المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 تشرين الثاني/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 27 -28 تشرين الثاني/14

مجازر النظام السوري والمباركة الدولية/داود البصري/28 تشرين الثاني/14

فشل اتفاق فيينا وحوار الضرورة في لبنان/مهى عون/28 تشرين الثاني/14

فرصة للتفاوض والقوة الناعمة/وليد شقير/28 تشرين الثاني/14

تحديات القرن العربي المقبل/بول سالم/28 تشرين الثاني/14

أوباما أمام امتحان الخروج من البقعة الرمادية/راغدة درغام/28 تشرين الثاني/14  

الرقة: يوميات القتل العادي/حسام عيتاني/28 تشرين الثاني/14

إيران.. دولة وحكومتان/أمير طاهري/28 تشرين الثاني/14

فيينا ـ طهران.. تمديد الاستنزاف/مصطفى فحص/28 تشرين الثاني/14

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر 27-28 تشرين الثاني/14

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس في 27/11/2014

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 27 تشرين الثاني 2014

أهالي العسكريين المخطوفين :التصعيد قائم بانتظار جلسة مجلس الوزراء

سلام: كنا بغنى عن عملية التبادل

النصرة" تمهل الحكومة 24 ساعة للبدء بالمفاوضات وسلام: لا مقارنة بين أسير حزب الله والجنود

ذوو عسكريي عرسال: لا نرضى بإطلاق سراح ابنائنا الا من خلال الدولة

سلام ترأس إجتماع لجنة سلامة الأمن الغذائي حكيم : سننفذ بنود القانون بصلاحيات الحكومة

حزب الله...فضائح بالـ"الجملة"

“حزب الله” يتحكم في الأداء الحكومي ويريد التحكم في مسار معركة القلمون

النائب رياض رحال لـ”السياسة”: أسير “حزب الله” كان لدى “النصرة” لا “الجيش الحر”

ريفي: الوسام البابوي الذي ناله سليمان هو رسالة لتعزيز منطق الاعتدال

مجلس الوزراء شكل لجنة وزارية لمتابعة موضوع سلامة الغذاء سلام: لعدم المقارنة بين تبادل الاسرى الاخير ووضع العسكريين

الحريري:أهم هبة ممكن ان تعطيها إيران للشعب اللبناني ان تطالب حزب الله بالإنسحاب من سوريا".

الراعي استقبل سياسيين ووفودا سامي الجميل: همنا الإتفاق على قاعدة المساواة والمناصفة وحسن التمثيل

تحرير أسير "حزب الله" يظهر اختلاف النوايا بين "الجيش الحر" وتنظيمي "داعش" و"النصرة"

سليمان محاضرا في صالونات هوش في باريس: الأزمة الحلية ستنتهي بتطبيق إعلان بعبدا

اللواء اللوجستي تسلم اسلحة وذخائر من ضمن برنامج المساعدات الأميركية

كيروز استنكر جريمة قتل الشابة نسرين روحانا وطالب القضاء بمحاسبة القاتل

الحجار لـ”السياسة”: لن نعدم وسيلة للتحاور مع كل الأطراف

عماد جمعة يطالب بمحاكمته: المفاوضات بملف العسكريين "مجرد تضييع وقت"

اوساط حزب الله: للتمثل بالحزب ومقايضة خاطفي عسكريي عرسال

ضبط سيارات مسروقة من فرنسا في مرفأ بيروت

اجراءات امنية في عين الحلوة لتوقيف المولوي وتسليمه للجيش

توقيف سوريين في عكار لوجود صور داعش على هواتفهم

بري استقبل النائبة الحريري والقائمة بالأعمال السويدية وافرام

مجدلاني زار عوده: انتخاب رئيس للجمهورية بداية الحل

جنبلاط عرض وبلامبلي التطورات الراهنة

الراعي تلقى اتصال تهنئة من عون وسامي الجميل شدد على المناصفة

الحجار دعا الى الحوار والتواصل بين اللبنانيين

فتفت :انتخاب الرئيس مفتاح اي حوار

هاشم : متفائل بالحوار بين المستقبل وحزب الله

الساحلي: لتعزيز الوحدة الوطنية والحوار وتحريك الجمود

خامنئي: لست ضد المفاوضات النووية ولا ضد تمديدها

لقاء محتمل للبابا مع لاجئين مسيحيين سوريين وعراقيين في تركيا

الإمارات ... خطوات متسارعة للحرب على الإرهاب

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية06/ فَخِّ الخَطيئَة وواجبات الروحيين

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في قول بولس الرسول، إن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة

*إِن ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّه شَيءٌ، مع أَنَّه لَيسَ بِشَيء، فقَد خَدَعَ نَفْسَه”

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية في قول بولس الرسول، "إن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة"//27 تشرين الثاني/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية في قول بولس الرسول، "إن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة"//27 تشرين الثاني/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الانتهازية والوطاوي بتخلق مع السياسي المرت وبيرضعها مع الحليب/الياس بجاني

*الفاتيكان مستاء من “الراعي” ويطالب المطارنة بالتحرك أولاً

*رسالة موجهة الى أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من ماروني ملتزم وخادم امين لكنسيته

*حزب الله...فضائح بالـ"الجملة"

*لغز لاسا مجددا.. بكركي غائبة وحزب الله يمعن في تغطيته المعتدين

*النصرة" تمهل الحكومة 24 ساعة للبدء بالمفاوضات وسلام: لا مقارنة بين أسير حزب الله والجنود

*ذوو عسكريي عرسال: لا نرضى بإطلاق سراح ابنائنا الا من خلال الدولة

*اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 27 تشرين الثاني 2014

*مجلس الوزراء شكل لجنة وزارية لمتابعة موضوع سلامة الغذاء سلام: لعدم المقارنة بين تبادل الاسرى الاخير ووضع العسكريين

*النائب رياض رحال لـ”السياسة”: أسير “حزب الله” كان لدى “النصرة” لا “الجيش الحر”

*سامي الجميّل من بكركي: همنا ان يكون المسيحيون يداً واحدة للمحافظة على لبنان وتحقيق قانون انتخابي عادل

*السجعان قزي: الحوار قائم بين الكتائب وحزب الله وهو جدي

* “حزب الله” يتحكم في الأداء الحكومي ويريد التحكم في مسار معركة القلمون

* “حزب الله” يتحكم في الأداء الحكومي ويريد التحكم في مسار معركة القلمون

*ماذا يفعل خبراء "حزب الله" في صنعاء؟

*لقاء محتمل للبابا مع لاجئين مسيحيين سوريين وعراقيين في تركيا

*ضبط سيارات مسروقة من فرنسا في مرفأ بيروت

*عن مقايضة حزب الله/احمد الأسعد

*الراعي استقبل سياسيين ووفودا سامي الجميل: همنا الإتفاق على قاعدة المساواة والمناصفة وحسن التمثيل

*سليمان محاضرا في صالونات هوش في باريس: الأزمة الحلية ستنتهي بتطبيق إعلان بعبدا

*الحريري: أهم هبة ممكن ان تعطيها إيران للشعب اللبناني ان تطالب حزب الله بالإنسحاب من سوريا".

*موجة التفاؤل الرئاسي الى انحسار والراعي على تشاؤمه

*سلام يرفض مقارنة صفقة الحزب بمفاوضات الدولــة

*عون اتصل بالراعي وتساؤلات "اذارية" عن جدوى الحوار

*لقاء في منزل جعفر ضمّ يزبك ونوّاباً لمتابعة جريمة بتدعي

*المقداد: مساعٍ جدّية لتسليم المجرمين بتدخل مـن العشيرة

*المونسيور رحمه: سنستمر بالضـغط كي لا تتكرر المذبحة

*مجازر النظام السوري والمباركة الدولية/ داود البصري/السياسة

*فشل اتفاق فيينا وحوار الضرورة في لبنا/مهى عون/السياسة

*الحجار لـ”السياسة”: لن نعدم وسيلة للتحاور مع كل الأطراف

*فرصة للتفاوض والقوة الناعمة/وليد شقير/الحياة

*تحديات القرن العربي المقبل /بول سالم /الحياة
أوباما أمام امتحان الخروج من البقعة الرمادية/راغدة درغام/الحياة

*الرقة: يوميات القتل العادي/حسام عيتاني/الحياة

*الإمارات ... خطوات متسارعة للحرب على الإرهاب

*إيران.. دولة وحكومتان/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*فيينا ـ طهران.. تمديد الاستنزاف/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية06/ فَخِّ الخَطيئَة وواجبات الروحيين

أَيُّها الإِخوَة، إِن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة. وحَذارِ أَنتَ مِن نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجرَّبَ أَنتَ أَيضًا. لِيَحمِلْ بَعضُكم أَثْقالَ بَعض وأَتِمُّوا هكذا العَمَلَ بِشَريعةِ المسيح. فإِن ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّه شَيءٌ، مع أَنَّه لَيسَ بِشَيء، فقَد خَدَعَ نَفْسَه. فلْيَنظُرْ كُلُّ واحِدٍ في عَمَلِه هو، فيَكونَ افتِخارُه حينَئذٍ بما يَخُصُّه مِن أَعْمالِه فحَسْبُ، لا بِالنَّظَرِ إِلى أَعمالِ غَيرِه، فإِنَّ كُلَّ واحِدٍ يَحمِلُ حِمْلَه. فَلْيُشرِكْ مَن يتَعلَّمُ كَلِمَةَ اللهِ مُعلِّمَه في جَميعِ خَيراتِه. لا تَضِلُّوا فإِنَّ اللّهَ لا يُسخَرُ مِنه، وإِنَّما يَحصُدُ الإِنسانُ ما يَزرَع . فمَن زَرَعَ لِجَسَدِه حَصَدَ مِنَ الجَسَدِ الفَساد، ومَن زَرَعَ لِلرُّوح حَصَدَ مِنَ الرّوحِ الحَياةَ الأَبدِيَّة. فَلْنَعْمَلِ الخَيرَ ولا نَمَلَّ، فنَحصُدَ في الأَوانِ إِن لم نَكِلّ. فما دامَت لَنا الفُرْصَةُ إِذًا، فَلْنَصنعَ الخَيرَ إلى جَميعِ النَّاس ولاسِيَّما إِلى إِخوَتِنا في الإِيمان. أُنظُروا مما أَكبَرَ الحُروفَ الَّتي أَخُطُّها لَكم بِيَدي. إِنَّ أُولئِكَ الَّذينَ يُريدون تَبْييضَ وُجوهِهم في الأُمورِ البَشَرِيَّة همُ الَّذينَ يُلزِمونَكمُ الخِتان، وما ذاكَ إِلاَّ لِيَأمَنوا الاِضْطهادَ في سَبيلِ صَليبِ المسيح،  فإِنَّ المُختَتِنينَ أَنفُسَهم لا يَحفَظونَ الشَّريعة، ولكِنَّهم يُريدونَ أَن تَختَتِنوا لِيُفاخِروا بِجَسَدِكم. أَمَّا أَنا فمَعاذَ اللهِ أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يسوعَ المسيح! وفيه أَصبَحَ العالَمُ مَصْلوبًا عِنْدي، وأَصبَحتُ أَنا مَصْلوبًا عِندَ العالَم. فما الخِتانُ بِشَيءٍ ولا القَلَفُ بِشَيء، بلِ الشَّيءُ هو الخَلْقُ الجَديد. والسَّلامُ والرَّحمَةُ على الَّذينَ يَسيرونَ على هذِه الطَّريقَة وعلى إِسْرائيلِ الله. فلا يُنغِّصَنَّ أَحَدٌ عَيْشي بَعدَ اليَوم، فإِنِّي أَحمِلُ في جَسَدي سمِاتِ يسوع. فعَلى رُوحِكم, أَيُّها الإِخَوة, نِعمَةُ رَبِّنا يسوعَ المسيح . آمين

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في قول بولس الرسول، إن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة

إِن ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّه شَيءٌ، مع أَنَّه لَيسَ بِشَيء، فقَد خَدَعَ نَفْسَه”

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية في قول بولس الرسول، "إن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة"//27 تشرين الثاني/14

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية في قول بولس الرسول، "إن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة"//27 تشرين الثاني/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

الانتهازية والوطاوي بتخلق مع السياسي المرت وبيرضعها مع الحليب

الياس بجاني/27 تشرين الثاني/14

دنب الكلب بيضل أعوج لو انحط مية سني بالقالب، والخنزير قد ما يغسل حالو بيرجع يتمرمغ بالوحل، والكلب بياكل استفراغو. وهيك بعض السياسيين التجار والواطيين باخلاقون بوطن الرسالة ما بيتغيروا والانتهازية والتمريك بيمشي بدمون مع انو ما عندون دم.

هيدي مدرسي عم تخرج نوعية تعتير لو بزقو عليها بتقول الدني عم تشتي. هيدي نوعية للأسف موجودي وكل يوم بلون بيهما الصور والحكي مش الجوهر والأعمال. هودي بيبشروا بالعفة وهني غرقانين بالفحش والفجور. يا عيب الشوم ع سياسي ما عندو كرامي ولا شرف وكل همو التمريك واستغلال المواقف والمزايدات الفاضيي. ع كل حال هودي بيرضعوا مع الحليب الانتهازيي وبيعيشوا وبيموتو هيك ومهما عليو بيضلو واطيين.

 

الفاتيكان مستاء من “الراعي” ويطالب المطارنة بالتحرك أولاً

خاص بـ”الشفاف”/الأربعاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر)

أشارت معلومات الى ان ما أثير في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن بعض السلوكيات المثيرة للجدل في الصرح البطريركي الماروني، أثار استياءا عارما في الفاتيكان، وأعادت فتح صفحة مواقف البطريرك الراعي المثير للجدل. ومع ذلك، قالت المصادر أن وضع البطريركية المارونية، ورأسها تحديدا، له وضعية خاصة وطريقة تعاطي تختلف عن تلك المعتمدة مع الكرادلة الكاثوليك الذي يخضعون مباشرة لسلطة بابا الفاتيكان. فالبطريرك الماروني هو رأس كنيسة مستقلة متحالفة مع الفاتيكان، ويرأس مجمع اساقفة ويدير شؤون رعية مارونية منتشرة في ارجاء العالم. ويعني ذلك ان الفاتيكان لن يلجأ الى محاسبة البطريرك او سواه ما لم يتلقَّ شكوى او اعتراضاً من مجلس المطارنة، او من عدد من المطارنة، يعترضون فيها على سلوك البطريرك او سواه. وهذا الصدد، تشير معلومات إلى عددا من اعضاء مجلس المطارنة الموارنة، خصوصا من المطارنة المتقاعدين غير المرتبطين بشبكة مصالح مع البطريرك الراعي، تنادوا الى صياغة موقف من كل “الشواذات” التي تجري تحت ناظرهم في الصرح البطريركي. وهذه تشمل، كذلك، الاسفار المتعددة للبطريرك، وطريقة حصولها في طائرات خاصة لمتمولين موارنة معظمهم من لون سياسي واحد وبينهم من يتداول الناس شائعات حول صلتهم بعمليات تبييض اموال! إضافة الى الاموال التي يتم جمعها في السفرات المتعددة، ووجهة استخدام هذه الاموال، في ضوء ما أشيع عن ان الزيلرة الراعوية الى اوستراليا جمعت ما يقارب مليونين وستمئة الف دولار اميركي. وتفيد معلومات أن بعض المطارنة قرووا مكاشفة الراعي بضرورة إلغاء بعض الوظائف التي اخترعها لأصدقائه، وإعادة القصر الذي يتم بناؤه الى ممتلكات البطريركية المارونية، وانهم سيضعون الفاتيكان في اجواء تحركهم ليواكب البابا فرنسيس والدوائر الفاتيكانية المعنية تصحيح المسار في بطريركية الموارنة في لبنان.

 

رسالة موجهة الى أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من ماروني ملتزم وخادم امين لكنسيته

نشر موقع ليبانون ديبيت اليوم الرسالة التالية

27 تشرين الثاني/14

تداولت جريدة "الاخبار" موضوع الفيلا التي دشنّها المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي الاستاذ وليد غيّاض مما اثار اشمئزاز الكثيرين.

بالرغم من أنني أُدرك ان توقيت صدور هذا الخبر جاء كرد واضح لمواقفكم الوطنية في مواجهة المؤتمر التأسيسي الذي يحمل في طياته مشروع المثالثة وكردة فعل لمواقفكم الوطنية المنددة بالتمديد لمجلس النواب، الا ان هذا الخبر سقط كالصاعقة على رؤوس كثيرين لاسيما من هم الاكثر الالتزاما في خط بكركي الوطني.

لذا اسمح لي يا سيدي ان اوجه لكم هذا النداء النابع من القلب ومن غيرتي على موقع بكركي الوطني والتاريخي:

1 – لا يجوز ان يُسمح ان يدشنّ مسؤولكم الاعلامي قصراً مع كابينات وجاكوزي وحوض سباحة، في وقت يواجه القسم الاكبر من المسيحيين وطأة الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

2 – لا يجوز ان يسعى رجل الثقة لديكم بمحاولة وضع اليد على هذا العقار من خلال المقايضة التي لها شروطها، وهي لا تنطبق على هذه الحالة الغريبة والفريدة.

3 – لا يجوز ان يتلقى السيد غيّاض هدايا من هذا وذاك من المستوزرين والطامحين الى التقرب منكم لانه بفعلته هذا قد أساء اليكم والى الكنيسة التي لم تستجد يوما احداً. فكان بالحري على السيد غياض ان يرفض كل تلك الهدايا وان يكون لكم خير مستشار.

4 – لا يجوز ان يكون السيد غياض هو جسر العبور الوحيد الى بكركي وسيدها ويختصر اعطاء المواعيد بشخصه فقط اوليست بكركي صرحا للجميع؟

 عندما انتخبتم بطريركاً للموارنة، كان لنا يوم رجاء، فالراعي جاء ليجمع الخراف المبددة وتأملنا ان التغيير والتطوير آت.

فالمصالح الفردية ستتوقف

والاستنسابية والزبائنية ستمحى

والادارة ستتطور والخطة الاجتماعية ستبصر النور وستخفف عن كاهل المسيحيين من اقساط مدرسية ورعاية اجتماعية واستشفاء وضمان شيخوخة

اينما من هذا كله؟

أيصح اليوم فينا ما قيل يوماً عن اسلافنا: "ان الموارنة عصيّهم من خشب وقلوبهم من ذهب؟"

ماروني ملتزم وخادم امين لكنسيته 

 

حزب الله...فضائح بالـ"الجملة"

٢٧ تشرين الثاني ٢٠١٤

توجه "حزب الله" خلال الفترة الأخيرة إلى ممارسة أعمال غير شرعية، مثل الاتجار في السلاح والمخدرات، لمواجهة أزمته المالية، الناجمة عن خسائره الجمة في الحرب السورية. إذًا هو يحتاج إلى المال للإنفاق على السلاح والعدة والعتاد، مضافا إليها مصاريفه الاعتيادية الثابتة في الداخل والخارج اللبناني، وبالتالي لا يستطيع القيام بهذا كله معتمدا على مصادر تمويله الإيرانية، أو استثماراته التجارية الطبيعية، فلا بد أن يعمد إلى سبل "ملتوية" لتأمين ذلك الحجم من الإنفاق المالي الضخم المترتب عليه. وهذا يعني دخول "حزب الله" في عالم الفساد المالي من بابه العريض.

واشارت صحيفة "الوطن" السعودية الى انه عند الجلوس إلى مجموعة من الناس في ضاحية بيروت الجنوبية دون التعريف بنفسك بأنك من مؤيدي فريق "14 آذار"، أو على أقل تقدير من المناهضين لسياسة "حزب الله"، ستسمع سيلا من الانتقادات لما يفعله قادة "المقاومة"، التي ورطت لبنان في حرب لا طائل منها، وصولا إلى الفساد الذي يعشش في كل مستويات قيادة "حزب الله"، باستثناء أمينه العام حسن نصر الله، الذي بات في الآونة الأخيرة يعتمد سياسة "الاعتراف بالحق فضيلة"، للالتفاف أمام الرأي العام على فضائح الفساد المالية بين كوادر الحزب، أو عمالة بعضها للإسرائيليين.

واعتبرت انه في ملف الفساد تحديدا حدث ولا حرج، بدءاً من تجاوزات صلاح عزالدين المالية، مروراً بالاتجار بالكبتاجون، وصولاً إلى فضيحة الأدوية المزورة لشقيق الوزير محمد فنيش. اللافت للنظر في كل قضايا فساد "حزب الله" أن مرتكبيها إما أشقاء أو أبناء مسؤولين كبار في الحزب، حصلوا على غطاء مباشر أو غير مباشر منهم لممارسة تجاوزاتهم المالية.

وعرضت الصحيفة جرد حساب لبعض الأسماء التي شكلت رافعة فساد "حزب الله" المالي:

أولا: شقيق النائب حسين الموسوي الذي يعتبر أهم مصنّع ومصدّر لمادة الكبتاجون المخدرة في لبنان.

وثانيا: نجل مسؤول القضاء في حزب الله الشيخ حسين كوراني، الذي يعتبر من أهم تجار المخدرات في ضاحية بيروت الجنوبية الواقعة تحت نفوذ حزب الله.

