المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 13 تشرين الأول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 12 و13 تشرين الأول/14

نار تحت الرماد داخل المجتمع الشيعي وحزب الله ميليشيا إيرانية لفرض توجهات طهران/احمد الأسعد/13 تشرين الأول/14

 لبنان محاطٌ بالاخطار ولكن كيانه ليس مهدداً لأن أياً من مكونات مجتمعه لم ينادي بالانفصال/د. داود الصايغ/13 تشرين الأول/14

الهجوم على حزب الله إنذار ورسالة/علي بركات أسعد/13 تشرين الأول/14

الجيش وفيروس حزب الله/فارس خشّان/13 تشرين الأول/14

13 تشرين... هذه المرة/نبيل بومنصف/13 تشرين الأول 2014

الاستحقاق الرئاسي طَبَق رئيسي في روما تشاور وصعوبة الخروج بقرار عملي/خليل فليحان/13 تشرين الأول 2014

رحلة "الجهاد" السهلة إلى سوريا... ربما هذه هي/حازم الامين/13 تشرين الأول/14

الحصاد التركي من حروب داعش/أكرم البني/13 تشرين الأول/14

 أردوغان: صوت عالٍ ضد الأسد ولكن/محمد مشموشي/13 تشرين الأول/14

راية التحالف بين... الهلالين التركي والإيراني/جورج سمعان/13 تشرين الأول/14

ذبّاحون... وعراة/غسان شربل/13 تشرين الأول/14

لماذا تسكت تركيا/عبد الرحمن الراشد/14 تشرين الأول/14

صورة حزب الله تهتز/ديانا مقلد/13 تشرين الأول/14

لماذا أضرم لبناني النار في نفسه ببلجيكا/عطاء الله مهاجراني/13 تشرين الأول/14

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار12و13 الأول/14

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/10/2014

اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 12 تشرين الاول 2014

الأباتي داود رعيدي في ذكرى تغييب الراهبين شرفان وأبي خليل: المخطوفون والمفقودون والشهداء والمعوقون يحمون الوطن أكثر من المتحذلقين وممتهني السياسة

عائلة المخطوف وهبي قطعت طريق دير زنون بالاطارات المشتعلة

بلدية فنيدق: الجندي الفار الاكومي يعاني من اضطرابات نفسية ونعلن تاييدنا الكامل للجيش

مشايخ طرابلس "يحاولون اقناع منصور والمولوي بمغادرة باب التبانة

الجسر بعد لقائه الجماعة الاسلامية: قلقون من التضخيم الاعلامي عن الوضع في طرابلس

اخلاء مسجد في باب التبانة كان يلجأ اليه اسامة منصور وشادي المولوي خلال ساعات

الإدارة الأميركية تُعارض "الممر الآمن" في عرسال قهوجي يُطالب بمنطقة عازلة لاستيعاب اللاجئين

الاستحقاق الرئاسي في نفق مظلم ومخاوف من استمرار الفراغ لسنوات

فارس سعيد لـ”السياسة”: عون وسيلة تعطيل بيد إيران

المطران مظلوم لـ”السياسة”: العقبة الأساسية أمام الانتخابات الرئاسية خارجية

نجل عماد مغنية مسؤول “حزب الله” في الجولان.. وتوجّه لتحول استراتيجي لعمليات الحزب

قهوجي الى واشنطن الاحد لبحث التعاون بين الجيشين وسبل مكافحة الارهاب

طهران تراسل واشنطن: إسقاط الأسد يعني تعريض أمن إسرائيل للخطر

بري يدعو من جنيف الى الالتفاف حول الجيش في مواجهة الاعتداءات الإرهابية

فتفت: الكل يريد التمديد وتيار المستقبل لا يغطي أبدا شادي المولوي

ريفي مكرما الطالب المير لتفوقه: طرابلس لن تكون امارة وستبقى العاصمة الثانية للبنان

حوري: الانشقاقات في صفوف الجيش حالات فردية

نضال طعمة: المطلوب رفع الصوت لتحميل المعطلين المسؤولية

لقاء سياسي في بعلبك شدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ونبذ الطائفية

قاووق: حزب الله لن يتخلى عن واجبه في حماية اهله والمرحلة حساسة ولا تحتمل الكيديات والانقسامات السياسية

القواس: خطاب ريفي فتنوي

ابي رميا في ذكرى 13 تشرين في بجة: المسيرة مستمرة لتحقيق الحلم

زعيتر ممثلا بري: عبر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ندافع عن الوطن

عبد الامير قبلان: لتحصين الوحدة ودعم الجيش والتضامن لحفظ لبنان

قاسم هاشم رعى مصالحة في شبعا: الإشكال فردي ويجب التنبه إلى اندفاع الشباب في هذه الظروف الاستثنائية

فياض: انتقاد الجيش يؤدي دورا مؤازرا للمجموعات التكفيرية

ارسلان: تلكؤ حكومي في قبول الهبة العسكرية الايرانية وهناك من يحاول ابتزاز الجيش والاستخفاف بقدراته

قبيسي: المطلوب اليوم التمسك بالوحدة والحفاظ على مؤسسة الجيش

النائب علي المقداد: صرحوا كيفما اردتم وشئتم لن نتاثر وسنبقى ندافع عن لبنان

عز الدين:الاهداف الحقيقية من التحالف الدولي هو استنزاف المنطقة بمقدراتها وثرواتها

الجوزو: ما حدث في عرسال وبريتال يؤكد ان الأمر لن يتوقف عند هذا الحد

مظاهرة كردية أمام الاسكوا تضامنا مع كوباني

قتيل سوري بمواجهة مع الجيش أثناء مداهمة لمطلوبين في عيدمون عكار

قداس في الذكرى السنوية الأولى لرحيل وديع الصافي في الحازمية
الراعي من روما: الاخفاق في انتخاب رئيس وصمة عار في جبين نواب الامة
المطران عون باختتام مؤتمر رابطة الأخويات: لنتشبث بأرضنا كونها ارض قداسة

لقاء روحي جامع لكهنة ومشايخ في كنيسة جدرا وتأكيد على تثبيت العلاقات الاخوية

باسيل من القاهرة: اسرائيل وداعش يلتقيان بإرهابهما وعنصريتهما وبنهجهما التدميري ونطالب بمساعدة المجتمع الدولي حيث لا نستطيع

الرقة بعد ضربات التحالف: "داعش" ترخي قبضتها وارتفاع هائل في الأسعار

كيري يعلن عن مساعدات اميركية جديدة لغزة قيمتها 212 مليون دولار

بان كي مون يؤكد ان قطاع غزة لا يزال برميل بارود

رئيس مصر يدعو اسرائيل الى انهاء النزاع مع الفلسطينيين

كيري في القاهرة لدعم اعادة اعمار غزة

مساعدات عربية ودولية لإعادة إعمار غزة

مؤتمر القاهرة: تعهدات بـ5.4 مليار دولار لإعادة إعمار غزة

ديمبسي: تواجد قوات اميركية على الارض كان جعل الضربات الجوية اكثر فاعلية

داعش يرسل تعزيزات كبيرة إلى كوباني وامرأة تقود المقاومة الشرسة للمقاتلين الأكراد  

 

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية لليوم/ﺃﻓﺴ 06/من10حتى20/تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس

*بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم ومعاني وخلفيات عيد الشكر وفي واجب الشكر وضرورة ممارسة طقوسه

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم ومعاني وخلفيات عيد الشكر وفي واجب الشكر وضرورة ممارسة طقوسه/12 تشرين الأول/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم ومعاني وخلفيات عيد الشكر وفي واجب الشكر وضرورة ممارسة طقوسه/12 تشرين الأول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*عيد الشكر وآيات من الكتاب المقدس تحكي فرح  فضيلة الشكر/الياس بجاني

*آيات من الكتاب المقدس تحكي فضيلة الشكر بأبهى صورها ومعانيها

*حياة الشكر كما يعلمها الإنجيل المقدس/بقلم/البابا شنودة الثالث

*الأباتي داود رعيدي في ذكرى تغييب الراهبين شرفان وأبي خليل: المخطوفون والمفقودون والشهداء والمعوقون يحمون الوطن أكثر من المتحذلقين وممتهني السياسة

*الاستحقاق الرئاسي طَبَق رئيسي في روما تشاور... وصعوبة الخروج بقرار عملي/خليل فليحان/النهار

*بلدية فنيدق: الجندي الفار الاكومي يعاني من اضطرابات نفسية ونعلن تاييدنا الكامل للجيش

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/10/2014

*المطران مظلوم لـ”السياسة”: العقبة الأساسية أمام الانتخابات الرئاسية خارجية

*نجل عماد مغنية مسؤول “حزب الله” في الجولان.. وتوجّه لتحول استراتيجي لعمليات الحزب

*حوري: الانشقاقات في صفوف الجيش حالات فردية

*فارس سعيد لـ”السياسة”: عون وسيلة تعطيل بيد إيران

*عائلة المخطوف وهبي قطعت طريق دير زنون بالاطارات المشتعلة

*بري يدعو من جنيف الى الالتفاف حول الجيش في مواجهة الاعتداءات الإرهابية

*أهالي المخطوف وهبي قطعوا الطريق عند مستديرة زحلة

*الاستحقاق الرئاسي في نفق مظلم ومخاوف من استمرار الفراغ لسنوات

*قهوجي وعبيد الأسمان الأكثر تداولاً ... وعون وجعجع يمتلكان فيتو على أي مشرح توافقي

*مظاهرة كردية أمام الاسكوا تضامنا مع كوباني

*ريفي مكرما الطالب المير لتفوقه: طرابلس لن تكون امارة وستبقى العاصمة الثانية للبنان

*مشايخ طرابلس "يحاولون اقناع منصور والمولوي بمغادرة باب التبانة"

*الجسر بعد لقائه الجماعة الاسلامية: قلقون من التضخيم الاعلامي عن الوضع في طرابلس

*فتفت: الكل يريد التمديد وتيار المستقبل لا يغطي أبدا شادي المولوي

*قهوجي الى واشنطن الاحد لبحث التعاون بين الجيشين وسبل مكافحة الارهاب

*ايران تهدد أميركا بقصف اسرائيل في حال سقوط بشار الأسد

*زعيتر ممثلا بري: عبر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ندافع عن الوطن

*قاووق: حزب الله لن يتخلى عن واجبه في حماية اهله والمرحلة حساسة ولا تحتمل الكيديات والانقسامات السياسية

*قاسم هاشم رعى مصالحة في شبعا: الإشكال فردي ويجب التنبه إلى اندفاع الشباب في هذه الظروف الاستثنائية

*النائب علي المقداد: صرحوا كيفما اردتم وشئتم لن نتاثر وسنبقى ندافع عن لبنان

*فياض: انتقاد الجيش يؤدي دورا مؤازرا للمجموعات التكفيرية

*هذا هو عدد شهداء "حزب الله" منذ بداية الحرب السورية

*أحمد الاسعد: “حزب الله” “ميليشيا إيرانية” لفرض توجهات طهران/نار تحت الرماد داخل المجتمع الشيعي…

*الجوزو: ما حدث في عرسال وبريتال يؤكد ان الأمر لن يتوقف عند هذا الحد

*رحلة "الجهاد" السهلة إلى سوريا... ربما هذه هي

*أردوغان: صوت عالٍ ضد الأسد ولكن /محمد مشموشي/الحياة

*الحصاد التركي من حروب «داعش»/أكرم البني/الحياة

*الدكتور داود الصايغ لـ"النهار الكويتية": لبنان ليس مهدّداً في كيانه

*حزب الوطنيين الاحرار احيا  ذكرى استشهاد داني شمعون ال 24 وكلمات لشهيب وريفي وشمعون دعت الى انتخاب رئيس للجمهورية والوحدة ودعم الجيش

*الإدارة الأميركية تُعارض "الممر الآمن" في عرسال قهوجي يُطالب بمنطقة عازلة لاستيعاب اللاجئين

*الراعي من روما: الاخفاق في انتخاب رئيس وصمة عار في جبين نواب الامة

*لقاء سياسي في بعلبك شدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ونبذ الطائفية

*المطران عون باختتام مؤتمر رابطة الأخويات: لنتشبث بأرضنا كونها ارض قداسة

*قداس في الذكرى السنوية الأولى لرحيل وديع الصافي في الحازمية

*رئيس مصر يدعو اسرائيل الى انهاء النزاع مع الفلسطينيين

*باسيل من القاهرة: اسرائيل وداعش يلتقيان بإرهابهما وعنصريتهما وبنهجهما التدميري ونطالب بمساعدة المجتمع الدولي حيث لا نستطيع

*الهجوم على “حزب الله” إنذار ورسالة/علي بركات أسعد/السياسة/13

*داعش” يرسل تعزيزات كبيرة إلى كوباني وامرأة تقود المقاومة الشرسة للمقاتلين الأكراد 

*مؤتمر القاهرة: تعهدات بـ5.4 مليار دولار لإعادة إعمار غزة

*المانحون أكدوا ضرورة التوصل إلى تسوية دائمة للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني

*الجيش وفيروس حزب الله/فارس خشّان/يقال نت

*راية التحالف بين... الهلالين التركي والإيراني/جورج سمعان/الحياة

*ذبّاحون... وعراة/غسان شربل/الحياة

*13 تشرين... هذه المرة/نبيل بومنصف/النهار

لماذا تسكت تركيا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

صورة حزب الله تهتز/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

لماذا أضرم لبناني النار في نفسه ببلجيكا/عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/ﺃﻓﺴ 06/من10حتى20/تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس

تَسلَّحوا بِسِلاحِ الله لِتَستَطيعوا مُقاوَمةَ مَكايدِ إِبليس، فلَيسَ صِراعُنا مع اللَّحمَ والدَّم، بل مع أَصحابِ الرِّئاسةِ والسُّلْطانِ ووُلاةِ هذا العالَم، عالَمِ الظُّلُمات، والأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات. فخُذوا سِلاحَ الله لِتَستَطيعوا أَن تُقاوِموا في يَومِ الشَّرّ وتَظَلُّوا قائِمين وقَدِ تَغلَّبتُم على كُلِّ شيَء.

فانهَضوا إِذًا وشُدُّوا أَوساطَكم بِالحَقّ والبَسوا دِرْعَ البِرّ وشُدُّوا أَقْدامَكم بالنَّشاطِ لإِعلانِ بِشارةِ السَّلام، واحمِلوا تُرْسَ الإِيمانِ في كُلِّ حال، فبِه تَستَطيعونَ أَن تُخمِدوا جَميعَ سِهامِ الشِّرِّيرِ المُشتَعِلَة. واتَّخِذوا لَكم خُوذَةَ الخَلاص وسَيفَ الرُّوح، أَي كَلِمَةَ الله. أَقيموا كُلَّ حينٍ أَنواعَ الصَّلاةِ والدُّعاءِ في الرُّوح، ولِذلِكَ تَنبَّهوا وأَحيُوا اللَّيلَ مُواظِبينَ على الدُّعاءِ لِجَميع القِدِّيسين ولِي أَيضًا لِيوهَبَ لي أَن أَتَكلَّمَ وأُبَلَّغ بِجُرْأَةٍ سِرَّ البِشارة، وفي سَبيِلها أَنا سَفيرٌ مُقَيِّدٌ بِالسَّلاسِل. عَسى أن أَجرُؤَ على التَّبْشيرِ بِه كما يَجِبُ أَن أَتَكَلَّم. "

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم ومعاني وخلفيات عيد الشكر وفي واجب الشكر وضرورة ممارسة طقوسه
بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم ومعاني وخلفيات عيد الشكر وفي واجب الشكر وضرورة ممارسة طقوسه/12 تشرين الأول/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية


عيد الشكر وآيات من الكتاب المقدس تحكي فرح  فضيلة الشكر

الياس بجاني

12 تشرين الأول/14

"اشكروا في كل شيء، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم" (01 تسالونيك05/18)

تحتفل كندا كل سنة في ثاني اثنين من شهر تشرين الأول بعيد الشكر وهو تقليد يمارسه سكانها منذ مئات السنين، حيث في مثل هذا اليوم يقدمون الشكر للرب على ما وهبهم من غلال وذلك عرفانا منهم بفضائلها عليهم. ويقال بأن سكان كندا الأصليين من الهنود الحمر كانوا يحتفلون بعيد مشابه كل سنة بعد حصاد غلالهم لشكر الآلهة التي كانوا يعبدونا وكذلك الأمر نفسه في الولايات المتحدة الأميركية.

إن كلمة شكر مذكورة حوالي 181 مرة في الكتاب المقدس وبعودة إلى محتواه نرى أن السيد المسيح وكل الأنبياء والرسل كانوا يمارسون طقوس الشكر لله باستمرار. من هنا فإن الشكر ثقافة إيمانية تهذب أخلاق وطباع الإنسان تعلمه المحبة والتواضع والعرفان بالجميل.

في هذا اليوم نشكر الله على ما انعم علينا به من عطايات وفي مقدمها عطية الحياة ونطلب منه بخشوع رضاه لتستمر وتدوم.

إن حياة الإنسان دون ممارسة نعمة شكر دون انقطاع تشبه الموت وعدم الشكر ظاهرة هي من ضمن علامات الأيام الأخيرة حسبما جاء في رسالة رسول الأمم بولس: "لكن اعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة، لأن الناس يكونون غير شاكرين، دنسين". (0 2تيموثاوس 1:3-2).(02 ثيموثاوس/01و02). من لا يشكر هو جاهر أي ناكراً للجميل وهذه ممارسة تبعد الإنسان عن ربه وتجعله يعيش غربة قاتلة بين أهله وناسه.
في أسفل عدد من الآيات الإنجلية من العهدين القديم والجديد تحكي الشكر وتعلمه وتؤكد على أهميته.

وفي أسفل أيضاً تأملات إيمانية في مفهوم الشكر كتبها البابا الراحل شنودة الثالث تشرح ببساطة متناهية الشكر وضرورة تعلمه وممارسته على الدوام.

 

آيات من الكتاب المقدس تحكي فضيلة الشكر بأبهى صورها ومعانيها

"ما دمت حيا معافى تحمد الرب وتفتخر بمراحمه" (سفر يشوع بن سيراخ 17: 27)

"نشكر الله الشكر الجزيل على انه خلصنا من اخطار جسيمة" (سفر المكابيين الثاني 1: 11)

"اذا كنتم في سلامة وكان اولادكم وكل شيء لكم على ما تحبون فاني اشكر الله شكرا جزيلا اما انا فرجائي منوط بالسماء" (سفر المكابيين الثاني 9: 20)

"اِفْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ. أَدْخُلْ فِيهَا وَأَحْمَدِ الرَّبَّ" (سفر المزامير 118: 19)

"قُدَّامَ الآلِهَةِ (الملائكة) أُرَنِّمُ لَكَ. أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ، وَأَحْمَدُ اسْمَكَ عَلَى رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ" (سفر المزامير 138: 1، 2)

"كُونُوا شَاكِرِينَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 15)

"نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 2: 13)

"إِنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1: 3)

"شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ِللهِ وَالآبِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 20)

"شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أَهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 12)

"اعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 17)

"أَشْكُرُ إِلهِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، أَنَّ إِيمَانَكُمْ يُنَادَى بِهِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 8)

"شُكْرًا ِللهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 17؛ رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 57؛ رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 8: 16؛ 2: 14؛ 9: 11، 15)

"أَشْكُرُ إِلهِي" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 18؛ رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 3؛ رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 7: 25؛ رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1: 3)

"نَشْكُرُ اللهَ (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 3؛ رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 1: 2؛ 2: 13؛ رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 1: 3)

"أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 7: 25)

"الَّذِي يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ يَهْتَمُّ. وَالَّذِي لاَ يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ، فَلِلرَّبِّ لاَ يَهْتَمُّ. وَالَّذِي يَأْكُلُ، فَلِلرَّبِّ يَأْكُلُ لأَنَّهُ يَشْكُرُ اللهَ. وَالَّذِي لاَ يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ لاَ يَأْكُلُ وَيَشْكُرُ اللهَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 14: 6)

"أَشْكُرُ إِلهِي فِي كُلِّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لَكُمْ فِي يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 4)

"وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 57)

"شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 2: 14)

"شُكْرًا ِللهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 15)

"أَشْكُرُ إِلهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 1: 3)

"لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 6)

"نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 3)

"وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 4: 2)

"نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 1: 2)

"نَشْكُرُ اللهَ بِلاَ انْقِطَاعٍ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 2: 13)

"اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 18)

"يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ كُلَّ حِينٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 1: 3؛ 13)

"أَنَا أَشْكُرُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ رَبَّنَا الَّذِي قَوَّانِي، أَنَّهُ حَسِبَنِي أَمِينًا، إِذْ جَعَلَنِي لِلْخِدْمَةِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 1: 12)

"فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ، لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 1-4)

"إِنِّي أَشْكُرُ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ مِنْ أَجْدَادِي بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1: 3)

"أَشْكُرُ إِلهِي كُلَّ حِينٍ ذَاكِرًا إِيَّاكَ فِي صَلَوَاتِي (رسالة بولس الرسول إلى فليمون 1: 4)

"اذا دخلت بيتك فاسجد في الحال للرب الهك واشكر له" (سفر طوبيا 11: 7)

"إذا كنتم في سلامة، وكان أولادكم وكل شيء لكم على ما تحبون، فإني أشكر الله شكرًا جزيلًا" (سفر المكابيين الثاني 9: 20)

"مَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ شُكْرٍ لِلرَّبِّ، فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ تَذْبَحُونَهَا" (سفر اللاويين 22: 29)

"اَللَّهُمَّ، عَلَيَّ نُذُورُكَ. أُوفِي ذَبَائِحَ شُكْرٍ لَكَ" (سفر المزامير 56: 12)

"سجدوا لله وشكروا له" (سفر طوبيا 11: 12)

"اشكروا له كلكم، لأنه صالحٌ، لأن رحمته إلى الابد" (سفر يهوديت 13: 21)

"الْبَرَكَةُ وَالْمَجْدُ وَالْحِكْمَةُ وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلهِنَا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 7: 12)

"نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 11: 17)

"اشكري لله نعمته عليكِ، وباركي إله الدهور.  حتى يعود فَيُشَيِّدَ مَسكنهُ فيكِ، ويَرُدَّ إليكِ جميع أهل الجلاء، وتبتهجي إلى دهر الدهور" (سفر طوبيا 13: 12)

 

حياة الشكر كما يعلمها الإنجيل المقدس

بقلم/البابا شنودة الثالث

ما أكثر الذين يطلبون. وما أقل الذين يشكرون على نوال ما طلبوا! أو يكون شكرهم ضئيلاً إلى جوار طلبهم. فيطغي الطلب على الشكر. وفي الواقع لو أننا تأملنا فضل الله علينا. ما كانت حياتنا تكفي لشكره. لقد خلقنا الله إذ لم نكن. ومنحنا نعمة الوجود. وأبقانا في الوجود إلي هذا اليوم.. فمن منا يشكر الله على هذه النعمة. نعمة الحياة والوجود؟  وقد ميزنا الله على سائر الكائنات الأرضية بالعقل. مع كل ملكات هذا العقل: من الفكر والفهم والإدراك والاستنتاج والذاكرة. والتخزين في العقل الباطن ووهبنا المعرفة والنمو في المعرفة فصرنا نعرف ما لا يعدّ من الأمور التي ما كان يعرفها الجيل السابق لنا.. ومع المعرفة أيضاً منحنا موهبة الاختراع لنبتكر ما هو نافع لحياتنا وراحتنا. ومنحنا الله حرية الإرادة. لنفعل ما نريد ولو ضد إرادته! ومنحنا أيضاً الضمير لنميز ما بين الخير والشر وما بين ما يلزم وما يجوز وما بين اللائق وغير اللائق. لكي نسلك في حياتنا ومعاملاتنا حسناً.. فمن منا الذي يشكر على كل هذه المنح والمواهب؟!

كذلك وهبنا الله الطبيعة التي حولنا بكل ما فيها من خير لنا.. وهبنا الهواء الذي نستنشقه والماء والطعام لغذائنا ومنحنا النور والدفء لنعمل والظلمة في الليل لنهدأ ونستريح.. ومنحنا هذه الطبيعة من أنهار وبحار وبحيرات ومن أرض لنزرعها أو نمشي عليها أو نبني فوقها مساكننا ومنحنا الجبال والتلال بكل ما تحويه والمنخفضات والوديان وكل الثروات الطبيعية التي تحويها الأرض في جوفها وسخّر لنا الله الحيوان والدواب لتخضع لنا. فنستخدمها لاحتياجاتنا.. ووهب لنا الجمال في أنواع من الطبيعة في الزهور الجميلة والطيور المغردة وفي الأسماك الملونة. والفراشات المتعددة الألوان وفي المناظر الطبيعية الجذابة وفي البلابل ذات الألحان وفي الورود ذات الشذى والعطر.. فمن منا يشكر الله علي كل هذا ويترنم بشكره في كل وقت؟!

إن حياة الشكر ترتكز علي الرؤيا السليمة للعطية. والتمتع بها. والتأمل في إحسان معطيها. وفي محبته وكرمه وعنايته.. غير أننا ننظر في غير عمق حواسنا التي تري وتسمع لا تصحبها قلوب عارفة بالجميل! كما أننا قد نتمتع بالعطية دون أن نتأمل في حب معطيها.. حياة الشكر ترتبط أيضاً بالقناعة فالإنسان القانع يشكر أما الطماع فإنه باستمرار يتذمر.. إننا إذا نظرنا إلي ما في أيدينا فطبيعي أننا نشكر عليه، أما إذا ظللنا نفكر فيما ينقصنا فسوف يدركنا الحزن ونتضايق.. الشكر أيضاً يرتبط بالتواضع، فالإنسان المتواضع يقول: لقد أعطيتني يا رب فوق ما استحق، أما الذي تحاربه الكبرياء والعظمة فإنه يشعر في كل وقت أنه لم ينل ما يناسب قدراته وقيمته..! حياة الشكر أيضاً يصاحبها الفرح والسلام، فالإنسان المشكور يملأ الفرح قلبه، كما أن الذي في قلبه فرح وسلام يكون على الدوام شاكراً. غالبية الناس يشكرون علي النعم فقط، وقليلون الذين يشكرون في الضيقات. يشكر في الضيقة القلب الواسع الذي يضيق بالضيقة. والذي له الإيمان العميق بعناية الله ورعايته شاعراً بأن لابد وراء هذه الضيقة خيراً، وإن كان هو لا يري هذا الخير الآن فسوف يعلنه له الله أخيراً.

أعلى من الشكر في الضيقة الشكر علي الضيقة.. الشكر في الضيقة يدخل في فضيلة الاحتمال أو فضيلة التسليم للإرادة الإلهية لأنه إن كان الله قد رضي لنا بهذه الضيقة وهو صانع الخيرات. فلماذا لا نرضي بها لأنفسنا؟! أما الشكر على الضيقات فمعناه أنها بركة لها إكليلها وليست ضيقة. ومثال ذلك شكر الذين كانوا يتقدمون إلي ساحة الاستشهاد شاعرين أنهم سوف ينالون شرفاً يشكرون عليه، لا أنهم يواجهون عذاباً يتألمون به، وطبيعي أن الذي يشكر على الضيقات لا بد أن يشكر على النعم. عموماً إننا نشكر على النعم التي ندركها، ولكن هناك نعماً لا ندركها الآن يلزمها أيضاً الشكر حينما تنكشف لنا وندركها بعد حين.. ما أكثر إحسانات الله إليك التي لا تعرفها! فأنت ربما تشكر الله لأنه نجاك من ضيقة معينة تعرفها، ولكن هناك ضيقات أخري كانت في طريقها إليك ومنعها الله عنك. ربما دسائس كانت مدبرة ضدك وأنت لا تدري وقد منعها الله فلم تحدث وأنت لا تشكر على ذلك بسبب عدم المعرفة. ربما خطيئة كانت زاحفة إليك لتسقطك وحماك الله منها قبل وصولها. ربما شيطان كان قادماً إليك ليغريك فانتهره الله ولم يأت وأنت لا تدري فلا تشكر.

إن الله كما أمرنا أن نفعل الخير في الخفاء، هو أيضاً كذلك كثيراً ما يفعل الخير لأجلنا في الخفاء ونحن لا ندري. ولكن نؤمن. اذن ليتنا نشكر علي كل شيء: على النعم الروحية وعلى النعم المادية على النعم التي نراها والتي لا نراها وعلى الضيقة لأنها أيضاً نعمة..

ربما يصيبك مرض وتلزم الفراش. فتقول: أشكرك يا رب من أعماق قلبي على هذا المرض لأنه قربني إليك وجعلني أعود إلي صلواتي وأحاسب نفسي وألومها علي خطاياها وأسرع إليك بالتوبة.كما أشكرك على هذا المرض من أجل ما لمسته اثناءه من محبة الكثيرين المحيطين بي في مرضي. وتقول أيضاً: أشكرك يا رب لأن هذا المرض أعطاني فرصة أخلو بك فيها، كما أعطاني المرض الشعور ببركة الألم، كما أشعرني بالتقصير السابق الذي لي من جهة زيارة المرضي. بل بالأكثر أعطاني المرض استعداداً لأبديتي.. حقاً ما أكثر بركات هذا المرض وما أحمق أن نشكر عليه.

عقبات أمام الشكر

هناك عقبات كثيرة. تمنع الإنسان من حياة الشكر. نذكر منها:

1- أحياناً لا نشكر. لأننا لا ننظر إلى النقط المضيئة في حياتنا بل نركز فقط علي المتاعب وحدها وتركيزنا على المتاعب يجلب لنا الحزن والقلق والتشاؤم وكل هذا لا يعطي مجالاً للشكر، لذلك نصيحتي لكم ان تذكروا كل الأمور المفرحة التي مرت بكم وتشكروا عليها.

2- كذلك نحن لا نشكر الله لأننا لا ننسب اليه الأمور المفرحة في حياتنا بل ننسبها إلي أسباب أخري. فإن نجحنا ننسب ذلك إلي ذكائنا أو إلي مجهود مدرسينا أو إلي سهولة الامتحان وتختفي معونة الله في كل ذلك! وأيضاً إذا شفينا من مرض ننسب ذلك إلي الأطباء دون أن نذكر يد الله مع الطبيب. وإذا تم لنا التوفيق في عملنا نرجع ذلك إلي قدراتنا وكفاءتنا! وإن نجونا من حادثة نقول إن السبب هو مهارة السائق! وفي كل هذا تختفي يد الله من أسباب أفراحنا فلا نشكره علي شيء!

3- وأحيانا لا نشكر علي شيء إلا إذا فقدناه أو حرمنا منه! لا نحس بالنعمة التي نحن فيها إلا إذا ضاعت منا! فلا نشكر علي وجود الوالدين ولا نشعر ببركتهما إلا إذا توفي أحدهما. ولا نشكر على ما نحن فيه من صحة ولا نعرف قيمتها إلا إذا مرضنا، بل لا نشعر ببركة النور في الحجرة، إلا إذا انقطع التيار الكهربائي!

4- وأحياناً لا نشكر لأن الأمر في نظرنا أقل من ان نشكر عليه! أو هكذا نراه.. وحسناً قال أحد الآباء الروحيين: الذي لا يشكر علي القليل كاذب هو إن قال انه يحيا حياة الشكر بالنسبة إلى النعم العظيمة! فمثلاً: لماذا لا نشكر علي الجو إن كان صحواً؟! هل ننتظر إلى أن يكفهر الجو ثم نشكر ان عاد فاعتدل! كذلك لماذا لا نشكر على الطبيعة الجميلة.أم هي أمر عادي لا يستحق الشكر؟!

5- اننا كثيراً ما نفرح بالنعمة ونكتفي بالفرح دون أن نشكر! نفرح بالخير الذي نحن فيه دون أن نشكر على هذا الخير كتلميذ يفرح بنجاحه أو فتاة تفرح بخطوبتها أو موظف يفرح بترقيته دون أن يتقدم أحد من هؤلاء بالشكر لّله على ما قد ناله من خير. ان الله ليس محتاجاً إلي شكرنا ولكننا نحن نحتاج إلي ذلك: لأننا بالشكر نتذكر احسانات الله الينا ومحبته لنا فتزداد رابطتنا به عمقاً ونحبه وهذا مفيد لنا روحياً كذلك ندل بهذا الشكر علي نقاوة قلوبنا لان عدم الشكر فيه عدم العرفان بالجميل وعدم تقدير من أحبنا.

6- وأحياناً نحن لا نشكر لأننا لم نتعود ذلك في حياتنا: إذا كنا لا نشكر اخوتنا من البشر على خدماتهم لنا فطبيعي أننا قد لا نشكر الله أيضاً كما يقول الكتاب: "ان كنت لا تحب أخاك الذي تراه، فكيف تحب الله الذي لا تراه؟!". وينطبق هذا على الشكر أيضاً. لذلك عوّد نفسك أن تشكر غيرك على كل أمر يعمل من أجلك مهما كان ضئيلاً ثم بعد ذلك قل في داخل نفسك: "أشكرك يا رب لانك أرسلت لي من يساعدني. ومنحت هذا الانسان قدرة علي أن يخدمني".. وهكذا تشكر الله والناس في نفس الوقت. تشكر أخاك الانسان لانه كان العامل المباشر المرئي وتشكر الله لأنه مهّد كل هذا لك.بطريقة غير مرئية.

7- وأحياناً نحن لا نشكر بسبب أنانيتنا.. لا نفكر إلا في ذاتنا! فإن أخذت تكون قد اكتفت ولا تفكر في اليد التي أعطتها. كانسان جائع يُوضع أمامه طعام فيأخذ في التهامه دون أن يفكر في من قدمه له أو في شكره على ذلك. كذلك نحن ننشغل بذاتنا في أخذها دون أن نتطلع إلى وجه المعطي. كانسان فتح له الله أبواب الرزق فانشغل بالرزق يجمعه وينميه ولا يتفرغ ولو إلى لحظة لكي يشكر من وهبه الرزق!

8- ونحن أحياناً لا نشكر. لأننا ننسي..ننسي العطية وننسي المعطي وننسي الشكر، فلو اننا دربنا أنفسنا على الشكر لكان هذا التدريب يحفر في ذاكرتنا أشياء لا ننساها: منها ما نلناه من الحياة والصحة والعمل والمال، وكل عطية من الله.

