المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 19 تشرين الأول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 18 و19 تشرين الأول/14

جنبلاط قدوة نصرالله وعون/الـيـاس الزغـبـي/19 تشرين الأول/14

إيران تستنجد بإسرائيل لتحرير القُدس/بول شاوول/19 تشرين الأول/14

عكار تدفع الثمن بدماء أبنائها.. لن تكون سوى بيئة حاضنة للجيش والاعتدال/خالد موسى/١٩ تشرين الاول/14

على إيران أن تلتزم الصمت من باب الخجل على الأقل/علي نون/19 تشرين الأول/14

لبنان بمنأى عن خطر الحرب ضدّ الإرهاب/ثريا شاهين/19 تشرين الأول/14

أهالي العسكريين في اليوم الـ11 لاعتصامهم: التطمينات لا تلغي الهواجس/هيام طوق/19 تشرين الأول/14

كيف يمكن مواجهة التطرف الاسلامي/نزار جنابي/19 تشرين الأول/14

عمّا يُسمى المسألة الدرزية/ناصر زيدان/19 تشرين الأول/14

تركيا لإيران: اصمتوا من باب الخجل على الأقل/وكالات/19 تشرين الأول/14

ميليشيات العراق الطائفية وتبييض الجرائم/داود البصري/19 تشرين الأول/14

الخوف من الفوضى الكبرى/روبرت كابلان/19 تشرين الأول/14

ملاحظات كيسنجر والحرب على داعش/خالد الدخيل/19 تشرين الأول/14

هو اللوبي الإيراني العربي/طارق الحميد/19 تشرين الأول/14

صعود العسكرة في سوريا/فايز سارة/19 تشرين الأول/14

صراع الإرهاب الصراع الدولي الجديد/عبدالله بن بجاد العتيبي/19 تشرين الأول/14

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار18و19 الأول/14

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 18 تشرين الأول 2014

وداع رسمي وشعبي للجندي الشهيد جمال هاشم وممثل مقبل وقهوجي أكد أن الاعتداءات الغادرة لن تضعف عزيمة الجيش على استئصال الارهاب

وزير الداخلية في ذكرى استشهاد الحسن: نحن قاب قوسين او ادنى من اكتشاف الجريمة ولا أمن بدون عدل ونرفض تحويلنا إلى صحوات لبنانية

نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس يتهم ادوات قاسم السليماني باغتيال وسام الحسن

المشنوق يرفض تحويلنا لقادة صحوات: أصبحنا قاب قوسين او ادنى من اكتشاف جريمة اغتيال الحسن

ريفي اعلن رأي هيئة التشريع في تطبيق القانون الجديد للايجارات

الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد وسام الحسن

الحريري في ذكرى الحسن: قدم نموذجا حقيقيا لرجل الدولة والضابط المؤتمن على سلامة اللبنانيين

موقوف في عرسال يعترف بقتله ضابطا مقتل جندي وإصابة آخر في اعتداءين شمال لبنان

آل الجمل: نأمل من السياسيين عدم استخدام قضية ابننا نور الدين في التوظيفات السياسية

حمدالله في بيروت غدا للقاء سلام والمشاركة في جناز سعيد خوري

قبيسي: الجيش يتعرض لمؤامرات خارجية عبر حجب التسليح

زهرا لـ”السياسة”: لا حلحلة في ملف الاستحقاق الرئاسي

واشنطن تغرّم إيران 1.3 مليار لضحايا تفجير بيروت

الراعي جال في الدوائر الفاتيكانية واستقبل جوبير وحتي وزار خوري: نحن في بيت سفير لبناني نشعر بغصة لاننا نفتقد الى رئيس للجمهورية

دريان خلال غداء على شرفه بعد اجتماع المجلس الشرعي: دار الفتوى ستكون لكل اللبنانيين وكل المسلمين وكل العلماء ولن نستثني احدا

الشرعي الإسلامي: لإنهاء ملف العسكريين المخطوفين والالتفاف حول الجيش وإنجاز الاستحقاق الرئاسي

قوى الامن اوضحت تفاصيل الاشكال بين عنصرين من امن المطار: نحظر على عناصرنا الخوض في النقاشات السياسية والدينية في اثناء الخدمة

عبدالله: استهداف الجيش يقوض السلم الأهلي والخطاب السياسي التحريضي داعم لأعمال الشغب الأمنية

صفي الدين: من ترك أهالي كوباني يقتلون لن يصل إلى ما يحلم به

بيان مشترك لحزب الله وامل: إسرائيل والتكفيريون واحد وللاسراع في قبول الهبة الإيرانية

قبيسي: الجيش يتعرض لمؤامرات خارجية عبر حجب التسليح

قطع طريق تعلبايا احتجاجا على خطف مواطنين من آل الحجيري

حملة الأهالي لإقفال مطمر الناعمة عين درافيل تحذر من التصعيد

نواب المنية الضنية: للتحرك السريع للتخفيف من اضرار العاصفة

السيول تعزل المدارس وتحاصر التلامذة والأساتذة في الضنية

جنبلاط رعى احتفال توقيع مذكرة تفاهم لرعاية المسنين واستقبل وفودا شعبية ودينية

الرئيس التركي يزور كابول »

"داعش" يستقدم تعزيزات إلى كوباني والأكراد يتميزون بحرب الشوارع

قذائف من كوباني على أراض تركية

مقتل العشرات في مواجهات بين الحوثيين وقبائل سنية في اليمن

الافراج عن رهينتين المانيين احتجزتهما مجموعة ابو سياف في الفيليبين

16 قتيلا في مواجهات بين المتمردين الحوثيين وقبائل سنية في اليمن

جيش ليبيا يتقدم غربا واقتراح دولي بهدنة

العراق/ العبيدي وزيراً للدفاع والغبان وزيراً للداخلية

القوات الكندية تشارك بالحرب ضد “داعش” في العراق انطلاقاً من قاعدة عسكرية كويتية

مستشار خامنئي: انتصار الحوثيين وشيك وهم سيطروا على الاوضاع تماماً كما فعل "حزب الله" في لبنان

 

عناوين الأخبار

*زوادة الإيمانية لليوم/ رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومه/02/01حتى16/دينونة الله العادلة

*بالصوت والنص/الياس بجاني: حزب الله هو الخطر الوجودي والكياني على لبنان وليس النصرة أو داعش

*لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ  وساعة حسابه الأخير لا مفر ولا هروب منها

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: حزب الله هو الخطر الوجودي والكياني على لبنان وليس النصرة أو داعش/18 تشرين الأول/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: حزب الله هو الخطر الوجودي والكياني على لبنان وليس النصرة أو داعش/18 تشرين الأول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*صحيح يلي ما استحوا ما ماتوا/الياس بجاني

*قاسم: وضعنا على الحدود متين جدا ولا حلول في المنطقة لسنوات

*النائب علي فياض: ظاهرة التكفيريين مدمرة وتقسيمية واقصائية ونحذر من نوايا تدفع الوضع باتجاه التصعيد سياسيا وامنيا

*ماذا تنتظرون ياعرب/سعود السمكة/السياسة

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 18/10/2014

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 18 تشرين الأول 2014

*وداع رسمي وشعبي للجندي الشهيد جمال هاشم وممثل مقبل وقهوجي أكد أن الاعتداءات الغادرة لن تضعف عزيمة الجيش على استئصال الارهاب

*عكار تدفع الثمن بدماء أبنائها.. لن تكون سوى بيئة حاضنة للجيش والاعتدال/خالد موسى/ موقع 14 آذار

*نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس يتهم ادوات قاسم السليماني باغتيال وسام الحسن

*الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد وسام الحسن

*وزير الداخلية في ذكرى استشهاد الحسن: نحن قاب قوسين او ادنى من اكتشاف الجريمة ولا أمن بدون عدل ونرفض تحويلنا إلى صحوات لبنانية

*الحريري في ذكرى الحسن: قدم نموذجا حقيقيا لرجل الدولة والضابط المؤتمن على سلامة اللبنانيين

*مستشار خامنئي: انتصار الحوثيين وشيك وهم سيطروا على الاوضاع تماماً كما فعل "حزب الله" في لبنان

*الشرعي الإسلامي: لإنهاء ملف العسكريين المخطوفين والالتفاف حول الجيش وإنجاز الاستحقاق الرئاسي

*خطف اثنين من آل الحجيري

*زهرا لـ”السياسة”: لا حلحلة في ملف الاستحقاق الرئاسي

*آل الجمل: نأمل من السياسيين عدم استخدام قضية ابننا نور الدين في التوظيفات السياسية

*مقبل بدأ زيارته الى ايــران  قبول الهبة رهن تقرير الخبراء

*ريفي اعلن رأي هيئة التشريع في تطبيق القانون الجديد للايجارات

*التحقيقات متواصلة حول المتفجرات قرب منزل ابراهيم/اسلحة يوغوسلافية وبلجيكيـة وعملــة سوريــة

*اللواء ابراهيم في دائـرة الاستهدافــات بعد الجيش

*دي ميستورا يعد باثارة "الاستحقاق" مع الدول المؤثرة

*عون يراهن على متغيرات لمصلحته ومقبل في ايـران

*حرب: لفتح تحقيق في حساب حصة البلديات من عائدات الخليوي بين 2002 و2014

*بيان مشترك لحزب الله وامل: إسرائيل والتكفيريون واحد وللاسراع في قبول الهبة الإيرانية

*مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله : استهداف الجيش يقوض السلم الأهلي والخطاب السياسي التحريضي داعم لأعمال الشغب الأمنية

*رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: من ترك أهالي كوباني يقتلون لن يصل إلى ما يحلم به

*حركة الأرز الوطني احيت ذكرى تأسيسها في بعلبك

*جنبلاط يجول في خلـدة وعرمـون رفض الامن الذاتي والحماية للجيش

*دعا الى التعالي عن التجاذبات السياسية/عريجي: الشـمال سـيبقى خزانا للجيش

*الراعي جال في الدوائر الفاتيكانية واستقبل جوبير وحتي وزار خوري: نحن في بيت سفير لبناني نشعر بغصة لاننا نفتقد الى رئيس للجمهورية

*دريان خلال غداء على شرفه بعد اجتماع المجلس الشرعي: دار الفتوى ستكون لكل اللبنانيين وكل المسلمين وكل العلماء ولن نستثني احدا

*حوري: "الرئاسة" عالقة عند "حزب الله" ونأمل خيراً

*بعد 6 أشهر على إضراب المياومين وحرمان الخزينة المليـارات "الكهرباء" تطلب موافقة "المال" و"الطاقة" لطبع الفواتير في الذوق والفلتـان الأمنـي عـائق دون عـودة الجبـاة إلـى عملهـم

*تخوّف من نمو صفر "لأن الإتجاه انحداري وليس تصاعدياً"/حبيقة: الوضع الإقتصادي يستدعي معالجة سياسية سريعة

*بعـد تصنيـفات "نيويـورك تايمــز" و"تلغــراف"/"هافنغتون بوست": لبنان بين اول 9 دول تجب زيارتها

*على إيران أن تلتزم الصمت من باب الخجل على الأقل/علي نون/المستقبل

*عمّا يُسمى "المسألة الدرزية"/ناصر زيدان/ الأنباء

*كيف يمكن مواجهة التطرف الاسلامي؟/نزار جنابي/Fikra Forum

*"فايننشال تايمز": حلفاء أوباما يدعونه لتوسيع المواجهة مع "داعش"

*غارديان": "داعش" و"إيبولا" الثنائية الأخطر

*تركيا لإيران: اصمتوا من باب الخجل على الأقل!

*ميليشيات العراق الطائفية وتبييض الجرائم/داود البصري/السياسة

*الخوف من الفوضى الكبرى/روبرت كابلان/السياسة

*العراق/ العبيدي وزيراً للدفاع والغبان وزيراً للداخلية

*القوات الكندية تشارك بالحرب ضد “داعش” في العراق انطلاقاً من قاعدة عسكرية كويتية

*واشنطن تغرّم إيران 1.3 مليار لضحايا تفجير بيروت

*ملاحظات كيسنجر والحرب على «داعش»

*خالد الدخيل/الحياة

*هو اللوبي الإيراني العربي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*صعود العسكرة في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

*صراع الإرهاب».. الصراع الدولي الجديد/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

*لبنان بمنأى عن خطر الحرب ضدّ الإرهاب/ثريا شاهين/المستقبل

*أهالي العسكريين في اليوم الـ11 لاعتصامهم: التطمينات لا تلغي الهواجس/هيام طوق/المستقبل

*جنبلاط قدوة نصرالله وعون/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*إيران تستنجد بإسرائيل لتحرير القُدس/بول شاوول/المستقبل

 

تفاصيل الأخبار

 

زوادة الإيمانية لليوم/ رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومه/02/01حتى16/دينونة الله العادلة

"لِذَلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا! وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ. أَفَتَظُنُّ هَذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟ أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.

أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ شِدَّةٌ وَضِيقٌ عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ. لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فَهَؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ."

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: حزب الله هو الخطر الوجودي والكياني على لبنان وليس النصرة أو داعش

لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ  وساعة حسابه الأخير لا مفر ولا هروب منها

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: حزب الله هو الخطر الوجودي والكياني على لبنان وليس النصرة أو داعش/18 تشرين الأول/14

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: حزب الله هو الخطر الوجودي والكياني على لبنان وليس النصرة أو داعش/18 تشرين الأول/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

صحيح يلي ما استحوا ما ماتوا

الياس بجاني 18 تشرين الأول/14

إن مشكلة حزب إيران في لبنان الأساسية والأخطر تكمن في ابليسة خطاب وثقافة قادته الذين يقتلهم الكبرياء الفارغ من أي محتوى كونهم عملياً يعيشون في عالم خيالي فصوله على مقاس تبعيتهم العمياء والمطلقة لملالي إيران.

منسلخون 100% عن الواقع المعاش والملموس بكل مكوناته ويتوهمون أن نفاقهم وأكاذيبهم وهرطقاتهم وخزعبلاتهم هي منزلة ومقدسة وعلى اللبنانيين بلعها وهضمها دون سؤال أو اعتراض.

هؤلاء البشر المرضّى ببصرهم والبصيرة يستغبون عقول وذكاء اللبنانيين ويسقطون كل ما فيهم من عيوب وإجرام وشواذات وانحرافات وارتكابات أخلاقية وحياتية ووطنية وجحود وتبعية وتزلم وكفر على الآخرين.

يتلطون وراء الدين والدين براء منهم.

يفاخرون بلبنانيتهم وهو أعداء لكل ما هو لبناني من إنسان وهوية ورسالة وتاريخ وحضارة وثقافة وتعايش ودستور وأعراف.

يتبجحون بمقاومتهم إسرائيل وهم لا يقاومون غير حق اللبنانيين والسوريين بحياة حرة وكريمة.

يتغنون بما يسمونه ممانعة في وجه "الشيطان الأكبر"، "والصهاينة" وهم لا يمانعون غير قيام الدولة اللبنانية واستعادة سيادتها وسلطتها على كل أراضيها بواسطة قواها الشرعية والذاتية.

كما أنهم ممانعون لحرية الشعب السوري في التخلص من حكم الأسد الكيماوي والبراميلي والهمجي.

يدعون أنهم يحمون لبنان من التكفيريين وهم مع محورهم الشرير السوري-الإيراني أساس ومنبع التكفير وحاضنته التي أنتجت النصرة وداعش وفتح الإسلام وغيرهم كثر.

ينافقون ويدجلون دون خجل أو وجل ويحاولون على مدار الساعة إيهام الشعب اللبناني أنهم هم حماة وجوده وكيان دولته المهددين من النصرة وداعش، في حين أنهم هم من زعزع الكيان وفرغ وهمش مؤسساته ويعملون على إسقاطها. وهم من يهدد وجود الشعب اللبناني بكل شرائحه ويدفعونه بالقوة والإرهاب على الهجرة..

في أسفل كلام منسوب للشيخ نعيم قاسم، وآخر للنائب علي فياض. كلامهما إسقاطي واستعلائي، ومرّضي، وهرطقي ومجافي للحقيقة واستغنائي لعقول وذكاء اللبنانيين. كلامهما هو موضوع تعليقنا بالصوت

 

قاسم: وضعنا على الحدود متين جدا ولا حلول في المنطقة لسنوات

الجمعة 17 تشرين الأول 2014 / وطنية - أعلن نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في احتفال تكريمي أقامته مدارس المصطفى لطلابها الناجحين في الشهادة المتوسطة في ثانوية البتول، "ان تجربة المقاومة الإسلامية في لبنان هي من أشرف وأعظم التجارب على مستوى الثقافة الإنسانية والأخلاق وإعطاء النموذج في كيفية الحرب والجهاد، وفي كيفية السلم والتعاون مع الشركاء، لأن هذه التجربة كان لها انعكاسات واضحة في ساحتنا والساحات الأخرى". وأشار الى "ان تجربة المقاومة الإسلامية زاوجت بين السجود والطاعة لله تعالى وخوض غمار الحياة من موقع الحق والشرف والمبادىء، فنجح المجاهدون والمجاهدات في إعطاء الصورة العظيمة المشرقة". وقال: "في المقابل، لا أخشى على الإطلاق من هذه الضوضاء المسماة داعش أو النصرة أو كل من يلتحق بهما، والسبب في ذلك أنهم لا يمثلون الإسلام لا من قريب ولا من بعيد، لا يمكن أن يتشوه الإسلام، هم انكشفوا وأن لا علاقة لهم بهذا الدين ولا يرتبطون بدين الله. الله تعالى يقول: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وهم، ليس في قلبهم ولا في عقيدتهم ولا عملهم رحمة. الله تعالى يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى" وهم يتعاونون على الإثم والعدوان، الله تعالى يقول: "إن أكرمكم عند الله تعالى أتقاكم"، وهم يتنافسون وكل واحد منهم أشقى وأسوأ من الآخر. لذا نحن لا نخشى من هذه التجربة، بالعكس هي فضيحة لكل أولئك الذين يدعون أنهم يحملون الإسلام وقد سقطوا لأن الإسلام يكشف أولئك المزيفين والمدعين الذين يسيئون إلى أنفسهم ولا يسيئون إلى الإسلام لأن الإسلام منهم براء". اضاف: "نحن مقتنعون أن الأوضاع صعبة ومعقدة في المنطقة ولا يوجد حلول لسنوات وستبقى المراوحة في المكان وفي الحلول في نقطة الصفر التي نحن عليها اليوم، وقد ابتلي الملتحقون بالولاية الأميريكية بخسائر واحباطات وتراجعات بدأت ولم تنته بعد، فاليوم إذا أردنا أن نقوم بمراجعة لما أنجزت أميركا وجماعتها في المنطقة خلال هذه السنوات، نرى أنهم أنجزوا قتلا ودمارا وخرابا وفوضى ولم يحققوا أي هدف من الأهداف التي تحدثوا عنها، والناس تعرف الحقائق تماما". وتابع: "اليوم، عندما نتهم وتصدر أصوات تحاول أن تحملنا التبعات، لا نرد عليهم ولا نجادلهم في ما يقولون، لأننا نقدر أنهم بسبب هزائمهم يصرخون، فلنترك لهم فرصة للتعبير عن الألم والمرارة ولا يجوز لنا أن نمنعهم حتى من الصراخ جراء الفشل الذريع الذي أصيبوا به". وقال: "لمن يريد أن يعرف وضعنا على الحدود الشرقية للبنان، وعلى الحدود الجنوبية للبنان، فوضعنا متين جدا لا تهزه لا العواصف ولا الثلوج ولا الدواعش ولا النصرة، وهذه حرب، والحرب تتطلب رجالا، والرجال عندنا موجودون، وكل هذه الإدعاءات ستنكشف لاحقا كما انكشفت الإدعاءات السابقة، وكما حققنا إنجازا وراء إنجاز، إن شاء الله سنستمر في هذا المسار، لسنا قلقين ولسنا خائفين، سنعمل ما علينا وثابتون في مواقعنا. نعم على الآخرين أن يقوموا بواجباتهم ويتحملوا مسؤولياتهم، لأن الساحة مسؤولية الجميع، من جهتنا قمنا ونقوم بما علينا وعلى الآخرين أن يقوموا بما عليهم". وتابع: "إذا أردنا أن ننتهز الفرصة في هذه التعقيدات الموجودة في لبنان فلا بد أن نتفاهم مع بعضنا البعض، لطالما دعونا للتفاهم والتحاور من أجل إيجاد الحلول المشتركة، ما نختلف عليه ندعه جانبا وما نتفق عليه نسير به لنطوره أكثر فأكثر، ولكن للأسف لا توجد قابلية عند الطرف الآخر للحوار في هذه المرحلة لأن الأوامر الخارجية تمنع هذا الحوار، مع ذلك نحن نمد أيدينا لمناقشة القضايا التي يمكن أن نعالجها، على الأقل نستطيع أن نعالج بعض الشؤون الحياتية والاقتصادية والاجتماعية وأن نفعل المؤسسات وأن نملأ الفراغ في الإدارة، وأن نقوم ببعض الإصلاحات ونعالج بعض المطالب للناس، هذه أمور يمكن أن نقوم بها حتى ولو كنا مختلفين في السياسة، فتعالوا نعمل في هذا الاتجاه، وقد قدمنا لكم تجربة من خلال هذه الحكومة، بقيتم سبعة أشهر تعاندون ولا تريدون الدخول في الحكومة، بعد ذلك اتفقنا وكل منا قدم التنازل المناسب، نحن نعلم أن أي اتفاق يتطلب تنازلا من الأطراف، نحن حاضرون ولكن هل أنتم حاضرون من أجل بناء البلد؟".

  

النائب علي فياض: ظاهرة التكفيريين مدمرة وتقسيمية واقصائية ونحذر من نوايا تدفع الوضع باتجاه التصعيد سياسيا وامنيا

الجمعة 17 تشرين الأول 2014 / وطنية - القى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض كلمة خلال رعاية حفل تكريم طلاب لمؤسسة الإمداد الخيرية الذي أقيم في مجمع السيدة زينب جاء فيها : "أن ظاهرة التكفيريين هي ظاهرة مناقضة للتطور والتقدم . هي ظاهرة مدمرة وتقسيمية وإقصائية, ورغم شعاراتها الدينية, فهي تخدم السياسات الخارجية لأعداء الأمة ويتم توظيفها ضد وحدة الأمة ونموها وإستقرارها ونحن ماضون في مواجهتها، من موقع الدفاع عن الكيان اللبناني والدولة والمجتمع, وإن داعش كما النصرة يشكلان تهديدا للكيان اللبناني ولدولته وصيغة التعايش بين اللبنانيين". اضاف :" ورغم كل الدعوات الايجابية البناءة المنفتحة التي كنا نطلقها ولا زلنا, فإن الطرف الآخر لم يلاقنا في منتصف الطريق... إذ أمعن في مواقفه التصعيدية والاستفزازية وإن بعض ممثليه في السلطة، إنما يتذاكون على الرأي العام اللبناني فيما هم مكشوفون, وإن مواقفهم تتعارض مع منطق الدولة ومع مواقعهم التي يمثلونها، هؤلاء يبدو أن لديهم رهانات غير معلنة وحسابات مضمرة لا تخدم الاستقرار". وتابع :"نحن مرنون لكننا لسنا متساهلين, خاصة عندما يتصل الأمر بمواجهة مخاطر وجودية تتهدد الوطن. لذلك نحن نحذر من نوايا تدفع الوضع باتجاه التصعيد سياسيا وأمنيا، وبالتناغم مع تصعيد مفاجئ على المستوى الإقليمي. في حين إن مصلحة لبنان واللبنانيين تكمن في تخفيف التناقضات وإحتواء الاختلافات والإبتعاد عن المواقف الإستفزازية والتصعيدية

 

في أسفل مقالة رائعة لسعود السمكة هي من ضمن التعليق بالصوت

ماذا تنتظرون ياعرب؟

سعود السمكة/السياسة/16 تشرين الأول/14

لماذا لبنان وعلى مدى خمسة شهور يعيش فراغا رئاسيا وحتى اشعار آخر سوف يبقى عاجزا عن ملء هذا الفراغ؟ ولماذا في دولة فلسطين رأسان يحكمان أو حكومتان, الاولى شرعية والاخرى انفصالية؟ ولماذا العراق وعلى مدى احد عشر عاما وهو يعيش حالة من حالات الموت المجنون؟ ولماذا سورية وفي خلال ثلاث سنوات يقتل فيها ما يفوق الثلاثمئة ألف انسان بين طفل وشاب وامرأة وشيخ عجوز عدا عن ملايين المشردين ومعهم المفقودين وذوي العاهات هذا عدا الماديات والبنى التحتية؟ ولماذا اليمن يعيش حربا اهلية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى والتي سوف تأخذه الى التدمير التام؟ اسألوا أنفسكم ياعرب؟ لماذا كل هذه المآسي تجري في بلداننا استثناء من هذا العالم الذي يعيش في هذه المعمورة؟ الا يستدعي الوضع ان يعقد مؤتمر للقمة العربية على وجه السرعة لفتح ملف هذا القتل والقتل المضاد للإنسان العربي وتدمير بناه ومستقبل أجياله لوضع الاصبع على المشرط الذي يباشر ممارسة لعبة الجروح في الجسد العربي, ووضع حد لهذه المهازل؟ الأمر لا يحتاج الى كثير من الذكاء ولا يتطلب كشافين لطرق الازمات ووراءها المؤزمين حيث كل الطرق تؤدي الى روما.

في لبنان سوف تجدون ايران حاضرة من خلال حزب الله وهو العصا الذي تضعه ايران في دولاب العجلة اللبنانية لتمنعها عن سد فراغ الاستحقاق الرئاسي وفي سورية ايران حاضرة عدة وعتادا تدعم النظام هناك عسكريا ولوجستيا ليستمر في قتل شعبه، وفي العراق صورة ايران واضحة عبر حزب الدعوة الذي كان يرأسه نوري المالكي حيث لعب دور تمزيق المكون العراقي عن بكرة ابيه, وأصبحت النيران تطارد العراقي أينما وجد ومهما كان معتقده او طائفته. ايران تبرر وجودها في لبنان تحت شعار المقاومة ولا ندري مقاومة ضد من؟ وبعد فترة وجدنا ان هذه المقاومة التي تدعيها ايران ليست سوى مقاومة لثقافة التسامح التي يمتاز بها هذا البلد الصغير, حيث أقامت هذه المقاومة سواتر فولاذية بين مكونات المجتمع اللبناني وأحاطتها بألغام من النيران المدمرة بدءا بين السنة والشيعة, مرورا بتمزيق النسيج المسيحي وانتهاء بنسف ثقافة الاخاء التي يمتاز بها هذا البلد الجميل على مدى التاريخ!  نذهب الى فلسطين التي تبرر ايران تواجدها هناك بقصد تحرير القدس من ايدي الصهاينة فنجد ان ايران عملت على تدمير ارادة التحرير من خلال العمل على شق الصف الفلسطيني – الفلسطيني حيث عملت على تقطيع الدولة الى نصفين بحكومتين حكومة الرئيس عباس الشرعية وحكومة حماس الانفصالية والفلسطيني العربي من خلال تحرشات حماس المستمرة بجمهورية مصر العربية.  ثم نذهب الى اليمن السعيد والذي تحول بفضل التدخل الايراني المباشر الى اليمن التعيس, ولا ندري ما التبرير الايراني لهذا التواجد المكثف في اليمن الا اذا كانت ايران ترى ان تحرير القدس عبر اليمن, كما قال المقبور صدام حسين بأن تحرير فلسطين يمر عبر الكويت والعراق وسورية؟ انه هلال ايراني طائفي بدأ يمتد من بلاد الشام الى العراق واليمن وبما ان لكل فعل ردة فعل فإن ردة الفعل على الهلال الطائفي هو ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية وهو تنظيم طائفي سني, واذا أردنا ان نسميه تنظيما ارهابيا وهو كذلك فان التمدد الطائفي الايراني ايضا تمدد ارهابي بكل المقاييس والمعنى. نأتي للعرب فنسأل: ماذا تنتظرون الم تستحضروا القصة القديمة التي تقول “أكلت يوم اكل الثور الابيض” أم تستعدون لهذا الاستهتار الايراني بالأمن القومي العربي من خلال زرع خلاياها النائمة في بلدانكم تماما كما يفعل تنظيما داعش والقاعدة؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 18/10/2014

السبت 18 تشرين الأول 2014

  * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

زامن تشييع الجندي الشهيد جمال جان الهاشم في عكار اليوم، إحياء الذكرى الثانية لإستشهاد اللواء وسام الحسن في بيروت اليوم أيضا. وبين الرجلين الشهيدين حكاية وطن وتضحيات، ومعها مسيرة جميع الشهداء ضحايا مسلسل الإغتيالات الطويل الذي لم ينته بعد.

وفي ظل ذلك، الوضع الأمني يبقى صامدا أمام محاولات هزه. وقد نفذ الجيش حملة دهم في منطقة بسري بين الشوف وصيدا، وأوقف أشخاصا مشتبها بهم.

وفي البقاع، قطع طريق تعلبايا من قبل أهالي المخطوفين خالد ومصطفى الحجيري لبعض الوقت.

من ناحية ثانية، تمكنت مخابرات الجيش من تحرير المخطوف جوزيف غانم في بعلبك.

سياسيا، برزت محادثات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل في طهران، حول العرض الإيراني تقديم أسلحة كهبة للجيش اللبناني. وفي رأي أوساط سياسية أن هناك قرارا دوليا يحظر تصدير أو استيراد أسلحة إيرانية، الأمر الذي لا يشجع على قبول لبنان العرض الإيراني، إلا إذا كانت الهبة مالية على غرار الهبة السعودية ليتم شراء أسلحة من مصادر أخرى.

وفي الخارج، سجلت تطورات مهمة أبرزها:

- اندلاع اشتباكات في اليمن بين قبائل والمسلحين الحوثيين.

- اشتباكات عنيفة في بنغازي في ليبيا.

- مواجهات قوية بين مسلحي "داعش" وقوى أمنية وميليشيوية في أنبار العراق.

- تكثيف التحالف الدولي غاراته على مواقع "داعش" في العراق وسوريا.

- حسم موضوع وزيري الدفاع والداخلية في العراق.

- إعلان سعودي عن تعرض دورية أمنية في المنطقة الشرقية للمملكة لإطلاق نار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

رغم الحسابات السياسية الداخلية، كان مشهد التضامن الوطني مع المؤسسة العسكرية أشمل، اللبنانيون لا يهتمون اليوم لتموضع هنا أو لتحالف هناك، بقدر اهتمامهم بمصير وطن تتربص به جماعات إرهابية لم تعد خافية ولا مخيفة.

اليوم عكار شيعت شهيدا جديدا التحق بركب الشهداء. جمال الهاشم، استهدف لأنه عسكري في زمن يشكل فيه الجيش وحده الضمانة للاستقرار والأمن.

في الحسابات السياسية، جاءت سهاموزير الداخلية على "حزب الله" تحت عنوان البحث عن أمن سياسي مشترك. رسائل الوزير نهاد المشنوق كانت مستغربة، وإن صبت ما بين العتب من جهة، وزيادة الأرصدة السياسية في الحسابات الحزبية، فرفع السقف في خطابه إلى حد القول: لن أكون صحوات كما في العراق.

الهموم الأمنية دفعت وزير الدفاع سمير مقبل لزيارة طهران، بحثا عن الهبة الإيرانية المقدمة للجيش اللبناني. الجمهورية الاسلامية جاهزة لتقديم كل ما يحتاجه لبنان في حربه المفتوحة ضد الإرهاب.

الإرهابيون يحاولوا كل يوم التمدد من جهة القلمون بإتجاه الأراضي اللبنانية، لكن العيون الساهرة هناك ترصد وتصد المحاولة تلو المحاولة. تسجيلات لأمير "جبهة النصرة" تعرضها ال "أن بي أن" وتثبت مدى تورط تلك العصابة بزعزعة الأمن بين لبنان وسوريا.

وفي ريف دمشق إنجازات عسكرية تتسع بسرعة في تراجع المسحلين، كما يبدو في جوبر ومحيطها. أما الشمال والشرق السوري فيشهد على حركة تعزيزات "داعشية" لضرب عين العرب مجددا، فيما الحملة الإعلامية عن تراجع "الدواعش" عن كوباني، تهدف إلى تخفيف ضربات التحالف الجوية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

من حلبا إلى القبيات، رسمت صورة مغايرة لتراجيديا قطاع طرق الموت وقادة الأزقة والمحاور والمتربصين في الوديان: على طريق موكب التشييع، جاءت التعبيرات العفوية، فعندما يترك الخيار لأبناء تلك البلدات يلفظون الارهاب وفكره، بعدما لوعهم بفلذات أكبادهم.

الشهيد جمال جان الهاشم حمل على أكف رفاقه، لكن الرفاق في الجيش يحملون من أدعياء الغيرة عليه أكثر مما يحتمل. لعائلة الشهيد نورالدين الجمل تجربة، مرها ما ساقه أحد نواب "المستقبل" من ادعاءات تكذبها التحقيقات والوقائع. تمنت العائلة بأدب، عدم استخدام القضية في التوظيفات السياسية والغايات الشخصية، حتى لا نقول أكثر من ذلك. وفي قلبها شيء، بل أشياء، من حتى.

