المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 أيلول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 07 و08 ايلول/14

عائلة مدلج تُواجه الإرهابيّين بإرادة العيش المشترك/عيسى يحيى/08 أيلول/14

لبنان ... ما بعد توازن الرعب/محمد سلام/08 أيلول/14

هل مسموح للبنان دولياً إطلاق إرهابيّين/طوني عيسى/08 أيلول/14

6 رسائل تطمينيَّة لجعجع بالنبرة العالية/شارل جبور/08 أيلول/14

حلو للجمهورية: أؤيِّد دعوة الراعي الى التسوية/باسكال بطرس/08 أيلول/14

الدكتور جعجع يتعهّد للشهداء إذا دعا داعٍ أو داعش فنحن المقاومة/مرلين وهبه/08 أيلول/14

العلاقة الستراتيجية بين الولايات المتحدة وإيران صفقة سيئة حقاً/د.كيم هولمز/08 أيلول/14

بناء استراتيجية مع توخي الحذر/ديفيد اغناتيوس/08 أيلول/14

دور للفاتيكان يُنقذ الرئاسة من الاستقطاب؟ استعجال ملء الفراغ مواكبة لاحتواء الفتنة/روزانا بومنصف/8 أيلول/14

الجرأة على الجرأة في مواجهة الخاطفين/وسام سعادة/08 أيلول/14

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 10حتى19/خلاف بين المؤمنين

*بالصوت والنص/تعليق الياس بجاني عنوانه يوم الشهيد: فداء وإيمان ورجاء

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: يوم الشهيد هو عنوان للفداء والإيمان والرجاء/07 أيلول/13

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: يوم الشهيد هو عنوان للفداء والإيمان والرجاء/07 أيلول/13

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*يوم الشهيد: فداء وإيمان ورجاء/الياس بجاني

*مؤتمر واشنطن ذمّي –ايراني/ جون حجار

*سلام: خاطفو العسكريين يفاوضوننا بالدم والمعركة طويلة ولكن الجيش لن يدخر أي جهد لإعادة عناصره

*المشنوق ألغى زيارته إلى الدوحة بعد رفض حزب الله المقايضة في ملف المخطوفين تحت طائلة “هز الحكومة”

*الجديد تكشف هوية ذابح الجنود اللبنانيين !! 

*هل مسموح للبنان دولياً إطلاق إرهابيّين؟/طوني عيسى/الجمهورية

*6 رسائل تطمينيَّة لجعجع بالنبرة العالية/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*حزب الله" يخسر أهم نقاطه "الزيتونة" في جرد نحلة...

*مانشيت جريدة الجمهورية: أوباما يُعلن الأربعاء خطّته لمحاربة «داعش» وسلام: لن نترك جنودنا

*'التايمز” الاسرائيلية: اسرائيل تتحضر لشن حرب عنيفة جداً ضد حزب الله

*حزب الله يفاوض الجيش الحرّ لخلق "حزام آمن" حدودي...وتخوّف من قدوم داعش الى البقاع/سلام حرب

*النصرة" أعدمت كايد غدادة... كان يناديه "حزب الله" بـ"شادي"!

*الراعي: ننتظر من المسيحيين صوتا نبويا يخرجنا من الفراغ واليوم اكثر من أي يوم عالمنا العربي بحاجة إلى الوجود المسيحي فيه

*المطران مطر بحث مع سفير اميركا انعكاسات الاوضاع الامنية في المنطقة على لبنان

*نضال طعمة حذر من مهاوي التفرقة: رهاننا دوما الدولة ومؤسساتها الشرعية

*طلال المرعبي حذر من البطء في معالجة قضية العسكريين المخطوفين

*اوغاسبيان: ملف العسكريين مأساة انسانية ولا يمكن اتهام الحكومة بالتخاذل والمسألة ابعد واكبر واسوأ مما نراها

*ريفي زار متضامنا كنيسة مار الياس في الميناء: العيش المشترك تاريخ المدينة ولن نسمح بمسه

*قاووق: التردد في المواجهة يقرب التكفيريين من إشعال لبنان أكثر فأكثر

*رعد حذر من خطورة أي تصرف إنفعالي وغير مسؤول: غياب الإجماع على وجوب التصدي للتكفيريين يمنع الجيش من القيام بدوره

*قاسم هاشم: للتعاطي مع ملف الاسرى بمسؤولية وطنية يسهم بإعادتهم أحياء ويحفظ هيبة الوطن وكرامته

*ابو قتادة ينتقد اعدام الصحافيين الاميركيين ويعتبر داعش آلة قتل وهدم

*صفي الدين: ليس في اهداف الأميركي والغربي القضاء على داعش بل هم يريدون إعادته إلى حظيرة مصالحهم ومشروعهم المرسوم في الحروب المذهبية والداخلية

*روحانا في عيد مار جرجس فيطرون: لا تخافوا بل عززوا ايمانكم بالمسيح

*باسيل زار شيخ الأزهر: العالم العربي مهدد بالزوال أمام الحرب التي تشنها داعش والرد يكون بحرب عربية جامعة على هذا التنظيم

*سلاح وجعب وبزات عسكرية... ماذا يجري في المناطق المسيحية الحدودية؟/خالد موسى

*«الجرأة على الجرأة» في مواجهة الخاطفين/وسام سعادة/المستقبل

*العلاقة الستراتيجية” بين الولايات المتحدة وإيران صفقة سيئة حقاً/د.كيم هولمز/السياسة

*جنبلاط مع التفاوض عبر الدول وليس المقايضة: نحن ملح لبنان مع المسيحيين منذ مئات السنين/رمزي مشرفيّة /النهار

*بناء استراتيجية مع توخي الحذر/ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

*تحالف دولي ضد «داعش» :هذه هي العقبات/سام منسى/الحياة

*لبنان ... ما بعد توازن الرعب/محمد سلام

*عائلة مدلج تُواجه الإرهابيّين بإرادة العيش المشترك/عيسى يحيى/جريدة الجمهورية

*دور للفاتيكان يُنقذ الرئاسة من الاستقطاب؟ استعجال ملء الفراغ مواكبة لاحتواء الفتنة/روزانا بومنصف/النهار

*حلو لـ«الجمهورية»: أؤيِّد دعوة الراعي الى التسوية/باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

*الحكيم» يتعهّد للشهداء «إذا دعا داعٍ أو «داعش»... فنحن المقاومة»/مرلين وهبه/جريدة الجمهورية

*اتفاق عربي على اتخاذ "اللازم" لمحاربة داعش  

*ما لا تعرفه عن "خليفة داعش" أبو بكر البغدادي

*أوباما يعلن خطة تحركه ضد "داعش" في ذكرى 11 سبتمبر

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس/الفصل الأول/من 10حتى19/خلاف بين المؤمنين

ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولا واحدا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد لأني أخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أن بينكم خصومات فأنا أعني هذا: أن كل واحد منكم يقول: أنا لبولس، وأنا لأبلوس، وأنا لصفا، وأنا للمسيح هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صلب لأجلكم، أم باسم بولس اعتمدتم أشكر الله أني لم أعمد أحدا منكم إلا كريسبس وغايس حتى لا يقول أحد إني عمدت باسمي وعمدت أيضا بيت استفانوس. عدا ذلك لست أعلم هل عمدت أحدا آخر  لأن المسيح لم يرسلني لأعمد بل لأبشر، لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح  فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لأنه مكتوب: سأبيد حكمة الحكماء، وأرفض فهم الفهماء".

 

بالصوت والنص/تعليق الياس بجاني عنوانه يوم الشهيد: فداء وإيمان ورجاء

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: يوم الشهيد هو عنوان للفداء والإيمان والرجاء/07 أيلول/13

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: يوم الشهيد هو عنوان للفداء والإيمان والرجاء/07 أيلول/13
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

يوم الشهيد: فداء وإيمان ورجاء

الياس بجاني

07 أيلول/14

نحتفل اليوم بذكرى الشهداء الأبرار الذين بفضل تضحياتهم وشهادتهم ما زلنا ورغم كل الصعاب والمشقات نتمتع بحريتنا كاملة، وكراماتنا مصانة، وجباهنا شامخة. هم حبة الحنطة التي ماتت من أجل أن تأتي بثمر كثير. هم الخميرة التي تُخمر باستمرار همة وعنفوان وضمائر ووجدان وعزائم أهلنا ليُكملوا بإيمان وشجاعة وتقوى وتفانٍ مسيرة الشهادة والجلجلة والصلب والقيامة. لبنان، وطن الأرز، هو أرض القداسة والفداء والرسالة، وهو عرين الشهداء والأحرار وملاذ لكل مُتعب ومضطهد. هكذا كان، وهكذا سوف يبقى حتى اليوم الأخير، وواجب اللبناني الإيماني والوطني والإنساني أن يشهد للحق والحقيقة دون خوف أو رهبة، وأن يرفع عالياً رايات الأخوة والحرية والمحبة والإيمان والعطاء والتسامح. يقول القديس بولس الرسول في رسالته لأهل رومية (08/31 و32): "وبعد هذا كله، فماذا نقول؟ إذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟ الله الذي ما بخل بابنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعا، كيف لا يهب لنا معه كل شيء؟" نعم إن الله معنا ومع لبنان، ولذلك لن يتمكن الأشرار وجماعات الأبالسة والإرهاب والأصولية والتقوقع بكل تلاوينهم وأسلحتهم من أن يكسروا عنفواننا أو يفرضوا علينا إرادتهم الشيطانية وكفرهم أو نمط حياتهم المتعصب والمتحجر. شكراً لكل شهيد تسلح بالمحبة ومن أجلها قدم حياته قرباناً على مذبح وطن الأرز ليبق لبنان حراً، وسيداً ومستقلاً، وليبق اللبناني محتفظاً بكرامته وعنفوانه وحريته. شكراً لأهالي الشهداء العظماء في إيمانهم ووطنيتهم لأنهم أنجبوا أبطالاً وبررة.  شكراً لتراب لبنان المقدس الذي انبت شهداء واحتضن رفاتهم. شكراً للرب القدير الذي انعم على لبنان بالشهداء الأبطال. وحتى لا تضيع تضحياتهم واجبنا المقدس هو احترام القضية التي من أجلها استشهدوا، وهي قضية لبنان وإنسانه والحريات والإيمان.

أما المخطوف والمغيب والمبعد قسراً فهو شهيد حي ومصيره أمانة بأعناقنا. أعطونا دون حساب، وأعطوا لبنان بسخاء وكرّم. أعطونا كل ما يملكون دون أن نطلب منهم ذلك. أعطونا حياتهم فرحين لأنهم أمنوا بقول السيد المسيح: (يوحنا 15/13): "ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه من أجل أحبائه"قبلوا طوعاً وبفرح عظيم أن يُقدموا أنفسهم قرابين على مذبح وطننا، فصانوه وافتدوه وحافظوا على كيانه وإنسانه والحريات. فلنعطيهم حقهم كما أعطونا، ولنكن مؤتمنين بصدق وشجاعة على قدسية شهادتهم بالحفاظ على قضيتنا ووطننا وكرامتنا والإيمان.

من يتنكر لعطاءات الشهداء ويخون القضية التي استشهدوا من أجلها هو ناكر للجميل وزنديق وطروادي لا يستحق لا هوية لبنان ولا بركة قديسيه ولا نعمة الحرية.

