان.

تزوجت صباح تسع مرات وكان زوجها الأول نجيب شماس كما تزوجت من الفنان رشدي أباظة والفنان فادي لبنان الذي أمضت معه أطول فترة وهي 17 سنة.

أعدّ مسلسل عن حياتها بعنوان "الشحرورة" عرض في رمضان 2011، جسدت فيه الفنانة كارول سماحة دورها.

غابت صباح جسداً، ولكن سجّلها الحافل بالأعمال الفنية سيبقيها حية في قلوب محبّيها. رحلت صباح وبقيت الشحرورة تصدح في سماء لبنان والوطن العربي.

 

ماتت رئيسة جمهورية الفرح

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

وأخيراً، ارتاح الفضوليون وعشاق الثرثرة من التساؤل عن عمر صباح.

ماتت صباح قبيل الصباح، الصباح الموعود للوطن المرصود على النواز من خلف الحدود.

ماتت صباح. كثيرون كانوا أقرب إلى الانزعاج من طول عمرها، مع أن كبارا غيرها تخطوها عمرا بأعوام عدة ، وكان آخرهم وديع الصافي.

لقد بلغ سعيد عقل المئة وعامين، أطال الله بعمره ولا أحد يُتعب قلبه في السؤال واستفظاع مديد سنيّه.

ربما لأن صباح خلّفت من زمان عقدة لبعض من لا يحب الحياة، ولا يرتاح لفائض الفرح الذي يشع من عينيها وصوتها وابتسامتها وربيع فساتينها.

ربما لأن صباح أحرجت بجرأتها وعفويتها أرباب عائلات يصطنعون الرزانة والامتعاض، خشية تحول عقيلاتهم إلى مصدر فتنة زينةً وملبساً، بينما يرتمون في أحضان أخريات بالجملة.

ربما لأن صباح أربكت بألوانها ورهجتها وبهرجتها نسوة كثيرات أسقطن أنفسهن عمداً أو طوعاً في الظلال، أو أفرطن في ادعاء التبشير بحقوق المرأة، وهنّ أنصاف رجال.

ربما لأن صباح برونقها وجمالها وسخائها وشبابها الدائم ، هزمت كوكبة من الأنانيين والبخلاء والطمّاعين ومهووسي المال والسلطة. ماتت صباح، ماتت في عز شبابها وشيخوختنا.

يحضرني هنا عنوان افتتاحية كتبها الصحافي الشهيد سليم اللوزي في “الحوادث” عندما احتدم سجال في حينه بين رئيس الحكومة سليم الحص والرئيس كميل شمعون. وكان العنوان على ما أذكر: سليم الحص شيخ في الخمسين وكميل شمعون شاب في الثمانين!

أطال الله بعمر الرئيس الحص ورحم الله فتى العروبة الأغر.

نعم ماتت صباح. ليرتاح الغيارى . ماتت صباح التي شكلت استفزازاً لدعاة ثقافة الموت والمتزمّتين والمتعصّبين والعبوسيّين ، سواء كانوا داعشيين أو مستدعشين ، سواء أرخوا لحاهم أو مقتوا عقد الكرافات ، وسواء نادوا بالخلافة أو بالولاية .

ماتت صباح رئيسة جمهورية الحياة .

خسرنا ديكتاتورية الابتسامة ، لصالح ديموقراطية الظلامية .

ماتت صباح ، وفي موتها ، ما زالت تغني وترقص وتضحك وتقهقه،

ونحن في حياتنا نبكي ونتباكى وننوح ونصرخ ألما،

وثمة من يبكي ويضحك لا حزنا ولا فرحا، على ما غنّت فيروز آخر العمالقة، أطال الله بعمرها.

ولعل الذي يضحك ويبكي في آن واحد هو الأشد هَولاً وخطراً.

ماتت صباح ومات معها بعض من لبنان الذي كان.

لبنان الحرية المتهادية على خيط رفيع بين الحكمة والجنون

لبنان التنوع والعيش الهني

لبنان الفرح وموسم العز

لبنان دخل ترابك.

ماتت صباح ، ليفرح الرجعيّون والطائفيون والمذهبيون، وأولياء الدم العابر للعصور ومصاصو الدماء وأصحاب النوايا السود.

ماتت صباح، ليفرح الذبّاحون والسيّافون والقوّامون على أعمار الناس وأنفاسهم وأرواحهم ومكفِّرو المصلحين والصالحين .

ماتت صباح، فليهنأ التكفيريون والتخوينيون.

كم من أصوات وكتبة كفّروها ولم تكفّر أحداً

كم من أصوات وكتبة خوّنوها ولم تخوّن أحدا

وكم من أصوات وكتبة أبلسوها ولم تؤبلس أحدا.

ماتت صباح وأسلمت الروح في اللحظة التي شاءتها ، نكاية بكل من يسعى باسم الله إلى سن قوانين الحياة وفرض قواعد الموت أيا كان دينه وطائفته ومذهبه. فالجميع سواسية والله محبة ولا يريد له حزبا أو خليفة .

وسنبقى ساعات وساعات وصباحات، وأياما وسنوات،  نحب عمرك الدائم ونعشق الحياة. والسلام.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 26/11/2014

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

إنتقل حديث الناس من الغذاء والطقس الى رحيل الصبوحة في وقت تشغل السياسيين الأجواء المتعلقة بالحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل أما الامن فلا جديد فيه في ظل تجدد الكلام على تحرك قطري جديد باتجاه ملف العسكريين المخطوفين الذي نصح الرئيس بري بالتعامل معه بسرية.

وفي باريس إحتمال لقاء بين الرئيسين(2) ميشال سليمان وسعد الحريري الذي سيدلي مساء غد بمواقف بارزة منها ما يتعلق بالحوار مع حزب الله. وقد حاذرت أوساط المستقبل الكلام على هذا الحوار بانتظار مواقف الرئيس الحريري.

وفي باريس أيضا الرئيس المصري تحاور مع الرئيس هولاند بتطورات المنطقة وبموضوع معالجة الوضع في ليبيا.

وفي موسكو محادثات لوزيرالخارجية السوري وليد المعلم حول تطورات الأزمة في دمشق.

وبالعودة الى لبنان نشير الى أن الشحرورة صباح رحلت في الصباح وعشاقها ممن أحبوها مطربة وممثلة حزنوا لرحيلها. الصبوحة أبكت الكثير من الناس في لبنان والعالم العربي وهي النجمة الكبيرة التي تدخل التاريخ من الباب الواسع. وداع الشحرورة رافقته دموع الأحباء.

* مقدمة نشرة اخبار "المستقبل"

هو برد تشرين القاسي حل كالصواعق على خيم اهالي العسكريين المخطوفين بعد استرداد حزب الله اسيره بالمقايضة المباشرة مع الجهات الخاطفة وسط سؤال كبير لماذا اخفقت الدولة حيث نجح الحزب.

صقيع تشرين اطفأ حرارة جسد صباح فجرا لتسلم الروح مخلفة كنزا وتراثا فنيا للبنان والعالم العربي. رحلت شحرورة لبنان واسطورة العالم العربي، رحلت آسرة قلوب العرب من المحيط الى الخليج، رحلت وهي التي احبت الحياة حتى الثمالة اليست هي من قال رحلت صباح عن هذه الدنيا التي اختصرتها بأنها تبدأ بمرحبا وتنتهي بإلى اللقاء.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

أحبت عمرها فعشقتها الحياة موتها جميل كأغنية راودها في نومها واصطحبها إلى أحلام السماء على توقيت لا تنتشر فيه الشائعات صباح شمس رديفة صنعها الله على شكل حنجرة ونثرها على ضفاف نيل وشلوح أرز قررت قبل طلوع الصباح وعند آخر خيوط ليل أن تغيب بلا كثير ضجيج أن تعود الى ضيعتها بدادون حيث أول العمر وشجيرات الأهل صباح اسم على مسميات الشروق لامرأة عاشقة وغلبانة لحلوة لبنان لشحرورته ومواله الطويل لوطن عاشته بانتماء صاف لا الوان فيه ولا أرقام أسست لفن مرتفع الهامات ولطريقة عيش بكل ما أوتيت من حياة بنت مملكة من أوف وميجانا من دلع مرصع بنغم العمر. على صوتها التقاء الكبار من ضيعة عبد الوهاب إلى عسل بليغ حمدي وأغواء محمد الموجي وهوى كمال الطويل وشقعة أنغام مستوردة من جارها في الحواري المصرية فريد الاطرش.

وعلى هذا الصوت ارتفعت أعمدة بعلبك في مواسم عز وغزل الأخوين رحباني دواليب الهواء على شعرها الأشقر ومنه تسلل فيلون وهبي "عالعتمية ". هي امراة لم تضبط بأي خيار سياسي ولم تختلف مع أي موسيقار أو ملحن ماتت دون أن تنكسر أو تكسر أحدا زمنها عاصفة حب مشعة لا حقد فيها ولا عتب دائمة الضوء كانت كبريق نور يوزع ما تيسر من أمل كل هذا النور ينطفئ جسدا ويحيا بالأمس وغدا متخذا اسم أسطورة وجبل لبنان يشيع الأحد جبلا من لبنان على زمن رحيل شريك الصوت الصافي وديع من وسط المدينة ترتفع صباح الى وادي شحرور وبدادون والقرى التي عرفتها صغيرة. مسيرة النظرة الاخيرة تنطلق من بيروت من دون أن تقول صباح هذه المرة "الو بيروت" أو ان ترمي بسلامها على كل زاوية من زوايا المدينة على إذاعتها وحدائقها ومنارتها لا هم أن نكست الدولة أعلامها أو لم تعلن يوم حداد وطني ما دامت الدولة منتكسة مبتورة وممددة ولأن الحكم نائم كالأموات فمن الأولى بنا أن نعامله بصيغة الضمير الغائب ونترك الكلام في السياسة ونمنحه اليوم لصباح الأسم الذي يرادف وطنا بسلطة وحكومات.  * مقدمة نشرة أخبار ال "أم تي في"

أهو الطقس الخريفي الداكن حجب الصباح أم رحيل صباح هو السبب؟ إنه مزيج من الاثنين، إذ كيف لنا الفصل بين الصباحين؟ فاسمها طالما ارتبط باسم لبنان الفرح، لبنان الكرامة ولبنان صف العسكر المتراص، لبنان البحبوحة والطمأنينة. ولكن هل رحلت الشحرورة آخذة معها آخر علامات موسم العز، أم أن رحيلها الى حيث الكبار سيحرك في اللبنانيين حسا وطنيا بات مفقودا لدى الكثيرين منهم، فيهبون للحفاظ على وطن الأرز من الضياع؟

صباح أهل العسكريين المخطوفين لم يكن أقل سوادا، إذ وضعتهم مقايضة حزب الله عنصره المخطوف لدى المعارضة السورية، أمام شعور مختلط يشوبه الفرح والمرارة في آن، لأنهم ما انفكوا يطالبون بمقايضة مماثلة تعيد لهم أبناءهم وكانوا يقابلون بأن كرامة الدولة بالدق. وقد بات لزاما على الحكومة الآن القيام بأمرين: استرجاع كرامتها من الحزب وهو عضو فاعل فيها وطالما عرقل المقايضة، واسترجاع عسكرييها اليوم قبل الغد. تزامنا، أكد السفير السعودي للـMTV أن الحوار بين المستقبل وحزب الله حاصل ويجب أن يتوسع ليشمل المسيحيين وباقي المسلمين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

تتسع مساحة التفاؤل السياسي استنادا الى الحوار اللبناني المرتقب، الرئيس نبيه بري ينتظر من تيار المستقبل مسودته لجدول الاعمال، والمملكة العربية السعودية بدت اكثر الداعمين لتقارب لبناني هادف يؤدي الى حل الازمات السياسية بدءا من انتخاب رئيس الجمهورية. مباركة المملكة وصلت الى حد اعلان سفيرها في لبنان علي عواض العسيري تأييد المسيرة السياسية التي يتبناها رئيس المجلس النيابي، مع نصيحة اخوية وجهها العسيري للبنانيين عبر ال "أن بي أن" بأن لا يستحضروا الازمات الاقليمية الى الداخل.

حان الوقت اليوم بعد المتغيرات الدولية ان يتنبه اللبنانيون للداخل ويرتكزوا الى حوار لا يستثني احدا، الرسالة وصلت، فكيف ستتصرف القوى السياسة اللبنانية، وهل يسرع الحوار المطروح بإنتخاب رئيس للجمهورية.

على خط قانون الانتخابات النيابية، عدم ارتياح عكسه رئيس المجلس حول سير المناقشات، الملاحظات بالجملة مماطلة داخل اللجنة وتراجع الفراقاء عن ما جرى الاتفاق عليه سابقا حول وجود مشروع وحيد اقترحه النائب علي بزي، والربط بين مشاركة التيار الوطني الحر وعقد جلسة مخصصة لتفسير المادة 24 من الدستور، فما هو الحل اذا، هل في الهيئة العامة؟

امنيا تحركت قضية المخطوفين العسكريين بعد تصعيد الاهالي والتلويح بالمزيد، طروحات عدة واوراق قوة يملكها لبنان لاطلاق المخطوفين شرط اعتماد السرية في المفاوضات الجارية.

اما امن عين الحلوة فيتوقف على اجراءات تتخذ بحق ارهابيين كشادي المولوي دخلوا الى المخيم. مخابرات الجيش في الجنوب وضعت الفصائل الفلسطينية امام مسؤولياتها، اما تسليم المطلوبين للجيش او يكون المخيم صنف نفسه في خانة البؤر الامنية. الفصائل وعدت والجيش ينتظر.

ابعد من لبنان كانت سوتشي الروسية تشهد على لقاء دسم بين الرئيس فلاديمير بوتن ووزير الخارجية السورية وليد المعلم، الروس الساعون الى حل للازمة السورية عبر حوار بناء يستند الى ظروف مناسبة تنطلق من التوحد اولا حول محاربة الارهاب، ابلغ رئيسهم بوتين معلم الدبلوماسية السورية ان موسكو عازمة على التعاون مع دمشق والرئيس بشار الاسد للانتصار على الارهاب.

في كلام الروس مؤشرات واجابات على اسئلة طرحت عن مؤتمرات للمصالحة او للتسوية، فأكدت موسكو اليوم على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف ان لا مؤتمرات مرتقبة على غرار "جنيف 2" ستحدث، ولن تسمح بتغيير السلطة في سوريا عبر استخدام الارهابيين.

بعيدا عن السياسة فقد لبنان اسطورة فنية، الشحرورة صباح التي خرقت بصوتها جدار الزمن، غنت للوطن الجيش للجمال والفرح، وعاندت حتى خلصت ايام اللولو وتوقفت ساعتها وصارت الصبوحة اليوم في ذمة الله.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

بنت الفلاح، الطفل بيعشقها والبسمة الحلوة ما بتفارقها، كل يوم الصبح بتشكر خالقها ومع كل الناس بتحكي بصراحة"... إختصرت نفسها بهذه الكلمات ورحلت. نجمة من سماء الفرح هوت اليوم، فصل من تاريخ لبنان الحلو والمحبب طوي اليوم، أكثر من نصف قرن من عشق الحياة حتى الثمالة أسدلت اليوم ستارته، الاسطورة، الشحرورة، الصبوحة، تعددت أوصافها لتبقى لها صفة واحدة: صباح...

صباح إنضمت اليوم إلى سجل الخالدين، وديع الصافي، نصري شمس الدين، زكي ناصيف، وغيرهم، لتطوي معها ليس مرحلة من تاريخ بل تاريخا من فن أصيل. تغيب صباح فيما لبنان في مرحلة أحوج ما يكون فيها إلى الضحكة والبسمة، ولكن من أين تأتي في بلد تنوعت فيه الوحوش البشرية التي تعددت جرائمها:

في المسالخ جرائم كمثل ذبح أبقار نافقة وبيع المستهلك لحومها، وبيع لحوم بدمائها طمعا بزيادة وزنها. أما الجريمة المتمادية فهي في استمرار ملاحم ومطاعم في تقديم لحوم ودجاج غير مطابق.

وفي وضح النهار جرائم كتلك التي ارتكبت في حق نسرين روحانا التي استدرجها زوجها وقتلها بدماء باردة.

* مقدمة نشرة اخبار ال "او تي في"

في حياة الاوطان ثمة احداث تكون عادية لكن هناك احداثا اخرى تكون مفصلية في الجوهر حتى لو لم تكن من حيث الشكل مؤثره في المسار العام او مفاجئة بالمعنى الفعلي، للكلمة هكذا ومن دون مبالغة يرسم حدث رحيل الشحرورة صباح خطا فاصلا بين لبنان ولبنان.

لبنان القديم الجميل الذي يلفظ انفاسه الاخيرة ولبنان المستقبل المجهول المتخبط في الحاضر فالاسطورة الخالدة تركت لبنان، لبنان الغارق في مياه الامطار وفي مستنقع القضايا والملفات التي لا تنتهي ولا تحل من الرئاسة وقانون الانتخاب الى العنف الاسري وسلامة الغذاء لتسمو نحو لبنان الحلم والخيال لبنان المحبة والخير والجمال الذي طالما غنته وتغنت به فلطالما كان لصباح لبنانها ولبنان صباح ليس كسائر لبنانات اللبنانيين سياسيين كانوا ام مواطنين عاديين.

في الغد القريب ستمنح الصبوحة ارفع الاوسمة لكنها لن تكفي لتقدير حبها للحياة وللبنان وطن الحياة، هي التي عاشت ايامها الاخيرة بين حسرتين حسرة على ما آل اليه الوطن الذي طالما انشدت له وحسرة على دولة لم تعتد تكريم العمالقة الا بعد الممات، عاشت الشحرورة سنواتها الاخيرة صبورة آملة وغير حاقدة ولم تفارقها الابتسامة يوما.

على كل صباح لبنان اليوم كان بلا صباح الجسد لكن مع صباح الصوت والصورة صباح الرمز والعنوان وهكذا ستكون صباحات لبنان واللبنانيين بعد اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

للبنانيين انجازات، ان عزمت الارادات ورتبت الملفات، حرية عماد عياد اقرب دليل والعين تبقى على حرية العسكريين المختطفين، لدى الدولة الكثير من اوراق القوة لاطلاقهم قال الرئيس نبيه بري، ان رتبت توصل الى الهدف، واعتماد السرية البلاء الحسن، بلاء الصيداويين بمنظومة من الارهابيين اتخذوا من مخيم عين الحلوة جنوبا ملاذا لهم بعد ان اطفأ الجيش في الشمال نيرانهم، رصدت عين الجيش شادي المولوي داخل عين الحلوة جمعت القيادات الفلسطينية وابلغتهم شادي المولوي في المخيم، وهناك لا يزال احمد الاسير، فكان وعد الفلسطينيين بطرد المولوي تجنبا لاي تطور جديد.

الجديد الاقليمي على شواطئ البحر الاسود في مدينة سوتشي الروسية حيث التقت القيادة الروسية وزير الخارجية السورية، بتأكيد على دعم دمشق بوجه الارهاب، والعمل على خلق الظروف المؤاتية لاستئناف عملية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة السورية.

في العراق عمليات نوعية للقوات الوطنية من جيش وحشد شعبي وبشمركا اسفرت عن تحرير ثماني قرى شمال شرق بعقوبة على طريق استعادة كامل محافظة ديالا من داعش الذي اظهرت الوقائع خسارته خمسين بالمئة من المساحة التي احتلها في العراق منذ مطلع الصيف.

 

الحوار مطلوب لا الاستسلام

علي حماده/النهار

27 تشرين الثاني 2014

اذا كان "حزب الله" ينشد الحوار مع "تيار المستقبل" أو أي من مكونات قوى ١٤ آذار من اجل وضع الخلافات على الطاولة للبحث في حلول منطقية فهذا امر جيد في المبدأ. اما اذا كان ينتظر استسلاما لسياسة الامر الواقع التي يمارسها في الداخل والخارج ويفرضها على اللبنانيين ففي وسعه الانتظار طويلا، لأن ايا من مكونات قوى ١٤ آذار لن يجلس الى طاولة حوار مع "حزب الله" ليوقع له "شيكا" على بياض. هذا هو منطلق أي حوار أو نقاش يحصل مع "حزب الله" اليوم وغدا. واذا شارك الرئيس سعد الحريري أو من ينتدبه في الحوار فلإسماع "حزب الله" ما ينبغي ان يسمعه على أكثر من مستوى، وفي اكثر من موضوع. والحوار مع "حزب الله" اذا حصل لا يمكن ان يكون ثنائيا يغيب عنه الشركاء الاستقلاليون، ولن يكون. فلا صفقات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، بل طرح لجملة من المواضيع الخلافية والعميقة التي تقسم البلاد عموديا، وتضعه دائما في مهب رياح الفتنة الوطنية والمذهبية. كما ان الحوار لا يمكن ان يكون نسخة جديدة من الحوار الذي توقف عند نقطة "استراتيجية الدفاع الوطني"، أو عند تنصل الحزب من توقيعه على "اعلان بعبدا" وذهب للقتال في سوريا مستدرجا الى لبنان نيران الازمة السورية ودماءها. ولا يجوز ان يغيّب أي حوار مع "حزب الله" المعارضة الشديدة والدائمة لبقاء سلاحه على ما هو، أي خارجا على الشرعية، والاجماع الوطني. واذا كان الحوار الذي يطالب به "حزب الله" امرا مطلوبا في المبدأ في أي وقت، فإن الشكل مهم جداً، خصوصا ان الحوار الوطني كان يتم عادة برئاسة رئيس الجمهورية الضامن لاحترام الدستور والمؤسسات ورئيس الدولة. و"حزب الله" يتحمل مسؤولية كبرى في الشغور الرئاسي لاسباب لا تخفى على احد. كما ان اقتصار الحوار المطروح راهنا بين اكبر مجموعتين سياسيتين في البلاد لا يمكن في أي حال ان يختصر جميع اللبنانيين، باعتبار ان لبنان بلد مركب، وتسيّره توازنات دقيقة، وان تكن قد تعرضت لاختراقات كبيرة على مر السنوات الماضية بفعل وجود فريق مسلح في البلاد، استخدم ويستخدم سلاحه رافعة سياسية.

الحوار ان حصل لا يمكن ان يقفز فوق احلام اللبنانيين، وتضحيات الاستقلاليين قادةً وجماهير، وان تكن ثمة حاجة الى فتح قنوات حوارية ضرورية لمنع انزلاق لبنان الى نار الاقتتال الداخلي على نحو ما يحصل في الجوار. فالتهدئة التي حصلت مطلع العام كانت ايجابية، حتى لو لم تنتج تسوية. والحال ان الزمن الاقليمي الراهن ليس للتسويات، بل ان افضل الامور هو تحصين التهدئة لاطول مدة ممكنة. اما ما يطرحه "حزب الله" من "تحالف وطني" ضد الارهاب فأمر لا يحتاج الى مشهدية اللقاءات القيادية، وخصوصا ان أي تحالف ينبغي ان يكون تحت لواء الدولة ودعما للجيش وحده بلا شريك. نعم لحوار ولكن لا ينتظرن "حزب الله" استسلاما مقنعا.

 

أمانة 14 آذار:الصفقة بين حزب الله والمسلحين انتقاص من سلطة الدولة وخطف العسكريين نتيجة لقتاله في سوريا

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - عقدت الأمانة العامة اجتماعها الأسبوعي في مقرها في الأشرفية في حضور: فارس سعيد، شاكر سلامة، ساسين ساسين، نوفل ضو، الياس ابو عاصي، راشد فايد، محمد حرفوش، ندي غصن، هرار هوفيفيان، ربى كبارة، سيمون درغام، ووليد فخر الدين. وبعد مناقشة المستجدات المحلية والإقليمية، أصدرت بيانا تلاه ضو جاء فيه:

"أولا: توقفت الأمانة العامة عند المقايضة التي قام بها "حزب الله" مع المسلحين في القلمون، والتي أدت إلى إطلاق مقاتله، فيما حيل بين الدولة وتحرير عسكرييها.