وحتى لا تضيع البوصلة، تستمر ملاحقة الارهابيين. وفي غلة القوى الأمنية موقوف جديد من آل الحجيري، كتبت تمثيلية اعتقاله من قبل التكفيريين باخراج رديء، فإذا به من قادة ارهاب "داعش" وأحد المتورطين في خطف العسكريين.

وفيما أسطورة "داعش" تتكسر على عين العرب، تنكسر الآمال التركية بامرار وهم المنطقة العازلة أو الآمنة. يهرب الأتراك من صمود كرد كوباني، إلى خنق الممرات الانسانية لمساعدة من تبقى منهم.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنه يوم الشهادة والشهداء. ففي القبيات جنازة الشهيد جمال الهاشم. وفي الأونيسكو ذكرى الشهيد وسام الحسن. وفي السوديكو قداس وجناز عن راحة نفس الشهيد داني شمعون.

هكذا فإن من يتمعن في مشهد اليوم، يكتشف كيف تحول لبنان ساحة كبيرة للشهادة. وأبعد من هذه الشهادة الماضية والحاضرة، خوف من المستقبل في ضوء الصراعات الاقليمية المتراكمة، وفي ضوء تحول الشرق الأوسط بأسره ساحة للمعارك الدموية القاتلة. من هنا الحذر من التطورات الشمالية المتسارعة، وما يعد لهذه المنطقة اللبنانية من سيناريوهات خطرة. والأخطر ان الذين استجروا الحرب السورية إلى لبنان عبر تدخلهم العسكري المباشر في القصير والقلمون وسواهما، ما زالوا مصرين على تدخلهم ممعنين في الخطأ وآخذين البلد بأسره رهينة للارهاب والارهابيين.

وسط هذه الفوضى المحلية والاقليمية، ملف الرئاسة اللبنانية في مهب الريح، والأمور تواصل دورانها في حلقة مفرغة. حتى اللقاءات التي عقدها النائب وليد جنبلاط لكسر هذه الحلقة، لا يبدو انها ستحقق نتائج أكثر من ترميم بعض الجسور واطلاق دينامية حوار، ولا سيما ان زوار النائب ميشال عون نقلوا عنه انه لا يزال على موقفه، وانه سيبقى عليه بانتظار تغيرات اقليمية ودولية.

في هذه الأثناء لفتت الرسائل القوية التي وجهها وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى وسام الحسن، والتي تركزت خصوصا على "حزب الله". وينتظر أن تكون لهذه المواقف تداعيات على الصعيد السياسي وعلى التضامن الحكومي الشكلي.

لكن قبل التطرق إلى كل هذه الملفات، وقفة عند ملف من نوع آخر. فالفضائح عندنا لا تقتصر على الأحياء بل تشمل الأموات أيضا. فبعض الأموات في لبنان لا يموتون، بل يبقون مرضى في سجلات بضعة مستشفيات على حساب وزارة الصحة، والكلفة تجاوزت عشرات المليارات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ودع لبنان اليوم شهيدا جديدا، إلا أن الأمر ليس مجرد خبر عن مأتم جندي جديد وحسب، فوداع جمال الهاشم يختزن أخبار بلد بات حماته في خطر الإستهداف، وبات من يرتدي البذلة المرقطة هدفا لإرهاب أعمى يستنكره البعض في العلن ويبرره في السر.

في دموع الأم المفجوعة حسرة على ابن خسرته، وفي دموع اللبنانيين حسرة على بلد يتهاوى، فيما بعض المسؤولين فيه يتلهون بمناكفات صغيرة في زمن التحولات المصيرية.

كثيرة كانت التأملات في لحظات وداع الشهيد الشاب، هو تمسك بوفائه للجيش حتى الشهادة، بينما البعض من الساسة في البلد يساومون على الوطن ومصيره، ويغامرون بالدولة ومؤسساتها ويكابرون على الشراكة ومقتضياتها، فيحترفون التحريض وشحن النفوس والعزف على وتر الفتنة.

ودع لبنان اليوم شهيدا جديدا، لكن من يضمن أن لا تتكرر الإعتداءات ويسقط شهداء جدد؟ ومن يضمن أن البلد الكامن على حافة هاوية في شرق مشتعل ومشتت، لا يسقط هو أيضا على يد الغدر والإرهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

تحولت الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن، إلى مناسبة وجه خلالها وزير الداخلية نهاد المشنوق أكثر من رسالة تحذيرية. ولعل أخطر ما جاء على لسانه هو إعلانه الصريح رفضه التحول إلى ما يشبه قادة الصحوات في العراق، أي متخصصا في فرض الأمن على قسم من اللبنانيين فيما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية.

كان واضحا أن هاجس العراق وضرورة إبعاد الكأس العراقية عن لبنان، خيما على كلمة المشنوق الذي لم يوفر أحد الأجهزة الأمنية، واصفا رئاسته بأنها تفتقد إلى الصفاء الوطني، قبل أن يوجه سهامه باتجاه "حزب الله" من دون أن يسميه، محذرا من أن التشدد المذهبي لا يمكن محاربته بتشدد مذهبي آخر، وأن الفريق الذي يعتقد أن قدراته أكبر من لبنان هو في الواقع أصغر من المنطقة ولعبتها.

ربما هي مرارة القدر التي جعلت ذكرى الشهيد وسام الحسن تأتي في الوقت نفسه الذي ودعت فيه بلدة القبيات شهيدا آخر، هو ابنها العسكري جمال الهاشم الذي استشهد أمس بعد إطلاق نار على حافلة عسكرية على طريق البيرة في عكار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

هو يوم وسام الحسن بامتياز، ولأنه لا يشبه باقي الأيام، حفل برسائل من العيار الثقيل، لمن يعنيهم الأمر.

أولى الرسائل من الرئيس سعد الحريري، وفيها ان اغتيال وسام جاء على دروبِ الوفاء لرفيق الحريري، وعلى دروب الدفاع عن الأمن الوطني، والمجرم القاتل بهذا المعنى، واحد، مهما تعددت له الأسماء والصفات، وساعة الحساب آتية، مهما طال الزمن.

الرسالة الثانية من وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كشف فيها ان شعبة المعلومات على قاب قوسين أو أدنى من اكتشاف قتلة اللواء وسام الحسن، متوعدا القتلة بالقصاص منهم أينما ذهبوا.

ومن رسائل وزير الداخلية، ان تعثر الخطة الأمنية أسبابه سياسية، بعدما تحولت لمحاسبة بعض المرتكبين في لبنان من لون واحد، وصرف النظر عن البعض الآخر، لأن حزبا سياسيا يوفر الحماية، ولأن جهازا رسميا تفتقر رئاسته للصفاء الوطني، في مقاربة الموضوع الأمني.

ومن الرسائل أيضا رفض الوزير المشنوق تحويلنا إلى قادة صحوات متخصصين في فرض الأمن على قسم من اللبنانين، فيما القسم الاخر ينعم بالحصانة الحزبية

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 18 تشرين الأول 2014

السبت 18 تشرين الأول 2014

النهار

حظي مرشّح جدّي للرئاسة باهتمام لافت في مناسبة اجتماعية من منتمين إلى طرفَي الاصطفاف في 8 و14 آذار...

لفَت وزير سابق إلى ضرورة "تشغيل" البلديات في شتى المناطق اللبنانية في إحصاء النازحين السوريين ومعرفة أماكن إقاماتهم ومراكز عملهم.

لوحظ أن حركة رؤساء الكتل، والنواب عموماً، في مناطقهم الانتخابية انحسرت بشكل لافت منذ التمديد الأول لمجلس النواب...

يعتقد سفير لبناني سابق بأن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد القضاء على "داعش" بسرعة إنما ضبط تحرّكه إلى أن تحقق ما ترمي إليه في المنطقة.

السفير

وصف مرجع قضائي حالي عمل المحكمة الخاصة بلبنان بأنه أشبه "بطبخة بحص".

عقدت في عاصمة إقليمية لقاءات بين شخصيات إيرانية وعراقية وسورية، في إطار لجنة تشكلت بعد انعقاد مؤتمر علمائي إسلامي في العاصمة نفسها.

تردد أن سبب إزاحة وزير خدماتي لمدير دائرة حيوية مرده ضغوط مارسها رئيس الدائرة الذي يفضل أن يبقي المنصب شاغرا.

المستقبل

يقال

إنّ التحسّن في القطاع السياحي بلغ نحو 40 في المئة على الرغم من الأوضاع الأمنية والسياسية السائدة، و65 في المئة من هذا التحسّن تعود إلى السيّاح العرب.

إنّ وزيراً خدماتياً أكد أنّ "الثورة" التي أحدثها في قطاع بارز في وزارته ستؤتي ثمارها ابتداءً من العام المقبل.

اللواء

كشف وزير بارز أن 24 إسلامياً صدرت بحقهم أحكام بالبراءة، على الرغم من أن المحاكمة كانت غيابية.

ربطت مصادر سياسية بين غياب موظف غير مدني سابق عن حوار تلفزيوني، والإطراء الذي ناله من قطب وسطي رفيع!

كلفة الخدمات اللوجستية والتموينية لمقاتلي "حزب الله" المنتشرين في سوريا والبقاع والجنوب لا تقل عن ربع مليون دولار أميركي مع شروق كل صباح!

الجمهورية

رفضَت دولة إقليمية أن تبحث على هامش محادثاتها مع دوَل أخرى في استحقاق لبناني، ما يعني أنّ التطوّرات في هذا الملف ستبقى حتى نهاية هذه المحادثات الشهر المقبل.

دخلت دولة إقليمية على خط الاستحقاق الرئاسي، في مؤشّر لعودتها إلى المسرح الإقليمي، وذلك بعد نجاحها في تذليل عقبة انتخاب مجلس طائفي.

أبدى مرجع ديني أمام كلّ مَن التقاه خشيته من أن يؤدّي التمديد النيابي إلى تمديد الفراغ الرئاسي، وأنّه كان يفضّل الوصول لتسويةٍ تفضي إلى التمديد النيابي والانتخابات الرئاسية.

لوحِظ أنّ الخلاف الرئاسي بين مرجع سابق ومرشّح حالي لم ينعكس تجدّداً للخلاف السياسي بينهما.

البناء

لوحظ أنّ الفاعليات الدينية والسياسية في طرابلس، وبعد كلّ اعتداء إرهابي على الجيش في المنطقة تسارع إلى إصدار بيانات إدانة للاعتداء ودعوات إلى التضامن مع المؤسسة العسكرية، بينما لا يزال بعض هذه الفاعليات يمنع الجيش من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين المشتبه فيهم بالضلوع في هذه الاعتداءات، والصادرة في حقهم قرارات قضائية.

 

وداع رسمي وشعبي للجندي الشهيد جمال هاشم وممثل مقبل وقهوجي أكد أن الاعتداءات الغادرة لن تضعف عزيمة الجيش على استئصال الارهاب

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية - عكار - ودعت قيادة الجيش وبلدة القبيات ابنها الجندي الشهيد جمال هاشم، بمأتم رسمي وشعبي كبير. فوسط أجواء من الحزن العميق، احتشد رفاق السلاح وأصدقاء ومحبون من مختلف القرى والبلدات العكارية الى جانب والدي الشهيد وعائلته، لمرافقة ابنهم الى مثواه الاخير. وقد أجريت له مراسم التكريم الرسمية أمام مستشفى عكار- رحال، حيث تم تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم انتقل موكب التشييع إلى بلدة القبيات، التي زينت شوارعها بلدة بالشرائط البيض، وسارت الجموع التي ملأت ساحات البلدة خلف النعش المسجى بالعلم اللبناني محمولا على اكف زملائه العسكريين وابناء بلدته الذين استقبلوه بزفة العرس، ونثروا عليه الورود والارز والعطور، وصولا الى كنيسة الشهيدة مورا في حي مرتمورة، التي دخل ساحتها على وقع التصفيق المتواصل والزغاريد، وحيث أدت له ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية على وقع نشيد الموت والخلود لفرقة موسيقى الجيش.

ترأس الصلاة لراحة نفس الشهيد هاشم رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، يعاونه لفيف من الكهنة، في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري النائب رياض رحال، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب نضال طعمة، ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد وليد الكردي، ممثل النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس ناصر بيطار، ممثل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ارنيست الحاج، النائب هادي حبيش، ممثل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع العميد وهبة قاطيشا، ممثل الامين العام ل"تيار المستقبل" احمد الحريري منسق التيار في عكار خالد طه، نقيب محامي الشمال ميشال خوري، ضباط ممثلين عن المدراء العامين لقوى الامن الداخلي والامن العام وامن الدولة، رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب الكرملي ميشال عبود وقيادات وفاعليات عديدة.

والقى بوجودة عظة استهلها بتقديم التعزية بالشهيد جمال الى أهله وزملائه وقيادة الجيش، طالبا من الله "أن يحمي هذه البلاد من كل خطر يتهددها وبصورة خاصة من أولئك الذين يريدون لها شرا، فتبقى رسالة للشرق والغرب والعالم أجمع".

وقال: "ان تاريخ هذه المنطقة هو أفضل شاهد عن أهمية العيش الواحد الذي يتحلى به أبناؤها والذي لا يمكن لأية أحداث مهما عظمت أن تغيره وتبدله. ولربما كانت الحادثة الأليمة التي حصلت أمس هي اعتداء واضح من قبل مجموعات غريبة تتسلل إلى مختلف المناطق اللبنانية لتخلق جوا من الخوف والقلق عند جميع المواطنين، وتحاول خلق الإنقسامات والإنشقاقات في المجتمع اللبناني رفضا لما يعيشه اللبنانيون مع بعضهم البعض منذ القديم والذي عبر عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني عندما قا: إن لبنان هو أكثر من وطن، إنه رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع".

أضاف: "إن ما قاله العزيز جان والد الشهيد جمال، ولو كان يعيش في عمق ألم الأب الذي فقد إبنه بهذه الصورة البشعة، شكر الله على أن رفاق إبنه العسكريين قد نجوا من هذه الحادثة التي كانت قد تكون كارثة كبيرة لو أن الإرهابيين كانوا قد نجحوا في تعطيل السيارة التي كانت تقل جمال ورفاقه العسكريين، الذين يوحدهم، بالرغم من إنتمائهم إلى طوائف ومذاهب مختلفة محبة الوطن والذين تطوعوا ليكونوا في خدمته والدفاع عنه، مع علمهم بأن ذلك قد يؤدي بهم إلى الإستشهاد وسفك دمائهم في سبيله".

وتابع: "ان أبناء لبنان وشبابه الذين إنتسبوا إلى الجيش اللبناني بملء إرادتهم، ولم يفرض ذلك عليهم فرضا، لأن ليس في لبنان خدمة عسكرية إلزامية، يعبرون عن محبتهم لهذا الوطن حبا يذكرنا بما يقوله الإنجيل المقدس بأن ليس من حب أعظم من حب من يبذل نفسه في سبيل من يحب. إنهم يبذلون حياتهم حبا ببلادهم وأبناء بلادهم".

وختم: "العزيز الشهيد جمال الذي نشيعه اليوم بالحزن والأسى وهو في عز شبابه، تطوع في الجيش ليعبر عن هذه القيم التي آمن بها، وعن حبه اللامحدود لبلاده. فإنه على حب هذا الوطن قد نشأ وتربى".

الكردي

ثم القى العقيد الكردي كلمة نقل في مستهلها تعازي وزير الدفاع وقائد الجيش الى عائلة الشهيد هاشم، وقال: "في هذه الاوقات العصيبة قد تتنوع المواقع والساحات لكن الاخطار نفسها تلازم رجالنا في كل مكان والايادي العبثية المجرمة هي نفسها التي تعمل بلا كلل على استهداف المواطنين كما العسكريين في محاولة منهم للنيل من وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين ابنائه، وللنيل ايضا من المؤسسة العسكرية التي تشكل درع الشعب ومعقد اماله. وهكذا كان قدر شهيدنا الغالي جمال ان يسقط شهيدا في مواجهة يد الغدر والاجرام ويمضي الى دار الخلود عزيزا كريما مرسخا في الاذهان صورة ناصعة عن الجندي اللبناني الذي لا يبخل في تقديم الاغلى والاسمى ذودا عن وطنه واهله".

أضاف: "ان تكرار الاعتداءات الغادرة بحق عناصر الجيش سواء من الغرباء المرتزقة او ممن يدعون زورا الانتماء الى الوطن بعد ان تخلوا عن مواطنيتهم وباعوا انفسهم للجماعات الارهابية التي لا تعير اي قيمة لحياة الانسان وكرامته وحريته، لن تفلح على الاطلاق في اضعاف عزيمة الجيش واصراره على استئصال افة الاجرام والارهاب من جذورها، فالارض ارضنا والشعب شعبنا ولن تستطيع قوى الشر مهما استخدمت من اساليب ووسائل قتل وترهيب ان تثنينا عن التزامنا ودورنا في حماية الوطن".

ثم تلى نبذة عن حياة الشهيد وسلم والده الاوسمة. بعد ذلك القت العائلة النظرة الاخيرة الوداعية ليوارى في الثرى في مدافن العائلة، وجرى تقبل التعازي في قاعة الكنيسة.

 

عكار تدفع الثمن بدماء أبنائها.. لن تكون سوى بيئة حاضنة للجيش والاعتدال

خالد موسى/ موقع 14 آذار

١٩ تشرين الاول ٢٠١٤

  مرة جديدة تدفع عكار ثمن الولاء إلى الدولة ومؤسساتها العسكرية دماً، في محاولة من أيادي الشر العابثة بأمن لبنان واللبنانيين لضرب أهالي المنطقة الذين يشكلون الخزان البشري الأول للمؤسسة العسكرية مع هذه المؤسسة، على قاعدة أن هذه المنطقة هي البيئة الحاضنة للإرهاب والتطرف خصوصاً بعد بث أخبار مفادها أن أعداداً كبيرة من الطلاب الجامعيين في المنطقة دخلوا في صفوف "جبهة النصرة" و "داعش".

هذا الكلام لا يمت الى الحقيقة بصلة، ووجود ابناء عكار في المؤسسة الأم "الجيش" هو دليل على أن شباب عكار مع الدولة ومؤسساتها ولا بديل لديهم سوى هذا الخيار مهما حاول خفافيش الليل القيام بمخطاطات إجرامية لضرب هذه الصورة وهذا الخيار. فخفافيش الليل حطوا رحالهم في بلدة البيرة العكارية، المعروفة بوطنية رجالاتها وشهامة أهلها وشبابها، تلحّفت أيادي الغدر جنح الظلام لتشنّ فجر أمس الأول هجوماً مسلّحاً جديداً على الجيش مستهدفةً حافلة تقلّ عسكريين في البلدة، ما أسفر عن استشهاد الجندي جمال جان هاشم (مواليد 1995 القبيات).

رحال : عكار لن تكون سوى بيئة حاضنة للإعتدال

 ابن عكار، عضو كتلة "المستقبل" النائب رياض رحال، اعتبر في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "الهدف من وراء هذه الأعمال هي إحداث فتنة وشرخ بين أهالي المنطقة والجيش، وتصوير المنطقة على أنها بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف"، متسائلاً: "لماذا عكار اليوم؟ هل لأنها تعتبر البيئة الحاضنة للجيش ومؤسسات الدولة والخزان الطبيعي للمؤسسة العسكرية؟".

وشدد على أن "أكثر من 40% من نسبة الجيش هم من أبناء عكار، وأهالي عكار وأهالي الشهداء هم وراء الجيش والمؤسسة العسكرية"، مؤكداً أن "عكار لن تكون حاضنة للإرهاب والتطرف وستكون بالمرصاد لأي فتنة ممكن أن تؤدي الى خراب البلد، وهي لن تكون المأوى لا لـ "داعش" ولا لغيرها من التنظيمات الإرهابية المسلحة".

بيئة حاضنة للإعتدال

 ورأى أن "عكار لن تكون سوى بيئة حاضنة للإعتدال ولخط الدولة ومؤسساتها الشرعية، مهما حاول العابثون بأمنها الإيقاع بين أهلها ومؤسسات الدولة"، معتبراً أن "عكار كانت وما زالت وستبقى الخزان الطبيعي للجيش اللبناني ولكافة القوى الأمنية والعسكرية، كما أنها ما زالت على العهد وستبقى الى جانب مشروع الدولة والمؤسسات".

ولفت الى أن "في عكار لا يوجد حاضنة للإرهابيين والداعشيين، والهدف من الإعتداءات المتكررة الزج بين الأهالي والجيش وتصوير المناطق ذات الغالبية السنية أنها مرتع للداعشيين والإرهابيين وهذا ليس صحيحاً"، داعياً الحكومة الى "الطلب من القضاء التحقيق في الحادثة ومعرفة الفاعلين وسوقهم الى العدالة، والعمل على ضبط أمن مخيمات اللجوء والمناطق بشكل جيد".

محمد: أهالي عكار أكبر من أن ينجروا وراء هؤلاء

 من جهته، اعتبر رئيس اتحاد بلديات الدريب الأوسط شهير محمد، في حديث خاص لموقعنا، أن "الإستهدافات المتكررة للجيش في المنطقة لها هدفين: الأول استهداف للمؤسسة العسكرية وتوجيه رسائل لها، والهدف الثاني هو إحداث شرخ وفتنة في المنطقة"، مشدداً على أن "اهالي عكار أكبر من أن ينجروا وراء هؤلاء وان ينجروا في فتنة لها عواقب وخيمة على المنطقة كما على كل لبنان".

وشدد على أن "البلديات في المنطقة اخذت إجراءات إستثنائية من أجل ضبط الأوضاع والعمل على عدم حصول مثل هذه الإعتداءات، وستكون عناصر الشرطة البلدية العين الساهرة بتصرف القوى الأمنية وسيتم ربطها وتزويدها بغرف العمليات التابعة للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي من أجل التنسيق"، رافضاً "لمنطق الأمن الذاتي، لأنه يزيد المشكلة أكثر ويؤدي الى الفوضى".

عبدالواحد: المستهدف هو الدولة والوطن ككل

 بدوره، اعتبر رئيس جمعية "النور الاسلامية" الشيخ علاء عبد الواحد، في حديث لموقعنا، أن على "ما يبدو هناك مخطط كبير لضرب منطقة عكار وزج المنطقة في فتنة كبيرة جداً ومؤامرة كبيرة للإيقاع بين الجيش وأهله "، لافتاً الى ان "المستهدف اليوم الدولة والوطن ككل، وسنسعى جاهدين إلى العمل على منع حصول هذه الفتنة انشاءالله". 

 

نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس يتهم ادوات قاسم السليماني باغتيال وسام الحسن

وكالات وصحف/أكد نائب رئيس “تيار المستقبل” انطوان اندراوس أن اللواء الشهيد وسام الحسن هو من شهداء قوى “14 اذار” وهو من الشخصيات البارزة، مذكراً بما قام به اللواء الحسن في فرع المعلومات، من خلال تطور هذا الجهاز الامني والانجازات. وقال، في حديث للـ”mtv”: “لدينا حق في الاتهامات التي نطلقها، من القائد قاسم سليماني في ايران، إلى الاداة التنفيذية له، ان كان في العراق او في سوريا او في لبنان، والشبهة لا تزال قائمة وتزيد يوما بعد يوم على النظام السوري وحزب الله وعلى رأسهم  اللواء سليماني”.  ولاحظ أن “الدولة عاجزة عن توقيف عناصر تابعة لـ”حزب الله”، وعلى سبيل المثال الشخص المتورط بعملية الاغتيال التي كان يحضر لها للوزير بطرس حرب ،وايضا حتى بعملية اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن كان هناك اسماء”. كما ذكّر بما حصل مع الطيار الشهيد سامر حنا، وكيف تم توقيف شخص ولاحقا تم الافراج عنه ،وللاسف حزب الله يمثل دولة بقلب دولة، ونحن عاجزون عن توقيف احد ما مرتبط بحزب الله ومتورط بإغيتال ما وهذه حقيقة لا مفر منها”. وعما يشاع في وسائل الاعلام من ان قوى 14 اذار تسعى الى تسمية شخص توافقي لتولي رئاسة الجمهورية، قال هذا الطرح بدأه الدكتور سمير جعجع وانا بالمناسبة احيه على هذا الطرح، ولكن من الخطأ ان نضع اسما واحدا بل اسماء عدة ، ومتى طرحنا اسما واحدا فربما تعمد قوى الثامن من اذار الى حرقه ربما”. أضاف: “من الافضل والانسب طرح اسماء عدة نتوافق على اسم منهم او اسمين. ورغتبي الشخصية هي ان تحصل معركة انتخابية على شخصين او اسمين ومن يربح يفوز بالمقعد الرئاسي .ولكن حسب راي الشخصي لا اسماء وهناك صعوبة لحصول مثل هذا الامر لاسباب عدة”. وردا على سؤال عن الجهة الاقليمية التي تتحمل مسؤولية عرقلة انتخابات الرئاسة في لبنان ؟ لفت إلى أن “قوى 14 اذار تسعى دائما مع غبطة البطريرك ما بشارة بطرس الراعي الى جعل عملية انتخاب الرئيس عملية لبنانية بعيدة عن التدخل الخارجي فيها، ولكن حقيقة الامور تشير الى ان العقدة هي ليست في لبنان بل في مكان اخر بل في ايران”.

كما اوضح ان ايران ومعها حزب الله لا يريدان اجراء انتخابات رئاسية في لبنان بل يريدان الفراغ ،وانا من الخائفين ان يطال الفراغ ايضا المجلس النيابي، رغم انهم يتمنون ان يبقى الرئيس بري في هذا الموقع”.

وإذ تخوّف من عدم حصول تمديد للمجلس النيابي أو عدم انتخاب رئيس للبلاد وبالتالي يمتد الفراغ الى المؤسسة الثالثة في لبنان، كشف ان هناك كلاما يتداول في اروقة قوى 8 اذار مفاده ربما لا يحصل تمديد ولا تحصل عملية انتخاب ويضعوا شرطا للتمديد هو العماد ميشال عون على سبيل المثال”. وأشار إلى أن “الجهة التي تصادر القرار في البلد وبمعنى اوضح القرار (سنيا ومسيحيا وشيعيا) هي حزب الله، معتبراً ان اصرار الحزب على العماد عون  لتولي سدة الرئاسة الهدف منه استعماله كفزاعة من اجل عدم حصول الانتخابات”، خصوصاً ان العماد  عون لا يمكن تسميته كرئيس توافقي للجمهورية. وإذ أكد أن “لا انتخابات نيابية في القريب العاجل”، لاحظ ان “التمديد حاصل وواقع”. ووضع أندراوس، اللقاء الأخير الذي جمع النائب وليد جنبلاط بالدكتور سمير جعجع، في خانة اللقاءات التي قام بها جنبلاط أخيراً على القيادات اللبنانية، وهي خطوة جيدة رغم انها اتت متأخرة، وتمنى ان تنعكس بالوضع الايجابي على البلد. وشدد على ان النائب وليد جنبلاط يعرف ان موضوع انتخابات الرئاسة في لبنان هو موضوع خارجي وليس موضوعا داخليا، ويبحث في الخارج، خاتماً: “حتى اللقاء بين الرئيس سعد الحريري والبطريرك الراعي لا يمكن ان يحل هذه الموضوع .لانه اكبر من ذلك بكثير ولكن واجبنا ان نحاول”.

 

الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد وسام الحسن

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية - أحيت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، ظهر اليوم الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الرئيس السابق لشعبة المعلومات اللواء وسام الحسن والمؤهل أول أحمد صهيوني، بإحتفال رمزي أقيم في باحة ثكنة المقر العام، في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس هيئة الأركان العميد فواز متري وقادة الوحدات ورؤساء الشعب في قوى الأمن الداخلي وعدد من الضباط. ووضع كل من بصبوص ومتري ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان إكليلا من الزهر أمام تمثال اللواء الشهيد مقابل تمثال شهداء قوى الأمن الداخلي، ثم عزفت موسيقى قوى الأمن الداخلي لحن الموت والنشيد الوطني.

 

وزير الداخلية في ذكرى استشهاد الحسن: نحن قاب قوسين او ادنى من اكتشاف الجريمة ولا أمن بدون عدل ونرفض تحويلنا إلى صحوات لبنانية

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية - رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ان "الخطة الأمنية تحولت إلى مسار لمحاسبة البعض في لبنان من لون واحد، وصرف النظر عن البعض الآخر"، وأن "المطلوب تحويلنا الى صحوات لبنانية على غرار الصحوات العراقية"، رافضا ان "يكون على رأس تجربة مماثلة لتجربة العراق"، وقال: "لن نقبل بتحويلنا الى قادة صحوات متخصصين في فرض الامن على قسم من اللبنانيين فيا القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية". وشدد على انه "ليس من هواة تفجير المؤسسات خصوصا الحكومة ولا من محبي التراشق السياسي". وأشار إلى "رفع مستوى الشراكة بين المؤسسات الأمنية"، مؤكدا انه حقق الكثير "مما يمكن استثماره لصالح أمن أفضل وأكثر عدلا". جاء ذلك في الاحتفال التأبيني الذي أقامته ارة الداخلية والبلديات، لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن والمؤهل أحمد صهيوني، في قصر الأونيسكو، برعاية المشنوق الذي مثل رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء تمام سلام، وحضور: الرئيس ميشال سليمان، ممثل الرئيس أمين الجميل وزير العمل سجعان قزي، الرئيس فؤاد السنيورة، ممثل الرئيس سعد الحريري الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، ممثل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون النائب الان عون، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير العدل اللواء أشرف ريفي، وزير الشؤون الإدارية نبيل دو فريج، ممثل النائب وليد جنبلاط النائب غازي العريضي، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب انطوان زهرا، وعدد من النواب والشخصيات السياسية والديبلوماسية والعسكرية وعائلة الشهيدين الحسن وصهيوني.

غانم

بعد النشيد الوطني وكلمة عريف الحفل رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم جوزف مسلم، تحدث الاعلامي مرسال غانم الذي أشار بداية إلى أن عائلة الشهيد الحسن: زوجته آنا وابناه مازن ومجد، طلبت منه الكلام في هذه المناسبة، وقال: "يوم هاتفتني أنا Anna سعدت رغم حزن المناسبة: كانت فرصتي لأخرج من منبري التلفزيوني الى هنا، لأحكي لأول مرة عن وسام، وقد دعانا الى الاحتفال رمز الوفاء لاصدقائه صديق مشترك هو نهاد المشنوق، وعباءة المؤسسة التي انتمى اليها وسام ممثلة اليوم باللواء بصبوص".

ثم تحدث عن معرفته باللواء الشهيد: "إثنان قرباني من وسام وثالث دفع دم وسام علاقتي به الى الامام لتحقيق احلامنا الوطنية معا: إنه سعد الحريري الذي تلقف دموعي على الهواء يوم سقط وسام برسالة هي الأغلى علي: رسالة فيها وعد بالانتقام لوسام ولكل الشهداء.

اثنان قرباني من وسام: رفيق الحريري ونهاد المشنوق، الزمن يعود الى العام 1995 عرف الاثنان كيف يجعلان مني ومن وسام أصدقاء وإخوة تجمعنا المهنية والمناقبية محبة لبنان واحترام الآخر. رفيق الحريري رجل التفاصيل الدقيقة ونهاد المشنوق فنان التفاصيل .. الاثنان يبحثان بأناقة وحرفية عن الحصاد الجميل: من السلك وقع اختيار رفيق الحريري على وسام ليصير "الوجه الحلو" والجدي في قريطم والسرايا والسفر، ليمسك الاسرار والعلاقات والاتصالات واحزان الاصدقاء كما افراحهم وليكون جسرا دائما للتلاقي والحوار ودرعا صادقا الى جانب رفيق الحريري". ووصف الحسن بأنه أمين وصادق ومحب وطفل كبير "يندهش أحيانا امام خبر غريب أو قصة جديدة"، مضيفا: "وصار وسام من البيت والعائلة وصار الأخ والصديق والرفيق، لم يجمعنا مال ولا خبر صحفي ولا مصلحة، جمعنا مشروع لبنان الواحد".

ومن لقاءاتهما ذكر حين "زارني برفقة ANNA شعرت علامات الاختناق في عينيه عندما تناقش مع د. فارس سعيد في آفاق الخروج من الحصار. كنا مستسلمين. أما هو ورغم الاختناق كان متفائلا بالفجر الجديد خصوصا نداء مجلس المطارنة التاريخي في أيلول 2000، فجر جديد رغم الأجنحة المتكسرة والإشارات والإشارات. ونهاد المشنوق منفيا في باريس ووحده وسام فارسا شهما يتواصل معه ويسأل عنه". وتابع: "كلما اقتربت العاصفة من رفيق الحريري، كان وسام الحسن يخاف عليه أكثر. وكان يسأل عن منافذ الخلاص، يستفسر وأحيانا ببراءة طفل عن سبب الاعتداء على مشروع رفيق الحريري وعلى احلامه لوطن ولجيل ولعالم عربي جديد. وكبر الخوف الى أن سألت الرئيس الشهيد أمامه في باريس قبل شهرين من استشهاده: ألا تخشى من الاغتيال؟ أجاب الرئيس "أنا انسان مؤمن ولتكن إرادة الله". عتب علي وسام للسؤال وحين خرجنا الى الحديقة سألني هل لديك معلومات؟ قلت له: "مجرد إحساس". إنه السؤال نفسه الذي سألته لوسام قبل ثمانية ايام من اغتياله وأنا أهم بالمغادرة، كنت خائفا كثيرا عليه. بعد أن اتفقنا على العشاء في مكتبه يوم الجمعة الذي استشهد فيه عانقته بحرارة وقلت له: "ألست خائفا؟، تعود من لقاءات في اميركا، تلقي القبض على ميشال سماحة، تتبادل معلومات حول الاصوليين والتكفيريين، تكشف شبكات تجسس اسرائيلية، تفك مع وسام عيد رموز الاغتيالات، تلعب الادوار الكبيرة وانت مراقب". قال لي بابتسامة حزينة، حزينة، حزينة، شاكا يديه في جيبيه: "كل يوم أعيشه اليوم هو Bonus". كان وسام عارفا ما ينتظره وكان يعرف القتلة".