كل رجل دين وسياسي ومسؤول ومواطن يخون لبنان وقضيته وإنسانه والحريات، إنما يخون دماء وتضحيات الشهداء، ويستحق نار جهنم التي لا تنطفئ، ودودها الذي لا يهدأ، وعذابها الأبدي. كل مارق وطروادي وملجمي واسخريوتي قبِّل الذل والحبل على رقبته، والنوم في الزرائب، وأكل التبن من على المعالف، وارتضى العبودية، هو ليس منا، "لأنه لو كان منا لما خرج عنا". إنه شريك في قتل الشهداء مرتين، وفي خيانة الوطن وترابه وقداسته. اليوم ونحن نصلي من أجل راحة أنفس شهداء لبنان الأبرار يتوجب علينا أن لا ننسى الشهداء الأحياء من أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام قتلة الأطفال البعثي في سوريا. اليوم ونحن نبتهل لله ليريح أنفس الشهداء الأبرار ويسكنهم فسيح جناته. لا يجب أن يغيب عن بالنا ولو للحظة واحدة مصير أهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000 والممنوع عليهم من قوى الإرهاب والقهر وتجار المقاومة وزنادقة الممانعة العودة إلى وطنهم لبنان.
الوطن الذي افتدوه بالغالي والنفيس، ورفضوا إلا أن يدافعوا عنه في وجه المارقين والمرتزقة وجماعات العهر والمؤامرات المذهبية والتوسعية. إن الأوطان التي لا يفتديها شبابها بحياتهم هي أوطان إلى زوال، ولبنان المتجذر في التاريخ ما كان بقي واستمر لولا تضحيات شبابه وتفاني الوطنيين والأشراف من أهله. بارك الله لبنان وحماه وصانه ورد عن أهله كل سوء. يا شهيد لبنان نام قرير العين لأنه بفضل أمثالك من الأبطال لبنان لن يركع ولن يقبل الذل وهو باق باق وباق. فلنصلي خاشعين من أجل راحة أنفس شهداء وطن الأرز ومن أجل أن يسكنهم الله فسيح جنات الخلد إلى جانب القديسين والبررة.

 

مؤتمر واشنطن ذمّي –ايراني؟

كيف تستخدم ايران والاسد وحزب الله اضطهاد المسيحيين من قبل داعش لاختطاف الاقليات

4 أيلول 2014

بقلم جون حجار

سينظم في التاسع من ايلول 2014 ، مؤتمراً باشراف المجموعة المشكلة حديثاً "من أجل حماية المسيحيين" الذي سيتطرق لمسألة "اضطهاد داعش للمسيحيين في الشرق الاوسط." هذا الاجتماع ممول بشكل جيد، حيث تحشد مجموعة متطورة من الكنائس المشرقية في الولايات المتحدة الامريكية من أجل المشاركة بأكبر عدد ممكن. يضم مجلس إدارة  (IDC)  مواطنين بارزين ومسؤولين حكوميين سابقين، وخبراء دوليين في مجال الحريات الدينية. ولزيادة الجذب للجمهور سوف تضم فعاليات المؤتمر يوما في الكونغرس ويوما في أحد فنادق العاصمة واشنطن.

لقد تم تهجير عرقي للمسيحيين من الموصل خلال شهر حزيران الماضي ، ثم من سهل نينوى، آخر موقع جغرافي يسكنه المسيحيون الآشوريون والسريان والكلدان، في شهر تموز. حيث لجأ أكثر من 400 ألف مسيحي الى أقليم كردستان دون أي أمل بعودتهم الى الامكان التي هجروا منها. لقد قتل واغتصب وأختطف العديد من المسيحيين من قبل الجهاديين الداعشيين، وكذلك من الاقلية اليزدية ومجموعات عراقية أخرى. المسيحيون في العراق وسورية وقبلهم في مصر، كانوا عرضة للاضطهاد والعنف في السنوات الماضية. بالمختصر فأن القضية عادلة وأغلب العاملين على انجاح المؤتمر لهم نوايا حسنة، ولكن يجب ان يعرف الشعب الامريكي بأن تركيز IDC على عنف داعش، أدى بقصد أو بدون قصد، الى استغلال كلا النظامين الايراني والسوري وكذلك حزب الله (حالش) لاهداف هذا المؤتمر. 

قد يستغرب القارئ هذه الاتهامات ولكن اليكم الوقائع وبعض الأدلة التي تشير الى ذلك:

غياب المسيحيين الايرانيين

مما لا شك فيه أن المؤتمر سوف يدين جهاديي داعش، ولكنه سيغفل اضطهاد  النظام الايراني للمسيحيين الايرانيين، وخاصة الايرانيين المسيحيين الفرس. العديد من الامريكيين مطلعين على قضية القس سعيد العبادي (العبيديني) المعتقل في السجون الايرانية وكل جريمته هو تحوله الى المسيحية. هناك ايضاً العديد من القسس والناشطين وقد اغتيلوا وعذبوا وسجنوا لسنوات عديدة، كان على مؤتمر واشنطن  "من أجل حماية المسيحيين" ان يدعي بعض الايرانيين المسيحيين وضحايا آخرين ليشهدوا على عنف نظام آيات الله ضد مجتمعهم. ومن المؤكد أن هناك العديد من المسيحيين المتعاونين مع النظام الخميني، مثلما كان هناك تعاون من قبل العديد من الفرنسيين مع النازيين في الحرب العالمية الثانية أو "الكنائس الرسمية" اثناء حكم الكتلة السوفياتية. والمسيحيون الايرانيون الاحرار غير متواجدين في اجتماعات IDC .

إغفال حرب الأسد على المسيحيين

أغفل المؤتمر الوحشية الواسعة النطاق التي مارسها النظام الاسدي ضد المسيحيين اللبنانيين  خلال حرب 1975- 1990، ولم يأت على ذكر تعذيب وسجن واغتيال المئات من المواطنين اللبنانيين المسيحيين، والسياسيين والصحفيين خلال فترة الاحتلال السوري الممتدة من 1990 وحتى 2005. لقد تم اغتيال رئيسي جمهورية مسيحيين كما العديد من الوزراء والنواب والطلاب المسيحيين على يد النظام الاسدي لكن المؤتمر تناسى هذه المأساة ولا يعتقد بان أحدا من الخطباء سوف يطرحها. إضافة الى ذلك لم يدعى المسيحيين المناهضين لبشار الاسد، ولكن من يدّعون بأنه ساهم في حمايتهم موجودون بكثرة.

حزف إرهاب حزب الله

لن يدان حزب الله، المنظمة العنفية الموالية لايران والموضوعة على قائمة الارهاب في الولايات المتحدة الامريكية، وهو الذي خطف واغتال وهدد ولا يزال وجود المسيحيين اللبنانيين (كما ابناء مذاهب الاخرى)، ولم يلحظ وجود ضحايا عنفه وارهابه ضمن قائمة المتكلمين في المؤتمر.

وضع المسيحيين العراقيين تحت الإشراف الإيراني

تقدم المسيحيون العراقيون، بالتعاون مع منظمات مسيحية شرق أوسطية غير حكومية، بطلب من الامم المتحدة لتحويل منطقتهم في الشمال إلى منطقة حماية دولية وتشكيل قوتهم الدفاعية الذاتية تحت إشراف الامم المتحدة. لكن القوى التي تدعم مؤتمر  IDC تريد ان يشكل هؤلاء المسيحيون وحدة ضمن الجيش العراقي المسيطر عليه من قبل النظام الايراني ما سيؤدي إلى كارثة عليهم.   

مسائل أخرى

بالاضافة الى هذه الخطايا الاربعة المميتة، فأن مؤتمر IDC يعاني من مشاكل كبيرة، أولها المجموعات الغير المشاركة أو التي لم تدع.

من أهم هذه الفئات غير المدعوة أقباط مصر. هذه  المجموعة المسيحية، والتي تشكل اربعة أضعاف حجم باقي مسيحيي الشرق الاوسط مجتمعين، كانت ايضا عرضة للاضطهاد المتصاعد عبر السنوات القليلة الماضية من قبل الجهاديين وجماعة الاخوان المسلمين. ان منظمة "التضامن القبطي"، وهي أوسع المنظمات للمسيحيين المصريين لن تعطى الفرصة للتحدث امام المؤتمر. وعوضاً عن دعوة  اهم القوى الدولية للاقباط، فأن  IDC قد دعـت سيدة تهتم بقضايا المياتم للتحدث امام المؤتمر. ان منظمي المؤتمر ارادوا تأمين ذكر اسم الاقباط ولكن ليس الشعب  القبطي.

اغفل إداريو IDC نضال ثلاثة عقود للجنة مسيحيي الشرق الاوسط  MECHRIC وهي تحالف ماروني، أشوري، سرياني، كلداني، قبطي، جنوب سوداني، وغيرهم من المنظمات المسيحية الغير حكومية وهم شكلوا العمود الفقري لقوة الضغط على المستوى الدولي في البرلمان الاوروبي والكونغرس الامريكي وحديثاً الامم المتحدة. لماذا؟ لأن  لجنة مسيحيي الشرق الاوسط  MECHRIC تدين أضافة للسلفية الجهادية، النظامين الايراني والاسدي وحزب الله (حالش).

لقد تأسس  الاتحاد الماروني العالمي عام 1979 في بلاد الاغتراب ولم يزل يمارس نشاطه في كل انحاء العالم لتحرير لبنان من نير الاحتلال السوري وتجريد سلاح حزب الله، وهو أيضا ليس على قائمة المدعوين. الخلاصة هي أنه لن يسمح لاي قوى مسيحيية معادية لايران والاسد وحزب الله بالتحدث في المؤتمر.

يرتدي حضور خمسة بطاركة مشرقيين أهمية مؤثرة، وهذا الحضور العاطفي لهؤلاء القادة الروحيين سيدفع دون شك العديد من أعضاء الجالية للحضور. ولكن الحقائق الجيوبوليتيكية لا يجب ان تغيب عن بالنا.  فمقرات هؤلاء البطاركة في بغداد ودمشق وبيروت وهي عواصم واقعة تحت الاحتلال الايراني. بالطبع سيدين القادة الروحيون هؤلاء، وعن حق، ممارسات داعش البربرية، ولكن هل سينتقدوا نظامي طهران   ودمشق ؟

وبالرغم من ان بعض المتحدثين مثل نينا شيا Nina Shea  وتوماس فار Thomas Farr، قد تكلموا عن اضطهاد المسيحيين، فان المتحدث الرئيسي جيمس زغبي، رئيس "المؤسسة العربية الامريكية" والمعتبر من قبل العديد من الاقليات الشرق اوسيطية العدو اللدود لها في واشنطن منذ سنوات.  وهو ينتقد الموارنة والمسيحيين اللبنانيين، ومنذ عقود رفض حق تمييز الاقليات المسيحية عن محيطهم القومي العربي. وهو حتى في هذا المؤتمر يرفض الهوية العرقية للآراميين والاقباط، ويصر على تسمية كل الاقليات "بالمسيحيين العرب"، ونحن نقر بأن بعضهم بالحقيقة من أصول عربية. لقد تحالف الزعبي دوما مع المجلس الاسلامي للعلاقات الامريكية الاسلامية ( كير) كلوبي عربي مناهض لاسرائيل، وهو يستمر بالدافع عن نظام الاسد التوتاليتاري. فكيف يضع  مؤتمر للمسيحين المشرقيين ثقته والقيادة الايديولوجية للمؤتمر في يد زعيم اللوبي المعادي للاقليات في الولايات المتحدة الامريكية؟

استنادا للمؤتمر الذي عقد في بيروت السنة الماضية تحت مسمى مشابه يخشى بأن تدعو IDC لعقد مؤتمراً مشابهاً في القدس في العام القادم وذلك من أجل إعادة جر المسيحيين إلى الحلقة المفرغة في مسرحية الصراع مع إسرائيل وتقوية حماس ومعسكر الارهاب الإيراني- السوري.

لكن ما هي الدوافع وراء حدث كهذا؟  يبدو ان نوايا إدارة هذه المجموعة حسنة ولكنها ربما لا تدرك المشاكل بشكل شمولي. وبموجب التحاليل والوقائع المذكورة آنفاً، فأن النظامين الايراني والسوري سيستغلون انشغال العالم بفظائع داعش، للتسلل إلى المجتمعات المسيحية، والسيطرة السياسية عليها ، ومن ثم استعمالها في خدمة قادة بغداد الموالين لايران، ونظام الاسد في دمشق، وحزب الله المسيطر على لبنان.

تريد ايران وسورية ان تكتسب شرعية الشريك في الحرب ضد داعش بأدعائها حماية المسيحيين، أول ضحايا الجهادين. ان مؤتمر IDC وعن دون قصد سيلعب دور حصان طروادة أو جسراً لطهران ودمشق يسمح لهما الدخول إلى المجتمع المسيحي الامريكي من أجل الحصول على دعمه لشراكة مع الاسد وتطبيع العلاقات مع نظام الملالي.

