المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 07 أيلول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 06 و07 ايلول/14

فارس خشان يكشف عورات مؤتمر الدفاع عن المسيحيين الإيراني والسوري والذمي/ولكن من يحمي مسيحيي الشرق/07 أيلول/14

في الإرهاب المقارَن/الياس الزغبي/07 أيلول/14

لبنان مصير وطن/خالد عبدالعزيز السعد/07 أيلول/14

التلاعب بالسلم الأهلي: عود على بدء/محمد مشموشي/07 أيلول/14

الإرهاب والملفّان السوري والفلسطيني يتصدّرون الدورة 142 للجامعة العربية/ثريا شاهين/07 أيلول/14

تصريحات إيرانية/علي نون/07 أيلول/14

إطلاق سراح الوزيرين هاشم وعزيز/عبد الرحمن الراشد/07 أيلول/14

داعش في سوريا/فايز سارة/07 أيلول/14

 

عناوين النشرة

*رسالة القديس يعقوب 0/01حتى06/إنذار الأغنياء

*تعليق للياس بجاني عن الدعشيون، وقراءة للدكتور عصام خليفة في ظاهرة داعش وفي مفهوم الدولة

*بالصوت/فورماتWMA/تعليق للياس بجاني عن الداعشيون وقراء علمية للدكتور عصام خليفة في ظاهرة داعش وفي مفهوم الدولة/06 أيلول/14

*بالصوت/فورماتMP3/تعليق للياس بجاني عن الداشيون وقراء علمية للدكتور عصام خليفة في ظاهرة داعش وفي مفهوم الدولة/06 أيلول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*داعشيون أعداء لبنان الكيان والهوية والرسالة والإنسان/الياس بجاني

*ولكن... من يحمي مسيحيي الشرق/فارس خشّان/يقال نت

*داعش" يعلن عن إعدام عسكري لبناني ثان من الأسرى لديها

*عائلة العسكري عباس مدلج: استشهاد ابننا جريمة بحق كل اللبنانيين وندعو إلى ضبط النفس

*إطلاق نار على دورية للجيش في القاع ومقتل أحد المهاجمين

*السيد علي الامين: 'حزب الله” بتدخله بسوريا لا يمثل الا نفسه والجهاد بصراعات داخلية ليس جهادا

*ترقب وحذر فـــــي عرسال بعد مقتـــل غدادة/ الحجيري يطمئن.. والجيش يضيّق الخناق على المسلحين

*إتصالات من العسكريين المخطوفين بعائلاتهم ومطالبة بالوقوف في وجه "حزب الله" 

*في الإرهاب المقارَن/الياس الزغبي

*قاطيشه: عون فشل على كافة المستويات العسكرية والسياسية في الثمانينات ومن يقاتل مع الأسد باع نفسه للشيطان

*ابو خاطـــر: "حزب الله" ليس بريئــاً من إقحام الجيش في معركة مع الارهابيين

*عناصر اسلامية تحرق الصلبان في عين الحلوة

*الخاطفون سلموا الوسيط القطري شروطهم: نتمسك بالمقايضـة و ضمانة بعدم أذية العسكريين والعامل المالي على خط المفاوضات

*الحجيري: المفاوض في ملف العسكريين ليس قطرياً وانما سوري

*الجيش: مقتل مسلح وإصابة آخر وتوقيف ثالت بعد إطلاقهم النار على دورية للمخابرات في القاع

*اللواء اللوجستي تسلم كمية من الاسلحة ضمن برنامج المساعدات الاميركية

*زوجة الجندي المخطوف زياد عمر: اتصل بي وطلب باسمه وباسم جميع المخطوفين أن نقف بوجه حزب الله

*سلام: لبنان لن يهزم امام موجة الارهاب والتضامن والتماسك يمكننا من مواجهة التحديات الراهنة وماساة العسكريين هي الشغل الشاغل لنا

*العيلاني: تفجير جهاز التنصت اثبت ضرورة التمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

*درباس لـ”السياسة”: الحكومة اتخذت قرارات حاسمة لإطلاق العسكريين 

*الراعي تسلم من وفد مسيحي إسلامي وثيقة لترسيخ العيش المشترك والسلم: لا نقبل من ممثلينا بأن يقطعوا رأس لبنان عبر حرمانه من رئيس

*ريفي لـ”السياسة”: جهود الحكومة مسخَّرة لتحرير العسكريين المخطوفين 

*تصريحات إيرانية/علي نون/المستقبل

*المطران بو جودة في قداس عيد ام المراحم في زغرتا: هنا ولد ومات المسيح فلا يمكن ان نترك هذه البلاد لغير المؤمنين ولو كان عددنا قليلا

*حرب: ما من إصطفافات داخل مجلس الوزراء بموضوع العسكريين المخطوفين والتاريخ سيحاكم من يعطل الانتخابات الرئاسية

*فنيش: حديث البعض عن المساواة بين التكفيريين ومسألة ولاية الفقيه جهل مركب

*الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية

*جعجع في ذكرى شهداء المقاومة: نرفض الأمن الذاتي لكن لن نتردد في التصدي لكل من يتخطى الدولة ليعتدي على لبنان وعلينا أكان اسمه داعش أو أي شيء آخر

*زهرا: حزب الله يتصرف بطريقة أسوأ من داعش وهو يعوق الشراكة في لبنان وبناء الدولة

*فاينانشال تايمز": لبنان هدف صعب لـ "داعش"

*"الاندبندنت": "جهاديون" بريطانيون عائدون من سوريا والعراق يرغبون بالالتحــــاق ببرامــج لاعـــادة تأهيلهــم

*الخاطفون سلموا الوسيط القطري شروطهم: نتمسك بالمقايضـة  ضمانة بعدم أذية العسكريين والعامل المالي على خط المفاوضات

*الشروط" الى الحكومة ووعد بعدم المس بالعسكريين لمدة شهر

*ملامح انفراج على خط المطرانين ومتابعة قد تفرج عن ايجابيات

*اوراق الضغط اللبنانية توازي اهميـة ورقـــة المسلحيــن

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 6/9/2014

*لبنان مصير وطن/خالد عبدالعزيز السعد/السياسة

*توقعات بانضمام “الخليجي” والأردن ومصر للتحالف ضد “داعش” وواشنطن ترفض مقارنة الإئتلاف الجديد بما تم تشكيله لإطاحة صدام في 2003

*التلاعب بالسلم الأهلي: عود على بدء/محمد مشموشي/المستقبل

*الإرهاب والملفّان السوري والفلسطيني يتصدّرون الدورة 142 ثريا شاهين/المستقبل

*إطلاق سراح الوزيرين هاشم وعزيز/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*داعش في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة القديس يعقوب 0/01حتى06/إنذار الأغنياء

أيها الأغنياء، ابكوا ونوحوا على المصائب التي ستنزل بكم. أموالكم فسدت وثيابكم أكلها العث. ذهبكم وفضتكم يعلوهما صدأ يشهد عليكم ويأكل أجسادكم كالنار . تخزنون للأيام الأخيرة، والأجور المستحقة للعمال الذين حصدوا حقولكم التي سلبتموها يرتفع صياحها، وصراخ الحصادين وصلت إلى مسامع رب الجنود. عشتم على الأرض في التنعم والترف وأشبعتم قلوبكم كعجل مسمن ليوم الذبح. حكمتم على البريء وقتلتموه وهو لا يقاومكم.

 

تعليق للياس بجاني عن الدعشيون، وقراءة للدكتور عصام خليفة في ظاهرة داعش وفي مفهوم الدولة

بالصوت/فورماتWMA/تعليق للياس بجاني عن الداعشيون وقراء علمية للدكتور عصام خليفة في ظاهرة داعش وفي مفهوم الدولة/06 أيلول/14

بالصوت/فورماتMP3/تعليق للياس بجاني عن الداشيون وقراء علمية للدكتور عصام خليفة في ظاهرة داعش وفي مفهوم الدولة/06 أيلول/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

داعشيون أعداء لبنان الكيان والهوية والرسالة والإنسان

الياس بجاني

06 أيلول/14

لقد تمكن حكام دولتي محور الشر، سوريا وإيران، وبالتعاون والتكامل مع مطابخ مخابرات عربية واقليمية ودولية، تمكنوا بدهاء وجحود وابليسية من تفقيس داعش والنصرة  في حاضناتهم المخابرتية المجرمة وسخروهما لخدمة أطماعهم وتنفيذ أجنداتهم المذهبية والتوسعية والاستعبادية والبربرية.

في الحقيقة المعاشة على أرض الواقع لا وجود لكيان مستقل لداعش أو للنصرة أو لغيرهما من المنظمات التي تحمل بهدف التمويه مسميات أصولية وتكفيرية، بل هناك كوكتالات وفرق مخابرتية وإجرامية تابعة من ألفها حتى يائها لمخابرات محور الشر السوري-الإيراني، ولعدد من مخابرات الدول الأخرى من بينها تركيا وقطر.

هذه وقائع تؤكدها الأحداث وتبين خلفياتها كل التطورات والممارسات التي تشهدها سوريا وليبيا ومصر والعراق ولبنان واليمن والبحرين وغزة ودول الخليج العربي.

كل هذه الحقائق الدامغة الملموسة والمعاشة تؤكد صحتها رزم ورزم من التقارير والدراسات والتحليلات الموثقة والصادرة رسمياً عن دول كبرى منها أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والسعودية ومصر وإسرائيل وباكستان والأرجنتين وغيرها، وعن منظمات حقوقية ومراكز أبحاث ودراسات إستراتجية دولية مرموقة، وبالتالي داعش والنصرة هما أجنحة عسكرية وإرهابية إجرامية تابعة لمخابرات محور الشر السوري-الإيرانيي.

أما فيما يتعلق بلبنان فإن الدواعش والنصراويون (نسبة للنصرة) من أهلنا فهم كثر في زمن البؤس والمحل والجحود.

الداعشيون والنصراويون في وطن الأرز جميعاً مباشرة أو مواربة تابعين في ممارساتهم وأجنداتهم وخطابهم وثقافتهم وتحالفاتهم ومالهم وأحزابهم وبربريتهم لنفس المحور، وهم من كل الشرائح ومن كل المذاهب ومن كل المواقع الاجتماعية والطبقية والمذهبية.

هؤلاء هم كل سياسي ومسؤول ورجل دين وإعلامي ومواطن يعادي الدولة اللبنانية ومفهوم وقواعد وثقافة ومفاهيم كل ما هو دولة وقانون ودستور وشرع وعلاقات مع الدول واتفاقات ومعاهدات.

هؤلاء هم كل من يفكك أسس الدولة اللبنانية ومرتكزاتها، ويفرغ ويجوف مؤسساتها، ويصحر فكر أهلها، ويضرب صروحها التعليمية والمصرفية، ويُعهِّر كل ما هو حقوق ومبادئ واحترام وقبول للآخر.

هؤلاء هم كل من يعمم الفوضى ويشرع الحدود ويشارك في حروب محور الشر في سوريا والعراق، ويقوم بعمليات إرهابية في كل دول العالم خدمة لمخططات محور الشر.

هؤلاء هم كل من يعطل عمل مجلس النواب ويمنع إصدار قانون انتخابي عادل.

هؤلاء هم كل من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية.

هؤلاء هم كل من يسوّق لشرعة الغاب والفوضى والغرائزية، ويحمي القتلة والمجرمين، ويغتال ويرهب الأحرار.

هؤلاء هم كل من يمارس الارتكابات كافة من سرقات، وغزوات، وتزوير، وتهريب وتصنيع وزراعة مخدرات، وتبيض الأموال، والفساد والإفساد.

هؤلاء هم كل من يزور التمثيل الشعبي بقوة السلاح والمذهبية والإرهاب ويصادر قرار الناس مستغلاً المال والقهر والتعصب.

هؤلاء هم كل رجل دين مثاله الأعلى الإسخريوتي يبيع الوطن بثلاثين من فضة ويرهن قميصه ويرضى بذل الخنوع للأمر الواقع ويمارس دور المدمر للقيم والأخلاق.

هؤلاء هم كل رجل دين يشارك في مؤتمر عنوانه الدفاع عن المسيحيين والأقليات وباطنه التسويق لمحور الشر السوري-الإيراني.

هؤلاء هم كل سياسي أناني ونرسيسي وحربائي وشعوبي أولوياته أطماعه والنفوذ والمال وليس الوطن والمواطن.

هؤلاء هم كل مواطن غنمي يعبد رجال السياسة والدين ويرتضي وضعية التابع "الزلمي".

هؤلاء هم كل يمارس خدمة لمصالحه الذاتية الذمية والتقية ويخدر ضميره ويقتل بداخله حاسة النقد ويستعمل لسانه لغير الشهادة للحق.

ربي نجنا من شرور دواعش لبنان ورد عنا وعن وطننا شرورهم.

 

فارس خشان يكشف عورات مؤتمر الدفاع عن المسيحيين الإيراني والسوري والذمي

ولكن... من يحمي مسيحيي الشرق؟

فارس خشّان/يقال نت

06 أيلول/14

عبثا حاول النظام السوري ان يستثمر، في الغرب، أصوات مؤيدين له ينتمون الى الطوائف المسيحية، لأنه عجز عن جذب مسيحيي لبنان، بداية، على الرغم من استغلال المنابر العونية.

عجز عن ذلك، لأن مسيحيي لبنان أدرى بشعاب جارتهم وبتاريخها، وهم كانوا، بالملموس، يدركون أن ما يلحقه قمع الثورة في سوريا من مآس، بحق الطوائف الأخرى، ولا سيما الطائفة السنية، يستحيل أن يقارن بما يمكن أن يتعرض له المسيحيون من مضايقات. كان هؤلاء يذكّرونهم بما كان يعاني منه مسيحيو لبنان على يد النظام نفسه.

لكن سرعان ما تغيّرت الحال، مع التطورات المتلاحقة في العراق، مع تمدد "الدولة الإسلامية" وإعلان "دولة الخلافة"، بزعامة أبو بكر البغدادي، وتوالي الأنباء عن تهجير المسيحيين الذين يرفضون دفع الجزية.

وكبرت المخاوف من تداعيات ما يحصل في العراق، خصوصا مع دخول الإعلام العالمي على الخط، في اللحظة التي قرر تنظيم "الدولة الإسلامية" التوسع نحو كركوك الكردية.

حينها تقدم ملف المسيحيين، ومعه ملف الأزيديين، الى الواجهة، فمناصرة الأكراد لوحدهم لا يمكن أن تحرّك الرأي العام الأميريكي والأوروبي. كان لا بد من إقحام المسيحيين في هذه المسألة.

قبل ذلك، لم يُسجّل سوى الصمت، مع أن المسيحيين في العراق كانوا قد عانوا الامرين، وخصوصا بعد الإجتياح الأميريكي لبلاد ما بين النهرين، فسجلت هجرة واسعة لهم نحو كل أنحاء العالم، ولا سيما نحو الدول التي سبق لها واحتضنت موجة الهجرة السابقة إبان عهد صدام حسين، الأمر الذي لم يُبق منهم في العراق أكثر من 12 بالمائة.

ولدفع مسيحيي لبنان الى الواجهة، كان لا بد من خلق ما يخيفهم مباشرة.

وتنفيذا لذلك، كان حساب "لواء أحرار السنة - بعلبك"، الذي راح ، مدعيا الإنتساب الى "داعش"، يُهدد المسيحيين بالقتل والذبح والتهجير.

وأعطت هذه التغريدات التي جرى تناقلها على نطاق واسع، بدعم طبعا من وسائل الإعلام التابعة مباشرة أو مداورة لحزب الله، مفاعيلها، فبدأت الدعوات الى التسلح والى الأمن الذاتي والى طلب الحماية من الديكتاتوري القريب كما من الديمقراطي البعيد.

وحين انكشف دور بيئة "حزب الله" في هذه العملية المخابراتية، مع توقيف مشغل الحساب الذي ينتمي الى "حزب الله"، فرديا وعائليا، تمّ اعتماد أسلوب آخر، فكان حرق "راية التوحيد" في الأشرفية وتعميمها، وكان الرد عليها، تحت جناح الظلام، بكتابات معادية للمسيحيين على جدران كنائس في طرابلس، وباسم "داعش" أيضا.

وبمجرد أن وقف المسلمون في طرابلس ضد هذه السلوكية المنسوبة الى "داعش"- مع أن "داعش" أوقح من أن يعمل تحت جناح الظلام- حتى انطلقت موجة تخويف جديدة، بهدف القول إن "داعش" أصبح على تخوم المناطق المسيحية، ومنها شائعات وصول تنظيم " الدولة الإسلامية" الى بسكنتا.

ومن يتواصل في هذه الأيام مع البيئة المسيحية الشعبية، يطارده سؤال متكرر:" هل سيصلون الينا؟"

وبالتأسيس على تعميم هذا الخوف، وغالبية أسبابه اللبنانية دعائية حتى الآن، تنطلق مؤتمرات هنا وهناك في عواصم العالم، ولا سيما واشنطن ، وبتمويل لبناني – سوري، تحت عنوان "حماية مسيحيي الشرق".

ولكن، من يحمي مسيحيي الشرق؟

جيش الولايات المتحدة الأميريكية الذي يتم الإستنجاد به اليوم، كان بكامل قدّه وقديديه في العراق، وتحت عيونه، عاش مسيحيو العراق واحدة من أبشع كوابيس الهجرة والموت، ولم يحمهم، قصدا أم عجزا.

فمن يحميهم، إذن؟

في نقاشات مسيحية - مسيحية، ومن منطلق براغماتي وروحاني، ثمة اقتناع راسخ بأن المسيحيين حين يتحوّلون الى أقلية، يعجز أي كان عن حمايتهم، ومهما أوتي من قوة، لأن قدرهم أن ينموا لا أن يتضاءلوا، وأن ينتشروا لا أن يتقوقعوا، وحين ينعكس الواقع، لا يعود لهم مبرر وجودي حقيقي.

وفي هذه النقاشات، إن المسيحية حين انطلقت من الشرق لم تكن تبحث عمّن يحمي المنتسبين اليها، بل هي نمت وانتشرت وتمددت، في ظل اضطهاد كبير.

كانت حمايتها نابعة من الجرأة في رسالتها. هذه الجرأة التي تجلت في العلية، مع حلول الروح القدس، على هؤلاء الذين كانوا يختبئون، بعد صلب معلمهم.

وراح هؤلاء يُتلمذون العالم. يقفون مع المريض ومع المظلوم ومع المضطهد ومع الفقير.

وكان الناس يعرفونهم من محبة أحدهم للآخر.

وجرأة هؤلاء تخطت كل اضطهاد، وكل عمليات الإعدام التي شملت غالبية الرسل، وتفوّقت على أفواه الوحوش الجائعة.

لم يحتم المسيحيون بروما، بل بجرأتهم وثباتهم وإيمانهم، سيطروا عليها.

حاليا، فقدت المسيحية المشرقية جرأة العلية. فقدت رسالتها.

قبل مسيحيون كثر، وعلى عكس المفترض بهم، أن يكونوا في حماية ديكتاتور هنا وقاتل هناك. تنازلوا عن أدوارهم الريادية المفترضة لمصلحة الفقير ولمصلحة المضطهد ولمصلحة المظلوم.( تأكيدات البابا فرنسيس عند وصولهم الى سدة الفاتيكان).

حوّلوا أنفسهم الى مجموعة حضارية، لها دين. لم يعودوا مجموعة دينية لها حضارتها.

وارتضوا، بتهاونهم، أن يصبحوا أقلية في الأرض التي انطلقوا منها.

أصبحوا أقلية بحجة الإضطهاد، في أرض نموا فيها، بالأصل، في تربة إضطهادية.

وأصبح الناس يعرفونهم من كرههم لبعضهم البعض، ومن عداوتهم لبعضهم البعض.

سبق وخسروا الكثير، بسبب هذه السلوكية، وهم يخسرون اليوم ما تبقى بسبب إصرارهم على هذه السلوكية.

التطرف الإسلامي، سواء كان شيعيا كما نظمته إيران، أم سنيا، كما ينشره تنظيم القاعدة ومشتقاته الحالية، وبغض النظر عن كل ما يقوم به أو ما يُنسب إليه ( وكله مدان ومرفوض ومنبوذ) ميزته أنه يخلق دينامية المواجهة، ودينامية الإستمرار في حمل – او ادّعاء- حمل الحلم التأسيسي، في حين أن الإعتدال الإسلامي، لا يواجهه، إلا يإظهار مزيد من التديّن.

المسيحيون تخلوا عن الحلم التأسيسي.

المسيحيون تخلّوا عن كتابهم المقدس. تخلّوا عن مسيحهم، ليستوردوا مسيحا دجّالا يخضع للديكتاتور ويساير القاتل ويترك المظلوم ويهزأ من الفقير ويبث الكراهية ويؤمن بالعنف.

نعم، هناك مجموعة حضارية تحمل صفة المسيحية تعاني من خطر الإنقراض في الشرق الأوسط، لكن المسيحيين في الشرق الأوسط ، إنقرضوا منذ سنوات طويلة.

ثمة كلام كثير وكبير يُقال، ولكن ليس مكانه هنا، إلا أن الأكيد أن إنقاذ المسيحيين لا يحتاج الى اجتماع في واشنطن، بل الى لقاء في تلك العلية!

 

داعش" يعلن عن إعدام عسكري لبناني ثان من الأسرى لديها

٦ ايلول ٢٠١٤ /أعلن تنظيم "داعش" عن إعدام جندي لبناني ثان الأسير لديها، وهو عباس مدلج (20 عاماً) عبر صفحتها على تويتر وبررت داعش هذه الجريمة البشعة بأن مدلج "حاول الهرب من سجنه". وقال قيادي في تنظيم "الدولة الإسلامية" للأناضول: "أعدمنا الجندي اللبناني الأسير لدينا عباس مدلج ذبحاً لمحاولته الهرب" كما نشرت الدولة الاسلامية قاطع - القلمون بياناً، قالت فيه "حاول الجندي عباس مدلج الهرب من سجنه وبعدما حاول اطلاق النار تمكنا من السيطرة على الموقف وكان مصيره الذبح". وكان الجندي عباس مدلج الذي قد فقد الاتصال به بعد اقتحام المسلحين الارهابيين موقع تلة الحصن في جرود عرسال، عصر يوم السبت في 2 آب الماضي، وهو انتسب منذ سنتين إلى الجيش، وذكر اسمه قبل أيام في أحد مقاطع الفيديو التي عرضت في وسائل إعلامية، من بين اربعة اسماء لعسكريين كانوا مع مجموعة «أبو حسن الفلسطيني»، وسلموا بعدها إلى مسلحي "داعش". المصدر : وكالات

 

عائلة العسكري عباس مدلج: استشهاد ابننا جريمة بحق كل اللبنانيين وندعو إلى ضبط النفس

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - بعلبك - أكدت عائلة العسكري المخطوف عباس مدلج، الذي ترددت معلومات عن إقدام تنظيم "داعش" على ذبحه، ان خيارها "هو لبنان بلد العيش المشترك بين كل مكوناته"، داعية إلى "درء الفتنة وعدم السماح للتكفيريين بالتغلغل إلى نسيجنا الوطني ومنعهم من تحقيق أهدافهم". جاء ذلك في بيان أصدرته العائلة هذه الليلة، في ما يأتي نصه: "ان خيارنا لا يزال كما هو، لبنان بلد العيش المشترك بين كل مكوناته. وان الفعل الارهابي الذي أدى إلى استشهاد ابننا عباس هو جريمة بحق كل اللبنانيين، سنة وشيعة ومسيحيين ودروزا، ونحن ندعو إلى درء الفتنة وعدم السماح للتكفيريين بالتغلغل إلى نسيجنا الوطني ومنعهم من تحقيق أهدافهم التقسيمية والفتنوية. ونعلن أن شهيدنا هو شهيد لبنان، ولنا ملء الثقة بالجيش اللبناني الوطني. وندعو إلى التصرف بشكل عاجل من أجل وضع حد لمأساة العسكريين الباقين، كما ندعو جميع أهلنا إلى ضبط النفس والتصرف بشكل يليق بالشهداء الأبطال".

