المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 25 تشرين الأول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 24 و25 تشرين الأول/14

حزب الله وأوهام الانتصارات في الداخل والخارج/فاطمة حوحو/25 تشرين الأول/14

الرئاسة الأولى والبرلمان بين القَطْع والتمديد/بول شاوول/25 تشرين الأول/14

الراعي لن يكون شريكاً في تدوير الزوايا ومعادلة التفاوض مع عون تفاقم الأزمة الرئاسية/روزانا بومنصف/25 تشرين الأول 2014

تذكير عون برسالة المشنوق إليه عام 2008 "الدور المسيحي هو العازل بين المتنازعين/اميل خوري/25 تشرين الأول 2014

التمديد ليس ترفاً بل حاجة/علي حماده/25 تشرين الأول 2014

فريد مكاري لـ "النهار: لا رئيس قبل 2015 وأيّ توافقي سيأتي بمباركة عون إما التمديد الآتي مربوط بانتخاب الرئيس ووضع قانون انتخاب متفاهم عليه/25 تشرين الأول/14

لماذا تكرر ايران دور عبد الناصر في اليمن/سليم نصار/25 تشرين الأول/14

في الطائف.. الإيراني/علي نون/25 تشرين الأول/14

نصرالله يعين قائداً لجبهة القلمون ويحشد قوات النخبة في البقاع واجتماع عاصف مع النظام السوري/السياسة/25 تشرين الأول/14

مسمار أردوغان في عين العرب الكردية/أسعد حيدر/25 تشرين الأول/14

هل يقبل عون وحزب الله برئيس توافقي/وائل تقي الدين/25 تشرين الأول/14

الاحتلال الإيراني للعراق … الحقيقة المرة/داود البصري/السياسة/25 تشرين الأول/14

الديانة الأكثر تعرضاً للاستهداف كتاب أسود عن اضطهاد المسيحيين حول العالم/وكالات/25 تشرين الأول/14

أكثر تطوراً وأخطر من بن لادن،الياس حرفوش/تشرين الأول/14

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار24 و25 تشرين الأول/14

منفذ الهجوم على البرلمان الكندي كان يريد الذهاب للقتال في سورية

مقتل متطرف بعد مهاجمة شرطيين بفأس في نيويورك

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/10/2014

الجيش: إحدى جثث المسلحين في عاصون تعود للمجند الفار الأكومي

خلية عاصون" توقظ الخلايا النائمة والجيش يحتاج إلى احتضان شعبي

اصابة ملازم وعدد من العسكريين في اشتباكات طرابلس

اشتباكات في طرابلس والجيش يستقدم تعزيزاته

جرح مواطن من آل عز الدين في اشتباكات طرابلس

سقوط جريحين في اشتباكات طرابلس احدهما عسكري

الجيش يطارد المسلحين داخل اسواق طرابلس الداخلية

الاشتباكات بين الجيش والمسلحين تمتد إلى سوق الصاغة والسرايا العتيقة في طرابلس

الاحرار:الخروج عن مسار الطائف مغامرة غير محسوبة النتائج

زهرا : عون يريد ان تتم مبايعته الرئاسة على طريقة البغدادي

كيروز : تمييز سلاح المقاومة في قراءة الاتفاق اجتهاد سوري والطائف مدخل ضروري لإنهاء الحرب ولتحقيق مصالحة حقيقية لم تتم يوما

معلولي في ذكرى الطائف:هل يوجد دستور في العالم دون محاضر تفسر بنوده؟

المجلس العدلي نظر في 3 قضايا اثنتان متفرعتان من نهر البارد والثالثة في تفجير عين علق

عرض الاوضاع مع وزير الاتصالات والداوود حرب: ليس في الافق ما يدل على حل قريب لعقبة انتخاب رئيس

سلام اطلع من قهوجي على تفاصيل عملية الضنية ونتائج زيارته الى واشنطن

الحركة اللبنانية: استهداف المؤسسة العسكرية يدخل البلاد في المجهول

الاتحاد الأوروبي: حوار سياسي مع لبنان في إطار السياسة الأوروبية للجوار

نقابة المحامين: تطاول فتوش يستلزم اتخاذ القرار مناسب في حقه

قائد الجيش التقى وهاب وقرعة

الجميل زار خطار وهنأه على جهود الدفاع المدني

النائب قاسم عبدالعزيز لـ «المستقبل»: لا للإمارة والأمن الذاتي والضنية ليست ممراً لـ«داعش».. ولن تكون

آل الحجيري: نحن وعشيرة حميه عائلة واحدة

المشنوق التقى نظيره الاردني: القضايا البيئية واحدة في كل الدول العربية

لجنة أصدقاء غابة الأرز: حريصون على الأرز وعلى المعالم الأثرية ورمزيتها

صلاة مشتركة لمناسبة اربعين غياب فحص في كنيسة مار الياس انطلياس

ذخائر القديسة رفقا وصلت الى لوس انجلوس

يوحنا العاشر التقى الرئيس اليوناني ووزير الخارجية: نتألم ولا نخاف ونحن باقون في ارضنا

مفتي الجمهورية أدى صلاة الجمعة في مسجد المقاصد في الحرج

المكتب الاعلامي لفرعون: ما أدلى به فتوش لا يليق بمحام ولا بنائب

سوسان في ذكرى الهجرة النبوية: لانتخاب رئيس ينظم عمل المؤسسات ويحصن الوطن ضد الارهاب

الحزب الشيوعي احتفل بذكرى تأسيسه حدادة: للتصدي لخطر التفتيت والارهاب المذهبي الداعشي بالالتفاف حول الجيش

المفتي صلح لمناسبة رأس السنة الهجرية: بعلبك عصية على الفتن والمطلوب ضرب البؤر المخلة بالأمن

يزبك خلال مصالحة بين عائلتي الفوعاني والموسوي: علينا تمكين الجيش بكل ما نستطيع الحصول عليه ليحمي الوطن

مجلس فاتحة في السفارة الإيرانية عن روح الشيخ كني وشخصيات رسمية وحزبية ووفود عزت بالراحل

عون تسلم دعوة الى مؤتمر العائلة وتحديات العصر: أخطار تهدد وجود المسيحيين والعيش المشترك والوحدة الوطنية

قبلان: لدعم الجيش وعدم وضع عراقيل في وجه أي هبة لتسليحه

النابلسي :لا إمكانية للعبور إلى الدولة من دون دحر الإرهاب

آختري بعد زيارته لحود: داعش مجموعة ارهابية تكفيرية وهم لا يمثلون الاسلام

اختتام مؤتمر "اتفاق الطائف بعد ربع قرن على إعلانه" والخلاصات رأت فيه منطلقا لبناء الدولة في مفهومها المدني

مجلس القضاء الأعلى نعى القاضي خير الله: بغيابه يفقد القضاء اللبناني خميرة طيبة

المجلس العدلي اصدر حكما غيابيا بحق 3 مطلوبين لتآمرهم على أمن الدولة عبر إسهامهم في جرائم فتح الاسلام

الراعي من سيدني: نعيش ظروفا دقيقة في الشرق وعلى السياسيين ان يصب عملهم في خدمة الانسان

حسن في رسالة رأس السنة الهجرية: آن الأوان لندرأ الأخطار بالاتحاد

مقتل 29 جندياً في هجومين منفصلين في سيناء وحدادٌ عام في مصر

مقتل عشرات الجنود المصريين بهجوم إرهابي في سيناء

كيري: نحاول التأكد من استخدام داعش لمادة الكلور في العراق

هولاند: وتيرة عملياتنا ضد الدولة الاسلامية ستتسارع

الخارجية الروسية: فرص حقيقية لاتفاق حول ملف ايران النووي

عناصر البشمركة سيتوجهون من كردستان العراق الى عين العرب الاسبوع المقبل

العراق.. أميركا "تحقق" في استخدام داعش لغاز الكلور

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/03/من09حتى20/الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَان

*بالصوت والنص/مقابلة نتاق وهرار من تلفزيون ميشال عون مع العميد مصطفى حمدان/وتعليق للياس بجاني عليها

*في زمن المحل وهو زمننا الحالي التعيس بتفز العنزي ع الفحل

*بالصوت/فورماتMP3/مقابلة نتاق وهرار من تلفزيون ميشال عون مع العميد مصطفى حمدان/وتعليق للياس بجاني عليها/24 تشرين الأول/14

*بالصوت/فورماتWMA/مقابلة نتاق وهرار من تلفزيون ميشال عون مع العميد مصطفى حمدان/وتعليق للياس بجاني عليها/24 تشرين الأول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*مصطفى حمدان في حفلة نتاق وهرار عونية/الياس بجاني

*خلف الفتوش يسيرون للتمديد للمجلس/الياس بجاني

*الفتوش والريش المنفوش/الياس بجاني

*منفذ الهجوم على البرلمان الكندي كان يريد الذهاب للقتال في سورية

*الديانة الأكثر تعرضاً للاستهداف “كتاب أسود” عن اضطهاد المسيحيين حول العالم

*مقتل متطرف بعد مهاجمة شرطيين بفأس في نيويورك

*التمديد ليس ترفاً بل حاجة/النهار/علي حماده

*نصرالله يعين قائداً لجبهة القلمون ويحشد قوات النخبة في البقاع واجتماع عاصف مع النظام السوري

*نقابة المحامين: تطاول فتوش يستلزم اتخاذ القرار مناسب في حقه

*سلام اطلع من قهوجي على تفاصيل عملية الضنية ونتائج زيارته الى واشنطن

*بري عرض الاوضاع مع وزير الاتصالات والداوود حرب: ليس في الافق ما يدل على حل قريب لعقبة انتخاب رئيس

*اصابة ملازم وعدد من العسكريين في اشتباكات طرابلس

*الاشتباكات بين الجيش والمسلحين تمتد إلى سوق الصاغة والسرايا العتيقة في طرابلس

*اطلاق نار في الاسواق الداخلية لطرابلس بين الجيش ومسلحين

*صلاة مشتركة لمناسبة اربعين غياب فحص في كنيسة مار الياس انطلياس

*قاطيشا: الجيش في قلب المعركة

*الراعي من سيدني: نعيش ظروفا دقيقة في الشرق وعلى السياسيين ان يصب عملهم في خدمة الانسان

*يوحنا العاشر التقى الرئيس اليوناني ووزير الخارجية: نتألم ولا نخاف ونحن باقون في ارضنا

*المجلس العدلي اصدر حكما غيابيا بحق 3 مطلوبين لتآمرهم على أمن الدولة عبر إسهامهم في جرائم فتح الاسلام

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/10/2014

*يزبك خلال مصالحة بين عائلتي الفوعاني والموسوي: علينا تمكين الجيش بكل ما نستطيع الحصول عليه ليحمي الوطن

*الجثة المتفحمة في الضنية تعود للجندي الفار عبدالقادر اكومي

*اختتام مؤتمر "اتفاق الطائف بعد ربع قرن على إعلانه" والخلاصات رأت فيه منطلقا لبناء الدولة في مفهومها المدني

*حسن في رسالة رأس السنة الهجرية: آن الأوان لندرأ الأخطار بالاتحاد

*هل يقبل عون وحزب الله برئيس توافقي/وائل تقي الدين

*منظمة أحزاب الله/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

*محاضرة للدكتور فارس سعيد: أيها المسيحيون، عودوا إلى الدور تعودوا إلى السلطة

*جعجع: السعودية صديق يمكن الركون إليه اتفاق مع الحريري إلا على التمديد/ايلي الحاج /النهار

*هل يمكن "اقتناص" الرئاسة بعد التمديد ؟ تساؤلات حول توقيت زيارتَي جعجع والجميل

*روزانا بومنصف /النهار/24 تشرين الأول 2014

*الراعي لا يُبارك التمديد للمجلس ولا يلعنه خشية الذهاب بلبنان إلى الفراغ الشامل/اميل خوري /النهار

*الاحتلال الإيراني للعراق … الحقيقة المرة /داود البصري/السياسة/25

*مسمار» أردوغان في «عين العرب» الكردية/ أسعد حيدر/المستقبل

*النائب قاسم عبدالعزيز لـ «المستقبل»: لا للإمارة والأمن الذاتي والضنية ليست ممراً لـ«داعش».. ولن تكون/فاطمة حوحو/المستقبل

*الرئاسة الأولى والبرلمان بين «القَطْع».. والتمديد/بول شاوول/المستقبل

*الراعي لن يكون شريكاً في تدوير الزوايا ومعادلة التفاوض مع عون تفاقم الأزمة الرئاسية/روزانا بومنصف /النهار

*أكثر تطوراً وأخطر من بن لادن/الياس حرفوش/الحياة

*تذكير عون برسالة المشنوق إليه عام 2008 "الدور المسيحي هو العازل بين المتنازعين/اميل خوري /النهار

*فريد مكاري لـ "النهار": لا رئيس قبل 2015 وأيّ توافقي سيأتي بمباركة عون التمديد الآتي مربوط بانتخاب الرئيس ووضع قانون انتخاب متفاهم عليه/مي عبود ابي عقل/النهار

*لماذا تكرر ايران دور عبد الناصر في اليمن/سليم نصار/ الحياة

*مقتل عشرات الجنود المصريين بهجوم إرهابي في سيناء

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول لأهل رومة/03/من09حتى20/الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَان

وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ  مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ  الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ َفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لِيَكُونَ بَارّاً وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ. فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى. بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ. بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ. أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ

 

بالصوت والنص/مقابلة نتاق وهرار من تلفزيون ميشال عون مع العميد مصطفى حمدان/وتعليق للياس بجاني عليها

في زمن المحل وهو زمننا الحالي التعيس بتفز العنزي ع الفحل

بالصوت/فورماتMP3/مقابلة نتاق وهرار من تلفزيون ميشال عون مع العميد مصطفى حمدان/وتعليق للياس بجاني عليها/24 تشرين الأول/14

بالصوت/فورماتWMA/مقابلة نتاق وهرار من تلفزيون ميشال عون مع العميد مصطفى حمدان/وتعليق للياس بجاني عليها/24 تشرين الأول/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

مصطفى حمدان في حفلة نتاق وهرار عونية

الياس بجاني

24 تشرين الأول 14

ننصح كل متتبع للشأن اللبناني الوطني والأخلاقي في الوطن الأم وبلاد الانتشار مشاهدة وسماع مقابلة العميد مصطفى حمدان التي أجراها معه اليوم تلفزيون ميشال عون الطروادي، هذا المخلوق الساقط في كل تجارب إبليس والعابد لتراب الأرض وملك الغرائزية والنرسيسية والمجبول بكل مركبات الحقد والكراهية. المقابلة الزقاقية والساقطة أخلاقياً ومصداقية بامتياز لا تنطبق عليها أية صفة اعلامية من مقومات المقابلات السياسية، وهي عملياً حفلة نتاق وهرار تعبر عن اكتئاب وهوس وفشل وإحباط ميشال عون وفقدانه كل آمل بالوصول إلى قصر بعبدا. إن ترك تلفزيون ميشال عون الحرية المطلقة والمتفلتة اخلاقياً لمصطفى حمدان اليوم بالتحديد للتهجم الفج والوقح والاستفزازي والمذهبي والتحريضي على الرئيس الحريري والمحكمة الدولية والسعودية والدكتور سمير جعجع يبين حتى للعمى والسذج أن كل أحلام عون بالرئاسة قد تبخرت وأن زيارة د. جعجع للسعودية أخرجت هذا الجنرال الواهم عن طوره وتركت لكل غرائزه الدفينة والإبليسية الظهور على حقيقتها من خلال نتاق وهرار مصطفى حمدان، خصوصاً وأن السعودية لم ترتكب خطيئة دعوته لزيارتها.

أغلب الظن أن الحمدان لقم تلقيماً كل كلمة كاذبة ومفترية وتحريضية وكافرة وساقطة تفوه بها، كما أيضاً من الواضح ودون لبس أنه تم تبليعه كل ما استفرغه من هرطقات وسموم وتعديات وافتراءات.

إنه فعلا زمن الفتوش وأقرانه، وزمن كل ما هو خليط ومخلوط ومغلوط وغرائزي. إنه زمن احتلال إيران للبنان حيث بوقاحة غير مسبوقة عُهرّت فيه الكلمة وضاعت الحقيقة وغيبت وحل مكان القادة الشرفاء والوطنيين مرتزقة تعساء وإسخريوتيين هم طبول وصنوج وتجار هيكل.

مرة أخرى ننصح الجميع الاستماع لحفلة نتاق وهرار حمدان فهي عملياً وواقعاً تعبر أفضل تعبير عن حال عون الواهم والحالم بالرئاسة بعد أن صُدّم بحقيقة عدم إمكانية وصوله إلى قصر بعبدا، وأيضاً حفلة الحمدان تصف بدقة وضعية حزب الله المأزومة محلياً واقليمياً وإيرانياً وهو الغارق في دماء الشعب السوري.

في الخلاصة إن الحمدان وعون ومن هم ورائهما من قوى احتلال وجحود ملالوية وبعثية وتكفيرية ومخابراتية قد فشلوا فشلاً ذريعاً في إركاع وإخضاع الشعب اللبناني وتحويل لبنان رغم هيمنتهم الحالية عليه إلى دولة تدور في فلك ولاية الفقيه.

نعم هم لم يتمكنوا من تحقيق مخططهم الفارسي التوسعي والاستعبادي والمذهبي بالرغم من كل إجرامهم وهرطقاتهم والغزوات والاغتيالات والمال النظيف والحلال وكل شعارات نفاق المقاومة والممانعة والتحرير.

نعم فشلوا وخابت كل أوهامهم والمخططات ولسان حال فشلهم عبر عنه اليوم بسخافة ما بعدها سخافة ما استفرغه وهرهره الحمدان، وإن غداً لناظره قريب حيث ننتهي من نفق الظلمة وتشرق شمس حرية واستقلال وسيادة لبنان.

 

خلف الفتوش يسيرون للتمديد للمجلس They are all Marching Behind Fatouch

الياس بجاني/منافقون كلهم ويسعون للتجديد لمجلس النواب. راغبون ولكنهم بذمية فاقعة يتمنعون لمجرد الغنج وتسجيل المواقف وكلهم في النهاية إلى المجلس در وافقوا او اعترضوا. والنصاب أمنه الإستيذ والموضوع أصبح من الماضي. العوص بسلامتكم ولكم من بعد دفنه برفع الأيدي طول العمر

 

They are all Marching Behind Fatouch

Elias Bejjani/Lebanon's politician are playing a camouflaging and Dhimmitude childish game in regards to the heresy of extending the MP's term. All agreed covertly as well as overtly. They shall secure the quorum no matter what their vote shall be.. They all are in consensus to confiscate the free choice of the oppressed Lebanese people. What a shame

 

الفتوش والريش المنفوش

الياس بجاني/24 تشرين الأول/14

من شاهد مؤتمر الفتوش الصحفي أمس بالتأكيد مرت في خياله كوابيس مؤتمرات ميشال عون النتاق والهرار والخزعبلات كل يوم ثلثاء من رابيته المنكوبة وحوله ربع العصي والودائع وجماعات تغيير الطرابيش والجاكيتات. ونحن نشاهد الفتوش امس وهو ينفش ريشه لعنا الزمن التعيس هذا الذي أوصل داعشي وزقاقي من هذه الخامة الجاحدة والمستكبرة إلى مجلس النواب وممثلاً لزحلة البطلة والمقاومة. يا لها من مفارقة غريبة وعجيبة وهي تبين بوضوح لا لبس فيه كم ان تمثيل الشعب اللبناني هو مزور ومهيمن عليه ومصادر. إنه حقاً زمن الفتوش وزمن المحل الذي يجاهر فيه هذا المخلوق بوقاحته دون خجل أو وجل مدعياً ان حقوق الإنسان والبيئة هي مجرد لبوس suppository حقيقة لو أن الزقاقي طاحن جبال عين دارة قال هذا الكلام المعيب في أي بلد متحضر يحترم القانون لكان جرد من نيابته وأودع السجن.

الكارثة في مؤتمر الفتوش الفاجر سياسياً ووطنياً اكتملت حينما حاضر في الوطنية والقانون والشفافية دون أن يرمش له جفن.كل ما يمكن قوله تعليقاً على مؤتمر الفتوش العنتري هو ترداد المثل القائل: عاهرة تحاضر بالعفة. في الخلاصة إن زمن الفتوش والدواعش من أمثاله في العمل السياسي والرسمي والنيابي هو إلى افول وهذا أمر حتمي لا مفر منه والتاريخ يؤكد هذه الحقيقة لأن الشر ومها طال واستفحل هو إلى انكسار واندثار. وصحيح يلي ما استحوا بعدون ما ماتو

 

منفذ الهجوم على البرلمان الكندي كان يريد الذهاب للقتال في سورية

أوتاوا – أ ف ب: أعلنت الشرطة الكندية أن الشاب البالغ من العمر 32 عاماً الذي قتل الأربعاء الماضي جندياً أمام البرلمان في أوتاوا كان يسعى للحصول على جواز سفر للذهاب إلى سورية. وقال مفوض الشرطة الفيدرالية بوب بولسون في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس, إن مطلق النار مايكل زيهاف – بيبو وصل أوتاوا في 2 أكتوبر الجاري “لتسوية مسألة تتعلق بجواز سفره, إلا أنه كان أيضاً يريد الذهاب إلى سورية” للقتال, مضيفاً أن تلك المعلومات “أبلغتنا إياها والدته”. وأوضح أن بيبو المولود في مونتريال انتقل منذ سنوات للإقامة في فانكوفر, حيث قدم طلباً إلى الشرطة الفيدرالية لاستصدار جواز سفر وقد فتحت الأخيرة تحقيقاً, لتقرر على أساسه ما إذا كانت ستمنحه جوازاً أم لا. ولفت إلى أن الرجل كان ممنوعاً من حيازة سلاح ناري بسبب سوابقه العدلية وبالتالي, فإن الشرطة تحقق في كيفية حصوله على البندقية التي نفذ بواسطتها هجومه. وفيما أكد أن بيبو كان شخصاً لديه “معتقدات متطرفة”, شدد مفوض الشرطة على أنه “تصرف منفرداً”, مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات لم تعثر على “أي رابط بين الاعتداءين” اللذين شهدتهما كندا في الأسبوع الماضي, وأوقعا قتيلين عسكريين وأربعة جرحى. والاثنين الماضي صدم شاب كندي آخر يدعى مارتن رولو كوتور يبلغ من العمر 24 عاماً جنديين بسيارته في ضاحية مونتريال, ما أسفر عن مقتل أحدهما وإصابة الآخر, في هجوم اعتبرته السلطات إرهابياً.

 

الديانة الأكثر تعرضاً للاستهداف “كتاب أسود” عن اضطهاد المسيحيين حول العالم

باريس – ا ف ب: المسيحية هي “الديانة الأكثر تعرضاً للاضطهاد في العالم”, إذ يحظر على 100 الى 150 مليوناً من أتباعها, ممارسة حريتهم وعيش ايمانهم, كما يؤكد كتاب صدر في فرنسا, مشدداً على عدم خوض مواجهة مع الاسلام بهذا الخصوص. وكتب المؤرخ الايطالي اندريا ريكاردي, مؤسس جماعة “سانت ايجيديو” التي تعمل بنشاط من اجل السلام في العالم, ان “الكتاب الاسود لظروف المسيحيين في العالم” (منشورات اكس او) “يخلو من اي ميل لاثبات العقيدة أو إثارة الجدل”, وتقتصر اهدافه على “ابراز حجم هذه الظاهرة”. واعتبر ريكاردي المدير المشارك في اعداد هذا الكتاب من 800 صفحة الذي سيصدر في ايطاليا قريبا ان الاضطهادات التي يتعرض لها المسيحيون, لم تنل ما تستحق من الدراسات, بسبب “الشعور بالذنب” الناجم عن أعمال العنف التي ارتكبت باسم المسيحية عبر التاريخ. لكن الاسقف الفرنسي جان-ميشال دي فالكو الذي شارك أيضاً في ادارة مشروع هذا الكتاب الذي حرره 70 كاتبا من 17 جنسية, قال ان “من واجبنا اليوم أن نتحدث وأن ننتفض”. وافاد الكتاب الاسود ان بين “100 و150 مليون مسيحي” يتعرضون للاضطهاد في العالم, وان ثلاثة أرباع اعمال العنف الديني تستهدف المسيحيين, مشيراً إلى ان ذلك يحدث في 137 بلدا حيث يمارس العنف او التمييز ضدهم. بدوره, قال الخبير الاميركي في شؤون الفاتيكان جون آلن, ان من الصعوبة بمكان الحصول على أرقام تتصف بمزيد من الدقة, مشيراً الى الفجوة الواسعة في التقديرات المتعلقة بعدد المسيحيين الذين يقتلون سنويا فهي تتراوح بين 7 آلاف و100 ألف. ومع ذلك, لا تخامره الشكوك في ان المسيحيين هم الاكثر تعرضا للاضطهاد على الصعيد العددي, لأنهم اكبر مجموعة دينية في العالم يبلغ عدد أتباعها نحو 2,3 مليار شخص. وعلى غرار المؤلفين الآخرين, رفض نظرية “صراع الحضارات” بين العالمين المسيحي والمسلم, لكنه لا يميل الى التنكر للواقع أيضاً. وقال ان “الاسلام المتطرف هو بالتأكيد أبرز سبب في العالم لبغض المسيحيين. وإذا تلاشت هذه الكراهية … فلن يشعر المسيحيون رغم ذلك بالامان”. وفيما يهدد “داعش” المسيحيين في العراق وسورية, تتعرض حركات متطرفة أخرى للكاثوليك والبروتستانت والارثوذوكس في اماكن اخرى, كالقوميين الهندوس والبوذيين في الهند او في سريلانكا, والنظامين الشيوعيين في الصين او في كوريا الشمالية. وتسفر النزاعات الاتنية, كما يحصل في افريقيا الوسطى, عن سقوط ضحايا أخرى. اما في اميركا اللاتينية, فيتعرض رجال الدين للقتل عندما ينتقدون الفساد او تجارة المخدرات. ويؤكد الكتاب الذي يعاين اوضاع المسيحيين في كل مناطق العالم, ان المسيحيين في سورية على سبيل المثال, يدفعون أيضاً ثمن الحماية التي ضمنها لهم نظام بشار الاسد فترة طويلة. ورداً على هذه الاضطهادات, “من المهم جدا العمل مع اتباع الديانات الاخرى”, كما قال البريطاني تيموثي رادكليف الذي ساهم أيضاً في إدارة مشروع الكتاب.

 

مقتل متطرف بعد مهاجمة شرطيين بفأس في نيويورك

واشنطن – أ ف ب: هاجم رجل متطرف عناصر من الشرطة بالفأس في وسط نيويورك, قبل أن يطلقوا النار عليه ويقتلونه. وذكر مركز “سايت” الأميركي لمراقبة المواقع المتطرفة مساء أول من أمس, أن الأميركي الذي يدعى زيل تومسون, أعلن في شريط فيديو بثه في سبتمبر الماضي على موقع إلكتروني قريب من تنظيم “داعش” أن “قتال المتشددين رد مبرر على ظلم الصهاينة والصليبيين”. وأشار إلى أن تومسون, قال تصريحات عدة على موقعي التواصل الاجتماعي “يوتيوب” و”فيسبوك” تنم عن “توجه عنصري متطرف في المسائل الدينية والتاريخية وتشير إلى ميوله المتطرفة”. وقال قائد الشرطة بيل براتون في تصريحات صحافية إن أربعة من عناصر شرطة حي كوينز, كانوا يقفون أمام عدسة مصور لالتقاط صورة لهم, عندما وصل الرجل وهاجمهم من دون أن يتلفظ بكلمة, ما أسفر عن إصابة أحد الشرطيين في ذراعه وآخر في رأسه قبل أن يرد الشرطيون بإطلاق الرصاص ويقتلوا الرجل. وأضاف أن أحد المارة أصيب برصاصة في ظهره وأدخل إلى المستشفى وأن المصور كان يتعاون مع الشرطة ولا يعتبر مشتبهاً به, مشيراً إلى أن التحقيق جار بشأن دوافع الرجل البالغ من العمر نحو 32 عاماً.