مع كل هذه المشاكل العميقة، لا يمكن تسمية هذا الحدث مؤتمراً للمسيحيين المشرقيين. إنما هو بالحقيقة مؤتمر  "ذمي" في خدمة ايران والاسد وحزب الله. 

**جون حجار عضو اللجنة التنفيذية لرابطة المسيحين المشرقيين MECHRIC تحالف ماروني، أشوري، سرياني، كلداني، قبطي، جنوب سوداني وغيرهم من منظمات مسيحية غير حكومية

John Hajjar is a member of the Executive Committee of the Middle East Christian Committee MECHRIC a coalition of Assyrian, Syriac, Chaldean, Maronite, Coptic, Melkite and other Middle East Christian NGOs www.Mechric.org    

 

سلام: خاطفو العسكريين يفاوضوننا بالدم والمعركة طويلة ولكن الجيش لن يدخر أي جهد لإعادة عناصره

٧ ايلول ٢٠١٤ /  وصف رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، خاطفي العسكريين بأنهم "همجيون، لا دين لهم، ولا يفهمون الا لغة الذبح لاعتقادهم أنها ستوصلهم الى تحقيق مآربهم"، وقال "إنهم يفاوضوننا بالدم". وإذ نبه إلى ان "المعركة طويلة، ويجب أن لا تكون لدينا أية أوهام في أنها ستنتهي سريعا"، دعا إلى "الثقة بالحكومة وبإدارتها لهذا الملف، بعيدا عن المزايدات"، وإلى "الالتفاف الكامل حول الجيش والقوى الأمنية التي تحظى بتغطية سياسية كاملة في عملها الرامي الى التصدي للإرهاب وحفظ أمن لبنان واستقراره". وتوجه إلى أهالي العسكريين المخطوفين، مؤكدا "أن الجيش لن يتخلى عن جنوده، ولن يدخر أي جهد لإعادتهم الى الصفوف، صفوف الشرف والتضحية والوفاء"، كما أكد "ان لبنان لن ينكسر، وهؤلاء الارهابيون سيهزمون بالتأكيد".

نص الكلمة

 جاء ذلك في كلمة وجهها سلام مساء اليوم، إلى اللبنانيين، مباشرة على الهواء، واستهلها بالقول: "أيها اللبنانيون، بالأمس فقدنا بطلا. فقدنا الجندي عباس مدلج، وقبله رفيقه الجندي علي السيد والمقدم نور الدين الجمل والمقدم داني حرب، وغيرهم الكثير ممن انضموا الى قافلة شهدائنا العسكريين والمدنيين، الذين سقطوا ضحايا موجة الإرهاب الظلامي التي تتعرض لها بلادنا. إنني، إذ أنحني أمام ذكرى هؤلاء الشهداء الابطال، أتقدم بخالص العزاء الى عائلة الشهيد عباس مدلج، التي تعالت على جراحها مثلما فعلت عائلة الشهيد علي السيد قبلها، وكانت أمثولة في العزة والكبر والوطنية". أضاف: "ما جرى بالأمس ليس حادثة يتيمة، لها ما قبلها، وربما يكون لها ما بعدها لا قدر الله. إنها فصل من صراع طويل مع الارهاب، لم يبدأ في أحداث عرسال الأخيرة. فقد سبقتها سيارات مفخخة زرعت في أكثر من منطقة لبنانية، ومواجهات عديدة مع الجيش والقوى الأمنية، التي سجلت نجاحات جنبت اللبنانيين الكثير من المخاطر. ومنذ اللحظة الأولى لبدء هذه الحملة على لبنان، تمكن اللبنانيون، على رغم انقساماتهم السياسية الحادة، من كبح تداعيات هذه الأعمال الارهابية، وحالوا دون تحقيق هدفها الأبرز وهو إيقاع الفتنة في البلاد.

إن اللبنانيين مدعوون اليوم، الى التمسك بهذا النهج، كسبيل وحيد لاجتياز الامتحان الصعب الذي نواجهه جميعا. نعرف أن النفوس مشحونة والغضب كبير، لكننا يجب أن نعرف أن الفتنة، التي يسعى إليها الإرهابيون، وقد يستسهلها الجهلة وأصحاب النفوس الضعيفة، هي المدخل الى خراب السلم الوطني". وتابع: "إن مشاعر الحزن والأسى لدى أهالي العسكريين المخطوفين وجميع اللبنانيين، هي مشاعر طبيعية تحظى بكل احترام وتفهم. لكن ما جرى في الشارع في الأيام الماضية أساء للشهداء، وأساء لقضية ابنائنا الأسرى، وكاد يودي بالبلاد إلى منزلقات خطيرة. إن اللجوء الى إقفال الطرقات وتعطيل الحركة في البلاد لن يعيد الينا عسكريينا. فالمواجهة في مكان آخر، هي مع العدو الارهابي، وليس في الداخل مع بعضنا البعض. هي في رص الصفوف، وليس في بعثرتها وتشتيتها".

وشدد على "ان اللبنانيين مدعوون اليوم الى التمسك بهذا النهج، كسبيل وحيد لاجتياز الامتحان الصعب الذي نواجهه جميعا. وعلى القيادات السياسية وقادة الرأي، إدراك حراجة اللحظة التي تمر بها البلاد، والارتفاع إلى مستوى التحدي، والعمل على ضبط الانفعالات والغرائز وتصويب الرؤية، وتغليب كل ما هو وطني جامع على أي مصلحة فئوية". وأردف قائلا: "إذا كان الألم كبيرا، وهو كبير بالفعل، فإن الأكثر إيلاما هو السماح للإرهاب بالنفاذ من شقوق خلافاتنا السياسية، ليعبث بنسيجنا الوطني، ويتسبب بفتنة مذهبية يسعى اليها كل يوم القتلة المجرمون". وقال: "أيها اللبنانيون، إنهم يفاوضوننا بالدم، لأنهم همجيون، لا دين لهم، ولا يفهمون الا لغة الذبح لاعتقادهم أنها ستوصلهم الى تحقيق مآربهم. الدم غال، لكننا لن نجزع، ولن نفقد الإتجاه أو نستسلم لمشاعر الإنتقام، لن تضعف إرادتنا، وسنبقى على تماسكنا وصبرنا وحكمتنا، وإصرارنا على استعادة ابنائنا بكل السبل. لسنا في موقف ضعف، خياراتنا عديدة، وهناك عناصر قوة متعددة بين أيدينا". واستطرد بالقول: "إننا ننظر في كل السبل الكفيلة بتحرير أسرانا. كما نواصل الاتصالات والمساعي في كل اتجاه للوصول الى هذه الغاية، استنادا الى القرار الجامع الأخير لمجلس الوزراء الذي حدد القواعد التي يجري على اساسها التفاوض. وهنا أتوجه بالشكر الى سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على مساعيه المستمرة لمساعدة لبنان على تجاوز هذه المحنة.

المعركة طويلة، ويجب أن لا تكون لدينا أية أوهام في أنها ستنتهي سريعا. العدو ليس تقليديا، لقد تسبب لنا بألم كثير، وقد يتسبب بألم أكثر. لذلك، فإن المطلوب هو الثقة بالحكومة وبإدارتها لهذا الملف، بعيدا عن المزايدات. والمطلوب أيضا هو الالتفاف الكامل حول الجيش والقوى الأمنية التي تحظى بتغطية سياسية كاملة في عملها الرامي الى التصدي للإرهاب وحفظ أمن لبنان واستقراره. وليعلم أهالي المخطوفين أن الجيش لن يتخلى عن جنوده، ولن يدخر أي جهد لإعادتهم الى الصفوف، صفوف الشرف والتضحية والوفاء. وهنا أود أن أناشد وسائل الاعلام اللبنانية كافة، بما هو معروف عنها من وطنية، ايلاء عناية كبيرة في هذه المرحلة الحساسة، إلى كل ما يعرض ويقال على الشاشات وعلى صفحات الجرائد وشبكة الانترنت، وبالابتعاد عن كل ما يثير الحساسيات والمشاعر". وتابع قائلا للبنانيين: النازحون السوريون أهلنا، استجاروا بنا فأجرناهم، مثلما تفرض أصول الأخوة والجوار. وإذا كان بعض اماكن تجمعهم قد تحول الى بؤر خرج منها مسلحون إرهابيون انتهكوا حرمة الضيافة، واعتدوا على عسكريينا ومدنيينا، فإن معالجة هذه المسألة الشاذة يجب أن تتولاها السلطات المختصة والأجهزة الأمنية والقضائية المعنية، بعيدا عن العقل الثأري الداعي الى الفتنة، فنكون بواحدة لنصبح بفتنتين". وقال: "أيها اللبنانيون، لقد قدم مجلس الوزراء، بعد بدء الهجوم المسلح على عرسال، مشهدا وطنيا تضامنيا رائعا، وعكس موقفا موحدا لجميع القوى السياسية من الإرهاب والإرهابيين. إننا مدعوون لتعميم هذا المشهد رأفة بوطننا، ورأفة بأبنائنا العسكريين، الذين لن نستكين قبل إعادتهم سالمين. لا خيار أمامنا سوى التماسك الوطني مهما كان الألم كبيرا، ومهما طالت المدة". وختم: "تحية لروح علي السيد وعباس مدلج. تحية لأرواح الشهداء العسكريين والمدنيين في المعركة مع الإرهابيين الظلاميين. لبنان لن ينكسر. وهؤلاء الارهابيون سيهزمون بالتأكيد. عاش لبنان".

 

المشنوق ألغى زيارته إلى الدوحة بعد رفض حزب الله المقايضة في ملف المخطوفين تحت طائلة “هز الحكومة”

موقع القوات/وضع ذبح “داعش” لجندي لبناني آخر امس الدولة اللبنانية امام خيارين بالغي الصعوبة، الاول قد يؤول الى تفكك الحكومة اذا ما قررت الاستجابة الى شروط التنظيميين الارهابيين، والثاني يتمثل في استدراج الجيش الى مواجهة عسكرية مع الجماعات المتطرفة التي تهدد حدود لبنان الشرقية والشمالية تحت عنوان رفض المفاوضة والمقايضة حفاظا على هيبة الدولة ومعنويات الجيش. وترى مصادر في 14 آذار لـ “الأنباء” ان معركة كهذه ليست في توقيت الجيش ولا في حساباته، وبالتالي فانها فرضت عليه بتوقيت القوى الاقليمية التي لعبت دورا ومازالت في توريط لبنان بالازمة السورية كما في توريط الجيش بأزمة عرسال. والراهن ان حكومة الرئيس تمام سلام حاولت الاتكاء على خيار ثالث تمثل في الذهاب الى الدوحة واسطنبول، لكن حسابات الحقل لم تنطبق على حساب البيدر، وليس من يدري الى اين تذهب الامور بعد ذبح الجندي الثاني على يد “داعش” عباس مدلج اللبناني الشيعي، والذي وقع خيار الجلادين عليه بعد السني علي السيد، وكأن المقصود ابلاغ اللبنانيين بان جميع الجنود المحتجزين تحت المقصلة بصرف النظر عن الطائفة او المذهب او المنطقة، الجميع على حد السكين. وعلمت “الأنباء” ان الحكومة تبلغت من حزب الله رفض المقايضة التي تطالب بها داعش والنصرة تحت طائلة هز الاستقرار الحكومي، وهذا ما افضى الى إلغاء سفر وزير الداخلية نهاد المشنوق الى الدوحة.