9- وأحياناً لا نشكر على خير بسبب المقارنة بمن هم أفضل منا  لا نشكر على ما أعطانا الله.لأننا نري أن غيرنا عنده أكثر منا أو لأن غيرنا أخذ مثلنا وهو لا يستحق.. مثال ذلك موظف في شركة يتقاضي مرتباً ما كان يحلم به هو أضعاف أضعاف مرتبات زملاء له في وظائف عادية، ومع ذلك لا يشكر الشركة لان بعض موظفيها يأخذون أكثر منه وبالتالي لا يشكر الله.. قارن نفسك اذن بمن هو أقل منك فتشكر الله ولا تقارن بمن هو أعلى.

10- وهكذا هناك من لا يشكر بسبب طموحاته في مستوي أعلي ولذلك فانه باستمرار يستصغر ما وصل اليه فلا يشكر والطموح في حدود الاعتدال ليس خطية وهو لا يمنع الشكر، فاشكر لكي يعطيك الله أكثر وقد قال أحد الآباء: ليست موهبة بلا زيادة إلا التي بلا شكر. فلا تدع الطموح يجعلك تحتقر ما وهبك الله إياه، فكثيرون هم ضحايا الطموح الخاطيء المتكبر الذي ينسي احسانات الله بروح الطمع الذي لا حدود له!

11- وأحياناً البعض لا يشكر لأن من طبعه التذمر والجشع.  مثل هذا النوع لا يعيش أبداً في سلام قلبي ولا يعترف بفضل الله عليه وهو لا يكتفي مهما أخذ. وكما قال سليمان الحكيم "كل الأنهار تجري إلي البحر. والبحر ليس بملآن"! كالموت الذي لا يكتفي مهما أخذ من أرواح! افرح اذن بما في يديك واشكر الله ولا تقل: ملء يدي لا يكفي أريد أيضاً امتلاء جيوبي وخزائني واعرف ان الجشع يمنع الشكر ويسبب التعاسة. وأحياناً يكون عدم الشكر بسبب ضعف الحياة الروحية كلها: كانسان لا يشكر الله لانه لا علاقة له بالله اطلاقاً فلا شكر، وأيضاً لا صلاة ولا صوم ولا قراءة في كتاب الله ولا حضور اجتماعات دينية.. مثل هذا من أين يأتيه الشكر؟! 12- أحياناً لا نشكر لأننا لا ندرك حكمة الله في ما يحدث لنا! أمور عديدة تمر بنا ولا نشكر عليها بل على العكس قد نتضايق منها أو نتذمر بسببها لاننا لا ندرك حكمة الله في حدوثها.ان بيع يوسف الصديق والتهمة الكاذبة التي التصقت به والقاؤه في السجن كان وراءها كلها خير لمصر وله، ربما لم يره يوسف في ذلك الوقت.. لكنه عرفه أخيراً وشكر الله عليه.

 

الأباتي داود رعيدي في ذكرى تغييب الراهبين شرفان وأبي خليل: المخطوفون والمفقودون والشهداء والمعوقون يحمون الوطن أكثر من المتحذلقين وممتهني السياسة

الأحد 12 تشرين الأول 2014

  وطنية - أحيت الرهبانية الأنطونية المارونية، الذكرى 24 لتغييب الأبوين البير شرفان وسليمان ابي خليل، بقداس ترأسه الرئيس العام للرهبانية الأباتي داود رعيدي في مركز الرئاسة العامة الصيفي في دير مار يوحنا القلعة- بيت مري، عاونه فيه النائب العام الأباتي انطوان راجح، والأبوان المدبران مارون بو رحال وريمون هاشم، وفي حضور لفيف من الرهبان والراهبات، رئيس بلدية الحدت جورج عون، ذوي الأبوين المغيبين وجمع من الاصدقاء، وخدمت القداس جوقة الأب البير شرفان بقيادة الاستاذ فادي شرفان.

بعد الانجيل المقدس، ألقى الأباتي رعيدي عظة، قال فيها: "لقد رفع عنا الأبوان ألبير وسليمان، ورفعا أنظارنا معهما إلى فوق، إلى غاية تكرسنا لله الذي منه البداية وإليه النهاية! غيبتهما الظروف، ولم يغيبا يوما عن بالنا، بل يعشيان معنا في كل مناسبة وفي كل حدث، حتى إن بعضا من أحداث رهبانيتنا تأخذ منهما المعنى، لكي نتابع المسيرة، ونعرف معنى الشهادة. ويمكننا القول إن حضورهما بيننا وجوديا، وهو أكثر كثافة من حضورهما الجسدي وأقوى. فأن نستذكرهما، هي وقفة عز وإباء نقفها جميعا معهما ومن خلالهما، لنفقه الأعمق في حياتنا وتكرسنا، فهذه الذكرى ليست ذكرى شؤم كما قد يتراءى للبعض، إنها ذكرى البطولة، محطة التحول في تاريخ الرهبانية الحديث، إذ تجمع بين أهمية العيش الرهباني وغاياته".

أضاف "24 سنة مرت، وكأنها البارحة...لا! بل إنها اليوم؟! لأننا شعب قلما يتعلم من التاريخ دروسا، وقلما ينظر إلى الآخرين كأنهم جزء منه، وإذا قام أهالي المفقودين ولم يقعدوا للمطالبة بأولادهم أو بإخوتنا، إنما لكي تأخذ القضية معناها. وأعتقد أن هذا هو حال أفراد الجيش والقوى الأمنية المخطوفين اليوم، وقد انضموا إلى هذا الرعيل من المفقودين. ليس فقط للمطالبة بأولادهم بل لكي يعطي اللبنانيون القيمة للشهداء، الذين يقدمون أنفسهم فداء الوطن والذود عن أراضيه وحماية حدوده".

وتابع "القضية ليست قضية أسماء، إنما وجوه أرادت أن ترسم وطن المحبة والسلام والتكامل، وطنا يشكل جسما واحدا مكونا من مسلمين ومسيحيين؛ من شهداء قدموا ذواتهم لبنائه؛ من أشخاص رسموا معالمه بموتهم أو بفقدهم! وما يدهشنا اليوم كما دهشنا سابقا أن السياسيين، يتقاعصون من جهة على المضي قدما بالمطالبة، ومن جهة أخرى، وهي أكثر ألما، ينظرون إلى العدد وليس إلى القيمة. نحن نعلم أن الجيش والمواطنين يبنون الوطن بدمائهم، ولكن من واجباتنا نحن المواطنين أن نثمن العطاء والدماء، ونرسم وطنا جديدا يخرج من رحم المعاناة ولا يداور فيها". وسأل "ألا يستحق هؤلاء الأشخاص وقد بلغوا الآلاف أن نقف لنرى إذا كنا قد بنينا لبنان على مستوى طموحاتهم وتضحياتهم ودمائهم؟ أليس من المناسب أن ننحني إجلالا لهم ونعترف أننا قصرنا عن بناء وطن يليق العيش فيه؟ أليس من الضروري أن نتوقف عن بيع الوطن للنازحين الفلسطينيين، أو السوريين، أو العراقيين، تحت ألف حجة، كأن كل طائفة صارت تحمي أبناءها دون الوطن؟ مؤكدا أن "الخيانة الكبرى ليست بفقد شهداء ناهز عددهم المائة ألف في لبنان، إنما ألا نكون على مستوى المسؤولية التي مات الكثيرون لأجلها، وغيرهم خطفوا، أو سجنوا، أو عذبوا. وأن نتراجع بالميثاق الوطني أو بالوفاق الوطني، ونبيعه لكل عابر سبيل"، سائلا "فهل خوفنا على النازحين صار يفوق خوفنا على المواطنين؟ معتبرا ان "غياب الأبوين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل هو جزء من تلك القافلة التي تبني لبنان حتى ولو غابت عن أنظارنا".

وقال: "إن أبوينا هؤلاء هما ماثلان أمام أعيننا في الرهبانية الأنطونية، ويسهمان في بنائها وإعلاء روحانيتها وشهادتها تماما ككل راهب فينا، إنهما جزء من كياننا المتحرك، كأنهما يتحركان معنا لشهادة أفضل. وليس أجمل من إنجيل اليوم يفهمنا دور المكرس الذي أقامه سيده "ليعطي الطعام في حينه". طوبى لهما، واسمحوا لي أن أقولها بالفم الملآن، طوبى لهما لأنهما صارا هما أنفسهما القوت الحي، وقدما ذواتهما ذبيحة عنا وعن المؤمنين. وأعتقد أن المكرس للرب أو أي مسيحي، يبلغ الكمال عندما يصبح هو نفسه خبزا مقدسا مكسورا في قلب الكنيسة. أليست هذه رسالة كل أب وأم؟ أليست هذه رسالة كل جندي، أليست هذه رسالة كل مكرس أن يصير هو نفسه قوتا للآخرين؟ طوبى لهؤلاء الأشخاص الذين كانوا أمناء لوصية المخلص، والذين يحثوننا لنكون أمناء مثلهم على الوديعة وعلى الآخرين".

واعتبر أن "المفقودين هم اليوم أكثر حضورا من المقيمين، لأنهم يشكلون المعنى للمجتمع، ويشكلون بنية الوطن الموعود الذي نسعى لبنائه فسحة محبة وسلام للجميع. فلا نريد اليوم أن نتكلم عن أربعة وعشرين سنة، إنما نريد أن نحمل كل الشهداء والمغيبين، والمتضررين، منذ بدء الحرب اللبنانية الأخيرة إلى اليوم، التي تداخلت فيها مصالح الدول كافة، لنضعهم أمامنا على مذبح الرب قوتا للعالم، ونسعى لأن نأكل من خبز كرامتهم وسخائهم في سبيل حياة الوطن، لأنهم يعيشون فينا ويبثون فينا الحياة رغم غيابهم الأليم، لذا نحن كأنطونيين لا نستذكر إخوتنا في 13 تشرين الأول فقط، لأنهما الرهبانية، إنهما الوطن، إنهما الروح التي تبث فينا الحياة كل يوم، فنتأمل أن يحذو اللبنانيون حذونا في هذا الموضوع".

وخاطب الحضور: "اسمحوا لي أن أقول بأن أخوينا ألبير وسليمان هما علامة للتكرس والطاعة والحضور في الأديار، وكل مكرس مدعو، على مثالهما، لأن يؤدي شهادة حتى ولو أدت إلى الاستشهاد، فليس من مكان أمين يهرب إليه الراهب، لأنه في كل موقع يشكل شهادة، وعلما، وتحديا إيجابيا ورسالة. وكأننا، إضافة إلى تمثلنا بالمصلوب، اخترنا أن نكون عاموديين واقفين كالمنارات التي تضيء إلى البعيد، وتشكل مرجعية لمسافات مترامية، هكذا كان أخوانا المغيبان منارة؛ كانا على استعداد، ككل راهب منا، وككل جندي في وطننا، وككل مواطن، على استعداد لتأدية الرسالة بالعمل اليومي، وإن اضطروا، فبالعطاء الكلي. فما أجمل أن نأخذ وقفة، ونتأمل بعمق تكرسهما وبعمق رسالة كل منا، لنخلع عنا الخوف، ونتجلبب بالجرأة للعمل في كل مكان على اتساع الوطن والعالم. ولا نعتقدن بأن التقوقع يحمي، فإن المخطوفين، والمفقودين، والشهداء، والمعوقين في لبنان يحمون الوطن أكثر من كل المتكلمين والمتحذلقين وممتهني السياسة".

وقال: "في وقوفنا اليوم إذا، محاولة للتشبه بهما، للدخول في منطقهما، منطق العطاء، الذي لا يكتفي بأن يعطي الطعام في حينه، بل أن يكون هو نفسه، على مثال المسيح معلمنا وإلهنا، قوتا حيا للبشرية، قوتا يعزز الوجود ويعطيه معنى، قوتا يحول خوفنا إلى شجاعة وعطاء وتجرد، قوتا يعيد إلى الوطن قيمه وأولوياته، ويعيد إلى الحياة رونقها، وإلى المحبة التي سادت وتسود بين اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم جمالها".

أضاف "فنحن في لبنان نعيش في سفينة، ومن خصوصيات السفينة أنها تتأرجح دوما على المياه ولكنها لا تغرق، فإما أن نخلص سوية، وإما أن نضيع سوية، فلا يزايدن أحد على الآخر بغيرته على الوطن، بل لنسع أن نكون أمناء للدماء والحياة والإعاقات التي قدمت على مذبح هذا الوطن ليبقى رسالة حب وسلام. ولنعتمد لغة جديدة لا يمليها علينا الرعب والتخوين، بل التعاون والانفتاح على المستقبل، فإن الشعوب مجتمعة عرفت أيام النهضة يوم كانت تقيم بينها الحوار الصافي والبناء، يوم قبلت وكرمت شهداءها وبنت على تقدماتهم صروح العلم والكرامة". وأكد "فقط بهذه الطريقة نريد أن نستذكر أخوينا المغيبين الأبوين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل، ونستحضر معهما عوائل الذين فقدوا أولادهم وما زالوا مثلنا يفتشون عنهم؛ كما نستحضر أيضا في هذا القداس عوائل الشهداء وأولادهم، ونصلي مع المعوقين الذين خسروا الكثير من مقدراتهم الجسدية من أجل لبنان. وبدل أن نصلي من أجلهم، سأطلب إليهم أن يصلوا من أجل لبنان، ويمطروا علينا النعم السماوية والقيم الوطنية والإنسانية، التي نحن بأمس الحاجة لها لنبني حياتنا والوطن".

وختم: "نصلي من أجل جيشنا الذي هو علامة الاستعداد الدائم للعطاء، علنا نتمثل بهم في كل عمل وإدارة وموقف، لكي نبني وطنا نابعا من عطاءات أبنائه، أولئك الذين زرعوا في أرضه خطفا واستشهادا، أو الذين يحصدون اليوم ثمار آبائهم وعطاءاتهم. وليفض علينا الرب من نعمه لنكون شفافين في تعاطينا مع بعضنا البعض، وفي إدارة أمور الوطن، على أساس أولوية العطاء وليس الأخذ. وليكن الله في عوننا لما هو خير الصالح العام لكل اللبنانيين".

 

الاستحقاق الرئاسي طَبَق رئيسي في روما تشاور... وصعوبة الخروج بقرار عملي

النهار/13 تشرين الأول 2014

خليل فليحان

يتعرض لبنان لاهتزاز أمني جدي واختلال في الاستقرار السياسي المتمثل بالعجز المتمادي لمجلس النواب عن انتخاب رئيس للجمهورية. وقالت مصادر مواكبة للتحضيرات التي سبقت اللقاء الثلاثي الذي سيعقد في روما اليوم الاثنين بين كل من  البطريرك الماروني بشاره الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري، ان الامر الرئيسي المطروح على الطاولة هو كيفية إقناع رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بالعزوف عن اعلان ترشحه للرئاسة لانه ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع يعطلان اكتمال النصاب في أي جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وسيبحثون في مرشح تسوية يكون مقبولا من الافرقاء المتنازعين ولا يشكل ّأي تحد لأي فريق. وأعربت عن أملها في أن يتوصل الثلاثة، بما يمثلون الى وضع الحجر الأساس لإجراء الانتخاب الرئاسي في أقرب وقت. صحيح انه لا يمكن استباق الأمور، ولكن في الوقت نفسه لا يمكنهم ان يتعاملوا مع الواقع في لبنان على أساس التحالفات نفسها التي عرقلت الى الآن إجراء الانتخاب. وشرحت انه لا يمكن رؤساء  الكتل البرلمانية والنواب المستقلين الاكتفاء بالإعلان عن تأييدهم القوي لانتخاب رئيس للجمهورية بالتصريحات فقط، بل المطلوب تغيير القواعد وفك التحالف مع كل من يعرقل، وتشكيل خريطة طريق لانتهاجها، عبر شخصيات تستطيع ان تقول لحليفها في القوى السياسية عليك إخلاء الساحة لمرشح تسوية  ولم نعد نستطع دعمك الى مدة زمنية غير محدودة، بعدما طال الشغور الرئاسي من دون بصيص أمل لاعادة موقع الموارنة الى حيث كان، ولان استمرار ذلك سيقود الى خلل في توازنات السلطات. وشددت على ان المسؤولية الاولى تقع على الموارنة بعدما أفهمتهم الدول الكبرى انها غير معنية بالاستحقاق الرئاسي، بمعنى ان ليس لها مرشح تضغط من اجله، والانفتاح السعودي - الايراني بقي محدوداً، ولا تريد الرياض ولا طهران تناول موضوع الرئاسة في شكل جدي، وان كان كل منهما يميل الى تأييد عون او جعجع.

 

بلدية فنيدق: الجندي الفار الاكومي يعاني من اضطرابات نفسية ونعلن تاييدنا الكامل للجيش

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - صدر عن بلدية فنيدق وفاعلياتها بيان اثر الاعلان عن فرار الجندي عبد القادر الاكومي وانضمامه الى تنظيم داعش، تلاه رئيس البلدية خلدون طالب وجاء فيه: "تتعرض بلدة فنيدق من حين لآخر لحملات مشبوهة لتشويه صورتها وإظهارها على أنها خارجة عن المؤسسات ولزجها في فتنة كما يخطط لكل لبنان، وكان آخرها فرار المجند عبد القادر الأكومي لذا يهم بلدية فنيدق وفاعلياتها تأكيد ما يلي: أولا: والد المجند المنشق هو ابن المؤسسة العسكرية إضافة إلى شقيقه وأن المجند يعاني من اضطرابات نفسية وهو خارج من المؤسسة العسكرية منذ حولى ثلاثة أشهر.  ثانيا: وقوفنا وتأييدنا الكامل مع الجيش وسائر القوى الأمنية حيث يوجد أكثر من ثلاثة آلاف عسكري من البلدة في مقدمة من يدافعون ويزودون عن الوطن، وخير دليل على ذلك استشهاد الرقيب علي السيد والمعاون علي الكك والرقيب أول زهرمان زهرمان. ثالثا: نطلب من وسائل الإعلام توخي الدقة وعدم تضخيم الأمور ووضعها في سياقها الصحيح حتى لا ينسحب كل عمل فردي إلى ظاهرة عامة. رابعا: دعوة الحكومة إلى اتخاذ خطوات جدية تسرع في الإفراج عن الأسرى العسكريين ومنهم اثنان من ابناء بلدتنا فنيدق، وتسريع محاكمة الموقوفين بهدف نزع فتيل خطير يدفع ببعض الشباب لإحساسهم بالظلم حيث لا سلام بوجود الظلم. خامسا:اتخاذ قرار جريء من قبل الحكومة بالطلب من كل الأطراف اللبنانية وبخاصة من حزب الله الانسحاب من سوريا تجنيبا للبنان ويلات هذا التدخل.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 12/10/2014

الأحد 12 تشرين الأول 2014

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الحرب على الارهاب متواصلة بغطاء دولي، والتدمير الذي شهدته غزة خلال العدوان الاسرائيلي محور خطة تبحث في جهود دولية- اقليمية لإعادة الاعمار، لكن أرقامها بقيت بعيدة عن المطالب الفلسطينية التي قاربت الأربعة مليارات دولار أميركي.

محليا، الأصوات اللبنانية توزعت بين الفاتيكان الذي ناشد منه البطريرك الراعي، النواب، ممارسة واجبهم الانتخابي وملء الفراغ الحاصل في سدة الرئاسة دون غيره من الأنشطة التشريعية.

ومن جنيف، التي شهدت اجتماعات برلمانية دولية واقليمية، شارك فيها الرئيس بري، مشددا على خطوات عملية لمواجهة الارهاب المحدق بلبنان والمنطقة، داعيا للالتفاف حول المؤسسات الأمنية والجيش.

ومن القاهرة، طالب الوزير باسيل بتقديم الدعم اللوجستي وتوفير المعدات للجيش اللبناني الذي يواجه المجموعات التكفيرية بلا طائرات أو اسلحة متطورة.

وفي الداخل، برزت مواقف ومؤتمرات عكارية داعمة للجيش ومتبرئة من الحالات التي سجلت للفارين من عناصر، كحالات شاذة.

ومن طرابلس، كلام للوزير أشرف ريفي أكد فيه ان المدينة ستبقى العاصمة الثانية للبنان ولن تتحول لامارة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إستنفار لبناني لمواجهة تمدد الإرهاب. الجيش لاحق متورطين سوريين في الشمال بعد تعدد الإعتداءات على العسكريين، وسجلت الساعات الماضية مقتل مسلح يدعى فؤاد العرعور والقبض على آخرين متهمين.

الإلتفاف الوطني حول الجيش قائم، ومن هنا جاء بيان بلدة فنيدق العكارية، التي فر ابنها الجندي عبد القادر الأكومي من المؤسسة العسكرية منذ ثلاثة أشهر، وأعلن التحاقه أمس بتنظيم "داعش". أهالي فنيدق أكدوا أن الأكومي يعاني من إضطرابات نفسية، وأعلنوا تأييد الجيش قولا وفعلا.

لا خيار للبنانيين إلا الوقوف خلف المؤسسة العسكرية، متحدين متضامنين لصد أخطر تمدد إرهابي يحاول التسلل الى نفوس وصفوف المواطنين، وتكرار ما فعل من سوريا إلى العراق. أساليب الإرهاب متعددة، لكن وعي اللبنانيين أكبر، وخصوصا أهالي عكار والشمال. فرار ثلاثة جنود هو حالات فردية لا تؤثر لا عمليا ولا معنويا على الجيش الذي يضم في صفوفه خيرة الشباب اللبناني.

ومن جنيف كان الرئيس بري يتابع الهم الأمني في لبنان، ويدعو لتضافر الجهود لمواجهة خطر الإرهاب المحدق بلبنان، والإلتفاف حول الجيش لصد ما يتعرض له من إعتداءات على يد المجموعات الإرهابية، وتعزيز دوره في حماية أمن وإستقرار البلاد.

كرديا، إستنفار عابر للحدود بعد تأزم الوضع في كوباني، الدواعش حشدوا تعزيزات إضافية من الشرق والشمال السوريين، وزحفوا بآلياتهم نحو عين العرب على مرأى العالم وطائرات التحالف والقوات التركية المرابضة على الحدود مع سوريا. استنفار الأكراد حصد إعتراضات في الساحات، ودعما من المعارضة التركية التي اتهمها الرئيس رجب طيب أردوغان بتدمير البلاد.

وفي لبنان نظم الأكراد مسيرة شعبية حاشدة تضامنا مع كوباني، وطالبوا بالسلاح والنفير الكردي العام للوصول إلى الشمال السوري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

غرزت عين العرب شوكة في أعين الدواعش. شهر الإرهابيون ما زودوا به من سلاح متطور، واستلوا سيوفا ممهورة بفخر الصناعة الغربية، استنجدوا بمئات المسلحين من إماراتهم في الرقة ومن جيوب حلب، لكن سلاح أكراد العرب بتواضعه صمد بوجههم حتى الساعة، أحرجوا الترك وأدهشوا الإفرنج.

الفرج المعول عليه شمالا بعد تسوية التبانة وخروج المولوي ومنصور من ضوء المربع الأمني إلى عتمة الأزقة، سقط بإختبار عيدمون العكارية، وسقط إرهابي مطلوب بعدما أسقط ومجموعاته قنابل الموت على عناصر الجيش اللبناني.

سياق التطورات يؤكد أن تغطية الأرهابيين التكفريين تشكل مصيدة للاعتداء على الجيش، كما لفت "حزب الله" اليوم. وسواء قبل الفريق الآخر أم لم يقبل، باتت "داعش" على الحدود في عرسال وداخل الحدود في طرابلس وعكار. فهل ستشفع لهؤلاء كيديتهم وترفع عنهم ضرب الرقاب إذا سهلوا للدواعش مخططهم؟

وماذا عن مخطط اسقاط حقوق العسكريين من السلسلة، أهو في السياق أم من خارجه؟ فشروط "المستقبل" التعجيزية تغلب التشاؤم على جلسة اللجان المشتركة، سواء لسلسلة العسكريين أم لحقوق المعلمين. أما التمديد فأوانه قد اقترب، فالتاسع عشر والحادي والعشرون من الجاري، يومان محتملان لإدخال السعادة على سعادتهم، ولا فرق "يوم بالناقص أو يوم بالزايد"، مادام أن السنتين والسبعة أشهر ستصبح بالجيب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

السباق محتدم بين الداعين إلى الاستثمار في الأمن، والداعين إلى الاستثمار في الفوضى.

حتى الساعة يتكل دعاة الاستثمار في الأمن على صمود الجيش وعلى تحقيقه جملة انتصارات بالنقاط على الحالات الارهابية على مساحات لبنان، من شبعا إلى عكار مرورا بعرسال وجرودها وطرابلس وأزقتها ومربعاتها الناشئة.

ونقطة ضعف هذه الفئة أن تسليح الجيش بطيء والدعم يأتيه بالقطارة، ونقطة الضعف الثانية أن جزءا مؤثرا من هذه الفئة لا يستثمر كفاية في الدستور، ما يبقي فجوة كبيرة في خاصرة الدولة، بامتناعه عن انتخاب رئيس للجمهورية.

أما قوة المستثمرين في الفوضى، بل استقواؤهم، فيضع لبنان على ممرات الحروب الاقليمية وعلى حافة الانفجار من الداخل.

ومن قدرات المستثمرين في الفوضى أنهم يشغلون الجيش في لعبة الأمن الداخلي بدلا من أن يتفرغ لمواجهة الخطر الداهم المتسلل من البقاع الشرقي، إضافة الى الجرح النازف المتمثل في استمرار خطف العسكريين. وفي السياق لا بد من التنويه بأمرين: نجاح الحكومة في وضع هذه القضية على السكة، وإن يبقى الحكم في هذا الأمر على النتائج، وتمكن الجيش بمعاونة من فاعليات طرابلس من بدء حصر ظاهرة شادي المولوي تمهيدا لعزلها ومنعها من التلاعب بأمن المدينة، خصوصا بعدما استدرجت أكثر من طابور خامس.

على الخط السياسي، لبنان معطل، لكن روما ستشهد لقاء ثلاثيا يضم البطريرك الراعي والرئيسين بري والحريري الاثنين، وعلى جدول الأعمال بند وحيد: رئاسة الجمهورية.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

هاجس اللبنانيين أمني بامتياز، فواقع البقاع بات معروفا، ووضع الشمال أضحى مقلقا، لتصبح الجغرافيا اللبنانية موضع ترقب، تزامنا مع الجمود السياسي المرشح للتمديد.

المشهد اللبناني يتزامن مع وضع دقيق في المنطقة، تختزن كوباني في مكان ما تشعباته وتداخلاته وتناقضاته، فعين العرب السورية باتت محط مراقبة في ظل تساؤلات عن مدى فعالية الحلف الغربي ضد "داعش" وحقيقة النيات التركية والأهداف الأميركية، في وقت يستمر الهجوم الداعشي الارهابي على هذه المنطقة، فيما يقابل الامر، بكلام على غارات معدودة للتحالف لا تغير في مسار الميدان ولا تردع تقدم "داعش"، الذي تحاول بعض القوى الاقليمية استثماره والاستفادة منه.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

باستثناء اللقاء المنتظر مساء غد بين البطريرك الراعي والرئيس الحريري في روما، فإن الحركة السياسية تبدو شبه مشلولة، ومما زاد في شللها وجود الرئيس نبيه بري في جنيف.

ولكن في موازاة الشلل السياسي تسجل حركة ميدانية تمتد من فنيدق إلى طرابلس وصولا إلى البقاع: في فنيدق إنشغال بسبب انشقاق أحد العسكريين من البلدة، هذا الانشقاق ردت عليه فنيدق بطلب التطوع في الجيش.

في طرابلس إنشغال بقضية إخلاء مسجد عبدالله بن مسعود في باب التبانة حيث يتمركز شادي مولوي وأسامة منصور.

أما في ملف العسكريين المخطوفين فلم يسجل أي تطور يذكر اليوم، وربما يعود ذلك إلى مراوحة الملف في مكانه من دون تسجيل أي تطور يذكر.

في الملف السوري، وفي طليعته ملف عين العرب، فإن المعارك فيها تبلغ ذروتها في ظل استمرار تقدم تنظيم "داعش" على رغم الضربات المتكررة للحلفاء له، وقد استقدم تعزيزات إضافية من حلب والرقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

الأصوات المعبرة عن أجواء ايجابية في قضية العسكريين المختطفين لدى "داعش" و"النصرة"، تعددت وتعالت. ولكن الأسئلة تبقى مسلطة على آليات ترجمة هذه الأجواء وعن توقيتها، فيما الأهالي مستمرون في اعتصامهم في ساحة رياض الصلح.

أمنيا، أحداث في أكثر من مكان في البقاع والشمال، وانشقاق لثلاثة جنود في فترات متباعدة، وتأكيدات بأنها في سياقات فردية لن تؤثر على وحدة المؤسسة العسكرية.

في طرابلس معلومات متطابقة عن اخلاء قريب لمسجد عبدالله بن مسعود في باب التبانة، وتأكيد لوزير العدل أشرف ريفي بأن باب التبانة جزء من طرابلس التي ستبقى جزءا من لبنان، لافتا إلى ان طرابلس لن تكون إقليما أو إمارة فهي العاصمة الثانية للبنان.

في أجندة التحركات السياسية، لقاء مرتقب غدا في روما بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، للبحث في مستجدات الوضع الداخلي، خصوصا ما يتصل بأولوية انجاز الاستحقاق الرئاسي من أجل تحصين المؤسسات الدستورية وانتظام عملها، خصوصا وان البطريرك الراعي وجه نداء إلى المجلس النيابي قال فيه إن هذا الاخفاق هو وصمة عار في جبين نواب الأمة الذين لم تقم كتلهم إلى الآن بأي مبادرة جدية جديدة لتأمين النصاب وانتخاب الرئيس، داعيا باسم الشعب اللبناني لأن يبادروا إلى انتخاب الرئيس قبل القيام بأي تدبير آخر على مستوى استحقاق المجلس النيابي.

اقليميا، تنظيم "داعش" الارهابي يحكم سيطرته على كوباني الكردية، على الرغم من ضربات التحالف الدولي الجوية، وجريدة "صنداي تلغراف" البريطانية تنقل عن مسؤول عراقي كبير قوله إن عشرة آلاف مقاتل داعشي أصبحوا على أبواب بغداد استعدادا لاقتحام المدينة، مشيرا إلى أنهم حاليا على بعد ثمانية أميال فقط عن العاصمة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لم تعد تركيا براء من دم كوباني، ضالعة في تطويقها وحصارها والامتناع عن تسليح مقاوميها الذين يدافعون عن مدنهم. تركيا جزء من الحرب على سوريا، وكل من الحرب على عين العرب، ويكشف مراميها "حزب الاتحاد الديمقراطي" بإعلانه أن الاتراك يريدون "داعش" جارا لهم.

لا تقف أنقرة ضد كوباني وحسب، بل في مواجهة المتظاهرين المناصرين للأكراد. ورجب طيب أردوغان الذي يقدس افتراضيا الحريات وعادى قمع النظام السوري للتظاهرات، وجدناه وقد ضاق بتظاهرة شعبية تدعم حق الأكراد وحفظ أرضهم وومتلكاتهم وأعراضهم. شرطته تقتلهم في الشوارع وتطاردهم بالغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه. ولا يجد أردوغان سببا لتظاهر الكرد سوى أنهم مأجورون وتحرضهم الحكومة السورية وبعض وسائل الاعلام.

على مدى أربع سنوات، كانت غرائز أردوغان "الاخوانية" هي الدافع لخراب سوريا، لإدخال المسلحين اليها وتدريبهم على اراضيه، وخرق حرمة الحدود واحتلال المعابر من قبل "داعش" و"النصرة" والمجموعات المسلحة على إختلاف تأسلمها. كان رجال الأمن الأتراك على مرمى سهم من هذه المعابر، لكنهم قرروا وهبها للارهاب ونهب عنابر النفط وسرقة المصانع السورية وإعادة تدويرها بإتفاقات كان عرابها بلال رجب طيب أردوغان، إبن الباشا التركي الذي ذاع صيته في ترسانة مال وأسطول نقل بحري وصفقات تمتد من بحر مرمرة الى إسرائيل.

هذا كله، ويمتعض اردوغان اليوم من تظاهرة حق لشعب عاش على قضية، لأكراد يلاحقون هويتهم إينما وجدوا ويشدون على إنتمائهم. أكراد لبنان وسوريا تحركوا اليوم في الشوارع اللبنانية في أضخم مسيرة تنظمها الجالية الكردية. رفعوا صورا من كوباني، وأخرى للزعيم المناضل عبدالله أوجلان، وشدوا على أيدي من صمدوا يقاومون في عين العرب وعن كل العرب.

ومن البيت العربي في القاهرة، اجتمع العالم على دعم غزة. لكن عين العقل هو ما أدلى به وزير خارجية لبنان جبران باسيل أمام مؤتمر المانحين عندما سأل: ما الأهم إعادة الاعمار أو وقف التدمير؟ فقد اجتمعنا هنا ثلاث مرات لإعادة اعمار غزة وعاد من بعدها الدمار. إسرائيل المدمر الدائم، ونحن نبني.

ولأن تل أبيب تعتمد على سعة صدر العرب وبعض الدول الغربية، فقد عرضت مشاركتها في مؤتمر إعادة أعمار غزة، غير أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض دعوتها، وربما كان عليه أن يرفض أيضا مساهمة عضو الرباعية الدولية طوني بلير لكونه من أبزر المضللين في القضية الفلسطينية، واحتياله وجنيه الربح من وراء الشعب الفلسطيني يعادلان الجرائم الاسرائيلية.

لبنانيا، أحد بجمود بقية الأيام. قائد الجيش غادر إلى واشنطن طلبا للتسلح. الجيش يخوض معاركه شمالا من ما تيسر من الارهاب. والمؤسسة العسكرية تتلقى أنباء عن انشقاقات لا تغير في مجرى التاريخ العسكري، فمن أصل خمسة وخمسين الفا يتم فرار خمسة جنود بين عريف ورتيب، بينهم من قالت بلديته إنه يعاني أضطربات عقلية، وآخر فار من ثلاثة أشهر وثالث تنكر له ذووه، ورابع تم خطفه... "معافى يا عسكر لبنان".