 

إطلاق نار على دورية للجيش في القاع ومقتل أحد المهاجمين

السبت 06 أيلول 2014 /  وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الهرمل جمال الساحلي أن دورية لمخابرات الجيش تعرضت، عند المدخل الرئيسي لبلدة القاع، لإطلاق نار من قبل ثلاثة أشخاص كانوا على متن دراجة نارية. وردت الدورية على مصادر النار فقتل شخص من التابعية السورية، وجرح آخر، وأوقف ثالث لبناني الجنسية، وصادرت الدورية الأسلحة المستعملة. نقل الجريح الى مستشفى الهرمل الحكومي وأحيل الموقوف الى المراجع المختصة.

 

السيد علي الامين: 'حزب الله” بتدخله بسوريا لا يمثل الا نفسه والجهاد بصراعات داخلية ليس جهادا

٦ ايلول ٢٠١٤ /اكد السيد علي الامين ان 'الدعوة الى التسلح والامن الذاتي امر مرفوض خصوصا انها صدرت عمن كان ضد اي سلاح خارج الشرعية اللبنانية”، وقال: 'فوجئنا بهذه الدعوات” لافتا الى 'انها تؤدي الى خراب لبنان”. واضاف في حديث لـ”لبنان الحر” ضمن 'برنامج بين السطور”: 'حزب الله يفرض رأيه ليس على الشيعة فقط بل على الدولة فالمشكلة ليست عند الطائفة الشيعية ولكن في ضعف الدولة وعدم قيامها ببسط سلطتها على كامل اراضيها كما ان تدخل الحزب في سوريا مرفوض ولا يعبر عن وجهة نظر الطائفة الشيعية بل عن ارتباطاته الخارجية وهو لا يمثل الا نفسه فتدخله يتنافى مع وصية الاندماج التي اوصى بها العلامة السيد محمد حسين فضل الله”. وفي موضوع الشهادة قال الامين: 'الشهادة ليست محصورة بمسألة الدم فهي وثيقة الاعتراف والاقرار بالحق والحقيقة امام الله وقد تكون الشهادة بالكلمة والموقف وبالتالي قد تؤدي بالانسان الى ان يدفع حياته ثمنا”. وراى ان 'الشهادة ليست خاصة بفئة او بمجتمع او دين فعندما قطع رأس يوحنا المعمدان من قبل هيرودوس بطبيعة الحال قدم يوحنا الشهادة للحق ولله وعندما سار السيد المسيح على طريق الجلجلة ورفض الظلم هي كانت الشهادة فالعمل الانتحاري ليس عملا استشهاديا كما ان الجهاد في الصراعات الداخلية لا يكون جهادا”. وعن قداس شهداء المقاومة اللبنانية اضاف الامين: 'املنا ان تكون الدماء التي قدمت على مستوى الوطن وان نكون اوفياء لمن ضحوا بدمائهم لكي تكون لنا دولة وتكون هي مرجعيتنا”. 

 

ترقب وحذر فـــــي عرسال بعد مقتـــل غدادة/ الحجيري يطمئن.. والجيش يضيّق الخناق على المسلحين

المركزية- أرخى نبأ تصفية المسلحين السوريين أحدَ أبناء عرسال كايد غدادة، بعد اتهامه بالعمالة لـ"حزب الله"، على حد تعبيرهم، بثقله على المدينة، التي شهدت منذ وصول جثمانه اليها صباح اليوم، حذرا شديدا وقلقا وترقبا لما يمكن ان تحمله الجريمة من تداعيات على الوضع الامني فيها، سيما في ظل توعد ذويه بالثأر لابنهم. رئيس البلدية علي الحجيري وصف عبر "المركزية"، الاجواء حتى الساعة بـ"العادية"، مقللا من أهمية المعلومات التي تتحدث عن تدهور للاوضاع على الصعيد الامني في المدينة، ويقول "شخصيا، لا أظن ان جريمة قتل غدادة ستعيد الحال الى الوراء في عرسال". وعما يحكى عن عمليات انتقام لمقتل غدادة، يجيب الحجيري "لا أدري، لننتظر ونر ما سيحصل". وعن وجود لائحة لمطلوبين من المسلحين السوريين تضم اسماء لأشخاص مقربين من "حزب الله" او مؤيدين للجيش اللبناني، يقول "نعم يتردد ان هناك لوائح واسماء، لكن لا أملك تفاصيل عن الموضوع، وفي رأيي، مسؤولية الدولة ان تحمي المواطنين وتمنع تكرار مأساة غدادة". على صعيد آخر، أكد الحجيري ان موفدا سوري الجنسية، أجرى أمس مفاوضات باسم دولة قطر، مع الجهات الخاطفة في "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية" في القلمون، في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين". في غضون ذلك، أشارت معلومات الى ان الجيش يعزز وجوده في جرود عرسال لمنع الامدادات من بلدة عرسال الى المسلحين، في اطار تنفيذه مقررات مجلس الوزراء الاخيرة، كما يعمل على منع تنقلهم بين البلدة والجرود في ما يشبه الحصار، كما ستواجه مخيمات النازحين اجراءات لم تعرفها من قبل خصوصاً تلك التي تشكل بيئة حاضنة لمسلحي الجرود...

 

إتصالات من العسكريين المخطوفين بعائلاتهم ومطالبة بالوقوف في وجه "حزب الله" 

٦ ايلول ٢٠١٤ / كشفت نزهة جعجع زوجه المعاون في قوى الامن الداخلي المخطوف بيار جعجع لـ"النهار" ان زوجها اتصل بها صباح اليوم، وطمأنها عنه وعن رفاقه. وطلب جعجع، بحسب زوجته، منها ومن اهالي العسكريين المخطوفين لدى "جبهة النصرة" ان يطالبوا الدولة اللبنانية بعدم التفاوض من "تحت الطاولة"، اي بطريقة غير مباشرة. ولفت جعجع الى ان "الجبهة التي تحتجزه ابلغته ورفاقه ان مشكلتها ليست معهم ولا مع اللبنانيين، انما مع النظام السوري و"حزب الله" الذي يتدخل في سوريا. وحث جعجع زوجته واهالي منطقته في دير الاحمر وبعلبك على التحرك اكثر و الضغط اكثر على الحكومة اللبنانية من خلال التظاهرات واقفال الطرق، لتحريك ملفهم بسرعة. الى ذلك، اعلنت جعجع انها واهالي رفاق بيار المخطوفين، سيكثفون تحركاتهم بدءاً من الغد وسيقومون اقفال الطرق في منطقة بعلبك للضغط على الحكومة للاسراع بإقفال هذا الملف. وقالت: " تحقق حلم شربل( ابن بيار جعجع) الذي ناشد الخاطفين عبر "النهار"، بسماع صوت والده واليوم تحدث معه. يذكر ان جعجع تحدث عبر الهاتف مع جميع افراد عائلته وبقي على اتصال معهم لمدة نصف ساعة تقريباً.

من جهتها عقدت عقيلة الرقيب اول الجندي المخطوف لدى الجماعات المسلحة في عرسال زياد عمر، مؤتمرا صحفيا في منزل عائلته في بلدة عين السوداء. وقالت: "وردني اتصال من زوجي قرابة الساعة العاشرة من صباح اليوم، استمر لمدة 8 دقائق، طلب مني فيه عقد مؤتمر صحافي". أضافت: "بعدما طمأنني عن صحته وصحة جميع العسكريين، طلب، باسمه وباسم جميع المخطوفين، أن نقف بوجه حزب الله الايراني وما يقوم به من قتل للاطفال والعجز. كما طلب مني التوجه الى الشعب اللبناني لمطالبة الحزب بالانسحاب من سوريا واستنكار ما يقوم به من محاولة لقطع الطرق ورفض اطلاق سراح الاسلاميين". وتابعت: "أتوجه الى السنة والشيعة والموحدين الدروز، ما ذنبنا ان فئة من اللبنانيين لم تسلم سلاحها بعد الطائف؟ وأتوجه الى الدولة اللبنانية لتعمل على إنقاذ حياة زوجي ورفاقه وتسريع التفاوض وإنقاذ أولادنا من هذه المحنة". وختمت مكررة: "طالبني زوجي ان اتحدث باسم جميع العسكريين المخطوفين". 

 

في الإرهاب المقارَن

الياس الزغبي

يبذل الثنائي نظام الأسد – “حزب الله” جهوداً متصاعدة لسحب صورته عن الوجه الآخر لعملة الإرهاب، بعدما بيّنت تطوّرات الوضع في لبنان وسوريّا والعراق تكامل الوجهين وتطابقهما في الوسائل والأهداف. النظام يستميت لتقديم أوراق اعتماده في الجبهة الإقليميّة – الدوليّة العتيدة لمواجهة “داعش” وأقرانها، و”حزب الله” يستميت في محاولة تقديم نفسه منقذاً للبنان بشيعته وسنّته ومسيحيّيه ودروزه وعلويّيه! والإثنان يوظّفان مأساة عرسال ومخطوفي الجيش لإعادة الدولة اللبنانيّة، عبر حكومتها السلاميّة، إلى حضن النظام. ولا يوفّر “حزب الله” مناسبة إلاّ ويستخدمها لنفي تشبيهه ب”داعش”، سواء في وسائل إعلامه، أو عبر حلفائه، أو في الندوات والنقاشات التلفزيونيّة، أو حتّى على ألسنة “وسطيّة” وسيطة مثل وليد جنبلاط وسواه. لم يكن “حزب الله” والنظام في حاجة إلى هذه الحملة المركّزة لو كان ذاك الدخان بدون نار! المقارنة بين الإرهابَيْن ليست مجرّد ترف فكري سياسي، ولا فقط نتيجة استخدام الوسائل نفسها: “داعش” بقطع الرؤوس بالخناجر، والثنائي بالإبادة الجماعيّة عبرالفتك الجوّي والبرّي، وقطع رؤوس الخصوم.

بل هي في الأهداف أيضاً: إقامة بيئة مذهبيّة صافية يتحوّل فيها الآخرون (سنّة ومسيحيّون ودروز..) إلى محميّات بشريّة راضخة، على قاعدة نظام أهل الذمّة، وبسط الحمايات. هذا ما فعلاه ويفعلانه من حمص إلى القصير إلى القلمون وريف دمشق وصولاً إلى عرسال والبقاع الشمالي، بما يُشبه المسح الذي قامت وتقوم به إسرائيل في فلسطين، وبما يُشبه ما قام به نازيّو وفاشستيّو أوروبا منذ ثلاثة أرباع القرن. ولم يَعُدْ مشروع الدولة العلويّة الشيعيّة من اللاذقيّة إلى الناقورة مسألة تبصير أو تخمين. هو في طور الترسيم. أمّا حظّه من النجاح والاستكمال ، فمسألة أُخرى قابلة للنفي والشك. وقد باتت الحلقة اللبنانيّة من المشروع في طور الاختبار العملي، ليس فقط عبر مسألة عرسال والتلميح إلى عكّار وطرابلس.. بل في الأداء السياسي الرفضي الموصوف، وتكفير كلّ خطوة إيجابيّة أو مبادرة.

هكذا واجهوا الخطاب التاريخي التأسيسي للرئيس فؤاد السنيورة في مؤتمر “لقاء سيّدة الجبل”. قال إنّ المسيحيّين في الأشرفية ولبنان يشبههم ويشبهونه، وهم أقرب إليه من ولاية “داعش” وولاية “الفقيه”، فسفّهوه وكفّروه، مستأجرين ألسنة مسيحيّين معقودة عندهم.

وقبل ذلك سفّهوا وكفّروا مقولة “لبنان أوّلاً”، وشعار تحييد لبنان عبر “إعلان بعبدا” وكفّروا مطلقه الرئيس ميشال سليمان ويلاحقونه إلى ما بعد بعد بعبدا، كفّروا(ضمناً ومواربةً) البطريرك الراعي، كفّروا كلّ من يسعى لإطلاق المخطوفين بحجّة عدم التفاوض مع إرهابيّين، كأنّما تفاوضهم مع إسرائيل حول الأسرى والجثث طهر وقداسة!  وكفّروا أخيراً مبادرة “14 آذار” للخروج من المأزق الرئاسي.

أليس كلّ هذا التكفير “داعشيّة” موصوفة تكمّل الوجه الآخر لحقيقة الإرهاب الواحد؟ لا تكتمل محاربة الإرهاب إلاّ بضرب وجهَيْه، وما يسعى إليه حلف شمال الأطلسي في تشكيل جبهة واسعة لمكافحة “داعش” يبقى مبتوراً إذا لم يتمّ عزل البيئة الحاضنة.

وخلافاً للتفسير الرائج أنّ السنّة هم هذه البيئة الحاضنة، فقد بات واضحاً أنّ الإرهاب نشأ وترعرع ونما في كنف الإسلام السياسي الحديث الذي أطلقته “الثورة الإسلاميّة” في إيران قبل 35 عاماً، وفي كنف الرعاة القدماء والجدد مثل نوري المالكي وبشّار الأسد وسائر فروع “فيلق القدس”! وليس صحيحاً أنّ المسلمين باتوا أسرى وجهَي التطرّف والإرهاب: سنّة وشيعة في حرب قدريّة مفتوحة، وفي صراع أئمّة وخلفاء لا ينتهي، ويسحقون الأقليّات تحت سنابك خيولهم.  تكفي معاينة لقاءات جامعة ومؤتمرات عُقدت وستُعقد، من طرابلس إلى بيروت وآربيل والقاهرة وواشنطن، وأصوات تنادي بالاعتدال والحكمة والانفتاح، كي نرى العشرات بل المئات من أهل العقل والتنوّر يُنعشون الأمل بالحياة المشتركة ومواكبة العصر. وكان “لقاء سيّدة الجبل” إحدى العيّنات الواعدة والخلاّقة، في ما شهده من مداخلات وتفاعل المذاهب والأديان. والخطاب الأخير للعاهل السعودي عيّنة أُخرى شديدة البلاغة.

بين “داعش” الخناجر و”داعش” البراميل، بين “داعش” الأشرفيّه و”داعش” حائط مار الياس في الميناء، بين “داعش” قطع رؤوس الجنود والصحافيّين، و”داعش” قطع رأس لبنان وتدمير آماله، لا مجال للمفاضلة، ولا خيار بين سيّء وأسوأ. كان لنا زمن الأدب المقارَن ببعده الإنساني الحضاري، فأصبحنا في زمن الإرهاب المقارَن بوجهَيه. وتبقى بين الموتَيْن، مسافة للقيامة.

 

قاطيشه: عون فشل على كافة المستويات العسكرية والسياسية في الثمانينات ومن يقاتل مع الأسد باع نفسه للشيطان

موقع القوات/أعلن مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد وهبي قاطيشه ان “تدخل قطر على خط المفاوضات مع المفاوضات شكل عنصراً جديداً بسبب دخول دولة وليس افراداً او مؤسسات”. مشيراً إلى ان “الوساطة القطرية اتت لتفتح املاً وهي اتصلت بالخاطفين وهذه خطوة تقدمية ومن يقول “لن تقدم او تأخر” هو لإفشال المفاوضات لأن اجندته غير لبنانية ويسعى لإدخال الجيش في معركة استزاف تريحه”. وأشار قاطيشه في حديث عبر “المستقبل” إلى ان “المفاوضات علم قائم بذاته ولا يكشف اي فريق اوراقه قبل ان يكشف الفريق الآخر اوراقه والمؤسف ان ما حصل حتى اليوم صب في مصلحة الخاطفين”. ولفت إلى ان “هناك صراعاً بين العسكري والأمني من جهة والصحافي من جهة أخرى وهذا ما كشف الكثير للخاطفين وعلينا ان نضع الثقة في الحكومة”، مؤكداً ان “مبدأ المقايضة مرفوض لعدم تشريع الإرهاب والخطف انما مبدأ التفاوض مقبول ولا تطورات ميدانية في المدى المنظور لقلب الموازين والذي يريد ان يحسم عسكريا من الممانعين فليقود لواء ويحتل عرسال ويحسمها”.

واستغرب كيف ان هؤلاء الإرهابيين يصمدون من دون دعم في الأرض المقفرة التي يعيشون فيها وقال: “هناك من قال لهم اصبح اسمكم “داعش” لأنه يبيع”، مشدداً على ان “نظام الأسد يعرف تماماً اين هي مواقع “داعش” في الرقة وسوريا وهو لم يقصفها يوماً”.

وقال قاطيشه: “200000 عسكري سوري على الأقل موجودون بين العاصمة ومناطق وجود اليونيفيل وأتعجب كيف يخطف مسلحون عناصر منها، في حين المناطق التي فيها فوضى لا يتدخل فيها النظام السوري بل هو يرمي البراميل المتفجرة فوق رؤوس المدنيين في حلب”.

واردف ان “المجتمع الدولي لن يتعاون مع الأسد لأنه يعلم ان اساس مشكلة الإرهاب هو النظام السوري”.

وتابع: “داعش” اعصار ارهابي ولكن كنظام سياسي مستحيل ان يعيش لأن بيئته ترفضه، ونعلم ان الخطر الإرهابي لـ”داعش” كبير لكن خطرهم السياسي صفر وهم نموا في حالات الفوضى والقمع للسنة ولكنهم لن يستمروا”.

ولفت إلى ان “من اغتال القيادات اللبنانية منذ 2005 حتى اليوم معروفون وأدينوا من المحكمة الدولية او اللبنانية واليسوا مثل الدواعش؟” وقال: “من يقاتل إلى جانب الأسد من اللبنانيين لا يدرك ماذا يفعل وهو يبيع نفسه للشيطان”.

وعن التهويل ان “داعش” في صنين وبسكنتا وهذه المناطق لفت إلى انها “محاولة لتخويف المسيحيين وهي سياسة فاشلة إلا مع من لا يعرف بالسياسة”. مؤكداً “اننا شاهدنا اهوال اكثر من “داعش” منذ الـ1969 حتى اليوم وصمد المسيحيون ولماذا لا يكون هذا المثل الذي يحتذى بها”. ولفت قاطيشه إلى “اننا نحن نراهن على الدولة ولا نتسلح ولكن لا احد من الأفرقاء المسيحيين يستطيع حمل السلاح إلا “القوات اللبنانية”".

واوضح ان “ما صوّر إعلاميا من المساعدة العسكرية الأميركية ليس بالضرورة ان يكون هو السلاح الذي قدم لأنه لا يجوز فضح القدرات العسكرية التي سلمت”.

واعلن ان “اللوحات الإعلانية لقداس شهداء المقاومة اللبنانية تحت عنوان “لا تخافوا” وهي موجهة للمسيحيين وكل اللبنانيين كي لا يخافوا من احد”.

ورأى قاطيشه ان “الفريق الآخر هو من يسعى لتدويل الاستحقاق الرئاسي بانتظار المفاوضات السعودية والإيرانية في حين اننا حاولنا لبننة الاستحقاق، ولكن “حزب الله” يريد الفراغ”. مشيراً إلى “اننا حاولنا التواصل مع رئيس تكتل “التغيير والإصلاح: النائب ميشال عون فقد زارته النائب ستريدا جعجع يرافقها النائب ايلي كيروز ولجنة لإطلاعه على برنامج د. جعجع الرئاسي”.

وعن توافقية عون اشار قاطيشه الى “اننا ضد “حزب الله” للآخر في السياسية لكننا لم نتعرض له بتعابير نابية والتجريح يوماً كما فعل عون مع “تيار المستقبل” والجمهور السني”.

وأشار قاطيشه إلى انه “منذ 1988 طلب من العماد عون إلغاء “القوات اللبنانية” وحتى عندما عاد الى لبنان تبين انه ما زال في الحضن السوري، وذلك لأن سمير جعجع رأس حربة في وجه نظام الأسد”، ورأى انه “لو بقي العماد عون في 14 آذار لكان انتخب رئيساً سنة 2007. واستبعد ان “يكون احدا يريد التمديد وإذا اراد النواب التمديد فربما يكونوا مجبرين وعدم اهتمام اللبنانيين بالتمديد او الانتخابات هو بسبب اليأس، وجذور المشكلة في عدم بناء الدولة وهو سلاح “حزب الله”".

واكد قاطيشه ان “القوات اللبنانية” ضد التمديد للمجلس النيابي والأولوية اليوم هي لأعادة رأس الجمهورية بانتخاب رئيس الذي قطعه “الدواعش”".

ولفت إلى ان “تاريخ العماد عون عبارة عن تفجير تلو الآخر وفشل على المستوى العسكري في الثمانينات والسياسي اليوم إن كان من خلال 10 وزراء في الحكومة او محاولة استرداد مدير عام الأمن العام للمسيحيين”. متابعاً: “على الرأي العام ان يحاسب مهما كانت انتماءاته السياسية”. وختم قاطيشه بالتوجه لـ”القواتيين” في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية بالقول: “”لا تخافوا” وللبنانيين اقول “لا تخافوا” لأنه توجد “قوات لبنانية”".

 

ابو خاطـــر: "حزب الله" ليس بريئــاً من إقحام الجيش في معركة مع الارهابيين

المركزية- ناشد عضو كتلة "نواب زحلة" النائب طوني ابو خاطر اهالي العسكريين المخطوفين "الصبر وترك الحكومة تقوم بعملها لانها تتابع المفاوضات لتحريرهم"، ولفت الى ان "الخوف من زعزعة امن البقاع قائم، خصوصاً اننا على فوهة بركان". واعتبر في اتصال مع "المركزية" ان "العسكريين المخطوفين تعرّضوا للغدر من قبل "داعش" و"جبهة النصرة" ومن "قلّة وفاء" من بعض النازحين السوريين الذين استضافهم اهالي عرسال لكنهم تآمروا على البلدة وعلى الوطن"، واشار الى ان "الجيش والاجهزة الامنية على جهوزية تامة لتحريرهم وإعادتهم سالمين الى ذويهم". وقال ابو خاطر رداً على سؤال "هناك فريق في الحكومة شئنا ام ابينا يريد إقحام الجيش اللبناني في معركة مع الارهابيين، و"حزب الله" ليس بريئاً من هذا لان هذا الامر يصبّ في مصلحته"، وذكّر باننا "كنواب عن منطقة البقاع عقدنا لقاءات مع قادة الاجهزة الامنية قبل معركة عرسال وبعدها واصدرنا بيانات بأن ملاذنا الاوّل والاخير الجيش اللبناني والقوى الامنية، كما عقدنا لقاءات مع اهالي البقاع لحثّهم على ضبط النفس والتهدئة والتعلّم من تجارب الماضي بان التسلّح والامن الذاتي يؤذي اكثر مما يُفيد".