إن هذه الصفقة تبين وجها إضافيا للانتقاص من سلطة الدولة التي يختارها الحزب ليتغطى بها حين يعجز عن تحقيق هدف، ويتخطاها وينفرد حين يتمكن، فيطلق من يسمهم تكفيريين وإرهابيين ويقايض عليهم، وبرغم أنه شريك في الحكومة، يتجاوز خلية الأزمة المعنية في صدد عنصره المعتقل ويمنع الدولة عن أي مقايضة ممكنة. وتؤكد الأمانة العامة أن جريمة خطف العسكريين هي نتيجة مباشرة لقتال "حزب الله" في سوريا، فهو مسؤول عن هذه الأزمة ومسؤول عن فرز الأسرى بين "أبناء دولة" لا يستحقون الحرية و"حزبيين" يستحقون الحماية.

إن قضية المخطوفين العسكريين تشكل أولوية وطنية مطلقة بوصفها قضية تعني جميع اللبنانيين بكل تلويناتهم السياسية والطائفية، وقد أصابت كرامتهم، وهم ينتظرون حلها بحهود مشكورة من حكومة المصلحة الوطنية.إن حل هذه المسألة أصبح ضروريا رأفة بعائلات العسكريين وبمصلحة الدولة وهيبتها خصوصا أن سقوطها أمام كل امتحان يجر لبنان أكثر فأكثر نحو المجهول.

ثانيا - إن الفراغ الذي يعانيه لبنان جراء عدم انتخاب رئيس جديد قد تحول بعد زهاء 6 أشهر إلى "إدمان ملعون" يصيب حياتنا الوطنية وكأن شيئا لم يكن.

إن الأمانة العامة لقوى 14 آذار تدعو جميع المعنيين إلى التنبه جيدا لهذه الظاهرة الخطيرة التي تضرب جوهر ميثاقنا الوطني وتضعف الدولة، كما تدعو إلى التوجه إلى مجلس النواب فورا لانتخاب رئيس وفقا للآليات الديموقراطية المعتمدة في كل أنحاء العالم، كما حصل أخيرا في تونس والصديقة. إن الحياة السياسية لا تستقيم في غياب الرئيس، وندعو الجميع إلى بذل كل الجهود من أجل إنضاج الخطوات اللازمة لوضع حد لهذه الحالة الشاذة".

 

واشنطن تجدد تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان: الهجمات الإنتحارية قد تحصل

نهارنت/جددت الخارجية الاميركية الأربعاء تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان بسبب المخاوف من عمليات انتحارية جديدة وبالتالي استمرار المخاطر الأمنية. ففي تحذير نشرته على موقعها الرسمي، أوردت الخارجية التحذير ناصحة رعاياها "بتجنب السفر إلى لبنان نتيجة القلق المستمر على أمنهم وسلامتهم" في هذا البلد. ورأت أن المواطنين الأميركيين الذين يعيشون في لبنان "عليهم أن يفهموا أنهم يعرضون أنفسهم لمخاطر التي يجب ان يأخذونها بعين الإعتبار". ويأتي هذا التحذير كتجديد لتحذير آخر أصدرته واشنطن في الخامس عشر من آب الفائت حيث ذكرت حينها بالتفجيرات التي طالت بيروت وطرابلس. وما زالت الأوضاع متوترة حاليا في عرسال حيث الإشتباكات مع الجهاديين السوريين، بعد اشتباكات شهدتها طرابلس في أسواقها الداخلية للمرة الاولى في أواخر تشرين الأول. وفي التحذير الجديد رأت الولايات المتحدة ان الهجمات الإنتحارية يمكن أن تحصل "بدون سابق إنذار"، مشيرة إلى تقارير في وسائل الإعلام تؤكد إحباط هكذا هجمات مفترضة. من جهة اخرى لفتت الخارجية إلى أن أعمال الخطف إن كان لدوافع سياسية أو مادية "ما زالت تشكل مشكلة في لبنان".

كما طلبت من مواطنيها عدم السفر في شركات الطيران التي تمر فوق سوريا لأن هذه الرحلات "تكون في خطر لدى مرورها فوق مناطق الصراع". واللافت أن بيان الخارجية لم يتضمن لا إشتباكات عرسال الأخيرة ولا حتى حوادث طرابلس وعكار.

 

إجراءات جديدة في الإمارات لملاحقة «الإخوان المسلمين»

دبي، لندن - «الحياة»/اكملت دولة الإمارات تشريعاتها الهادفة الى محاربة التنظيم الدولي لـ «الإخوان المسلمين» وغيرها من التنظيمات والهيئات والجبهات التي اعتبرتها ارهابية (83) وأعلنت أمس إجراءات مكافحة غسل الأموال لتشمل جرائم تمويل الإرهاب ما سيسمح بالتدقيق في الأرصدة كافة والودائع في مصارف الإمارات والتحويلات منها وإليها أو عبرها. وأكد وكيل وزارة المال الإماراتي يونس الخوري في مؤتمر صحافي في دبي أمس أن «القانون الاتحادي الرقم (9) لعام 2014 تضمن مادة لتغيير مسمى «القانون الاتحادي الرقم (4) لعام 2002 بما يتناسب ومواجهة جرائم الإرهاب وتمويله. وذلك بهدف معالجة بعض أوجه القصور الأساسية التي حددها خبراء صندوق النقد الدولي في تقرير تقويم نظام مواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب لدولة الإمارات وذلك من أجل تجنب إجراءات المتابعة المعززة».

ويجرّم القانون ولائحته التنفيذية «تقديم أموال أو جمعها أو تأمين الحصول عليها أو نقلها بأي وسيلة في شكل مباشر أو غير مباشر لأي جمعية أو هيئة أو منظمة أو مركز أو جماعة أو عصابة أو أي من الأشخاص الذين تنطبق عليهم أحكام المواد (29) و(30) من القانون الاتحادي الرقم (7) لعام 2014 في شأن مكافحة الجرائم الإرهابية، سواء كانت هذه الأموال من مصادر مشروعة أو غير مشروعة، وسواء استخدمت هذه الأموال كلياً أو جزئياً في العمل الإرهابي أو لم تستخدم فيه وسواء وقعت الأفعال الإرهابية أو لم تقع.

وأصدرت دولة الإمارات بداية الشهر الجاري قراراً بإدراج 83 منظمة وهيئة وجبهة على قائمة الإرهاب وينشط بعضها في عمليات تمويل الإرهاب أو التحريض عليه. وجاء وضع هذه القائمة استناداً إلى قانون أصدره رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد أخيراً لمكافحة الإرهاب.

 

أهالي العسكريين المخطوفين يقررون التصعيد ويعبرون عن استيائهم من “حزب الله” والحكومة

ماروني لـ "السياسة": الدويلة أنجح من الدولة في لبنان

بيروت – “السياسة” والوكالات: أثار تحرير “حزب الله” أسيره عماد عياد من قبضة الجهات الخاطفة في “الجيش السوري الحر” بالقلمون, استياء أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين, وانتقادات حادة للدولة التي عجزت حتى الآن عن حل الملف في حين نجح الحزب في ملف مماثل. وعلمت “السياسة” أن أجواء غضب واستياء عارمين عمت مخيم أهالي العسكريين في وسط بيروت, احتجاجاً على تجاهل “حزب الله” لأبنائهم وعدم المطالبة بإطلاق سراحهم, منتقدين أسلوب الحزب الذي قبل بالمقايضة لنفسه من أجل الإفراج عن أحد عناصره فيما يحرمها على غيره. وأشارت المعلومات إلى أن الأهالي يعتبرون أن “حزب الله” قادر أكثر من غيره على إطلاق سراح العسكريين, كما نجح في إطلاق سراح أحد عناصره, لو كان يريد ذلك فعلاً, لكنه على ما يبدو ليس مستعجلاً لطي صفحة العسكريين الرهائن في هذا الوقت بالذات, إذا لم يكن يعمل على عرقلة المفاوضات الجارية. وحركت خطوة “حزب الله” جرح أهالي العسكريين المحتجزين لدى “جبهة النصرة” و”داعش”, فرفعوا الصوت في وجه الحكومة, ملوحين بالتصعيد غداً الجمعة, إذا لم تتحرك الدولة بشكل جدي وملموس لتحرير أبنائهم. وفي هذا الإطار, قال حسين يوسف والد المخطوف محمد يوسف باسم الاهالي خلال مؤتمر صحافي في ساحة رياض الصلح وسط بيروت “بعد الصدمة (اول من امس) أمس التي أصابتنا بحال من الذهول وخيبة الأمل, وأوصلت الأهالي الى حالة نفسية سيئة جدا, اتخذنا قراراً كأهالي, بالتصعيد ابتداء من صباح الجمعة (غداً) وهذه الرسالة نوصلها الى خلية الأزمة” التي شكلتها الحكومة لمتابعة الملف. واضاف ان “حزب الله” ليس أقوى من الدولة اللبنانية كي يحرر أسيراً له بسرعة من خلال المفاوضات, “فلتتحرك الدولة وإلا نحن كأهالٍ سنفقد السيطرة على أنفسنا وابتداء من يوم الجمعة سنصعد وسيشمل التصعيد كل مداخل بيروت ولن نخرج من الطرقات حتى تحل القضية”. وأشار الأهالي الذين يعانون تحت خيمهم البدائية, من شدة البرد والشتاء, كأبنائهم المحتجزين في الكهوف, الى أن الطرقات التي ستقفل لن يعاد فتحها, معتبرين أن “الدولة لا تفاوض بل تلعب”. وفي تصريحات إلى وكالة “الأناضول” التركية, وجه حسن يوسف نداء ل¯”جبهة النصرة” لإصدار بيان يوضح من يماطل في التفاوض ولا يريد حل القضية, قائلا “نحن كأهالي نناشدهم (جبهة النصرة) باسم رب العالمين واسم النبي محمد حل هذه المشكلة, حيث أن دولتنا تقول أنه لا مشكلة لديها في حلها”. وأكد أن الأهالي لم يتلقوا أي مبادرة من “حزب الله” للمساهمة باطلاق سراح أبنائهم, مشددا على أنهم “تحت سقف الدولة” وعلى ثقتهم برئيس الحكومة تمام سلام ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى ملف التفاوض مع الخاطفين. وسط هذه الأجواء, عقدت خلية الأزمة المكلفة متابعة ملف العسكريين اجتماعاً بعد ظهر أمس في السراي الحكومي لمتابعة تفاصيل القضية, في حين أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان لبنان يملك أوراقاً عدة لاطلاق العسكريين المخطوفين, مشدداً على ضرورة اعتماد السرية في المفاوضات. من جهته, قال عضو كتلة “حزب الكتائب” النائب إيلي ماروني ل¯”السياسة”, إنه “لو يتسلم “حزب الله” ملف العسكريين عن الدولة اللبنانية ويفاوض لكنا تمكنا من الإفراج عن الرهائن, لكن يبدو أن الدولة اللبنانية لا زالت حتى الآن أسيرة التجاذبات, فما هو مسموح في مكان, ممنوع داخل الحكومة بهدف إفشالها”. وسأل: “هل المطلوب أن يحل “حزب الله” محل الدولة, في الوقت الذي نطالبه بتسليم الدولة زمام الأمور في المناطق التي يسيطر عليها?” ورأى ماروني أن “الدويلة أنجح من الدولة في لبنان”, داعياً الحكومة إلى التعامل بجدية أكبر في ملف العسكريين لإطلاق سراحهم فوراً. وقال إن من حق الأهالي أن يشعروا بالاستياء عندما يرون أسير “حزب الله” قد تحرر, فيما لا يزال أبناؤهم في الأسر, “ونحن نريد كل اللبنانيين أن يتحرروا, سواء كانوا أسرى ل¯”حزب الله” أو للدولة اللبنانية”

 

فتفت لـ”السياسة”: أولويات “حزب الله” إيرانية

شدد عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت على أن هناك ثقة يجب إعادة بنائها لكي يثمر الحوار مع “حزب الله” “الذي ضرب المسائل التي اتفقنا عليها في جلسات الحوار الماضي عرض الحائط, من المحكمة إلى ترسيم الحدود إلى مقررات إعلان بعبدا”, مشيراً إلى أن الحزب يؤكد في كل مرة أن أولوياته ليست لبنانية ويقدم أولويات إيران على المصلحة اللبنانية وما يؤكد ذلك تدخله في سورية وإصراره على عدم التراجع, “فيما نحن ما زلنا نؤمن بالسياسة الإيجابية والانفتاح على الآخر”. وفي الشأن الرئاسي, قال فتفت ل¯”السياسة” “علينا أن نعرف ما إذا كان الطرف الآخر على استعداد للذهاب إلى المجلس والمشاركة بانتخاب رئيس الجمهورية وما زال يؤمن بأن المصلحة اللبنانية تتقدم على مصلحة إيران وسورية وما إذا كان لديه إحساس بأن الوقت حان لأن يكون لدينا رئيس جمهورية, مع العلم بأن الموقف الأخير للسيد حسن نصر الله والقول إن (ميشال) عون هو مرشح “حزب الله” حتى قيام الساعة يعطي انطباعاً بأنهم لا يريدون انتخاب رئيس جمهورية”. وتعليقاً على دعوة عون إلى حصر المنافسة على كرسي الرئاسة بينه وبين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع, سأل فتفت “كيف يقبل بأن ينتخبه المجلس الممددة ولايته?” ورأى في تمديد مفاوضات الملف النووي بين إيران والغرب تمديداً للأزمة اللبنانية وتمديداً ل¯¯”ستاتيكو” القائم في الداخل, لكنه أكد أن “14 آذار” ستبقى دائماً تطلق المبادرات الإيجابية حتى يأتي اليوم الذي يدرك فيه “حزب الله” أن مصلحته اللبنانية تتقدم على مصلحته الإيرانية وعندها يمكن القول بقرب التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية.

 

رحّب بالحوار بين اللبنانيين من دون شروط مُسبقة/الشـعّار: مخاطـر كبيـرة بسـبب غيـاب الرئيس

المركزية- رحّب مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار بأي حوار بين الاطراف اللبنانيين"، لافتاً الى ان "لا بديل من الحوار ونحن محكومون به". وناشد الجميع عبر "المركزية" ان "يعطوا الحوار المساحة الاكبر في مسيرتهم وان يلتقوا ولو على الحدّ الادنى من الامور ومن دون شروط مُسبقة"، واعتبر ان "الحد الادنى يتنامى مع مرور الزمن لان الحوار يُقرّب المسافات ويُبدد الاجواء الضبابية وسيوصلنا حتماً الى يقظة ضمير ووعي". واكد ان "كل يوم يمرّ من دون وجود رئيس للجمهورية خطوة الى الوراء في ترقّينا المدني والحضاري والانساني"، لافتاً الى ان "المخاطر كبيرة بعدم وجود رئيس". الى ذلك، اوضح مفتي طرابلس ان "المدينة تستعيد نشاطها وعافيتها ولو في شكل خفيف لكنها بداية طيّبة"، واشار الى "بدء اجراء عمليات المسح وتقدير الخسائر من ضمن الهبة الاخيرة التي قدّمها الرئيس سعد الحريري لاعادة اعمار ما تهدّم نتيجة الحوادث الاخيرة". وكشف عن ان "المؤتمر الذي كان سيُعقد الشهر الفائت في طرابلس وتأجّل بسبب الاوضاع الامنية الاخيرة سيُعقد قبل عيد الميلاد وسيُخصص الجزء الاكبر منه لتسليط الضوء على اهمية المشاريع الانمائية لطرابلس". من جهة ثانية، اعتبر الشعاّر ان "خبر محاولة اغتياله الذي اُشيع الاسبوع الماضي مُفبرك ومُفتعل".

 

نحتاج تكليفا رسميا للتفـاوض مــع خاطفــي العسكريين"/الحجيري: الوضع في عرسال مستتب تخرقه اشكالات محدودة

المركزية- نحو 4 أشهر مرت على حوادث عرسال التي اندلعت خلالها معارك بين مسلحين سوريين من جهة والجيش اللبناني من جهة أخرى، نجحت في نتيجتها المؤسسة العسكرية في اخراج هؤلاء من المدينة وردهم الى القلمون، وأحكمت سيطرتها تدريجيا على الحدود اللبنانية - السورية، فاصلة جرود عرسال عن قلبها. الا ان جرح العسكريين المحتجزين لدى "جبهة النصرة" و"داعش" يبقى نازفا، مع فشل كل المساعي والاتصالات حتى الساعة، في تحريرهم... وفي وقت كان الشيخ مصطفى الحجيري "أبو طاقية" أول من دخل على خط المفاوضات مع الخاطفين ونجح في اعادة بعض العسكريين الى ذويهم، قبل ان ينكفئ لصالح وساطة "العلماء المسلمين" ثم تسلم الدولة اللبنانية الملف، أشار رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ"المركزية" الى انه وأبو طاقية، أطفآ حاليا محركاتهما ولا يتدخلان في ملف العسكريين، مضيفا "نحن بحاجة الى تكليف رسمي للتفاوض، فلا أحد يمكنه الاتصال بالخاطفين من دون سند من الدولة"، مؤكدا ان "رئيس الحكومة تمام سلام والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تسلما المفاوضات ونحن لا نتدخل". ولفت الى ان "المفاوضات كانت أسهل في بداية الأزمة حيث كان الخاطفون يطالبون بثلاثة سجناء مقابل كل عسكري، لكن الدولة ماطلت وبعض الجهات عرقلت الاتصالات، فبتنا اليوم أمام هذا الوضع الصعب". على صعيد آخر، وصف الحجيري الوضع في المدينة، بالمستتب، تخرقه اشكالات بسيطة ومحدودة، مشيرا الى ان "وضع النازحين السوريين جيد نوعا ما، وهم موجودون في خيمهم". وقال "المسلحون باتوا محصورين في الجرود، ووجودهم شبه معدوم في المدينة". وكشف ان المعاون أول المتقاعد في الجيش محمد أحمد الحجيري الذي خطف أمس، تم اطلاقه وسيعود الى عرسال في الساعات المقبلة، وهو خطف لأسباب شخصية وعلى خلفيات مادية.

 

النائب فؤاد السعد : لا يجوز ترك معطلي الرئاسة من دون محاسـبة والحريص على "الطائف" عليه أن يكون القدوة في تطبيقه

المركزية- اعلن عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب فؤاد السعد أن "المؤسف في نظام الطائف على أهميته، هو أنه يمكن المتضررين من الإنتخابات الرئاسية تعطيل النصاب ساعة يشاؤون، متسلحين زورا بحق دستوري غير موجود، فيما الحقيقة أنهم ينتهكون الدستور دون رقيب أو حسيب، ويبقون الشغور في موقع الرئاسة رهن مزاجهم ومصالحهم الشخصية"، معتبرا أنه "من غير الجائز ترك هؤلاء دون مساءلة ومن ثم محاسبة، وخصوصا لجهة تمنّعهم عن حضور جلسات الإنتخاب دون عذر شرعي ومسوغ قانوني، يرفع لرئاسة مجلس النواب المكلفة أصلا السهر على تطبيق المواد الدستورية". وقال في بيان "ان سخرية السياسة في لبنان، أن من حاول في العام 1989 إسقاط اتفاق الطائف من خلال حله لمجلس النواب يوم كان رئيسا للحكومة العسكرية، وأعلن حروبه العبثية ضد الوصاية السورية والمسيحيين انتقاما، يحذر اليوم رعاة هذا الإتفاق العرب من مخاطر سقوطه في حال استمر انتهاكه"، متسائلا "ما إذا كان هذا الحرص المفاجئ للعماد عون على الطائف ناتج من قناعة لم نعهدها لديه، أم أنه مجرد تضليل إعلامي جديد في سياق محاولاته الدؤوبة لتسويق نفسه عربيا كرئيس حريص على وثيقة الوفاق الوطني". واعتبر أن "الحريص على اتفاق الطائف من الانتهاك، عليه أن يكون القدوة والمثال في تطبيقه واحترام نصوصه ومواده، وعليه بالتالي تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية بدلا من إطلاق المبادرات التي أقل ما يمكن توصيفها به أنها بدعة وهرطقة تحاكي أهدافه ومبادئه في إلغاء الآخرين".

 

الرابطة السريانية عرضت مع درباس اوضاع النازحين

المركزية- عرض وفد من قيادة الرابطة السريانية ضم رئيسها حبيب افرام وأمين سرها جورج شاهين مع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في مقره اوضاع النازحين السوريين والعراقيين الحياتية واليومية. اثر اللقاء قال افرام " في خضم كل ازماتنا السياسية حول النظام وقانون الانتخاب وصناعة الرئيس العتيد ومكافحة ارهاب التكفيريين ننسى او نتناسى كلنا أن لدينا أزمة نزوح سوري غير مسبوقة تهدّد كل الكيان وكل الدولة لما لها من انعكاسات في كل مجالات حياتنا اليومية. المطلوب إرادة وطنية تتجاوز الخلافات لخطة عمل وخارطة طريق حول النزوح بكل مفاعيله وسبل وقفه وتجميده وتخفيفه وتنظيمه وعودته الى بلاده ودور كل البلدان العربية والغربية في ذلك. كما تطرقنا الى الوضع الخاص للمسيحيين العراقيين والسوريين وسبل المساعدة".

 

 السفير الاميركي اطلع من الرابطة المارونية على مضمون مذكرتها/أبي اللمـع: متفائـل في حراكـه للاسـراع في انتخـاب الرئيـس

المركزية- شكّل مضمون المذكرة التي وجهتها الرابطة المارونية الى الرأي العام اللبناني منذ فترة وجيزة على خلفية التأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم وضع قانون انتخاب جديد للانتخابات النيابية مدار بحث قبل يومين بين رئيس الرابطة المارونية سمير ابي اللمع والسفير الاميركي في لبنان دايفيد هايل الذي يتحرك في خطى متسارعة لمساعدة لبنان والاسراع في ملء فراغ سدّة الرئاسة الاولى. وفي هذا السياق، قال رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع لـ"المركزية" "تناقشنا مع السفير الاميركي  في مضمون المذكرة، وتم التأكيد على موضوع هام وهو الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ودور اميركا في السعي والعمل مع كل الافرقاء على المستويين الاقليمي والدولي، وتطرقنا الى موضوع قانون الانتخاب اذ لا يجوز الوصول الى موعد اجراء الانتخابات من دون قانون جديد". اضاف "اطلعناه على موضوع التحرك مع الهيئات الاقتصادية والاجتماعية والنقابات وهيئات المجتمع المدني، وضرورة ايجاد حركة على المستوى الشعبي، لناحية تلاقي النقابات والتحاور حيث المجتمع المدني الفاعل، وطلبنا من السفير الاميركي دعم الجيش اللبناني لناحية الامكانات بشكل اكبر مما هو متاح حاليا، وكان تأكيد على ان الولايات المتحدة الاميركية ستزيد الدعم للجيش باعتبار ان هذا الامر من المسلمات، وذلك بهدف تثبيت الوضع الامني اكثر مما هو عليه اليوم، وقرأنا تفاؤلا حول هذا الموضوع، انطلاقا مما ورد في خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما "ان لبنان من اكثر الدول ثباتا في العالم"، ولا بدّ من ترجمة هذا الكلام الى عمل فعلي، وبدوره وضعنا السفير الاميركي في نتائج جولاته على مختلف الشخصيات اللبنانية والتي تصب في هدف تسريع انتخاب رئيس الجمهورية، واشار الى انه سيتحرّك على مستويات عدة، وبدا متفائلا". وأعلن أبي اللمع ان الرابطة اطلعت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الكتاب الذي وجهته، وسيتم النقاش في مضمونه مع بكركي في اقرب فرصة ممكنة، مؤكدا ان تحرّك الرابطة مع كل المراجع يحتاج الى تزخيم اكبر في الوقت الحاضر انطلاقا من ان الضرورة تقتضي ذلك".