 

المطران مظلوم لـ”السياسة”: العقبة الأساسية أمام الانتخابات الرئاسية خارجية

بيروت – “السياسة”: أكد المطران سمير مظلوم لـ”السياسة”, أمس, أن الاستحقاق الرئاسي يتصدر جدول أعمال اللقاء المقرر عقده اليوم في روما بين البطريرك بشارة الراعي ورئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري. وقال ان “هذا الموضوع اولوية على ما عداه لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة, اضافة الى البحث في الاوضاع الأمنية في لبنان خاصة بعد الذين جرى في عرسال وبريتال وما يتصل بالصراع مع “داعش” و”النصرة” والى أين يمكن ان تصل الأمور, ما يوجب على اللبنانيين دعم الجيش في مواجهة هؤلاء الارهابيين”, مشدداً على أهمية إعادة التواصل بين القوى السياسية لتحصين الجبهة الداخلية من أجل التعاون على تجاوز المرحلة العصيبة التي تمر على لبنان والمنطقة. وأشاد مظلوم بمواقف الرئيس الحريري حيال الأحداث في لبنان والمنطقة, مؤكداً أنه يسعى قدر الامكان الى معالجة الاوضاع في لبنان ويعمل من أجل الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية ومن ثم الانتخابات النيابية. واعتبر مظلوم أن العقبة الأساسية التي تعرقل إجراء الاستحقاق الرئاسي خارجية وبصورة خاصة لدى الدول الاقليمية التي لها علاقات مباشرة و”مونة” على فريق من اللبنانيين, مضيفاً “في رأيي أن التواقف بين ايران والمملكة العربية السعودية قد يكون له نتائج ايجابية على الوضع اللبناني وتحديداً في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية

 

نجل عماد مغنية مسؤول “حزب الله” في الجولان.. وتوجّه لتحول استراتيجي لعمليات الحزب

CNN/كشف مؤيد غزلان، عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري المعارض، أن الاستخبارات العسكرية للجيش الحر توفرت لديها معلومات تؤكد قيام حزب الله بتعيين جهاد مغنية، نجل قائد جناحه العسكري الراحل، عماد مغنية، مسؤولا عن ملف الجولان، مؤكدا أن الأدلة تشير إلى نية الحزب توسيع نشاط عملياته في المنطقة السورية الحدودية مع إسرائيل، محذرا من حدوث أزمة مع القوات الدولية. وقال غزلان إن مغنية “بات مسؤولا عن ملف الجولان ككل” مضيفا، في اتصال مع CNN بالعربية: “نعتقد أن حزب الله ينتهج بهذه الطريقة سياسة تصعيدية بالجولان، وهي قفزة نوعية وجغرافية له. فقد اكتشفنا حجم التدخل الضخم للتنظيم في منطقة الجولان من خلال السيطرة على منطقة تل الحارة الاستراتيجية، والتي اكتشفنا فيها الكثير من المراكز التابعة للحزب والأدلة التي تربطه (الحزب) بالمخططات المرسومة للجولان.”

وأضاف غزلان أن الأدلة التي تكشفت بعد سيطرة الجيش الحر على تل الحارة الاستراتيجي قبل أيام، والذي أفقد قوات النظام السوري زمام المبادرة في المناطق الجنوبية، وخاصة درعا والقنيطرة، أكدت أن خطة حزب الله لتلك المنطقة “طويلة الأمد” وأن الحديث عن إمكانية انسحابه من سوريا “مجرد محاولات لذر الرماد بالعيون.” ولفت غزلان إلى أن جهاد مغنية مقرب من أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، ومن خليفة والده على رأس الجهاز العسكري للحزب، مصطفى بدرالدين، وكذلك الحرس الثوري الإيراني، مضيفا: “هذا يعني أن هناك تصعيدا أمنيا واستراتيجيا كبيرا بالنسبة لحزب الله في سوريا بالفترة المقبلة، وقد أحدث هذا الأمر قلقا لدى استخبارات الجيش الحر بعد ظهور الوثائق التي اكتشفناها في تل الحارة.” وحض غزلان المجتمع الدولي على “التنبه لخطر حزب الله ومعاملته أسوة بداعش”، مضيفا أن الجيش الحر “لا يعتبر الأراضي اللبنانية ضمن استراتيجيات الثورة السورية، ولكن لن يقف مكتوف الأيدي إزاء التدخل الواسع النطاق للحزب في المعارك بسوريا من الجولان إلى دمشق وحلب.” وردا على سؤال حول الطريقة التي يعتقد بأن “حزب الله” يرغب من خلالها بالعمل في الجولان، خاصة وأن معظم المناطق المحاذية لإسرائيل باتت بيد “الجيش الحر”، رد غزلان بالقول: “الأراضي السورية بالنسبة لـ”حزب الله” ستكون وسيلة لدس الفتنة بين “الجيش الحر” والقوات الدولية، وهذا ما نحذر منه بشدة، فالهدف من دور “حزب الله” في الجولان هو زرع الفتنة مع قوات حفظ السلام، التي كانت الكتائب العسكرية التابعة للجيش الحر قد أعلنت عدم رغبتها بالمساس بها بعد السيطرة على تل الحارة وبئر العجم.” وختم بالقول: “نعتقد أن نشاطات “حزب الله” ستكون ضرب مشروعية “الجيش الحر” دوليا عبر المساس بقوات حفظ السلام، ونرى أن تعيين مغنية في هذا المنصب مقدمة لهذه الخطة. وأضاف:” في كل الأحوال فإن “الجيش الحر” لن يكون بهذه السذاجة وسيتصدى لهذه المحاولات، فمقاومة “حزب الله” وممانعته الوحيدة هي لحقوق الشعب السوري.” وبحسب مصادر مطلعة على الملف من داخل المعارضة السورية، فإن مغنية، وهو في مطلع العقد الثالث من عمره، أسوة بوالده الذي بدأ نشاطه الأمني في سن مماثلة، باشر “إشغال جهات تابعة لـ”حزب الله” وأخرى محلية في الجولان، وذلك لتثبيت “حزب الله” في سوريا.”يشار إلى أن CNN حاولت طوال اليومين الماضيين الحصول على رد فعل أو تعليق من أوساط “حزب الله” أو الناطقين الرسميين، غير أنها لم تتمكن من ذلك حتى لحظة إعداد التقرير.

 

حوري: الانشقاقات في صفوف الجيش حالات فردية

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - اشار النائب عمار حوري الى ان لقاء سيعقد مساء غد بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على مأدبة العشاء في روما، للبحث في الاستحقاقات المطروحة. وشدد في حديث ضمن برنامج "لقاء الاحد" من اذاعة "صوت لبنان" على "ان الخيار الاول لدى تيار المستقبل هو انتخاب رئيس للجمهورية، ورفضه اجراء الانتخابات النيابية في ظل الشغور في موقع الرئاسة الاولى". واعتبر "ان الملف الرئاسي يمكن حله بأربع وعشرين ساعة في حال تم فصله عن الوضع الاقليمي، الذي يحتاج الى تسوية كبرى قد تأخذ وقتا لترجمتها". واسف ردا على سؤال "ان يستمر الفراغ في سدة الرئاسة سنوات في حال عدم انضاج التسوية الاقليمية". وقلل من اهمية الانشقاقات في صفوف الجيش، واصفا اياها ب "الحالات الفردية التي لا تمثل حالة جماعية"، وراى "ان ملف العسكريين الاسرى معقد ويحتاج الى الكتمان مع تشديده على ضرورة عدم التشكيك بعمل الحكومة والتضامن خلف المؤسسة العسكرية والدولة في هذه المرحلة الدقيقة من دون اعطاء الذرائع".

 

فارس سعيد لـ”السياسة”: عون وسيلة تعطيل بيد إيران

بيروت – “السياسة”: أكد المنسق العام لقوى “14 آذار” فارس سعيد ان الرئيس سعد الحريري يحمل هم انتخاب رئيس جديد للجمهورية كما أن البطريرك بشارة الراعي يحمل هذا الهم الوطني, بحيث ان الأمر الاساسي في لقاء الرجلين هو ان مسؤولية انتخاب رئيس للجمهورية لم تعد مسؤولية طائفة بل اصبحت مسؤولية جميع اللبنانيين. وقال سعيد لـ”السياسة” ان “جانباً من مسؤولية تعطيل هذا الاستحقاق تقع على عاتق النائب ميشال عون الذي ارتضى أن يكون وسيلة يستخدمها الفريق الذي يملك قرار التعطيل وهو إيران”. وفي الشق المتعلق بالوضع الأمني, اعتبر سعيد أن قائد الجيش العماد جان قهوجي أراد التوجه من خلال التحذيرات الاخيرة التي أطلقها الى اوروبا والغرب ليضعهما امام مسؤوليتهما تجاه الارهاب, باعتبار أن هذا الموضوع لايهم اللبنانيين فقط بل أوروبا والعالم, مؤكداً وقوف جميع اللبنانيين مع الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب. وشدد على أن “المواجهة لا تكون من خلال دعم ارهاب بشار الاسد في مواجهة ارهاب “داعش” و”النصرة” بل من خلال مواجهة كل أنواع العنف والارهاب, وكل من يمتلك السلاح خارج الشرعية الوطنية والدولية

 

عائلة المخطوف وهبي قطعت طريق دير زنون بالاطارات المشتعلة

الأحد 12 تشرين الأول 2014 / وطنية - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام ان عائلة توفيق وهبي الذي خطف في عرسال واهالي تربل، يقطعون طريق دير زنون بين تربل - رياق بالاطارات المشتعلة.

 

بري يدعو من جنيف الى الالتفاف حول الجيش في مواجهة الاعتداءات الإرهابية

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود في جنيف للمشاركة في أعمال المؤتمر 131 للاتحاد البرلماني الدولي "وجوب تضافر جهود الجميع لمواجهة خطر الارهاب المحدق بلبنان والالتفاف حول الجيش لمواجهة ما يتعرض له من اعتداءات على يد المجموعات الارهابية، وتعزيز دوره في حماية امن البلاد واستقرارها". وكانت أعمال المؤتمر بدأت صباحا في مقر الامم المتحدة في جنيف على صعيد الاجتماعات التحضيرية للجان المختلفة وللمجموعات البرلمانية، وشارك النواب عبداللطيف الزين ومحمد قباني واميل رحمة في اجتماع البرلمانات الاسيوية، بينما شاركت النائبة جيلبرت زوين في اجتماع اللجنة البرلمانية النسائية. وأقرت المجموعة الآسيوية مشاريع قرارات عدة ابرزها ادانة الارهاب والتطرف العنيف بالاجماع. وقدم رحمة مداخلة شدد فيها على ادانة الارهاب، محذرا من خطورة تزايد اعداد النازحين السوريين والعراقيين الى لبنان، مطالبا البرلمانيين الاسيويين بدعم مساعدته على تحمل اعباء هذه المشكلة الخطيرة، وتناول خطورة تهجير مسيحيي الموصل والايزيديين والاكراد في العراق وسوريا. وفي اجتماع اللجنة البرلمانية النسائية جرى التركيز على ضرورة تفعيل مشاركة المرأة في العمل البرلماني، وأكدت زوين الكوتا النسائية وتعزيز دور المرأة السياسي والبرلماني والاجتماعي في لبنان. وشارك الوفد البرلماني اللبناني ظهرا في اجتماع مجموعة البرلمانات الاسلامية الذي طغى عليه عنوان الارهاب. ومن المقرر ان تبدأ جلسة افتتاح مؤتمر الاتحاد صباح غد في مقر الامم المتحدة في جنيف. وكانت سفيرة لبنان في جنيف نجلا عساكر أقامت مأدبة عشاء تكريمي لبري والوفد في حضور السفير بطرس عساكر وعدد من اركان الجالية اللبنانية في سويسرا.

 

أهالي المخطوف وهبي قطعوا الطريق عند مستديرة زحلة

الأحد 12 تشرين الأول 2014/وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن أهالي المخطوف توفيق وهبي قطعوا الطريق عند مدخل المدينة الصناعية - مستديرة زحلة بالسواتر الترابية.

 

الاستحقاق الرئاسي في نفق مظلم ومخاوف من استمرار الفراغ لسنوات

قهوجي وعبيد الأسمان الأكثر تداولاً ... وعون وجعجع يمتلكان فيتو على أي مشرح توافقي

بيروت – “السياسة”: هل دخل الاستحقاق الرئاسي فعلاً بمأزق لا خلاص منه إلا بأعجوبة؟ ومن المسؤول عن تعطيل الانتخابات الرئاسية وإلى متى سيبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية؟ هذه الأسئلة التي بدأت تتردد على ألسنة الناس, أصبحت مشروعة بعد ثلاثة عشرة جلسة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية, منذ مايو الماضي, في ظل انسداد الأفق وغياب أي بارقة أمل لإنهاء الفراغ الرئاسي. وفي هذا السياق, لم تخف مصادر قيادية مسيحية انزعاجها من إطالة أمد الفراغ في الرئاسة الأولى, ويأتي في مقدمة المنزعجين من هذا الأمر البطريرك بشارة الراعي, بحيث أنه لم يبق أمام المتحمسين لسد الفراغ في الرئاسة إلا حصول معجزة تتغير معها مواقف المعرقلين, أو انتظار ضغوط خارجية تكون مؤثرة في هذا المسار, من شأنها إقناع الزعماء الموارنة بضرورة الاتفاق على شخصية مارونية مؤهلة لهذا المنصب وتلاقي قبولاً من باقي الأطراف على الساحة السياسية. وفي حين تعتبر القوى المارونية المؤثرة أن استحقاق رئاسة الجمهورية هو ماروني صرف وبالتالي لا يحق للقوى الأخرى التدخل في هذا الموضوع على غرار ما هو معمول به في الرئاستين الثانية والثالثة, فإن قيادات سياسية غير مارونية تعتبر في المقابل أنها معنية بهذا الاستحقاق مثلها مثل باقي الزعماء الموارنة, لأن رئيس الجمهورية في النهاية رئيس كل لبنان, ومن غير المقبول أن يتم انتخابه عن طريق التعيين. ويتهم النواب المسيحيون في فريق “14 آذار” رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية على قاعدة (أنا أو لا أحد), وينددون بمصادرته قرار كل النواب المسيحيين فيما هو لا يملك أكثر من ثلثهم, وذلك لصالح “حزب الله” الساعي منذ فترة طويلة إلى الفراغ الرئاسي, وما يعزز هذا الموقف ما أعلنه أخيراً نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم لجهة أن الفراغ في الرئاسة الأولى قد يستمر لسنوات, ما يعني من وجهة نظر “14 آذار” أن المشكلة ليست مسيحية, بل إقليمية, وتخضع لاعتبارات تتعلق بمستقبل المفاوضات بين إيران والغرب, إضافة إلى الوضع السائد في العراق وسورية. وعلى الرغم من هذه الحقائق, فإن “حزب الله” يحاول أن يعفي نفسه من تعطيل الاستحقاق الرئاسي بالقول للذين يتواصلون معه: “إذا كنتم تريدون الرئاسة فعليكم محاورة العماد عون”, علماً أن الأخير ومنذ أن أدار ظهره إلى بكركي وقفز فوق تمنياتها, بدأ يعلن في مجالسه الخاصة: “إما أنا أو لا رئيس جمهورية”. ويبدو أن “حزب الله” وفريق عون مرتاحان للوضع الحالي في ظل وجود مجلس نيابي بدأ يأخذ دوره في ما سمي بـ”تشريع الضرورة”, إلى جانب حكومة هي أقرب إلى حكومة تصريف أعمال منها إلى حكومة فاعلة كان يجب أن تقوم مقام رئاسة الجمهورية, لأن قراراتها لن تكون نافذة إلا بإجماع كل وزرائها. وتشير المعلومات إلى أن عون وخصمه سمير جعجع, وإن كانا فقدا حظوظهما فإنهما يحتفظان بفيتو رئاسي مؤثر, ويبدو أنهما لن يترددا في استخدامه إزاء المرشحين اللذين يتم تداول اسميهما بشكلٍ كبير بين مختلف القوى السياسية كمرشحي تسوية, وهما الوزير النائب السابق جان عبيد وقائد الجيش العماد جان قهوجي, فالأول هو مرشح رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يلتقي فيه مع رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط, ولكنه عكس ما أشيع لا يحظى بدعم تيار “المستقبل” نظراً لعلاقاته مع النظام السوري وحتى بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 2005. واستناداً إلى بعض المعلومات فإن دولتين, إقليمية وغربية, مؤثرتين في الاستحقاق الرئاسي منحتا جعجع في حال عدم فوزه بالرئاسة حق وضع الفيتو على أي مرشح لا يقبل به, مرجحة أن يكون عبيد من بين هذه الأسماء ما قد يرفع أسهم العماد قهوجي, وهذا الأمر ينتظر موافقة مبدئية من جنبلاط الذي يعارض وصول شخصية عسكرية إلى الرئاسة. -

 

مظاهرة كردية أمام الاسكوا تضامنا مع كوباني

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - انطلقت ظهر اليوم، مظاهرة كردية من أمام جسر الكولا، باتجاه مقر الاسكوا، تضامنا مع مدينة كوباني واحتجاجا على ما يتعرض له الشعب الكردي فيها. وأمام مقر الاسكوا، تلي باسم الجالية الكردية البيان التالي:

"منذ 15 ايلول وحتى هذه اللحظة، يشن تنظيم داعش هجوما على كوباني من دون انقطاع، بشتى انواع الاسلحة الثقيلة التي حصل عليها من مدن الرقة والحسكة والموصل، وايضا الاسلحة التي حصل عليها من الحكومة التركية. وتم فرض حصار شديد من ثلاث جهات على المدينة امام أنظار كل العالم والدول، حيث تم تشريد الشعب وتهجيره من المدينة والقرى التابعة لها، وتم حرق ممتلكات الشعب ونهبها، وما زالت حياة الآلاف من المدنيين في المدينة، بخطر محدق. فاحتمالات حدوث مجزرة بحق الانسانية قائمة، ورغم ذلك كوباني تقاوم الارهاب الذي لا مثيل له في المنطقة والعالم، بواسطة وحدات حماية الشعب والمرأة جنبا الى جنب، مع مساندة المدنيين ايضا، وبالامكانات الضئيلة. ان الدولة التركية قد لعبت دورا سلبيا منذ بدء الثورة السورية وحتى الآن، حيث تدعم الجماعات الارهابية من أجل حماية مصالحها وتستخدم الارهابيين ضد مشروع الادارة الذاتية، وتسهل عملية تواجد داعش في تركيا وتأمين معسكرات تدريبية، بالاضافة الى معالجة جرحاهم في مستشفياتها وشراء النفط منهم. ان الحصار والهجوم على كوباني ليس مجرد حصار وهجوم على مدينة، ولا يستهدف فقط المقدرات الديمقراطية للشعب الكردي، بل سيؤدي بتركيا ايضا الى مرحلة اضطرابية جديدة طويلة الامد. وبمناسبة مرور 16 عاما على المؤامرة الدولية التي استهدفت الشعب الكردي في شخص السيد عبد الله اوجلان، ما أدى الى اعتقاله في 15/2/1999، نندد في هذا اليوم ونستنكر المؤامرة الدولية، ونعتبره يوما مشؤوما وأسود في تاريخ الانسانية. وفي هذه المرحلة التاريخية الصعبة، يجب فتح مجال لعبدالله اوجلان من أجل لعب دوره للحل الديمقراطي السلمي في المنطقة. يمكن إفشال المخططات والهجمات الارهابية على كوباني بدعم ومساندة من كل القوى الديمقراطية في المنطقة والعالم. ونشكر التحالف الدولي لضربها وقصف طائراتها للارهابيين. ونطالب باستمرار الضربات الجوية على تلك التنظيمات الارهابية وبالتنسيق مع وحدات الحماية الشعبية ودعمها بالاسلحة، كما نطالب الامم المتحدة بان يكون لها دور فاعل، والعمل على فتح ممرات انسانية آمنة من أجل دعم مدينة كوباني بالوسائل العسكرية واللوجستية كافة، والضغط على الحكومة التركية من أجل ان تكف يدها عن اعتقال الصحافيين والمدنيين والشباب الذين يريدون الدفاع عن كوباني. لم يعد أمامنا سوى ان نرفع من وتيرة المقاومة ونحول كل مدينة في المنطقة والعالم الى كوباني ونسخر كامل طاقاتنا في سبيل كسر شوكة الارهاب العالمي داعش. وعلينا ان ندرك حجم الخطر الذي يحيط بنا، لان الارهاب يدمر كل شيء. وعلينا ان نتكاتف لضرب هذا الوضع الذي لم يعد السكوت عليه ممكنا وتوحيد جهودنا على مستوى منطقة الشرق الاوسط للتصدي للارهاب. وستكون كوباني مقبرة للارهاب العالمي، وان مساندة مقاومة كوباني يعني القضاء على الارهاب العالمي".

 

ريفي مكرما الطالب المير لتفوقه: طرابلس لن تكون امارة وستبقى العاصمة الثانية للبنان

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /  وطنية - كرم وزير العدل اللواء اشرف ريفي الطالب محمد نزيه المير، الذي فاز بالمرتبة الاولى في العالم لجائزة الحساب السريع للطلاب دون عمر 12 سنة، وقدم له درعا تكريمية وكتابا باسم وزارة العدل خلال زيارة قام بها الى منزل ذويه في ابي سمراء بطرابلس في حضور افراد العائلة. وكانت كلمة للطالب المير قال فيها: "أشكر معالي الوزير ريفي على تكريمي والدرع التي قدمها لي وأعده ان أكمل دراستي بالمستوى نفسه واحقق النجاحات الدائمة لارفع رأس الطرابلسيين واللبنانيين في المحافل الدولية كافة"، آملا من المسؤولين "ان يحققوا الامان والاستقرار لنا لنعيش بسلام مثل سائر البلدان"، متمنيا على النواب "الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية للحفاظ على الوطن".

ريفي

بدوره الوزير ريفي قال: "أتيت اليوم لتقديم التهنئة لشاب واعد جدا، رفع إسم طرابلس وإسم لبنان عاليا في المحافل الدولية، وأقول ان طرابلس التي لطالما كانت مدينة العلم والعلماء ثبت ايضا انها مدينة الإبداع والتفوق، واليوم اعطى هذا الشاب الطرابلسي محمد المير نموذجا عن وجه المدينة الحقيقي الحضاري والعلمي". اضاف: "هناك ايضا نجاحات اخرى لابناء المدينة مثل الدكتورة رنا الحاجة التي نالت الجائزة الاولى كافضل موظفة فيدرالية في الولايات المتحدة الأميركية، واشير كذلك الى السيد إيهاب الحلاب الذي سجل بإسمه ثلاث براءات إختراع، وبذلك ثبت ان هذه المدينة كانت تحت ظلامة غير مبررة نهائيا وقد اتهمت زورا بالتطرف والإرهاب والخروج عن القواعد الإجتماعية السليمة، وانني اؤكد ان طرابلس كانت وستبقى جزءا من لبنان العزيز مهما كلف الأمر".

وتابع: "ان كل الكلام الذي كان يستهدف المدينة لا أساس له من الصحة نهائيا، حتى الشائعات التي ارهبت الناس والتي كانت تتحدث عن معركة بين ابنائها والجيش قبل العيد أو بعده لا صحة لها نهائيا، فنحن لن نتخلى عن مدينتنا، وكما تمكنا من تسيير الخطة الأمنية بواسطة الفعاليات بدون أي نقطة دم، سنتمكن من اجتياز كل العقبات مهما كلف الأمر. وستبقى التبانة جزءا من طرابلس نفاخر بأهلها كما نفاخر أيضا بأهل جبل محسن، ونحن متعاونون ومتضامنون مسيحيون ومسلمون، سنة وعلويون نعيش في هذه المدينة التي ستبقى جزءا من لبنان". واردف:"ان كل الكلام الذي يقال عن ان ثمة فريقا سيقتطع جزءا من شمال لبنان لتكوين امارة بداخلها مرفأ ليس صحيحا وستبقى مناطق عكار وطرابلس والمنية والضنية والبترون والكورة وبشري جزءا من هذا البلد، وطرابلس لن تكون إقليما او إمارة فهي العاصمة الثانية للبنان وسنبقى كذلك وأي كلام آخر هو كلام تهويلي ويصب في مصلحة من يريد زعزعة استقرار البلد". وردا على سؤال حول انشقاق ثلاثة جنود من الجيش قال:"توجد حوادث فردية معدودة جدا لن تؤثر على وحدة الجيش او وحدة اي مؤسسة ثانية وسيبقى رهاننا دائما على مؤسسات الشرعية اللبنانية وبمقدمتها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية". وردا على سؤال قال: "أنا اعد وأطمئن ان كل الفعاليات سواء اكانت رسمية أو أهلية اوشعبية والتي نفذت الخطة الأمنية في طرابلس دون إراقة أي نقطة دم، ستتمكن من تجاوز هذه المحنة والتي فيها مبالغات كبيرة، وان الحوادث التي استهدفت عناصر الجيش اللبناني تم معرفة منفذيها ومطلقي النار ولا علاقة لأهل التبانة بهم نهائيا، وكان هناك طرف ثالث يريد جر أهل التبانة لمواجهة مع الجيش وقد تجاوزنا القطوع وعلمنا من يقف وراءهم".

وعن العسكريين المخطوفين أجاب: "توافقنا في خلية الأزمة أن لا نتكلم كثيرا عن هذا الموضوع بواسطة الاعلام وانني أطمئن الجميع باننا نواكب العمل جيدا وان أمن وإستعادة العسكريين هو أولوية الأولويات بالنسبة لنا وأي ثمن مطلوب منا لتحريرهم سيتحقق مهما كلف الأمر، ونطمئن الأهالي بأننا مواكبون لهذه القضية يوما بيوم وحرفا بحرف". وقال: "أريد ان أعود لموضوع محمد المير وأطمئنه أن مجلس الوزراء تبنى طرح الوزير رشيد درباس الذي إتخذ قرارا بتبني محمد في كل مراحل الدراسة حتى الجامعية، ونعلم ان للمبدعين والمتفوقين برامج جامعية خاصة جدا، وان وزير التربية وعد في خلال أسبوع أن يضع تقريرا لهذه الحالات الإستثنائية ومجلس الوزراء سيتبنى كل شيء على عاتقه وسيكون ثمة تكريم رسمي لمحمد".

 

مشايخ طرابلس "يحاولون اقناع منصور والمولوي بمغادرة باب التبانة"

نهارنت/يسعى عدد من مشايخ مدينة طرابلس، الى اقناع اسامة منصور وشادي المولوي المطلوبَيْن للقضاء اللبناني، بمغادرة باب التبانة الى مكان آخر. فقد نقلت صحيفة "الحياة"، الاحد، عن مصادر طرابلسية ان المشايخ يحاولون اقناع المولوي ومنصور بمغادرة باب التبانة اوالانكفاء داخلها بعيداً عن الاضواء. وأكد مصدر مقرب من هؤلاء المشايخ للحياة الى ان الرجلَيْن ابديا "كل استعداد لقطع الطريق على من يحاول التلطي بهما لتبرير استمرار اعتداءاته على الجيش والقوى الأمنية وأن من يريد استدراج المدينة إلى مواجهة مع الجيش سيكتشف بأنهما لن يكونا في عداد المهاجمين". ولفتت الصحيفة الى انه في حال نجح المشايخ في التوصل إلى تفهم مع منصور والمولوي، فإن ذلك من شأنه أن يعيد الهدوء إلى باب التبانة. اكدت معلومات امنية، الاسبوع الفائت، ان الجيش اللبناني والقوى الامنية على اتم الاستعداد للقيام بعملية امنية للقضاء على مجموعة شادي المولوي واسامة منصور المتواجدة في باب التبانة في طرابلس. وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر قد ادعى الخميس الفائت على موقوف وعشرة فارين من وجه العدالة بينهم أسامة منصور وشادي المولوي، في جرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح بهدف القيام بأعمال ارهابية والاحتماء في احد مساجد طرابلس لتفجير عبوة ناسفة ومتفجرات لاستهداف الجيش اللبناني في المنطقة. يُشار الى ان منصور شاب طرابلسي يناديه البعض "الامير"، في حقه عشرات مذكرات التوقيف،واوقف سابقا في البقاع ثم أفرج عنه. ولعبت مجموعته دورا أكبر مع بدء معركة عرسال التي اندلعت شهر آب الفائت بين الجيش ومسلحين متطرفين. وشادي المولوي، متواري عن الانظار وهو المعتقل السابق الذي تم اطلاق سراحه بعد تظاهرات غضب في طرابلس نددت باعتقاله حينها، وطلب مجددا بعد تنفيذ الخطة الامنية في المدينة.

 

الجسر بعد لقائه الجماعة الاسلامية: قلقون من التضخيم الاعلامي عن الوضع في طرابلس

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - زار وفد من اللجنة السياسية الشمالية في الجماعة الإسلامية تقدمه المسؤول السياسي في الشمال المحامي حسن الخيال عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر في منزله، وكان بحث في أوضاع مدينة طرابلس والسبل الآيلة لحفظ الأمن فيها أمام التهويل الاعلامي الحاصل، وذلك في اطار التواصل والتنسيق بين قيادة الجماعة والقوى والفاعليات السياسية والحزبية في المدينة. واعتبر الجسر عقب الزيارة أن "الجميع قلق من التضخيم الاعلامي الذي يتحدث عن الوضع الأمني في طرابلس، وتم التوافق في هذا اللقاء على أن هناك نوعا من التضخيم الاعلامي". وأوضح أن "هناك خطة أمنية لمدينة طرابلس يعمل بها ويجب أن تتابع لتحتوي أي خلل أمني قد يحصل. ان الذي يتجول في مدينة طرابلس لا يشعر بما تعمل بعض الوسائل الاعلامية على ابرازه للرأي العام. نعم الدولة هي الآن في حرب مع الإرهاب ومنتظر أن يحدث اعتداءات لكن أتوقع أنها ستبقى محدودة جدا وبالامكان احتواؤها". بدوره، اعتبر الخيال أن "لا صحة للبروبغندا الاعلامية التي تهول بها بعض وسائل الاعلام عن الوضع الأمني في طرابلس والذي لا يجد له بيئة حاضنة في المدينة خلافا لما تروج له بعض وسائل الاعلام. نعم يوجد بعض الاشكالات التي نعمل مع كافة القوى لمعالجتها ولكن ليست بالصورة السلبية التي يحكي عنها الاعلام".

 

فتفت: الكل يريد التمديد وتيار المستقبل لا يغطي أبدا شادي المولوي

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت "الاستمرار في المجابهة السياسية مع حزب الله"، مشددا على "عدم التنازل عن الثوابت التي هي لبنان اولا والدولة اولا، وضرورة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني". واستغرب في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" 100,5 "سبب ظهور البؤر الارهابية في طرابلس، على الرغم من أن الخطة الأمنية كانت قد سيطرت على المدينة، هناك مشاكل أمنية في طرابلس لكن السؤال يجب ان يوجه الى الامنيين كيف تم السماح لهذه البؤرة بالظهور؟". واوضح ان "المناطق الحاضنة لهذه الظواهر هي المناطق الأكثر حرمانا والامور لا تعالج بالامن فقط بل بالانماء وتثقيف الناس"، مشيرا الى ان "هناك نفورا من الجيش في طرابلس، والمشكلة مرتبطة بسياسة تعاطي الجيش مع الأمن في كل لبنان، فهناك عتب على القوى الأمنية لأنها شاطرة على ناس وناس".

اضاف: "لا معلومات عن وجود غطاء سياسي على بعض الاشخاص في طرابلس، وتيار المستقبل لا يغطي أبدا شادي المولوي. فالحكومة السابقة هي من أطلقت سراحه ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي هو من أعاده بسيارته". وعن الوضع الامني في عرسال، ذكر فتفت بأن كتلة "المستقبل" كانت طالبت بانتشار الجيش اللبناني في عرسال، وعند كل الحدود واقفال كل الحدود ومن كان يرفض هو "حزب الله"، وطالبنا في حال عدم استطاعة الجيش بالانتشار، بتطبيق القرار 1701". وتطرق فتفت الى موضوع النازحين السوريين، فرأى ان "هؤلاء اصبحوا قنبلة متفجرة ومنذ اليوم الاول حصل غباء كبير في التعاطي مع هذا الملف حينما رفض الفريق الآخر انشاء مخيمات لهم واعتبرها توطينا"، وسأل: "لماذا لا تعتبر هذه المخيمات توطينا في تركيا والاردن؟". وشدد على "ضرورة حسم من هو اللاجىء الحقيقي ومن هو اللاجىء غير الحقيقي، ويجب انشاء مخيمات للنازحين تحت سيطرة الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية". وعن الاستحقاقين الرئاسي والانتخابي، رأى فتفت ان "هناك تجاهلا لموقع رئاسة الجمهورية، ونحن لا نرى أن رئاسة الجمهورية هي موقع مسيحي بل موقع لبنان الاول". اضاف: "امنيا تقول الحكومة لا يمكن اجراء الانتخابات النيابية، اضف الى ذلك دستوريا لا يمكن ذلك قبل انتخاب رئيس للجمهورية والا دخلنا في الفراغ الكامل، واي جو لمعركة انتخابية سيكون جو توتر وصداميا، من هنا اولوية انتخاب رئيس للجمهورية لنحافظ على المؤسسات". وتابع: "كل القوى السياسية تريد التمديد للمجلس النيابي ومقتنعة بذلك، واولهم الرئيس نبيه بري. الا ان كل طرف يريد رمي التمديد على الآخر، لذلك لا مشكلة نحن نحملها لاننا نرى ان هناك مصلحة وطنية كبيرة في التمديد. ونحن مع التمديد للمجلس النيابي في ظل غياب رئيس للجمهورية وفي ظل الظرف الامني الحالي، واذا فرضت الانتخابات لن نترشح".