 

 عناصر اسلامية تحرق الصلبان في عين الحلوة

المركزية- علمت "المركزية" من مصادر مؤكدة ان عناصر مسلحة تنتمي الى "جند الشام" و"فتح الاسلام" في مخيم عين الحلوة، قامت ليل امس وعلى خلفية برنامج تلفزيوني بإطلاق شعارات طائفية، وأحرقت بعض الصلبان خلال تظاهرة جابت بعض أحياء المخيم.

وعلى الفوة تحركت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة وقامت بملاحقة عدد من عناصر التنظيمين، الذين لجأوا الى حي الطوارئ الذي يعتبر معقلا لبعض التنظيمات المتشددة. ووصف مصدر فلسطيني الحادثة بالصبيانية، وقال لـ"المركزية" انها لا تمت الى الشعب الفلسطيني ولا الى ثقافته بصلة، ونحن في المرصاد لأي محاولة لزعزعة الامن في المخيم وحريصون على الامن اللبناني كما الفلسطيني. وقال المصدر ان الامر وصل بهؤلاء "الصبية" منذ ايام الى حد احراق العلم الفلسطيني

 

الخاطفون سلموا الوسيط القطري شروطهم: نتمسك بالمقايضـة و ضمانة بعدم أذية العسكريين والعامل المالي على خط المفاوضات

المركزية- في اطار الوساطة القطرية لتحرير العسكريين المحتجزين، التقى موفد يرجح ان يكون سوري الجنسية امس، ممثلين عن "جبهة النصرة" و "الدولة الاسلامية"، وتسلم من كل منهما مطالبهما مقابل الافراج عن العسكريين، وغادر عرسال اليوم، تمهيدا لنقلها الى الحكومة. وأشارت المعلومات الى ان المرحلة الحالية هي مرحلة انتظار رد الحكومة على هذه المطالب. وعلم ان شرط المسلحين لم يتغير وهو قبول الحكومة بمبدأ مقايضة العسكريين بسجناء اسلاميين في سجن رومية، لكنهما لم يسلما حتى اللحظة أي لائحة بالاسماء التي يطلبون الافراج عنها. وأفيد ان نبأ اعتقال شقيق القيادي في الدولة الاسلامية أبو طلال، ليل أمس، كاد يوقف مفاوضات "داعش" مع الوسيط القطري، لكن الامور تم استدراكها في اللحظة الاخيرة. وأفادت المعلومات ان الجهة المفاوضة تمكنت من انتزاع ضمانات من الخاطفين بعدم الحاق الاذى بأي من العسكريين حتى انتهاء المفاوضات. وفيما ينتظر ان تعطي الحكومة ردها على الشروط اليوم او صباح غد، علم ان العامل المالي دخل على خط المفاوضات أيضا. تحرّكوا ضد "حزب الله": في سياق متصل، اتصل عنصرا قوى الامن الداخلي المحتجزين لدى "النصرة" بيار جعجع وجورج خزاقة بذويهما اليوم. وطالب جعجع أهله وأهل بشري بالتحرك وقطع الطرق واعلاء الصوت رفضا لتدخل "حزب الله" في سوريا.

 

الحجيري: المفاوض في ملف العسكريين ليس قطرياً وانما سوري

٦ ايلول ٢٠١٤/اكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ”اللواء” ان المفاوض في ملف العسكريين ليس قطرياً وانما سوري، مشيراً الى ان عرسال تتعرض لضغوط متعددة، وقال: 'هناك الجيش اللبناني والاجهزة الامنية، وهناك 'حزب الله”، وهناك المسلحون السوريون في الجرد، ونحن لا نستطيع مقاومة المسلحين، نحن مع الدولة ومع الجيش”. اضاف: 'لا سلطة لدينا على المسلحين السوريين ومصالح اهل عرسال ستتضرر”، مشيراً الى ان الضغط على يبرود وقارة والقصير وعليها ادى الى تدفق النازحين الى عرسال، مؤكداً عندما يتم اخراج جميع النازحين من المدن اللبنانية الاخرى نلجأ الى اخراجهم من عرسال”. وتساءل: 'لماذا لا يتم تحرير الجنود بالقوة، ولماذا العرقلة والتأخير؟ ان المسلحين السوريين متواجدون في الجبال من القاع الى نحله وبعلبك في مواجهة 'حزب الله”.

 

 الجيش: مقتل مسلح وإصابة آخر وتوقيف ثالت بعد إطلاقهم النار على دورية للمخابرات في القاع

السبت 06 أيلول 2014 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، البيان الآتي: "بتاريخه، وحوالي الساعة 16.00 واثناء مرور دورية تابعة لفرع مخابرات منطقة البقاع في بلدة القاع - وادي فايق تعرضت لاطلاق نار من دراجتين ناريتين على متنهما ثلاثة عناصر مسلحة، فردت الدورية عليهم بالمثل حيث اردت واحدا منهم واصيب الآخر وتم نقله الى احدى المستشفيات في منطقة البقاع والقت القبض على الثالث، وجميعهم من التابعية السورية. بوشر التحقيق".

 

اللواء اللوجستي تسلم كمية من الاسلحة ضمن برنامج المساعدات الاميركية

السبت 06 أيلول 2014 /وطنية - تسلم اللواء اللوجستي في الجيش اليوم، وفي حضور عدد من ضباط الجيش ومن مكتب التعاون الدفاعي الاميركي في لبنان، عبر مطار رفيق الحريري الدولي كمية من الاسلحة والذخائر المختلفة. وتأتي هذه الدفعة الجديدة ضمن اطار برنامج المساعدات الاميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

 

زوجة الجندي المخطوف زياد عمر: اتصل بي وطلب باسمه وباسم جميع المخطوفين أن نقف بوجه حزب الله

السبت 06 أيلول 2014 / وطنية - عقدت عقيلة الرقيب اول الجندي المخطوف لدى الجماعات المسلحة في عرسال زياد عمر، مؤتمرا صحفيا في منزل عائلته في بلدة عين السوداء. وقالت: "وردني اتصال من زوجي قرابة الساعة العاشرة من صباح اليوم، استمر لمدة 8 دقائق، طلب مني فيه عقد مؤتمر صحافي". أضافت: "بعدما طمأنني عن صحته وصحة جميع العسكريين، طلب، باسمه وباسم جميع المخطوفين، أن نقف بوجه حزب الله الايراني وما يقوم به من قتل للاطفال والعجز. كما طلب مني التوجه الى الشعب اللبناني لمطالبة الحزب بالانسحاب من سوريا واستنكار ما يقوم به من محاولة لقطع الطرق ورفض اطلاق سراح الاسلاميين". وتابعت: "أتوجه الى السنة والشيعة والموحدين الدروز، ما ذنبنا ان فئة من اللبنانيين لم تسلم سلاحها بعد الطائف؟ وأتوجه الى الدولة اللبنانية لتعمل على إنقاذ حياة زوجي ورفاقه وتسريع التفاوض وإنقاذ أولادنا من هذه المحنة". وختمت مكررة: "طالبني زوجي ان اتحدث باسم جميع العسكريين المخطوفين".

 

سلام: لبنان لن يهزم امام موجة الارهاب والتضامن والتماسك يمكننا من مواجهة التحديات الراهنة وماساة العسكريين هي الشغل الشاغل لنا

السبت 06 أيلول 2014 /وطنية - قال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن "لبنان لن يهزم أمام التحديات، وبخاصة أمام موجة الإرهاب التي يتعرض لها"، مؤكدا "أهمية تضامن اللبنانيين وتماسكهم لتمكينهم من مواجهة التحديات الراهنة التي تأتي في مقدمها اليوم مأساة العسكريين المخطوفين". وكان سلام يتحدث لدى استقباله في السرايا الحكومية لجنة مهرجانات بيروت الدولية للتكريم برئاسة الدكتور ميشال ضاهر، التي قدمت له درعا فخرية. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن "مأساة العسكريين هي الشغل الشاغل لنا وهي تحتل الأولوية القصوى لدينا"، مشيرا الى "أن خلية الأزمة الوزارية تتابع الملف بأقصى درجات الحرص والجدية والدقة"، أملا في "الوصول به الى خاتمته السعيدة".

 

العيلاني: تفجير جهاز التنصت اثبت ضرورة التمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

السبت 06 أيلول 2014 /وطنية - رأى إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني ان "إكتشاف جهاز التنصت الإسرائيلي وتفجيره يؤكد ان العدو الصهيوني ما زال يتربص بوطننا ويعمل على تهديده وانتهاك سيادته، كما كشف عن مدى جهوزية المقاومة في الرد على اي عدوان صهيوني على لبنان وعدم السماح له بتحقيق اهدافه". وقال: "امام هذا الإنجاز الذي حققته المقاومة بالأمس بكشفها هذا الجهاز، والذي يضاف إلى إنجازاتها وبطولاتها، يثبت مجددا صوابية موقفنا الداعم للمقاومة وسلاحها وضرورة التمسك بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة

 

درباس لـ”السياسة”: الحكومة اتخذت قرارات حاسمة لإطلاق العسكريين 

بيروت – “السياسة”: في ردها على الحملات المتزايدة التي تتعرض لها حكومة المصلحة الوطنية, من قبل بعض أهالي العسكريين المحتجزين لدى “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة”, أعربت أوساط وزارية عن أسفها من الهجمة التي يشنها بعض المزايدين ضد الحكومة بهدف عرقلتها, خاصة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان. وقالت الأوساط إن القرارات التي اتخذت من قبل الحكومة مجتمعة ومن خلية الأزمة التي انبثقت عنها من أجل الإفراج عن العسكريين, تعد أهم بكثير مما يجري تداوله في وسائل الإعلام, لكن الموضوع دقيق ويتطلب تركيزاً شديداً لمعالجته بعيداً عن التداول الإعلامي. وفي هذا السياق, دافع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن القرارات المتخذة من قبل الحكومة بهذا الشأن. وقال درباس لـ”السياسة” إن بعض الأطراف وباسم بعض المخطوفين طالبت الحكومة بإطلاق يد الجيش لتحرير العسكريين, الأمر الذي كان سيؤدي إلى تدمير عرسال, موضحاً أن ذلك الأمر كان سيتم بعد تحويلها إلى ساحة معركة بين الجيش والمنظمات الإرهابية. وأشار إلى أن البعض الآخر يريد أن تقبل الحكومة بالمقايضة وتخضع لشروط الخاطفين من أجل إطلاق المخطوفين. وأضاف “بدل من أن نتوحد خلف الحكومة والجيش والاستمرار في موقفنا القوي, ذهبنا لرفع المتاريس على بعضنا البعض, وبالتالي فإن الحكومة اتخذت قرارات حاسمة جداً, لن نتحدث عنها عبر الإعلام وعلى الجميع أن يفهم بأننا لن نفرط في أولادنا ولن نسمح (بإراقة) نقطة دم واحدة تهدر منهم أو من غيرهم”. وأكد أن لدى الحكومة خيارات كثيرة وكبيرة وموجعة, “لكننا لن نكشف عنها في الوقت الحاضر”. وبشأن دور الوسيط القطري, أوضح درباس أن مجلس الوزراء أخذ قراراً بالتفاوض مع كل الجهات الدولية, لافتاً إلى أن الدوحة أبدت استعدادها للتدخل, وأن “المفاوض القطري يضعنا في كل الخطوات التي يتخذها”.

 

الراعي تسلم من وفد مسيحي إسلامي وثيقة لترسيخ العيش المشترك والسلم: لا نقبل من ممثلينا بأن يقطعوا رأس لبنان عبر حرمانه من رئيس

السبت 06 أيلول 2014 / وطنية - حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من "التدخلات الخارجية في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا في لبنان لضرب العصب الاساسي في لبنان الذي هو العيش معا"، وأكد ان "مشروع الشرق الاوسط الجديد لم يمت وهو جاهز خصوصا بعد ما شهدناه من ربيع العالم العربي وقد اختفت التحركات الشعبية وحلت مكانها التنظيمات الاصولية والهدف تفتيت الشرق الاوسط وتقسيمه وخلق دويلات طائفية لتسلم اسرائيل وتعطى مبررا لتكون دولة لليهود".

كلام الراعي جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي وفدا مسيحيا - اسلاميا من عائلات وعشائر بعلبك - الهرمل والبقاع الاوسط ووادي خالد وبشري وعكار، سلم الراعي "وثيقة وطنية لترسيخ العيش المشترك والسلم الاهلي" وقعها البطريرك وأعضاء الوفد "لكي تبقى هذه الوثيقة محفوظة من جيل الى جيل ولحماية بنودها".

وجاء في نص الوثيقة:

"أولا: اعتبار العلاقات التاريخية القائمة بين العائلات والعشائر منطلقا لتعزيز الولاء الوطني وبناء الدولة والانسان في لبنان بعيدا عن الاعتبارات السياسية الضيقة.

ثانيا: المؤسسة العسكرية الدرع الحامية للوطن والالتفاف حولها واجب، واعتبار أي تطاول عليها جرما بحق الوطن والشعب.

ثالثا: مواجهة الارهاب التكفيري وتجريمه ومحاربته بكافة الوسائل.

رابعا: صياغة آلية عمل موحدة من شأنها تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك لما لهما من أهمية كبرى على مساحة الوطن.

خامسا: الطلب من الحكومة إرساء مفاهيم الوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين والطلب من كافة الاطراف عدم التصعيد في الخطاب السياسي.

سادسا: العمل على صياغة قانون انتخابي مرتكز على أسس وطنية.

سابعا: الطلب في تسريع انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.

ثامنا: دعم المؤسسات الاهلية والمدنية وتفعيل دورها في بناء التواصل بين كافة شرائح المجتمع.

تاسعا: وضع عجلة التنمية لتخفيض البطالة واستثمار الموارد الطبيعية والطاقات الاقتصادية والبشرية.

عاشرا: تشجيع عودة المغتربين للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم للنهوض في بناء الوطن.

الحادي عشر: الطلب من الحكومة اللبنانية التنسيق في قضية النازحين السوريين، للحفاظ على حقوقهم الانسانية والعمل على عودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا، بعيدا عن الصفقات والاعتبارات السياسية الضيقة.

الثاني عشر: التنبه بصورة دائمة ومستمرة لاخطار العدو الاسرائيلي الذي يهدد لبنان ارضا وشعبا والمحافظة على قوة الردع".

وألقيت كلمات لكل من الشيخ فوزي سعدالله حمادة والشيخ علي كليب المولى والشيخ شفيق زعيتر والشيخ محروس طوق والسيد ياسر البزال والشيخ عارف شحيد، أجمعت على الإشادة "بحكمة الصرح البطريركي وسيده في معالجة القضايا الوطنية الكبرى وعلى رأسها السلم الاهلي والعيش بين مختلف مكونات البلد"، وطالبت "علماء الدين مسيحيين ومسلمين بتحريم وتجريم التكفير ورفض الدعوات الرخيصة التي تنادي بالتعصب"، داعية الى "توحيد الصف ورفع الصوت عاليا لتدعيم أسس العيش معا لاننا كلنا لبنانيون وكلنا لدينا وطن واحد"، وشددت على "دعم المؤسسة العسكرية الحاضنة لكافة الطوائف وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ومواجهة الارهاب التكفيري".

الراعي

بدوره رد الراعي مرحبا وقال: "انه يوم وطني بامتياز مع وجود هذه الوجوه المتنوعة من كافة الطوائف والمذاهب وهذا ما نحن نريده كوجه للبنان الحضاري".

أضاف: "نرحب بكم ايضا لكونكم تشكلون الوجه الحقيقي للبنان الذي ننشده بشكل متواصل وهذا هو بالتالي الفسيفساء الوطنية التي تشكل تاريخنا المشترك الذي يزعج دولا كثيرة والتي تعمل لإزكاء صراع الديانات في الشرق الاوسط على خلفية أطماع السياسات الدولية والاهداف الاقتصادية، ولكننا في وجه ما يخطط، نتعاون ونتكامل ولا يستطيع أحد منا العيش دون الآخر، ولطالما سمعنا ان راحة إسرائيل وإنشاء كيانها يفترض تفتيت الشرق الاوسط، وان اسرائيل هي أساس الحرب لكسر هذا التلاحم العربي المكون من المسلمين والمسيحيين ويبدو انهم نجحوا في إشعال فتنة سنية شيعية بحسب ما يبدو ولكن سوف نبقى نراهن على العقول الراجحة التي تدعم أفكار ورؤية الوحدة الوطنية والعروبة بدلا عن التمذهب الطائفي البغيض، ولا يستطيع المسيحي والمسلم سوى العيش معا، ولطالما حاولوا ضرب هذا التعايش ولكن لبنان ضرب الارادة والسياسات الدولية كفا ولم يقع حتى الآن في هذا الفخ".

وتابع: "ان الربيع العربي الموعود والذي بدأ بمطالب إصلاحية في كافة الدول العربية ونحن ايضا في لبنان لدينا مطالب تدعم الوحدة الوطنية في سبيل الإصلاح ولكن هذا الربيع العربي بعد حمل السلاح تحول من خلال الذبح والخراب الى مشروع مخطط لتقسيم الشرق الاوسط الجديد كي تسلم اسرائيل، وبالتالي طارت الحركات الشعبية المناضلة وحلت مكانها تنظيمات أمثال داعش والنصرة وغيرها التي تعمل ذبحا وتهجيرا".

وتطرق الى موضوع رئاسة الجمهورية وقال: "نحن نطالب المسؤولين الذين يمثلوننا في المجلس النيابي وفي الحكومة وفي مواقع المسؤولية وأولهم النواب بأن ينتخبوا رئيسا جديدا للجمهورية بأسرع وقت، ونحن لا نقبل بأن يقطعوا رأسنا، "دولة بدون رئيس يعني جسما بدون رأس". لا نقبل من ممثلينا في المجلس النيابي والمسؤولين كافة بأن يقطعوا رأس لبنان عبر حرمانه من رئيس للجمهورية، وهذا أمر معيب، وأقول هذا الكلام للذين ينزعجون من كلامي وسوف أبقى أزعجهم. أنا أتكلم بصوت الضمير والصوت الوطني وسوف يبقى هذا الموضوع في سلم أولوياتنا".

وسأل خاتما: "لماذا بعد 6 سنوات يقفل القصر الجمهوري واستفاق الجميع الآن على الإصلاحات فيما الجوهر يكمن بانتخاب رئيس جديد وهم يفتشون عليه ولا يجدونه؟ هل من المعقول انه بعد 6 سنوات نصل الى إقفال القصر الجمهوري؟ أنا أصاراحكم القول انني كمواطن لبناني لا أستطيع ان "احملها" والشعب ايضا يشاطرني الرأي وهو لا يستطيع ان يعيش بدون رئيس".

بعد ذلك، استقبل الراعي وفدا يمثل مفتي الجمهورية المنتخب عبداللطيف دريان برئاسة المستشار الشيخ القاضي محمد احمد عساف وعضوية المشايخ بلال المنلا ويوسف ادريس ومروان كاصك ومصطفى الجعفري ومحمد الخانجي في حضور الامير حارس شهاب. وسلم الوفد الراعي دعوة إلى حضور احتفال تنصيب المفتي الجديد الذي سيقام عند الخامسة من عصر الخميس 16 الجاري في جامع محمد الامين.

 

ريفي لـ”السياسة”: جهود الحكومة مسخَّرة لتحرير العسكريين المخطوفين 

بيروت – “السياسة”: على وقع التأكيدات بوجود موفد قطري يتولى التفاوض مع مسلحي “جبهة النصرة” و”تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) في ملف العسكريين المخطوفين وبين تخبط رسمي لبناني عبرت عنه مواقف متناقضة بشأن حقيقة دور قطري في هذه القضية, لا زال الغموض سيد الموقف في ما يتصل بمساعي الإفراج عن العسكريين. وقالت مصادر إن الحديث تزايد عن طلب لبنان من جهات رسمية عربية التوسط مباشرة مع الخاطفين للإفراج عن العسكريين في مقابل استعداد الحكومة اللبنانية لتسريع محاكمة إسلاميين موقوفين ليسوا مطلوبين في قضايا إرهابية خطيرة. وفي هذا الإطار, أكد رئيس الحكومة تمام سلام أن لبنان لن يهزم أمام التحديات, خصوصاً أمام موجة الإرهاب التي يتعرض لها, مشدداً على أهمية تضامن اللبنانيين لمواجهة التحديات الراهنة. وقال سلام في تصريحات صحافية إن مأساة العسكريين هي الشغل الشاغل للحكومة وتحتل الأولوية القصوى. من جهته, أكد عضو كتلة خلية الأزمة التي شكلها مجلس الوزراء لمتابعة قضية العسكريين المخطوفين وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن الملف يتصدر أولويات الحكومة واللبنانيين والسياسيين والعسكريين في الوقت الحاضر. وقال ريفي لـ”السياسة” إن “كل طاقاتنا وجهودنا مسخرة لتحرير المخطوفين وإعادتهم إلى أهلهم سالمين”, مشيراً إلى “أن مدينة طرابلس أكبر من كل الذين يحاولون الإساءة إليها, من خلال الكتابات المرفوضة منا جميعاً ضد المسيحيين”.

ورأى أن “هؤلاء الخفافيش أعجز من أن يؤثروا في استقرار المدينة وينجحوا في الإساءة إلى السلم الأهلي, مضيفاً “لن نسمح بأي أمر يمس العيش المشترك أو الوحدة الوطنية”. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية والقضائية تتحرى عن الذين كتبوا شعارات “داعشية” لتوقيفهم وإنزال أشد العقوبات بحقهم ولن يفلتوا من وجه العدالة, لافتاً إلى أن طرابلس حريصة على صيغة العيش المشترك لأن “قدر المسلمين والمسيحيين واحد في هذا البلد”. وكان ريفي, أشرف على فتح الطرق بشكلٍ جزئي عند الأوتوستراد الدولي في القلمون, أمس, معرباً عن تضامنه مع أهالي العسكريين المخطوفين. إلى ذلك, دعا نواب المنية الضنية أحمد فتفت كاظم الخير وقاسم عبد العزيز إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضبط الحدود وكبح التطرف, معتبرين أن ما تناقله بعض وسائل الإعلام عن أن هناك مسلحين بالمئات في الضنية كذب وافتراء.

 

تصريحات إيرانية..

علي نون/المستقبل

إمّا أنّ هناك حرباً أهلية سياسية حامية الوطيس تجري في «داخل» النظام في طهران، أو أنّ هناك توزيع أدوار يقف خلفه مرشد واحد، وتفاصيله تتمظهر بشكل غير مأنوس!

أو أنّ حجم الملفّات المنخرطة فيها القيادة الإيرانية يصيبها بالارتباك ويدفع بها إلى الارتجال، وذلك بدوره يتمظهر بشكل غير مأنوس وغير مألوف!