 

تقارير أمنية الى مواقع القرار الغربي تحرك الدبلوماسية في لبنان وقلق أميركي على الطائف وحث على انتخاب رئيس لتلافي الانزلاق

المركزية- رصدت اوساط سياسية لبنانية مطلعة حركة غير عادية في الكواليس الدبلوماسية ظهر بعض جوانبها في جولة اللقاءات التي يعقدها السفير الاميركي ديفيد هيل مع المسؤولين اللبنانيين السياسيين والروحيين، وكان آخرها في الرابطة المارونية. واعربت الاوساط عن اعتقادها ان هذه الحركة لا يمكن ان تكون منفصلة عن "ازمة الازمات" اللبنانية، الشغور الرئاسي، والعجز عن انتخاب رئيس جمهورية في وقت احوج ما تكون فيه البلاد الى رئيس يدير زمام الامور في مواجهة العواصف التي تضرب البلاد من الداخل والخارج.

وقالت هذه الأوساط لـ"المركزية" ان خلف التحركات الدبلوماسية الغربية والعربية في لبنان اكثر من سبب في المقدمة جملة هواجس على لبنان الصيغة والكيان في اتفاق الطائف ومعادلة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين والعيش المشترك وعلى الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة في ضوء ما يتهدده من مخاطر لا سيما بعد ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية واعلانه السعي الى توسيع رقعة دولة الخلافة على مساحات شاسعة من العالم العربي. وكشفت في السياق عن تقارير وصلت الى مسؤولين غربيين اخيرا اثارت مخاوف جدية لديهم من امكان انزلاق الوضع في لبنان الى حيث يضطر الجميع الى البحث عن صيغة نظام جديد تضرب مرتكزات الطائف القائمة على المناصفة وتقلب معادلة الحوار والتفاعل والعيش المشترك، فأوعز هؤلاء الى سفرائهم ودبلوماسييهم في بيروت للتحرك في اتجاه المسؤولين والقادة السياسيين ووضعهم في صورة التقارير المشار اليها والتأكيد على اولوية انتخاب رئيس في اسرع وقت، والسعي الى فك الرهان على التحولات الدولية والاقليمية قبل فوات الاوان. واذ اكدت الاوساط ان الدور الدبلوماسي ما زال راهنا في مرحلة الحث والضغط وابلاغ الرسائل بضرورة البحث عن مرشح وفاقي مقبول من خارج نادي القادة المرشحين، اكدت ان لبننة الاستحقاق اكثر من ضرورة لان استمرار ربط ملف لبنان بالخارج سيبقيه معلقا على حبال الرياح المتقلبة بين هبّة باردة واخرى ساخنة، والشغور الرئاسي متربعا على كرسي بعبدا مع ما يستتبع ذلك من تداعيات بالغة السلبية على الكيان اللبناني. وربطت بين الحراك الدبلوماسي الغربي عموما والمحاولات الفرنسية المبذولة على خط محاولة حل عقدة الرئاسة خصوصا في ضوء تكليف باريس رعاية الملف نسبة لانشغال سائر الدول بملفات عدة ابرزها المفاوضات النووية الممددة الى نهاية حزيران المقبل والازمات السورية والاوكرانية وغيرها. واوضحت الأوساط ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اوفد مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو الى ايران اربع مرات متتالية سعيا لتسهيل الحل في لبنان على أن يزور بيروت في 15 كانون الأول المقبل للبحث مع القوى السياسية في الملف الرئاسي. وسيثير هولاند الملف تباعا مع الرئيس ميشال سليمان الذي يلتقيه غدا والرئيس تمام سلام اثناء زيارته باريس في 10 كانون الاول المقبل ويتشاور معهما في الصيغ الممكنة لانجاز عقدة الرئاسة من عنق الزجاجة. ولم تستبعد الاوساط ان يشكل الحوار المنوي اطلاقه بين تيار المستقبل وحزب الله مقدمة لتعبيد طريق الرئاسة على رغم انه اسلامي – اسلامي، ما دامت القيادات المسيحية التي عهدت اليها مهمة اختيار رئيس اخفقت في مهمتها، غير ان الخيار في مطلق الاحوال يحتاج الى بركة سيد بكركي واثمان باهظة يتلقاها الجانبان مقابل التنازل عن مرشحيهما رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

 

اهالي العسكريين: التصعيد الجمعـة ونناشد نصرالله التدخل لتحرير أبنائنا"

المركزية- حرّك نجاح "حزب الله" في اتمام مقايضة مع "الجيش السوري الحر"، أعاد في نتيجتها عنصره الاسير عماد عياد الى الحرية، السكين في جرح أهالي العسكريين المحتجزين لدى "جبهة النصرة" و"داعش"، فرفعوا الصوت في وجه الحكومة، ملوحين بالتصعيد يوم الجمعة، اذا لم تتحرك الدولة بشكل جدي وملموس لتحرير أبنائهم، فيما ناشد بعضهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التدخل لحل قضية العسكريين. وقال حسين يوسف والد المخطوف محمد يوسف باسم الاهالي خلال مؤتمر صحافي في رياض الصلح "بعد الصدمة أمس والتي أصابتنا بحال من الذهول وخيبة الأمل، وأوصلت الأهالي الى حالة نفسية سيئة جدا، ولا يكفينا الوجع والذي حصل بالأمس، جاء المطر طوال الليل ليزيد من عذابنا، اتخذنا قرارا اليوم كأهالي، بالتصعيد ابتداء من صباح الجمعة وهذه الرسالة نوصلها الى خلية الأزمة التي ستجتمع اليوم لتأخذ قرارا واضحا وصريحا ومعلنا لحل قضية أبنائنا وإعادتهم بأي شكل من الأشكال". وتابع "حزب الله" ليس أقوى من الدولة اللبنانية كي يحرر أسيرا له بسرعة من خلال المفاوضات، وكنا نقول ان "حزب الله" يعرقل المفاوضات وهو ضد مبدأ المقايضة كيف قبل بالمقايضة وحرر أسيرا"؟  وأضاف "فلتتحرك الدولة وإلا نحن كأهالٍ سنفقد السيطرة على أنفسنا وابتداء من يوم الجمعة سنصعد وسيشمل التصعيد كل مداخل بيروت ولن نخرج من الطرقات حتى تحل القضية". وختم "أقول للشعب اللبناني كله لا أحد يلومنا. نحن نحذر وإذا لم يسمعوا تحذيرنا فليلوموا الدولة والذين يتعاطون بملف أبنائنا يتحملون المسؤولية". وأشار الاهالي الذين يعانون تحت خيمهم البدائية، من شدة البرد والشتاء، كأبنائهم المحتجزين في الكهوف، الى ان الطرقات التي ستقفل لن يعاد فتحها، معتبرين ان "الدولة لا تفاوض بل تلعب"، سائلين "هل المخطوفون ابناء الدولة ام لا"؟  خلية الأزمة: الى ذلك، عقدت خلية الأزمة ملف العسكريين اجتماعا عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي لمتابعة تفاصيل القضية.

 

فنيـش: احتمال الهجوم على قرى لبنانية حدوديـة قائـم وحزب الله" لم ولن يُقصر في المساعدة في قضية العسكريين

المركزية- أثار تحرير "حزب الله" أسيره عماد عيّاد من قبضة الجهات الخاطفة في "الجيش السوري الحرّ" في القلمون، استياء أهالي العسكريين المخطوفين، ما دفع بعض الجهات السياسية والاهالي الى مناشدة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله التدخل في ملف العسكريين المخطوفين وتكليف الحزب بالتفاوض مع الخاطفين.. فهل يدخل الحزب في عملية التفاوض بعد اتهامه بعرقلة المفاوضات مرارا؟  وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أوضح لـ"المركزية" "ان هذا الامر منوط بالدولة، و"حزب الله" سيقدّم المساعدة قدر الامكان في هذا المجال من خلال دوره في الدولة. ونحن داعمون للحكومة في توجهاتها وخياراتها من اجل تحرير العسكريين المخطوفين"، معتبرا "ان هذه المسألة تتطلب الدّقة في التعاطي لانها مختلفة سواء من ناحية المرجعية المعنية بالامر أو لناحية الجهة الخاطفة، إذا الملف في حدّ ذاته مختلف. لذلك، نحن لم ولن نُقصر في المساعدة في دعم ومؤازرة الحكومة وخلية الأزمة المعنية في متابعة الملف". وعن حديث أهالي العسكريين ان البعض يتهم "حزب الله" بعرقلة المفاوضات، قال "نحن نقدّر مشاعر أهالي العسكريين المخطوفين، لكن هذا الكلام الاعلامي عن الحزب يأتي في إطار التجني والافتراء والتحريض"، مشدّدا على "اننا لم نكن يوما ضدّ التفاوض أو التواصل من اجل معرفة مطالب الخاطفين ودراستها لتحديد ما يُمكن تلبيته منها بغرض الافراج عن العسكريين المخطوفين، وهذا الكلام موثّق ومعروف في جلسات مجلس الوزراء وحتى في الاعلام على لسان السيد نصرالله". وردا على على سؤال عن موافقة الحكومة على مبدأ مقايضة 50+5 مقابل كلّ عسكري، أكد فنيش "ان هذا الطرح لم يعرض في مجلس الوزراء ولم يتم البتّ به. رئيس الحكومة واللجنة المعنية المؤلفة من الوزراء المعنيين والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يتابعون ملف المخطوفين. والحكومة اتخذت مسار التحرّك وتملك الصلاحية من اجل التواصل والعمل على إطلاق سراح العسكريين".

وعن انتظار المجموعات التكفيرية الفرصة المناسبة لتوجيه ضربة عسكرية جديدة للجيش اللبناني في المناطق الحدودية وفق ما اشاع بعض الاعلام اليوم، لفت فنيش الى "ان علينا ان نكون حذرين وعلى يقظة لان المشروع التكفيري هدفه تخريب مجتمعاتنا ودولنا، ولبنان مستهدف وهو جزء من مشروعه، خصوصا ان هذه الاحتمالات قائمة لان التكفيريونو يعيشون في وضع ضاغط نتيجة وجودهم في الجرود والصقيع، وبالتالي، محاولة الهجوم على قرى لبنانية حدودية احتمال قائم"، مؤكدا "ان الجيش على جهوزية تامة ويُتابع هذا الموضوع، وهو يحظى بالدعم المطلوب". وعن اجتماعات لجنة الاتصالات الوزارية، قال فنيش "إن هناك ملاحظات إدارية وتقنية ومالية وغيرها على دفتر الشروط، واليوم يتم البحث فيها والنقاش قائم في شكل علمي وموضوعي حتى الوصول الى نتائج نتفق فيها على دفتر الشروط كي تكون المناقصة شفافة لتحقيق الغاية المطلوبة لمصلحة القطاع ولبنان"، مشيرا الى "ان في 5 كانون الاول المقبل سيتم استكمال المناقشات في هذا الملف".

 

الشرق": صفحة جديدة في علاقات "التعاون الخليجي"

المركزية- ذكرت صحيفة "الشرق القطرية" في افتتاحيتها، ان "دول مجلس التعاون الخليجي، تتطلع إلى مستقبل مشرق، يحقق آمال قادتها، ويلبي طموحات شعوبها في استكمال مسيرة مجلس التعاون، وتعزيز البيت الخليجي وتحصينه ضد الهزات العنيفة التي باتت تهدّد أمن واستقرار المنطقة"، مشيرة الى ان "هذه الدول تضع أمام مستقبلها أكثر من علامة استفهام، ودول مجلس التعاون الخليجي تعي جيدا تلك الأخطار، وتتفهم جيدا تلك المخاطر". واكدت الصحيفة ان "دول مجلس التعاون لا تدع أي مجال لتحول الاختلافات في الرأي والرؤى إلى خلافات يمكن أن تمس وحدة ولحمة الخليج التي هي أمر مصيري، لا يقبل المساومة"، مشدّدة على رؤية موحّدة في كافة القضايا تتحرك من خلالها، لا سيما القضايا التي لها علاقة بأمن الخليج، كالوضع في العراق، وسوريا، والملف النووي الإيراني، والقضية الفلسطينية التي هي قضية العرب، وغير ذلك من الملفات التي أصبحت محور النقاش بين المجموعة العربية والإقليمية والدولية". واعتبرت الصحيفة ان "الحوار الأخوي الذي ساد كافة الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في الدوحة في شأن جدول الأعمال ومشاريع القرارات التي سيتم رفعها الى قادة دول المجلس في قمة الدوحة، هو عنوان الصفحة الجديدة في علاقات دول المجلس، وهي صفحة تقوم على التشاور والتنسيق والتفاهم حول كافة القضايا، خصوصا المصيرية".

 

غارديان": أميركا وبريطانيا تعتبران الفدية لتمويل الارهاب

المركزية- لفتت صحيفة "غارديان" البريطانية الى انه "بالنسبه للرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فإن الخسارة السياسية جراء مقتل مواطنيهما الذين اختطفوا وكانوا رهائن لدى تنظيم "داعش" أكبر بكثير من أي فدية". وأكدت الصحيفة أن "سياسة اميركا وبريطانيا تجاه دفع الفدية تتمثل بعدم التفاوض مع الخاطفين والامتناع عن دفع أي فدية لهم لأن ذلك سيساهم بنظرهما في تمويل الارهاب".وأشارت الى أن "كثيرا من الدول الاخرى كفرنسا تدفع الفدية لتحرير مواطنيها لأنها تعتبر نفسها ملزمة أخلاقياً بحماية مواطنيها، فيما تعتبر سلطتا بريطانيا واميركا أن الامتناع عن دفع الفدية المالية للخاطفين من تنظيم "داعش" يشجعهم على عدم اختطاف آخرين".

 

سلام ترأس اجتماعا لخلية الازمة لملف العسكريين وأعطى توجيهاته للمتابعة وفق المعطيات الجديدة

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - عقدت خلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة ملف العسكريين المحتجزين، اجتماعا في السراي الكبير برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام. وتابع المجتمعون تطورات ملف المحتجزين وآخر المعلومات المتوافرة حوله. وأعطى سلام توجيهاته للمتابعة وفق المعطيات الجديدة، مع ما يتطلبه الأمر من تحفظ على الاعلان عن الخطوات والاجراءات المتبعة، بما يضمن الوصول الى النتائج المرجوة.

 

فارس سعيد: عون أعطى جعجع الشرعية المسيحية

٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٤

أعلن منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الدكتور فارس سعيد ان "الموقع الذي أنا فيه له حسناته وفي نفس الوقت مسؤولياته الكبيرة". وأشار سعيد في حديث الى محطة الـ"MTV" إلى أنه "عندما عاد الرئيس سعد الحريري إلى بيروت منذ بضعة أشهر اجتمعنا كـ”14 آذار" وقلت له انه بعد بضعة أشهر يصبح عمرنا 10 سنوات ولا يوجد حركة سياسية بهذا الحجم استمرت كل هذا الوقت"، متابعاً: '”14 آذار” لا تزال حاجة وطنية وقد أصبحت اليوم حاجة عربية". وأوضح سعيد أن 'لا وجود لـ”14 آذار” من دون أحزاب ولا اختزال للأحزاب في '14 آذار” بل هناك عدد كبير من المستقلين ولا حاجة لإنشاء حزب لهؤلاء”، مضيفاً: :في الذكرى العاشرة للانتفاضة لا تستطيع '14 آذار” الإكمال إن لم تعبّر عن نفسها وتحمل عناوين تأسيس مرحلة جديدة للبنان”. ولفت سعيد إلى 'وجود رأيين في '14 آذار” فهناك من يقول انها تيار شعبي لا تحتاج للمأسسة بل تعبّر عن حالة عابرة للطوائف ورأي آخر يقول انها بحاجة لتعمل في إطار مؤسسة تظلل الحزبيين والمستقلين”. مشدداً على 'انني لا أسمح أبداً لأن تكون هناك محاولة لعزل الأحزاب من '14 آذار” بل علينا ربط القوى الحية في '14 آذار” بين أحزاب ومستقلين”.

وأكد ان '”14 آذار” تحمل فكرة لبنان وفكرة التجربة اللبنانية وأملنا منذ 2005 أن يصبح 'حزب الله” يشبه اللبنانيين في حين سعى 'حزب الله” ان تشبهه الطوائف”، مردفاً: '”حزب الله” حاول ان يعسكر الطوائف وهو يقول انه يستطيع ان يسترد عسكرياً في القلمون في حين ان الدولة ضعيفة لضربها”، مؤكداً ان 'الأضعف اليوم في لبنان هو من يحمل السلاح فهو بحاجة للتبرير المستمر لحمله والدفاع عن نفسه”.

واعتبر سعيد أنه 'في ظل وجود تعددية في '14 آذار” لا يمكن الاتفاق على كل شيء بل هناك نقاط ارتكاز قامت عليها هذه الحركة في إخراج الجيش السوري وإقرار المحكمة الدولية ورفض السلاح غير الشرعي”.

وفي الملف الرئاسي، ذكّر سعيد 'اننا كتبنا مبادرة في 2 أيلول أعلنا فيها التمسك برئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع مرشحاً لرئاسة الجمهورية إذا كانت هناك معركة وإذا قبلت التسوية فأي اسم آخر من '14 آذار” هو مرشحنا”. لافتاً إلى ان 'حشد الجميع في '14 آذار” لدعم ترشيح سمير جعجع لم يكن سهلاً وسار به الجميع من رئيس حزب 'الكتائب” الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب 'الوطنيين الأحرار” النائب دوري شمعون ووزير الاتصالات بطرس حرب والنائب روبير غانم وطبعاً 'تيار المستقبل””.

وعن حوار الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل 'التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون قال سعيد: 'انتقدت الحريري بشأن الحوار مع عون واليوم أقول ان للحوار إيجابيات”.

وتابع سعيد: '”حزب الله” رشح عون وتدرج ترشيح عون من فوق التسميات إلى مرشح فريق وبداية كان يرفض الترشح بوجه جعجع في حين انه اليوم أصبح عون يقبل بمواجهة جعجع في المجلس”. ورأى سعيد أن 'عون قد ضاع في إدارة معركته الرئاسية”.

وعن اتهام '14 آذار” بالتنازل للفريق الآخر قال سعيد: 'اول تنازل كان عند القبول بتكليف الرئيس نجيب ميقاتي في 2005 لتشكيل حكومة تخوض الانتخابات على قانون الـ2000 للحفاظ على الاستقرار”. متابعاً: 'التنازلات استمرت حتى اليوم للحفاظ على الاستقرار وأسوأ ما حصل لـ14 آذار هو اتفاق الـ”س – س””. وأشار سعيد إلى انه 'من الطبيعي عندما يكون الخصم ممتداً على محور كبير ان يكون لنا أصدقاء كالسعودية تحافظ على لبنان والعروبة”، لافتاً إلى انه 'قبل ذهاب الحريري إلى سوريا اجتمعت '14 آذار” ورغم معارضة بعض صقورها إلا انهم ابلغوا الحريري ان هذه القوى باقية موحدة”. وأوضح سعيد أن 'سمير جعجع مرشح '14 آذار” للمعركة ولكن لا يصلح للتسوية وقلنا في اجتماع في بيت الوسط انه إذا كان هناك من تسوية فـ14 آذار تدعم الرئيس الجميّل في ترشيحه”.

ورأى سعيد أن '”القوات اللبنانية” كسبت بترشيح د. جعجع دعم '14 آذار” المطلق وفي ملف التمديد أعطى رئيس مجلس النواب نبيه بري مفتاح الميثاقية لـ”القوات””، متابعاً: 'العماد عون أعطى د. جعجع شرعية مسيحية من خلال اعتباره وإياه مرشحان قويان للرئاسة”.

واعتبر سعيد أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أخطأ في جمع القيادات المارونية الـ4 إرضاء لحاجة شعبية وليس حول مشروع ورؤية واضحة”.

وأشار سعيد إلى أن 'مبادرة العماد عون شجاعة وأنه أعلن استعداده لمنازلة د. جعجع ما أعطى شرعية مسيحية لـ”القوات” وكسر التمثيل الآحادي لعون وهذه تحسب لجعجع”، موضحاً 'أنني لا أوافق على المبادرة من حيث حصر المرشحين فاللعبة الديمقراطية مفتوحة ورأينا في تونس انه تم جوجلة المرشحين من 20 إلى 2، متابعاً: 'ثمة خطورة ميثاقية في مبادرة عون وقد تعتمدها الطوائف الأخرى”.

وأعلن سعيد: 'نحن الموارنة آباء هذه البلد وواجبنا الحفاظ على البلد بكل مكوناته ولا نتصرف كقبائل بوجه بعض”.

وقال سعيد: 'لا أحد يخاف من أحد في هذا البلد ولا يقنعنا عون انه يخاف من 'البلف” بل هو يعرف ما هي المفاتيح وتوجهات الكتل النيابية”. متابعاً: 'إذا فرضت الظروف الوصول إلى مرشح تسوية سنبحث الأمر في حينه”.

اضاف: 'لم ألتق رئيس الحزب 'التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط منذ 2009 بسبب خروجه من '14 آذار” رغم كل الاحترام والتقدير الذي أكنه له والغلاقة التي تجمعه بـ”14 آذار””.

وتابع سعيد: 'تأثرت باعتقال سمير جعجع رغم انني لم أكن في جو 'القوات اللبنانية” خلال الحرب”.

ورأى أن "غياب الرئيس الحريري عن لبنان مبرر في الأمن وغير مبرر في السياسة والظروف الأمنية التي فرضت نفسها على قيادات 14 آذار اضعفت 14 آذار ".

ولفت الى أن "شهادة النائب مروان حمادة في المحكمة الدولية أكدت الشهادة بحد ذاتها تحت قسم اليمين امام المحكمة وأعطت لمشروعية اتهام بشار الاسد باغتيال الرئيس رفيق الحريري حجما لأن اليوم اتهام بشار الاسد لا يشكل أزمة اضافية على الأزمة الموجود هو فيها في سوريا". وأكد ان "المحكمة لو كانت مسيسة لما تم اطلاق سراح الضباط الأربعة قبل شهر ونصف من موعد الانتخابات النيابية في العام 2009 . اذا استفادت 8 آذار من المحكمة فهي ليست مسيسة اما اذا استفادت منها 14 آذار فهي مسيسة".

اضاف: "بشار الأسد قتل حتى اليوم 300 الف في بلده فاذا اتهمته بقتل رفيق الحريري هذا لن يضيف شيئا الى سوء حالته".

واتهم "ايران وسوريا بشكل مباشر باغتيال الرئيس رفيق الحريري". وختم سعيد: "طالما ان هناك شخصاً بحجم سعد الحريري المتضرر الأول من مقتل رفيق الحريري وزعيم السنة في لبنان وطالما ان هذا الرجل تجاوز جراحه وقال في العام 2011 مصالحة ومسامحة فان سعد الحريري قادر على ضبط الوضع السني والحفاظ على الاستقرار والسلم الاهلي في لبنان". 

 

بري في لقاء الاربعاء : نملك اوراق قوة عديدة لاطلاق العسكريين

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - تركز الحديث في لقاء الاربعاء اليوم، على موضوع سلامة الغذاء، ونقل النواب عن الرئيس نبيه بري انه من "الضروري والواجب اتخاذ كل التدابير والاجراءات القانونية لحماية المواطن وتأمين سلامة الغذاء". وأمل "الاسراع في درس قانون سلامة الغذاء في اللجان النيابية المشتركة لاقراره بالصيغة التي تؤمن وتحصن صحة اللبنانيين في معيشتهم وغذائهم". وعبر مجددا عن عدم ارتياحه لاجواء مناقشة قانون الانتخابات النيابية في لجنة التواصل المكلفة بهذا الشأن، مشددا على "الانطلاق والتركيز على ما جرى التأكيد عليه في الهيئة العامة لجهة درس اقتراح القانون المختلط المقدم من النائب علي بزي". وتطرق الحديث ايضا الى عملية اطلاق الأسير عماد عياد، فقال بري: "اننا نملك اوراق قوة عديدة لاطلاق العسكريين المخطوفين لدى داعش وجبهة النصرة". وشدد على "اعتماد السرية في المفاوضات الجارية لهذه الغاية". وكان بري استقبل في اطار لقاء الاربعاء الاسبوعي النواب: عاصم قانصوه، علي عمار، علي بزي، الوليد سكرية، فريد الخازن، بلال فرحات، علي خريس، علي المقداد، قاسم هاشم، عبد المجيد صالح، علي فياض، اميل رحمة، هاني قبيسي، مروان فارس ونوار الساحلي.