 

قهوجي الى واشنطن الاحد لبحث التعاون بين الجيشين وسبل مكافحة الارهاب

نهارنت/يتوجه قائد الجيش العماد جان قهوجي، الاحد، الى الولايات المتحدة الاميركية لبحث سبل مكافحة الارهاب والتعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والاميركي. وستستغرق زيارة قهوجي الى واشنطن اسبوعاً من أجل المشاركة في اجتماعات مع قيادات مخصصة لمكافحة الإرهاب. كذلك، سيبحث مع المسؤولين سبل التعاون العسكري بين الجيشين الاميركي واللبناني والتسليح الاميركي للجيش والتنسيق في محاربة الارهاب والحفاظ على الاستقرار في لبنان. يُذكر ان وزارة الخارجية أعلنت السبت عن رسالة بعثته وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى وزير الخارجية جبران باسيل، أكد فيها وقوف واشنطن الى جانب لبنان في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، كاشفا عن "تصميم" الرئيس الاميركي باراك أوباما على حماية الأقليات في الشرق. ويواجه الجيش في جرود عرسال مجموعات متطرفة من "جبهة النصرة" و"داعش" كانت قد خطفت مطلع آب الفائت عدد من العسكريين من قوى الأمن والجيش، لدى محاولته الدخول الى لبنان عبر البلدة. وقام داعش بقطع رأس اثنين من المحتجزين لديه، في حين قامت النصرة بقتل عنصر بالرصاص، وسط مناشدات ومطالبات العسكريين لأهاليهم بالتحرك للافراج عنهم، في حين ان المعلومات الصحافية تفيد بمطالبة الخاطفين بالافراج عن سجناء في رومية لإطلاق سراح العسكريين.

 

ايران تهدد أميركا بقصف اسرائيل في حال سقوط بشار الأسد

وكالات / كشف مسئول إيرانى لأول مرة، أن بلاده تبادلت الرسائل مع أمريكا حول الصراع الدائر مع تنظيم "داعش" فى سوريا والعراق، وحذرت أمريكا من أن السعى لإسقاط نظام الرئيس السورى، بشار الأسد لأن ذلك سيعرض أمن إسرائيل للخطر. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية تصريح حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والإفريقية، الذى أكد فيه على أن أمريكا تلقت وتفهمت رسالة إيران، التى مفادها "أى أعمال خبيثة تؤدى إلى تغيير الأوضاع الأساسية فى سوريا سيكون لها تداعيات خطيرة على الائتلاف (الائتلاف المناهض لداعش)، وإذا كان من المقرر أن تتبدل شعارات الحرب ضد الإرهاب إلى استمرار السياسات السابقة التى تسعى لتغير النظام فى سوريا بذريعة مكافحة الإرهاب فإن أمن إسرائيل سيتعرض للخطر". وفى موضع آخر فى تصريحاته قال عبد اللهيان، "إن أمريكا بعثت برسالة إلى إيران قبل شن هجوم على سوريا والعراق، وتم إعلاننا أن أمريكا ليس لديها أى برامج لاستهداف مراكز حكومية فى سوريا وأنه فقط سيتم استهداف داعش، ورسالة أخرى مشابهة بعثتها لبشار الأسد، وأضاف نحن لا نطمئن أبدا للأمريكيين، وأعلنا مخاوفنا وتحذيراتنا عن طريق القنوات الدبلوماسية".

 

زعيتر ممثلا بري: عبر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ندافع عن الوطن

الأحد 12 تشرين الأول 2014 / وطنية - رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بوزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر احتفال افتتاح مجمع الرئيس نبيه بري الرياضي الذي شيد على نفقة رجل الاعمال اللبناني المغترب ماجد اخضر في بلدة الزرارية، بدعوة من بلدية الزرارية على ارض ملعب المجمع، في حضور النائب علي عسيران، رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في حركة "أمل" الدكتور قبلان قبلان، المدير العام للشباب والرياضة زيد خيامي، رئيس المكتب السياسي للحركة جميل حايك، مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في الحركة بسام طليس، وفد من قيادة اقليم الجنوب في الحركة ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء اندية وجمعيات رياضية وفاعليات اغترابية وحشد من ابناء الزرارية والقرى المجاورة. استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الحركة، وألقى محمد ماجد أخضر كلمة والده اكد فيها ان "هذا المشروع هو عربون وفاء لاهل الزرارية ولتضحياتهم وهو ايضا يحمل اسم الرئيس نبيه بري الذي تعلمنا منه ألا نسأل ماذا قدمت لنا هذه الارض انما ماذا قدمنا لها". وألقى رئيس البلدية الدكتور عدنان جزيني كلمة توجه في مستهلها بالتحية لشهداء البلدة وأبنائها المقيمين والمغتربين والرئيس نبيه بري "لجهودهم في تنمية البلدة ولا سيما اليد البيضاء للسيد ماجد اخضر في تشييد هذا المشروع الرياضي الكبير". وتحدث عن "الدور الذي سيضطلع به المجمع الرياضي الذي يحمل اسم الرئيس نبيه بري لجهة بناء الانسان والشباب المنفتح على قيم الوحدة والتعايش ومقاومة التطرف"، وتناول المشاريع المزمع تنفيذها في المستقبل القريب". وألقى خيامي كلمة تحدث فيها عن "دور الرياضة في صقل الشباب وابعادهم عن المفاسد"، منوها بدور مجلس الجنوب والمغتربين اللبنانيين في تنمية الجنوب بقيادة ورعاية دائمة من الرئيس نبيه بري".

زعيتر

بعد ذلك، ألقى زعيتر كلمة شدد فيها على ان "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وحدها هي التي تحمي الوطن"، وقال: "نجتمع اليوم في حفل افتتاح هذا الصرح الرياضي - ملعب الرئيس نبيه بري في الزرارية الذي يشكل نكهة خاصة ومعنى مختلفا في ارض الجنوب في جبل عامل". أضاف: "ان الرياضة بأنواعها كافة تعتبر من الركائز الاساسية في الحفاظ على السلامة الصحية والفكرية ومستوى الانتاجية لدى الفرد والجماعة وايضا لها دور وفوائد جمة منها اكتساب المهارات وتعزيز الثقة بالنفس، وتقوية الارادة وبعث الحيوية واكتساب روح الفريق والعمل الجماعي. كما انها تتشعب بتأثيراتها لتلامس بعمق روح الانضباط والقيم الاخلاقية والمعنوية الفردية والعامة، فتسمو بالنفس البشرية وتنأى بها عن الشرور والانحراف لتمضي بها قدما الى طريق الخير والمحبة والجمال". وتابع: "قبل ان اتولى حقيبة الاشغال العامة والنقل كنت اعرف ان حاجات التنمية تفوق طاقة الدولة على الانفاق وفي الوزارة ادركت اكثر فاكثر كم ان العين بصيرة واليد قصيرة، ولكنني قررت الا يقف نقص الامكانات المالية حاجزا يحول دون التنمية، خصوصا متى كانت تتم وفق تصور واضح وخطة واقعية مدروسة تأخذ في الاعتبار الموارد المتوافرة والطاقات الكامنة والعائدات المحتملة، ومتى ركزت على قطاعات تسهل للمواطنين اعمالهم وتوفر لهم سبل الانتاج سواء اكان لناحية تأهيل وتطوير شبكة الطرق اللبنانية التي تشكل العصب الاساسي لاتصال مختلف المناطق بعضها ببعض وبالتالي العنصر الاهم في تنشيط مختلف القطاعات الاقتصادية او لناحية تطوير واستحداث مرافىء وخطوط نقل مختلفة". ورأى ان "ما تمر به المنطقة ولبنان يستدعي منا جميعا مزيدا من التلاحم والوحدة بغية حفظ الوطن ومنع الفتنة بين أبنائه، فعبر الثلاثية الذهبية الجيش والشعب والمقاومة ندافع عن الوطن ونبني صروحا للعلوم والرياضة. نتلقى الضربات الموجعة في الظهور وندير الوجوه نحو بحر النور، ننغرس في الارض ونشمخ صوب السماء بثبات الطيور التي لا تهاجر". وختم زعيتر: "ايها القيمون على هذا الصرح والمساهمون في إنجازه، فخورون بكم وبأعمالكم وطموحاتكم لنتابع مسيرة الصمود والبناء".

 

قاووق: حزب الله لن يتخلى عن واجبه في حماية اهله والمرحلة حساسة ولا تحتمل الكيديات والانقسامات السياسية

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "إن المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني قد استطاعت أن تقطع الطريق على مشروع الفتنة من أن يصل إلى لبنان، منعنا تكرار سنجار والموصل وعين العرب، بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة أصبح التكفيريون في مأزق، هم الآن محاصرون في جرود عرسال وجرود القلمون، ولكن بعد عرسال وبريتال وعسال الورد لم يحصد التكفيريون إلا المزيد من القتلى وما زالوا محاصرين ولم يستطيعوا أن يجدوا ممرا آمنا في اتجاه سوريا ولا في اتجاه لبنان، وهذا نجاح لإستراتيجية المقاومة". كلام قاووق جاء خلال حفل تأبيني في حسينية بلدة رومين، حيث قال: "من يقف إلى جانب الجيش والمقاومة في مواجهة الإرهاب التكفيري كسب شرفا، ومن لا يقف إلى جانب الجيش في مواجهة الإرهاب التكفيري فإنه يخسر شرفا، أما أبطال المقاومة الذين يقفون في ميادين القتال فإنما يصنعون شرفا ومجدا للبنان والأمة". وتابع: "لبنان الآن وسط المعركة، قبل فريق 14 آذار أم لم يقبل، داعش باتت على الحدود في عرسال وباتت داخل الحدود في طرابلس وعكار، والمعركة في أوجها، وكل يوم هناك إستهداف للجيش اللبناني، لذلك المرحلة حساسة في تاريخ الوطن تفرض على جميع القوى السياسية موقفا واضحا داعما للجيش اللبناني، أما إذا كان هناك من يغطي الإرهابيين التكفيريين الذين يعتدون على الجيش اللبناني فهذا يمثل الخيانة بحق الوطن، كل من يبرر للإرهابيين التكفيريين في أعمالهم العدوانية ضد الجيش إنما يرتكب خطيئة وطنية تاريخية، المرحلة لا تحتمل الكيديات والإستفزازات والإنقسامات السياسية، المرحلة تفرض كواجب وطني أن نكون في موقع واحد كلبنانيين في مواجهة الخطر التكفيري القادم والذي لا يوفر أحدا". وختم قاووق: "مهما كان حجم التحريض على حزب الله والإستفزاز والإتهامات، حزب الله لن يتخلى عن الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني في حماية أهله والدفاع عن نفسه، وكما أكدنا مرارا وتشهد لنا ميادين الحرب، رجال الله هم أهل الحق لا تنقصهم الشجاعة والبطولة والميادين كلها تشهد أننا صناع إنتصارات هذه الحرب".

 

قاسم هاشم رعى مصالحة في شبعا: الإشكال فردي ويجب التنبه إلى اندفاع الشباب في هذه الظروف الاستثنائية

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - أسفرت الجهود التي بذلها عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم مع فاعليات وعائلات بلدة شبعا الى إنهاء ذيول الإشكال الذي حصل أمس بين شباب من عائلتين من عائلات البلدة، وبعد سلسلة اتصالات أجراها هاشم مع الاجهزة الامنية والسلطات القضائية عقد لقاء المصالحة في منزله في شبعا في حضور وجهاء العائلتين وحشد من فاعليات وشباب وابناء البلدة، وأكد الجميع التزام التهدئة وعدم تكرار ما حصل. وأوضح هاشم في كلمة ان "الإشكال فردي ولا يتعدى حدوده الطبيعية التي قد تحصل في اي لحظة ولأتفه الاسباب إذ لا خلفيات سياسية لهذا الإشكال، وما نقلته بعض وسائل الاعلام عن أسباب الخلاف على غير حقيقته، وما نتمناه هو ان تتوخى بعض وسائل الاعلام الدقة في نقل أخبارها وعدم خلط الامور وفق الأهواء السياسية وبما تتفتق به عبقرية البعض في ابتكار واجتهاد اسباب وغايات خلافات وإشكاليات محلية اهلية لأننا نمر بمرحلة دقيقة أحوج ما نكون فيها الى الابتعاد عن أي إثارات ومحرضات وألا يساهم البعض في زيادة مساحة الشحن والتحريض". وقال: "علينا ان ننتبه الى تصرفات الشباب واندفاعاتهم في ظل ظروف استثنائية ضاغطة قد يستغلها اصحاب النيات الخبيثة للاساءة الى قيمنا وقد يحاول مثل هؤلاء النفاذ من أي ثغرة لزعزعة الامن والاستقرار في بلدتنا ومنطقتنا في وقت يجب ان تكون الاولوية في اهتماماتنا هي الخطر الاسرائيلي الدائم والداهم لان هذا العدو هو من يحتل ارضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ويهدد اهلنا باعتداءاته وانتهاكاته شبه اليومية لسيادتنا الوطنية، إضافة الى الخطر الجديد المتمثل بالخطر الارهابي الذي أطل برأسه منذ فترة وبدأ يهدد وطننا في كل مكان وزمان مما يستدعي تضافر كل الجهود والطاقات الوطنية من شبعا في اقصى الجنوب الى اقصى الشمال مرورا بكامل مساحة الوطن، لهذا علينا العمل والسعي لتوسيع مساحة التوافق والتفاهم بين كل المكونات الوطنية لدرء الاخطار عن وطننا وهذه مسؤولية وطنية يتحملها كل اللبنانيين بكل انتماءاتهم وفي كل مناطقهم".

بعد ذلك، انتقل هاشم والحضور الى منزلي العائلتين لتأكيد المصالحة وإنهاء ذيول الإشكال، ونوه الجميع بجهود هاشم.

 

النائب علي المقداد: صرحوا كيفما اردتم وشئتم لن نتاثر وسنبقى ندافع عن لبنان

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - نظم مركز باسل الاسد الثقافي الاجتماعي ندوة صحية للنائب الدكتور علي المقداد في مركزه في بعلبك، حضرها الوزير السابق علي عبد الله، رؤساء بلديات، فاعليات صحية، سياسية واجتماعية، وقدم للمحاضر الدكتور اديب صبحي الحجيري. وراى المقداد "ان مشكلة فلسطين تتجدد كل يوم بلباس جديد فاليوم تتحرك بلباس اسلامي لضرب شعوب المنطقة بكل الاساليب المتاحة ثقافيا، عسكريا واجتماعيا، وهم يستخدمون اليوم داعش، هذا العدو الذي يمسك بداعش والنصرة يأتي بسعد حداد جديد وانطوان لحد جديد، ولكن باسماء عربية واجنبية بهدف تفتيت وضرب المنطقة ومنذ نصر 2006 الذي شاركت فيه سوريا ولانهم لم يستطيعوا ضرب المقاومة تحركت الابصار بهذا الاتجاه". اضاف: "لاصحاب التصريحات النارية نقول صرحوا كيفما أردتم وشئتم لن نتأثر بهذا الكلام، وسنبقى ندافع عن لبنان وعن كل شبر من ارض لبنان والجمهور الذي حمى لبنان والارض التي لم تعتد ان يطأها اي محتل، هذا هو قرارنا في السابق والمستقبل مهما حاولتم سندافع عن لبنان وبيروت والضاحية وبعلبك وطرابلس وجونيه كما عن لبنان إبان الاحتلال. هذا هو هدفنا ولن نتخلى عن مبادئنا وديننا ووطننا لن نتخلى عن لبنان مهما سمعنا من كلام وتصريحات من هنا وهناك وهذا سننساه ولن نرد عليه فليتحدثوا سنبقى نعمل والمقاومة اليوم ضد اسرائيل هي أكثر من أي وقت مضى وبأضعاف تقاتل للدفاع عن لبنان وسوريا، وتقاتل على جبهة العدو في الجنوب وفي كل منطقة من لبنان، وليخيطوا بغير هذه المسلة".

 

فياض: انتقاد الجيش يؤدي دورا مؤازرا للمجموعات التكفيرية

الأحد 12 تشرين الأول 2014/وطنية - أقام اتحاد بلديات جبل عامل احتفالا تكريميا لإعلاميي منطقة مرجعيون وحاصبيا، برعاية عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض، في محمية وادي الحجير في حضور رئيس الاتحاد علي الزين وعدد من رؤساء البلديات والإعلاميين المكرمين.وألقى فياض كلمة أكد فيها أن "المجموعات التكفيرية تسعى بكل جهد إلى توسيع جبهات الإشتباك على الحدود الشرقية للبنان وإلى تحريك المجموعات على مستوى الداخل بهدف المس بالإستقرار الداخلي"، لافتا إلى أن "الإعتداءات التي تشن في هذه الأيام وتمارس بطريقة ممنهجة ضد الجيش إنما هي مؤشر على هذا التصعيد الخطير". واعتبر أن "بعض التصريحات السياسية التي تنتقد الجيش وتصوب له سهام الإنتقاد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إنما هي في حقيقة الأمر تؤدي دورا مؤازرا للمجموعات التكفيرية، وهذه التصريحات شاء أصحابها أم لم يشاءوا توفر الذرائع للمجموعات التكفيرية، وتؤذي وتعيق الدور الوطني للجيش، فلا يجوز بأي حال من الأحوال تقييد حركة الجيش الوطني بأي اعتبارات طائفية، لأنه هو فوق الطوائف ويقوم بدوره لحماية الوطن بكل مكوناته كافة، وهو رأس حربة في مواجهة هذه المجموعات، وعلينا جميعا أن نلتف حوله ونقف إلى جانبه ونؤازره للقيام بدوره". وأسف "لبعض الذين يؤدون دورا مؤازرا للجماعات التكفيرية، ويوفرون لهم بيئات حاضنة يستهدفون من خلالها الأمن والإستقرار على مستوى الداخلي"، مشيرا إلى أن "بعض التصريحات من بعض اللبنانيين إنما هي متآمرة وبعضها الآخر أصحابها يعانون من قصر نظر ومن سوء تقدير لحجم المخاطر القائمة في هذه المرحلة"، مطالبا الجميع بأن "يقفوا خلف الجيش اللبناني وأن يرفعوا من مستوى التضامن الوطني في مواجهة هذه الظاهرة، وأن يعملوا على حماية الوحدة الوطنية والأمن والإستقرار على المستوى الداخلي". ورأى أن "القرى البقاعية الممتدة على السلسلة الشرقية هي في مأمن من أن تتمكن المجموعات التكفيرية من اجتياحها، ولكي نتمكن جميعا من كسب هذه المعركة لا بد من أن نستند إلى حجر الزاوية التي تشكله الوحدة الوطنية"، مشددا على "أهمية التضامن الداخلي والتمسك بالجيش وتوفير الغطاء السياسي الكامل له، وعلى أهمية أن تتآزر الجهود في سبيل تعزيز قدرات وإمكانات هذا الجيش كي يكون قادرا على خوض هذه المعركة التي تشكل مسألة حيوية في هذه المرحلة لحماية الوطن ووحدته ومستقبله وسيادته". بدوره، ألقى الزين كلمة شكر فيها الإعلاميين الذين واكبوا منطقة مرجعيون وحاصبيا بكل قضاياها وتابعوها بكل تفاصيلها. وفي الختام، قدم فياض والزين الدروع التقديرية.

 

هذا هو عدد شهداء "حزب الله" منذ بداية الحرب السورية

 "ليبانون ديبايت":أكدت مصادر مقربة من "حزب الله"، في حديث الى موقع "ليبانون ديبايت"، ان عدد شهداء الحزب الذين سقطوا منذ بداية الحرب السورية، في كل من سوريا والعراق ولبنان، هو أقل من 850 شهيداً بقليل. واشارت هذه المصادر الى ان عدد الجرحى وصل الى 2400 شخصاً، بينهم نحو 200 اصابة دائمة.

 

أحمد الاسعد: “حزب الله” “ميليشيا إيرانية” لفرض توجهات طهران/نار تحت الرماد داخل المجتمع الشيعي…

الوطن السعودية

شن المستشار العام لحزب “الانتماء اللبناني” أحمد الأسعد هجوما عنيفا على “حزب الله” على خلفية ربطه قرارات مصيرية تهم اللبنانيين جميعا بمواقف طهران وتوجهاتها الخاصة في المنطقة. وقال في تصريحات إلى”الوطن السعودية”، إن الشعب اللبناني بات يدفع ثمن هذا الارتباط غير الواقعي، رافضا ما يقال إن حزب الله يدافع عن لبنان في وجه التنظيمات المتشددة، وأضاف أن “حزب الله بات مجرد ميليشيا تابعة للنظام الإيراني، فمنه يتلقى التعليمات، وإليه يعيد قراره، وبعد تورطه في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد في سورية، ووجوده الخفي بالعراق، يمكن أن يذهب حتى إلى أفغانستان، إذا جاءته أوامر بذلك من طهران”. وأشار الأسعد إلى أن الحزب الطائفي يريد أن يستدرج الجيش اللبناني معه لقتال المعارضة السورية في منطقة القلمون، وأن “ميليشيات حزب الله لا يهمها أن تكون في واجهة المعركة مع المجموعات المسلحة في عرسال، بل تريد للجيش اللبناني أن يكون في الواجهة، لأن تورطه في سورية والعراق لا يسمح له بفتح أكثر من جبهة قتالية”. وعن الوضع داخل المجتمع الشيعي قال “هناك نار تحت الرماد، وقمع يمارسه “حزب الله” في الوسط الشيعي، لمنع أي ظهور للتململ والاستياء الموجود عند شريحة كبيرة من الشيعة، فقد سقط “قناع” المقاومة ضد الإرهابيين، وباتت هذه الحيلة لا تخدع أحدا، ومنذ اللحظة الأولى التي أدخلوا فيها أنصار الحزب إلى سورية للقتال مع النظام ضد الشعب الثائر ضد نظامه الظالم، أيقن الجميع أن الحزب ما هو إلا أداة يستخدمها الآخرون لتحقيق أهدافهم. وخص الأسعد الحكومة اللبنانية بجانب من اللوم عندما انتقد تساهلها مع توجهات الحزب المذهبي وعدم إلزامه بالتقيد بالسياسات الوطنية، وقال “للأسف نحن نتعاطى مع جيش لا يستطيع أن تأخذ قيادته القرارات المطلوبة كي يكون جيشا تهمه مصلحة لبنان، فهناك مسايرة لمصالح حزب الله، وبالتالي المطلوب اليوم إيجاد روح وطنية جديدة في الجيش، بحيث تكون مصلحته الأولى والوحيدة هي مصلحة لبنان فقط، والمطلوب منه أن يحمي الحدود ويمنع أي مسلحين من الدخول إلى البلاد أو الخروج منها، بما فيها مقاتلو حزب الله”. وكان السفير الفرنسي في بيروت، قد شدد في تصريحات صحفية على أهمية اعتماد لبنان على جيشها الوطني في تحقيق الاستقرار، موضحا أن “السلطات الفرنسية تسرع في عملية تجهيز الجيش بالعتاد والأسلحة المطلوبة”. وحذر باتريس باولي “من أي تمدد للجماعات المسلحة نحو الداخل اللبناني”، واصفا الوضع  على الحدود اللبنانية- السورية “بالمقلق جداً”، خاصة بعد ما حصل منتصف الصيف الماضي في عرسال والذي يدعو الى التنبه. وتعليقا على تبني حزب الله لتفجير شبعا، كرر باولي الدعوة إلى احترام الأطراف كافة لكل بنود القرار 1701، مؤكدا أن “فرنسا تتابع باهتمام بالغ الوضع على الحدود الجنوبية”. وجدد السفير الفرنسي لدى لبنان الدعوة الى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مشددا على أن بلاده “تحث اللبنانيين دوما على الابتعاد عن التدخل في أزمات الخارج، ما ينعكس تعقيدا على الأمور الداخلية في لبنان وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي”.

 

الجوزو: ما حدث في عرسال وبريتال يؤكد ان الأمر لن يتوقف عند هذا الحد

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم أن "ما توقعناه حدث، وبدأ حزب الله يتعرض لهجمات داعش والنصرة على ارض لبنان ولسان حالهما يقول السن بالسن والعين بالعين والبادىء بالشر أظلم".

وقال: "اللبنانيون جميعا حذروا حزب الله من التدخل في الحرب السورية الى جانب بشار الاسد، فرفض الإصغاء وأصغى الى تعليمات ايران التي كان تدخلها في العالم العربي وما يزال سببا في خراب الدول العربية وانقسام شعوبها على أنفسهم بفضل الفتنة السنية -الشيعية التي تديرها وتشعل نارها ايران الفارسية. نحن أمام عدو تاريخي كان عدوا للعرب منذ فجر الاسلام وما يزال عدوا للعرب وترك بصماته التاريخية على مر التاريخ الاسلامي من الدولة الاموية الى الدولة العباسية والتاريخ اليوم يعيد نفسه. كنا ننظر للفرس نظرة اخوة ومحبة، وكانوا ينظرون الينا نظرة حقد وتربص، وكانوا ينتظرون الولوغ في دمائنا وتدمير بلادنا وتهجير اهلنا وذبح اطفالنا وفعلوا ذلك". ورأى أن "ما حدث في عرسال وجرود عرسال وبريتال، يؤكد ان الامر لن يتوقف عند هذا الحد، فجنودنا أسرى، وهم قد تعرضوا للذبح الواحد تلو الآخر، وقتلى حزب الله في بريتال يشيعون في قرى بعلبك، والحبل على الجرار، والمسؤول عن ذلك كله حزب الله والفتنة تكبر كل يوم". أضاف: "صرح أحد كبار المسؤولين الايرانيين اخيرا محذرا اميركا: "اذا سقط الاسد فان أمن اسرائيل يصبح مهددا"، وهذا معناه ان وجود الاسد على رأس الحكم في سوريا ضمانة لأمن اسرائيل، وان ايران حريصة على أمن اسرائيل". وختم: "واجب الائتلاف الدولي ان يقضي على أصل الارهاب في المنطقة وهو ايران وبشار الاسد واذا لم يفعل ذلك فان اميركا ضالعة في رعاية الارهاب الفارسي، وضالعة في حماية الاسد وجرائمه".

 

رحلة "الجهاد" السهلة إلى سوريا... ربما هذه هي

حازم الامين/الحياة /حين اتصلت المراهقة الفرنسية من أصل مغربي بشقيقها، من مخبئها في ريف حلب، قالت له إنها سعيدة هنا وتشعر بأنها تعيش في «عالم ديزني». ونقلت وكالة «رويترز» عن شقيقها، أن شقيقته البالغة من العمر 15 عاماً، والتي هربت من عائلتها المقيمة في جنوب فرنسا إلى سورية والتحقت بـ «داعش»، كانت في طفولتها التي لم تكد تغادرها بعد، شغوفة بعالم ديزني، وأنها كانت تعيش حياة عادية في كنف عائلتها، علماً أن حوالى 10 في المئة من الأوروبيين الملتحقين بـ «داعش» شابات ومراهقات تولت مافيات «جهادية» أوروبية تهريبهن إلى سورية والعراق، ونشطت في هذه المافيات نساء تولين إقناع المراهقات. ولا يبدو هنا أننا حيال ظاهرة دياسبورية، ذاك أن بين «المهاجرات» إلى «داعش» أوروبيات مسيحيات ويهوديات الأصول والنشأة.

المراهقة الفرنسية التي أبلغت شقيقها أنها تعيش في «عالم ديزني» الذي كان شغفها في طفولتها، أصابت بتشبيهها هذا ملمحاً لـ «داعش» لطالما ألح على مراقبي هذا التنظيم، وعلى متقصّي أخباره. فلـ «داعش» وجه غير واقعي، أو ربما غير متصل بأكثر من خيال مراهقة. صحيح أنه حقيقي، وهنا تكمن المأساة، لكن الحقيقة حين تصبح غير واقعية، تحمل في هذه اللحظة احتمال الموت. فلنا هنا أن نلاحظ كماً هائلاً من الحقائق غير الواقعية. الذبح المصور والسبي واجتثاث الحاضر، كل هذه الحقائق «الداعشية» لا تحيلنا على الواقع، وهي إذ تفعل ذلك، يصبح «عالم ديزني» احتمالاً في وعي المراهقة الفرنسية.

و«داعش» الذي باغتنا بتدفقه إلى مُدننا وصحرائنا وجبالنا، هو نوع من الشر الذي كنا نعتقد بأنه لم يعد موجوداً إلا في السينما. قَطَعة الرؤوس كانوا قبل «داعش» كفوا عن استدراج اشمئزازنا. كانوا غير حقيقيين على الإطلاق. ما يجري الآن ليس خطوة إلى وراء في الواقع، هو خطوة إلى وراء في الخيال، فها نحن نستأنف اشمئزازنا وخوفنا منهم، وعلينا أن نعيد الاعتبار لمكتبة سينمائية كانت كفت عن إدهاشنا.

المراهقات الأوروبيات اللواتي وصلن إلى منازل أشرار الصحراء، أقمن في رعاية زوجاتهم. الرجال يقاتلون على تخوم المُدن بشعرٍ مشعّث ولحى سود، والنساء ينتظرن خلف خطوط الحرب وبصحبتهن مراهقات أوروبيات. أليس هذا مشهداً من فيلم استشراقي ركيك؟ لكنه الآن حقيقة تنقلها وسائل إعلام تملك صدقية تفوق صدقية الخيال الهوليوودي. أليست ساعة «الروليكس» في يد أبو بكر البغدادي حقيقية؟ وهل تحققت الشركة من ذلك؟ لكنها في يده لحظة إعلانه خلافته، وفي الوقت الذي كان محققو الأنساب في «داعش» يُثبتون أنه يعود بنسبه إلى الأشراف وإلى الرسول، وأن خلافته استقامت لأنه حسيني قرشي. يقاتل «داعش» على تخوم كل المدن. هو على أبواب بغداد اليوم، وها هو يفتح كوباني ويعيدها «عين العرب». مدن الأنبار وقصباته تتهاوى واحدة وراء الأخرى، وبر الشام سقط بالكامل تقريباً. لا يبدو أن ذلك واقعي، لكنه حقيقي. ثم إن مساحات واسعة من «دولة الخلافة» يتم إخضاعها من دون احتلالها. يدخل «داعش» فتعلن العشائر مبايعته، فيغادر الأمراء مطمئنين. علينا هنا أن نستعيد أيضاً ما قالته المراهقة الفرنسية لشقيقها، وأن نتذكر أن ساعة «الروليكس» بيد الخليفة تعكس ومضة حادة من شمس الصحراء وترسلها إلى وجوه شيوخ العشائر التي بايعته.

و «داعش» إذ يذكّرنا بتاريخنا الركيك وغير المحقق، يعيد فتح كل الجبهات القديمة. «الخلافة» كما تركناها قبل آخر انهيار لها. حرب على الأكراد وعلى الأقليات، وإخضاع العشائر، وجباية الديات. ونحن إذ كنا نعدّ أنفسنا لمواجهة مع حاضرنا وماضينا القريب الذي أعقب انهيار «الخلافة»، إذا بـ «داعش» ينقض على عدونا فيطيحه ويرثه، لنجد أنفسنا أمام عدو مضاعف. وهذا أيضاً لا يخلو من «ديزناوية»، ذاك أن أحداً لا يمكنه تفسير ما جرى. حتى الذهاب بفكرة المؤامرة إلى أقصاها لا يسعف في التفسير. فلا السؤال عن الجهات الممولة يكفي، ولا عن دول سهلت وسلحت. من كانت حاله هذه في لحظة تدفق «داعش» على مدنه وبلاده، لن يسعفه في الأيام التي ينتظر فيها ذبحه، على يد مراهق بريطاني ينتمي الى احدى عشائر الأنبار، سوى الضحك المتواصل. والضحك هنا ليس بسبب مفارقات ما يجري، إنما بسبب أن ما يجري حقيقي فعلاً، وأن ثمة ما كنا نعتقد بأن الواقع لم يعد يتيح لنا أن نصدقه. هزيمة هائلة للعلم ولأنواع المعرفة تجري أمام ناظرينا، وانتصار للخيال ولـ «ديزني» شريرة هذه المرة.

وفي هذا الوقت يُحصي الأوروبيون «مجاهديهم» الجدد، ويسعون الى فهم شيء عنهم. تسقط فرضية الجيلين الثالث والرابع من المهاجرين أمام حقيقة أن نصف «المهاجرين» إلى «داعش» هم أوروبيون ومسيحيو الأصل. تسقط فكرة المهمشين أمام واقع أن عدداً لا يستهان به ممن غادروا إلى سورية والعراق أبناء فئات متوسطة ومتوسطة عليا. ويجري البحث اليوم عن أنواع من التعليم والتخصص والمعارف الجزئية، كما يجري تقصٍّ ميكرو سوسيولوجي ونفسي، وهذا لا يسعف في تفسيرات عامة لما يجري لهؤلاء المراهقين، إنما في تفسير كل حالة على حدة. قال شقيق المراهقة الفرنسية إن شقيقته كانت طفلة فرنسية بالكامل. غير متدينة في الظاهر ولا تجيد العربية، وتذهب إلى مدارس الفرنسيين. لكنه قال إنهم عثروا في غرفتها بعد مغادرتها إلى سورية على ثياب للصلاة، علماً أن لا أحد في المنزل يصلي. والبحث جارٍ اليوم في ملفاتها الطبية والمدرسية، يتولاه مختصون نفسيون لا باحثون سوسيولوجيون وسياسيون. الأرجح أنهم لن يعثروا على شيء يفيدهم. وربما انطوت «هجرتها» إلى «داعش» على رغبة طفلة في المغادرة. لا شيء أكثر من ذلك. ركبت في الطائرة وغادرت إلى أنقرة أو اسطنبول، ومن هناك إلى مدينة غازي عينتاب، ومنها عبرت الحدود إلى سورية. لم تـعد هذه الرحلة صعبة على مراهقة فرنــسية. ربما هذا هو «داعش». 

 

أردوغان: صوت عالٍ ضد الأسد ولكن

محمد مشموشي/الحياة

لا يشبه الصوت العالي لتركيا «حزب العدالة والتنمية» تجاه سورية ونظامها حالياً مثيله قبل نحو أربعة أعوام، لا من الزاوية المحلية التركية ولا أساساً من الزاوية الإقليمية والدولية. ولا يعني ذلك أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يعلن غداً توغل قوات بلاده البرية داخل سورية لإسقاط النظام فيها، لكنه لا يعني في الوقت ذاته أن سورية ما بعد التحالف الإقليمي-الدولي للحرب على ما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») وقراره الانضمام اليه، يمكن، من وجهة نظره، أن تبقى كما كانت في الأعوام الأربعة الماضية.