وإلاّ كيف يمكن أن يخرج قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد علي جعفري ليتوقّع دخول إيران في «حرب شاملة» مع الدول العربية «المعادية للثورة» ويتحدّث بافتخار ما بعده افتخار عن «أهم إنجازات» هذه الثورة، أي «تصديرها» (حرفياً) إلى الدول العربية، وصولاً إلى «استنساخها وتطبيقها اليوم في سوريا والعراق ولبنان».. بعد أيّام قليلة على تسجيل تطوّر بالغ الدلالة في العلاقات مع المملكة العربية السعودية من خلال زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان إلى الرياض والاتفاق على لقاءات لاحقة رفيعة المستوى بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره الإيراني علي جواد ظريف؟

وكيف يمكن تفسير تلك التصريحات النارية غير المسبوقة (تكراراً غير المسبوقة) من قِبَل شخصية بمستوى اللواء جعفري، مع تسارع الخطى، التي يُفترض مبدئياً ومصلحياً، أن تضع إيران في موقع قريب من غيرها في سياق «الحرب على الإرهاب»؟

منذ انتخاب الشيخ حسن روحاني في الربع الأوّل من العام الماضي، توقّع مراقبون كُثر أن «يردّ» المحافظون على ذلك الإنجاز الإصلاحي، خارج إيران وليس داخلها! أي استباق أي خطوة انفتاحية للرئيس الجديد على دول الخليج العربي والخارج عموماً (استناداً إلى تصريحاته العلنية) من خلال «تفعيل» التدخّل في الأزمات المفتوحة من اليمن إلى العراق والعمل على تعميق دواعي التوتّر والاستنفار و»الاستيقاظ» السلبي أينما أمكن!

تصريحات جعفري تُفسَّر بهذا المعنى، على أنّها محاولة لإقفال أبواب خارجية بدأت تُفتَح... ولكن في سياق داخلي. أي أنّ قائد «الحرس الثوري» يتحدّث عن الخارج فيما عينه الفعلية على الداخل! خصوصاً أنّ في تصريحاته إشارة إلى ذلك البُعد تحديداً، حيث يذكّر بتمكّن كتائبه «من مواجهة الفتنة في عام 2009 وإجهاض مشروع الإصلاحيين وأعداء الثورة في أعقاب أزمة الانتخابات الرئاسية».

وللتذكير، فإنّ «الثورة الخضراء» اندلعت آنذاك تحت شعار «أين صوتي؟» بعدما لمس الإصلاحيون والناخبون الذين صوّتوا للمرشّح مير حسين موسوي، أنّ أصواتهم «صُودرَت» لمصلحة الرئيس السابق أحمدي نجاد! وأنّ حفلة تزوير كبيرة نقلت قرابة 12 مليون صوت (فقط) من صناديق الأوّل إلى صناديق الثاني! في كل الحالات، لا يمكن إغفال حجم التوتّر في تصريحات اللواء جعفري، وهذا مؤشّر على شعور بالضعف والقلق وليس بالقوّة والاطمئنان. باعتبار أنّ إيران التي فتحت الباب العريض مع الأميركيين، لا يمكنها أن تستمر على المنحى العدائي ذاته ازاء جيرانها العرب والمسلمين! وهذا كما يتبيّن، أمر خلافي كبير جداً داخل إيران.. ويقلق قائد «الحرس الثوري»!

 

المطران بو جودة في قداس عيد ام المراحم في زغرتا: هنا ولد ومات المسيح فلا يمكن ان نترك هذه البلاد لغير المؤمنين ولو كان عددنا قليلا

السبت 06 أيلول 2014 /وطنية - احتفلت رعية مزار ام المراحم في بلدة مزيارة في قضاء زغرتا بعيد سيدة "ام المراحم"، بقداس ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، وبمشاركة لفيف من كهنة الابرشية، وعدد من الرهبان والراهبات، وحشد من ابناء بلدة مزيارة والبلدات المجاورة. بعد الانجيل المقدس، القى المطران بو جوده عظة قال فيها: "نحن اذ نحتفل بعيد مولد السيدة العذراء ام المراحم، لا يسعنا الا ان نصلي من اجل المسيحيين في هذه المنطقة من العالم، ومن اجل اخوتنا المسيحيين في العراق وسوريا ومصر، وفي كل بلدان العالم حيث يتعرضون للاضطهاد، لانهم ما زالوا يسمعون كلام الله، لانهم لم يستسلموا لارادة الشيطان، فيقتلون وتهدم كنائسهم، وتدنس هياكلهم، لكنهم لا يزالوا صامدين في ايمانهم، لان الله يعني لهم كل شيء على مثال مريم". اضاف: "يجب الا نبقى خائفين، فكل تاريخنا المسيحي صعب، لقد مررنا بصعوبات عديدة ولم نزل، فيجب الا نخاف لان المسيح قال لنا "انا معكم الى منتهى الدهر"، من هنا علينا ان نبقى صامدين بايماننا، ونبقى شهودا له، بكل تصرفاتنا، فالرب اراد منا ان نكون في هذه المنطقة من العالم، هنا ولد المسيح وهنا ولدت الكنيسة، وهنا مات وقام المسيح، فلا يمكن لنا ان نترك هذه البلاد لغير المؤمنين، ولو كان عددنا قليلا الا اننا سنبقى صامدين، وحاملين بشارة بشرى الخلاص". وختم بو جوده: "معكم اليوم، نقدم الذبيحة عن نية اخوتنا المسيحيين، ونطلب من الرب ان يعطيهم القوة كي يحافظوا على ايمانهم بروح الشجاعة والشهادة وروح التضحية والعطاء". وكان سبق القداس ريسيتال ديني، احيته جوقة قاديشا بقيادة الاب يوسف طنوس، على مدى ساعة ونصف من الوقت، وعند ادائها نشيد " ام المراحم " اضيئت سماء مزيارة والمنطقة بالمفرقعات والاسهم النارية.

 

حرب: ما من إصطفافات داخل مجلس الوزراء بموضوع العسكريين المخطوفين والتاريخ سيحاكم من يعطل الانتخابات الرئاسية

السبت 06 أيلول 2014 /وطنية - أكد وزير الاتصالات بطرس حرب، أن "ما من إصطفافات داخل مجلس الوزراء في موضوع العسكريين المخطوفين"، مشددا على "وجود إجماع حول هذا الموضوع الذي يجب ان يتم التعامل معه بجدية وسرية"، وعلى أنه "لم يتم طرح موضوع المقايضات". وقال في حديث عبر اذاعة "صوت لبنان 100,3": "ما من دولة في العالم في مثل هذه الظروف إلا وتقوم بإتصالات، ونحن لا نملك سوى الوساطات الدولية، وبصورة خاصة مع قطر وتركيا". أضاف: "التواصل الدولي مستمر منذ اليوم الاول، والحكومة تعمل بتكتم وهي مصممة على الإفراج عن العسكريين والإسراع في المحاكمات". ودعا الى "إخراج قضية داعش من السياسة والإبتعاد عن المزايدات"، مؤكدا ان "العالم كله يواجه مشكلة داعش وليس لبنان فقط". واعتبر ان "أهل العسكريين المخطوفين يرفضون تحويل ابنائهم من أبطال الى سبب للفتنة". وحول مبادرة قوى الرابع عشر من آذار، قال حرب: "ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كان متجاوبا وابدى إستعداده لسحب ترشيحه لمرشح بديل، والمبادرة أطلقت للخروج من المأزق في موضوع الرئاسة"، ودعا النائب العماد ميشال عون الى "عدم عرقلة الانتخابات الرئاسية"، محملا اياه المسؤولية في ذلك، كذلك "حزب الله الذي يساند عون في تعطيل الانتخابات"، وختم: "التاريخ سيحاكم من يعطل الانتخابات الرئاسية، وإجراؤها هو الوسيلة الوحيدة لمنع التمديد لمجلس النواب".

 

فنيش: حديث البعض عن المساواة بين التكفيريين ومسألة ولاية الفقيه جهل مركب

السبت 06 أيلول 2014 / وطنية - أقام اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل احتفال افتتاح المعرض السنوي الأول للكتاب "الكتاب والقرطاس"، برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، في قاعة بلدية عيترون الجنوبية، في حضور رئيس الإتحاد المهندس عطاالله شعيتو، رئيس بلدية عيترون حيدر مواسي، رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي بالإضافة إلى عدد من الفاعليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والأدبية والاجتماعية وحشد من المهتمين. افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ومن ثم كانت وقفة مع النشيد الوطني، بعدها ألقى فنيش كلمة قال فيها: "لن نتراجع أو نتهاون في الدفاع عن هذا الوطن من خلال التصدي لهؤلاء التكفيريين. ان الدولة هي المسؤولة عن أبنائها وعن السعي الدائم لتحرير المحتجزين والمخطوفين من العسكريين، وتأمين سلامتهم والتواصل من خلال بعض الدول أو من يتبرع ليكون وسيطا لتحريرهم لكن على قاعدة أن الدولة ليست ضعيفة، لأنها تملك من أوراق الضغط ما يجعلها في موقع القوة لمتابعة هذه القضية". أضاف: "لا يسقطن أحد في مكائد هؤلاء التكفيريين لصرف أنظارنا عن خطر مشروعهم، ولا يسقطن أحد في تحويل المشكلة مع هؤلاء التكفيريين المعتدين على أرضنا وأبنائنا وجيشنا والطامعين بأن يجعلوا لبنان ساحة لمشروعهم الفتنوي التخريبي إلى معركة داخلية لنشتغل ببعضنا البعض ونتلهى عن خطر هؤلاء، لأن هذا ما يصبو إليه هؤلاء التكفيريون".

واعتبر أن "بعض المواقف التي تصدر عن بعض الأشخاص في لبنان تعبر إما عن جهل أو عن خيبة نتيجة فشل رهانات على دور الجماعات التكفيرية لتحقيق أغراضه وأمانيه، وهذه المواقف تعكس عمى بالبصيرة وجهلا لحقيقة فكرنا، وتكشف عن ضيق صدرهم لحرية الرأي والاختلاف في الفكر، ولهذا يصل الأمر بهؤلاء إلى حد الإساءة لما نعتقده"، وقال: "نقبل أن يناقشنا البعض في مسألة ولاية الفقيه إذا كان يعلم ماذا تعني أو في ما حققته من إنجازات لمصلحة لبنان، ونقبل في أن يناقشنا بسلوكنا المنبثق عن التزامنا بالولاية وبأفكارنا وبمفاهيمنا وبنظرتنا للآخر النابعة من ارتباطنا بها". وختم: "حديث البعض عن المساواة بين التكفيريين المجرمين القتلة الإرهابيين وبين مسألة ولاية الفقيه هو جهل مركب ويعبر عن غيظ في صدورهم، لأن رهاناته على امتداد مرحلة تاريخية سواء على العدو الإسرائيلي أو على دور هؤلاء المجرمين الإرهابيين التكفيريين قد خابت بإسقاط المقاومة". بدوره، أشار مواسي إلى أن "الكومبيوتر ومواقع التواصل والبرامج الالكترونية أفقدت الكتاب الكثير من رصيده، إلا أنها وعلى أهميتها لن تحل محله رغم أنها مساعدة ومفيدة"، لافتا إلى أن "للكتاب طعما آخر وصداقة لا تمحوها السنون لأنه هو الجليس والأنيس، وبالتالي فإنه يجب علينا أن ننفض الغبار عنه لنعيد له بريقه ونوطد العلاقة معه من جديد ونمتن رابط الصداقة بينه وبين أولادنا المفتونون بالعالم الإلكتروني ولننشىء لكل طفل مكتبته الخاصة في المنزل ليكبر حب الكتاب في قلبه".

وأعلن "إطلاق البلدية قريبا العمل بالمكتبة العامة بعد الإنتهاء من أرشفة المواد إلكترونيا وإغنائها لتلبية الإحتياجات الثقافية والعلمية". وفي الختام قص فنيش شريط الإفتتاح، ومن ثم جال في المعرض قبل أن يقدم له شعيتو مجموعة كتب تقديرا لجهوده.

 

الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية

جعجع في ذكرى شهداء المقاومة: نرفض الأمن الذاتي لكن لن نتردد في التصدي لكل من يتخطى الدولة ليعتدي على لبنان وعلينا أكان اسمه داعش أو أي شيء آخر

السبت 06 أيلول 2014

  وطنية - وصف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، تنظيم داعش بأنه "ورم سرطاني"، لكنه طمأن إلى أنه ورم "ما زال محصورا وبالتالي قابلا للإستئصال بسرعة اذا ما تضافرت الجهود والإرادات على ذلك، ولقد تضافرت من خلال تحالف دولي عربي".

وإذ اتهم "البعض" بأنه "يقاطع انتخابات الرئاسة لأن محاولاته لإيصال مرشحه المضمر باءت بالفشل لا أكثر ولا أقل"، قال: "إنها جريمة سياسية كاملة أن يسعى البعض إلى قطع رأس الجمهورية بهدف التربع على رأسها، وإلى أخذ البلد رهينة بهدف الحصول على موقع الرئاسة كفدية، إنها جريمة سياسية موصوفة ان تفرغ الجمهورية اللبنانية من رئيسها المسيحي، في وقت يتم إفراغ الموصل وسهل نينوى من أهلهما المسيحيين".

وأعلن رفضه "كل مشاريع الأمن الذاتي، وبخاصة تلك التي تستغل خطر الإرهاب، لا لمواجهة هذا الخطر والدفاع عن لبنان، وإنما لتعزيز الموقع المهتز لبعض الفرقاء على الساحة الداخلية"، معتبرا ان "تشجيع الأمن الذاتي والدعوة إلى التسلح تحت مسميات وذرائع مختلفة، إنما هو محاولة لاستكمال ضرب المؤسسات وركائز الدولة الذي كان قد بدأ بتعطيل الاستحقاق الرئاسي وإفراغ رئاسة الجمهورية وشل المجلس النيابي". وأكد في الوقت نفسه: "لن نتردد لحظة واحدة في التصدي لكل من يتخطى الدولة بقوة السلاح ليعتدي على لبنان وعلينا، أكان اسمه داعش أو أي شيء آخر، لقد سقط الشهداء لأنهم قاتلوا كي لا يقتلوا ونقتل، ونحن إذا اضطررنا، سنقاتل كي لا نسقط وكي لا يسقط أحد بعد اليوم".

هذه المواقف أطلقها جعجع في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية التي أحياها "حزب القوات اللبنانية" في معراب، تحت شعار "شهادتكم أمانة، لا تخافوا: شهداء الجمهورية القوية"، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام وزير الاعلام رمزي جريج، ممثل الرئيس ميشال سليمان وسام بارودي، ممثل الرئيس أمين الجميل نائب رئيس "حزب الكتائب" شاكر عون، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب احمد فتفت.

كما حضر الوزراء: ميشال فرعون، بطرس حرب ممثلا بنعمة حرب وأشرف ريفي ممثلا بالاعلامي أسعد بشارة، والنواب: ستريدا جعجع، جورج عدوان، جوزف المعلوف، طوني بو خاطر، شانت جنجنيان، انطوان زهرا، فادي كرم، ايلي كيروز، أمين وهبه، باسم الشاب، جان اوغاسبيان، جمال الجراح، خضر حبيب، روبير غانم، رياض رحال، عاصم عراجي، عاطف مجدلاني، فؤاد السعد، نديم الجميل، هادي حبيش، ودوري شمعون ممثلا بأمين عام "حزب الوطنيين الاحرار" الياس بو عاصي، الوزراء السابقون: ابراهيم نجار، جو سركيس، حسن السبع، روجيه ديب، ريا الحسن، سليم وردة، محمد رحال ووديع الخازن، والنواب السابقون: الياس عطالله، صولانج الجميل، فارس سعيد، كميل زيادة، مصطفى علوش وفريد هيكل الخازن ممثلا بروني ألفا.

وحضر ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد عمار بو عمار، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد روجيه صوما، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العقيد عبدالله بو زيدان، ممثل مدير المخابرات العميد ادمون فاضل المقدم بيار بو عساف، ممثل قائد الدرك العميد الياس سعادة قائد سرية درك جونية المقدم جوني داغر.

وشارك أيضا رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، رئيس "حزب الاتحاد السرياني" ابراهيم مراد، رئيس "الاتحاد الآشوري العالمي" سارغون ماروكيل، رئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات، رئيس "الحركة اللبنانية" بسام خضر آغا وفاعليات سياسية وديبلوماسية ونقابية ودينية وإعلامية وأمنية وشعبية واهالي الشهداء.

جعجع

وألقى جعجع كلمة استهلها بالقول: "شهادتكم أمانة... لا تخافوا، رفاقي الشهداء، صحيح أننا كنا نحيي ذكراكم كل عام، لكن دعوني أعترف أمامكم أن ذكراكم هذا العام ترتدي معنى للشهادة أعمق وأهم من أي عام آخر، مع كل الحب الذي أحببناكم، وكل الدموع التي سكبنا، وكل الصلوات التي رفعنا. نعم، ذكراكم هذا العام ترتدي معنى أعمق في ضوء كل ما جرى ويجري في سوريا والعراق في الأشهر والأسابيع الماضية".

أضاف "لولاكم، ولولا رفاقكم الأحياء، لكنا ما زلنا حتى اليوم عالقين بين الأرض والسماء على قمة جبل سنجار ما، بانتظار طيار ما للحصول على قطرة ماء ولقمة طعام ما. لولاكم لكانت رياح الشر اقتلعت الأرز الأخضر واجتاحت الجبل الأبيض. لولاكم، لكان شعبنا ترك أرضه وقراه كما تركها أهل قراقوش والموصل والقصير ومعلولا، ولكان أصبح مشتتا في بقاع الأرض وأقاصيها. لولاكم لأصبحنا هنودا حمرا بالفعل، لا شعبا يجترح ثورة أرز في لبنان سرعان ما شع نورها الى أقطار الربيع العربي، ليدك عروش طغاة وديكتاتوريين. لولاكم لكنا مجرد جماعة ذمية هامشية، لا شعبا يحرق مراكبه أمام الأعداء، ويكسر اليد التي تمتد اليه، بدلا من الدعاء عليها بالكسر".

وتابع "صحيح أن خسارتكم رفاقي الشهداء لا تقدر بثمن، لكنها وفرت على شعبنا أثمانا وأثمانا وأثمانا. صحيح أنكم بذلتم دماءكم فوق هذه الأرض، لكنكم بهذا احتفظتم لهذه الأرض بكرامتها وعنفوانها وعزتها وحرية أهلها. لولاكم ولولا رفاقكم الأحياء، لتغيرت معالم الجغرافيا والتاريخ في لبنان، ولتحول جبل لبنان الى جبل سنجار، وسهل البقاع الى سهل نينوى، فهنيئا لنا بكم، وهنيئا لكم حيث أنتم".

وأردف "رفاقي الشهداء، بعد سنوات وسنوات من الظلم والتجني والكذب بحقكم، جاءت الأحداث المأساوية في سوريا والعراق لتنصف شهادتكم. بعد سنوات من التجني والتشويه والافتراء، بات المفترون المتحاملون أنفسهم قلقين مذعورين، يتوسلون حماية طاغية من هنا، أو أمنا ذاتيا كرتونيا من هناك. اليوم أدرك هؤلاء هول خطيئتهم بما سوقوه عنكم وساقوه ضدكم، فأنتم شهداء حق لقضية حق، وحكايات بطولة لا تنتهي. قولوا لهم الآن من عليائكم: لا تخافوا. استشهدنا ونستشهد ليس في سبيل من أحسن الينا فحسب، بل في سبيلكم أنتم أيضا، لأنكم لم تكونوا تدرون ماذا تقولون ولا ماذا تفعلون. رفاقي الشهداء: لا تخافوا. شهادتكم أمانة في أعناقنا. أيها اللبنانيون: لا تخافوا. كما كان شهداؤنا، هكذا نحن أيضا".

وتوجه جعجع الى اللبنانيين، قائلا: "نلتقي اليوم، والمنطقة برمتها فوق بركان من الحديد والنار والموت. وكأنه لم يكن ينقص هذا البركان، سوى ظهور آلة الموت- داعش، لتضيف الى مآسي سوريا والعراق، تدميرا وقتلا وتنكيلا وسبيا واضطهادا وذبحا وإجراما. وكأنه لم تكن تكفي شعوب المنطقة "إنجازات" الأنظمة الديكتاتورية في فنون القمع والقتل والدمار والوحشية، حتى جاءنا اختراع داعش تاجا يكلل تلك الإنجازات".

ورأى أن "هذه الظاهرة الطارئة والمشبوهة، التي خرجت الى الضوء بسحر ساحر وقدرة أسد، لا تمت لا الى الإسلام ولا الى العروبة ولا الى كل مفاهيم هذا العصر، بأي صلة. إن مواجهة ظاهرة تدميرية كهذه هي مسؤولية اخلاقية الزامية على كل واحد منا"، مشيرا إلى ان "داعش هي بمثابة ورم سرطاني ظهر فجأة في اجزاء محددة من سوريا والعراق، وما زال محصورا وبالتالي قابلا للإستئصال بسرعة، اذا ما تضافرت الجهود والإرادات على ذلك، ولقد تضافرت من خلال تحالف دولي عربي. إن ظاهرة داعش تسير عكس التاريخ وعكس الطبيعة وعكس تطور الإنسان، وهي بالتالي تحمل في طياتها بذور فنائها، وكالنيران سوف تأكل نفسها بنفسها".

وسأل :"من اين اتت داعش؟ وما هي الظروف التي ادت الى نموها بهذا الشكل؟ وهل هناك مجرد داعش واحدة، ام مجموعة دواعش اخرى، تضاهي الأولى خطرا وتحاول بشتى السبل تشتيت انتباهنا عن خطرها، وحصره بداعش فحسب؟"، مضيفا "لذلك دعوني أسأل: هل استعمال أسلحة كيميائية وقتل آلاف المواطنين في دقائق معدودة، أقل داعشية من ذبح وقتل المئات في ساعات معدودة؟ وهل رمي مدن سوريا وقراها وأحيائها بالبراميل المتفجرة على غير هدى، وتحويل أجساد الأطفال فيها أشلاء، أقل إجراما من تفجيرها بالانتحاريين؟ وهل تدمير مدن سوريا وقتل شعبها بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات أقل وحشية من تخريب أحياء المدن والقرى بأساليب بدائية؟ وهل إن رمي عشرات الآلاف من السوريين واللبنانيين ظلما في السجون والأقبية، حيث قضى الآلاف منهم موتا تحت التعذيب، أقل فظاعة من ممارسات داعش؟ وهل إن ذبح صحافي أميركي تحت أعين الكاميرات أكثر إرهابا من تفجير وقتل رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير، وجورج حاوي، وجبران تويني، وبيار الجميل، ووليد عيدو، وانطوان غانم، ووسام عيد، ووسام الحسن، وهاشم السلمان ومحمد شطح ؟ هل إن ذبح صحافي أميركي أكثر إرهابا فقط لأن هذه الجرائم ارتكبت من دون كاميرات واجتهد الفاعلون لإخفاء وإنكار فعلتهم؟ هل من يقتل بيديه العاريتين داعش، أما من يقتل بقفازات مخملية فليس داعشا؟".

وأشار إلى أن "ما أدى الى وجود داعش هو مجموعة دواعش موجودة أمام أعيننا، لكننا لا نراها بالوضوح عينه بفعل التمويه والدهاء والقفازات المخملية. أعترف للفريق الآخر بأمر واحد، وواحد فقط، وهو قدرته أحيانا على غش الرأي العام وتسليط الضوء على الزاوية التي يريد من المسرح، وحجبه عن زوايا أخرى أشد خطورة وإجراما".

ولفت إلى أن "دواعش القفازات المخملية، هي أشد خطرا وفتكا من داعشية غبية اعتباطية استجلبت في وقت قياسي إجماعا دوليا قل نظيره ضدها، بالإضافة الى أن تلك الدواعش هي أكثر من ساهم في قيام داعش"، معتبرا أن "محاربة داعش عسكريا يجب ان تترافق مع معالجة اسباب نشوئها، وإلا نكون امام خطر إعادة إنتاجها من جديد، وإنما بمسميات اخرى، وهذه المرة اشد تطرفا وفتكا من الحالية".