صندوق تعاضد اللبنانية

وبعد الظهر، استقبل بري مجلس ادارة صندوق تعاضد أساتذة الجامعة اللبنانية برئاسة رئيسه الدكتور نزيه الخياط، في حضور عميد كلية العلوم مسؤول المكتب التربوي المركزي في حركة "أمل" الدكتور حسن زين الدين.

وعرض الوفد قضايا تهم عمل الصندوق وتطويره في المجال التعاضدي، وتمنى على رئيس المجلس رعاية المطالب التي تقدم بها بمذكرة في هذا الشأن.

برقيات

من جهة أخرى، تلقى رئيس المجلس برقيات تهنئة بعيد الاستقلال من كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الرئيس الاريتيري أسياس أفورقي والامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف خواتمة.

وأبرق مهنئا المتحدرين من اصل لبناني الذين انتخبوا اعضاء في الكونغرس الاميركي وهم: السناتور السيدة جين شاهين، النائب داريل عيسى الذي اعيد انتخابه، النائب تشارلز بستاني، النائب ريتشارد حنا والنائب السيدة غوين ابراهام.

 

الحراك الدبلوماسي يقلق القادة المرشحين والحوار يحرك الرئاسة

 قناعة داخلية وخارجية فصلت ازمات لبنان عن ملفات الخارج

 حزب الله: ملف أسرانا مختلف عن قضية العسكريين المخطوفين

المركزية- بين برودة العاصفة التي يشهدها لبنان منذ ايام عدة وبرودة المناخ السياسي المتأثر بالازمات المتجمدة من دون حلول، غاب اي تطور بارز عن الوضع الداخلي في ما عدا بعض التحركات والمواقف المتصلة بالامن الغذائي والعسكريين المخطوفين واحوال الطقس، فيما انشغل اللبنانيون بنبأ وفاة اسطورة الفن اللبناني "صباح" التي غيبها الموت فجرا، بعدما اضاءت على مدى عقود خلت شعلة الحياة المتقدة في عروق الفن الاصيل وظلت شامخة تأبى الخنوع لمشيئة القدر وتقاوم ظلمات سنينها التي لامست السبعة والثمانين عاما.

قلق غربي: اما أزمة الشغور الرئاسي فأنهت شهرها السادس من دون ان يلوح في أفقها ما يؤشر الى امكان وضعها على سكة المعالجة السريعة، باستثناء الحراك الدبلوماسي المتولد من القلق الغربي على لبنان الكيان والصيغة الفريدة في ضوء معلومات عن تقارير وصلت الى ادارات عواصم غربية كبرى تضمنت مؤشرات سلبية حول تداعيات استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الاولى وضرورة حث المسؤولين والقيادات السياسية على لبننة الاستحقاق وانجازه في اسرع وقت قبل تعرض اتفاق الطائف الى انتكاسة كبرى تصبح معها العودة الى الوراء بالغة الصعوبة لا بل مستحيلة.

من يدفع الثمن: وعزت اوساط سياسية مطلعة حركة عدد من السفراء الغربيين والعرب في اتجاه بعض المسؤولين الى ايعاز من دولهم بوجوب نقل الرسالة لتلافي المحظور، مشيرة الى ان هذه الحركة اثارت ريبة وقلقا لدى بعض المرشحين من القادة وخوفا من امكان حصول صفقة سياسية رئاسية، بابها الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، يدفع ثمنها المرشحون المتصلبون بمواقفهم وفي مقدمهم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، بحيث تنتج اتفاقا على رئيس من خارج نادي القادة المرشحين. وربطت الاوساط بين هذا القلق وموقف عون الاخير حيث ابدى استعدادا للمشاركة في جلسة انتخاب رئيس اذا تم حصر المنافسة بينه وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، معتبرة ان موقفه هذا أحرج الحلفاء قبل الخصوم. في محاولة لقطع الطريق على اي صفقة يمكن ان تنتج رئيسا توافقيا. وقالت الاوساط لـ"المركزية" ان حوار "المستقبل" و"حزب الله" بات يشكل حاجة وربما ضرورة لاعادة تحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي، وان دول القرار الخارجي طلبت من القيادات الاسلامية الاضطلاع بدورها على هذا المستوى، بعدما تبين ان المسيحيين لم يتمكنوا من التوافق على رئيس. واشارت في هذا المجال الى امكان ان يأتي الحل لحزمة الازمات من ضمن سلة متكاملة تتضمن انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة والاتفاق على قانون انتخابي واجراء الانتخابات النيابية واستئناف الحوار الوطني.

الحريري: ويتوقع ان تكشف اطلالة الرئيس سعد الحريري التلفزيونية غدا الكثير من الجوانب الغامضة المتصلة باعادة احياء الحوار مع "حزب الله" ،بحيث يضع اطارا للحوار ويحيي خريطة الطريق التي كان اطلقها في افطار "البيال" في شهر رمضان بصيغة معدلة تتناسب ومقتضيات المرحلة بما ينعكس ايجابا على المستوى المحلي، علما ان الحريري يجري اتصالات مع القوى السياسية كافة بهدف تحديد جدول اعمال الحوار باعتبار ان الجميع معنيون بمواضيع البحث المفترضة.

فصل لبنان: ونقلت مصادر متابعة عن مقربين من الرئيس نبيه بري ان الاطراف السياسية الداخلية اقتنعت اخيرا بفصل لبنان عن ملفات الخارج، وهو ما اكده سفيرا الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل والمملكة العربية السعودية علي عواض عسيري في عين التينة اخيرا، بما يؤشر عمليا الى ان مصير المفاوضات النووية وتمديدها الى نهاية حزيران المقبل لن يؤثر على الاستحقاقات والازمات اللبنانية. واوضحت المصادر ان الرئيس بري يرى تقدما في مسار الحلول في ضوء اشارات من قوى اقليمية تشجع على الحوار اللبناني الداخلي بمعزل عن الشروط والمطالب والملفات الممكن ان تعرقل تقدمه، وهو ما يبعث رئيس المجلس على ابداء تفاؤله بالحل القريب.

انزعاج بري: وليس بعيدا، اعتبرت مصادر في قوى 14 اذار ان الرئيس بري منزعج من مواقف العماد عون الاخيرة وربط قبوله السير بقانون الانتخاب بعقد جلسة تشريعية لتفسير المادة 24 من الدستور وتحديد مفهوم المناصفة، واشارتالى ان الاجواء في عين التينة لا توحي بامكان عقد مثل هذه الجلسة راهنا، على رغم ان الرئيس بري يتشاور مع القوى السياسية في هذا الموضوع، الا انه يضع في اولوياته انجاز قانون الانتخاب في اسرع وقت ويحث الفرقاء على الالتقاء على صيغة توافقية وتحديد مواقفهم قبل عقد الجلسة التشريعية.

المخطوفون: الى ذلك، وفي اعقاب انجاز صفقة تحرير عنصر "حزب الله" مقابل تسليم عنصرين للجيش السوري الحر، صعد اهالي العسكريين المخطوفين وتيرة تحركهم التي حددوا ساعة الصفر لها يوم الجمعة المقبل، في ما اعتبروه رسالة الى خلية الازمة التي اجتمعت بعد ظهر اليوم، لتتخذ قرارا واضحا وصريحا لحل القضية، معتبرين ان "حزب الله" ليس أقوى من الدولة اللبنانية، ودعوا في مؤتمر صحافي الدولة الى التحرك قبل ان يفقدوا السيطرة ويصعدون على كل مداخل العاصمة.

الدولة والحزب: وفي هذا المجال، استغربت اوساط مواكبة لمسار المفاوضات في ملف العسكريين مطالبة البعض الدولة بتكليف "حزب الله" متابعة الملف، فاعتبرت ان ما ينطبق على الحزب لا يمكن ان يسري على الدولة لا سيما من الناحية الميدانية حيث، يشارك "حزب الله" في الحرب في الداخل السوري ويملك اوراقا تفاوضية يمكن ان يوظفها من اجل تحرير اسراه، الا انها اعتبرت ان عملية الامس يمكن ان تشكل مؤشرا ايجابيا لملف المخطوفين الواجب ان يعالج بعيدا من الصخب الاعلامي والابتزاز السياسسي.

فنيش: وفي هذا المجال قال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش لـ"المركزية" ان "حزب الله" لم ولن يقصر في مساعدة الدولة في قضية العسكريين، وهو يدعم الحكومة في توجهاتها وخياراتها من اجل اطلاقهم، غير ان الملف يتطلب دقة في التعاطي لكونه يختلف عن ملف اسير "حزب الله" من ناحة المرجعية والجهة الخاطفة. واوضح ان الحكومة لم توافق على مبدأ مقايضة 50+5 لكل عسكري ولم يطرح على مجلس الوزراء حتى الساعة. ودعا في مجال آخر، الى الحذر في المناطق الحدودية، مؤكدا ان احتمال شن هجمات من المجموعات التكفيرية قائم، لانها تعاني من وضع ضاغط جراء العوامل الطبيعية الصعبة وموجة الصقيع في الجرود.

الى ذلك اطلقت المجموعات المسلحة بعد ظهر اليوم سراح المعاون اول المتقاعد محمد علي الحجيري الذي خطف امس في عرسال.

وسط هذه الاجواء، يصل الى بيروت السبت المقبل رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي للقاء عدد من المسؤولين، في حين اشارت معلومات مستقاة من مصادر غربية الى ان المرحلة المقبلة ستشهد حركة زيارات لمسؤولين عرب واجانب الى بيروت.

 

الخارجية الأميركية حذرت رعاياها من التوجه الى لبنان لاسباب امنية

الأربعاء 26 تشرين الثاني /2014 / وطنية - اعلنت الخارجية الأميركية، انها "حذرت رعاياها من التوجه الى لبنان بسبب المخاوف من عمليات إرهابية".

 

قذائف من الجانب السوري تستهدف الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ميشال حلاق عن اطلاق نار كثيف من اسلحة رشاشة متوسطة وثقيلة، وسقوط اكثر من 11 قذيفة مدفعية ودبابات مصدرها الجانب السوري، تستهدف منذ الساعة السادسة مساء الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير في جبل المنصورة واطراف بلدة مشتى حمود، وصولا الى خراج بلدات العوينات والخالصة وخربة الرمان.

 

الافراج عن المخطوف علي محمد الحجيري

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش أن المجموعات المسلحة افرجت عن المعاون الأول المتقاعد في الجيش اللبناني علي محمد الحجيري الذي كانت خطفته ليل أمس، من دكانه في منطقة السرج في عرسال واقتادته الى الجرد.

 

اجتماع امني في صيدا بحث في قضية وجود شادي المولوي في عين الحلوة

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا حنان نداف، ان اجتماعا لبنانيا - فلسطينيا، عقد في ثكنة محمد زغيب في صيدا، بين مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور ووفد اللجنة الامنية الفلسطينية العليا، تم في خلاله البحث في ما تم التداول به مؤخرا حول وجود الفار شادي المولوي في عين الحلوة.

 

ابراهيم التقى بورتولانو في مقر اليونيفيل واكدا استمرار التعاون للحفاظ على الهدوء والاستقرار في الجنوب

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - زار المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اليوم، المقر العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" في الناقورة، حيث استقبله القائد العام "لليونيفيل" اللواء لوتشيانو بورتولانو.

واطلع إبراهيم من بورتولانو على الوضع في منطقة عمليات "اليونيفيل" والقضايا المتعلقة بتنفيذ ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701. كما تحدثا عن ضرورة استمرار التعاون الوثيق بين القوات الدولية والأمن العام في جهودهما الرامية إلى الحفاظ على الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان. كذلك تطرقت المناقشات الى القضايا المتعلقة بالتطورات الإقليمية والقضايا الأمنية في شمال البلاد. بعد الاجتماع، أعرب بورتولانو عن تقديره لهذه الزيارة، وقال: "عقدنا اجتماعا مفيدا جدا وأنا ممتن جدا للدعم الذي تلقيته من اللواء إبراهيم. كما أعربت عن تقديري ودعمي القوي لعمل الأمن العام اللبناني في منطقة عمليات اليونيفيل على الرغم من مسؤولياته الأمنية الهائلة في أماكن أخرى من البلاد". أضاف: "لدي إعجاب كبير بالعمل الجاد والتضحيات التي تقدمها الأجهزة الأمنية اللبنانية في سبيل بلدها في ظل ظروف صعبة للغاية".

وشكر "ابراهيم على المساعدة القيمة التي يقدمها الأمن العام اللبناني إلى أفراد اليونيفيل من أجل ضمان تنفيذ سلس لعمليات البعثة".

 

كيروز وجه سؤالا الى الحكومة عن تداعيات جريمة بتدعي على العيش المشترك والسلم الأهلي في البقاع الشمالي

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - وجه عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز سؤالا الى الحكومة عبر مجلس النواب، جاء فيه: "نتشرف بأن نوجه من خلال رئاستكم الكريمة سؤالا الى الحكومة، وتحديدا الى رئيس الحكومة الأستاذ تمام سلام، ومعالي وزير الدفاع الوطني الأستاذ سمير مقبل ومعالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق ومعالي وزير العدل اللواء أشرف ريفي، حول مسألة تداعيات جريمة بتدعي ومخاطر تعريض العيش المشترك والسلم الأهلي في منطقة البقاع الشمالي من جراء التأخر أو التقاعس في تطبيق القوانين والأنظمة وتحقيق العدالة، بعدما استبيحت حرمة البيوت وسلامة العائلات والأشخاص، آملين من دولتكم إجراء المقتضى القانوني لكي تعمد الحكومة الى الإجابة عن سؤالنا في المدة الزمنية المحددة في المادة 124 من النظام الداخلي لمجلس النواب، وإلا اضطررنا الى تحويل سؤالنا استجوابا.

إن تصدي عصابة مسلحة لوحدات الجيش اللبناني التي كانت تنفذ مهام دهم أوكار الجريمة في منطقة البقاع الشمالي، وإقدام أفراد هذه العصابة على اغتيال صبحي الفخري وزوجته نديمة في منزلهما في بلدة بتدعي في دير الأحمر في سياق فرارهم ومحاولتهم سرقة سيارات آل الفخري، يعتبر تعرضا خطيرا للسلم الأهلي في المنطقة ولهيبة الدولة اللبنانية وسلطة القانون، وتكريسا لشريعة الغاب ولمنطق الإستقواء بالسلاح غير الشرعي والإنغماس في مسلسل الإرهاب الذي يعصف بالمنطقة.

تجاه هذا الواقع، نرى من واجبنا طرح الأسئلة التالية، طالبين من الحكومة ممثلة برئيسها وبالوزراء المعنيين مباشرة بالجريمة، التجاوب السريع والرد على ما يأتي:

أولا: ماذا تنتظر الأجهزة القضائية والأمنية والعسكرية لإلقاء القبض على الجناة، وهم معروفون بالأسماء، كما أن انتماءهم العشائري والعائلي معروف؟

وما هي الإجراءات العملية التي تنوي تلك الأجهزة القيام بها لتحقيق العدالة وسوق الجناة أمام المحاكم المختصة لنيل عقابهم وفقا للقانون؟

ثانيا: ماذا تنتظر الحكومة اللبنانية للتصدي لمثل هذا النوع من الجرائم الذي يمكن أن يتكرر في أي لحظة وفي أي مكان في منطقة البقاع الشمالي ومحافظة البقاع عموما، حيث تعم المربعات الأمنية والمعسكرات الفلسطينية وتنمو على جوانبها الجماعات المسلحة الخارجة على القانون؟

وهل تنتظر سقوط المزيد من القتلى والضحايا وأن يعم منطق السلاح والإرهاب والجريمة حتى تتحرك متأخرة لتطبيق خطة أمنية شاملة وفاعلة لبسط سلطة الدولة أسوة بما طبقته في طرابلس؟

وماذا تعود تنفع المعالجات المتأخرة في حال أدت تداعيات هذه الجريمة الى تفشي الفلتان المسلح وسريان منطق العدالة الخاصة؟

ثالثا: ما هو موقف الحكومة اللبنانية والوزراء المعنيين، ولا سيما وزير الدفاع الوطني ووزير الداخلية والبلديات ووزير العدل، وماذا يقولون لأهل الضحيتين ولعائلة فخري ولأبناء منطقة دير الأحمر تجاه فقدان مواطنين لبنانيين كان خطأهما أنهما كانا على طريق فرار عصابة مسلحة من الملاحقة القانونية؟

رابعا: ماذا يبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها في وجدان المواطنين اللبنانيين الذين ما يزالون يؤمنون بها في حال الإستمرار في التقاعس وتطبيق سياسة النعامة إزاء ما يحصل من تلاش للأمن وغياب المؤسسات وعجز عن حماية الناس في أمنهم وحياتهم وعائلاتهم وممتلكاتهم؟

خامسا: لماذا فشلت القوة العسكرية والأمنية الملاحقة لأفراد العصابة يوم وقوع الجريمة وكيف تمكن أفراد العصابة من الهروب بعد ارتكابهم جريمتهم المروعة؟

سادسا: لماذا لا تبادر الحكومة الى إحالة جريمة بتدعي على المجلس العدلي، نظرا الى خطورتها وانعكاساتها السلبية على واقع المنطقة والعيش المشترك بين كل أبنائها؟

لذلك جئنا بموجب كتابنا الحاضر، نطلب من دولتكم إحالة الأسئلة المفصلة أعلاه على دولة رئيس الحكومة ومعالي الوزراء المختصين، للإجابة خطيا عنها ضمن مهلة خمسة عشر يوما على الأكثر من تاريخ تسلمهم الأسئلة، بما يتناسب مع فظاعة الجريمة المرتكبة، وذلك تحت طائلة ممارسة حقنا في تحويل هذا السؤال الى استجواب عملا بأحكام المادة 126 من النظام الداخلي لمجلس النواب".

 

جنبلاط عرض والسفير المصري الاوضاع الراهنة

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - إستقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو بعد ظهر اليوم، السفير المصري الجديد في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد وعرض معه التطورات السياسية الراهنة.

 

باسيل عرض مع وزير الطاقة القبرصي التعاون النفطي واختتم زيارته بزيارة المطران سويف

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - انتقل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد الظهر، الى وزارة الطاقة والتجارة والسياحة والصناعة القبرصية حيث التقى وزيرها يورغوس لاكوتريبيس، وجرى البحث في أطر التعاون بين لبنان وقبرص في مجال الأنشطة البترولية، التي تنفذ في المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة لكل من البلدين. وتطرق اللقاء الى المشاريع المشتركة بين البلدين في مجال الطاقة.

مطرانية قبرص المارونية

واختتم باسيل زيارته الى نيقوسيا بلقاء المطران يوسف سويف، وجرى خلال اللقاء الذي سبقته صلاة على نية لبنان، الحديث عن وضع الموارنة في الجزيرة، ودور الأقليات، وتوحيدها على أسس العدالة والقيم الإنسانية.

 

فتفت : تيار المستقبل لم يضع شروطا للحوار

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية -اعلن النائب احمد فتفت في حديث لاذاعة "صوت لبنان 93,3 "ان "قوى الرابع عشر من آذار طرحت منذ ثلاثة اشهر بأن يكون هناك منطق حوار على رئاسة الجمهورية ومحاولة تحييد لبنان عن الصراع السوري"، مذكرا في الاطار نفسه ب"مبادرة الرئيس الحريري التي تحدثت عن اطار جدي لسد الفراغ الرئاسي"، ومؤكدا "ان الحلول يجب ان تنطلق من المصلحة الوطنية في هذه المرحلة التي يتعرض فيها لبنان لمخاطر امنية وسياسية". وقال :"ان تيار المستقبل لم يضع شروطا للحوار، بل على جدول الاعمال الذي يحتاج الى التزام ليكون هناك تنفيذ لما تم الاتفاق عليه."

 

حسين الموسوي: الرهان على الخارج لن يستجلب إلا الضياع والخسارة

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 /وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد حسين الموسوي أن "مستقبل الأمة مرهون بمستقبل المقاومة في لبنان وفلسطين وكل المنطقة، هذه المقاومة التي استطاعت إسقاط مشاريع الكيان الصهيوني وحلفائه ومشاريع القوى الظلامية التكفيرية الهادفة إلى تمزيق الأمة وتحطيم إرادتها والنيل من صانعي أمجادها وإنتصاراتها". وقال في ندوة قرآنية: "إن ما حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المسألة النووية عبر الصبر والصمود وتحويل التهديدات إلى فرص لتحقيق الإكتفاء الذاتي في غير مجال، سوف يتيح لها أن تأخذ مكانتها من جديد بين الأمم الناهضة". وأشار إلى أن "إيران الإسلام وصلت إلى ما وصلت إليه بالإرتكاز إلى القيادة الحكيمة ومرونتها البطولية من جهة، وإلى وحدة الشعب حول القيادة ومشروعها في تحويل إيران إلى قوة قادرة ومقتدرة تمثل القدوة لملايين المؤمنين بنهجها من جهة ثانية". أضاف: "المطلوب من دول المنطقة، الإرتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجهها من خلال المشروع الصهيوني التكفيري، عبر تحويل هذه التهديدات إلى فرصة من أجل كسر هذا المشروع الذي يحقق المصلحة الإسرائيلية فقط وعلى حساب شعوب منطقتنا وقضاياها. والمطلوب خارطة طريق إنقاذية ترسمها المقاومة وكل المجاهدين الشرفاء والمخلصين على إمتداد العالمين العربي والإسلامي، وإلا فإن هذه المنطقة سوف تتآكل لمصلحة التكفيريين الذين يؤرقهم مشروع المقاومة، الذي يحقق نجاحات متنامية ميدانيا وديبلوماسيا". وختم: "إن الرهان يبقى على دول المنطقة وشعوبها وقياداتها الحكيمة، لأن الرهان على الخارج والإرتهان إليه، لن يستجلب للمرتهنين إلا الخسران المبين، والضياع في الحاضر والمستقبل".

 

بوتين التقى المعلم للمرة الاولي وبحثا في سبل تحريك عملية السلام في سوريا

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى، وزير الخارجية السوري وليد المعلم في لقاء خصص للبحث في سبل تحريك عملية السلام في سوريا. واكتفى الكرملين بالقول: "إن بوتين والمعلم اللذين التقيا في المقر الرئاسي في سوتشي على ضفاف البحر الاسود، بحثا في العلاقات الروسية - السورية". وشارك وزير الخارجية سيرغي لافروف في اللقاء بين بوتين والمعلم، بحسب صورة وضعت على موقع الكرملين الالكتروني. وأكدت وزارة الخارجية الروسية بلغة دبلوماسية جدا ان "تحريك العملية السلمية كان مدرجا على جدول المحادثات". وأوضحت الوزارة الروسية في بيان أن "روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري ستجدد رغبتها في اقتراح موسكو مكانا لإجراء الاتصالات المناسبة بين مسؤولين في الحكومة السورية ومجموعة واسعة من القوى الاجتماعية والسياسية في المجتمع السوري". ومن جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، بحسب ما نقلت وكالة "ريا نوفوستي للانباء": "لدينا الكثير من المسائل المتعلقة بالتسوية السياسية في سوريا، ولا يمكننا بالتأكيد مناقشتها من دون السوريين. ولهذا السبب، تكتسي هذه الزيارة مثل هذه الأهمية". وقد يتم التطرق ايضا اثناء زيارة المعلم التي تنتهي الخميس، الى طلب دمشق بتسريع شحن الصواريخ الروسية المضادة للطائرات اس-300، بحسب وكالات الانباء الروسية.