لماذا أولاً؟ وما الذي يمكن أن يفعله أردوغان لترجمة موقفه؟ وماذا يكون رد الدول الأخرى في التحالف، وفي مقدمها الولايات المتحدة، تجاه ذلك؟ أول الأسباب أن تركيا «حزب العدالة والتنمية» كانت، على مدى الفترة السابقة، في اشتباك سياسي وحتى عسكري مع الأكراد في الداخل من جهة ومع كردستان العراق وتواجد عناصر من «حزب العمال الكردستاني» فيها من جهة ثانية، فضلاً عن تحفظها على نشاطات فرع هذا الحزب داخل سورية وعلى حدودها من جهة ثالثة. الآن، تختلف الحال على الجبهات الثلاث، بل ان التظاهرات الكردية في ديار بكر وأنقرة وغيرهما من المدن التركية انما تحتج على أردوغان وتصطدم بقواته الأمنية (حوالى 20 قتيلاً في يوم) لأنه لم يتدخل حتى الآن... تحديداً لإنقاذ مدينة عين العرب السورية الكردية من اجتياح «داعش» لها.

وليس خافياً أن حوار اردوغان مع أكراد الداخل أدى الى خفض التوتر التاريخي معهم، وإن لم يصل الى انهائه بعد، كما أن علاقاته مع اقليم كردستان العراق ورئيسه مسعود بارزاني تمر في أفضل مراحلها، الى درجة أن طلقة نار واحدة لم تسمع على الحدود بينهما منذ أكثر من سنتين. ثاني الأسباب أن أردوغان نفسه، بعد تورطه مع «الإخوان المسلمين» في مصر وسورية وليبيا من جهة، واتهامه بدعم وتسهيل دخول عناصر «داعش» الى العراق وسورية من جهة ثانية، قد يجد في التحالف العربي-الدولي للحرب على الإرهاب فرصة لمحاولة تبييض صفحته ليس مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي فقط وإنما مع البلدان العربية أيضاً. هذا فضلاً عن حاجة أردوغان الشخصية، وحاجة تركيا التي تؤوي أكثر من مليون نازح سوري منذ نحو ثلاثة أعوام، الى المساعدة في إسقاط النظام السوري، ومعه إقفال نوافذ الحرب الأهلية والمذهبية التي يفتعلها في بلده، وفي المنطقة بعامة، والتي بدأت تتسرب منه الى بلدان الجوار بما فيها تركيا.

ثالث الأسباب أن الصورة التي ترتسم للإسلام السياسي في العالم، وبخاصة في أوروبا التي تسعى تركيا إلى دخول اتحادها، ان من خلال «القاعدة « أو «داعش» أو «جبهة النصرة» أو «الإخوان المسلمين» على حد سواء، ليست الصورة التي تريح أردوغان الآن أو حتى تساعده على مواصلة الحكم في المستقبل. ولعل الحرب المكشوفة التي أعلنها ضده وضد حزبه رجل الدين التركي النافذ فتح الله غولن بسبب سياساته التي ألحقت تركيا بجماعة «الإخوان المسلمين» وأساءت بذلك الى علاقاتها مع العديد من الدول العربية، أفضل دليل على ذلك.

رابع الأسباب أن الاستراتيجية التي اعتمدها «حزب العدالة والتنمية» منذ تسلمه السلطة قبل أعوام، وصاغها رئيس الوزراء الحالي، وزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو، تحت عنوان «صفر مشاكل» مع العالم، قد سقطت في شكل كامل في المنطقة نتيجة ممارسات حكومته في الفترة السابقة، والتي كان في صلبها التحاق تركيا بركب «الإخوان المسلمين» في مصر وليبيا وسورية وحتى في دول الخليج العربية. وإذا لم تكن لهذا الفشل نتائج سياسية واستراتيجية ظاهرة بعد، فليس من شك في أن آثارها في الاقتصاد التركي بدأت في التكشف على أكثر من صعيد. ولكن ماذا يمكن أن يفعل أردوغان لترجمة صوته العالي عملاً على الأرض هذه المرة، بعكس ما كانت حاله في السابق؟ وإلى أي حد سيكون قادراً على إقناع الولايات المتحدة وغيرها من دول التحالف بما كان يقوله دائماً من أن انهاء الإرهاب في سورية لن يكون ممكناً من دون إنهاء النظام السوري؟ لا بد بداية من استبعاد أن يأمر أردوغان، اليوم او غداً، قواته البرية بالتوغل داخل الأراضي السورية لأسباب ليس صعباً ادراكها محلياً وإقليمياً ودولياً. مثل هذا التوغل قد يعطي ايران ذريعة للتدخل، بالتالي توريط البلدين والمنطقة في مواجهات لا يريدها أحد في الفترة الراهنة، بخاصة أنه يمكن بسرعة اتهام هذه المواجهات بأنها حرب مذهبية بين جيشين سنّي وشيعي. كما أن التوغل التركي يقدم لروسيا الذريعة التي ربما تنتظرها لإنزال قوات في طرطوس واللاذقية بدعوى حماية قواعدها البحرية فيهما، وهو ما لا يريده أحد كذلك. من هنا تبدو دعوة أردوغان الى فرض حظر جوي وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين سورية وتركيا، والتي رحبت بها باريس وأعلنت واشنطن ولندن أنهما تدرسانها، هي الخطوة الجدية الأولى على الطريق الى محاصرة نظام بشار الأسد وطيرانه وآلته العسكرية من ناحية، وإلى الإفساح في المجال لفصائل المعارضة المعتدلة (بعد تزويدها كما يقال بأسلحة نوعية) لاستعادة المبادرة وتوجيه ضربات موجعة لمن لا يزال من القوات المسلحة يقاتل الى جانب النظام من ناحية ثانية، فضلاً عن فتح الطريق لبدء رحلة عزل «داعش» و»النصرة» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية عن الحياة السياسية للسوريين. هل تملك دعوة أردوغان هذه أنياباً داخل التحالف وبين دوله الفاعلة؟ هذا هو السؤال، لا سيما اذا كان مطلوباً تمريرها في مجلس الأمن الذي ينتظره «الفيتو» من روسيا والصين، أو من خارجه الذي ينتظره بدوره «الفيتو» الآخر من الولايات المتحدة... أقله حتى الآن.

 

الحصاد التركي من حروب «داعش»

أكرم البني/الحياة

يجمع المراقبون على أن حكومة أنقرة المستفيد الأكبر من تداعيات حروب «داعش» في المنطقة عموماً وفي المشهد السوري على وجه الخصوص. أولاً، هناك استدعاء حضور عسكري دولي كانت تركيا من أوائل المطالبين به كي يعينها على مواجهة ضغوط تمارسها عادة الجارتان، إيران وروسيا، لتحجيم دورها المشرقي. فتوفير غطاء سياسي عالمي مثقل بالعصا العسكرية الغربية يحرر قرار أنقرة المتحسب من تعقيدات الصراع في المنطقة واحتمال أن يفضي توغلها في الحالة السورية إلى استفرادها من قبل إيران وحلفائها، وما يستتبع ذلك من تداعيات تضع قطار حزب العدالة والتنمية على سكة لا يريدها، وربما تستنزف قواه وتهدد طموحاته. ولعل ادراك تركيا حاجة الغرب الماسة لدورها في مناهضة «داعش» وفي معالجة الملف السوري، شجعها على وضع شروط على التحالف الدولي تجنبها الوقوع فريسة تسوياته المحتملة. ومن الشروط مطالبته بتأمين منطقة حظر جوي تردع خصومها عسكرياً، ومنها ربط ما يجري بخطة طريق تفرض تغييراً سياسياً في سورية يزيح السلطة القائمة ويمهد لقيام حكومة بديلة موالية لتركيا.

ثانياً، تركيا صاحبة المصلحة الحقيقية في إجهاض الحضور الكردي المستقل في سورية ومحاصرة تأثيره السلبي على استقرارها وعلى مسار التسوية مع حزب العمال الكردستاني، والقصد أن خطة «داعش» في السيطرة على القرى الكردية الممتدة على طول الشريط الحدودي بين سورية وتركيا، تقدم افضل خدمة لحكومة أنقرة في محاصرة الوجود السياسي والعسكري الكردي وتحجيم اخطاره، وبخاصة قوات pyd التي استثمرت انسحاب الجيش السوري من مناطقها لتعلن الادارة الذاتية وتنظم قواها، عسكرياً واجتماعياً. يزيد الأمر وضوحاً ما يحصل في عين العرب (كوباني) وإحجام تركيا عن مساندة الأكراد المدافعين عن المدينة، ربما لأنها تتطلع لأن يشكل سقوط كوباني درساً بليغاً ومؤلماً للأكراد، وربما كي تعزز ضغوطها على pyd للقبول بشرطها للتعاون ضد «داعش»، وهو فك ارتباطه بسياسات النظام السوري والتعاون مع المعارضة الداعية لإسقاطه. ولكن ربما لم تتحسب سلطة أردوغان من أن يفضي اجتياح كوباني عنفاً وتدميراً إلى شحن العواطف القومية الكردية وإلى اندفاعات شعبية وسياسية وعسكرية ضد مصالحها!

ثالثاً، استثمار الحملة الدولية لدحر «داعش» للتشجيع على إقامة منطقة آمنة في جزء من شمال سورية وشرقها، بما يمكن حكومة أنقرة من نيل حصة مجزية في إعادة إعمار المناطق المدمرة هناك، ومن التحكم بالنفط السوري واستجراره إلى السوق التركية بأسعار مقبولة. وفي هذا السياق يمكن إدراج مشروع قديم، يندر الحديث عنه، يتعلق بمصلحة تركية في الوصاية على ممر عبر الأراضي السورية لنقل الغاز القطري إلى أوروبا وتخفيف ارتهان الأخيرة للغاز الروسي، وفي الطريق تخفيف الأعباء التي تتكبدها تركيا لقاء تزايد أعداد اللاجئين السوريين على أراضيها بتشجيعهم على العودة إلى مدن المنطقة الآمنة وقراها.

رابعاً، مع تنامي وزن «داعش» وعنفه البدائي وتهديداته المستفزة، يسهل على حزب العدالة والتنمية تسويق نموذجه في الحكم، كخيار للإسلام المعتدل، في أوساط الرأي العام العربي والغربي، والترويج لموقع أنقرة الريادي دينياً وادعاء أنها خير من دافع ويدافع عن الاسلام السنّي الذي تنتهك حقوقه في غير مكان، وتالياً استعادة القاعدة الشعبية للحزب التي انحسرت جراء فضائح الفساد، ومحاصرة الاعتراضات على أسلوبه المتدرج في فرض نمط الحياة الاسلامية على المجتمع التركي. ولولا هذه المستجدات، ما كان ليتجرأ أحد المسؤولين الأتراك على المطالبة بتحريم ضحكات النساء في الشارع، أو تمرير قانون يسمح للطالبات في المدارس الابتدائية بارتداء الحجاب!

في ما مضى ومع الظهور الأول لـ «داعش» سارع بعضهم، وكان على حق، إلى تحميل إيران والنظام السوري وحلفائهما مسؤولية نشوء التطرف الاسلاموي ودعمه لإثارة الفوبيا الغربية من الجهادية المتشددة وتشجيع القبول بهم كأهون الشرور. واستند هؤلاء إلى وقائع ميدانية تثبت وجود ما يشبه التواطؤ بين هذه الأطراف لتشويه الثورة السورية وإجهاضها، وصلت إلى حد إطلاق مئات المتشددين الاسلامويين من سجون العراق وسورية وتمكينهم من التغلغل في صفوف الحراك الشعبي ودفعه صوب السلاح ومنطق العنف. واليوم يذهب آخرون، وهم محقون أيضاً، الى تحميل تركيا مسؤولية دعم «داعش» وتمكينه لاستخدامه ورقة في حسابات النفوذ على منطقة المشرق العربي، مستندين أيضاً الى وقائع كثيرة، منها أن تركيا الطرف الوحيد الذي فتح الحدود على مصراعيها لتسرب الآلاف من كوادر التنظيمات الجهادية من الشرق والغرب كي ترفد تنظيم «داعش» وتمده بالخبرات والأموال، ليبدو كذر للرماد في العيون اعلان أنقرة أخيراً منع أكثر من ألف متطوع جهادي من دخول الأراضي السورية وترحيلهم إلى حيث أتوا، ومنها فضيحة التسوية المعلنة والمذلة بين حكومة أنقرة و»داعش»، وفيها تمتنع سلطة أردوغان عن تأييد التحالف الدولي لقاء تحرير أسراها الديبلوماسيين، وتبادر لإطلاق أكثر من مئة مقاتل من أنصار «داعش» من سجونها. فكيف الحال إذا أضفنا ما يثار عن اكتشاف مخازن أسلحة نوعية لـ «داعش» فوق الأراضي التركية. ولا يغير هذه الوقائع بل يؤكدها ضمناً اعتذار واشنطن لحكومة انقرة عن اتهامات طاولتها على لسان غير مسؤول اميركي عن دور كبير لها في مساعدة تنظيم «داعش» وتمكينه.

والحال أن حروب «داعش» مهدت لعودة الدور التركي إلى موقعه المؤثر في صراعات المنطقة بعد انحسار موقت، وأنعشت حنين حزب العدالة والتنمية الى الماضي الإمبراطوري العثماني، وأظهرت تالياً أن سلطة أردوغان لا تزال متحفزة لمد نفوذها شرقاً تحت الراية الاسلامية، وأنها لن تقبل أبداً بخسارة حصتها من المستقبل السوري أو السماح لآخرين بقطف ثمار هي الأولى بها، بخاصة أنها خير من يدرك أن الصراع على دمشق سيكون مفتاح الصعود أو التراجع لدورها الريادي في الجوار العربي والإسلامي.

 

الدكتور داود الصايغ لـ"النهار الكويتية": لبنان ليس مهدّداً في كيانه

١٢ تشرين الاول ٢٠١٤  

الحديث مع أحد اهم مستشاري رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري يظهر حجم المأزق الذي يوضع فيه الرئيس الحريري إزاء بعض موجات التطرّف التي تظهر في الشارع اللبناني، السنّي على وجه التحديد. وكمّ ونوعيّة الاسئلة التي رفض ضيف النهار الإجابة عنها، كفيل بإظهار حجم الحرج الذي يشعر به الرئيس الحريري في هذه المرحلة، وكأنه يوضع بين شاقوفيْن، تاريخه وثوابته وقناعاته المعتدلة وإيمانه الراسخ بلبنان العيش المشترك والانفتاح على الآخر كائناً من كان من جهة، وواقع الشارع المتجّه – نسبياً طبعاً لنوع من الداعشية الفكرية التي يرى فيها البعض نتيجة حتمية وطبيعية لسياسات حزب الله الداخلية والخارجية!

بخلاف ذلك، واضحة مواقف ضيفنا، مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داود الصايغ، وهو مؤمن بأن لبنان محاطٌ بالاخطار ولكنه ليس مهدداً في كيانه لأنه رغم كل ما حصل، لم يظهر أي مكون من مكونات مجتمعه ينادي بالانفصال عن الآخر.

الصايغ شدد، في حديث لـ النهار من مكتبه في مقر تيار المستقبل في محلّة القنطاري في بيروت على أن الحكومة تفعل قدر المستطاع في ملف العسكريين المخطوفين ولا تقصّر بهذا الموضوع، وأكّد أن المقايضة دخلت ضمن المفاوضات، مركّزاً على أن الحريري ليس رمزاً لبنانياً فقط، بل هو رمز عربي للرجل المسلم المعتدل ويسعى بكل وسائله لإعلاء شأن الدولة وشرعيتها تفاصيل الحديث مع الدكتور الصايغ

 في الحوار الآتي نصّه:

بدايةً، كيف تقرأ مجمل الأوضاع التي تشهدها المنطقة مؤخراً؟ وأين لبنان من تداعياتها؟

 المنطقة بأكملها مشتعلة وكيانات بعض الدول مهددة كسورية والعراق، أضف إلى هذه الحروب الداخلية اليوم الحرب الخليجية المتمثلة بالتحالف الذي تقوده أميركا ضد الدولة الاسلامية. وفي ظل هذه النيران، مصير العراق وسورية مجهول. فهناك من يقول بأنه سوف تتغير حدود إتفاقية سايكس- بيكو على الرغم من أن هذه الاتفاقية لم تضع حدوداً بل وزّعت مناطق النفوذ وكرّست وكيانات نشأت فيما بعد.

لكن لا شكّ بأن ما يحدث في العراق وسورية اليوم هو الحدث العالمي الأول، أما كيف سينعكس ذلك على لبنان، فهناك مخاوف عديدة وقلق مشروع. وبرأيي أن وضع لبنان كنشأة وتطور واستمرار وكيان مختلف تماماً عن العراق وسورية. فهو أولا سبقهم في النشوء، وثانيا لا أحد من المكونات الموجودة فيه يريد الانفصال عن الآخر، في حين ان المكونات الموجودة في العراق أعلنت هي بأنها لم تعد تريد العيش سوياً. وكذلك في سورية، حيث الوضع أكثر تعقيدا، خصوصاً اليوم. فهذا الاهتمام الاقليمي التركي والايراني، إضافة إلى صعوبة التكوين الموجودة في المجتمع السوري، وفيها نظام قائم منذ عام 1970 ولا يزال يعتمد الوسائل التعسفية ذاتها وهو على قطيعة مع أغلب العالم باستثناء روسيا والصين وإيران، لكن سورية مجاورة للبنان وقد سبّبت له الكثير من المشاكل على مدى تاريخ استقلال البلدين. لكن هل لبنان مهدد؟ أعتقد أن لبنان محاطٌ بالاخطار ولكنه ليس مهدداً في كيانه.

الفيدرالية

 وما الذي يمنع تهديد كيانه؟

 نشأته طبعاً. فلبنان كيان انبثق من ذاته ولم يكن كياناً مصطنعاً. صحيح أن لبنان الكبير عام 1920 أعلن، لكن ذلك حصل بناء على تطور تاريخي كبير. ولبنان كان يتمتع قبل ذلك بنوع من حكم ذاتي واعترفت به دول. وفيما بعد عندما أعلن لبنان الكبير كان ذلك نتيجة لتطور كبير. ثم عانينا بعد ذلك من أحداث كبيرة وحروب، وفيما بعد حصل اتفاق الطائف. لكن حتى اليوم، وبالرغم من كل ذلك، لم يظهر أي مكون من مكونات المجتمع ينادي بالانفصال عن الآخر.

لكن هناك من اقترح الفيدرالية في الكواليس..

صحيح، لكنها غير عملية ومقترح غير مدروس البتة، بدليل أن الانقسام الموجود في لبنان اليوم سياسي وليس طائفياً. وبالتالي، فإن الفيدرالية الطائفية غير واردة.

لكن الانقسام يتحوّل إلى طائفي. وثمة من ينادي سراً بالانقسام عن الآخر. وثمة من لديه دويلته المتكاملة العناصر والمقومات. فعن اي استحالة تتحدثون؟

 البعض يجرب تحويله إلى انقسام طائفي ومذهبي، ولكن هذا الموضوع (الفيدرالية) يرافقنا منذ عام 1970. ومن موقعي كأستاذ في القانون الدستوري، لم أرَ حتى الآن صيغة مقنعة لفيدرالية لبنانية، علما أن الفيدرالية لا تتناقض مع الوحدة، ولكن أين وكيف ستنفذ هذه الصيغة؟

 دكتور، في الكواليس المسيحية ثمّة من يضع الكرة بملعب الرئيس سعد الحريري لتأمين ضمانات تمنع نزوح المسيحيين من بلداتهم في المناطق السنّية، بعد ظواهر التطرف التي تحصل، وثمة من يقسم لبنان إلى مارونستان وسنّستان وشيعستان، وكأن مخطط التقسيم يسير على قدم وساق. فما رأيك؟

 هذا تفكير غير واقعي إطلاقا. لأنه في لبنان لم يحصل نزوح سكاني كما حصل في قبرص. فقبرص تقسمت لأن الخلاف فيها كان عرقياً ودينياً، لكن في لبنان أين سيحصل هذا النزوح والتقسيم؟ فهو بلد صغير ومختلط طائفيا في كل مناطقه، وفيه وحدة متجانسة في الشوف وأسموها درزية ووحدتين شيعتين في الجنوب والبقاع. أما المسيحيين فمنتشرين في كل مناطقه، فأين يذهبون؟ وأين يذهب السنّة المنتشرون في بيروت وطرابلس والجنوب والبقاع والجبل؟ هذا الكلام غير منطقي على الإطلاق.

ما رأيك إذاً بما يُحكى عن إمارة سنية في الشمال اللبناني؟

 السنة موجودون في طرابلس وعكار وبيروت والبقاع الغربي وفي الشوف، فكيف سيحصل هذا الشيء وخدمة لمن؟

 لبنان الرسالة

 ولماذا يتم التداول بهكذا المشروع إذاً؟

 خدمة لاغراض سياسية. هذه المشاريع تصدر من جهات حزبية معيّنة نتيجة الخوف. وما يتم التداول به اليوم حصل ما يشبهه عام 1976، ويومها تم وضع شبه دستور فيدرالي، لكن طبيعة لبنان مبنيّة على الاختلاط. وهذا ما يميزه ولذا أسموه الرسالة ونموذج العالم في التعدد والديموقراطية.

لكن حتّى بعض القواعد الشعبية ناقمة وتنادي بالانفصال عن الآخر والعيش بسلام! فمن المستفيد من ترويج هذه الأفكار؟

 هناك من يريد السيطرة على الآخر، وربما هناك من يريد الخروج عن هذه المناصفة التي تحققت في اتفاق الطائف، وربما هناك من يريد حصة أكبر في الدولة، ولكن لم أر حتى الآن أي طرح مقنع حول مستقبل الصيغة الفيدرالية.

وهم

 حُكي منذ مدة عن مؤتمر تأسيسي في لبنان، والبلد اصبح يتجه إلى الشلل التام، فما هو الحل في ظل كل هذه الفراغات الدستوري التي نعيشها؟

 المؤتمر التأسيسي بدوره وهمي، لأن لبنان سبق وتأسس ولا يمكن لأحد أن يطرح فكرة إعادة التأسيس. فالبعض توهم أو نُسب إليهم أن تراكم الازمات الدستورية يمكن أن تؤدي إلى طائف جديد. والبعض تكلم بإلغاء الطائفية السياسية إلى حد أنه حصل تصريحات من قيادات كبيرة من أجل المؤتمر التأسيسي أو إلغاء الطائفية السياسية أو تعديل اتفاق الطائف، ولكن هذه المغامرة مجهولة النتائج ولا تصب في مصلحة أحد. فلبنان له ركائزه التي تجعله يختلف عن غيره، والتي لا يمكن لأحد أن يتلاعب بها، ومن أهمها العيش المشترك القائم على توازنات معيّنة. وفي حال اختلت هذه التوازنات، فهي تقتل مبررات وجوده. لذا في لبنان لا يمكن لأي أحد أن يسيطر على الآخر لا باسم العدد ولا بالاستقواء بالخارج ولا بالسلاح. هذا هو لبنان.

لا جواب

 نجتمع وأهالي العسكريين المخطوفين يتظاهرون للضغط على الحكومة. كيف تنظر إلى هذه القضية؟

 هذا موضوع طارئ وذلك نتيجة الحروب الموجودة في سورية وإقحام لبنان في حرب سورية. وخلافاً لكل المكونات التي تكلمت عنها فلبنان لا يدخل في حروب الآخرين ولا يصدّر الحروب ولا يستوردها.

ولكن نحن نعيش بجوار البركان وتصلنا نيرانه. فقد حصلت أحداث عرسال وكذلك أحداث بريتال. ومن هنا يجب أن ننظر إلى موضوع الأسرى من ضمن هذا المنظار، أما الحديث عن ماذا تفعل الحكومة في هذا الملف؟ فهي تفعل قدر المستطاع ولا تقصّر بهذا الموضوع. وفيما خص موضوع المقايضة والمفاوضات فهناك من هو معها ومن هو ضدها.

هذا واضح. لكن ما هو موقف الرئيس الحريري من مسألة المقايضة؟

 نحن موجودون بظرف دستوري استثنائي وهو أن مجلس الوزراء يمارس بصلاحياته مكان رئيس الجمهورية…

بموقف واضح هل أنتم مع المقايضة أم ضدها؟

 لست بوارد إلزام الرئيس الحريري بأي موقف في هذا الإطار، لذا أفضّل عدم الإجابة!

وماذا عن موقفك الشخصي؟

 أنا أعلم أن موضوع المقايضة دخل ضمن المفاوضات.

حسناً، وكيف تفسر وقوف أهالي المخطوفين بوجه الدولة، على عكس ما جرى في قضيّة مخطوفي أعزاز؟

 لست في وارد المقارنة أبداً، لكننا نتفهّم تحرّك أهالي العسكريين المخطوفين، لأنهم شاهدوا قطع رؤوس أولادهم بينما في قضية أعزاز كان الموضوع مختلفا وكانت المفاوضات تجري وأخذت الكثير من الوقت. أما اليوم فيتم التعاطي مع فريق يقطع الرؤوس، ولبنان يستعين بقطر وتركيا وبأي كان بسبب وجود الدم.

ولهذا السبب، اولاً هناك فراغ في رئاسة الجمهورية، واحتمال للتمديد للمجلس النواب، ومجلس الوزراء يحل مكان رئيس الجمهورية وهذا يزيد من الصعوبة والجميع اتفق بتسليم الموضوع إلى رئيس الحكومة، ففي ظل هذا الانقسام الداخلي، ومن يحرك التكفيريين وهم يضعون علينا الشروط تحت التهديد بالذبح واستخدام وسائل الإعلام بشكل احترافي لنقل حربهم. فنحن نعيش في دوامة القتل والخطف، إضافة إلى وجود مليون ونصف نازح سوري ونازحين عراقيين. وعلى الرغم من كل ذلك فأنا أصر على القول بأن الركائز الأساسية للبنان لن تهتز.

تباطؤ أم تواطؤ

 ما مدى قدرة تأثير الاعلام برأيك في مساعدة الارهابيين على فرض شروطهم؟

 يجب أن نضع المسؤولية على الاعلام طبعاً. فالاعلام في عدد من المجالات يساعد أحيانا في تغذية الانقسامات السياسية، خصوصاً أن بعض البرامج تسعى وراء الاثارة. أما فيما يتعلق اليوم بتنظيم داعش، فهم يستخدمون الإعلام ببراعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. فاليوم الحروب تجري على شاشات التلفزيون، فعلى سبيل المثال، عندما حصلت أحداث حماه عام 1982 لم ير العالم ماذا كان يحصل على عكس ما يحصل اليوم فكل شيء يشاهد إن كان في سورية أو اليمن أو ليبيا حتى مقتل القذافي وصدام حسين شوهد.

نحن اليوم نعيش أحداث مصيرية على صعيد المنطقة والاحداث تتنقل من منطقة إلى أخرى، وبلادنا توضع امام احد خياريْن إما الانظمة الاستبدادية أو الارهاب، وذلك بسبب حصول التطورات الاخيرة ولها اسبابها العديدة، وفي مقدّمها نتائج ما سمّي بالربيع العربي وتباطؤ الأميركيين في استيعابه..

تباطؤ أم تواطؤ الأميركيين؟؟

 كلا، هم عبّروا ولم يتوطؤوا. وقد حمّل جو بايدن منذ فترة المسؤولية للأنظمة العربية في مساعدة المتطرفين. هم لم يتواطؤوا، بل إن احداث الربيع العربي فاجأت الغرب. واليوم الغرب أصبح إذا كان يريد التدخل، فهو يتدخل من أجل مصلحته. حتى في تدخلهم في سورية فهم لن ينزلوا إلى الارض وسيبقون في الجو، وحتى خلال الحرب اللبنانية التي استمرت 16 عاما فهم لم يتدخلوا.

وهل تدخّلوا اليوم برأيك لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد؟

 أنا أسمع فيه ولكن لا أؤمن به، فهذه مقولة تم نسبها إلى كوندواليزا رايس، أو فالفوضى الخلاقة. لكن اليوم يوجد أكثر من فوضى. حتى يوجد من قال بأن داعش هو إختراع الأميركيين أنفسهم، ليتبيّن فيما بعد أن هذا الكلام غير صحيح.

اليوم العالم يعيش تطورات مهمة ونتابع أيضا الموضوع الكردي. فتركيا لا تريد أن تجد كياناً مستقلاً ولكن أكراد العراق استقلوا. الوضع معقد جداً، ونحن نتابع مسيرة التاريخ وهل ستؤدي إلى أوضاع جديدة أو إلى كيانات جديدة أو مستحدثة داخل الوحدة!

الرمز

 لبنانياً، أين تقع المسؤولية على عاتق الرئيس الحريري كطرف سني معتدل لحماية لبنان من موجة التطرف؟

 الرئيس الحريري إن كان في خطابه في رمضان أو من خلال استقباله المفتي دريان أو من خلال خطابه عند عودته إلى لبنان، عبر عن ذلك ودعا إلى تصحيح كل المسار وإلى العودة للاصول. هذا خطاب الرئيس الحريري وكذلك كان خطاب والده، الذي كان أول مسؤول عربي ومسلم يستنكر أحداث سبتمبر 2001. فالرئيس الحريري اليوم ليس رمزاً لبنانياً فقط، بل هو رمز عربي أيضاً للرجل المسلم المعتدل ويسعى بكل وسائله لإعلاء شأن الدولة وشرعيتها.

لماذا لم يبقَ في لبنان؟

 سيعود. وسمعناه مؤخرا عندما كان يتابع موضوع التسليح مع فرنسوا هولاند. وهذا ما يدل على حرصه على الدولة والجيش. فنحن على رغم وجود كل هذه العواصف حولنا، ولكن لن تؤثر علينا.

أباً عن جد

 لكن كيف تفسر مقتل جندي من الجيش في عكار ، ووجود كتابات في صيدا لـ داعش؟ هل هناك نفَس سنّي متطرف في لبنان، أم ان هناك من يحاول حشر المستقبل في هذه الخانة؟

 تيار المستقبل هو رمز الاعتدال ورمز الاختلاط. هناك من حاول جعله حزب سني نعم، لكن هذا كان مرفوضاً من قبل الرئيس الشهيد رفيق الحريري والآن من قبل الرئيس سعد الحريري، فعدد النواب المسيحيين فيه هو عدد وافر، وأنا مسيحي من بين أكثر من مستشار غير سنّي للرئيس الحريري. هذا البيت معتدل أباً عن جد.

لكن بالمقابل، هناك من يسأل لماذا استقبل الرئيس الحريري أبو طاقية ورئيس بلدية عرسال خلال زيارته الاخيرة الخاطفة للبنان؟

_ هناك تعاطف دائم مع عرسال لأنها موجودة في وضع صعب للغاية. وأفضّل عدم الحديث في هذا الموضوع!.

 

حزب الوطنيين الاحرار احيا  ذكرى استشهاد داني شمعون ال 24 وكلمات لشهيب وريفي وشمعون دعت الى انتخاب رئيس للجمهورية والوحدة ودعم الجيش

الأحد 12 تشرين الأول 2014

 وطنية - أقام حزب "الوطنيون الاحرار"، احتفالا خطابيا في الذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد داني شمعون وعائلته وشهداء 13 تشرين في المعهد الانطوني - الحدت في بعبدا، وقدمت للاحتفال الإعلامية فانيسا متى، وحضره ممثلة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الوزيرة السابقة منى عفيش، ممثل الرئيس امين الجميل الوزير الان حكيم، ممثل رئيس الحكومة تمام سلام الوزير أكرم شهيب، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عاطف مجدلاني، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع النائب فادي كرم، الوزير أشرف ريفي، ممثل وزير الداخلية نهاد مشنوق جاد أخوي، ممثل وزير السياحة ميشال فرعون فيليب بسترس والنواب: نديم الجميل، سامي الجميل وهنري حلو، النواب السابقون: صلاح الحركة، صلاح حنين وادمون رزق، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب السابق كميل زيادة، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الآباتي انطوان راجح، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان محمد سعيد فواز، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن منير بركات، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد هنري ابراهيم، ممثل مدير المخابرات المقدم امين القاعي، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد كميل نعوم، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العقيد عبد الله ابو زيدان، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء جورج قرعة المقدم انور حامية.

كما حضر الامين العام لحزب "الوطنيين الأحرار" الياس ابو عاصي، ممثل حزب الكتلة الوطنية تامر خير، ممثل الجماعة الاسلامية عمر سراج، ممثل الامين العام لتيار "المستقبل" عدنان فاكهاني، رئيس حزب "الاتحاد السرياني العالمي" ابراهيم مراد، ممثل حركة "الاستقلال" جوزف معوض، رئيس حركة "التغيير" ايلي محفوض، رئيس حركة "المستقلون" رازي الحاج، امين سر حركة "اليسار الديموقراطي" وليد فخر الدين، ممثل حزب "الرمغفار" سيفاك اغوبيان، الشيخ محمد علي الحاج، الاب المدبر جورج صدقة وحشد كبير من المحازبين.

صدقة

الافتتاحية كانت للمدبر الأب جورج صدقة الذي دعا "النواب الى النزول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية"، طالبا من الله "المغفرة".

وتوجه الى الاحرار بالقول: "كونوا في الصدارة كما عهدناكم نسورا في السماء، نمورا على الارض وأحرارا في كل مكان لتحافظوا على لبنان الذي أراده مؤسسكم كميل شمعون أبديا أزليا سرمديا".

العلية

من جهته، وصف امين الاعلام في حزب الوطنيين الاحرار اميل العلية "13 تشرين بيوم غربلة الأبطال، يوم اختبار الرجال الرجال"، متناولا "الثلاثية الذهبية: لبنان الحرية والسيادة والاستقلال". وتوجه الى "معشر الأحرار" قائلا: "على خطى شهدائنا الأحرار نستمر فنحيا في وطننا أحرارا ويبقى وطننا وطن الأحرار".

درغام

وتوجه رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام الى "رفاق الدرب في كل الأحزاب والمجتمع المدني والى الضالين من أترابي"، وتابع: "لا للتطرف القادم من سجون سوريا، ولا للانزواء والتلطي خلف خوف الإنقراض، لا للمطالبة بالإنضمام الى حلف الأقليات، لا للهجرة، لا للتطاول على الجيش اللبناني ركيزة الوطن والحامي الوحيد".