وعلمت “السياسة” أن من أسباب إلغاء وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته قطر, حرصه على متابعة ملف العسكريين بعد دخول الدوحة على هذا الخط, خصوصا بعد تسلم الموفد القطري كل مطالب الخاطفين والذي سلمها إلى الحكومة اللبنانية وتضم العشرات في الموقوفين الإسلاميين, وباعتبار أن حركة التفاوض القائمة تستلزم بقاء المسؤولين اللبنانيين المعنيين في بيروت من دون أن يعني ذلك توقع تسارعا في هذا الملف, باعتبار أن الأمور مازالت في بدايتها وبحاجة إلى مزيد من الوقت, وسط خشية في أن تطول كثيرا مدة المفاوضات مع ما لذلك من مخاطر على حياة العسكريين المخطوفين. وعلمت “النهار” من مصادر وزارية أن التطورات الاخيرة في ملف العسكريين المخطوفين أظهرت أن المفاوضات مستمرة لإطلاقهم وتتولاها دولة قطر وأن ثمة “كباشاً” بين الحكومة اللبنانية والخاطفين، لكن الحكومة لا تزال متمسكة بالخطوط الحمر التي رسمتها وهذا ما عبّر عنه رئيس مجلس الوزراء في كلمته الى اللبنانيين عندما أعلن عن مواصلة “الاتصالات والمساعي في كل اتجاه للوصول الى هذه الغاية، استنادا الى القرار الجامع الأخير لمجلس الوزراء الذي حدد القواعد التي يجري على اساسها التفاوض”.وقالت مصادر مطلعة لـ”السفير” إن من بين أوراق القوة التي يجري التلويح باستعمالها في حال استمر إعدام العسكريين، عزل جرد عرسال عن البلدة بشكل نهائي وقطع الإمدادات عن المسلحين، وتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق موقوفي “فتح الإسلام”.

 

الجديد تكشف هوية ذابح الجنود اللبنانيين !! 

الجديد/بعد تحديد جنسية قاتل العسكري اللبناني علي السيّد على أنّه لبناني اكتمل تحديد هويته بشكل كامل بلال عمر ميقاتي الملقب بأبي هريرة الميقاتي. وضع ابو هريرة قماشاً على وجهه خلال ذبحه للسيّد وترك لعيونه السود ونظرته الثاقبة أن تكشف هويته الحقيقية وبمقارنة بسيطة لعيونه وبعد تقاطع المعلومات مع أكثرمن جهاز أمني يتضح أن عمر هو من نفذ عملية الذبح للرقيب اللبناني. حصلت قناة "الجديد" على تسجيل صوتي له يتحدث بهدوؤ عن عملية الذبح وعن المفاوضات مع القطريين. ويقول في التسجيل: "القطريون وافقوا على أن كل مقابل كل شخص لدينا يمكن أن نبادله بنحو 15 موقوفا". وعمر من مواليد عام 1994 وهو سلفي جهادي مبايع للدولة الإسلامية في العراق والشام مطلوب بمذكرات توقيف لمشاركته في عدد من الأعمال الأمنية شمالي لبنان. ومع بدء تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس هرب إلى سوريا تحدياً القلمون، حتى أن هذا الخبر المنشور سابقاً يكشف أن الجيش نفذ خلال الخطة الأمنية مداهمات بحثاً عن قادته وبعض المطلوبين وهم أحمد ميقاتي وعمر ميقاتي الملقب بأبو هريرية ولكن دون العثور على أحد منهم. حتى أنه في إحدى المرات دهم الجيش شقة في أبي سمرا في طرابلس، يومها اشتبكت المجموعة في الشقة مع الجيش وتمّ رمي القنابل عليه فتمكن أبي هريرية من الهرب فيما تم القاء القبض على الأشخاص الآخرين. وأيضاً حصلت "الجديد" على رقم خلوي قيل أنه لميقاتي قبل أن يتلفه منذ نحو 10 أيام، وقد أجرت "الجديد" اتصالاً بالرقم للتأكد من المعلومة، فردّ صاحب الرقم مؤكداً أنه حصل عليه منذ نحو 10 أيام، وأنه تلقى اتصالات عدة على الرقم من أشخاص تسأل عن أبو بلال الميقاتي، مشيراً إلى أنه يرغب في اتلافه لأنه غالباً ما تصله رسائل وصور لـ "داعش" عبر الواتس اب. وقبل معركة عرسال بأسبوعين شوهد ميقاتي في إحدى المناطق الشمالية، ثم اختفى ليظهر في فيديو القاء القبض على أحد الجنود وفي فيدو ذبح الرقيب السيد في جرود عرسال.

 

هل مسموح للبنان دولياً إطلاق إرهابيّين؟

طوني عيسى/الجمهورية

العقدة هي أنّ لبنان الرسمي عاجز حتى عن تلبية هذا السقف العالي من مطالب «داعش». فبعض شروطها تتعذَّر تلبيته لضرورات داخلية، وبعضه لضرورات خارجية. وما تبقّى لا يكفي لإرضاء «داعش». إذاً، كيف الخروج من ورطة إحتجاز الرهائن العسكريين، فيما يبعث التنظيم الإرهابي برسائله الدموية المتتالية، إثباتاً لجدّية تهديداته؟ قد تكون فكرة الإستجابة لبعض شروط «داعش»، تلك «المعقولة» منها، قد راودت مسؤولين لبنانيين، إنقاذاً للعسكريين الرهائن. والحملة التي شنَّها ذوو العسكريين منطقيّة: إنّ حياة كلّ عسكري بطل تساوي جميع إرهابيّي الأرض. والدول الحريصة على جيشها تفتدي كلّ عسكري فيه بالعشرات أو المئات من المساجين أحياناً. وهكذا يمكن الحفاظ على الجيش ومعنوياته. في المقابل، ثمّة مَن يقول إنّ الحفاظ على الجيش يكون بالحسم ضدّ الإرهابيين والذهاب إلى خطوات مختلفة أشدَّ قسوة، لكي لا يجرؤوا على تكرار فعلتهم، وإنّ الحفاظ على معنويات الجيش لا يكون بإسترضائهم. لم يستطع لبنان أن يجد سبيله إلى واحدٍ من الخيارين، أو إلى خيار تسوية بين «الواقعية» و«المثالية». وهذا الفشل هو خصوصيّة لبنانية بإمتياز. لكنّ ثمَن الفشل هنا ليس بخساً، بل هو دم نخبة من العسكريّين الذين كانوا يقومون بواجبهم الوطني، دفاعاً عن الدولة والشعب. ثلاثة شروط أساسية تطرحها «داعش» و«النصرة»: الإفراجُ عن الموقوفين والمساجين الإسلاميين، خصوصاً الأسماء القيادية وذات المسؤوليات العملانية المعروفة، وتوقُفُ المداهمات لمراكز تجمُّع اللاجئين السوريين، وإنسحابُ «حزب الله» من سوريا. وهناك عوائق كثيرة تعترض الإستجابة لهذه الشروط، ولو جزئياً. وفي عبارة أخرى، لا يمتلك لبنان قراره في هذا الشأن.

1- إنسحابُ «حزب الله» من سوريا: لن يرضخ «الحزب» لشرط في هذا الحجم الإستراتيجي، ولو كان حريصاً على حياة العسكريين. فـ»الحزب» يتكبَّد الخسائر، هو نفسه، من عناصره، بالعشرات أو المئات في سوريا، ولا يتراجع.

2- هناك إقتناعٌ في العديد من الأوساط بضرورة إنهاء ملف الموقوفين الإسلاميين. وهناك مَن يذهب إلى القول حتى بالإفراج عن عناصر متهمة بالضلوع في الإرهاب. فـ«داعش» وأخواتها تضمّ الآلاف من الإرهابيين، وما المشكلة إذا ازداد عددهم بضعة أفرادٍ يطلقون من سجون لبنان؟ أليس ذلك أفضل من خسارة نخبة من العسكريين اللبنانيين؟».

لكن هناك مَن يقول إنّ الأمر ليس بسيطاً إلى هذه الدرجة. فلبنان يحتجز هؤلاء الإرهابيين بناءً على تنسيق مع أجهزة عربية ودولية. وهذه الأجهزة هي التي قدّمت له المعلومات التي كشفت الإنتحاريين في الربيع الفائت، وهي على تنسيق دائم معه في ملف الإرهاب. ولذلك، يصعب عليه تسليم العناصر المطلوبة دولياً. والأحرى أن يجد سبلاً أخرى لتأمين الإفراج عن عسكريّيه.

3- يمكن أن يتعاطى لبنان بمرونة أكبر مع المداهمات التي ينفِّذها في مراكز تجمُّع اللاجئين. لكنه لا يستطيع أن يتلكّأ عن دوره كجزء من الشبكة الدولية المواجِهة للإرهاب.

لذلك، ما يمكن للبنان أن يقدّمه إلى «داعش» لا يرضيها لكي تُفرِج عن الرهائن. ويبدو أنّ المراهنة على الوسيط القطري لإيجاد تسوية إصطدمت بعدم تنازل لبنان تحت سقف معيَّن. ورداً على التعثُّر، بعثت «داعش» برسالة دموية ثانية، أشدّ تعبيراً من الأولى: نحن لا نمزح. وهذا إثبات. لكن اللافت هو أنّ «داعش» تعمَّدت القول إنّ الجندي الشهيد عباس مدلج حاول الفرار، فعاقبته بالقتل. وفي تحليل بعض الخبراء أنّ هذا الإدعاء ربما يكون هدفه الإيحاء بأنّ «داعش»، وإن كانت جدّية في تنفيذ تهديداتها، فإنها قامت بذلك هذه المرة لضرورات معيّنة. وتالياً، ما زال الباب مفتوحاً للمفاوضة. ولذلك، يُفترض أن تبدأ قطر جولةً جديدة من الوساطات، ومعها أمنيّون ورجال دين وآخرون من لبنان وسوريا.إلى أين ستقود هذه الوساطة التي يتجرَّع لبنان كأسها العلقمية؟ ما هي مفاعيلها السياسية؟ وهل تفتح خطوطاً كانت محرّمة حتى الآن بين الذين هم في خانة الأعداء في لبنان وسوريا وما بينهما؟ وهل سيدفع لبنان وعسكريّوه ثمَن نجاح الوساطة أم فشلها؟

 

6 رسائل تطمينيَّة لجعجع بالنبرة العالية

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الاثنين 08 أيلول 2014

إرتدت ذكرى شهداء «المقاومة اللبنانية» هذا العام طابعاً مختلفاً عمّا سبقه من أعوام، ومردّ ذلك عائد بشكل أساسي إلى دخول «داعش» على خط الصراع وتهجير المسيحيين العراقيين وتخويف المسيحيين اللبنانيين. وصول لبنان إلى حافّة الهاوية استدعى من جعجع نبرة خطابية ذكّرت بخطاباته في ثمانينات القرن الماضي وتسعيناته عندما كانت طبيعة المرحلة العسكرية ومن ثم الوصاية السورية تتطلّب هذا النوع من الخطابات الذي يتميّز بالنبرة العالية وشَد العصَب والكلام العنفواني والسقف الوطني المرتفع. وهذا النوع من الخطابات هو تحديداً ما مَيّز «القوات اللبنانية» داخل البيئة المسيحية لناحية جَمعها بين البعد الثوري والطرح العقلاني، وبين الثبات على المبادئ والليونة في التطبيق. وإذا كانت المرحلة التي تلَت خروج جعجع من السجن فرضت تعديلاً جزئياً في الشكل لا الجوهر، فإنّ التحديات المسيحية والوطنية التي ظهرت بقوة هذا العام استدعت العودة إلى الأسلوب القديم-الجديد وإعطاء إشارات تطمينية من موقع قوة، وذلك للأسباب الآتية:

أولاً، رسالة تطمينية للمسيحيين بأنّ ما حصل في العراق وسوريا لا يمكن أن يحصل في لبنان، وفي حال حصوله وعَجز الدولة التام عن القيام بمسؤولياتها ستكون «القوات اللبنانية» بالمرصاد. والهدف من هذا الكلام التطميني قطع الطريق على أي مبادرات تسلّح فردية عن حسن او سوء نيّة، أو أي تفكير باستخدام المسيحيين وتسليحهم لأهداف تخدم مشاريع إقليمية معينة، والتأكيد للمسيحيين بأنهم غير متروكين لقَدرهم ومصيرهم، فضلاً عن أنّ أيّ تفكير بالتسلّح يساهم في تقويض ما تبقى من سيادة الدولة. وبالتالي، المقصود من هذه الرسالة وضع كل الثقة والإمكانات بالدولة اللبنانية وحدها. ثانياً، رسالة تطمينية للمسلمين بأنّ الصعود الداعشي وما شهدته المنطقة من تهجير للمسيحيين لن يدفع «القوات» بتاتاً إلى تعديل موقفها من الشراكة المسيحية-الإسلامية والعيش المشترك في لبنان والمنطقة، لأنّ ما حصل لا يمتّ إلى الإسلام بصِلة، وفق ما أكد دكتور جعجع. ومن هذا المنطلق جاءت هذه المحطة بتوقيتها المثالي في ظل محاولات مكوّنات محور الممانعة القديمة والمستجدة بضرب هذه الشراكة وتخويف المسيحيين من المسلمين ودعوتهم إلى الاحتماء بـ«حزب الله» على غرار الدعوات السابقة للاحتماء بالنظام السوري. فرئيس القوات اللبنانية أراد قطع الطريق سريعاً على هذه المحاولات الرامية الى فصل المسيحيين عن بيئتهم ومحيطهم وجَرّهِم إلى مشاريع أقلّوية لا تمتّ إلى تاريخهم وتجربتهم بصِلة، فضلاً عن أن هذا الفصل يُضعف الموقف اللبناني الوطني، بدليل أنّ وحدتهم أخرجت نظام الوصاية السورية من لبنان.