وثالثا: شقيق النائب علي عمار الذي يحصل على إتاوات من الناس رغما عنهم في بعض مناطق ضاحية بيروت الجنوبية.

ورابعا: يتحكم شقيق مصطفى بدرالدين أحد المتهمين الأربعة باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، في اللوحات الإعلانية في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث يفرض على المعلنين الأسعار التي يريدها.

وخامسا: لم يتوان أبناء رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك عن الاتجار في المخدرات وبيع السلاح للجيش السوري الحر.

في هذا السياق، يقول عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش "إن حزب الله يمارس أمورا غير أخلاقية ولا شرعية، بدءًا من تبييض الأموال، وصولاً إلى تهريب المخدرات والتهرب من دفع الضرائب والجمارك، حتى بات ذلك أمراً عادياً ومستمراً منذ سنوات طويلة".

والغريب بحسب علوش "أن لديهم تبريرات أخلاقية ثورية لهذا الفساد مبنية على نصوص للولي الفقيه. والآن زادت الأمور تعقيدا بسبب الوضع المالي الإيراني الصعب الناجم عن الحظر والحصار اللذين تتعرض لهما، مضافا إليهما الكلفة المالية الهائلة المترتبة عليها جراء دعمها للنظام السوري. كذلك تأثر "حزب الله" ماليا بسبب غياب أي تغطية من النظام العراقي بعد حربه مع "داعش". وهذا كله دفع "حزب الله" إلى استعمال ورقة الإجرام المالي من أجل تمويل حربه في سورية وأنشطته في لبنان".

الى ذلك، يتذكر اللبنانيون جميعا ما حدث مع قناة "الجديد" عندما حاول الزميل رياض قبيسي عمل تحقيق عن التجاوزات المالية في الجمارك اللبنانية. فقد تم ضرب رياض في الشارع، لمنعه من التصوير، وكشف حجم المخالفات في كل من مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدولي، اللذين يسيطر عليهما "حزب الله" بشكل كلي، حتى إن الأخير لم يتردد في اجتياح بيروت، فيما عرف بأحداث السابع من أيار لمنع الدولة اللبنانية من وضع يدها على المطار، بحجة الحفاظ على شبكة اتصالات المقاومة.

ولفتت "الوطن" الى ان مناطق البقاع اللبناني التي يضع "حزب الله" يده عليها تشتهر بزراعة الحشيش. وتعتبر ضمن نطاق البيئة الحاضنة والمؤيدة بشدة للحزب، مما يعني أنه يوافق ضمناً على عمليات الاتجار بالحشيش، ونقل وتهريب المخدرات، أو يشارك مباشرة في الاتجار وتسهيل الأمور اللوجستية.

في هذا الاطار، يعلق علوش على هذا قائلا "ستتعرض الدولة اللبنانية جراء هذا الواقع إلى عقوبات مالية، بسبب الرقابة العالمية على زراعة الحشيش والمخدرات الممنوعة في كل الدول. وأؤكد هنا أن الفساد المالي موجود في حزب الله، حتى إن ثروات وزرائه ونوابه الحاليين أكبر بكثير من الدخل الذي يعتمدون عليه، وبالتالي لا يستطيع نصر الله منع الفساد في الوقت الراهن، في ظل الوضع الصعب الذي يمر به حزب الله".

وتابعت "الوطن" في تقريريها عن الفساد داخل "حزب الله"، ونقلت عن شهود عيان من العاملين في مطار رفيق الحريري الدولي عن ارتكاب تجاوزات من قبل متنفذين في "حزب الله" لتمرير بضائع مجهولة من وإلى خارج لبنان، بمعرفة الدولة اللبنانية العاجزة عن التصدي لسلوكيات الحزب. هذا عدا عن ترك "حزب الله" لبعض محازبيهم بممارسة السرقة في الإدارات العامة والوزارات والبلديات، والاستيلاء على الهبات التي تخصصها الدول المانحة للجنوب وضاحية بيروت الجنوبية.

من جهته، يقول مصدر لـ"الوطن"، رفض الكشف عن اسمه، إن "الأعباء المالية المتضاعفة على "حزب الله" والتكاليف الباهظة لحربه في سوريا كشفت أزمته المادية. لم يعد يقدم المساعدات بالشكل اللازم لمحازبيه ومؤيديه، مما دفعه إلى غض النظر عن ممارسات الفساد في بيئته الحاضنة. مثلا لماذا ظهرت عمليات الخطف المرتبطة بدفع فدية مالية كبيرة في مناطق بعلبك والبقاع، بعد انخراط حزب الله في الحرب السورية، هل يسمح حزب الله لهذه المجموعات المؤيدة له أو على الأقل غير المناهضة له بتصرفات غير قانوينة، تحت شعار "تصرفوا لأننا لا نستطيع إعطاءكم شيئا"، هذا عدا عن اعتماده على قوته العسكرية الهائلة في الداخل اللبناني للاستيلاء على أموال البلديات والأراضي بطريقة غير قانونية".

إلا أن المصدر ينفى أن يكون حزب الله يعتمد على هذا الفساد المالي كبديل عن تراجع التمويل الإيراني. ويشرح قائلا "قد يعتمد حزب الله على أموال الفساد المالي بنسبة 20%. إلا أنها لا تكفي للإيفاء بميزانية السلاح الضخمة المقدرة بمئات الملايين من الدولارات. أعتقد أن مسألة الفساد المالي في حزب الله جزء من عملية الفساد الساري في البلد. وهو ما لا تستطيع قيادة الحزب التحكم بمساراته حتى لو أرادت ذلك، لأنه بات جزءا لا يتجزأ من سلوك شخصي في كوادره، التي تمارس صفقات مختلفة، معتمدة على غطاء سياسي من قادة في حزب الله. وهذا ما يمكن لأي شخص أن يسمعه عند الجلوس إلى أفراد من البيئة الحاضنة لحزب الله، الذين تأكدوا من تورطه في ملفات الفساد بعد سنوات طويلة رفع فيها راية المقاومة".

الى ذلك، وبناء على أخبار صحفية تحدثت عن ضلوع بعض كوادر "حزب الله" في عمليات مالية مشبوهة، أعلن نصر الله عن متابعته لنتائج التحقيقات التي باشرها، بشأن اجتثاث حالات الفساد التي انتشرت على امتداد المرحلة الماضية في جسم الحزب. وكما يقول بعض قادة الحزب "تمت الاستعانة بكوادر أحيلت على التقاعد بعد أن دارت الشكوك حول كثير من المسؤولين بشأن تورطهم في قضايا فساد، وأهمها الاستيلاء على تعويضات حرب تموز. وذلك لاستعادة ثقة الشارع الشيعي بالحزب بعد أن خطفت قضايا الفساد التي تورط فيها أكثر من مسؤول حزبي صورته المثالية على مدى سنوات". وأرجع القيادي في حزب الله لـ"الوطن" سبب انتشار الفساد في حزب الله إلى "النتائج الكارثية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وصولاً إلى الصراع السياسي، وتردي الأوضاع الأمنية، واندلاع الحرب في سورية. لذلك أنشأ حزب الله ورشة إصلاحية في البقاع والجنوب وضاحية بيروت الجنوبية وجبيل من أجل استئصال الفساد".

إلا أن علوش يرى أن "هذه الإجراءات المواجهة للفساد التي أعلن عنها "حزب الله" "للاستهلاك الإعلامي. لم نسمع عن إجراء اتخذ بحق من اتهموا أو اكتشفوا أو أدينوا في عمليات فساد. يمارس "حزب الله" الفساد بشكل مستمر. ولا داعي للقول إنه يفعل ذلك الآن لتمويل حربه في سوريا. هذا غير صحيح. إلا أن الفرق هو ارتفاع نسبة الفساد وعمليات تبييض الأموال والتهرب من الضرائب والجمارك بعد الحرب السورية من 20% إلى أكثر من 50%. وأجزم بأن "حزب الله" سيضطر للمغامرة وخوض عمليات أكبر وأخطر لمواجهة ضائقته المالية، مما قد يعرضه للفضيحة ويضعه في موقف محرج أمام جمهوره. لكن لا بديل أمامه بسبب إصراره على الانتحار عسكريا في سوريا".

 

لغز لاسا مجددا.. بكركي غائبة وحزب الله يمعن في تغطيته المعتدين

خاص - جانين ملاح Alkalimaonline.com

مخطئ من يظن ان قضية لاسا قد ختمت او ان ملف التجاوزات والتعديات على الاراضي في البلدة الجردية في جبيل قد اقفل، فهناك من العقارات مما لا يزال موضوعا اليد عليها من قبل حزب الله وانصاره ضاربين عرض الحائط كل الدعوات والطلبات بازالة التعديات والمخالفات خصوصا تلك التي تطال اراضي البطريركية المارونية التابعة لابرشية جونية المارونية.

 هدوء ما قبل العاصفة:

فالمسح العقاري الاجباري واعمال المساحة والتحرير التي اطلقت ايام وزير الداخلية والبلديات مروان شربل متوقفة يقول متابعون للملف، والوضع لا يزال على ما هو عليه لكن لم تسجل اي تجاوزات او مخالفات اضافية اكانت من طبيعة عقارية او زراعية من بعد حادثة ياسر المقداد في الصيف الماضي، والسبب وفق المتابعين يعود الى تقصير من البطريركية وصراع بين محاميي البطريركية جوزف كرم واندريه باسيل.

اما على الارض، فتتواجد قوة عسكرية في لاسا تعمل على ضبط الامن منعا لاي حادث من شأنه ان يعكر صفو البلدة الجبيلية وهدوءها.

تعديات من شأنها خلق امر واقع:

وازاء هذا الواقع، الدولة مسؤولة عن استكمال اعمال المساحة والتحديد يقول منسق الأمانة العامة لـ14 آذار د. فارس سعيد ولكن المسؤول الاكبر هو صاحب الارض اي الكنيسة التي تتراخى في اقفال الملف، والتي تحت عنوان "الحوار مع حزب الله " تعطي الوقت الكافي للحزب بان يؤمن الغطاء للذين يعتدون على ارضها. فلا قرار فعلي باقفال اعمال المساحة والتحديد ولا حسم من قبل الدولة لان حزب الله يمون عليها من اجل عدم الحسم ولا اصرار حقيقي من قبل الكنيسة.

وبرأي سعيد انه سنة بعد سنة وصيف بعد صيف، تتواصل اعمال بناء من هنا واعتداء زراعي من هناك ليصبح امرا واقعا لا يمكن تغييره بما يتناسب مع رغبة حزب الله الذي يغطي المرتكبين.

 لاسا .. المربع الأمني:

ولو كان موضوع لاسا مجرد صراع عقاري لكان حل من زمان يقول رئيس حزب السلام روجيه اده فالكنيسة كريمة وحزب الله كريم مع حلفائه وادواته من المسيحيين، ولكن السبب الاساسي الذي من اجله تبقى لاسا معلقة ان جرودها باتت مربعا امنيا لحزب الله ممكن ان ينفجر في اي صراع مع اسرائيل او مع غيرها، وهذا المربع الامني هو السبب في عدم السماح حتى باستثمار زراعي للاراضي.

 لا اكتراث من الكنيسة:

لا تقبل الكنيسة بأي حل يؤدي إلى سلبها أراضيها ولكن يبدو انها غير مكترثة وغير آبهة بالملف وهذا ما بدا جليا عندما اتصلنا مرارا بالقيّم الأبرشي على وقف أملاك لاسا في أبرشية جونية المارونية الأب شمعون عون الذي رفض التحدث الينا.

حركة الارض تتابع الملف:

تتابع حركة الارض اللبنانية برئيسها طلال الدويهي موضوع لاسا مع المعنيين خصوصا مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، لكن الامور وفق الدويهي يبدو انها وصلت الى حائط مسدود نظرا للوضع الامني والسياسي غير المستقر في البلد، والواقع ان الدولة لا تضع قوتها الامنية لاستعادة اراضي وعقارات انما هي ملتفتة الى مواضيع اهم بنظرها في الوقت الحالي. وحركة الارض وفق الدويهي تتدخل بموضوع لاسا تحت سقف الكنيسة، والعقارات التي تم الاستيلاء عليها تحل ضمن القضاء وضمن الشق الامني اما حركة الارض فترفع الصوت. 

سليمان مع الحوار:

وفي ظل الانتقادات تطال الرئيس العماد ميشال سليمان بانه لم يحل موضوع لاسا، الا ان الواقع يدحضها فالرئيس سليمان وفق اوساطه لم يأل جهدا طيلة عهده لحل قضية لاسا كما غيرها وهو يدعم كل خطوة قامت بها البطريركية المارونية كونها محقة في هذا الملف. فالرئيس سليمان تؤكد الاوساط يؤمن بالحوار الذي هو مفتاح كل الحلول وان الخصومة توصل الى طريق مسدود.  

 

النصرة" تمهل الحكومة 24 ساعة للبدء بالمفاوضات وسلام: لا مقارنة بين أسير حزب الله والجنود

نهارنت/لفت رئيس الحكومة تمام سلام الى أنه "لا يمكن المقارنة" بين التبادل الذي قام به حزب الله لاستعادة احد الاسرى لديه ، بوضع العسكريين المحتجزين لدى جبهة "النصرة" التي أمهلت الحكومة مساء الخميس 24 ساعة للبدء "بمفاوضات جدية والا ستنفذ القتل باحد الاسرى لديها". وقالت "النصرة" في بيان نشر على حساب "مراسل القلمون" على تويتر الخميس "لقد تبين للجميع بأن حزب اللات هو الطرف الوحيد الذي يعرقل المفاوضات بملف العسكريين، وهو نفسه الذي يدّعي اليوم أنه حريص على إطلاق سراح أسراه وكان آخرهم الأسير عماد عيّاد". وأوضح "الحقيقة أنه لم يطلق سراحه بمفاوضات شريفة أو عمليّة بطولية إنما استغل وجود أخوات مسلمات في مناطق يستحلها ضمن الأراضي السورية فاعتقلهن وهدد ذويهن بإغتصابهن وتعذيبهن وقتلهن علما أن ذويهن هم من كانوا يحتجزون الرافضي عماد وهم يتبعون لفصيل من الجيش الحر". والثلاثاء أعلن حزب الله عن تحرير عماد عياد العنصر التابع له والذي كان أسيرا لدى مجموعات المعارضة السورية في جرود القلمون حيث كانت تخاض معارك شرسة بين الجهتين، وذلك بعد مفاوضات استمرت لأشهر.

وتمت العملية "مقابل إطلاق سراح أسيرين كانا لدى "حزب الله" من المسلحين". عليه، أنذرت "النصرة" في بيانها الحكومة "العميلة لحزب إيران والتي تخدم مصالحه الإنذار الأخير لبدء عملية المفاوضات بشكل جدي وإلا سنبدأ بتنفيذ حكم القتل بحقّ أحد أسرى الحرب المحتجزين لدينا بعد 24 ساعة من تاريخ صدور هذا البيان". وأشارت الى انه "إن أرادت الحكومة أن تثبت جديتها في متابعة المفاوضات عمليّاً فعليها إطلاق سراح الأخت المسلمة (جمانة حميد) كبادرة حسن نيّة من سجونها الظالمة".

وحميد موقوفة لدى الجيش بعد ضبطه لسيارة مفخخة على طريق اللبوة عرسال تقودها بصحية ثلاثة نساء أطلق سراحهن وأبقوا عليها. هي من النساء اللواتي ضبتهالجيش ظهر الاربعاء الفائت من ضبط سيارة مفخخة، من نوع "كيا" على طريق عرسال-اللبوة في البقاع وبداخلها ثلاث سيدات. وطلبت من الحكومة اطلاق سراح حميد "بالبدء بتنفيذ الإقتراح الذي اختارته الحكومة في عملية المبادلة"، مردفة "وإن لم تستجب فسنقوم بتنفيذ الإنذار، وسنغير المقترحات التي تم طرحها في بياننا السابق".

ورأت "النصرة" أن "مطالبة الحكومة اللبنانيّة بالحفاظ على سريّة المفاوضات يهدف إلى المماطلة وإخفاء هيمنة الحزب على القرار الحكومي أمام الشعب اللبناني"، معتبرة في بيانها أن "محاولات الحكومة المستمرّة في تسليم بعض الأسرى للنظام النصيري يدل على عدم اهتمامها بملف المبادلة وحرصها على خدمة مصالح الحزب الإيراني الساعي إلى إفشال المفاوضات". واثر تهديد "النصرة" اعلن أهالي العسكريين لقناة الـ LBCI أنهم سيقطعون كل مداخل بيروت الثامنة من صباح الجمعة.

وتجري مفاوضات من خلال الوسيط القكري من أجل الافراج عن العسكريين المخطوفين منذ اندلاع معركة عرسال شهر آب الفائت. و قدمت "النصرة" ثلاث اقتراحات للدولة بغية الافراج عنهم وهي: إطلاق سراح 10 معتقلين من السجون اللبنانية في مقابل كل محتجز، أو إطلاق سراح 7 معتقلين من السجون اللبنانية مع 30 معتقلة من السجون السورية في مقابل كل محتجز، أو إطلاق سراح 5 معتقلين من السجون اللبنانية مع 50 معتقلة من السجون السورية في مقابل كل محتجز.

في حين طالبت "داعش" بالافراج عن 5 سجناء مقابل كل عسكري محتجز لديها، وفق ما أفادته المعلومات الصحافية الاربعاء. وزاريا، قال سلام بعد الاجتماع الوزاري على لسان وزير الاعلام رمزي جريج، أن "التبادل الذي تم مؤخرا بين بعض الاسرى، ترك انعكاسا لدى اهالي العسكريين المخطوفين". لكنه لفت الى أنه "لا يمكن المقارنة بين هذا التبادل ووضع العسكريين المخطوفين. واكد دولة الرئيس متابعة هذا الموضوع والاستمرار في التفاوض". كما دعا سلام الى اضاف الى أم " يقوم المجلس النيابي بانتخاب رئيس جمهورية جديد"، مذكرا ان "استمرار الشغور في مركز الرئاسة يحرم البلاد من رأسها والدولة الركن الاول من سلطاتها السياسية، بحيث لا يستقيم عمل المؤسسات الدستورية دون انتخاب الرئيس". وحول لموضوع الامن الغذائي والحملة التي قامت بها بعض الوزارات المعنية بهذا الشأن، وبعد مناقشة قرر مجلس الوزراء "تشكيل لجنة برئاسة ممثل عن رئاسة مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن وزارات الصحة العامة، الاقتصاد والتجارة، الطاقة والمياه، البيئة، الزراعة، العدل، المالية، الداخلية والبلديات، الصناعة والسياحة مهمتها متابعة المواضيع المتعلقة بسلامة الغذاء".

 

ذوو عسكريي عرسال: لا نرضى بإطلاق سراح ابنائنا الا من خلال الدولة

نهارنت/شدد أهالي عسكريي عرسال المحتجزين لدى الجماعات الارهابية على انهم تحت سقف الدولة وعلى انهم لن يقبلوا بالافراج عن ابنائهم الا من خلالها. واكد الاهالي في بيان لهم، الخميس، ان الدولة هي الجهة الوحيدة التي تمثلهم و"تتحدث باسمنا لاننا جميعا تحت سقفها".

ووجهوا انذاراً الى الدولة وخلية الازمة "بأخذ قرار جريء وسريع وواضح ومعلن يؤدي الى اطلاق ابنائنا في أسرع وقت والا سنتوجه للتصعيد الجدي". من هنا حمّل الاهالي "الدولة مسؤولية النتيجة السلبية التي قد تنتج جراء التصعيد". كما وجهوا "نداء واعتذارا من المواطنين المتضررين ونطالبهم بالوقوف معنا لان المخطوفين ليسوا ابناءنا بل هم ابناء الشعب اللبناني بكل مكوناته". واثر اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين ارهابيين في بلدة عرسال البقاعية الحدودية مع سوريا، مطلع شهر آب الفائت، تمكن داعش و"جبهة النصرة" من أسر عدد من العسكريين. يُذكر ان أهالي العسكريين كانوا قد حذروا الاربعاء من التصعيد بدءا من يوم الجمعة المقبل، واقفال الطرقات ومداخل بيروت. واعتبروا ان "حزب الله" ليس أقوى من الدولة وهو كان قد تفاوض مع مسلحي القلمون وأفرج عن أحد أسراه.

والثلاثاء أعلن "حزب الله" عن تحرير عنصر تابع له كان أسيرا لدى مجموعات المعارضة السورية في جرود القلمون حيث كانت تخاض معارك شرسة بين الجهتين، وذلك بعد مفاوضات استمرت لأشهر، وأكد في بيان له أن الفرحة لا تكتمل إلا "بعودة العسكريين المخطوفين" لدي الجماعات المتطرفة.

 

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 27 تشرين الثاني 2014

الخميس 27 تشرين الثاني 2014

  النهار

 لوحظ أن طريقة التحالف الدولي في ضرب تنظيم "داعش" في عين العرب الكردية تختلف عن طريقة ضربه في مدن سورية أخرى.

يعتقد ديبلوماسي عربي أن تمديد المفاوضات حول السلاح النووي قد لا يكون لمصلحة إيران اقتصادياً بوجود أكثرية للحزب الجمهوري في الكونغرس.