 

التمديد ليس ترفاً بل حاجة

النهار/علي حماده

25 تشرين الأول 2014

لنقل الحقيقة مهما كانت مُرّة: لا بد من تمديد ولاية مجلس النواب. صحيح انه مجلس سيئ على اكثر من صعيد، من طريقة انتخابه، والقانون الذي تشكل بموجبه، الى تركيبته وادائه، ولكن واقع البلد اسوأ من مجلس النواب. ولذلك نقول لا يمكننا اجراء انتخابات نيابية في الوقت الحاضر، ولا في المدى المنظور. وهذا ما يعرفه القيمون على اللعبة السياسية الداخلية جميعهم. حتى معارضو التمديد يدركون ذلك، وما يقولونه جهارا يناقضونه سرا. من هنا دعوتنا قوى المجتمع المدني وفي مقدمهم راشقو "البندورة" الى رؤية الحقيقة كما هي، والتفكير في ما هو ابعد من الوقوف على مداخل ساحة النجمة، إما لشتم النواب، وإما لرشقهم بالبندورة العفنة، وذلك بالبحث عن مواطن الخلل الفعلية في اللعبة السياسية اللبنانية. فمجلس النواب يشبه البلد، وليس صحيحا ان البلد افضل حالا منه. انه انعكاس لهذه الحالة من الفساد، والاهتراء، والزبائنية السياسية، والانحطاط الذي اصاب المجتمع اللبناني على مدى الاعوام الماضية. دعوتنا هذه نابعة من انحيازنا الى قول الحقيقة والكف عن التكاذب الوطني كما هو حاصل اليوم. وكم تمنينا لو ان القوى التي تزعم انها ضد التمديد وقفت ولو مرة وخاطبت جمورها بحقيقة الوضع، فلا تغرق في لعبة "التزريك" والمزايدة الشعبوية. ان المواطن اللبناني يستحق ان تقال له الحقيقة مهما كانت صعبة، وسيئة، وسوداء: التمديد ليس ترفا، انه حاجة وضرورة قصوى. ولا يمكن لبنان ان يتم الاستحقاق النيابي، وهو ما استطاع حتى الآن ان يتم الاستحقاق الرئاسي الاكثر سهولة من الناحية الامنية والعملية. ان جميع المسؤولين الامنيين في جميع الاسلاك العسكرية يجمعون على استحالة اجراء الانتخابات النيابية في المدى المنظور. فلا الجيش ولا قوى الامن الداخلي قادرون على حماية العملية الانتخابية، والمناخات الشعبية ليست هادئة بما يكفي للدخول في فورة انتخابات، ولا سيما ان المشهد المحيط بلبنان متفجر، وتداعياته الامنية والمعنوية ليست ببعيدة عن الساحة اللبنانية. اننا نعتقد ان قوى المجتمع المدني التي تتصدر حملة المطالبة باجراء الانتخابات مدعوة الى البحث عما هو اهم في الوقت الحاضر: انها مطالبة بالضغط لسنّ قانون انتخاب عصري جديد يكسر هذه الحلقة المفرغة في البلد، ويفتح آفاق تجديد الدم السياسي. وهي مطالبة من ناحية أخرى بالتجرؤ على كشف مواطن الفساد المنظم في البلد وفضحه. واخيرا وليس آخرا، انها مطالبة بموقف وطني واضح من مسألة السلاح غير الشرعي في البلد، ومن صيغة الدولتين والجيشين التي تنخر البلاد ومؤسسات الدولة، وتتسبب بانقسامات عمودية حادة، واستقطابات مذهبية مختلفة، وبالتالي تبقي لبنان أسير تركيبة يستحيل تغييرها، ولو أجريت ألف عملية انتخابية.

لو أجريت الانتخابات اليوم لعاد مجلس النواب عينه بخلاف تغييرات طفيفة من هنا او هناك. لكن القديم سيبقى على قدمه. من هنا قولنا للمعنيين: قولوا الحقيقة، ان التمديد يجب ان يحصل... وإلا فالفراغ الشامل

 

نصرالله يعين قائداً لجبهة القلمون ويحشد قوات النخبة في البقاع واجتماع عاصف مع النظام السوري

بيروت – خاص: عندما قال الأمين العام ل¯”حزب الله” حسن نصر الله إن ما جرى في بريتال من اختراق لجبهة “النصرة” لخط دفاعه هو خطأ جرت معالجته, لم يكن يقصد فقط طمأنة أتباعه ومناصريه, وإنما كان يتحدث عن تغيير كبير في المواجهة القائمة, بين حزبه وبين مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في منطقة القلمون السورية. وسارع نصر الله بعد تلك المعركة التي خسر فيها “حزب الله” عشرة مقاتلين وأسر عدد آخر وجرح العشرات, إلى استدعاء قيادته العسكرية العليا إلى اجتماع مركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت, حضره ضابط سوري رفيع, لتدارس ما جرى وللبحث في الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار الاختراق “التكفيري” للحدود اللبنانية. وأسهب نصر الله في شرح خطورة ما جرى, معتبراً أن كل هيبة “حزب الله” على المحك, وكل ستراتيجيته السياسية في لبنان باتت في خطر. وشهد الاجتماع, بحسب معلومات خاصة ل¯”السياسة”, نقاشات حادة بين قيادات الحزب, وبينها وبين الجانب السوري, إذ اتهم أحد القادة الميدانيين النظام السوري بالتقاعس في التدخل من الجو عندما تدعو الحاجة. وشرح المسؤول ما جرى في بريتال, فكشف أن وحدات استطلاع خاصة للحزب رصدت تحركات الإرهابيين وطلبت تدخل الطيران الحربي السوري, واستدعت تعزيزات مقاتلين من الحزب, إلا أن القيادة العسكرية السورية لم ترسل طائراتها لقصف المهاجمين وتأخرت أيضاً التعزيزات من الداخل اللبناني, فسقطت بعض مواقع الحزب سريعاً, قبل أن يتمكن من استعادتها. وجرى الحديث في الاجتماع القيادي عن حجم القوى المعادية, إذ تبين أن عدد المسلحين في تلك المنطقة يناهز العشرين ألفاً, في حين كان اعتقاد الحزب والنظام السوري, أنهم نحو ثلاثة آلاف فقط. واتخذت في الاجتماع سلسلة إجراءات تمت بتوجيه خاص من نصر الله, وجرى الشروع في تنفيذها فوراً. وأهم القرارات هي تعيين قائد جديد لجبهة القلمون السورية (من الجهة اللبنانية), هو “ر.ع”, وهو من القادة العسكريين التاريخيين في “حزب الله”, ومن رفاق عماد مغنية مؤسس الجناح العسكري للحزب. كما تم حشد آلاف المقاتلين من قوات النخبة الذين تصدوا بنجاح للزحف الإسرائيلي في حرب ,2006 وتم تزويدهم أسلحة متطورة مخصصة فقط لمواجهة الجيش الإسرائيلي, مثل الصواريخ المضادة للدروع, التي يمكن استخدامها بنجاح ضد تجمعات الأفراد أيضاً. وعلى الأرض, تم استحداث ثلاثين موقعاً جديداً على التلال المشرفة على القلمون وفي أوديتها, منها كمائن خفية زرعت خلف خطوط العدو, أي داخل الأراضي السورية, وقريبة جداً من تجمعات مقاتلي “النصرة” و”داعش”, بهدف مباغتة أي مجموعة مهاجمة قبل وصولها إلى التخوم اللبنانية. وعلى خط آخر, أوفد نصر الله أحد مستشاريه المقربين (يرجح أن يكون الحاج وفيق صفا), للقاء القيادة العسكرية السورية والطلب منها التنسيق التام وخصوصاً تأمين التغطية الجوية الدائمة للميدان, وتكثيف الغارات الجوية ضد مواقع وتجمعات المسلحين في جرود القلمون السورية والجرود اللبنانية المتاخمة لها. وأنجز “حزب الله” استعداداته للمعركة المقبلة بزيارة نصر الله نفسه إلى البقاع, حيث التقى مقاتليه هناك وأكد لهم أن خطأ بريتال لن يتكرر, موضحاً أن ما تم حشده من مقاتلين وأسلحة كفيل بمنع أي اختراق للمنطقة مهما كبر, كما يمكن استخدام هذا الحشد للهجوم والقضاء على مواقع المسلحين عندما يحين الوقت.

 

نقابة المحامين: تطاول فتوش يستلزم اتخاذ القرار مناسب في حقه

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /وطنية - عقد مجلس نقابة المحامين في بيروت اجتماعا اليوم، برئاسة النقيب جورج جريج وحضور الاعضاء. وبعد التشاور في الحادثة التي حصلت في قصر العدل في بعبدا بين النائب المحامي نقولا فتوش والموظفة منال ضو، صدر عن المجلس بيان، اعلن فيه ان "مجلس نقابة المحامين يتبنى البيان الصادر عن نقيب المحامين في بيروت الاستاذ جورج جريج بتاريخ 23/10/2014".

اضاف: "وتوقف المجلس طويلا امام المخالفات التي صدرت عن (النائب) المحامي نقولا فتوش في معرض ظهوره التلفزيوني، الذي كان الاجدى به الرجوع الى نقيب المحامين لعرض ما حصل معه في العدل في بعبدا لاجراء المقتضى في هذا الخصوص"، معتبرا ان "ما ورد على لسان المحامي نقولا فتوش في مؤتمره الصحافي، يشكل تعديا موصوفا على قرار وثقة الجمعية العمومية بانتخابها النقيب جورج جريح، وتطاولا على مقام نقيب المحامين وانتهاكا لقانون تنظيم مهنة المحاماة والنظام الداخلي للنقابة ونظام اداب المهنة ومناقب المحامين، مما استلزم معه اتخاذ القرار المناسب بحق المحامي نقولا فتوش" .ودعا المجلس "الزملاء المحامين كافة الى الامتناع عن الادلاء باي بيان او تصريح او اتخاذ اي موقف خارج الاصول".

 

سلام اطلع من قهوجي على تفاصيل عملية الضنية ونتائج زيارته الى واشنطن

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /  وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي، قائد الجيش العماد جان قهوجي وعرض معه المستجدات الأمنية والجهود التي يبذلها الجيش لمكافحة الارهاب في البلاد. وأطلع قهوجي رئيس مجلس الوزراء على تفاصيل عملية الضنية الأخيرة التي اسفرت عن مقتل ثلاثة ارهابيين واعتقال رابع، والتي جنبت منطقة الشمال ولبنان عمليات إرهابية خطيرة كانت قيد التخطيط. كما عرض قائد الجيش نتائج زيارته الى واشنطن، حيث أطلع من رؤساء اركان الجيوش المشاركة في التحالف الدولي على توجهات دولهم في مجال مكافحة الارهاب، وتداول مع المسؤولين العسكريين الأميركيين في ما يمكن تقديمه من مساعدات للبنان في هذا المجال. وكان الاجتماع مناسبة للتداول في آخر ما وصلت اليه الجهود التي تبذلها الحكومة لتحرير العسكريين المخطوفين.

 

بري عرض الاوضاع مع وزير الاتصالات والداوود حرب: ليس في الافق ما يدل على حل قريب لعقبة انتخاب رئيس

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 / وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وزير الاتصالات بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: "كانت مناسبة لنتكلم مع دولته في المشاكل التي تعترض مسيرة الدولة والنظام السياسي، والمخاطر الكبيرة الناتجة عن عدم انتخاب رئيس جمهورية، وقرب انتهاء ولاية مجلس النواب الممددة دون ان يكون في الافق ما يدعونا الى الامل بإمكانية اجراء الانتخابات. وقد تداولت مع دولته في المخارج من خلال النقاشات الدائرة حول القضايا المطروحة. والخلاصة التي توصلنا اليها هي انه لا يبدو في الافق ما يدل على ان عقبة انتخاب رئيس الجمهورية ستحل قريبا". أضاف: "ان هذا الامر هو نتيجة التشبث في موقف فريق سياسي معني يرفض ان يصار الى اجراء انتخابات رئاسية الا اذا كانت هذه النتيجة محسومة لمصلحته قبل حصولها. وهذا ما يعطل كليا عملية انتخاب رئيس الجمهورية، ويؤدي الى انعكاسات على صعيد كيفية تعاطي السلطات في ما بينها والانتخابات النيابية. فمن المعروف انه اذا جرت الانتخابات النيابية، وهذا ما كنا وما زلنا نتمناه، تسقط الحكومة فورا وحكما ومن الواجب تشكيل حكومة جديدة. وفي ظل غياب رئيس جمهورية نتساءل كيف يمكن تشكيل حكومة وليس هناك من يستطيع اجراء مشاورات نيابية لتسمية رئيس الحكومة وبالتالي لإصدار مراسيم تشكيل الحكومة، وهذا يضع البلاد في مأزق دستوري كبير ويعرض النظام السياسي للسقوط".

وختم: "تداولنا في كل هذه الامور وفي الجهود التي يمكن بذلها لايجاد المخارج واقناع الاطراف الذين يعطلون سير النظام السياسي اللبناني بالرجوع عن موقفهم والعودة الى الاصول السياسية والدستورية لحماية لبنان من هذه الظروف الصعبة، وفي ظل التهديدات الامنية الكبيرة والخطيرة التي يتعرض لها. وبالطبع هناك قلق، فنحن قلقون على المستقبل وعلى مستقبل النظام السياسي في لبنان وان يقع في فراغ، وهذا ما يدعونا الى بذل الجهود المكثفة لعلنا نجد مخارج، ويدعونا الى التفتيش عن الحلول الاستثنائية التي تسمح بحماية النظام من السقوط لكي نتفادى الانهيار التام للنظام السياسي في لبنان".

لقاء الاحزاب

وكان بري استقبل وفدا من لقاء الاحزاب والشخصيات اللبنانية، وتناول الحديث التطورات على الساحتين اللبنانية والاقليمية.

وقال النائب السابق كريم الراسي باسم الوفد بعد اللقاء: "زيارتنا اليوم لدولة الرئيس بري كانت للتأكيد على الوقوف الى جانب دولته، ونحن نحرص دائما على ان تستمر مؤسسات الدولة قائمة وقوية، وهذه المؤسسة نثق بها الى جانب مؤسسة الجيش ثقة كبيرة، وقد وضعنا الرئيس بري في اجواء كثير من الامور التي تحصل في الداخل والخارج أكان على صعيد الوضع او السياسي او الاقتصادي والاستحقاقات المقبلة. ولمسنا منه انه يحرص كثيرا على وحدة الشعب اللبناني والعيش المشترك والسلم الاهلي، وبالتأكيد يحرص ايضا على دعم وتعزيز الجيش اللبناني".

شرف الدين

وكان رئيس المجلس استقبل النائب الاول لحاكم مصرف لبنان الدكتور رائد شرف الدين.

الداوود

كما استقبل رئيس حركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود الذي قال بعد اللقاء: "من الطبيعي ان نزور دولة الرئيس بري في هذه المرحلة لانه صمام الامان للوضع الصعب الذي يعيشه لبنان في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة. وقد تحدثنا في عدد من القضايا الداخلية، واكدت لدولته اننا مع اجراء الانتخابات النيابية كما عبر في اكثر من مناسبة، ولكن في ظل الظروف الراهنة فإن التمديد هو امر واقع، مع التأكيد في الوقت نفسه على وجوب انتخاب رئيس الجمهورية واقرار قانون جديد للانتخابات على اساس النسبية، ثم الشروع فورا بإجراء الانتخابات النيابية".

رسالتان

من جهة اخرى، تلقى بري رسالتين من رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ونائب رئيس الجمهورية العراقية اسامة النجيفي.

 

اصابة ملازم وعدد من العسكريين في اشتباكات طرابلس

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام"، عن اصابة ملازم اول وعدد من العسكريين من فوج التدخل الاول في اشتباكات الاسواق الداخلية في طرابلس. ووصفت اصاباتهم بالطفيفة.

 

الاشتباكات بين الجيش والمسلحين تمتد إلى سوق الصاغة والسرايا العتيقة في طرابلس

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 / وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محسن السقال، عن تجدد الاشتباكات بين عناصر من الجيش ومسلحين وامتدادها إلى سوق الصاغة والسرايا العتيقة، حيث تسمع أصوات طلقات نارية. وكانت حدة الاشتبكات تراجعت في الأسواق الداخلية للمدينة، لا سيما في سوق العريض، خان العسكر، والتربيعة. وادت الاشتباكات إلى سقوط 3 جرحى من عناصر الجيش، الذي استقدم تعزيزات إلى المنطقة، وبدأت وحداته بتمشيط السراديب تدريجيا في محاولة لمحاصرة المجموعة المسلحة وتضييق حركتها. وقد أغلق الجيش الطريق الرئيسية في شارع التل، مقابل ال"أ.بي.سي"، ونزلة أبي سمراء، بالقرب من قلعة طرابلس.

 

اطلاق نار في الاسواق الداخلية لطرابلس بين الجيش ومسلحين

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض عن سماع إطلاق نار في الاسواق الداخلية للمدينة، تبين أنه بين الجيش اللبناني ومسلحين.

 

صلاة مشتركة لمناسبة اربعين غياب فحص في كنيسة مار الياس انطلياس

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 / وطنية - أقيمت مساء اليوم في كنيسة مار الياس انطلياس صلاة مشتركة بمناسبة اربعين غياب السيّد هاني فحص، بدعوة من دير ورعية مار الياس - أنطلياسو بالتعاون مع بلدية أنطلياس - النقاش، الحركة الثقافية - أنطلياس، حركة التجدد بالروح القدس، إنتظارات الشباب، النادي اللبناني للكتاب، المؤسسة اللبنانية للسلم الأهلي الدائم، درب مريم، رسالة حياة، رسالة سلام، فرح العطاء، مؤسسة أديان، جمعية التسلح الخلقي، معاً نعيد البناء، الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، في حضور الرئيس السابق العماد ميشال سليمان، النائبين بهية الحريري وانطوان زهرا ومنسق الأمانة العامة ل 14 آذار فارس سعيد ووزراء سابقين وفاعليات رسمية وسياسية ودينية واجتماعية وثقافية وفنية وممثلي وسائل الإعلام.

بو رعد

بعد تقديم من الإعلامية رانية بارود التي قالت إن "اللقاء ليس للرثاء، فالرثاء للأموات"، مشيرة الى ان "العامية ستتجدد في مهدها تحت إسم السيد هاني فحص وبشفاعته"، قال رئيس دير مار الياس انطلياس الأب جوزف بورعد " تفتتح كنيسة مار الياس أبوابها الواسعة لتحتضن بعضا من محبي السيد هاني فحص وآله وصحبه لا لشيء إلا لأنها تفتقده ، لا لشيء إلا للصلاة"، مستدودعا الله " معلما وأخا وحبيبا". أضاف : " نحن أهل العاميات وكنيستنا صرخة، هنا اعتدنا الصلاة مع السيد ومع كل ممثل لله ومحب لعباده."

الأمين

وقال السيد محمد حسن الأمين:"ما جئنا لنرثي فقيدنا الكبير، جئنا لنحتفي به في المكان الصحيح، بين الإخوة الأجلاء، مطارنة، خوارنة ومثقفين في هذه الكنيسة المباركة، ويشعر المرء وهو مدعو للحديث عن السيد هاني فحص بمعضلة الزمن أي معضلة الوقت المتاح، فلا أستطيع في هذه المناسبة إلا أن أذكر ملمحا واحدا من ملامح هذه الشخصية التي استدعت ميل هذا المعبد المسيحي أن يقيم له هذه الصلاة المباركة."

أضاف :"هذا الملمح الذي تكامل وتوهج وتبلور في ثقافة فقيدنا الراحل وفي سلوكه، هو أن الأديان جميعها تصلح لأن نعتنقها نحن الكائنات الإنسانية وكتب علينا بفعل الإجتماع الإنساني أن نرث أدياننا، ولكن أن يكتشف رجل دين أن الأديان كلها صالحة لأن تتبع، غير أن اتباعها لا يجوز ان يكون بفعل الوراثة فحسب."

ودعا اللبانيين أن " يهتدوا الطريق الى الحياة المشتركة وليس الى العيش المشترك، الى الوجدان المشترك والتجربة الروحية المشتركة."

فحص

ثم قال حسن هاني فحص :"قبل أشهر طلب مني أن أكتب عنه، بكثير من النقد وقليل من المشاكسة، بكثير من الحب كقلبه، لكن سيد الحب رحل. وقال : " الهي كسره ولا يجبره الا لطفك وحنانك ، وفقري اليه لا يغنيه إلا عطفك وإحسانك " وختم : " فيا منتهى أمل الآملين، أسألك أن تنيله من روح رضوانك وتديم عليه وعلينا نعمة امتنانك".

عطالله

وقال الأب مارون عطالله :"يا سيدي، يا من دعوتنا لأن نكون كلنا واحدا، نحن الليلة في بيتك واحدا في صلاة مشتركة من أجل السيد هاني فحص، المتصوف والمناضل معا. لقد كتبت لي: أتمنى عندما أكبر أن أبقى شابا مثلك، وأن أكون الى جانبك في قلب المسيح."

أضاف :"أمنيتك تحققت، لقد بقيت شابا وها أنت في كنف المسيح وفي قلب الله."

وبعدإضاءة الشموع التي وزعت على الحضور، أدى إدي عون ترافقه جوقة قداس الشباب ترنيمة "نحن ساهرون ومصابيحنا مشتعلة"من كلمات الأب يوحنا الحبيب صادر وألحان زياد الرحباني،

ثم تلا المطران كميل زيدان والأخت كليمنص الحلو ومصطفى هاني فحص الأدعية عن راحة نفس السيد فحص.

وبعد إنشاد جاهدة وهبة المزمور 86، رفع الأدعية كل من المطران غي نجيم والشيخ سامي أبو المنى ومحمد السماك وملحم خلف.

تلا ذلك عزف على الكمان لنداء أبو مراد. ورفع الأدعية كل من الشيخ محمَّد النُقَري والأب مكرم قزاح ورشيد الجلخ وأنطوان سيف، لترنم جاهدة وهبة المزمور 46، ثم رفع الأدعية الشيخ نزيه صعب، والأب فادي ضو وشارلوت فرحات وميشال عقل، ثم كانت قراءة لكل من أنور مهدي ورفعت طربيه.

وفي الختام تليت الفاتحة ورفع دعاء مشترك كتبه الراحل من أجل التماس السلام بين اللبنانيين وصلت كريمته عزة ترحيني وجورج عبده على التوالي وأنشد إدي عون وجوقة قداس الشباب مزمورا. ثم تقبل أبناء السيد فحص التعازي من الرئيس سليمان والحضور، ووزع كتاب يتضمن " شذرات مما كتب السيد فحص وما كتب فيه".

 

قاطيشا: الجيش في قلب المعركة

المستقبل/دعا مستشار رئيس حزب «القوات اللبنانية» العميد المتقاعد وهبه قاطيشا، في حديث إلى إذاعة «الشرق» أمس الى دعم الجيش بمساعدات إقليمية ودولية، سواء كانت مالية أو أسلحة لأنّه هو في قلب المعركة وفي قلب الميدان الذي يستخدمه الإرهابيون ساحة». وأكد ان «ما يقوم به الجيش يعزز ثقة الدول الإقليمية بمحاربة الإرهاب وثقة دول العالم كلها التي تحارب الإرهاب، لأنه يعيش في قلب المعركة ويحقّق نجاحات باهرة وكبيرة على هؤلاء، الذين يصدّرون الإرهاب في كل الإتجاهات باتجاه أوروبا وباتجاه أميركا أو باتجاه أي مكان في العالم»، لافتاً الى ان «عمل الجيش اللبناني هو عمل روتيني في ملاحقة وتعقّب الإرهابيين، وقد نجح مؤخراً في إلقاء القبض على خلّية إرهابية في الشمال وهذا يترك ارتياحاً على الساحة اللبنانية بأن الجيش مصرّ على ملاحقة هؤلاء الإرهابيين وعلى ضبط هذه الخلايا، سواء كان في الساحة اللبنانية والإقليمية والدولية، لأنّ ملاحقة الإرهابيين عمل كل الجيوش وأجهزة الأمن في العالم

 

الراعي من سيدني: نعيش ظروفا دقيقة في الشرق وعلى السياسيين ان يصب عملهم في خدمة الانسان

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /وطنية - سيدني- التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاعلاميين في مطار سيدني، بعد استراحة في صالون الشرف، إثر وصوله الى استراليا. ورحب راعي الابرشية المارونية في استراليا المطران انطوان شربل طربيه بالراعي والنائب البطريركي المطران بولس الصياح والوفد المرافق.  ثم تحدث الراعي، فقال: "يسعدنا أن ننقل إليكم تحيات اهلكم في لبنان والمسؤولين فيه، ويهمنا ان نؤكد انتماءنا الى هذا البلد العظيم ونحن ندرك مدى حرص الجالية في استراليا على لبنان، ونحن في هذه الزيارة نجدد امانتنا وتضامننا ووحدتنا". أضاف: "إن أوطاننا الأم تعيش ظروفا دقيقة وصعبة وهي في حالة مرضية والمرض يعالج بالتضامن والوحدة، ونحن في زيارة رعوية وكنيسية، ويهمنا أن نحمي هذه الشركة وان نحافظ على الإيمان والتضامن والشهادة للمجتمعات التي نعيش فيها".

وتابع: "نأتي إليكم من روما حيث شاركنا في سينودوس برئاسة البابا فرنسيس عن العيلة والتحديات التي تواجهها، والكنيسة تقف الى جانب العائلة التي هي خلية المجتمعات التي عليها تبنى الأوطان".

وختم: "لدينا الكثير من العمل معكم، ونتمنى على المؤتمنين على العمل السياسي أن يصب عملهم في خدمة ما نصبو إليه اي خدمة الانسان وسعادته".

في كاتدرائية مار مارون

ومن المطار، توجه الراعي والوفد المرافق الى كاتدرائية مار مارون في سيدني وأدى صلاة الشكر، في حضور القائم بأعمال السفارة اللبنانية في كانبرا ميلاد رعد، القنصل اللبناني العام في نيو ساوث ويلز جورج بيطار وحشد من الشخصيات اللبنانية ومجلس مطارنة الكنائس الشرقية والرؤساء العامون والكهنة والرهبان والراهبات وخادم الرعية المونسينور عمانوئيل صقر وجمهور من المؤمنين. وبعد كلمة ترحيب ألقاها المطران طربية بالإنكليزية، شكر البطريرك الراعي راعي الابرشية المارونية ومطارنة الشرق والرؤساء العامين والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين، وقال: "إنها مناسبة جميلة أن نزور استراليا لأول مرة بهمة المطران طربيه، الذي عايش هذه الرعية بكل تطلعاتها وطموحاتها. وأبارك له اليوم مجددا وهو الذي اختير من صفوف الرهبانية المارونية. واحيي من هذا المذبح دولة استراليا التي استقبلتكم واحيي المسؤولين فيها وأقول لهم شكرا".  أضاف: "انتم موارنة استراليا أغصان تستمدون القوة من الجذوع في بلادكم، وأشكركم على مساهماتكم بكنائسكم ورعاياكم. شكرا على ما تساهمون به في بناء الكنائس في لبنان، وانتم هنا وهمكم في لبنان". وقال: "إننا نعيش ظروفا دقيقة في الشرق الأوسط، في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين والأردن، ونصلي من اجل السلام لكي يبقى السيد المسيح في الشرق الأوسط ". ونقل الى أبناء الجالية تحيات الكاردينال صفير والمطرانين السابقين يوسف حتي وعاد أبي كرم، واستذكر بالرحمة اول مطران على الابرشية الراحل عبدو خليفة.  ثم انتقل الراعي بعد ذلك، الى صالون كنيسة مار مارون وسط عزف الموسيقى والزغاريد حيث صافح الحضور ثم توجه الى مقر إقامته في بيت مارون. وكان الراعي وصل الى مطار سيدني الدولي، بعد الظهر، في زيارة راعوية تستمر اسبوعين، بدعوة من راعي الابرشية المارونية في استراليا، يلتقي خلالها كبار الشخصيات الاسترالية وابناء الطائفة المارونية وقيادات وابناء الجالية اللبنانية.

 

يوحنا العاشر التقى الرئيس اليوناني ووزير الخارجية: نتألم ولا نخاف ونحن باقون في ارضنا

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /  وطنية - استهل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق يوحنا العاشر نهاره الثاني في اليونان بزيارة دير بتراكي، حيث أقام صلاة الشكر بمشاركة رئيس الدير المطران ياكوفوس الذي القى كلمة ترحيبية بالبطريرك الزائر. وسأل الله "ان يقصر الأيام العصيبة التي يمر فيها المشرق". ثم توجه الى مقر المجمع اليوناني الذي انعقد استثنائيا في المناسبة، في حضور رئيس الأساقفة ايرونيموس والمطارنة من الجانبين الأنطاكي واليوناني. ايرونيموس

وكان لرئيس اساقفة اثينا كلمة ترحيبية بالبطريرك، فاعتبر أن "الكنيسة اليونانية تصلي من أجل سوريا وعودة السلام إليها، كما أنها تصلي من أجل لبنان الذي اضطلع ويضطلع فيه المسيحيون بدور كبير"، وقال: "لا نتخيل الشرق الأوسط من دون المسيحيين".

يوحنا العاشر

ورد يوحنا العاشر: "الأحرى بالعالم والمجتمع الدولي والحكومات انتهاج الوسائل السلمية لإحلال السلام في المشرق وفي سوريا خصوصا. نحن نرفض كمسيحيين وكمسلمين التطرف الديني والإرهاب والقتل والتكفير واستخدام "حقوق الإنسان" ذريعة للتدخل. أردت أن أقول الأمور بحقيقتها، لأن الإعلام لا يقول الحقيقة دوما، وأؤكد أن شعبنا الأرثوذكسي متمسك بإيمانه وبأرثوذكسيته حتى الدم". وسأل: "اين حقوق الإنسان مما يجري مع مطارنة حلب؟ المجتمع الدولي صامت كليا. أهذه هي حقوق الإنسان؟ وإذا كانت هذه القضية لإخافتنا وترهيبنا، فإننا نقول إننا نتألم ولا نخاف أبدا، ونحن باقون". وشدد على "ضرورة بقاء المسيحيين في أرضهم". ثم قلد رئيس الأساقفة البطريرك يوحنا العاشر وسام "صليب القديس بولس الارفع" تقديرا له وللكنيسة التي يمثل. وانتقل البطريرك ومطارنة الكرسي الأنطاكي للقاء وزير الخارجية افانجلوس فنيزلوس.

الرئيس اليوناني

وتوج يوحنا العاشر يومه الثاني في اليونان بزيارة الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس. وأكد البطريرك خلال المحادثات الرسمية، ثوابت الكنيسة الأنطاكية ازاء ما يجري في المشرق، مشددا على "ضرورة نبذ كل استخدام للدين للتفرقة". وعرض للصعوبات التي يواجهها إنسان المشرق، وشدد على ضرورة "بذل كل جهد سياسي ممكن لتحقيق السلام وترسيخه، وايجاد الوسائل اللوجستية الممكنة لتوفير السبل العملية لتثبيت المسيحيين وغير المسيحيين في أرض المشرق التي ولدوا فيها، وفيها سيبقون".

وقلد الرئيس اليوناني يوحنا العاشر الوسام الأرفع في الجمهورية اليونانية.