وقال: "لقد اعتقد البعض ان القضاء على تنظيم ابي مصعب الزرقاوي هو نهاية التكفيرية الدموية في العراق"، سائلا "فكيف عادت التكفيرية الدموية الى الظهور مع داعش من جديد، على الرغم من القضاء على تنظيم الزرقاوي؟"، مشيرا "لقد عادت من جديد الى الظهور لعدم وجود دولة فعلية في العراق، ولإقصاء مكون من المكونات العراقية عن المشاركة الفعلية في السلطة، لقد عادت من جديد الى الظهور بسبب وجود نظام سجون وقبور في سوريا، لم يتورع عن ذبح شعبه منذ عشرات السنين تشبثا بالسلطة، ورفضا للتغيير السلمي، حتى وصل به الأمر الى حد اقتلاع اظافر اطفال درعا، ونزع حنجرة ابراهيم القاشوش، وقتل الطفل حمزة الخطيب تحت التعذيب، وتكسير أصابع علي فرزات، وتمزيق الطفل مصطفى عرب بائع البسكويت ببرميل متفجر، ومعهم حوالى ثلاثين الف امرأة وطفل، لقد عادت من جديد الى الظهور بسبب وجود دويلة خارج الدولة في لبنان تتحكم بمصائر اللبنانيين رغما عنهم، وتصادر قرارهم العسكري والأمني، وآخر تجلياتها محاربة المعارضة في سوريا لصالح النظام، دويلة تعمد الى إقصاء المعتدلين ونفيهم، ثم تتباكى على خطر المتطرفين. تتفرد بالسلطة عندما تستطيع، وتمارس التعطيل بحجة التوافقية والرئيس القوي عندما تعجز عن التفرد".

وأكد ان "القضاء على داعش هو واجب فوري، على ان يرافقه عمل مواز لإزالة اسباب ظهور داعش وإعطاء كل صاحب حق حقه، وتعميم مفاهيم الحرية والديموقراطية والتعددية والثقافة المدنية والإنسانية، وإلا فإننا نكون قد اخرجنا داعش من الباب، وادخلنا دواعش أخرى مكانها من الشباك. نحن أم الصبي وأهل البيت. سنقفل كل الأبواب والنوافذ والمسالك والمعابر. لن نسمح لأي كان أن يتسلل إلى الداخل ويعيث فتنة وخرابا، بيتنا بنيناه بعرق المناضلين ودموع الأمهات ودماء الشهداء، ولن ندع أحدا يهدمه على رؤوسنا".

واعتبر أن "المخاض الدموي العنيف الذي يعصف ببعض جوانب الربيع العربي، لا بد وأن يعبد الطريق، عاجلا أم آجلا، امام ولادة دول تعددية، ديموقراطية، حضارية، وزوال انظمة القمع والإرهاب والديكتاتورية. هي حال كل الثورات منذ بدء التاريخ، أن يعتريها العسر والمشقات خلال مسارها، قبل ان تنضج وتبلغ غاياتها الإنسانية في نهاية المطاف. إن الحكم على صوابية الثورات التي حصلت منذ فجر التاريخ لم يكن مرة في خضم الثورات، وغبارها لم ينقشع بعد، وإنما بعد استقرارها نهائيا، فالثورة الفرنسية لم تفلح ببلوغ غايتها النهائية وتحقيق الشعارات التي رفعتها، إلا بعد حوالي المئة عام من تاريخ قيامها، وبعد مرورها بمخاض متعرج طويل سفك فيه الكثير من الدماء وازهقت فيه آلاف الأرواح".

وقال: "ولكن اليوم، وبعد مرور اكثر من قرنين على بدايتها، لا يذكر الناس من الثورة الفرنسية سوى انها جعلت فرنسا واوروبا اكثر إنسانية ومدنية وتحضرا، من دون ان يتذكروا عهد الإرهاب الذي ترافق مع هذه الثورة، ولا عشرات الآف الإعدامات والتصفيات والإغتيالات، التي تلت الثورة، وتواصلت لعقود طويلة، قبل ان تبلغ فرنسا ومعها اوروبا، هذه الدرجة من الرقي والحضارة والإنسانية التي نعرفها عنها اليوم".

أضاف "إن ثورات الربيع العربي، وعلى الرغم من كل الظواهر والمظاهر المسيئة والدموية التي تنبت اليوم، لا بد وأن تنجح في نهاية المطاف باستبدال المفاهيم المتخلفة السائدة في الشرق بمفاهيم اكثر إنسانية وديموقراطية وحضارية، نحن مع حراك المجتمعات نحو الأفضل بغض النظر عن أي شيء، نحن مع التغيير على الرغم من كل شيء".

وتابع "وفي سياق آخر ليس بعيدا أبدا عن الربيع، نتوقف عند ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وصمود بطولي يستحق منا التحية والتقدير، إذ برهن أنه صاحب قضية حقيقية، لا يتردد لحظة واحدة بتقديم أغلى ما لديه في سبيلها، على الرغم من الحصار والتضييق والمعاناة الطويلة، وكلي ثقة بأن شعبا يختزن هذا القدر من روح النضال، لا بد وأنه منتصر في نهاية المطاف. لقد أثبتت أحداث غزة أن الشعب الفلسطيني بالتحديد هو صاحب القضية الفعلي الحقيقي إذ تحمل وزر القصف والدمار والموت والحصار والصعوبات من دون حساب، بينما الطارئون على القضية الفلسطينية والمتاجرون بها، والعاملون على تحويلها الى مجرد ورقة تفاوضية خدمة لأغراضهم الاستراتيجية في المنطقة، لم يحركوا ساكنا، ولم يرفعوا إصبعا، إلا في الإعلام".

وذكر ان "لبنان كان السباق الى استقبال الربيع بين ربوعه، منذ قرون عديدة، فالجبل اللبناني شهد ثورات كثيرة على امتداد تاريخه وعاميات شعبية بوجه الظلم والإحتلال والامبراطوريات. فالفرادة التي يتميز بها لبنان ودستوره، وعلى الرغم من شوائبه، ليست وليدة الصدفة، إنما هي نتاج نضال تراكمي عبر التاريخ".

ورأى "ان المشكلة تكمن في ان البعض يريد تحويل هذا الدستور الى حبر على ورق، علما ان مفهوم الدولة الحديثة مكرس وواضح في الدستور، إلا ان ثمة من يقف حائلا دون وضع اسس هذه الدولة ومقوماتها موضع التنفيذ:

اولا: على الصعيد العسكري والأمني بفعل وجود تنظيمات مسلحة غير شرعية، خلافا لما نص عليه اتفاق الطائف.

ثانيا: اقتصاديا ومعيشيا، بفعل تخلف وفساد وإقطاعية قسم كبير من الطبقة السياسية الحاكمة".

واعتبر ان "وضع الدستور اللبناني موضع التنفيذ يستلزم حل كل التنظيمات المسلحة غير الشرعية، وإعادة القرار العسكري والأمني للدولة اللبنانية وحدها، والمسارعة الى إقرار قانون عادل ومتوازن للانتخابات، كما يستلزم تحمل الشعب اللبناني مسؤولياته الوطنية عند اول استحقاق نيابي، من خلال التصويت لصالح التخلص من كل مظاهر الميليشياوية السياسية من تعطيل وشعبوية وتخريب وتخلف وفساد وزبائنية"، داعيا أن "يتخذ الشعب اللبناني قراره قبل فوات الأوان، ولننقذ الجمهورية قبل ان تصبح في خبر كان"، مؤكدا "لن نسكت، لن نحابي، لن نرتاح حتى إجراء التغيير المطلوب وتحقيق حلمنا بوطن جميل نورثه من جيل الى جيل".

وأكد ان "العبث بالدستور وجعله حبرا على ورق بات يتخذ في الآونة الأخيرة طابع الإمعان بتعطيل انتخابات الرئاسة"، معتبرا أنها "جريمة سياسية كاملة أن يسعى البعض الى قطع رأس الجمهورية بهدف التربع على رأسها، والى أخذ البلد رهينة بهدف الحصول على موقع الرئاسة كفدية، إنها جريمة سياسية موصوفة ان تفرغ الجمهورية اللبنانية من رئيسها المسيحي، في وقت يتم إفراغ الموصل وسهل نينوى من أهلهما المسيحيين".

واعتبر ان "البعض يقاطع انتخابات الرئاسة لأن محاولاته لإيصال مرشحه المضمر باءت بالفشل لا أكثر ولا أقل. وبعد أن زادت عليه الضغوط من كل حدب وصوب، خصوصا من الكنيسة، للكف عن مقاطعته، ذهب الى اختراع المطالبة بتعديل المادة 49 من الدستور ليصبح انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب. لو تكللت محاولات هذا البعض لإيصال مرشحه بالنجاح"، سائلا "هل كان ليطرح تعديل الدستور؟ ولماذا لم يطرحه قبل الآن، في وقته الطبيعي، أشهر عديدة عديدة قبل الاستحقاق؟ لو تكللت محاولاته لإيصال مرشحه بالنجاح، ألم يكن هذا البعض ليدفع بالمادة 49 الى مرتبة القدسية، وليسقط الشعب والديمقراطية وكل شيء آخر من حساباته؟".

وتابع ان "الحجة القائلة بأن تعديل الدستور هو لمحاولة إيصال رئيس قوي هي ساقطة، إذ إن الآلية الحالية لانتخاب رئيس الجمهورية، والمعمول بها منذ الاستقلال، قد جاءت برؤساء اقوياء من كميل شمعون وفؤاد شهاب الى بشير الجميل وغيرهم، فليست المادة 49 من الدستور هي التي تمنع وصول رئيس قوي، بل الشخصانية القاتلة والأنانية المفرطة ورفض التعاون مع الغير لإيصال رئيس قوي".

وأردف: "ليست المشكلة في آلية انتخاب الرئيس، إنما في آلية تعطيل انتخابات الرئيس، وليس الحل بتعديل المادة 49، إنما بالعدول عن الإبتزاز والتعطيل. إذا كانت ثمة حاجة حقيقية لتعديل الدستور، فهي لإدخال مواد دستورية تمنع تعطيل انتخابات الرئاسة".

وسأل "هل يعي البعض أن تعطيل انتخابات الرئاسة هو تعطيل الحياة السياسية برمتها، مع ما يستجلبه ذلك من ضرر اجتماعي وعدم استقرار امني وركود اقتصادي؟ اي صورة يريد المعطلون تظهيرها عن لبنان، في ادق مرحلة يمر بها الشرق منذ عقود؟ وكيف للآخرين ان يثقوا بنا كلبنانيين، وان يحترمونا، وقسم منا يعرقل الحياة الديمقراطية القائمة اصلا هنا، في زمن تعطل فيه الدواعش الأخرى كل مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية في الشرق الأوسط".

أضاف: "يقولون ان هدفهم من التعطيل هو الوصول الى رئيس قوي، لكن التعطيل لا يوصل الى أي رئيس بالمرة، كما أثبتته تجربة الأشهر الستة المنصرمة. إذا كان السلوك الداعشي في الموصل قد استوجب تحركا دوليا جامعا لمجابهته، فإن التعطيل السياسي في لبنان يستوجب تكاتفا وطنيا موازيا بغية تحرير الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية من التعطيل، والفساد والغش والتلاعب بمستقبل أولادنا، وإننا لمبادرون".

وإذ تطرق الى الأحداث الدموية التي شهدتها عرسال وجرودها مؤخرا "والتي تؤكد وجهة نظرنا بضرورة سيطرة الدولة على الحدود اللبنانية- السورية وضبطها تماما، بمساعدة القرار1701 لمنع المسلحين من كل الأطراف من العبور ذهابا وإيابا الى سوريا من دون حسيب او رقيب"، سأل "لماذا تصر قوى 8 آذار على رفض هذا الإقتراح، مبقية الحدود مشرعة والأمن سائبا، والسيادة الوطنية منتهكة؟ ولماذا تقدم هذه القوى مصلحة النظام السوري على المصلحة اللبنانية العليا؟".

ووجه تحية الى "ارواح شهداء الجيش اللبناني وآخرهم الشهيد العريف علي السيد"، مثمنا "التضحيات الكبيرة التي قدمها الجيش"، مؤكدا "دعمنا الكامل له للحفاظ على حدود لبنان وضبطها بالإتجاهين، والدفاع عن السيادة الوطنية، واستعادة القرار العسكري والأمني بشكل كامل"، داعيا الى "إطلاق العسكريين اللبنانيين المخطوفين فورا".

وأعلن "رفضنا كل مشاريع الأمن الذاتي، بخاصة تلك التي تستغل خطر الإرهاب، لا لمواجهة هذا الخطر والدفاع عن لبنان، إنما لتعزيز الموقع المهتز لبعض الفرقاء على الساحة الداخلية"، لافتا إلى أن "اللبنانيين لم يضطروا مكرهين للجوء الى الأمن الذاتي في العام 1975، إلا بعدما تفككت مؤسسات الدولة كليا وفقدوا كل امل في إمكانية ان تهب هذه المؤسسات لحمايتهم ونجدتهم، لمواجهة الخطر الداهم على المصير"، مؤكدا ان "الحل اليوم ليس بالأمن الذاتي، لأن مؤسسات الدولة ما زالت فاعلة بحد مقبول وقادرة ومتماسكة، وإنما بدعم هذه المؤسسات، وليس بخلق بؤر أمنية وخلايا مسلحة تقوض عملها، وتكبل حركتها، إن تشجيع الأمن الذاتي والدعوة الى التسلح تحت مسميات وذرائع مختلفة، إنما هو محاولة لاستكمال ضرب المؤسسات وركائز الدولة الذي كان قد بدأ بتعطيل الاستحقاق الرئاسي وإفراغ رئاسة الجمهورية وشل المجلس النيابي".

وخاطب المسيحيين قائلا: "إذا اراد البعض تخويفنا لغاية في نفسه، فلا تخافوا، إن الله معنا الى انقضاء الدهور، من شرب بحر المخاطر والصعوبات والدواعش على مر التاريخ، لن يغص بداعش متخلفة بدائية معزولة يلفظها التاريخ، لا تخافوا، فنحن ابناء المقاومة اللبنانية التاريخية، ابناء ثورة الأرز الحقيقية، أحفاد البطاركة والمقدمين".

اضاف "أيها اللبنانيون، لم يسقط شهداؤنا في زمن الحرب، كي يسقط على دربهم شهداء في زمن السلم، لقد ماتوا لنحيا لا ليموتوا مرتين. لقد ماتوا كي لا نموت مثلهم، لكن إذا دعا داع او داعش ، فنحن للمقاومة جاهزون ولن نموت إلا واقفين".

وتابع "لم يسقط شهداؤنا كي يبقى غريب مسلح على أرض لبنان، ولا لبناني مسلح في خدمة غريب، لم يسقط شهداؤنا عندما قاتلوا في غياب الدولة، كي تغيب الدولة وتغيب مرة أخرى، لم يسقط بشير الجميل رئيسا منتخبا للجمهورية، كي يأتي من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية، لم يسقط شهداؤنا في الأشرفية وزحلة وعين الرمانة وبللا وقنات وعيون السيمان وبحمدون، كي يسقط لبنانيون أبرياء في عرسال والهرمل والضاحية وطرابلس وعكار، لم يسقط رئيسان للجمهورية غيلة، كي يسقط رئيس حكومة ووزراء ونواب ورموز لثورة الأرز غيلة أيضا، لم تسقط مايا بشير الجميل طفلة بسيارة مفخخة، كي يسقط ابن عمها بيار شابا بالرصاص في سيارته، لم يسقط سليم اللوزي وقلمه ورياض طه وقلمه، كي يسقط جبران التويني وقلمه وقسمه، وسمير قصير وقلمه وحلمه، لم يسقط حسن خالد وأحمد عساف وصبحي الصالح، كي يسقط باسل فليحان وجورج حاوي وأنطوان غانم ووليد عيدو، لم يسقط الشهداء لاسترجاع الدولة والمؤسسات، كي يسقط رموز الحفاظ على الدولة والمؤسسات من وسام عيد ووسام الحسن الى النقيب داني خيرالله والمقدمين نور الدين الجمل وداني حرب، لم يسقطوا في وجه الدواعش على أشكالها، وقد خبرناها وجابهناها وهزمناها، كي يأتي من يهول بداعش وأخواتها وبنات عمها".

وأكد ان "خيارنا الأول والوحيد هو الدولة، خيارنا المؤسسات والجيش والقوى الأمنية، وسنقاتل إلى جانبها بالموقف والحجة والصبر والصمود، كي تبقى الدولة ويبقى لبنان، ولكن لن نتردد لحظة واحدة في التصدي لكل من يتخطى الدولة بقوة السلاح ليعتدي على لبنان وعلينا، أكان اسمه داعش أو أي شيء آخر، لقد سقط الشهداء لأنهم قاتلوا كي لا يقتلوا ونقتل، ونحن إذا اضطررنا، سنقاتل كي لا نسقط وكي لا يسقط أحد بعد اليوم".

واشار الى ان "الجبناء الرعاديد حملة مناديل التخويف والابتزاز، هم ليسوا منا ولا نطلب مثلهم منة ولا حماية، لن نسمح بموت الدولة، رهاننا على منع سقوط المؤسسات في العدم أو المكائد أو في التعطيل، رهاننا أن يكون في قصر بعبدا رئيس للجمهورية كي تبقى الجمهورية، رهاننا أن تبقى الدولة وأن تسقط الدويلة، نحن حماة الشرعية وهم حماة شريعة الغاب، نحن حماة الدولة القوية وهم دعاة الدولة الرديفة، نحن حماة المؤسسات وهم من يشلها".

وختم "الأرض والسماء تزولان وحرف واحد من كلامك يا ربي لا يزول، نحن أبناء هذه الأرض. نحن أبناء الحرية. نحن أصحاب حق. نحن أصحاب قضية. خبزنا اليومي: عمل، بناء، نضال، تضحية، علم، ثقافة، خير وجمال. لم نعتد يوما على أحد، ولن نعتدي. لذلك، العدوان والإرهاب يزولان وحبة تراب واحدة من هذه الأرض لا تزول".

قداس وعظة

وفي الختام، ترأس الذبيحة الإلهية، التي خدمتها جوقة جامعة سيدة اللويزة برئاسة الأب خليل رحمه، المونسنيور لويس البواري وعاونه لفيف من الكهنة.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البواري عظة قال فيها: "يعز علي أن أقف بينكم مصليا معكم في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا. وأشكر الرب على الثقة التي أوليت إياها للاحتفال بالذبيحة الإلهية، لراحة أنفس شهداء القوات اللبنانية الأعزاء على قلوبكم، وقلوب ذويهم الكرام وقلوب جميع أبناء الوطن، إذ أرووا تربة الأرز الشامخ بدمائهم السخية، إلى جانب دماء قوافل من الأبطال أهرقت على أرض لبنان، أرض الإيمان والحرية والإباء والعنفوان، على مر الأجيال الغابرة. قبل الرب تضحياتهم ودموع وآلام ذويهم، وجعل منها ذبيحة مرضية له، باستحقاقات آلام وموت المسيح الرب، الحي أبدا فينا وبيننا، وعزز في قلوبكم الرجاء الوطيد المتدفق من روحه تعالى له المجد".

اضاف: "في هذه المناسبة أنقل إليكم تحية وبركة صاحب الغبطة والنيافة، مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، الذي بدافع أبوي، وبروح المسؤولية الروحية والوطنية، يتقدم منكم ومن ذوي الشهداء بأصدق عواطف التعزية المسيحية، مستمطرا شآبيب الرحمة من لدنه تعالى، على أرواح عنوان فخرنا واعتزازنا، فيستريحوا بقرب ورعاية الشهيد الأول والأكبر، يسوع الرب الذي طهر كل الدماء بدمه الإلهي الطاهر"، داعيا الجميع ولا سيما الذين يتسلمون مقدرات الوطن، إلى أن "يستنشقوا عطر قرابين هؤلاء الأبطال وأمثالهم الكثر، ويأخذوا العبر من سمو تضحياتهم وتضحيات ذويهم فيبادروا إلى القيام بكل ما هو خير للوطن وأبنائه، واعلاء ما يجمعنا من قيم ومبادئ، جعلت من لبنان أكثر من بلد، بل رسالة".

وتابع "في هذا الأحد، الرابع عشر من زمن العنصرة، اختارت الكنيسة لنا النص الإنجيلي الذي ينقل إلينا حدثا غنيا بالمعاني العميقة والعبر المنيرة، الا وهو حدث زيارة الرب يسوع لبيت لعازر ومرتا ومريم، لقد سمعنا كيف أن مريم جلست عند قدمي المعلم الإلهي تصغي إليه بكليتها، تسمع كلامه، تتأمله وتتقبله، عابرة من خلاله إلى علاقة روحية عميقة مع الرب، تجعلها ترتفع إلى مستوى فكره وقلبه ورؤياه الخلاصية، لتتعامل مع ذاتها ومع الآخرين من خلالها، وتساهم في إنماء ملكوته. لقد استقبلته وتعاملت معه على أنه السيد المطلق، المرجع الحقيقي والوحيد، النصيب والكنز الأفضل لها ولغيرها. أما مرتا فكانت منهمكة بالخدمة قاصدة أن ترضي الضيف، وغاب عن بالها أنه ليس الضيف، بل هو صاحب المنزل، وأنه لا يريد ما تقدمه من جهد وعمل بقدر ما يريدها هي، بفكرها وقلبها وارادتها. غاب كل ذلك عنها فتاهت وراحت تتشكى وتتذمر وتحتج".

وقال: "أمام دماء شهدائنا المراقة مدرارا، ماضيا وحاضرا، وأمام مريم الجالسة عند قدمي المعلم تصغي وتتأمل وترتفع، يريد روح الرب أن يرفعنا بفكرنا وارادتنا وقلوبنا وقناعاتنا وعواطفنا إلى فوق... فنصغي ونتأمل ونتقبل ونتبنى رؤياه،... في زمن المضايقات والتهديدات والإضطهادات الهاجمة من كل جهة، في زمن الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأخلاقية التي نتخبط فيها من جراء الفردية والنفعية... في زمن الإنقسامات الوطنية والإجتماعية والدينية والحزبية والمناطقية...في زمن المخاوف والقلق والقنوط والهروب والهجرة، كم يجدر بنا أن ننفتح بكل جدية وصدق وإخلاص على الرب، فنجعله يتغلغل بروحه فينا فيزودنا:

- بحكمته فننظر إلى الأشخاص والأحداث نظرة ثاقبة، سليمة، صحيحة، تعزز فينا حسن التمييز والحكم والموقف المناسب من أجل البنيان.

- برجائه فنرى أبعد من الظلمة نورا وأبعد من الفشل نجاحا ومن الموت قيامة، وأبعد من الهوان والذل المجد، إن في هذا الزمن وإن في الزمن الآتي، فلا نتراجع ونيأس أمام أي شدة.