ضُبطت عمليات شراء عقارات ومؤسسات في إطار عمليات تبييض أموال.

استغل تجار مخدرات انشغال الجيش وقوى الأمن الداخلي بمكافحة الإرهاب ليأخذوا راحتهم...

تردّد أن أحد السياسيّين أنشأ لنجله شركة مع متعهّد جنوبي مهمتها جمع النفايات وتوضيبها.

السفير

 تقرر غض النظر عن صفقة جوازات السفر البيومترية مع دولة أوروبية بارزة من زاوية «التوزيع العادل لهبة المليار دولار!

وصف قيادي في أحد أبرز أحزاب «8 آذارأحد السفراء العرب في بيروت بأنه يستحق لقب «جامع الأحبة!

انتقد مرجع رسمي غياب صوت تنظيم اسلامي وسطي عن اي نشاط فاعل وتركه الساحة لرموز علمائية متشددة.

الجمهورية

 وضعت مصادر سياسية اللقاء الذي جمع وزير خارجية دولة عربية إلى شخصيات لبنانية حزبية ضمن إطار عرض القوة وتوجيه رسالة بأن هذه الدولة ما زالت مؤثرة في لبنان.

نفت أوساط رئيس حزب وجود أي قلق من حوار ثنائي، بل تشجع عليه، خصوصاً أنها في صورة كل التفاصيل والأجواء.

أكد مرجع حكومي سابق أنه سيستخدم كل أنواع الضغط لإنتخاب رئيس جديد.

اللواء

 همس

 تتردّد في أندية سياسية معلومات عن سفر رئيس دولة معنية إلى عاصمة كبرى، ريثما تجري ترتيبات التسوية في بحر الأشهر الثمانية المقبلة.

غمز

 نفى مرجع نيابي أن يكون هناك صقور وحمائم في تيّار كبير بشأن قضية مركزية مطروحة على بساط البحث.

لغز

 يستبعد قيادي في تحالف سياسي أن يكون لتطورات المحاكمات والشهادات الجارية في لاهاي ارتدادات على الأرض.

المستقبل

 يقال

 إن جنرالات إيرانيين كباراً هدّدوا إسرائيل مباشرة بأنه «سيتم محوها من الوجود

 بعدما تسلّم «حزب الله صواريخ «فاتح الإيرانية القادرة على إصابة مفاعل ديمونا النووي.

البناء

 استغرب مرجع قانوني ما قاله أحد النواب في حديثه عن نتائج اجتماع اللجان النيابية المشتركة أول من أمس، والذي تمّت خلاله مناقشة اقتراح قانون سلامة الغذاء، وتقرّر تشكيل لجنة فرعية لإعادة صوغ الاقتراح تمهيداً لإقرار «قانون نهائي لسلامة الغذاء. وإذ تساءل المرجع عما إذا كان هناك قانون نهائي، قانون غير نهائي!؟ قال: يبدو أنّ النائب الكريم متأثر جداً ببرنامج «من سيربح المليون؟

 للإعلامي القدير جورج قرداحي وسؤاله الشهير: جواب نهائي؟

 

مجلس الوزراء شكل لجنة وزارية لمتابعة موضوع سلامة الغذاء سلام: لعدم المقارنة بين تبادل الاسرى الاخير ووضع العسكريين

الخميس 27 تشرين الثاني 2014

 وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية، عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، برئاسة رئيس المجلس تمام سلام وحضور الوزراء الذين غاب عنهم ميشال فرعون، حسين الحاج حسن وريمون عريجي بداعي السفر.

جريج

اثر انتهاء الجلسة، التي استمرت قرابة ثلاث ساعات ونصف الساعة، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الآتية: "بناء لدعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الاسبوعية عند الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس الواقع فيه 27 /11/2014 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزراء ميشال فرعون، حسين الحاج حسن وريمون عريجي بداعي السفر".

اضاف: "في مستهل الجلسة كرر دولة الرئيس، كما في كل مرة، المطالبة بأن يقوم المجلس النيابي بانتخاب رئيس جمهورية جديد، باعتبار ان استمرار الشغور في مركز الرئاسة يحرم البلاد من رأسها والدولة الركن الاول من سلطاتها السياسية، بحيث لا يستقيم عمل المؤسسات الدستورية دون انتخاب الرئيس. ثم ابدى دولة الرئيس حزنه الشديد على وفاة الفنانة الكبيرة صباح، التي كانت مغنية ساحرة اطربت اللبنانيين والعرب بأغنياتها الجميلة وكانت ممثلة رائعة تعدت شهرتها حدود لبنان. وقد نعاها دولة الرئيس، معزيا ذويها واللبنانيين جميعا برحيلها".

وتابع: "بعد ذلك، عرض دولة الرئيس المستجدات في موضوع العسكريين المخطوفين، مشيرا الى الاجتماع الذي عقدته خلية الازمة، والى ان التبادل الذي تم مؤخرا بين بعض الاسرى، ترك انعكاسا لدى اهالي العسكريين المخطوفين، بالرغم انه لا يمكن المقارنة بين هذا التبادل ووضع العسكريين المخطوفين. واكد دولة الرئيس متابعة هذا الموضوع والاستمرار في التفاوض".

واعلن "ان دولة الرئيس تطرق لموضوع الامن الغذائي والحملة التي قامت بها بعض الوزارات المعنية بهذا الشأن، وبعد مناقشة هذا الموضوع، قرر مجلس الوزراء تشكيل لجنة برئاسة ممثل عن رئاسة مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن وزارات الصحة العامة، الاقتصاد والتجارة، الطاقة والمياه، البيئة، الزراعة، العدل، المالية، الداخلية والبلديات، الصناعة والسياحة مهمتها متابعة المواضيع المتعلقة بسلامة الغذاء، وما تقتضيه من تنسيق وتدابير بين الوزارات والمؤسسات العامة والبلديات المعنية، ورفع توصياتها عند الاقتضاء الى رئيس مجلس الوزراء تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء".

وقال: "بعد ذلك انتقل مجلس الوزراء الى بحث المواضيع الواردة في جدول أعمال الجلسة، فتداول فيها، وبنتيجة المناقشة اتخذ القرارات اللازمة بصددها، وأهمها:

1- الموافقة على مشروع قانون يرمي الى إضافة نص في قانون ضريبة الدخل بغية إعفاء قطاع الصناعة السينمائية من 50% من ضريبة الدخل.

2- الموافقة على طلب وزارة الاقتصاد والتجارة الاجازة للوزير التعاقد بطريقة الاتفاق بالتراضي مع شركات وأشخاص لزوم تنظيم مشاركة لبنان في المعرض الدولي الذي سيقام في ميلانو-ايطاليا.

3- الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تحويل اعتماد من وزارة التربية والتعليم العالي لعام 2014 الى مجلس الانماء والاعمار لتسديد المستحقات الخاصة بالمدارس الرسمية التي يقوم بتنفيذها.

4- الموافقة على طلب وزارة الداخلية والبلديات دفع قيمة تلزيم جمع ونقل النفايات ضمن نطاق بلديات صيدا- الزهراني عن الفترة من 1/1/2012 ولغاية 6/1/2014 .

5- الموافقة على مشاريع مراسيم نقل اعتمادات من احتياطي الموازنة العامة الى موازنات رئاسة مجلس الوزراء وبعض الوزارات والادارات العامة لعام 2014 على أساس القاعدة الاثنتي عشرية.

6- الموافقة على مشروع مرسوم ترفيع مفتشين في ملاك ادارة التفتيش المركزي الى وظيفة مفتش في الملاك المذكور.

7- الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى ترفيع بعض أفراد الهيئة التعليمية في كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية الى رتبة اكاديمية أعلى.

8- الموافقة على طلب وزارة الاتصالات إصدار طابعين بريديين تذكاريين تكريما لذكرى رجلي الاستقلال في العام 1943 الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح، وتكليف وزير الاتصالات تقديم اقتراح الى مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما بإصدار طوابع بريدية تكريما لسائر رجالات هذا الاستقلال.

9- الموافقة على انشاء مجلس للسلامة الاحيائية يرأسه وزير البيئة وتتمثل فيه وزارات الاقتصاد والصحة العامة والزراعة والمالية وبعض المجالس والهيئات بهدف اتخاذ التدابير اللازمة بشأن السلامة الاحيائية.

10- الموافقة على مشروع يرمي الى اعتبار الاشغال العائدة لمشروع انفاق بين منطقتي جون والقبة العقاريتين الملحوظ تنفيذها ضمن نطاق مشروع جر مياه نهر الاولي الى بيروت الكبرى من المنافع العامة.

11- الموافقة على طلب بعض الوزارات والادارات قبول هبات مقدمة لصالحها.

12- الموافقة على طلب بعض الوزارات المشاركة في اجتماعات ولقاءات خارج لبنان".

 

النائب رياض رحال لـ”السياسة”: أسير “حزب الله” كان لدى “النصرة” لا “الجيش الحر”

بيروت – “السياسة”: كشف عضو كتلة “المستقبل” النائب رياض رحال لـ”السياسة” عن أن عنصر “حزب الله” الذي أفرج عنه كان معتقلاً لدى “جبهة النصرة” وليس لدى “الجيش السوري الحر”, وأن الحزب فرض على وسائل الإعلام إذاعة هذا الخبر بعد أن كانت أشارت بداية إلى وجوده لدى “النصرة” في نشراتها الأولية, مشيراً إلى أن الحزب لجأ إلى هذا الأسلوب كي لا يعرِّض نفسه للانتقادات من معارضيه, سيما أنه مع حليفه “التيار العوني” يعارضان مبادلة عسكريي الجيش اللبناني وقوى الأمن المحتجزين لدى تنظيمي “داعش” و”النصرة” بعدد من الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية, لأنه “يحق للشاعر ما لا يحق لغيره”, كما يقال. وأضاف رحال: “ما العمل عندما تكون منظمة مسلحة تمسك بزمام البلد, وكيف يمكن لحكومة من أربعة وعشرين وزيراً أن تعالج أزمة من هذا النوع أو غيره وكل وزير يعتبر نفسه رئيس جمهورية والفيتو جاهز على أي قرار لا يعجب حزب الله وعون?”, واصفاً ما يحصل ب¯”الهرطقة السياسية”. وناشد الحكومة “الوقوف على قدميها وأن تتخذ القرار المناسب بهذا الشأن من دون التطلع إلى موقف وزراء “حزب الله” وعون, وأن تجري مفاوضات جدية تؤمن عودة الجنود اللبنانيين سالمين”. من جهة ثانية, استبعد رحال انتخاب رئيس جمهورية في وقت قريب, ورأى أن “الأزمة السياسية طويلة ومعقدة, ولن تكون هناك انتخابات رئاسية قبل منتصف السنة الجديدة, طالما بقي وضع حزب الله مرتبطاً بالولي الفقيه الإيراني الذي يعتبر بقاء الرئيس السوري بشار الأسد ضرورياً للحفاظ على أمن إسرائيل”. -

 

سامي الجميّل من بكركي: همنا ان يكون المسيحيون يداً واحدة للمحافظة على لبنان وتحقيق قانون انتخابي عادل

موقع الكتائب/زار النائب سامي الجميّل بكركي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وجرى عرض لاخر التطورات. النائب الجميّل وفي دردشة مع الاعلاميين، اكّد ان كل عملنا هو لتوحيد الكلمة نحن وسيدنا، مشدداً على ان همنا ان يكون المسيحيون يداً واحدة للمحافظة على لبنان ولتحقيق قانون انتخابي عادل. واضاف النائب الجميّل: ما يهم سيدنا هو الاتفاق، ونحن معه في الاتفاق على قاعدة المساواة والمناصفة وحسن التمثيل. Source: kataeb.org

 

السجعان قزي: الحوار قائم بين الكتائب وحزب الله وهو جدي

أكد وزير العمل سجعان  قزي في اتصال مع «الأخبار» أن «الحوار قائم بين الكتائب وحزب الله، وهو جدي». أما سبب التكتم عليه، «فلأننا نبحث القضايا بعمق»، مؤكداً أن «حوارنا لا يشمل أموراً انتخابية، بل أموراً تتعلق بمصير لبنان ووجودنا وكيفية بناء الدولة واستيعاب الجميع». يتمنى قزي أن ينضج الحوار ويصل الى نتيجة، «لما لهذا الأمر من انعكاسات ايجابية على الشراكة الوطنية». ويشدد على أن الكتائب في حوارها مع الحزب «تنطلق من ثوابتها ومبادئها، وهي لا تطلب من الطرف الآخر التخلي عن ثوابته أو المساومة على شيء». من جهتها، ترفض مصادر حزب الله الغوص في تفاصيل الموضوع، ولكن «لا ننفي وجود حوار مع الكتائب». أما الانفتاح على دمشق، وقول الجميّل في مقابلة أخيراً إن «التنسيق مع النظام السوري حالياً هو مصلحة لبنانية ملحة»، فلا يرى فيه القزي «انفتاحاً. ما نقوله، ببساطة، أنه يجب ألا نضع فيتو على التواصل بين البلدين اذا كان الأمر ضروريا للافراج عن العسكريين المخطوفين وتهدئة الحدود ومعالجة أزمة النازحين السوريين». ويشير الى «أننا، حتى الساعة، لم نلحظ تجاوباً سورياً. كل ما تبغيه هذه الدولة هو الحوار من أجل كسب الاعتراف بنظامها. والحوار لا نريده اذا لم يمثل ضرورة للبنان». ويشير الى أن «الاتصال أساسا لم يتوقف بين الدولتين، سواء من خلال السفارتين، أو بين أجهزة الاستخبارات في البلدين». نفي وزير العمل أن يكون الكتائب في صدد اعادة التموضع السياسي. يؤكّد: «باقون في 14 آذار»، و«لا تمايز في المواقف بيننا. فنحن لم نطرح أي جديد»، إذ إن «التمايز يكون حين نحيد عن مبادئنا لا عن مواقف الآخرين» أما قرارات حزب الكتائب، فتُتخذ «انطلاقا من مسيرتنا التاريخية. غالباً ما تتفق مع حلفائنا، وأحيانا نلتقي مع قوى أخرى»، يبتعد الكتائب عن وصفها بـ «الخصمة». أما مبادرة عون الرئاسية، وما أثير عن انزعاج الجميّل منها، فيؤكّد قزي أن «مواقف الرئيس ثابتة منذ سنوات، لذلك لا يمكن نسج تحليلات في شأنها».

 

 “حزب الله” يتحكم في الأداء الحكومي ويريد التحكم في مسار معركة القلمون

 بيروت – “السياسة”: وقع خبر تحرير مقاتل “حزب الله” عماد عياد وقع الصاعقة على رؤوس أهالي العسكريين المخطوفين, سيما أن الحزب رفض منذ بداية هذه المأساة مبدأ المقايضة, ثم لاحقاً عندما وافق عليه أمينه العام حسن نصر الله, تكفل وزراء “حزب الله” داخل الحكومة عرقلة أي قرار من مجلس الوزراء, وذلك من خلال وضع شروط تعجيزية للقبول بأي صفقة, خصوصاً في ما يتعلق بأسماء سجناء يطالب بهم تنظيما “داعش” و”النصرة”. حقيقة الأمر, أن الحزب عمل منذ اليوم الأول لهذه الأزمة على فرض إيقاعه على الأداء الحكومي, فطلب بداية أن يتولى هو بنفسه هذا الملف, بحجة أن لديه خبرة طويلة في التفاوض وعقد صفقات تبادل الأسرى. وأراد من هذا الطلب إدخال مقاتليه الأسرى لدى التنظيمات المسلحة في سورية, وعددهم غير محدد, في الصفقة, لأن لديه الكثير من المفقودين, بالإضافة إلى عشرات جثث المقاتلين التي يريد استرجاعها. ولما رفض طلبه, لجأ إلى أسلوب آخر في الضغط لتعطيل أي حل, مثل وضع خطوط حمراء على ما يمكن أن تقدمه الحكومة في صفقة المقايضة. وروج إعلامه الكثير من المعلومات المضللة عن تواطؤ وزراء وقادة أجهزة أمنية في التفاوض السري مع “النصرة” و”داعش”, كما روج شائعات عن ارتباط بعض أهالي المخطوفين بالإرهابيين. ووصل الأمر حد التبليغ عن إحدى نساء الأسرى إلى مخابرات الجيش, فتم التحقيق معها ليثبت عدم صحة اتهامها. الجديد في المسألة, أن أحد الناطقين غير الرسميين باسم الحزب روج قبل أيام قليلة, أن الحزب اقترح على الحكومة اللبنانية, أن ينفذ الجيش عملية عسكرية أمنية لتحرير المخطوفين بالقوة, لكن الحكومة رفضت. وفجأة بقدرة قادر, تم الإفراج عن مقاتل “حزب الله”. وكأن هذا السيناريو كان مقصوداً, للدلالة على عجز الدولة عن استرجاع أبنائها. في أي حال من الأحوال, يريد “حزب الله” التحكم وحده بمسار معركة القلمون السورية وجوارها اللبناني, ويعتبر أن قضية العسكريين المخطوفين جزء من هذه المعركة. ومن مصلحة الحزب أن تتعقد مسألة تحريرهم, كي لا يستغلها تنظيما “داعش” و”النصرة” لفرض مطالب مثل تأمين الإمدادات لهما في الجرود القاسية, حيث تتمركز قواتهما.

 

سلام: كنا بغنى عن عملية التبادل

بيروت – “السياسة”: أكد رئيس الحكومة تمام سلام خلال جلسة مجلس الوزراء, أمس, أنه لا يمكن المقارنة بين عملية المقايضة التي نفذها “حزب الله” وبين ملف العسكريين المخطوفين, مشيراً إلى مواصلة الجهود للوصول إلى تحرير العسكريين. وعُلم أن الرئيس سلام أبلغ المجلس حصول تقدم في ملف العسكريين المخطوفين لكنه غير كافٍ, غامزاً من قناة عملية تبادل “حزب الله”, معتبراً “أننا كنا بغنى عنها”. وفي سياق متصل, لا يزال الجدل ساخناً بشأن ظروف قضية الإفراج عن عنصر “حزب الله” عماد عياد والمراوحة في قضية العسكريين الأسرى لدى “داعش” و”النصرة”, ما اضطر وزير الحزب محمد فنيش لدى دخوله جلسة مجلس الوزراء أمس, إلى وضع تبريرات بهدف تبريد غضب أهالي العسكريين, منها أن “أسر عياد جرى خارج الأراضي اللبنانية, وأن الجهة الخاطفة ليست نفسها, إضافة إلى أن مطالب الخاطفين غير محددة”, وهي تبريرات لم تقنع الأهالي كثيراً, حيث هددوا بأنهم سيعمدون اليوم إلى قطع الطريق عند نقطة الصيفي في بيروت للضغط على الحكومة للإفراج عن أبنائهم, مؤكدين في بيان أصدروه رداً على كلام الشيخ نبيل قاووق الذي وعد لدى استقبال عياد بتحرير الأسرى, “إننا لا نرضى أن يطلق سراح أبنائنا إلا من خلال الدولة, لأنها الجهة الوحيدة التي تمثلنا وتتحدث باسمنا لأننا جميعاً تحت سقفها”. وحمل الأهالي “الدولة مسؤولية النتيجة السلبية التي قد تنتج جراء التصعيد -

 

ماذا يفعل خبراء "حزب الله" في صنعاء؟

عكاظ/علمت «عكاظ» من مصادر قبلية أن خبراء عسكريين من حزب الله وصلوا إلى العاصمة اليمنية صنعاء مؤخرا وتوجهوا إلى محافظة صعدة، ومنها إلى مأرب والبيضاء شرق ووسط اليمن للتحضير للمواجهات مع قبائل مأرب. وأوضحت المصادر أن الخبراء العسكريين سيتوزعون على مأرب والبيضاء بهدف دعم الحوثيين، مبينة أن الفشل الذريع والخسائر الفادحة في صفوف الحوثيين جعلتهم يستنجدون بخبراء حزب الله لمواجهة قبائل البيضاء ومأرب. وتوقعت المصادر أن تشهد العاصمة مزيدا من حالة الفوضى مع الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي أمس ضد اتباع الشيخ صادق الأحمر وأشقائه في حي الحصبة أمس، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 6 وإصابة 8 آخرين من الجانبين، وإحراق وتدمير منزل سام الأحمر، بالإضافة إلى السيطرة على منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، فيما لا يزال البحث جاريا عن سام الأحمر من قبل الحوثي بعد إغلاق المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن الحوثي عمد أيضا إلى إقالة محافظ عمران طه شملان وتعيين بديل عنه من أتباعهم. من جهة أخرى، قتل 3 من عناصر أتباع الحوثي وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم لعناصر مسلحة مجهولة على نقطة في حي القادسية بالعاصمة صنعاء أمس، في حين فجر قبليون أنبوب النفط في منطقة حباب كيلو 109 بمأرب شرق اليمن في مديرية صرواح غرب المحافظة.