 

المجلس العدلي اصدر حكما غيابيا بحق 3 مطلوبين لتآمرهم على أمن الدولة عبر إسهامهم في جرائم فتح الاسلام

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /وطنية - أصدر المجلس العدلي، المؤلف من القاضي أنطوني عيسى الخوري رئيسا بالإنابة والقضاة الأعضاء: جوزف سماحة وغسان فواز وبركان سعد وناهدة خداج، في جلسة عقدها اليوم، في قصر العدل في بيروت، حكما جرم فيه المتهمين بلال نديم الحولي ومحمد حسن موسى ومنجد محمد نور الفحام غيابيا، بالجناية المنصوص عنها في المادة 4 معطوفة على المادتين 2 و3 من قانون 11/1/1958، ودانهم بالجنحتين المنصوص عنهما في المادتين 463/219 عقوبات و72 أسلحة. كما دان المتهم الأول بجنحة المادة 464/219 عقوبات. وورد في الحكم المذكور أنه "ثبت لهيئة المجلس إقدام هؤلاء على التآمر على أمن الدولة الداخلي من خلال إسهامهم في النشاط الاجرامي لتنظيم فتح الاسلام، الذي هو تنظيم ارهابي هدف الى بث روح الفتنة بين أبناء الوطن، وقام بتشكيل خلايا ارهابية نفذت أعمالا اجرامية في مناطق لبنانية متعددة بقصد زعزعة الاستقرار والأمن وضرب مؤسسات الدولة، وتحديدا الجيش الوطني، ومن خلال إسهامهم في تزويد أفراد التنظيم المذكور بأسلحة حربية خفيفة ومتوسطة وبمستندات ثبوتية مزورة".

وتضمن الحكم أن "المتهم الحولي حاول تأمين مادة الزئبق لأحد الارهابيين، وتوسط بين هذا الاخير وبين تاجر سلاح بقصد تزويده بأسلحة خفيفة ومتوسطة. كما زور له جوازات سفر دانماركية وسويدية ولبنانية. وتضمن أن المتهم موسى سافر من سوريا الى اليونان بعد أن اتهم باشتراكه في مجزرة "القزاز" التي وقعت في سوريا، وبأنه ساهم في تجنيد حوالى الخمسين عنصرا لمصلحة تنظيم فتح الاسلام، واستضاف بعض عناصر هذا التنظيم في مخيم اليرموك في سوريا حيث أمن لهم ملاذا آمنا. وتضمن أيضا أن المتهم الفحام أقدم على مساعدة بعض العناصر والكوادر والقياديين في التنظيم المذكور من خلال مدهم بالمال وتزويدهم بجوازات سفر مزورة. وخلص الحكم، بعد الادغام، الى انزال عقوبة الاعدام في حق المتهمين الثلاثة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 24/10/2014

الجمعة 24 تشرين الأول 2014

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

اشتدت الغارات الأميركية على كوباني السورية وأعلن الرئيس التركي عن موافقة الحزب الكردي على عبور ألف وثلاثمئة جندي من الجيش الحر الى تلك المدينة لمواجهة مسلحي داعش.

وفي العراق غارات جوية فرنسية على مواقع داعش في الشمال والوسط. وأفيد عن مقتل حوالى ستين من مسلحي داعش في حين قال كيري إن المعلومات عن استخدام داعش أسلحة كيماوية جدية.

وفي سيناء بدأ الجيش المصري عملية عسكرية واسعة النطاق عقب تفجير استهدف مدرعتين وأوقع أكثر من خمسة وعشرين جنديا.

وفي اليمن تواصلت المواجهات بين مسلحي القاعدة والمقاتلين الحوثيين في ظل تعطل تشكيل الحكومة الجديدة بفعل الرفض الحوثي والإنتشار المسلح وإنفجار قوي في رداع.

وفي ليبيا معارك للجيش مع المليشيات في طرابلس الغرب وفي مناطق عدة في بنغازي.

وفي القدس ألقت شرطة الإحتلال قنابل دخانية على المصلين في المسجد الأقصى.

وفي موسكو أعلن لافروف عن احتمالات جدية وقوية للتوصل الى حل للملف النووي الإيراني.

محليا لا جديد في السياسة والرئيس سلام عرض الأوضاع الأمنية مع قائد الجيش.

وخارج السياسة برز تعليق نقابة المحامين عضوية النائب نقولا فتوش الذي كان أساء الى موظفة في قصر العدل وهاجم في مؤتمر صحافي الوزيرين فرعون وريفي ونقيب المحامين. ولم يشأ الوزير فرعون الرد على فتوش الذي تدخل في شؤون خاصة.

عودة الى كوباني إحتمالات سقوطها تراجعت مع اشتداد الغارات الأميركية وسط أنباء عن تعزيزات عسكرية كردية واستقدام قوة كبيرة من الجيش السوري الحر.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام. تي .في"

الليلة نبدأ النشرة بخبر سار. فمجلس نقابة المحامين اتخذ قرارا جريئا يقضى بواحد من امرين: اما شطب اسم النائب نقولا فتوش من جدول نقابة المحامين او احالته على المجلس التأديبي. هذا القرار المستند الى تهجم فتوش على النقيب والنقابة جاء ليعيد الأمل بدولة الحق والقانون. ففتوش الذي نكل بالبيئة، وتجاوز القوانين في مغارة جعيتا، واعتدى على الدستور في تمديد أول انجز وتمديد ثان على طريق الانجاز، وانتهى به الامر الى الاعتداء على موظفة في قصر العدل، نقولا فتوش يجب أن يوضع حد لممارساته ولارتكاباته غير المحدودة وغير المسبوقة عله يبقى أمل للاجيال الطالعة بقيام وطن منزه من الارتكابات والمرتكبين.

سياسيا، قطار التمديد يستعد للانطلاق بقوة، ذاك ان معظم الكتل والتيارات السياسية ستمشي به باستثناء ثلاث قوى سياسية مسيحية: التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب، من دون أن تغير هذه المعارضة النتيجة النهائية، اذ ان التمديد صار أمرا واقعا، ونواب السنوات الاربع سيتحولون نوابا لثماني سنوات على الاقل، وذلك من دون انتخابات ولا من ينتخبون.

على صعيد المخطوفين لا جديد. فما تردد ليل أمس عن تقديم داعش والنصرة لائحة نهائية بمطالبهما لا أساس له من الصحة. فآخر عرض مثلا تلقته الحكومة من تنظيم الدولة الاسلامية قديم ويتعلق بتحرير أسيرين مقابل اطلاق سراح عماد جمعة، وهو عرض لم تبته الحكومة بعد.

عسكريا، الانجاز النوعي الذي حققه الجيش اللبناني امس بتوقيف الارهابي احمد ميقاتي أكد من جديد جهوزية الجيش وقدرته على مواجهة العواصف الكثيرة التي تعصف بالوطن. لكن المؤسف هو ارتفاع انتقادات في اليوم نفسه لأداء الجيش وأداء قائده. واللافت أكثر ان الانتقادات صدرت عن وزير في الحكومة. فهل بهذا الاسلوب اللامؤسساتي تدار المؤسسات؟ وهل يجوز للمصالح الشخصية لدى وزير سيادي أن تكون أكبر من مصلحة الوطن وأمن المواطنين؟

البداية من آخر ما توصلت اليه التحقيقات في ما خص خلية عاصون الارهابية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

فجر الضنية إنسحب على ضوء نهارين كاملين.. ولا يزال لبنان تحت تأثير ضرب الكتل الإرهابية التي كانت رياحها آتية من صوب الشمال.. فعملية عاصون لم تستعص على الجيش لكنها فتحت على أدوار منتحلي صفة الأنبياء ومدى تنسيقهم على الخطوط الإرهابية وفيما تتقدم المساعي لطلب رفع الحصانة عن النائب المعني.. فإن قائد الجيش العماد جان قهوجي نقل مضامين الطلب إلى رئيس الحكومة تمام سلام وأطلعه في الطريق على نتائج زيارته واشنطن ولقاءاته أركان جيوش التحالف. رفع الحصانة عن نبي.. يستلتزم نبيها.. ويتطلب كذلك رفع الغطاء السياسي عنه من داخل تياره الأزرق.. فبالنسبة إلى الرأي العام وسجلات النفوس الانتخابية والمقعد العكاري.. لا يزال خالد الضاهر ينعم "بالسما الزرقا".

وفي سماء المخطوفين.. لائحة تصطدم بالتضخيم وتحميل ما لا تحتمل من أسماء.. وعلى الرغم من وصول هذه اللائحة إلى الحكومة فإن الأمن العام أحد أولياء التفاوض لم يطلع عليها ولم تمر عبر قنواته أو الجهات المكلفة التفاوض.. وتقول المعلومات إن اللواء عباس ابراهيم ينتظر تسليمه لائحة بالأسماء والمطالب من قبل وسطاء التفاوض حيث ستجري دراسة للأسماء وبحث إمكانية تسريع المحاكمات إذا إقتضت الحاجة. في الإرهاب الأوسع مدى فإن كوباني باتت تشكل نقطة تحد.. الأكراد يستبسلون في المقاومة وينفون موافقتهم على دخول الجيش الحر إلى المدينة.. والأميركيون يلعبون على الجميع ويهددون بأن عين العرب ستسقط بيد الدولة الإسلامية عاجلا أم آجلا. ذلك مع تأكيد الجيش الأميركي أنه نفذ ستة آلاف وستمئة طلعة فوق كوباني ضد داعش. الطيران الأميركي لا يرى لإلا عين العرب.. ويصاب بعدم الرؤية في الأنبار التي باتت قاب السيطرة الكاملة بيد الدولة الإسلامية.. هو ضرب سياسي ولم يكن يوما ضربا عسكريا.. يتوسع باتجاه الأكراد وتضيق مساحته وطلعاته فوق المدن العراقية الأخرى.. وليس في الخطط الأميركية على المستوى الاستراتيجي أي قرار بالتخلص مما صنعته أيديهم.. طلعاته تشبه الدعاية والإعلان.. ولا تأتي بنتائج حاسمة. وإلى قلب الدعاية وصلب الإعلان في لبنان.. قناة الجديد ترد على بيان الشركات.. وتعلم الآتين من صوب السوق أن إيبسوس.. "ماضي وانتهى ".. فأي تفاوض لن يكون بحضورها في المساحة الإحصائية.. وكلامها لم يعد معنا بل مع القضاء.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

مداهمات عاصون لم تحجب عاصفة فتوش. ففيما لا يزال مصير العسكري المنشق عبد القادر أكومي مجهولا بإنتظار نتائج فحوص ال"دي. أن. آي."، لمعرفة ما إذا كان قد قتل أثناء المداهمات أم أنه تمكن من الفرار، إتخذت نقابة المحامين قرارا جريئا: النائب نقولا فتوش بات خارج جدول النقابة. شطب إسمه بعد إجتماع لمجلس نقابة المحامين، برئاسة النقيب جورج جريج، إعتبر "أن ما ورد على لسان المحامي نقولا فتوش في مؤتمره الصحافي، يشكل تطاولا على مقام نقيب المحامين وانتهاكا لقانون تنظيم مهنة المحاماة والنظام الداخلي للنقابة ونظام آداب المهنة".

خطوة نقابة المحامين المتقدمة جاءت في ظل صمت برلماني تام يعكس مدى حرص النواب على القيم التي ضرب بها فتوش عرض الحائط.

هكذا أصبحنا أمام مشهد فريد من نوعه، الرجل الذي لفظته نقابة المحامين، يحمل بين يديه مشروع التمديد للمجلس النيابي، مما يذكر بمعادلة "الرجل المناسب في المكان المناسب".

لكن، بعيدا من فضيحة فتوش شهد لبنان فصلا جديدا من فصول فضيحة محطات الوقود التي يعمل معظمها دون أي إحترام لشروط السلامة العامة. حي من أحياء مدينة جبيل نجا اليوم من كارثة.

* مقدمة نشرة أخبار "أن بي أن"

من لبنان الى سوريا فالعراق وهج "داعش" الإرهابي يتراجع، الجيش اللبناني ينجح في ملاحقة الإرهابيين والمشبوهين ويرصد كل حركة إرهابية على مساحة الأراضي اللبنانية. خطوات الجيش مدعومة شعبيا وسياسيا ولا تبقى عثرة إلا التسليح.

في سوريا جيشها أيضا يمسك زمام المبادرة ويوسع استعادة السيطرة من الجولان الى ريف دمشق وحماه وما يحيط بحلب.

الساعات الماضية سجلت تراجع مجموعات الإرهابيين في عدد كبير من المناطق السورية، فيما كانت مناطق دير الزور تشهد على إستهداف مجموعات مجهولة مسلحي "داعش"، فيبرز الكفن الأبيض إسما لتنظيم عشائري بات يقلق "الدواعش".

والى العراق المشهد يتكرر بعد تحرير الجيش لمناطق منها الضلوعية والفاضلية رغم تشكيك الأميركيين بقدرة الجيش العراقي. الأميركيون أنفسهم أوحوا بعدم وجود خطر على كوباني، فما الذي تبدل؟

في التفاصيل الأمنية اللبنانية قضية المخطوفين العسكريين تراوح مكانها، فأكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم "أن قناة التفاوض الجدية لم تتسلم حتى الساعة أي مطلب رسمي جدي من الخاطفين، نافيا المعلومات الصحفية التي تحدثت عن شروط وأسماء وصلت خطيا الى رئيس الحكومة تمام سلام".

وفي السياسة الداخلية، الرئيس نبيه بري لن يحدد موعدا لجلسة إقرار التمديد للمجلس قبل إستكشاف مواقف كل القوى السياسية، وخصوصا الأفرقاء المسيحيين، عدا عن موضوع ميثاقية الجلسة. وقال رئيس المجلس "إنه يميل للتصويت تأييدا للتمديد خلافا لموقفه السابق، لأن الفراغ لا يؤدي الى إنتخاب رئيس الجمهورية، إلا إذا كان المطلوب من بعض القوى مؤتمرا تأسيسيا".

عاشورائيا إستكملت جميع التحضيرات في جميع المناطق للبدء بإحياء المراسم تجديدا للولاء والعهد لسيد الشهداء والنهج الحسيني المحمدي.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

العملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني بالإنقضاض على مجموعة أحمد ميقاتي الإرهابية في عاصون، أرخت بثقلها إرتياحا في الأوساط السياسية والشعبية، خصوصا وأن مثل هذه العمليات النوعية من شأنها أن تشكل مظلة في سياق الأمن الإستباقي الذي يمنع المجموعات الإرهابية من تأمين قواعد لها.

في قضية العسكريين المختطفين يتواصل إعتصام الأهالي في ساحة رياض الصلح بعدما فتحت طريق القلمون شمالا.

أما لائحة مطالب الخاطفين وما رافقها من كلام عن تسلم السلطات اللبنانية لها، فهي لا زالت بين النفي والتأكيد، وقد برز اليوم نفي المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لما تردد عن تسلم لبنان لائحة مطالب.

في أي حال، فإن الإرهاب الذي يتصدى له لبنان بدعم الجيش والأجهزة الأمنية والعسكرية، حط رحاله في سيناء المصرية بتفجير إنتحاري وبسلسلة من العبوات الناسفة التي إستهدفت مدرعات للجيش المصري.

* مقدمة نشرة أخبار "أو تي في"

أغلق مجلس الوزراء بالأمس الحدود اللبنانية - السورية نظريا أمام دخول المزيد من النازحين السوريين، وقطع الجيش اللبناني عمليا الطريق على الإرهاب في الشمال من خلال ضرب أول خلية مرتبطة "بداعش".

وبدد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الآمال التي تعلقها الحركات التكفيرية على بيئة حاضنة لها داخل الشارع السني، مؤكدا "رفض الطائفة السنية للفكر التدميري والخيارات الهدامة".

وقطع اللواء عباس إبراهيم الشك باليقين عندما أعاد ملف المخطوفين العسكريين الى إتجاهها الأصلي والصحيح، فأعلن "أن قناة التفاوض الجدية لم تتلسم أي طلب رسمي جدي"، فيما أكدت مصادر معنية بالملف لل "أو تي في" "أن التمنيات والآمال شيء والتطبيق والعمل الجدي شيء آخر".

وفي الجرح المسيحي المفتوح على خيبات وخسائر متواصلة منذ العام 1989 قطع التمديد، أي إمكانية لإجراء الإنتخابات النيابية بعدما سدت المنافذ أمام إنتخاب رئيس للجمهورية، وقبله إجهاض التوصل الى قانون إنتخاب يعيد للمسيحيين حقهم في الحضور والدور والتمثيل.

التمديد "يمهل ولا يهمل"، وما كتب قد كتب، وبعيدا عن الضوء والضجيج رحل الرئيس فيليب خيرالله بهدوء كما عاش، قدر له أن يكون رئيسا للمجلس العدلي في الزمن الصعب، فمشاها خطا كتبت عليه بثبات ونزاهة وحكمة وإستقامة، ولم ينتظر مكافأة ولا مركزا ولا وزارة ولا حتى رئاسة. إحترم القضاء ولم يخضع للقدر.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لا عاصين على الجيش اللبناني بعد إنجاز عاصون الضنية، فما تجمع من معلومات وما تكشف مع بدايات إعترافات الإرهابي العتيق أحمد سليم ميقاتي، يظهر حجم الإنجاز ويشي بما هو أخطر. ابعد من التحريض المنبري تكشف دور البعض، وأخطر من تواصل شخصي كانت العلاقة مع الإرهابي ميقااتي، فالسيناريوهات عديدة والحصانة نيابية وسياسية.

الجيش قال كلمته وأكد إستكمال المهمة وإن إستدعت إتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية المناسبة، بما فيها الطلب الى مجلس النواب رفع بعض الحصانات.

إنجاز الجيش في لبنان واكبه الجيش في العراق الذي بسط سيطرته الكاملة على ناحية "جرف الصخر" ومنطقة رويعية شمال بابل، فقتل واسر المئات من مسلحي "داعش".

مسلحو "داعش" في كوباني لم يكونوا بأفضل حال مع تمكن الأكراد من إستعادة تل الشعير غرب المدينة.

أما شمال سيناء المصرية فكان للارهاب جولة دموية، هجوم إنتحاري بسيارة مفخخة إستهدف حاجزا للجيش قرب مدينة العريش، ذهب ضحيته أكثر من عشرين جنديا مصريا من حرس الحدود.

 

يزبك خلال مصالحة بين عائلتي الفوعاني والموسوي: علينا تمكين الجيش بكل ما نستطيع الحصول عليه ليحمي الوطن

الجمعة 24 تشرين الأول 2014 /وطنية - رعى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ممثلا برئيس الهيئة الشرعية الوكيل الشرعي الشيخ محمد يزبك مصالحة عائلتي الفوعاني والموسوي، في مطعم "الخيال" في تمنين التحتا، في حضور النواب: حسين الموسوي، إميل رحمة، علي المقداد ونوار الساحلي، النائبين السابقين سليم عون وحسن يعقوب، ممثل المدير العام للامن العام المقدم جمال الجاروش، محافظ بعلبك بشير خضر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة، نائب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي دريد ياغي، الأب ثيودور غندور ممثلا المطران اسبريدون خوري، السفير رضا المصري، القاضي حمزة شكر وفاعليات سياسية واجتماعية. وألقى يزبك كلمة قال فيها: "الحرائق تجري من حولنا فلماذا لا نطفئها؟ نحن مطالبون بالإطفاء من خلال تكتلنا ووحدتنا وتحالفنا وتصالحنا وعفونا عن بعضنا البعض، لان المجتمعات لا تبنى إلا بالعفو". أضاف: "الوطن كله مهدد وليس السلسلة الشرقية فقط، والإنسانية أيضا مهددة، وعلينا حماية مجتمعنا، كل مسؤول على قدر مسؤوليته، من اجل حفظ الوطن الذي لا يحفظ الا بالمؤسسة العسكرية وبألا يتحول الجيش الى مصيدة وتفريغه من كل قوة، وعلينا أن نسعى الى تمكين الجيش بكل ما نستطيع الحصول عليه ليحمي الوطن". وتابع: "نحن مسؤولون عن خطاب جامع يؤلف بين القلوب بعيدا عن التحريض، وحماية المؤسسات واجراء الإنتخابات من رئيس الجمهورية الى مجلس النواب".

وسأل: "هل تريدون تحويل لبنان الى عين عرب وأن تلقي طائرات التحالف السلاح للأكراد فتصل الى داعش؟ انهم يريدون تقطيع الوطن لكنهم لن يستطيعوا، فالمقاومة باقية ومستمرون بالمقاومة".

المولى

وألقى رضا المصري كلمة شكر فيها الأمين العام ل"حزب الله" على "رعايته مصالحات الداخل وحماية الحدود في الجنوب والبقاع".

رسالة

ووجه نصر الله رسالة شكر فيها العميد محمد الفوعاني لإنجاحه المصالحة مع عائلته.

 

الجثة المتفحمة في الضنية تعود للجندي الفار عبدالقادر اكومي

علم منذ بعض الوقت ان نتائج فحوص الحمض النووي للجثة المحترقة في عاصون بالضنية قد صدرت وهي تدل على أن الجثة تعود للجندي الفار عبد القادر اﻷكومي 

 

اختتام مؤتمر "اتفاق الطائف بعد ربع قرن على إعلانه" والخلاصات رأت فيه منطلقا لبناء الدولة في مفهومها المدني

الجمعة 24 تشرين الأول 2014/وطنية - اختتمت جلسات مؤتمر "اتفاق الطائف بعد ربع قرن على إعلانه"، الذي عقد في فندق "فينيسيا"، بدعوة من "المركز المدني للمبادرة الوطنية"، وبالتعاون مع مؤسسة "فريدريتش ايبرت".

وأذاع طلال الحسيني في الجسلة الثامنة والأخيرة البيان الختامي الصادر عن "المركز المدني للمبادرة الوطنية" وتضمن سلسلة من الخلاصات والاقتراحات التي اعتبرت أن "اتفاق الطائف ما زال، في أساسه، بعد ربع قرن على إعلانه، منطلقا لبناء الدولة اللبنانية في مفهومها المدني الذي يرتكز على تعدد المصالح وضرورة التأليف المتطور بين هذه المصالح، طلبا لتحقيق الانسجام في ما بينها، وتحقيقا للمشروع اللبناني، بما هو مشروع أمن وحرية ومساواة وارتقاء".

ولخص البيان المصالح بالاتي:

"أ- مصالح الدولة، دولة كل اللبنانيين، بما هي كيان مستقل ذو سيادة وفق القانون الدولي، بما ينص عليه من الحقوق والواجبات.

ب- مصالح اللبنانيين بما هم شعب، مصدر السلطة وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية.

ت- مصالح اللبنانيين بما هم في جماعات دينية معترف بوجودها وحقوقها من دون أي تمييز أو تفضيل.

ث- مصالح الأفراد، رجالا ونساء، بما لهم من حقوق إنسانية متساوية، أساسها إمرة النفس، تجاه كل سلطة سياسية أو اجتماعية أو دينية".

وأشار البيان إلى أن "تطبيق هذا الاتفاق، في هذا الاتجاه، هو الطريق الآمن نحو تأمين حركة اللبنانيين الذاتية لمواجهة الحوادث المستجدة وموجبات التطور والارتقاء، فليس لأي دولة شقيقة أو صديقة أي وصاية على لبنان أو على اللبنانيين"، وقال: "اللبنانيون إذ يتمسكون بعلاقات الأخوة العربية والصداقة الدولية يطالبون كل صديق وشقيق، من دون أي استثناء، بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، قياما منه بموجبات الأخوة والصداقة، من جهة، وتطبيقا لمبادىء القانون الدولي، من جهة ثانية".

أضاف: "لا شك في تقديرنا، في أن معاهدة مفتوحة متعددة الأطراف بدءا من الأطراف المعنية بالمسألة اللبنانية، وفي وقت واحد، هي الجواب المطلوب تقديمه من المجتمع الدولي بدءا من منظماته الثلاث: الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي. فلبنان حاجة لبنانية وحاجة عربية وحاجة إنسانية".

وتابع: "إن أي نظر جدي فاعل في أحكام اتفاق الطائف وفي تطبيقه وتقويم هذا التطبيق، أو في استكمال أحكامه أو في تعديلها لن يكون في اتجاه مصلحة لبنان واللبنانيين، ولن يكتسب الشرعية الضرورية لفاعليته، إلا إذا كان من خلال المؤسسات الدستورية. والطريق الوحيد لتأمين ممارسة الشعب اللبناني لسيادته من خلال المؤسسات الدستورية هو في أن يكون الشعب مصدر السلطة فيها بدءا من مجلس نواب منتخب على أساس قانون انتخاب يمثل شتى فئات الشعب وأجياله، رجالا ونساء. والذي نراه هو أن النظام الانتخابي الملائم لهذه الغاية في السياق اللبناني هو النظام النسبي. فصحة التمثيل المتفق عليها من جهة أولى وتمثيل شتى فئات الشعب وأجياله، كما نص عليه اتفاق الطائف، من جهة ثانية، لا يمكن فصلهما عن مدى التمثيل الذي يؤمنه هذا النظام".

وختم البيان: "في هذا السبيل، ستنشأ في المركز المدني للمبادرة الوطنية هيئة مدنية وطنية دائمة نسعى إلى تأمين شمولها كل الأطراف المعنية على اختلاف مواقع هذه الأطراف وتوجهاتها، وغايتها تأمين تجسيد المبادئ والوصول إلى الأهداف المذكورة أعلاه، بالمبادرات الفكرية والعملية، في المستويين المحلي والدولي. ونأمل أن يكون ذلك السعي، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، ضمن احترام سيادة الدولة اللبنانية وقوانينها ومصالح اللبنانيين وتطلعاتهم".

الجلسة الخامسة

وكان المؤتمر قد افتتح اعماله اليوم بجلسة خامسة بعنوان "دروس مفيدة ومستفادة من دول أخرى"، أدارها أخيم فوكت ممثل مؤسسة "فريدريش ايبرت"، واستهلت بكلمة لممثل المعهد الألماني الدولي للدراسات هامبورغ - ألمانيا ستيفان روسيني، الذي لفت إلى أن "الطائف ينطبق على دول مجاورة كسوريا"، مشيرا إلى "إمكان إقامة طائف سوري".

واعتبر أن "لبنان وجد شكلا متحضرا أكثر للتنافس"، مشيرا إلى أن "الطوائف توافقت على نشاط السلطات، وكانت هناك منافسة في ما بينها"، وقال: "لبنان يشكل أنموذجا للدول في الشرق الاوسط".

ورأى أن "التمثيل النسبي يعطي الفرصة للاقلية لتتمثل. ويمكن أيضا اعتماد الحصص، كما في لبنان الذي يعطي الحصص للطوائف"، مؤكدا ضرورة "ضمان تمثيل مكونات أخرى مثل المرأة والشباب"، وقال: "كل من له صوت في سوريا يجب أن يعطى حق التمثيل".

عبد الله

واعتبر عميد كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد عبد الجبار أحمد عبدالله أن "هناك تشابها بين لبنان والعراق لجهة تعدد الطوائف والمحاصصة الطائفية"، وقال: "ليست العبرة في بلاغة أو كثرة المواد الدستورية، إنما في المواد التي تطبق من الدستور، فالعرف أصبح مكملا للدستور، لا بل أهم منه".

أضاف: "لا أحزاب عابرة للطوائف والمذاهب، ولا قانون للاحزاب، لكن إذا أقر يلطف من المحاصصة. كما أن الديموقراطية التوافقية أصبحت ديموقراطية تواقفية، والمشاركة أصبحت مشاكسة".

المسليمي

وألقى فاريا المسليمي من اليمن كلمة قال فيها: "إذا قارنا بين اليمن ولبنان، نلاحظ أن في الأول تطبق المناطقية. أما في الثاني فتطبق الطائفية".

وأشار إلى أن "وثيقة الطائف دستورية عززت من سلطة الدولة، وحاولت حل الميليشيات وتمت إعادة بناء الجيش"، مشيرا إلى أن "الطائف حاول بناء دولة وعلاج ما كان قائما".

المفتي

من جهته، أجرى كريم المفتي من جامعة الحكمة مقارنة بين لبنان والبوسنة، وقال: "في لبنان لم نعد متفقين على آلية صنع القرار، فهي مبنية على المحاصصة وفق الطائف. ففي لبنان كان هناك انتقاص للاستقلال والسيادة، مقابل صنع الاستقرار، إبان الوجود السوري".

ورأى أن "لبنان والبوسنة هما دولتان غير مكتملتا الملامح، لأن المجهود السياسي لبناء دولة هو موجود في الخطاب السياسي، ولكن ربما من دون فعالية على الارض".

وأشار إلى أن "الطائف صنع حال استقرار عبر إنهاء الحرب وإعادة العملية السياسية والمجيء بالنخب المتصارعة إلى السلطة"، وقال: "بعد 25 عاما، تعطلت العملية الانتخابية، جرى التمديد لمجلس النواب وتعطيل عمل المجلس الدستوري، حتى برز الشغور في سدة الرئاسة الاولى".

واعتبر أن "اتفاقيتي دايتون والطائف هما نتيجة توافق اقليمي، فدايتون حقق نجاحا نسبيا في صنع الاستقرار في البوسنة. أما في لبنان فالمحيط الاقليمي محدود المدى ويجب أن يؤخذ في الاعتبار"ز

باراس

كذلك، قال سفير سويسرا فرنسوا باراس: "عليكم عدم الاعتقاد يوما بأن ما يطبق في سويسرا يمكن أن يطبق في لبنان لأن لكل بلد فرادته. ففي لبنان ما زلتم تبنون المواطنة. أما التسوية فهي علامة للقوة لا للضعف. كما أن لبنان يعيش في نظام مركزي وفق النموذج الفرنسي. وإن مسألة اللامركزية هي مسألة مؤسسات وثقافة ومدى قرب المواطن من السلطات. والأهم هو بناء حس المواطنة لدى المواطنين، واتفاق الطائف يتضمن الكثير من العناصر والنقاط الايجابية".