 

التقرير الأسبوعي لمفوضية اللاجئين: 660 ألف نازح بحاجة إلى المساعدة خلال فصل الشتاء

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - أوضحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقريرها الأسبوعي "أبرز المستجدات المتصلة بأوضاع اللاجئين السوريين"، مشيرة إلى أن "الاستعداد لفصل الشتاء تجري على قدم وساق لمساعدة عائلات اللاجئين لمواجهة الشتاء في مختلف أنحاء لبنان".ووفق تقديرات المفوضية والمنظمات الشريكة العاملة معها فإن "نحو 132000 أسرة من اللاجئين السوريين (660 ألف لاجىء) في حاجة إلى المساعدة خلال فصل الشتاء للحفاظ على الدفء والجفاف".

وأشار التقرير إلى أن "انتشار اللاجئين السوريين في حوالى 1700 موقع في مختلف المناطق اللبنانية يتطلب جهدا جبارا لتوفير المساعدات لهم. ويشمل برنامج الاستعداد لفصل الشتاء مجموعة واسعة من الأنشطة ومواد المساعدة، بدءا من ضمان تجهيز الملاجىء المتدنية المستوى لمقاومة العوامل المناخية وتوفير بطانيات حرارية ومواقد وقسائم وقود ومبالغ نقدية لشراء مختلف المواد اللازمة لتأمين الدفء. وتعطى الأولوية إلى حد كبير للوصول أولا إلى الأشخاص الذين يعيشون في المرتفعات والأكثر ضعفا اقتصاديا".

ولفت إلى أن "اجتماعا تنسيقيا مشتركا تم بين الوكالات الشريكة مع المفوضية في تقديم الدعم إلى اللاجئين السوريين في 20 تشرين الثاني في طرابلس للتركيز على تدابير التأهب الاستباقية للعوامل المناخية والجوية القاسية المتوقعة للأسبوع المقبل. وتم تفعيل فرقة عمل لحالات الطوارىء لتقويم الحاجات، مع تحديد جهات تنسيق من قبل مختلف المنظمات. وتمت مناقشة آليات الإحالة للمساعدة، فضلا عن التوافق على قنوات تبادل المعلومات".

وبين التقرير أن "في البقاع حيث بدأ انخفاض درجات الحرارة حاليا في شكل حاد، دخلت عملية توزيع مواد الإغاثة الشتوية أسبوعها الثاني. وخلال الثمانية أيام الأولى من التوزيع، تلقى ما مجموعه 11626 أسرة (60000 شخص) قسائم وقود في حين حصل 4823 شخصا على بطانيات. ويمثل عدد الأشخاص المشمولين حتى هذا التاريخ بهذه التوزيعات حوالي 40% من مجموع اللاجئين المستهدفين. كما تلقت نحو 7630 أسرة (38000 شخص) دعما ماليا بقيمة 80 دولارا أميركيا، في حين تلقت 4586 أسرة أخرى (22500 شخص) 175 دولارا أميركيا لمساعدتها على تغطية نفقاتها لهذا الشتاء".

وأشار أيضا إلى أن "دار الفتوى واصلت توزيع قسائم الوقود والغالونات في عرسال. وحتى هذا التاريخ، تلقت أكثر من 2400 أسرة (12000 شخص) مساعدة من هذا النوع. كما باشرت دار الفتوى بتوزيع مواقد يتم تسليمها إلى المنازل، وشملت هذه العملية حتى هذا التاريخ أكثر من 300 أسرة (1500 شخص). واتسمت عمليات توزيع دار الفتوى حتى هذا التاريخ بالسلاسة، الأمر الذي يسمح لها بزيادة أهداف تغطيتها اليومية".

وأكد أن "في جبل لبنان تم تنفيذ ما مجموعه ثماني عمليات توزيع في نطاق برنامج المساعدة للاستعداد لفصل الشتاء المنظم من قبل كل من وكالة التعاون التقني والإنمائي ومؤسسة "مخزومي". ومن أصل 2487 أسرة (12000 شخص) مستهدفة للحصول على قسائم للوقود، تم الوصول إلى 1910 أسر (10000 شخص) حتى هذا التاريخ. وبلغ العدد الإجمالي للقسائم الموزعة 22290 قسيمة. أما في صور فوزعت بطاقات نقدية بقيمة 175 و80 دولارا أميركيا على نازحين في حاجة إلى المساعدة. وعلى مدى فترة يومين، تم تزويد 350 أسرة ببطاقات".

لفت التقرير إلى أن "في طرابلس تم توزيع لحف شتوية على 2502 لاجىء حتى هذا التاريخ من أصل 4315 لاجئا مستهدفا. وفي مركز التسجيل التابع للمفوضية، تم تقديم قسائم وقود إلى 991 أسرة (5000 شخص)، كما كان من المتوقع إنهاء عملية التوزيع هذه في حلول 21 تشرين الثاني".

وعن الحماية، أعلن التقرير أنه "بالتعاون مع وزارة الصحة العامة ومؤسسة أبعاد، أطلقت اليونيسيف تدريبا للمدربين على الإدارة السريرية للاغتصاب في أوائل تشرين الثاني، وهو مجال ينطوي على ثغرات عدة، ويتطلب الكثير من الاهتمام في لبنان. وشارك في التدريب عشرون عاملا في مجال الرعاية الصحية من مراكز الرعاية الصحية الأولية في مختلف أنحاء البلاد، بهدف إعداد مجموعة من المدربين المحليين لسد الثغرات في هذا المجال".

وشدد على أن "5695 نازحا من الأهالي ومقدمي الرعاية للأطفال بما في ذلك الأجداد وغيرهم من الأقارب، شاركوا في جلسات إعلامية حول أمكنة الوصول إلى الخدمات الأساسية، إضافة إلى الدعمين النفسي والاجتماعي، ليصل إجمالي عدد مقدمي الرعاية الذين استفادوا من هذا البرنامج المنفذ من قبل اليونيسيف إلى 121081 شخصا".

وتطرق التقرير إلى مجال التعليم فلفت إلى أن "المدارس الرسمية تستمر في استقبال الأطفال السوريين في الدوام المدرسي الصباحي، عقب صدور قرار وزارة التربية والتعليم العالي في منتصف تشرين الأول"، مشيرا إلى أن "الجهات المانحة والأمم المتحدة التزمتا تغطية تكاليف التحاق 45000 طفل نازح بالدوام المدرسي الثاني في فترة بعد الظهر. وتعمل وزارة التربية والتعليم العالي حاليا على صياغة تعميم لتنظيم التحاق الأطفال السوريين بالدوام المدرسي الثاني، بالتعاون مع اليونيسيف والمفوضية".

أضاف: "رغم تكثيف الجهود، لن تسمح مستويات التمويل الحالية وقدرات المدارس الرسمية على الاستيعاب سوى بالتحاق نحو 150000 طفل في نظام التعليم الرسمي، مما يعني أن أكثر من 200000 طفل لن يتمكنوا من ارتياد المدرسة. وتعمل اليونيسيف مع المنظمات الشريكة على توفير فرص تعليم غير نظامي لهؤلاء الأطفال. وبدأ حوالى 4000 طالب جديد بارتياد صفوف غير نظامية في مختلف أنحاء لبنان خلال هذا الشهر، منضمين إلى

62,000 آخرين كانوا قد سبقوهم. وقد التحق ما لا يقل عن الف طالب بمدارس مهنية رسمية بدعم من المفوضية وشركائها. ويجري العمل حاليا على إعادة تأهيل عشرات المدارس ومراكز الخدمات الاجتماعية المتهالكة في مختلف أنحاء البلاد من قبل اليونيسيف والمفوضية، من أجل ضمان بيئة تعليمية صحية ومحفزة. وينصب التركيز على ضمان مرافق ملائمة للمياه والنظافة الصحية والصرف الصحي. ويشمل ذلك مرافق منفصلة للجنسين وقدرة الحصول على مياه صالحة للشرب، فضلا عن تعزيز النظافة الصحية في المدرسة. وحتى هذا التاريخ، تم تأهيل 93 مدرسة يستفيد منها حوالى 62,000 طالب وطالبة".

وتابع: "لقد زارت بعثة مشتركة بين المفوضية ووكالة التعاون التقني والإنمائي من بيروت أربع مدارس في منطقة عكار في 17 تشرين الثاني للاطلاع على أعمال إعادة التأهيل الجارية بتمويل من الاتحاد الأوروبي. ومن بين المدارس الأربع جديدة الجومة، العريضة، القليعات وكفرتون، وانتهى العمل في مدرستين. والتقت البعثة مع مديري المدارس لمناقشة أعمال إعادة التأهيل التي شملت إضافة صفوف جديدة. كما التقت البعثة مع الطلاب في العريضة والقليعات، وأوضحت أن تمويل أعمال إعادة التأهيل تم من قبل الاتحاد الأوروبي بإدارة المفوضية وتنفيذ الوكالة".

وتحدث التقرير أيضا عن "الأمن الغذائي"، فأشار إلى أن "خلال هذا الأسبوع، تلقى أكثر من 17850 نازحا مساعدات غذائية من خلال البطاقات الإلكترونية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي، ليصبح بذلك العدد الإجمالي للأشخاص المستفيدين من نظام البطاقة الإلكترونية 889302. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تلقى نحو 2338 نازحا سوريا من الوافدين حديثا والذين هم في انتظار التسجيل حصصا غذائية. كما تم تزويد نحو 2250 نازحا يعيشون في مخيمات عشوائية في عكار وعرسال بالخبز والوجبات الغذائية المقدمة من قبل اتحاد منظمات الإغاثة والتنمية (URDA)".

وتطرق إلى موضوع الصحة، فلفت إلى أنه "استجابة لحالات الإصابة بالتهاب الكبد A التي أفيد عنها في عرسال، عمدت المنظمات الشريكة للمفوضية إلى تسليم 300 خزان مياه و60 مرحاضا إلى المخيمات العشوائية في المنطقة. كما أشارت عمليات تقويم جودة المياه في المنطقة إلى نجاح الجهود المبذولة للتوعية على عملية الكلورة (معالجة المياه بالكلور)، إذ احتوت نسبة كبيرة من العينات المأخوذة من الخزانات على مستويات ملائمة من الكلور. ويجري تدريب نحو 250 ممرضة وممرضا لبنانيا على كيفية تخزين سائر أنواع اللقاحات وإعدادها واستخدامها في محاولة لتعزيز برنامج التلقيح الروتيني في لبنان. وبدأ التدريب في 31 تشرين الأول في بيروت، من خلال وزارة الصحة العامة ونقابة الممرضات والممرضين، بدعم من اليونيسيف".

وأعلن أن "وزارة الصحة العامة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ستضمن في عام 2015، شراء سائر اللقاحات الروتينية المطلوبة ولوازم التلقيح ونظم سلسلة التبريد للحفاظ على الجودة. وسيستفيد من هذه المبادرة 257500 طفل تتراوح أعمارهم بين 0 - 18 عاما. وفي تشرين الأول، تمت الإفادة عما مجموعه 24678 معاينة في مجال الرعاية الصحية الأولية من خلال اليونيسيف، ليصل المجموع لهذه السنة إلى 387583 معاينة".

وعن تأمين المأوى، لفت التقرير إلى أنه "تم تزويد أكثر من 5790 لاجئا (1158 أسرة) بمجموعات مستلزمات تجهيز المساكن لمقاومة العوامل المناخية، من قبل منظمتي "ميدير" و"إنقاذ الطفولة" في البقاع الأوسط والغربي. وتم نقل نحو 210 نازحين معرضين للخطر إلى مركز جماعي ووحدات سكنية صغيرة في البقاع بعد تأهيلها من قبل المجلس الدنماركي للاجئين ومجلس اللاجئين النرويجي ومنظمة الإغاثة الأولية - مساعدة طبية دولية واللجنة الدولية لتنمية الشعوب في كل من البقاع الشمالي والشوف".

 

صباح لبنان.. مضت إلى الخلود

موقع القوات/لم يطل هذا الصباح على لبنان كسابقاته، فالأربعاء 26 تشرين الثاني 2014، غادرته صباحه ومضت إلى الخلود، غادرت الشحرورة.. غادرت من وشحت حياتنا بالفرح، واستعادت السماء وديعتها … إنها جانيت جرجس الفغالي من مواليد 10 تشرين الثاني 1927 في بلدة بدادون، رحلت عند الثالثة فجراً عن عمر يناهز الـ87 عاما. استطاعت أن تتميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحد، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيها مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً. ذهبت إلى مصر-اسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم “جانيت الشحرورة” وحل مكانه اسم “صباح” في فيلم القلب له واحد، ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي. بدايتها الفنيه كانت في صغرها في لبنان، شاركت الشحرورة في أكثر من 83 فيلماً: “موسم العز”، “دواليب الهوا”، “القلعة”، “الشلال”، “ست الكل”، “حلوة كثير”، “عصفور سطح”، “فينيقيا”، “شهر العسل”،… ولا يزال المحبون يستمتعون حتى اليوم بأغنياتها التي تخطى عددها الـ3000 أغنية: “عاشقة وغلبانة”، “بوسة”، “مرحبا يا حبايب”، “جيب المجوز يا عبود”، “عبدو عبيد عبيدو”، “يانا يانا”، “زي العسل”، “شو اسمك”، “ألو بيروت”، “عالبساطة”…

شاركت في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدى نجماتها، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني. ساعات ساعات:

 

سلام نعى صباح: غادرت دنيانا وطوت معها صفحة خالدة ومشرقة من صفحات تاريخنا الثقافي

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - نعى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الفنانة صباح وقال في بيان:"خسر لبنان والعالم العربي قيمة فنية سامية وقامة إنسانية شامخة برحيل النجمة الكبيرة صباح التي غادرت دنيانا وطوت معها صفحة خالدة ومشرقة من صفحات تاريخنا الثقافي. لقد زرعت صباح الفرح في قلوب الملايين على مدى عقود من الزمن، ونجحت بصوتها الفريد وحضورها الذي لا يضاهى، في إيصال الأغنية الشعبية اللبنانية إلى ذرى غير مسبوقة وفي احتلال موقع متقدم بين كبار فناني جيلها في لبنان ومصر وجميع انحاء العالم العربي. رحم الله صباح، وتعازينا الحارة الى عائلتها والى الشعب اللبناني وجميع محبيها في بلاد العرب. والعزاء الأكبر هو أن إرثها الفني سيبقى محفورا في الوجدان".

 

بولس مطر يترأس الاحد الصلاة لراحة نفس صباح

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - يترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر الصلاة لراحة نفس المغفور لها المأسوف على فنها المرحومة جانيت فغالي "صباح"، عند الثانية من بعد ظهر الأحد 30 تشرين الثاني 2014، في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في وسط بيروت.

 

السفير السوري عزى بصباح بتكليف من الأسد

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014 / وطنية - قدم السفير السوري علي عبد الكريم علي، بتكليف من الرئيس السوري بشار الاسد، التعازي بالفنانة صباح، الى عائلتها في فندق "برازيليا" في الحازمية. وعبرت العائلة عن امتنانها وتقديرها "لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس الاسد"، مشيرة الى "المحبة الكبيرة التي كانت تحملها الفقيدة لسوريا".

 

اذا الله كتبلنا عمر

٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٤

علي الحسيني/موقع 14 آذار

يكثف "حزب الله" من لقائاته هذه الفترة مع احزاب سياسية وشخصيات في قوى "8 اذار" تحضيرا لمرحلة تقول فيها شخصيات مقربة منه انها مصيرية بالنسبة الى هذا الفريق والى "حزب الله" بشكل خاص. كل الاحتمالات بالنسبة الى الحزب باتت مفتوحة بما فيها احتمال دخوله في حرب مع اسرائيل قد لا يكون هو البادئ بها لكنه بالطبع هو احد اهم اسبابها. التسليح "شغّال". الاستعدادات متواصلة والعمل على استحداث انفاق جديدة في الجنوب والبقاع يأخذ الحيّز الاهم من استعدادات العناصر. لا تُلهيه الحرب السورية حتى وان كانت تأخذ اخذت من اهتماماته الجزء الاكبر. يُحار المرء في وصف "حزب الله" فبالرغم من انغماسه في الوحول السورية الا ان هناك متسع لديه من الوقت لمتابعة انشغالاته وادارة شؤون معاركه السياسية في الداخل اللبناني وتوزيع انشطته واستعداداته على جبهة الجنوب في مواجهة اسرائيل. لكن كل هذا لا يمنع من القول أن الحزب اليوم ما عاد وحده على الساحة العسكرية فهناك جهات مرابطة عند حدود نفوذه باتت تقاسمه هذه القوى وربما تتفوّق عليه في التكتيك العسكري وحرب العصابات وفي المواجهات الميدانية الامر الذي افقده بريق كان قد احتكره واحتفظ به لنفسه طوال لسنوات خلت. على نقاط محددة في الجنوب والبقاع أو ما يُعرف بمناطق المواجهات المحتملة تبدّلت الامور ولم تعد كالسابق. قرى بأكملها فرغت من شبابها لم يبقى الا القليل منهم والسؤال عنهم يقودك تلقائيا بإتجاه المستنقع السوري حيث هناك عشرات الالاف منهم من دون اغفال اعداد القتلى والجرحى. واليوم يستعيض الحزب عن هؤلاء بعناصر حزبية جديدة من ابناء بيئته لا تتجاوز اعمارهم الثمانية عشرة عاما بعدما انتهى عهد الكشّافة بالنسبة اليهم ليبدؤا عهدا جديدا عنوانه البندقية و"الشهادة".

وعلى المقلب الاخر فأن غياب شباب القرى الجنوبية لا يعوضه وجود عناصر ايرانية حتى وان حمل معظم هؤلاء بطاقات شخصية لبنانية تعود لعناصر من الحزب رحلت عن هذه الدنيا مهمتهم ملء "الفراغ المناسب" والعمل على تهيئة الانفاق ومواقع المواجهة والاشراف على اماكن توزيع بطاريات الصواريخ ومراقبة نوعية التدريبات التي يخضع لها الوافدين الجدد من اصحاب الاعمار الصغيرة من بينهم ابناء شهداء وقتلى كانوا سقطوا في مواجهة اسرائيل وفي سوريا.

يعض ابو حسين على جرحه وهو يرى حفيده علي ابن السبعة عشرة عاما في الزي العسكري المرقط. يأخذ نفسا كلما راه عائدا الى المنزل. يتذكر نجله محمد والد علي الذي استشهد في حرب تموز وقبله نجله الثاني حسين خلال عملية اقتحام لاحدى المواقع الاسرائيلية. نظرات مليئة بالحزن والعطف على صبي لم يرى من هذه الدنيا سوى الموت والقهر. يتحدث بلوعة قلب الوالد والجد عن أرض اشتاقت الى معوله بعدما هجرها منذ تموز العام 2006، وعن صحبة قديمة لم يعد يلتقيها. يجلس يوميا على عند عتبة البيت ويحلم بعرس حفيده علي وبرؤية اولاده "اذا الله كتبلنا عمر". من؟ "أنا وعلي".

 

منظومة القتل في منظومة الممانعة

مصطفى علوش/المستقبل

«إنّ أبشع أشكال الشرّ قد يرتكبها بشر يسعون إلى الخير»!

في حوار القدّيس «أغسطينوس»، فيلسوف المسيحية مع صديق له من أتباع المانوية (ديانة كانت شائعة في القرن الرابع الميلادي) عندما سأله عن موقفه من الحرب قال: «ما هو الشرّ في الحرب؟ أهو موت شخص ما؟ إنه حتماً سيموت يوماً، موته هو من أجل آخرين يحبّون الحياة…». وفي كتابه «مدينة السماء» يقول القدّيس: «لا يحق قتل الإنسان، لكن هناك استثناء في الشريعة الإلهية، فإنه يجوز قتل الإنسان إذا كان قانون الطبيعة يبرّر ذلك، أو بأمر إلهي، أي إذا منح الله شخصاً ما سلطاناً بالقتل، فإنه ليس إلاّ أداة في يد الله وبذلك لا يُعتبر الشخص قاتلاً» (الكتاب الأول، الفصل: ). على هذا الأساس، فإنّ اختراع القتل المقدّس الذي يصبح فيه القاتل أداة لسلطة عليا هدفها «الخير» ليس اختراعاً حديثاً، وأن تسويغ القتل بإرادة مقدّسة تعلو فوق المنفّذ، وتجعله أداة من دون إرادة حرّة هي مسألة قديمة في التاريخ.

ما يعنيه هو أن المنفّذ للقتل في هذا النوع من الجرائم لا تنطبق عليه الصفات السلبية للقاتل العادي والتي تجرّده من كل الصفات الإنسانية ليصوَّر كوحش لا إحساس أو تعاطف أو مبادئ له.

يعني أنّ منفّذ الجرائم التي تأمر بها «سلطة عليا» هو لا يعدو كونه أداة لا إرادة حقيقية لها، وبالتالي فإنّ أداة القتل هذه قد تكون إنساناً عادياً في حياته العادية، وقد يتمتّع بمناقبية أخلاقية عالية وصِفات مميّزة في الرحمة والرفق، ومع ذلك فهو قادر على تنفيذ جرائم تتخطى كل معايير الإنسانية لمجرد أنه ينفذ برنامجاً هدفه «الخير المطلق»، ولا يهم عندها اسم أو صفات الضحيّة طالما أنّ موتها ضرورة للسلطة العليا التي تبغي الخير!

هذا بالضبط ما حاول محامو الدفاع تأكيده في الجلسات الأخيرة للمحكمة الدولية من خلال التسريبات المقصودة حول اتصال «الشبكة الخضراء» ببشار الأسد، وكانت سبقتها محاولات سابقة لإقحام موضوع المخابرات السورية في سياق المحاكمة من قِبَل الدفاع.

ماذا يعني ذلك؟ وما مصلحة الدفاع في الحديث عن الأسد في وقت لم يحاول الاتهام حتى هذه المرحلة الخروج عن مستوى اتهام المنفّذين الخمسة؟ الاستنتاج هو أن الاتهام يتصرّف بطريقة مهنية خالصة بتفادي الانتقال إلى تشعّبات الجريمة السياسية قبل إثبات التُهم على المنفّذين، أما الدفاع فقد تصرّف أيضاً بشكل مهني بعدما أدرك استحالة تبرئة المتهمين الخمسة، فلجأ إلى تخفيف الجرم عنهم بوضعهم في موضع «الأداة» لـ«إرادة عليا» كانوا هم ينفّذون أوامرها. وهذا بالضبط ما حاولت فعله «هانا آرندت» في تفنيدها لمحاكمة «آدولف إيخمان» النازي الذي كان أحد المشرفين على المحرقة على أساس أنه كان أداة «مهنية» لإرادة عليا. ما لنا ولكل ذلك، فلم يعد يهم ما هي الأحكام التي ستصدر، وما ستكشف عنه المحكمة من متورطين، فقد كان حدس معظم اللبنانيين محقاً منذ اللحظة الأولى باتهام نظام الأسد وأعوانه، ولكن معظمنا كان يحاول تجنّب الاتهام المباشر لـ«حزب الله» بتنفيذ تلك الجريمة، ربما لتفادي الصِدام، مع أننا كنا مقتنعين بأنّ منظومة هذا الحزب الأمنية كانت على علم بطريقة أو بأخرى بما يحدث. لكن ثبوت قيام «قدّيسي» الحزب بتنفيذ الجريمة تلك، وحماية حزبهم لهم، والتلميحات بوجود عماد مغنية ضمن الشبكة الخضراء، تجعل من كل منظومة ولاية الفقيه في موقع الاتهام. على هذا الأساس فإنّ «فتوى» اغتيال رفيق الحريري لا بد أنها صدرت من أعلى سلطة في هذه المنظومة، أي المرشد الأعلى علي خامنئي.