 

لقاء محتمل للبابا مع لاجئين مسيحيين سوريين وعراقيين في تركيا

الفاتيكان – ا ف ب: أعلنت وكالة متخصصة بشؤون الفاتيكان ان البابا فرنسيس قد يلتقي اثناء زيارته الى تركيا التي تبدأ اليوم وتستغرق ثلاثة ايام لاجئين مسيحيين من سورية والعراق في اسطنبول او انقرة. وغياب لقاء مع ممثلين عن نحو ميلوني لاجئ من هذين البلدين عن برنامج البابا كان مفاجئاً, خصوصاً مع تأكيد المتحدث باسمه الاب فيديركو لومباردي عدم وجود اي “فعالية محددة” معهم, لكنه اعلن لاحقاً ان البابا سيلتقي غداً السبت شبانا في الكاتدرائية الكاثوليكية في اسطنبول. من جهتها, قالت بعض الأوساط المحيطة بالبابا لوكالة “اي ميديا” انه قد يحتفظ ب¯”بعض المفاجآت الصغيرة”. وإذا كان من المستبعد ان يزور البابا اقليم كردستان العراق لكن بإمكانه الالتقاء بمجموعات من اللاجئين السوريين والعراقيين. وبرنامج زيارة البابا ليس مثقلا بالاجتماعات ما سيمكنه من عقد لقاءات اضافية. ونقلت اذاعة الفاتيكان عن المؤرخ الفرنسي سيباستيان دو كورتوا الاختصاصي بالاقليات المسيحية في الشرق الاوسط وتركيا قوله ان البابا “حساس جداً حيال هذه المسألة وليس مستحيلاً ان يقوم ببادرة في هذا الاتجاه”.

 

ضبط سيارات مسروقة من فرنسا في مرفأ بيروت

نهارنت/تم ضبط مستوعبين في مرفأ بيروت الخميس يحتويان على سياراتين جرى قصها وتوضيبها بعد سرقتها في فرنسا قبل ارسالها الى لبنان. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام "نتيجة للمتابعة والتنسيق بين قوى الامن الداخلي والشرطة الفرنسية بواسطة قيادة الشرطة القضائية وضابط الارتباط لدى السفارة الفرنسية في لبنان ، تمكن مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية بناء على اشارة القضاء المختص من ضبط مستوعبين في مرفأ بيروت". و يحتويان المستوعبين بحسب الوكالة على "ثماني سيارات من الطراز الحديث "رانج روفر" و"بي ام دبليو"، جرى قصها الى نصفين وتوضيبها بعد سرقتها في فرنسا ليتم ارسالها الى لبنان". كما تم توقيف كل من أ.ب. (مواليد عام 1967 لبناني) و ج.ك. (مواليد عام 1974 لبنان) و بالتحقيق معهما اعترفا بأنهما على علاقة بأفراد عصابة لسرقة السيارات في فرنسا قامت خلال الاشهر السبعة بسرقة اكثر من 40 سيارة حديثة في فرنسا وتم ارسالها الى لبنان، وقد اوقفت الشرطة الفرنسية بحسب ما ذكرت "الوطنية" افراد هذه العصابة وعددهم سبعة اشخاص.

 

عن مقايضة حزب الله

احمد الأسعد

إذا كان حزب الله أراد من إعلانه عن عملية تبادل الأسرى مع المعارضة السورية، تسجيل نقطة على الدولة اللبنانية، فهو في الوقت نفسه غرز خنجراً إضافياً في قلب سيادة الدولة أولاً، وآخر في جرح أهالي العسكريين الأسرى. مبروك لحزب الله إطلاق أسيره، ولكن كل ما فعله في الواقع، بالتظهير الإحتفالي لعملية إطلاقه، أنه أمعن في قهر الأهالي، وتعمد أن يزيد من وجعهم. وبدلاً من أن يضع حزب الله نفسه في تصرف الدولة، ليكون أحد أوراق القوة التي يطالب الحكومة باستخدامها، تقصّد إظهار ضعف الدولة، وا"التزريك" لها، إذا صح التعبير. إذا كان حزب الله أراد إظهار عجز الدولة، فهو أظهر عجزها أمام تحديه لها ولسلطتها، وليس فقط عن تحرير عسكرييها. بكل وقاحة، وبازدراء تام بالدولة وباللبنانيين الآخرين، يحارب حزب الله أو يفاوض، يقاتل أو يهادن، يهاجم أو ينسحب، من دون أن يسأل أحداً آخر في هذا البلد رأيه.

والأسوأ من ذلك أن حزب الله يرفع الصوت رافضاً مبدأ المقايضة في المفاوضات لإطلاق العسكريين، ويزايد مع حلفائه على الحكومة، ويدعي الحرص على هيبة الدولة، وعلى دولة القانون. أما هو، فلا يتردد في المقايضة، وفي تبادل الأسرى، ولا يتورع ايضاً عن الإمعان في منع قيام الدولة، وخصوصاً خصوصاً...دولة القانون! والأكيد الأكيد أن الدولة في لبنان لن تقوم ما دامت..أسيرة حزب الله.

المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

 

الراعي استقبل سياسيين ووفودا سامي الجميل: همنا الإتفاق على قاعدة المساواة والمناصفة وحسن التمثيل

الخميس 27 تشرين الثاني 2014

   وطنية - إستقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي في بكركي، النائب سامي الجميل، وكان عرض للتطورات على الساحة اللبنانية.

بعد اللقاء اكد الجميل ان العمل اليوم يصب في إطار توحيد الكلمة، وأن همه وهم البطريرك الراعي "ان يكون المسيحيون يدا واحدة للمحافظة على لبنان وتحقيق قانون إنتخابي عادل"، مشددا على أن "أكثر ما يهم صاحب الغبطة ويهمنا هو الإتفاق دائما على قاعدة المساواة والمناصفة وحسن التمثيل".

والتقى البطريرك الوزير السابق خليل الهراوي الذي رأى ان "مواقف صاحب الغبطة المطالبة بتطبيق الدستور وانتظام العمل السياسي هي محقة تماما. فالفوضى قائمة في الحياة السياسية اللبنانية، كذلك الإبتعاد عن تطبيق الدستور ان لجهة انتخاب رئيس للجمهورية او لناحية الإنتخابات النيابية التي هي أساس العمل السياسي اللبناني". مضيفا" لذلك يطالب صاحب الغبطة باحترام الدستور وانتظام العمل السياسي في لبنان، مع تحميل القوى السياسية المسؤولية في هذا الشأن. فهذه المرجعية الدينية والمارونية والسياسية لا يمكنها التغاضي عن هذين الأمرين المهمين لكي لا تتحول الى شريكة مع القوى السياسية في الفوضى السياسية والدستورية القائمة. ومن هنا مطالبة صاحب الغبطة الدائمة التحرر من الوضع الإقليمي لانتخاب رئيس للجمهورية".

وختم الهراوي "نطالب القوى السياسية الإستماع إلى مطالبة غبطة البطريرك. ونأمل أن تكون مبادرة الرئيس بري في إطلاق الحوار بين حزب الله والمستقبل بداية لما يطالب به صاحب الغبطة لانتظام العمل السياسي وتطبيق الإستحقاقات الدستورية. إنما هذه البداية يجب أن تشارك فيها كل القوى السياسية من 14 و8 آذار، كي تكون المشاركة المسيحية في هذا الحوار أساسية".

كما استقبل البطريرك الوزير السابق ابراهيم الضاهر، الذي اعتبر "ان دور بكركي في هذه الأوضاع هو دور محوري لأن الظروف دقيقة جدا، والجميع يدرك أنه لا خروج من الأزمات بدون صاحب الغبطة وخارج هذا الصرح".

ومن زوار الصرح وفد من نقابة مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت برئاسة رئيس النقابة نعيم صوايا في زيارة لالتماس بركة البطريرك وإطلاعه على آخر التطورات المتعلقة بمرفأ بيروت.

واشار صوايا بعد اللقاء الى ان" مخالفة القوانين من قبل اللجنة المؤقتة لإدارة واستثمار مرفأ بيروت ومخالفة المرسوم الجمهوري رقم 9040 من خلال ردم الحوض الرابع للمرفأ ستؤدي إلى تهجير جماعي وضرب الإقتصاد الوطني برمته، مما سينعكس سلبا على آلاف العائلات اللبنانية لأن هذا الحوض هو القلب النابض الأساسي لحركة الملاحة في مرفأ بيروت".

وتابع: "ان مشروع ردم الحوض الرابع المخالف للقانون هو عملية تخطي لموقع رئاسة الجمهوية واستغلال لفراغ الموقع الرئاسي، وتلاعب بتفسير المرسوم الصادر بإنشاء الحوضين الرابع والخامس في مرفأ بيروت وليس ردمهما. وها نحن اليوم في قلب هذا الصرح العريق نعرض لأبينا البطريرك الراعي حقيقة الوضع لأننا على يقين بانه الصوت القوي المدافع عن المظلومين فعلا وليس قولا".

وبعد الظهر التقى الراعي وفدا من جمعية "مسيحيي الشرق" الفرنسية، برئاسة مؤسسة الجمعية في لبنان اليزا بورو، الياس الحويك، فابيان ابي رميا، فلاديمير ابوش واليانور دوبيرك الذين عرضوا للبطريرك الأهداف الروحية والإجتماعية لهذه الجمعية في لبنان وسوريا والعراق وتركيزها على دعم الروابط بين مسيحيي الغرب ومسيحيي الشرق.

وأشارت ابي رميا الى ان الزيارة "اتاحت لنا فرصة عرض التجربة التي عشناها مع مسيحيي العراق الذين هجروا الى اربيل على مدى خمسة ايام".

بدورها اكدت بورو ان "هناك ضرورة لإيجاد ودعم روابط قوية بين مسيحيي الشرق والغرب وخصوصا ان الشرق هو مهد المسيحية. لذلك علينا مساعدة اخوتنا المضطهدين في الشرق. ومن هنا نشأت فكرة الجمعية منذ نحو السنة ونصف السنة وهي حاليا تعمل في سوريا والعراق كذلك في لبنان. نحن نرتكز في عملنا على الصلاة وخلق روابط بين مختلف الكنائس ومساعدة الطبقة الفقيرة من الناحيتين المادية والإجتماعية. في المقابل نحن نطلب من مسيحيي الشرق ان يصلوا من اجلنا لذلك فان هذه الجمعية ليست انسانية بقدر ما هي للمساعدة المتبادلة بيننا كمسيحيين في العالمين الغربي والعربي. وبالتالي سوف تحضر مجموعات مسيحية من فرنسا لتتعرف اكثر الى الجماعة المسيحية في لبنان وتكتشف الكنيسة في لبنان. لقد رحب غبطته بهذا العمل ومنحنا بركته وخصوصا بعدما اوضحنا لغبطته ان هدف الجمعية ليس مساعدة المسيحيين في لبنان وانما دعمهم للبقاء في ارضهم وعدم تركها مهما كانت الأسباب. نريد مساعدتهم للعودة الى بلدانهم وليس مساعدتهم لهجرتها وتركها".

وأشارت الى ان "الجمعية وعلى الرغم من كونها مسيحية الا انها تقدم المساعدة لغير المسيحيين لأن رسالة المسيح واضحة وهي محبة الجميع".

واستقبل الراعي رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح المحامي نهاد نوفل، ثم رئيس مجلس ادارة ومدير عام الأبحاث الزراعية ميشال افرام الذي اكد للبطريرك "ان فتح ملف سلامة الغذاء لا عودة عنه وان الدولة اللبنانية تسير على السكة الصحيحة في هذا الملف. ولقد تبين ان مختبر الفنار التابع للدولة اللبنانية هو مؤسسة عامة ناجحة بامتياز". واوضح افرام ان الزيارة "شكلت مناسبة لكي التمس بركة غبطته قبل التوجه الى الولايات المتحدة الأميركية وفيينا لإستلام جوائز دولية وهي "جائزة افضل مدير للبحوث" من قبل الجمعية الأميركية للعلم والبحث والجائزة الثانية من جامعة اوكسفورد وهي جائزة الملكة فكتوريا في مجال تقدم العلوم وهي جوائز تعطى للمرة الأولى الى شخصية لبنانية وعربية".

واشار افرام الى انه "وجه دعوة الى صاحب الغبطة "لتدشين مركز ومختبرات للأبحاث الزراعية في بلدة عجلتون والذي انشئ على ارض وهبتها البطريركية المارونية في بكركي دعما منها للانماء الزراعي في المنطقة"، مشيرا الى ان "الكنيسة تساهم بالإنماء الريفي واعطاء فرص للتوظيف ولولا تقدمة الأرض لما كان هناك وجود لهذا المركز. وحاليا سوف نعمل مع البطريركية المارونية على امكانية تقديم اراضي في مناطق بشري القبيات واللقلوق لإنشاء مراكز ابحاث عليها على غرار مركز عجلتون".

 

سليمان محاضرا في صالونات هوش في باريس: الأزمة الحلية ستنتهي بتطبيق إعلان بعبدا

الخميس 27 تشرين الثاني 2014

  وطنية - نظم "الصوت الثالث لأجل لبنان" لقاء حواريا بعنوان "بين سلوكيات الأمس ومتطلبات الغد لتبقى الجمھورية"، في صالونات هوش – صالة ايليزيه – باريس، في حضور حشد من الجالية اللبنانية في باريس وعدد كبير من النشطاء من مختلف الدول الأوروبية، وحاضر فيه الرئيس العماد ميشال سليمان شارحا نظرته حول مستقبل لبنان في ظل الحروب المشتعلة التي تحيطه، وكيفية حمايته انطلاقا من احترام الدستور وتطبيق الطائف من جهة، وأهمية تنفيذ "إعلان بعبدا" لضمان تحييد لبنان عن الحرب الدائرة في المنطقة، ما يعزز مناعته الأمنية، السياسية والاقتصادية، تمهيدا للوصول إلى الجمهورية الثالثة. وشدد سليمان على "ضرورة استكمال تطبيق الطائف والتركيز على سن القانون الانتخابي على قاعدة غير طائفية مع ضرورة المحافظة على المناصفة، بدلا من التسويق لقوانين الزواريب الطائفية"، مكررا مطالبته بضرورة "إقرار مشروع اللامركزية الادارية، وإشراك المرأة بالحياة السياسية وإعادة النظر بالصلاحيات الدستورية ليس على قاعدة تنازع الصلاحيات بل على قاعدة توزع المسؤوليات لإيجاد الحلول والمخارج لكل التعقيدات الدستورية". ورأى أن "تطبيق إعلان بعبدا يجب أن يترافق مع اقرار الاستراتيجية الدفاعية، مع ضرورة المحافظة على سياسة لبنان الخارجية ومتابعة تنفيذ خلاصات مجموعة الدعم الدولية للبنان".وقال: "كما تحدث الميثاق الوطني سنة 1943 عن سياسة "لا شرق ولا غرب" وكما انتهت ثورة 1958 بـ"لا غالب ولا مغلوب" وجاء الطائف لينهي الحرب الأهلية، ومن ثم انتهت أحداث ما بعد العام 2005 باتفاق الدوحة الذي ضمن مشاركة الجميع دون الإسقاط أو التعطيل، هذه الأزمة التي نعيشها اليوم، ستنتهي بتطبيق "إعلان بعبدا"، الذي يعتبر أول إنتاج لبناني – لبناني، تقرر على طاولة حوار لبنانية".

وردا على سؤال عن نيته إعلان حزب من فرنسا، قال سليمان: "ليس كل ما تنشره الصحف صحيحا".

 

الحريري: أهم هبة ممكن ان تعطيها إيران للشعب اللبناني ان تطالب حزب الله بالإنسحاب من سوريا".

الخميس 27 تشرين الثاني 2014

 وطنية - أكد الرئيس الحريري في حديث لل "أل بي سي" "أن السعودية عندما تقوم بأي شيء تقوم به لأجل لبنان". وقال "بالنسبة لنا الحوار مهم وانا من أهم مشاكلي مع الحزب قتاله في سوريا وهناك مشاكل جذرية مع الحزب"، معتبرا "أن دخول حزب الله الى سوريا ضرب جنون، وقرار خروج حزب الله من سوريا إيراني"، لافتا الى "ان هناك خلافات مع الحزب في ما يخص السلاح والقتال في سوريا وسرايا المقاومة وسيظل هذا الخلاف قائما".

وتساءل: "هل حزب الله يساعد من أجل تحصين الوحدة الوطنية؟ هل خف كل الإحتقان الموجود ماذا كان موقف حزب الله بعدما دخل الجيش الى عبرا وعرسال وطرابلس فهل سمح بالدخول الى مناطقه ورفع الغطاء الجميع يعرف أن بامكانه فعل ذلك"؟

وعن الحوار قال: "أنا مع حوار جدي لمصلحة البلد، انا جدي في طروحاتي أريد انتخاب رئيس وأريد ان يقوم الإقتصاد. أنا أرفض الفراغ وأنا قلت أقبل أي شيء شرط أن لا أذهب الى الفراغ أنا لست مع المواقف الشعبية، انا أقبل بأي شيء من أجل المصلحة الوطنية. هناك امور يجب علينا الحوار حولها لأن فيها مصلحة للبنانيين. أنا مع حوار جدي لمصلحة البلد، أريد انتخاب رئيس وان يقوم الإقتصاد. واعتبر أن الحوار لتضييع وقت اللبنانيين غير مجد".

اضاف:"من وقف مع الدولة هم اهل طرابلس الإعتدال هو المحافظة على كرامة الناس والبشر والحجر. أعطىيت توجيهاتي بزيادة الوحدات السكنية بمدينة طرابلس. أعرف أن في كل هذه الصعوبات التي نمر بها ومن الصعب عى المرء ان يرى الأمل ولكننا سنرى الأمل ونرى الأبيض أبيض والسماء زرقاء. إيماني بالله وبالبلد كبير.. وإيماني باللبنانيين كبير. عدت الى لبنان لأنني مسؤول مثلي مثل غيري، وسأعود الى لبنان لأعمل منه وهذا الأمر اقرره وسأعود قريبا جدا جدا. لم أغادر لأسباب امنية بل لمتابعة بعض الأعمال كالهبةالسعودية".

وتابع :"مهمتي أن ارى اين هي المصلحة الوطنية، وبالنسبة للهبة أولاً الملك عبد الله أطال الله عمره فاجأ العالم بأنه أعطى للبنان هبة ب 3 مليار دولار سعى اليها الرئيس سليمان. هذه الهبة قيمتها 3 مليارات وهناك هبات وقروض بين الدول عمرها 9 سنوات موضوعة في الأدراج.هذا الموضوع يأخذ وقتا ومن هنا أقول "ما بصح الا الصحيح" والمملكة العربية السعودية وعلى رأسها الملك عبد الله بن عبد العزيز لن تقدم إلا الخير وباسمي وباسم اللبنانيين أقول لهم شكرا وهذا ما يميز السعودية أذ ان ما تقدمه يستفيد منه كل اللبنانيين. هبة المليار هي لمكافحة الإرهاب ومحاربة الإرهاب يجب ان تتم بسرعة واليوم فتحنا اعتمادات بأربعمئة مليون دولار. المملكة العربية السعودية حريصة على ان ينال هذا المشروع موافقة الدولة اللبنانية وهذا ما حصل. أما بالنسبة لهبة المليار دولار فهي لمكافحة الإرهاب ويجب أن تتم بسرعة لذلك فتحنا اعتمادات بقيمة 400 مليون دولار.لم تحصل أي زيارة لهولاند وكل الدول صديقة.حريصون ان تكون هناك شفافية في موضوع الأسعار.

ورأى "ان أهم هبة ممكن ان تعطيها إيران للشعب اللبناني ان تطالب حزب الله بالإنسحاب من سوريا".

واعتبر الرئيس الحريري "أن هناك حوارا سيحصل وهناك أجندة يجب وضعها مع حركة أمل ووليد جنبلاط الذي كان أول من سعى للحوار. قلنا سابقا أن لدينا مرشحا اسمه سمير جعجع وخرج جعجع وقال أنه مستعد للتنازل من أجل مرشح توافقي ونحن قلنا أنه ليس لدينا اي فيتو على أحد وعون قال أنه مرشح هو فقط لا غير. ما نريده هو رئيس توافقي. لا موعد للحوار الرئيس بري وجنبلاط يسعيان لعقده. هناك تعقيدات في لبنان لكن علينا تخطيها لمصلحة البلد.أريد حوارا جديا لمصلحة اللبنانيين وإحدى وظائفه احتواء أي احتقان سني شيعي. اتحدث عن الإحتقان السني الشيعي عن الثوابت لحماية البلد وهذا ما نسعى اليه في الحوار. طلبت مشاورات فرد علي الحزب بحوار ثنائي، إذا كان لمصلحة لبنان لماذا نرفض. الرئيس بري يسعى الى الحوار وهناك أجندة تحضر وعندما تجهز نتحاور.الآن الحوار هو مع بعض الأشخاص من جانبي ومبكر كثيرا الحوار بيني وبين السيد نصر الله".