وأشار إلى أن "لبنان يشكل مثالا للعيش المشترك".

الجلسة السادسة

واستهلت الجلسة السادسة التي عقدت بعنوان "تقويم المعارف التاريخية الاجتماعية والقانونية والسياسية"، وادارتها نجلا حمادة، بكلمة لأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ثيودور هانف، الذي اعتبر أن "مسألة أغلبية الثلثين أصبحت شرطا في لبنان، والقرارات تتخذ بتوافق ودي بين الأطراف"، وقال: "للبنان فرصة للاستفادة من ثمار التعددية والعمل مع بعضكم البعض".

الصلح

بدوره، أشار المؤرخ والمحلل السياسي رغيد الصلح إلى أن "وثيقة الطائف هي نتاج معاناة تاريخية، ويمكن إدخال بعض التعديلات أو المفترحات عليها"، وقال: "لقد جرت محاولات لادخال الطابع الايديلوجي على الوثيقة".

واعتبر أن "الميثاق يعزز الدولة اللبنانية ويصون الديموقراطية اللبنانية"، داعيا إلى "العمل على تأسيس الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وإلى اعتماد سياسة الدفاع الوطني وإعادة تطبيق خدمة العلم".

مخيبر

أما النائب غسان مخيبر فأشار إلى أن "وثيقة الطائف تشكل خريطة طريق لبناء الدولة"، لافتا إلى أنه "اتفاق ملزم وصالح رغم أنه لم يطبق بالكامل"، وقال: "يحتاج الطائف إلى الاستكمال والتطوير، وذلك بناء على ما تبين في الممارسة من تشويهات وثغرات".

وأكد وجوب "الاتفاق على تقرير استراتيجية دفاعية للبنان والبت بحياده واعادة تصويب العلاقات اللبنانية - السورية وإعادة النظر في الاتفاقيات المعقودة"، داعيا إلى "قيام مجلس الشيوخ حتى قبل تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وتطوير آليات انتخاب رئيس الجمهورية".

وشدد على ضرورة "إقرار قانون انتخابات نيابية يطور حسن التمثيل البرلماني، ويعتمد قاعدة النسبية"، وقال: "لا بد من صياغة نظام داخلي جديد لمجلس النواب لأنه غير فعال في أدائه لأدواره التشريعية والرقابية".

واقترح "إنشاء مؤسسات جديدة للمساءلة والمحاسبة وتطوير المجلس الدستوري".

الخازن

كذلك، تحدث أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية النائب فريد الخازن فقال: "بعد ربع قرن على اتفاق الطائف، لم يعد لبنان ساحة لحروب داخلية وإقليمية بعد أن انتشرت ساحات القتال في المنطقة. وإن الطائف لم يرق الى وثيقة لوفاق وطني بين اللبنانيين، إذ لا توافق على ماهية الوطن في دولة تنتهك فيها القوانين، ولا مقام واحترام للدستور فيها".

أضاف: "إن الاصلاحات الدستورية التي اقرت في عام 1990 نفذت انتقائيا. وبعد عام 1992، فقد الطائف مكوناته الأساسية وسياقه السياسي وسلطته المعنوية وإمكان إعادة وضعه على السكة الصحيحة".

وأشار إلى أن "الخارج الاقليمي والدولي لم يكن معنيا باتفاق الطائف إلا ظرفيا"، وقال: "منذ اليوم الاول لتنفيذه تبدلت المعادلة الداخلية والخارجية التي أوجدته، وبات من الصعب تصحيح الخلل المتمادي في الآداء السياسي وفي تلازم مسار تنفيذ اتفاق الطائف مع مسار انتهاكه. وما حصل أن اتفاق الطائف بات وثيقة لخلاف وطني حول السلطة".

وأشار إلى أن "التحديات التي يواجهها لبنان حاليا تتجاوز اتفاق الطائف ومضامينه قبل ربع قرن".

الجلسة السابعة

أما الجلسة السابعة التي تناولت "وقائع الاعداد والمفاوضة والصياغة" وأدارها فارس ساسين، فاستهلت بكلمة للنائب السابق إدمون رزق الذي قال: "هناك تجهيل متعمد للطائف من الذين خشوا منه على مكاسبهم واستفادوا منه وعتموا على حقيقته. لم يطبق الطائف ولم تطبق روحه، وهي روح المصالحة والسيادة والتحرير والمؤسسات والعبور الى العصر والانتقال من الحال الطائفية إلى المدنية".

وأشار إلى أنه كان "أحد الذين أصروا على شطب بعض الصلاحيات الوهمية التي كانت معطاة لرئيس الجمهورية"، وقال: "هدفنا نقل لبنان إلى حال المواطنة المدنية، فلم نكن مطلقي الايدي في الطائف، ولكن لم نكن مرتهنين لأحد، وكان هناك شعور بالمسؤولية وأمر واقع نتعامل معه".

أضاف: "إن همنا كان الحفاظ على الحياة المشتركة والكيان التعددي الموحد. لقد حصل نقاش طويل حول عدد أعضاء مجلس النواب. كما حصلت إشكالية في مسألة الانسحاب السوري ومهلة الستة أشهر لاعادة انتشار الجيش السوري وحل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وانقضت عشرات اضعاف المهل، ولم يحصل ذلك".

وتابع: "لم نذكر انسحاب الجيش السوري خلال سنتين، ولكن الامر كان مفروغا منه ومبتوتا ومتفقا عليه. لقد ركزنا على التمثيل الصحيح لكل فئات الشعب وأجياله، بعد اعادة النظر بالتقسيمات الادارية ووضع قانون جديد للانتخابات قبل تعيين النواب، ولكن حصل تعيين النواب قبل وضع القانون. أما العلة فهي أن اتفاق الطائف لم ينفذ لا نصا ولا روحا".

قباني

من جهته، قال الوزير السابق خالد قباني: "إن الطائف لم يكن وليد إرادة خارجية، بل استجابة لصرخة اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق بضرورة إنهاء الحرب والاقتتال الدامي".

واعتبر أن "ما عزز نجاح اللقاء البرلماني الذي عقد في مدينة الطائف، أنه تم في مناخ اقليمي ودولي ملائم ومشجع"، وقال: "لقد جاء اتفاق الطائف ليلبي حاجة اللبنانيين والدول الكبرى المتنازعة أيضا الى وضع حد للحروب واطفاء بؤر التوتر في كل مكان من العالم، فكان للبنان نصيبه من هذه الاستراتيجية".

واعتبر أنه "لم يتوافر لأي اتفاق سياسي التأييد والترحاب والدعم ما توافر لاتفاق الطائف بعد إقراره"، وقال: "لم تجر الامور على قدر الاماني والتطلعات، لأن الممارسة السياسية جاءت عكس هذه الاماني والتطلعات، ولم يترجم الدستور في الحياة السياسية، بل جاءت الحياة السياسية على نقيض الدستور".

وسأل: "أليس من الأجدى أن نستكمل تنفيذ ما لم يتم تنفيذه وأن نصحح المسار لنعود إلى تطبيقه بحسن نية انطلاقا من احترام الدستور؟ ثم نحكم على صلاحيته أو عدم صلاحيته قبل أن ندخل البلاد في المجهول، وربما في حرب أهلية جديدة تحت عنوان طائف جديد أو مؤتمر تأسيسي جديد".

فرنجية

واعتبر النائب السابق سمير فرنجية أن "الطائف لم يأت نتيجة وعي القوى المتصارعة بضرورة وقف القتال والتأسيس لمرحلة جديدة، إنما جاء نتيجة استحالتين: استحالة بقاء اللبنانيين في حال "اللاعيش معا" التي نشأت من جراء الحرب، واستحالة عودة الطوائف إلى نمط العيش الخاص المنفرد على نحو ما توهم البعض لأن نمطا كهذا لم يتجسد يوما في دولة".

وأشار إلى أن "المعارضة على هذا الاتفاق لم تقتصر على فريق طائفي من دون آخر"، وقال: "لقد حقق اتفاق الطائف نقلة نوعية في تحديده لطبيعة العلاقة التي تقوم بين اللبنانيين، فانتقل من مفهوم التعايش الطائفي إلى مفهوم العيش المشترك، ميزة لبنان. كما ربط اتفاق الطائف شرعية السلطة بقدرتها على حماية هذا العيش المشترك".

ورأى أن "تجديد تجربة العيش المشترك لا يوفر ضمانا لمستقبل اللبنانيين فحسب، بل يشكل ضرورة لمحيطهم العربي، ويساعد في تجاوز هذه المرحلة الخطرة المسكونة بالحروب وبالصراعات على اختلاف أشكالها"، وقال: "يشكل لبنان من خلال عيشه المشترك حاجة مستمرة لتفاعل خلاق بين المسيحية والاسلام".

أضاف: "إن أزمة الطائف تكمن في مسألتين: الأولى هي أن اللبنانيين لم يتمكنوا بعد وقف الحرب من مراجعة تجربتهم ليستخلصوا منها العبر والدروس. والثانية هي أن القوى التي انيطت بها مهمة تنفيذ هذا الاتفاق هي في معظمها قوى لا مصلحة ولا قدرة لها على استبدال منطق الخوف والتخويف بمنطق العيش معا بشروط الدولة".

طلال الحسيني

ومن جهته، اعتبر الكاتب طلال الحسيني أن "للطائف نصا واقعيا وخياليا"، مشيرا إلى أن "الواقعي لا يختلف عن الخيالي"، وقال: "القول بتكريس طائفية الرئاسات الثلاث في الطائف ليس صحيحا، إلا في نص خيالي له فعل في أغلب الاحيان يبتلع النص الواقعي".

أضاف: "خلال المؤتمر عقدت جلسات عدة، وهي كناية عن اجتماعات للنواب، وهي عامة، إذ أن النواب على مدى خمسة أيام ألقوا خطابات واعلانات ومطالبات، بينما المستعجلين على التوقيع اتهموا رئاسة المؤتمر بالتمييع، وكانت هذه الجلسات بمحاضرها دليلا على أن كل نائب قال مطالبه. وبعد الجلسات العامة، تم اعداد مسودة تجريبية أخذت في الاعتبار اوجاع المجتمعين وتطلعاتهم، وادرجت الامور التي تستحق الادراج في المسودة".

وتابع: "لقد ذهبنا إلى الطائف، ومعنا مسودة متفق عليها بين الرئيس الحسيني والبطريرك مار نصر الله بطرس صفير ورؤساء الوزراء والرئيس السوري. وهذه المسودة كان بجانبها مشروع سمي مشروع اللجنة العربية، ونظر في المشروع، وحصل قليل من التفاعل، وأعدت المسودة التجريبية التي قدمت إلى لجنة الصياغة، وإن النواب اللبنانيين لم يكونوا حينها منقطعين عن العالم، إنما على صلة مع كل القوى والمرجعيات السياسية والدينية والدولية التي كانت على اطلاع على تطور البحث في هذه المسودة، فالعماد ميشال عون وسمير جعجع والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط كانوا على متابعة دائمة من خلال نواب محددين. كما أن السورين كانوا على اطلاع من داخل المؤتمر وخارجه، ولم يكونوا لوحدهم على اطلاع، إنما أايضا السعوديين والاميركيين والفاتيكان. أما الايراني فكان الابعد عن الاطلاع.

وأشار إلى أن "الكلام عن محاضر محددة غير موجود، لأن أهم الامور حصلت خارج الاجتماعات العامة وخارج لجنة الصياغة التي تبت الأمور"، وقال: "تتم محاسبة اتفاق الطائف ونصه كأننا كنا في بلد يعمه الاستقرار، علما أننا لم نكن نستطيع الاجتماع في لبنان، فما حصل في الطائف هو أفضل شيء ممكن".

 

حسن في رسالة رأس السنة الهجرية: آن الأوان لندرأ الأخطار بالاتحاد

الجمعة 24 تشرين الأول 2014

  وطنية - وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، كلمة لمناسبة رأس السنة الهجرية، جاء فيها:

"اختار المسلمون الأوائل أن يكون وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب بداية للتأريخ الاسلامي في دولة ناشئة غيرت وجه الأرض. كان المهاجرون يعبرون سبيلا مباركا ينقلهم من عسف الشرك و ظلمته إلى عدالة التوحيد و أنواره. و من مجتمع تحكمه غرائز الرجال وعصبياتهم القبائلية إلى مجتمع يأتمر بكتاب من نور، يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر. كان عبورا من الشتات و التنافر و شريعة صراع البقاء و الغزو و الاقتتال و الغلبة إلى اللواذ جماعة واحدة بشريعة قوامها العدل و التآلف و التعاضد و الرحمة و القيم الانسانية التي من شأنها الارتقاء ببني البشر إلى نعمة الوجود الحضاري البناء الذي يهيئ للناس خيرهم وحقوقهم بما يليق بعلة وجودهم التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى عليهم كما قال عز وجل "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" (الإسراء 70).

إن دخول المدينة رمز إلى دخول الجماعة الانسانية في رحاب الرحمة الإلهية التي تهيب بالناس أن "تعاونوا على البر والتقوى". والبر هو الصلاح والخير والصدق والطاعة، ومن صفاته تعالى أنه "البر" أي العطوف الرحيم اللطيف الكريم. فالاسلام حين يجمع المؤمنين أمة، فإنما يجمعها على كل هذه المعاني، وما يتجانس معها من الروح السامية التي أعطي إليها القرآن الكريم ليكون نبراسا وإماما وكتابا هاديا منيرا.

وإذ نحتفل بهذا اليوم العظيم بعد ما يزيد على ألف وأربعمئة عام بعشرات السنين، فإننا لنقف بين أيدي الله تعالى كأننا أمام مرآة أوامره ونواهيه. ومهما يكن من أمرنا الآن في حال الفتن والانقسام، فإنه لا بد من أن نصدع للحق، لائذين بعفوه، مبتهلين إليه بشفاعة رسوله، ساعين بصدق في طلب رضاه بأن يسدد خطانا في استدراك أمرنا، ويرشدنا إلى الصواب كي يجتمع شملنا في مسالك الطاعة و وحدة الحال، وهذا ما نرجوه في مقام هذه الذكرى المهيبة.

ولا بد لنا، وفقا لما تمليه ضمائرنا وواجباتنا ومسؤولياتنا علينا، من أن ندعو إلى استلهام العدل في ما يجب على كل من هو في مواقع الحكم والمسؤولية العامة أن يبادر إليه سعيا في إبراء ذمته تجاه شعبه وأهله وبلده. آن الأوان في لبنان أن ندرأ الأخطار المعروفة من الجميع، بالاتحاد والاقدام على الخطوات الضرورية التي من شأنها أن تدير عجلة الحكم في اتجاه سليم. هذا أقل الإيمان أيها السادة، وهذا أقل الواجب القيام بالدور الذي من أجله أنتخب ممثلو الشعب. إن خرائط المنطقة تهتز، ولا أحد يعلم إلى أي مآل ستؤول إليه الأمور، ولكن، هذا لا يعني على الاطلاق أن نعدم العلم بكيفية المحافظة على بلدنا موحدا، راسخا في عيشه المشترك ونظامه الديموقراطي الذي وحده يحفظ حقوق جميع مكوناته. وإذا اقتضت الظروف القيام بخطوات استثنائية ضرورية كالتمديد، فليكن ذلك على قاعدة شرطية هي المبادرة إلى انتخاب رئيس قادر على القيام بدوره في إدارة دفة الحكم وفق الدستور. فالهم الاول والاخير حماية الدولة ووجودها برمته، وغني عن البيان القول بأن الأزمات الكبرى العاصفة ببلدنا في حقول التشريع والاقتصاد والإدارة والأمن، والعجز عن اجراء انتخابات في ظل قانون بحفظ كيان لبنان، ناهيك عن الأزمات المتعددة الناتجة عن تفاعلات الوضع الاقليمي داخل بلدنا، تحتم على الجميع إعادة قراءة الرهانات السابقة، والمبادرة بعدها إلى خطوات تحصن الوضع الداخلي، وتوفر للحكومة فسحة العمل المنتج الذي من شأنه وحده أن يعزز الثقة، ويحفز الهمم، ويوحد الموقف السياسي باحتضان القوى الامنية واضفاء الغطاء القوي لما يقوم به جيشنا الوطني من تضحيات ومهام كبرى سوف يحفظها له التاريخ في سجل البطولة والشرف والوفاء، فهو الدرع الوحيد لحماية الوطن واللبنانيين.

ولا بد للحكومة من متابعة مساعيها بكامل الجدية للإفراج عن العسكريين المخطوفين في جرود عرسال، وتقديم كل ما يلزم من تضحيات في هذا السبيل.

كما ان المرحلة الخطيرة في المنطقة تقتضي رص الصف الإسلامي أكثر من أي وقت مضى، وتقتضي من جميع أبناء المذاهب والملل الإسلامية التوحد والتعاضد والتكاتف بوجه الأخطار.

رجاؤنا أن يحمل هذا العام الأمل والفرج لشعبنا وأمتنا، سائلين الله تعالى أن يأخذ بيد الداعين إلى التمسك بأعز ما قدمه الاسلام الحنيف للحضارة الانسانية من قيم أخلاقية رفيعة، ومفاهيم عقلانية سامية كانت على الدوام وجهه الحقيقي المضيء".

 

هل يقبل عون وحزب الله برئيس توافقي؟

"ليبانون ديبايت" - وائل تقي الدين

منذ اللحظة الاولى التي أعلن فيها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ضمنياً ترشحه لرئاسة الجمهورية حتى أعلمه حزب الله بوقوفه الى جانبه في هذا الموضوع حتى النهاية، وانه لن يتخلى عنه كمرشح قوى "8 اذار" للرئاسة، الا في حال تخلي عون عن ذلك بنفسه. لكن السؤال هو متى يتخلى عون عن ترشحه؟ تتحدث مصادر مقربة من قوى الثامن من آذار، لموقع "ليبانون ديبايت"، عن ان هدف "حزب الله" وحلفاؤه، هو ايصال رئيس للجمهورية مقرب جدًا من المقاومة لمواكبة هذه المرحلة الحساسة، وبما ان النائب سليمان فرنجية (الاقرب سياسيا الى حزب الله وسوريا من بين الزعماء الموارنة) اعلن انه لن يكون مرشحاً الا بعد انسحاب عون، وبما ان وصول فرنجية يتطلب انتصار واضح وصريح للرئيس السوري بشار الاسد، فهذا ادى الى جعل عون مرشحاً أوحد لحزب الله وأدى ايضا الى التمسك اكثر بوصوله الى بعبدا". وتضيف المصادر: "لم يعد عون يستطيع تحمّل خسارة سياسية امام جمهوره، لان ذلك سيعني تضعضع شعبيته المسيحية التي تبحث منذ وصوله الى لبنان عن نصر سياسي، يعيد لها المعنويات، كما ان عون يسعى الى ان يكون الزعيم المسيحي الذي اعاد المسيحيين الى السلطة، اذ يكون بذلك قد انتصر بحربه التي بدأت مع حرب التحرير، من هنا اصبحت المصالح مشتركة الى حدّ كبير بين حزب الله وعون، وعقد الاتفاق ان لا رئيس للجمهورية اللبنانية سوى ميشال عون". لكن متى سيعلن عون عزوفه عن الترشح، وتاليا قبوله بمرشح توافقي؟ تؤكد المصادر لموقع "ليبانون ديبايت"، ان التعويض الوحيد لعدم وصول عون الى رئاسة الجمهورية، ليس ابداً كما يشاع، "حصوله على حصة وزارية وازنة في جميع حكومات عهد الرئيس المقبل، وليس ايضاً في وصول احد المقربين منه الى قيادة الجيش، لان ذلك بنظر عون و"حزب الله" معاً ليس تعويضا كافياً، فالتعويض الوحيد هو حصول مؤتمر تأسيسي، يؤدي الى تغيير الصيغة المتفق عليها في اتفاق الطائف." وتعتبر المصادر ان "المكوّن المسيحي قد يكون اكثر المستفيدين من حصول مؤتمر تأسيسي، ومن ثم تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية على حساب رئيس الحكومة السني، الامر الذي سيستفيد منه الشيعة بطبيعة الحال، فهؤلاء اصبحوا اكثرية عددية كبيرة في البلد، ويمتلكون ايضاً فائض قوة اقتصادية وعسكرية تمكنهم من تحصيل الكثير من المكتسبات في حال حصول اي تعديل على الطائف". 

 

منظمة أحزاب الله

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

24 تشرين الأول/14

قليلون من اللبنانيين على علم وخبر بوجود كيان سياسي إسمه "الحزب الديمقراطي المسيحي" النشِط في منظومة الأحزاب الديمقراطية المسيحية في العالم عبر رئيسه النائب نعمة الله فارس ابي نصر.  حزب الكتائب" المسيحي لا يُدعى إلى مؤتمرات المنظومة.. "حزب القوات اللبنانية" لا يُدعى. أبي نصر يُدعى وله مقعد ثابت  مثل أنجيلا ميركل زعيمة الإتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني. تجنّ أنجيلا بنعمة الله وتسأل عنه دائماً. تسأل العافية عنها.  ويرى كثيرون هنا، أنه حان الوقت لكي تأتلف "أحزاب الله"ـ باستثناء عساكر السماء ـ  والحركات التي تتبنى فكرها الليبرالي، في منظومة دولية للمساهمة في تبادل الخبرات وتعزيز مناخات الديمقراطية والحريات العامة ومحاربة الفساد في بلدان العالم الثالث، على غرار أحزاب الوسط والأحزاب المسيحية والأحزاب الإشتراكية. ويمكن أن تعقد أحزاب الله مؤتمراتها مداورة في عواصم القرار، أي طهران، صعدة، دمشق، بئر العبد، المنامة، تورا بورا..ألخ.   ولأحزاب الله الفتية الإقتداء بتجربة "أنصار حزب الله" الإيرانية التي أعلنت منذ فترة قصيرة "إنّ قواتها الشعبية ستتوزع في شوارع طهران، وستوسّع نشاطها لاحقاً باتجاه باقي المدن الكبرى، وستسعى إلى قيام هيئات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بواجبها الأخلاقي والاجتماعي تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. خبر رائع، أوردته صحيفة "العربي الجديد"، يعزز الأمل في قيام  مجتمع إسلامي ملتزم.  طهران هي أمّ الأحزاب ومولّدتها."حزب الله اللبناني" وُلد في العاصمة الإيرانية العام 1982 أي بعد ثلاثة أعوام من ولادة شقيقه «حزب الله» التركي. من إنجازات الحزب التركي اغتيال رموز إسلامية مخالفة لرأيه مثل عز الدين يلديريم، كما صفّى "الحزب" جناحاً منشقاً عنه .حزب الله التركي قيمة مضافة على المنظومة. وسيكون "حزب الله الحجاز" من الأحزاب الإلهية المرحب بها في المنظومة المنشودة، وفي رقبة الحزب السُعودي ـ وله أمينه العام وسراياه ـ 19 قتيلاً أميركياً  372 جريحاً من جنسيات متعددة (80% منهم أميركيون) في تفجيرات الخبر العام 1996. الموت لأمريكا والأميركيين. قرن  الحزب السُعودي القول بالفعل. وفي تسعينيات القرن الماضي إكتشفت السلطات الأمنية البحرينية وجود حزب الله ـ البحرين. ولم تقبل الحكومات البحرينية المتعاقبة منذ ذلك التاريج بإدراج ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة في بياناتها الوزارية.  وفي شباط من العام 2012 كشف حاكم ولاية القضارف بشرق السودان كرم الله عباس عن اتجاه فى أروقة حزب المؤتمر الوطني الحاكم لتغيير اسمه الى "حزب الله" تأكيداً على تمسك الحزب بالشريعة الاسلامية. كرم الله من عيار كورت فالدهايم.  في اليمن أحكمت حركة "أنصار حزب الله" سيطرتها تقريباً على البلاد بعد انتصارات مدوية وأيام مجيدة كـ 7 و8 أيار اللبنانيَّين.. في العراق لـ"حزب الله" حضور طيّب، لا بل طيّب جداً، وسيدخل المنظومة من دون أدنى شك.  وأخيراً وليس آخراً ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه تم تشكيل "حزب الله" في باكستان لصد هجمات المتطرفين، مشيرة إلى أنه يتبع حزب الله اللبناني الذي استطاع أيضاّ تشكيل فروع له في سوريا والعراق..  وقال الأمين العام لـ"حزب الله" الباكستاني، سيد هادي نقوي، في حوار مع موقع "فرهنگ نيوز": "منذ البداية كانت لدينا جماعة تطلق على نفسها (لبيك يا حسين) تهدف إلى الدفاع عن الشيعة في باكستان، لكننا بعد عمليات نوعية ضد الإرهابيين، تمكنا بدعم الأخوة في حزب الله اللبناني من تشكيل فرع جديد في باكستان".  يا ألله متى سيستضيف "حزب الله اللبناني" ممثلي  كل هذه الأحزاب في قصر المؤتمرات في ضبيه كي نتعرّف ويتعرّف  إليهم الأميركيون من قرب؟

 

محاضرة للدكتور فارس سعيد: أيها المسيحيون، عودوا إلى الدور تعودوا إلى السلطة

ألقيت في مركز عصام فارس بتاريخ 22 تشرين الاول 2014

تؤشّرُ رئاسةَ الجمهورية كما تؤشّرُ شخصيةَ الرئيس في لبنان إلى المرحلةِ السياسيةِ القادمة. لم يعرف تاريخُ لبنانَ المعاصر انتخابَ رئيسٍ للجمهورية على قاعدةِ موازينَ قوى داخلية مجرّدة عن العواملَ الإقليمية والدولية المحيطةِ بنا.

لقد حظيَ الرئيس بشارة الخوري، الماروني، بثقةِ اللبنانيين نظراً إلى دورِه الموصوف في معركة الاستقلال عن الإنتداب الفرنسي رغمَ التعاطفِ المسيحي مع الإنتداب. وفي العام 1952 لم تكن خيبةَ اللبنانيين من حكم "الدستوريين" كافيةً لوصولِ الرئيس كميل شمعون إلى القنطاري، بل حملَ الرئيس همومَ العالم العربي المتمثّلة بقضيةِ فلسطين، التي كانت ولا تزال تشكّلَ قضيةً مركزية في ضميرِ العرب. وانتُخِب الرئيس فؤاد شهاب على قاعدة التفاهمِ الأميركي مع جمال عبد الناصر بعد انتكاسة "حلف بغداد" الذي راهنَ عليه الرئيس شمعون من أجل محاولته تجديد الولاية في العام 1958، وفي العام 1982 أتى انتخاب الرئيس بشير الجميل على وقعِ مشروعِ الولايات المتحدة المتمثّل بانتزاع إتفاقيات سلام منفردة بين الدول العربية وإسرائيل في ظل تعذّرِ عمليةَ السلامِ الشاملة. وبعد اغتيال الرئيس رينيه معوض، أتى الرئيسان الهراوي ولحود، على قاعدة الوصاية السورية على لبنان، فكان المعيارُ هو الولاء للسلطةِ السورية ولو على حسابِ مصلحة لبنان.

تقدمتُ بهذا العرض من أجل التشديدِ على العواملِ الخارجية لانتخاب رئيسٍ للبلاد دونَ تغييب أن للرئاسة في لبنان شروطِها الداخلية ايضاً والتي تتأثرُ حكماً بالعوامل الخارجية.

الرئيس في لبنان ماروني، وفقَ الميثاق الوطني الذي تكرّسَ في وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، والناخب لبناني (مسلم ومسيحي). أي يترشّحُ ماروني لسدّةِ الرئاسة وينتخبه نوابٌ مسلمون ومسيحيون، لأنه سيحكم لبنان وفقاً للدستور. كذلك رئيس مجلس النواب وهو من الطائفة الشيعية وينتخبُه نواب مسلمون ومسيحيون، ورئيس مجلس الوزراء السنّي يختارُه نوابٌ مسيحيون ومسلمون.

هنا تلتبسُ نظرةَ البعضِ إلى طبيعة تكوينِ السلطة في لبنان. هناك من يعتبر أن الطوائفَ تنتدبُ زعماءَها لتمثيلِها لدى الدولة اللبنانية، كما لو كانوا سفراءَ يمثلون مصالحَ طوائفهم. هذا المنطق يفرضُ على الزعيمِ أن يخوضَ معركتين: معركة اولى لحسم مسألةَ الزعامة داخل طائفته، ومعركة ثانية ضد زعماءِ الطوائف الأخرى لتحديدِ مكانتَه على المستوى الوطني.

هذه النظرة، التي اكتسَبَت بالممارسة المستدامة قوَّةَ النظرية، تنقلُ لبنان من وطنِ العيشِ المشترك بين أبنائه إلى المساكنة بين الطوائف اللبنانية التي تتعاطى مع بعضها البعض وكأنها في حربٍ باردة، وهي بالتالي تغيّبُ المواطنَ الفرد لصالحِ تثبيتِ أحجام الطوائف.

لقد أثبتت التجربة اللبنانية سوءَ هذه النظرية، وذلك من خلال الوقائع التالية:

في مرحلة "المارونية السياسية" لم يحصّلْ المواطن المسيحي في لبنان حقوقاً تجاوزت حقوقَ المواطن المسلم، بدليل الحرمان الذي سادَ في مناطق المسيحيين خلال عقود.

تكريسُ مبدأ المحسوبيات. إذ يغيبُ القانون وتتراجعُ الإدارة والخدمة العامة لصالح الزبائنية، بحيث أن المواطنَ المحظوظ هو الذي يُدخِل نفسه في دائرة الإستزلام المباشَر مع النافذِ في الطائفة أو زعيمِها.