ولا يمكن إغفال أنّ تركيز جعجع على الربيع العربي والقضية الفلسطينية يصبّ في سياق هذه الرسالة التطمينية ذاتها، بأنّ الأولوية اللبنانية لا تعني إطلاقاً الانعزال عن القضايا العربية التي يشكّل دعمها تعزيزاً للسيادة اللبنانية لا انتقاصاً منها. ثالثاً، رسالة تطمينية للبنانيين والحلفاء تحديداً بأنّ «القوات» ستبقى في خط الدفاع الأول عن القضية اللبنانية من خلال تمسّكها بالسيادة والحرية والاستقلال، والأهم بمشروع الدولة في لبنان، ولن تسمح لأيّ طرف بأن يَجرّ اللبنانيين إلى مشاريع الدويلات والاقتتال الطائفي والمذهبي. فما قدّمه جعجع هو خطاب قوّاتي في صُلب 14 آذار وصميمها وجوهرها. رابعاً، رسالة تطمينية للشعوب العربية بأنّ الانتكاسة التي أصابت الربيع العربي والتعرّجات التي عرقلت مسيرة هذا الربيع، لن تجعل المؤمنين بأهمية هذه الثورات، الرامية إلى تحديث الدول العربية وتطويرها، يترددون في مواصلة دعمهم ووضع ثقتهم بالشعوب العربية التوّاقة إلى التغيير. وبدا حاسماً رئيس «القوات» بتأكيد انحيازه إلى الحراك لا الجمود داخل الشارع العربي، مذكّراً، تأسيساً على تجارب تاريخية، بأنّ الوصول للأهداف المرسومة يتطلب وقتاً ونضالاً وجهداً وتراكماً. وليس تفصيلاً ان يكون جعجع، وربما الوحيد، الذي ما زال يتحدث بهذه الثقة عن الربيع العربي، خصوصاً أن ربيع لبنان يرتبط ارتباطاً عضوياً بالربيع في محيطه. خامساً، رسالة تطمينية للفلسطينيين بأنّ المسيحيين اللبنانيين يقفون إلى جانبهم، وأنّ قضيتهم كانت وما زالت وستبقى العنوان الأول للنضال تحقيقاً للدولة الفلسطينية بعيداً عن محاولات محور الممانعة استغلال نضالات الشعب الفلسطيني لمآربه وأهدافه ومصالحه. وقد أرفقَ جعجع دعمه للقضية الفلسطينية بتحية من القلب إلى الشعب الفلسطيني الذي يعتبر من أكثر الشعوب تمسّكا بأرضه ودولته، فضلاً عن انه على رغم انّ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هو من أطول الصراعات في المنطقة، إنما نجحت قيادته مع أبو عمار أولاً وأبو مازن ثانياً بعدم السماح بطغيان العامل الديني على المدني للمواجهة.

سادساً، رسالة تطمينية للشهداء وعائلاتهم ورفاقهم بأنّ تضحياتهم ودمائهم لن تذهب سدى، وأنّ شهداء المقاومة اللبنانية لا يُقتلون مرتين، مرة باستشهادهم، وأخرى بالتراجع عن المبادئ التي استشهدوا من أجلها. وكان لافتاً هذا المزج والدمج بين شهداء المقاومة اللبنانية وشهداء 14 آذار وشهداء الجيش اللبناني وشهداء الحرية في لبنان. وفي موازاة الرسائل التطمينية أو في سياقها، لم يفوّت جعجع التركيز على استحقاق رئاسة الجمهورية وتحميل التيّار العوني مسؤولية الفراغ في الرئاسة الأولى، كما ضرورة توسيع القرار 1701 وضبط الحدود بالاتجاهين، والأهمّ عدم تمييزه بين إرهاب وإرهاب، ولا بل وَصفه الإرهاب الذي ينجح بتمويه جرائمه وتغطيتها بأنه أخطر من الإرهاب الداعشي، وإذا كان تشخيصه للإرهاب الأخير لا يحمل أيّ التباس وتأويل، فلقد كان واضحاً بقوله إنّ القضاء على الظاهرة الداعشية غير ممكن قبل القضاء على مُسبّباتها. ويبقى أنّ المسيحيين واللبنانيين بحاجة إلى مَن يطمئنهم ويتكلم بلسانهم ويبدّد هواجسهم ويسمّي الأشياء بأسمائها، كما فعل رئيس «القوات» الذي أظهر مجدداً بأنّ المسيحيين أبعد ما يكونون عن صفة الانعزال، وانّ الانعزاليين الفعليين هم الذين يحملون السلاح خارج الدولة ويقاتلون خارج الأرض اللبنانية ويقطعون علاقات لبنان بمحيطه، كما أنّ المسيحيين هم آخر مَن يخرج عن الدولة، وإنّ تمسّكهم بالعيش المشترك ثابت ونهائي...

 

حزب الله" يخسر أهم نقاطه "الزيتونة" في جرد نحلة...

٨ ايلول ٢٠١٤ /موقع 14 آذار

منذ معركة عرسال وحدة الاشتباكات والكمائن ارتفعت في جرود القلمون بين "حزب الله" والمقاتلين السوريين، ويتزامن ذلك مع تدهور الوضع في لبنان بعد استشهاد عسكريين من الجيش اللبناني على يد الارهابية "داعش". وتشارك كل كتائب المعارضة في المعركة وبينهم كتائب والوية "الحبيب المصطفى" التي نشرت صورة لهوية احد قتلى الحزب في القلمون ويدعى مصطفى حسن المقدم، ليضاف الى باقي الشباب الذي يجره الحزب إلى الموت. وفي ضوء التطورات، وفي تقرير خصت به وكالة "سوريا برس" موقع "14 آذار" اشارت إلى "معارك طاحنة بين الطرفين في جرود القلمون، وتمكن المقاتلون السوريون من تحرير نقطة الزيتونة الواقعة في حرد نحلة وقتل وجرح العشرات من "حزب الله""، موضحة أن "نقطة الزيتونة تعتبر احدى أهم النقاط لحزب الله". وأضافت في تقريرها: "تم دمر المقاتلون مدفعين من عيار 57 و آخر من عيار 23 وجرت إشتباكات بين الطرفين في جرد بلدة قارة حيث تمكن المقاتلون من تدمير تركس لحزب الله وقتل عنصرين كانا يحاولان فتح طريق من ناحية مزارع جوسية في اتجاه الجرد وفشلت محاولتهم بقتلهما". وبحسب التقرير "تواصل كتائب المعارضة محاصرة حاجز موزة في الزبداني و قصفه في شكل يومي وتجرى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة قرب الحاجز"، أما الوضع الميداني و الإنساني "فيستمر جيش النظام باستهدف بلدة عين منين بالطيران الحربي في شكل يومي لاسيما عشرات القذائف التي تسقط على الأحياء السكنية وسقوط جرحى وقتلى بين المدنيين، كما تسمر حركة نزوح الأهالي الى القرى والبلدات المجاورة خوفاً من قصف جيش النظام كما استهدف جيش النظام بلدة جرود القلمون بالطيران الحربي ومئات القذائف في شكل يومي نتيجة تقدم كتائب المعارضة في المنطقة، وتستمر قوات النظام بفرض الحصار على مدينة الزبداني منذ أكثر من عام وحصار جزئي على مدينة الضمير ومدينة الرحيبة ويعاني أهالي القلمون والثوار من نقص شديد جداً من المعدات الطبية والأدوية". موقع 14 آذار

 

مانشيت جريدة الجمهورية: أوباما يُعلن الأربعاء خطّته لمحاربة «داعش» وسلام: لن نترك جنودنا

جريدة الجمهورية/الاثنين 08 أيلول 2014

تدلّ كل المؤشرات إلى أن الخطوات العملية لإقامة تحالف دولي لمواجهة «داعش» قد انطلقت، إذ باشرت الولايات المتحدة الأميركية اتصالاتها لترجمة هذا التوجه على أرض الواقع، وقد طلبت من كل الدول الإقليمية دعماً لوجستياً ومخابراتياً وبرياً وجوياً، إلا أنّ الردود التي تلقتها واشنطن بدت متفاوتة على رغم أنها ما زالت أولوية وتتطلب مزيداً من التواصل والتشاور. فالمملكة العربية السعودية أبدت كل تعاون وتجاوب، فيما الكويت والإمارات والبحرين أظهرت استعداداً لافتاً يتطابق مع استعدادات الرياض، وذلك خلافاً لدولتي قطر وعُمان اللتين بدتا أقل حماسة من الدول الخليجية الأخرى. وفي الوقت الذي عبّر الأردن عن دعمه المخابراتي واللوجستي وفتح الأجواء، رفضت تركيا أي تعاون على أي مستوى، واشترطت موافقة حلف «الناتو» لاستخدام قواعدها، فيما من الواضح أن العراق سيضع كل قوته لأن المواجهة الأولى والأساسية ستجري على أرضه، وبالتالي الاتجاه هو إلى تأليف الحكومة سريعاً بغية تأمين الغطاء العراقي الجامع والمطلوب. وأما الدول الأوروبية وسائر الحلفاء في «الناتو» فأبدوا استعدادهم للمساهمة في القصف الجوي والعمليات الخاصة المحدودة. وسط التصميم الدولي على مكافحة «داعش»، وفي انتظار أن يشرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد غد الأربعاء، خطة تحرّكه في هذا الاتجاه، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب اتخاذ موقف هجومي للتصدي لهذا التنظيم، لفّ التوتر لبنان من أقصاه إلى أقصاه إثر إعلان «داعش» ذبح الجندي اللبناني الثاني المخطوف الشهيد عباس مدلج، وعاش اللبنانيون ساعات عصيبة، إذ قوبلت هذه الجريمة البربرية بغضب عارم تُرجم قطعاً للطرق وإحراق دواليب في معظم المناطق، ما استدعى استنفاراً سياسياً وأمنياً شاملاً، فيما تلاحقت الدعوات إلى التهدئة وعدم الانجرار إلى منزلق خطير. أما عائلة الشهيد فتعالت على جروحها، وأعلن والده استعداده للعودة إلى صفوف الجيش لقتال الإرهابيين على جبهة جرود عرسال، في وقت استأنف أهالي العسكريين المخطوفين تحركهم الاحتجاجي على الأرض، وسط حديث عن نصب خيمة أمام السراي الحكومي الكبير. وليلاً، أعلنت قيادة الجيش أنّ «بعض الأشخاص تداول رسائل نصية عبر أجهزة الخلوي، تتضمَّن بياناً ملفقاً منسوباً إلى قيادة الجيش - مديرية التوجيه عن أوضاع النازحين السوريين»، نافية «جملة وتفصيلاً إصدارها أيّ بيان يتعلق بهذا الشأن، وتحيط المواطنين علماً بأن كلّ البيانات الصادرة عنها تُعمّم على موقع الجيش عبر الإنترنت».

سلام يصارح

 وفي انتظار تبلور نتائج الوساطة القطرية لإطلاق العسكريين المخطوفين، وعلى وقع أجواء الغليان في الشارع، توجه رئيس الحكومة تمام سلام مساء أمس إلى اللبنانيين بكلمة أكد فيها أن ما جرى أمس الأول «ليسَ حادثة يتيمة، إنها فصل من نزاعٍ طويلٍ مع الإرهاب».