وتابع: "أهل طرابلس هم أهل الإعتدال، وما نتهم به هو حقيقة وليس تهمة. نحن تيار وطني عابر للطوائف لا نسعى الى السلاح منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري... حصلت مشاكل في عرسال أو لا؟ هناك عسكريون مخطوفون أو لا؟ كم لاجئا سوريا هناك في لبنان؟ وكم في الأردن وتركيا؟ هل سمعنا بداعش أو بالنصرة في تركيا أوالأردن؟ هل حصلت أي تفجيرات هناك؟ ما حصل أننا تدخلنا في الشؤون السورية، موقفنا أننا مع الثورة السورية إنسانيا فقط وعندما نرى أن مصلحة لبنان تمس نقول لا، سواء ضد اصدقاء او خصوم. عندما ذهبت للحوار وكان هناك المحكمة الدولية ذهبنا الى الحكومة التي أتت بالاستقرار. ما يهمني مصلحة البلد وأنا لا آخذ مواقف شعبية. نحن تحاورنا مع عون لكن هل تحاور التيار الوطني الحر مع سمير جعجع او تحاور حزب الله مع سمير جعجع؟ الجنرال عون مكون سياسي موجود في البلد ولا احد يستطيع إلغاء الآخر. لدي ثوابت لا أتخلى عنها".

ووجه الحريري تحية للرئيس سلام على الإنجازات التي قام بها وقال:"الناس تريد حلولاً، وإذا خرجت الآن وقلت أنني لا أريد حلولا، ماذا سيحصل؟ سيتشنج البلد، واجبي أنا أن أعطي أملا للناس.عندما نرى أن مصلحة لبنان تمس لن أسكت ما يهمني مصلحة اللبنانيين وانا مستعد ان أضحي بنفسي كما فعل والدي لمصلحة لبنان".

 

موجة التفاؤل الرئاسي الى انحسار والراعي على تشاؤمه

 سلام يرفض مقارنة صفقة الحزب بمفاوضات الدولــة

 عون اتصل بالراعي وتساؤلات "اذارية" عن جدوى الحوار

المركزية- اذا كانت الحركة الدبلوماسية التي حركت المشهد الداخلي في الايام الاخيرة شهدت انحسارا ملحوظا فان المناخ السياسي لا يبدو في مسار تراجعي عن ملامح التوتر وجو انعدام الثقة بين القوى السياسية الذي دفع البلاد الى الفراغ الرئاسي والتمديد النيابي والتشنج الحكومي. ومع ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اشاع اجواء انفراجية بمواقفه المتفائلة في شأن قرب انتهاء الازمة الرئاسية واستئناف الحوار على خط المستقبل – حزب الله، فان اي ترجمة عملية لهذه الاجواء لم تشق طريقها بعد، حتى ان مصادر وزارية رجحت لـ"المركزية" ان يكون تفاؤل بري ناتج عن الاشارات الدبلوماسية التي وصلت الى المسؤولين من دول القرار بوجوب الاسراع في انتخاب رئيس جمهورية تجنبا للاسوأ، وان لا وجود لما هو ملموس في ما يتصل بهذا الشأن ولا حتى بنجاح الحوار بين التيار والحزب او اصابة الهدف المتمثل بانتخاب رئيس توافقي. الا ان المصادر اعتبرت ان الرسائل الخارجية التي تضمنت دعوات بوجوب فصل الازمة اللبنانية عن ملفات المنطقة والمفاوضات الدولية النووية لربما شكلت نقطة ارتكاز انطلق منها رئيس مجلس النواب ليبني تفاؤله ويحفز القوى السياسية على التحرك والخروج من دائرة التصلب والتمترس خلف ترشيحات يعرف اصحابها سلفا انها لن توصل بأي منهم الى قصر بعبدا، خصوصا ان هؤلاء باتوا على يقين بانعدام حظوظهم، في ضوء توجه دولي لم يرق الى مستوى القرار لحمل القادة اللبنانيين على السير بمرشح توافقي في استعادة لسيناريو العام 2008.

تشاؤم الراعي: وعلى وقع الامال المنسوجة حول الحوار العتيد وامكان احداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، نقل زوار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عنه استياءه لما آلت اليه الامور وتحميله على وجه الخصوص الفريقين المسيحيين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" مسؤولية عرقلة الانتخابات. واكدوا لـ"المركزية" انهم لم يجدوا لدى سيد بكركي تفاؤلا بامكان انتخاب رئيس في وقت قريب ولا حتى مبادرات للحل في الافق، اذ انه يدرك تماما مدى ارتباط القوى المؤثرة والفاعلة في الملف الرئاسي بالاطراف الاقليمية التي ما زالت توظف هذه الورقة لمصالحها ولا توفر هامش التحرك او اتخاذ قرار خارج عن ارادتها.

حوار حول ماذا؟ وفي السياق، تساءلت اوساط في قوى 14 اذار عن جدوى الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، على رغم القناعة المترسخة بأهمية الحوار كوسيلة فضلى لحل المشاكل والنزاعات، ما دام الحزب يرفض مناقشة ملفات قتاله في سوريا وسلاحه الخارج عن اطار الشرعية والاعتراف باعلان بعبدا الذي وقعه في جلسات هيئة الحوار وطالما ان موقفه من الانتخابات الرئاسية محسوم لمصلحة حليفه العماد عون. وقالت اذا كانت هذه الملفات التي تشكل العقدة الكأداء في مجمل ازمات لبنان لن تطرح على بساط الحوار السياسي، فحول ماذا سيتناقش "الحزب" و"المستقبل" هل حول اقناع فريق 14 اذار بانتخاب عون رئيسا للبلاد؟ واوضحت ان استمرار عون على ترشحه ورفض انتقاله الى مربع الناخب الاكبر يبقي الازمة الرئاسية في دائرة المراوحة الا في حال طرأ طارئ خارجي قلب موازين القوى والمعادلات المتحكمة بالوضع اللبناني، كمثل عودة الحياة الى عروق التواصل السعودي الايراني او حصول توافق اقليمي دولي حول ازمات المنطقة بدءا بلبنان او خضة امنية كبرى تؤثر على الوضع الداخلي وتدفع عواصم القرار الى التحرك سريعا لمنع انزلاقه الى الفتنة، او حصول انفجار داخل الحكومة يطيح بها. وختمت بالاعراب عن تشاؤمها ازاء انتخاب رئيس قبل نهاية العام في ضوء عجز القوى الداخلية عن لبننة الاستحقاق واستمرار دورانها في الفلك الاقليمي.

الراعي – عون: وفي انتظار المواقف التي يعلنها مساء الرئيس سعد الحريري والمرتقب ان يطور فيها مبادرته الاخيرة بما يتناسب وظروف المرحلة، لفت اعلان بكركي عن اتصال اجراه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون بالبطريرك الراعي بهدف التهنئة بسلامة العودة والتشاور في التطورات المحلية، وجاء الاتصال ليضع حدا للتأويلات والتكهنات حول علاقة عون ببكركي بعد مواقف الراعي الاخيرة. في حين زار بكركي النائب سامي الجميل الذي اعلن "ان همنا ان يكون المسيحيون يدا واحدة للمحافظة على لبنان وتحقيق قانون انتخابي عادل".

المخطوفون: في الاثناء، استحوذ ملف العسكريين المخطوفين على الحيز الاكبر من النقاش في جلسة مجلس الوزراء، في ضوء صفقة تبادل اسير "حزب الله" بعنصرين من الجيش الحر وتداعياتها في الداخل، لا سيما بين الاهالي الذين قرروا المضي في قرار تصعيد تحركاتهم غدا عبر قطع الطريق في بيروت عند نقطة الصيفي، الا اذا استجد جديد اقنعهم عبر معطيات جدية وملموسة بوقف تحركهم بحسب ما اكد هؤلاء لـ"المركزية"، وذكرت معلومات ان وزير الصحة وائل ابو فاعور سيتولى مهمة اقناعهم بفض الاعتصام ووقف موجة التصعيد وترك الملف للحكومة. وفي وقت كثرت التحليلات حول اسباب نجاح "حزب الله" حيث اخفقت الدولة حتى الساعة، حسم رئيس الحكومة تمام سلام الامر بالتأكيد ان لا مجال للمقارنة بين مقايضة اسير "حزب الله" وملف العسكريين الرهائن مشددا على استمرار التفاوض لتحريرهم. وتحدثت المعلومات التي رشحت من الجلسة عن ان سلام لفت الى ان التقدم في الملف غير كاف. اما بند الترخيص لجامعات وكليات خاصة فأشارت المعلومات الى انه ارجئ بفعل اعتراض وزراء حزبي "الكتائب" و"التقدمي الاشتراكي" عليه. وشكل مجلس الوزراء لجنة برئاسة ممثل عن رئاسة مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن وزارات الصحة والاقتصاد والطاقة والبيئة والزراعة والعدل والمالية والداخلية والصناعة والسياحة مهمتها متابعة المواضيع المتعلقة بسلامة الغذاء وما تقتضيه من تنسيق وتدابير بين الوزارات، ورفع توصياتها عند الاقتضاء الى رئيس الحكومة لعرضها على مجلس الوزراء. قانون الانتخاب: وسط هذه الاجواء، تابعت لجنة التواصل لقانون الانتخاب اجتماعاتها من دون احراز تقدم يذكر وتمت مناقشة اقتراح النائب علي بزي وطرح النواب اراء يمكن بحسب النائب روبير غانم ان توصل الى توافق او الى تعديل للاقتراح بالتوافق، مشيرا الى الاخذ في الاعتبار هواجس او خصوصية الوضع السني – الشيعي والوضع الدرزي في الجبل والوضع المسيحي عموما في مقاربة اي اقتراح او مشروع قانون انتخابي. وشدد غانم على توافر النية الجدية لدى النواب لانهاء مهمة اللجنة خلال المهلة التي حددها الرئيس نبيه بري. خامنئي: اقليميا، وفي اعقاب تمديد المفاوضات الدولية حول الملف النووي الايراني حتى نهاية حزيران المقبل اعتبر المرشد الايراني علي خامنئي ان اي اخفاق للمحادثات النووية بين طهران والقوى العالمية سيضع الولايات المتحدة الاميركية في موقع الخاسر الاكبر، مشيرا الى انه لا يعارض تمديد اجل المحادثات.

 

لقاء في منزل جعفر ضمّ يزبك ونوّاباً لمتابعة جريمة بتدعي

 المقداد: مساعٍ جدّية لتسليم المجرمين بتدخل مـن العشيرة

 المونسيور رحمه: سنستمر بالضـغط كي لا تتكرر المذبحة

المركزية- منذ مجزرة بتدعي التي ذهب ضحيتها صبحي فخري وزوجته نديمة وجرح ابنهما روميو والمساعي السياسية والحزبية تنشط في اكثر من اتجاه لتوقيف المجرمين وسوقهم الى العدالة تفادياً لانزلاق منطقة بعلبك-الهرمل الى مصير مجهول قد تطال تداعياته كل لبنان.

وفي هذا الاطار، عُقد امس في منزل ياسين جعفر في بيروت لقاء ضم رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك ونجليه والنائبين علي المقداد ونوّار الساحلي بحث في كيفية تطويق ذيول الجريمة وسوق المجرمين الى القضاء.

وعلى هذا الخط، اكد النائب علي المقداد لـ"المركزية" وجود "مساعٍ "اكثر" من جدّية لتسليم القتلة"، ولفت الى اننا "نتواصل مع الجيش وكل المعنيين، ومع آل جعفر بالتحديد كي يتدخلوا لتسليم الجناة".

وشدد على ضرورة "توقيف ومُحاكمة من ارتكب الجريمة المروّعة التي ذهب ضحيتها الشهيدان صبحي فخري وزوجته نديمة"، واوضح ان "جعفر شدد خلال اللقاء على ضرورة القاء القبض سريعاً على المجرمين، وكان متجاوباً جداً معنا لحلّ هذه القضية".

وكشف المقداد عن "لقاءات ومساع يقوم بها نوّاب منطقة بعلبك - الهرمل والشيخ محمد يزبك بعيداً من الاعلام لحلّ هذه القضية بتسليم القتلة".

رحمه: النائب العام على ابرشية بعلبك-دير الاحمر المارونية المونسنيور حنا رحمه اكد عبر "المركزية" ان "لنا ملء الثقة بالشيخ يزبك الذي نجح في حلّ قضايا عدة في المنطقة"، واشار الى "زيارات مُرتقبة لفاعليات منطقة دير الاحمر وعائلة الضحيتين في اتجاه مسؤولين امنيين وروحيين لشكرهم على مواساتهم بالمجزرة ووضعهم في تفاصيلها وتداعياتها".

وشكر المونسنيور رحمه آل جعفر "على الايجابية التي ابدوها في بيانهم الثاني الذي اعلنوا فيه انهم بتصرف آل فخري بخلاف بيانهم الاوّل الذي اشاروا فيه ان ما حصل نتيجة تدافع داخل البيت وبان إطلاق النار بدأ من اكثر من جهة ما ادى الى استشهاد اخوة اعزاء"، لكنه شدد في المقابل على ان "مطلبنا واضح وهو تسليم الجناة للعدالة"، واكد اننا "سنستمر بالضغط في الاتجاهات كافة لتسليم الجناة وكي لا تتكرر مثل هذه الحوادث، لاننا لن نسمح بمرور المذبحة وكأن شيئاً لم يكن".

سؤال: اشارة الى ان عضو كتلة "القوات البنانية" النائب ايلي كيروز وجّه امس سؤالا، من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى الحكومة "حول مسألة تداعيات جريمة بتدعي ومخاطر تعريض العيش المشترك والسلم الأهلي في منطقة البقاع الشمالي من جراء التأخر او التقاعس في تطبيق القوانين والأنظمة وتحقيق العدالة، بعدما استبيحت حرمة البيوت وسلامة العائلات والأشخاص".

 

مجازر النظام السوري والمباركة الدولية 

 داود البصري/السياسة

28 تشرين الثاني/14

  بعد نحو الأربعة أعوام عجاف من الثورة السورية, وأطنان الدماء التي سفكت على مذبحها , يظل العالم يتفرج بوحشية فظة على أفظع فصول ومراحل تلك الحرب الضروس بعد أن أضحى مشاركا للأسف في تنفيذ صفحاتها السوداء عبر الإستمرار في تغذية تلك الحرب بكل الوسائل التي تسمح للنظام السوري المجرم بممارسة راحته الستراتيجية في قتل الناس, وتدمير سورية ويتحول من منبوذ دولي تطالب دول العالم بمحاسبته وإقصائه ومحاكمته ونزع الشرعية عنه كما فعلت الإدارة الأميركية مرات عديدة لفظيا! ثم تراجعت عن الفعل الصريح والمباشر لترجمة وتنفيذ ذلك التصريح المنافق ! إلى مشارك نشيط وفاعل في الحرب الدولية لتدمير سورية بذريعة تدمير تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الذي هيمن على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية أيضا.

فالغارات الجوية لغربان النظام السوري على مدينة الرقة وإيقاعها مئات الخسائر المفجعة بالمدنيين السوريين المبتلين بحكم الطغاة والغلاة من المتطرفين هي بمثابة مجزرة بشرية مروعة, وحرب إبادة بشرية شاملة تجري فصولها المرعبة أمام عيون نواظر التحالف الدولي الذي بات مشتركا, فعليا وميدانيا, في تغطية جرائم النظام وتوفير الأرضية المناسبة لها, بل وحمايتها دوليا من أي مساءلة وتواطؤ الإعلام الدولي في التغطية على تلك الجرائم, والتعتيم عليها فيما يظل الشعب السوري في حالة نزيف دموي هو الأشد في تاريخ النزاعات في العالم.

العالم الذي يسمي نفسه حرا يتفرج ببلاهة على مصارع السوريين, وتتسابق قوات التحالف الدولي مع “شبيحة” ومجرمي العصابات الطائفية للنظام في إيقاع الأذى بأكبر عدد ممكن من السوريين بذريعة محاربة الإرهاب والتطرف, بينما الواقع العملياتي يؤكد وبما لايدع مجالا لأي شك بأن العالم بسكوته المخزي عن المجازر وبتغطيته لجرائم النظام إنما يساهم أبشع مساهمة في سقي بذور التطرف, ودعم الإرهاب الذي سيتطور وينمو ويشتد عوده كحالة رد فعل على التجاهل الدولي لمآسي السوريين المتوالدة فصولا!

لقد نكص العالم الحر عن كل تعهداته السابقة التي تحولت تاريخاً بائساً, وتراجع أصدقاء سورية عن إلتزاماتهم المقررة وتحولت بياناتهم اطلالاً وخرائب, وغابت الجامعة العربية بالكامل عن الصورة, وتحولت شاهد زور لم يعد يحصي حتى أعداد قتلى الشعب السوري, وطائرات التحالف تجوب الأجواء السورية وتغطي وبفضائحية على مجرمي الطيران الحربي السوري البارعين في قصف وحرق وتدمير شعبهم والجبناء أمام الرد على اي غارات جوية إسرائيلية.

لا أدري لماذا لايتحرك العالم لفرض منطقة حظر جوي أسوة بما فعل مع النظام العراقي السابق رغم أن نظام صدام حسين, وهذه للحقيقة والتاريخ, لم يرتكب عشر الجرائم التي إرتكبها نظام دمشق الذي ظل طليقا وعصيا عن أي مساءلة مدعوما من النظام الإيراني الصلف الطائفي, ومافيا الروسية ومظهرا لسانه ساخرا من كل الدنيا, وهو يمارس جرائمه الشنيعة?

ألا يؤكد التواطؤ الدولي في التغطية على النظام وحماية ظهره على دوره الكامل والواضح في ملفات التآمر الدولي, وعلى حجم المؤامرة الماسونية المدبرة ضد الشعب السوري الذي تحول لأنقاض وشتات وقطاعات كبيرة منه تحولت لمتسولين في دول العرب والغرب, فيما تنمو في صفوفه الجماعات الدينية المتطرفة كالفطر السام وتزدهر العصابات الطائفية, وتتحول قضية الحرية السورية لفتنة طائفية إقليمية كبرى?

لقد نجح النظام الإستخباري السوري للأسف في فرض سيناريوهاته التخريبية, ونجح في تحويل سورية الحضارة والجمال لمستنقعات طائفية رثة بسبب تواطؤ المجتمع الدولي والدول الكواسر التي فضلت على ما يبدو تبني خيار تهشيم سورية بالكامل عبر مساعدة نظام الإرهاب لكي لا تقوم للشعب السوري قائمة, وإمعانا في تمزيق وتشطير المنطقة على أسس طائفية رثة كما يحصل حاليا في العراق أيضا, والذي تمكنت الطائفية فيه برعاية دولية من أن تجد لها موقعا تاريخيا شاخصا ومدمرا ! أما العالم العربي وجامعته العتيدة فهو في الصيف قد ضيع اللبن! وبات أطلالا يتفرج على المأساة ويكتفي بعد الضحايا والعجز التام عن الفعل وحتى رد الفعل. مواقف بائسة للمنظومة العربية السياسية ستدفع أثمانها وتداعياتها الشعوب العربية, وهي تعيش النسخة الجديدة والمعاصرة من عصر الفتنة الكبرى. لابد لجرائم النظام السوري أن تتوقف وأن يتم إستئصال النظام المجرم ومحاسبته على كل قطرة دم بريئة سفكها وتلك مسؤولية أحرار الشام والتي سينجزونها رغم كل صيغ وأشكال التآمر الدولي

 

فشل اتفاق فيينا وحوار الضرورة في لبنان 

 مهى عون/السياسة/28 تشرين الثاني/14

 بدأت تتكون قناعة لدى العديد من المراقبين لمجريات الأحداث الدولية ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية, بأن تزامن بعضها لم يأت نتيجة الصدفة, ومنها -وربما ليس آخرها- تزامن انطلاق أعمال المحكمة الدولية الخارجية بلبنان في لاهاي الناظرة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري مع انعقاد مؤتمر مجموعة ال¯5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) مع الوفد الإيراني في فيينا, للبحث في الملف النووي الإيراني العالق, إذ من غير المستبعد أن يكون انعقاد هيئة المحكمة أتى من منطلق الحاجة لزيادة نسبة الضغط على النظام السوري حليف النظام الإيراني وربيبه الأهم والأساسي في المنطقة العربية, بهدف حمل طهران على تقديم بعض التنازلات خلال انعقاد المؤتمر في فيينا.

هذا في وقت راهن اللبنانيون على نتائج حسية قد تواكب سير المحاكمة وتساهم في إماطة اللثام, ولو جزئياً, عن مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس الحريري, خصوصاً أن معلومات كانت صدرت عن المحكمة تشير إلى احتمال تورط الرئيس السوري, بسبب ظهور رقمه الخاص على الشبكة الخليوية لأحد المتهمين بهذه الجريمة. لكن هذه الآمال لم تتبلور واختتمت المحكمة نشاطها مرحلياً بعد الاستماع لشهادة الوزير السابق مروان حمادة قبيل انتهاء مؤتمر فيينا بقليل, وأجلت أعمالها إلى موعد آخر, تماماً كما انتهت محادثات فيينا لاحقاً بوصولها إلى الحائط المسدود.

وفي حال اعتبرنا أن هاتين النتيجتين لا تصبان في مصلحة بعض الأطراف في لبنان, لا سيما الجهات التي كانت تراهن على ما كانت تسميه “زمن العدالة”, ناهيك عن المراهنة على انفراجات إيجابية على الساحة اللبنانية مواكبة لفرضية نجاح مؤتمر فيينا, من ناحية إحداث تليين إضافي في مواقف “حزب الله” المتصلبة حيال مختلف الملفات اللبنانية العالقة, ولا سيما تلك المتعلقة بالفراغ الرئاسي, فلا بد من التسليم بأن الأمور عادت إلى نقطة الصفر, التي تعني من الناحية العملانية عودة كل فريق إلى مواقعه السابقة.