تغييبُ الحقوقَ في داخل الطوائف. إذ أثبتَت التجربة أن زعماءَ الطوائف وأحزابِها ينتصرون وحدَهم عند تحقيقِ مصالحهم الخاصة، وعندما يخسَرون تخسَر الطائفة معهم  بحكم الإختزال الذي يُلغي الأصوات المعارضة داخل هذه الطوائف. والأمثلة عديدة في هذا المجال.

منذ العام 2005، دخلَ لبنان مرحلةً جديدة مع انسحاب الجيش السوري، نتيجة الإنتفاضة المشرّفة التي حققها اللبنانيون على أثرِ استشهادِ الرئيس الحريري. وفي تلك اللحظة وجدنا أنفُسنا أمام مفترقِ طرق: كيف يمكن الإنتقال بهدوء من حالة الوصاية المذِلّة واحتلال عقول اللبنانيين إلى حالةٍ من الإستقرار الوطني، كيف يمكن تبديد نظرية أن البلد ممسوك وليس متماسكاً، والتأكيد أن الوحدة الوطنية إرادةٌ وطنية أصيلة؟

حاولنا التوفيق بين حقوقِ المواطنين والضمانات التي يجب ان تُعطى للطوائف. طرحنا بعض الأفكار الإصلاحية، مثل تخفيض سن الإقتراع الى  الى 18 عاماً، فكان الجواب ان الديموغرافيا تبعثُ على القلق. طالبنا بانتخابِ مجلسٍ نيابي محرّر من القيود الطائفية ومجلسِ شيوخٍ منتخبٍ على اساسٍ طائفي، تنفيذاً لإتفاق الطائف، فكان الجواب ان هذا عملٌ محفوفٌ بالمخاطر، وقد يؤدي الى اعادةِ النظر باتفاق الطائف نفسِه!

نحن نعلمُ جيداً أن الوحدة الداخلية اللبنانية ليست حصيلةَ رغبةِ اللبنانيين في العيش معاً، إنما حصيلة استحالة أن يعيشَ كلُ طرفٍ وحدَه. كما نعرفُ أيضاً أن الوحدة الداخلية ليست عملية تلفيقية لجمعِ طوائفٍ وأحزابٍ وأفرادٍ في جبهة تساكنية واحدة أنما هي – أي الوحدة الداخلية – إجتماعُ كل الوطنيين داخلَ الطائفة في وجه من يغلّب المصلحة الطائفية على المصلحة الوطنية.

وإذا عُدنا إلى واقعِ رئاسةِ الجمهورية، أسمحُ لنفسي أن أتكلّمَ بصراحة.

حمَلَ المسيحيون بشكلٍ عام والمسيحيون اللبنانيون بشكلٍ خاص، مشروعَ الحداثة في العالم العربي وساهموا في إنشاءِ أحزاباً وجمعيات، لطالما شكّلت حاجةً لعالمنا العربي الباحث عن هوية ثقافية وسياسية ووطنية في وجه السلطنة العثمانية والإنتدابين الفرنسي والبريطاني.

ولأنهم واجهوا الإنتداب، رغمَ مكاسبِه الثقافية والسياسية عليهم، تمكّنوا من أن يُصبحوا حاجةً وطنية.

رفعوا شعارَ العيشِ المشترك في العام 1920 رغم المصائبِ الكارثية التي أصابت بعضَهم، مثل الأرمن والسريان،

ورفعوا شعارَ الاستقلال في العام 1943، فاطمأن المسلمون وشعروا أن وجودهم في لبنان قد يعودُ عليهم وعلى الآخرين بالخير.

تزعّمَت لبنان مارونيتان، مارونية بشارة الخوري ومارونية إميل إدة، وقد تقاسمَتا غالبية العائلات المسيحية والإسلامية في اصطفافٍ سياسي حاد بين – كتلة ودستور. وعَبَرَ الزعيمان بمارونيتيهما كل الطوائف والمناطق.

هذا بالأمس، أما اليوم فيشكو المسيحيين في غالبيتهم أنهم منقسمون بين تيارين، يتزعَمُهُما قائدان مسلمان – سعد الحريري وحسن نصرالله – مع حفظ الألقاب، ويتألمون ويتحسّرون على الماضي، ويُلقون بالمسؤوليات على بعضهم البعض وعند الحاجة على المسلمين، متهمينهم بإرادةِ التهميشِ المتعمّد من خلال نصوصٍ دستورية أو قدراتٍ مالية أو سلاحٍ غير شرعي أو علاقاتٍ اسلامية وعربية. كما أن علاقاتهم مع الغرب تتراجع، فإذا زاروا رئيساً فرنسياً اختلفوا معَهُ حولَ نظرتِهم إلى أحداثِ المنطقة، وإذا ذهبوا إلى واشنطن، ذهبوا للبحثِ ولاستجداءِ حماياتٍ مشبوهة.

أرفض مقاربة الإستحقاق على أنه استحقاقُ مسيحي أو إختصاصُ مسيحي أو مصلحةُ مسيحية، تماماً كما أرفض أن تكون رئاسةَ مجلسِ النواب اختصاصاً شيعياً أو رئاسة مجلس الوزراء اختصاصاً سنّياً.

رفضتُ اجتماعَ المسيحيين في بكركي في محاولتِهم إنتاجَ توافقٍ مسيحي حول إسمِ رئيسٍ يُعرضُ في مرحلةٍ لاحقة على الرأي العام اللبناني.

ورفضتُ أيضاً إجتماعَ دار الإفتاء بعد تكليفِ الرئيس ميقاتي، والذي حاولَ نزعَ شرعيةِ التمثيل لصالح الرئيس الحريري. أي بالتالي رفض الرئيس ميقاتي على قاعدة أن تمثيلَه منقوص.

كما أتحفَّظُ كثيراً عن إعلان المسلمين أن رئاسةَ الجمهورية شأنٌ مسيحيّ - فليتفقوا ونمشي – لأن في هذا الموقف إستقالةٌ من جوهر البلد.

وأمّا إذا أخطأت الطوائف الأخرى في مقاربتِها للرئاستين الثانية والثالثة، فإن خطأ الموارنة تحت عنوان "التعامل بالمثل" هو خطيئة بحق لبنان وبحق الموارنة كجماعة فاعلة.

إن إعلانَ الموارنة أنهم "قبيلة" سياسية تنظُرُ إلى التجربة اللبنانية وبناء الدولة وتتفاعلُ معها على قاعدة المحاصصة، يُفقدهُم الدورَ الريادي ويجعلهم محكومين بعملية تنافسية حتمية قد تكونُ نتائجُها كارثية عليهم وعلى التجربة اللبنانية.

وإذا ظنّ البعضُ أن تحالفَهم مع "جماعةٍ" يضبطُ ويخففُ من نشوةِ "جماعةٍ" أخرى، فهو مخطىء. لأن السياسة تخضع لموازينَ قوى متقلّبة وغير ثابتة وتتأثرُ بأولويات قد تتجاوز الموارنة كما هو حاصل اليوم.

إن اللبنانيين مدعوون اليوم إلى إعادة النظر في مقاربتهم للإستحقاق الرئاسي، ومن هنا ندعو:

الكنيسة المارونية إلى دعوة "اللبنانيين" وليس المسيحيين إلى انتخابِ رئيس، لأن المسؤولية الوطنية في استكمال بناءِ الدولة هي مسؤولية المسلمين والمسيحيين معاً. إن الكنيسة تمتلكُ القدرةَ على التأثير الإيجابي على كافةِ الشرائح الوطنية خاصةً في زمن "الإسلاموفوبيا" في الغرب. إن شهادتَها عن العيش المشترك وغنى التجربة اللبنانية بين المسيحيين والمسلمين لها وَقعُها اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. فبدلاً من إقناع أقوياء الموارنة بإنقاذ لبنان عليها دعوة اللبنانيين لإنقاذ لبنان، لأن إنقاذ لبنان اليوم، في زمن التطرف الإسلامي – السنّي الشيعي، هو إنقاذٌ للعيش معاً في باريس وبرلين ومدريد وروما وكل انحاء العالم.

ندعو ثانياً الأحزاب المسيحية إلى تحمّلِ مسؤولياتها أمام الرأي العام. في زمنِ "قرنة شهوان" نجحنا في الشراكة مع غالبية اللبنانيين حولَ مشروعِ إخراج الجيش السوري من لبنان. في زمن عودة القادة التاريخيين وعودة الأحزابِ التاريخية، وفي زمن الكتلِ النيابية والوزارية الوازنة ومقاعدٍ حول "طاولة الحوار" تصبح المسؤولية أكبر. إن عدم تحقيقِ نتائجَ ملموسة لمصلحة لبنان قد تنعكس سلباً على تجربة أحزابنا منذ العام 2005 حتى اليوم، وطبعاً إني أقرّ أن المسؤوليات في هذا المجال غير متساوية.

وندعو ثالثاً "حزب الله"، الذي اعتبر أن وحدة اللبنانيين في العام 2005 تشكّلُ خطراً على مشروعِه الذي يستقطب تأييداً من لونٍ واحد، والذي قادَ انتفاضةً مضادةً على انتفاضةِ الاستقلال من خلال سلسلةِ خطواتٍ أذكرُ منها: حرب تموز 2006، محاربة قيامِ المحكمة الدولية، 7 أيار وغيرها. ندعوه إلى أن يُشبِه لبنان بدلاً من أن تتشبَّه بهذا الحزب جماعاتٌ أخرى.

وندعو السنة في لبنان إلى تثبيتِ انتسابِهم إلى التجربة الاستقلالية التي أتت في لحظةِ إجماعٍ وطني هائل اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري من خلالِ تغليبِ منطقِ الدولة على ما سواه. فالسنة أهلُ دولة، وليسوا عشائر ريفية تعيش في "أنبار" لبنان، وليسوا بحاجة إلى "حماياتٍ" من أحد. وندعو كل القوى التي تدّعي انتسابَها إلى الطابع المدني وتدّعي عبورَها للطوائف من خلال تجاوزِ الطائفية في معالجة قضايا تهم الجميع... ندعوها إلى تطويرِ موقفها وفعاليتها في الإتجاه نفسه. فالضمان الإجتماعي والمدرسة والجامعة وسلسلة الرتب ومشاكل السير تخصُ الجميع بدون استثناء فلا إمكانية لصيغة قانون سير للمسلمين وآخر للمسيحيين ولا قانون بناء للمسيحيين وآخر للمسلمين.

أخيراً أدعو هؤلاء الشباب إلى قراءةٍ معمّقة لاتفاق الطائف ودراسة موضوعية لفكرة قيام مجلسين، واحدٌ محرر من القيود الطائفية وآخر أي مجلس شيوخ منتخب على قاعدة طائفية.

الأول – يؤمّن حقوق المواطن الفرد من ماء وكهرباء وفرص عمل وعيش كريم، والثاني – يؤمن ضمانات الطوائف التي تعيشُ اليوم حالةً من الهلع والخوف من كل شيء حتى من الأمور الإفتراضية التي تبرزُ على شاشاتِ شبكاتِ التواصل الإجتماعي.

ايها الأصدقاء، بل أيها المسيحيون، عندما كان للمسيحيين اهتمامٌ ودورٌ بحجمِ لبنان وقضايا المنطقة، لم يكونوا بحاجة إلى استجداءِ حجمٍ في السلطة. عودوا إلى الدور تعودوا إلى السلطة.

 

جعجع: السعودية صديق يمكن الركون إليه اتفاق مع الحريري إلا على التمديد

ايلي الحاج /النهار

24 تشرين الأول 2014

http://newspaper.annahar.com/article/182935-جعجع-السعودية-صديق-يمكن-الركون-إليه-اتفاق-مع-الحريري-إلا-على-التمديد

لم يوحِ كلام المسؤولين السعوديين الكبار الذين التقاهم رئيس حزب "القوات اللبنانية"، بحسب معلومات "النهار"، أنهم يأملون في تغيير إيجابي ما على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية أو العلاقة بين بلادهم وإيران أقله على المدى المنظور. رغم ذلك ردّدوا أنهم مقتنعون بدور كبير يستطيع المسيحيون القيام به، يكفي أن مجرد اتفاقهم على اسم مرشح توافقي معيّن يجعل هذا المرشح رئيساً للجمهورية.

تلقى جعجع الرسالة. كان فحوى جوابه أن "العين بصيرة واليد قصيرة. وتعلمون أننا نعاني مشكلة مزمنة جدا في هذا المجال تؤذي مجتمعنا منذ ثلاثين سنة. حاولت شخصياً ومراراً إقناع العماد ميشال عون بمرشح توافقي نجمع عليه. ويا للأسف لم أوفق".

في الشأن السوري كان التلاقي تاماً في وجهات النظر بين رئيس "القوات" والمسؤولين السعودية: لا حل ولا خلاص إلا بسقوط نظام بشار الأسد. ولعلّ ضوءاً بدأ يظهر في النفق المظلم بعد التطورات الأخيرة في العراق.

ماذا عن لقاء جعجع وحليفه الرئيس سعد الحريري في جدة؟

تقول المعلومات إن اللقاء كان طويلاً وتناول كل الملفات اللبنانية، بدءاً بموضوع الحكومة وما يجري في داخلها وأداء وزراء قوى 14 آذار فيها، مروراً بملف عرسال والعسكريين المخطوفين، والتمديد للمجلس النيابي والانتخابات الرئاسية وصولاً الى العمل داخل قوى 14 آذار. تطابقت وجهات النظر في أكثرية الملفات وساد تفاهم على مقاربة التمديد للمجلس النيابي وتفهّم كل من الحليفين لموقف الآخر. واعتبرا ان الوضع اللبناني برمته يحتاج الى معالجة جذرية وعملية تبدأ في حدّها الأدنى بانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم انسحاب "حزب الله" من سوريا.

وهل في مستطاع قوى 14 آذار التقدم خطوة اضافية لتسهيل انتخاب رئيس؟

كان السؤال هذا حاضراً على طاولة البحث. لكن الرأي استقر أن تعنت الفريق الآخر 8 آذار يجعلها خطوة بلا معنى . وأكد كل من الحليفين للآخر استعداده للقيام بأي شيء توصلاً الى انتخابات رئاسية في أسرع وقت، ولكن مع استثناء هو التنازل للجنرال عون او أي مرشح من فريق 8 آذار.

المناقشة بين الرجلين تواصلت حول مأدبة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف ضيفه، تخللتها جولة افق كاملة حول أوضاع المنطقة ولا سيما في سوريا. ونقل مرافقون لجعجع قوله في رحلة العودة ان "السعودية هي بما لا يقبل الشك صديق صلب يمكن الركون إليه في أشد الصعوبات".

 نقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن "مصدر قواتي مطلع" أن السفير السعودي علي عواض عسيري كانت له مواكبة "مميزة" لزيارة جعجع وكان ينزل في الفندق المقابل للفندق الذي نزل فيه. وأضافت ان السعوديين يقدرون في جعجع حرصه على أمانات المجالس وعدم اعلانه اسماء من التقاهم خارج البيان الرسمي، الا ان المصدر اكد النكهة المميزة للقاءات، بين ما هو رسمي وما هو شخصي ووديّ.

وذكرت أن القادة السعوديين أكدوا أمام جعجع تقديرهم الكبير لرموز لبنانية يشكّل هو سليلها السياسي ، متحدثين عن الرئيسين كميل شمعون وبشير الجميل. وأبدوا ارتياحهم إلى مقاربته للوضع اللبناني، مؤكدين له ان "أهل مكة ادرى بشعابها" وحبذوا الوقوف عند رأيه في الملفات الداخلية اللبنانية.

 

هل يمكن "اقتناص" الرئاسة بعد التمديد ؟ تساؤلات حول توقيت زيارتَي جعجع والجميل

روزانا بومنصف /النهار

24 تشرين الأول 2014

http://newspaper.annahar.com/article/182932-هل-يمكن-اقتناص-الرئاسة-بعد-التمديد-تساؤلات-حول-توقيت-زيارتي-جعجع-والجميل

يحاذر الزعماء المسيحيون السير بالتمديد لمجلس النواب في ظل عجزهم عن تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية خشية تحميلهم من الرأي العام المسيحي الاستهانة بهذا الموقع فيما يستطيعون تأمين التمديد لانفسهم ما بات يقارب ولاية كاملة لمجلس النواب وذلك على رغم المبررات الدستورية التي تقدم والتي تتحدث عن احتمال حصول فراغ كامل على كل مستويات المؤسسات في لبنان. والبعض من هذا الحذر يرتبط ايضا بالتنافس او المزايدة وعدم رغبة طرف في ان يترك للطرف الاخر اتهامه بالاستهانة بموقع الرئاسة فيما هو مستعد للمشاركة في التمديد لمجلس النواب. لكن واقع الامر ان غالبية كبيرة من المسؤولين تحمل الزعماء المسيحيين بالذات المسؤولية في اسلوب مقاربتهم لموضوع الانتخابات واستعدادهم للذهاب الى الآخر في التحدي على هذا الصعيد مما يخشى انه بات يلقى على عاتقهم مسؤولية الفراغ في سدة الرئاسة الاولى ولو ان في الموضوع ايضا ذرائع اقليمية يعتقد مطلعون انها كانت ستحرج لو ان الداخل كان سيتساهل في شروطه ويظهر استعدادا للتوافق على انجاز الانتخابات. وعواصم عدة معنية بموقع الرئاسة المسيحية والذين تم التحدث اليهم من اجل التدخل مع دول اقليمية مؤثرة من اجل ايجاد حلحلة في الموضوع الرئاسي افادوا ان ثمة احراجا للتحدث مع هذه الدول ومواجهة فشل محتمل في حال لم تذلل العقد الداخلية المتمثلة بتصلب بعض الزعماء في شأن ترشحهم وعدم رغبتهم في التساهل على هذا الصعيد.

هل اختلف الوضع بعد اشهر من الفراغ الرئاسي وهل ثمة احتمالات لتغييرات في المعطيات الداخلية لجهة اظهار مقاربات جديدة او ليونة بعد التمديد لمجلس النواب وفي ضوء التطور الذي تمثل بزيارة قام بها ممثلان الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل الى المملكة العربية السعودية؟

اثارت الزيارة التي قام بها جعجع و الجميل الى الرياض تساؤلات من حيث توقيتها في شكل خاص، باعتبار انها، وان كانت تحصل قبيل التمديد لمجلس النواب، فانما تأتي ايضا غداة موقف للرئيس سعد الحريري بعد لقائه في روما مع البطريرك الماروني بشارة الراعي اعلن فيه النية للذهاب الى مرشح توافقي بعد التمديد للمجلس كما قال فيه انه لا يظن ان قوى8 آذار تريد الاستمرار في الفراغ الرئاسي معربا عن اعتقاده ان هؤلاء حريصون على الموقع الرئاسي. وهذا الموقف اثار حفيظة قائد القوات اللبنانية في حينه وبرزت مواقف نسبت الى قوى في قوى 14 آذار ابرزت استمرار ترشح الدكتور جعجع في حال عدم التوافق. وهناك مؤشر آخر على التساؤل عن التوقيت وتاليا عن الاطار في ضوء ما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق من " ان الوضع الامني والسياسي في البلاد يحتمل التشاور حول مشاركة حزب الله في الدفاع عن الحدود وان يكون موضع نقاش وربما اجماع بين الاطراف اللبنانيين ". وهذا الموقف الاخير وحده للوزير المشنوق يستحق التوقف عنده والبحث في ابعاده وما اذا كان يمكن ان يعني امكان حصول اي مقايضة لجهة المهادنة على استمرار تدخل "حزب الله" في سوريا في مقابل تسهيل حصول انتخابات رئاسية، علما ان ثمة من ينقل ان هذه النقطة طرحت في الآونة الاخيرة ولم تجد طريقها الى البحث الجدي. لكن في سياق مجموعة العوامل المذكورة اي بين موقف الرئيس الحريري الذي نفى عن قوى 8 آذار تهمة الاستمرار في الرغبة في تغذية الفراغ الرئاسي وموقف الوزير المشنوق وما بينهما من زيارة الجميل وجعجع الى المملكة السعودية تثار تساؤلات اذا كان اي جديد قد يكون طرأ في الموضوع الرئاسي. ذلك علما ان المعطيات في المقلب الآخر لا تفيد بأي متغيرات وفي مقدم ذلك التوتر المتزايد على خط المملكة السعودية وايران بعد التصعيد الكلامي الاخير بين الدولتين. كما ان في الشق الداخلي لم يلمس اي من المعنيين المتابعين اي تغيير في موقف "حزب الله" من الشأن الرئاسي وينسحب الامر نفسه على العماد ميشال عون، اذ ينقل عن الوزير جبران باسيل قوله اخيرا ان عون لا يزال على موقفه من عدم التنازل كما يقول عن مطلبه في حقه بالرئاسة وانه لن يكرر تجربة 2008 الذي ادت الى انتخاب الرئيس ميشال سليمان وانه غير مستعجل على الانتخابات الرئاسية مع الاخذ في الاعتبار انه في نهاية الامر لا بد من التفاهم معه من اجل الوصول الى انتخابات رئاسية في لبنان والا يبقى الوضع على حاله.

الا انه رغم ذلك تثير هذه التطورات الاخيرة الاهتمام على وقع كلام يتردد في بعض الاوساط حول امكان الدفع لاقتناص خرق يتحقق في موضوع الانتخابات الرئاسية بعد التمديد لمجلس النواب وربما في نهاية تشرين الثاني المقبل. والكلام على اقتناص في محله باعتباره سيكون لحظة او ومضة عابرة كتلك التي ادت الى تأليف الحكومة الحالية في ظل عوامل من ابرزها ان ثمة تدهورا امنيا هائلا في محيط لبنان وان من الاهمية بمكان اتاحة المجال لحصول هذه الانتخابات ومنع انزلاق لبنان الى التدهور الاقليمي. لكن من دون ان يعني ذلك جزما بامكان ترجمة ذلك عمليا او باحتمال ترجمته في ظل معطيات مقابلة لا تفيد ان المفاوضات التي يتعين اجراؤها من اجل الوصول الى الانتخابات يمكن ان تنجز في هذه المدة خصوصا انها مفاوضات معقدة وصعبة لن تختصر حكما بموضوع اختيار الرئيس العتيد فحسب.

 

الراعي لا يُبارك التمديد للمجلس ولا يلعنه خشية الذهاب بلبنان إلى الفراغ الشامل

اميل خوري /النهار

24 تشرين الأول 2014

http://newspaper.annahar.com/article/182934-الراعي-لا-يبارك-التمديد-للمجلس-ولا-يلعنه-خشية-الذهاب-بلبنان-إلى-الفراغ-الشامل

إذا كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لا يبارك التمديد لمجلس النواب لأنه عمل غير دستوري، فإنه لا يبارك أبداً من يعطلون جلسات انتخاب رئيس للجمهورية بل يلعنهم لأنهم سبب هذا التمديد وجعلوه شرا لا بد منه، وإلا كان الفراغ المجلسي بعد الشغور الرئاسي، وهو ما يريده المعطلون توصلا الى تعديل اتفاق الطائف الذي لم يعد في نظرهم يصلح ويتلاءم مع ما استجد من معطيات ومتغيرات، والبطريرك الراعي يعلم ان التمديد هو شر لا يباركه ولكنه لا يلعنه لأن الاكثر شرا منه هو الفراغ الشامل، ويعلم ايضا ان من يعطلون جلسات انتخاب الرئيس هم سبب المجيء بهذا الشر الملعون.

الواقع ان الشعب الواعي يفهم، كما سيد بكركي، ان معطلي الانتخابات الرئاسية ورافضي التمديد في الوقت عينه يحاولون تحقيق كسب شعبي رخيص، مع انهم يعلمون ان البديل من التمديد هو الفراغ التشريعي المضر بمصالح الوطن والمواطن، وإبقاء رئاسة الجمهورية شاغرة الى ان يقوم مجلس نيابي جديد منبثق من انتخابات نيابية ينتخب رئيسا للجمهورية اي وجوب انتظار سنوات... اذ كيف ينتخب رئيس ولا وجود لمجلس نيابي اذا لم يمدَّد له؟

والغريب ان معطّلي جلسات انتخاب الرئيس يزايدون على من يواظبون على حضورها برفض التمديد كسباً لشعبية رخيصة ويطالبون بإجراء انتخابات نيابية، وهو موقف كان يمكن اعتباره سليما ومنطقيا لو ان المطالبين به احترموا موعد استحقاق الانتخابات الرئاسية كما يريدون احترام موعد استحقاق الانتخابات النيابية، فلو انهم فعلوا ذلك لما كان صار التمديد مرة اولى لمجلس النواب ومواجهة ضرورة التمديد له مرة ثانية، بل كانت الامور في البلاد سارت سيرا طبيعيا وأعقب انتخاب الرئيس اجراء انتخابات نيابية وتشكيل حكومة جديدة في ضوء نتائج الانتخابات، لكنهم أصروا على تعطيل جلسات انتخاب الرئيس لأنهم يريدون ان يكون هذا الرئيس مع المحور الايراني، والا فليكن الشغور وبعده الفراغ الشامل الذي يخططون له منذ حصول التمديد الأول لمجلس النواب ويتجاوزون استحقاق الانتخابات الرئاسية الى الانتخابات النيابية برفضهم التمديد وإن عن غير اقتناع لأنهم يعلمون أن الحكومة تصبح مستقيلة حكماً عند الدعوة الى إجراء انتخابات نيابية وفي ظروف أمنية يعلمون انها قد لا تسمح بإجرائها، ومَنْ يجري استشارات لتسمية رئيس للحكومة، ومن يضمن استمرار الحكومة التي إذا ما انفجرت من الداخل يصير لبنان بلا رئيس للجمهورية وبلا حكومة وبلا مجلس نواب...

إن على معطّلي انتخابات رئيس الجمهورية اذا كانوا صادقين في قولهم انهم يحترمون الاستحقاقات الدستورية في الانتخابات الرئاسية وفي الانتخابات النيابية، أن يؤمنوا بحضورهم نصاب جلسات الانتخاب ولتأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها الطبيعي في انتخاب المرشح الذي ينال أكثرية الاصوات المطلوبة، لا أن يفرض هذه الاكثرية وقبل الاقتراع السري هذا المرشح او ذاك وإلا هددوا باستمرار تعطيل الجلسات من دون ان يؤنبهم ضمير ولا يرفّ لهم جفن.

ثمة من يقول إن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور ولا انتخابات نيابية بسبب الظروف الأمنية، وان من سيبقى حاكما للبنان بديلا من رئيس الجمهورية هي الحكومة ولو في الحد الادنى من الوفاق بين أعضائها، ومجلس نيابي ممدد له ينتقي المشاريع الضرورية التي عليه إقرارها. وهكذا يكون معطّلو انتخاب رئيس الجمهورية قد أدخلوا لبنان في وضع شاذ لم يشهده في أي وقت مضى اعتقادا منهم ان التطورات الجارية في المنطقة قد تكون لمصلحتهم فتفرض على لبنان الرئيس الذي يريدون، فإذا لم يكن العماد ميشال عون فرئيساً آخر يكون على صورته ومثاله ومؤيدا للمحور الإيراني الذي يتوقعون له الانتصار.

ولكن هبْ أن هذا الحلم تحقق، فهل يمكن أي طرف في لبنان ان يحكم وحده ويلغي الطرف الآخر؟ ولنا من تجارب الماضي خير دليل على ذلك. فحوادث 1958 جاءت باللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية لأنه كان خارج الصراعات المحلية والاقليمية والدولية، واتفاق الطائف جاء برينه معوض رئيسا للجمهورية وبعد اغتياله صار الحكم لفريق سياسي واحد وقد عانى لبنان ما عاناه من جراء ذلك، واتفاق القاهرة جاء بسليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية وكان من "تكتل الوسط"، واتفاق الدوحة جاء بالعماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية لأنه من خارج 8 و14 آذار، ولا يمكن أن يأتي رئيساً للجمهورية وسط الانقسام السياسي والمذهبي الا من خارج الاصطفافات الحالية.

والسؤال: متى يخرج لبنان من جعله يختار بين السيئ والأسوأ: إما القبول باتفاق القاهرة أو الحرب، إما القبول باتفاق الطائف أو الحرب، إما القبول باتفاق الدوحة أو الحرب، واليوم مطلوب إما القبول برئيس يكون مع المحور الايراني او الفراغ الذي لا أجل له...