وقال: "في ذاك اللقاء الأخير مع وسام قبل ثمانية أيام من اغتياله، تحدثنا معا مع سعد الحريري عبر Viber، كان وسام مهتما جدا لأن يجري الرئيس حديثا تلفزيونيا معي- كان وكأنه يريد إنهاء الأمور الضرورية- أصريت عليه أن يسلمني اشرطة تسجيل اعترافات ميشال سماحة للاطلاع فقط. رفض كون الملف صار بالقضاء ومن المعيب التعدي على القضاء في مسألة كهذه. كان رغم الصداقة التي تجمعنا يفصل المهني عن الشخصي (...) في ذلك اللقاء ما لا أنساه ثلاثة اشياء: استعجال وسام للسفر للقاء ANNA والأولاد كما كان يسميهم، كان يريد أن يقضي أوقاتا أكثر مع مازن ومجد وAnna وأن يتشارك معها مسؤولية العائلة التي اضطرت للهجرة الى باريس للأسباب الأمنية. أما المسألة الثانية، فإصراره الى جانب الصيد في الخارج على ممارسة الرياضة في المكتب (...) أما ثالث الأشياء فهي اقبال وسام في الفترة الأخيرة على الفرح. كان فرحا بشكل لا يوصف، كمن يودعنا بصورة حلوة". أضاف: "كان رفيق الحريري منذ 1995 ولغاية 2005 يهاتفني إجمالا بعد كل حلقة من برنامجي موضحا، مستفسرا، عاتبا، مازحا أو ناقدا، وكنت فخورا بالناقد الكبير. بعد استشهاده، تعلم وسام المهمة من رفيق الحريري الى أن كانت الرسالة الأخيرة من وسام ليلة استشهاده ولا تزال الرسالة الأحب الى قلبي واحتفظ بها على هاتفي. أنا على الهواء في حلقة عن النازحين السوريين، مع سوريين ناقمين على نظامهم الذي أوصلهم الى هنا، الضيف وائل أبو فاعور. يرسل لي وسام رسالة نصية تفاجئنى: "بدن يقطعولك راسك على هالحلقة يا مرسال؟ إنت ملك". أجبت : "اوف انت في بيروت؟". جواب وسام العاشرة والدقيقة العاشرة: نعم، أنا في المكتب Already، سلملي على ضيفك". وتذكر انفجار الأشرفية "عندما هز بيروت، شعرت في اللحظة أن مكروها أصاب وسام، لم يأخذني حدس الا الى وسام"، ثم يوم تشييع الحسن في جامع محمد الأمين الذي "أدخله للمرة الثانية بعد تشييع رفيق الحريري". وقال: "صدقوني، أنا لست مستعدا بعد لأن أقف وأتحدث عن وسام في غيابه، كنت أحكي عنه وكنت أحكي عني معه وكنا نحكي عن البلد معه، كان وسام حاضرا في كل شيء ولكل شيء، مبتسما، هادئا ومحاورا جامعا، مهذبا قائدا في المبادرة بحكمة ودراية وبمحبة تتخطى كل الحواجز، كان وسام ابن الجبل الطيب الذي لم يوح يوما لأحد بأنع يعمل بالأمن، وأنا كنت أقول له "مش خرجك تشتغل أمن" لما عنده من طيبة وصدق واندفاع ونخوة. كان رجل الانفتاح والعيش المسترك". أضاف: "اليوم في عز زمن التطرف والارهاب، أعود الى ما تعلمه وسام من مدرسة رفيق الحريري ليقود من خلاله كل معاركه وأعماله وجهوده باتجاه الاعتدال وهو عنوان خطه البيتي الذي تربى فيه تحت عباءة الحاج عدنان وفي قوى الأمن حيث ينشأ وفي مدرسة رفيق الحريري التي غرف منها الكثير".وتابع جازما: "سيأتي يوم تعلن فيه الحقيقة وسيقف فيه وسام بيننا كالرمح في وجه الريح مبتسما للعدالة الأتية من كل مكان. كما من السماء، يومها سيكون راجعا بأصوات البلابل، راجعا بغناني الحصادين، سيكون وساما نفتخر أن نضعه في قلبنا قبل صدرنا، في عقلنا قبل رأسنا. سيعود وسام أكبر من صورة بطل من بلادي تظلل احتفالاتنا وطرقاتنا. سيعود في كل انجاز يقوم به أي عسكري من أبطالنا وسيكون ظله في المعلومات، وفي غرفة وسام الحسن، في الداخلية المشكورة على الوفاء. سيعود وسام فصلا من فصول تاريخنا المجيد ننهل منه كرامة ووفاء، عطاء، تواضعا، صداقة، محبة، شهامة، فروسية وطيبة". وختم مخاطبا روح الحسن: "يا بطلا من بلادي، الصديق وسام، بعد غياب رفيق الحريري، كنت أراه في سعد وفيك وفي كل من حمل شعلة الاعتدال والسيادة. اليوم أراك في دمعة مخبأة بين عيون سعد الحريري حماه الله. أراك في كل وقفة عز لبطل يمشي على دربك، في عيون عائلة رفيقك أحمد الصهيوني، أراك في المعلومات مع عماد ومع الشباب، أراك اليوم في عيون ماهر وخالد ونهاد وعقاب ونادر ونديم وأشرف ومازن ومجد وآنا الحبيبة وكثر من الأوفياء لك (...) وسام نحن لن ننسى، لن نسامح. ولتنتقم منهم عدالة ربنا: هي تفعل اليوم وستفعل دوما".

بصبوص

ثم ألقى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، كلمة استهلها بالقول: "سنتان مضتا على جريمة غدر طاولت قائدا من قوى الأمن الداخلي، إلا أنه وإن نجح الجناة في إبعاده عنا جسديا، لم ولن ينجحوا في تغييبه عنا، وعن محبيه فكريا وروحيا، لأن وسام الحسن طال الزمان أم قصر، باق حيا في كل ضابط وفرد، لأنه المثل والمثال لكل شريف ومقدام، وعنوان للعطاء والتفاني". وتوجه إلى الحضور: "نحتفي اليوم بالذكرى الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن، لنعبر له وبصدق، ما نكنه له من محبة وتقدير، ولنؤدي له تحية إكبار وإعتزاز، لما قدمه لمؤسسة قوى الأمن الداخلي وللوطن ككل، ولننحني خشوعا لروحه الطاهرة، التي أبت أن تستكين إلا بجوار باريها في جنان الخلد". وقال: "أيها الشهيد الكبير، باستشهادك فقدت قوى الأمن الداخلي واحدا من خيرة رجالاتها، فلطالما عرفت بخصالك الحميدة، وطباعك المتواضعة، وتمايزك بخصال القادة منذ سنوات خدمتك الأولى، برزت خلال ممارستك للمهام، التي كانت تولي إليك، ولكنها عرفت للعموم بعد تأسيسك لشعبة المعلومات وتوليك رئاستها، فارتقيت بها من قطعة أمنية كلاسيكية، الى قطعة متمايزة عن مثيلاتها حتى في الدول المتقدمة، مسخرا مواهبك ومعارفك ومختلف قدراتك، فجعلتها محط أنظار اللبنانيين، بما حققته من إنجازات أمنية نوعية في أوقات قياسية". أضاف "أيها البطل وسام، إن غيبك قدر الموت عنا، فإن إنجازاتك التي حققتها خلال فترة توليك لشعبة المعلومات، لا تزال ماثلة أمامنا، وهل ينسى كشفك لشبكات التجسس الإسرائيلية التي كانت تعبث بأمننا وإستقرارنا وسلمنا الأهلي، ومثلها العديد من الجماعات الإجرامية الضالعة في قضايا الإرهاب وتبييض الأموال وغيرها من الجرائم المنظمة وغير المنظمة، وكشف ملابسات العديد من جرائم التفجير والإغتيال، التي طاولت العديد من رجال السياسة في لبنان، وفي مقدمتهم دولة الرئيس رفيق الحريري". وتابع "أيها الوسام المقدام، لم تثنك حملات التشهير، ولا محاولات تزييف الوقائع، ولم ترهبك التهديدات الوقحة، عن قيامك بواجبك الوطني، فتحديت الصعاب، وقاربت المحظورات، وطرقت أبواب المجرمين، فنلت منهم في عقر دارهم، كاشفا تآمرهم على الوطن ومخططاتهم الإجرامية الهادفة الى إثارة الفتن الأهلية، وتأجيج الصراعات الفئوية والطائفية والمذهبية، التي فيما لو كتب لها النجاح، لكانت أودت بلبنان على غياهب المجهول". وعاهد الراحل بقوله: "شهيدنا الغالي، نعاهدك اليوم كما نعاهد غيرك من الشهداء امثال البطلين الرائد وسام عيد والمؤهل اول احمد صهيوني، اننا على صراط الحق لباقون، وعلى بذل الجهد والتفاني لمستمرون، ولتحقيق العدل والعدالة لمصممون، فإن الوطن واستقراره امانة في اعناقنا، وراحة المواطن وصون حقوقه من الاولويات التي لن نحيد عنها". وقال: "عزيزي وسام، خسارتنا بك لكبيرة، الا ان مؤسسة قوى الامن كما عهدتها تزخر برجال امثالك، فها هو العميد عماد عثمان يتولى بعدك رئاسة شعبة المعلومات، ويقوم مع زملائك في الشعبة الذين يعتزون بك، بمتابعة ما باشرت به. وقد نجحوا في تحقيق المزيد من الانجازات، التي تضاف الى رصيد شعبة المعلومات التي انشأتها والتي ستبقى احد اهم القطعات الامنية التي نعتز بها". أضاف "نستذكر شهداءنا الابرار وشهداء الجيش اللبناني وباقي الاجهزة الامنية، الذين لطالما اختلطت دماؤنا بدمائهم، وتزامنت تضحياتنا مع تضحياتهم، وتكاملت انجازاتنا مع انجازاتهم. ولا يسعني الا ان اشد على ايدي زملائنا المخطوفين وذويهم آملين لهم الفرج القريب"، مؤكدا "لن نألو جهدا يمكن بذله ليعودوا الينا في اقرب وقت، والمجد والخلود لشهدائنا الابرار والفرج القريب للمخطوفين". وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: "ان وطننا الحبيب لبنان يمر بمرحلة حرجة، بل تكاد تكون الاخطر منذ نشأته تحيط به المخاطر من كل صوب وحدب، اذ هناك من يسعى لإثارة الفتنة بين أبنائه، ومنهم من يسعى لتقويض هيبة الدولة، والنيل من مكانة ومصداقية مؤسساتها العسكرية والأمنية والقضائية، وتدمير بنى الاقتصاد الوطني، وثمة محاولات مشبوهة لتفريغ مؤسساتنا الدستورية، تشريعية كانت ام تنفيذية، في ظل سطوة وسائل اعلام، اختلقت توجهاتها ومراميها"، داعيا إياهم أن "تعالوا نحمي الوطن واياكم، من خلال الايمان به اولا كوطن نهائي لا بديل عنه، ونزرع الثقة المتبادلة في قلوبنا، وننبذ عوامل الفرقة، ونوثق عوامل الالفة والتلاقي على معنوياتها، ولنبتعد عن اعتماد سياسة التقشف حيالها، بل نسعى الى تعزيزها عدة وعتادا وعددا، لكتون على قدر التحديات والمخاطر". وختم "اخيرا اتوجه الى اهلي واعزائي، ذوي الفقيد: والديه وولديه والى جميع احبائه ومعهم ذوي الشهيد احمد صهيوني، بأحر التعازي والمواساة، معاهديهم اننا سنبقى على العهد واوفياء لدمائهم الطاهرة".

المشنوق

وفي الختام ألقى راعي التأبيني كلمة شكر في مستهلها "صاحبي الدولة الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام على تكليفي بتمثيلهما في هذه المناسبة. لكنني لا أحملهما مسؤولية ما سأقول حين يكون النص أقرب الى القلب من غشائه تاركا لهما أن يتقدما علي في نص الرصانة والعقل والمنطق". وقال: "نلتقي مجددا على دمعة سعد الحريري، الدمعة هنا وسام. يحاصرنا فائض الحزن من كل حدب وصوب. يرسم حدودا للبنان بإتساع القدر. قدرنا أن نلتقي على وجع. نعصر احزاننا لنتوضأ بها. نهزج بمواويل الزيتون العابق في بتوراتيج. نعرج على ضريح الرفيق، ونعود دائما الى مربع الحياة، لنحرم دعاة ورعاة مربعات الموت من رفع أنخاب الشؤم. تغيب التفاصيل ويبقى الجرح. هي ذاتها عبوة الحقد استهدفت قبلك رفيق الامل، الشهيد رفيق الحريري، كأنما ارادوا بكما النيل من الامل والامن والامان، تماما كما استهدفوا رجالات ربيع لبنان ليمنعوا ربيع الشام وكل العرب".أضاف "كيف لي يا وسام أن أغفر لك ما حييت، أنك انشغلت بهم حماية اللبنانيين، كل اللبنانيين، ولم تحم نفسك. كيف لي يا نسر بتوراتيج أن أغفر لك كيف أخليت سماءنا لأسراب الغربان. ستظل حاضرا في كل زاوية من زوايا الحياة، في الصداقة وفي السياسة وفي الامن وفي الدولة" وتوجه إلى عائلتي الراحلين الحسن وصهيوني: "عمي ابو حيدر، العزيزة آنا ومازن ومجد ومحمود احمد صهيوني بالقول: "اريد ان اطمئنكم جميعا اننا على قاب قوسين او ادنى من اكتشاف جريمة اللواء الشهيد وسام الحسن، لقد حصلنا على الصورة وبعد في الصوت، وهذا الامر سيعلن في الوقت المناسب، وانا مسؤول عن كلامي، سيعلن، وستعرفون كلكم الحقيقة، واقول للقتلة مهما فعلتم واينما ذهبتم او صعدتم الى اعلى الابراج، ولو ذهبتم الى ابعد الاماكن، سنطالكم سنطالكم سنطالكم، وسنقتص منكم بالعدل والقانون".أضاف "لم يكن وسام الحسن رجل أمن وحسب، بل كان رجل دولة، ترك بصماته في تفاصيل مؤسسة قوى الامن الداخلي عامة، وشعبة المعلومات تحديدا، حيث من موقعي اليوم في وزارة الداخلية والبلديات أمر بطيفه كل لحظة، في قصة نجاح هنا، وفي إنجاز هناك، وفي كفاءة أشرف على تنميتها، او آلية عمل على وضعها، أو حداثة كان سباقا اليها، قبل أن تأخذه الشهادة الى حيث يسكن الانقياء الانقياء. صحيح أن وسام الحسن هو، بهذا المعنى، شهيد الدولة الصعبة حينا، والممنوعة أحيانا كثيرة، لكنه في كل حين شهيد الدولة الممكنة والاكيدة. الدولة التي آمن بها وعمل من موقعه على ترسيخ مؤسساتها، وربط تجربته فيها بكل ما له علاقة بالكفاءة والنجاح والسمعة الطيبة".

وتابع "فالدولة، كما كانت في تجربة وسام، هي الايمان بها وبفكرتها أولا، قبل وضع الشروط عليها. والدولة هي تراكم الجهود الساعية لحمايتها وتطويرها وليس التعالي على ضعفها او تقصيرها او قصورها، واستسهال النيابة عنها والقيام بمقامها. والدولة هي ما نفعله الان هنا...وهي ليست مادة للحنين والرومانسية. فقوى الامن الداخلي ليست مجرد ارشيف للأحداث او ذاكرة للدولة اللبنانية في عزها، بل هي جهاز كفوء وشجاع ومسؤول ويملك من الإمكانات البشرية أولا، ما لا ينبغي تجاهله في سبيل تعزيز قدراتنا الأمنية".

وأردف "وهنا دعوني اتوجه بالمباشر الى قوى الامن الداخلي. أنتم يا رفاق وسام الحسن أثبتم في كل تفصيل من تفاصيل الاعصار الذي يضرب المنطقة ولبنان، أنكم شركاء اصليون في تثبيت معادلة الامن والامان. وشركاء اصليون مع الجيش وسائر القوى الامنية في دفع ضريبة مكافحة الإرهاب وبعضكم اليوم يتشارك مع جنود الجيش اللبناني تجربة الاحتجاز المرة على أيدي تنظيمات ارهابية". وكشف "لقد عملت جاهدا بدعم من دولة الرئيس تمام سلام، وبالتعاون مع وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، لرفع مستوى الشراكة بين المؤسسات الأمنية ولا ادعي هنا، اننا حققنا الكثير في هذا المجال، مما يمكن استثماره لصالح أمن أفضل وأكثر عدلا، وهو ما لم يكن ممكنا لولا الكفاءات الاستثنائية، التي واكبت خطة التكامل والشراكة، اولا من الجيش، وثانيا من قوى الامن الداخلي".

وقال: "أما في السياسة، فاسمحوا لي ببعض الرسائل القصيرة، فما سأقوله هو اول الكلام وليس آخره، ومن له أذنان فليسمع بوضوح"، موضحا "لست من هواة تفجير المؤسسات وخصوصا الحكومة، ولا من محبي التراشق السياسي. وأنا في طليعة من يسعون الى تجنب إثارة اي سجال خلافي داخل مجلس الوزراء، لكن الملفات الخلافية تتراكم، ومقابل سعينا الدؤوب لعدم إنفجارها داخل الحكومة، ثمة من يعمل على تفجيرها خارج الحكومة. اللواء ريفي كان سباقا في هذا الموضوع قبلي".

أضاف "تعلمون أنني حين سميت وزيرا للداخلية في حكومة الرئيس سلام، قلت منذ اليوم الاول، في كلام علني، انني سأكون وزير كل اللبنانيين، ساعيا لحماية أمن الجميع وفارضا شروط الأمن على الجميع. بهذا التوجه وضعنا خطة أمنية متكاملة تؤمن اكثر من الحد الأدنى من شروط الأمن والأمان في لبنان، في لحظة تتخبط فيها المنطقة بعواصف لا تنتهي. لقد دافعت عن هذه الخطة الأمنية، وحميتها بصدرالرئيس الحريري وكتلة المستقبل قبل صدري، من كل أشكال المزايدات التي طاولتها من بعض الأصدقاء قبل الخصوم، وعملت على توفير البنية التحتية السياسية والنفسية لنجاحها، قافزا فوق معظم الحواجز، التي تمنع التواصل الجاد والمجدي لمصلحة لبنان، مؤمنا بان الأمن وحدة لا تتجزأ، ولا يحتمل المقاربات الحزبية الضيقة".

وتابع "للأسف ثمة من رغب في فهم هذا الموقف وفقا لهواه، معتقدا انني تركت انتمائي السياسي خارج حرم الوزارة، من اجل ان أعلن انتسابا سياسيا جديدا، او انني اتخفف من اثقال الحزبية السياسية لأغراض خاصة، فقرر هذا البعض ان يكتفي بجني ثمار الخطة الأمنية، بما يوافق مصالحه الأمنية والسياسية، دون ان يساعد على انجاحها بشكل عادل وشامل يطمئن كل الناس. بل ساهم سلوكه في زيادة مشاعر الاحتقان والتوتر والغبن، وهي كلها مكونات لإنتاج بيئات خصبة للتشدد والتطرف والشذوذ الوطني. النتيجة هي دفع هذا البعض بالخطة الأمنية في مكان ما، الى إفراز نتائج معاكسة لما أردته بصدق ومسؤولية".

وأردف "لم تكن مجرد استعارة لغوية حين تحدثت عن مربع الموت، مسميا الأحياء والبلدات والنواحي بأسمائها. فالمربع كما تعلمون شكل هندسي متساوي الأضلاع، وما ذكرته من مناطق في هذا المربع، متساوية، في انتساب بعض الشذاذ فيها الى ثقافة الإخلال بالأمن والأمان والجريمة وثقافة الاعتداء. لكن ما حدث أن الخطة الأمنية تحولت الى مسار لمحاسبة بعض المرتكبين في لبنان من لون واحد، وصرف النظر عن البعض الآخر، لان حزبا سياسيا يوفر الحماية، ولان جهازا رسميا تفتقر رئاسته للصفاء الوطني في مقاربة الموضوع الأمني. وصار واضحا أن المطلوب تحويلنا الى صحوات لبنانية على غرار الصحوات العراقية. والصحوات لمن لا يعرف، هي البيئة العشائرية السنية التي شمرت عن زنودها وانخرطت انخراطا حاسما الى جانب الحكومة العراقية في الحرب ضد تنظيم القاعدة، في حين استمر التهميش السياسي والوظيفي والإنمائي بحقها حتى الإلغاء، ثم كان ما كان من انهيارات حصلت في العراق من الموصل الى الأنبار وصولا الى أبواب بغداد".

وخاطب الحضور "هنا اسمحو لي ببعض مما يجول في خاطري. أقول بشجاعة ومسؤولية وبعيدا عن الاجتهادات السياسية المتخاصمة، رحم الله الشهداء الذين سقطوا في جرود بريتال، فهم لبنانيون سقطوا على ارض لبنانية دفاعا عن وطنية الارض، أقول هذا لنتمكن من التعالي معا على الجراح، والاستماع بصفاء، ولكن من دون أن نسقط في فخ التكاذب. بالتفصيل أكثر، في كل مرة أتحدث فيها عن خاطفين في بريتال، أو مزورين في النبي شيت، أو ما يفوقهما في حي الشراونة في بعلبك. يأتيني الجواب الحزبي: لا سلطة لنا ولا قدرة لنا، ولا حتى معلومات تساعد على فرض الأمن، الفاعلون يهربون الى الجرود التي لا نعرف أولها من آخرها". يكتمل الجواب من الجهاز الرسمي بأقل أو أكثر من التبريرات. فجأة تصبح الجرود أرض معركة، فيها متاريس ودشم ومقاتلين يشارك فيها حزبيون بمساندة من الجهاز الرسمي نفسه، ولو عن بعد".

وقال: "دققت الكبير، الكبير، والكثير من الأبواب، ولكن دون نتيجة، خاطبت الأكبر من العقول. منعا لليأس وتجنبا للانفجار أو التعطيل. ولكن دون نتيجة. ذهبت الى فخامة الرئيس سليمان مرات طالبا حصانته الوطنية، وذهبت مرات ومرات الى الضمانة الوطنية في رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، وفي كل مرة كان يوافقني على ما اقوله، ذهبت الى التوازن الوسطي في وليد بك، وناقشت مرات مع الضمير العسكري الوطني العماد ميشال عون في الموضوع نفسه، لكن لا نتيجة".

أضاف "لذلك أقول بأعلى صوت ممكن، وفي حضرة روح وسام الحسن، لن نكون على رأس تجربة مماثلة لتجربة العراق، ولن نقبل بتحويلنا الى قادة صحوات متخصصين في فرض الأمن على قسم من اللبنانين، فيما القسم الاخر ينعم بالحصانة الحزبية. يعني بالدارج شراكة بين بعض القطاع الخاص والقطاع العام بالأمن ضد جزء من اللبنانيين!! جوابي البسيط والواضح: هيك ما بيمشي الحال. ليسمع الضباط لانهم اكثر مني خبرة. ولمن يتذرعون بنقص الإمكانات لتبرير التقاعس والازدواجية في تطبيق الخطة الأمنية، أعلن على الملأ ما تعهدت به في الاجتماعات الرسمية من استعداد لمناقشة اي ترتيب على مستوى العديد والعدة لسد الثغرات المزعومة. ولدينا في الوزارة بشهادة رئيس الحكومة وقادة الاجهزة الامنية، اقتراحات عملية جاهزة للتطبيق، اذا ما توافرت الإرادة الوطنية والمسؤولية الأمنية، لتصحيح الخلل في تطبيق الخطة الأمنية، وهو ما حذرت منه مرارا وبهدوء في اجتماعات رسمية عدة خلال الأشهر القليلة الماضية".

وتابع "لا أنكر هنا النقص الذي تعاني منه كافة الأجهزة الأمنية، وهو ما استدعى هبتان سعوديتان كريمتان، بدأت تأخذ احداها الطريق الى التنفيذ، بمواكبة حثيثة من الرئيس سعد الحريري، كما استدعى دعما اميركيا واوروبيا مشكورا، ولكن لنقل الأمور بصراحة. ان تعثر الخطة الأمنية يعود لأسباب سياسية، وليس للنواقص التي نعرفها جميعا. فالنقص يكون على كل الناس، كما ان اكتمال الإمكانات يستفيد منه كل الناس. فهناك فريق من اللبنانيين يعتقد أن قدراته أكبر من لبنان، لكنه لا يستطيع أن ينكر الآن، أن كلفة باهظة يتحملها كل اللبنانيون، لأنه أصغر من المنطقة وأزمتها وكوارثها"، مشيرا "وهنا لي رأي قد لا يعجب البعض، ولا أقوله مجاملة، بل من موقع التعامل المسؤول مع الامر الواقع". وإذ ذكر أنه "في خطاب القسم قال فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان "ان نشوء المقاومة، كان حاجة في ظل تفكك الدولة، واستمرارها كان في التفاف الشعب حولها، وفي احتضان الدولة كيانا وجيشا لها، يعود إلى بسالة رجالها، وعظمة شهدائها إخراج المحتل، إلا أن بقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال، ومواصلة العدو الاسرائيلي تهديداته وخروقاته للسيادة، يحتم علينا إستراتيجية دفاعية تحمي الوطن، متلازما مع حوار هادئ للاستفادة من طاقات المقاومة، خدمة لهذه الإستراتيجية"، رأى أن "فخامة الرئيس، تحدث يومها عن المقاومة بلغة الماضي كي يعبر بها الى مستقبل أفضل لكل اللبنانيين، ومنهم المقاومة واهلها. وها نحن اليوم بلا استراتيجية دفاعية، وبمقاومة أدماها التفرد، ويكاد يخنقها دخان الحريق المذهبي في المنطقة". وقال: من روح هذا النص الوطني المسؤول، أسأل: ماذا لو وضع حزب الله امكاناته منذ بدء الازمة في سوريا بتصرف الدولة اللبنانية، لتقرر هي متى تستعين به، وأين وكيف وبأي حدود، بدل التفرد بالقرار؟ هل كان وضعنا أفضل أو أسوأ؟ وهل كنا اليوم نتناقش في ما نتناقش به، بعد أحداث بريتال، التي لا يوجد ما يوحي بأنها لن تتكرر في بريتال أو في غيرها؟ مشيرا إلى أن "الصراحة والمسؤولية توجب أن أقول بوضوح، إن مواجهة الارهاب لا تتم الا بركيزتين: ركيزة الدولة، وركيزة الاعتدال اللبناني الوطني، بسنته وشيعته ودروزه ومسيحييه. وبوضوح أكبر، أقول: لا يحارب التشدد المذهبي بتشدد مذهبي آخر"، مؤكدا أنه "لا أمن دون توازن، ولا استقرار دون عدل، ولا سياسة دون مصارحة". وختم "قلت ما قلت بحثا عن أمن سياسي مشترك بين كل مناطق الاضطراب والارتكاب، لقناعتي أننا جميعا، دون استثناء، لا نملك ترف المواجهة في ما بيننا. هذا أول الكلام وليس آخره. لأننا نريد حماية لبنان، وكل اللبنانيين من الزلازل والحرائق وأن نحمي شهادة وسام الحسن وبقية الشهداء"، شاكرا "الصديق مرسال غانم على كلمته التي فيها ليس وفاء فقط، بل صدق وانسانية لا تغيب عنه في كل الكلام الذي يقوله. عشتم، عاش الشهداء، عاش لبنان".

 

الحريري في ذكرى الحسن: قدم نموذجا حقيقيا لرجل الدولة والضابط المؤتمن على سلامة اللبنانيين

السبت 18 تشرين الأول 2014/وطنية - رأى الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن أن "خسارة لبنان باستشهاده أكبر من أن تختصر بكلمات عابرة تتوقف عند الذكرى الثانية لاغتياله والأبعاد الأمنية لجريمة الاغتيال"، وقال: "خسارتي باستشهاد وسام الحسن لا توصف بكلمات، وهو الذي كان جزءا لا يتجزأ من حياتنا، وعنصر ثقة وأمانا ارتقى لمنزلة الأخ والابن البار في بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وقال في بيان اليوم: "الشهيد أعطى خلال فترة زمنية قصيرة من تجربته، مفهوما متقدما وعلميا وحديثا للأمن، يشكل قاعدة لعمل الأجهزة المختصة في لبنان، والتي تتحمل في هذه المرحلة مسؤوليات غير مسبوقة في حماية الأمن الوطني والسلم الأهلي، وسد المنافذ التي تتسلل منها رياح الفوضى والفتن". أضاف: "فالشهيد وسام كان على مستوى هذه المسؤولية، وهو استطاع بكفاءاته المهنية والوظيفية وبقوة الولاء للبنان والدولة، ان يتخطى التزاماته السياسية والخاصة، ويقدم نموذجا حقيقيا لرجل الدولة والضابط المؤتمن على سلامة اللبنانيين، كل اللبنانيين، دون تفريق او تمييز وبمعزل عن اي ولاء سياسي". وتابع: "لقد كان وسام، من دون شك، مثالا للوفاء والإخلاص لقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن من منطلق الوفاء والإخلاص للدور الذي اضطلع به في قوى الأمن الداخلي، وتأسيس منظومة أمنية حديثة، تتصدر مهمات الدفاع عن لبنان، ولا تقيم حسابا لغير المصلحة الوطنية ودورها في كشف أوكار التجسس والتخريب والإرهاب". وختم: "لقد اغتالوه على دروب الوفاء لرفيق الحريري، وعلى دروب الدفاع عن الأمن الوطني، والمجرم القاتل بهذا المعنى، واحد مهما تعددت له الأسماء والصفات، وساعة الحساب آتية، بإذن الله، مهما طال الزمن".

 

مستشار خامنئي: انتصار الحوثيين وشيك وهم سيطروا على الاوضاع تماماً كما فعل "حزب الله" في لبنان

 وكالات/١٨ تشرين الاول ٢٠١٤

إعتبر علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الأعلى بإيران علي خامنئي، إن انتصار جماعة 'أنصار الله” الحوثيين في اليمن بات وشيكاً.ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية على لسان ولايتي الذي يشغل منصب الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية، قوله: 'لقد اطلعت على اخبار انتصاراتكم القيمة، ولقد ارتحنا كثيرا واهنئكم لأن علاقاتنا مع الحوثيين تعود الى السنوات الاولى من انتصار الثورة. كما ينبغي ان نقول اننا مطلعون على افكار العلامة صدر الدين الحوثي الاب المعنوي لأنصار الله، وأننا مسرورون لأن القيادة الحوثية الثورية تدير التحرك الشجاع في اليمن”.وتابع قائلا: 'إن انتصاراتكم تشير الى عمل مدروس ومستلهم من التجارب السابقة، والآن تمكنتم من السيطرة على الاوضاع تماما وأزلتم العقبات من امامنا”. وأضاف: 'لو نظرنا بشكل صحيح سنرى انه في الاحداث التي وقعت في لبنان، وحد حزب الله جهوده الى جانب الجيش والشعب ضد الذين يحاربون الشعب، وتمكن من تحقيق النصر على جبهة النصرة الارهابية”.

 

الشرعي الإسلامي: لإنهاء ملف العسكريين المخطوفين والالتفاف حول الجيش وإنجاز الاستحقاق الرئاسي

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية - عقد المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى جلسة برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى، وتم التشاور في الاوضاع الاسلامية والوطنية. وأصدر بيانا تلاه نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي قال فيه: "يهنىء المجلس الشرعي اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بالإنجاز الذي تحقق بانتخاب مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، منوها ومؤيدا للمواقف التي اعلنها سماحته في يوم انتخابه وتنصيبه وفي خطبة عيد الاضحى المبارك والتي تمثلت بإبراز مبادىء الدين الاسلامي الحنيف دين الاعتدال والرحمة والتسامح. ويؤكد المجلس طي صفحة الماضي والتطلع الى عمل اصلاحي جاد مبني على اسس وقواعد عصرية لدار الفتوى والمؤسسات التابعة لها". أضاف: "قرر المجلس استمراره في مهامه القانونية لانجاز ما هو مطلوب منه لتسهيل مهمة مفتي الجمهورية لإتمام جميع الاستحقاقات الانتخابية المنصوص عنها في المرسوم 18 وتعديلاته. واستعرض المجلس الوضع العام في المنطقة عموما ولبنان خصوصا داعيا الجميع الى التنبه للمخاطر الجسيمة التي تهدد سلامة الوطن ووجوده ومصيره، مهيبا باللبنانيين الالتفاف حول جيشه الوطني، داعيا جميع الفرقاء السياسيين إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها". وتابع: "يدعو المجلس الشرعي الى متابعة الجهود الحثيثة لإنهاء ملف العسكريين المخطوفين لتأمين عودتهم الى ذويهم سالمين". وختم: "يهنىء المجلس الشرعي اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا ببداية العام الهجري الجديد متمنيا ان يعود الامن والاستقرار الى ربوع هذا الوطن وسائر البلاد العربية والاسلامية".