- بحبه، فننظر إلى الآخر نظرته هو تعالى إلينا، نظرة رفق وتفهم، ورحمة ومحبة وغفران، نحضن بعضنا بعضا بالروح والفكر والصلاة، وبمبادرات تلاقي وتوافق وتضامن... لكي نجابه الشر والموت، وننهض بمجتمعنا ووطننا، فنطل على العالم وعلى أجيالنا القادمة بلبنان جديد، لبنان الرسالة، بحضارته المميزة، بقيمه، بما يعيشه شعبه ويشهد له".

وبعدما سأل "أليس هذا ما يستحقه شهداؤنا الذين قدموا أغلى ما عندهم في سبيله، مقتنعين بأنهم يعملون لأجله وسيصلون إليه؟"، أردف قائلا: "هذا ما يدعونا إليه روح الرب اليوم، وهذا ما تتوجه به الكنيسة مع جميع أصحاب النوايا الصالحة، الجالسين على قدمي الرب يصغون، ويترقون درجة بعد درجة، عبر العرق والدموع والدماء، ولكن بدون قنوط ويأس".

أضاف "هلا نهب بكل كياننا، نقف تهيبا أمام شهدائنا، مطأطئين الرأس، تأسفا وندامة، عن كل مرة لم نقدر الوديعة حق قدرها؟ هلا نقف بإيمان وتواضع وثقة أمام الرب، تائبين واعدين، بأننا سنقوم تجاهه وتجاه ذواتنا وتجاه الآخرين، بمبادرات تنم عن جديد نهجنا وتوجهنا، وعن وفاء عهدنا له تعالى ولشهدائنا .هنيئا لنا وهنيئا لشهدائنا، إذ ستتحرك حينئذ عظامهم بهجة وحبورا وطمأنينة، وهنيئا لأمهاتهم وابائهم وجميع ذويهم، لأنهم سيرون فجرا جديدا يطل على وطنهم، رغم كل الغيوم المتلبدة فوق جبال الأحداث اليومية... وذلك كله لأن فكرنا وقلبنا وارادتنا وأيدينا مع الرب وبالرب وللرب، له المجد".

وتوجه الى جعجع بالقول: "أمانتكم للذكرى واحتفالكم بهذه الذبيحة الإلهية، واشتراككم فيها بإيمان وتقوى وخشوع. كل ذلك دلالة على أنكم بهذا الخط تسيرون، وبهذه المبادئ والعبر تتوجهون. بارككم الرب وسدد خطاكم، وزادنا وإياكم إتحادا به وتواضعا منه وصلابة معه، ونقاوة بالروح والنية، وفاعلية بالعمل والمبادرة. حتى الآن لم تبخلوا بكل ذلك، ولكن الرب الذي قال: "كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل" (متى 5/48)، يكرر الدعوة لنا بإلحاح: "إذهب إلى العمق والقوا شباككم للصيد" (لوقا 5/5)، لنذهب ونلق الشباك فنصطاد السمك الوفير، ونبرهن "بأننا قد اخترنا النصيب الأفضل ولن ينزع منا" (لوقا10/42) ويكون هذا فخركم وفخرنا"، خاتما "بركة الرب علينا جميعا آمين".

وقرأ الرسالة سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة فادي سلامة، كما رفع النوايا الدكتور جورج حداد والدكتور نزيه متى، فيفيان بو عيد ونادين ضاهر. أما صلاة الشكران فتلاها جاد رمزي عيراني.

بعد القداس، أنشدت الجوقة نشيدا جديدا عربون وفاء لشهداء المقاومة اللبنانية، بعنوان "درب الشهادة منتبعو…" من كلمات الشاعر حبيب أبو أنطون.

 

زهرا: حزب الله يتصرف بطريقة أسوأ من داعش وهو يعوق الشراكة في لبنان وبناء الدولة

السبت 06 أيلول 2014

وطنية - قال عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا: "ان شعار قداس شهداء المقاومة اللبنانية "شهادتكم أمانة...لا تخافوا"، هو اولا رسالة الى شهدائنا الذين هم علامتنا المضيئة في تاريخنا الحديث، وعلى مدى التاريخ. وهو تاكيد على مسيرتنا الحية وعلى استمرار تمسكنا بحقنا وايماننا ومبادئنا وحريتنا وارضنا بشكل خاص، وهو ايضا امانة في اعناق كل المؤمنين بالقضية، خاصة الرفاق الذين ناضلوا مع هولاء الشهداء على طريق قيام الدولة السيدة الحرة المستقلة، التي تحفظ كرامة الجميع، وعلى رأس اولوياتها الحرية للجميع".

أضاف "وافضل من يمكن ان يخاطب هولاء الشهداء ويطمأنهم رفيقهم. احد الشهداء الاحياء في معاناته واصابته وسجنه عن رفاق القضية والمؤتمن عليها، ما اعطاه الله عمرا وامكانات، ويتحلق حوله كل المؤمنين الذين يظهرون التزامهم اليومي في الممارسة والاعلام، وكل الوسائل المتاحة من اجل الوصول الى المشروع الاستراتيجي المسيحي في بناء الدولة القوية والقادرة والعادلة، التي تحفظ حقوق الجميع على قدر المساواة".

زهرا وفي حديث إلى محطة "ام تي في" رأى ان "من يخاف هو اللبناني وليس المسيحي، ومحاولة دفع هذا الاخير الى الخوف، هو استراتيجية ظلامية في 8 اذار، وفي المنطقة. وهي تريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء، واقناع المسيحي انه هو المستهدف لان هذا جزء من التخويف والدفع باتجاه حلف الاقليات، وعلى هولاء البحث في تجارب الماضي، وما كبدت، وهذه كذبة كبيرة يجري التداول بها".

وأكد ان "اعداء التطرف هم اولا اهل السنة المعتدلون والمنفتحون، وبالتالي فإن محاولة تصوير خطر التكفير والارهاب التكفيري انه خطر على الطوائف الاخرى، وانه محتضن من الطائفة السنية، هو خديعة كبرى. لا اعتقد ان انسانا عاقلا يمكن ان يسلم بها".

وأشار إلى انه "ما دام هناك بارقة امل، ان تتولى مؤسسات الدولة الدفاع عن لبنان، فنحن نسلم لها وننصرف الى عملنا، واذا اقتضى الامر ان نقاوم فلن نكون غائبين عن دورنا التاريخي"، مذكرا "اننا لم نأل جهدا منذ العام 2005 في الدعوة الى ضبط الحدود السورية- اللبنانية في الاتجاهين، ولكن هذا لم يكن يلاقي مخططات النظام السوري وحزب الله".

وشدد على ان "الجيش يجب ان يضبط كل الحدود بوجه كل المسلحين في كل المناطق اللبنانية"، رافضا "تصوير الدكتور سمير جعجع مؤيدا لداعش"، لافتا "لم نر شخصية اخرى كجعجع خضعت لاغراءات وتهديدات، وبقيت ثابتة على مواقفها".

وقال: "إن الارهاب عدونا في كل زمان ومكان، وان وصل سنواجهه، لكن لن نتحالف مع من يمنع قيام الدولة في لبنان"، معتبرا ان "حزب الله يتصرف بطريقة أسوأ من داعش، وهو يعوق الشراكة في لبنان وبناء الدولة. وهذا الخطر اكبر بكثير من الاخطار الطارئة".

وفي موضوع انتخاب رئيس أكد انه "في ظل الازمة القائمة، فإن الطريقة الوحيدة لانتاج رئيس هي الاخذ بمبادرة قوى 14 اذار، التي هي الطريق الوحيد الامن الذي سيعتمد عندما يحين اوان الحل"، مشيرا إلى ان "رد الفعل الوحيد السلبي على المبادرة جاء من العماد عون، الذي لم يترك سبيلا الا وطرحه. من اعلانه انه مرشح توافقي الى الدعوة إلى انتخابات نيابية اولا، ولو وفق قانون 1960، الى انتخاب رئيس مباشرة من الشعب".

وردا على سؤال، أجاب: "ان كل الناس عندنا خير وبركة، ولا نأخذ موقفا من اي منهم عندما يقال انه مرشح للرئاسة، ونحن على استعداد للمناقشة في الامر مع تمنياتنا ان يكون احد مرشحي 14 اذار هو مرشح التسوية. ونحن لا نبايع عون للرئاسة لان موقفه معروف في تأييده سلاح حزب الله ودعمه للنظام السوري. وفي الاسبوع القادم قد نبدأ لقاءاتنا مع الافرقاء لبحث مبادرتنا".

ودعا الى "اقناع العماد عون ان حظوظه معدومة، وانه يجب انتخاب رئيس للجمهورية لملء الشغور"، وعما يحكى ان يكون وزير الخارجية جبران باسيل بديلا من رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون، قال: "الذي فشل في ان يكون نائبا لدورتين هل يحق له ان يكون رئيس؟.

ولفت إلى ان "لدى القوات اللبنانية مجموعة ترشيحات للانتخابات النيابية في كل المناطق، التي يوجد لها حضور مؤثر فيها".

وكرر انه "لا يدافع عن الحكومة، وهي لم تطلب من الجيش التوقف عن القتال في عرسال، وليس هناك احد يطلب من الجيش تدمير مدينة فيها 40 الف نسمة، ومن اعظم ضروب الشجاعة ان الضباط الشهداء قاتلوا حتى اخر طلقة لتمكين عسكرييهم من الانسحاب، ونحن نترك للحكومة ان تدرس كل المعطيات في التفاوض لاستعادة العسكرين".

وختم ان "الذي وراءه الالاف الشهداء ممنوع ان ينزلق الى المقايضات وتقاسم المغانم والمناصب، وجمهورنا مناضل ويدعمنا في هذا التوجه"، لافتا إلى ان "وزراء جبهة النضال وامل اكثر المتعاونين معنا على مستوى الحكومة".

 

فاينانشال تايمز": لبنان هدف صعب لـ "داعش"

المركزية- اشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الى ان "مشهد طرح رجل ارضا ونحره على يد مسلح ملثم كان هذه المرة لجندي لبناني سنّي من الطائفة نفسها التي ينتمي إليها قاتله"، مضيفة ان "مقتل الجندي علي السيد على يد "داعش" الاسبوع الماضي يصوّر معضلة اللبنانيين السنّة الذين يجدون انفسهم ضحية الاسلاميين المتطرفين وفي الوقت نفسه فان بعضهم ينخرطون في صفوف المتطرفين". ولفتت الصحيفة الى ان مقاتلي "داعش" يسيطرون الان على نحو ثلث مساحة سوريا والعراق واعلنوا "الخلافة الاسلامية" في المنطقة التي يسيطرون عليها"، واوضحت ان "لبنان يخشى بتوازناته الطائفية القابلة للاشتعال وبحكومته الضعيفة ان يكون الهدف القادم "لداعش"". ورأت الصحيفة انه "حتى الآن لا يوجد ثقل كبير لـ"داعش" في لبنان، ولكن التطرف يتزايد في الدولة الصغيرة المساحة"، معتبرة ان "الصراع على السلطة بين الاغلبية السنّية الشيعية والاقليات المارونية والدرزية يجعل من السهل زعزعة استقرار لبنان"، واشارت الى ان "شنّ "داعش" لهجمات في لبنان كالهجمات التي شنّتها في سوريا والعراق سيكون امراً صعبا، حيث سيواجه التنظيم خصما قويا هو "حزب الله" الذي يتلقى الدعم من ايران".

 

"الاندبندنت": "جهاديون" بريطانيون عائدون من سوريا والعراق يرغبون بالالتحــــاق ببرامــج لاعـــادة تأهيلهــم

المركزية- اعتبرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان "السلطات البريطانية لن تتمكن من مواكبة تدفق "الجهاديين" العائدين من سوريا والعراق الذين صدموا بالحقيقة هناك ويرغبون في الالتحاق ببرامج لإعادة تأهيلهم". ونقلت الصحيفة عن المركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي قوله انه "تلقى اتصالا من جهادي يدّعي انه يمثل ثلاثين بالمئة من البريطانيين الذين سافروا للقتال في سوريا والعراق ويرغبون في العودة لبلادهم لكنهم يخشون السجن لفترات طويلة"، مشيرا إلى "استعدادهم للالتحاق ببرامج إعادة التأهيل". كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في مؤسسة كويليام لمكافحة التطرف الى ان "البرامج الحكومية لإعادة التأهيل لا تملك الموارد الكافية لمواكبة اعداد ضخمة من الجهاديين العائدين"، لافتة الى ان "التقديرات تشير الى ما يُقارب الف وخمسمئة بريطاني سافروا للقتال في صفوف المتشددين في سوريا والعراق".

 

الخاطفون سلموا الوسيط القطري شروطهم: نتمسك بالمقايضـة  ضمانة بعدم أذية العسكريين والعامل المالي على خط المفاوضات

المركزية- في اطار الوساطة القطرية لتحرير العسكريين المحتجزين، التقى موفد يرجح ان يكون سوري الجنسية امس، ممثلين عن "جبهة النصرة" و "الدولة الاسلامية"، وتسلم من كل منهما مطالبهما مقابل الافراج عن العسكريين، وغادر عرسال اليوم، تمهيدا لنقلها الى الحكومة.

وأشارت المعلومات الى ان المرحلة الحالية هي مرحلة انتظار رد الحكومة على هذه المطالب. وعلم ان شرط المسلحين لم يتغير وهو قبول الحكومة بمبدأ مقايضة العسكريين بسجناء اسلاميين في سجن رومية، لكنهما لم يسلما حتى اللحظة أي لائحة بالاسماء التي يطلبون الافراج عنها. وأفيد ان نبأ اعتقال شقيق القيادي في الدولة الاسلامية أبو طلال، ليل أمس، كاد يوقف مفاوضات "داعش" مع الوسيط القطري، لكن الامور تم استدراكها في اللحظة الاخيرة. وأفادت المعلومات ان الجهة المفاوضة تمكنت من انتزاع ضمانات من الخاطفين بعدم الحاق الاذى بأي من العسكريين حتى انتهاء المفاوضات. وفيما ينتظر ان تعطي الحكومة ردها على الشروط اليوم او صباح غد، علم ان العامل المالي دخل على خط المفاوضات أيضا.

تحرّكوا ضد "حزب الله": في سياق متصل، اتصل عنصرا قوى الامن الداخلي المحتجزين لدى "النصرة" بيار جعجع وجورج خزاقة بذويهما اليوم. وطالب جعجع أهله وأهل بشري بالتحرك وقطع الطرق واعلاء الصوت رفضا لتدخل "حزب الله" في سوريا.

 

الشروط" الى الحكومة ووعد بعدم المس بالعسكريين لمدة شهر

ملامح انفراج على خط المطرانين ومتابعة قد تفرج عن ايجابيات

اوراق الضغط اللبنانية توازي اهميـة ورقـــة المسلحيــن

المركزية- تحت تأثير الاجواء السياسية الهادئة التي أرستها جلسة مجلس الوزراء والاجماع الحكومي على مقاربة ملف العسكريين المخطوفين بواقعية بعيدا من ضرب هيبة الدولة او الوقوع في فخ الانقسام الذي نصبته الجهات الخاطفة شقت الوساطة القطرية المنسقة لبنانيا طريقها التفاوضي بعيدا من الضوضاء السياسي والاعلامي حرصا على اصابة الهدف وقطع الطريق على اي محاولة للتشويش عليها، بحسب ما اكدت مصادر مطلعة لـ"المركزية" كاشفة عن ان اهمية هذه الوساطة تكمن في الحصول على تعهد من جانب الجهات الخاطفة بعدم المس بأي من العسكريين الموجودين لديها مقابل بعض الخطوات من جانب الدولة اللبنانية قد تكون اساسية في دفع المسار التفاوضي قدما. واستنادا الى المعلومات التي رشحت في شأن المفاوضات متحدثة عن وجود ضابطين قطريين منذ يومين في عرسال اجريا سلسلة اتصالات مع اشخاص من البلدة أمنوا لهم التواصل غير المباشر مع الخاطفين، فان المصادر اوضحت لـ"المركزية" ان لائحة المطالب التي تسلمها المفاوضون لم تتضمن اسماء لموقوفين اسلاميين يراد اطلاق سراحهم انما اشترطت القبول بالمبدأ لتحديدها بعد ذلك، كما اشترطت عدم اعتراض حركة المسلحين في اتجاه عرسال التي تشكل لهم ملجأ طبيا وغذائيا، وعدم التعرض للنازحين السوريين في المخيمات اضافة الى شروط تتصل بالقيادة العسكرية اللبنانية، وبفدية مالية.

نقل المخيمات واشارت المصادر الى ان احد قادة الاجهزة الامنية كان اكد خلال الاجتماع الامني الذي عقد في السراي الحكومي الاحد الفائت ضرورة اتخاذ اجراءات تتصل بالنازحين السوريين في عرسال البالغ عددهم 120 الفا لكونهم يشكلون قنبلة موقوتة، معتبرة انه تم اخذ هذا الطرح في الاعتبار، وان الدولة بدأت البحث جديا في الملف نسبة للمخاطر الواسعة المترتبة جراءه، وسط ارتفاع رقعة القلق من امكان لجوء المسلحين مع موسم الشتاء المقبل الى هذه المخيمات هربا من البرد والصقيع والثلوج بما يمثله هذا اللجوء من مخاطر، وتحدثت عن ان النقاش يتركز الان حول الخطوة الواجب اتخاذها في هذا الصدد، وما اذا كان الاجدى ايجاد مراكز لهؤلاء النازحين في مناطق لبنانية اخرى ام اعادتهم الى مناطق آمنة في الداخل السوري، لتُقتلع بذلك البيئة الحاضنة للمسلحين في عرسال التي ما زالت تلملم اثار الحرب فيها حتى الساعة.

اوراق الضغط: وشددت المصادر على ان اوراق الضغط اللبنانية على المسلحين الخاطفين لا تقل اهمية عن اوراقهم، وهو ما حمل الرئيس تمام سلام امس على القول "اننا نملك اوراق قوة"، وان السلطات اللبنانية قادرة على التعامل مع هؤلاء على قاعدة التعامل بالمثل وفق المصادر خصوصا ان من بين هذه الاوراق ملفات حساسة يمكن استخدامها ليس اقلها وجود اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري على الاراضي اللبنانية وموقوفين ومحكومين على مستوى من الاهمية بالنسبة الى التنظيمات المسلحة في سجن رومية صدرت في حق بعضهم احكام بالاعدام. وفي هذا السياق علمت "المركزية" ان العمل انتهى في المبنى "د" في السجن وتجري الاستعدادات راهنا لاعادة نقل الموقوفين الاسلاميين اليه، بعدما كان تعرض للتخريب والحرق ابان احداث الشغب التي جرت فيه، وقد اعيد تأهيله بالحد الادنى لجهة تركيب الابواب للزنزانات الانفرادية على ان يتم نقل هؤلاء اليه تباعا.

فئات المساجين: في غضون ذلك، صنفت المصادر مساجين روميه الاسلاميين بثلاث فئات: الموقوفون الذين لم يحاكموا حتى الساعة وقد تقدم المحامون بطلبات لاخلاء سبيلهم رفضت بمجملها.

- الاجانب ويتوزعون بين عرب وأوروبيين وهذه الفئة يجب ان يتم تسليمها كل الى دولته.

- المحكومون والصادرة في حق بعضهم احكام بالاعدام لا يمكن للحكومة ان تلغيها، ولا سبيل لذلك الا بعفو رئاسي يستحيل راهنا في ظل عدم وجود رئيس جمهورية.

واعربت عن اعتقادها ان الفئة الاوفر حظا لتسهيل ملفاتها هي فئة الاجانب الذين كانت السلطات المعنية بدأت تدرس ملفاتهم من اجل ترحيلهم الى دولهم قبل حوادث عرسال.

المطرانان: وفي انتظار نتائج الوساطة القطرية ورأي الحكومة في مطالب "النصرة" و"داعش"، كشفت مصادر عليمة لـ"المركزية" عن اشارة ضوء اخضر ايجابية في ملف المطرانين المخطوفين بولس يازحي ويوحنا ابراهيم، مؤكدة ان الملف وضع على نار حامية ويتابع عبر مسؤولين لبنانيين امنيين وآخرين اتراك وقطريين، اثر ورود معلومات انهما على قيد الحياة سيتثبت المسؤولون المشار اليهم من صحتها خلال اليومين المقبلين.

الى نيويورك: وملف المخطوفين بكل تشعباته سيحمله رئيس الحكومة تمام سلام معه الى نيويورك حيث يرأس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للامم المتحدة، ليعرضه على طاولة مباحثاته مع ملوك ورؤساء الدول الذين يلتقيهم على هامش الاجتماعات الاممية، والتشاور في كيفية ارساء حلول للخطر المحدق بلبنان من جانب المنظمات الارهابية وضرورة ضبط الحدود بين لبنان وسوريا من ضمن المسؤولية الدولية ان عبر المعابر الشرعية، او غير الشرعية علما ان قوى 14 اذار كانت اقترحت توسيع نطاق صلاحيات القوة الدولية العاملة في لبنان لتشمل ضبط الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا من ضمن القرار 1701 من زاوية مكافحة الارهاب وتقديم المساعدات المادية والعينية للجيش والاجهزة الامنية.

كما سيحضر ملف مساعدة لبنان دوليا ايضا في الاجتماع الذي دعا اليه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دول مجموعة الدعم الدولية للبنان في 26 الجاري من اجل البحث في كيفية رفع مستوى الدعم في ظل الخسائر التي كانت قدرت ابان انشاء المجموعة في ايلول الفائت بـ7,5 مليار دولار وقد ارتفعت حكما مع ارتفاع عدد النازحين الى مليون ونصف مليون سوري.

انتظار سياسي: والانتظار الثقيل على الجبهات الامنية، تقابله حالة مماثلة سياسيا في ظل غياب بعض المسؤولين السياسيين عن البلاد في اطار اجازات او للمشاركة في مؤتمرات تعقد بين واشنطن التي يتوجه اليها عدد من المسؤولين الروحيين والسياسيين والحزبيين مطلع الاسبوع للمشاركة في مؤتمر دعم مسيحيي الشرق او الرياض حيث يعقد مؤتمر لمحاربة الارهاب الاسبوع المقبل، في حين يتوقع ان يزور لبنان عدد من المسؤولين الاجانب والعرب من بينهم مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية حسين امير عبد اللهيان قبل ان يزور سوريا وفق ما تردد، في ما يصل ايضا رئيس لجنة الصداقة الفرنسية - اللبنانية في مجلس الشيوخ الفرنسي مع اعضاء من المجلس في زيارة استطلاعية.

في غضون ذلك وعلى وقع ملامح الانفراجات على خط العلاقات السعودية – الايرانية المرتقب ان تنعكس ايجابا على الواقع اللبناني بأزماته كافة لا سيما بعد تشكيل الحكومة العراقية، يطلق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مجموعة مواقف تتصل بمجمل ملفات الساعة المحلية والاقليمية في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في معراب عصرا.

وفي السياق، اعربت مصادر في قوى 14 اذار عن تخوفها من ان تضغط احزاب قوى 8 اذار على خط عرقلة الحلول من اجل الدفع نحو تعميم الفراغ في مؤسسات الدولة، بما يجعل طريق المؤتمر التأسيسي معبدا ومثابة حاجة ملحة، وادرجت في هذا السياق حركة تقديم الترشيحات للانتخابات النيابية لمنع التمديد الذي تعتبره قوى 14 اذار آخر دواء لمنع هذا المخطط.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 6/9/2014

السبت 06 أيلول 2014

مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

كل الكلام السياسي المحلي يركز على قضية العسكريين المخطوفين، والرئيس سلام يتابع الإتصالات الجارية على أكثر من خط، وخصوصا الخطين القطري والتركي للضغط على الخاطفين، وسط أقوال لا تنسب إلى أية جهة رسمية وإنما يتم تداولها في بعض وسائل الإعلام، عن مطالب لا يمكن أن تكون صحيحة أو هي غير قابلة للنقاش. وفي الأنباء الرائجة إعلان عن إعدام جندي ثان وقول أحد قياديي "داعش" إنه قتل لمحاولته الفرار.