 

الاحتلال الإيراني للعراق … الحقيقة المرة

داود البصري/السياسة/25 تشرين الأول/14

 التصريح الواضح الذي اطلقه القيادي الكردي العراقي المخضرم محمود عثمان حول كون جنرال فيلق القدس الايراني للحرس الثوري قاسم سليماني يصول ويجول في العراق كأنه رئيس للبلاد, ليس مجرد نكتة سمجة ولا حديث من احاديث الخرافة بل انه للاسف الواقع الميداني المعاش بكل تفاصيله. لقد هلل الكثيرون وطبلوا لرحيل نوري المالكي عن صدارة رئاسة الحكومة بعد الانقلاب البريطاني الاميركي الذي ابعده, ليأتي خليفته من نفس نوعه وحزبه ولكن بفرعه البريطاني وليس الطهراني وهو الباشمهندس حيدر العبادي الذي تكلم كثيرا واطلق وعودا اكثر وحاول تغيير الصورة النمطية المعروفة عن رئيس الحكومة واوحى للبعض بانه مختلف وسيدير امور السلطة بطريقة مختلفة وانه سيركز على سيادة وعدالة الدولة العراقية وسيحاول ابعاد شبح الميليشيات الطائفية عن اثارة الفوضى في الشارع العراقي, الا ان ممارساته وتحركاته وتشكيلته الحكومية التي اكتملت بتسليم الملف الامني العراقي الحساس بابعاده الطائفية لاحد اخطر التنظيمات الارهابية الطائفية الايرانية الولاء وهي عصابة بدر التي يقودها الحرسي القديم والمعروف هادي العامري وحيث تم تسليم احد اتباعه وزارة الداخلية. في خطوة مثيرة للسخرية لا تحمل من معاني المناورات السياسية شيئا سوى الاعتراف بان تبعية حيدر العبادي للسياسة الايرانية لا تختلف منهجيا وسلوكيا وصميميا عن سياسة سلفه الطالح نوري المالكي لا بل ان القيادي الكردي قد اكد ايضا على كون العبادي اشد واكثر تبعية لنظام ملالي ايران من المالكي وقد عبرت تلك الحقيقة عن نفسها من خلال تصريحاته المعادية لدول الجوار العربية (السعودية والامارات وكذلك تركيا) وارتمائه في احضان السياسة الايرانية بدعوته لالغاء التاشيرات بين البلدين وبالسماح الواضح بتدفق المقاتلين الايرانيين للعراق من صنوف الحرس الثوري وبقية العصابات الطائفية العراقية التابعة لها, كالعصائب والبدريين وكتائب حزب الله وغيرها من العناوين والرموز الطائفية الرثة, وصمت العبادي المطبق كذلك عن التصريحات الرسمية الايرانية التي تتباهى بدورها في حماية بغداد واربيل وتحرير امرلي وغيرها من البطولات والعنتريات التي الغت كرامة الجيش والشعب العراقي ليتم التفاخر ببطولات غلمان ولي الملالي الفقيه على عينك يا تاجر! ثم لتاتي فضيحة الارهاب الاسود وعمليات الاختطاف والابتزاز التي تمارسها عصابات العصائب دون رد من الدولة رغم ان الشرطة العراقية باتت تشتبك مع تلك الجماعات وتحاول حماية المواطن العراقي الا ان رئيس الحكومة حيدر العبادي في واد اخر ومختلف تماما بعد ان تحول للاسف لناطور في خدمة قوات الاحتلال الايرانية التي تعلن رسميا حمايتها للعتبات المقدسة وكأن تلك العتبات من املاك النظام الايراني وليس من مسؤولية الشعب العراقي الذي احتضنها لمئات السنين. اي صلف ذلك الذي يتفاخر به نظام طهران? واي تبعية مخجلة ومواقف مزرية تصدر من رئاسة الحكومة التي يبدو انها تعيش في عالمها الخاص بعد الزيادة المضطردة والكبيرة والخطيرة في عمليات التفخيخ والارهاب والقتل الطائفي وفي قصف المدن وادارة الفوضى, وعدم التمكن من حماية الناس ومصالحهم وحياتهم وارزاقهم, نعم الحقائق الميدانية الصارخة تقول ان العراق في عهد الدعوي البريطاني يعيش تحت سنابك الاحتلال الايراني بطريقة مباشرة من خلال امساك عملاء ايران التاريخيين وجواسيسهم من العراقيين بتلابيب الملفات الامنية والوزارات السيادية والعسكرية, او غير مباشرة من خلال حرية تجول جنرالات حرس الملالي الثوري في المدن العراقية وهم يتباهون مع اتباعهم من العملاء بصولاتهم وجولاتهم وبالتقاطهم للصور التذكارية المثيرة للسخرية والمنتهكة للسيادة العراقية ان كانت هنالك سيادة من نوع ما في العراق. لم يكذب القيادي الكردي محمود عثمان وليس في حديثه مبالغة سيما وانه معروف بصراحته في مواقف سابقة, ومنها اعترافه بملف العلاقات الكردية الاسرائيلية سابقا الاحتلال الايراني للعراق ثمرة حقيقية لسياسة احزاب التخادم الطائفية التي نشأت اصلا في المختبرات الحرسية الايرانية لتحقق الحلم الايراني الكبير بالشرق الاوسط الايراني. فهل سينتفض العراقيون ليمحوا عار وذل احتلال نظام ملالي التخلف لبلادهم? ام انهم كالعادة ينتظرون الفرج من (الاستكبار العالمي) لاسيما انهم حاليا في حالة انشغال بموسم اللطم والتطبير الساخن? ولا حول ولا قوة الا بالله.

 

مسمار» أردوغان في «عين العرب» الكردية!

  أسعد حيدر/المستقبل/25 تشرين الأول/14

علّق الرئيس رجب الطيب أردوغان، «سلة» مطالبه وطموحاته، على «المسمار» الذي زرعه في «عين العرب» (كوباني) وجلس يناور بهدوء وبرودة قاسية، غير آبه بحرارة القذائف والدماء التي يسمعها ويراها على الحدود. لا يمكن تجاهل تركيا موقعاً ودوراً وأمناً قوميًّا. العودة اليها، لها شروطها ومطالبها مع الكثير من الملح المرشوش على الجرح ثأراً لما وقع سابقاً. أردوغان يخوض عبر «عين العرب» (كوباني) عدة معارك في معركة واحدة.

رغم أن تركيا عضو في الحلف الأطلسي، وحليف تاريخي للولايات المتحدة الأميركية، فإن الاثنين أصيبا بالصمم أمام صوت أردوغان مما يراه ويريده في سوريا. أوباما، لم يلتفت الى رأي أحد حول سوريا، بمن فيهم أردوغان. منذ اليوم الأول أرادها حرب «استنزاف» طويلة لا يخرج منها أحد سليما أو كما كان، خصوصاً بشار الأسد، والسوريين وإيران وروسيا. نجح أوباما في هذا الموقف كما لم ينجح أحد من قبل. وصلت الحرب في سوريا الى أن تكون جزءاً أساسيًّا من حرب دولية، ولم يتأثر، لأنه بقي بعيداً وبلا كلفة بشرية ولا مالية.

يعرف أردوغان أن سقوط عين العرب، يضع «داعش» على حدوده لتضم «الدولة الاسلامية» أراضي من العراق وسوريا حتى الآن. يفضل أردوغان «كوليرا» «داعش» على «سرطان» الأكراد ومطالبهم. كاد الأكراد في سوريا أن يحققوا «حلمهم»، والآن خسروا، لم يعرفوا كيف يلعبون اللعبة. وقفوا ضد الثورة فسقطوا في شباك الأسد. وبقوا معادين لتركيا، فأصبح «الحزب الديمقراطي» حزباً ارهابيًّا مرفوضاً في تركيا. الآن إما أن يعرف الأكراد كيف يلعبون بذكاء ودراية لموقعهم المحاصر أو يتجاهلون قواعد «اللعبة» فيخسرون مجاناً.

الرئيس أردوغان يعلن علناً ما كان يقوله مجزأً وأحياناً سراً. أولاً سقوط الرئيس بشار الأسد. هذا المطلب يقربه من السوريين الثائرين ومن الدول العربية خصوصاً السعودية رغم الحساسية من «الاخوان المسلمين»، وأن يقبل الأكراد في سوريا الانفصال عن حزب P.K.K التركي وهذا المطلب يقوّيه شعبيًّا في تركيا. دون ذلك لن يسمح بالمساعدات للمقاتلين في «عين العرب» إلا بما يضمن استمرار «حرب الاستنزاف» لداعش وللأكراد في وقت واحد. ضمن ضرباته التكتيكية وافق أردوغان على مرور 1500 مقاتل من «الجيش الحر» وخفض عدد البشمركة من 1500 الى 150 مقاتلاً. الأكراد في «عين العرب»، يقبلون بقوات «الجيش الحر» الذين يقاتلون معهم الآن، ويرفضون القادمين عبر الحدود التركية. الضد وضدّه معاً في الميدان.

لا يمكن أن يقبل أردوغان أيضاً تجاهل دور تركيا وما تريده، في وقت تغضّ فيه واشنطن النظر عن الدور الايراني في سوريا. اعادة التوازن الى الدورين، في صلب المناورات الأردوغانية. لا يستقيم أن تستمر إيران في مدّ الأسد ونظامه بالمال والخبراء وحتى الرجال مؤخراً، الى جانب «حزب الله» وميليشيات «أبو الفضل العباس» من العراقيين الشيعة، وأن يقفل الباب أمام تركيا وأردوغان الى سوريا الجارة والجزء من أمنها الاستراتيجي.

يرى الأميركيون، ان اعادة بناء الجيش العراقي تتطلب عدة أشهر. واستعادة الموصل، ليست قبل سنة من الآن. اذاً الحرب ضد «داعش» مستمرة في العراق لما بعد سنة، بعدها يتم البحث حول سوريا. من يصمد في «حرب الاستنزاف» القائمة حاليًّا يكون لرأيه موقع في صياغة النظام السياسي الذي سيتشكل في المنطقة. إيران تدفع كثيراً وتركيا مثل اميركا تدفع من كيس السوريين وقطر. إيران لم تعد تخفي طموحاتها ولا تغطي «أوراقها» في «سلة» المفاوضات. أصبحت طهران تعلن مصادر قوتها. الجنرال سلامي نائب قائد الحرس قالها بوضوح «إن إيران أقوى من أمريكا في المنطقة فهي تمسك الآن بالعراق واليمن وهي موجودة على الضفة الشرقية للبحر المتوسط أي سوريا ولبنان».  عندما يقول ذلك الايرانيون علناً، فهل يمكن للأتراك القبول بالتضحية بنفوذهم ومصالحهم لمصلحة «الايراني الشره»؟ يبقى في كل هذا التنافس الذي يجري تحت أنظار «النسر الأميركي»، أن العرب ضحايا يدفعون ثمن ضعفهم وغيابهم عن ملء موقعهم في «لعبة الأمم».

 

النائب قاسم عبدالعزيز لـ «المستقبل»: لا للإمارة والأمن الذاتي والضنية ليست ممراً لـ«داعش».. ولن تكون

فاطمة حوحو/المستقبل

25 تشرين الأول/14

الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني أمس، في القبض على أول مجموعة تضم لبنانيين تعترف بانتمائها الى «داعش»، في بلدة عاصون بمنطقة الضنية، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ضرورة «ترك الخبز للخباز»، وعدم التدخل في ما يقوم به من مهام لحماية لبنان من الارهاب وحماية اللبنانيين، ليس فقط من إرهابيي الخارج وإنما أيضاً من أياديه الداخلية أينما وجدت ومعالجة اي حالة قد تؤشر الى إمكان تشكيل مثل هذه المجموعات وسحب البساط من تحت أرجل المحرضين، عبر معالجة سياسية وأمنية للدوافع، ومنها ما هو معروف ويتطلب قراراً واضحاً بإغلاق الحدود وسحب مقاتلي «حزب الله» من سوريا لإخراج الدب من كرمنا، والسؤال هل تعي بعض القوى الداخلية مسؤوليتها في عدم ترك الفراغ قائماً في المؤسسات، لأن البديل سيكون الفلتان والفتن والإرهاب المتنقل والدويلات؟

لقد أثبتت عملية عاصون أن العين الساهرة على الوطن لا تنام وأن الضنية مثلها مثل بقية مناطق الشمال تحت سلطة الدولة وقواها الأمنية وهي حاضنة للجيش ولن تكون ممراً أو مستقراً لـ«داعش»، ولن تقبل بأي وجود مسلح غير القوى الرسمية اللبنانية.

يقول نائب منطقة الضنية في كتلة «المستقبل» قاسم عبدالعزيز لـ«المستقبل» إن عملية الجيش التي استهدفت الخلية الإرهابية في عاصون «كانت ناجحة ولم تحصل خسائر، فمن قتلوا ليسوا من أبناء الضنية، فالضنية ليست بؤرة للإرهاب، ونجاح العملية يؤكد أن لا بيئة حاضنة للإرهابيين، ومن كانوا في الشقة جاؤوا قبل فترة وجيزة واستأجروا منزلاً بحجة أنهم من أصحاب هواية الصيد البري، وربما اعتقدوا أن المنطقة ستكون ملاذاً آمناً لهم، لكن محاولتهم لإبعاد الشكوك عنهم فشلت، عبر اختيارهم منطقة لا يوجد فيها أي مؤسسة أمنية، لا ثكنات للجيش اللبناني أو مراكز عسكرية، معتبرين أن المنطقة آمنة وهادئة وبإمكانهم التحرك، ونحن نتمنى أن تكون حالة فردية وأن لا تتكرر في أي منطقة أو بلدة أخرى».

ويؤكد أن «أهالي المنطقة متعاونون مع الأجهزة الأمنية، والضنية تحتضن الدولة وتريد أن تمارس كل المؤسسات الأمنية والعسكرية دورها في حمايتها من أي مجموعات إرهابية ومن أي محاولات لتعكير صفو الأمن».

وعن التحذيرات من وجود مجموعات وخلايا نائمة لـ«داعش» ومخطط لاستخدام الشمال في عمليات من أجل إيجاد منفذ للدولة الإسلامية على البحر يقول: «الضنية بعيدة عن خط الساحل وقرانا جبلية، والمجموعة التي تم التعامل معها كان أفرادها موجودين في منطقة ساحلية، لا أعتقد أن التخطيط كان بهذا الحجم بالنسبة إليهم، أعتقد أنهم لجأوا إلى المنطقة لاعتبارها منطقة آمنة بعيداً عن الأعين معتبرين أن لا ضوء أمنياً مركزاً في المنطقة، وبإمكانهم التواجد من دون شكوك إثارة شكوك الأهالي، إذ اختاروا منطقة قريبة من مستشفى سير الحكومي في عاصون، وهي منطقة لا يقصدها إلا زوار المستشفى والسكان الذين يعيشون في محيطه».

ويلفت إلى أنه لم يتلقَّ أي تحذيرات أمنية كنائب عن المنطقة قبل حصول العملية كما جرى مع النائب أحمد فتفت الذي يُعتبر من صقور 14 آذار وعليه أخذ الحيطة والحذر الشديدين.

ويشدد على أن هذه العملية خلقت نوعاً من الصحوة لدى أهالي المنطقة، إذ تنبهوا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أي غريب، كما أن من يؤجر شققاً للنازحين السوريين عليه أن يتنبّه من تغلغل أشخاص خطرين، ولا بد من الحذر في كل الأحوال والتنسيق مع السلطات الأمنية في حال الاشتباه بأي شيء في المنطقة، ونحن من خلال تواصلنا مع الأهالي نؤكد لهم أن ملاذنا الدولة والمؤسسات، ولا بد من الحيطة والحذر لأن الضنية لم تكن ولن تكون مأوى للإرهاب، ولن يجد الإرهابيون موطئ قدم لهم فيها ولأي شخص قد يفكر بضرب المؤسسات والقوى الأمنية، وولاء أهلها للوطن وللمؤسسة العسكرية».

ويضيف: «في الوقت الذي يروّج فيه البعض أن المؤسسة العسكرية مستهدفة من أهل الشمال، وهو كلام تحريضي غير صحيح، أنا شخصياً أعرف أن هناك مئات الطلبات قدمت من شباب المنطقة من أجل الانتساب إلى الكلية الحربية وإلى صفوف الجيش وأمن الدولة وقوى الأمن الداخلي، هناك هجمة قوية من أجل الانتساب إلى المؤسسات التابعة للدولة، وهذا ما يؤكد أن الشمال والضنية لا يمكن أن يكونا أرضية صالحة للإرهابيين».

ويلفت الى أن «منطقة الشمال هي خزان الجيش اللبناني، وولاؤها الوحيد للدولة، ولا تريد مشاريع الإمارة أو الإمارات، ولا تسعى إلى أي أمن ذاتي، وخيارها الوحيد الانتماء للدولة والشرعية. ومنطقة الضنية أهلها مع الاعتدال ومع الدولة وليس مع التطرّف والدويلات. ونحن من خلال لقاءاتنا مع الأهالي نشدد على هدفنا في تقوية مؤسسات الدولة وفي دعم الشرعية لأخذ دورها وتحقيق السيادة، ليس فقط في الشمال، وإنما في كل المناطق اللبنانية حتى يعم الأمن والأمان الجميع».

 

««حزب الله» وأوهام الانتصارات .. في الداخل والخارج

فاطمة حوحو/المستقبل

25 تشرين الأول/14

لم تكد الرسالة الايرانية الى الولايات المتحدة الاميركية التي تم الكشف عنها خلال اليومين الماضيين، تنتشر عبر الاعلام، بعد اعتراف نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان بأن بلاده حذرت واشنطن من ان «أمن اسرائيل سيكون في خطر في حال سعت الولايات المتحدة وحلفاؤها للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد تحت مسمى محاربة الجماعات المتطرفة»، حتى صعّد «حزب الله» من خطابه في الداخل، عبر اعلان جاهزية الحزب في الجنوب وسوريا دفاعاً عن النظام السوري، محاولاً اقناع جمهوره بأن «النصرة» و«داعش» واسرائيل واحد، وبذلك تكون ايران قد اوصلت الرسالة اللازمة بأن القضاء على بشار الاسد سوف يؤدي الى القضاء على أمن اسرائيل، ومن هذا المنطلق كانت عملية شبعا. هذا في وقت تتأكد فيه الشكوك بأن الاسد، وفق ما اعلنه الرئيس التركي السابق عبدالله غول، اجرى اتصالات مباشرة في العام 2008 برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في اطار المفاوضات السرية بين دمشق وتل ابيب تحت عنوان «السلام».

وبما ان ايران تخاف على فقدان قاعدتها العسكرية في سوريا، بعد اعلان التحالف الدولي مكافحة الارهاب وضرب «داعش»، فإن رسالة رئيس جهاز الامن القومي الايراني علي شمخاني كانت واضحة لرئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، والتي دعته الى التخلي عن «اتفاق بعبدا» والتنسيق مع الحكومة السورية للمساعدة في حل ازمة الحدود والنزوح. وبالطبع فإن الحكومة اللبنانية لن ترضخ لطلبات ايرانية من هذا النوع، وبذلك يكون «حزب الله» مدعواً الى التنفيذ وهذا ما يفسر كلام نائب رئيس الهيئة التنفيذية في الحزب الشيخ نبيل قاووق الذي رفع النبرة عالياً بأن «حزب الله سيكون حيث يجب ان يكون»، مدعياً انه «قدّم للبنانيين استراتيجية دفاع وطنية (الجيش والشعب والمقاومة) تحمي لبنان ونحن لن نقصر». وأكد «لا تنقصنا الجرأة على حسم المعركة كما حسمناها في القصير ويبرود»، متوجهاً الى التكفيريين وحلفائهم في الجيش الحر بالقول: «سنهزمكم وسنسحقكم».

وبعد ان سأل هل المطلوب ان نتفرج ليجربوا حظهم في بريتال وعرسال، اكد تطلّع الحزب الى اكمال المعركة والانتصار.

وفي كل هذا الكلام يتجاهل «حزب الله» الذي تغنى بالجيش اللبناني «لغاية في نفس يعقوب» في عرسال، ثم عاد ليتراجع ويشكك بدوره، انه يسعى مجدداً الى الفتنة في عرسال ويضرب عرض الحائط بكل قرارات الاجماع الوطني على دعم الجيش اللبناني كقوة شرعية وحيدة على الارض لمعالجة الوضع الامني وحماية لبنان، وينفرد من جديد بقرار الحرب والسلم داخلياً وخارجياً من سوريا الى لبنان الى اسرائيل، وهو ما يوجب ربما التعامل بجدية مع هذه «العنتريات» التي ستوصل البلاد الى آفاق مسدودة وتجعل من لبنان ساحة لاستقدام الارهابيين وتنفيذ اجندتهم التي يحكى عنها ويحذر منها «الحزب الالهي» بالذات لغاية وحيدة هي حماية بشار الاسد.

حوري: الجيش مسؤول حصراً عن حماية اللبنانيين

ويعلّق عضو كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري على كلام قاووق وتهديدات «حزب الله» بالقول إن «حزب الله» لا يزال غير مؤمن بمنطق الدولة وفي مراحل متفرقة، اعتقدنا أنه يؤمن بوجود السلطتين، أي سلطة الدولة وسلطته. ولكن على ما يبدو ومن خلال ما يقول قاووق وغيره، يؤكد أن الحزب يؤمن بسلطته الحصرية فقط على كامل الأراضي اللبنانية، وهو لم يعد يقيم أي وزن أو اهتمام للجيش اللبناني أو للقوى الأمنية».

ويؤكد «نحن مقتنعون ومصممون على إيمان لا يتزعزع بالجيش وبالقوى الأمنية حصراً لحماية اللبنانيين سواء على الحدود أو في الداخل، «حزب الله» في مرحلة من المراحل قاد مقاومة ضد العدو الإسرائيلي ومنذ أن انحرفت بندقيته عن اتجاهها الأساس دخلت في مستنقعات مختلفة وأهم تلك المستنقعات المستنقع السوري».

ورأى أن «المنطق الذي يفيد في هذه المرحلة هو منطق الدولة والاتحاد حول هذا المنطق ودعم الجيش اللبناني، وأعتقد أن أهم شيء يمكن أن يقوم به حزب الله تجاه الجيش اللبناني هو تسليمه كامل سلاحه ليصبح بعهدة الجيش أو بالحد الأدنى، تسليم الجيش اللبناني إمرة هذا السلاح ليتمكن من تعزيز خطواته».

ويضيف: «قرار الحرب والسلم دستورياً هو بيد الدولة وحين شكلت هذه الحكومة جرى خلاف حول موضوع ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» وتم حسم الأمر بحيث أنها لم تدرج في البيان الوزاري وبالتالي لم تعد قائمة وموجودة دستورياً، وقد اتفق أعضاء الحكومة وأقروا بأن أي توجه يجب أن يحظى بإجماع كل الأعضاء. لذلك فإن حزب الله مطالب بإعادة قراءة البيان الوزاري من جديد وإعادة تأكيد التزامه بما تم الاتفاق عليه بدءاً من إعلان بعبدا الذي تخلى عنه وصولاً إلى مقررات الحكومة الحالية».

وأكد «منطقنا هو منطق الدفاع عن لبنان ولسنا في وارد الدفاع عن الإرهابيين. وقد استمعنا بالأمس إلى اللهيان الذي قال إن سقوط الأسد سيلهب إسرائيل ويهز أمنها، بمعنى آخر الإيرانيون يقولون إن نظام بشار الأسد هو الضامن لأمن إسرائيل. وطالما هذا هو المنطق، أعتقد أن على «حزب الله» الإسراع بهز أمن إسرائيل من خلال وضع يده مع الثوار السوريين».

المعلوف: الاستراتيجية الدفاعية سقطت

من جهته، يقول عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزف المعلوف أن «حزب الله يضرب عرض الحائط بوجود الدولة ككل، وكأن لا وجود للدولة ولا لأي سلطات فيها، كما أنه يلغي كل الشركاء في الوطن، وكأن الوطن بيده فقط وهو وحده قادر على التصرف بشعبه ومصيره. حزب الله يتصرف على هواه عبر التمسّك باستراتيجية دفاعية سقطت كونها لم تعد استراتيجية وطنية وإنما استراتيجية تحمي سلاح الحزب. وكنا نتحفظ عليها ولذلك لم يوافق عليها فريق 14 آذار لدى تشكيل الحكومة الحالية التي أسقطت من بيانها الوزاري مقولة «الجيش والشعب والمقاومة» ولم تعد الأطراف اللبنانية تتبناها وبالتالي فقدت نصابها الوطني».

ويعتبر أن «محاولة حزب الله استعادة هذه الاستراتيجية في خطابه إثبات أن أي توافق معه أو أي تلاق ممكن أن يحصل حول بعض الأفكار يبقى حبراً على ورق، فالحزب يتخلى عن كل ما يتم الاتفاق عليه عندما يناسبه الأمر».

ويأسف «لأن حزب الله لم يصل إلى مكان يعرف فيه أن هناك دولة اسمها لبنان وأن هناك كياناً عليه الاستمرار وأن هناك شركاء في الوطن لا يزالون حتى اليوم يحاولون مدّ اليد له للوصول إلى شراكة حقيقية، بينما فعلياً فإن هذا الحزب يضرب كل مبادئ هذه الشراكة والكيان اللبناني ويتبرأ بشكل مطلق من كل السلطات الشرعية السياسية ولا يحترم القوى العسكرية ويتصرف عكس الكلام الذي تقوله قياداته حيناً لتعود مرة ثانية وتقول عكسه تماماً».

ويؤكد أن «استمرار حزب الله في استكباره وتعنته ليس دليل قوة بل دليل ضعف. وأتمنى أن يعي قريباً أن القوة هي في توحيد الوطن والتصدي فعلياً للأخطار وليس لأخذه إلى غياهب المجهول مثلما فعل في العام 2006».

 

الرئاسة الأولى والبرلمان بين «القَطْع».. والتمديد

بول شاوول/المستقبل

25 تشرين الأول/14

أيام حروب الآخرين على لبنان بأقنعة الميليشيات والأحزاب المحلية وبأسلحتهم وجنونهم، وعندما «أًغلق« لبنان الكبير بواباته لتسرح الكانتونات المذهبية، إما بعلمانية «عالية» أو بعنفوانية «لا تزحزحها الريح«... أيام تلك الحروب كان يُجدد لمجلس النواب، وتنتخب رئاسة الجمهورية. الانتخابات النيابية عاصية ونابية، لكن الرئاسية كانت واقعة لا محالة، على الرغم من المعارك والقصف على البرلمان وحوله، لمنع انتخاب رئيس للجمهورية، هذا عندما كانت ثمة «تعددية» وصايات تقتسم الأرض والجغرافيا والناس والطوائف الكريمة: بين اسرائيل ومنظمة التحرير والنظام السوري... وامتداد هؤلاء بلا رحمة، ولا حساب.  ثم، وبعد استفحال أمور الوصايات وانفراد السورية في لبنان على أنقاض الجولان طبعاً. باتت تجارب الرئاسة من نصف «إلى الأبد» إلى ربعه... أو إلى طرف منه، لتمدد للمجلس النيابي تلقائياً، و»غريزياً» ويُجدد «للرئيس «بيسر» الوصاية وعُسر السيادة؛ مُدّد للرئيس الياس الهراوي مرات، وللرئيس الأشم كأرز لبنان وصنين أميل لحود. فكأنما اجراء الانتخابات الرئاسية انتقل من الالتزام بالأصل الدستوري... إلى الالتزام «بأجل» الوصاية السورية ذات الشعار الرئاسي الأثيري «الرئيس الأسد من الأبد إلى الأبد» (أسوة بصدام حسين، وعلي بن صالح (الحوثي حالياً!) والقذافي...

وكأنما كان يعني ذلك منع الشغور (بالشغور) على الصعيد الحكومي والنيابي والرئاسي: المؤسسات السياسية الأساسية. ممنوع الشغور ولو بالشغور! قبل الطائف وبعده. وإذا كان الطائف «محطة» ميثاقية كما يقال، فقد أرادت الوصايات أن تحرص على هذه «الميثاقية» ولو باللاميثاقية. أي ولو بالشكلية. فهذه الشكلية الدستورية أفضل من عدم وجودها!

إنه الحرص. والحرز. حرص «الأصابع» الخارجية على تسيير البلد المصادر والمقسم أو «المُلملمَ« أو «الملهم» بعد (الطائف) أو قبله. فلتبق «المؤسسات» شغالة، على اهترائها؛ وهكذا بقيت الأمور حتى بدأت اعداد الوصايات «تتضاءل» لمصلحة بعضها الآخر. من انسحاب اسرائيل من الجنوب، إلى خروج المقاومة الفلسطينية. فإلى تسليم الميليشيات أسلحتها، فإلى المحطة الاستقلالية الكبرى: اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقيام ثورة الأرز، وانسحاب الجيش السوري... لكن بقاء حزب الوصايتين الإيرانية والبعثية!

هنا، كان للانتخابات النيابية ما يوحي كثيراً بعودة «الصراع» السياسي وممارسة حق الاقتراع، وتأليف الحكومات، واسقاطها، وكذلك رئاسة الجمهورية وخصوصاً بعد مؤتمر الدوحة!