 

خطف اثنين من آل الحجيري

المركزية- أقدم مسلحون على خطف كل من مصطفى هاني الحجيري (مواليد العام 1982) وخالد أحمد الحجيري (مواليد العام 1991) من منزلهما في تعلبايا، واتجهوا في اتجاه سعدنايل.

واتهمت عائلة المخطوفين آل حمية بعملية الخطف وذلك ردا على مقتل الجندي الشهيد محمد حمية على يد "جبهة النصرة".

 

زهرا لـ”السياسة”: لا حلحلة في ملف الاستحقاق الرئاسي

بيروت – “السياسة”: شكلت زيارة رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط إلى معراب للقاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سميبر جعجع الحدث الأبرز في المجريات السياسية, خلال اليومين الماضيين. ووصف عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا الذي حضر اللقاء لـ”السياسة”, الأجواء بـ”الجيدة جداً” من النواحي كافة, لكنه لم يعول عليها كثيراً بالنسبة لحل الأزمة السياسية, على الرغم من وجهات النظر المتطابقة المتعلقة بالملف الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي شيء آخر, “لأن المشكلة ليست عندهما مع تأكيد مساعي الطرفين الجدية لإنجاز هذا الاستحقاق”. وشدد على أن الهم الأكبر لدى كل من جعجع وجنبلاط هو عدم السماح بنقل التوتير الأمني إلى الداخل اللبناني, مع احتفاظ كل منهما بوجهة نظره حيال مشاركة “حزب الله في القتال بسورية. واستبعد زهرا حصول حلحلة على خط انتخاب رئيس جمهورية في وقت قريب بسبب تعنت العماد ميشال عون وتمسكه بترشيحه والإعلان عن عدم استعداده لسحب هذا الترشح, لافتاً إلى أن المشكلة تكمن في موقف “حزب الله” وحلفائه الذين يدعمون ترشيح العماد عون ولم يتجاوبوا مع مبادرة “14 آذار”. وقال: “إن موقف “حزب الله” لن يتغير, لا بالنسبة للاستحقاق الرئاسي ولا بالنسبة للانسحاب من سورية, قبل حصول تقارب سعودي-إيراني, وهذا الأمر ليس وارداً في الوقت الحاضر”.

 

آل الجمل: نأمل من السياسيين عدم استخدام قضية ابننا نور الدين في التوظيفات السياسية

السبت 18 تشرين الأول 2014/ وطنية - صدر عن آل الجمل في بيروت البيان الآتي: "طالعنا النائب خالد الضاهر في حديث تلفزيوني برواية تتعلق بعملية استشهاد ابننا العقيد في الجيش اللبناني الشهيد نور الدين الجمل في منطقة عرسال، مدعيا انه قتل اثناء توجهه الى بلدة اللبوة. كنا نربأ بأنفسنا كعائلة لم تعتد الا على تقديم الشهداء في سبيل القضايا الوطنية والقومية الرد على مثل هذه الاقوال، ريثما تنتهي التحقيقات التي تجريها قيادة الجيش، وتوضيحا للحقيقة، نؤكد ان ابننا العقيد نور الدين الجمل استشهد وهو يدافع عن ثكنة الجيش اللبناني قرب جرود عرسال اثر الاشتباكات العنيفة التي وقعت هناك، وان العناصر العسكرية التي دخلت الموقع بعد الاشتباكات وانسحاب المسلحين سحبت جثته من امام الملالة على سور الثكنة، وهي مصابة بطلقات مباشرة في الصدر والرأس. باسم العائلة نأمل من السياسيين عدم استخدام قضية انسانية وطنية بهذا الحجم في التوظيفات السياسية والغايات الشخصية، ونؤكد ان الجهتين الوحيدتين المخولتين الحديث عن هذا الموضوع هما قيادة الجيش واهل الشهيد وعائلته. اننا نعتبر ان عملية استشهاد العقيد نور هي من المسائل التي يجب الا تقارب الا في الاطار الوطني الجامع وليس في حالات الانقسام التي يشهدها البلد، وخصوصا انها مسألة فوق السجالات والروايات والشائعات، اذ ان الشهيد قدم دمه فداء للوطن وذودا عن اهله، وبالتالي عن ضباط وعناصر كتيبته".

 

مقبل بدأ زيارته الى ايــران  قبول الهبة رهن تقرير الخبراء

المركزية- بدأ نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل اليوم زيارته الرسمية طهران التي ستستمر 3 أيام يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الايرانيين، حول الوضع الراهن والهبة الايرانية المقدمة الى الجيش اللبناني التي أعلن عنها رئيس مجلس الأمن القومي الأعلى علي شمخاني خلال زيارته لبيروت. وفي هذا الإطار، أفادت المعلومات "ان الوزير مقبل سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين في ماهية الهبة العسكرية الإيرانية للجيش اللبناني ليحمل معه تفاصيل محادثاته مع الإيرانيين الى طاولة مجلس الوزراء". وأضافت "ان مقبل الذي سيرأس وفدا عسكريا لاجراء المحادثات حول رغبة إيران في تقديم هبة عسكرية للبنان سينقل الى مجلس الوزراء حصيلة المحادثات التي قد يكون أجراها حول الهبة والاستعداد الايراني لتسليح الجيش ونوعية السلاح والمعدات التي تعتزم إيران تقديمها الى الجيش اللبناني". وأوضحت المعلومات لـ "المركزية" "ان بعد عودة الوزير مقبل والوفد المرافق ستعقد اجتماعات على مستوى المسؤولين والخبراء لدرس الهبة ومدى تطابقها مع نوعية وحاجات الجيش للسلاح والعتاد قبل ان يقرّر لبنان قبول أو رفض هذه المساعدة وسترفع قيادة الجيش عبر الوزير مقبل الى مجلس الوزراء تقريرا مفصلا حول المحادثات التي أجراها الوفد اللبناني في طهران وحول الهبة لجهة العتاد والسلاح الذي تعتزم إيران تقديمه الى لبنان". وستأخذ الحكومة وفق مصادر سياسية مطلعة، منطوق قرار مجلس الأمن رقم 1747 بالاعتبار لتجنب اي عقوبات أممية على لبنان استنادا الى مضمون القرار الدولي.

 

ريفي اعلن رأي هيئة التشريع في تطبيق القانون الجديد للايجارات

السبت 18 تشرين الأول 2014 /وطنية - أصدر مكتب وزير العدل اللواء أشرف ريفي بيانا جاء في نصه: "على اثر صدور قرار المجلس الدستوري، الذي قضى بإبطال بعض مواد قانون الايجارات الجديد، كثرت الآراء القانونية عن مدى قابلية القانون المذكور للتطبيق، في ضوء الإبطال الجزئي الذي طاله، وانعكس النقاش الدائر عن هذا القانون، سلبا على الاستقرار الاجتماعي، واحدث بلبلة على الصعيدين القانوني والاقتصادي، فكان ان بادر وزير العدل الى الطلب من هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل، إبداء الرأي في المفاعيل التي يرتبها الابطال الجزئي المذكور، على باقي أحكام قانون الايجارات الجديد". أضاف: "بناء عليه، وبعد دراسة معمقة من الهيئة المذكورة، أصدرت الهيئة رأيها بتاريخ 15/10/2014 وسلمته لوزير العدل الذي رأى أن من الواجب عليه إطلاع الرأي العام اللبناني، على خلاصة هذا الرأي والذي توصل الى نتيجة أولا ان الأحكام التي تتعلق بعقود إيجار الأماكن السكنية العادية وغير الخاضعة للقانونين 29/67 و10/74، أي المواد 3 الى 37 من قانون الايجارات الجديد غير قابلة للتطبيق، في حين أن الأحكام التي تتعلق بعقود إيجار الأماكن السكنية التي كانت تعتبر فخمة بحسب القانونين 29/67 و 10/74 تبقى قابلة للتطبيق. ثانيا، ان الاحكام التي تتعلق بعقود ايجار الاماكن غير السكنية تبقى قابلة للتطبيق". وختم: "ثالثا، إن باقي أحكام قانون الإيجارات، ما زالت قابلة للتطبيق".

 

التحقيقات متواصلة حول المتفجرات قرب منزل ابراهيم/اسلحة يوغوسلافية وبلجيكيـة وعملــة سوريــة

المركزية- تواصلت التحقيقات بوتيرة عالية صباح اليوم، لمعرفة الجهة التي تقف وراء المتفجرات والذخائر والاسلحة التي ضبطت في بلدة خرطوم الجنوبية على بعد أمتار من منزل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في كوثرية السياد. وكشفت مصادر أمنية لـ"المركزية" عن "ان معظم الاسلحة المضبوطة من صنع يوغوسلافي وبلجيكي، ووجدت الى جانبها مبالغ من العملة السورية وان أحد أجهزة التوقيت موضوع على مدّة ساعة اي 60 دقيقة ، والآخر على مدة 10 دقائق"، وقالت "إن عملية تفتيش ثانية أجريت صباح اليوم للمنطقة التي تمّ فيها العثور على الأسلحة للوصول الى خيط يدل الى واضعيها، وتكثفت المراقبة الدقيقة لتلك المنطقة". وكانت قد عثرت عناصر من شعبة المعلومات في الأمن العام عثرت في الجنوب مساء أمس، على كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد المتفجرة موضوعة في أكياس من النايلون وموزّعة في ثلاث مناطق صخرية ولم يمضِ على وضعها في تلك المنطقة اكثر من عشرة أيام وهي منطقة قريبة من منزل اللواء ابراهيم في كوثرية السياد. وعلى الاثر، أبلغ الامن العام فوج الهندسة في الجيش والشرطة العسكرية الذين قاموا بنقل تلك المواد المتفجرة والاسلحة الى احد مراكز الجيش في الجنوب، وبوشرت التحقيقات لمعرفة الجهة التي وضعتها في تلك المنطقة حيث جرى توضيبها في أكياس من النايلون المقوى الذي يمنع تسرب مياه الامطار اليه. والمواد التي عثر عليها عبارة عن كميات من مادة الـ"ت ان تي" ورمانات يدوية عدد 8 وحشوة دافعة وجهاز توقيت ولوحات الكترونية وذخائر وطلقات من الرصاص المتنوع، وعلم ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر كلّف مخابرات الجيش إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة واضعيها لاجراء المقتضى القانوني في حقهم، مع الاشارة الى ان الامن العام كان أوقف منذ فترة شبكة من السوريين الذين اعترفوا بالتخطيط لعمليات تخريبية ضدّ اللواء ابراهيم أثناء زيارته الى منزله.

 

اللواء ابراهيم في دائـرة الاستهدافــات بعد الجيش

 دي ميستورا يعد باثارة "الاستحقاق" مع الدول المؤثرة

 عون يراهن على متغيرات لمصلحته ومقبل في ايـران

المركزية- ترنحت الملفات التي تشغل الوسطين الحكومي والنيابي على وقع الخلافات المستترة في جزء منها والمعلنة في الجزء الاخر، سواء تلك المتصلة بازمة الاستحقاق الرئاسي حيث لم تفلح كل الوساطات والتحركات في الداخل والخارج في احراز تقدم، ولو طفيف، في هذا المسار، او التمديد للمجلس النيابي الذي جاهر كثير من القوى السياسية برفض السير به ووجد نفسه اخيرا ملزما الانضمام الى قطاره، او ملف المخطوفين العسكريين الذي لم يرسُ بعد على وحدة خيار حكومي وتسير مفاوضاته تارة بوتيرة توحي بامكان حصول انفراج قريب وطورا تتراجع الى الحدود الدنيا.

استهداف ابراهيم: وبين زحمة الملفات والازمات تبقى قضية استهداف العسكريين بنيران الارهابيين من ضمن مسلسل تتوالى فصوله دوريا بهدف ارباك المؤسسة العسكرية ومحاولة احباط عزيمة عناصرها، بعدما لم تفلح الانشقاقات الفردية في تحقيق الغرض، محط اهتمام رسمي سياسي وعناية من قيادة المؤسسة وسائر الاجهزة الامنية، لا سيما في قرى ومناطق الشمال التي شكلت مرتعا لبعض المجموعات المسلحة، سددت اكثر من ضربة كان اخرها استشهاد الجندي جمال جان الهاشم الذي قضى امس برصاص المتربصين شرا بلبنان، وشُيع اليوم في بلدته القبيات وسط موجة من الحزن الممزوج بالغضب.

وفي السياق الاستهدافي نفسه وازاء الدور الطليعي الذي يلعبه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم على المسرح الامني الداخلي، لا سيما ما يتصل منه بملف العسكريين المخطوفين، عثرت عناصر من شعبة المعلومات في الامن العام مساء امس على كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد المتفجرة موضوعة في اكياس من النايلون وموزعة في ثلاث مناطق قريبة من منزل اللواء ابراهيم في كوثرية السياد، وعلى الاثر ابلغ الامن العام فوج الهندسة في الجيش والشرطة العسكرية الذين نقلوا تلك المواد الى احد مراكز الجيش جنوبا وبوشر التحقيق لمعرفة الجهة التي دفنتها. وكشفت مصادر امنية جنوبية لـ"المركزية" ان معظم الاسلحة المضبوطة من صنع يوغوسلافي وبلجيكي، ووجدت الى جانبها عملات سورية، وان احد اجهزة التوقيت موضوع على مدة ساعة اي 60 دقيقة والآخر على مدة عشر دقائق، مشيرة الى ان عملية تفتيش ثانية اجريت صباح اليوم في المنطقة بحثا عن اي دليل يؤشر الى هوية واضعيها. وكان الامن العام اوقف منذ مدة شبكة تضم سوريين اعترفوا بالتخطيط لعمليات تخريبية ضد ابراهيم اثناء زيارته الى منزله واكدت المصادر ان التحقيقات مع الموقوفين السوريين ما زالت مستمرة.

الهبة الايرانية: وليس بعيدا من الملف الامني، بدأ نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل زيارة رسمية لايران تستمر ثلاثة ايام يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الايرانيين، تتناول اوضاع المنطقة عموما والهبة الايرانية المقدمة للجيش على وجه الخصوص، واشارت المعلومات المتصلة بالهبة الى ان اي قرار في شأن قبولها او رفضها لم يتخذ بعد، وان الحسم سيكون في مجلس الوزراء بعد رفع قيادة الجيش تقريرها المفصل حول نوعية الهبة من خلال محادثات مقبل والوفد العسكري. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان الحكومة ستأخذ في الاعتبار خلال مناقشة التقرير قرار مجلس الامن رقم 1747 لتجنب فرض عقوبات على لبنان نتيجة خرقه. جولة جنبلاط: سياسيا، لم يسجل المشهد الداخلي اي جديد يتصل بالملف الرئاسي، وبقيت زيارة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الى معراب موضع متابعة، علما انها لم تقدم طروحات او اقتراحات جديدة من شأنها نقل الاستحقاق الى المربع الثاني، وشكلت الزيارة آخر حلقات جولة جنبلاط على القادة الموارنة بعدما زار الرئيس امين الجميل ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية. وفي السياق، تساءلت مصادر سياسية عما اذا كان جنبلاط عازما على زيارة القيادات الاسلامية بعد المسيحية ومن ثم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كما تردد، ام انه سيحصرها بالقادة الموارنة. واعتبرت ان الاجواء الاقليمية الملبدة غير المسهلة للاستحقاق، لا تبعث على التفاؤل ولا تدفع المساعي قدما، غير انها لا يمكن ان تفرمل الجهود الداخلية التي يواكبها حراك الرئيس سعد الحريري خارجيا بالتنسيق والتشاور مع البطريرك الراعي.

وارتفاع وتيرة الاشتباك السياسي الاقليمي عكسته مواقف القوى الداخلية التصعيدية لجهة تبادل الاتهامات وانكفاء المبادرات. واشارت المعلومات في هذا السياق الى ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سيلقي خلال الاحتفال الذي يقام بعد ظهر اليوم في الاونيسكو في الذكرى الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن، كلمة تتسم بطابع متشدد ولهجة عالية السقف. موقف عون: الى ذلك، نقلت اوساط في قوى 8 اذار عن بعض من زار العماد ميشال عون اخيرا تمسكه بموقفه وانتظار اشارات من الخارج، قد تكون ايجابية لصالحه خصوصا اللقاء الاميركي – الايراني، ولم تستبعد في حال اقدمت قوى 14 اذار على سحب ترشيح جعجع ان يعلن عون ترشحه رسميا. دي ميستورا: في غضون ذلك، انهى المبعوث الاممي للازمة السورية ستيفان دي ميستورا زيارته للبنان بعدما التقى مساء امس وفق معلومات "المركزية" مع عدد من السياسيين اللبنانيين يتقدمهم رئيس الحكومة تمام سلام على مأدبة عشاء، على ان يستكمل جولته على عدد من دول المنطقة اعتبارا من يوم غد من بينها ايران ثم تركيا وروسيا لمتابعة مشاوراته حول الازمة السورية. وقالت مصادر المشاركين ان دي ميستورا اعرب عن ارتياحه للقاء الذي عقده مع نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، على رغم انه لم يبد تفاؤلا في ما يتصل بالملف الرئاسي اللبناني بفعل احتدام النزاع بين الدول المؤثرة في هذا الاستحقاق، الا انه وعد، وفق المصادر، باثارة هذا الملف مع من يلتقيهم في الدول التي يزورها لحثها على تسهيل انتخاب رئيس من زاوية الخشية من تداعيات الشغور الرئاسي على الداخل اللبناني كما على مصالح بعض هذه الدول، ومنها ايران التي لمس خلال وجوده في لبنان ان جزءا من اللبنانيين يحملونها تبعات عرقلة الاستحقاق. قانون الايجارات: في المقلب الحياتي، وبعد التجاذب والاخذ والرد الذي شهده قانون الايجارات الجديد الذي وصل الى المجلس الدستوري فقرر ابطال بعض مواده وطلب وزير العدل اللواء اشرف ريفي من هيئة التشريع والاستشارات في الوزارة ابداء الرأي في المفاعيل التي يرتبها الابطال الجزئي المذكور على باقي احكام القانون، اعلن ريفي ان خلاصة الرأي افضت الى ان الاحكام المتعلقة بعقود ايجار الاماكن السكنية العادية، من المواد 3 الى 37 غير قابلة للتطبيق، في حين ان تلك المتعلقة بعقود الاماكن السكنية الفخمة وغير السكنية تبقى قابلة للتطبيق.

 

حرب: لفتح تحقيق في حساب حصة البلديات من عائدات الخليوي بين 2002 و2014

السبت 18 تشرين الأول 2014 /وطنية - أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب، ان مجموع حساب حصة البلديات من عائدات الخليوي، بين 2002 و2014 "لم يأت متوافقا مع المبلغ الذي سبق لوزير الاتصالات السابق ان اعلنه للجنة الوزارية التي شكلتها الحكومة السابقة لبحث أمر حصة البلديات من عائدات الخليوي وتحديد كيفية توزيعها"، داعيا إلى تحقيق مالي وقضائي "في هذا الأمر الخطير"، لمعرفة "الحقيقة ومصير المبالغ التي اختفت من الحسابات قبل تولي وزارة الاتصالات". وشدد على ضرورة "الطلب إلى النيابة العامة المالية التحرك لجلاء الغموض والتناقض وتحديد المسؤوليات".جاء ذلك في بيان لوزير الاتصالات، في ما يأتي نصه: "منذ تولي مهامي كوزير للاتصالات التزمت تحويل كامل حصص البلديات المجمدة بقرارات وزراء الاتصالات السابقين، لمعرفتي الأكيدة بعدم صوابية هذه القرارات والضرر الكبير التي تلحقه بالبلديات وبشاريع التنمية فيها. وكنت، ككل المواطنين، أظن ان مجموعها يتجاوز المليار دولار أميركي. وبالفعل حولت كامل أموال المودعة في الحساب المفتوح باسم وزارة الاتصالات إلى وزارة المالية لدفعه إلى البلديات صاحبة الحق بهذه الأموال.

ولقد أوضحت لوزارة المالية، وبناء لطلبها، تفاصيل هذه العائدات عن كل السنوات المنصرمة منذ عام 2002 إلى آخر شهر نيسان 2014. وقد كلفت الدوائر المالية في وزارة الاتصالات لاجراء محاسبة شاملة ومفصلة عن السنوات بين 1994 و2002 حين كانت شبكات الخليوي تدار بال BOT من قبل شركات خاصة، وقد تبين ان مجموع هذا الحساب (بين 2002 و2014) لم يأت متوافقا مع المبلغ الذي سبق لوزير الاتصالات السابق ان اعلنه للجنة الوزارية التي شكلتها الحكومة السابقة لبحث أمر حصة البلديات من عائدات الخليوي وتحديد كيفية توزيعها، والذي أبلغ اللجنة، كما أفاد دولة رئيس اللجنة آنذاك نائب رئيس الحكومة الاستاذ سمير مقبل ان المبلغ هو مليار ومائتا مليون دولار أميركي. انه لأمر يدعو الى العجب والاستغراب، ومن الطبيعي ان تتساءل البلديات عن أموالها، كما انه من غير الجائز عدم التدقيق في صحة الأرقام المتداولة ومعرفة مصيرها اذا كانت صحيحة. ولقد طالبت مجلس الوزراء التحري عن أسباب هذه التناقضات في الأرقام، كما وإنني توافقت مع رئيس لجنة المال والموازنة، الذي ابلغني ان بحوزته مستندات تلقي الضوء على هذه الحسابات، ان يودعني صورا عن هذه المستندات للتحقيق في مصير هذه الأموال. الا انني، مع تفهمي الكامل لمطالبة البلديات بحقوقها، أتمنى ان يتم التعاطي مع هذه المسألة بروح المسؤولية والجدية المطلوبة وبعيدا عن جو المناكفات السياسية والحرتقات وذلك عبر الاستفسار ممن أدلوا ببيانات عن وجود مليار ومائتي مليون دولار عن مصير هذه الأموال اذا كانت موجودة حقا وعن سبب تأكيدهم وجود هذه المبالغ في الوقت الذي لم تكن موجودة. في مطلق الأحوال أدعو إلى التحقيق المالي والقضائي في هذا الأمر الخطير. فليس من الجائز أن يبقى الأمر معلقا تلفه التساؤلات والشكوك، ما يدفعني إلى طلب التحقيق في هذا الأمر لمعرفة الحقيقة ومصير المبالغ التي اختفت من الحسابات قبل تولي وزارة الاتصالات. فالمطلوب فتح تحقيق بالأمر والطلب إلى النيابة العامة المالية التحرك لجلاء الغموض والتناقض وتحديد المسؤوليات".

وختم بالاعلان: "وإنني لدى عودتي إلى لبنان من مؤتمر المعلوماتية والاتصالات المنعقد في كوريا الجنوبية، سأوجه كتابا رسميا إلى النيابة العامة المالية لاجراء تحقيق شفاف في الأمر".

 

بيان مشترك لحزب الله وامل: إسرائيل والتكفيريون واحد وللاسراع في قبول الهبة الإيرانية

السبت 18 تشرين الأول 2014 /وطنية - عقدت قيادتا "حزب الله" و"حركة أمل" في منطقة الجنوب إجتماعا في مدينة النبطية، بحث خلاله المجتمعون أطر التعاون بين الجانبين ومواجهة التحديات وناقشوا الأوضاع المحلية وأصدروا على أثره البيان التالي: "بمناسبة عاشوراء تتقدم القيادتان من أهلنا الكرام بأسمى آيات العزاء والمواساة بمصاب أبي عبدالله الحسين، وتدعو الجميع إلى التعاون لإحياء هذه المناسبة العظيمة من خلال إقامة المجالس وتعميم السواد مؤكدة أن نداء الإمام الحسين هيهات منا الذلة سيبقى علما ونبراسا وهاديا لنا في مواجهة الطواغيت والصهاينة والإرهابيين التكفيريين. وانطلاقا من ذلك، ترى القيادتان أن المقاومة ستبقى المدافع عن لبنان وجنوبه في مواجهة المحتلين الصهاينة مع توجيه التحية لمجاهديها لما أكدوه بالأمس من خلال عمليتهم البطولية في مزارع شبعا ردا على الإعتداءات الإسرائيلية عن أن هذا العدو وجيشه حقا أوهن من بيت العنكبوت. وتوضح القيادتان ما كانت تحذر منه دائما من خطر التحالف القائم بين الصهاينة والإرهابيين التكفيريين على لبنان وشعبه ومستقبل أجياله، التحالف الإرهابي الذي فضحه وزير حرب العدو "يعالون" في تصريحه الأخير. تحالف الإرهاب هذا يؤكد من جديد أن إسرائيل والتكفيريين واحد، مما يحتم على جميع المخلصين في لبنان مواجهته صفا واحدا لتحقيق الإنتصار الذي لا يكون إلا بالتكامل والتعاون بين الشعب والجيش والمقاومة. وفي هذا الإطار، نستنكر الإعتداءات الإرهابية التي يتعرض لها الجيش اللبناني باعتبارها جريمة وطنية كبرى وندعو إلى تحويل المجرمين إلى القضاء وإنزال أقصى العقوبات بحقهم ونطالب الحكومة بتأمين كل الدعم للجيش وتوفير كل مستلزماته والإسراع في قبول الهبة الإيرانية لمساعدته في معركته ضد الإرهاب التكفيري دفاعا عن لبنان وسيادته وأمنه. أخيرا وفي الشأن المطلبي دعت القيادتان إلى معالجة الأزمات المعيشية الضاغطة على المواطنين وإقرار سلسلة الرتب والرواتب لتأمين حقوق الموظفين والمعلمين والعسكريين".

 

مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله : استهداف الجيش يقوض السلم الأهلي والخطاب السياسي التحريضي داعم لأعمال الشغب الأمنية

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية - حذر مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله من "العمليات الأمنية التي تستهدف الجيش اللبناني، وتسعى إلى خلق فوضى أمنية عارمة على مستوى الوطن كافة، لان هذا الاستهداف يشكل عملية تقويض للسلم الأهلي". ورأى أن "الجيش اللبناني هو عماد الوطن وسياجه، وهو الذي يقف حائلا دون تفاقم الفتن المذهبية والطائفية، وهو الجامع للبنانيين والمانع للفتن، والمجموعات التي تستهدف الجيش هي مجموعات مأجورة يجب معاقبتها". كلام عبدالله جاء خلال استقباله رئيس بلدية بدياس صدر داوود، رجل الأعمال صلاح قعفراني، مسؤول "حركة أمل" في بدياس حسين غملوش، وفد من المؤسسات التربوية الجعفرية برئاسة المدير العام السيد علي شرف الدين، مديرة الثانوية الجعفرية وردشان شمس الدين وعدد من أفراد الهيئة التعليمية والإدارية ولقاء قيادات روحية وأهلية في دار الإفتاء الجعفري في صور. واعتبر عبدالله أن "الأخطر من الاستهداف الأمني للجيش هو الخطاب السياسي لعدد من القيادات اللبنانية، التي تترجم خطابها على قاعدة المصالح السياسية الآنية الضيقة، دون النظرة الشاملة لكل قضايا الوطن الساخنة، التي تهدد السلم الأهلي. فالخطاب السياسي التحريضي هو داعم بطريقة مباشرة لأعمال الشغب الأمنية التي تدار هنا وهناك". وأكد ان "اللبنانيين محكومون جميعا بالعيش المشترك، تحت سقف الوطن. وان لبنان لا يحكم إلا بتوافق جميع طوائفه، وهو لا يجزأ ولا يقسم، وقد مررنا بتجربة مريرة ودفعنا أثمانها الكثير من الأرزاق والعديد من الأرواح". وقال: "إن مناسبة عاشوراء عزيزة على قلوب المسلمين، وستظل دائما عنوانا من عناوين الثقافة الوحدة والقوة لمواجهة مخططات الصهيونية العالمية، التي تؤجج الطائفية المذهبية".

 

رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين: من ترك أهالي كوباني يقتلون لن يصل إلى ما يحلم به

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية - أطلقت التعبئة التربوية ل"حزب الله"- بيروت، جائزة الفكر الإسلامي الأصيل في كتاب "أمل الإنسان" 2014، باحتفال أقامته في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورعاه رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين. وألقى صفي الدين كلمة، جاء فيها: "أميركا، والغرب، وكل دولة، وكل جهة، تملك مالا وسلاحا، أو تحلم بأنها ستتمكن من القضاء على ما تم إنجازه من الإنتصارات العظيمة، التي تحققت، والتي قلبنا من خلالها وجها كبيرا في المنطقة، وبإذن الله سنقلب الوجه الآخر، وإذا كان هؤلاء يحلمون أن بإمكانهم أن يتصرفوا بالمنطقة كأنها منطقة سائبة، يفعلون بها ما يشاؤون، هؤلاء خاسئون ولن يصلوا إلى مآربهم". أضاف "الذي يترك أهالي كوباني، يقتل أطفالها ونساؤها ورجالها بهذه الطريقة، هذا لا يحق له أن يحلم بمشاريع، ولن يصل إلى المشاريع التي يحلم بها. هؤلاء الذين سلحوا المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة، وضخوا كل الحقد والتحريض المذهبي والطائفي، هم جهلة". وختم "حينما يحضر العلم والوعي والبصيرة، لا مكان لهؤلاء الجهلة، وحينما ينكفئ العلم والوعي والبصيرة والشجاعة، نعم بإمكان هؤلاء الجهلة أن يحكموا، كما حكم من سبقهم في التاريخ".

 

حركة الأرز الوطني احيت ذكرى تأسيسها في بعلبك

السبت 18 تشرين الأول 2014 /وطنية - أحيت حركة الأرز الوطني، الذكرى الثانية لتأسيسها، في صالة مكتب "فرع بعلبك"، بحضور رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ومهتمين وتم خلال الحفل زرع أرزة ثانية في حديقة ملعب الحركة في بعلبك.

وألقى حسين الجبه كلمة التنظيم العام رحب فيها بالحضور، وقال: "ان الحركات العابرة للطوائف حراكها في هذه الإيام بطيء بوجود الأحزاب الدينية وإن التطرف والإرهاب يطغي على كل شيء جميل من حولنا ويلقي بثقله على الوطن العربي ويشرذمه".

وشدد على ان "الجيش الوطني هو خلاصنا وحمايتنا وضمان العيش المشترك وإن ما يحصل من إستهداف للعسكريين هو إستهداف لكل الوطن"، لافتا الى انه "في لبنان الأحزاب تعطل البلد وتشله وترميه في المجهول بين نيران الوطن العربي تنفيذا لإجندات خارجية".

 

جنبلاط يجول في خلـدة وعرمـون رفض الامن الذاتي والحماية للجيش

المركزية- يستكمل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط جولاته المناطقية، حيث يزور منطقتي خلدة وعرمون، في التاسعة والنصف صباح غد، مؤكدا على ضرورة حماية الاستقرار وحفظ السلم، وداعيا الى الوقوف الى جانب المؤسسة العسكرية لانها الضمانة الوحيدة لحماية الامن في لبنان. وذكرت معلومات لـ"المركزية" ان جنبلاط سيركز خلال جولته على توجيه دعوة الى الاهالي لالتزام الهدوء ازاء اي حادث قد يحصل في ظل الظروف التي يمر بها لبنان، وازدياد عدد النازحين السوريين، وسيطلب من الجميع الابتعاد عن الامن الذاتي وترك المهمة الى الجيش اللبناني الذي وحده القادر على حماية البلد".

 

دعا الى التعالي عن التجاذبات السياسية/عريجي: الشـمال سـيبقى خزانا للجيش

المركزية- أكد وزير الثقافة روني عريجي "ان الشمال سيبقى من عكار الى البترون واحة للعيش الواحد، ولا اقول المشترك بل الواحد، وخزانا للجيش اللبناني والقوى الامنية، بالرغم من عدم ايلائه الاهتمام الذي يستحق من قبل الدولة، لكن شمالنا بات حاليا مسرحا لحوادث اليمة وخطيرة، لعلّ آخرها ما حصل من اطلاق نار على حافلة للجيش تسبب باستشهاد عسكري وجرح آخرين، وان هذا الواقع المرير يحتم على الجميع الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية والتعالي عن التجاذبات السياسية الضيقة، لاننا لا نملك هذا الترف باعتبار ان الخطر بات يهدّد ليس كيان وطننا وحسب بل كيان وأسس مجتمعاتنا ووجودنا في هذه البقعة من الارض". وقال خلال حفل افتتاح "متحف الحرف البحرية- مركز جميل دنيا للتنمية المستدامة" "من المفارقات ان بينما يعمد البعض الى تدمير معالمنا التراثية والتاريخية ويمعن في تشويه ثقافتنا وطمس هويتنا بهدف احلال ثقافة التعمية ونمط عيش لا ينتمي لا الى نسيج هذه المنطقة ولا الى تقاليدها ولا الى عصرنا هذا، نجتمع اليوم لنفتتح متحفا للحرف البحرية ومركز جميل دنيا للتنمية المستدامة في الميناء والذي يهدف الى المحافظة على جزء من تراثنا الوطني".