ولعل هذه الفجوة غير المنتظرة في عدم التوصل إلى كسب نقاط جديدة على الساحة السياسية في لبنان, حملت تيار “المستقبل” على استشعار الحاجة للبدء بحوار الضرورة لردم الهوة التي كانت قائمة سابقاً بينه وبين “حزب الله” على خلفية الاستحقاقات العالقة ولترميم ما أصاب العلاقة من تشنج نتيجة الشهادة التي أدلى بها الوزير السابق مروان حمادة في لاهاي. وبالنظر إلى الارتياح النسبي الذي يظهره الحزب اليوم في العودة إلى قواعده سالماً بعد مرور زوبعة المجتمع الدولي التي كانت ستؤول إلى الإطاحة ببعض امتيازاته على الساحة اللبنانية والممهدة لمشروعه, ناهيك عن ستراتيجية إيران في سورية ولبنان, كان لا بد لتيار “المستقبل” من اجتراح البدائل التي جاءت كالعادة, عبر ما يمكن تسميته ب¯”حوار الضرورة”.

وعلى خلفية هذا الواقع الذي يقول إن سياسة “حزب الله” ليست منفصلة عن ستراتيجية إيران الإقليمية وأهدافها, قد لا يكون من المستبعد أن تترجم تداعيات فشل مؤتمر فيينا في التوصل إلى نتائج حسية وتأجيل انعقاده من جديد إلى شهر يوليو المقبل من السنة الجديدة, عبر المضي في سياق اتفاق مع تيار “المستقبل” حول اسم جديد لرئيس الجمهورية خارج إطار التسميات التي كانت مطروحة سابقاً, ولا سيما الجنرال عون والدكتور جعجع, وذلك لأن طهران تريد اليوم أن تظهر بعض بوادر حسن النية تجاه المجتمع الدولي تمهيداً لكسب بدائل بخصوص مسألة رفع العقوبات التدريجي والذي استلمت وعوداً بخصوصه في نهاية محادثات فيينا.

وفي سياق يصب في هذا المنحى, يكثر الكلام في الدوائر السياسية في لبنان حالياً عن قرب انطلاق الجولة الجديدة من حوار الضرورة بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”, وهو حوار يهدف للتوصل إلى ترميم الوفاق على طروحات مستقبلية تبدأ في تخطي وتناسي ما جاء على لسان الوزير السابق مروان حمادة الذي استفاض في شهادته أمام المحكمة الدولية في توصيف مرحلة الوصاية السورية وكيفية انتهائها بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري, والتي وفق شهادته أوصلت البلد إلى ما هو عليه اليوم من حالة الاستسلام والتسليم بهيمنة “حزب ولاية الفقيه” على صناعة القرار السياسي في لبنان, ولا تنتهي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية, بل تستكمل كما تهدف أوساط تيار “المستقبل”, إلى بناء مساحة جديدة من الوفاق على مختلف القضايا العالقة, ومنها خروج “حزب الله” من الساحة السورية.

والجدير بالذكر, أن مبادرة الحوار هذه تحظى برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وبمواكبة النائب وليد جنبلاط الذي أعرب عن رأيه بهذا الخصوص في كلامه عن الحاجة “لتدوير الزوايا” من جديد مع “حزب الله”. ورغم يقين جميع الأطراف بأن الوفاق اليوم, وخصوصاً ما يتعلق باستحقاق رئاسة الجمهورية, دونه صعوبات كثيرة, لكن وتبعاً لما بات يصدر عن مختلف المرجعيات التي ترى ان الحاجة باتت تفرض نفسها على الجميع, وبخاصة أن الإرهاب ومحاربته أصبحا يشكلان قاسماً مشتركاً بين الحزب و”التيار الأزرق”. وإذا كان تيار “المستقبل” و”حزب الله” لم يبادرا حتى الساعة إلى وضع شروط مسبقة للشروع بالحوار, فذلك عائد لحسابات خاصة بكل منهما, قد لا تكون بالضرورة فقط من منطلق حاجتهما للتكاتف في مواجهة التكفير وخطره على الداخل اللبناني.

ففي وقت ترتكز حسابات الحريري على الواقعية السياسية التي ترى أنه حيال صعوبة حصول توافق إقليمي على الحل في لبنان لا بد من اعتماد فن الممكن, بدءاً بمحاورة الأطراف الداخلية وربما لتجنيب الساحة اللبنانية 7 مايو جديد… فحسابات “حزب الله” للمجيء إلى حوار الضرورة مختلفة تماماً, حيث إنه يقارب أي خطوة يقوم بها على الصعيد الداخلي في لبنان حكماً على خلفية ستراتيجية طهران الشاملة لسورية ولبنان.

وضمن هذا التوجه, قد يأتي قبول “حزب الله” بشرط خروجه من الداخل السوري فقط من منطلق تماشيه وتلازمه مع رغبة طهران في حلحلة بعضٍ من تشددها على بعض ساحات نفوذها مقابل حصولها على بداية وعود ورَدَ الكلام عنها في فيينا وتتعلق برفع العقوبات المالية وسواها. يبقى أنه ومن منطلق حسابات داخلية بحتة وبعيداً من مصالح إيران هذه, وعن ستراتيجيتها الشاملة لسورية ولبنان, فالجدير بالذكر هو أن “حزب الله” قد لا يهمه استمرار الشغور في موقع رئيس الجمهورية بقدر ما يهمه وصول رئيس جديد يكون موالياً له يساهم في تغطية سياسته وستراتيجيته على الصعيدين السوري واللبناني, ناهيك عن أن استتباب الأوضاع وإعطائها نوعاً من الشرعية الهرمية في لبنان, قد يضفي بعضاً من الشرعية على سياسة “حزب الله” ويساهم في الحد من تنامي الضغوط التي باتت تنهك كاهله وتلوث صورته وتربكه حيال قاعدته الشعبية التي بدأت تطرح ألف سؤال وسؤال حول شرعية وأحقية تدخله في سورية.

 

الحجار لـ”السياسة”: لن نعدم وسيلة للتحاور مع كل الأطراف

بيروت – “السياسة”: حتى قبل أن يبدأ الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”, فإن أجواء من الشك بدأت تتسرب من داخل أوساط “التيار الأزرق”, بمدى مصداقية الفريق الآخر على توفير الظروف المواتية لإنجاح هذا الحوار والالتزام بما قد يتم التوافق بشأنه, بعد تسريبات من داخل “حزب الله” بأن الملف الرئاسي ومشاركة الحزب في القتال بسورية خارج نطاق البحث, لأن الظروف لا تساعد على بحث هذين الملفين في الوقت الحاضر, وهو ما يناقض تماماً رؤية تيار “المستقبل” ورئيسه للحوار المتوقع مع “حزب الله”, وبالتالي فإن صورة الحوار تبدو ضبابية كثيراً ولا تساعد على توقع الخروج بنتائج إيجابية, وإن كان يحظى بدعم عربي وغربي من أجل ضبط الاستقرار في لبنان. وفي هذا الإطار, قال عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار ل¯”السياسة” “إننا لا ندع طريقاً إلا ونسلكها من أجل الوصول إلى حل داخلي يكفل إخراج البلد من الأزمة التي يعيشها ويخفف عنه تداعيات ما يحصل في المنطقة والمحيط والأخطار التي تتربص به وتتفاقم وتتزايد في غياب رئيس للجمهورية”. وأكد أن “الملف الرئاسي يجب أن يشكل أولوية في الحوار مع حزب الله الذي عليه أن يعي أن الأخطار تتزايد في ظل عدم وجود رئيس للدولة اللبنانية وبالتالي يعمل على تسهيل التوافق من أجل أن يصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي أسرع وقت تفادياً للأسوأ, خاصة أن الحوارات السابقة لم تكن مشجعة, لأن حزب الله انقلب على كل تعهداته ولم يلتزم بها والأمثلة على ذلك كثيرة”, مشدداً على أنه مطلوب من “حزب الله” أن يعيد أجواء الثقة بينه وبين اللبنانيين لكي تستقيم الأمور ونشعر بأنه فعلاً يريد الالتزام بما قد يتم التوافق عليه على طاولة الحوار المنتظر. وقال إن “تيار المستقبل ورغم كل ذلك, فإنه لن يعدم وسيلة للتحاور مع كل الأطراف وليس فقط “حزب الله”, لتخفيف الاحتقان الداخلي وتأمين فرص أفضل لانتخاب رئيس للجمهورية”. وفي السياق نفسه, أكد السفير السعودي لدى لبنان علي عواض العسيري أن “السعودية تدعم كل ما يريح لبنان وكل ما يؤمن استقراره”, متمنياً أن يشمل كل الأفرقاء اللبنانيين وليس “المستقبل” و”حزب الله” فقط.

 

فرصة للتفاوض والقوة الناعمة

وليد شقير/الحياة/28.11.14

لم يمض بضع ساعات على ارفضاض اجتماع فيينا بين دول 5+1 مع المفاوض الإيراني، حتى عُقد اجتماع آخر في العاصمة النمسوية للدول المصدرة للنفط «أوبك»، من أجل بحث رفع عدد من الدول النفطية إنتاجها من الذهب الأسود، لا سيما الدول الخليجية مدعومة من أميركا وانعكاسه انخفاضاً حاداً في أسعاره، في مقابل اقتراح «المحور» الآخر المتمثل بروسيا وإيران وفنزويلا، خفض هذا الإنتاج. قد لا يرى البعض علاقة بين الاجتماعين سوى أن عنوانهما هو الطاقة، الأول للنووية منها والثاني للنفطية، إلا أن العلاقة سياسية من الدرجة الأولى.

يختزل التفاوض خلال الاجتماعين الكثير مما يدور على المسرحين الدولي والإقليمي ويتصل بسياسات الدول المؤثرة في العديد من ميادين الصراع بين المحورين، من أوكرانيا مروراً بأفغانستان وصولاً الى العراق وسورية... إلخ.

لم يعد سراً أن أحد أوجه انخفاض أسعار النفط بفعل رفع الإنتاج بات وسيلة ضغط على روسيا وإيران والدول في الصراع المفتوح على هذه الأزمات الإقليمية، فهو انخفاض يؤثر في اقتصاديات عدد من الدول، فضلاً عن أنه عامل ضغط يضاف الى العقوبات الغربية على موسكو، وعلى طهران.

كثر تساءلوا عن مغزى تمديد التفاوض على الملف النووي الإيراني 7 أشهر، وليس أقل أو أكثر. وبعيداً من «نظرية المؤامرة»، لا بد من تسجيل حرص فريقي التفاوض على استمرار مسار التفاوض بدل المواجهة على النووي. فاحتمال المواجهة، العسكرية والأمنية، بات من الماضي، في قاموس الفريقين، بين «الشيطان الأكبر» و «محور الشر». وهذا ما يفسر تصريحات جون كيري، والرئيس حسن روحاني، بأن حصول تقدم كبير في المفاوضات هو الذي أوجب تمديدها. إلا أنه لا بد من الملاحظة أيضاً أن الخلاف بين الدول الكبرى وإيران، على حجم رفع العقوبات عنها والإفراج عن أرصدتها المالية يتصل بالشق الذي يفترض أن يتبع أي اتفاق معها يكرّس سلمية برنامجها النووي، أي الوضع الإقليمي والحدود التي يتوجب رسمها لانفلاش نفوذها. فمن وجهة النظر الغربية، والعربية، يتعيّن ألا تستفيد طهران من ذلك في شكل يريح اقتصادها المأزوم، ويدفعها الى التشدد باعتبار حدود انفلاشها الإقليمي طبيعية ومكاسب لا رد لها، في وقت يعتبر الغرب ومعظم الدول العربية أنها تجاوز للحدود.

الأشهر السبعة فسحة لكل الفرقاء من أجل محاولة تحسين المواقع أو الثبات عليها، ومواجهة الضغوط المتبادلة واستيعاب نتائجها واحتوائها، كل على طريقته. هي تمديد للتفاوض، وفي الوقت ذاته لتبادل الضربات والحروب بالواسطة، حيث أمكن... مع الإبقاء على مظلة التفاوض. فرصة للمتشددين في واشنطن حيال طهران وسياسة باراك أوباما تجاه سورية... وفرصة لمتشددي طهران إزاء درجة الانفتاح على السياسة الأميركية ودرجة التنازلات الممكنة نووياً وإقليمياً. وإذا كان الحرص على إبقاء خيار التفاوض فرض الإفراج عن 5 بلايين دولار من أموالها (700 مليون كل شهر) لتقوية موقع روحاني في مواجهة المتشددين، فإن طهران ستسعى الى التعويض عن ضآلة هذا المبلغ في موازنتها للعام 2015، والتي تبلغ 300 بليون دولار (المعرضة لمزيد من العجز لأنها وضعت على أساس سعر برميل النفط بـ100 دولار بينما انخفض سعره الى ما دون 80 دولاراً)، بالتحايل على عقوبات التصدير عبر المبادلة مع الصين وروسيا ودول أخرى بالبضائع، وعبر شراء نفط العراق الذي تسيطر عليه «داعش» بأسعار بخسة لاستهلاكها الداخلي. فتقارير الـ «سي آي إيه» عن تحقيقات مع ضباط أسرى من «داعش» أفادت بأن التنظيم باع ويبيع النفط عبر تركيا لتجار إيرانيين في السوق السوداء.

وفي خلال الأشهر السبعة ستسعى موسكو الى الإفادة من فشل الاتفاق الذي كان يمكن أن يُضعف حضور إيران في الصراع الإقليمي الذي يعتمد عليه القيصر الروسي في تثبيت نفوذه الإقليمي، عبر اقتراح الحلول لسورية التي تثبِّت بشار الأسد في السلطة. وهي فرصة في المقابل لامتحان قدرة واشنطن على إحداث توازن على الأرض في بلاد الشام بين النظام والمعارضة المعتدلة، إذا مضى أوباما في وعده بتدريبها وتمكينها، تمهيداً للحل السياسي الذي يضمن مرحلة انتقالية بحكومة كاملة الصلاحيات...

الأشهر السبعة مهلة للجميع، لاختبار مدى نجاح الحرب على الإرهاب و «داعش» ولجدية اشتراكهم فيها، وهي فرصة للفريق العربي الشريك في رسم ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة، كي يرتب أوضاعه مع ما تقتضيه هذه الشراكة.

تمديد التفاوض قد يشهد مزيجاً من الحوار والانفتاح واستخدام القوة الناعمة بموازاة إلحاح محاربة الإرهاب الذي فرض تمديداً للمهمات القتالية الأميركية في أفغانستان الى ما بعد التاريخ المفترض لانسحاب القوات الأميركية منها بعد أسابيع.

 

تحديات القرن العربي المقبل

بول سالم /الحياة/28.11.14

في مقال نشرته قبل شهر، قارنت بين التحديات التي واجهت العالم العربي بين عامي 1914 و 2014. اما اليوم، فدعونا نتطلع الى بعض الاتجاهات والتحديات التي ستواجهنا في القرن المقبل ونفكر في كيفية معالجتها والتعامل معها. من العادي ان نركز على الأزمات اليومية التي تهيمن على عناوين الصحف، ولكن من المهم أيضاً أن نلقي نظرة أطول للاطلاع على السياق المتغير الذي تتجلى فيه هذه التطورات والأزمات المتسارعة. من الاتجاهات والتحديات الضاغطة في العقود التالية ما يأتي:

* الضغوط الديموغرافية وحجم الكتلة الشبابية: على رغم ما يواجهه من تحديات كثيرة، لا يزال لدى العالم العربي أكبر معدلات للنمو السكاني في العالم. فمن أقل من 100 مليون نسمة في عام 1950، يبلغ عدد سكان العالم العربي الآن حوالى 350 مليوناً، ومن المتوقع أن يتجاوز 500 مليون نسمة بحلول عام 2050. وهذا النمو يلقي، وسيستمر في إلقاء ضغط هائل على الموارد المحدودة وعلى النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. لدى العالم العربي أيضاً التكوين السكاني الأكثر شباباً في العالم، فثلثا السكان هم تحت سن الثلاثين وسيؤدي بحثهم عن فرص العمل والهوية والتمكين في العقود المقبلة إلى المزيد من التأجيج والاضطرابات.

* ضيق الأرض وشح المياه: يشكل ضيق مساحة الأراضي وتضاؤل الموارد المائية دافعاً متزايداً للصراع وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. فالعالم العربي الذي يشكل سكانه 6 في المئة من مجموع سكان العالم لا يحتوي إلا على 1 في المئة من موارد المياه المتجددة في العالم. وتصلح نسبة 4.3 في المئة فقط من الأرض في المنطقة للزراعة، والقطاعات الضيقة من الأراضي الصالحة للزراعة تهددها سرعة التوسع العمراني. هذه الظروف لن تزداد إلا سوءاً في القرن الحادي والعشرين حيث إن النمو السكاني والتوسع العمراني والتغير المناخي ستفرض أعباءها.

* النفط، ايجاباً وسلباً، في الحاضر والمستقبل: في الماضي، استخدمت اسبانيا مورد الذهب من فتوحاتها في أميركا الجنوبية من أجل الحفاظ على الوضع القائم وممانعة التغيير ومضت إلى تراجع طويل، في حين أن بريطانيا بنت على فتوحاتها لزيادة التجارة والابتكار وقيادة الثورة الصناعية. كيف سنتعاطى مع مواردنا النفطية في السنوات المقبلة؟ لتدعيم الوضع القائم الهش، أم كنقطة ارتكاز لإطلاق عجلة التطوير المجتمعي والاقتصادي والثقافي والسياسي؟ والسؤال الآخر هو حول مستقبل النفط بشكل عام، فبعض الدول المصدرة للنفط اليوم ستنضب احتياطاتها في عقود قريبة، بينما في حالات أخرى سيحد ارتفاع الاستهلاك المحلي من قدرات هذه الدول على التصدير. ولكن القضية الأهم هي أن مع تطور التكنولوجيات الجديدة في استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة ودول أخرى، واختراقات محتملة في انتاج الطاقات البديلة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، فإن من المرجح أن يشهد «عصر النفط» نهايته خلال هذا القرن. وهذا سيؤثر بشكل كلّي في الاقتصاد والتوازنات في المنطقة.

* النمو الاقتصادي المحدود والبطالة الشديدة: قد يستمر العالم العربي في نمو اقتصادي محدود، لكن تقول المؤشرات ان مستويات البطالة قد تبقى الاعلى في العالم وقد تبقى أنماط توزيع الثروة غير متساوية كما هو الحال اليوم. خطت بعض اقتصادات الخليج خطوات كبيرة في تنويع اقتصاداتها، ولكن أياً من الدول غير النفطية الكبيرة مثل مصر أو المغرب، لم تكن قادرة او مستعدة حتى اليوم لإجراء الإصلاحات الجذرية التي تمكنها من أن تندفع لتصبح محاور عالمية للتصنيع والتصدير وتحقيق مستويات عالية من النمو الاقتصادي وفرص العمل كالتي حققتها تركيا والصين على مدى العقد الماضي، والتي يمكن أن توفر الاستقرار لهذه المجتمعات في العقود المقبلة.

* انتقال القوة نحو الشعوب، افراداً وجماعات: أدت التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا والاتصالات الى انتقال القوة من احتكار الدول باتجاه شعوبها التي اصبحت اليوم مضطلعة، متمكّنة، وطامحة، سواء كمجتمعات أو أفراد. وهذا نمط من تحول القوة (power shift) يطاول كل مجتمعات العالم. أشعلت هذه القوة وهذه الطاقات الشعبية انتفاضات عام 2011 كما تؤمن اليوم المتطوعين في جيوش تنظيم الدولة «داعش». على رغم أن بعض المجتمعات والدول ستتعلم كيفية التعامل مع هذا التحول في القوة أفضل من غيرها، فإن عملية انتقال القوة هذه ستبقى ظاهرة عالمية مستمرة.

* تمكين المرأة ورد الفعل الذكوري العنيف: انتقال القوة من الدول الى المجتمعات يتضمن أيضاً انتقالاً للقوة، أو موازنة طال انتظارها، للقوة بين الرجال والنساء. وقد استفادت النساء من التطورات التكنولوجية نفسها التي أدت إلى تمكين الشعوب عامة. إلا أنه في عدد قليل فقط من الحالات، كما هو الحال في الحركة النسائية القوية في تونس، تم حشد هذه القوة وتنظيمها بصورة مباشرة. ولا شك في انه حصل رد فعل عنيف ضد هذا التمكين للمرأة، من جانب من يمثلون الردة الأبوية المتسلطة كجماعة «الإخوان»، سعياً لانكفاء النساء مرة أخرى إلى الأدوار التقليدية في المنزل، وإلى الوحشية الجماعية والاستغلال واستعباد النساء على يد تنظيم الدولة «داعش».