لكن الغريب، هنا، أن سلاح حزب محتشمي بقي بأيدي الميليشيات الالهية المعروفة بوفرة متصاعدة حتى بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي وتسليمه إلى «الاحتلال» الإيراني: احتلال مقابل احتلال والتحرير بينهما. بمعنى آخر، بقي سلاح «التحرير» لينتقل من الجنوب إلى كل لبنان: تحرير آخر برسم التحرير: الهيمنة شبه الأحادية لإيران بعد سوريا البعث. سلاح نسي «هويته» الأصلية (هذا إذا كان له هوية أصلية غير إيرانية!) في وسط شعب غير مسلح، الميليشيات السابقة انخرطت في الدولة، ولجأت إلى اللعبة الديموقراطية. لكن السلاح الميليشوي الإيراني، تعزز، بحجة تحرير مزارع شبعا! ثم تحرير «القدس»، ثم تحرير فلسطين (شعارات قديمة) ، تحت راية الممانعة والمقاومة «المتجددة»، في دورها السياسي. الداخلي. شَّرفتنا المقاومة المذهبية بكل سلاحها، لتصنع بها المعادلة السياسية. أو محاولة الاستيلاء على السلطة، والنظام الكيان، وتدمير كل ما بُني على امتداد عقود وقرون؛ فهذه المقاومة باتت نظرياً «ضد اسرائيل» (بعد حرب 2006)، وفعلياً ضد كل ما صنع هذا البلد، من «حرية» (ولو نسبية) ووحدة أراض ومؤسسات وسيادة مستحقة بعد ثورة الأرز. لا شيء إذاً! تُجرى الانتخابات النيابية ثم يُعطل المجلس. الشغور الملتبس. ثم تؤلف الحكومة لتُعطل. (انسحاب خواجات الحزب منها لضرب ميثاقيتها!) . ثم تنتخب رئيساً للجمهورية. ليكون على شاكلة اميل لحود مثلاً! وعندما يتمنّع الرئيس عن قبول هذا الدور، «تُعطل» الرئاسة نفسها. وعندما يحين استحقاق الانتخاب الرئاسي يقاطع جلساته «عباقرة» الحزب... ومن في أذيالهم ولفيفهم. الركيزة الثلاثية: برلمان، حكومة، رئاسة جمهورية! المثلث الحاكم بات من الصعب أن يستمر في قوائمه الثلاث: أحياناً رئاسة جمهورية بلا حكومة، أحياناً كما هي الحال اليوم، حكومة بلا رئاسة... لكن البرلمان يُجدد له، والحكومة «تؤلف» (لكي لا تؤلف!)، حكم بلا رأس، بحكومة «لا حول لها ولا قوة» إزاء ما يُنسج للبنان من مؤامرات إيرانية اسرائيلية سورية أو ما يحيط به من مخاطر حالية (حزب الله يذهب إلى سوريا لمحاربة الشعب السوري، لتأتي الينا وإليه، حركات إرهابية مثل داعش والنصرة! ذهب الحزب بمقاتليه إلى سوريا، فاستجلب ارهابيين إلى لبنان. وهكذا، غرق الحزب المُوحِل أصلاً في وحول الدماء السورية، وها هو يفتح على لبنان.. مجاري دماء جديدة! رائع! مع هذا، وعلى الرغم من كل هذه المجازفات، والمخاطر المحدقة التي استجلبها. كأنما هذا الحزب «الفارسي» مُصِرُّ على تدمير ما تبقى من مؤسسات في لبنان: الجيش؟ إما أن يكون وراءنا أو نعطله (كما فعلنا في أمور البرلمان والحكومة والرئاسة) أو «نؤبلسه». الجيش وراءنا... بسلاحه المحدود. يمكن أن نورطه في عبرا. في طرابلس... في صيدا... في عرسال. واذا تمنعت «قيادته» نتهمها بالتقصير (صحافة الحزب ومرتزقته جاهزون! للمهمة العروبية الوطنية) وهذا بالتحديد كما يقول الحزب هو فحوى الثلاثية التي «باضت» بحصاً، وخراباً. أين ثلاثية «الشعب ، الجيش، المقاومة» ! بدعة عبقرية بعد زوال زمن الميليشيات: كل الميليشيات السابقة لم تجترح عقولها مثل هذه الابتكارات والصيغ، ولم «تخترع» معادلة تستوعب كل الشعب وتنفذ عمالتها باسمه، وجرائمها باسمه وغزواتها باسمه! فمن أين هذه «العبقريات» المتفجرة من رؤوس «بتوع» حزب الله! فقد اكتفت كل ميليشا سابقة باستيعاب ما تيسر من ناسها وجغرافياتها، وقعدت عليهم! كانتونات محدودة اشبه بادارات ميليشيوية (غير مدنية! طبعاً). اما حزب العمالة فأشواقه أكبر من رؤوسه، و»أزمنته» لا يتسع لها كل هذا الزمن الضيق، ومشروعه أعظم من هذا «اللبنان» الضيق بآماله. هذا اللبنان الذي «صنعه» محمد رعد ونعيم قاسم... وقبلهما وقبل «سفر التكوين» الحزبي، لم يكن موجوداً! وهكذا قال حزب محتشمي للبنان «كن فكان»! هكذا. من العدم صاغ وطناً، واخترع له «شعباً» من مخيلته ايضاً: فالشعب اللبناني لولا حزب الله لاندثر. فهو حاميه من الارهاب، ومن اسرائيل ومن الفساد والكبتاغون وايران والأدوية المزورة.... حاميه من نفسه ذاتها. ولهذا يجب ان يخترع له، طريق حياة جديدة و»صلاة» جديدة وصراط «حُكم» مستقيماً جديداً، على رأسه من فوق «مرشد» «أصلي» كبير في «أولمب إيران»، ومرشد من تحت صغير بين الأنفاق والأقبية! وهذا الشعب الجديد (هتلر أراد اختراع انسان جديد! انسان خارق! لكن آري!) وما تبقى من برلمان، وحكومة ورئاسة جمهورية فهي عناصر دمار، وخراب، خصوصاً إذا بدأت فيها الانتخابات تعيد تكوين «عاداتها» الديموقراطية! لا شيء! من كل هذا. نحن (يقول حزب سليماني!) نريد أرضاً بكراً جديدة. ترابها جديد، منقول من الخارج. نباتها جديد من الخارج. مياهها جديدة تجري من تحتها الأنهار! انسانها جديد... (يشبه قايين! لا هابيل) وشعبها جديد: نعم! فلمَ لا نفكر نحن الحزب مستقبلاً في «الترانسفير» (كما فعل ستالين، وهتلر وصدام حسين، وحافظ الأسد) وهذا ما فعلناه في مناطقنا وكانتوناتنا. أوليس هذا ما حاولت الميليشيات التي سبقتنا ومقاوماتها ان تفعله وفشلت؟

إذاً. نحن ننجح. ولمَ لا! وهذا خامنئي ، هذه المعجزة الالهية على الأرض البشرية، ألم يفعلها في سوريا... (وقبلها فعلت في ما يسمى عربستان؟) والعراق واليمن ولبنان! انه «خالق» الأوطان الجديد، المرشد خامنئي. محرك الجغرافيات الجديدة. ماحق الحدود القديمة. محرق التواريخ العربية البالية.. وها هي المدن تسقط بين يديه «الطاهرتين» من شدة نفور الدم، من بيروت، إلى بغداد، إلى دمشق، إلى صنعاء. مدن عربية أربع في يد فارسية واحدة! يا للخَلْق! شكراً أيها الخالق! تنام المدن «عربية» وتستيقظ «فارسية». يا لمعجزاتك يا رب السموات، أيها الجبار، السميع، المجيب، العليم! وصار «أنموذجَ الخالق« ناجحاً إلى حد كبير بدءاً من العراق بمساعدة الولايات المتحدة حيث تمّ «تشييع» العراق ثم الجنوب اللبناني حيث تم «تشييعه». ثم سوريا... على الطريق وها هو اليمن من صنعائه.... يتهاوى بين براثن حوثيي إيران. الهلال الصهيوني (معدلاً) شغّال. أو هكذا يبدو لمجانين بني فارس. إذاً، فالفوضى في كل الاتجاهات فحيثما تكن ايران ليعمّ الخراب! (اعتنقت الأيديولوجيا الصهيونية بنجابة مذهلة!). وحيثما تكن أدواتها (حزب الله الآري اللبناني والآخر الزردشتي العراقي... والآخر فيلق القدس العِبري... وصولاً إلى الحُوثي!). فلتُعطل الحكومات إذا لم تؤخذ. وتشلّ اذا لم تستوعب. وتُدّمَّر إذا لم تُحتوَ. والنموذج الاسرائيلي في فلسطين ولبنان فاقع، يجذب العقل الايراني كما يجذب العسل الذباب! ما أغرب هذا التماهي بين صهيونية اسرائيل ونازية النظام الايراني! وما اشبه جنون صدام النرجسي بجنون المرشد النرجسي، وما اشبه ميغالومانية القذافي بميغالومانية الإيرانيين من مسؤولين وقادة! جنون العظمة هو مرض الطغاة! والنرجسية مرض التوسع التخيلي الهش! ومن الطبيعي أن يُصاب أبناء الملالي في لبنان بنرجسية ملاليهم: هل سمعتم محمد رعد يقول إن لبنان لم يكن موجوداً قبل «حزبه» الذي صُنع في مصانع «البالات» في إيران؟ تأملوا! هل قرأتم أو سمعتم احداً، غير ضيوف مصحات حزب الله يقول إن وطنه (المفترض) لم يكن موجوداً قبله! أَإلى هذه الدرجة احترقت «يوزات« رؤوس الحزب. (وكيف نسوا انهم اجراء مياومون وغير مياومين عند دولة خارجية: ومتى كان العملاء «يخلقون» أوطاناً!).

لكن هذا الجنون الذي ورثه الحزب عن «صانعيه» سيدمره، وبدأ بتدميره. ومتى كان الجنون يوصل صاحبه إلى حيث يظن انه سيصل؟ لكن المؤذي في جنون العظمة (لا تنسوا حليفهم المفدى في لبنان!) انه مدمر. عدمي. (حزب الله أوصل عدمية الميليشيات التي سبقته إلى اقصى عدميتها!). ومخرب. ولكي يُصدَّق الحزب (كإيرانه) انجازاته وفتوحاته، فليس له سوى ممارسة سياسة الأرض المحروقة، أو «الأرض اليباب» أو الفراغ المطلق. هذا ما فعلته إيران في العراق. بنت جيشاً «عراقياً» مذهبياً بمليارات الدولارات ليحمي وجودها واحتلالها هناك... لكنه انهار ككومة من الرمل امام هجوم النصرة وداعش، وافرنقع كالغبار وفرّ جنرالاته وجنوده. لا جيش اليوم في العراق. فقط ميليشيات مذهبية وحرس ثوري إيراني. وها بعض المسؤولين يعلنون سقوط بغداد، الساقطة في الفراغ، والموت والدم أصلاً! لا يسقط «ِأي شيء» في أيدي الإيرانيين إلا وتحول خراباً وقتلاً وحقداً، ودماً! فيا لهذه الفتوحات. وها صنعاء يدعي بعض المرضى الإيرانيين بإيبولا النرجسية بأنها سقطت في قبضاتهم: لكن اليمن تهدد بحرب أهلية بسبب جنون الحوثيين، واليمن اليوم، في أخطر مرحلة من مراحله. يعلنون سقوط اليمن اشلاء! فما اعظم عشقهم للاشلاء. (إيران باتت اشلاء في ايدي الملالي: ديموقراطيتها أشلاء، حرياتها أشلاء، انتخاباتها أشلاء، معارضتها في السجون... غريب كأنما تحمل إيران هذا الحجر الفلسفي الذي يحول كل ما يصل إلى أصابعها موتاً واشلاء!). وسوريا، تحت الوصاية الإيرانية. وقالها بعض قادة الفرس: دمشق سقطت تحت أقدامهم! لكن ماذا بقي من سوريا سوى اشلاء، ومن برز أخيراً في سوريا غير جنون داعش والنصرة! اليوم يتقاسم اشلاء سوريا كل من فيلق القدس وداعش والنصرة! ثلاث «إيبولات« سرطانية دفعة واحدة. إذاً سوريا واليمن والعراق لكي تسقط يجب أن تكون اشلاء. فأيدي المرشدين الايرانيين تعشق تحسّس الموت والعدم والدم.

ويبقى لبنان الذي اعلن بعض المسؤولين الإيرانيين انه سقط، تحت «مناخيرهم» من الجنوب إلى بيروت، فإلى الحدود الشمالية! وها لبنان، المعلن ساقطاً (لدى الساقطين من حزب الله ومعلميهم) يتخبط في المخاطر، وتخوفات انتقال الحروب التي استجلبتها ايران وحزبها وعميلها إلى لبنان. إذاً الخراب العزيز! وها هو رئيس الجمهورية مقطوع، والحكومة لا حول لها ولا اقوة، والجيش يُستدرج إلى خرابه. تمديد لمجلس النواب الذي بات فعلاً، مع تشريف حزب محتشمي إلى حياة السياسية مجرد حُطام! يعطل سنة وسنتين. ويقاطع. ويحاصر. ويطوق. ويهدد نوابه. اذاً الطريقة التي اتبعها الايرانيون (وقبلهم بنو صهيون) في عدد من البلدان العربية، يهتديها اهل «الهداية» الربانية عندنا في جماهيرياتهم الكانتونية. ماذا تفعل حكومة بلا رئاسة جمهورية. وما كانت تفعل رئاسة جمهورية بلا حكومة. وماذا يفعل مجلس نواب بلا رئاسة ولا حكومة... لا شيء! كأن كل هذه التجارب والمؤسسات باتت في مربعات حزب الله الأمنية، وفي مهب نرجسياته المَرَضية، وفي سياق عمالته للأهداف الإيرانية. تمديد لمجلس لا يريد انتخاب رئيس وانتخابات رئيس مجهولة الأصل. وحكومة... على شفير كل شيء!

هذا ما يفعله حزب محتشمي في لبنان، بالنيابة عن ايران الفارسية، لكي يغذي بعض «قادته» نرجسياتهم بوهم عظمتهم المنفوخة بفقاعات لفظية، وادعائهم بامتلاك بلد أكبر منهم وأعظم منهم، اسمه لبنان!

 

الراعي لن يكون شريكاً في تدوير الزوايا ومعادلة التفاوض مع عون تفاقم الأزمة الرئاسية

روزانا بومنصف /النهار

25 تشرين الأول 2014

فاجأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كثيرين بالموقف الذي اعلنه من مطار بيروت رافضا مباركة التمديد لمجلس النواب الذي كان فاتحه به الرئيس سعد الحريري في العاصمة الايطالية بذريعة عدم مباركة مخالفة الدستور مصرا على توجيه اللوم لعدم اجراء انتخابات رئاسية اولا. فالراعي قال لدى استقباله الحريري " نحن والرئيس سعد الحريري نتحدث لغة واحدة " ما ذكرمصادر مراقبة عدة بامكان استعادة زمن التفاهم مع بكركي كما كان الامر مع الرئيس رفيق الحريري والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير واشاع تفاؤلا على هذا الصعيد سرعان ما هوى بعد موقف الراعي في المطار. كان هناك لوم وعتب من هذه المصادر على الرئيس سعد الحريري لجهة خوضه معركة التمديد للمجلس وكأنها معركته او معركة تياره دون سائر الافرقاء السياسيين، ما سمح على الهامش لوزير الخارجية جبران باسيل مثلا لان يوظف مسعى الحريري في اطار خوف الاخير من الانتخابات. في حين ان التمديد للمجلس يريده رئيس المجلس نبيه بري اكثر من اي طرف وكذلك الامر بالنسبة الى " حزب الله" الذي كان طالب لدى التمديد السابق للمجلس ان تكون مدة التمديد لثلاث سنوات وليس اقل. اذ ان الحزب وفي عز انخراطه في الحرب السورية لا يستطيع خوض انتخابات نيابية لا يريدها راهنا كما لا يريد الانتخابات الرئاسية من خلال استمرار اعلان وقوفه الى جانب النائب ميشال عون. وهو موقف يوازي عدم رغبة تيار المستقبل في خوض الانتخابات لاسباب واعتبارات يقول البعض انها مادية ويقول البعض الاخر انها لوجستية في حين يتلطى الجميع وراء الاسباب الامنية وظروفها التي تحول دون اجراء الانتخابات. لكن بري وسائر الافرقاء استغلوا هذه النقطة كما لو انهم يؤدون خدمة لتيار المستقبل الذي اخذ المسألة وكأنها على عاتقه فتحمل رد الفعل الذي اعلنه البطريرك الماروني، ولو ان التيار آثر الصمت وعدم الرد على البطريرك الذي سعى بعض اركان الكنيسة للتخفيف منه عبر توضيحات مختلفة.

الا ان محصلة كل هذا التطور صبت بحسب هذه المصادر في خانة تأكيد عدم امكان التعويل على بكركي شريكا سياسيا محتملا من اجل تدوير بعض الزوايا، ما يساهم في تعقيد الوضع المسيحي وفي ابقاء اللعبة السياسية متنازعة بين فريقين لا امكان ولا مكان للحل بينهما، اقله في المدى المنظور وفي السياق الراهن للوضع السياسي. ولذلك يبقى الكلام على تعقيد الانتخابات الرئاسية بين كل من العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على رغم اختلاف ادائهما ومقارباتهما في هذا الاطار وعلى رغم ان ثمة توظيفا داخليا واقليميا يزيد من تعقيد موضوع الانتخابات ويؤثر حتى على الموقف المسيحي من التمديد لمجلس النواب. اذ يسري على نطاق واسع ما بات معروفا من عدم رغبة عون في التراجع عما يعتبره حقه في الوصول الى الرئاسة الاولى مهما طال الفراغ في موقع الرئاسة معززا بوقوف فريق قوى 8 آذار وراءه واعتباره المرجعية في القرار في هذا الشأن. ومع ان سيناريو انتخاب عون لم يعد يبدو في الصورة ولا يبدو ان حظوظه متوافرة، فان السيناريو الاخر يبدو انه يخير اللبنانيين بين فراغ طويل الامد الى حد يدفع الافرقاء السياسيين الى اليأس والتسليم بانتخابه بعد اشهر طويلة من غياب موقع رئيس الجمهورية او التفاوض معه وفق شروط صعبة جدا بحيث يتمنى الافرقاء السياسيون لو انتخب رئيسا بدل مقايضته على الرئاسة بجعله ملكا متوجا. اذ ان انتخابه لن يساهم كما يقول في انتاج الكثير في حين ان مفاوضته على ملء الشغور الرئاسي سيكرس مرجعيته في اختيار الرئيس العتيد بالاضافة الى جملة مطالب تتصل بالحكومة العتيدة وطبيعتها ورئيسها وحصته فيها الى جانب اشتراطه الحصول على قانون انتخاب يؤمن له الحصول على ما يريده مع المطالب الخاصة المعروفة. وهذا الواقع من شأنه ان يجعل من موقع عون اهم من الرئيس العتيد واقوى منه ويكرسه مرجعية لا غنى عنها بحيث يقرر هو مواقع الافرقاء المسيحيين الاخرين وحصصهم في هذا السيناريو. وهو امر لن يسلم له به جعجع على الاقل وافرقاء اخرون يناهضون نزعة الجنرال للتحكم بالقرار المسيحي وحصريته منذ ان كان في منفاه الباريسي منتقدا تجمع قرنة شهوان وعدم تسليمها له بالمرجعية المقررة. ولهذه النقطة اهميتها من الزاوية السياسية ومن زاوية اخرى تتصل بواقع انه في حال اقنع عون بالتراجع عن الاصرار على انتخابه، وهو ما سيتولاه حليفه "حزب الله" على الارجح في اطار موقعه المؤثر في هذه المعادلة، فان من سيكون على عاتقه التفاوض على الاثمان هو الرئيس سعد الحريري الذي لا يستطيع في الوقت نفسه ان يتخلى عن حلفائه المسيحيين من جهة ولا تغليب مرجعية عون على مواقعهم من جهة اخرى. ولذلك لم يعد يرى احد في الداخل ولا حتى في الخارج اي حل لمسألة الرئاسة ما لم تتغير بعض الظروف والمعطيات بحيث يسأل مراقبون اذا كان نواب من تكتل عون غير المنضوين في تياره يمكن ان يغيروا مواقفهم بعد التمديد لمجلس النواب بما يضمن مقاعدهم حتى 2017 لقاء محاولة انقاذ موقع رئاسة الجمهورية من الفراغ وهل يجرؤون على ذلك ام ان الوضع اكثر تعقيدا من قلب معادلة الاصوات؟

 

أكثر تطوراً وأخطر من بن لادن

الياس حرفوش/الحياة/25 تشرين الأول/14

تنشغل الحكومات الغربية بمحاربة تنظيم «داعش» وسواه من التنظيمات التكفيرية والإرهابية على شبكة الإنترنت مثلما تواجهها في مواقع تواجدها في العراق وسورية، وسواهما من الدول. صارت المواقع الإلكترونية حلبة لنشر افكار هذه التنظيمات ولدعوة الشباب الى القتال الى جانبها او تجنيدهم للقيام بعمليات في اماكن لم يصلها وقد لا يصل اليها على الإطلاق قادة التنظيمات الإرهابية مثل ابي بكر البغدادي وغيره. هكذا صار ممكناً لشاب مثل مايكل زيهاف بيبو لم يتسنّ له ان يزور سورية للقاء «الداعشيين» وتقديم طلب الانتساب اليهم أن ينفذ ما يخدم غرضهم، من خلال هجومه على البرلمان الكندي والذي جاء رداً على مشاركة المقاتلات الكندية في الطلعات الجوية ضد «داعش» في العراق. كذلك صار ممكناً للشاب الأميركي زيل طومسون، ان يهاجم رجال الشرطة في حي كوينز في نيويورك بالفأس، بحجة «الجهاد»، من غير ان يكون قد زار اي مخيم تدريب لأي تنظيم متطرف، في الشرق الأوسط او في غيره من المناطق.

انقضى الزمن الذي كان فيه اسامة بن لادن مضطراً لتسجيل اشرطته الدعائية التي كانت تتضمن خطب التحريض ضد الحكومات الغربية، ثم البحث عمّن يتولى ايصالها الى مكاتب قناة «الجزيرة» في الدوحة لتتولى بثّها «الحصري». ما عادت هناك حصرية اليوم، وباتت مهمة البغدادي اكثر سهولة بفضل شبان عرب وغربيين محترفين، يعرفون الطريقة الأفضل لبث اشرطة الذبح والرجم على المواقع الخاصة بهم، او يبعثون الرسائل التي تدعو الشباب إلى الانضمام الى «جنّتهم» عبر «فايسبوك» و»تويتر» وغيرهما من وسائل التواصل المسماة «اجتماعية». كان يفترض ان يكون الهدف من تطوير وسائل الاتصال هذه هدفاً نبيلاً، هو ربط الناس ببعضهم في هذه القرية الكونية الصغيرة التي نعيش فيها. لكن الجانب الآخر السلبي لهذا الربط هو الذي يستفيد منه قادة التنظيمات الإرهابية لتجنيد المقاتلين والتخطيط للعمليات في العواصم والمدن البعيدة. هكذا صار اكثر وسائل الحداثة في خدمة أخطر افكار التطرف.

نتيجة ذلك، ووفق تقارير الاستخبارات الغربية، اصبح عدد الشباب الغربيين الذين يقاتلون تحت راية «داعش» و»جبهة النصرة» في سورية يتجاوز ثلاثة آلاف، قدموا من بريطانيا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسواها. فيما قدّر وزير خارجية كندا عدد الذين انضموا من بلاده الى هذه التنظيمات بمئة شخص على الأقل، واعتبره رقماً «مخيفاً». اضافة الى هؤلاء، هناك مسلحون اسلاميون قاتلوا في حرب البوسنة وعادوا الآن الى القتال الى جانب اخوتهم «المجاهدين».

صارت الحرب التي يخوضها الغرب على الإرهاب وتنظيماته اكثر صعوبة. لم يعد يكفي ان تشن المقاتلات الغربية غاراتها على مغاور تورا بورا لملاحقة بن لادن ورفاقه، او ان تدمر مقر اقامته في أبوت آباد الباكستانية. صار الفضاء الافتراضي هو الساحة المفتوحة لهذه المواجهة، وهي ساحة لن يكون الانتصار فيها مضموناً، الا اذا تم التضييق على وسائل التواصل، مثلما يتم التضييق على حركة المقاتلين على الأرض.

من هنا اهمية التحرك الذي قامت به الحكومة البريطانية اول من امس (الخميس) عندما دعت الى مقر رئاسة الحكومة في داوننغ ستريت المديرين التنفيذيين في «تويتر» و»غوغل» و»فايسبوك» وطلبت منهم اتخاذ اجراءات للحد من نشاط التنظيمات الإرهابية على وسائلهم. بينما تبحث وزارة الداخلية البريطانية ومكتب المدعي العام اللجوء الى احكام قضائية ترغم الشركات التي تؤمن خدمات الإنترنت بإزالة المواقع التي تنشر الدعاية للتنظيمات التكفيرية او التي تدعو الى تجنيد عناصر في خدمتها.

وكان السبب الذي دفع الحكومة البريطانية الى اتخاذ هذا الإجراء الاستثنائي هو ما كشفته عن اتصال احد الدعاة الإسلاميين، أنجم شوداري، العضو في جماعة «المهاجرون» المحظورة في بريطانيا، عبر حسابه على «تويتر»، بالشابين الكنديين مايكل زيهاف بيبو، الذي نفذ الهجوم في أوتاوا، ومارتن رولو، الذي هجم بسيارته على احد العسكريين في كيبك. غير ان شوداري ليس الوحيد الذي يوظف حسابه على «تويتر» في خدمة نشر افكاره المتطرفة. صار هذا الفضاء عابقاً بهذه الأفكار التي يسقط ضحيتها سذّج وهامشيون في مجتمعاتهم وانتحاريون ساعون الى «الجنة». غير ان الضحية الكبرى ستكون انفتاح المجتعات الغربية على سواها من دون خوف واضطرارها الى اتخاذ اجراءات قاسية تتناقض مع ثقافة الحرية التي كانت تتغنى بها. وهو ما لخصه رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر بالقول ان بلاده «فقدت عذريتها» بعد الهجوم الأخير في قلب عاصمتها.

 

تذكير عون برسالة المشنوق إليه عام 2008 "الدور المسيحي هو العازل بين المتنازعين"

اميل خوري /النهار

25 تشرين الأول 2014

في كانون الثاني 2008 وجه الوزير نهاد المشنوق من موقعه ككاتب وسياسي يومذاك رسالة إلى العماد ميشال عون في مقالة له جاء فيها: "اذا وجدت صعوبة موقتة في الحوار مع الحريري أو غيره من زعماء الأكثرية، فلماذا لا تذهب إلى السعودية أو إلى مصر وتشرح وجهة نظرك بأنك صاحب رأي في لبنان ولست جزءاً من الصراع الدائر في المنطقة؟ فالدور المسيحي في لبنان هو العازل بين الطائفتين المتخاصمتين، اذ مهما قيل عن مخاطر النزاع المذهبي الاسلامي فانه قبل كل شيء نزاع سياسي وليس نزاعاً دينياً وله ضوابط أكبر من مخاطره، بينما الانضمام المسيحي إلى أحد أطراف النزاع مخاطرة أكثر بكثير من ضوابطه". ويضيف: "ان الانهيار المسيحي التدريجي للسلطة المطلقة في لبنان بدأ عملياً مع الاجماع المسيحي على كبير متطرفيهم كرئيس للجمهورية وأقصد الشيخ بشير الجميل الذي رفع أيضاً شعار الدفاع عن الحقوق المسيحية. فهل تعتقد الآن أنه يمكن جلب ما تسميه بحقوق المسيحيين عن طريق التحالفات المخالفة للاجماع اللبناني، والأخطر من ذلك الوفاق العربي؟" وذكّر المشنوق في الرسالة برواية للرئيس الراحل تقي الدين الصلح عن وسيلة إقناعه لأحد الاقطاب المسيحيين بعدم جواز انتخاب بشير الجميل للرئاسة. سأل الصلح القطب المسيحي ما إذا كانت لديه معلومات عن النفوذ الشعبي للاخوان المسلمين في بعض الدول العربية ومنها مصر، فأجابه بالإيجاب. وسأله عما إذا كان "الاخوان" قد استطاعوا الوصول إلى الحكم في واحدة من هذه الدول، فردّ عليه القطب المسيحي بالنفي، عندها قال له الصلح لماذا تريدون انتخاب رئيس من الاخوان المسيحيين ما دام الاخوان المسلمون لا يستطيعون الوصول إلى الحكم في بلد مسلم". وختم المشنوق الرسالة: "لا بد أنك دولة الرئيس عون قرأت ما جاء في مجلة "نيوزويك" الأميركية عن مسيحيي الشرق وتضاؤل أعدادهم في العراق ومصر ولبنان، ماذا فعلت أنت بالمقابل؟ أخذت الموقف المسيحي السياسي إلى حيث لا اطمئنان ولا استقرار ولا أمن له، ومهما جهدت في تفسير صوابية ما جاء في مذكرة التفاهم مع "حزب الله" فإنها بالمعنى السياسي تحالف يوصل إلى تبني الموقف السوري من الفراغ الرئاسي في لبنان. وما تفعله ليس الدور المسيحي المطلوب لانقاذ لبنان. فالدور المسيحي قائم على الاعتدال والتوازن والحكمة والوفاق والانفتاح على المجموع العربي وليس الانغلاق على سياسة بدون أخرى. صحيح انك اقتنعت متأخراً بحراسة الجمهورية بدلاً من رئاستها فلم تعد مرشحاً، لكنك في طريقك إلى هذا الموقف أصبت المؤسسات الثلاث التأسيسية في الشأن المسيحي العام.

انتهت رسالة المشنوق إلى العماد عون، لكنها لم تغير شيئاً في طموحاته. فمنذ أن كان قائداً للجيش خاض حرب تحرير لبنان من الوجود العسكري السوري فخسرها لأنها كانت أكبر منه، وخاض "حرب إلغاء" وخسرها أيضاً لأنه استخف بها، ورفض تسليم قصر بعبدا للرئيس المنتخب رينه معوض بعدما حل مجلس النواب عندما تأكد أنه سينتخب سواه رئيساً... واشترط لتأييد ترشيح العماد ميشال سليمان رئيساً أو سواه ان تكون ولايته لسنتين فقط... ولولا اتفاق الدوحة لما كان في لبنان رئيس ولا حكومة ولا مجلس نواب.

ويواجه لبنان اليوم الوضع الخطير نفسه الذي واجهه قبل اتفاق الدوحة، فلا رئيس للجمهورية، ولا مجلس نواب منبثقاً من انتخابات نيابية بل تمديد ثانٍ لولايته، ولا حكومة تألفت إلا بعد تسوية تدخلت لاتمامها السعودية وايران، والآن ينتظر لبنان من يتدخل للتقريب بين هاتين الدولتين وإلا ظل لبنان من دون رئيس إلى أجل غير معروف ما دام العماد عون يعتبر نفسه أنه وحده الأحق بها والأكثر تمثيلاً، ولم يعد يرضى كما في المرة الماضية بأن يكون حارساً للجمهورية بل رئيساً لها، لأن تقدمه في السن أدخله في سباق مع الرئاسة.