ولفت عريجي الى "ان عملية الحفاظ على الحرف ترتدي كجزء من الارث المدني أهمية أكيدة في ظل ما نعيشه من صراع بين العمل الفردي المبدع وسطوة الآلة، وبين العقل البشري والهيمنة الالكترونية، خصوصا ان الكثير من هذه الحرف في غمرة مغالبتنا للمعايير المادية السائدة وللوتيرة السريعة المتحكمة بالانتاج تقاوم بجودتها وفرادتها في سبيل البقاء كي لا تنقرض كما انقرض سواها من الحرف عبر العصور. واذا كان الحرفيون في ايامنا هذه يكافحون بالفعل لتأمين عناصر الثبات واسباب التكيف مع الزمان للبحث عن اسواق تضمن الاستمرار، فانهم يجدون بلا شك عونا كريما ومهما من قبل المنظمات الدولية والجمعيات الاهلية المحلية المدركة لضرورة توفير الحماية اللازمة لمكونات الارث المدني للحؤول دون فقدان اي جزء من مكوناته".واشاد بـ"تعزيز العمل الاجتماعي وتنمية قطاع الحرف كباب من ابواب التنمية المستدامة والاهتمام بالعنصر البشري الذي يشكل الغاية الاساسية لاي خطة تنمية".

 

الراعي جال في الدوائر الفاتيكانية واستقبل جوبير وحتي وزار خوري: نحن في بيت سفير لبناني نشعر بغصة لاننا نفتقد الى رئيس للجمهورية

السبت 18 تشرين الأول 2014 / وطنية - روما - واصل سينودس الاساقفة المنعقد في روما اعماله حول "العائلة"، برئاسة قداسة البابا فرنسيس، الذي عين لجنة خاصة لصياغة البيان الختامي، مؤلفة من عشرة اعضاء، من بينهم البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

وقد باشرت اللجنة فورا اجتماعاتها، فوضعت مسودة البيان الاولى، التي نوقشت طوال يوم امس الجمعة، لتعيد مساء صياغة البيان، في ضوء ملاحظات المشاركين، على ان تجري القراءة الاخيرة قبل إعلانه مساء اليوم السبت. وكان البطريرك الراعي قد جال في بعض الدوائر الفاتيكانية، وزار عددا من رؤساء المجالس الحبرية لبحث عدد من المواضيع الكنسية تتعلق بالابرشيات المارونية في بلاد الانتشار، اضافة الى عرض الاوضاع في الشرق الاوسط، وتداعياتها الخطيرة على الحضور المسيحي.

استقبال السفير الفرنسي

وفي سياق متصل بأوضاع الشرق الاوسط ولبنان، استقبل الراعي في مقر اقامته في الوكالة البطريركية في روما، السفير الفرنسي لدى الكرسي الرسولي برونو جوبير، الذي نقل اليه "حرص فرنسا على الاستقرار في لبنان، وتأكيدها دعم قضاياه، خصوصا ضرورة واهمية انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع ما يمكن".

الراعي

من جهته، اكد الراعي "الدور الدبلوماسي لفرنسا مع المعنيين بالشأن اللبناني، كي يستعيد لبنان دوره في الاسرة الدولية، ويتخطى ازماته الداخلية والمحيطة، ولم يتطرق اللقاء الى الاسماء، لان اسم الرئيس يبقى شأنا لبنانيا داخليا متروكا، وبحسب النظام الديمقراطي للبرلمان اللبناني".

مندوب الجامعة العربية

بعدها، استقبل الراعي مندوب الجامعة العربية في روما السفير ناصيف حتي، كما استقبل عددا من الكرادلة والاساقفة. وكانت لقاءات تمحورت حول الاوضاع في لبنان والشرق الاوسط ودور الكنيسة في مواجهة التحديات الراهنة الناتجة عن نمو الحركات الاصولية والتكفيرية والارهابية.

عشاء شرف

ومساء امس، اقام سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي جورج خوري عشاء على شرف بطاركة الشرق المشاركين في اعمال السينودس.

خوري

والقى خوري كلمة قال فيها: "من اجل العائلة اجتمعتم في روما، ومن اجل العائلة المسيحية في الشرق تناديتم لتخففوا من معاناتها. فمن جرح فلسطين النازف ابدا الى معاناة سوريا، الى العراق النازح من وجه الارهاب، والى بلدي العزيز لبنان حيث نحن بحاجة لامثالكم، من اجل دعم الحق وايصال الصورة الصحيحة عن الاوضاع في بلداننا المشرقية، حيث تشكل العائلة النواة الصالحة ليبنى عليها مستقبل افضل لاولادنا".

الراعي

من جهته، قال الراعي: "ونحن في بيت سفير لبناني، نشعر بغصة في القلب لاننا نفتقد الى رئيس للجمهورية، وهذا يؤسفنا جدا. ولكن على الرغم من كل ذلك، نود وانطلاقا من العائلة الصغيرة التي نحافظ عليها، ان نحافظ على عائلتنا الوطنية اللبنانية الكبرى، وعلى عائلتنا العربية التي ننتمي اليها ايضا في العالم، الذي يعيش مأساته الخطيرة. وامام الصعوبات نزداد يقينا بأن لا خلاص لنا إلا بوحدتنا وبتضامننا، الامر الذي نعيشه نحن على مستوى الكنائس المشرقية ورؤسائها البطاركة".

اضاف: "ما سمعناه في السينودس عن العائلة وتحدياتها في الغرب، يدفعنا الى معرفة قيمة عائلتنا في الشرق، والى التمسك بقيمها وبمميزاتها، لان خلاصنا في لبنان وخلاص الشرق الاوسط هو العائلة. وعلينا نحن ان ننقذ العائلة من براثن الحرب والهجرة والفقر. فالزمن ليس زمن انتقاد، انما زمن التزام وعمل وانطلاق الى الامام، محافظين على وحدتنا وتضامننا كعائلة لبنانية. لنتكلم بلغة تختلف عن التي نسمعها كل يوم في وسائل الاعلام، فلغتنا ليست لغة عداوات وانقسامات وفئويات واصطفافات، لغتنا منذ البداية هي لغة الشركة والمحبة".

وتابع "ان مجتمعنا اللبناني يتفكك لاسباب كثيرة لن اعددها، ولكن نحن ككنيسة لا يسعنا الا ان نلتزم ببناء الوحدة اللبنانية، لكي نستطيع مواجهة هذه العاصفة، واعادة بناء النسيج الانساني والاجتماعي في عالمنا المشرقي، ولن يتنعم اي وطن عربي بسلام طالما ان هناك وطنا عربيا اخر ينزف، فاتكالنا هو على الله، وعلى انجيله حامل البشرى السارة لجميع الناس، وعلى قيمنا التي تحمي مجتمعنا العربي".

دير مار شعيا

على صعيد آخر، وبمناسبة عيد مار شعيا الراهب، زار البطريرك الراعي دير مار شعيا للاباء الانطونيين الموارنة في روما، يرافقه الكاردينال انطونيو- ماريا فيليو، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وعدد من الشخصيات المدنية والروحية.

مارون

وخلال اللقاء، القى الوكيل العام للرهبانية الانطونية في روما الاب ماجد مارون كلمة ترحيب قال فيها: "هذا اللقاء يستحضر في اذهاننا كل ما قامت به كنائسنا المشرقية من مسيرة ايمانية لوعي دورها ووجودها في الشرق وفي العالم. وليس السينودس الذي تشاركون فيه سوى فسحة تأمل لكل مسيحي، خصوصا لكل مكرس، لاعادة النظر بنوعية شهادته للمسيح، وبمدى قرب هذه الشهادة منه ومن النص الموحى".

الراعي

ورد الراعي باسم الحضور بكلمة شكر هنأ فيها "الرهبانية الانطونية، وجمهور دير مار اليشاع الراهب في روما بعيد شفيعه"، متوقفا عند "اهمية سينودس العائلة في هذا الزمن"، آملا ب"تشريعات برلمانية جديدة تحترم الشرع الالهي والشرع الطبيعي وقدسية العائلة".

وشدد على "الشراكة الحقيقية بين بطاركة الشرق، وعلى روح التضامن في ما بينهم، ووحدة موقفهم ونظرتهم الى ما يجري في الشرق الاوسط"، مشيرا الى "اعداد ورقة موحدة سوف تقدم الى قداسة البابا فرنسيس، في خلال انعقاد مجمع الكرادلة الاستثنائي الذي دعا اليه قداسته يوم الاثنين المقبل، في حضور البطاركة، للبحث في اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط، ولاطلاع الآباء على نتائج لقاء الكرادلة والاساقفة رؤساء المجالس والمجامع، التي لها علاقة بالشرق الاوسط وبالمسيحيين فيه، مع سفراء دول الشرق الاوسط، الذي انعقد في 3 و 4 تشرين الاول الجاري في روما. ومن بين هذه المجامع مثلا: المجمع الشرقي، مجمع تبشير الشعوب، مجمع الحوار بين الاديان مجمع عدالة وسلام ومجمع وحدة المسيحيين".

ولفت إلى "اهتمام قداسة البابا الخاص بالشرق الاوسط وبالمسيحيين فيه"، مشيرا إلى أنه "قد عبر عن ذلك خلال عدة لقاءات معه، وفي دعوته الى انعقاد مجمع الكرادلة استثنائيا يوم الاثنين المقبل".

على صعيد كنسي آخر، يشارك الراعي غدا الاحد، الى جانب قداسة البابا واصحاب الغبطة البطاركة، في احتفال تطويب البابا بولس السادس، الذي كانت له التفاتات مميزة ومعبرة نحو الشرق الاوسط، والكنائس الشرقية.

 

دريان خلال غداء على شرفه بعد اجتماع المجلس الشرعي: دار الفتوى ستكون لكل اللبنانيين وكل المسلمين وكل العلماء ولن نستثني احدا

السبت 18 تشرين الأول 2014 /  وطنية - أقام عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى بسام برغوت، بعد انتهاء جلسة المجلس، مأدبة غداء في دارته، حضرها ممثل الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري النائب عمار حوري، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعدد من النواب والشخصيات الاجتماعية والاعلامية واعضاء المجلس الشرعي. والقى برغوت كلمة اعتبر فيها ان "انتخاب المفتي دريان جاء نتيجة تضافر الجهود التي يسرت السبل للوصول الى ما افرح المسلمين واللبنانيين"، وقال: "انها صفحة مشرقة من العمل الاسلامي المشترك والجهد الوطني المتضامن للنهوض بدار الفتوى ومؤسساتها، برعاية مفتي الجمهورية، لتبقى دار الفتوى ومعها المجلس الشرعي مؤتمنة على الوجود الاسلامي والدور الوطني والعربي للمسلمين في لبنان". ثم تحدث دريان، فشكر برغوت على دعوته ثم قال: "بجهدكم جميعا وبآمالكم وتطلعاتكم استطعنا ان نطوي صفحة لن نعود اليها ابدا ولن نقلب في صفحاتها سواء كانت صفراء ام سوداء ام مهترئة، قلت الان في المجلس الإسلامي الشرعي الاعلى مع بداية الاجتماع اننا جميعا لن ننبش في قبور الماضي نحن نتطلع الى المستقبل والى العمل الجاد لتحقيق آمال وطموحات من اعطونا الثقة في القيادة". أضاف: "من منطلق هذه الامانة التي حملتموني اياها، لا في السابق ولا الان ولا في المستقبل سأخالف الشرع والقانون، نحن واياكم جميعا اعضاء في المجلس الشرعي، وخارج المجلس الشرعي من شخصيات نعتز بها، نحن جميعا اصبحنا في مركب واحد وعلينا ان نتكاتف حتى نعبر بهذا المركب الآمن بوجودكم الى الاصلاح والى التطوير والى اعطاء نظرة حضارية راقية الى كل اللبنانيين. ان مرجعيتنا الدينية المتمثلة بدار الفتوى هي بخير، الآمال والتطلعات كبيرة جدا، ونحن بحاجة الى جهد كل واحد منكم، اي انسان لديه مقترح للتحسين والتطوير نحن على استعداد بأن نتبنى هذا الاقتراح، ان كان فيه مصلحة للمسلمين، ونؤكد ان دار الفتوى ستكون بإذن الله في المرحلة القادمة دار كل اللبنانيين وكل المسلمين وكل العلماء، نحن لن نستثني احدا، نحن بحاجة الى كل شخصية من شخصياتنا الاسلامية، ومن اراد ان يوكبنا في هذه المسيرة الاصلاحية فأهلا وسهلا، ومن اراد ان يضع العراقيل فلن نلتفت اليه، نحن مصرون على العمل الجاد وما توفيقنا الا بالله، ان الله لطيف بعباده".

 

حوري: "الرئاسة" عالقة عند "حزب الله" ونأمل خيراً

المركزية- لا تزال قوى 14 آذار تنتظر ان يتلقف فريق الثامن من آذار مبادرتها الاخيرة، أمام ما يواجهه هذا البلد من صعوبات وتطورات أمنية تنذر بالخطر المقبل على لبنان، حيث فشل نوابه في واجب انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الرابعة عشرة بسبب عدم اكتمال النصاب.

ويبدو لافتا اتفاق الجميع على ان انتخاب الرئيس أولوية، الا ان ثمة من يتخلّف عن حضور الجلسات، وحسب ما قال عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عمّار حوري لـ"المركزية"، مشيرا الى جهود ستُبذل لانجاح عملية انتخاب الرئيس في اسرع وقت ممكن برغم التمديد، لافتا الى ان هذا الموضوع عالق عند قوى 8 آذار". وقال "على المستوى الداخلي هناك تغيّب دائم عن جلسات انتخاب الرئيس، اضافة الى ربط موضوع الرئاسة الاولى بالبعد الاقليمي". وعن زيارة رئيس "اللقاء الديموقراطي "النائب وليد جنبلاط الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أمس قال حوري "الزيارة ضمن الجولات التي اعلن عنها جنبلاط سابقا على كل القيادات السياسية من دون استثناء، وربما كانت بدايتها مع الرئيس الحريري عندما زار بيروت والتقاه جنبلاط في بيت الوسط مع وفد من النواب"، لافتا الى انها محاولة لايجاد ثغرة ما في الركود الحاصل، ونأمل خيرا، فعقدة الرئاسة ليست عند جعجع ولا عند جنبلاط، بل هي عند 8 آذار وتحديدا عند حزب الله".

 

بعد 6 أشهر على إضراب المياومين وحرمان الخزينة المليـارات "الكهرباء" تطلب موافقة "المال" و"الطاقة" لطبع الفواتير في الذوق والفلتـان الأمنـي عـائق دون عـودة الجبـاة إلـى عملهـم

المركزية- للشهر السادس على التوالي لم تُجبِ مؤسسة كهرباء لبنان الفاتورة الشهرية المقدّرة بحسب مصادرها، بـ120 مليار ليرة لبنانية حرمت منها المالية العامة بعدما حال إضراب المياومين وجباة الإكراء العاملين في المؤسسة دون قيامها بعملها الإداري والتقني، مستثنين قسم التصليحات الذي التزم تصليح الأعطال كالمعتاد. وفي وقت لم تنجح إدارة المؤسسة في فتح كوة في هذا الجدار المسدود بفعل التدخلات والتجاذبات السياسية، وترك هذا الملف عالقاً لغابر الايام ورهن توافر حلول لغيره من الملفات الساخنة ولا سيما الملف النفطي لكونه جزءاً أساسياً منه، حاولت إدارة الكهرباء إيجاد مخرج أقله لقضية الفواتير فتقدّمت لهذه الغاية بطلب الى كل من وزارتي المال والطاقة للموافقة على طبع الفواتير في معمل الذوق الحراري بعدما أبدت شركة "بوتيك" التي يرئسها نزار يونس ومن ضمن العقد معها، استعدادها لتأمين المطابع اللازمة لطبع الفواتير، بعدما منع المياومون المضربون إصدارها كالمعتاد، وعلى الرغم من إشاعة معلومات في اليومين الماضيين عن إمكان توجّه المياومين الى معمل الذوق الحراري للحؤول دون طبع الفواتير، إلا أن أحداً منهم وحتى من إدارة مؤسسة الكهرباء لم يؤكد إمكان حصول ذلك لكونه يرتّب أضراراً مادية بالغة ستتطاول العاملين في المؤسسة بمن فيهم المياومون أنفسهم الذين سيحرَمون من أي مبلغ وبدل مادي مستحق لهم أو قد يتقاضونه لاحقاً، خصوصاً أن هناك أكثر من توجّه لدى القيّمين على القطاع والمؤسسة نفسها، إلى خفض العجز المالي ليس للكهرباء فحسب، إنما للمؤسسات والإدارات العامة ككل نتيجة العجز العام للدولة من جهة، وغياب الموازنات العامة للسنة الخامسة على التوالي من جهة أخرى. وكشتف مصادر في كهرباء لبنان لـ"المركزية"، أن المؤسسة "قد تواجه مشكلة في الجباية حتى لو تم طبع الفواتير وإصدارها بشكل طبيعي، والسبب يعود إلى عدم تبلغها من شركات مقدّمي الخدمات باستثناء شركة "بوتيك"، استعداداً واضحاً وصريحاً للجباية مجدداً، نتيجة امتناع أو على الاقل عدم وجود رغبة لدى العاملين، في العودة الى عملهم كالمعتاد والجباية في هذه الظروف الامنية الخطرة التي تشهدها البلاد وبعد تكاثر عمليات الخطف في مقابل الفدية والقتل بدافع السرقة، كما يسأل مقدّمو الخدمات عن الجهة الضامنة لسلامة الجباة وحياتهم وهم يتنقلون في الشوارع والأحياء والطرقات حاملين الملايين لا بل مئات الملايين من الليرات". وأضافت المصادر ذاتها: من هنا، إن مؤسسة الكهرباء إذا ما تيسّر لها إصدار الفواتير، فهي ستقتصر في مرحلتها الاولى، على المحطات الخاصة – التوتر المتوسط التي تعود إلى الشركات والمصانع وكل مستهلكي التيار الكهربائي، باستثناء المواطنين العاديين الذين ستشملهم المرحلة الثانية في حال نجاح الاولى، على أن تتضمّن الفاتورة الأولى بدل استهلاك ثلاثة أشهر، لتتدرّج لاحقاً إلى شهرين، قبل أن تعود دورية كالمعتاد لشهر واحد في حال سمحت الأوضاع الأمنية بذلك.

 

تخوّف من نمو صفر "لأن الإتجاه انحداري وليس تصاعدياً"/حبيقة: الوضع الإقتصادي يستدعي معالجة سياسية سريعة

المركزية- رأى الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن الوضع الإقتصادي على دقته، "يستدعي اليوم معالجة سياسية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وإجراء انتخابات نيابية فتشكيل حكومة جديدة، وبالتالي عودة الأمور السياسية إلى طبيعتها"، مستبعداً "في الظروف الراهنة، إمكان وضع خطط إنقاذية للإقتصاد الوطني، لأن المشكلة لا تكمن في غياب الخطط، إنما في اهتزاز ركائز المجتمع اللبناني وتعمّق الخلافات الكبيرة، لذلك لن تنجح أي خطة إنقاذية في ظل هذا الوضع، بل ستبقى حبراً على ورق".

واعتبر حبيقة رداً على سؤال لـ"المركزية"، أن المعالجة السياسية المشار إليها "لن تستغرق وقتاً إذا كانت النية موجودة وكذلك القرار السياسي"، معتبراً أن "الإستمرار في الوضع القائم سيزيد من حدة التراجع الإقتصادي، ولن يكون من مصلحة البلد".

أما من الناحية الإقتصادية، فقال: في ظل الأوضاع المتفاقمة في سوريا، تصعب مبادرات الحل، أو تبقى نادرة. إذ لا يمكن إنقاذ الإقتصاد على وقع الحوادث في سوريا وفي ظل التأزم السياسي في الداخل اللبناني. لكن بما أن الوضع السوري ليس من صلاحياتنا، فالوضع الداخلي في يدنا، وبالتالي إذا ما عالجناه فستتحرّك العجلة الإقتصادية تلقائياً. التحذير من الأسوأ: وحذر من "الوصول إلى الأسوأ" إذا استمر الوضع السياسي على ما هو عليه، وحدّده بـ"الركود الإقتصادي، وارتفاع معدل البطالة، وتفاقم المشكلات الإجتماعية وتزايدها، إضافة إلى الخطورة من تفكك الحكومة التي تمثل الوضع اللبناني المهتزّ، وبالتالي الذهاب إلى مزيد من التشرذم والفقر". وقلل من الآمال في قرارات قد تتخذها الحكومة مستقبلاً، "لكونها تختلف اليوم على قرارات بسيطة جداً، فكيف بالحري ما هو أكبر وأهم!". لكنه قال: ما يمكن للحكومة أن تفعله اليوم هو التخفيف من الخسائر الإقتصادية، أي السعي إلى الإقتراض على نحو يسمح لها بإكمال عدد من المشاريع، واتخاذ الحدّ الأدنى من القرارات، لأن الخطط الإنقاذية والتفكير في إصلاحات جذرية يتطلبان وجود حكم سياسي قوي للسير بهما.

السلسلة: وعن موضوع سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام، أسف حبيقة للتأخر في إقرارها اليوم "بعدما دعونا سابقاً إلى الإسراع فيها منذ سنة ونصف السنة"، وقال: كلما تراجع الوضع السياسي والإقتصادي كلما أصبح من الصعب إقرار السلسلة، فمشكلاتنا تكبر وتتوسع وتتراكم في غياب الحلول لأي منها. النمو: وإذ توقع أن يسجل النمو لهذا العام 1 في المئة، تخوّف من "أن نصل إلى نهاية العام بنمو صفر، لأن الإتجاه انحداري وليس تصاعدياً". وقال: في ظل الظروف الدقيقة والصعبة التي يمرّ بها لبنان، من الأفضل التروّي في اتخاذ القرارات على كل المستويات. ففي هذه الأوضاع المتغيّرة بشكل كبير جداً، داخلياً وخارجياً، قد يكون أي قرار صارم مضرّاً، وإذا ما تحتم اتخاذ قرارات ما، فلنلجأ إلى أدناها فقط.

 

بعـد تصنيـفات "نيويـورك تايمــز" و"تلغــراف"/"هافنغتون بوست": لبنان بين اول 9 دول تجب زيارتها

المركزية- كل المشهد السوداوي الذي يغلف لبنان سياسيا في ظل الصراع المستحكم حول الملفات كافة بدءا من الاختلاف على رئاسة الجمهورية الشاغرة منذ خمسة اشهر الى اصغر ملف حياتي، وامنيا في ضوء الاخطار المحدقة بالبلاد من الداخل عبر موجات الخطف والقتل واستهداف المؤسسة العسكرية، واجتماعيا في ضوء عبء النزوح السوري، لم يتمكن من ازالة "وطن الحياة" عن قائمة اهتمامات السياحة العالمية التي توجه عادة بوصلة اتجاه محبي زيارة اجمل مواقع العالم. فبعد مقالة جريدة "تلغراف" الانكليزية التي اعتبرت لبنان من بين اجمل الدول وصنفت مدينة جبيل كثاني اقدم مدينة في العالم بعد اريحا، من ضمن لائحة الدول العشرين الاقدم، وتحقيق "نيويورك تايمز" منذ اشهر حول اجمل البلدان واكثرها جاذبية للسياح حيث احتل لبنان المرتبة الخامسة عالميا، اختارت اليوم صحيفة "هافنغتون بوست" لبنان من بين تسعة اماكن يجب على الانسان زيارتها مستندة الى احصاء اجرته على متابعي صفحتها عبر "فيس بوك" وجاء لبنان في المرتبة السادسة بعد بورا بورا والدانمارك وايطاليا واسكتلندا وسانتوريني – اليونان. واشارت الصحيفة الى خصائص لبنان السياحية المميزة لا سيما جماله الطبيعي وشعبه المرح وتاريخه وموقعه الجغرافي حيث يشعر السائح بفرح الحياة ويتعلم من الشعب اللبناني الذي عانى طوال ثلاثين سنة من الحرب الاهلية كيفية التعلق بالارض وحب البقاء والعيش كل يوم بيومه وتخصيص نسبة من مدخوله للنقاهة والتسلية التي تكفل ازالة حال الضغط والتشنج التي يتعرض لها يوميا. واشارت الصحيفة الى اهمية المناخ والطبيعة الخلابة التي تؤثر حكما على نفوس اللبنانيين ان على شواطئ البحر او في الجبال القريبة. ولم تغفل الاشارة الى اهمية "المطبخ اللبناني" الذي يبقى في ذاكرة كل من يزوره ويتذوق اطباقه الشهية.

 

على إيران أن تلتزم الصمت من باب الخجل على الأقل

علي نون/المستقبل

19 تشرين الأول/14

لم يسبق إلاّ في حالة إسرائيل أن كشفت دولة في عالم اليوم عن نزوعها السافر إلى حماية ما تفترضه «مجالها الحيوي» ومصالحها الخاصة وطموحاتها الاسبارطية من خلال تدمير، أو المساهمة في تدمير أبنية وركائز ومقوّمات أنظمة ودول ومجتمعات مجاورة لها.

حتى في هذا الشأن الخاص بما يسمّى سياسة إسرائيل لحماية كيانها، اختلط الحقيقي بالمركّب والواقع بالتأليف على مدى خمسة عقود وأكثر. فيما اكتفى الاستراتيجيون العرب، مع انطلاق الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975 بالركون المطمئن إلى تفسير اكتشافي عام مفاده أنّ هذه الحرب هي جزء من استراتيجية مؤامراتية إسرائيلية غربية تقوم على تقسيم المنطقة العربية المحيطة بإسرائيل إلى كيانات طائفية ومذهبية متنافرة ومتناحرة تدور في فلكها هي الكيان الطائفي الأقوى ولا تقترب منه لانشغالها بدمارها الذاتي!

والمفارقة هي أنّ تلك الاستراتيجية تُنفَّذ بعد مرور عقدَين على تخلّي إسرائيل عنها! أو بالأحرى بعد دفعها بالغصب والإكراه، إلى التخلّي عنها لمصلحة مفهوم تسووي مع الفلسطينيين والمحيط العربي أمكن إطلاقه تبعاً لانتهاء الحرب الباردة وضمور بعض وظائف الحروب بالواسطة بين المعسكرين الغربي والاشتراكي، وتبعاً لما استجدّ من أنماط تفكير وعلاقات حكمتها العولمة بكل أبعادها!

لكن حتى في ظل المعطيات الجديدة، بقيت إسرائيل تعتمد السياسات القديمة. وتشنّ حروبها ثم تطلق تهديداتها دائماً تحت ستار «الدفاع عن وجودها» و«حماية أمنها ومجالها الحيوي».. والمفارقة، مجدّداً، هي أنّها استفادت في تسويق بضاعتها العدائية من مواد أولية، دأب أصحابها، وفي مقدّمهم الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، على توفيرها لها من خلال التهديد بـ«إبادتها» واستئصالها عن وجه الأرض!

الأصعب من ذلك، هو أنّه بينما غلّفت إسرائيل وتغلّف عدوانيّتها القصوى، بالتهديدات «الوجودية» التي تتعرّض لها، فإنّ إيران تمارس بالعمق السياسة ذاتها، ولكن من دون أن تكون هناك تحديات وتهديدات «وجودية» تطالها، أكانت هذه حقيقية أم مختلقة ومصطنعة.

إيران هي الدولة الوحيدة في عالم اليوم التي يخرج فيها مَن يقول بوضوح تام، تارة أنّ «حدودها» صارت في جنوب لبنان، وتارة أنّ «إشعاع» ثورتها صار يغمر منطقة تمتد من صنعاء إلى دمشق إلى بيروت. وتارة أنّ «عمقها الاستراتيجي» يصل بين البحرين والعراق وشواطئ البحر المتوسط. وأنّ عليها «أن تحافظ على ذلك العمق بكل ما لديها من قوّة» حسب آخر وأحدث تصريح بذلك أدلى به رجل الدين الشيخ علي سعيدي المقرّب من «المرشد» علي خامنئي يوم الخميس الماضي في مدينة قُم.

في هذه الكارثة التي تعني ما تعنيه عملياً من حروب فتنوية تدميرية، لا يصحّ الجدال، إنّما انتظار ذلك التكرار الكئيب لأحداث التاريخ الجسام ولوقائعه العظمى، والتي فيها ما يفيد بأنّ سياسة الإحياء القومي كانت ولا تزال الرديف الحتمي لنظرية التدمير الذاتي، أو العنوان الأبرز لمتوالية صعود وانهيار الأمم والامبراطوريات الفعلية والموهومة والقائمة والمشتهاة!

.. ثم بعد ذلك، لمَن يشاء، يمكن استعارة «النشيد» الذي أطلقه الناطق باسم الخارجية التركية بالأمس ردّاً على تصريحات إيرانية تطال خيارات أنقرة في سوريا وغيرها.. «على إيران أن تلتزم الصمت من باب الخجل على الأقل»!

 

عمّا يُسمى "المسألة الدرزية"

ناصر زيدان/ الأنباء

2014  تشرين الأول  18 

ليس هناك مسألة درزية في قاموس المصطلحات التي تدلل على الحالات السياسية الموجودة فالدروز وفقا لتوصيف قيادي ينتمي الى الطائفة الدرزية: مواطنون عرب مسلمون.

الموجودون في سورية مواطنون سوريون، والموجودون في لبنان مواطنون لبنانيون، والموجودون في الاردن مواطنون اردنيون، اما الذين يعيشون في فلسطين تحت الاحتلال الاسرائيلي، فلا حول لهم ولا قوة، على الرغم من ان قسما كبيرا منهم يُشهرون المعارضة لسلطات الاحتلال، ويرفضون الخدمة الإلزامية، ويفضلون دخول السجن على الخدمة. ودروز الجولان السوري المحتل يرفضون الهوية الإسرائيلية، ويتمسكون بالهوية العربية السورية منذ ما يناهز الاربعين عاما.

مناسبة تناول الموضوع ما يثار في بعض وسائل الاعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، من تحليلات وتغريدات ومقالات، معظمها لا يمت بأي صلة مع واقع الحال، وبعضها يعبر عن رغبات وتمنيات خاصة لكاتبيها وربما تحمل بعض الغرضية التي تشجع عليها انظمة ـ او قوى سياسية ـ ترغب بأن يقاتل الدروز الى جانبها.

عندما حاولت الاستخبارات الإسرائيلية اغراء البعض للشروع في تنفيذ مخطط لإقامة دولة درزية، كان أول من تصدى لها الدروز، وفضحوا امرها برسالة بعث بها الزعيم كمال جنبلاط الى الرئيس جمال عبدالناصر بعد عدوان 1967. كما ان الدسائس التي اختلقتها اسرائيل في لبنان بعيد الاجتياح في العام 1982 اجهضتها القيادات الدرزية، وكان خيار هذه القيادات واضحا في مساندة وحدة لبنان وعروبته، والوقوف الى جانب المقاومة وسورية، وقد قاتل الدروز في صفوف القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وكانوا في طليعة من اسقط اتفاق 17 آيار الذي فرضته اسرائيل على الحكومة اللبنانية عام 1983.

ترى قيادات درزية لبنانية متابعة ان بعض الذين يدورون في فلك النظام في سورية، يقلدون الممارسات الإسرائيلية في اختلاق الدسائس، والهدف دائما استمالة القيادات الدرزية، او استخدام ابناء الطائفة وقودا في مشروعهم التفتيتي، وخلق القلاقل امام القيادات التي ترفض الانجرار وراء الفتنة بين ابناء الشعب العربي الواحد، سواء في سورية او في لبنان.

وتؤكد هذه القيادات: انه لا يوجد مشروع درزي مستقل في لبنان، او في سورية، فالدروز مواطنون متمسكون بوطنيتهم في كلا البلدين، وهم جزء من النسيج الاجتماعي المتنوع في الدولتين، يتمسكون بإسلامهم، ومتعلقون بعروبتهم اكثر من اي وقت مضى، والعلاقات المتميزة بينهم وبين المسيحيين في جبل لبنان، لا تحمل مشروعا انفصاليا، بقدر ما تنم عن رغبة في التعايش الذي تكرس بالتعاون بين الفريقين عبر مئات السنين، رغم بعض الاضطراب الذي أصاب هذه العلاقة في فترات مضت.

لقد توسعت التحليلات والمقالات في الفترة الاخيرة مستفيدة من الحركة التي قام بها رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، لاسيما زياراته الى منطقة العرقوب الحدودية، وإلى حاصبيا راشيا والبقاع الغربي، واستغل بعضهم المواقف التي ادلى بها في قرية عين عطا، ووصل بهم الامر الى حد الحديث عما يسمى «المسألة الدرزية» في توصيف لا يخلو من الغرضية الفئوية، كما اختلقوا اشاعات عن تسليح في صفوف الشباب الدروز.