وقال: «نعرفُ أنّ النفوسَ مشحونة والغضبَ كبير، لكن يجب أن نعرفَ أنّ الفتنة التي يسعى إليها الإرهابيون هي المدخل إلى خراب السّلم الوطنيّ». وإذ أبدى تفهمه لمشاعر الحزن والأسى لدى أهالي العسكريين المخطوفين وجميع اللبنانيين، اعتبر «أن ما جرى في الشارع في الأيام الماضية أساء إلى الشهداء، وأساء إلى قضية أبنائنا الأسرى، وكاد يودي بالبلاد إلى منزلقات خطيرة». وأكد سلام «أن اللجوءَ الى إقفالِ الطرق وتعطيلِ الحركةِ في البلاد لن يعيدَ إلينا عسكريينا. فالمواجهةُ في مكانٍ آخر... هي مع العدوِّ الإرهابي، وليسَ في الداخل بعضنا مع بعض. هي في رصِّ الصفوف، وليس في بعثرتِها وتشتيتِها». وقال: «الدمُ غالٍ، لكنّنا لن نَجْزَعَ» مؤكداً «الإصرار على استعادة أبنائنا بكلّ السبل». وأضاف: «لسنا في موقف ضَعْف.. خياراتنا عدة وهناك عناصرُ قوّة متعددة بين أيدينا. إننا ننظُرُ في كل السبل الكفيلة بتحرير أسرانا». وقال: «المعركة طويلة، ويجب ألا تكونَ لدينا أي أوهام في أنها ستنتهي سريعاً...العدوّ ليس تقليدياً... لقد تسبّب لنا بألمٍ كثير، وقد يتسبَّبُ بألم أكثر. لذلك، فإن المطلوب هو الثقةُ بالحكومة وبإدارتها لهذا الملف، بعيداً من المزايدات». وطمأن أهالي المخطوفين أن الجيش لن يتخلّى عن جنوده، ولن يدّخر أي جهد لإعادتهم، لبنان لن ينكسر وهؤلاء الإرهابيون سيُهزمون بالتأكيد».

خلية الأزمة

 وكانت «خلية الأزمة» الوزارية المكلفة متابعة ملف العسكريين المخطوفين اجتمعت بعد ظهر أمس في منزل سلام في المصيطبة، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، ووزيري الداخلية نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير. وغاب عن الاجتماع وزيرا المال علي حسن خليل والخارجية جبران باسيل بداعي السفر. وقرّرت متابعة التواصل مع القيادات السياسية والأمنية لمعالجة ملف العسكريين المخطوفين، معلنة اجتماعاتها مفتوحة.

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» إن المجتمعين قوموا نتائج الجولة الأولى من الوساطة القطرية، وحصيلة اتصالات يجريها سلام سراً، ونتائج لقاءات عقدها قبل أيام مع السفيرين التركي والقطري.

وبعد تقويمهم حجم المخاطر المترتبة على تهديدات المجموعات المسلّحة مقارنة بما سمّته اللجنة في اجتماعها الماضي «أوراق القوة» التي يمتلكها الجانب اللبناني، بحث المجتمعون في الظروف التي رافقت النكث بالوعد بعدما تبلّغ الجانب اللبناني تجميد قرارات الإعدام والذبح في خلال أول اجتماع للموفد القطري إلى عرسال.

ولم تتأكد اللجنة من كثير من المعطيات المتداولة في الإعلام، في ظل ندرة المعطيات الموجودة في حوزة أعضائها لفقدان الثقة بصدقية المسلحين القادرين على ترتيب أي حجة تؤدي إلى ذبح أي عسكري مخطوف، كأن يقال مثلاً «حاول الهرب» أو «حاول الاعتداء» على أحد المسلحين... إلى آخره من الروايات التي يمكن الحديث عنها بلا رقيب أو حسيب. وناقشت اللجنة حصيلة الاتصالات التي أجراها وزيرا الداخلية والعدل مع عدد من أهالي المخطوفين ونتائج مساعيهما لوقف التوتر ومنع أي اعتداء يجرّ البلاد إلى فتنة سنية ـ شيعية بدأت تذرّ بقرنها من مداخل بلدة عرسال، أو لجهة التهديدات التي أطلقت ضد مجموعات سورية لاجئة أو نازحة بوجوب مغادرة أماكنها. وقررت اللجنة تكثيف الاتصالات عبر المراجع الأمنية المحلية مع أهالي المخطوفين ودعوة لجنة منهم إلى لقاء حدد مبدئياً غداً الثلثاء، للبحث في حصيلة المشاورات الجارية وما يمكن أن يستجد في الساعات الأربع والعشرين المقبلة، والتحضير لعقد اجتماع أمني ـ عسكري واسع  يليه، ويضم إلى اعضاء اللجنة وفدين من قيادتي الجيش والأمن الداخلي، على حد تأكيد أحد أعضاء اللجنة. وحول حجم مطالب الخاطفين بالإفراج عن سجناء إسلاميين وأسمائهم الذي تداولته بعض وسائل الإعلام، قال أحد أعضاء اللجنة لـ»الجمهورية»: «من الأفضل الاحتفاظ بمضمون المفاوضات الجارية بسرية». ورفض التعليق على ما يجري تبادله من معلومات، لافتاً إلى «أن ما تبلغه لبنان سابقاً ما زال هو هو ولم يطرأ أي جديد»، ومشيراً إلى أن بعض ما ينشر لم يتبلغه لبنان الرسمي بعد. كذلك لم يشأ الحديث عن شروط مختلفة أو متناقضة للأطراف الخاطفة، وتحديداً ما بين مطالب جبهة «النصرة» و«داعش»، ولم يستبعد وجود تبادل أدوار.

ريفي

 وعلى المستوى القضائي، أكد ريفي لـ«الجمهورية» أن المجلس العدلي كثف من جلسات المحاكمة للإسلاميين الموقوفين في رومية، وهو ما تمنّاه فور تسلّمه مهامّه الوزارية، وقال: «إن الحديث اليوم عن تسريعها في ظل الضغوط التي أنتجتها عملية الخطف ليس دقيقاً وليس صحيحاً. فتسريع المحاكمات أمر طبيعي ووطني وإنساني ليس إلا». وكشف «أن الأحكام صدرت بمضمون 22 ملفاً من أصل 37 بعدما أنجز المجلس العدلي تصنيفاً لملفات الموقوفين بالعشرات ودمج قضاياهم في 37 ملفاً».

«حزب الله»

ونبّه «حزب الله» من أي تصرّف انفعالي قد يخدم أهداف الخصم والعدو. واعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أن الجيش قادر على إجراء اللازم مع التكفيريين حتى بالعتاد الذي يملكه، وهو قادر على تحرير المخطوفين لكنه يحتاج إلى تغطية سياسية من صاحب القرار السياسي في البلد». ورأى «أن غياب الإجماع الوطني الحقيقي على وجوب التصدّي لهؤلاء هو الذي يمنع الجيش من القيام بدوره، وممنوع على الجيش أن يطلق قذيفة ضد هؤلاء بحجة عدم توريط البلد في شأن أكبر من حجمه». وأكّد «أن الحزب اتخذ من جهته قراره في إلا يترك لهؤلاء فرصة من أجل التحكّم في مصير البلد».

من جهته، اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أن «كلما تردد اللبنانيون في المواجهة اقترب التكفيريون من إشعال لبنان أكثر فأكثر، فالتردد الرسمي اللبناني يقرّب الذبح إلى العسكريين، وكلما حسموا أمرهم بقرار شجاع وجريء وسريع، ابتعد الخطر التكفيري عن لبنان، فالموقف الشجاع والجريء واستخدام كل أوراق القوة في لبنان يبعِد السكّين عن رقاب العسكريين». وأكد أنه يحق للجيش استخدام كل أنواع السلاح واللجوء إلى كل عمل للدفاع عن لبنان ولإطلاق العسكريين» وقال قاووق: «لطالما طالب فريق 14 آذار بأن يكون شريكاً في قرار الحرب، فأين هم اليوم من الواجب الوطني في حماية لبنان أمام الهجمة والغزو التكفيري؟ وما هو موقفهم تجاه ما يحصل؟  أهو التردد أم الاستمرار في الكيديات السياسية، أم الاستمرار في التحريض المذهبي وإثارة التوتر والانقسام السياسي؟» وأكد «أن «تدخل حزب الله وراء الحدود قبل سنة أو سنتين كان واجباً وطنياً لحماية أهلنا والمقاومة، وسنستمر في القيام بكل ما يلزم لحماية أهلنا والوطن، ولن نعطي الفرصة للتكفيريين لالتقاط الأنفاس ولمزيد من السيارات المفخخة أو الغزوات».

الراعي إلى واشنطن

 وفي هذه الأجواء، يتوجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والبطاركة الشرقيون إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر «الدفاع عن مسيحيي الشرق الأوسط»، قبل أن يقوم بزيارة راعوية لبعضٍ الرعايا التابعة للأبرشية المارونية، ومنها أبرشية سيدة لبنان في لوس أنجليس وسانت لويس. وقد سبقه إلى واشنطن بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام منذ الجمعة الماضي. كذلك سيشارك في المؤتمر ممثلون عن الأحزاب المسيحية، ومنهم وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم ممثلاً حزب الكتائب، والنائبان عاطف مجدلاني وجان أوغاسبيان ومستشار الرئيس سعد الحريري غطاس خوري عن تيار «المستقبل»، والنائب جوزف المعلوف ممثلاً حزب «القوات اللبنانية». ووسط هذه التحضيرات، لم تحسم الاتصالات الجارية بين بيروت وواشنطن بعد موعداً أكيداً للقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والراعي، وسط معلومات تتحدث عن لقاء شامل وموسع بين أوباما وبطاركة الشرق قد تتخلله خلوة بينه وبين البطريرك الماروني. إلا أن مراجع مشاركة في الاتصالات لم تؤكد هذه المواعيد بعد، لأن هذه الاتصالات لم تنته بعد. وقالت مصادر بكركي لـ«الجمهورية» إن الراعي سيلقي خلال لقاء البيت الأبيض كلمة باسم البطاركة يضيء فيها على أوضاع المنطقة، وخصوصاً لجهة ما يتعلّق منها بوضع المسيحيين في الشرق. وكان الراعي قال أمس: «إنّنا ننتظرُ من السياسيّين المسيحيّين صوتاً نبويّاً يُخرج بلادَنا من أزمة الفراغ في سدّة رئاسة الجمهوريّة، ومن شلل المؤسّسات، ويدفع أصحاب الإرادات الوطنيّة الطيّبة إلى مواجهة التحدّيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة، وننتظرُ منهم التحلّيَ بالتجرّد من مصالحهم الخاصّة، والتحرّرَ من أسْرِ مواقفهم، والشجاعةَ في تخطّي الذات واتّخاذِ مبادراتٍ جديدة تقودهم إلى انتخاب رئيسٍ جمهوريّة جديد في أسرع ما يمكن».

 

'التايمز” الاسرائيلية: اسرائيل تتحضر لشن حرب عنيفة جداً ضد حزب الله

٧ ايلول ٢٠١٤ /ذكرت صحيفة 'التايمز” الإسرائيلية أن 'الجيش الإسرائيلي يقوم بإجراء خطط وتدريبات لشن حرب عنيفة جداً ضد 'حزب الله” جنوب لبنان، دون تحديد موعد بدء الحرب”، موضحة أن 'حزب الله”، يمتلك أكثر من 100 ألف قذيفة صاروخية، أي 10 أضعاف ما تمتلكه حركة 'حماس”، و5 آلاف قذيفة صاروخية بعيدة المدى والتي يمكنها حمل رؤوس متفجرة يصل وزنها إلى 1 طن أو أكثر من المتفجرات، وهي مزودة بنظام توجيه دقيق وتصل إلى جميع أنحاء إسرائيل”. واشارت الصحيفة في تقرير الى أن 'رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في عام 2012 أنه في حرب مستقبلية ضد 'حزب الله” سيكون على إسرائيل ضرب بيوتاً في القري المحاذية لجنوب لبنان والتي يسعى من خلالها 'حزب الله” إطلاق الصواريخ علينا”، معتبرة أنه 'من حق الجنود الإسرائيليين الوصول لمواقعهم على طول الشريط الحدودي مع لبنان”.