وللقادة الامنيين قال: "أنتم الشرعية الوحيدة على أرض الوطن، وسلاحكم هو السلاح الوحيد الذي يحمينا ويحمي حدودنا في وجه الارهاب، فعلينا جميعا أن نساهم في تعزيز قدرات الاجهزة الامنية".

واضاف: "نواجه اليوم خطرا لم يعد يهدد أحزابنا أو مجتمعنا فحسب وانما نواجه خطر الغاء الكيان. فإما أن نكون رواد الحضارة ونسلك الطريق الوعر من دون الوقوع في المطبات وإما فعلى لبنان السلام".

وتابع: "بالنسبة لنا فمشروع التقسيم لا حياة له في لبنان. فلا البيئة حاضنة ولا يوجد بيننا من يهوى الانزواء والخوف من الآخر".

وخاطب درغام النائب دوري شمعون بالقول: "نمشي على مبادئ وأخلاق الرئيس كميل شمعون وسنعيش كل يوم مقاومة وشجاعة الشهيد داني شمعون وسنبقى على أخلاقك ومسيرتك ونظافتك ريس دوري، ولرفاقه الطلاب في الحزب قال: "عليكم أن تتبابعوا مسيرة بناء الوطن من اجل العبور الى دولة المؤسسات، الدولة القوية".

شمس الدين

من ناحيته، اعتبر الوزير السابق ابراهيم شمس الدين أن "داني وعائلته ضحايا الحرب، وهو شهيد الوطن وخسارة له".

وأضاف "الثأر لا يكون مشروع دولة، هذا ما قلناه للعراقيين وهذا ما قاله الشيخ محمد شمس الدين قبل رحيله ببضع سنوات، الحب هو ما يبني العراق حتى يكون دولة للجميع متساوين غير مظلومين ولا ظالمين. ليس المطلوب أن يكون العراق دولة شيعية ولا لمجموعة من العراقيين، الكل شركاء والكل صاحب حق وفضل".

وتابع: "إن المواطنين اللبنانيين إذا تركوا من دون تخويف سيكونون في أفضل حال، لم يعد لبنان منفتحا بل مفتوح على كل الخارج بأطماعه وتآمره وسلاحه وحسده" مضيفا "الوطن التام يقوم على ثلاثية حتمية: أرض وشعب ودولة، الشعب موجود والأرض موجودة والشرعية تحتاج الى أن تكون ذات حرمة وحدودها محددة".

وتوجه شمس الدين بصرخة: "دعوا الجيش يحمي الدولة من كل عدوان، ادعموا جيشكم ولا تتشاطروا عليه، فقد احتاجه اليوم من ظن بالأمس أنه في غنى عنه".

وختم: "لا يمكن للدولة أن تستمر من دون مجلس نواب، السيادة مخروقة من دون انتخاب رئيس من شبعا الى بريتال، وكي يتم إتلاف الدولة منعوا انتخاب رئيس، الرئيس موجود لكن مخطوف كما الجيش. أنا لا أخاف من مؤتمر تأسيسي، لا تخافوا فالتأسيس قديم في قلوب اللبنانيين".

ريفي

وألقى الوزير ريفي كلمة استهلها بالقول: "شهداؤنا الأبرار: داني، إنغريد، طارق وجوليان، عائلات الشهداء المحترمين، الرئيس دوري شمعون، رئيس حزب الوطنيين الأحرار. أيها الحضور الكريم، أيها الأصدقاء في حزب الوطنيين الأحرار، أيها الأبطال في ثورة الإستقلال، يا أهل الشهداء ومحبيهم: لا أزال أذكر الشهيد داني منذ كنت ضابطا يافعا في قوى الأمن الداخلي، يومها كنت ألتقيه باستمرار. يومها، عرفته رجلا شجاعا، دائم الإبتسام، صريح الموقف والرأي. لقد آمن شهيدنا البطل، بقضية، واستبسل من أجلها إلى أن استشهد على منوال وسيرة الأبطال الكبار. لم يسجل له يوما أن هرب من استحقاق، ولم يسجل له يوما أن استسلم لخطر. لقد حمل قضية، آمن بها واستشهد من أجلها. لقد اغتيل شهيدنا، على يد من حاولوا اغتيال لبنان وفشلوا، ومن يحاولون اليوم اغتيال سوريا، وسيفشلون. لا يسعني، وأنا أتكلم عن شهادة داني شمعون، إلا أن أحيي كل شهيد سقط على أرض لبنان، دفاعا عن هذا الوطن. لقد كان شهيدنا الكبير، نمرا شجاعا، اغتيل ظلما هو وزوجته وطفلاه. لقد سقط شهيدنا الكبير في سياق محاولة النظام السوري وحلفائه، السيطرة على لبناننا الحبيب. لقد كان شهيدنا، عن حق، من أوائل شهداء ثورة الاستقلال، هذه الثورة التي فجرها الشعب اللبناني في 14 آذار 2005 إثر إقدام المجرمين على اغتيال شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري".

اضاف: "يعيش وطننا لبنان، وتعيش المنطقة وخصوصا سوريا، محنة كبرى، جراء ما أورثتنا إياه أنظمة الاستبداد، وعلى رأسها النظام السوري وحلفاؤه. هذا النظام المجرم الذي لم يكتف بما فعله في لبنان، بل أمعن تخريبا وقتلا في سوريا، فسالت دماء الأبرياء، لا بل قد فاضت، وكثرت الآلام، وعم الخراب. إن هذا النظام وحلفاءه الإقليميين، يتحملون جزءا كبيرا من مسؤولية ما تشهده المنطقة من فوضى وقتل وخراب. لقد أمعن هذا المحور في التخريب، وفي هز استقرار بعض دول المنطقة، من خلال تهديد الكيانات، واللعب على وتر التناقضات المذهبية. لقد أسس هذا المحور في بعض الدول، الميليشيات، واستباح الحدود، وشكل خطرا كبيرا على وجود هذه الدول، وهو لا يزال مستمرا بهذا المنحى. من هنا، من لبنان، وفي ذكرى اغتيال البطل داني شمعون وعائلته نقول له: علمنا التاريخ أن كل من يتآمر على لبنان يسقط. ويبقى لبنان، بأهله، مسلمين ومسيحيين، رمزا للوطن الرسالة، أما أنظمة الاستبداد، فإلى الجحيم مهما طال الزمن، وهو لن يطول".

وتابع: "في مرحلة، قد تكون الأصعب في حياتنا الوطنية، لا بد لنا من أن نكون جميعا على وضوح في الرؤية، كي نتجاوز الأزمات. لقد ساهم النظام السوري، عندما مارس السلطة بالحديد والنار، وعندما واجه ثورة شعب مسالم، بالسلاح، لقد ساهم هذا النظام في استيلاد حالات متطرفة إرهابية، بدأت تنمو وتكبر على وقع البطش والممارسات اللاإنسانية، في ظل صمت دولي مريب. نأمل اليوم، أن يكون التحرك الدولي، فعل انقاذ حقيقي لسوريا وأهلها، من شر نظام قاتل، ومن إرهاب أعمى تمارسه داعش وأخواتها، هو الوجه الآخر لإرهاب النظام وحلفائه".

وأردف: "نحن نواجه إرهابيين، هما وجهان لعملة واحدة. هذا ما قلته سابقا، وهذا ما أكرره اليوم، وعلى هذه الصورة أرى الأمور. في هذه المواجهة، لا خيار لنا، إلا أن نكون معا، يدا واحدة، مسلمين ومسيحيين، هكذا كنا في ثورة الاستقلال، هكذا كنا في 14 آذار 2005، وهكذا يجب أن نكون، في كل لحظة من حياتنا المشتركة، التي تجمع بين مكونات هذا الوطن، قيما وطنية وإنسانية، نعتز بها ونفخر".

ورأى ريفي أن "مواجهة إرهاب الاستبداد، والإرهاب الناتج منه، هي مسؤولية الاعتدال من الشرائح الوطنية كافة. دائما كان المعتدلون الأكثرية، وهم المنتصرون، ودائما منتصرون في نهاية المطاف. هذان الإرهابان، لا يعترفان بالحدود الوطنية، ولا بالثوابت الكيانية، ولا بالقيم الحقيقية للأديان، ولا بحقوق الإنسان، فهما إرهابان عابران للحدود، فلنواجههما معا، لأن انتصار أي منهما، يعني القضاء على مستقبلنا وعلى مستقبل أولادنا، ويعني أيضا دخول هذه المنطقة في ظلام دامس، وفي ظلامية قاتمة. لقد كانت عصور الظلام على مر التاريخ، ملأى بالعنف والقهر والدم والإستعباد والدمار".

وتوجه إلى الحضور بالقول: "لطالما حذرنا حزب الله من مغبة التورط في القتال إلى جانب النظام السوري، ولقد ضربوا عرض الحائط بكل هذه التحذيرات، حتى وصلنا إلى ما حذرنا منه، وإلى ما نحن فيه. على الرغم من أن قرارهم ليس بيدهم، فهم يتحملون مسؤولية كبيرة في استيراد الأزمة من سوريا إلى لبنان. لقد دعونا دائما الى الإنسحاب من سوريا، ونكرر القول: انسحبوا الآن من سوريا، واعتذروا الى اللبنانيين، والى السوريين الأحرار، ولندع جيشنا البطل يحمي وحده، حدودنا من أي اعتداء أو إرهاب. لا أحد إلا الجيوش الشرعية الوطنية تحمي الأوطان. لا أحد إلا الجيش اللبناني الشرعي يحمي حدود الوطن، ويضمن سلامة لبنان واللبنانيين".

وإذ اعتبر أنه "من دواعي الأسف، أن تدعي دويلة حماية الدولة. وأنه من المفارقة، أن تدعي دويلة الدفاع عن حدود الدولة وسيادتها. هذه مهمة وطنية، ولا يمكن أن تنجح فيها إلا المؤسسات الوطنية الشرعية"، أكد ان "أي وجود عسكري غير شرعي، على أرض لبنان، هو انتهاك لسيادة هذا الوطن، ومن ينتهك السيادة، ويستبح حدود الوطن، لا يمكنه إدعاء حق حمايته، هؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل "حاميها حراميها".

وأكد "أمام هذه المخاطر التي نتعرض لها، الاستمرار بالدفاع عن الدولة وعن المؤسسات، في وجه كل من يحاول استباحتها. ونحن مع الجيش اللبناني وحده، ومع المؤسسات الشرعية، لتكون حاميا وحيدا للحدود، وضامنا وحيدا لأمن الوطن، نحن مع تطبيق القرار 1701 وكل القرارات الدولية، بما يساعد الجيش اللبناني في حماية هذا البلد. نحن مع المؤسسات العسكرية والأمنية الشرعية، وليسقط كل سلاح غير شرعي، ولتسقط دعوات الأمن الذاتي، ولتصمت الأبواق المجنونة التي تبشر بالحرب الأهلية. نحن شعب واحد، مسلمين ومسيحيين، متضامنين، متكاتفين، ندافع عن لبنان المتنوع، عن لبنان الواحد، السيد الحر المستقل، بقواه الشرعية".

وختم ريفي: "في ذكرى اغتيالك أيها الشهيد البطل، في ذكرى اغتيالك أيتها السيدة إنغريد، في ذكرى اغتيالكما أيها الشهيدان الملاكان طارق وجوليان، أنحني إجلالا أمام أرواحكم، وأؤكد أن شهادتكم هي أمانة في أعناقنا، كما كل شهادة الأحرار في هذا الوطن"، مؤكدا "سنبقى على العهد حتى تحرير هذا الوطن، سنبقى على العهد حتى تحقيق العدالة. عشتم، عاش الأحرار في هذا الوطن، عاش لبنان سيدا حرا مستقلا".

شهيب

بدوره جمع الوزير أكرم شهيب في كلمته بين "مدرستي كميل شمعون وكمال جنبلاط، تعاونتا واختلفتا، لكن العلاقة استمرت مدرسة بحد ذاتها للحفاظ على لبنان وداني حافظ على دروس تلك المدرسة، كانوا يلتقون على حماية لبنان"، آملا ان "يتم الخروج من أزمة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية والخروج من هذه الدوامة والدخول في مرحلة تسوية لاختيار رئيس".

وتابع "لبنان مدعو الى إنقاذ أبنائه العسكريين المخطوفين والحكومة التي تمثل كل الأطياف مدعوة الى اتخاذ موقف موحد وشجاع عقلاني لإنقاذ العسكريين بأي طريقة ولو بالمقايضة".

شمعون

وفي الختام كانت كلمة لرئيس الحزب دوري شمعون، فقال "فكرت لو أن داني معنا اليوم ليرى ما يقوم به السياسيون، لكان جمع الكل تحت السياسة اللبنانية الصافية والولاء للبنان"، متمنيا أن "ينضم إلينا في المستقبل فريق 8 آذار، ربما تتبدل أحلامهم أو كوابيسهم: هذا يحلم بالكرسي والآخر بحلم إيراني يحتاج الى من يترجمه، ليتهم ينتمون مثلنا الى الجمهورية اللبنانية". وأضاف: "نراهم متوجهين الى سوريا لتحريرها لا أعرف ممن، وعدونا بتحرير الجولان فكانت النتيجة أنهم غير قادرين على تحرير بريتال، وقاموا بمناورة سياسية في مزارع شبعا وفتحوا الباب على حرب". وأضاف: "لا أحد مؤمن بأن المقاومة بين مزدوجين تستطيع أن تشعل حربا لاسترجاع الجولان وفلسطين وبأنها قادرة على النجاح، لا أحد فيه القليل من العقل يصدق أن صيغة لبنان قد تتغير، فحين تفرض فئة واحدة نفسها يفقد لبنان معناه، وبالرغم مما يحدث من قطع للطرقات والاغتيالات فلبنان باق، في سمائه غيمة سوداء لم تدم لأن الأوضاع في المنطقة الى تغيير، وسيأتي دورنا في التغيير وتزول الغيوم". وتوجه شمعون الى قوى 8 آذار: "شدولنا شوي هالعزقات، تفضلوا انزلوا الى المجلس وانتخبوا رئيسا للجمهورية، وأملنا بأن يكون لنا حكومة متراصة يكون الإتفاق بين وزرائها على طاولتها وفي الخارج "من دون حلمسة".

 

الإدارة الأميركية تُعارض "الممر الآمن" في عرسال قهوجي يُطالب بمنطقة عازلة لاستيعاب اللاجئين

13 تشرين الأول 2014/النهار

تتركز الحركة السياسية اليوم بين روما وواشنطن في انتظار عودة الرئيس نبيه بري من جنيف، والذي سيدعو لاحقاً الى جلسة نيابية لبت التمديد للمجلس. وتتوقع مصادر نيابية أن يقر التمديد في جلسة تعقد في 21 تشرين الأول الجاري، ومدته سنتان وسبعة أشهر.

وهذا التمديد الذي يحتاج الى غطاء مسيحي، سيكون اليوم على طاولة البحث بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الفاتيكان. وعلمت "النهار" ان اللقاء لن يتحول ثلاثياً بإنضمام بري اليه. وأفادت أوساط "المستقبل" ان البحث سيتركز على الاستحقاق الرئاسي إنطلاقا من تمسك البطريرك الراعي بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية على ما عداه وتأكيد الرئيس الحريري المستمر ان "المستقبل" لن يشارك في انتخابات نيابية قبل انجاز انتخاب رئيس للجمهورية. وعلم في هذا المجال ان الحريري، عشية لقائه الراعي، اتصل بالرئيس امين الجميل وتباحثا في الملف الرئاسي. لكن مصدراً نيابياً في قوى 14 آذار أبلغ "النهار" أن ما اتفقت عليه هذه القوى في المبادرة التي أعلنها الرئيس فؤاد السنيورة بالإتفاق مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لا يزال ساري المفعول، وهو يقضي بالذهاب إلى مرشح توافقي إذا استجابت قوى 8 آذار ، أو البقاء عند ترشيح الدكتور جعجع.

والى واشنطن، وصل قائد الجيش العماد جان قهوجي. وعلمت "النهار" انه سيشارك في اجتماع رؤساء اركان جيوش دول الائتلاف لمحاربة تنظيم "داعش" باعتبار ان لبنان عضو في هذا الائتلاف. ومن المقرر ان يطرح قهوجي مطلب إقامة منطقة عازلة لاستيعاب اللاجئين السوريين الذين تدفقوا على لبنان.

من جهة اخرى، علمت "النهار" ان وزارة الخارجية الاميركية طلبت من سفارتها في لبنان تزويدها تقريراً عن تطورات ما يدور على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا في ضوء معلومات عن تحول هذه الحدود جبهة، وسط تحذير من الادارة الاميركية من السماح بإعطاء المسلحين ممراً آمناً بين مرتفعات عرسال والبلدة.

أما في الداخل، فشلل سياسي، وتركيز على الامن في ظل مراوحة في معظم الملفات خرقها امس نزع فتيل تفجير في طرابلس، من طريق حل قضى بـ" تفكيك" المربع الامني الذي استحدثه شادي المولوي واسامة منصور، ونزع كاميرات المراقبة والدشم في محيط مسجد عبدالله بن مسعود. أما فرار عسكريين، فلم يؤثر في مجرى الاحداث، باعتباره فردياً ومحصوراً، ولا تبعات له.

وقالت مصادر عسكرية لـ"النهار" إن مصير الاتفاق المتعلق بخلية المولوي - منصور ظل مبهماً لأن العناصر المسلحة لم تخل المكان داخل منطقة سوق الخضر في التبانة، ولا عرفت الوجهة التي ستأخذها بخروجها من المنطقة. وأضافت "أن الاجتماع مع المشايخ وضعت فيه مقترحات لتعرض على الجهات الرسمية، على ان تنفذ خلال 48 ساعة، بدءاً من اخلاء المسجد وإزالة الكاميرات وتعهّد وقف أي اعتداء على الجيش أو على أي آخر."

وتساءلت المصادر العسكرية عن الضمانات لعدم التعرض للجيش، علما ان البحث الاولي كان يقضي باخراج الخلية من لبنان، وفيها عشرة سوريين ليس معروفاً أين ستكون وجهتهم. وقالت إن العمل يجري على أن تكون الحلول سلمية تفادياً لعملية عسكرية في منطقة مكتظة كباب التبانة، وعندما تفشل هذه الحلول يكون لكل حادث حديث.

في المقابل، قالت مصادر أهلية في باب التبانة إن الاتفاق يقوم على الابتعاد عن الأنظار ووقف الاعتداء على الجيش، أما ترك المنطقة فليس وارداً، وكذلك الجامع الذي لا يعتبر محتلاً من المولوي ومنصور بل يترددان اليه للصلاة. واكدت المصادر أن لا كاميرات او دشم لنزعها، وان ما يحصل هو تضخيم للواقع.

سلام

على صعيد آخر، علمت "النهار" ان لا تقدم في المفاوضات في شأن العسكريين المخطوفين، وان الوسيط القطري يواصل مهمته في ظل تكتم شديد. ونقل عن رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام قوله أمام زواره أمس إن لبنان لم يتلق تطمينات من خاطفي العسكريين ولا يزال الموقف الرسمي ينطلق من الثوابت التي تحددت وجرى تأكيدها خلال اجتماع "خلية الازمة" الاخير حيث تم توحيد آلية متابعة الملف كي لا تتعدد المعالجات. وإذ لفت الى ان "الاهتمام بالقضية على أشده، وهذا ما تبلّغه أهالي المخطوفين"، تساءل عن "مبرر قطع الطريق الرئيسية في منطقة الاعتصام في رياض الصلح، علماً ان انهاء الاعتصام في ضهر البيدر كان نتيجة ادراك الاهالي الضرر الذي لحق بالمواطنين جراء قطع الطريق هناك. فهل من مبرر لنقل الضرر الى منطقة جديدة مع اننا نتفهم تماماً معاناة الاهالي ونتعاطف كليا مع قضيتهم؟".

وتطرق الرئيس سلام الى الاعباء التي يتحملها لبنان بفعل اللجوء السوري الكثيف اليه، فقال ان الدعم الدولي لم يكن على المستوى المطلوب حتى الآن، لا بل انه لا يساعد على القيام بما يتوجب لتلبية حاجات اللاجئين. من هنا تتجه الانظار الى مؤتمر برلين الدولي المقرر عقده في 27 تشرين الأول وتشارك فيه نحو 40 دولة والمخصص لملف اللاجئين السوريين. وسيسعى لبنان الى حضّ المؤتمر على ان يقرن الاقوال بالافعال تفادياً لتداعيات ما ينجم عن هذا الملف المعقّد.

وفي رؤيته للاوضاع الداخلية نبّه الرئيس سلام الى الاخطار المحيطة بلبنان بفعل ما يدور من احداث في المنطقة. وقال إن احداً لا يقول إن الاخطار ستبلغ لبنان غداً أو بعد فترة، لكن ذلك لا يعني التغافل عن هذا الواقع، وهذا يتطلب وحدة في الموقف ليست موجودة حالياً، وأبرز مثل هو عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية مما يعني ان بلداً بلا رأس معرّض لشتى الاخطار، وما تقوم به الحكومة هو تحمّل جزء من المسؤولية التي لن يتم تحملّها كاملة إلا بوجود رئيس جديد للجمهورية. لكن الرئيس سلام يرى ان المعطيات لا تتبدل لمصلحة انتخاب رئيس للجمهورية.

المال

اقتصادياً، علمت "النهار" ان مشكلة ايفاء لبنان التزاماته حيال سندات الاوروبوند، والتي كانت تتطلب تشريعا من مجلس النواب، قد حلت جزئيا من خلال وزارة المال في انتظار التوصل الى الحل النهائي. لكن هذا الحل لموضوع السندات لم يشمل حتى الآن موضوع رواتب القطاع العام الذي ينتظر الاتفاق على صيغة لمشروع الموازنة العامة التي تشمل رواسب الموازنات العالقة منذ سنوات. وفي تقدير مصادر وزارية ان هناك رابطاً مع موضوع تمديد ولاية مجلس النواب الذي بانت حلحلة له في الافق والذي سيتسع من خلال اقناع "حزب الله" حليفه "التيار الوطني الحر" بالسير بالتمديد.

 

الراعي من روما: الاخفاق في انتخاب رئيس وصمة عار في جبين نواب الامة

الأحد 12 تشرين الأول 2014

  وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد، في كنيسة مار مارون في روما.

العظة

 وبعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "من تراه الوكيل الامين الحكيم"! (متى 25:24)، ومما جاء فيها: "في هذا الاحد الرابع من زمن الصليب، وهو الزمن الذي ننفتح فيه على النهايات، اي على الموت والدينونة والثواب والعقاب، يؤكد لنا الرب يسوع في انجيل اليوم ان الحياة وما فيها من مسؤوليات سواء في العائلة والمجتمع، أم في الكنيسة والدولة، انما هي وكالة نؤتمن عليها، ونؤدي حسابا عنها في نهاية الحياة، وبها يرتبط خلاصنا الابدي. ولذا تقتضي ان نمارسها بالامانة والحكمة".

وقال: "يسعدني ان احييكم جميعا، ونحن في روما للمشاركة في جمعية سينودس الاساقفة حول "التحديات الراعوية للعائلة في اطار الكرازة بالانجيل". وقد افتتحها قداسة البابا فرنسيس بقداس حبري الاحد الماضي في بازيليك القديس بطرس، وجرت اعمالها طيلة الاسبوع الماضي، وستتواصل على مدى الاسبوع الطالع، وتنتهي بقداس الاختتام الاحد المقبل 19 تشرين الاول، وبإعلان تطويب البابا بولس السادس. اننا نصلي، مع قداسة البابا فرنسيس والكنيسة جمعاء الى العائلة المقدسة، يسوع ومريم ويوسف، من اجل عائلاتنا لكي تكون خلايا حية للمجتمع، ومدارس تربي على القيم الانسانية والاخلاقية والاجتماعية، وكنائس بيتية تعلم الصلاة وتنقل الايمان".

أضاف: "ان الكنيسة والدولة مسؤولتان عن حياة عائلاتنا، التي تشكل عائلة وطنية في كل بلد، وتؤلف معا العائلة البشرية، بحيث يتأمن لها العيش الكريم ماديا وروحيا، اقتصاديا وثقافيا، اجتماعيا ووطنيا. ونصلي من اجل وحدتها وسلامها ونموها. كما نصلي من اجل اجيالنا الطالعة، لكي يتمكن شبابنا وشاباتنا من تأسيس عائلات يحققون فيها ذواتهم ويجدون سعادتهم وفرحهم".

وتابع: "من تراه الوكيل الامين الحكيم، الذي اقامه سيده ليعطي الطعام في حينه لبني بيته" (متى 25:24). أجل، كل مسؤولية في العائلة والمجتمع، كما وفي الكنيسة والدولة، هي وكالة، فلا يمكن التصرف بها وكأنها ملك خاص، كما فعل الوكيل الشرير الذي اهمل مسؤوليته "وراح يأكل ويشرب ويسكر ويضرب رفاقه". هذا يفصله الله سيده الى الهلاك الابدي (راجع متى 48:24-51)".

أضاف: "بل ينبغي ان يكون المسؤول وكيلا امينا لله الموكِل والسيد المالك لكل شيء. فيستلهمه، ويبحث عن ارادته، ويستنير بكلامه، ويصغي الى صوته في اعماق ضميره، وامينا للجماعة التي يحمل مسؤولية خدمتها وتأمين خيرها، وفقا لكل مسؤولية. وعليه ان يكون وكيلا حكيما، يتصرف بفطنة، تحت نظر الله وبمخافته، أي بالسعي الدائم الى مرضاته في اداء واجب مسؤوليته. هذا ما فعله الامين الحكيم الذي وجده الله سيده منصرفا بإخلاص الى القيام بواجباته، فيهبه الحياة الابدية في مجد السماء (راجع متى 46:25-47)".

وقال: "لا يسعنا، في اطار جمعية سينودس الاساقفة بشأن التحديات الراعوية للعائلة في عالم اليوم، وفي ضوء كلام الرب في انجيل هذا الاحد، إلا ان نوجه نداء الى الاسرة الدولية، وتحديدا الى منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن، اللذين وجدا من اجل حفظ السلام وتعزيزه في الدول وبين الشعوب، لأن يتحملا مسؤوليتهما هذه، بحفظ السلام في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين، وانهاء الحروب وايجاد الحلول السلمية بالحوار والمفاوضات والاتفاقات، وبوضع حد للتنظيمات الارهابية وايقاف اعتداءاتها على المواطنين الآمنين، وبالعمل على عودة النازحين من العراق وسوريا الى بيوتهم واراضيهم، بكامل حقوقهم، بحكم المواطنة".

وتابع: "نوجه نداء الى المجلس النيابي في لبنان، الذي، وللاسف الشديد، أخفق في جلسته الثالثة عشرة، في تأمين النصاب وانتخاب رئيس للجمهورية، علما انه أوقع سدة الرئاسة في فراغ منذ خمسة أشهر، وهذه وصمة عار في جبين نواب الامة الذين، حسب ما هو ظاهر، لم تقم كتلهم الى الآن بأي مبادرة جدية جديدة لتأمين النصاب وانتخاب الرئيس. ما افقدهم ثقة الشعب بهم، هو الذي اعطاهم توكيلا يوم انتخابهم لكي ينتخبوا بإسمه رئيسا للبلاد، ويقوموا بواجبهم التشريعي الذي ينتظم بوجود رئيس للجمهورية. ان وكالة الشعب لهم ليست ملكا، يتصرفون به كما يشاؤون وبمعزل عن الشعب موكلهم. ولذلك ندعوهم، باسم الشعب اللبناني، لان يبادروا الى انتخاب الرئيس، قبل القيام بأي تدبير آخر على مستوى استحقاق المجلس النيابي، لكي يستقيم كل عمل، وليضعوا حدا لمسلسل المخالفات للدستور، وحدا لإقناع الذات والمواطنين باستسهال مخالفة الدستور، وعدم التقيد بمضمونه، وبالاستغناء عن وجود رئيس للجمهورية. وهذا أخطر ما تصل اليه البلاد". وختم الراعي: "من اجل نجاح هذه الدعوة نصلي، وبخاصة لكي يمس الله ضمائر المسؤولين فيعمدوا على انتخاب رئيس للبلاد، قادر بشخصيته واخلاقيته وتجرده، وبقوته الروحية والمعنوية، وبإخلاصه للبنان وللمؤسسات الدستورية، على قيادة سفينة الوطن الى ميناء الامان. ونرفع من اعماق قلوبنا المؤمنة نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين".

 

لقاء سياسي في بعلبك شدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية ونبذ الطائفية

الأحد 12 تشرين الأول 2014 /وطنية - نظمت حركة "الأرز الوطني" وجمعية "معا لإنماء البقاع"، لقاء سياسيا موسعا لفاعليات وابناء منطقة البقاع الشمالي في دارة رئيس الحركة، حضره علماء دين سنة وشيعة ومخاتير ورؤساء بلديات ومهتمون. والقى المهندس عادل بيان كلمة لفت فيها الى ان "إجتماعنا اليوم هو لنقل صورة أبناء بعلبك الهرمل، صورة وطنية جامعة ومشروع وطني مشترك لدولة مدنية ديموقراطية، كما ونرفض كل أنواع الفتنة المذهبية والطائفية، ولقاؤنا اليوم هو تحقيق الإنخراط والوعي في عملية بناء الوطن والدولة والالتفاف حول الجيش ولكي يكون لبنان نوافذ حضارية تطل على العالم بأسره". وطالب المجتمعون الدولة ورؤساء الأحزاب ب "الإسراع في إنتخاب رئيس الجمهورية" داعين الى الوحدة ومواجهة العدوين الاسرائيلي والتكفيري اللذين يهدران دماء جيشنا ويهددان باستباحة أرضنا".

 

المطران عون باختتام مؤتمر رابطة الأخويات: لنتشبث بأرضنا كونها ارض قداسة

الأحد 12 تشرين الأول 2014

  وطنية - اختتمت رابطة الأخويات في لبنان أعمال مؤتمرها السنوي العام، الذي انعقد في دير سيدة الصخور لراهبات المحبة، في عجلتون، في حضور المشرف العام على الرابطة المطران ميشال عون، المرشد العام الأب سمير بشارة اليسوعي، المرشد المركزي لأخويات شبيبة العذراء الخوري اميل داغر، المرشد المركزي لأخويات الفرسان الخوري روني بو غاريوس وعدد كبير من المرشدين الاقليميين واللجان المركزية والاقليمية من مختلف الابرشيات اللبنانية وأعضاء من الروابط والأخويات والشبيبة. كما حضر رئيس بلدية عجلتون كلوفيس الخازن.

وترأس عون قداس ختام أعمال المؤتمر، والقى عظة تحدث فيها عن "أهمية الالتزام وممارسة الفضائل، لاسيما منها التواضع والمحبة، كونهما ركني ايماننا ورسالتنا المسيحية".

وعن التوصيات التي تم التقدم بها خلال المؤتمر، قال: "ينبغي ان تكون قربانا، تعبيرا عن التزامنا بها، بهدف تحسين وتحصين دورنا وايماننا، وتحقيق اهداف رسالتنا كأخويات في قلب كنيستنا المؤمنة، كون الاخوية، في مضمونها، هي جماعة مسيحية، وبالتالي لا رسالة لها الا العيش المسيحي المنطلق من كتاب الانجيل، اي كلمة الرب، ومن هنا تنطلق الاخويات وتتفاعل بقدر وعي افرادها لأهمية هذه الرسالة، وهذه المسيرة التاريخية- الايمانية والالتزام الشخصي بكلمة ربنا وبتعاليمه وتعاليم الكنيسة، والسعي الدائم للتجدد الداخلي بروح من التواضع والمحبة والعودة الصادقة الى الذات. لا يمكننا ان نكون رسلا للمسيح الا اذا تمثلنا بمريم العذراء في محبتها وتواضعها وشهادتها للمسيح في صورتها الناصعة الحقيقية. مسيرتنا هي التذكير الدائم بأننا من ابناء الملكوت، وعلينا ان نعيش عيشا مسيحيا حقيقيا بجماعاتنا وان نكون مخلصين للوديعة التي اعطانا اياها الرب، اي وديعة الايمان، ولذلك مهما كانت مسؤولياتنا، علينا ان نعيش المحبة والتسامح والاخوة وان نكون شهودا حقيقيين للمسيح، فالتكريس هو التزام شخصي وجماعي ووطني، مما يدعونا للتشبه والاقتداء بها، اي بمريم العذراء، والتشبث بأرضنا كونها ارض قداسة".

 

قداس في الذكرى السنوية الأولى لرحيل وديع الصافي في الحازمية

الأحد 12 تشرين الأول 2014

وطنية - أحيت عائلة الفنان وديع الصافي الذكرى السنوية الأولى لرحيله، بقداس ترأسه رئيس رعية مار روكز الخوري انطوان مقصود، ظهر اليوم في كنيسة مار روكز الحازمية، في حضور أفراد العائلة، رئيس بلدية الحازمية جان الأسمر وأصدقاء.

بعد الانجيل المقدس ألقى الخوري مقصود عظة جاء فيها: "التقينا في هذه الكنيسة التي اعتاد فقيدنا أن يتردد اليها لمدة 50 سنة لكونه من أبناء الرعية. وفي ذكراه السنوية نتذكر أبو فادي، هذا الفقيد الكبير، لأنه ملأ لبنان بل ملأ الشرق والعالم، ولكن يا لضعف الكلمات فمن يستطيع أن يفيه حقه في ما كان هو عليه من مقام وابداع". أضاف: "وأقول من وحي الانجيل المقدس، أن الحياة نعمة كبيرة وخير عظيم، لهذا نرى كل حي عاقل أو غير عاقل شديد التمسك بحياته، لكن هذه الحياة لا قيمة لها من دون حياة المجد التي هي في السماء. فكم هم سعداء من يحيون حياة النعمة مثل الفقيد الكبير وديع الصافي الذي نجتمع اليوم لراحة نفسه، فهو كان يسعى وراء حياة النعمة بممارسة الصلاة والتحلي بالفضائل المسيحية واحتمال الآلام لا سيما في الأيام الأخيرة لعلمه أن هذه الحياة النعمة تؤدي إلى حياة المجد في حياة الخلود".