وبإنتظار نتائج الإتصالات، تبقى قضية المخطوفين في مسار منفصل عن مسار الحرب الدولية على الإرهاب. وهذا المسار سينتقل إلى المنطقة التي يتحرك فيها قريبا وزير الخارجية الأميركي جون كيري. واليوم قال السفير الخبير روبرت فورد إن بإمكانِ الإدارة الأميركية القضاء على "داعش" دون مساعدة النظام السوري. وأكدت الخارجية الأميركية أنه لن يتم التنسيق عسكريا مع إيران في الحرب على الإرهاب.

وفي العراق، استعدادات للبشمركة لشن هجوم على زمار، المعقل البارز ل"داعش". وتجدر الإشارة الى ان اتصالات حيدر العبادي لتشكيل حكومة عراقية تواجه مشكلة توزيع الحقائب الوزارية لا سيما حقيبة الدفاع.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مفاوضات تحت الضغط حول قضية العسكريين المخطوفين، أنباء عن ذبح عسكري آخر سبقت لائحة المطالب التي أرسلها الارهابيون عبر موفد قطري إلى الحكومة اللبنانية.

إذا صحت الصور التي روجت عن ذبح العسكري الثاني اليوم، فالخيارات تضيق أمام الحكومة ولا تبدو إلا الضربات العسكرية للجيش سبيلا للقضاء على هؤلاء الارهابيين وتنفيذ الدولة اللبنانية للأحكام القضائية بحق من يطالب به "الداعشيون".

خطوات "داعشية" مدروسة تبدأ من الحرب النفسية على الأهالي لإجبارهم على التهجم على الدولة اللبنانية والمقاومة تحت طائلة النحر، إلى إطلاق النار على دورية لمخابرات الجيش اللبناني في منطقة القاع. وما بينهما شروط تحت عنوان لائحة مطالب قدمتها المجموعات الارهابية المسلحة إلى الموفد القطري الذي غادر عرسال بعد تفاوض استمر ليومين بانتظار أن يحمل أجوبة الحكومة اللبنانية.

لكن الجيش لا يتوانى عن ملاحقة الارهابيين، فاعتقل شقيق القائد الميداني ل"داعش" في القلمون المدعو أبو طلال حمد. فيما كانت مخابرات الجيش ترد بالمثل على من أطلق النار عليها في القاع - وادي فايق، من قبل دراجتين ناريتين على متنهما ثلاثة عناصر سورية مسلحة، فأردت واحدا وأصيب الآخر وتم نقله الى أحد المستشفيات في البقاع، وألقت القبض على الثالث وبوشر التحقيق، كما قالت مديرية التوجيه في الجيش.

على الجبهة السورية، إنجازات استراتيجية للجيش وخصوصا في الغوطة الشرقية. بدا أن دمشق اتخذت قرار القضاء على الإرهابيين في المناطق التي تحيط بالعاصمة. ومن هنا جاء التقدم العسكري في جوبر إلى مناطق أخرى، فيما كان الطيران الحربي السوري يصيب تجمعات المسلحين ما بين جرود القلمون وعرسال.

في الولايات المتحدة مكابرة أميركية في العلن حتى الساعة. واشنطن لا تريد التعاون مع دمشق، ولا مع طهران ضد التطرف "الداعشي"، لكن الخارجية الأميركية تركت الباب مفتوحا لاحتمالات التنسيق على شكل ما جرى عام 2001 حول أفغانستان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تقرر الولايات المتحدة الأميركية خطوة إلى الأمام، تراجع مصالحها، فتتراجع خطوات إلى الوراء أو على الأقل تتثاقل في نياتها فكيف بأفعالها.

محاربة "داعش" في العراق وهزيمة التنظيم، حاجة أميركية ترسم حدودها مصالح النفط والسياسة والأمن بدءا من كردستان إلى فلسطين المحتلة، وما بينهما معالم شرق أوسط بحدود طائفية.

أما خارج هذه الحدود، وتحديدا في سوريا فالورقة "الداعشية" لم تنتف الحاجة إليها، وهي ورقة مساومات وضغوط ربما تحتاج إلى تحالفات من غير سنخية.

ورقة الجماعات المسلحة حول دمشق تتآكل، فالجيش ضرب في خاصرتها، واستعاد "حتيتة الجرش" في الغوطة الشرقية، ليمسك الوسط بين جسرين وزبدين، وما يتصل بعمق الغوطة، تمهيدا لعمليات تقدم أخرى، على أبواب فصل الشتاء.

فصول الارهاب لم تبعد كثيرا عن عرسال، فبلدة القاع شهدت تطورا أمنيا خطيرا، اذ ان مسلحين ارهابيين على متن دراجتين أطلقوا النار على دورية لمخابرات الجيش اللبناني، التي تمكنت من قتل أحدهم واعتقال آخر من آل آمون من بلدة عرسال.

الشعارات "الداعشية" التهديدية المتنقلة على جدران الكنائس من منطقة طرابلسية إلى أخرى شمالية، حطت اليوم في قضاء المنية الضنية. أمر يثير الريبة عن قدرة الفاعلين على لبس طاقية الاخفاء عن أعين القوى الأمنية، والتساؤل عما إذا كان غض النظر أولوية، تتقدم على ردود فعل يتلوها فوضى فإمارة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

العوائق الكبيرة التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية وإجراء الانتخابات النيابية، والأفخاخ التي حالت حتى الساعة دون إنهاء سريع ومنطقي لمسألة العسكريين المخطوفين، هي عراقيل وأفخاخ من صنع فئة لبنانية معروفة. من هذه الحقائق يمكن الاستنتاج أن الدولة تدفع نحو محظورين: الأول، تفكك الحكومة إن حاول بعضها القيام بعمل دستوري سيادي للخروج من المأزقين. والثاني، دفع الجيش إلى مواجهة عسكرية مع القوى المتطرفة التي تتهدد حدوده الشرقية والشمالية، وهي معركة حق يراد منها باطل للجيش، لأنها فرضت عليه بتوقيت هذا العدو وبتوقيت من يحاربه من قوى اقليمية، وليس بتوقيت الجيش الذي يتحرك تحت غطاء سياسي مهلهل ومن دون السلاح المناسب، حتى الساعة.

تحاشيا للوقوع في هذه الأفخاخ، توجهت الحكومة إلى توسل حلول خارجية لأزمتها الدستورية ولإنهاء أزمة العسكريين المخطوفين. فملء الشغور الرئاسي بات يمر بتوافق اقليمي- دولي شامل قد يأتي أو قد لا يأتي. وحل أزمة العسكريين المخطوفين صار أسير وساطة اقليمية معقدة دخلت على خطها دولة قطر، وبعد ان كان الأمل في اطلاق سريع للمحتجزين صار الأمل يتدرج الآن، من الحصول على ضمانات بالتوقف عن تصفيتهم، وقد تمت تصفية جندي جديد اليوم، مرورا بلائحة مطالب منطقية يمكن الحكومة أن تتفاوض عليها، وصولا الى تحريرهم مع الحفاظ على الحد الأدنى من هيبة الدولة.

هذه الملفات الساخنة كانت في متن خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية.

 مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

داعش تذبح عسكريا ثانيا...

مصدر الخبر: شبكات اسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصريح منسوب لقيادي "داعشي" ل"وكالة الأناضول".

الاثباتات غير كافية حتى الساعة، على رغم الصور التي نشرت وتفيد بأن الجريمة حصلت. وفي الانتظار، يبقى الأكيد ان الخاطفين يضخون جرعات من الفتنة في بلد يعيش على حد الخطر.

الجريمة، ان حصلت، تخلف أسئلة لا تحصى في زمن بات الاجرام فيه تغريدة على مواقع التواصل: فما نفع الوساطات الخارجية؟ وأين الضمانات التي حكي عنها في شأن سلامة المخطوفين؟ وما نفع التفاوض على حد السيف؟

أسئلة لا تجد اجابات في بلد لا صوت يعلو فيه فوق صوت الأمن: فخطر التفلت قائم، والحوادث اليومية خير دليل على ذلك.

عرسال بتشعب فصول أحداثها ما عادت تحتكر المشهد الأمني، إذ ان البقاع كله معرض، وحادثة التعرض للجيش بين القاع ورأس بعلبك مؤشر إلى ذلك.

الشمال بدوره محور رصد ومتابعة، والوثيقة التي سربت عن دخول مجموعة من السوريين إلى التبانة بنية اشعال فتنة طائفية تدل إلى دقة الوضع.

وعليه، الارهاب بمختلف تسمياته، من "داعش" إلى "النصرة" وغيرها من المسميات التي تصب في الاطار الاجرمي عينه، باتت تشغل لبنان كما تشغل العالم بأسره.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هل سقط شهيد ثان من العسكريين المخطوفين لدى المجموعة التابعة ل"الدولة الإسلامية"؟

كانت "وكالة الأناضول" أول من نقل الخبر السيئ الذي لم تؤكده قيادة الجيش حتى الساعة. ثم صدر بيان عن "الدولة الإسلامية" يعلن ذبح جندي لبناني بعد محاولته الهرب، وفقا لما جاء في البيان. كما انتشرت على صفحات الإنترنت التابعة ل"داعش" صور قيل إنها تعود للجندي المخطوف عباس مدلج مذبوحا بالطريقة نفسها التي كان قد ذبح فيها الرقيب الشهيد علي السيد.

اللافت أن الإعلان عن هذه العملية جاء بعد ساعات على مغادرة الوسيط القطري عرسال، وسط تسريبات عن التأكيد خلال المفاوضات مع "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" على سلامة العسكريين المخطوفين وعدم قتل أو ايذاء أحد منهم.

خبر الذبح المسائي جاء غداة وصول جثة ابن عرسال، كايد غدادة، إلى ذويه، وهو الذي كان قد خطف على يد "جبهة النصرة" التي اتهمته بالعمل لصالح "حزب الله".

 مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

ما كادت الساعات القليلة تمضي على اجتماع خلية الأزمة الوزارية التي تبحث في قضية العسكريين المختطفين لدى المجموعات الارهابية في جرود عرسال، وعلى الرغم مما أشيع عن أجواء ايجابية رافقت دخول قطر على خط الوساطة، حتى نشرت "داعش" على موقعها على ال"تويتر" صورا لذبح أحد العسكريين، متوعدة بمزيد من أعمال القتل.

واللافت أمنيا اليوم أيضا، تعرض دورية لمخابرات الجيش عند المدخل الرئيسي لبلدة القاع، لإطلاق نار من قبل ثلاثة أشخاص كانوا على متن دراجة نارية. فردت الدورية على مصادر النار فقتل شخص من التابعية السورية، وجرح آخر، وأوقف ثالث لبناني الجنسية، وصادرت الدورية الأسلحة المستعملة.

واذا كان مصير العسكريين المختطفين في صدارة الاهتمامات، فقد برز كلام للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حذر فيه من التدخلات الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا في لبنان لضرب العصب الاساسي في لبنان الذي هو العيش معا. وأكد ان مشروع الشرق الاوسط الجديد لم يمت وهو جاهز. أضاف: وقد اختفت التحركات الشعبية وحلت مكانها التنظيمات الأصولية، والهدف تفتيت الشرق الأوسط وتقسيمه وخلق دويلات طائفية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

بعد علي ... عباس. نفذ "داعش" حكمه الإرهابي على جندي آخر، بحسب بيان ل"الدولة الإسلامية" وصل إلى "وكالة الأناضول".

ذبحا رد "داعش" على الوساطة. إذ لم يكد الكلام عن مسعى قطري يسير على خط حل أزمة العسكريين المخطوفين، حتى طعن الخنجر بالرأس.

نهارا كانت الأمور تسير على قاعدة لا مفاوضة ولا مقايضة مع الإرهاب التكفيري، بل كانت وساطة قطرية يتولاها شخص سوري مقرب إلى قطر يجري مع "داعش" و"النصرة" مروحة اتصالات، وعبر الخط الساخن ينقل النتائج إلى الطرف اللبناني. وقد تؤتي الوساطة ثمارها إذا ما أوكلت الحكومة اللبنانية إلى شخص من رتبة لواء، أن يتأبط ملف العسكريين الأسرى، ويكون الناطق الرسمي باسم الطرف اللبناني، علما أن من اؤتمن على أمننا العام يؤتمن على أمن عسكرنا قبل أن يرسلهم "داعش" و"النصرة" رؤوسا مفصولة عن الأجساد.

وفي المقام، يطالعنا نفي أميركي- إيراني عن التنسيق الثنائي لمكافحة "داعش". كذبة بيضاء لواقع أسود، فالطرفان ينسقان تحت الطاولة، وفوق الطاولة يقول باراك أوباما كلاما من عيار ثقيل "سنهزم داعش تماما كما حدث للقاعدة". أوليس "داعش" و"النصرة" فرعين نبتا على جذع "القاعدة"؟ جل ما فعله أوباما هو القضاء على أسامة بن لادن، وما عليه إلا أن ينعش ذاكرته بسياسة بلاده ضد العرب والقضية الفلسطينية، وهنا تكمن الأسباب الحقيقية وراء الإرهاب الذي أفلت من الحظيرة الأميركية.

والإرهاب بالإرهاب يذكر، فقتل إمرئ في غابة جريمة لا تغتفر وإبادة شعب كامل مسألة فيها نظر، لأجل ثلاثة من المستوطنين أقامت إسرائيل حربا ولم تقعدها إلا مرغمة، ومن أجل الثلاثة ثارت ثائرة العالم من أطلسه إلى اتحاده الأوروبي إلى بلاد العام سام، بالأمس اعتدت إسرائيل على أمن جنوبنا، زرعت أجهزة تنصتها أرضا وأردت لنا مقاوما، وفي الجو طيرانها يسرح ويمرح خارقا القرار رقم 1701 على عينك يا مجلس أمن ويا أمم متحدة. تجربتنا مع القرارات الدولية عمرها من عمر الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان "ويلي جرب مجرب بيكون عقلو مخرب"، وعليه فإن حق لبنان ومقاومته في الدفاع حق قائم، ويا ويلهم من مئة ألف صاروخ مقاوم وأنفاق أين منها أنفاق غزة.

 

لبنان مصير وطن

خالد عبدالعزيز السعد/السياسة

الحروب من أخطر الفيروسات التي تصيب البشرية فلا تبقت ولا تذر وتشيع الدمار والخراب بالبنى الاساسية للدول, وتخلخل وتدمر انظمتها الاقتصادية, والاجتماعية والثقافية, ومعالم حضارتها, بل حتى منظومتها العقلية, والشواهد التاريخية البعيدة, والقريبة والحاضر منه, وخصوصا هذا الجراد الداعشي والقاعدة والنصرة وبيت المقدس والصهيونية والاخوانجية, فالحرب العالمية الاولى اطلقت يد الفاشية في إيطاليا, والنازية في المانيا, والدكتاتورية في البرتغال والفلانسجت في اسبانيا, والحرب على الاتحاد السوفياتي أنجبت القاعدة ثم طالبان وما سمي بالربيع الأصفر العاصف أنتج “داعش” في العراق وسورية وفي مصر وتونس وليبيا ولبنان, فرق ومسميات وايديولوجيات كأسوأ مثال للايديولوجية المتدثرة بالدين والدين براء من هذا الجنون والعدمية والتوحش والانحراف النفسي الذي يزرع الموت ويجز الرؤوس ويبقر البطون والصدور وينثر الدجل ويحفر الرعب في العروق فهم الخوارج الجدد, وقد خرجوا من اقبية التاريخ بخوائهم العقلي كاسراب الجراد الذي يقضي على الخضرة والثمار ويجتاحون الجغرافيا والتاريخ ويدمرون الحياة البشرية بكل ما حققته البشرية من انجاز حضاري وعلمي, ففي كل منطقة عربية ارتخت فيها قوة الدولة وضاعت هيبتها وضعفت مناعتها الامنية والسياسية والتنظيمية ظهرت فيها هذه الجماعات الارهابية وقطاع الطرق التي يحركها الهوس الايديولوجي التكفيري والغريب في هذا الفائض من الدم الذي يلف الوطن العربي من اقصاه الى اقصاه تذكرت الحرب الاهلية اللبنانية العبثية فقد كانت حربا انتحارية لم يسلم منها حتى من اشعلوها في العام ,1975 وأوشك لبنان الاخضر الذي عشقه كل من امتلأت رئتاه بهوائه ان يتحول الى هشيم وضاع ما ضاع من الطاقة والدماء والرجال والنساء والاطفال والبيوت والعمارات لكن البلد الجميل والعنيد الذي احترق ناي الرحابنة من زفيرهم وهم يغنون له ولانه كان مطلوبا ان يكون عدده كعدد طوائفه واثنياته.

فهذا الوطن الصغير كقبضة طفل والشاسع سماء وجمالا وثقافة وفنا شهد ما لم يشهده بلد آخر من اليأس والرجاء والحزن والفرح وصوت المدافع تعانق صوت الغناء وكؤوس الشراب, حتى الاشجار بدت كأنها ترقص لكنها كانت تمشي في جنائز من زرعوها إو قطفوها في مواسم الزمن الاغبر وخلال الاربع سنين الماضية يشهد صولات وجولات سياسية مكوكية من أطراف عربية ودولية واقليمية تحت عنوان واحد هو الحيلولة دون اندفاع الخلاف الى تناقض والتناقض الى اشتباك وقد راوح لبنان خلال الاونة الاخيرة بين هدوء مشوب بالحذر وصخب سياسي ملجوم ولم ينفجر لكن هذه المراوحة ليست ذاتية وثمة عوامل وعواصف تعبث باتجاه البوصلة ولبنان مثال لوضع تتحشد فيه التناقضات وتتعايش وفقا لاعراف سياسية وتضاريس طائفية ولكنها تنفجر في احيان اخرى عندما تنسد الافاق خصوصا في “عرسال”والتهديد الداعشي المجرم للبنان بينما فريق من اللبنانيين يهول الخطر وفريق يستخف ويهون من خطورته اما الاجابة تكون بالغة السذاجة اذا ارتهنت للرغائب والنوايا فلا هذه ولا تلك ما يمكن الاعتداد به فالمسألة اللبنانية حين تتفاقم وتجد ما يغذيها سعيا للانفجار بدلا من الانفراج تتحول هذه المسألة بالدلالة الدقيقة الذي يتحدد منه ومن خلالها مصير وطن ومستقبل شعب وهو ما يشتهيه اعداؤه بحيث ينوب عن اعدائه بتدمير ذاته, فهل اخفقت كل المضادات التي تناولها لبنان لعدم تكرار القتل المجاني وتدارك ما تبقى من اخضر في جباله وسهوله, وقلوب اطفاله?. *

 

توقعات بانضمام “الخليجي” والأردن ومصر للتحالف ضد “داعش” وواشنطن ترفض مقارنة الإئتلاف الجديد بما تم تشكيله لإطاحة صدام في 2003

عواصم – وكالات: توقع محللون وخبراء ستراتيجيون, أن يضم التحالف الغربي الذي تشكلت نواته أول من أمس, للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الإرهابي, بين صفوفه دول “مجلس التعاون الخليجي” إضافة إلى الأردن ومصر. وبعد يوم من إعلان واشنطن خلال قمة لـ”حلف شمال الأطلسي”, عن إنشاء نواة للتحالف مكونة من 10 دول هي الولايات المتحدة, بريطانيا, فرنسا, ألمانيا, كندا, أستراليا, تركيا, إيطاليا, بولندا, الدنمارك, توقع محللون وخبراء أن يتم ضم الدول الخلجية الـ 6 والقاهرة وعمان, إلى الائتلاف الدولي. وفيما يحاول البعض الربط بين تشكيل هذا التحالف, وما سبق وقامت به الولايات المتحدة أثناء اجتياح العراق العام 2003, رفضت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف هذا الربط, وقالت, “عندما نتحدث عما نفعله اليوم فإننا لا نريد أن يكون بأي شكل من الأشكال مشابها لما حدث العام 2003 خلال اجتياح العراق” والذي نجم عنه في نهاية المطاف إطاحة نظام صدام حسين. وأضافت “لتكن الامور واضحة, لا أريد أبدا القيام بمقارنة” في هذا الشأن. وكانت هارف ترد على اوجه الشبه بين التحالف الذي شكله الرئيس السابق جورج بوش ويضم 49 دولة العام 2003 والدول العشر التي اجتمعت في نيوبورت على هامش قمة “حلف شمال الاطلسي” لإرساء ائتلاف ضد “داعش”. وقالت “لن نستخدم ابدا الستراتيجية ذاتها”, مشددة على ان “الأمر لا يتعلق بائتلاف اميركي إنما بتحالف دولي”. وتطابقت آراء محللون سياسيون عرب مع ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الأميركية, إذ يبدو التحالف الجديد, في رأيهم, أوسع انتشارا من سابقه في الجانب العربي والخليجي بصفة خاصة, حيث يتجه إلى ضم دول مجلس التعاون الخليجي “6 دول”, إضافة إلى مصر والأردن, حيث كان بند “مكافحة الإرهاب” تصدر البيان الختامي لاجتماع الدورة الـ 132 لمجلس وزراء دول التعاون الخليجي, السبت الماضي, في مدينة جدة السعودية, مؤكداً على ضرورة “تكثيف الجهود للتعاون الإقليمي والدولي من أجل مكافحة الأعمال الإرهابية, وتقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة والمساءلة”. وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن جواد الحمد “يبدو التحالف الجديد يتجه نحو ما تسميها الصحافة الأجنبية بالحرب العالمية الثالثة في منطقة الشرق الأوسط”. وفي حديث مع وكالة “الأناضول”, توقع الحمد أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي في مقدمة هذا التحالف, إضافة إلى مصر, التي يتحدث رئيسها عبد الفتاح السيسي من حين لآخر عن خطر “داعش” والأردن بحكم قربها الجغرافي من العراق وسورية, لتصبح دول المنطقة المؤهلة للانضمام للتحالف “ثمانية”. ولم يكن قرار إنشاء الحلف الدولي الذي أعلن أول من أمس بالجديد, حيث سبقه تصريحات خرجت عن مسؤولين أميركيين, في مقدمهم الرئيس باراك أوباما نفسه, وتجاوبت دول مجلس التعاون الخليجي حينها مع هذه التصريحات بالقول أنها تنتظر معلومات وتفاصيل إضافية من الأميركيين. من جهته, قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات مدير وحدة الدراسات في “دار الخليج” عبد الخالق عبد الله, إن “داعش تنظيم خطير له أفكار توسعية, ويستحق هذا الاهتمام الدولي والإقليمي وأكثر من ذلك; لأنه يشكل خطرا حقيقيا على استقرار المنطقة”. وتوقع عبد الله أن يضم التحالف السعودية والأردن بحكم قربها من العراق, والإمارات بحكم علاقتها الوثيقة مع فرنسا ودول حلف “الأطلسي”. وأضاف “ستكون نواة التحالف إقليميا في الدول الثلاث (السعودية, الإمارات, الأردن), لكنه قد يتجه مستقبلا ليضم دول الخليج الأخرى ومصر, المشغولة الآن بوضعها الداخلي وما يحدث في ليبيا على مقربة من حدودها الغربية”. في سياق متصل, أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن خطة الرئيس الاميركي باراك اوباما لتشكيل الائتلاف الدولي توجه “رسالة دعم قوية” لبغداد في تصديها لمقاتلي التنظيم المتطرف. وقال زيباري في تصريح صحافي “اننا نرحب” بهذه الخطة, مضيفا ان بلاده “دعت مرارا شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها لأن هذا التهديد بالغ الخطورة … ليس لشعب العراق او المنطقة فحسب بل لأوروبا وأميركا والحلف الاطلسي”. واعتبر “أنها معركتنا في النهاية.. لكننا بحاجة الى دعم, فقدراتنا محدودة ونحن نحتاج الى المساعدة لتعزيز هذه القدرات”. وقال “لا أحد يتحدث عن إرسال قوات برية في هذه المرحلة, هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الاكراد (البشمركة) وقوات الامن العراقية وايضا لتامين معلومات استخباراتية واستطلاعية”.