أوساط سياسية متابعة لما يجري، تقول: ليس هناك مسألة درزية، او مسألة سنية، او مسألة شيعية، او مسألة مسيحية. الموضوع هو هياج تغذيه اسرائيل، وتساندها اوساط غربية نافذة، وتنغمس في تأجيج الحريق دول اقليمية كبرى، ترقص على مسرح غيرها، من اجل تعزيز نفوذها الاقليمي، والمقايضة على ملفات أخرى.

الاوساط ذاتها ترى ان مذهبة الصراع في المنطقة هدفه إطالة الازمة، وتفتيت الامة العربية وإضعاف الدول المحيطة بإسرائيل. ذلك اهم ما جاء في وصايا حكماء بني صهيون العشر.

وهدف حركة وليد جنبلاط ومواقفه في المرحلة الاخيرة، وفقا لأوساطه، ليس تحييد الدروز، او نأيهم عن الأزمة السورية، انما تحييد لبنان، ونأيه عن الانغماس في الوحول الاقليمية. فالخطر في لبنان ليس على الدروز، بل على البلد برمته. وسياسة الاعتدال التي يعتمدها جنبلاط تهدف للإبقاء على الحوار والتواصل بين المكونات اللبنانية كافة، وخاصة بين الدروز وابناء امتهم الآخرين، لأي طائفة او حزب انتموا وتلك مسؤولية مباشرة ملقاة على جنبلاط، نظرا للخصوصية التي يمتع بها عند ابناء الطائفة الدرزية وفي الطوائف اللبنانية الأخرى، فالمختارة كانت على الدوام بيتا جامعا، لا يحب زعماؤها التعصب الطائفي.

واضح ان البعض منزعج من حركة جنبلاط، وهؤلاء ذاقوا ذرعا من تحريضه دروز سورية على عدم الاشتباك مع جيرانهم. ذلك ان من مصلحة هذا البعض اشعال المنطقة برمتها ـ خصوصا في لبنان ـ لأنهم يعتقدون ان الفوضى العارمة تخدم اهدافهم، وفي الحقيقة انها لا تخدم الا مصالح اسرائيل.

لا يبدو ان عند الدروز مشروعا خاصا، لا في لبنان ولا في سورية، في المقابل هناك مشروع لتوريط الدروز في مواجهة مع طوائف اخرى، في سورية او في لبنان، عن طريق الترغيب او بالترهيب، ولكن المواقف الدرزية تبين ان هؤلاء لن ينجروا الى الفتنة، وليس لديهم ادنى رغبة في الانفصال ولا يخططون لإقامة دولة درزية، بل يرفضون الفكرة جملة وتفصيلا. 

 

كيف يمكن مواجهة التطرف الاسلامي؟

نزار جنابي/Fikra Forum

October 17/14

على الرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية تهدف إلى "الحط من قدرات الدولة الإسلامية في العراق والشام والقضاء عليها في نهاية المطاف،" إلا أن هذه الاستراتيجية تفتقد إلى عنصر حاسم: ايديولوجية شاملة لمواجهة التطرف الإسلامي. فإن لم تتحدَّ الولايات المتحدة وحلفاؤها أيديولوجية تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وقدراته على تجنيد الأعضاء على مستوى القاعدة الشعبية، ستفشل بالتالي في مواجهة هذا التهديد في المستقبل المنظور.

رغم كل الوحشية التي قد تكمن في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام،" فهو مجرد عبارة عن تنظيم تابع لسلسلة من الجماعات الإسلامية المتطرفة التي ظهرت على الساحة في السنوات الأخيرة. وهو ببساطة مجموعة أخرى ترتكب فظائع خطرة باسم الإسلام. ومما لا شك فيه أن عدة عوامل إجتماعية وسياسية واقتصادية ساهمت في نموه. ولكن يتوجب على الولايات المتحدة وعلى التحالف الأوسع لمكافحة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" تطوير ايديولوجيات قابلة للتطبيق ومضادة لأيديولوجية هذا التنظيم المنحرفة، والتي تساعده على تجنيد وإقناع المقاتلين والمؤيدين. فبغية حشد الدعم في الشرق الأوسط، يلقي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" خطابات بليغة ولا تشوبها شائبة بلغة عربية طليقة، وينشرها عبر مختلف المنافذ المتاحة على الانترنت. فجمهوره واسع، ولكن الشريحة الديموغرافية التي يسعى لجذبها اليه هي بمعظمها الشباب السنة العرب.

بالتالي، وبغية إكمال حملتها العسكرية، يجب على الولايات المتحدة عرض روايتها المضادة لرواية التنظيم وباللغة العربية. وقد تتمثل إحدى الخطوات الأولى بمواجهة تصنيف "الدولة الإسلامية في العراق والشام" للمسلمين الذين يمارسون الإسلام بشكل مختلف عنها على أنهم "مرتدين" أو "مشركين". إذ إن هذا الأمر بعيد عن تعاليم الإسلام الجوهرية ويمكن إثباته بسهولة من خلال أدلة من القرآن الكريم والحديث الشريف. كما ويمكن للولايات المتحدة إنشاء مجموعة عمل تركّز على الايديولوجيا وتقوم بالتنسيق مع التحالف الحالي لمكافحة "الدولة الإسلامية في العراق و الشام." و تقوم هذه المجموعة بالتواصل مع العلماء والأئمة والمعاهد الدينية في جميع أنحاء العالم، مثل الأزهر في مصر ودار الإفتاء في المملكة العربية السعودية والحوزة العلمية في العراق، بهدف طلب مساعدتهم. وتعتمد هذه المجموعة على معرفة وسمعة هذه المؤسسات لوضع منهجية دقيقة لمواجهة تطرف "الدولة الإسلامية في العراق و الشام."

من المؤكد أن هذه المهمة لن تكون سهلة؛ فالعمل مع مختلف المدارس الفقهية، والتي تكون أحيانًا في وضع تنافسي، قد يشكل أمرًا شائكًا. لذا سيتعين على الولايات المتحدة أن تتولى دور القيادة، مستخدمتاً سياساتها البراغماتية في هذا الإطار. لكن في نهاية المطاف، فإن دمج هذه الآراء المختلفة سيوفر الإطار للحرب الفكرية ضد "الدولة الإسلامية في العراق و الشام." وفي قت لاحق، يمكن لوسائل الإعلام في العالم العربي وفي مناطق أخرى أن تنشر هذه الأفكار المغايرة لأفكار التنظيم.

لو كان بالامكان كسب الحرب ضد التطرف الإسلامي بمجرد اللجوء إلى القوة العسكرية، لكان الأمر قد انتهى منذ سنوات. لكن يبدو أن الجهود السابقة قد ولّدت المزيد من الجماعات المتطرفة، مما أدى إلى تعزيز قضية الجماعات الشبيهة بـ"الدولة الإسلامية في العراق و الشام،" بدلاً من الحد منها. وعلى الرغم من أن قوات التحالف تفوق تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من الناحية العسكرية، إلا أنه لا بد من خوض هذه الحرب والفوز بها على المستوى الفكري أيضًا، كما أنه لا بد للجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أن تستغل وسائل بديلة لتحقيق هذا الأمر. فالحفاظ على المكانة الأخلاقية في مواجهة همجية هذا التنظيم، وفضح المنطق المشين الذي يتبعه، وحرمانه من المجندين الجدد والمانحين، تشكل السبيل الوحيد لهزيمة "الدولة الإسلامية في العراق والشام،" والقضاء على التطرف الإسلامي.

*نزار جنابي هو زميل سابق في برنامج الزمالة "نكست جينيرايشن" بمعهد واشنطن. وقد خدم كمدير عام لسياسة ومتطلبات الدفاع في وزارة الدفاع العراقية في الفترة الممتدة ما بين العامين 2004 و 2006.

 

"فايننشال تايمز": حلفاء أوباما يدعونه لتوسيع المواجهة مع "داعش"

المركزية- أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الى أن "حلفاء ومستشارين للرئيس الأميركي باراك أوباما، يدعونه إلى توسيع وتصعيد المواجهة مع تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأوضحت الصحيفة أن "الضغوط على أوباما تطالبه باستهداف النظام السوري، وأن سلطات تركيا تربط ذلك بمشاركتها في الحرب".

ودعت الصحيفة السلطات التركية إلى "إنشاء منطقة عازلة شمالي سوريا تسمح للولايات المتحدة بمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة، وهو ما ترجوه دول خليجية".

 

غارديان": "داعش" و"إيبولا" الثنائية الأخطر

المركزية- لفتت صحيفة "غارديان" البريطانية الى أن "العالم ينظر اليوم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" وفيروس إيبولا على أنهما الخطر الداهم، الذي يهدد الجميع".

وأوضحت الصحيفة أن "العالم لم يتنبه إلى خطورة تنظيم "الدولة الإسلامية"، عندما كان يقتل العراقيين، ولكنه تجند لمواجهته بعدما شرع في قطع رؤوس ضحايا يحملون أسماء غربية، مثل جيمس وستيف، وغيرهما".

وأشارت الصحيفة الى أن "ثنائية "الدولة الإسلامية" وإيبولا أثبتت عجزنا أمام مثل هذه الأزمات".

 

تركيا لإيران: اصمتوا من باب الخجل على الأقل!

موقع 14 آذار/ ١٨ تشرين الاول ٢٠١٤

ندد المتحدث باسم الخارجية التركية، طانجو بيلغيج، بتصريحات المسؤولين الإيرانيين ضد أنقرة قائلاً "على إيران أن تلتزم الصمت من باب الخجل على الأقل حيال دعمها لنظام دمشق، المسؤول الحقيقي عن الإرهاب"، بحسب وكالة "الأناضول" التركية. وقد جاءت هذه التصريحات رداً على تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، التي اتهم فيها تركيا بـ"السعي نحو فكرة العثمانية الجديدة" في المنطقة، فضلاً عن تصريح رئيس الأركان الإيراني الذي زعم فيه أن تركيا – من دون أن يسميها - "تعرقل وصول المساعدات إلى مدينة كوباني". وأضاف بيلغيج أن هذه التصريحات تضمنت ادعاءات "لا أساس لها من الصحة بحق تركيا"، مؤكداً أن أنقرة "ليست مضطرة لأخذ إذن من أحد عند اتخاذ التدابير اللازمة حيال ما يهدد أمنها القومي، في ضوء القانون الدولي". ولفت المتحدث في تصريح لمراسل الأناضول في نيويورك إلى أن "السلطات الإيرانية تربط موضوع مساعدة الشعب السوري بالحصول على إذن من دمشق، مؤكداً أن تركيا "مدّت يد العون للسوريين بغية وضع حد للمأساة الإنسانية التي يعيشونها، من دون الشعور بالحاجة لأخذ إذن من نظام دمشق الفاقد للشرعية". كذلك أشار بيلغيج إلى أن أنقرة أبلغت السفارة الإيرانية بانزعاجها من "الشطحات" والادعاءات الواردة في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، والتي "لا أساس لها من الصحة". وتأزمت العلاقات بين البلدين حيال الشأن السوري، على خلفية احتجاج إيران على تركيا بسبب دور الأخيرة في الوضع السوري، حيث قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، السبت الماضي: "سبق أن حذرنا الولايات المتحدة، وصديقتنا تركيا، التي بيننا وبينها نقاط لا نتفق عليها بخصوص الأزمة السورية، إلى ضرورة أن يقرر الشعب السوري بنفسه مسألة بقاء النظام أو رحيله". وكانت إيران قد أبلغت، قبل أيام، المسؤولين الأتراك رسمياً بقلقها من قرار البرلمان التركي مؤخراً السماح للجيش بالدخول إلى مسرح العمليات العسكرية في سوريا والعراق.

العثمانية والصفوية

ويقول مراقبون إن اتهامات إيران لتركيا بالسعي لإحياء العثمانية الجديدة تأتي في سياق التبرير لمشروعها التوسعي في المنطقة العربية، والذي يشبه مشروع "الدولة الصفوية" في إيران، التي كانت تنافس العثمانيين على النفوذ في المنطقة لبضعة قرون. وتعزز هذه الرؤية تصريحات مندوب مرشد الجمهورية الإيراني علي خامنئي، علي سعيدي، الذي قال الخميس، إن العمق الاستراتيجي لإيران يمتد من البحرين والعراق حتى اليمن ولبنان وشواطئ البحر المتوسط . ونقلت وكالة "فارس" للأنباء التابعة للحرس الثوري عن سعيدي تأكيده، خلال ملتقى بمدينة قم يوم الخميس، أنه "على إيران أن تحافظ على عمقها الاستراتيجي في هذه المناطق بكل ما لديها من قوة".

 

ميليشيات العراق الطائفية وتبييض الجرائم

داود البصري/السياسة

19 تشرين الأول/14

بعد أن أدانت المنظمات الدولية, ذات الصلة بحقوق الإنسان, الميليشيات والعصابات الطائفية العراقية, ذات المرجعية الإيرانية بممارستها لجرائم شنيعة ضد الجنس البشري, والمكون السني في العراق في جرائم الاغتيال والخطف والتفجير للمساجد ودور العبادة كما حصل في ديالى والفلوجة والرمادي وبغداد والبصرة, عمدت تلكم الميليشيات وعلى رأسها عصابة “عصائب أهل الحق” التي يقودها الشيخ قيس الخزعلي, وهي في حقيقتها النواة التكوينية الأولى لمؤسسة الحرس الثوري العراقي, التي يريد النظام الإيراني فرضها في العراق لحماية أتباعه الطائفيين , وبناء النموذج الميليشياوي العسكري الذي يمكنه من استنساخ التجربة السلطوية الإيرانية في العراق. وهي تجربة يعتقد الإيرانيون بأن العراق اليوم بات مهيأ لها بعد بناء القواعد والمؤسسات الطائفية وتبلور المشروع الطائفي العراقي المستند لأموال وغنائم السلطة, فالمالكي حينما كان يتحدث علنا عن بقائه في السلطة, وبعدم قدرة الخصوم على أخذها منه لم يكن يمزح أبدا, بل كان يعبر بصوت عال عن طبيعة الأجندة الطائفية المخطط لها بمستوى ستراتيجي في طهران تحديدا!, اليوم وبعد انهيار الجيش الحكومي العراقي وتضعضع عقيدة الدفاع الوطني باتت الأجواء العراقية مفتوحة بالكامل للبديل العسكري الميليشياوي الطائفي ممثلا في عصابة العصائب الإرهابية المنشقة أصلا عن جيش المهدي الصدري, وحيث بدأت عملياتها الإرهابية باختطاف وقتل خبراء بريطانيين في كربلاء أيام وزارة باقر صولاغ للداخلية. وضاعت تلك الجريمة ولم يحاسبهم عليها لا البريطانيون ولا الاميركان. ثم تعزز البناء العسكري لتلك العصابة الطائفية من خلال تدريب عناصرها في المعسكرات الإيرانية لايجاد قوة عسكرية رديفة تكون بديلا عن جيش الحكومة الذي قرر الطائفيون تدميره عبر دمج عصابات الميليشيات فيه, وإعطاء الرتب العسكرية لعناصر جاهلة وفاشلة وممارسة مختلف الأساليب من أجل إفشال عملية بناء جيش وطني عقائدي عراقي, يكون عنوانا للوحدة الوطنية لكون ذلك يصطدم بالمصالح الإيرانية, لذلك كانت سلسلة الهزائم الغريبة في الموصل وصلاح الدين وسحب القائد العام السابق نوري المالكي لفيالق الجيش بعد التخلي عن أسلحتها, كل ذلك ليفتح المجال لنمو وبروز قوة الميليشيات التي مارست عمليات قتل ميدانية تحت القيادة الإيرانية في مناطق الثورة السورية لدعم النظام السوري ضد ثورة الشعب السوري. لقد هاجت عصابة العصائب ورفعت الدعاوى القضائية ضد النائب العراقي ظافر العاني لكونه أشار بوضوح لمسؤوليتهم عن مجزرة مسجد مصعب بن عمير في ديالى قبل شهور قليلة. وهي المجزرة الطائفية المروعة التي هرب من قام بها لإيران طلبا للحماية هناك, وهو ما يفضح أسرار التخادمات الطائفية البغيضة في العراق. أهل العصائب بإرهابهم يلوحون بسيف القانون ضد خصومهم والجميع يعلم نوعية وماهية وطبيعة القضاء العراقي في المرحلة الراهنة!!, ما يخشى منه قادة الميليشيات الإرهابية العراقية هو شمولها بإجراءات الحظر الدولي ضد الجماعات الإرهابية, فرغم انكشاف ملفات جرائم تلكم الجماعات. وخصوصا العصائب ولواء أبو الفضل وكتائب حزب الله في التصفيات الطائفية وفي عمليات الانتقام وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث, إلا أن قرارا دوليا لم يصدر حتى اللحظة بتجريمها ومتابعة قياداتها وعناصرها أسوة بداعش والنصرة وغيرها. رغم أنهم لايختلفون عن أولئك إلا بدرجة التغاضي الغربي والدولي عنهم, وهو أمر لن يستمر طويلا في ظل الانكشاف المستمر لجرائم تلكم الجماعات, وهو ما يخشاه أشد الخشية ويتحسب له النظام الإيراني الراعي لتلكم الجماعات بجدية. بكل تأكيد فإن سكوت المجتمع الدولي عن تلك الجرائم في ظل التقارير الموثقة التي تصدرها منظمة العفو الدولية “امنستي” لن يستمر للأبد لكون الصحف الغربية والاميركية قد فتحت تلك الملفات السوداء وهو ما يعني بأن محاولات ميليشيات القتل والإرهاب الطائفية لتبييض جرائمها مجرد محاولات عبثية, فسيف العدالة سيلاحقها لا محالة, ولكن حتى تلك اللحظة تظل الجرائم مستمرة في عراق يزحف على بطنه نحو التشظي والكارثة.

 

الخوف من الفوضى الكبرى

روبرت كابلان/السياسة

19 تشرين الأول/14

كثر الحديث عن الفوضى, والفوضى العارمة, في نشرات الاخبار في كل مكان, انهار العراق, انهارت سورية منذ بعض الوقت, كذلك ليبيا واليمن المهدد حتى اليوم بالدخول في اعماق انفجار داخلي مع المتمردين الحوثيين بعد ان دخلوا العاصمة صنعاء, ولبنان مهدد باشتعال الحرب الأهلية, ومصر تطلبت ولادة سلطة جديدة للحفاظ على النظام والاستقرار وهناك افغانستان وباكستان غير بعيدتين ابدا عن الهاوية.

أوكرانيا دولة ضعيفة مهددة بمزيد من العدوان العسكري الروسي, جدار من المرض ظهر غرب افريقيا في دول كانت قد انهارت وتردت الى حال من الفوضى في اواخر التسعينات من القرن الماضي وهي تترنح منذ ذلك الحين. تواجه نيجيريا تمردا اسلاميا يشير, بدوره, الى توترات اقليمية بين المسلمين في شمال البلاد والمسيحيين في جنوبها, دولة جنوب السودان خرجت الى الوجود عن طريق نخب غربية وفي ظل ظروف الحرب القبلية, جمهورية افريقيا الوسطى, التي تعاني من العنف الديني وقتل فيها الآلاف لا يمكن ان تسمى دولة فاعلة بأي معنى من المعاني, والأمر نفسه يمكن ان يقال عن الصومال, رغم ان أسوأ ما في التهديد الذي يشكله المتطرفون الاسلاميون ربما اصبح من الماضي هناك, النقص الجديد في حصص المواد الغذائية في فنزويلا قد يعني المزيد من الاضطرابات هناك, وهناك أماكن اخرى في جميع انحاء العالم – يسميها الديبلوماسيون وخبراء التنمية بلغة مهذبة- دولا, الا ان حسابات المسافرين بالسيارة من عواصمها لا تنم عن شيئ من هذا القبيل.

لقد عبرت بصوت مرتفع عن قلقي على مثل هذا العالم في مقالة مطولة نشرت عام 1994 في مجلة “اتلانتك” الاميركية الشهرية بعنوان “الفوضى المقبلة”, وكان جوهر حجتي انه مع افول الامبراطوريات الاوروبية قد لا يكون لكل مكان في العلم بالضرورة القدرة على الحفاظ على اداء المؤسسات في الارياف النائية, وان الارتفاع المطلق في عدد السكان والانقسامات العرقية والطائفية, والتدهور البيئي خصوصا “اي نقص المياه” من شأنه ان يجعل الحكم في هذه الأماكن امرا صعبا, وحجتي تبدو ميؤوسا منها فقط اذا كنت تعتقد في المقام الأول ان النخب يمكنها ان تصمم الواقع من فوق, بالطبع يمكن ان تؤثر على مصير النخب في لحظات محورية, ولكن سيتم تحديد الطابع الفعلي لمساحات جغرافية واسعة من الارض فقط من قبل الجماهير التي تعيش فيها.

لكن ماذا لو حدثت مثل هذه الفوضى التي رأيناها في بعض الدول الصغيرة ومتوسطة الحجم في دول كبرى مع مرور الوقت? على سبيل المثال, ماذا لو حدث واثبتت القوتان الاقليميتان المهيمنتان على البر الأوروبي- الآسيوي روسيا والصين, بشكل أعمق في القرن الحادي والعشرين انها غير قابلة للحكم على طريقة السلطة المركزية? انا لا اتوقع هذا, ولا اعتقد شخصيا ان هذا سيحدث ولكن اعتقد ان هذا الفكر يعتبر تجربة جديرة بالاهتمام وحسن التصرف, ان اي تفكك, ولو جزئيا لروسيا او الصين, سيكون له آثار جيوسياسية وخيمة أبعد من حدودهما. اوروبا, رغم كل شيء وعلى مدى تاريخها كان مصيرها يتحدد بشكل كبير عن طريق ثورات من الشرق – في روسيا, وغالبا ما كانت مصائر جنوب شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية وحتى جزر اليابان تتحدد الى حد كبير من خلال تغيرات في الصين, اذا لم نفكر في ما لا يمكن تصوره نكون غير مسؤولين.

لطالما كان الخوف من الفوضى امرا محوريا في التاريخ الروسي دائما, فمساحة روسيا تشمل نصف خطوط الطول على الارض ولذلك كان الحكم المركزي قمعيا لكي يكون فعالا, يضاف الى الشعور بالظلم هذا الخوف الدائم من الغزو, والحقيقة ان روسيا هو قوة على الارض لكن لها القليل من الحدود الطبيعية في كل الاتجاهات. الانظمة الاستبدادية القمعية تميل الى تعزيز وجود المؤسسات الضعيفة, والحكم في مثل هذه الظروف يصبح شخصيا اكثر منه بيروقراطيا بالطبع, وقصص البيروقراطية الروسية وفيرة, ولكن هذه الحقيقة هي السبب في كون حكامها, القياصرة ومفوضوهم على حد سواء اكثر قمعا في محاولاتهم للتغلب عليها.

للعلم, فان الطريقة التي يحكم بها الرئيس فلاديمير بوتين روسيا هي مجرد تتويج لكيفية حكم روسيا الاكثر من الف عام, قوانين بوتين تتمثل في اسلوب المكتب السياسي, مع دائرة مبهمة نوعا ما من المستشارين الذين يسيطرون على كل مقاليد السلطة الرئيسية, العسكرية والمدنية. ايرادات الموارد الطبيعية وخصوصا تلك الخاصة بالنفط والغاز الطبيعي, اصبحت ادوات السلطة المركزية في هذه الحالة.

روسيا ليست عالم مؤسسات غير شخصية قائمة على قواعد ثابتة, بل عالم يقوم على طراز الترهيب وما شاكله, كانت هذه هي الحال – فان بوتين قد اوجد قاعدة عن طريق اولئك الكاماريلا “أصحاب الحظوة” الذين بمجرد وجودهم يضعفون الضوابط والموازين المؤسساتية- ماذا سيحدث لروسيا بعد ان يغادر او يجبر على ترك منصبه? ثمة أصوات في وسائل الاعلام الغربية تأمل أنه يمكن الاطاحة ببوتين اذا اقدم على تدخل عسكري غير محسوب في اوكرانيا, لكن لكي يحصل ذلك يرجح ان تضعف روسيا نفسها أو تقع في الفوضى, أو ان ديكتاتوريا اكثر وحشية قد يظهر لاحباط مثل هذه الفوضى, وهنا قد تكون هناك أزمة في السلطة المركزية في موسكو, ويتوقع ان تحصل المناطق النائية مثل سيبيريا والشرق الأقصى الروسي على مزيد من الحكم الذاتي بشكل رسمي او غير رسمي.

بعبارة اخرى التفكك الجزئي لروسيا قد يكون متوقعا اكثر من قيام الديمقراطية الغربية في روسيا, سنوات حكم الرئيس السابق بوريس يلتسين غير الناجحة في تسعينات القرن الماضي قد تمثل تحذيرا عما يمكن توقعه من الديمقراطية الروسية.

الخوف من الفوضى كثيرا ما كان سائدا على مر التاريخ في الصين, فمنذ آلاف السنين, كانت اسرة حاكمة صينية ترث الاخرى ولكن ليس كل اسرة تتمكن من السيطرة على كل الاراضي الصينية او معظمها, وبين سقوط اسرة وصعود اخرى كانت تقع الفوضى بشكل دوري.

الحزب الشيوعي الصيني الذي يعتبر مجرد احدث اسرة حاكمة صينية, كان نفسه قد ظهر بعد فترة طويلة من الحرب والفوضى, وتواجه حاليا هذه الاسرة احدث تحول اقتصادي مضطرب من العصر الصناعي- الذي تعمل فيه عجلة الاقتصاد على دفع اجور منخفضة وحجم صادرات هائل – الى عصر ما بعد الصناعي الذي يقوم على اقتصاد انظف … اقتصاد التكنولوجيا العالية التي تتميز بأجور أعلى وحجم اقل من الصادرات. الرئيس الصيني شي جين بينغ يستخدم حملة مكافحة الفساد كنوع من التطهير الكبير لاعادة فرض مركزية الحزب بسبب القسوة الاقتصادية المقبلة, ومن غير الواضح للغاية ما اذا كان سينجح ام لا. وفي الوقت نفسه, تتحرك النزعات الديمقراطية كما رأينا في هونغ كونغ.

اذا نجح الرئيس الصيني نجاحا جزئيا, ناهيك عن فشله, فان هناك امكانية لقيام اضطرابات عرقية بمستويات متزايدة باستمرار بين مسلمي اليوغور في غرب الصين وأهل التيبت في جنوب غرب الصين, لذلك لا نتوقع بالضرورة ان تكون الصين مستقرة وعلى مدى السنوات الثلاثين المقبلة كما كانت في السنوات الثلاثين المنصرمة.

اجمالا, فشل الاستبداد قد لا يعني ان الديمقراطية يمكن ان تنجح, وكذلك فان ضعف السيطرة المركزية الشديد والصاخب في الدول الكبرى ان لم يحدث حتى الآن فهذا لا يعني انه غير قابل للتصديق.

كبير محللي الجغرافيا السياسية في ستراتفور

 

العراق/ العبيدي وزيراً للدفاع والغبان وزيراً للداخلية

بغداد – وكالات: وافق مجلس النواب العراقي, أمس, على تعيين وزيري الداخلية والدفاع, بعد تأجيل لأكثر من شهر, وفي خضم المعارك بين القوات العراقية وتنظيم “داعش” الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد. وقالت سميرة الموسوي من التحالف الوطني الشيعي “صوت مجلس النواب على محمد سالم الغبان مرشح كتلة “بدر” داخل التحالف الوطني (الشيعي) وزيراً للداخلية, وخالد العبيدي وزيراً للدفاع مرشحاً عن تحالف القوى الوطنية السنية”. وحصل الغبان على 197 صوتاً, فيما نال العبيدي العبيدي 173 صوتاً من أصل 233 نائباً حضروا الجلسة, علماً أن عدد نواب المجلس يبلغ 328 عضواً. وتضع هذه الخطوة حداً للتباينات التي حالت لأكثر من شهر, دون تعيين وزيري الدفاع والداخلية, وهما المنصبان اللذان كانا يداران بالوكالة طوال الأعوام الأربعة الماضية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وكان مجلس النواب وافق على غالبية الوزراء الذين طرحهم رئيس الحكومة حيدر العبادي في الثامن من سبتمبر الماضي, إلا أن الأخير طلب إمهاله أسبوعاً لتسمية وزيرين لشغل الحقيبتين. ورفض البرلمان سابقا مرشحي العبيدي للمنصبين نتيجة التباينات السياسية, ما أدى الى ترك أبرز حقيبتين أمنيتين شاغرتين في خضم المعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد “داعش”.يشار إلى أن العبيدي هو سني من مدينة الموصل الشمالية الواقعة تحت سيطرة “داعش”, فيما الغبان هو شيعي ينتمي إلى منظمة “بدر” ويعتبر حلاً وسطاً بعد أن أثار ترشيح رئيس المنظمة هادي العامري اعتراضات من أحزاب سنية.

 

القوات الكندية تشارك بالحرب ضد “داعش” في العراق انطلاقاً من قاعدة عسكرية كويتية

بغداد, أوتاوا – وكالات: أعلنت هيئة الأركان الكندية ان المقاتلات الست التي ستشارك كندا عبرها في التحالف الدولي ضد “داعش”, لن تكون جاهزة للانضمام الى مسرح العمليات في العراق إلا في بداية شهر نوفمبر المقبل. وقال قائد قيادة عمليات الجيوش في كندا اللفتنانت جنرال جوناثان فانس, ليل اول من امس, ان الجنود والطواقم الطبية الضرورية لمساندة المقاتلات الست (اف 18) من الارض والبالغ عديدهم 600 شخص سينتشرون قبل نهاية الشهر الجاري في قاعدة عسكرية كويتية, ستطلق منها أوتاوا عملياتها. واضاف فانس في مؤتمر صحافي “من الضروري ان تتوافر كل هذه الشروط قبل ارسال الطائرات التي ستبدأ عملياتها في بداية نوفمبر (المقبل) في العراق”. وإضافة إلى المقاتلات الست, ستنشر كندا طائرة إمداد وطائرتي مراقبة ورابعة لنقل الجنود.

من جهته, أوضح قائد أركان الجيش الكندي الجنرال توم لاسن أن فترة المهمة الكندية قد تمتد لأكثر من ستة أشهر, وأن من بين ال¯600 جندي هناك 180 من القوات الخاصة ستكون مهمتهم تدريب القوات الكردية العراقية. من جهة أخرى, أعلن قائد شرطة محافظة ديالى في شرق العراق الفريق جميل الشمري, أمس, أن قوات البشمركة الكردية قتلت قائد كتيبة قناصين تابعة لتنظيم “داعش” خلال مواجهات عنيفة شمال شرق مدينة بعقوبة, مركز المحافظة. وأوضح أن قوات البشمركة قتلت المدعو أبو سلامة الموصلي قائد كتيبة قناصي “داعش” في ناحية السعدية شمال شرق بعقوبة, خلال مواجهات عنيفة مع مقاتلي التنظيم صباح أمس. إلى ذلك, أعلنت الاستخبارات العسكرية العراقية عن مقتل قياديين كبيرين في تنظيم “داعش” هما الإرهابيان حسين علي أحمد الذي كان يشغل منصب “الأمير الإداري” لقضاء بيجي, ورافد عباس محمد “أمير قاطع الفتحة” في تكريت. في غضون ذلك, قتل اثنان وأصيب 8 من المدنيين في انفجار عبوة ناسفة قرب مرآب للسيارات وسط قضاء طوزخورماتو شمال محافظة صلاح الدين, شمال العراق, فيما أعلنت اللجنة الأمنية لمجلس صلاح الدين عن تقدم القوات الأمنية في عملياتها العسكرية لتحرير القرى الواقعة بين مدينة تكريت وبيجي في المحافظة ذاتها. وفي محافظة الأنبار غرباً, أعلن قائمقام قضاء حديثة عبد الحكيم الجغيفي, أمس, أن 130 طناً من المواد الإغاثية وصلت إلى الأسر التي يحاصرها “داعش” في القضاء منذ 10 أيام, موضحاً أنها وصلت عبر جسر جوي بين بغداد والأنبار وتحديداً إلى قاعدة “عين الأسد” في ناحية البغدادي (90 كيلومتراً غرب الرمادي). وجاءت هذه التطورات غداة مقتل 23 شخصاً على الاقل وإصابة أكثر من 50 آخرين في تفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت مناطق مكتظة في بغداد. ووقع الانفجار الاول في حي تجاري بمنطقة البلديات في شرق العاصمة, وادى الى مقتل 13 شخصاً على الاقل, فيما وقع التفجير الثاني في منطقة الاعظمية شمال العاصمة, وأدى الى مقتل خمسة اشخاص على الأقل.كما دوى انفجار ثالث في منطقة الكرادة وسط بغداد, ما أدى الى مقتل خمسة اشخاص أيضاً.

 

واشنطن تغرّم إيران 1.3 مليار لضحايا تفجير بيروت

وكالات/قضت محكمة اتحادية أميركية بتغريم إيران 1.3 مليار دولار كتعويضات لذوي ضحايا تفجير ثكنة لقوات المارينز في بيروت في العام 1983. ونقلت شبكة "أيه بي سي نيوز"، أمس، عن القاضي رويس لامبيرث قوله: "تسعى المحكمة إلى إرسال أقوى رسالة ممكنة بأن دعم إيران للإرهاب ضد مواطني الولايات المتحدة لا يمكن تحمله من قبل محاكم هذه الأمة". وهذا ثاني حكم يصدر في إطار هذه القضية، فقد سبق أن أمرت محكمة أميركية أخرى بتغريم إيران 2.6 مليار دولار لمجموعة أخرى من عائلات ضحايا التفجير.