وتابع: "وكلنا نعلم كم أحب وطنه وعائلته وأصدقاءه ففرض محبة الجميع واحترامهم وتقديرهم له، أنه بحر لا يسبر غوره، بحر من الابداع والفن، كما هو كبير في ايمانه بالله وبلبنان، ونتذكره مع عائلته وأبنائه اليوم، وكم تغنى لخالقه بصمته الصافي الخاشع المنطلق كشلال عظيم من الجبال العالية إلى الأودية السحيقة". وختم مقصود: "لقد كان كبيرا في حياته ومماته، في دنياه وآخرته، وترك سلسلة من الأعمال الفريدة في الدين والانسانية والوطنية، ويحق له كل التكريم وسيحفظ اسمه ويتكرر جيلا بعد جيل، وهو يرقد بسلام في بلدته نيحا الشوف".

وفي الختام تقبلت العائلة التعازي في صالون الكنيسة.

 

رئيس مصر يدعو اسرائيل الى انهاء النزاع مع الفلسطينيين

الأحد 12 تشرين الأول 2014

وطنية - خاطب رئيس مصر عبد الفتاح السيسي اسرائيل بالقول ان "الوقت حان لانهاء النزاع مع الفلسطينيين"، لدى افتتاح مؤتمر دولي في القاهرة للدول المانحة لاعادة اعمار قطاع غزة. وينوي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الافادة من اللقاء الذي يجمع وزراء خارجية ثلاثين بلدا ومندوبين عن منظمات دولية ليطلب من الفلسطينيين والاسرائيليين استئناف

 

باسيل من القاهرة: اسرائيل وداعش يلتقيان بإرهابهما وعنصريتهما وبنهجهما التدميري ونطالب بمساعدة المجتمع الدولي حيث لا نستطيع

الأحد 12 تشرين الأول 2014 الساعة 18:06

وطنية - رأى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن "اسرائيل وداعش يلتقيان بإرهابهما وبعنصريتهما وبنهجهما التدميري، ويتقاطعان إلى درجة أن داعش هي الأداة الإسرائيلية الأكثر مناسبة لها لتقسيم المنطقة وتغيير حدودها وانقسام شعوبها، إلا أن هذا لا يسمح لنا إطلاقا بأن نبرر تواطؤنا بإنشاء داعش بسبب اسرائيل أو أي قوة إقليمية أخرى، ولا أن نبرر تخاذلنا عن مواجهة داعش بسبب عدم حل القضية الفلسطينية".

وقال: "نطالب بمساعدة المجتمع الدولي حيث لا نستطيع، وننبه إلى وجوب مساعدته حيث الأخطار نفسها تطاله، ونناشده التدخل حيث منظومة القيم الإنسانية والمنظومة الأممية القانونية مهددة بالسقوط إن نحن سقطنا أمام إرهاب تمارسه دولة أو مجموعة، لا هم، ولكن يمارس ضد الإنسان والإنسانية، ضد البشر والحجر، ضد الله وخلقه أجمعين". كلام باسيل جاء خلال إحدى جلسات مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين لإعادة إعمار غزة، والذي شارك فيه باسيل في اطار الجهود التي يقوم بها لبنان لدعم غزة، في حضور اكثر من 50 دولة.

وقال: "ان كل جهد للبناء، ولو بالكلمة، هو جهد مشكور؛ فكيف إذا كان مؤتمر دولي بهذا الحجم والتنظيم والاستضافة المميزة من بلد كمصر، ما عرف إلا بحسن تعامله مع أشقائه وضيوفه، ومن بلد كالنروج ما عرف إلا بسخائه المنظم تجاه قضية الإنسان المظلوم، ومن بلد كفلسطين ما عرف بلد في العالم احتمل مثله هكذا ظلم من العالم وظل بالرغم من كونه بلد المظلومين مثالا للانسان الثائر من دون أي ظلم على الآخرين وحتى على أعدائه. ولكن يبقى السؤال: ما الأهم إعادة الإعمار أو وقف التدمير؟ وقد اجتمعنا ثلاث مرات لإعادة الإعمار، فيعود من بعدها التدمير ونعود من بعد ذلك للاجتماع من أجل إعادة الإعمار! يذكرني ذلك بابن الجنوب المقاوم الصامد، الذي كان يأبى مغادرة الخيمة المنصوبة قرب منزله المهدوم قبل إعادة إعماره والانتقال منها إليه بالرغم من إدراكه أن هذا البيت سيعاد تدميره. فهل نحن محكومون بدورة مفرغة من التدمير وإعادة الإعمار، اسرائيل تدمر ونحن نبني؟ أم نحن مدعوون إلى وقف مسلسل التدمير بإيقاف "المدمر الدائم"؟

أضاف: "أن تجمعنا غزة كعرب، فهذا طبيعي كون فلسطين ستبقى القضية الأم مهما حاولوا تشريدنا عن مسارنا؛ وأن تجمع غزة العالم، فهذا أقل الإيمان، للوقوف بالصورة أقله، موقفا ضد الظلم والتدمير. ولكن هل يمكننا تسمية "المدمر الدائم" اسرائيل وإيقافه؟ وهل نحن كمجتمع دولي ابتكرنا كلمات وآليات التنمية المستدامة sustainable development لنطبقها كل مرة بعد ان تطبق اسرائيل مفهوم "التدمير المستدام" (sustainable destruction)؟ غير أننا نسارع إلى القول أن وجود هذا البلد العنصري اسرائيل، لا يعفي الفلسطينيين من مسؤولياتهم في إيجاد بيئتهم الحاضنة للتنمية المستدامة والإعمار، ومن مسؤوليتهم وفي الوحدة حول قيام دولتهم على أسس القانون الدولي والسيادة والعدالة، وهو ما بدأوا التعبير عنه من خلال حكومة الوحدة الوطنية الاخيرة؛ كما ان هذا الأمر لا يعفينا أيضا، نحن كعرب من قيامنا بواجباتنا تجاه فلسطين وتجاه شعوبنا وقضايانا المحقة التي نلقي بلائمة تقصيرنا حيالها على اسرائيل، حتى أصبحنا نبرر قيام جماعات التكفير وداعش بسبب الظلم اللاحق بنا من اسرائيل. نحن أول من قال أن اسرائيل وداعش يلتقيان بإرهابهما وبعنصريتهما وبنهجهما التدميري، ويتقاطعان إلى درجة أن داعش هي الأداة الإسرائيلية الأكثر مناسبة لها لتقسيم المنطقة وتغيير حدودها وانقسام شعوبها وقتالهم بعضهم البعض. إلا أن هذا لا يسمح لنا إطلاقا بأن نبرر تواطؤنا بإنشاء داعش بسبب اسرائيل أو أي قوة إقليمية أخرى، ولا أن نبرر تخاذلنا عن مواجهة داعش بسبب عدم حل القضية الفلسطينية، أو لا نقوم باقتلاع داعش فكريا وعسكريا، بسبب عدم وجود "الأقدام على الأرض"؟

وسأل "هل أصبحنا متخلين عن أرضنا؟ ألسنا نحن أصحابها ونحن أصحاب الأفكار التنويرية لنقاوم فكرا ظلاميا كداعش يعتم على حضارتنا ويشوه أدياننا؟ وألسنا نحن اصحاب الأقدام البطولية، لنقطع داعش بسيوفنا بدل أن تقطع هي رؤوسنا ورؤوس أصدقائنا الغربيين؟ أصرنا بحاجة إلى غطاء جوي من الغير فقط؟ أم أن حاجتنا هي إلى غطاء من شعوبنا وأبطالنا؟ أصرنا بحاجة إلى غيرنا للتدخل على أرضنا وقيام أشرطة عزل بدل أن نكون نحن من يعزل هؤلاء التكفيريين؟ أهكذا أصبحت حالتنا؟ لا! هل سنضطر يوما الى عقد مؤتمر دولي لإعمار الشرق الأوسط بأكمله بفضل داعش وأخواتها"؟ وتابع: "فها هم لبنانيونا الأشداء، وعلى رأسهم الجيش اللبناني البطل الذي يمنع تقدم داعش باتجاه بلداتنا من دون امتلاكنا الطائرات، لننهي جدلا قائما، ليس حول عدم قدرة طائرة على احتلال أرض، بل حول عدم قدرتها على وقف تقدم على الأرض". وأكد "اننا نحن أصحاب القضية، قضية فلسطين وقضية الإنسان العربي الذي يجب أن يبقى حيا في مواجهة داعش، لكي يدافع عن فلسطين ويدافع عن أرضه وعن وجوده وإرثه وحضارته وقيمه وأديانه".

وختم: "نطلب مساعدة المجتمع الدولي حيث لا نستطيع، وننبه إلى وجوب مساعدته حيث الأخطار نفسها تطاله، ونناشده التدخل حيث منظومة القيم الإنسانية والمنظومة الأممية القانونية مهددة بالسقوط إن نحن سقطنا أمام إرهاب تمارسه دولة أو مجموعة، لا هم، ولكن يمارس ضد الإنسان والإنسانية، ضد البشر والحجر، ضد الله وخلقه أجمعين".

لقاءات

وكانت لباسيل لقاءات ثنائية على هامش المؤتمر، استهلها بلقاء وزير خارجية بريطانيا للشؤون الشرق اوسطية توبياس الدود، وعرض معه لمسألة مساعدة بريطانيا للجيش اللبناني وتزويده بالسلاح لمكافحة الارهاب.

كما التقى وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب افريقيا مايتي انكوانا ماشاباني، وعرض معها لسبل التعاون بين البلدين على اكثر من صعيد.

 

الهجوم على “حزب الله” إنذار ورسالة

علي بركات أسعد/السياسة/13 تشرين الأول/14

العملية العسكرية المحدودة التي نفذت داخل مزارع شبعا من قبل “حزب الله” ضد دورية إسرائيلية, ليست من اجل شعار تحرير المزارع من الاحتلال الإسرائيلي, بل من اجل تحويل وصرف أنظار الشعب اللبناني بشكل عام, والطائفة الشيعية بشكل خاص, وتحديدا القاعدة الشعبية التابعة للحزب, عن الانتكاسة العسكرية الكبيرة, التي مني بها الحزب على مواقعه في جرود بريتال داخل الأراضي اللبنانية على حدود القلمون السورية, من قبل مسلحي جبهة “النصرة” و”الجيش السوري الحر”. فالعملية العسكرية المحدودة هذه, ليس في وارد اسرائيل الرد عليها, ولا مصلحة لديها في الرد أصلا ً, لأنها هي مستفيدة من وضع مأزق “حزب الله” الحالي, تتفرج عليه وهو ينغمس في مستنقع الحرب على الأرض السورية, بشراسة لا متناهية ضمن الكر والفر, كما ان هذه العملية التي أتت بعد يومين مباشرة من مباغتة جبهة “النصرة” والجيش “الحر”, على مواقع عسكرية ل¯ “حزب الله” في جرود بريتال, ليس من اجل صرف الأنظار فحسب, بل لاستشعار الحزب بأن حالة قاعدته الشعبية بدأت بالتململ الشديد والصخب, بفعل سقوط المزيد من شباب الطائفة الشيعية, المنضويين تحت راية “حزب الله”, يقاتلون في معارك الحرب السورية, وآخره في القلمون التي أعلن الحزب سابقا ً انه سيطر عليها بشكل كامل, ليتبين لاحقا ً ان لا صحة لما قاله. هذا الهجوم من جبهة “النصرة” والجيش “الحر”, على الحزب في جرود بريتال وارغامه على الانتقال من موقع الهجوم الى الدفاع, ما هو إلا إنذار ورسالة للحزب ولأمينها العام السيد حسن نصرالله, بضرورة الانسحاب الفوري من الداخل السوري, مع تقديم الاعتذار للشعب السوري, وفي حال امتنع السيد وحزبه عن فهم هذه الرسالة وتجاهل الإنذار, إرضاء ً واكراما ً للجمهورية الايرانية, العاجزة تماما عن مساعدته, بعد ان اقحمت السيد وحزبه داخل مستنقعات الوحول السورية, غير أبهة لهما بسبب انشغالها في مراقبة الضربات الجوية على “داعش” في العراق وسورية من قبل الائتلاف الدولي, خصوصا بعد ان كثر الحديث في الآونة الاخيرة, عن ضرورة اشراك قوات برية في كل من العراق وسورية, ما يشكل بذلك خطرا ً في المستقبل على نفوذ ومصالح ايران على الساحتين العراقية والسورية. وإلا فان المعارضة السورية المسلحة المتمثلة بجبهة “النصرة” والجيش “الحر”, اللتين انتقلتا من موقع الدفاع الى الهجوم, بعد نجاحهما في تغيير قواعد اللعبة العسكرية على ارض القلمون لصالحهما, سيكرران فعلتهما وعلى نطاق واسع هذه المرة, ليستهدفا عمق الأراضي اللبنانية وتحديدا داخل نفوذ وبيئة “حزب الله”. كاتب لبناني

 

داعش” يرسل تعزيزات كبيرة إلى كوباني وامرأة تقود المقاومة الشرسة للمقاتلين الأكراد 

مرشد بينار (تركيا) – ا ف ب, رويترز:أرسل تنظيم “داعش”, أمس, تعزيزات كبيرة إلى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة تحولت معها المدينة الصغيرة الى رمز لمقاتلة هذا التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق. ورغم سقوط مربعهم الأمني في شمال عين العرب يوم الجمعة الماضي, نجح المقاتلون الأكراد الأقل تسليحاً من عناصر “داعش” في صد أكثر من هجوم وعلى أكثر من جبهة, في وقت واصل التحالف الدولي العربي شن غارات على مواقع التنظيم في محيط وداخل المدينة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن, امس, ان تنظيم “الدولة الاسلامية” يجلب “مقاتلين من الرقة وحلب”, معقلي التنظيم الرئيسيين في شمال سورية, مشيراً الى ان قيادته لجأت كذلك “الى إرسال أشخاص غير ملمين كثيراً بالأمور القتالية”. واضاف ان التنظيم المتطرف “وضع كل ثقله في المعركة” التي يخوضها منذ نحو شهر ويحاول خلالها السيطرة على هذه المدينة التي تبلغ مساحتها ستة الى سبعة كيلومترات مربعة, معتبراً أنها “معركة حاسمة بالنسبة له, إذ أن خسارته لها ستزعزع صورته أمام الجهاديين”. وذكر عبد الرحمن ان التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق “لم يتقدم كثيرا منذ ان سيطر الجمعة الماضي على المربع الامني للمقاتلين الاكراد” الذين تقودهم جماعة “وحدات حماية الشعب”.

وكان مقاتلو التنظيم تمكنوا من دخول المدينة الاثنين الماضي للمرة الأولى, بعد أن أحكموا قبضتهم على عشرات القرى القريبة من عين العرب منذ ان بدأوا هجومهم عليها في 16 سبتمبر الماضي. ويسيطر التنظيم حالياً على نحو 40 في المئة من عين العرب الواقعة في محافظة حلب والحدودية مع تركيا, خصوصاً المناطق الواقعة في شرقها بالاضافة الى احياء في الجنوب والغرب, كما يسيطر على المربع الأمني في الشمال الذي يبعد نحو كيلومتر واحد عن الحدود التركية. وهدف التنظيم هو ضمان السيطرة على شريط طويل على الحدود السورية – التركية. وقال عبد الرحمن ان معارك كر وفر تدور بين الطرفين, موضحاً “انهم (الدواعش) يقاتلون على أكثر من جبهة, لكن القوات الكردية تقوم بصدهم قبل أن يعاودوا الهجوم ويجري صدهم من جديد”. ويستميت المقاتلون الاكراد في دفاعهم عن مدينتهم, وشنوا هجمات عدة على أكثر من جبهة استهدفت إحداها آليات للتنظيم كانت تحاول الدخول الى المدينة, وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 36 مقاتلاً “داعشياً” على الاقل. كما حاول مقاتلو التنظيم المتطرف من جهتهم الوصول للمرة الاولى, اول من امس, الى الحدود التركية في شمال البلدة قبل ان ينجح الاكراد في دحرهم.

وأمس, سيطر هدوء حذر على المدينة بحسب ما افاد الصحافيون من الجانب التركي من الحدود, فيما سمعت بين الحين والآخر أصوات طلقات نارية. وكشفت معلومات متقاطعة أن المقاتلة الكردية ميسا عبدو تقود الى جانب مقاتل آخر القوات الكردية التي تدافع عن المدينة. وقال رامي عبد الرحمن ان “ميسا عبدو المعروفة باسمها الحربي نارين عفرين تقود قوات وحدات حماية الشعب الى جانب محمود برخدان (المقاوم بالكردية) في عين العرب”. وتحمل ميسا عبدو (40 عاما) كباقي المقاتلين الأكراد اسما حربيا هو نارين عفرين, في اشارة الى منطقة عفرين السورية التي تتحدر منها, الواقعة في محافظة حلب التي تضم عين العرب أيضاً. وقال الناشط الكردي في عين العرب مصطفى عبدي ان “الاشخاص الذين يعرفونها يقولون انها مثقفة وذكية وتتميز بهدوئها”, مضيفاً “إنها قدوة في الاخلاق والطيبة رغم قساوة الحياة العسكرية, وهي تتفهم نفسية مقاتليها … وتناقشهم في مشكلاتهم بشكل مباشر”. وتحمل العديد من النساء الكرديات السلاح في سورية والعراق ومناطق اخرى, ويقاتل معظمهن في صفوف “حزب العمال الكردستاني”. وتزامناً مع استمرار المعارك على الأرض, تشن قوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات متواصلة على معاقل المتطرفين, بينها تسع غارات قبيل منتصف ليل اول من امس استهدفت خصوصا الأحياء الشرقية. ولفت المرصد الى “سقوط قتلى بين المتطرفين وتدمير آليات” في هذه الضربات الجوية. ومنذ بدء الهجوم على عين العرب, قتل أكثر من 570 شخصاً في الاشتباكات وعمليات القصف والغارات الجوية, فيما فر 300 ألف شخص من المدينة وصل أكثر من 200 ألف منهم الى تركيا التي تمنع الاكراد من عبور الحدود نحو عين العرب, وتتعرض لضغوط دولية متزايدة للانخراط في الحرب ضد “داعش”. وفي هذا السياق, اعلن “حزب العمال الكردستاني” الانفصالي, على لسان أحد أبرز قادته جميل بيك في مقابلة تلفزيونية, عن إعادة مقاتلين من العراق الى تركيا بسبب معركة عين العرب, والتظاهرات الموالية للاكراد التي شهدت مقتل 34 شخصاً في تركيا وباتت تهدد عملية السلام مع أنقرة.

 

مؤتمر القاهرة: تعهدات بـ5.4 مليار دولار لإعادة إعمار غزة

المانحون أكدوا ضرورة التوصل إلى تسوية دائمة للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني

السياسة/ مليار دولار من قطر و500 مليون دولار من السعودية و200 مليون من الكويت ومثلها من الإمارات و450 مليوناً من “الأوروبي” القاهرة – وكالات: تعهدت الدول المانحة المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة, أمس, تقديم نحو 5.4 مليار دولار, لكنها ألحت على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل إلى تسوية دائمة للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال وزير خارجية النرويج بورغ بريندي, مساء أمس, في ختام المؤتمر الدولي لاعادة اعمار غزة الذي عقد في القاهرة, ان المانحين تعهدوا تقديم مساعدات “قيمتها قرابة 5.4 مليار دولار” للفلسطينيين. واضاف ان “نصف هذه المساعدات ستخصص لإعادة إعمار غزة”, مشدداً على ان المانحين “ألزموا أنفسهم ببدء سداد هذه المساعدات في اقرب وقت ممكن من اجل تحقيق تحسن سريع في الحياة اليومية للفلسطينيين”. وأكد أن رئاسة المؤتمر, التي تولتها النرويج بالاشتراك مع مصر, “تلح على المجتمع الدولي ان يلتزم بتعهداته وأن يقدم مساعدات سخية خلال السنوات المقبلة”. وعلى الفور, رحب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني رئيس لجنة اعادة اعمار غزة محمد مصطفى بنتائج المؤتمر, قائلاً “إنها نتيجة عظيمة وتصويت جلي لصالح الشعب الفلسطيني”. وخلال أعمال المؤتمر, وعدت قطر بتقديم مساعدات قدرها مليار دولار لتكون بذلك أكثر المانحين سخاء, فيما أعلنت السعودية, عبر مدير الصندوق السعودي للتنمية حسن محمد, عن مساهمتها بنحو 500 مليون دولار.

كما تعهدت الكويت تقديم 200 مليون دولار, وهو المبلغ نفسه الذي وعدت به كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا واليابان. بدورها, أعلنت كاثرين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان الدول الاعضاء فيه ستقدم في الاجمالي 450 مليون دولار خلال العام 2015 للفلسطينيين, فيما أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان بلاده ستقدم 212 مليون دولار مساعدات إضافية للفلسطينيين. كذلك, أعلنت ألمانيا عن تقديم 50 مليون يورو (63 مليون دولار), وفرنسا 30 مليون يورو (37.8 مليون دولار), وبريطانيا 32 مليون دولار, وإيطاليا 18.7 مليون يورو (22.7 مليون دولار), في حين أعلنت الجزائر عن تقديم 25 مليون دولار والسويد 10 ملايين دولار. لكن المانحين أعربوا بوضوح عن مخاوفهم من أن تذهب مساعداتهم سدى مرة أخرى إذا لم يتم التوصل إلى تسوية دائمة للنزاع بين الفلسطينيين واسرائيل. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الأكثر صراحة معبراً عن ذلك بلا مواربة, إذ قال في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر, “أقول بوضوح وعن اقتناع عميق اليوم ان الولايات المتحدة تظل ملتزمة كليا وتماما بالعودة الى المفاوضات ليس من اجل المفاوضات ولكن لأن هدف هذا المؤتمر ومستقبل المنطقة يتطلب ذلك”. واضاف كيري الذي كان يجلس على المنصة الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون “لا اعتقد ان اي شخص في هذه القاعة يريد ان يعود بعد عامين او اقل الى نفس المائدة للحديث عن اعادة اعمار غزة”, بسبب التقاعس عن “التعامل مع القضايا الاساسية” التي تؤدي الى تكرار النزاع. وأكد أن “وقف اطلاق النار ليس السلام”, مضيفاً “ينبغي ان نعود الى المائدة ومساعدة الناس على القيام باختيارات صعبة, اختيارات حقيقية, اختيارات بشأن ما هو أكثر من وقف إطلاق النار, لأنه حتى وقف اطلاق النار الاكثر ديمومة لا يمكن ان يكون بديلا (عن السلام لتحقيق) أمن اسرائيل و(لإنشاء) دولة و(ضمان) الكرامة للفلسطينيين”.

وكان السيسي خاطب في كلمته الافتتاحية اسرائيل بالقول ان “الوقت حان لانهاء النزاع مع الفلسطينيين”. واضاف أمام المؤتمر الذي شارك فيه موفدون من نحو خمسين بلدا بينهم وزراء خارجية نحو ثلاثين بلداً وممثلو هيئات اغاثية ومنظمات دولية أو سياسية مثل صندوق النقد الدولي أو جامعة الدول العربية “أقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لانهاء النزاع”. من جهته, دعا عباس في كلمته امام المؤتمر الى “مقاربة دولية جديدة” لتسوية النزاع وإنهاء الاحتلال, مؤكداً أن “المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى, بدعم سعينا لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي, يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال”. يشار إلى أن حكومة التوافق الوطني الفلسطينية وضعت خطة تفصيلية لإعادة الاعمار بقيمة أربعة مليارات دولار, وإن كان الخبراء يرون أن القطاع بحاجة الى مبالغ اكبر من ذلك وان العملية ستستمر سنوات عدة.

 

الجيش وفيروس حزب الله

فارس خشّان/يقال نت

من أجل حماية المؤسسات من الإنحرافات، أنشأت النُظم الديموقراطية أجهزة تفتيش ومساءلة.هذه الأجهزة ليست عدوة للمؤسسات المعنية بها، بل هي جزء منها، ومن دونها تفقد المؤسسات قانونيتها. وهذا يصح في كل المؤسسات، بما فيها المؤسسة العسكرية.

ويُفترض على أجهزة التفتيش والمراقبة أن تتفاعل مع ما تنشره وسائل الإعلام، لا أن تتغاضى عنه، فأُسس تطوير المؤسسات عالما، كان في هذا التفاعل مع ما اصطلح على تسميته بالسلطة الرابعة، التي يُفترض تكون سلطة تنبيه وتقصّي وفضح وتنوير، لا أجهزة بروباغندية، تقدّس غير المقدس. وتأسيسا على هذه القاعدة المؤسساتية التي لا يمكن التضحية بها، مهما كانت الإعتبارات، فإنه يبدو مستهجنا صمت أركان الجيش اللبناني العميق على فضيحة العثور، على بطاقة تسهيل مهمة مع مقاتل من "حزب الله" أسرته "جبهة النصرة"، على إثر غزوة جرود بريتال. البطاقة تنسب هذا المقاتل الميليشياوي الى الغرفة العسكرية في قيادة الجيش، أي أنها تسبغ عليه وعلى سلاحه وعلى تنقلاته وعلى مهماته القتالية صفة شرعية. هذه هي المرة الأولى التي تُطرح بطاقة مماثلة على الرأي العام. قبل ذلك، كانت هناك معلومات، تنقصها الوثائق، عن وجود آلاف البطاقات المماثلة. لم يكن أحد يتفاعل، على اعتبار أن في لبنان روايات كثيرة. هذه هي المرة الأولى التي يخرج الدليل الى العلن. وهذا الدليل، يقدّم الى الواجهة كل ما رُوي عن عمليات خطف وعن جرائم اغتيال وعن عمليات أمنية نفذها "حزب الله"، مستفيدا من غطاء بطاقات توفرها له مديرية المخابرات في الجيش اللبناني.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، جرى تهريب عناصر "حزب الله" الذين كانوا يتولون مهمة تفخيخ المصعد الذي يستعمله الوزير بطرس حرب، من خلال حضور أشخاص ادعوا، ببطاقات عسكرية، قدموها للسكان الذين كانوا قد ألقوا القبض على المتورطين.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، أيضا، فإنه في طرابلس، يتمكن مثيرو الإضطرابات الأمنية، من التحرك على أساس أنّ لهم صفة عسكرية. ووفق المعلومات التي تعرفها الطبقة السياسية، ولا سيما منها تلك التي مرّت على وزارة الدفاع الوطني، فإن "حزب الله" ينال كمية كبيرة من بطاقات "تسهيل مهمة"، على بياض، بمعنى أنه يعمد هو الى وضع الأسماء التي تُناسبه عليها، وهذا ما يسمح لمقاتليه ولأمنييه ولمخربّيه، أن يتحركوا، مع أسلحتهم، أينما شاءوا في لبنان، نهارا وليلا، علنا وجهارا، على أساس أنهم من المخابرات العسكرية.

وهذه آفة قديمة، لا تتحمل مسؤوليتها لا القيادة الحالية ولا وزير الدفاع الحالي، فكل من مرّ على وزارة الدفاع وعلى قيادة الجيش، منذ العام 1991، إنغمس وتورط فيها. ولكن قدم الآفة، لا يُبرر الصمت على استمرارها، لأنّ المؤسسة العسكرية، في زمن القراءة المذهبية لكل حدث أمني أو عسكري، الذي نعيش فيه، هي أمام مسؤولية كسب امتحان الثقة الوطنية الشاملة.

فالرهان على الجيش حاليا، هو أهم المسائل المطروحة في لبنان. ليس المهم أن يثق به "حزب الله"، ففي حالة الجيش الموزع لبطاقة تشهيل المهمة على بياض، فإن دعوة "حزب الله" الى الثقة بالجيش هي دعوة عمليا الى الثقة بعناصره الذين يتحركون، كما لو كانوا من الجيش اللبناني. الثقة التي يحتاجها الجيش هي من سائر اللبنانيين، ولا سيما منهم أولئك المدعوون الى عدم الرهان على التنظيمات "الجهادية" المسلحة، بصفتها الأداة الوحيدة القادرة على مواجهة "حزب الله" ومحاربته. إن الجيش اللبناني ، يعاني حاليا، أي في الفترة التي يريده كثير من اللبنانيين شبكة خلاص من التطرف المسلح، من تهمة "حزب الله"، بسبب سلوكيات تنسيقية تصل أحيانا الى حدود الاندماجية، وفق ما ينضح به كوب بطاقات "تسهيل المهمة". وجيش لبناني متهم بحزب الله، يستحيل أن ينجح بالتحدي المطروح عليه، خصوصا مع وجود خيارات مذهبية بديلة منه، فإذا أصيب الجيش بعاهة التمذهب وهن وسقط. وعلى الجيش أن يستفيد من دروس سوريا والعراق. ما من شعب إلا ويريد جيشا يحميه. هذه قاعدة قديمة جدا.  ولكن ، عندما يسقط الجيش في بؤرة استعماله مذهبيا أو فئويا، يبدأ القسم المتضرر من الشعب بالإبتعاد عنه، والقبول بأي جيش بديل يُطرح عليه. حينها لا يعود من نفع لأي سلاح متطور ولا لأي ذخيرة متوافرة. هذه انحرافات تولّد الحروب الأهلية. عرفها لبنان في منتصف السبعينات. عرفتها سوريا والعراق، حاليا. حان الوقت لإيجاد إطار ضاغط لمعالجة الجيش من فيروس "حزب الله". التطورات الدراماتيكية لا تُساعد على مزيد من التسويف ومن الإرتخاء ومن التغاضي، ومن الاسترضاء من أجل كرسي رئاسية مخلعة ومنصب وزاري مهلهل. التطورات تضغط. الخيارات تتوسع. لا بد من إنقاذ الجيش قبل فوات الأوان. لا بد من سحب كل بطاقات تسهيل المهمة المعطاة لحزب الله على بياض. من يحب الجيش، يزوّده هو ببطاقات تسهيل مهمة، ولا يأخذها منه!

 

راية التحالف بين... الهلالين التركي والإيراني

جورج سمعان/الحياة

13 تشرين الأول/14

مدينة كوباني ليست فخاً لتركيا وحدها. بدأت تثير كماً من أسئلة لا أجوبة واضحة عنها. وغبار القتال الدائر في شوارعها طغى على كثير من الأحداث لكنه لم يغيّبها، عين العرب حاضرة في عين المواقف التي تتناول تركيبة التحالف الدولي - الإقليمي وخططه وأدوار أطرافه. ما يحكم مواقف هذه الأطراف هو غياب خريطة الطريق والأهداف الواحدة، ومآل هذه الحرب التي يتفق الجميع على أنها ليست الحل الوحيد، أو الأساسي للقضاء على الإرهاب. لذلك، تدور تحت سقف الطائرات وغاراتها في العراق وسورية حروب أخرى ترفع وتيرة الصراع المذهبي في المشرق العربي وشبه الجزيرة. وتنذر باتساع رقعة المواجهة الإقليمية بين إيران وخصومها، بخلاف الآمال التي أشاعها التغيير في بغداد، حيث يبدو أن قطار السيد حيدر العبادي توقف في العقبة. وصور الحرب المفتوحة بين «القواعد» والشيعة من صنعاء إلى البقاع وطرابلس تنذر بالمزيد، وربما كانت سبباً رئيسياً في إطالة أمد المواجهة مع «داعش» والإرهاب في الإقليم الذي قد ينزلق إلى حرب واسعة تكسر الاستعصاء المستحكم، وترغم الجميع على العودة إلى جادة السياسة والتسويات.

كوباني التي يجب إنقاذها ونصرة أهلها من سكاكين الهجمة الوحشية ليست سوى رأس جبل الجليد الذي يقف حجر عثرة في طريق التحالف. ما خلف هذا الجبل لا تعالجه الآلة العسكرية مهما عظمت. والدليل أن كل هذه الغارات والجبهات المفتوحة لم تحل دون تقدم «داعش» على الأرض في العراق وسورية، ولم يتوقف إمداد التنظيم بالشباب طوعاً أو كرهاً. والجدال الدائر بين تركيا والآخرين يجب أن يتجاوز الكلام على مسؤوليتها الأخلاقية عن إنقاذ المهددين بسيوف «الدولة الإسلامية». الحاجة ملحة إلى تحرك سياسي دولي وإقليمي يواكب الحملة العسكرية على الإرهاب... وإلا فلا شيء يرجى من هذه الحرب، بل قد تزداد عنفاً واتساعاً وتطول وتطول. حري بأطراف التحالف أن يناقشوا قبل توزيع المهمات التي وعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بإنجازها في الأسابيع المقبلة فتح الملفات السياسية ليحددوا الأهداف النهائية من هذه الحرب.

جميعهم تحدثوا عن الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الجماعات لكنهم لم يطرحوا حلولاً لمعالجتها وإزالتها لتكون الحرب الميدانية أكثر نجاعة في استئصال «داعش» وأخواته. وخير دليل ما يجري في العراق. حتى الآن لم يكمل حيدر العبادي تشكيلة حكومته. ينقصها الوزيران الأساسيان للداخلية والدفاع. ولم يفلح الأميركيون في التفاهم مع العشائر السنّية. وفكرة إنشاء قوات الحرس لكل محافظة لا تزال قيد الدرس. فيما «الخليفة أبو بكر» يسعى إلى مزيد من «الولايات». والقرى والنواحي القليلة التي حُررت من مقاتليه لم يعد إليها أهلها. يشكون من تغول الميليشيات و «قوات الحشد الشعبي» التي يتهمونها بممارسات مذهبية انتقامية، سعياً إلى تغيير معالم هذه المناطق ديموغرافياً! في ظل هذه المشاعر كيف يمكن التحالف إقناع أبناء العشائر السنّية بالانضمام إلى المعركة؟

لا يقتصر هذا الصراع المفتوح على الشارع العراقي، بل بدأ يتجاوز إلى مواقف الناس والحكومات، من اليمن إلى سورية ولبنان. وينذر بخطر تفاقم الصراع المذهبي في الإقليم. كأن الباب الذي فتح في بغداد لإعادة بعث السياسة أُعيد إقفاله سريعاً. الحرب الشيعية - السنّية تتسع. يتنامى سكوت الشارع السنّي عن الحركات الجهادية، وإن لم يتماهَ مع أفكارها وتشددها العقائدي ووحشيتها، ما دامت تأكل من رصيد إيران وحضورها وتأثيرها في العالم العربي. ففي اليمن أعلن «القاعدة» الذي ينتشر على مساحات في الجنوب وشرق الجنوب، الحرب على الحوثيين. وهي بلا شك ستستقطب مجاميع من السنّة الذين أغضبهم ويغضبهم ما فعله «أنصار الله» في صنعاء. ولن يكون بمقدور «الحراك الجنوبي» المتحالف مع عبدالملك الحوثي، أن يمسك بشؤون جنوب البلاد. ستكون المنطقة تحت قبضة «القاعدة» الذي لم تفلح الطائرات الأميركية والجيش اليمني في اقتلاعه. هذا الاختراق الإيراني لجنوب شبه الجزيرة لم يثر مخاوف أهل مجلس التعاون وغضبهم فحسب. الرئيس السوداني عمر البشير الذي تربطه علاقات جيدة مع طهران، وصف الحوثيين بأنهم أشد خطراً من «داعش»! وكان أقفل المؤسسات الثقافية للجمهورية الإسلامية في بلاده في خطوة سماها «استراتيجية وليست تمويهاً للخليجيين».