* دول متهاوية ونظام اقليمي متصدع: في السنوات القليلة الماضية انهارت او تصدعت عشرون في المئة من الدول العربية – سورية وليبيا والعراق واليمن، وقبلها السودان – وأصبحت تعد في خانة الدول الفاشلة، بينما صعدت قوى غير نظامية مثل «حزب الله» و «داعش» وحركة الحوثيين لملء الفراغ. وعلاوة على ذلك، فإن منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الوحيدة في العالم من دون اي اطار لتنظيم العلاقات الامنية والاقتصادية والسياسية واحتواء الصراع وإدارة الشؤون داخل المنطقة. فالنظام العربي الذي كان قائماً، - وإن كان مهلهلاً – خلال معظم النصف الثاني من القرن العشرين، انهار على مراحل، إلى حد كبير نتيجة تراجع مصر بعد عام 1967. أما اليوم، فالدول العربية منقسمة في ما بينها، وتهيمن إيران على أربع عواصم عربية (بيروت، دمشق، بغداد وصنعاء)، ولا يزال الصراع العربي الإسرائيلي من دون حل، وتهدف تركيا أردوغان الى استعادة بعض النفوذ الذي خسرته في العالم العربي قبل قرن من الزمان. وهذا كله يدور ضمن سياق دولي دائم التحول، مع تراجع قوة الولايات المتحدة وتصاعد القوى الشرقية، بما في ذلك الصين وروسيا وربما الهند مستقبلاً.

* لا رؤية واضحة ومشتركة لمستقبلنا العربي: اكدت الانتفاضات العربية عام 2011 أن العقد الاجتماعي الذي ساد لسنوات طويلة قد انكسر. ولكن هذا خلق حالة من الصراع على رؤى جديدة، وحتى الآن لم تظهر أي رؤية جديدة تحظى بإجماع واسع. عبرت الانتفاضات الأولية عن ارادة عامة باتجاه دولة ديموقراطية وعادلة اجتماعياً. اما «الإخوان المسلمون» فاقترحوا نوعاً من انواع الحكم الاسلامي. وتقترح الحكومة المصرية الجديدة نموذجاً قومياً حيث يكون للأمن والنمو الاقتصادي الأهمية القصوى. اما في المغرب فثمة نموذج متنامٍ باتجاه نظام ملكي دستوري. ويدير كل من لبنان وتونس تجربة في الديموقراطية والتشارك في صنع الدستور والحكم. وتؤكد دول الخليج أولوية التقدم الاقتصادي السريع. اما أبو بكر البغدادي فذهب إلى إعادة إنشاء «الخلافة» - وإن كان ذلك «على طريقته»...

قبل ثلاث سنوات، كان الرأي العام العربي يتشارك الى حد بعيد في رؤية التمكين الشعبي والحكم المنتخَب والمُساءل والنزيه والعادل. اما اليوم فتتضارب الرؤى في «بابل» من المشاحنات بين النماذج المتنافسة. وحتى تستقر المنطقة على نموذج للحكم - كما فعلت أوروبا الغربية، ولو بعد قرون من الصراع –، فإن هذا التضارب في الرؤى والأيديولوجيات سيستمر في إرباك المنطقة. اما على المدى الطويل، فإن نظام الحكم الديموقراطي - سواء كان ملكياً دستورياً أو جمهورياً ديموقراطياً - سيكون السبيل الوحيد المستدام للمضي قدماً. كم من الوقت ستستغرق مجتمعاتنا والأنظمة السياسية للوصول إلى هذه النتيجة؟

يَعد القرن الحادي والعشرون بأن يكون أكثر تحدياً من القرن العشرين. إن كيفية تعاملنا نحن في المنطقة مع التحديات المتعددة المتعلقة بالموارد والظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العقود المقبلة ستحدد هل القرن المقبل سيكون قرناً للتحول والانتقال الايجابي أم سيكون ايضاً «قرناً ضائعاً»؟

كاتب لبناني، ونائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن.

 

أوباما أمام امتحان الخروج من البقعة الرمادية

راغدة درغام/الحياة

28.11.14

يصرّ الرئيس باراك أوباما على تأبّط الغموض، بنّاءً كان أو مدمِّراً، كركيزة لسياساته لأنه يرتاح إلى البقعة الرمادية. البعض يرى فيه رئيساً واعياً لرغبات الأميركيين المتقلِّبة والمتناقضة ويدعم أساليب اللاوضوح واللالتزام بالذات في السياسة الأميركية الخارجية. البعض الآخر يعارض أن يكون الرئيس الأميركي في صميمه متردداً، يختبئ وراء الغموض، يخشى الحسم. استقالة وزير الدفاع - تشاك هاغل – أو إقالته – وُضِعَت في إطار المعارضين لأنماط اللاحسم التي يتبناها الرئيس أوباما بإصراره في مسألة أساسية كالحرب على «داعش» أن يكون غامضاً في شقّها المتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد. وزير الخارجية جون كيري الذي يتقن الإِبحار على حركة البوصلة المتحركة للرئيس أوباما، يمكن وصفه اليوم بأنه الديبلوماسي البارع في تشكيل أي مشهد سياسي وتلوينه كما يبتغيه الرئيس. لذلك، لوّن كيري تمديد المفاوضات النووية مع إيران بالإنجازات، وهو يعلم جيداً أن الفجوة ربما ضاقت لكنها ما زالت على عمقها. كذلك، فعل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ليس دعماً للرئيس الأميركي وإنما سنداً للرئيس حسن روحاني الذي تم تسويقه على الساحة العالمية بأنه منقذ إيران من التطرف والتشدد. فالاعتدال في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يُحاكم اليوم على أنغام المفاوضات النووية بينما يستفيد التشدد، عملياً، من تخفيف العقوبات بموجب المفاوضات. الأشهر السبعة المقبلة لن تكون سهلة على الرئيس باراك أوباما وهو يقفز بين المفاوضات النووية والكونغرس الجمهوري الذي يتربَّص لطهران... بين نيران الحرب على «داعش» وطلقات الرصاص من أقطاب «التحالف» الدولي على القيادة الأميركية لهذه الحرب. الأشهر السبعة المقبلة ستكون مسرحاً للعنجهيّات بمختلف أنواعها – تلك التي تميّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو التركي رجب طيب أردوغان، أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو – وستكون أيضاً المساحة لإفرازات وتداعيات الغموض ونقيضه.

تظاهر المدن الأميركية احتجاجاً على تبرئة هيئة محلفين شرطياً أبيض قتل شاباً أسود امتدت من مدينة فيرغسون في ولاية ميسوري إلى أوكلاند في كاليفورنيا. وهذه التظاهرات التي عمّت أكثر من 170 مدينة تحت عنوان معارضة «العنصرية» ستسيطر على انتباه الإعلام الأميركي الذي ينصبّ تقليدياً على مسألة تلو الأخرى، وستزيد المراقبة على الرئيس أوباما، لكنها لن تستحوذ حصراً على كامل السياسة الأميركية، الداخلية أو الخارجية. توقيتها الذي تزامن مع استقالة وزير الدفاع ومع انتهاء المفاوضات النووية بين اللانجاح واللافشل، زاد الضغوط على باراك أوباما، لا سيما وهو يستعد لمعارك ضارية مع الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون الآن بعد الانتخابات النصفية. فهذا الكونغرس الجمهوري سيتربّص بالرئيس الديموقراطي في كل شاردة وواردة – وعلى رأسها في السياسة الخارجية، المفاوضات مع إيران، والحرب على «داعش» بشقيها العراقي والسوري، ومصير العملية التفاوضية بين فلسطين وإسرائيل.

إيرانياً، يعتزم الكونغرس الجمهوري قطع الطريق على تنازلات أميركية في المسألة النووية كما يعتزم إدخال قوانين إضافية تضاعف العقوبات على إيران وتوسّعها لتعاقبها على أدوارها الإقليمية خارج حدودها. إدارة أوباما ستسعى للحد من اللهجة العقابية وإجراءات العقوبات لأن أوباما ما زال يأمل بأن تقترن إنجازاته وتركته بالاتفاق مع إيران. لكن أوباما أيضاً بات يدرك اليوم صعوبة الاتفاق مع إيران على المسألة النووية كما على طموحاتها الإقليمية، وبات يعي أن المعركة بين قوى الاعتدال وقوى التشدد في طهران قد لا تنتهي كما تصوّر.

عدم انهيار المفاوضات النووية لاقى ترحيباً عالمياً، بما في ذلك من الدول الخليجية التي ارتاحت لقرار التمديد لأن البديل كان المواجهة وتصاعد التوتر مع إيران في ظروف تفرض التركيز على الحرب ضد «داعش» وهو على الأبواب الخليجية.

القمة الخليجية التي ستُعقَد في الدوحة في غضون أسبوعين ستعكس أجواء الترحيب بالتمديد والارتياح له بدلاً من نبرة الشماتة أو دعم التصعيد. صحيح أن الدول الخليجية مستفيدة من «حشر» الكونغرس الجمهوري للرئيس أوباما في الزاوية كي لا يتهاون مع إيران، لكنها لا تريد أن تكون عصاه وهو يهدد إيران في المسألة النووية. فالدول الخليجية منفتحة على التفاهمات إذا برزت في الأفق الإيراني قوى اعتدال قادرة على إبرام التفاهمات.

الانقسام داخل إيران واضح، برز بعضه في أعقاب التمديد للمفاوضات النووية وتمثّل في التصريحات على مستوى مرشد الجمهورية علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، حيث إن الأوّل شن حملة على الغرب، والثاني أبرز فوائد المفاوضات.

المتشددون هتفوا «الموت لأميركا». وفي مجلس الشورى قال النائب الأصولي حميد رسائي «مرّت سنة على محاولة روحاني أن يغيّر بمفتاحه السحري الطابع المتوحش لأميركا، لكن مفتاح الثقة انكسر في القفل...». نائب رئيس البرلمان، محمد حسن أبو ترابي فرد، اعتبر أن «الدرس المكتسب من المفاوضات النووية الأخيرة يتمثل في عدم إمكان الوثوق بأميركا. ولغة القوة هي الوحيدة التي تفهمها».

لكنّ الملفت هو ما جاء على لسان مستشار وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي سبحاني، متهماً نائب رئيس الجمهورية العراقي الحالي (رئيس الحكومة السابق) نوري المالكي باتباع سياسات مذهبية خلال فترة رئاسة حكومته، ما أدى إلى تشكيل حاضنة لتنظيم «داعش». هذا ما نقله عنه موقع إلكتروني إيراني «نامة نيوز»، إذ أضاف: «لولا سياسة حكومة المالكي الإقصائية ضد المجموعات السنّية في البلاد، لما وَجَد التنظيم حاضنة شعبية له بين أهل السنّة». ووفق الموقع نفسه، وجه سبحاني انتقادات إلى نظام الأسد قائلاً: «إن الشعب السوري عبّر في البداية عن مطالبه المشروعة بالطرق السلمية، إلا أن نظام الأسد حاول كبت التظاهرات بالقوة المفرطة، ما أدى إلى ظهور مجموعات مسلحة في ما بعد»، مضيفاً أنه «لو اتخذت الدولة السورية في بداية التظاهرات خطوات لتهدئتها، لما وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم».

إذا كان النقاش داخل إيران على نسق هذه التصريحات، وتلك التي داخل مجلس الشورى، فما ستشهده الأشهر المقبلة على الأرجح هو مراجعة جديّة للمسيرة الإيرانية ستؤثر حتماً في السياسات الإيرانية الإقليمية، وليس فقط على الداخل الإيراني.

الأرجح أن تتأزم الساحة السورية وتزداد تعقيداً ودموية في الفترة الآتية لأنها ساحة للمد والجزر بين القوى الإقليمية والدولية ولأنها أيضاً بوتقة امتحان الغموض كما يمارسه الرئيسان أوباما وبوتين مقابل الوضوح الفاقع كما يعبر عنه الرئيس أردوغان.

الانقسامات الإيرانية ستنعكس بالتأكيد على مصير سورية، عاجلاً أم آجلاً، نظراً إلى عمق التورط الإيراني المباشر وغير المباشر في الساحة السورية. فالعقوبات الاقتصادية تقيّد أيدي القوى المتشددة التي استفادت من رفع بعض العقوبات انتقالياً، لكنها الآن ستعاني جدياً. هذه القوى المتشددة راهنت – وهي تظن أن حنكتها بارعة – على قوى الاعتدال في مفاوضاتها النووية لأن نجاحها يؤدي إلى رفع العقوبات. أصرت القوى المتشددة على معارضة التدريجية في رفع العقوبات لأنها المستفيد الأكبر من الرفع المباشر للعقوبات لأنه يضع الأموال فوراً في أيديها. وهذا يمكنها من تنفيذ سياساتها في سورية والعراق واليمن ولبنان فيما يمكنها أيضاً من الاستقواء على قوى الاعتدال.

لذلك، قد يبدو تيار الاعتدال الخاسر الأكبر من اللانجاح في المفاوضات النووية. واقع الأمر، هو أن تيار التشدد والتطرف هو الخاسر الجدي لأن عدم رفع العقوبات يساهم في إفشال مشاريعه الإقليمية ويقطع الطريق على تصاميمه للانقلاب على قوى الاعتدال بعدما تحصل على رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

قد تؤدي هذه الحالة إلى سياسات تلطيفية لطهران كي لا تتوسّع في التورط إن كان في سورية أو اليمن أو العراق أو لبنان، لا سيما أن تنظيم «داعش» دخل الحلبة، وإلحاق الهزيمة به يتطلب قطعاً مشاركة القوى السنّية. أسعار النفط تلعب دورها في نهج تلطيف السياسات اضطراراً، لأن التوسّع مكلف مادياً ومالياً ولأن الداخل الإيراني يعاني اقتصادياً.

لعل لبنان يستفيد من فسحة التلطيف فيتم التفاهم على إخراجه من الفراغ الرئاسي في الأشهر القليلة المقبلة، ولربما أكثر عاجلاً مما هو آجلاً. العراق يشهد تجربة في التوافق والتلطيف، إذ إنه يحسّن علاقاته خليجياً. اليمن بقعة كبيرة جداً على أي من الفاعلين فيها، ولذلك لن تستطيع قوى التشدد الإيراني بسط السيطرة على اليمن حتى وإن بدا ذلك ممكناً انتقالياً. أما سورية، فإنها الساحة المفتوحة على الاحتمالات.

قد يضطر الرئيس باراك أوباما إلى الابتعاد قليلاً عن سياسة اللاوضوح لأنه لن يكون قادراً على ربح الحرب التي أعلنها على «داعش» وهو يتأبط الغموض. هذا ما أبلغه به وزيره المستقيل تشاك هاغل، وهذا ما سيصر عليه أي عاقل ليوافق على تولي مهام وزارة الدفاع الأميركية في هذه المرحلة من مسيرة الرئيس أوباما.

 

الرقة: «يوميات القتل العادي»

حسام عيتاني/الحياة

28.11.14

يذكّر رد الفعل البليد الذي أحاط بمقتل أكثر من مئة مدني جرّاء غارات طيران النظام السوري على مدينة الرقة قبل أيام بعنوان كتاب وضّاح شرارة «أيام القتل العادي». وفيما أثارت الجرائم التي تحدث الكتاب عنها ضجة كبيرة في حينها والواقعة في الحيز السياسي المباشر كاغتيال رياض الصلح، او على تقاطع الاجتماع والسياسة مثل مقتل موظفي صندوق تعاضد الاساتذة الثمانية في تسعينات القرن الماضي، أطبق التجاهل المرفق ببيانات الادانة الصادرة عن بيروقراطيين اصابهم الملل، على استهداف طائرات بشار الأسد تجمعات سكان الرقة مفاقماً من «يومية» القتل و»عاديته» الى الحد الذي يخرج الفعل من أي استثناء او عزم على منع تكراره. تغير الطائرات على الرقة هكذا، لأنها هدف سهل ومفيد لإظهار الأسد كشريك في الحرب على الارهاب الذي يحتل المدينة، ولأن المغيرين يعرفون انهم سينجون من أي عقاب يزيد عن التنديد اللفظي من وسائل الاعلام ومن الحكومات والدول الكبرى. أهداف سهلة ودماء رخيصة يقصفها ويدفعها بشار الأسد في قلب ساحة عمليات التحالف الدولي الذي يعجز هو نفسه عن رسم خطة بسيطة ومفهومة (حتى لا نستخدم كلمة «استراتيجية») لما يريد تحقيقه من حربه على «داعش». وفي الوقت الذي يبقى القول للعسكريين في شأن المعرفة المسبقة لأجهزة التحالف بوقوع ضربة الطيران السوري (نظراً الى خضوع الرقة كمنطقة عمليات للتحالف لرقابة مستمرة استخبارية وعسكرية من قبل قواته)، فإن تعامي الحكومات الغربية عما جرى في الرقة صباح الثلثاء الماضي يفصح عن أمور عدة. أولها وأفدحها، غياب الرؤية السياسية لكيفية التعامل مع نظام الاسد ومع «داعش» في آن. فالأحاديث الأميركية عن الحرب الطويلة تفسر احوال قائلها اكثر مما تفسر الوضع القائم ومستقبله. فهؤلاء الحائرون بين رطانتهم عن حقوق الانسان واستهداف المدنيين و»وحشية قوات بشار الاسد» - على ما ورد في بيان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية - وبين اعاقتهم لأي ضغط جدي لفرض الحل السياسي على الأسد، لا يفعلون في واقع الامر غير ارسال رسائل فارغة من أي مضمون الى الأسد وحلفائه: ما من سياسة او خطة او قدرة على تحمل عبء وقف المذابح بحق السوريين. الفراغ الاميركي لا ترجمة له، بداهة، الا التشجيع على المزيد من القتل المجاني.

ثانيها، أن توفر الضحايا الجاهزين للموت والصامتين والذين لا باكين عليهم ولا مطالبين بالعدالة لهم في الحكومات ووسائل الاعلام، يعيد الى الاذهان قضية الاختلاف في المعايير وفي «قيمة» القتلى. مثال بسيط ان المقطع المصور الذي صور ذبح «داعش» رهينة غربياً ضم كذلك صور ذبح 18 جندياً سورياً. لم يبالِ أحد، خصوصاً نظام الأسد، بالقتلى السوريين الذين سقطوا ضحية وحشية لا تقل عن تلك التي تعرض لها الرهينة الغربي. كما لم يبالِ احد بضحايا الرقة. فالقتلى انواع وأصناف والانسانية لا تغطي عينيها (على ما نجد في التماثيل التي تشخص العدالة) ولا تتعامل مع البشر بذات المعايير. فكعب القتيل الغربي أعلى من كعب زملائه الجنود. ولا شك أن في أدنى اللائحة يقبع ضحايا الرقة الذين لم يحزن احد لأجلهم غير اقربائهم المباشرين.

الثها، ان سلوك التحالف في تمييزه بين الضحايا، يصب الماء في طاحونة «داعش» ومقولة المظلومية السنّية وتحمّل هذه الجماعة الخسائر البشرية والمادية الاكبر في صراعات المنطقة التي تزداد سمات «اليومية» والعادية» فيها.

 

الإمارات ... خطوات متسارعة للحرب على الإرهاب

 الحياة/28.11.14

كان من اللافت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أن تعلن الإمارات «المعتدلة»، مباركة قرار العاهل المغربي الملك محمد السادس في إرسال قوات ومعدات عسكرية مغربية إلى أبو ظبي لمكافحة الإرهاب. وأعرب يومها وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد عن شكره لهذا التحرك، واصفاً الخطوة بأنها «موقف نبيل نابع من توافق وتطابق وجهات نظر البلدين، نظراً إلى ما يشكله الإرهاب من تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين وانتهاك لحقوق الإنسان»، وبعدها بأيام عادت الإمارات، وأعلنت قائمة إرهابية (داخلية) تضم ٨٣ جماعة وتنظيماً ومؤسسة في دول مختلفة، ما دفع عدداً من المراقبين الى البحث عن معنى التحركات الإماراتية الأخيرة في المنطقة، وعما إذا كانت خطوات مستعجلة أم مبررة.

بعدها انتقدت الجماعات التي ضمتها اللائحة، الإمارات، ودعتها إلى العدول عن قرارها، ورد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش مباشرة، بأن «هذه الجماعات بإمكانها أن تستأنف وتخرج من القائمة». وأشار في تغريدات على حسابه على «تويتر»، إلى أن «القانون يتيح للمنظمات الاستئناف عبر الأدلة ومن خلال المحاكم لحذف اسمها من القائمة، وهذا متاح أمام المنظمات التي تغيّر نهجها». وفي ظل مخاوف المراقبين من أن خطوة اعلان القائمة قد يدرج الإمارات كدولة، على لائحة الدول المستهدفة من قبل هذه التنظيمات، يقول الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله، إن بلاده «مستهدفة من جماعة الإخوان المسلمين، وأن تحريض الجماعة ضد أبو ظبي أصبح واضحاً للجميع».

وأضاف عبد الخالق:» هذه الجماعة تدعو ليل نهار إلى كراهية الإمارات، ونحن تعرضنا لهذه الحملة التحريضية منذ عام كامل، وبدأها كبيرهم يوسف القرضاوي الذي أعلن أن الإمارات تعادي الإسلام». وأضاف: «تتعرض الإمارات لافتراءات وإشاعات وهجوم من قبل الإخوان أكثر من أي دولة خليجية اخرى، وبعض منهم يعتقد ان الإمارات أصبحت أخطر عليه من إسرائيل».