السؤال هو: هل يُحرج ذلك هذه المنظومة أخلاقياً؟ الجواب هو أنّ مبدأ «الغاية تبرّر الوسيلة» هو القاعدة الأخلاقية الوحيدة التي تسيّر كل منظومات القتل السياسية ولا فرق إن كانت مسلمة أو مسيحية، مؤمنة أو ملحدة، يمينية أو يسارية، فالقاتل هو مجرد أداة لإرادة عليا هدفها «الخير المطلق» ويتحوّل فيها اسم القاتل إلى قدّيس أو فدائي أو مناضل ثوري…!

 

كردستان العراق: هل تصبح "إسبرطة الصغيرة" في الشرق الأوسط؟

مايكل نايتس/معهد واشنطن

عندما يريد مسؤولو الدفاع الأمريكيون الثناء على شريك عسكري ناشئ، غالباً ما يستعملون عبارة "إسبرطة الصغيرة" (أو سبارتا باليونانية) تيمّناً بدولة المدينة الإغريقية القديمة التي كانت محط احترام ووقار بفضل جيشها القليل العدد إنما العالي القدرة. ولكن هذه العبارة باتت تستخدم في الآونة الأخيرة للإشارة إلى الإمارات العربية المتحدة.

واليوم تسعى كردستان العراق جاهدة لتصبح "إسبرطة الصغيرة" التالية. فلطالما كانت القوات القتالية الكردستانية المعروفة بالبشمركة محط استحسان وثقة لدى الجيش الأمريكي. وها هي كردستان العراق تظهر كمنصة لا مثيل لها تنطلق منها العمليات التي يشنها الغرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») حيث توفّر لهذه العمليات قواعد آمنة مع سهولة النفاذ إلى الموصل وشرق سوريا وأكثر من ألف كيلومتر من الجبهة الأمامية لتنظيم «الدولة الإسلامية» داخل العراق.

وقد شهد الأسبوع الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي جولةً قام بها وفد كردي رفيع المستوى في العاصمة واشنطن حيث مارس ضغوطاً على قادة الكونغرس ومراكز الأبحاث ملتمساً دعمهم لتوطيد أواصر العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة و «حكومة إقليم كردستان» بشكل جذري. وفي الوقت الحالي، تواصل واشنطن تقديم النسبة الكبرى من دعمها بالأسلحة والتدريب لـ «حكومة إقليم كردستان»، فقط بعد التشاور مع وزارة الدفاع العراقية وموافقتها. وفي الواقع أن هذا الاعتراف بالسيادة العراقية أتاح سابقاً لبغداد تأخير أو حتى عرقلة التعاون الأمني الأمريكي مع الأكراد.

"رأي الكونغرس"

في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، قام أحد كبار أعضاء الكونغرس الأمريكي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي إد رويس بطرح قرار يعبّر عن "رأي الكونغرس" حيث دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى "تزويد «حكومة إقليم كردستان» مباشرةً بالأسلحة التقليدية المتقدمة وبالتدريب والخدمات الدفاعية بصورة عاجلة ومؤقتة." ويحث مشروع القرار الرئيس بوضوح على "قبول شهادات المستخدم النهائي التي اعتمدتها «حكومة إقليم كردستان»" من أجل السماح لهذه الحكومة بأن تستلم مباشرةً المعدات الأمريكية من "أسلحة مضادة للدروع، وآليات مدرعة، ومدافع طويلة المدى، وذخائر ونظم أسلحة يستلزم تشغليها طاقم عمل، وتجهيزات آمنة للقيادة والتواصل، وخوذات، ودروع واقية للبدن، ومعدات لوجستية، ومعدات دفاعية فائضة، وغير ذلك من المساعدات العسكرية التي يعتبرها الرئيس مناسبة"، وذلك لمدة ثلاث سنوات.

ويشار إلى أن عضواً آخر من كبار أعضاء الكونغرس، هو دانا روراباكر، كان قد طرح تشريعاً مماثلاً في 19 أيلول/سبتمبر، علماً بأن هذا التشريع لا يزال بانتظار أن تراجعه لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب الأمريكي. وفي حين أن أيّاً من هذه التطورات لن يرغم الحكومة الأمريكية على شيء، إلا أنها تزيد من صخب الأصوات التي تطالب الولايات المتحدة بالتخلي عن سيادة التحفظ التي تنتهجها حيال استقلالية كردستان العراق وبسلك الدرب المعاكس.

وجدير بالذكر أنه في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، طلب الرئيس أوباما من الكونغرس مبلغ 1،6 مليار دولار لتدريب تسعة ألوية من الجيش العراقي وثلاثة من البشمركة كمستهلٍّ للمساعي التي تهدف إلى استرجاع الموصل خلال العام 2015 بعد أن كانت «داعش» قد أعلنتها عاصمةً لها. هذا ويجري حالياً إنشاء موقع تدريب أمريكي يشمل قاعدة جوية في مطار باشور بالقرب من بلدة حرير في منطقة «حكومة إقليم كردستان».

جهود أمريكية أكبر

يريد الأكراد أن تقوم الولايات المتحدة ببذل جهود أكبر بكثير من أجل تدريب أكثر من 12 لواء من البشمركة، وفي جعبتهم ما سيلفت انتباه المشرعين الأمريكيين. فبين عامي 2003 و 2011، ساعدت الولايات المتحدة «حكومة إقليم كردستان» على تطوير ثمانية من ألوية البشمركة التابعة لها وذلك بمساعدة أمريكية قيمتها 92 مليون دولار فقط. وفي المقابل، أقامت الولايات المتحدة 109 ألوية في العراق الاتحادي بكلفة تجاوزت 25 مليار دولار.

ويعني ذلك أن المعدل المستثمر في كل لواء من ألوية «حكومة إقليم كردستان» بلغ 11،5 مليون دولار مقابل 229،3 مليون دولار لكل لواء من ألوية العراق الاتحادي. واليوم لا تزال الوحدات الكردية التي ساعدتها الولايات المتحدة بمنأى عن التدهور في حين تفكك نحو ربع القوات الاتحادية.

وفي هذا السياق، سيجادل المعارضون لسعي «حكومة إقليم كردستان» إلى إقامة علاقة أمنية مباشرة مع الولايات المتحدة بأن تجاوز سلطة بغداد قد يسرّع عملية تفكك العراق، حيث سيصبح على سبيل المثال سابقةً بالنسبة للمناطق السنية العراقية لاستلام الأسلحة والتدريب مباشرةً من الدول المجاورة. كما أن الحكومة الأمريكية ستتردد في إضعاف مكانة وزير الدفاع الجديد خالد العبيدي، وهو سني عربي من الموصل، الذي قام بزيارة إلى وزارة البشمركة التابعة لـ «حكومة إقليم كردستان» في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر من أجل التباحث في مسألة التعاون المتبادل. وقد أبدى الوزير العبيدي حتى الآن موقفاً مؤيداً للخطة الأمريكية الرامية إلى تدريب ألوية البشمركة وكذلك لالتزام ألمانيا بتقديم العتاد الكافي لتجهيز لواءين من البشمركة، مع العلم بأن الكمية الكبرى منها وصلت إلى أربيل دون أي عرقلة من بغداد.

ومن الممكن أن يحاول الأكراد التغلب على الاعتراضات الأمريكية من خلال عرض تعاونهم في المسائل الجوهرية. فأي تقدم مستقبلي للبشمركة لتطويق الموصل أو وضع حد للحركات الإرهابية على طول الحدود السورية العراقية قد يشترط زيادة المعدات والتدريبات التي تقدمها الولايات المتحدة. ولا بد للأكراد أن يوفروا أيضاً قواعد تدريب لواءين جديدين تابعين للحكومة الاتحادية يتم جمعهما من العناصر الذين تبقّوا من الجيش العراقي المدمر ووحدات الشرطة المشرذمة في المناطق الواقعة تحت سيطرة «حكومة إقليم كردستان».

الطريق إلى حكم ذاتي فعلي

إذا استغلت أربيل هاتين الحسنتين، قد تتمكن من التوصل إلى علاقة أمنية أكثر مباشرةً مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية الشريكة، الأمر الذي سيعتبر حدثاً هاماً آخر على الطريق نحو الاستقلالية الفعلية. وبموازاة علاقاتها الأمنية مع الدول الأجنبية، تخطو «حكومة إقليم كردستان» خطىً حثيثة لكي تصبح مستقلة اقتصادياً.

وتأتي الاتفاقية المؤقتة لتقاسم الإيرادات التي أعلن عنها رئيس وزراء «حكومة إقليم كردستان» نيجيرفان بارزاني ووزير النفط العراقي عادل عبد المهدي في 14 تشرين الثاني/نوفمبر لتبيّن أن بغداد ترى - على مضض - أن التعاون في تصدير النفط الخام من «حكومة إقليم كردستان» وكركوك أفضل من إبقاء عقوباتها الاقتصادية المفروضة على أربيل.

وعلى الرغم من أن الميزانية العراقية الاتحادية لعام 2015 ستستثير مفاوضات صعبة حولها، إلا أن الحصيلة المحتملة هي أن تخرج هذه المفاوضات باتفاق يسمح ضمنياً للأكراد ببيع نحو نصف مليون برميل من النفط يومياً بشكل مستقل خلال العام المقبل. وفي هذا الإطار تجهّز «حكومة إقليم كردستان» تشريعاً لتمويل الديون يدعم جهودها الحثيثة لأخذ القروض السيادية من المصارف الدولية مع طرح عائداتها النفطية كضمانة لتلك القروض.

وهذا أقرب ما يكون لكيان الدولة المستقلة، لكن التسمية مختلفة فحسب. وهذا أمر قد يكتفي به أكراد العراق في الوقت الراهن. بالإضافة إلى ذلك، قد تجد دول المنطقة أن هذا الترتيب أقل تهديداً من الاستقلال الكردي التام والشرعي.

**مايكل نايتس هو زميل ليفر في معهد واشنطن. وقد نُشر هذا المقال في الأصل من على "موقع الجزيرة".

 

ممثل الراعي في افتتاح مؤتمر "الاديان والقيم السياسية": السياسة فن شريف وأصحاب السلطة هم خدام الله للشعب والخير

الأربعاء 26 تشرين الثاني 2014

  وطنية - افتتحت "مؤسسة اديان" والجامعة اللبنانية الاميركية بالشراكة مع مؤسسة "كونراد اديناور"، ومعهد " ميسيو" الارسالي و"مؤسسة اديان من اجل السلام"، وجمعية خدمات الاعانة الكاثوليكية، المؤتمر الدولي حول "الاديان والقيم السياسية"، وذلك الساعة الخامسة في فندق "هيلتون" - قاعة الامارات. بعد النشيد الوطني اللبناني افتتح المؤتمر بحضور ممثل رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام الوزير سجعان قزي وممثل ضيف الشرف الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة المطران بولس روحانا، وممثل الرئيس سعد الحريري الاستاذ محمد السماك، والرئيس حسين الحسيني، وممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ اسامة حداد، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الشيخ الشيخ فاضل سليم، الى حشد كبير من الشخصيات السياسية والفكرية والدينية والسفراء واعضاء الهيئات العسكرية والامنية في لبنان والعالم العربي واوروبا وكندا وممثلي المؤسسات الشريكة.

طبارة

بداية ألقت منسقة المؤتمر الدكتور نايلا طبارة مديرة قسم الدراسات في التلاقي الثقافي - مؤسسة أديان، كلمة ترحيب شكرت فيها الشركاء والبطريرك الراعي، وقالت: "يهدف المؤتمر الى تأمين صرح تلتقي فيه مختلف قطاعات المجتمع للتفكير في كيفية تفعيل القيم والمعايير السياسية في الخطاب الاسلامي والمسيحي من جهة وتعزيز الحوار حول هذه القيم انطلاقا من آراء دولية مختلفة من جهة أخرى، وليست الغاية إطلاق حوار يراعي الانتماءات الدينية وحسب، بل يشمل بعدا عاما وأكاديميا أيضا، حيث يطلب من الأديان الانتقال من الخطاب المعياري الى تأدية دور حواري في المجتمع المتنموع الذي تنتمي اليه". وتابعت: "يسعى المؤتمر الى وضع العلوم الحديثة في الفلسفة الاجتماعية والسياسية في حوار مباشر مع اللاهوت الاجتماعي والسياسي، وخصوصا الاسلامي والمسيحي، ومواجهة المجالين معا بأسئلة وتوصيات من القادة وصانعي السياسات الفاعلين في الحقل العام. كما سيتم التداول بأحدث ما يطرح نظريا، أكاديميا ولاهوتيا وفقهيا وتطبيقيا واجتماعيا وسياسيا، بما يتعلق بالأديان والقيم السياسية، إضافة الى إطلاق هذا النقاش في جو من التعلم المتبادل بين التقاليد السياسية المسيحية والاسلامية وفي حديث مستمر مع الفكر العلماني والليبرالي". وأكدت طبارة "أن اللجنة العلمية للمؤتمر لديها إيمان قوي بأهمية هذا المؤتمر، وبأن السبل الوحيدة للمضي قدما نحو تقدم في العلوم الانسانية والاجتماعية وتحقيق التفاهم بين الأديان، هي عبر الانفتاح على التخصصات والمناهج المختلفة وإقامة نقاشات مبدعة، وهي على ثقة بانتجاية الأفكار المتبادلة".

نجار

وتحدث ممثل رئيس الجامعة اللبنانية - الأميركية الدكتور جورج نجار فقال: "ان الجامعة تتشرف باستضافتها لهذا المستوى الفكري والأخلاقي الذي يمثله المؤتمر، والذي يعبر عمن نحن والمنهج المتبع من قبل الادارة في التعليم".

وتمنى النجاح لهذه الخطوة المهمة.

ريملي

من جهته، قال الممثل المقيم لمكتب مؤسسة "كونراد آديناور" في لبنان بيتر ريملي: "إن النجاحات السابقة للبرامج التي نظمتها مؤسسة أديان، بالتعاون مع مؤسسة كونراد آديناور، دفعت المؤسسة لتجديد الشراكة من خلال هذا المؤتمر الذي يتناول أحد المحاور الأساسية، التي تشكل مصدر قلق للعالم اليوم". وشدد ريملي على "ان أيا من الأديان لا يهدف الى تعزيز صراع الحضارات، رغم تشكيك البعض بهذا الأمر، نتيجة الأعمال الوحشية التي يقوم بها تنظيم داعش، ولكن العدالة، والحرية واحترام الكرامة الانسانية هي قيم مشتركة ذكرت في الكتب المقدسة"، وقال: "نحن مقتنعون بأن من خلال الحوار بين الأديان والثقافات يمكن إيجاد حلول جديدة للعديد من المشاكل الرئيسية التي تواجهنا".

فندلي

وشرح الأمين العام لمنظمة "أديان من أجل السلام" الدكتور وليام فندلي "دور المنظمة في تعزيز السلام عبر الحوار، والعمل مع الفئات الدينية المتعددة وحماية الأقليات". وتحدث عن "الشيخ عبد الله بن بيه، وهو أحد أبرز العلماء المسلمين المعاصرين ورئيس منتدى تعزيز السلام في المجتمعات المسلمة والحائز على جائزة أديان للتضامن الروحي لعام 2014 عن عمله من أجل نشر السلام والقيم الاسلامية، ولأنه يجسد صوت السلام في الاسلام، وصوت الالفة والاخوة بين أتباع الأديان والطوائف".

ضو

وألقى رئيس مؤسسة "أديان" الأب الدكتور فادي ضو كلمة قال فيها: "إن الظرف العصيب والدقيق الذي تمر به منطقتنا العربية، مما دفع مؤسسة أديان الى تنظيم هذا المؤتمر الذي يأتي في وقت تعاني فيه مجتمعاتنا من التفتت بسبب سياسات طائفية ومذهبية وفئوية. ومن جهة أخرى، تفقد الأديان مصداقيتها وخلفيتها السماوية بسبب تحولها الى أداة للسلطة والتسلط في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الظروف إلى قطع الرقاب واستعباد الناس".

أضاف: "إن السياسة من دون القيم تصبح مساحة لصراع المصالح الفئوية والخاصة، فتعيد المجتمع الى شريعة الغاب، والأديان من دون القيم تصبح مساحة لصراع الهويات القاتلة، فتعيد البشرية الى ما قبل الحضارة. أما القيم فهي الروح التي ترفع هذه وتلك الى مساحة الانسانية الشاملة وتفتح آفاق السياسة والدين معا على مبدأ الخير العام". وتابع: "علينا وضع قطار مجتمعاتنا على سكة التطور والرقي الحضاري، وانقاذها من التدهور نحو اودية التخلف والاستبداد، من خلال العودة الى ثلاثة مبادىء، وهي: اولا: الاعتراف بأن الانسان، الى اي عرق او لون او دين او ثقافة او مذهب انتمى، هو القيمة المطلقة التي وجدت الاديان والنظم السياسية على السواء من اجل خدمته وتحقيق خيره.

ثانيا: إن القيم هي الجامع المشترك بين البشر في مسيرتهم نحو تحقيق غاية وجودهم.

ثالثا: إن المجتمع، خصوصا المجتمع المدني والاكاديمي، مسؤول عن حماية الانسان من تسلط الجماعات الدينية من جهة، وفساد المجموعات السياسية من جهة أخرى".

روحانا

ثم ألقى المطران بولس روحانا كلمة البطريرك الراعي، وقال: "إن موضوع المؤتمر "الأديان والقيم السياسية" يوحي بأن للعمل السياسي قيما مستمدة من الاديان، من الله الخالق الذي وضع للعالم نظاما اخلاقيا طبعه في قلب الانسان. إن السياسة فن شريف لأن اصحاب السلطة السياسية هم "خدام الله للشعب وللخير" (روم 13:4). فتفرض عليهم ان يمارسوا سلطتهم ضمن حدود النظام الاخلاقي الذي رتبه الله".

وختم: "لبنان هو نموذج للغرب الذي يفصل بين الدولة والله، فتصبح فيه القيم الروحية وشريعة الله التي تقصى عن الحياة الاجتماعية، وخصوصا عن الحياة السياسية. لذا، رغم التميز القائم بين الروحي (الديني) والزمني (السياسي)، يجب الاحترام المتبادل بينهما والتعاون، لان الاثنين مدعوان إلى المساهمة بانسجام في توفير الخير العام. وهكذا، فلا السياسة تستعمل الدين، ولا الدين يثقل نفسه بالسياسة من اجل مآرب يكون في اغلب الاحيان منافيا للمعتقد".

ويتضمن المؤتمر جلسات نقاشية تبحث في القيم بين الدين والسياسة والتحديات المعاصرة للدين والقيم السياسية والاسلام السياسي والمساءلة القيمية وقيم السلام.

 

مجلس التعاون يدعو من الدوحة إلى محاربة الإرهابيين

/الحياة/ الدوحة - محمد المكي أحمد { أبو ظبي - شفيق الأسدي 

أكد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماعهم الرابع في الدوحة أمس «تطابق وجهات النظر تجاه قضايا المنطقة، ودانوا في بيان مشترك «الجرائم الوحشية التي ترتكبها الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة في العراق وسورية وغيرهما»، مشددين على « تكثيف وتنسيق الجهود، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التحالف الدولي لمحاربة هذه الظاهرة بكل أشكالها وصورها». من جهة أخرى، ربطت الإمارات العربية المتحدة نجاح القمة الخليجية، المتوقع انعقادها في الدوحة مطلع الشهر المقبل، بـ «لجم الإعلام الهابط»، معلنة أن أمامها «مهمة لترميم الفجوة الكبيرة التي تركها الخلاف القطري مع ثلاث دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) على العمل المشترك، والحفاظ على مسيرة مجلس التعاون التي استمرت نحو 33 عاماً».

وأشار البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية الذين مهدوا للقمة الخليجية إلى «ضرورة تشكيل حكومة سورية جديدة تعكس تطلعات الشعب السوري، وتدفع إلى الأمام بالوحدة الوطنية والتعددية وحقوق الإنسان لجميع السوريين»، واتفق المجتمعون على «خطوات عملية لزيادة التدريب والمساعدات للمعارضة السورية المعتدلة، وحماية المدنيين من بطش النظام والعنف الإرهابي»، مؤكدين «عدم شرعية نظام بشار الأسد الذي جعل العمل الدولي ضد الإرهاب في سورية مُبرَّراً وضرورياً».

ورحب الوزراء بنجاح الانتخابات النيابية والبلدية التي جرت في البحرين أخيراً، مؤكدين دعمهم «مسيرة الديموقراطية واستمرار نجاحاتها ضمن المشروع الإصلاحي الشامل الذي يقوده العاهل البحريني»، كما جددوا دعمهم «سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الإمارات»، كما أعربوا عن قلقهم «إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة».

ودان البيان «استمرار احتلال إسرائيل الأراضي العربية، والإجراءات لتغيير هوية القدس الشريف ومعالمها، واستمرار الاستيطان والاعتقال التعسفي والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، داعين إلى الاستئناف الفوري لمفاوضات السلام المؤدية إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والعمل على حل سلمي وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية». ورحب الوزراء بجهود عُمان في رعاية المحادثات بين إيران وأميركا والاتحاد الأوروبي التي عقدت في مسقط هذا الشهر، وطالبوا إيران بتنفيذ «التزاماتها بدقة وشفافية للتوصل إلى حل ديبلوماسي استناداً إلى الاتفاق الموقت» مع مجموعة (1+5)، ودعوها الى «التقيد بالتعهدات اللازمة لتعزيز ثقة المجتمع الدولي والقضاء على المخاوف من برنامجها النووي».

إلى ذلك، رحب الوزراء بالتوجهات المعلنة للحكومة العراقية، وعبروا عن «الأمل في أن تقود هذه الحكومة البلاد إلى الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وتحقيق الأمن وإعادة التلاحم الاجتماعي وبناء مؤسسات الدولة وهياكلها لتحقيق التنمية الشاملة، بعيداً من كل نزعة طائفية أو مذهبية». ورداً على سؤال لـ «الحياة» قال وزير الخارجية القطري خالد العطية في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، إن الخلاف الخليجي أصبح من الماضي بعد اجتماع الرياض، وأعتقد أننا تجاوزنا هذه المرحلة، والآن نركز على ترسيخ روح التعاون الصادق نحو كيان خليجي متماسك»، ورأى أن «هذا يحتاج لمضاعفة الجهد والتكاتف، هذا ما نتمناه ونعمل عليه جادين، دع الماضي للماضي». وفي شأن الموقف الخليجي من الملف النووي الإيراني قال: «يجب أن يكون هناك اتفاق بين إيران والغرب، ينهي الصراع»، وشدد على أنه «لا يمكن أن تكون هناك ترتيبات أمنية (في شأن الملف النووي) من دون أن تكون دول مجلس التعاون طرفاً فيه، هذه مسالة واضحة». من جهته، أكد الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني في شأن التهديدات الأمنية التي تواجه دول الخليج في إطار تداعيات الأوضاع في اليمن وسورية والعراق وليبيا، أن «الأجهزة الأمنية تقوم دائماً بتحليل التهديدات والمخاطر التي تواجه دول المجلس سواء بصورة فردية أو جماعية، والتنسيق مستمر في وضع الخطط لرفع الجاهزية لمواجهة المهددات». وأشار إلى أن القمة الخليجية المقبلة، «ستناقش قضايا سياسية ودفاعية واقتصادية وتنموية وستعزز مسيرة العمل المشترك والمواطنة الخليجية»، أما في شأن القيادة العسكرية الموحدة ومشروع قوة بحرية، قال إن «هناك دراسات وتوصيات تم رفعها لرؤساء الأركان ورفعت لمجلس الدفاع المشترك وسترفع للقادة».