ويشار إلى أن 241 من عناصر قوات المارينز قتلوا في التفجير الذي استهدف ثكنتهم في بيروت في أكتوبر 1983. لكن يبدو في الوقت الراهن، أن المال سراب، أو كما وصفه لامبيرث في وقت سابق بأنه، "تمثيلية لا معنى لها". وكان الكونغرس غيّر القانون للمرة الأولى في عام 1996 للسماح للضحايا الأميركيين بمقاضاة رعاة الهجمات الإرهابية الأجانب، ثم عاد المشرعون إلى المسألة عدة مرات في محاولة لتسهيل حصول الضحايا على العدالة. وفي 23 أكتوبر من العام 1983، استهدفت شاحنتان مفخختان أعدتهما حركة الجهاد الإسلامي بإيعاز من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية في بيروت. وأدى ذلك الهجوم "الجهادي" الإرهابي بامتياز إلى مقتل 241 جندياً أميركياً و58 فرنسياً في أكبر خسارة في الأرواح يتعرض لها الجيش الأميركي في يوم واحد منذ معركة أيوا جيما إبان الحرب العالمية الثانية. ولم ينس الأميركيون ذلك اليوم الدموي، ولا تزال الملاحقة القضائية لإيران كدولة راعية للإرهاب مستمرة، ورغم التقدم البطيء جدا في المسار القضائي في هذه القضية، فإن آخر فصوله أعلنه أول أمس الخميس، قاض فيدرالي أميركي حكم على النظام الإيراني بدفع هذه التعويضات المالية الجديدة الضخمة لأسر ضحايا المارينز الذين سقطوا في اعتداءات بيروت. ووصف القاضي رويس لامبيرث الاعتداء الإرهابي الذي قام به أتباع إيران في بيروت بـ"الشرير والمتوحش" وأن المنفذين "تعمدوا إزهاق الأرواح والتسبب بالدمار المادي والمعنوي".

وهذه الدفعة المالية جديدة في سلسلة دفعات أمر بها القضاء الأميركي منذ العام 2007 وتجاوز مجموعها الـ10 مليارات دولار أميركي في سياق هذا المسار القضائي الذي بدأته واشنطن عام 2001.

 

ملاحظات كيسنجر والحرب على «داعش»

خالد الدخيل/الحياة

19 تشرين الأول/14

في كتابه الذي صدر أخيراً، يقدم هنري كيسنجر رؤيته وخبرته السياسية بعد أن اقترب من الـ90 عاماً. عنوان الكتاب: «النظام العالمي أو World Order 2014»، يعبّر عن الإشكالية المركزية التي يتمحور حولها. في الكتاب فصل عن الولايات المتحدة وإيران، يقدم ملاحظات ومعلومات عن رؤية الجمهورية الإسلامية للنظام العالمي، وموقع ملفها النووي ضمن هذه الرؤية وعن مفاوضات هذا الملف التي أكملت عامها العاشر. تقدم هذه الملاحظات بمجموعها خلفية سياسية لموقف إدارة أوباما تجاه هذا الموضوع، واستتباعاً تلقي ضوءاً مهماً على الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية». يلاحظ أن انتشار السلاح النووي خارج نطاق الدول الكبرى يهدّد النظام الدولي. ومن السبل التي قد يتسبب فيها ذلك أن انتشار هذا السلاح يمكن أن يستخدم كدرع ضد الانتقام من أعمال قتالية لجماعات (ميليشيات) خارجة على الدولة non-state actor groups. وبما أن هذه الجماعات خارجة على الدولة، فهي تقع خارج النظام الدولي، وبالتالي تتحرك خارج نطاق قواعد هذا النظام وتقاليده. وعلى رغم أنه لا يعطي اسماً معيناً لدولة بعينها ولا للجماعات المرتبطة بها والتي يشير إلى أنها خارجة على الدولة، إلا أن من الواضح أن إشارته تتجه إلى إيران وبرنامجها النووي وإلى الجماعات الخارجة على الدولة، التي تتبناها مثل «حزب الله» في لبنان، والميليشيات في العراق، وجماعة الحوثي في اليمن. بعبارة أخرى، ما يقوله وزير الخارجية الأميركي السابق هنا أن أحد أهداف البرنامج النووي الإيراني قد يكون توفير مظلة لحماية هذه الجماعات، وحماية الدور الذي تقوم به في إطار السياسة الإقليمية لإيران في المنطقة. (ص 160)

إشارة كيسنجر إلى العلاقة التكاملية بين البرنامج النووي الإيراني، وتبني إيران ميليشيات أو جماعات عابرة للدول في سياستها الإقليمية لا يتفقان، بل قد يتناقضان مع رؤية إدارة الرئيس باراك أوباما الى الدور الإيراني، وموقع تلك الجماعات في هذا الدور. ولعل الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مثال جلي على ذلك. يقال إن هذه الحرب جزء من الحرب على الإرهاب. فهي حرب على جماعة أو ميليشيا خارجة على الدولة تهدد بمواقفها وسلوكياتها أمن دول الإقليم، وبالتالي أمن النظام الدولي. من هذه الزاوية هي حرب مشروعة، لكن يكمن الإشكال في ما يبدو أن مصطلح «الإرهاب» يقتصر، حتى الآن، على التنظيمات السنّية. وهذا واضح في أن واشنطن تحركت عسكرياً، وجيشت تحالفاً إقليمياً ودولياً لمحاربة «داعش» بعد استيلائه على الموصل العراقية. في المقابل، التزمت الصمت بعد سقوط العاصمة اليمنية (صنعاء) وبعدها مدينة الحديدة في يد ميليشيا الحوثيين. ولا تزال تلتزم الصمت إزاء دخول ميليشيات شيعية الحرب في سورية إلى جانب النظام، وإزاء الدور البارز للميليشيات نفسها في العراق. سيقال إن التنظيمات السنّية تستهدف دول المنطقة، ومصالح الدول الغربية، على العكس من التنظيمات الشيعية. ومن حيث أن التنظيمات الأخيرة تتلقى الدعم المالي، والتدريب العسكري، والغطاء السياسي من إيران، فإنها في هذه الحال تخضع لمرجعية سياسية وأيديولوجية واحدة هي إيران. أما التنظيمات السنّية، على الناحية الأخرى، فتبدو منفلتة ليس لها مجتمعة، ولا لأية واحدة منها مرجعية سياسية واحدة. على العكس، جميعها تقريباً في حال صدام مع دول المنطقة السنّية ومع إيران والغرب. بل إن هذه التنظيمات في حال خلاف وصدام في ما بينها كما يحصل في سورية وليبيا. هنا تبدو التنظيمات السنّية خارج السياق، فهي ضد النظامين الإقليمي والدولي، وضد مفهوم الدولة الوطنية التي يستند إليها هذان النظامان، وتهدف بدلاً من ذلك الى العودة إلى الخلافة، أو نظام سياسي إسلامي عفا عليه الزمن. من هذه الزاوية تمثل التنظيمات أو الميليشيات السنّية مصدراً يهدد بالفوضى الإقليمية، وربما الدولية. هذا توصيف صحيح ودقيق، لكن ما يستنتج منه مقارنة مع التنظيمات الشيعية يتسم بالاستعجال، ويعبّر عن خطل سطحي في النظر إلى الموضوع. فإيران باعتبارها مرجعية التنظيمات الشيعية هي دولة دينية ترتكز إلى مفهوم «ولاية الفقيه». و «ولاية الفقيه» هذه هي المفهوم الشيعي للخلافة. ومن ثم تهدف الجمهورية الإسلامية من تبني هذا المفهوم (ومسمى الجمهورية هنا ينطوي بالمناسبة على تناقض عميق في داخله) الى العودة بإيران والمنطقة الى تطبيق «ولاية الفقيه» التي لم يتسنّ تطبيقها من قبل كما حصل للخلافة السنّية. بهذا المعنى تكون إيران مناهضة في العمق، وبعنف واضح للنظام الإقليمي، وضمناً للنظام الدولي. وقد لاحظ هذا المنحى في السياسة الإيرانية هنري كيسنجر في كتابه المشار إليه، مستنداً في ذلك إلى خطابات المرشد الإيراني علي خامنئي (ص 149 - 151). وكان من الطبيعي في هذا السياق أن تتبنى إيران آلية الميليشيات الشيعية العربية كأداة مركزية في سياستها الإقليمية. لماذا؟ قبل الإجابة لاحظ أن إيران لا تسمح بوجود أي ميليشيا - عربية أو إيرانية - على أراضيها، ولا أي تنظيم عسكري خارج الإطار الرسمي لقواتها المسلحة. في المقابل، تتمسك إيران بمبدأ اقتصار وجود ودور الميليشيات العابرة للدول داخل حدود الدول العربية.

نعود للإجابة عن السؤال. في ظل النظام الإقليمي القائم تفتقد إيران عمقاً استراتيجياً في المنطقة يمكّنها من الاتكاء عليه لتحقيق طموحاتها الإقليمية، وتطلعاتها الأيديولوجية. العمق الوحيد الذي يمكن أن يوفر لها مثل هذا الطموح هو المخزون البشري للأقليات الشيعية في الدول العربية المجاورة لها، أو التي تقع في المجال الحيوي لمصالحها، مثل سورية ولبنان واليمن. وتحقق آلية الميليشيات لإيران هدفين أساسيين يعوضان فقدانها العمق الاستراتيجي، الهدف الأول أنها توفر لها نفوذاً قوياً داخل الدول التي توجد فيها هذه الأقليات. وهذا واضح الآن في لبنان والعراق، والنظام السياسي السوري بانتمائه العلوي. ثانياً أن وجود ميليشيات أو أحزاب على أساس شيعي أو أقلوي داخل هذه الدولة العربية أو تلك يبقي على انقسام النظام السياسي، وبالتالي على ضعف هذا النظام، الأمر الذي يحمي قناة النفوذ الإيراني على النظام السياسي. ولعل حال «حزب الله» في لبنان ونفوذه الكبير هناك، وحال حزب «الدعوة» في العراق بعد الاحتلال الأميركي، وتحديداً فرض نوري المالكي كرئيس للحكومة لفترتين متتاليتين، ثم حيدر العبادي من الحزب نفسه، وأخيراً تعاظم دور جماعة الحوثي في اليمن، كل تلك أمثلة عملية وواضحة على مدى فائدة أو فاعلية هذه القناة بالنسبة الى الدولة الفارسية. وقد ساهمت آلية الميليشيات الشيعية في تقويض الدولة في العراق أولاً، ثم في سورية.

ولعل من المفارقة أن النظام السوري الذي كان يوماً مظلة حماية لميليشيا «حزب الله» في لبنان بات يعتمد على هذه الميليشيا وغيرها للبقاء ومقاومة السقوط. والآن تهدد ميليشيا الحوثيين بسقوط الدولة في اليمن. انطلاقاً من ذلك، فإن القول إن الميليشيات السنية هي المصدر الوحيد الذي يهدد مفهوم الدولة في المنطقة، وبالتالي يهدد النظامين الإقليمي والدولي هو استنتاج مبتسر، إما بتعمد مقصود (من إيران وحلفائها)، أو بتسرع سياسي غير مبرر (من واشنطن وحلفائها). ما تؤكده ظاهرة الميليشيات العابرة للدول، السنّية منها والشيعية، هو أن ما يهدد مفهوم الدولة والنظام الإقليمي هو الطائفية، وليس هذه الميليشيا أو تلك. الميليشيا تعبير عن حال أوسع وأخطر، وليست الحال ذاتها. ولا أظن أن هذا يخفى على أحد. الانشغال بـ «داعش»، أو ما يبدو أنه كذلك، يعبر من ناحية عن رؤية سياسية آنية وضيقة في حال واشنطن ودول التحالف، ويعزز من ناحية أخرى رؤية طائفية متأصلة في حال إيران وحلفائها. ويكمن الخطر في التناقض العميق لمنطلقات الرؤيتين، وأن التقاءهما في لحظة سياسية حرجة ينبئ إما بأنهما تسيران في خط صدام قادم، أو بأن هناك ميلاً أميركياً للاعتراف بمجال حيوي لإيران في المنطقة، انطلاقاً من أن الطائفية قدر لهذه المنطقة حتى إشعار آخر.

 

هو اللوبي الإيراني العربي!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

19 تشرين الأول/14

أننا لسنا أمام اللوبي الإيراني المصري، الذي كتب عنه الدكتور مأمون فندي ذات يوم، بل أمام اللوبي الإيراني العربي، وهو أخطر. فقبل أيام صرح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي تصريحا مهما عن الدور الإيراني الشرير بالمنطقة، لكنه لم يجد نفس الاحتفاء الذي وجده «تفسير» إعلامي خاطئ لتصريح سابق للأمير الفيصل!

قبل فترة تحدث وزير الخارجية السعودي عن دعوة موجهة لوزير الخارجية الإيراني، وهي ليست بالمعلومة الجديدة، إلا أن بعض الإعلام العربي «طار» بتلك المعلومة على أنها تقارب سعودي إيراني، وأن الرياض تسعى للتواصل مع طهران، وهي قراءة مشوهة نتيجة تسرع إعلامي. الآن، وقبل أيام، قال الأمير سعود، وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني في جدة، إنه «إذا أرادت إيران أن تسهم في حل المشاكل (بالمنطقة) فعليها أن تسحب قواتها من سوريا، وهذا الأمر يسري على المواقع الأخرى التي تعمل فيها إيران، سواء كان في اليمن، أو العراق، أو أي مكان آخر.. إذا أرادت إيران أن تكون جزءا من الحل، فأهلا بها، ولكن إذا بقيت جزءا من المشكلة، فلا يمكنها أن تؤدي دورا في المنطقة».

كما أكد الفيصل، محقا، أن قيام إيران بدور في شؤون المنطقة يتوقف عليها هي؛ حيث لا تحفّظ على إيران، وطنا ومواطنين، وإنما التحفّظ على سياسة إيران بالمنطقة، مشيرا - أي الفيصل - إلى أن كثيرا من نزاعات المنطقة تكون إيران جزءا من المشكلة فيها، لا جزءا من الحل، مضيفا أنه «في سوريا لإيران قوات تحارب سوريين، فكيف يكون معقولا أن تأتي دولة خارجية لتدخل حربا أهلية، وتقف مع صف من الصفوف، وتحارب فئة من الشعب نفسه»، مشيرا إلى أن القوات الإيرانية قوات محتلة في سوريا لأن النظام فقد شرعيته.

وعليه، فإن كلام الفيصل واضح جدا، وبالتالي السؤال الآن هو: أين الإعلام العربي من أقوال الفيصل هذه؟ فلماذا لم يُهتم بها مثلما جرى الاهتمام بتفسير خاطئ لتصريحات الفيصل السابقة عن دعوة وزير الخارجية الإيراني لزيارة السعودية، وهي دعوة قديمة، وتأخيرها كان بسبب اشتراط الوزير الإيراني مقابلة من يريد هو مقابلته، وليس وفق البروتوكول، وهو ما يبدو أنه «لعبة» إيرانية لضمان تعذر تلك الزيارة؟ فأين الإعلام العربي، أو اللوبي الإيراني العربي، من تصريحات الفيصل هذه التي تتهم إيران صراحة بـ«احتلال» سوريا، والتدخل في العراق، واليمن، وغيرهما؟

المؤسف أن في الإعلام العربي فئة يجب وصفها باللوبي الإيراني العربي، وهي فئة تستوجب التنبه لها؛ لأنها معول هدم خطر يجب الحذر منه، خصوصا أن كلام الفيصل هذا في مؤتمره الصحافي الأخير واضح، ويتهم إيران تحديدا، كما أنه يكشف أن محور الاعتدال العربي واع لخطورة إيران، والسؤال هنا هو: متى يحدث وعي لخطورة اللوبي الإيراني العربي؟

 

صعود العسكرة في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط

18 تشرين الأول/14

عندما انطلقت ثورة السوريين في (مارس) آذار 2011، اختار نظام الأسد القوة المسلحة سبيلا لمواجهة الثورة السلمية وشعاراتها، ومع الصيحات الأولى للمتظاهرين والمحتجين، انطلق رصاص النظام ضدهم من قبل الأجهزة الأمنية، ثم توسعت العملية بإدخال الجيش قوة لقمع المتظاهرين، ولمحاولة إعادة سيطرة النظام على مناطق الاحتجاجات، بعد ثبوت أن قتل المتظاهرين واعتقالهم، لم يعد مجديا في مواجهة الثورة، وتسببت وحشية أجهزة الأمن وقوات النظام بحالات انشقاق لعسكريين وأمنيين رفضوا أن يكونوا أدوات للنظام في قتل شعبهم، وسرعان ما انضم لهم مدنيون، قرروا الدفاع عن أنفسهم وأهلهم في مواجهة إرهاب أجهزة النظام وقواته؛ حيث تشكلت مجموعات شبه عسكرية تحت مسمى «الجيش الحر»، وإلى جانبها أخذت تظهر الأنوية الأولى للتشكيلات المتطرفة وأبرزها «جبهة النصرة» التي أعلنت عن أولى عملياتها بداية العام 2012.

لقد شكل ثالوث قوات النظام و«الجيش الحر» وأنوية منظمات التطرف، بداية العسكرة الصاعدة في سوريا، التي تتجه حاليا للتمركز بصورة قد يكون من الصعب معالجتها في المدى القريب، وهي ستحتاج إلى جهود استثنائية لمواجهة تداعياتها على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية القائمة والمحتملة.

وتشير اللوحة السورية إلى تبلور العسكرة في 3 محاور أساسية؛ أولها محور نظام الأسد الذي يضم بصورة أساسية قوات الجيش إلى جانب أجهزة الأمن بأجنحتها الـ4 (الأمن العسكري، والأمن الجوي، وأمن الدولة، والأمن السياسي)، وإلى جانبها قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية. وثمة تشكيلان آخران يرتبطان بهذا المحور؛ أولهما: قوات الدفاع الوطني، التي جرى تشكيلها في العام 2013 من متطوعين مناصرين للنظام، وثانيهما: اللجان الشعبية، وهي تسمية لميليشيات محلية، جرى إطلاقها في العام 2012. لتضم مؤيدي نظام الأسد، والتطور الجديد باتجاه العسكرة في محور النظام، يمثله استدعاء قوات الاحتياط، وتشديد إجراءات السوق إلى الخدمة الإلزامية بالنسبة للشباب، وفي الحالتين لم يكن الإجراءان معمولا بهما إلا بشكل محدود منذ انطلاق الثورة عام 2011، الأمر الذي يعني أن النظام بخطوته الأخيرة، لا يعوض فقط خسائره من أعداد جنوده الذين انشقوا أو قتلوا في الصراع الجاري، إنما يسير أيضا نحو تشييع العسكرة في المناطق التي يسيطر عليها من خلال زيادة أعداد المجندين والمتطوعين.

والمحور الثاني في اتجاهات العسكرة في سوريا، تمثله عمليات التجنيد الإجباري، التي تقوم بها جماعات التطرف، والإشارة في هذا السياق تنطبق على جماعات التطرف الديني وأبرزها تنظيم «داعش» الذي يلزم السوريين وخاصة الشباب والأطفال في المناطق المسيطر عليها من جانبه على الانضمام إلى صفوفه للقتال سواء ضد الميليشيات الكردية أو ضد قوات «الجيش الحر» الموجودة في تلك المناطق، كما تتوالى العسكرة من جانب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يمثل تطرفا قوميا، وقد أشاع في المناطق التي تسيطر عليها قوات تابعة له باسم «قوات الحماية الشعبية»، عملية تجنيد الشبان الأكراد، ودفعهم للقتال ضد جماعات التطرف من «داعش»، و«النصرة»، وغيرهما.

أما المحور الثالث في العسكرة، فيتصل بالقوى المعتدلة والمصنفة تحت اسم «الجيش الحر» أو القريبة منه، كما هو حال «جبهة ثوار سوريا»، التي اتخذ فيها مسار العسكرة مسارا نوعيا أكثر مما هو مسار كمي بخلاف ما هو عليه الحال في المحورين الأولين، وفي هذا المجال، صارت العسكرة في مضمونها الأساسي، حفاظا على الذات واستمرار وجود تلك التشكيلات بأي طريقة كانت، بما فيها سياسات وممارسات خارج هموم الثورة واهتماماتها، وفي هذا الإطار يمكن تصنيف ظاهرة أمراء الحرب، التي تشكل ظاهرة خارج إطار الثورة.

إن التصاعد المتزايد والخطير للعسكرة في الواقع السوري في قواه المحلية، يجد له سندا إقليميا ودوليا عبر وجود وتدخلات خارجية عسكرية - أمنية، بدأت مع وجود الخبراء العسكريين والأمنيين الإيرانيين والروس، وصولا إلى الوجود المباشر لتشكيلات عسكرية من الطرفين، ترافق معها استدعاء النظام لميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية بينها «لواء أبو الفضل العباس» للمشاركة في حرب النظام على السوريين، ثم جاء تشكيل التحالف الدولي للحرب على الإرهاب ليعطي بعدا جديدا وخاصا في تفاصيل العسكرة في الواقع السوري.

وإذا كانت نتائج تصاعد العسكرة في سوريا في غالبيتها سلبية الطابع والتأثير على سوريا والسوريين، فإنها في أحد جوانبها، قد تكون المفتاح الذي يضع حدا للعنف في البلاد، إذا استطاعت بالفعل أن توقف إرهاب نظام الأسد وإرهاب جماعات التطرف، وأن تأخذ القضية إلى حل سياسي أو عسكري، يتناغم مع احتياجات السوريين ومصالحهم، لكن تحقيق ذلك سيكون مرتبطا بوجود سيطرة قوية وفعالة على السلاح الموجه ضد الإرهاب المزدوج للنظام والمتطرفين، وما لم يكن ذلك متوافرا، فلا شك أن صعود العسكرة سيأخذ سوريا والسوريين إلى أعماق الكارثة، وهذا هو الخوف الرئيسي من العسكرة الصاعدة اليوم.

 

صراع الإرهاب».. الصراع الدولي الجديد

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

19 تشرين الأول/14

  مع مطلع القرن العشرين تمزقت التوازنات السياسية الهشة في أوروبا وفي 1914 قامت الحرب العظمى بين إمبراطوريات وممالك أوروبا فيما عرف لاحقا بالحرب العالمية الأولى، ولم يلبث «صراع الإمبراطوريات» أن تحوّل مع بداية الحرب العالمية الثانية إلى «صراع القوميات» ثم انتهى في النصف الثاني من القرن العشرين إلى «صراع الآيديولوجيات» أو ما عرف حينها بالحرب العالمية الباردة.

كانت الحرب العالمية الباردة التي طغت على النصف الثاني من القرن العشرين تعبر عن صراع آيديولوجيات بشكلٍ شبه كاملٍ، الشيوعية الاشتراكية الديكتاتورية في مقابل الليبرالية الرأسمالية الديمقراطية، تمثل الأولى المحور الشرقي والثانية المحور الغربي وهما المحوران المنتصران في الحرب العالمية الثانية، وكانت مساحة الصراع بينهما ممتدة جغرافيًا عبر القارات.

لم يدخل القرن الحادي والعشرون إلا وقد انتهت الحرب الباردة بنصر للمحور الغربي وهزيمة للاتحاد السوفياتي وتفككه وسقوط كثيرٍ من الدول أو الحكومات التابعة له عبر العالم، وابتدأ القرن الجديد بحادثة تاريخية ذات رمزية كثيفة هي لحظة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 والهجوم الإرهابي على الولايات المتحدة الأميركية مؤذنة بابتداء القرن الجديد بما يمكن تسميته «صراع الإرهاب».

في العقد الأخير من القرن الماضي وبعد سقوط السوفيات طفق المفكرون والمحللون السياسيون الغربيون يطلقون العنان لأفكارهم لاستشراف المستقبل وما يمكن أن تكون عليه طبيعة الصراعات الدولية القادمة، فكتب زبغنيو بريجنسكي متوقعا صعودًا روسيًا جديدًا بالتعاون مع الصين وإيران، وطرح آخرون أنه سيكون صعودًا روسيًا ذا طابعٍ قومي هذه المرة كما كتب صموئيل هنتنغتون منتصف التسعينات متوقعا صداما للحضارات يكون فيه «الإسلام» عدوا جديدا وهي رؤية طوّرها في 2004 ليقول إن الجماعات الإسلامية المتشددة لا المسلمين هي العدو الجديد.

لقراءة تلك الصراعات وتطورها مناهج متعددة ومن أهمها هنا قراءتان؛ الأولى، القراءة التاريخية الاستشرافية التي تسعى لاستشراف المستقبل عبر اكتناز الماضي ومعرفة الحاضر والتبصر بممكنات المستقبل، فهي فعلٌ رؤيوي فلسفي وثقافيٌ. الثانية، القراءة الصراعية الآنية التي تسعى للتأثير في الحاضر وتغيير معادلاته وصولا لتحسين منتجاته في المستقبل فهي فعلٌ سياسي عمليٌ.

إن كل الصراعات الكبرى عبر التاريخ ومع التركيز على الثيمة الأصلية للصراع ينبت بداخلها أو ينشأ معها وعلى نحوٍ متدرجٍ صراعاتٌ جديدة صغرى لا يلبث بعضها أو أحدها أن يكبر حتى يثبت نفسه كثيمة أصلية لصراعاتٍ كبرى جديدة، ومن هنا فإن الصراع الدولي الكبير اليوم ألا وهو «صراع الإرهاب» لم يولد مع بداية القرن بل كان ينمو قبل ذلك بعقود في رحم التاريخ الذي لا يعبأ كثيرا بأرقام الروزنامة التي يعتمدها البشر.

المكان والزمان مهمان هنا، فالمكان الذي يدور فيه الصراع الدولي الجديد يكاد يكون محصورا في منطقة الشرق الأوسط بدءا من أفغانستان وباكستان شرقا وصولا لبلدان المغرب العربي شرقا، مرورا بإيران وتركيا وبقية بلدان العالم العربي، أما الزمان فلا يمكن تحديده على وجه الدقة ولكن بمجرد تصنيف الصراع بأنه صراعٌ دولي كبيرٌ فذلك يعني أنه لن ينتهي خلال عقدٍ أو عقدين من الزمان وحتى بعد خروج صراعٍ دولي جديدٍ سيخرج من رحمه فستبقى له بقايا تستمر لفترة قبل أن تذبل.

مكانيا فإن الإرهاب وإن ضرب في أميركا أو أوروبا أو روسيا فهو إنما خرج من المساحة المحددة أعلاه وإرهابيو الغرب يأتون لهذه المنطقة للمشاركة في الإرهاب، وزمانيا فإن العمليات السابقة لمطلع القرن تضاف إليه لأنها كانت ضمن طريقه للتخلق والصعود للتأثير الدولي.

سيكون داخل هذا الصراع الكبير صراعات لا تقل عنه أهمية، ومن ذلك الصراع على الإسلام بين الدول الإسلامية ونماذجها المتعددة وبين الجماعات المنشقة بشتى تصنيفاتها، وكذلك صراعٌ داخل الإسلام بين المدارس والمذاهب التي تمثله. فمن حيث الدول والقراءات التي تمثلها يمكن الحديث عن فروقٍ جوهرية بين الإسلام الإيراني والإسلام التركي والإسلام العربي على سبيل المثال، ففي حين تمثل إيران نموذجا جديدا للإسلام الأقلوي المتوحش فإن تركيا تقدّم إسلاما إخوانيا داخل قالبٍ علماني تسعى لهدمه، والأولى دعمت الإرهاب علنا والثانية جعلت جنوب تركيا أشبه ما يكون بقندهار الثمانينات في باكستان، أما عربيا فثمة إصرارٌ على الإسلام التقليدي في السعودية ومصر والمغرب وغالب الدول العربية غير المنتفضة.

على مستوى الجماعات المنشقة فثمة تقاربٌ ظاهرٌ بين حركات الإسلام السياسي وحركات العنف الديني باتجاه الإرهاب، فحركة الإخوان المسلمين أصبحت تتماهى مع تنظيمات العنف وقد صنفت لذلك كحركة إرهابية في عددٍ من الدول العربية كما اقتنع الغرب بفشل فكرة تمكين الإخوان للقضاء على الإرهاب، وما يصح على جماعات العنف الديني السنية يصح في مثيلاتها الشيعية.

الصراع داخل الإسلام مستمرٌ منذ قرونٍ وهو غير قابلٍ للتغيير بل لتعايشٍ جديدٍ يجب أن يخلق ولكن الذي يجري في منطقة الصراع الدولي الجديد هو مسارٌ انحداري من تعايشٍ تاريخي هشٍ إلى أصولية مستحكمة ثمّ إلى طائفية سائدة، وارتكاسٌ إلى الهويات الأكثر تطرفا، فقد أصبح الأفراد والجماعات والشعوب يعرفون أنفسهم ويتعرف عليهم الآخرون في الشرق والغرب لا باعتبارهم مواطنين في دولٍ وطنية حديثة بل باعتباراتٍ أخرى أكثر قدما، فدينيا صارت الأولوية للحديث عن مسلمٍ ومسيحي وإيزيدي ويهودي ونحوها من ديانات المنطقة، وطائفيا صارت الأولوية لسني أو شيعي أو علوي أو زيدي ونحوها، وعرقيا صارت الأولوية لعربي وفارسي وكردي وتركي ونحوها.

لقد شهد التاريخ في مساره الطويل أنواعا من العنف وصنوفا من الإرهاب تتوزع على الأديان والأمم والشعوب والدول ومن هنا فإنه ينبغي رفض أي اتهامٍ للإسلام بمسؤولية خاصة عن الإرهاب غير أن هذا لا يمنع من حقيقة أن عددا من تلك الأديان والأمم والشعوب والدول استطاعت إنجاز الكثير في سبيل القطيعة مع مدارس التأويل القديمة واجتراح تأويلاتٍ جديدة حافظت على الدين وضمنت استمراره في التواكب مع التطور البشري وهي مهمة لم تنجز بعد لدى غالب المسلمين، وهي مهمة تقع على عاتق المسلمين لا على الدين نفسه.

إن هذه المهمة الجليلة تبدأ من رفض الجماعات المنشقة من الإسلام السياسي والعنف الديني، والأولى أشد خطرا لسعة انتشارها واختلاط أمرها على كثيرٍ من الناس وحرصها على العمل تحت الأرض بينما الثانية تقدّم نفسها كعدوٍ كاشحٍ ظاهر العداء.

أخيرا، ففي «صراع الإرهاب» جاءت عبارة مهمة في فيلم «أسطورة هرقل» تقول: «إن البلاد التي يكون عدد دعاتها أكثر من عدد جنودها تخسر.

 

لبنان بمنأى عن خطر الحرب ضدّ الإرهاب

ثريا شاهين/المستقبل

19 تشرين الأول/14

ثمّة تخوّف من امتداد الإرهاب المتطرّف إلى لبنان، وهذا ما يشكّل تهديداً كبيراً وخطراً، في حين أنّ عملية مكافحته في كل من سوريا والعراق ستأخذ وقتاً لا سيما وأنّ خبراء أكدوا أنّ هذه العملية من الجو وحدها لا تنفع. هل لبنان فعلاً في خطر؟

تفيد مصادر ديبلوماسية أنّ لبنان ليس في خطر كبير، إنّما هو في جو أحداث معيّنة ومحدّدة فقط. إنّه ليس في خطر حرب كبيرة كما يحصل في المنطقة، لكنّه أيضاً في الوقت نفسه في حال تحسّب لخطر ما. طالما أنّ الحكومة تعمل وكل الطوائف ممثّلة بها، فمن شأن ذلك إبقاء لبنان بعيداً عن المخاطر الكبرى. حتى الآن لا يوجد قرار كبير خارجي لشنّ حرب على لبنان، وليس الفريق الذي يخيّف اللبنانيين جراء إرهابه في مقدوره شنّ هذه الحرب. قد تحصل عمليات تسلّل، وخلق مشاكل متنوّعة في بعض المناطق، إلاّ أنّ أي بذور للفتنة غير موجودة. وأهم عامل للفتنة هو وجود مكوِّن طائفي كامل خارج السلطة. هذا غير موجود، وما هو موجود هو خطاب معتدل يتحدّث عن وحدة وطنية وليس خطاب مواجهة ومجابهة. ومن الصعب على الإرهاب أن يستقوي فجأة. في العراق استقوت «داعش» نتيجة ظلم سياسي حلّ بفئة في البلاد، وطبقة اجتماعية. في لبنان حكومة تضم الجميع، ولا يوجد ظلم سياسي. الأمر الذي يساعد في تعزيز عوامل الاستقرار وإبعاد شبح الإرهاب عن البلد.

الدول الكبرى لديها قلق على الوضع الأمني اللبناني، في اطار القلق على الوضع في المنطقة، لأنّه بمجمله غير مستقر، ويقع على جانب كبير من الخطورة نتيجة الحروب في العراق وسوريا.