الواقع انه لم يسبق للبنان أن كان بلا رئيس لأن من يهتم به أشقاء واصدقاء كانوا يتدخلون لتسهيل انتخابه، وهو ما كانت تفعله سوريا وإن بعد اختياره، في حين أن ايران لا تفعل ذلك اليوم إنما تعمل على تعطيل انتخاب رئيس إن لم يكن موالياً لها، وما دامت لا تستطيع إيصال هذا الرئيس إلى قصر بعبدا فإنها تختار التعطيل، وهو وضع شاذ لا أحد يعرف متى ينتهي ما دامت القوى السياسية الأساسية التي تستطيع تأمين فوز مرشحها لا يمكنها تأمين نصاب الثلثين، والقوى التي تستطيع تأمين هذا النصاب لا تستطيع ضمان فوز مرشحها. فلو أنه كان في لبنان كبار يقدمون مصلحة الوطن على مصالحهم ويهمهم الجمهورية أكثر من رئاستها لما كان لبنان يعيش هذا الوضع الشاذ.

 

فريد مكاري لـ "النهار": لا رئيس قبل 2015 وأيّ توافقي سيأتي بمباركة عون التمديد الآتي مربوط بانتخاب الرئيس ووضع قانون انتخاب متفاهم عليه

مي عبود ابي عقل/النهار

25 تشرين الأول 2014

هو ليس عضوا في "تيار المستقبل" او كتلته النيابية، لكنه حريري الهوى والانتماء. انتخب نائبا لرئيس المجلس النيابي مرات عدة، ومع ذلك اعلن مرارا انه لن يترشح مجدداً الى الانتخابات النيابية من دون ان يعني ذلك انسحابه من الشأن العام. لكن التمديد اصبح "تحصيلا حاصلا" على ما يؤكد. يسافر فريد مكاري كثيرا، لكنه عند "الاحداث المفصلية هو حاضر دائما". وقبيل مغادرته الى فرنسا لاسباب عائلية، كان لـ"النهار" لقاء وحوار معه.

¶ هل سيعود الرئيس سعد الحريري لمواكبة التمديد، وما أهمية حضوره هذه الجلسة؟

- لا اعرف ما اذا كان الرئيس الحريري قد اتخذ قراره بالمجيء ام لا. لكن لا شك في أن وجوده في الجلسة مهم لاثبات ان التمديد في هذه المرحلة ضرورة لبنانية ووطنية، بخلاف ما يدعيه بعض الافرقاء من انه غير شرعي. قد يكون غير شعبي، لكنه شرعي بدرجة عالية في غياب رئيس للجمهورية، وهذه نقطة تجر عوائق كثيرة ومشاكل عدة نحن في غنى عنها. فعندما تكون ثمة نتائج غير شرعية من اجراء انتخابات نيابية، يصبح التمديد شرعيا. هل يجوز ان ننتخب نحن المسيحيين رئيس مجلس نواب، فيما مركز رئاسة الجمهورية، اي المركز المسيحي الاول والاساسي في الدولة، شاغر منذ ستة اشهر؟ سيكون النائب المسيحي محرجا امام الجمهور المسيحي، كونه يوافق على انتخاب رئيس مجلس شيعي، فيما يقاطع قسم كبير من النواب الشيعة انتخاب رئيس الجمهورية المسيحي. من جهة أخرى، تصبح الحكومة مستقيلة حكماً بعد انتخاب مجلس نيابي جديد، فهل تجري كرسي الرئاسة الفارغة استشارات التكليف؟ لن يكون في الإمكان في ظل هذا الوضع الاتفاق على تأليف حكومة جديدة فيحصل فراغ حكومي، يضاف إلى الفراغ الرئاسي. إنه الفراغ الشامل، او بالأحرى الدمار الشامل للبلد ولمؤسساته.

¶ ووجود الحريري يعطي شرعية لهذه الجلسة؟

- وجوده يثبت الموقف الذي اتخذه وهو انه مستعد وكتلته النيابية لأن يسحبوا ترشيحاتهم، في حال أجريت الانتخابات قبل انتخابات رئاسة الجمهورية، لذلك يعطي وجوده طعما اكبر لجلسة التمديد.

كلام البطريرك يختلف

¶ ما تعليقك على كلام البطريرك الراعي الذي اعلن معارضته التمديد ايا تكن الظروف؟ هل كان الرئيس الحريري في جو هذا الموقف من البطريرك؟

- للبطريرك الراعي أن يتخذ الموقف المناسب من وجهة نظره، ولكن لاشك في أن ما قاله البطريرك في روما يختلف عما قاله في مطار بيروت. على كل حال، قد يكون من الافضل، مستقبلاً، عند استطلاع وجهات النظر في أي موضوع سياسي، ان نسأل البطريرك رأيه بعد الانتهاء من التشاور مع الآخرين، فهذا أضمن، ويكفل عدم تقلب المواقف.

* هل ينسحب التمديد للمجلس على رئاسة المجلس ويمدد للرئيس بري ايضا؟

- الرئيس ونائب الرئيس ينتخبان لمدة ولاية المجلس. في حال التمديد يبقيان في مركزيهما حتى نهاية المدة الممددة.

¶ "كتلة المستقبل" لا ترضى بانتخابات نيابية قبل الرئاسية، وعاجزة ايضا عن تأمين حصول الاخيرة. الى متى يبقى التمديد هو الحل؟

- التمديد هو حل موقت في انتظار إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية. سيطلب العديد من النواب، وسيؤخذ رأيهم في الاعتبار على ما اعتقد، ان يكون هذا التمديد، مهما كانت مدته، مربوطاً بانتخاب رئيس جمهورية ووضع قانون انتخاب متفق عليه.

¶ هل سيكون التمديد مشروطا بهذين الشرطين؟

- ليس مشروطا، بل سيكونان جزءا من التفاهم على التمديد بين الكتل النيابية التي تريد التمديد.

* "القوات اللبنانية" لا تريد التمديد ايضا وكذلك الكتائب.

- حتى اليوم لم يتبلور الموقف المسيحي الحزبي بعد من التمديد. قد يحضرون جميعا، وقد يغيب البعض، بعضهم يصوت ضد، او يمتنع البعض الآخر. لكن قسما كبيرا من النواب المسيحيين سيوافقون على التمديد. على كل حال، في محطات عدة، تبين لنا، للأسف، أن شركاءنا في الأحزاب المسيحية يتخذون مواقفهم في الكثير من الأحيان وفق حسابات الشعبية والتنافس مع خصومهم، ويخضعون لمنطق المزايدات معهم. نحن حريصون على شركائنا، ولكن احياناً نشعر بأن الفاعلية السياسية كان يمكن أن تكون أقوى لو كنا شركاء مع طرف لديه ثقة أكبر بشعبيته، وبأن الآخرين سيلحقون به، بدلاً من ان يلحق هو بالآخرين.

عون "أم الصبي"

¶ تضعون الحجة دائما بميشال عون انه يقاطع او لا ينسحب، هل لتستروا عجزكم وبقية القوى عن التفاهم على انتخاب رئيس؟

- ينص الدستور على ان جلسة انتخاب الرئيس تتطلب نصاب الثلثين، حتى لو كان الانتخاب يحصل بالنصف زائدا واحدا، وكتلتا الرئيس عون و"حزب الله" تشكلان اكثر من الثلث الذي يعطل جلسة الانتخابات. من الواضح اذا ان هذين الفريقين هما الجهة التي تعطل، ولو حضرا الى المجلس لحصلت جلسة الانتخاب. نلوم العماد عون لانه يمثل الفريق المسيحي ضمن الذين لا يحضرون الى جلسات الانتخاب، مع أن هذا المركز يهم المسيحيين بالدرجة الاولى. صحيح أنه يتساوى في مقاطعة الجلسات مع "حزب الله"، لكن العتب عليه انه يعطل انتخاب رئيس الجمهورية الذي يمثل المركز المسيحي الأول، واللوم على كتلة العماد عون لانها اكبر القوى المسيحية عددا، وهو بالتالي ابرز المعطلين، بينما يفترض ان يكون هو "أم الصبي"، والأكثر حرصاً على الرئاسة.

¶ ذكرت انكم تريدون عون ناخبا كبيرا وليس مرشحا مكابرا. هل تمشون بمن يسميه او يرشحه ؟

- سعد الحريري و"كتلة المستقبل" اعلنا اكثر من مرة ان ليس لديهم فيتو على احد، وهذا يشمل العماد ميشال عون. ولكن ثمة فيتو من القوى المسيحية على "الجنرال". والشخص التوافقي يجب ان يكون متوافقاً عليه في بيئته المسيحية بالحد الادنى وقبل أي شيء، وهذه ليست الحال في ما يتعلق بالعماد عون. لكنه في المقابل قادر على أن يكون ناخباً كبيراً ومؤثراً، فأي رئيس توافقي يجب ان يأتي بمباركته، وهو سيكون بطبيعة الحال مشاركا رئيسيا في اختياره.

¶ لماذا هجوم وزير الداخلية العلني على اجهزة رسمية في الدولة، وليس على طاولة مجلس الوزراء التي يجلس اليها مع الفريق الذي يهاجمه ويحكمان معا؟ هل هو لاستنهاض الشارع السني الذي يكاد "تيار المستقبل" يفقده كما يقال؟

-"تيار المستقبل"يمثل غالبية الطائفة السنية في لبنان وهو ممثلها الأقوى. قد يكون ثمة انزعاج لدى قاعدته في بعض الامور، لكن ذلك لا يعني ان ثمة اي خسارة شعبية للتيار. في خطابه اوضح الوزير نهاد المشنوق كم حاول اقناع الفريق الآخر بأن التعاون من اجل الامن هو في مصلحة الجميع، وكم وعدوه بالتعاون، وعند تعيينه اكد على الملأ انه سيكون وزير داخلية لكل لبنان وسينفتح على كل الافرقاء وسيتعاون معهم جميعا ليؤمن اكبر قدر ممكن من الاستقرار الامني في البلد، وهو بالفعل تعاون وعقد اجتماعات وقام بزيارات، الى درجة أن البعض من فريقه السياسي لامه على هذا الامر. لكن محاولاته لم تنجح، فكان موقفه تعبيرا عن قلق وخيبة امل.

¶ وبماذا يفيد التصريح العلني؟

- الناس في النهاية يجب ان يعرفوا، لكي لا يلوموا الوزير أو يعتقدوا أنه مقصّر. اراد ان يقول الأمور علناً، اولا لكي يعرف الشعب اللبناني من لا يتجاوب في هذا الموضوع، وثانيا لابراء ذمته امام من يحملونه فوق طاقته. وفي الخطاب الذي ألقاه قبل يوم في احتفال الكتائب، كان له موقف مماثل من فريق ثان، من ناحية التطرف الديني المتعلق بالامن. وكان لكلامه صدى كبيرا لدى اللبنانيين.

الضاهر لا يرضينا

¶ هناك آخرون في "كتلة المستقبل" يهاجمون الجيش مثل النائب خالد الضاهر ، هل تقبلون ذلك؟

- موقف "كتلة المستقبل" واضح وصدر عن رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، ولا اعتقد ان بامكان احد المزايدة على موقفه من الجيش، لان كل الدعم الذي يأتي الى الجيش من الآخرين هو بالكلام فقط، بينما دعم الرئيس الحريري فعلي وعملي. وكلام الضاهر لا يمثل "تيار المستقبل" اطلاقاً، وصدر موقف علني واضح من التيار بهذا المعنى. وعندما قدمت الترشيحات للنيابة لم يكن ترشيح خالد الضاهر من ضمن ترشيحات "المستقبل"، اما ان يترشح هو شخصيا فهذا حقه.

* هو عضو في الكتلة، ويحضر اجتماعاتها، وتصدر بيانات رسمية عنها، فهل يغرد وحده خارج السرب؟ هل ترضى "كتلة المستقبل" بذلك؟

- ابدا. هي ليست راضية، ولذلك كان موقفها العلني والاعلامي منه، ولذلك أيضاً لم يكن من ضمن ترشيحات الكتلة. وأعتقد أنها رسالة ولا أوضح تعبر عن انزعاج الكتلة من مواقفه.

¶ انت مسافر حتى آخر الشهر، يعني لا انتخابات رئاسية حتى آخر الشهر؟

- عند الاحداث المفصلية احضر دائما. ولكن في كل الأحوال، لا ارى رئيسا في العام 2014.

¶ ما هي المعطيات الفرنسية حول الوضع في لبنان؟

- الموقف الفرنسي مبني على 3 امور: هنالك اولا رغبة كبيرة بانتخاب رئيس جمهورية في لبنان، ولفرنسا ارتباط تاريخي بهذا البلد، وتدرك اهمية وجود رئيس. والرئيس الفرنسي والحكومة الفرنسية على قناعة ان هذا الامر يجب ان يتم في اقرب فرصة، ويظهرون كل تعاون واستعداد ليتكلموا مع كل الاطراف لتسهيل هذه المهمة. حتى الان لم تعط نتائج، لكن هذا واقعهم.

ويهمهم ايضا امران اساسيان هما الاستقرار الامني والاقتصادي. ورغم اننا نمر في احلك فترة بتاريخ لبنان، لكن بالمقارنة مع المنطقة نجد انه رغم الفجوات، استقرارنا الامني مقبول الى حد كبير، ونأمل ان نبقى محافظين عليه، وعندما يتعلق الامر بتسليح الجيش اللبناني، لا يقصر الفرنسيون. وفي موضوع الاستقرار النقدي، لا يمكن نكران ان البلد يمر بفترة اقتصادية صعبة، لكن بحكمة حاكم المصرف المركزي، واذا تجاوب مجلس النواب مع المتطلبات، نعبر بخير هذه الفترة الصعبة. "اليد الواحدة لا تصفق"، كما يقال، وبالتالي يجب ان نساعد الحاكم والجيش ليس فقط بالخطابات بل بالفعل، وثمة دور لمجلس النواب وللحكومة في دعم الجيش وفي دعم الاستقرار الاقتصادي والنقدي للحفاظ على الاستقرار بالحد الادنى.

 

لماذا تكرر ايران دور عبد الناصر في اليمن؟

سليم نصار/ الحياة

25 تشرين الأول/14

عندما كان الملك عبدالعزيز يحارب من أجل رسم الحدود النهائية للمملكة العربية السعودية، قام الإمام يحيى بتحريض القبائل ضده على أمل الحصول على مكاسب سياسية للمشكلات القائمة بينهما. ويقول المؤرخون إن مرحلة الكرّ والفرّ طالت كثيراً بحيث اضطر العاهل السعودي الى إرسال قوات إضافية بهدف استعادة الأراضي التي استولت عليها قوات الإمام (21-3-1943).

وبعد صدامات متواصلة تخللتها مفاوضات شاقة، اشترك فيها مستشار الملك السفير اللبناني الأصل فؤاد حمزة، قررت السعودية اقتحام الجبهات الساحلية والجبلية معاً. وكان من نتائج ذلك الهجوم أن سقطت مدينة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، والتي دخلها الأمير فيصل بن عبدالعزيز بعدما استقبله أهلها بإعلان الطاعة. وقد اضطرته الظروف الأمنية الى اختيار سلطة محلية تدير شؤونها، الأمر الذي فرض عليه تمديد فترة بقائه في ذلك المكان الخطر.

وروى فيصل عندما صار ملكاً أن والده خشي عليه في حينه، من مكيدة يدبرها الإمام يحيى. لذلك أبرق له منبهاً من خطورة البقاء في الحديدة.

وكما رسم الملك عبدالعزيز في الحديدة خطاً أحمر يحظّر على الخصوم تجاوزه... كذلك حذرت الرياض من خطورة تجاوز هذا الخط الذي تشترك في حمايته مع مصر والسودان وأريتريا وجيبوتي.

وحول مسؤولية مصر في هذا المجال، أعلن قائد القوات البحرية، الفريق أسامة الجندي أن بلاده تراقب باهتمام تطورات الموقف في اليمن، وتأثيرها في مضيق باب المندب. وقال أيضاً إن قوات البحرية المصرية مستعدة دائماً لحماية المياه الاقليمية والسواحل المؤدية الى قناة السويس.

الادارة الاميركية آثرت الاعلان عن دعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لأنها ترفض الانحياز الى أي من القوتَيْن المتحاربتين في اليمن: جماعة «أنصار الله» الحوثية... وتنظيم «القاعدة». ويرى الرئيس باراك اوباما في انتصار أي منهما فرصة للقفز باتجاه الصومال، البلد الذي ينشط فوق شواطئه المحاذية لليمن قراصنة «الشباب» التابعون للمحور الايراني.

وخطة الاستيلاء على الصومال وُضِعت عقب انتهاء ايران من الحرب مع العراق، وانحسار زخم ثورة الخميني. وقد خضعت تلك الخطة لتوجيهات المرشد علي خامنئي، الذي أسس لنظام عملها مواقع متقدمة في لبنان («حزب الله») وسورية (نظام الأسد) والعراق (المالكي وزعماء الشيعة) وفلسطين المحتلة («حماس») واليمن («أنصار الله»).

وعندما أعلنت طهران عن سيطرتها على أربع عواصم عربية، كانت تعبر عن هيمنتها المباشرة، وغير المباشرة، على مفاتيح الحكم في دول تمتد من البحر الأبيض المتوسط الى خليج عدن وباب المندب.

وكما بررت منظمة التحرير الفلسطينية تحكمها بمفاصل الدولة اللبنانية طوال فترة السبعينات من القرن الماضي بالقول: «طريق القدس تمر في جونيه»... كذلك ردد الشعار ذاته علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الايراني، معلناً: «إن طريق تحرير فلسطين تمر في اليمن». وكان الإمام الخميني أول مَنْ أطلق هذا الشعار إبان الحرب مع العراق، يوم شدد على القول: «إن طريق القدس تمر عبر كربلاء».

يُجمع المحللون على القول إن ايران في هذه المرحلة تستغل الوضع الدولي المرتبك لتحقق من خلاله سلسلة إنجازات إقليمية.

والوضع كما وصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بلغ الحضيض بالنسبة الى العلاقات الروسية - الاميركية. وهو يتوقع مزيداً من التدهور لفترة طويلة بحيث يضطر اوباما الى مراجعة مواقفه على ضوء الأزمات السياسية المفتعلة. أي الأزمات التي بدأت قبل ثلاث سنوات بخلافه مع بوتين على مستقبل بشار الأسد. ثم انفجرت أزمة اوكرانيا بطريقة غير محسوبة أدت الى توسيع فجوة الاختلاف مع دول الاتحاد الاوروبي.

وبسبب انشغال واشنطن وموسكو بضبط إيقاع خلافهما المستحكم، استطاعت طهران أن توظف علاقاتها الحسنة مع الدولتين الكبيرتين بطريقة أنعشت سياستها في العراق، وسرَّعت مغامرتها في اليمن. ولم يكن استقبال مرشد الجمهورية الايرانية لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، سوى مؤشر على قبول عضو جديد في «بيت الطاعة».

ومن المؤكد أن هذا القبول مشروط بتنفيذ الأداء المطلوب بالتنسيق مع طهران، وبالتعاون مع نوري المالكي.

أما زيارة وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل لطهران، فقد حققت غايتها على الصعيد الاعلامي من دون أن تحرج حكومة الرئيس تمام سلام. خصوصاً أن الهدف من عرض هبة التسلح للجيش النظامي كان لمجرد التشويش والمزايدة على الهبة السعودية. مثلما كان للتدليل أيضاً على أن دعم ايران لـ «حزب الله» لا يمنع دعمها للجيش اللبناني. علماً أن الحكومة الايرانية كانت تعرف جيداً أن القرار الدولي 1747 لا يسمح لها بتصدير الأسلحة أو نقلها الى دول أخرى.

الهبة الايرانية وجدت في اسرائيل مَنْ ينتقدها قبل أن تقدم قيادة الجيش في اليرزة قائمة بالأسلحة المطلوبة. وكان الاعتراض محصوراً بأهمية انتقاء سلاح دفاعي لا يهدد أمن اسرائيل، ولا يشكل خطراً على ترسانتها الهجومية. ويبدو أن لبنان كان يحرص دائماً على مراعاة هذا الهامش المحظور، بدليل تحفظ الرئيس ميشال سليمان على قبول هبة الرئيس الروسي بوتين. وكان عرضه محصوراً بست طائرات حربية تتولى حماية الفضاء اللبناني الذي تخترقه يومياً الطائرات الاسرائيلية.

والثابت في هذا السياق، أن العلاقات اللبنانية - الايرانية قد تعرضت لسلسلة نكسات سياسية قبل أن تستقر على حال ثابتة. وكان ذلك خلال المرحلة الأولى من عمل حكومة رفيق الحريري (1992-1995). أي عندما نشطت أجهزة الدولة في عهد الرئيس الياس الهراوي بهدف استرداد نفوذها وهيبتها بعد حرب طاحنة استمرت خمس عشرة سنة.

ولوحظ في حينه أن الوفود الايرانية الآتية الى لبنان عبر سورية كانت تتجاهل مكتب الأمن العام في منطقة المصنع حيث ينتظرها ممثلون عن «حزب الله.» ولما ازدادت شكاوى موظفي الأمن العام، استدعى وزير الخارجية فارس بويز القائم بأعمال سفارة ايران، وطلب منه إبلاغ وزير الخارجية علي أكبر ولايتي استياء الحكومة اللبنانية لخرق سيادة بلد صديق يقيم مع ايران علاقات ديبلوماسية. وقال للقائم بالأعمال أيضاً: نتمنى عليكم أن تضعوا هذه العلاقة في إطارها الصحيح عبر تطبيق إتفاقية فيينا. أما إذا اخترتم التعاطي الحصري مع فريق من طائفة معينة... فإن الدولة مضطرة أن تتجاهلكم أيضاً.

ونقل القائم بالأعمال رسالة الوزير بويز الى الوزير ولايتي، الذي قابلها بتوجيه دعوة رسمية الى الوزير اللبناني لزيارة طهران. وكانت مناسبة لمراجعة سجل العلاقات، وتصحيح مسارها بطريقة تُعطي ما للدولة للدولة... وما لـ «حزب الله» لـ «حزب الله.» وأثناء تلك الزيارة طالب بويز بضرورة «تناغم» «حزب الله» مع أجهزة الدولة بحيث تكون على اطلاع بخصوص توقيت عمليات المقاومة، وتحتاط لعواقبها.

وبسبب صعوبة تطبيق فكرة «التناغم»، وأهمية إحاطة عمليات «حزب الله» بالسرية التامة، سقط هذا الخيار من أجندة العلاقات اللبنانية - الايرانية. وبعد فترة وجيزة لبى ولايتي دعوة بويز الى لبنان، حيث استقبل بالترحاب وحفلات التكريم.

بالعودة الى الانقلاب الذي تبنته ايران بواسطة الحوثيين، يرتفع سؤال قديم طرحه العرب عقب الانقلاب الذي شجعه جمال عبدالناصر في اليمن بواسطة عبدالله السلال (1962). وكانت غاية عبدالناصر من وراء ذلك الانقلاب تطويق المملكة العربية السعودية، واستخدام اليمن كجسر للعبور الى موقع القوة في النظام الغربي الذي يتهدد النظام الناصري. أي موقع شرايين الدم الأسود الذي يغذي الصناعات الغربية.

بعد انقضاء نصف قرن تقريباً، تبدلت أولويات دول المنطقة، بحيث لم تعد ايران بحاجة الى نفط الخليج مثل عبدالناصر. كما أن الحرب الباردة تجاوزت دوافع الحرب الباردة السابقة التي كانت تفرز الأزمات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

الخلاف اليوم هو خلاف مذاهب وطوائف وأيديولوجيات متطرفة. ومن خلال هذه الرؤية يمكن تفسير اهتمام ايران باليمن والصومال ومدى الاعتماد عليهما لإحداث اختراق يضمن هيمنتها على المنافذ الاستراتيجية البحرية مثل باب المندب ومضيق هرمز. كما يضمن بالتالي زعزعة أمن دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتمد على السعودية ومصر لتوفير استقرارها الاقليمي. ومعنى هذا أن دور الحوثيين في اليمن سيكون مساوياً لدور «حزب الله» في لبنان، الذي يضمن سيطرته على سياسة الدولة... ويؤمن الدفاع عن النظام الحليف في سورية... ويردع اسرائيل في حال قررت ضرب ايران.

لهذه الأسباب وسواها استقبل وزير خارجية ايران السابق، ومستشار المرشد الأعلى، علي أكبر ولايتي، الوفد الحوثي الذي زار طهران بشعار «طريق تحرير فلسطين تمر عبر اليمن»... علماً أن ايران التي تملك أكبر كمية من الصواريخ العابرة للقارات ترددت في إطلاقها على اسرائيل أثناء الغارات القاتلة على غزة، عاصمة حليفتها «حماس»... بينما أطلق صدام حسين 39 صاروخاً اعتبرها كافية لإقناع اسرائيل بأن طريق القدس تمر في بغداد...

 

مقتل عشرات الجنود المصريين بهجوم إرهابي في سيناء

النهار/في تطور يعكس تصعيداً أمنياً كبيراً في شبه جزيرة سيناء، قُتل 26 جندياً في الجيش المصري وجُرح أكثر من 25 آخرين إصابة بعضهم خطرة جراء هجوم استهدف نقطة عسكرية للجيش في منطقة «القواديس» في «الخروبة» شرق مدينة العريش وجنوب الشيخ زويد، مساء أمس. وأفيد أن الهجوم المشتبه بالتورط فيه جماعة «أنصار بيت المقدس» أو إحدى الجماعات الأخرى التي تحمل أفكاراً متشددة، نُفذ بقذائف «هاون» و «آر بي جي» وأسلحة آلية، فيما أشارت روايات إلى أنه بدأ بتفجير انتحاري عبر سيارة مُفخخة، قبل مهاجمة المكمن بالقذائف والأسلحة الآلية. وتبع الاعتداء ببضع ساعات هجوم بأسلحة آلية على نقطة أمنية للجيش في مدينة العريش، فيما قتل مسلحون شرطياً بطلقات نارية في مدينة أبو كبير في محافظة العريش في الدلتا.

ورأس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء أمس اجتماعاً عاجلاً لمجلس الدفاع الوطني «لمتابعة التطورات في سيناء عقب الحادث الإرهابي». وقال مصدر مسؤول لـ «الحياة» إن الاجتماع «سيُقرر، على الأرجح، توسيع العمليات العسكرية في شبه جزيرة سيناء» التي أغلقتها قوات الجيش بعد الهجوم الأكبر منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) من العام 2013. ودفعت وزارة الصحة بأطقم طبية إلى مستشفيات شمال سيناء.

وأضاف المصدر أن الرئيس السيسي وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين يُفترض أن يكونوا ناقشوا «الخطط الأمنية والتأمينية للقوات من جهة والعمل على إحداث تغيير في التعامل على الأرض من جانب القوات مع الجماعات الإرهابية المسلحة». ورجح «إجراء تغييرات في الخطط الاستراتيجية والتكتيكية مع تكثيف أعداد القوات والعمليات. ليس من المستبعد الآن تنفيذ فكرة عزل المدنيين عن مواقع العمليات لإمكان تنفيذ عمليات مكثفة نوعية ضد معاقل الإرهابيين».

وأشار المصدر إلى رصد أجهزة أمنية «قدوم إرهابيين إلى شمال سيناء خلال الفترة الأخيرة من سورية والعراق بهدف الانضمام إلى أعضاء تنظيم بيت المقدس».

وقال سكان محليون إن طائرات حربية وأخرى مروحية من طراز «أباتشي» حلقت في سماء مدينتي الشيخ زويد والعريش لرصد المسلحين الذين نفذوا الهجوم.

ودان مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام «التفجير الإرهابي الغادر»، وقال في بيان: «التفجيرات الغادرة الذي استهدفت أمن الوطن وسلامته في العريش لن تنال من عزيمة المصريين في التصدي للإرهاب الأسود»، مؤكداً «أن منفذي تلك الأعمال الإرهابية مفسدون في الأرض، ومستحقون لخزي الله في الدنيا والآخرة، والإسلام بريء من هؤلاء الإرهابيين»، مطالباً قوات الجيش والأمن بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على أمن الوطن والمواطنين، داعياً المصريين جميعاً إلى التصدي للإرهاب ونبذه.

وتقع منطقة الخروبة التي وقع فيها الهجوم الجديد ضد الجيش، شمال شرقي العريش في الطريق بين هذه المدينة ورفح على الحدود مع قطاع غزة. والحاجز يقع في منطقة مزارع خارج العريش غير مكتظة بالسكان، بحسب ما قال سكان لوكالة «فرانس برس».

ويُعتبر الهجوم الجديد في سيناء، بحسب «فرانس برس»، الأسوأ ضد قوات الأمن منذ مقتل 25 شرطياً في شبه الجزيرة في آب (أغسطس) 2013 بعد نحو شهر من إطاحة الجيش حكم الرئيس مرسي في تموز (يوليو) 2013. كما قتل 22 جندياً في الجيش في هجوم ضد نقطة لحرس الحدود قرب الفرافرة في صحراء مصر الغربية، جنوب غربي القاهرة في 19 تموز (يوليو) الماضي.

وفي آب (أغسطس) 2012، قتل 16 جندياً من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة أمنية في رفح.

وسبق واستخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد الأمن في مصر أبرزها الهجوم الدامي ضد مديرية أمن المنصورة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي الذي أسفر عن مقتل 14 شرطياً. وبعد ذلك بشهر واحد وقع هجوم ضد مديرية أمن القاهرة أوقع نحو ستة قتلى، فضلاً عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم في أيلول (سبتمبر) 2013.

وازدادت هجمات المتشددين ضد قوات الأمن في سيناء أخيراً بشكل ملحوظ. وهجوم أمس هو الثالث في هذه المنطقة المضطربة خلال أسبوع.

والأحد الماضي، قتل سبعة جنود وأصيب أربعة آخرون في هجوم بقنبلة استهدف مدرعة للجيش في مدينة العريش، كما قتل اثنان من الشرطة قبل ذلك بيومين.