 

حزب الله يفاوض الجيش الحرّ لخلق "حزام آمن" حدودي...وتخوّف من قدوم داعش الى البقاع

٧ ايلول ٢٠١٤ /سلام حرب

نقل قادمون من منطقة القلمون والمناطق السورية الأخرى المحاذية للبقاع اللبناني أنّ حزب الله بدأ منذ 4 أسابيع بتغيير اسلوب تعامله مع الأهالي ومحاولة اعتماد منهج جديد للتعاطي مع الأزمة السورية. وبحسب المعلومات، أنّ الحزب بات يتقرّب من سكان تلك المناطق بطريقة ودودة ويعرض عليهم بعض الخدمات والمساعدات العينية، مع التخفيف من قبله من اقامة الحواجز في بعض مناطق القلمون والإجرآءات الأمنية التي كان اتبعها ومنها الحواجز الطيارة والمداهمات للمنازل بعد ترقيمها.

كما تؤكد المعلومات أنّ حزب الله طلب الاجتماع مع عدد من القادة الميدانيين في تلك المناطق وبالتحديد عسال الورد والجبة القريبتين من القرى الشيعية البقاعية. وقد حدثت لقاءات من خلال وسطاء بين الطرفين عرض فيها الحزب امكانية عقد هدنة وتفاهمات محلية حدودية طلب فيها من هذه الفصائل ان لا تسمح بتسلل عناصر من الداعش الى القرى الشيعية مقابل تعهد الحزب بحماية مناطقهم من أي هجمات قد تشن من قبل الحزب عبر الحدود او من داخل سوريا وكذلك بتقديم أموال اذا لزم الأمر. وقد ورد في هذا السياق اسم عبدالكريم خلوف أحد مسؤولي قطاع عسال الورد وهي المنطقة الحدودية الحامية التي سقط فيها للحزب عشرات القتلى والجرحى. وقد قام خلوف بالاجتماع مع مسؤولي الحزب في منطقة اللبوة حيث تباحثوا بالأمر. ولم يرشح أي اتفاق او توافق حول هذه المسألة وانفض الاجتماع بعد وقت غير طويل على عقده. وتشير المعلومات الواردة من المنطقة أنه بالرغم من كون المقاتلين ينضوون تحت الوية ثورية تابعة للجيش السوري الحر إلا أنّهم مستعدوتن لعقد صفقات مشابهة على المستوى المحلي بسبب مصالح اقتصادية مباشرة منها تهريب البضائع وكذلك لاسباب عملياتية وهي التفرغ لقتال النظام وداعش من دون الاضطرار الى الاقتتال مع حزب الله في الوقت عينه في وقت بدا أن الحزب قد أصبح غير قادر على الامساك بهذه المناطق ذات التضاريس الصعبة، والتي من السهل الوقوع فيها في الكمائن الجبلية، فيسيطر عليها مقاتلوه صباحاً ويفقدوها مساءً. بموازاة ذلك، بدأت اوساط حزب الله تؤكد على وضع اللمسات الأخيرة على خطة للانسحاب المتوقع من سوريا والذي يجب ان يترافق مع تفاهمات لضمان أمن الحدود بد|أت من خلال هذه اللقاءات. وهذا التوجه يؤكده سعي الحزب لجعل هذه المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحرّ لاعتبارها منطقة عازلة بينه وبين داعش تشبه الى حدّ بعيد الحزام الحدودي الذي فرضته اسرائيل في الجنوب حتى العام 2000. فمصادر الحزب باتت على يقين أنّ استراتيجية داعش القادمة هي فتح جبهة البقاع مع الحزب على مصراعيها بعد أن أثبتت أن هذه الوسيلة كانت الأنجح في التعامل مع المليشيات العراقية المقاتلة في سوريا. فبحسب الحزب، قامت داعش بالقتال في العراق مما أجبر العراقيين أمثال لواء ابو الفضل العباس وغيرها على ترك سوريا والهرولة نحو العراق للدفاع عن بيئتهم الأصلية. ولذا ستسعى داعش لاتباع التكتيك عينه مع الحزب وتجبره للعودة الى القتال دفاعاً عن بيئته الحاضنة في البقاع على أمل ان يترك سوريا ويرحل. موقع 14 آذار

 

النصرة" أعدمت كايد غدادة... كان يناديه "حزب الله" بـ"شادي"!

٦ ايلول ٢٠١٤ /وصلت مساء أمس جثة المواطن اللبناني كايد غدادة إلى بلدته عرسال، وأوصلتها "جبهة النصرة" وتسلمتها العائلة. وكان موقع "14 آذار" أول من تحدث عن اكتشاف "النصرة" لشبكة عملاء تعمل لصالح "حزب الله"، مكونة من لبنانيين من عرسال وسوريين من حمص، ورغم ذلك، لا يمكن لأي جهة أن تتفق مع "النصرة" في اقدامها على خطف لبناني من أرضه والحكم عليه بالعمالة وتصفيته باطلاق رصاصة واحدة في وسط رأسه. هو تصرف جبان من تنظيم "ارهابي"، وفي الوقت نفسه لو كان صحيحاً ان غدادة عميلاً للحزب فإن الاخير يتحمل مسؤولية تصفيته ايضاً، كما يتحمل مسؤولية مقتل شباب لبنان في سوريا خلال مشاركتهم في القتال إلى جانب نظام بشار الأسد المجرم، والسؤال: هل يحق لـ"النصرة" دخول لبنان وخطف كدادة واعدامه؟ بالتأكيد لا وعلى الدولة اللبنانية اخذ قرارها في ضبط الحدود، خصوصاً العرسايلة لناحية الجرود، لأن ما حصل لكدادة قد يحصل لاي عرسالي او لبناني قريب من تلك الجرود. وفي القوت نفسه على "حزب الله" الخروج من هذه الوحول وعدم اغراق الاخرين بها. وبالعودة إلى تفاصيل شبكة العملاء وبحسب الفيديو الذي نشرته "النصرة" عبر شبكة "المنارة البيضاء"، فان الشبكة تتألف من محمد عبدو عجاج الملقب بـ"قرقور" ويعرفه "حزب الله" باسم "يحيى"، وهو من بلدة النهرية في القلصير، ومحمد محمود عبد النبي الملقب بـ"الخنجر" من تل النبي مند في القصير وخالد قدادة اللبناني من عرسال الملقب بـ"شادي" لدى "حزب الله"، وجميعهم تم اعدامهم. وفق اعترافات "الخنجر" فان "حزب الله" كلفه بمهمات تجسسية بهدف ايقاع الفتنة، كاشفاً عن أن "حزب الله" درب أعضاء الخلية على استخدام السلاح وزرع العبوات واستخدام الـ "بي كا سي" وعلى مراقبة المواقع في الجبال والتمويه والاحتماء، أما "القرقور" فاعترف بتلقي كل فرد من الشبكة مئة دولار اميركي من الحزب بعد تلقية التدريب في بعلبك، اذ كان "حزب الله" ينسق لهم وصولهم الى مواقع التدريب. وتحدث "القرقور" عن ان الحزب طلب منه ذهاب اعضاء الشبكة غلى عرسال للراحة قبل يومين من وقوع معارك عرسال وعند فتح المعركة طالب الحزب القرقور بالبقاء في مشفى "الهيئة الطبية" في عرسال التابع للشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ"أبو طاقية"، واستفسر الحزب أكثر من مرة عن موعد وصول وفد "هيئة العلماء المسلمين" ونقل اليهم تحركات الوفد بتفاصيلها. ليعود ويتحدث "الخنجر" ليشير إلى أن مسؤولاً قياديا في "حزب الله" يدعى ماهر، طلب منه الحصول على بندقية من عند "كايد غدادة" الملقب بشادي أو من عند الـ"قرقور"، وبعد حصوله عليها، طلب الحزب بحسب "الخنجر" "الذهاب إلى مكان بعيد وإطلاق مخزن كامل من الرصاص على حاجز للجيش اللبناني"، بهدف الايقاع بين الاخير والمسلحين. إلى ان اكتشفت الجبهة الشبكة، وحققت مع اعضائها واعدمتهم جميعاً، لكن تبقى اعترافات وصدقيتها برهن "حزب الله"، لأنه الوحيد القادر على تأكيدها. ربما غدادة وقع ضحية مصيدة الحزب وربما بحث عن مال او محسوبية، لكن الاكيد ان الحزب و"النصرة" يتحملان المسؤولية كاملة، فعل الاول الخروج من سوريا وعلى الثاني عدم دخول لبنان مهما كانت الاسباب. موقع 14 آذار

 

الراعي: ننتظر من المسيحيين صوتا نبويا يخرجنا من الفراغ واليوم اكثر من أي يوم عالمنا العربي بحاجة إلى الوجود المسيحي فيه

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "المطلوب واحد"(لو10: 42)، قال فيها: "وسط الانهماك بأمور كثيرة والانشغالات المقلقة والنشاطات المتنوعة، يدعونا الرب يسوع إلى سماع كلامه لكي نقرأ بضوئه معاني أحداث حياتنا اليومية، ولكي نستضيء بكلامه في كل ما نفعل ونقول، فيأتي مبنيا على الحقيقة، وخيرا، وجميلا. هذا ما قصده يسوع بقوله لمرتا: "إنك تهتمين بأمور كثيرة وتضطربين! أما المطلوب فواحد! ومريم اختارت النصيب الأفضل" (لو10: 42). وقال: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية في هذا الأحد الأخير من زمن العنصرة الذي تأملنا فيه بعمل الروح القدس الذي يقود الكنيسة، رعاة ومؤمنين ومؤسسات، بكلام الإنجيل وأنوار إلهاماته، لكي تتم الأعمال والمبادرات بالحق والخير والجمال. ويطيب لي أن أحييكم جميعا وبخاصة أولاد المرحومة الشيخة عدلا جرمانوس الدحداح وعائلاتهم. وقد ودعناها معهم منذ أسبوعين. فنجدد لهم التعازي ونصلي لراحة نفسها في ملكوت السماء". أضاف: "يسوع المسيح هو المطلوب الأوحد"، لأنه يخاطب كل إنسان، ويعطي جوابا على كل سؤال. "نطلبه" في الفرح وفي الحزن، في الصحة والمرض، في الغنى والفقر، في حالات الظلم والاستبداد والاعتداء. وحده يعرف كيف يتضامن مع كل إنسان، ويمشي معه الطريق. يذكرنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان"، بأن كلام الله يحمل قوة وسلطانا عظيمين، بحيث يصبح للكنيسة ركنا عظيما وعزة، ولأبنائها منعة الإيمان، ولنفوس المؤمنين غذاء، ولحياتهم الروحية ينبوعا لا ينضب (رجاء جديد للبنان، 39)". وتابع: "في كل مرة نشارك في القداس الإلهي، إنما نأتي إلى المسيح الرب الذي يغذينا على مائدة كلام الحياة ومائدة جسده ودمه، فيبني حياتنا وحياة كنائسنا (البابا يوحنا بولس الثاني: رجاء جديد للبنان، 39). إن الأحداث التي نعيشها في بلدان الشرق الأوسط، وهي نزاعات وحروب وإرهاب وعنف واضطهاد للمسيحيين وللأقليات الدينية والإتنية، ولا سيما في سوريا والعراق، إنما تطرح على إيماننا أسئلة خطيرة، فلا بد من أن نقرأ هذه الأحداث في ضوء كلمة الله، ما يقتضي أن تتوفر لنا تنشئة منظمة وثقافة دينية، وحياة روحية عميقة، لكي نستطيع السير على خطى المسيح، في الطريق الذي يرسمه لنا ويمشيه معنا، فنعيش وفق مقتضيات إيماننا في ظروف حياتنا اليومية (المرجع نفسه)".