 

بوتين والأسد... رئيسان للأبد

حسان حيدر/الحياة

لا أحد يشبه بشار الأسد أكثر من فلاديمير بوتين. كلاهما يتوسل العنف للبقاء في السلطة، الأول في الداخل بعدما أُجهض تمدده خارجياً، والثاني في الخارج تلافياً لمحاسبة داخلية. وكلاهما يحتالان على الواقع من خلال نظام ودستور وُضعا لخدمة هذا الهدف الوحيد، أياً تكن العواقب على بلديهما. يتصرف حاكم دمشق الذي لم يعد يسيطر على اكثر من 35 في المئة من الاراضي السورية وكأنه لا يزال الحاكم المطلق لسورية، فلا يفوّت مناسبة للادلاء بتصريحات ومواقف امام زواره المقتصرين على مسؤولين ايرانيين وروس من الصف الثالث وبعض السياسيين اللبنانيين. فيخطب عن «الشعب السوري»، قاصداً القلة القليلة التي تعيش، لضيق السبل، مذعورة في مناطق تخضع لعسف اجهزة استخباراته وميليشياته، ويتحدث عن «مكافحة الارهاب» الذي كان بين أول مبتكريه ومشجعيه ولا يزال يدير الكثير من تنظيماته، ولا يخجل من تعداد شروطه لوقف الحرب على مواطنيه، ولا من ترداد تصنيفاته في «الوطنية» و «الحكم الرشيد»، ولا يتورع عن اعتبار نفسه مرشحاً دائماً الى أي انتخابات في اي وقت، وسط تصفيق بطانته المُداهنة. وقلما تمر مناسبة من دون ان يشكر الاسد طهران وموسكو اللتين لم يكن ليبقى في موقعه من دون دعمهما المتعدد الاشكال، وخصوصاً العسكري. اما بوتين الذي أمضى حتى الآن 14 عاماً في الكرملين، فصلت بينها ولاية شكلية لكبير موظفيه ديمتري ميدفيديف الذي لا لون له ولا طعم، فبشّر الروس بأنه لا يستبعد الترشح الى ولاية رابعة في 2018، تبقيه جاثماً فوق رؤوسهم حتى 2024 فقط، في حال لم يستجب لرغبة «نواب الشعب» ويعدل الدستور بما يمنحه الرئاسة مدى الحياة. ولا يبالي «القيصر الصغير» المتحذلق بأن مغامرته الحمقاء في أوكرانيا توقع بلاده في عزلة سياسية متنامية مثلما حصل في قمة «مجموعة العشرين»، وعقوبات اقتصادية «كارثية» على حد تعبيره، قد تعيدها عقوداً الى الوراء. فالمهم بالنسبة اليه إثبات انه قادر على مقارعة «الاعداء» الذين يريدون «إخضاع الروسيا»، سعياً الى اسكات معارضيه في الداخل الذين يشبههم بـ «الفيروس»، بعدما جرب السجن والاغتيال وسلسلة قوانين أمعنت في «تطهير» المؤسسات. ويتناسق طريقا الاسد وبوتين في اقتراح موسكو رعاية «حوار بين السوريين» يكون حاكم دمشق احد طرفيه، ويكون الثاني من يختاره هو للجلوس قبالته. اما هدف الحوار الذي لم تعلق طهران عليه، فليس ايجاد بديل من الاسد، او حتى حكومة انتقالية بصلاحيات تتولاها المعارضة في وجوده، بل «البحث في مواجهة خطر الارهاب الدولي»، في استخفاف واضح بمئات آلاف الضحايا السوريين الذين سقطوا، ولا يزالون يسقطون، بأسلحة الجيش النظامي، في مجازر يومية.

ويلجأ المسؤولون الروس الى اساليب بدائية لاقناع المعارضة السورية بأن موقفهم «تغير» من الاسد ونظامه، عبر تسريبات ووعود يقطعونها الى بعض الشخصيات التي تحظى برضا دمشق، بهدف تشجيعها على لعب دور في زيادة انقسام المعارضة وإرباكها، لكنهم سرعان ما ينفون هذه التسريبات مؤكدين تمسكهم بشاغل قصر المهاجرين. وبانتظار موافقة لن تأتي على مشاركة المعارضة في هذا «الحوار»، تستقبل موسكو اليوم وفداً من النظام برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الذي تبين في لقاءي جنيف انه لا يملك اي صلاحيات تفاوضية مع اي كان، وان قرار دمشق يبقى بيد طهران، بالوكالة عن ربيبها الاسد.

 

صفقة أميركية - إيرانية أنجحت «اللافشل» في مفاوضات فيينا؟

عبدالوهاب بدرخان/ الحياة

كان تمديد المفاوضات النووية خبراً جيداً أو سيئاً في الكثير من العواصم والأوساط، وفق التوقعات المسبقة لدى هذا الطرف وذاك لانعكاسات الاحتمال الآخر، وهو إعلان التوصل إلى اتفاق. وعلى عكس المرات السابقة حين كان الجانب الإيراني يتمسّك حتى اللحظة الأخيرة بضرورة إنجاز العمل لإخراج برنامجه النووي من هذا الجدل الدولي، فقد بادر هذه المرّة إلى طلب التمديد متعجّلاً التوافق عليه، فيما كان الطرف الآخر، خصوصاً الأميركي هو الذي راهن على «اختراق» في ربع الساعة الأخير قبل انقضاء المهلة. لماذا انقلبت الأدوار، وما الذي جعل طهران تظهر كأنها خرجت «رابحة» من هذه الجولة على رغم استمرار العقوبات، وهل يعني ما حصل أن الإيرانيين فضّلوا وقف التفاوض عند النقطة التي بلغها على أن يقدموا على تنازلات قد تتسبب بانقسام داخلي لديهم؟

أسئلة أخرى كثيرة من دون إجابات تطرحها هذه النهاية الهادئة لمفاوضات زاد صخبها في الأيام الأخيرة وكان مفهوماً أنها اقتربت مما سمّي «لحظة الحقيقة»، أو بالأحرى أوشكت على تحقيق أهدافها، لكن حسابات طهران وقراءتها للموقف الأميركي وللتوازنات داخل مجموعة الـ5 + 1 ما لبثت أن أجهضتها قبيل ولادة الاتفاق. فهل هذا مجرّد هروب من التنازل، أم إنه سعي إلى تغيير التكتيك ومتابعة التوتير الإقليمي بل تصعيده، بالتالي دفع القوى الدولية تحديداً أميركا إلى خفض مطالبها وضغوطها. ثمة معطًى ما، قد يكون أميركياً أو روسياً، ألزم الإيرانيين بفضيلة العناد وأقنعهم بشراء مزيد من الوقت ومتابعة إزكاء الحرائق الإقليمية.

وعلى افتراض أن الإيرانيين كانوا مستعدّين فعلاً لتقديم التنازلات المطلوبة، وأنهم لم يتلقوا أي ضمان بأن الكونغرس (وإسرائيل) سيمرّر الاتفاق، فإن هذه عقدة كانت وستبقى ماثلة، ولا يمكن اختبارها إلا بـ «اتفاق صحيح» يمنح إيران إمكان تشغيل برنامج نووي سلمي ويحول دون حصولها على سلاح نووي، وإذا وجد اتفاق كهذا، فمن شأنه أن يلغي العقوبات ويفكك تضامن القوى الدولية، وأن يعزل واشنطن إذا عرقلته ويضعف قدرتها على حشد أي موقف أو عقوبات جديدة ضد إيران. أما الخيار المضاد فيؤدي إلى النتيجة نفسها، بل إلى أسوأ منها، أي أن عدم وجود اتفاق كهذا يمدّد مهمة الموتورين في الكونغرس واللوبي الإسرائيلي ويشحذ شهيتهم للابتزاز. والحال أن مثابرة المفاوض الإيراني على المناورة تعاود تغذية الشكوك وتثبط عزم الدول الغربية المؤيدة لرفع كاملٍ للعقوبات.

في أي حال أتاح تمديد المفاوضات للرئيس حسن روحاني أن يوجّه «خطاباً إلى الأمة» ليقول بين السطور «لم نتنازل إذاً لم نفشل، وسنواصل التفاوض». أما الوزير جون كيري، فإن أفكاره الأولى كانت لرئيسه الذي فوّت لتوّه فرصة «انتصار ديبلوماسي» يحتاجه، وكانت أيضاً لطلب «دعم» الخصوم الجمهوريين للمفاوضات المقبلة فيما هم يشحذون السكاكين ويلوّحون بعقوبات إضافية لإيران بسبب مماطلتها. ولا شك في أن وقع خبر التمديد كان سيئاً في كل العواصم الإقليمية، لأنه ببساطة يعني تمديداً وتأجيجاً للأزمات التي كانت لإيران يدٌ طولى في إشعالها. فالأرجح أن عدم التوافق الأميركي - الإيراني على الملفات السياسية هو ما أفشل المفاوضات على البرنامج النووي، ولو حصل تنازل أميركي في مسقط لحصل تنازل إيراني في فيينا. لكن، من يدري؟ فقد يكون التنازل حصل وما التمديد سوى شراء للوقت بغية إعداد الإخراج المناسب له.

لا بدّ من أن الحدث النمسوي تُرجم في صنعاء تأجيلاً لانفراج داخلي كان صعباً في الأساس، وفي بيروت تمديداً لأزمة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وفي المنامة تسويفاً متوقعاً من المعارضة لأي حوار وطني، وفي بغداد إبطاءً محتملاً لـ «الانفتاح» عربياً... لكنه استقبل بارتياح في دمشق التي ترى في أي اتفاق نووي نذيراً بميل نحو تسويات من جانب إيران قد لا تكون في مصلحة أشخاص النظام. أما في إسرائيل فلم يخفِ بنيامين نتانياهو ترحيبه بفشل المفاوضات، قائلاً إن «هذه النتيجة أفضل بكثير» من دون أن ينسى التذكير بأن إسرائيل «ستحتفظ دائماً بحق الدفاع عن نفسها»، ما يعني أنه سيشارك جمهوريي الكونغرس في الضغط على أوباما.

وقياساً إلى تجربة نحو عشرة أعوام من التفاوض، فإن إيران كانت تعوّض كل فشل وتأخير في رفع العقوبات بمزيد من التأزيم والتدخل في محيطها العربي، وأحياناً باشتباك واسع أو محدود مع إسرائيل عبر «حزب الله» في لبنان. واستناداً إلى شهادات مصادر عدة، فإن طهران لم تعد قلقة على برنامجها النووي الذي قدّرت مسبقاً، وقبل دخول المفاوضات، ما يمكن أن تخسره أو تربحه فيه، وإنما هي مهتمّة حالياً بمواءمة تنازلاتها التقنية في هذا الملف مع المكاسب السياسية التي خططت لتحصيلها في أي صفقة مع الولايات المتحدة تتعلّق بنفوذها الإقليمي. ولديها نموذج تستند إليه في العراق، حيث استطاعت بناء «تفاهم» مع إدارة جورج بوش الجمهورية، ثم حققت أكثر إنجازاتها مستفيدة من ركاكة سياسة الإدارة الديموقراطية والاستضعاف الإسرائيلي لأوباما شخصياً. في الحالين نجحت في استثمار حرب بوش على الإرهاب وعداء تزايد في أميركا حيال العرب بعد الهجمات الإرهابية عام 2001. وعلى رغم مساهمتها المباشرة في نشأة التنظيم الذي أصبح «داعش» فإنها تخوض الحرب عليه بواسطة ميليشياتها العراقية مستدرجة الأميركيين إلى التعايش مع دورها أو مواجهة قدراتها على تخريب الحرب أو التشويش عليها.

كان أكثر ما لفت المفاوضين في فيينا أن التشاور الثنائي، الأميركي - الإيراني، زادت وتيرته على نحو غير مسبوق، وخلافاً لما رأوه في أيٍّ من جولات التفاوض. والسائد أن الجانبين وجدا نفسيهما - أوباما إزاء جمهورييه وروحاني بمواجهة متشدديه - في أشد الحاجة إلى النجاح، لذلك فإن حرص الوزيرين جون كيري ومحمد جواد ظريف على عدم الإقرار بالفشل كان وراء القول إن «تقدماً جوهرياً» قد أحرز من دون أي توضيح، وكذلك وراء اعتماد صيغة تنفيذ «خطة العمل المشترك» للإيحاء بأنهما تخطيا الخلاف وكل ما يلزمهما الوقت الكافي لصوغ ما اتفقا عليه. هكذا، حرص روحاني على القول إن المفاوضات «ضيّقت الفجوات وقرّبت بين المواقف». وقبل ساعات من ذلك كان البيت الأبيض لا يزال يشير إلى وجود «فجوة كبيرة». فما الذي أدّى إلى تجسيرها؟ وما الذي دفع روحاني إلى استخدام لغة انتصارية: أهي تعهدات/ تنازلات أميركية قدّمها كيري في الملفات الإقليمية، وعلى أساسها باتت إيران تقول بثقة، وعلى غير عادة، أن المفاوضات ستفضي حتماً إلى اتفاق؟ أم إنهما يتوقعان «اختراقاً» ما لدى معاودة التفاوض خلال الشهر المقبل أي قبل شروع الكونغرس في العمل بغالبيته الجمهورية، أو في آذار (مارس) 2015 قبل أن يتمكّن من تمرير مشروع عقوبات جديدة لإيران؟ الأكيد أن تغييراً جدياً طرأ على أداء كيري - ظريف وعلى علاقتهما، وطالما أن لدى كلٍّ منهما هامشاً ضيقاً أو معدوماً للتنازل في الشأن النووي، فإن المجال المتاح أمامهما للتراضي هو الملفات الإقليمية، وعلى حساب العرب. لكن أين وكيف؟ وهل تظهر النتائج في خطة «تجميد الصراع» في سورية، أم في لبنان أو اليمن أو البحرين؟ سيكون سلوك طهران في المرحلة المقبلة ذا دلالة، وربما كانت أولوية التوافق معها هي التي قلّصت حظوظ التفاهم بين جو بايدن والرئيس التركي. ليس من عادة واشنطن أن تهتم بـ «الأضرار الجانبية» عندما تتأهّب لعقد أي صفقة سياسية، بالتالي فهي لا تضع ضوابط ولا تراعي التوازنات تجنباً للانفلاتات. وهذا يناسب الأسلوب الإيراني للتصرف كمن أطلقت يده للتصرف في الإقليم.

 

تخبّط في الإدارة الأميركية: أوباما والبنتاغون إلى المواجهة

وسام سعادة/المستقبل

التوتّر الأخير الذي دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إخراج الجمهوريّ الوحيد في إدارته تشاك هيغل من منصبه كوزير للدفاع، هو مؤشّر على التخبّط الذي تعيشه هذه الإدارة بعد شهور على إطلاقها الحرب اللابرّية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» بلا طائل واضح حتى الآن، في الوقت نفسه الذي ترغمها فيه الوقائع على تأويل واعادة تأويل جداول الانسحاب من افغانستان بحيث تفرغها من مضمونها، لأنّ ما يخيّم على هذا الملف الآن هو اعادة حركة طالبان الوضع على ما كان قبل التدخل الاميركي الاطلسي ضدها في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول. في الواقع، ثمة ثلاثة أطراف وراء هذا التوتر. الرئيس، ووزير دفاعه، ووزارة دفاعه. اذ لم يستطع هيغل الجمهوريّ أن يروّض احتقان البنتاغون من سياسات اوباما، لا سيما في موضوع الانسحاب من افغانستان، كما انه في المقلب الآخر، لم يقتنع بكل هذه الحرب اللابرّية ومنطق خوضها. فهذا المحارب القديم في فيتنام يعرف واحدة من اثنتين: إما عدم التورّط في النزاعات، وانما خوضها في البرّ والبحر والجو في الوقت نفسه. اما الدخول في نزاع حربي، مع ابقائه لابرّياً، فذلك هو مسلك اوباما، وهو يعتقد أنّ ما جرّب في ليبيا لمساعدة المنتفضين فيها على إسقاط معمر القذافي، يمكن استلهامه ضد «داعش» دون أن يطرح حتى السؤال عن الذين يمكنهم ان يتوازوا برّياً مع الهجمات الجوية. بتواري هيغل عن الصورة، سيكون اوباما وجهاً لوجه مع بنتاغون غير مطواع، ومع حزب جمهوريّ سيستثمر ليس فقط في تعثرات اوباما العالمية، انما في تفكك التحالف الانتخابي الداخلي الذي اوصله رئيساً واعاد التجديد له. لا يمكن تحطيم «داعش» بالحرب اللابرّية. ليس ثمة شريك مناسب في الشرق الأدنى يقارن بـ»تحالف الشمال» في حرب افغانستان او بالمعارضة المسلحة في حال ليبيا. ثمة تخمة من الاعداء لـ»داعش» لكن كثرتهم تحول دون وجود شريك حيوي ميداني للحرب اللابرّية الأميركية. وهذه اللوحة يزيدها تعقيداً، بل انكماشاً، تعايش الأمر الواقع للسياسة الأميركية مع استمرار النظام البعثي في سوريا. صحيح ان وزير الخارجية جون كيري كان له كلام واقعي مؤخراً عن تواطؤ موضوعي بين «داعش« والنظام البعثي، لكن منطق الحرب اللابرية على «داعش« في مقابل التشدد الكلامي ضد النظام البعثي، هو منطق لم تتبين فعاليته حتى الآن في جعل «داعش» يجلو من بقعة واحدة.

منذ «عاصفة الصحراء» خاض رؤساء أميركا ثلاثة انماط من الحروب. حروب التدمير في البنى التحتية، سواء في العراق أو في يوغوسلافيا. ثم حروب «احتلال تحريري» بعد هجمات ايلول في افغانستان والعراق. ونحن اليوم نكابد النمط الثالث، الاوبامي. هذا النمط يجمع بين الدافع الى خوض الحروب وبين الدافع الى الإحجام عن خوضها. مهموم هو بخوضها من دون كلفة. لكن حرباً يعتزم خوضها من دون كلفة وتضحيات ليست حرباً. واذا كان هيغل غير مقتنع بالحرب على «داعش» فليس لأنه داعية سلام عالمي بل لأنها ليست حرباً.

 

كيف يحلّل «حزب الله» مقايضة أسراه ويحرّمها على أبنائنا؟

رولا عبدالله وخالد موسى/المستقبل

سقط أمس خبر عملية تبادل «حزب الله» لعنصره الأسير عماد عياد الذي كان محتجزاً لدى المسلحين في القلمون كالصاعقة على قلوب الأهالي، الذين يقبعون تحت رحمة الطقس الماطر والبرد القارس في خيمهم في ساحة رياض الصلح، ينتظرون بفارغ الصبر عودة أبنائهم الأسرى، فإذا بأسير الحزب يعود من الجرود من دون أن يعود أبناؤهم. لم تصدّق أم جورج والدة العسكري المخطوف جورج خوري هذا الخبر، وتصفه في حديث إلى «المستقبل» بأنه «كالكذبة»، لافتةً الى أن «عسكريي الدولة ما زالوا في الأسر منذ أربعة أشهر وأهلهم ينتظرونهم في الخيم في ساحة رياض الصلح ومشتتين على الطرقات، وأبناؤنا في الجرود لا نعرف عنهم شيئاً، واليوم «حزب الله» يفاوض على أحد عناصره ويبادله باثنين من المسلحين، ولكن ماذا عن مصير أبنائنا؟».

حال أم جورج كحال معظم الأهالي ومن بينهم آمنة عمار «أم حسين» والدة العسكري المخطوف حسين عمار، التي توجهت في حديث إلى «المستقبل» الى قيادة «حزب الله» بالقول: «لماذا تعرقلون عملية التفاوض على التبادل بين الحكومة والخاطفين تحت حجّة الحفاظ على «هيبة الدولة»، بينما تعملون في الخفاء وتجرون المفاوضات من أجل إخراج أسراكم لدى الخاطفين، فعن أي هيبة تتحدّثون؟»، مشيرة الى أن «الأهالي سيقومون بالتصعيد اليوم رداً على هذا الخبر، فلتحزم الدولة أمرها في هذا الملف، نحن لا نريد سوى عودة أبنائنا إلينا بأسرع وقت ممكن«. وشدّدت على أن «حزب الله لا يريد لأبنائنا أن يخرجوا الى الحرية، هو يريد أن يقتلهم في المكان الذي يتواجدون فيه، من أجل أن يقول للجميع إنه لا يوجد هناك دولة»، متسائلة: «لماذا تم قصف أماكن تواجد أبنائنا لأكثر من مرة، ما الغاية من هذا الأمر؟ لكن ما نعلمه هو أن «حزب الله» وحده من يعرقل المفاوضات لإخراج أبنائنا فيما يفاوض لإخراج أسراه». بدوره، لفت حسين يوسف والد العسكري المخطوف محمد يوسف الى أنه «عندما سمعت هذا الخبر، أصبت بخيبة أمل لم أكن أتوقعها أبداً، وكم كنت أتمنى أن تقوم الدولة بهذه المبادرة وتصل الى حل هذا الموضوع»، مشيراً الى «اننا نعتبر قصف حزب الله لمواقع تواجد المسلحين وأبنائنا هو محاولة عرقلة للملف أو تهديد لأبنائنا بالقتل، بغض النظر عن هدفه من القصف، والمضحك المبكي أنّ «الحزب يسعى اليوم جاهداً الى إطلاق أحد عناصره وتمكّن من ذلك، ما يدل على أنه لا يوجد هناك شيء صعب على الدولة، وبإمكانها الآن الرد على رفض «حزب الله» مقايضة مسجونين مقابل العسكريين الأسرى».

وتوجّه الى الدولة بالقول: «عيب جداً أن يقوم حزب بإرجاع أسراه والمفاوضة عليهم، فيما الدولة جالسة تنظر إليه»، مشيراً الى أنه «كان يجب على الدولة أن تقوم بهذه المبادرة وتخرج أسراها الذين يمثّلون كل البلد».

وكشف يوسف عن «اجتماع موسّع سيعقده أهالي العسكريين اليوم الساعة العاشرة صباحاً ممكن أن تتخذ إثره خطوات تصعيدية لا أدري الى أين ممكن أن تؤدي بنا»، مشدداً على أن «ما سمعه الأهالي من إخراج «حزب الله» لأسيره جعل الأهالي يقولون بأن هيبة الدولة سقطت اليوم». وبشأن أجواء لقائهم بعضو خلية الأزمة اللواء محمد خير، لفتوا إلى أن «لا جديد ولكن هناك مماطلة من قبل النصرة والحكومة بانتظار الرد وهي تسعى الى حلحلة الموضوع والاتصالات والمفاوضات ما زالت مستمرة وغير مقطوعة». وقد تتقاطع هذه المعطيات مع ما يجري تناقله بأنّ تنظيم داعش بات يتساهل أكثر من النصرة بالنظر الى الظروف المناخية الصعبة في المنطقة الجردية العليا حيث يوجد المختطفون، أما عناصر «النصرة» فإنهم يتمركزون في منطقة أقل قسوة مناخياً وأقل ارتفاعاً، ولعل في ذلك مبرر للمرونة التي سيبديها داعش ما يدفعها الى تسريع وتيرة المفاوضات«. لقد باتت دواليب السيارات رفيقة أهالي العسكريين المخطوفين، مرة تدور بهم الى أعالي الجرود للقاء أبنائهم، ومراراً يشعلونها من حرقة قلبهم تاركين شحتارها يختلط بأجسادهم التي اصطبغت بـ«الرمادي» مثلما صار لون المعطيات بين أيديهم، لا هي بيضاء ولا سوداء. وفي الساحة حيث تسابقهم العواصف، ويقطع المارة من حولهم كأنهم صاروا من معالم المكان، ليس من منقذ سوى الدولاب يعتمدونه بديلاً عن المقاعد الحجرية الباردة ومثبتاً للصحون اللاقطة وطاولة تصلح بعد التعديل لجلسة تبادل مخاوف وأوجاع وذكريات. وكما الأمس، وما قبله، هو حالهم: «دولاب ويدور بهم في كل الاتجاهات» يقول أحد الأهالي بينما عجلات السيارة تطير بأبناء العسكري المخطوف خالد مقبل برفقة والدتهم «وضحة« الى فنيدق حيث أقرب طبيب، وعلامات المرض: «إسهال واستفراغ»، وتشخيص الطبيب في كل مرة: «معقول أطفال عندن حساسية يناموا بخيم مشرعة للعواصف». وإنذار الطبيب للأم: «حرام اللي عمبتعملوا بالأولاد». والأم وضحة حائرة بين أن ترضخ لتحذيرات الطبيب أو أن ترضخ لتهديدات الخاطفين بضرورة التزام الأهالي خيم الاعتصام.