اليمن الذي يكاد يغيب عن جدول الأعمال الدولي صورة أخرى من صور الحرب المفتوحة في المنطقة التي تقلقها سياسة إيران في العالم العربي. كأن إمساك طهران بصنعاء ورقةٌ احترازية في مواجهة عودة الأميركيين إلى العراق، وما يمكن أن تقود إليه الحملة على «داعش» في سورية، وخطط أنقرة في هذا المجال. ولا جدال في أن الجمهورية الإسلامية - ومعها روسيا أيضاً - لا ترغب في رؤية مثل هذه العودة. لم تنحنِ تماماً أمام عاصفة «داعش» في العراق وإن قدمت بعض التنازلات. ما تخشاه أكثر ما يعد لسورية. هنا، لا يضع التحالف القضاء على مقاتلي «الدولة الإسلامية» هدفاً ملحاً ما داموا يستنزفون النظام. كما أن «حزب الله» الذي زج بعناصره في الميدان السوري سيضطر إلى إعادة النظر في حساباته بعدما نقل من يسميهم «التكفيريون» المعركة إلى حضنه وحواضنه. وبعدما بدأت الساحة اللبنانية تغلي استعداداً للأسوأ، من الجنوب الشرقي والبقاع إلى طرابلس شمالاً. وليس أسهل من اتساعها مع اتساع الصراع المكبوت بين تجمعات اللاجئين وبعض المكونات اللبنانية التي باتت تنظر إليهم مشروع حاضنة للجهاديين.

هذه الجبهات التي بدأ تسخينها ليست وحدها مصدر قلق لطهران وحلفائها. عملية «حزب الله» ضد دورية إسرائيلية تحمل جملة من الرسائل، لعل من أهمها التعبير عن قلقه من تمدد «جبهة النصرة» على طول الحدود في الجولان. أن تصبح هذه الحدود بيد فصائل المعارضة السورية يعني أن التماس بين إيران والدولة العبرية لن يعود قائماً، إذا أخذنا في الاعتبار أن الحدود في جنوب لبنان يحرسها المجتمع الدولي عبر قوات الأمم المتحدة.

وتبقى تركيا هاجساً كبيراً لإيران التي حذرتها من أي تدخل في سورية. بالطبع، ليس هذا التحذير ما يعوق أنقرة. وإذا حدث مثل هذا التدخل قد لا يكون أمام الجمهورية الإسلامية سوى الاندفاع إلى الساحة العراقية. وليس في وارد أي من اللاعبين انزلاق الأوضاع في المنطقة هذا المنزلق. قيل الكثير في أسباب إحجام تركيا عن التدخل لمنع سقوط كوباني: تريد الثأر من موقف حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي هادن دمشق وخرج على تحالف المعارضة. وتخشى الانجرار إلى حرب مع «داعش» على مساحة واسعة من الحدود. وتخشى أيضاً خلايا نائمة في أراضيها لمجموعات إرهابية. ولا تريد تعزيز قدرات الكرد عموماً، خصوصاً عناصر حزب العمال. وكانت ولا تزال تنادي بمنطقة آمنة، وبأن يكون بين أهداف التحالف إسقاط نظام بشار الأسد. إلى كل ذلك تتنازعها رغبتان: لا تريد الخوض في هذا الصراع المذهبي في الإقليم، لأنها لا تريد المواجهة المباشرة مع إيران، ومن ثم مع وروسيا بعدما كانت حتى اليوم تنأى بنفسها عن هذا الصراع. من جهة أخرى لا تخفي مشاعرها حيال ما تعرض ويتعرض له أهل السنّة في كل من العراق وسورية. تسعى الى استعادة راية السنة في الاقليم، واستعادة هلال الاقليم من إيران وغيرها. ويتساءل المسؤولون الأتراك علناً عن هذه الهبّة الدولية لحماية كوباني وكردها، في حين يرتكب النظام في دمشق مجازر يومية في حق أحياء وقرًى سنّية ولا يحرك أحد ساكناً؟

في غياب استراتيجية واضحة للتحالف، لا ترغب تركيا في أن تزج بنفسها وحيدة في هذا الأتون. ولا يمكنها أن تجازف باجتياز الحدود مع سورية من دون غطاء دولي. ما الفرق بينها وبين ما فعلته وتفعله روسيا في أوكرانيا؟ هل تلتف وحدها على القانون الدولي وتجازف بحرب مع النظام في دمشق ومن وراءه؟ وترفض بالطبع اتهامها بأنها سهلت وصول كل أنواع المقاتلين إلى سورية وأنها مسؤولة عن هذا الوضع. موقفها تبدل الآن بعد انضمامها إلى التحالف. وتحسب اليوم ألف حساب للتعامل مع القوة الجديدة على حدودها، وما يمكن أن تشكله من تهديد مستقبلي لهذه الحدود. وترى أن من حقها السؤال هل قيام «داعش» مسؤوليتها وحدها؟ ماذا عن الولايات المتحدة التي تعامت ولا تزال تتعامى ومعظم شركائها الأوروبيين عن السياسة التي نهجتها حكومتا نوري المالكي في العراق، وتعامت وتتعامى عما يحصل في سورية؟ وماذا عن مسؤولية إيران التي لا تنفك إلى اليوم تعتمد سياسة «التغول والتمكين» في كل أرجاء العالم العربي؟ لماذا لا يتحرك أقطاب التحالف لوقف ما يحدث في اليمن؟ لماذا لا يوقف القتل والتدمير والتهجير في سورية؟

موقف تركيا لا يلتقي مع موقف أميركا. وليست وحدها في هذا الموقف. تشاركها فرنسا والأطراف العربية في التحالف. لكل من هذه الأطراف نظرته وحساباته الخاصة. ولا يستبعد أن يعيد بعض المنخرطين فيه النظر في مشاركتهم ما لم توضع خطة واضحة تحدد الأهداف النهائية من هذه الحرب عسكرياً وسياسياً، خصوصاً في الساحة السورية. الأمر الذي سيهدد تماسكه. وليس سراً أن واشنطن لا ترغب في مشروع حرب لإطاحة الرئيس الأسد. تحاذر أن يجر ذلك إلى إطاحة رهانها الطويل على تسوية ديبلوماسية للملف النووي الإيراني. ليس هذا فحسب، بل تنظر إدارة الرئيس باراك أوباما إلى الفصائل السورية المقاتلة على الأرض فتجد أن الفصائل المعتدلة هي الأضعف. وهي تراهن اليوم على أن تدفع التطورات في المسرح الشامي إيران وحلفاءها وروسيا إلى استعجال تسوية سياسية ربما بات أهل النظام في دمشق مستعدين لها في ضوء الخيبات والخسائر الكبيرة التي أصابتهم وتصيبهم.

 

ذبّاحون... وعراة

غسان شربل/الحياة

ملأت كلمة «داعش» الدنيا وشغلت الناس. احتلت الشاشات والصفحات الأولى واستولت على المقالات. تسللت إلى مكاتب أصحاب القرار في المنطقة والعالم. شغلت الحاكم ومستشاريه وجنرالاته. منذ عقود لم تُثِر كلمة واحدة هذا القدر من الذُّعر. دول تتحسّس أطرافها. وأقليات تتحسّس أعناقها. لم يسبق لكلمة واحدة أن دخلت وبمثل هذه السرعة إلى كل مكان. حضرت فجأة في المكتب البيضاوي وأرغمت الرئيس الهارب على العودة إلى الشرق الأوسط. حضرت أيضاً في مكاتب أصحاب القرار في باريس ولندن وبرلين وطهران وعواصم أخرى كثيرة. غرق العالم في سؤالين متلازمين: ماذا يفعل «داعش»؟ وماذا سنفعل بـ «داعش»؟ لو كان أسامة بن لادن حياً لشعر بالغيرة من البغدادي. قدرة «الخليفة» على الترويج والتسويق والترويع فاقت كل أساتذته. احتاج اسم «القاعدة» إلى ارتكابات كثيرة ليحتل الصدارة. ثمة فارق بين التخفي في أفغانستان وباكستان وإعلان دولة تمتد من بلاد العباسيين إلى بلاد الأمويين. ومَنْ يدري فقد يذكر التاريخ أن غزوات الموصل والرقة وكوباني كانت أشدّ وقعاً وهَوْلاً من «غزوتي نيويورك وواشنطن».

غيَّر تنظيم «داعش» الحسابات والأولويات. ها نحن نرى تحالفاً دولياً- عربياً يضم عشرات الدول تشارك طائراته في حرب على التنظيم. وها نحن نسمع أن هذه الحرب قد تستغرق سنوات أو عقوداً، وأنها تحتاج إلى الصبر والتكيُّف والتنسيق. ونسمع أيضاً سيناريوات كثيرة، وأن ما بعد «داعش» ليس كما قبله. وأن الخرائط تحتاج إلى جراحات في داخلها إذا أرادت الاحتفاظ بما كانت عليه قبل إطلالة التنظيم، وأن على المكوّنات تجرُّع سمّ التعايش ومتطلباته إن هي أرادت النجاة من سم «داعش».

«داعش» تنظيم رهيب، شديد الخطورة. التعايش معه مستحيل، والحل الوحيد هو استئصاله. لكن عملية الاستئصال هذه تحتاج إلى قراءة حقيقية لما حدث ويحدث. ثمة محاولة للإيحاء بأن المشاكل الفعلية بدأت مع إطلالة «داعش» وبسببها، وهذا غير صحيح على الإطلاق.

قبل استيلاء «داعش» على الموصل في 10 حزيران (يونيو) الماضي كان العراق متجهاً نحو مزيد من التفكُّك. تدهور مستمر في العلاقات الشيعية- السنية وتدهور واضح في العلاقات بين بغداد وأربيل. كشفت مناورات ما بعد الانتخابات الأخيرة هشاشة المؤسسات العراقية، وكشفت غزوة الموصل فضيحة إعادة بناء الجيش العراقي. وقبل إعلان «دولة الخلافة» كان التفكُّك السوري واضحاً للعيان، وكانت أرقام القتلى والنازحين ترشّح الأزمة السورية لدخول موسوعة «غينيس». وقبل أن يشغل «داعش» المنطقة والعالم كان الانحدار اللبناني خياراً راسخاً في بلاد الأرز. أُصيبت الطبقة السياسية العراقية بالذُّعر من استيلاء «داعش» على مساحات واسعة من البلاد. استنجَدَت بالجيش ذاته الذي كانت ابتهجت بانتهاء احتلاله أراضيها. دفع القائد العام نوري المالكي ثمن انهيار فرق من الجيش أمام «داعش». تخيّلنا للوهلة الأولى أن الشعور بالخطر الذي يشكّله «داعش» سيدفع السياسيين العراقيين إلى استخلاص العِبَر والعودة سريعاً إلى الشراكة بعد سنوات من الشراهة. اخطأنا في الحساب. إذا استثنينا غارات التحالف على مواقع «داعش» والدعم العسكري فإن شيئاً لم يتغيّر. كيف تربح دولة الحرب على «داعش» إذا كانت عاجزة عن تعيين وزيرين، الأول للدفاع والثاني للداخلية. هذا فظيع. وكما في العراق كذلك في سورية. هجاء شديد لـ «داعش» والفكر التكفيري والمؤامرة ومموّليها. لم نسمع مثلاً أن الكتائب المعتدلة في المعارضة السورية وحّدت قوّاتها. لم نسمع أن النظام الذي يراقب غارات تُشنّ على أرض بلاده من دون استئذانه، أقدم على مبادرة ولو محدودة. لم نسمعه مثلاً يقول إنه مستعد لوقف النار مع المعارضة غير التكفيرية وإنه مستعد لنقل صلاحيات جدّية إلى رئيس حكومة ذات تمثيل فعلي لمختلف المكونات. هذا فظيع.

وكذلك في لبنان. مشاهد مريعة ومعيبة. بلد يشكِّل اللاجئون السوريون ما يقرب من ثلث سكانه. وتتسرب النار عبر حدوده وداخل بعض مدنه. بلد لم يبقَ من وحدته إلا جيشه، وهو مهدَّد، وعلى رغم ذلك يستمر مسلسل احتقار اللبنانيين. منطق الشراهة يحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، ويضاعف هشاشة الحكومة. هجاء عنيف لـ «داعش» والتكفيريين واستمتاع ساديّ برؤية القصر بلا رئيس. هذا فظيع. كشفت إطلالة «داعش» عمق أزمتنا. أزمة علاقتنا بتاريخنا وحاضرنا. أزمة علاقتنا بالآخر في مجتمعنا. أزمة علاقتنا بفكرة الدولة والمؤسسات. كشفت الأزمة كم نحن عراة أمام نهج الذبّاحين. وعلى رغم ذلك نتغطى بهجاء «داعش» ولا نستكمل حكومة في بغداد ولا نُطلق مبادرة في دمشق ولا ننتخب رئيساً في بيروت. نهجو «داعش» ونواصل انحدارنا فيما تدور على أرضنا حرب يمكن اعتبار الغموض أحد جنرالاتها.

 

13 تشرين... هذه المرة !

نبيل بومنصف/النهار

13 تشرين الأول 2014

قد يبدو غريباً ان تتخذ ذكرى عملية ١٣ تشرين الاول ١٩٩٠ هذه السنة تحديداً دلالات وأبعاداً يحتاج الى استخلاصها اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً اكثر من كل المناسبات السابقة. لسنا ممن انزلقوا الى اسقاط كل ما نراه من أهوال وفظائع تجري في العراق وسوريا على الواقع اللبناني، ولو ان اي شيء في هذا الواقع لا يثير الا الخوف من الآتي المفترض الذي تبدو فيه المناعة الداخلية امام خطر يوازي خطر الارهاب المهدد للحدود. مع ذلك تملي ذكرى ١٣ تشرين الاول حصراً تحفيز عامل قوة لدى اللبنانيين يتصل بنضج التجربة لديهم حيال مسألة مصيرية بالكامل هي كونهم من أوائل الشعوب العربية التي ذاقت بعد الفلسطينيين مرارة انتظار انقاذ يأتيهم من تقاطعات دولية حين تكون حرب المصالح الخارجية ساحقة للمجموعات والشعوب.

في لحظة مقارنة بين حقبة وأخرى على اختلاف المتصارعين وطبيعة الدول المنكوبة، لا بد من التذكير بان لبنان شهد قبل ١٣ تشرين الاول وتحديداً في ١٣ نيسان ١٩٧٥ الشرارة الاولى للتضحية الخارجية به بتقاطعات المصالح والصفقات. ليس اقرب من هذا النموذج الآن سوى معركة كوباني التي يستبسل الأكراد في الدفاع عنها بما لا يقاس بمعركة ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية، فيما تجري على نار هذه المقاومة الكردية الأسطورية احدى اشد الألاعيب الدولية - الاقليمية اثارة للتقزز ويضحى بمئات الآلاف من ابنائها "انضاجاً" للشروط التركية للتدخل البري بعد فوات الأوان. لذا يتعين على اللبنانيين، ولا سيما منهم المسيحيون، ان يمضوا بلا هوادة في تحصين جبهة التمترس الشامل وراء الجيش، أقله كما تنبىء شعاراتهم ومواقفهم في إطارها العام الغالب، ولكن ثمة اضافة ضخمة لعلها اهم وأخطر في قصورهم عن استكمال هذا الموقف لم تعد تحتمل اي اضافة في العد العكسي. هل يكفي ان يغضب مسيحيون للاستفزاز الذي يثيره خطاب التخويف والاستهانة الذي يستحضر خطر التكفيريين للزعم انهم في حاجة الى حماية؟ وهل كان يمكن أيا كان ان يرفع لواء هذا التخويف والتوظيف لولا انكشاف المسيحيين في أزمة الفراغ الرئاسي وتخبط الرؤى المتناقضة لدى قواهم ومرجعياتهم بما فيها المرجعيات الدينية حيال وسائل مواجهة الخطر المحدق بالمسيحيين؟ ثم، وهنا الأهم، اذا كانت التفاعلات الحارقة للصراع المذهبي في لبنان اختبأت وراء انقسامات المسيحيين وتنافسهم ومعاركهم الصغيرة أفلم يحن الأوان امام خطر وجودي حقيقي لمغادرة المربعات العتيقة بقلب الوضع رأساً على عقب بملء الفراغ الرئاسي قبل فوات الأوان؟ وثمة ما يستدعي هنا صراحة فجة تتصل بتصاعد منطقي لأسئلة وشكوك حول ما اذا كان الفراغ الرئاسي قد أسلس الطريق للإطاحة بالنظام فيما المترفون بالتعطيل هم آخر من يدري ماذا يرتكب باسمهم

 

لماذا أضرم لبناني النار في نفسه ببلجيكا؟

عطاء الله مهاجراني/ صحافي ايراني

الشرق الأوسط

13 تشرين الأول/14

ما الذي يمكن أن يدور في ذهن رجل في الأربعينات من عمره في اللحظة التي يسكب فيها البنزين على جسده، ثم يتناول عود ثقاب ويشعله ليضرم النار في نفسه؟ وفي اللحظة التي تحرق فيها ألسنة اللهب وجهه وعينيه، ما هي طبيعة اللهب الذي كان يحرق روحه؟ أعتقد أنه لا بد أن هناك لهبا مستمرا ومتأججا في ذهن المرء كي يقدم على مثل هذا العمل ويشعل النار بنفسه، مثلما فعل الرجل اللبناني.

جاءت الأنباء التي تناولت الحادث مقتضبة وبسيطة في صياغتها، بل وأغفلت حتى ذكر اسم الرجل. وقالت الأخبار إن رجلا لبنانيا نقل في حالة خطيرة لأحد المستشفيات يوم الجمعة الماضي، بعد إشعاله النار بنفسه أثناء مشاركته في مظاهرة نظمها مهاجرون غير موثقين، أي لا يتمتعون بالإقامة بشكل رسمي في البلد، في قلب مدينة بروكسل.

يذكر أن المظاهرة شارك فيها قرابة 300 فرد، ونسقتها مجموعة «صوت غير الموثقين» في قلب العاصمة البلجيكية بروكسل للمطالبة بحقوق لهم. غير أنه وأثناء المظاهرة فوجئ المشاركون برجل وهو يشعل النار بنفسه، حسبما أفادت وكالة الأنباء البلجيكية.

وقد هرع المشاركون في المظاهرة نحو الرجل لإخماد النيران، وعلى الرغم مما قاموا به من مساعدة لإخماد اللهب فإن الرجل أصيب بالفعل بحروق شديدة في الوجه واليدين. وبعد ذلك، تم نقله لأحد المستشفيات القريبة. وأعلنت الشرطة البلجيكية أن حياة الرجل «في خطر».

هذا الرجل في الأربعينات من عمره، ويخالجه شعور قوي بالإحباط، وعدم وضوح المستقبل لديه، وقد قرأت تعليقا يعكس تفكيرا عميقا في أحد المواقع الإلكترونية اللبنانية، وجاء فيه الآتي:

«السياسيون في الدولة الفاشلة لبنان يتحملون مسؤولية ما حصل لهذا الرجل. كل مهاجر لبناني يتحزب لسياسي أو لرجل دين في لبنان هو غبي وأحمق. إنني أشمئز عندما أرى لبنانيين في بلاد الاغتراب يجتمعون ليستمعوا لسياسي أو رجل دين لبناني، ولكي يحتفوا به، بعد أن هجّرهم هؤلاء السياسيون ورجال الدين ليبقوا هم وأولادهم ليتنعموا بالوطن».

ويتضح من ذلك أن الزواج أو الجسر الذي أقيم بين الدين والسياسة أثمر ظاهرة جديدة ليست بدين ولا سياسة. ويعني ذلك أن كل ظاهرة قد تفقد هويتها، وتتحول إلى شيء آخر غريب.

من جهته، يصف أمين معلوف، الروائي اللبناني، بدقة هذا التحول في الهويات في روايته الأخيرة «التائهون»، حيث يقول: «الحكومة لم تعد حكومة، والجيش لم يعد جيشا، والأديان لم تعد أديانا، بل طوائف وأحزاب وميليشيات» (التائهون، ص 80).

للأسف، نحيا في عصر من عصور التاريخ يسوده الجنون والاندفاع، حيث تطالعنا كل يوم أنباء الموت والتفجيرات الانتحارية والتفجيرات وقطع الرؤوس والذبح وما إلى ذلك. وربما يبدو خبر الرجل اللبناني الذي أشعل النار بنفسه غير ذي أهمية في خضم كل هذه الأنباء التي تحوطنا من كل جانب. لماذا؟ لأننا لا نعرف حتى اسمه، ولم يعبأ صحافي بمتابعة القضية للتعرف على جذور الحادث.

في مارس (آذار) الماضي، نقلت لاجئة سورية إلى وحدة الرعاية المكثفة بمستشفى السلام في طرابلس بلبنان، بعد إشعالها النار بنفسها في اليوم السابق، اعتراضا على عجز أسرتها عن الحصول على مساعدات غذائية.

اللاجئة السورية واسمها مريم الخولي، وهي أم لأربعة أطفال، أشعلت النار بنفسها داخل مركز تسجيل تابع للأمم المتحدة، ونقلت للمستشفى مصابة بحروق خطيرة. وتبعا لما أفاده أحد الشهود، فقد أخرجت مريم زجاجة بلاستيكية صغيرة من حقيبة يدها، وألقت بمحتوياتها على رأسها وملابسها، ثم أشعلت النار في نفسها. وقال زوجها، خالد الضاهر، إن الأسرة لا تملك مالا لسداد الإيجار أو شراء طعام.

والآن، هل هناك تشابه بين هذين الشخصين؟ أحدهما أشعل النار في نفسه ببروكسل، والآخر فعل الشيء نفسه في طرابلس.

بالطبع، يمكننا التوصل للسبب الرئيس وراء هذه الكارثة، وهو باختصار أن هذين الشخصين والكثيرين غيرهما ممن ماتوا في صمت، من دون أن نسمع بهم، فقدوا بوصلتهم في الحياة.

إننا نواجه مجموعة غريبة من الأفراد اليوم ممن لا ملاذ آمنا لهم، ولا مال لديهم يكفي لشراء ضروريات الحياة العادية، ومن دون ملاذ روحي أو فعلي في الحياة. وللأسف ينتهي هذا الوصف بكلمة الموت.

في الغرب، تتمثل المسؤولية الرئيسة على عاتق الحكومات التي استمدت شرعيتها وسلطتها من أصوات أبناء شعبها في حل مشكلاتهم، وإزالة العقبات من طريق البلاد، بمعنى أن الحكومات تخلق بيئة مريحة لأبنائها كي يعيشوا فيها. وأحيانا يطلق على هذه الحكومات اسم «دول الرفاه».

وتعتمد المسؤوليات والمهام الرئيسة للحكومات على وجود استراتيجية وبرامج واضحة. أما في دولنا في الشرق، فترغب الحكومات أو الأحزاب العسكرية في إرسال شعوبها للجنة. ويخلق هذا تناقضا واضحا، حيث تخلق هذه الحكومات جحيما في بلادها كي ترسل أبناءها للجنة، وبالتالي، لم يخطر ببال مسؤوليها بناء حياة مريحة في الدنيا، وإنما يعيش مواطنو هذه الدول في ظل حالة دائمة من الخوف والتهديد، ويعيشون مثل الطائر المسجون بقفص حديدي ضيق. وعندما تتحدث إلى شباب عبر شبكة الإنترنت، فإن غالبيتهم يؤكدون على رغبتهم في الرحيل عن بلادهم، بل ويبدون استعدادهم للعمل حتى في مقاه أو مطاعم وما إلى ذلك في الخارج.

وأحيانا نقرأ في الصحف عن شباب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفقدون حياتهم أثناء محاولتهم الفرار من بلادهم. أما من يتمكنون من السفر إلى الغرب فيواجهون مشكلات قانونية عسيرة للحصول على تأشيرة دائمة والحصول على وظائف وبناء حياة جديدة هناك.

وتعد الأم السورية التي أحرقت نفسها والرجل اللبناني الذي حاول قتل نفسه بالطريقة ذاتها في بلجيكا مثالين جليين على هذه المأساة. إن الوجوه والأجساد المحروقة صيحة إيقاظ للجميع، خاصة صانعي القرار بلبنان وسوريا.

 

لماذا تسكت تركيا؟

عبد الرحمن الراشد

الشرق الأوسط

القوة المؤثرة القادرة فعلا على إسقاط النظام السوري، ومحاصرة الجماعات المتطرفة في سوريا، والقادرة على دعم النظام العراقي وحماية إقليم كردستان العراق، هي تركيا. مع هذا امتنع الأتراك عن فعل شيء مهم، وبسبب ذلك بقي نظام الأسد يعيث ويقتل على مدى أكثر من 3 سنوات، وانتشرت الجماعات المتطرفة، وبقي ظهر إقليم كردستان عاريا بلا حماية.

فلماذا ترفض أنقرة أن تلعب دورا حاسما، وتترك الساحة للآخرين؟

هل تخشى من التورط العسكري؟

سوريا على حدودها، وما يجري هناك يمس أمن تركيا أكثر من السعودية والخليج وإيران، ومع هذا فإنها أكثر ترددا، حتى إن إيران أرسلت قوات من الحرس الثوري يقاتلون في صفوف نظام الأسد، ويقومون بتزويده بكل شيء من المال والمدافع والخبز، أما الحكومة التركية فإن دعمها حذر ومحدود، فتحت الحدود للمقاتلين مع شيء من الرعاية السياسية والعسكرية.

فقط انحازت أنقرة سياسيا مع الثورة السورية، لكنها عطلت قدرتها العسكرية الضخمة عن التدخل، تاركة الجارة المهمة مسرحا للقوى الإقليمية والكبرى يلعبون على حساب السوريين وعلى حساب مصالح تركيا. ولو أن الأتراك نفذوا وعيدهم المتكرر، وساعدوا على إسقاط نظام الأسد، لأصبحت أنقرة العاصمة التي تدار منها الحلول المستقبلية، بدلا من الفوضى التي نراها اليوم. ولا يستطيع بلد أن ينازع تركيا هذا الحق، حق التدخل، بحكم الجيرة، فهي أكبر الدول المجاورة، والأقرب للأغلبية السنية، والأقرب أيضا للأقلية العلوية، عدا عن الرابطين التاريخي والاقتصادي.

لا ينقص الأتراك الذريعة للتدخل، بل سيجدون دعما دوليا كبيرا، وشعبية واسعة في العالم الإسلامي. لقد تحرش النظام السوري بتركيا عدة مرات، وقصف أراضيها، وأسقط لها طائرة، واختطف ناشطين سوريين من داخل أراضيها، وقتل مواطنين أتراكا على أراض سورية. هل هناك محظور قانوني يردعها؟ الولايات المتحدة ردت على دمشق، التي وصفت نشاط التحالف العسكري في أجوائها، بأنها خرق للسيادة، قائلة إنه لم يعد هناك نظام له شرعية في سوريا، ومن حق أي دولة الدفاع عن مواطنيها في حال عجزت السلطة المحلية عن بسط نفوذها. تدخلت بعد قتل رهائن أميركيين وبريطانيين، واعتبرته مبررا كافيا لملاحقة الجماعات المسلحة، دون الحاجة إلى موافقة السلطات السورية، أو إذن من مجلس الأمن.

لقد خيبت تركيا آمال ملايين السوريين الذين رفعوا العلم التركي منذ بداية الثورة، آملين أن تنجدهم حكومة أنقرة، وأحبطت مشاعر ملايين العرب الغاضبين الذين صاروا يتطلعون لدعم فرنسا وبريطانيا، بعد أن أصبحت الوعود التركية بلا معنى. وقد استغل الإيرانيون هذا العجز التركي وفضحوه عربيا، حيث قام بالتشهير بالأتراك حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن الحكومة الإيرانية حذرت الحكومة التركية من أي تواجد عسكري بري في سوريا، ومن أي عمل يؤدي إلى تغيير جذري في سوريا!

ما قيمة تركيا العسكرية إذا كانت لا تستطيع أن تنجد شعبا ذبح منه ربع مليون إنسان؟ لماذا تكون عضوا في حلف الناتو الغربي وتشاركه التوازن الاستراتيجي ضد الروس وهي تعجز عن حسم نزاع إقليمي على حدودها؟ لماذا تسكت على تدخل الإيرانيين الصارخ في سوريا وهي أقوى وأكبر وأقرب جغرافيا؟ تركيا التي أدبت في التسعينات الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، عندما أخافته بتحريك بضع دبابات باتجاه المنفذ الحدودي السوري باب الهوى، وسارع الأب الأسد بعدها إلى تسليم المعارض التركي المطلوب عبد الله أوجلان. الآن يموت آلاف السوريين الأبرياء، ويقتل عشرات الأتراك، وأنقرة تكتفي بالتهديدات الكلامية.

 

صورة «حزب الله» تهتز

ديانا مقلد/الشرق الأوسط

13 تشرين الأول/14

حاول الجناح الإعلامي في «حزب الله»، سواء أكان ذاك المرتبط تنظيميا به أم ذاك الدائر في فلكه، الحدّ من انتشار الفيديو الذي وزعته «جبهة النصرة» للهجوم الذي نفذه مسلحوها ضد موقع للحزب في جرود بلدة بريتال اللبنانية الحدودية قبل أيام. في الفيديو شاهدنا قتلى الحزب، كما تابعنا تجوال مسلحي «النصرة» بهدوء وببرود وبتحدٍ أيضا، وتركيزهم على أنهم في أرض لبنانية قبل أن ينسحبوا آخذين ما وجدوه من معدات وذخيرة. الفيديو هو الصورة الأولى لضربة معلنة يمنى بها الحزب منذ دخوله على خط الوضع في سوريا. لكن هذه الضربة التي تلقاها حدثت في أرض لبنانية وليست في سوريا، وهي تمت على يد مسلحين غير لبنانيين انتهكوا السيادة المفترضة للأرض اللبنانية، فقتلوا لبنانيين بسلاحهم واقتحموا موقعا بآلياتهم ثم انسحبوا. جاهد الحزب والإعلام الموالي له لاحتواء تلك الصور بل وسحبها من «يوتيوب»، لكن الصور انتشرت وتم تثبيت انتكاسة كبرى يمنى بها «حزب الله».. كانت هزيمة الحزب هذه المرة في بريتال اللبنانية ولم تكن لا في القصير ولا يبرود، وهي البلدات السورية التي اجتاحها قبلا على قاعدة أنه يفعل ذلك ليكافح الإرهاب ويستأصل التكفيريين. لقد كرس «حزب الله» فقاعات إعلامية في القصير ويبرود، مظهرا تلك البلدات على أنها قواعد إرهاب وأنه قضى على الشياطين التي «اضطر» لملاحقتها حتى لا تدخل علينا في لبنان.. كان دائما السؤال عن ارتداد «الفتح المبين» للقصير ويبرود. وها نحن نرى كيف أثمرت تلك «الفتوحات» موتا وأسرا ووبالا علينا في لبنان. القصير ويبرود كانتا بلدتين سنيتين سوريتين دخلتهما قوة شيعية لبنانية.. بريتال بلدة شيعية لبنانية دخلتها قوة سنية سورية..

هذه المعادلة لا تخطئها عين، وهي المعادلة التي بوشر بها في سوريا، وها هو لبنان اليوم يدخل في أتونها. حين دخل الحزب إلى القصير وظهر فيديو مقاتليه يثبتون راياتهم، قال حينها الأمين العام للحزب حسن نصر الله إن المسجد شيعي وإن الحزب استعاده من التكفيريين.. وها قد أتت «النصرة» إلى لبنان، ويجري رفد هذه الجماعة المسلحة الإرهابية بعناصر لبنانية أيضا، لكنها تمكنت من استدراج الحزب إلى معركة في داخل لبنان ولم تعد المعركة في سوريا فقط..

الصور والفيديو أعطت عمقا مشهديا لقتال «حزب الله» ونقلتنا من المستوى النظري إلى التطبيقي.. «النصرة» على تخوم بريتال تلتقط البلدة بكاميراتها وتبثها عبر «يوتيوب» في لعبة تدرك الجماعة على ما يبدو أثرها العميق.. فـ«حزب الله» استثمر بصورته وبثقة جمهوره بقوته.. لم تهز «النصرة» علاقته بهذا الجمهور لكنها باشرت هز ثقة الجمهور بقوته.. ليس هذا قليلا، وما رد فعل الحزب عبر العملية التي نفذها في مزارع شبعا بعد يوم من هجوم «النصرة» سوى مؤشر على حجم الإصابة في بريتال.. «النصرة» انتهكت السيادة اللبنانية واستوجب ذلك موقفا لبنانيا جامعا يدين ذلك.. هذا الأمر لم يتحقق، ذاك أن فضل «حزب الله» كان سبقه إلى سوريا ووجدنا من اللبنانيين من يقول إن من انتهك السيادة اللبنانية اليوم كان «حزب الله» قد انتهك سيادة بلده بالأمس.. صور مقاتلي «حزب الله» في القصير حفرت في الوجدان السوري ألما يوازيه ألمنا الذي أحدثه اختراق «النصرة» حدودنا قبلا في عرسال والآن في بريتال..

الانتصارات التي هلل لها «حزب الله» هناك كانت أوهاما.. ونحن في لبنان تقتلنا هذه الأوهام.. حرفيا