وتفيد المصادر أنّ لبنان ليس متحالفاً مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بشكله الحالي، إنّما هو ضدّ «داعش»، أي هو ينخرط في اطار عالمي لمكافحته وليس في اطار حلف محدّد. إنّ كل دولة تحارب الإرهاب لبنان حليف لها، وهو ضدّ «داعش» سواء في سوريا أو في العراق، وأكيد حيال ما يحصل بالنسبة إلى الحدود الشرقية اللبنانية. وبالتالي، لبنان يتعاون في مجال الحصول على السلاح لقواه الأمنية مع كل دولة في الاطار الثنائي، وكل دولة تقدّم له السلاح يرحّب به إن كانت داخل التحالف الدولي أم لم تكن. واشنطن تقدّم السلاح للجيش، وكذلك روسيا التي هي خارج التحالف ويمكن الاستفادة من الجهتين.

الولايات المتحدة تدعم لبنان بالسلاح والمعدّات. لكن كل الدعم الذي حصل عليه لبنان من مختلف الجهات حتى الآن، لا يكفي لمكافحة الإرهاب، وهو يحتاج إلى الكثير عدَداً ونوعية. الآن يتم تفعيل مبلغ المليار دولار من المملكة العربية السعودية، حيث على أساسه يتم شراء السلاح من دول متنوّعة منها الولايات المتحدة وروسيا ودول غربية.

ويبذل رئيس مجلس الوزراء السابق سعد الحريري جهوداً كبيرة عبر قنواته للضغط من أجل خفض أسعار السلاح الروسي للجيش. وتفيد مصادر ديبلوماسية أن لا شيء نهائياً بعد، لكن الجانب الروسي وعَدَ بالنظر بإيجابية لتزويد لبنان بالسلاح، ويُنتظر أن يحدّد لبنان احتياجاته ونوعيتها في اطار مسألتين يجري بحثهما مع روسيا؛ الأولى، تفعيل التعاون العسكري الذي كان محدّداً في العام 2010. والثانية، شراء السلاح كجزء من هبة المليار دولار من المملكة العربية السعودية، حيث أنّ الحريري مفوّض العمل لإنجازها. ولم يحدّد مبلغ معيّن لشراء السلاح من روسيا، لكن الأسعار تحتاج إلى أن تكون أكثر ملاءمة.

وكانت لافتة مشاركة قائد الجيش العماد جان قهوجي في مؤتمر رؤساء أركان الجيوش في الدول المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. لكن المصادر تؤكد أنّ لبنان لا يمكنه أن يكون بعيداً عن النشاط الدولي لمكافحة الإرهاب، لا سيما وأنّه يعاني إرهاب المنظمات نفسها الموجودة على الحدود اللبنانية الشرقية، وعانى في السابق إرهاباً متطرّفاً.

لكن ليس هناك من طرف دولي يؤكد أنّ لبنان قد ينزلق إلى وضع مشابه للوضعَين السوري والعراقي. وهذا يبقى مستبعداً، لأنّه بحسب المصادر، ليس بيئة حاضنة للتطرّف، ثم لأنّه لا مصلحة لأي طرف داخلي بتوتير الوضع وانفلات الأمور خارج السيطرة. فالجيش اللبناني يضبط الوضع، وهو يقوم بمحاربة «داعش» على الحدود، والخصم هو «داعش»، وليس هناك من أخصام داخليين.

بشكل عام كل العالم يستشعر خطر «داعش» وليس لبنان وحده. إنّما يجب على الأفرقاء اللبنانيين السعي لانتخاب رئيس للجمهورية قبل كل شيء، ومن دون مزيد من التأخير، بحسب المصادر.

 

أهالي العسكريين في اليوم الـ11 لاعتصامهم: التطمينات لا تلغي الهواجس

هيام طوق/المستقبل

19 تشرين الأول/14

عندما كان أهالي العسكريين المخطوفين المعتصمين في ساحة رياض الصلح منذ 11 يوماً يؤكدون أن ما من قوة بشرية وطبيعية تجعلهم يتركون الشوارع والساحات قبل عودة أحبائهم اليهم، لم يكن ذلك مناورة بل كانوا يعنون ما يقولون، ولعل الشتاء الذي دخل ليل الجمعة - السبت الى خيمهم، مما اضطرهم الى رفع الفرش عن الارض وزيادة الدعائم لصمود الخيم في وجه الهواء، كان «بروفة» لسيناريو محتمل، ودليل على اصرارهم وتصميمهم على تحمل كل المصاعب، والقيام بما أمكن لفك أسر المخطوفين لأنهم كما يكررون «اللي عم ياكل العصي مش متل اللي عم بعدا». هم يمضون كل لحظة وكأنها دهر خصوصاً وأنهم يتكبدون مشقة المسافات البعيدة بين مناطقهم وساحة رياض الصلح، ويسألون أنفسهم في ساعات الليل الطويلة «ماذا نفعل هنا؟ لماذا ننام على الطرق في خيم؟ لماذا نحن؟ متى الفرج؟»، لكن التطمينات التي تلقوها من المسؤولين في الايام القليلة الماضية جعلتهم يتنفسون الصعداء، وباتوا ينظرون الى قضية الأسرى بأمل أكبر لأنهم يعتبرون أن القضية وضعت على السكة الصحيحة. ولعل أكثر ما يريح بال الاهالي، عدم تعرض المخطوفين لأي أذى منذ فترة، وهذا دليل خير يبعث الطمأنينة في النفوس. ولفت أحدهم إلى أن لديه معلومات بأن العسكريين المخطوفين لا يتعرضون حالياً للضغط النفسي كما في السابق، لكنهم لا بد يعانون الآن من الظروف المناخية الصعبة إذ يعيشون في مغاور على ارتفاع 2700 متر.

وبين لحظات الأمل والالم الطويلة، ينتظر الأهالي بفارغ الصبر يوم غد الإثنين أو بعد غد الثلاثاء ليسمعوا ما يبرد قلوبهم والا فإن «دواليب التصعيد» جاهزة لأي طارئ، حتى أن البعض منهم قال: «الآن ندرس خطواتنا ولن نكشف عنها، لكنها ستكون موجعة وسلبية لنا جميعاً، وهذا ما لا نريد أن نصل إليه لأن هذه التصرفات ليست من ثقافتنا وشيمنا، لكن ما باليد حيلة اذا اتخذت الامور منحى سيئاً».

وفي حين يتناوب أفراد عائلات العسكريين على تواجدهم في الخيم خلال أيام الاسبوع، الا أن هذه العائلات بكامل أفرادها والاقارب، صغاراً وكباراً، يتوجهون في عطلة نهاية الاسبوع الى ساحة رياض الصلح، متناسين الترفيه عن أنفسهم، وواضعين رحلات ومشاوير يومي السبت والأحد جانباً لأن «الكزدورة» لن تحلو الا مع الأحباب الأسرى الذين لا طعم ولا لون للحياة من دونهم.

وكما كل يوم، يستفيق الأهالي صباحاً، ويجلسون أمام الخيم، يتناولون الفطور مع بعضهم، لا سيما وأنهم يحملون معهم الاحتياجات واللوازم الضرورية والمأكولات من منازلهم، ويتبادلون الأحاديث حول ما يجري في البلد، ويتابعون الأخبار لحظة بلحظة، لكن ما يلطف أجواء الساحة، ويرسم الابتسامة على وجوه الأهالي، هو وجود الأطفال الذين يركضون هنا وهناك، يلعبون ويتكلمون بعفوية وببراءة الطفولة.

وفي حين يعمد بعض الأهالي إلى إعادة تعليق صور الاسرى التي اقتلعها الهواء عن الخيم، يتحدث حسين جابر، عم ميمون جابر وخال ناهي أبو قلفوني لـ «المستقبل» عن معاناتهم في الخيم التي لن تصمد كثيراً في وجه الرياح القوية: «سنفعل المستحيل حتى عودة أبنائنا. وإذا لم نلمس بوادر جدية بين الاثنين والثلاثاء، فسنصعّد في تحركاتنا وسنقفل الطرق الرئيسة والمرافق الحيوية«.

ويؤكد حسين يوسف والد محمد يوسف «اننا مستمرون مهما اشتدت العواصف لأنه ليس لدينا أي حل آخر»، مشيراً إلى «أننا نلمس جدية في تعاطي الحكومة مع ملف العسكريين المخطوفين، لكن هناك صعوبات ربما لها علاقة بالخاطفين أو ببعض السياسيين الذين يرفضون المقايضة«. ويقول: «اننا ضد حرق الدواليب واقفال الطرق، لكن ما العمل؟ الظروف تملي علينا التصرف هكذا لأن الديبلوماسية غير مجدية أحياناً«.

رنا الفليطي: لست عميلة

وعقدت رنا الفليطي زوجة علي البزال مؤتمراً صحافياً في ساحة رياض الصلح، لفتت فيه إلى أنها أرادت الرد على «ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن أنني عميلة، وأنتمي الى جبهة النصرة والدولة الإسلامية، وأنني موقوفة للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية»، نافية «هذه الشائعات، ولو أنني أنتمي إلى جبهة النصرة أو أي تنظيم لما اعتقل زوجي ولما كنت أقطع الطرق هنا وهناك«. وأسفت «لبعض الناس الذين فقدوا إنسانيتهم وإحساسهم مع الآخرين«.

وأوضحت «التقيت جبهة النصرة، وترجيتها طلب الرحمة لزوجي وعدم قتله، فهو رفيق دربي وأب طفلتنا التي ليس لها ذنب بأن تحرم من والدها، وهي الآن مشتاقة اليه، وتسألني «ايمتى رح يجي البابا؟«، ألا يدفع هذا كل زوجة وأم مثلي إلى السعي وبكل السبل لاستعادة زوجها ورفاقه؟».

ونفت «كل ما يشاع عن أخي المزعوم خالد الفليطي وعن زعامته لجبهة النصرة«، مؤكدة «لدي 7 أخوة شباب، لكن ليس لدي أخ اسمه خالد، لماذا كل هذه الفبركات؟ وما وراء أصابع الاتهام؟. هناك الكثير من علامات الاستفهام التي أود معرفة الأجوبة عنها«.

أضافت الفليطي: «انني سأقاضي كل شخص نشر وسينشر معلومات غير صحيحة عني».

واستنكر حسين يوسف في حديث مع «المستقبل» «الاتهامات التي توجه الى بعض الأهالي»، معتبراً أن «من يوجه هذه الاتهامات هو المشبوه، ونحن أشرف من أي اتهام لأن قضيتنا تعني الحفاظ على أبنائنا، أبناء المؤسسة الشريفة في البلد».

 

جنبلاط قدوة نصرالله وعون 

 الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

19 تشرين الأول/14

لا يختلف اثنان أنّ وليد جنبلاط يتحرّك على بوصلات صغرى متعدّدة ومتناقضة أحياناً، لكنّه لا يضيّع البوصلة الكبرى عند المنعطفات الخطيرة.

منذ 8 سنوات، على الأقلّ، خاض غمار التقلّبات الموصوف بها، يميناً ويساراً، ما بين 14 و 8 آذار، والضاحية وبيت الوسط، ودمشق وباريس، والسعوديّة وإيران، وموسكو وواشنطن، و.. و.. لكنّه لم يغادر ثابتة سياسيّة موروثة، في العائلة والحزب والطائفة، هي الانتساب الدائم إلى بيئة الامتداد العربي (السُنّي) الواسع، خارج التصنيفات القديمة - الجديدة، وأبرزها المحاور الإقليميّة الفوق عربيّة، وخصوصاً ما يُعرف بمحور أو "حلف الأقليّات"، بقيادة إيرانيّة ورعاية إسرائيليّة.أحياناً، ذهب جنبلاط بعيداً في مديح "حزب الله"، وتحيّة إيران، ومهادنة نظام بشّار الأسد، ومغازلة ميشال عون، واستيعاب قوى درزيّة قديمة أو ناشئة، متبنياً "سياسة القَصَبة" أمام حركة الريح. والآن، يسترجع نهجه الموروث، بعدما تأكّد أنّ عاصفة "جبهة الممانعة والمقاومة" إلى انحسار، فيجاهر بقناعاته أو سياساته الثلاث :

-  ديكتاتوريّة نظام الأسد وغطرسة سلاح "حزب الله" محكومتان بالسقوط. -  الدروز حالة إسلاميّة ذات مصلحة تاريخيّة في الامتداد العربي، ولا بأس بإعادة ترميم جامع المختارة، والذهاب إلى حدّ القول بأنّ "النصرة" ليست إرهابيّة، و"داعش" حالة موجودة بين موازين القوى.

 -  ضرورة استمرار العلاقات التاريخيّة بين الطوائف الكيانيّة المؤسِّسة للبنان.

مختصر ما يعلنه جنبلاط، هو أنّ لبنان حالة قائمة في ذاتها، وجزء من الوضع العربي بأكثريّته السُنيّة، وليس فصيلاً في الهلال الإيراني الشيعي. موقف جنبلاط العقلاني المتمايز، لا يصلح كعِبرة لـ14 آذار بجناحيها المسيحي والسنّي ووجهها الشيعي، لأنّها تنتهج هذا الخيار السياسي العربي المنفتح والفسيح منذ نشوء "ثورة الأرز"، وتحديداً لجهة نبذ "حلف الأقليّات" ورفض دخول محور غير عربي. هو يصلح عِبرة وقدوة لفريقين لبنانيَّين على الأقلّ: فريق "حزب الله" والفريق العوني، وهما في العمق واحد.

هذان الفريقان يراهنان على انتصار المحور الذي ينتسبان إليه، ولعلّهما لم يقتنعا بعد بأنّ القوس الإيراني يتهاوى، بدءاً بالعراق، ثمّ سوريّا فلبنان، مروراً بغزّة، وحتّى اليمن أيضاً، وبأنّ لا إمكان لنشوء محور قوي يستطيع الوقوف في مواجهة الإئتلاف الدولي العربي ضدّ الإرهاب، ما يُضيء على فكرة تذويب المَحاور. فإذا كانا يريدان فعلاً قيام دولة مستقرّة في لبنان، فما عليهما سوى النسج على منوال جنبلاط في الاعتراف بالحقائق، ولبننة حسابهما السياسي والأمني، وعربنة انتمائهما الواقعي.

قد يكون الأمر بالغ الصعوبة على "حزب الله" وحسن نصرالله بفعل ارتباطهما المقفل مع إيران، ولكنّه، نظريّاً، أقلّ صعوبة بالنسبة إلى ميشال عون، خصوصاً أنّه في حاجة إلى إثبات مقولته بأنّه الفريق "الوحيد" غير المرتبط بالخارج. ولكنّ بعض الارتباط أقوى من نيّة المرتبط، وأشدّ من مصالحه الخاصّة. واختيار هذين الإسمين، نصرالله وعون، لترشيحهما إلى الإقتداء بجنبلاط، ناتج عن كون الأوّل يكاد يصادر الطائفة الشيعيّة بأسرها، والثاني يشكّل تمثيلاً ما للمسيحيّين( بغضّ النظر عن النسبة المتأرجحة، وعن مدى القدرة النقديّة لدى مؤيّديه للتمييز بين الصحّ والغلط). في مقال سابق، كانت هناك محاولة استشراف لعودة "حزب الله" وشيعيّيه إلى دولة "لبنان الكبير"، على غرار انضمام السنّة إليه على مضض قبل قرابة القرن، ومناداتهم الآن به "أوّلاً".

المطلوب عودة التزام معظم الشيعة وشريحة من المسيحيّين حدود لبنان، بعدما خرقوها بالسياسة والسلاح، بالانزلاق والالتحاق. فالسُنّة ومعظم المسيحيّين والدروز وبعض الشيعة سبقوهم، وأكّدوا التزامهم الكامل.

 وفي حال اكتمال الإرادة الوطنيّة حول الفكرة الصحيحة للاستقلال والسيادة ووحدة القرار الشرعي للدولة،  تتلاشى كلّ الأخطار التي يمكن اختزالها بخطر واحد: "الدولة الإسلاميّة" بوجهيها، دولة الخلافة ودولة الفقيه، وهو في العمق مفهوم واحد للدولة الدينيّة.

ومن يقرأ جيّداً في السياسة، يرى أنّ المسافة ضاقت كثيراً بين الثلاثة، سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، لا بدافع اقتسام الحصص السياسيّة، أو بدافع الترتيبات الرئاسيّة، بل في الأساس العميق لمفهوم لبنان، كدولة تنتمي إلى ذاتها أوّلا، وعمقها العربي ثانياً، ومداها الحضاري الدولي ثالثاً. وطالما أنّ نصرالله وعون منزعجان من الدعم السعودي، والسلاح الأميركي، ومن تنسيق قائد الجيش مع جيوش العالم الحرّ، سيبقيان بعيدَيْن عن قدوة جنبلاط في السياسة الرشيدة.

إذا استمرّا على بعدهما، فقد يأتي يوم يجدان فيه نفسيهما خارج منطق التاريخ و...الجغرافيا.

 

إيران تستنجد بإسرائيل لتحرير القُدس!

بول شاوول/المستقبل

19 تشرين الأول/14

لم يفاجئنا تصريح نائب وزير الخارجية الإيرانية قبل أيام باستنهاض اسرائيل للاستمرار بقوة أكبر لنجدة النظام السوري، عندما قال إن سقوط هذا الأخير تهديد لإسرائيل. فقد سبقه إلى ذلك عدد لا بأس به من المسؤولين الإسرائيليين ومنهم رئيس الأركان بقوله (حتى في بداية الانتفاضة الشعبية السلمية في سوريا) إن «سقوط نظام بشار الأسد كارثة على إسرائيل». كأنه حوار الحلفاء أو تلاقي رفاق الدرب: ولطالما كتبنا في هذه الزاوية، وقبل سنوات، ان إيران هي ذخر إسرائيل في المنطقة وغيرها، وان اسرائيل كما عبر أحد المسؤولين الإيرانيين سابقاً هي صديقة الشعب الإيراني. السكة واحدة، والعقل واحد، والانتماء واحد، والأهداف واحدة: ما قد تعجز عن انجازه اسرائيل تحققه إيران في تخريب الأمة العربية، وهكذا دواليك. ولطالما قلنا إن ايران في تاريخها الحديث والقديم لم تحارب لا اليهود ولا اسرائيل، وانما حاربت العرب والمسلمين الذين كبدوها أكثر من هزيمة خلفت جروحاً عنصرية واثنية وتاريخية لم تندمل حتى الآن. ونظن أنه عنصر مشترك في تحالف الملالي والنظام السوري الذي لم يطلق رصاصة واحدة على جندي اسرائيلي في الجولان المهوّد.

أما الشعارات و»البالونات» والفقاعات الاعلامية التي تدعو إلى «محاربة العدو» واستعادة «القدس» ومحو اسرائيل من الوجود، فهي للاستهلاك والتعمية والمزايدة. ألم يصرح أحد المسؤولين الاسرائيليين مؤخراً ان داعش هو أخطر من إيران؟

هذه الشعارات «الغُبارية» من أهدافها، تعزيز سلاح حزب الله لمحاربة اللبنانيين، والعرب لا لاسترجاع مزارع شبعا. والمضحك، ان بعض مطلقي هذه الشعارات الإشاعات الشعائر، من جماعة حزب محتشمي في لبنان يصدقها ليتهم خصومه بما هو عليه أي بالعمالة للكيان الصهيوني. خصوصاً الذين «يغتالهم» أو يهددهم، أو يشهر أصابعه «الإلهية» عليهم! فإيران تنبه اسرائيل وتحثها على تكثيف مساعدة النظام السوري وحلفائه أي حزب الله وفيلق القدس والقائد الملهم «سليماني» من دون أن ننسى «رومل» العصر الحديث الجعفري، وتحث بذلك التحالف الغربي والولايات المتحدة على ضرب «داعش» وحده، دون حليفها النظام، بطل الكيماوي، والبراميل المتفجرة... والمجازر لينصب كل الاعلام والجهود التركيز على داعش، وتبييض صفحة النظام. وقد آلم إيران ان لا «يضمها» التحالف إلى جبهته للمشاركة في ضرب داعش، حتى لا يخطر ببال أحد من التحالف بمعاملة النظام البعثي المعاملة ذاتها. ويبدو أن هذه المحاولات الإيرانية الاسرائيلية قد نجحت نسبياً في تغطية جرائم الاحتلال الإيراني لسوريا، وتهالك النظام والحؤول دون سقوطه. فأوباما كفّ عن المطالبة بسقوط الأسد، وتراجع الحديث عن ارتكاباته المرعبة بحق شعبه. أكثر: كأن رفض الرئيس الأميركي تسليح الجيش الحر في بداية الثورة لم يتغير فعلياً، على الرغم من الأكاذيب التي يطلقها أوباما، عن «نياته» بتقوية هذا الجيش ليستفيد من ضرب داعش. فكأن المعركة أريد لها ان تنحصر بين الارهابيين وقوات التحالف وعملاء ايران (حزب الله)؛ بل كأنه نفيٌ لوجود ثورة شعبية سلمية سورية. قامت على المطالبة بإسقاط البعث في سوريا. كأنما هناك من يحسب حسابات ليكون الحل السياسي مشتركاً بين الميليشيات الإرهابية والنظام أو ميليشيات الملالي. وقد قرأنا مقالات عدة في الصحف الأجنبية ومنها «لوفيغارو» و«لوموند» و«ليبراسيون» تتساءل فيها هل استيقظ أوباما من غفوته وقرر الدخول في الحرب، لانقاذ نظام الأسد الهش، بعدما اجتاح داعش ما اجتاح من المناطق وبات يهدد دمشق (كما يهدد بغداد؟) وهل التصريحات الايرانية التي تستنهض اسرائيل ضد داعش لزيادة دعمها للنظام السوري تصب في هذه التساؤلات؟ الإشارات المعبرة تعبر عن ذاتها: على مرمى طائرات التحالف ، يرتكب النظام السوري وحليفه حزب الله المجازر والقاء البراميل المتفجرة ويمارس سياسة «التطهير» العرقي المذهبي بحق شعبه ولا يرف لأوباما وهولاند وكاميرون جفن ما عدا تصريحات جوفاء تافهة، لانقاذ ماء الوجه» أُريد لسوريا ان تتنازعها قوتان: ايران (ووراءها النظام) وداعش والنصرة! النظام يقصف ويدمر ويقتل ويرتكب المجازر بالأسلحة الأحدث، وكذلك داعش في منقلباتها. الجيش الحر كالشعب السوري بين فكيهما. لكن الجهود «الحضارية» الغربية لا بد ان تلتقي والعدوان «الحضاري» الفارسي والبعثي. فهؤلاء الحضاريون من اهل الفرس والعروبة الشعارية لا يقطعون الرؤوس علناً (لانهم حضاريون) بل يرتكبون المجازر بالأسلحة الحضارية، أي الكلور، والكيماوي والطيران والبراميل المتفجرة: فالأسلحة الحضارية مرهفة بالقتل وجمالية بالإبادة أما الأسلحة البدائية، السيوف والسكاكين «بربرية». المذهبية الايرانية ورديفها البعثي، انسانية، رحوم، وحدوية، وتنويرية، ومذهبية «داعش» رجعية، خطرة، ارهابية! النظام السوري قتل او تسبب بقتل 200 ألف من شعبه، ليس ارهابياً وقاطعو الرؤوس والابدان. ارهابيون. الأول، جزء من الحل... لقوة ارهابه، أيكون الثاني ايضاً جزءاً من الحل أيضاً لإرهابه فيكون الحل بين ارهابيين؟ لكن أين الشعب السوري؟ أين الـ10 ملايين مُهجر؟ أين الـ 17 ألف طفل الذين قتلتهم الماكينات البعثية الحضارية؟ أين البنى التحتية؟ أين المدن، من حلب إلى حمص، إلى ادلب، إلى ريف دمشق؟ لا شيء! هناك خطر واحد لا خطران بالنسبة لبوتين والغرب. داعش والنصرة، في القائمة السوداء، وايران في القائمة البيضاء. «دولة الاسلام» هي احتلال من الارهابيين واحتلال إيران لسوريا... حضور بهيّ! احتلال واحد لا احتلالان! واذا ابتعدنا قليلاً نجد المعادلة ذاتها في اليمن: حوثيو الفرس والملالي يجتاحون ولا من يردعهم والشعب اليمني يعاني احتلالاً جديداً، كبديل من الثورة الشعبية التي بقيت سلمية حتى خروج الرئيس علي صالح. (هل انضم هذا الأخير إلى معسكر الحوثيين؟) ولا من يعينه على هؤلاء الغزاة. الحوثيون «حضاريون»! وداعش بربري! والمعادلات حسابات سياسية لا معيارية، ولا تتصل بمنظومة القيم الغربية أو الديموقراطية. وهكذا دواليك. وقد زاد الطين بلة ان اردوغان قصف الأكراد بدلاً من قصف داعش في عين العرب. أهي سوريالية سياسية جديدة؟! أتراه اردوغان يُحضر لمواقع جديدة مفاجئة كما فاجأنا باعلان معاداته للنظام السوري، وضرورة اسقاطه فينحرف إلى مواقف مفاجئة جديدة؟

في مجمل ما أوردنا كأنما المعركة اليوم، بين ايران والعرب، من لبنان، إلى سوريا، إلى العراق، إلى اليمن. وأوباما على «موقفه» الملتبس. واذا كان اريد لهذه «الحرب» العربية الفارسية ان تتقنع بحرب مذهبية سنية شيعية، فيبدو أن سيادة الرئيس أوباما انحاز ضد العرب، وضد السنة معاً، استمراراً لموقف بوش الإبن في اسقاطه اول نظام سني منذ ألف عام في العراق، وتسليمه إلى إيران. اترى هذا ما يُحضَر له الآن؟ السيناريو القديم يتكرر في سوريا واليمن على أن يكتمل في لبنان، بذريعة ان الارهاب الداعشي والنصرة «ينتمي» إلى السُّنة كما انتمت ارهاب القاعدة مع بن لادن (تدور احاديث حالياً وتلميحات في أميركا ان بن لادن انتحر، ولم تقتله الفرقة الأميركية. وهذه نكسة لأوباما!).

وماذا عسى أوباما يقول أو يفكر (وهو مفكر برتبة أكاديمي ملول) عندما يقرأ ويسمع بعض الملالي ومجانين الفرس يصرح بأن اربع مدن عربية قد سقطت في يد إيران: ( بيروت والجنوب وبغداد ودمشق وصنعاء)، ألا تشكل هذه التصريحات الغبية التافهة النرجسية المريضة أو حتى الواقع الحالي خطراً على اميركا والغرب بقيمه الديموقراطية واحترامه حقوق الانسان لينحصر الخطر بداعش؟ وما الفارق بين بربريتين مذهبيتين. «اعلان الدولة الاسلامية والخلافة الاسلامية، ينفصل بنتائجه عن «سقوط اربع مدن عربية في أيدي ايران؟ فهناك دولة اسلامية «سنية» وفي ايران دولة اسلامية شيعية. الأولى قائمة على العنف، والثانية على العنف والقمع. الأولى دكتاتورية دينية بخليفة مطلق والثانية دكتاتورية مذهبية بمرشد مطلق. الأولى تدعو إلى «الأمة الاسلامية» والامبراطورية الاسلامية والثانية تسعى إلى اقامة الهلال الشيعي.

الأولى تستخدم العنف والارهاب والترويع والقتل والثانية بدأت بثورة شعبية خمينية، لتستخدم بعدها العنف والارهاب والترويع والقتل والتكفير والتخوين. الأولى تسعى إلى اسقاط الاحتلال الايراني الشيعي للعراق، والثانية تدعم النظام العلوي في سوريا.

والمؤكد ان مستر اوباما والغرب وسواهما يعرفون كل هذه الحقائق وقد يشاركون في صنعها وتوليدها وبلورتها. فلماذا يهرعون لمحاربة داعش دون ايران في البلاد العربية! أهي اسرائيل؟ نعم! القضية الفلسطينية؟ نعم! البترول؟ نعم! والجولان؟ نعم! القدس؟ نعم! الدولة الفلسطينية؟ نعم!

والطريف ان اميركا لا تفعل شيئاً لدعم قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في الوقت الذي تدعم فيه احتلال ايران للعراق وسوريا. أترى الاستراتيجية الأميركية ان الدولتين (او الكيانين) الايراني والاسرائيلي هما الرهان في المنطقة وعليها ان تعززهما وان بأفضلية واضحة لاسرائيل؟ أيرى الاميركيون ان ايران هي التي تستطيع المحافظة على امن اسرائيل وحدودها واحتلالها الجولان؟ وان داعش، يهدد امن اسرائيل واحتلالها الجولان؟ انها اسئلة يُستشف بعض اجوبتها وباتت علنية بلا خجل ولا حياء؟ السيد حسن نصرالله يعلن ان قتاله في سوريا انما هو من اجل فلسطين ولبنان. يعني ان ايران حملته إلى سوريا ليسترجع القدس من القصير ويستعيد الجولان من قتاله في دمشق! ويحرر مزارع شبعا من ادلب. يذكرنا تصريح السيد نصرالله بتصريحات بعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية مثل «أبو اياد»: طريق فلسطين تمر بجونيه!

إذاً عرفنا السر: حزب الله الذي اعلن في بداية الثورة السلمية انه «ذاهب» للجهاد في سوريا دفاعاً عن مقام السيدة زينب ، أو دفاعاً عن بعض القرى الشيعية اللبنانية داخل سوريا. وكان واجباً علينا ان نصدق ونصفق ونهتف يا للوفاء! ويا لهذا الحرص على ارواح اللبنانيين الشيعة! صفّقوا له. وهتفوا ثم اعلن انه «يجاهد» هناك دفاعاً عن النظام السوري ثم اعلن ان قتال حزبه حال دون سقوط دمشق! ثم اضاف على مراحل وعلى جرعات: ان هناك (وبأمرة ايرانية) دفاعاً عن لبنان وفلسطين: وعلى المشككين ان يختاروا بين هذه الأهداف المتتالية المتعاقبة؟ ولأن الحزب الفارسي يدافع عن لبنان (كما دافع عن حرية الشعب اللبناني بغزوة 7 أيار الشارونية، ودافع عن الديموقراطية بانقلاب القمصان السود ضد حكومة الرئيس سعد الحريري) فها هو من جديد وفي عز «نضاله الجهادي» يُكب على الدفاع عن لبنان! وما علينا الا ان نُطرب بزجليات محمد رعد ونعيم قاسم وسواهما عندما يتباهون ويربّحون اللبنانيين «جمائلهم» المستحقة، انه لولا ذهابهم الى سوريا و«الجهاد» لوصل داعش إلى بيروت. لكن الم تصل المتفجرات إلى الضاحية؟! وهل كان هناك داعش والارهاب والنصرة عندما قررت ايران ان يلبي الحزب (الجندي في جيشها) نداؤها لنصرة الأسد! وعليه فلماذا لا نقحم الجيش اللبناني في هذه المعارك قال الحزب؟ في القلمون وعرسال كما تم اقحامه في عبرا وطرابلس، لماذا لا يتحرك الجيش تحت امرتنا في خوض هذه المعارك؟ السنا المقاومة والممانعة؟ فعلى هذا الجيش ان يكون تسليحه مرتبطاً بقوتنا» الا يؤثر تسليحه على قوتنا. على الجيش ان تبقى أسلحته دون أسلحتنا، لكي نحافظ على تفوقنا! وهكذا تبقى لنا اليد الطولى في الجيش والجمهورية والدولة.

وهنا تتدخل ايران لافساد صفقة السلاح والهبة المقدمة للجيش: نحن ايضاً نريد تسليحه! وهكذا يورط الجيش في معركة مع المجتمع الدولي. وهكذا يلوث بالارهاب! وهكذا نحدد له حاجاته نحن الإيرانيين من دوشكة ومضاد وبنادق ورشاشات ومدافع... محدودة! ألم يُصرح بعض عملاء ايران ان الجيش اللبناني لا يحتاج إلى اسلحة ثقيلة وإلى طائرات وإلى صواريخ لأن مهمته محصورة ببعض الواجبات الميدانية المحددة، ازاء 40 ألف صاروخ للحزب وطائرات بلا طيار (تتجسس على اللبنانيين لمصلحة ايران!) لأن تحرير الجنوب منوط به وكذلك تحرير القدس والجولان! والطريف ان اعلاميي محتشمي ورستم غزالي وسابقاً غازي كنعان يروّجون تصريحات نظام الملالي ويتبنون تصريحاتهم المعلنة ان بيروت سقطت في يد ايران وكذلك جنوب لبنان: فايران محتلة اذاً. واذا كانت محتلة كيف يعقل ان تزود جيش الجمهورية بالسلاح ليتفوق على جيشها الفارسي الالهي في لبنان! غرائب مؤلمة! وجنون عملاء لا حدود له.

اذاً، حزب محتشمي وعملاؤه الاعلاميون المعروفون (لبنان اول بلد في العالم يفتخر العميل فيه بعمالته للخارج! فيا لهذا الفخار!) يضعون ايديهم اليوم على «قلوبهم» النحاسية: اترى تبقى اسرائيل على دعمها للحزب (الذي اعطاها الضوء الاخضر اللامع للذهاب مرتاح البال ومطمئناً إلى سوريا؟) ولايران، ام تغير موقفها؟

والله انه الانتظار التاريخي ان ينزل الترياق لمساعدة مقاومة اسرائيل من اسرائيل؟

فيا لروعة هذه المقاومة التي باتت تجمع كل عناصر العمالة!

قلت العمالة: عفواً الجهاد من أجل لبنان وفلسطين!