 

التلاعب بالسلم الأهلي: عود على بدء

محمد مشموشي/المستقبل

يبدو أن عملية التلاعب بالسلم الأهلي اللبناني لم تنته بعد، لا من قبل النظام السوري ولا من قبل عملائه وأتباعه ومن يسمون أنفسهم حلفاءه في لبنان. وعملياً، لا حاجة الا الى متابعة مواقف هؤلاء وتصريحاتهم وبياناتهم وتسريباتهم الاعلامية لاكتشاف هذا الواقع على حقيقته.

كان الهدف منذ أحداث عكار والشمال المتنقلة، وصولاً الى تفجير مسجدَي «التقوى» و«السلام» في طرابلس، ومروراً بمؤامرة علي المملوك - ميشال سماحة، اعادة اشعال الحرب الأهلية (وهذه المرة، المذهبية تحديداً) بين الفئات والطوائف اللبنانية المختلفة، بداية لإبقاء كل ما كان في زمن الوصاية على لبنان على حاله، ولاحقاً في العام 2011، بعد تصاعد الثورة السورية على نظام بشار الأسد، لتصدير موبقات القمع غير المسبوق الذي مارسه النظام لهذه الثورة وللشعب السوري الى لبنان. هل من معنى لأحداث عكار المشبوهة بين فترة وأخرى، ولمحاولات توريط الجيش وقوى الأمن في عدد منها، ولجولات القتال المتعددة بين جبل محسن والتبانة في طرابلس، ولمؤامرة المملوك - سماحة التي استهدفت الايقاع بين المسلمين والمسيحيين في عكار، ولتفجير المسجدين مع المصلين فيهما في عاصمة الشمال، غير هذا المعنى؟.

الآن، وبعد حرب عرسال التي طالما وصفها هؤلاء بأنها «أصل البلاء» أو «دمل يجب استئصاله»، لم تختلف الممارسة على الأرض ولا الغاية المبيتة بأي شكل من الأشكال. واذا كانت الحملة على الجيش وقيادته، خصوصاً بعد وقف اطلاق النار وانسحاب المسلحين الغزاة منها، دليلاً واحداً على ما سبق، فما رافق ويرافق قضية تحرير العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» حتى الآن، والذي يهدد البعض بأنه سيتصاعد ويأخذ أبعاداً جديدة في المرحلة المقبلة، انما «يكشف البير وغطاها» كما يقال في الأمثال الشعبية.

على الصعيد الأمني، لا حاجة الى القول ان تسريبات وشائعات وأنباء كاذبة تنشر حالياً لا تستهدف الا صب الزيت على النار في أكثر من منطقة وعلى أكثر من مستوى كما يأتي على سبيل المثال لا الحصر:

- تهديدات ما سمي موقع «لواء أحرار السنة» في بعلبك (تبين أن وراءه عضواً في «حزب الله») للمسيحيين في المنطقة وكنائسهم وصلبانهم، وتعمّد جهات سورية وأخرى من قوى 8 آذار توزيع ما يبثه على نطاق واسع في البلدات والقرى المسيحية.

- اعادة تفعيل ماكينة الشائعات، خصوصاً بعد حرب عرسال، تارة حول وجود معسكرات لـ «داعش» في الضنية، وأخرى حول مواقع لتفخيخ السيارات في طرابلس، وثالثة حول تسليح الشبان وفرض منطقة «أمن ذاتي» في عين عطا براشيا، ودائماً في سياق حملة تحريض للوقوف في وجه الأخطار التي يشكلها كل من تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» على لبنان.

-تعمّد اظهار مجموعة من المسلحين المقنعين في تظاهرة على الطريق العام في البقاع، بذريعة التضامن مع تحركات أهالي العسكريين المختطفين لاطلاق سراحهم، ولكن هذه المرة للدعوة الى اصدار عفو عام عن كل السجناء والمعتقلين... تجسيداً، بالحرف، لما اقترحه أحد «أقطاب» الوصاية السورية (اللواء جميل السيد) رداً على مطالبة الخاطفين بالافراج عن بعض المعتقلين الاسلاميين في سجن رومية.

- نشر مجموعة من الأنباء التحريضية الكاذبة وتوزيعها، مرة عن انشقاق الرقيب الشهيد علي السيد من الجيش، وأخرى عن ذبحه بأيدي شخصين لبنانيين (ترك انتماؤهما المذهبي للتخمين؟!) يعملان ضمن تنظيم «داعش»، وثالثة عن صفقة «مقايضة» في السر تشمل اطلاق الجنود المخطوفين السنة والمسيحيين وتستثني الشيعة... لكن مع التحذير من رد فعل «لا يعرف أحد طبيعته ومداه»، كما جاء في احدى صحف الماكينة الاعلامية؟!.

- قيام أفراد معروفين بانتماءاتهم باحراق علم «داعش» في الاشرفية، والرد عليهم بعد ساعات فقط من آخرين معروفين أيضاً برسم صلبان مهشمة على جدران شوارع طرابلس... وليس ذلك وحده، انما بالتزامن مع حملة تحريض وشتائم ضد وزير العدل اللواء أشرف ريفي لمجرد أنه قرر احالة الفاعلين على النيابة العامة للتحقيق معهم وانزال العقاب بهم بدعوى الاساءة الى الوحدة الوطنية.

وعلى الصعيد السياسي، لم تكن الحال أقل سوءاً في ضوء عدد من الأفكار والشروحات التي تولى طرحها «التيار الوطني الحر» مؤيداً من حلفائه في 8 آذار: استرجاع حقوق المسيحيين السليبة عن طريق انتخاب رئيس الجمهورية على مرحلتين أولاهما مسيحية خالصة، نزع «الوصاية الاسلامية» على النواب المسيحيين باعتماد ما يسمى «القانون الأرثوذكسي» للانتخابات النيابية، وبعد ذلك كله تسلّح المسيحيين للدفاع عن وجودهم في مواجهة «الداعشيين» في لبنان.

ليس ذلك فقط، بل ان «التيار» وحلفاءه لم يجدوا ما يردون به على مبادرة قوى 14 آذار التي دعت الى ما يمكن وصفه بحل وسط للخروج من مأزق الشغور الرئاسي سوى أنها «قديمة» و«ممجوجة»، وأن لا تسوية في النهاية الا عبر ما ترتئيه 8 آذار وحلفاؤها في المنطقة.

ومن هنا السؤال: هل نحن أمام جولة عنف جديدة، في عرسال أو في غيرها، أو ربما في بيروت نفسها استمراراً للتلاعب الدائم بالسلم الأهلي اللبناني؟.

 

الإرهاب والملفّان السوري والفلسطيني يتصدّرون الدورة 142

ثريا شاهين/المستقبل

تنعقد الدورة 142 العادية لجامعة الدول العربية في القاهرة اليوم الأحد وغداً الاثنين، على مستوى وزراء الخارجية، وعلى جدول أعمالها 23 بنداً، في مقدّمها بند الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، والذي باتت له أهميته نظراً إلى ما تعانيه الدول في المنطقة من الإرهاب ورفض الدول العربية له. وأوضحت مصادر ديبلوماسية أنّ مشاورات عربية أُجريت في شأن تنسيق الموقف حيال المقرّرات التي ستصدر لا سيما حول سوريا والوضع في العراق، والإرهاب، والوضع الفلسطيني.

ويتمثّل لبنان بوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي يحمل معه مشروع القرار اللبناني، ويقع تحت فقرة «التضامن مع الجمهورية اللبنانية» في جدول الأعمال. ويطالب المشروع بتأكيد التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية وأمن لبنان واستقراره وسيادته على كامل أراضيه، وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية، والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة والمتاحة كافة، وذلك استناداً إلى القرارات الدولية ذات الصلة التي تلتزم بها حكومة لبنان، لا سيما القرار 1701، المبني على القرارَين 425 و426.. وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي التي هي حق أكّدته المواثيق الدولية ومبادئ القانون الدولي، وعدم اعتبار العمل المقاوِم عملاً إرهابياً. ثم نصّ المشروع على الإشادة بالدور الوطني الذي يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية في صون الاستقرار والسلم الأهلي، وتعزيز قدراتها لتمكينها من القيام بالمهام الملقاة على عاتقها، والتنويه بدور الجيش في مكافحة الإرهاب، لا سيما ما تقوم به تنظيمات أصولية وتكفيرية مثل تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» والاعتداءات النكراء التي تعرّضت لها بلدة عرسال وجوارها.. ثم إدانة الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية برّاً وبحراً وجوّاً، كونها تشكّل اعتداءً على سيادة لبنان، وانتهاكاً صارخاً لها وللقرار 1701، وتهديداً للأمن القومي اللبناني ولسلامة مواطنيه.

كما يؤكّد دعم الجامعة لعمل الحكومة لتعزيز دور لبنان العربي والدولي، ورفض التوطين والتمسّك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، ورفض توطينهم في الدول المضيفة، خصوصاً في لبنان، وفقاً للفقرة الرابعة من المبادرة العربية للسلام. ثم ترحيب مجلس الجامعة بحرص الحكومة على احترام قرارات الشرعية الدولية وجلاء الحقيقة وتبيانها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بعيداً عن أي تسييس أو انتقام ينعكس سلباً على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الأهلي. وترحيب المجلس بالجهود التي يبذلها لبنان حكومة وشعباً حيال موضوع السوريين، والفلسطينيين اللاجئين في سوريا الوافدين إلى لبنان لجهة استضافتهم وتوفير العناية والاحتياجات الطبية والحياتية اللازمة وتقديم المساعدات الضرورية الممكنة لهم على الرغم من الإمكانات المحدودة، والتشديد على ضرورة مؤازرة لبنان ودعمه وتقاسم الأعباء والأعداد معه أو وقف تزايد أعداد النازحين، على أن يكون وجودهم موقتاً، لما في الأمر من تهديد كياني ووجودي للبنان والسعي بكل ما أمكن إلى تأمين عودتهم إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن.

وكذلك الترحيب بالجهود التي يقوم بها الأمين العام والجامعة بالتشاور مع الدول العربية.. لتكريس الاستقرار والنمو الاقتصادي في لبنان حفاظاً على وحدته وأمنه واستقراره، والإشادة بكل مقرّرات الحوار الوطني التي صدرت في مجلس النوّاب عن هيئة الحوار الوطني التي انعقدت في القصر الجمهوري في بعبدا.

وفي البند المتّصل بالإرهاب، سيشدّد العرب على ضرورة مكافحته والتعاون مع الدول لهذه الغاية. مع الإشارة إلى أنّ العرب وحدهم لا يمكنهم مكافحته إلاّ بجهود مشتركة عربية دولية، وهذا ما يتم العمل لبلورته. أمّا في البند المتّصل بقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، فسيتم التشديد على أهمية الهدنة في غزّة، وعلى ضرورة إعطاء المجتمع الدولي الأهمية لإعادة دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والمتوقفة منذ سنوات، والضغط على إسرائيل للتوصّل إلى السلام. وفي إطار هذا البند، هناك فقرة متّصلة بالجولان السوري المحتل، بحيث سيدعو العرب إلى تحريره من الاحتلال الإسرائيلي.

كما سيناقش العرب تطوّرات الوضع في سوريا، وسيطالبون المجتمع الدولي بتفعيل وثيقة «جنيف1»، وسيدعمون أي تحرّك مرتقب يقوم به الموفد الدولي للحل في سوريا ستيفان دي ميستورا، لهذه الغاية.

وسيناقش العرب أيضاً تطوّرات الوضع في ليبيا وانتشار الإرهاب هناك، فضلاً عن الوضع العراقي من خارج جدول الأعمال وفي اللقاءات الجانبية التي يعقدها الوزراء، لا سيما وأنّ هناك استحقاق تشكيل الحكومة برئاسة حيدر العبادي هذا الأسبوع، وما يمكن أن يحمله هذا الاستحقاق من انعكاسات على الوضع الداخلي وعلى تطوّرات ملفات المنطقة.

ومن بين أبرز البنود المطروحة، احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ودعم السلام والتنمية في جمهورية السودان، ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي، والعلاقات العربية مع التجمّعات الدولية والإقليمية، وترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن، وعضوية هيئات ولجان أخرى في الأمم المتحدة.

 

إطلاق سراح الوزيرين هاشم وعزيز

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في عام 2007 روت مجلة «تايم» كيف أن سلطان هاشم، وزير الدفاع في عهد صدام حسين، نجا من حبل المشنقة بفارق 5 ساعات فقط، عندما رفض السجان الأميركي تسليمه لفريق الإعدام العراقي، بحجة أن الأوراق غير كاملة، هاشم، هذه الشخصية التي اختلف عليها كثيرون، ظلت تعبر عن حالة الاحتقان السياسي طائفيا وسياسيا. أخيرا، تردد خبر عن نية رئيس الوزراء المكلف، حيدر عبادي، إطلاق سراح كل من الجنرال السجين، ورفيقه نائب الرئيس ووزير الخارجية حينها، طارق عزيز، ضمن المصالحة السياسية الشاملة في العراق. وبهذا العفو ستنتهي حقبة حكم نوري المالكي رئيس الوزراء السابق، الملوم على الانهيار الذي كاد يطيح بالدولة، ويشعل الحرب بين مكوناتها الطائفية والعرقية.

«التايم» تقول إن «الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، ونائبه طارق الهاشمي، وقفا ضد تنفيذ أحكام الإعدام بحق قياديين وشخصيات عامة، وحذرا الجانب الأميركي من الانصياع لمطالب المالكي، وبكل أسف عندما غادر الأميركيون العراق سلموا البلاد للمالكي دون ضوابط، الذي أمعن في إساءة استخدام صلاحياته، ولا شك أن هذا جزء من الغضب المتنامي ضد مؤسسات الدولة، الرئاسية والأمنية والقضائية». وخلال أعوام المالكي الثمانية، استهدف خصومه طائفيا وعرقيا وحزبيا، بلا مراعاة لحساسيات البلاد، ودون احترام لقواعد العدالة.

وقال لي أحد معارفه، إن المالكي ظن من السهولة السير على منهج ثورة الخميني في إيران، الذي جاء بمشروع واحد؛ اجتثاث كل القوى في الساحة التي لا تتفق معه، ثوار طهران قتلوا أكثر من 40 ألف إنسان في محاكم صورية، ولم تقتصر التصفيات على أتباع الشاه، بل شملت حتى شركاء الثورة من يساريين ووطنيين.

لكن العراق دولة مركبة عرقيا وطائفيا منذ قرون، وحتى عندما استعمرها البريطانيون راعوا الاعتبارات العشائرية، والمذهبية، والإقليمية؛ مما مكنهم من السيطرة عليها بين الحربين العالميتين.

الوزير هاشم، عدا أنه كان عسكريا يتلقى الأوامر في عهد الديكتاتور صدام حسين، فقد شهد له كثيرون، بما فيهم أعداؤه، بأنه شخصية محترمة، وهذا ما كتبه عنه الجنرال الأميركي ديفيد بتريوس الذي اعتقله عام 2003، مطالبا في شفاعته له بعدم إعدامه، وأن هاشم هو من سلم نفسه طواعية. كما أن أكثر من مصدر يؤكد أن الوزير اختار عدم المواجهة في أول أيام الغزو عام 2003 مقتنعا أنها حرب خاسرة، وضد توجيهات صدام، ولهذا كانت خسائر الغزو على الجانبين أقل من تقديرات الخبراء الأولية.

أما السجين السياسي الثاني، طارق عزيز، فقد وصل للمالكي فيضان من رسائل الاستعطاف من أنحاء العالم يطلب الرحمة به وإطلاق سراحه، خصوصا أنه مريض، لكن المالكي أيضا اختار حبسه في زنزانته، مدركا أن إعدامه سيتسبب في احتجاجات عالمية مختلفة ضده.

وفي حال أطلق سراح هاشم السني، وعزيز المسيحي، تكون للمصالحة بداية حقيقية ترسل رسائل ذات معان مهمة؛ أن حكومة حيدر عبادي جادة في الانتقال إلى مرحلة جديدة، وأنها ستخرج من عباءة نظام المالكي، وهناك قائمة من المطالب، وإن كانت طويلة، إلا أنها معقولة وممكنة وعادلة تطلب إنهاء مرحلة الملاحقات والانتقام ونقل البلاد إلى مرحلة جديدة، تحافظ على وحدتها وقوتها

 

داعش» في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط

يظهر في سياق الحديث عن «داعش» تأكيد أن التنظيم إحدى الجماعات المسلحة السورية، وأنه الأهم بين تلك الجماعات، وهو الأكثر حضورا ونفوذا فيها، وأهمها تنظيما وتسليحا وتمويلا وخطرا، والأكثر انخراطا في ممارسة العنف والإرهاب، ليس على السوريين فقط، وإنما على المحيط الإقليمي والأبعد منه، بحيث أصبح يشكل أهم عناصر ظاهرة الجماعات الإرهابية في العالم. وإذا كانت معظم الملامح السابقة، تقع في جملة الحقائق المحيطة بـ«داعش»، فإن واحدة منها تستحق الوقوف عندها ومناقشتها، ليس فقط لأهميتها، بل أيضا لخطورتها، تتعلق باعتبار «داعش» جماعة سورية مسلحة، وهو توصيف فيه كثير من الالتباس، ويمكن أن يترتب على التسليم به خلل سياسي، وكثير من الأخطاء في سياق معالجة موضوع «داعش» والقضية السورية.

إن الأبرز في المعطيات المحيطة بتنظيم «داعش» تشير إلى حقائق، أولها أن تنظيم «داعش» نشأ وطوّر وجوده في العراق، ونشط وتوسع هناك وسط بيئة سياسية وأمنية واجتماعية لم تكن متوفرة في سوريا، ولم يكن له وجود في الأخيرة على مدى سنوات طويلة، لكنه استطاع التسلل إليها منذ عام تقريبا، أي بعد مرور أكثر من عامين ونصف العام على إطلاق النظام للعنف الدموي في البلاد. والحقيقة الثانية، يمثلها الدور الذي لعبه نظام نوري المالكي في العراق، في وجود وبناء التنظيم في سوريا بعد أن «نظم» و«نفذ» عمليات هروب مئات من قادة وكوادر «القاعدة» من سجون العراق، وسهل مرورهم باتجاه سوريا في صيف عام 2013. وقد أتاح لهم لاحقا عملية تمرير أسلحة وذخائر وأموال في الاتجاه ذاته، ساهمت كلها في وجود «داعش» وانتشاره، وقد تعزز دور نظام المالكي بنشاط استخباري مكثف، شاركت فيه دول وجماعات كثيرة، كانت بينها روسيا وإيران و«القاعدة»، جرى من خلاله دفع آلاف من المتطرفين والإرهابيين باتجاه الأراضي السورية، وقد شكّل هؤلاء إلى جانب أقرانهم القادمين من العراق النواة الصلبة لـ«داعش» وقياداته.

وقد لاحظت دراسة أميركية، صدرت في يونيو (حزيران) الماضي، أن ما لا يقل عن 12 ألف مقاتل أجنبي، قدموا من 81 دولة، ليشتركوا في الصراع القائم في سوريا، أغلبهم في «داعش»، وأكثريتهم من البلدان العربية والإسلامية، وبينهم نحو ثلاثة آلاف أوروبي ومائة أميركي.

ويفند ما سبق فكرة سورية التنظيم، وأن العنف لم يكن المولد الرئيس لوجوده وانتشاره، وأن العامل الأساسي لوجوده خارجي، يتصل بأهداف القوى التي دفعت بعناصره وقياداته للقيام بدور في تصفية حسابات وتحقيق مكاسب سياسية، وتعزيز العنف الذي يعتقد بعضهم أنه طريق للتخلص من المتطرفين، وكلها تقاطعت مع سياسة نظام الأسد في مواجهة الشعب السوري وثورته في إطار دور وظيفي مزدوج، يقوم به «داعش» في سوريا، ولعل هذا ما يفسر سهولة مرور قيادات وعناصر التطرف إلى سوريا، وقدرتهم السريعة على بناء تنظيم قوي وله إمكانيات من جهة، وعدم محاربته من جانب نظام الأسد، و«التساهل» مع تمدده، وكلاهما يعكس «تفاهما» أو «اتفاقا» في الظاهر والباطن مع «داعش» من جهة أخرى، مما منع شن هجمات النظام الجوية أو الصاروخية على مقرات التنظيم وقواته، والمثال الأوضح قيادة «داعش» ومقراتها الرئيسة في مدينة الرقة. غير أن خارجية «داعش» ودوره الوظيفي المزدوج، لا يمنعان من قول إنه سعى إلى سورنة نفسه، والتمدد داخل أوساط التشكيلات المسلحة المعارضة ذات التوجهات الإسلامية، مثل حركة أحرار الشام، قبل أن تخرج منها نواته الأساسية، كما سعى إلى الانتشار في البيئات الشعبية الفقيرة والمعدمة في الخط الواصل ما بين أرياف دير الزور وريف حلب مرورا بالرقة، واستغل نقص التمويل والتسليح والتذخير الذي أصاب بعض تشكيلات الجيش الحر، فجرى تفكيك بعضها ومحاربة البعض، قبل القيام بشراء مبايعة من تبقى منها، وفي كل الأحوال، جرى فرض جو من القمع والإرهاب والقتل لإسكات سكان المناطق المسيطر عليها، وبهذا خلق التنظيم «قاعدة سورية» له، عززت وجوده ونفوذه الذي لا شك أنه في مواجهة ثورة السوريين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.

خلاصة القول، في موضوع «داعش» في سوريا، أنه تنظيم وظيفي مرتبط ببنية وأهداف خارجية، تقاطعت مع أهداف النظام، وهو في وجهه الأساسي يماثل «حزب الله» اللبناني والميليشيات العراقية وجودا ودورا في الداخل السوري، مع فارق الانتماء والشعارات الطائفية، وما يليها من ممارسات، وهذا يعني أن الحرب على «داعش» تقترن بالحرب ضد نظام الأسد وحلفائه من «حزب الله» والميليشيات العراقية. إنها حرب واحدة لا يمكن تجزئتها؛ حرب ضد الإرهاب وضد التطرف في آن معا..