ورأى أن إعلان القائمة الخاصة بالمنظمات الإرهابية في أبوظبي، هي «خطوة استباقية ومبررة وغير متسرعة»، وأضاف:»إصدار هذه القائمة يأتي لأن الإمارات تتعرض للتهديدات الإرهابية منذ زمن، ونحن لدينا قانون لمكافحة الجرائم وقائمة المنظمات الإرهابية أصدرت بناءً عليه، ومن حق أبو ظبي أن ترفق هذا القانون بقائمة استرشادية لمواطنيها لكي لا يتعاملوا مع هذه الجماعات».

وتابع: «هذه اللائحة تقع ضمن ما يسمى الدفاع الاستباقي، ومن يرى نفسه من هذه الجماعات أو أنه أقحم فيها من دون وجه حق، فاحتمال رفع الحظر عنه وارد، والقائمة سيعاد النظر فيها وفق القانون، وتستطيع أي منظمة أن تقدم أدلتها وتخرج منها»، مؤكداً أن بلاده بالنسبة إلى الوضع الأمني «تعيش في حال مستقرة مثل الخليج والسعودية، ولكنها تعيش وسط منطقة مليئة بالغلو والتطرف ووسط براكين من الفوضى».

وأوضح عبد الخالق أن القائمة الإماراتية داخلية، مستبعداً أن يتم تعميمها، وقال: «هذه القائمة اماراتية خالصة، ونابعة من المؤسسات الإماراتية الخاصة، على رغم أن مصر رحبت بها مباشرة لكن لا أعتقد أنه سيتم تعميمها».

ورداً على سؤال حول مخاوف الإمارات من قيام هذه الجماعات بأعمال تخلّ بالأمن في البلاد، قال:» الأجهزة الأمنية يقظة في شكل كامل على مدار الساعة، والإمارات لم تتعرض منذ 20 عاماً لأي حدث إرهابي، ومع ذلك كل شيء وارد، ومن حق الإمارات أن تحمي نفسها».

وأبدى تمسكه بأن الإمارات «ستبقى قلعة الاعتدال اليوم وغداً في المنطقة، والحصن الحصين المدافع عن استقرار المنطقة، وهي تدافع عن الاستقرار في المنطقة وعن مصر تحديداً»، داعياً إلى عدم النظر إلى كل ما يطرح من انتقادات لسياسة أبو ظبي وملف مكافحتها للإرهاب، وقال:» هذا كله في سياق الافتراء على الإمارات، وبعضهم يتهمها بأنها تؤجج الفتن والصراع».

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود في الرياض، ونائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية صالح الخثلان، إن «سلوك السياسة الخارجية الإماراتية في شكل عام بعد الربيع العربي، أصبح ملفتاً في نظر كثير من المراقبين، فمقارنة بالأعوام التي مضت، نجد أن الإمارات أصبحت فاعلة في القضايا الإقليمية حتى خارج نطاقها الجغرافي التقليدي والمتمثل في الخليج العربي، فقد شاركت في الجهود الدولية للتصدي لنشاطات تنظيمات مرتبطة بالقاعدة في مالي ولها مشاركة عسكرية فاعلة في ليبيا ضد الميليشيات المتطرفة هناك، كما أن الإمارات شريك رئيس في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وأصبحت قاعدة «الظفرة» منطلقاً رئيساً لشن الغارات ضد التنظيم».

وأشــار إلى أنه «ليس مفهوماً حتى الآن أســــباب ودوافع هذا التحول في السياسة الإماراتية من ردود الفــــعل التــــي كانت سمة للسياسات الخارجـــية لدول الخليج في شكـــــل عام إلى المبادرة، والانتقال من التركيز على القضايا الاقتصادية وجعل السياسية الخارجية في خدمـــتها إلى قضايا الأمن والاستقرار وتوظيف أدوات عسكرية بدلاً من الديبلوماسية التي تعد الأسلوب المفضل للدول الصغيرة للمشاركة في الشأن الإقليمي والدولي».

ولفت الخثلان إلى أن «هذا السلوك المستجد يشبه إلى حد ما التحول الذي شهدته السياسة الخارجية القطرية في النصف الثاني من التسعينات، حيث أصبحت الدوحة في مقدمة اللاعبين في المنطقة ولا زال المراقبون في حيرة لإيجاد تفسير لهذه السياسة النشطة التي لا تتناسب مع التصور التقليدي للسياسة الخارجية للدولة الصغيرة».

وحول الإعلان الإماراتي لقائمة الـ 83 للتنظيمات والمؤسسات التي جرّمتها أبو ظبي، قال:» الحقيقة أن هذا الإعلان لهذه الجماعات والمؤسسات التي تنشط في مختلف أرجاء العالم، ووصفها بأنها تنظيمات إرهابية يأتي أيضاً في إطار هذا التحوّل المثير في السياسة الخارجية الإماراتية».

وتابع:» ليس معلوماً حتى الآن المعايير التي استخدمت لجمع كل هذه التنظيمات والمؤسسات تحت تصنيف واحد واتهامها كلها بالإرهاب، ولذلك صدرت احتجاجات على القائمة من دول وتنظيمات منها الولايات المتحدة ضد إدراج مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية وكذلك من النروج وغيرها».

وأضاف:» وعلى سبيل المثال لو اتخذت الإمارات إجراء ضد أحد منسوبي مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية فهذا سيثير مشكلة مع واشنطن، كذلك الحال مع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث سيتسبب أي إجراء ضده بمشكلة مع قطر حيث يوجد المقر الرئيس للاتحاد، وهكذا مع بقية الهيئات والمؤسسات التي لم تصنّف بأنها إرهابية في بلدانها أو من المجتمع الدولي، كما أن عدم وضوح هذه المعايـــير المستخدمة في التصنيف تجعـــــل الرأي العام يتساءل عن مبرر إدراج مؤسسات خيرية تعمل في الــــدول الغربية، وتجنب إدراج «حزب الله» اللبناني على رغم ثبوت تورطه في أعمال إرهابية في سورية».

وأكد أنه بالمقارنة بين هذه القائمة وبين قائمة الأمم المتحدة، نجد أن «الأخيرة تقتصر على تنظيمات مرتبطة بالقاعدة، كما أن قائمة الولايات المتحدة تقتصر على تنظيمات متورّطة في أعمال إرهابية وتهدّد أمن مواطنيها أو تهدّد مصالحها ومن ضمنها علاقاتها الخارجية، (...) كثرة التنظيمات التي شملتها القائمة تتسبّب في تعقيدها ومن ثم صعوبة متابعتها عملياً، بخاصة أن بعض المؤسسات والجمعيات المصنّفة بأنها إرهابية لها صلات بالمجتمع الخليجي على المستويين الرسمي والشعبي في إطار دعم العمل الخيري في العالم والذي يعدّ سمة أساسية لهذا المجتمع، ومن المؤكد أن تجريم المؤسسات غير الرسمية التي تعمل في مجال إغاثي ودعوي سينعكس سلباً على العمل الخيري حيث سيدفع الأفراد لتجنّب تقديم المساعدة لأي مؤسسة خيريّة خارج الإمارات خشية التورط في أعمال مجرمة».

ولفت الخثلان إلى أن التصدي للإرهاب «أصبح ضرورة ويتطلب إجراءات صارمة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، إلا أن هذه الإجراءات الخاصة بالمكافحة تستوجب الدقة ووضوح المعايير والضوابط، بخاصة في ظل وجود خلاف على تعريف الإرهاب».

 

إيران.. دولة وحكومتان

أمير طاهري/الشرق الأوسط

28.11.14

لم يخرج أي إعلان رسمي، غير أن المفاوضات التي بدأت في جنيف العام الماضي يمكن أن تكون قد قسمت إيران إلى حكومتين. الحكومة الشرعية القانونية وعلى رأسها المرشد الإيراني علي خامنئي وحاشيته الذين يتصرفون من خلف الكواليس التي تشمل فيما تشمل مؤسسة الرئاسة ومجلس الشورى الإسلامي. وقد تحددت سلطاتها ومسؤولياتها بموجب دستور البلاد الذي، غالبا ما يُنتهك، لا يزال يُعتبر من النقاط المرجعية هناك. وإلى جانب تلك الحكومة الشرعية القانونية برزت إلى الوجود حكومة الأمر الواقع في صورة حيوان عجيب يسمى مجموعة (5+1). ومن خلال التعاطي مع اتفاق جنيف المزعوم أو «خطة العمل المشترك»، اعترفت الحكومة الشرعية بصفة ضمنية بسلطان حكومة الأمر الواقع وفق مجموعة من القضايا. ويؤكد ذلك تأكيدا التمديد الأخير في فيينا لـ«خطة العمل المشترك» ولمدة سبعة أشهر أخرى. مُنحت مجموعة (5+1) حق الإشراف على مجموعة من القضايا. وبالمصطلح الدبلوماسي، فإن ذلك يُسمى (le droit de regard) وهو مصطلح فرنسي يعني «حق التفتيش» وينطبق حينما تمنح الأمة للقوى الخارجية حق إبداء الرأي في شؤونها الداخلية. وعلى الرغم أن ذلك الحق لا يرتقي إلى مستوى حق النقض (الفيتو)، فإن ««حق التفتيش» يخول للقوى الخارجية مجالا لتشكيل سياسات البلاد.

فما هي الحقوق التي منحتها طهران ضمنا إلى السلطة الخارجية المناظرة، أو سلطة الأمر الواقع كما أشرنا؟

أولا، حق فرض العقوبات.

في عهد رئاسة السيد خاتمي وأحمدي نجاد، كانت إيران اتخذت موقفا حيال الطبقات الستة من العقوبات المفروضة على الأخص من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنها عقوبات غير قانونية وغير منصفة على حد سواء. وطالبت إيران بالرفع الفوري لتلك العقوبات كشرط أساسي ومسبق قبل التفاوض على أية قضايا أخرى، وعلى الأخص كذلك، القضية النووية.

أما تحت عهد السيد حسن روحاني، لا تزال تلك العقوبات تُعتبر غير منصفة، ولكن لم تعد تحمل صفة عدم القانونية من جديد.

فقبول السيد روحاني الضمني لمشروعية تلك العقوبات بدا جليا من خلال استعداده لربط إبطال تلك العقوبات بامتيازات من جانب إيران. وبموجب خطة العمل المشترك، منحت إيران 23 امتيازا في مقابل 11 وعدا من جانب مجموعة (5+1)، مما يشرعن ويقنن للعقوبات المفروضة.

تتحدث مجموعة (5+1) عن الاحتفاظ بفرض العقوبات لفترة قد تصل إلى 25 عاما، لاختبار حسن النوايا لدى إيران. ويريد السيد روحاني تقليل تلك الفترة إلى خمس سنوات فقط. ولكن إذا كان الأمر غير قانوني لمدة 25 عاما فمن باب أولى أن يظل كذلك لمدة خمس سنوات، أو خمس دقائق إزاء تلك القضية.

هذا وقد حدث شيء آخر.

في عهد رئاسة السيد خاتمي وأحمدي نجاد، اعتبرت إيران التواصل مع مجموعة (5+1) من قبيل تبادل وجهات النظر والآراء، وليس من قبيل المفاوضات الرسمية.

لم يكن على رأس الجانب الإيراني رئيس للوزراء قط، والذي يمثل السيادة الوطنية، ولكن كان يترأسه أحد المسؤولين المفوضين الذي كانت مهمته الاستماع إلى وجهات نظر مجموعة (5+1) وإبلاغهم بوجهات النظر الإيرانية ولكن من دون إجراء المفاوضات التي تؤثر على السيادة الوطنية الإيرانية.

تصرف السيد خاتمي والسيد أحمدي نجاد وفقا للأعراف الدبلوماسية التي أسست منذ معاهدات ويستفاليا في القرن السابع عشر. وكون إيران دولة ذات سيادة، فلا يمكنها التفاوض مع كيان غير رسمي يفتقد إلى أية وضعية قانونية.

ومجموعة (5+1) ما هي إلا جماعة مخصصة لغرض معين خلفت ما كان يسمى بالمجموعة الأوروبية الثلاثية التي كانت تضم وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقد نشأت في مقر إقامة جاك سترو، وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت من عام 2006. وفي كل إصداراتها، فإن تلك المجموعة المخصصة لغرض ما، لم تتمتع بأي وضع قانوني.

إذا لم يتم التوقيع على أي شيء في جنيف خلال العام الماضي، أو في فيينا خلال الأسبوع الماضي، فذلك يرجع بالأساس إلى أن مجموعة (5+1) لا تتمتع بأية سلطة للتوقيع على أي شيء بالنيابة عن أي أحد. ولسوف نواجه ذات الموقف بعد مرور الأشهر السبعة المزعومة.

بعد تنازلها عن جزء من سيادتها، وجدت إيران نفسها على رأس منحدر زلق يستنزف منها المزيد من الخسائر في هذا المسار.

وإليكم بعض الأمثلة:

* مع الحديث عن «الاستخدام المزدوج» فإنهم يؤثرون على السياسة الصناعية الإيرانية عبر جميع المجالات من خلال التحكم في التقنيات، والآلات، وقطع الغيار، حتى الموجه منها لصالح الأغراض المدنية.

* لمجموعة (5+1) الرأي في مقدار النفط الذي يُسمح لإيران بتصديره.

* للمجموعة الرأي في مقدار الدخل النفطي الإيراني الذي يمكن للدولة الوصول إليه في أي وقت.

* للمجموعة حق تقرير ما ينبغي على إيران إنفاقه من أموالها.

* من خلال التفتيش على السفن والطائرات، فإنهم يمارسون «الإشراف» على الصادرات والواردات الإيرانية. (صادر مكتب الجمارك الألمانية العام الماضي عشرات البضائع الموجهة إلى إيران).

* تُقيد المجموعة وتُنظم وصول إيران إلى أسواق رأس المال في حين تُشرف المجموعة على المدفوعات الخارجية الإيرانية من خلال تدابير تتعارض مع البنك المركزي الإيراني.

* تم تجميد أكثر من 400 مشروع في إيران بسبب أن الشركات الأجنبية غير مستعدة للاستثمار أو توفير التقنيات المطلوبة حتى رفع العقوبات. (أخبر السيد روحاني يوم الاثنين التلفزيون الرسمي الإيراني أن الشركات الأجنبية أخبرته أنه لا يمكنهم فعل أي شيء حتى يتم رفع العقوبات).

* حتى الدول الأجنبية غير المشاركة في العقوبات المفروضة على إيران تعمل على مراقبة تلك العقوبات عمليا؛ إذ انسحبت الهند من مشروع لإنشاء خط أنابيب الغاز من إيران. وأوقفت الصين خطة كانت تهدف إلى تطوير ميناء إيراني كبير على خليج عمان. وانسحبت اليابان من مشروع ضخم للبتروكيماويات.

* يتعين على وزير الخارجية الإيراني تقديم تقرير إلى مجموعة (5+1) بصفة دورية. واللافت للنظر هنا، أنه لا يرفع مثل ذلك التقرير إلى البرلمان الإيراني.

* تسعى المجموعة من خلال استخدام القضية النووية إلى أن يكون لها كلمة في الصناعات التسليحية الإيرانية، وهو أمر في ظاهره يبدو لمنع إيران من تطوير الرؤوس الحربية القادرة على حمل الرؤوس النووية.

* تقرر المجموعة أيا من الطلاب الإيرانيين في الخارج الذين يحصلون على رواتب.

* تقرر المجموعة مقدار اليورانيوم الذي ينبغي على إيران تخصيبه وإلى أي درجة.

* تقرر المجموعة أيا من المسؤولين ورجال الأعمال الإيرانيين المسموح لهم بالسفر إلى الخارج.

* تقرر المجموعة أيا من المؤتمرات الدولية المسموح للعلماء الإيرانيين بحضورها.

* للمجموعة الكلمة فيمن تعينه إيران من سفراء بالخارج. وقد اعترضت المجموعة على أربعة ترشيحات حلال العام الماضي، بما في ذلك سفير إيران إلى الأمم المتحدة.

اللافت للنظر أنه في حين أن إيران قد جمدت بالفعل ببرنامجها النووي، إلا أن مجموعة (5+1) قد خولت لماكينة العقوبات بالعمل كما كانت. ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، قضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 108 عقوبات جديدة ضد الشركات، ورجال الأعمال، والعلماء الإيرانيين، وحتى ضد الجامعات الإيرانية، في حين فرضا غرامات على 13 بنكا وشركة دولية بسبب التعامل مع إيران.

ومن الصحيح كذلك، أن مجموعة (5+1) وافقت على الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأصول الإيرانية. وحال كتابة تلك السطور، تم الإفراج الفعلي عن 4.8 مليار دولار منها. ومع ذلك، وفي نفس الفترة، جرى تجميد 12 مليار دولار من الدخل الإيراني. ومن الآن وحتى يوليو (تموز)، سوف تُفرج مجموعة (5+1) عن 700 مليون دولار كل شهر. وفي نفس الوقت، ورغم ذلك، سوف تُجمد المجموعة مليار دولار كل شهر. وصافي ما تجنيه إيران سوف يكون 300 مليون دولار من دخلها كل شهر. أليس ذلك بالوقت الذي يفكر فيه الإيرانيون بالعواقب المترتبة على السياسة التي قد تُخضع دولتهم تحت الوصاية الخارجية لعدة سنوات، إن لم تكن لعقود؟

 

فيينا ـ طهران.. تمديد الاستنزاف

مصطفى فحص/الشرق الأوسط

28.11.14

بينما كان الوفد الإيراني المفاوض في فيينا يستعد لحزم حقائبه للعودة إلى طهران خالي الوفاض، بعد فشل الوصول إلى اتفاق نهائي بين طهران ومجموعة دول 5+1. حول مشروعها النووي، والاكتفاء بتمديد اتفاقية جنيف الأولى 6 أشهر إضافية، كان المشرعون الإيرانيون في لجنة الميزانية والتنمية البرلمانية، يطالبون مجلس الشورى بإعادة جدولة الميزانية الإيرانية للسنة الحالية، بما يناسب أسعار النفط العالمية، واعتماد سعر 75 دولارا للبرميل بدلا من 100 دولار ضمن الميزانية العامة.

وفي طهران ولكن خارج أسوار البرلمان، وفي يوم الاثنين ذاته، أي في 24 من الشهر الحالي، كان قائد قوات التعبئة (الباسيج) التابعة للحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد رضا نقدي يحاضر في ندوة عن «طلائع اقتصاد الصمود والقضاء على الفقر»، قائلا «إن اقتصاد الصمود هو موضوع استراتيجي اتخذته قوات التعبئة، بغية التصدي للتهديدات الاقتصادية».

وفي تصرف غير مسبوق، كشف العضو المتشدد في مجلس الشورى الإيراني كريم قدوسي، عن فحوى حديث جرى بين المرشد السيد علي خامنئي ورئيس الجمهورية الشيخ حسن روحاني، الذي اتهم الأخير بأنه قدم تقريرا تهويليا عن الوضع الاقتصاد الإيراني للمرشد، ربما يدفعه للقبول بالعرض الغربي المقدم لإيران، من أجل إنقاذ النظام من أزمة اقتصادية خانقة، يكون لها انعكاس سلبي كبير على الشارع الإيراني.

في المقابل لم يستطع الثنائي روحاني - ظريف، تقديم غير 700 مليون دولار شهريا، ولمدة 6 أشهر، هي مجموع ما سوف يفرج عنه المجتمع الدولي من أموال إيرانية مجمدة في الخارج، ضمن اتفاقية التمديد، مما سيسبب إحباطا واسعا لدى مؤيديهما، وخيبة غير متوقعة لناخبيهما الذين راهنوا على مقدرة هذا الثنائي، على انتزاع تنازل من الدول الكبرى، يفسح المجال أمام تنازل آخر من القيادة الإيرانية المتشددة أو العكس، مما يؤدي إلى رفع العقوبات، التي بدأ تأثيرها يزداد بقوة على الواقع المعيشي للشعب الإيراني.

أجبرت العقوبات إيران على تصدير ما يقل عن مليون برميل يوميا من أصل 4 ملايين، هي حصتها في أوبك، كما أنها لم تنجح حتى الآن في إقناع الدول الأعضاء في مجموعة أوبك المنتجة للنفط، في خفض إنتاجها من أجل الحؤول دون مزيد من الهبوط في سعر البرميل، حيث تتوقع الكثير من المصادر الاقتصادية، أن يلامس سعر البرميل عتبة 60 دولارا في الأشهر القليلة المقبلة، مما سوف يشكل ضربة قاسية للميزانية الإيرانية التي تعتمد في 80 من عائداتها على النفط.

ستة أشهر إضافية سوف يستمر فيها استنزاف الاقتصاد الإيراني داخليا بواسطة العقوبات، كما سوف يستمر النظام في استنزاف نفسه خارجيا، في سوريا ولبنان واليمن والعراق، في حروب باتت تكلفتها أعلى من مردودها، وبات الوقت عاملا سلبيا فيها، بسبب عدم القدرة على الحسم من جهة طهران، وعدم استعداد الدول الكبرى المعنية بالمنطقة لمقايضتها، والاعتراف بدورها الإقليمي. وبذلك يصبح المتشددون في طهران، أمام مفصل صعب؛ فإما السماح للثنائي روحاني - ظريف بمزيد من المرونة، وبسقف جديد من التنازلات، وإما إلزامهما مجددا بالخطوط الحمر، التي سوف تقطع طريق الحوار مع الغرب، وتقفل الأبواب على إيران.