وكان قد زار أهالي العسكريين أمس اللقاء الشبابي اللبناني - الفلسطيني في وقفة تضامنية تحت عنوان «لا كرامة للوطن إلا بعودة حماة الوطن».

 

"المستقبل" - "حزب الله": نعم لحوار ينفِّس الاحتقان ولا يؤسِّس لمسار نهائي في منطقة مشتعلة

سابين عويس/النهار

27 تشرين الثاني 2014

يتسم الحوار المرتقب بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" بأهمية بالغة، وإن كان يأتي في خضم جمود سياسي يستنزف الساحة الداخلية في إنتظار تطورات خارجية تحدد بوصلة المرحلة المقبلة. تطغى لدى بعض المراقبين خشية أن يكون الهدف من رفع الصوت حول الحوار المزمع، تمرير الوقت الضائع في مرحلة الفراغ التي يخشى أن تطول، وخصوصاً بعدما تمددت مهلة المفاوضات الاميركية - الايرانية لستة اشهر جديدة. وليست حيثيات هذا الحوار بعيدة من تلك العائدة الى ملفي الامن الغذائي وقانون الانتخاب اللذين فُتحا على عجل ليطغى ضجيجهما على صفقة التمديد للمجلس النيابي والطعن المقدم من "التيار الوطني الحر" امام المجلس الدستوري، الذي يجد نفسه مرة جديدة أمام إمتحان إثبات صدقيته، بعدما سقطت هذه الصدقية مع التمديد الاول للمجلس.

لكن هذا لا يقلل من أهمية أن يستأنف فريقا النزاع في لبنان تواصلهما، وإن يكن أي منهما لا يملك هامشاً واسعاً من المناورة، بعدما كبَلتهما سقوفهما العالية حيال الملفات موضع النزاع. ليست المرة الاولى يتحاور التيار والحزب، بل كانت قنوات الحوار مفتوحة حتى في الظروف الصعبة. وكان اللواء الشهيد وسام الحسن كما اللواء أشرف ريفي أبرز الشخصيات التي قادت هذا التواصل. لا تخفي أوساط مستقبلية أهمية استئناف هذا التواصل لما له من تأثير كبير على تنفيس الاحتقان المذهبي، لكنها لا ترى أنه يؤسس لمسار نهائي في ظل الاوضاع الساخنة والمتقلبة في المنطقة. وهذا لا يعني في رأي الاوساط أن الحوار لن يكون له فائدة تتجلى في إدارة الازمة والخلافات بين الفريقين. بدا ذلك واضحاً مع تراجع منسوب الخطاب التصعيدي، كما تجلى في إدارة العمل الحكومي، حيث تعي القوى السياسية أن تعطيل الحكومة لن يؤدي إلا إلى تعطيل المصالح وتسيير شؤون الدولة. كما أن الحكومة تشكل في الوقت الراهن صمام الامان الوحيد الذي يحول دون الانهيار المؤسساتي في ظل إستمرار الشغور في سدة الرئاسة الاولى. فالتمديد للمجلس النيابي يظل مدرجا تحت خانة تمديد الضرورة بقطع النظر عن قرار المجلس الدستوري الذي لا تزال الشكوك تحوط إمكان قبوله الطعن، أو أنه سيلجأ إلى مخرج يحفظ له ماء الوجه من دون أن يسقط التمديد.

تتجه الانظار إلى ما سيقوله زعيم التيار الازرق اليوم في إطلالته الاعلامية مع الزميل مرسال غانم على شاشة "إل بي سي"، وخصوصا أنه سيحدد فيها موقف تياره من الحوار مع الحزب من ضمن خريطة الطريق التي سيرسمها للمرحلة المقبلة.

وكل المعطيات تؤشر إلى أن الحريري سيرحب بالحوار، كيف لا وهو الذي بادر إلى مد اليد قبل أشهر. وليس كلام الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء إلا تلقفا لتلك المبادرة وتجاوباً معها.

أما الكلام على تفاوت ردود الفعل في قيادات التيار بين مرحب أو معارض، فإن للأوساط المستقبلية المطلعة قراءة خاصة بهذا الامر، منها ما له علاقة بتسويق الحوار لدى القواعد الشعبية للتيار، ومنها ما له علاقة بتسويق الفريق الآخر للحريري.

فالقول إن ثمة تبايناً بين الحريري وبعض صقور التيار على الحوار، يخدم على ضفتي "المستقبل" و"حزب الله".

والحزب يحرص على إبراز الحريري في موقع الزعامة كما هي الحال واقعاً، فيما يسعى المستقبليون المتحفظون عن الحوار إلى حفظ خط الرجعة بحيث إذا فشل الحوار يُعزى الامر إلى الحسابات الداخلية للتيار والتحفظات المسجلة من دون أن يُشكَك في النيات الصادقة للحريري في التواصل. لا شك في أن طريق الحوار عندما يبدأ سيكون طويلا ومحفوفاً بالشروط والسقوف العالية، لكنه في الوقت عينه، سيعكس مناخاً إقليميا بدأ يتبلور على مستوى الراعيين الاقليميين للاعبين المحليين، من شأنه أن يسهل مرور الوقت بالحد الادنى من الأخطار.

 

التخلّص من الكيميائي السوري أنقذ الأسد والتخلّص من النووي الإيراني يُنقذ السلام

اميل خوري /النهار

27 تشرين الثاني 2014

بعد تمديد المفاوضات حول الملف النووي الإيراني سبعة اشهر، هل يكون ذلك كافياً لتوقيع اتفاق أم يفشل التوصل اليه وتدخل المنطقة عندئذ في المجهول؟ في معلومات لمصادر ديبلوماسية غربية ان لا نية لدى أي طرف في تحمّل مسؤولية الفشل في التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني، ولو انه كان في النية ذلك لما تم الاتفاق على التمديد للمفاوضات لتذليل ما تبقى من صعوبات، بل لما كان تم الاتفاق حتى على تمديد المفاوضات فتدخل المنطقة عندئذ حرب مواجهة خطرة قد لا تنتهي إلا بعد "بلقنتها".

لذلك فإن المصادر إياها تتوقع ان تكون سنة 2015 سنة السلام الشامل في المنطقة او بداية سنة حل كل الازمات التي تتخبط فيها بما فيها النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني والعربي.

لقد عدلت الولايات المتحدة الأميركية عن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا عندما تم الاتفاق على التخلص من السلاح الكيميائي السوري، وهو اتفاق أرضى أميركا وروسيا وإسرائيل وسوريا، ولم يعد مطلب تنحي الرئيس بشار الاسد عن السلطة شرطاً للبحث عن حل يوقف الحرب. وقد باشر العمل في هذا الاتجاه المبعوث الاممي ستيفان دو ميستورا بالتنسيق والتفاهم مع روسيا وايران وعدم ممانعة أميركية. ذلك ان التوصل الى حل للأزمة السورية هو السبيل الى جعل الرئيس الاسد يتنحى عن السلطة وليس العكس لئلا يكون الفراغ بعد التخلي ولا حل بديلاً يسده سبباً لمزيد من الفوضى وإشعالاً للفتنة. لذلك باشر دو ميستورا البحث أولا عن حل للأزمة السورية، حتى إذا ما تمّ التوصل اليه بموافقة كل القوى السياسية الاساسية في سوريا فإن هذا الحل يكون هو البديل من تخلي الرئيس الأسد عن السلطة، لا ان يكون تخليه اولا هو المدخل للبحث عن هذا الحل الذي قد يطول التوصل الى اتفاق عليه، فتصبح الفوضى العارمة هي البديل.

اما التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني فإنه يفتح الباب للدخول في مفاوضات جدية وسريعة حول تحقيق السلام الشامل في المنطقة ويكون سلاماً عادلاً وشاملاً يجعل إسرائيل دولة من المنطقة ولا يبقيها كما هي الآن دولة في المنطقة محاطة بدول عدوة. وعندما ترتاح اسرائيل من همّ الملف النووي الايراني ولا تبقى قلقة كما هي الآن، فإن التوصل الى تحقيق السلام الشامل يصبح قريب المنال. كما ان الدول العربية ولاسيما منها دول الخليج، لا تعود تشعر بالقلق من حصول ايران على السلاح النووي كونه يخل بالتوازن، ولا تمانع في ان يكون البديل من هذا السلاح نفوذا لإيران في بعض دول المنطقة ضماناً لمصالحها، ولا تعود إيران عندما تحصل على هذا النفوذ في حاجة الى التدخل عسكرياً أو سياسياً في شؤون دول المنطقة. فكما ان تخلي سوريا عن سلاحها الكيميائي جنّبها الضربة العسكرية ولم يعد تنحي الأسد شرطاً للدخول في البحث عن حل لأزمتها، فإن التوصل الى اتفاق يجعل ايران تتخلى عن سلاحها النووي من شأنه ان يبعد خطر الضربة العسكرية لإيران، لا بل خطر حرب في المنطقة، ويزيل قلق العرب واسرائيل من اقتناء ايران هذا السلاح. وكما ان الحل في العراق وحّد القوى الأساسية فيه لمواجهة تنظيم "داعش"، فإن الحل في سوريا قد يؤدي الى ذلك ايضا، وهو ما جعل دو ميستورا يرى ان التصدي للارهاب يتطلب تعاونا بين الموالين والمعارضين في سوريا بحيث يسير الحل في سوريا على خط واحد مع الحل لملف السلاح النووي الايراني، وهو حل تحاول روسيا رعايته بدعوة المعارضة والموالاة في سوريا الى عقد اجتماع في موسكو. وقد يساعد على نجاح مسعى روسيا مدى تأثيرها على أهل النظام في سوريا وضعف المعارضة للنظام بسبب انقسامها وتشتتها وعدم مدّها بالسلاح المطلوب ولا بالمال الكافي. فإذا نجحت روسيا في سعيها فإن حكومة وحدة وطنية يتم تشكيلها في سوريا تتولى التصدي بقوة للتنظيمات الارهابية وتكون هي البديل من الأسد. الى ذلك، يمكن القول إن المفاوضات حول الملف النووي الايراني هي التي ترسم بنتائجها صورة الوضع في المنطقة، فإما انفراج وإما انفجار.

 

لا اشتداد للأزمات بعد التمديد النووي وملفّات المنطقة لم تُطرح في المفاوضات

روزانا بومنصف /النهار

27 تشرين الثاني 2014

على رغم ان الاوهام لم تكن كبيرة حول الانتقال فورا بعد المفاوضات حول الملف النووي الايراني بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا وايران الى ملفات المنطقة حيث لإيران اوراق قوية في كل من العراق وسوريا في شكل خاص نظرا الى رفض متبادل اميركي - ايراني بوضع اي من هذه الملفات على طاولة البحث في موازاة التفاوض على النووي فيما لو ادت هذه المفاوضات الى نتيجة، فان تمديد هذه المفاوضات سبعة اشهر اضافية رسم علامات استفهام حول مآل الازمات المتفاقمة على وهج النووي الايراني. فعلامات الاستفهام ليست حول ارجاء ضمني مواز لفتح ملفات المنطقة ابتداء من سوريا مع ان الازمة السورية ليست موضوعة على سكة الحل في اي حال فحسب بل ايضا حول مخاوف من استمرار تفاقم الكباش الاقليمي. هذا ما يعتقده البعض على وقع الاعتقاد ان اشتداد وطأة الخلافات في المنطقة وتوسعها ارتكز في جزء كبير منه على واقع سعي ايران الى مقايضة التنازلات التي يمكن ان تقدمها في الملف النووي بالنفوذ الاقليمي الواسع الذي تسعى الى الحصول عليه وتثبيته، وان هناك ما يمكن ان تسعى اليه على صعيد مزيد من تأزيم الوضع في المنطقة من اجل تقوية موقعها التفاوضي. فعلى الاقل وبالاستناد الى الرسالة التي كشفت ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ارسلها اخيرا الى مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي والتي ربط فيها اي تعاون في ما خص تنظيم الدولة الاسلامية بالتوصل الى اتفاق نووي شامل، فان تمديد المفاوضات يعني من حيث المبدأ تأجيل هذا التعاون. كما انه من غير المحتمل ان يحصل اي تعاون بالنسبة الى الاقرار بدور لإيران بالمساعدة في الحل في سوريا في الوقت الذي تبرز انتقادات اكثر فاكثر للرئيس الاميركي على سياسته ازاء توجيه ضربات عسكرية لتنظيم الدولة الاسلامية وتقديم خدمات مجانية لايران في كل من العراق وسوريا على هذا الصعيد، كما تقديم خدمات للنظام السوري على خلفية مساعي واشنطن الى عدم استفزاز ايران بغية التوصل الى انجاز في الملف النووي.

الا ان هذا الرأي يجد له موقفا قويا مناقضا اي ان توقع مزيد من التأزيم على وقع تمديد مفاوضات النووي ليس في محله على الاطلاق على رغم ما توحي به الامور. ويبني هذا الرأي اثباتاته انطلاقا من معطيات ومعلومات توافرت من مشاركين ديبلوماسيين رفيعي المستوى واساسيين في المفاوضات التي جرت تفيد اولا بان اي موضوع خارج النووي الايراني والعقوبات لم يكن على اي مستوى من البحث في اي مرحلة من المراحل. ما يعني ان المنطقة وملفاتها لم تكن على جدول البحث اطلاقا. يضاف الى ذلك ان ايران تستند في مقاربة تدخلها او توسعها في دول المنطقة على قاعدة ان لا سياسة اميركية واضحة بالنسبة الى دولها بحيث تهدد النفوذ الايراني ان في العراق او سوريا او اي مكان آخر وليس هناك ما يتهدد هذا النفوذ الايراني بحيث يمكن الاعتبار ان ايران مرتاحة الى وضعها على رغم الاحتكاكات القائمة بينها وبين المملكة العربية السعودية ودول الخليج في الدول المذكورة. فهناك تلاقي مصالح بين الولايات المتحدة في العراق حيث تستمر ايران في تنفيذ مصالحها كاملة، ولو حصل تغيير في الحكومة واستبدل نوري المالكي بحيدر العبادي، من دون ازعاج حقيقي من جانب الولايات المتحدة في الوقت الذي تستمر ايران في دعم بشار الاسد. ومن غير المتوقع ان تبدل هذه الاخيرة سياستها خصوصا في الوقت الذي يواجه الرئيس اوباما مزيدا من التخبط ازاء سياسته السورية ما ادى الى استقالة وزير الدفاع تشاك هاغل الذي قدمت رسالته الاعتراضية الى مستشارة الامن القومي سوزان رايس على مقاربة البيت الابيض للوضع في سوريا وخدمته النظام السوري كأحد ابرز اسباب دفعه الى الاستقالة. وهو ما يفيد وفق اصحاب هذه المعطيات بان لا حاجة الى توقع اشتداد الازمات في المنطقة على وقع التمديد للنووي الايراني بل بقاء الامور على حالها. يضاف الى ذلك امران احدهما هو واقع ان تمديد المفاوضات بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران كان امرا متوقعا على رغم كل المعطيات المخالفة نتيجة جملة عوامل من بينها تعثر المفاوضات في الاساس والتي في جوهر تعثرها التخبط الاميركي المعروف والذي شكلت استقالة هاغل ابرز مؤشراته علما ان وضع وزير الخارجية جون كيري قد لا يكون مريحا ايضا اضافة الى التصلب الفرنسي المستند الى الموقف السعودي ايضا في هذا الاطار. ويندرج من ضمن التعثر نفسه المزايدات الايرانية على رغم رغبة الايرانيين القوية في رفع العقوبات عن ايران الا ان المزايدات كبيرة جدا على غرار ما حدث مع سعيد جليلي في مفاوضات ايران حول النووي قبل اعوام. اما الامر الآخر الذي يستبعد مزيدا من التأزيم فهو مبني على معطى انه من غير المحتمل ان تعمد ايران وليس من مصلحتها الذهاب الى مزيد من الخربطة في المنطقة بخلفية تعزيز اوراقها التفاوضية في الملف النووي خلال الفترة المقبلة كمن ينتقم من تمديد المفاوضات ويعود ذلك لاعتبارات عدة من بينها ايضا عدم امكان ايران ابتزاز الولايات المتحدة في شأن دول المنطقة في الوقت الذي لا استراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة ولا تبدي اهتماما كبيرا بها خارج مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية واستقرار اسرائيل.

 

'الثورة' الإسلامية يوم الجمعة في مصر قد تكون دامية

اريك تراجر/معهد واشنطن

 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2014

في يوم الجمعة 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2014، بينما يستعيد الأمريكيون قواهم من سبات طعام "عيد الشكر"، قد تواجه مصر أكثر أيامها عنفاً منذ أكثر من عام. فقد أعلنت الجبهة السلفية - الجماعة الأصولية التي كانت قد عارضت الإطاحة بالرئيس محمد مرسي من «الإخوان المسلمين» في تموز/يوليو 2013 - عن «انتفاضة الشباب المسلم» في ذلك اليوم ضد حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقد وافقت جماعات أخرى على المشاركة في الانتفاضة، من بينها «الإخوان المسلمين». وفي حين أنه من الصعب التنبؤ بحجم الاحتجاجات وتداعياتها، فإنها من المرجح أن تثير مواجهات حادة بين الشبان الإسلاميين وقوات الأمن الحكومية، لأن كلا الجانبين يعتبران نضالهما وجودياً.

وبالفعل، يشير المنظمون إلى انتفاضتهم بأنها «معركة على الهوية» ويسعون علناً إلى الإطاحة بالسيسي. وفي مقطع فيديو تم نشره من على اليوتيوب بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر، وشوهد من قبل أكثر من 177,000  مرة حتى كتابة هذه السطور، يتهم الناشطون الشباب الاسلاميون الرئيس السيسي بأنه يمنع تطبيق الشريعة الإسلامية (على سبيل المثال من خلال «تعليم الرقص والشذوذ والزنا»)، والسماح لوسائل الإعلام بالقيام بـ «تشتيم النبي والإسلام ليل نهار»، ومعارضة إقامة الخلافة. وبالمثل، في مقطع فيديو موسيقي باسم "الانتفاضة" من تاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر يطلق المغنون على السيسي لقب «الفرعون» ووزير الداخلية محمد إبراهيم بـ «هامان» ويساووهما مع الأشرار المذكورين في القرآن الكريم الذين رفضوا دعوة النبي موسى لعبادة الله.

وعلى نفس المنوال، أثار أنصار السيسي لغة دينية من أجل تشويه سمعة الانتفاضة. ففي بيان صدر مؤخراً، انتقد المفتي السابق المناهض للسيسي علي جمعة، الإسلاميين بقوله إن «دعواتهم للنزول بالمصاحف، إهانة للقرآن الكريم، وللدين الإسلامي». وأضاف أن «هذه الدعوات، تشبه دعوات الخوارج الذين قتلوا سيدنا عليّ، ومثل هؤلاء، لهم جزاء شديد يوازي جزاء من أهان القرآن بالسَّبّ»، مما يعني أن التمرد ضد السيسي هو غير إسلامي.

وكما هو الحال مع دعوات سابقة للتعبئة الجماهيرية ضد السيسي، من الصعب التنبؤ بمدى الإقبال الجماهيري على مظاهرات يوم الجمعة، ويمكن أن يكون ذلك مخيباً للآمال في النهاية. وعلى كل حال، فإن السلفيين المصريين منقسمون بشدة، وأكبر منظماتهم، "الدعوة السلفية" التي مقرها في الإسكندرية، قد  دعمت السيسي بقوة ورفضت أحدث الدعوات للقيام بانتفاضة. وعلاوة على ذلك، نجحت قوات الأمن في قمع محاولات أخرى جرت في الآونة الأخيرة لحشد الإسلاميين وإن كان ذلك بطريقة وحشية. ولم تكن لأي من تلك المحاولات أي تأثير على المسار السياسي في مصر أو الأمن الداخلي. وتتمتع حكومة السيسي بمزيد من الدعم القوي في أوساط الجمهور، الذي يخشى من هذا النوع من عدم الاستقرار الذي تنذر به الانتفاضة المخطط لها. وبالتالي سوف ترحب كتلة أساسية من المصريين بحملة تقوم بها الحكومة ضد المتظاهرين، مهما كانت قاسية.

ومع ذلك، أثبت منظمو الانتفاضة فطنة استراتيجية. فهم يدعون أنصارهم إلى المشاركة في مسيرة تخرج من المساجد بعد صلاة الفجر، والتي سوف تمكّن المشاركين من التوحِّد في مجموعات، مباشرة قبل اشتباكها مع قوات الأمن، حيث يشجعهم منظمو الانتفاضة بشكل صريح على القيام بذلك. ويجري أيضاً إعطاء إرشادات وتعليمات للمشاركين للاحتشاد نحو ساحاتهم العامة المحلية، مما قد يؤدي إلى انتشار الاحتجاجات في جميع أنحاء المدن الكبرى في الوقت الذي لا يزال الظلام يخيم على مناطق الاحتشاد. وبالإضافة إلى ذلك، توحَّد نشطاء من «الإخوان المسلمين» وسلفيين مناهضين للنظام وراء الانتفاضة، الأمر الذي يمكن أن يعزز من الإقبال على المشاركة فيها. وسوف تشمل الاحتجاجات أيضاً مثيرو الشغب من رواد مباريات كرة القدم الموالين لمرسي والمعروفين باسم "الألتراس"، الذين يعرف عنهم بأنهم مقاتلين متحمسين ضد قوات الأمن.

ونظراً لأن الإنتفاضة تدعو صراحة إلى الإطاحة بالسيسي وتحث من أجل قيام مواجهة مباشرة، فمن المرجح أن ترد الحكومة بقوة لا يستهان بها. ولهذا السبب، فإن الصور التي ستأتي من مصر يوم الجمعة ستزعج على الأرجح صانعي السياسات في الولايات المتحدة وتحفز قيام دعوات جديدة لانتقاد القاهرة وربما معاقبتها. بيد، يتعيّن على واشنطن أن تقاوم هذه الإلحاح. وفي حين أن إدارة أوباما محقة في انتقاد القاهرة لتعاملها القمعي مع الاحتجاجات السلمية منذ الإطاحة بمرسي في الصيف الماضي، إلا أن انتفاضة يوم الجمعة هي دعوة صريحة للعنف.

وعلاوة على ذلك، لا ينبغي أن تكون هناك أية أوهام لدى واشنطن حول قدرتها على التأثير إيجابياً على الصراعات السياسية الداخلية في مصر. ومرة أخرى، فإن الحكومة والمعارضين الإسلاميين يعتبران نزاعهما وجودياً، وبالتالي يرى السيسي أن استيعاب المتطرفين هو بمثابة انتحار. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الانتقادات المفرطة الموجهة تجاه القاهرة من المرجح أن تؤدي إلى تشجيع المتطرفين وتفاقم عزلة الحكومة المدعومة من الجيش - وكلاهما لا يصب في مصلحة واشنطن.

اريك تراجر هو زميل واغنر في معهد واشنطن.