وقال: "شاركت في الأسبوع الماضي بمؤتمر "البرلمانيين الكاثوليك الدوليين" في مدينة Frascati في إيطاليا. تناول المؤتمر أوضاع المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط ومعاناتهم وسط الأحداث الدامية الجارية على الأخص في العراق وسوريا. ما لفت نظري وفرحني أن هؤلاء البرلمانيين، ومن بينهم نواب ووزراء ورؤساء برلمانات وشيوخ، يعيشون إيمانهم المسيحي ويشهدون له في نشاطاتهم التشريعية والإجرائية والسياسية، بروح إنجيلي ومسؤولية مسيحية. كانوا اثنين وتسعين شخصية سياسية مسيحية كاثوليكية من خمسة وثلاثين بلدا من القارات الخمس، ما عدا لبنان والشرق الأوسط. مؤسسهم ومرشدهم الكردينال Schonborn رئيس أساقفة Vienna. رأيت هؤلاء يتعمقون في كلام الله وتعليم الكنيسة، ويستنيرون به في نشاطاتهم على مستوى بلدانهم والمنظمات الدولية والأوروبية، وفي منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي. وكم قدرتهم وهم يشاركون جميعهم في القداس اليومي ويحيون التراتيل فيه، وكذلك في صلاة المساء عند الساعة السادسة مساء، وتلاوة مسبحة العذراء عند الساعة العاشرة ليلا، بروح التقوى والخشوع. ورأيتهم يتقدمون من سر التوبة لدى الكهنة المرشدين. قلت في نفسي: أين البرلمانيون والمسؤولون السياسيون المسيحيون عندنا في لبنان من هذا الالتزام الإيماني، ومن هذه الشهادة للقيم الإنجيلية والمسيحية في عملهم البرلماني والوزاري والإداري والسياسي؟ وتساءلت: هل بإمكاننا أن نجد واحدا أو اثنين ملتزمين هكذا لكي يدعوهم هذا "التجمع الدولي للبرلمانيين الكاثوليك" إلى المشاركة في مؤتمره السنوي، والالتزام في مقرراته وتوصياته في وطننا مثلهم في أوطانهم؟ ولكني انتعشت بالأمل والرجاء لوجود مثل هؤلاء السياسيين التشريعيين يحيون ضمير الأسرة الدولية، ويعطون صوتا للمظلومين والمقهورين والمستضعفين في هذا العالم".

وتابع: "في الإرشاد الرسولي: "رجاء جديد للبنان" يدعى السياسيون المسيحيون إلى إدارة الشؤون الزمنية بروح مسيحية. ذلك أن البشرى الإنجيلية تنير كل الشؤون البشرية، ولا سيما الاقتصادية منها والاجتماعية والتشريعية والثقافية، لكي تؤمن الخير العام، وتبني الأسرة البشرية، وتوفر العيش الكريم للجميع، وتقود إلى السعادة الأبدية. فينبغي على هؤلاء المسيحيين السياسيين أن يجسدوا مبادىء الإنجيل في حياتهم العائلية والاجتماعية والوطنية، وأن يحيوا في قلوب المواطنين، وبالأخص الشباب، الرجاء بمستقبل أفضل. وينبغي عليهم أيضا أن يتحلوا بالتجرد وسخاء القلب والتفاني في بذل الجهود والتضحيات من أجل إحلال العدالة والسلام، وبناء الوحدة الوطنية وروح التضامن والتعاون بين الجميع (راجع الفقرتين 112 و113)".

وقال: "إننا ننتظر من السياسيين المسيحيين صوتا نبويا يخرج بلادنا من أزمة الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية، ومن شلل المؤسسات، ويدفع بأصحاب الإرادات الوطنية الطيبة إلى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وننتظر منهم التحلي بالتجرد من مصالحهم الخاصة، والتحرر من أسر مواقفهم، والشجاعة في تخطي الذات واتخاذ مبادرات جديدة تقودهم إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع ما يمكن، لأنه وحده يضمن الوحدة الوطنية، وانتظام سير المؤسسات الدستورية، ويحفط كرامة الوطن والمواطنين".

أضاف: "دور الكنيسة والمسيحيين، في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، هو المحافظة على صورة الله في كل إنسان. فالإله صار إنسانا، يسوع المسيح، لكي يعيد لكل إنسان بهاء إنسانيته أي جمال صورة الله فيه. فقد فكر بعقل إنسان، وقال الحقيقة بلسان إنسان، وأحب بقلب إنسان، وصنع الخير بإرادة إنسان.

دورنا كمسيحيين أداء الشهادة للصورة الإلهية التي فينا أمام الذين فقدوها بسبب استعبادهم للخطيئة والشر، والصلاة الدائمة والحارة من أجل توبة هؤلاء، وارتدادهم عن الشر، وعودتهم إلى الله. ليست شريعتنا: "العين بالعين، والسن بالسن"، بل علمنا الرب يسوع ألا نقاوم الشر بالشر (راجع متى 33-34)، وأن نحب أعداءنا، ونصلي لأجل الذين يضطهدوننا، فنكون أبناء أبينا الذي في السماء. فهو يطلع شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر غيثه على الأبرار والظالمين (راجع متى 5: 44-45)".

وتابع: "لكننا في الوقت عينه، نطالب السلطات المدنية المعنية بممارسة العدالة تجاه الذين يمارسون الشر، ويعتدون على غيرهم، سواء في أجسادهم أم في حقوقهم أم في ممتلكاتهم. فلا غفران من دون عدالة".

أضاف: "إننا نقول بكل مسؤولية واقتناع: حيث تتكرر الشرور، كما هو حاصل في عالمنا العربي، حروب ونزاعات وإرهاب وعنف، وقيام تنظيمات أصولية تكفيرية وإرهابية، هناك تكثر الحاجة إلى وجود الكنيسة والمسيحيين، لكي يبثوا ثقافة إنجيل المسيح: أعني إنجيل السلام والعدالة والمصالحة والأخوة والاعتدال واحترام الآخر المختلف والتنوع الديني والإتني والثقافي والحضاري. فالبشرية عائلة واحدة لأب واحد في السماء. والكنيسة، أي سر الله المتحد مع البشر، هي المكان حيث يجب أن تجد البشرية وحدتها وخلاصها. وهي السفينة التي تعبر بالمؤمنين في بحر هذا العالم إلى ميناء الخلاص. فاليوم أكثر من أي يوم مضى عالمنا العربي بحاجة إلى الوجود المسيحي فيه".

وختم الراعي: "سنغادر غدا مع أصحاب الغبطة البطاركة الشرقيين إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر بموضوع: "الدفاع عن مسيحيي الشرق الأوسط". ومن بعده نقوم بزيارة راعوية لبعض من رعايانا التابعة لأبرشيتنا المارونية، سيدة لبنان - لوس أنجلوس وسانت لويس. إننا نلتمس صلاتكم لكي يتم كل شيء وفقا لإرادة الله، ولخير مسيحيي هذا الشرق وبالتالي لخير بلدانهم، لأنهم فيها خميرة إنجيلية. فلله، الآب والابن والروح القدس، كل مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين بالذبيحة الالهية. كما استقبل النائب السابق ميشال الخوري وقائد الدرك العميد الياس سعاده. على صعيد اخر، يغادر الراعي الى الولايات المتحدة الاميركية يوم غد الاثنين مع بطاركة الشرق للمشاركة في مؤتمر الدفاع مسيحيي الشرق الاوسط.

 

المطران مطر بحث مع سفير اميركا انعكاسات الاوضاع الامنية في المنطقة على لبنان

الأحد 07 أيلول 2014 / وطنية - إستقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، سفير اميركا دايفيد هيل في المقر الصيفي لمطرانية بيروت في عين سعادة، وأجرى معه جولة أفق حول مواضيع الساعة على الساحة اللبنانية وانعكاسات الأوضاع الأمنية في المنطقة على لبنان. وإستبقى مطران بيروت السفير هيل إلى مائدة الغداء.

 

نضال طعمة حذر من مهاوي التفرقة: رهاننا دوما الدولة ومؤسساتها الشرعية

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - رأى النائب نضال طعمة في تصريح اليوم أن "الجميع مدعو اليوم لكي نتحدى هفواتنا وضعفاتنا، لأنهم يحاولون أن يجعلوننا ننزلق إلى مهاوي التفرقة على دم أبطال جيشنا وابناء شعبنا. هو التحدي وهي المواجهة".

وقال: "كلنا مدعوون للمواجهة لكي نكون بوحدتنا سدا منيعا في وجه كل الموجات المتطرفة التي لا تمت بصلة إلى ما تدعي الانتماء إليه. ومسؤوليتنا التشبث بالحكمة والتسلح بالوعي، مؤازرين جيشنا في معركته المفتوحة مع الإرهاب، فكل موقف وكل كلمة وكل سلوك سيحسب علينا في مثل هذا الظرف المصيري، متمنين على الحكومة المتابعة بالمبادرة بوضوح وحزم وإيقاع أسرع، مستعينة بكل الوسائل المشروعة لإنقاذ أولادها العسكريين، ولا بد من إشعار ذوي المخطوفين أن الدولة فعلا إلى جانبهم". ا الشهيد البطل ابن فنيدق علي السيد، فسجل ذووه وكل أبناء عكار ملحمة وطنية نادرة، وحين أعلن والد الشهيد أنه "علي لبنان" أرسى خطابا وطنيا نحن اليوم بأمس الحاجة إليه، لنكون جميعا لبنانيون، متضامنون مع جيشهم وقواهم الأمنية، في حين يسعى المتربصون شرا بهذا البلد إلى تصنيفنا طوائف متناحرة، ومذاهب متخاصمة، ليصل إلى معابر يدخل من خلالها إلى أرضنا. ورغم كل الظروف السياسية المترهلة، ما زلنا نراهن على الحس الوطني الجامع الذي يمكن أن يحمي هذا البلد. وها هو الحديث عن استشهاد الجندي عباس مدلج، يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، فنعض على الجرح، داعين إلى أوسع تضامن وطني لتفويت الفرصة على المجرمين الهمجيين". وتابع: "رهاننا دوما هو الدولة ومؤسساتها الشرعية، هذه نقطة قوتنا ودونها هلاك الجميع. وحذار من انزلاقنا في الداخل إلى ردات فعل غير محسوبة وغير مدروسة، ولا تجوز إنسانيا تجاه النازحين السوريين الآمنين. ولننتبه من مروجي الشائعات، فكم سمعنا عن حالات تسلح هنا وهناك، فكشفت القوى الأمنية أن ذلك مجرد أقاويل. مع تأكيدنا لضرورة السهر والانتباه وعدم السماح باختراق الساحة الداخلية، وليتحول كل مواطن إلى مؤازر للجيش والقوى الأمنية الساهرة والتي تضع حدا بالطرق المناسبة لكل حالة حسب حجمها في حال وجدت". ورأى ان "المعلومات الصحافية التي تحدثت عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة، بواسطة الموفد القطري، قد تشكل مدخلا لحل القضية، ولكننا نحذر من اللعبة المعنوية التي قد يكون الإرهابيون قد قصدوها، بإشاعة الأجواء الإيجابية، ثم إظهار الجانب اللبناني وكأنه تراجع عن تعهداته، ما يثير البلبلة الداخلية، ويساهم في تحويل المعركة من الضغط الممكن على الإرهابيين التكفيريين لاستعادة أبنائنا، إلى مواجهة بين الدولة والأهالي ما يريح الطرف الآخر. ولا شك أننا نقدر عواطف الناس، متفهمين لمواقفهم وخطابهم، في مثل هذا الظرف الأليم، مؤازرين إياهم، باذلين كل جهد لمساعدتهم، آملين أن تصل القضية إلى خواتيمها المرجوة".

 

طلال المرعبي حذر من البطء في معالجة قضية العسكريين المخطوفين

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - حذر رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي من "البطء في معالجة قضية العسكريين والامنيين المخطوفين"، وقال: "ان الاجرام البربري المتواصل بحق العسكريين يتطلب من الجميع وضع هذه القضية الانسانية في اولى الاهتمامات وعدم تركها مادة تستعمل غب الطلب ووفق التجاذب السياسي، وان معاناة الاهالي والجرح النازف في المؤسسة العسكرية يتطلب موقفا جريئا من الدولة، فالوطن بخطر وما يجري يوميا ينذر بكارثة كبيرة اذا لم يتم تداركها". وقال خلال استقباله في دارته في بلدة عيون الغزلان - عكار فاعليات سياسية وحزبية وبلدية واختيارية وأهالي العسكريين المخطوفين: "نأسف للاستمرار في تهميش دور المؤسسات، ومن المعيب الا نتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. ماذا ينتظر من يعنيه الامر؟ الم يحن الوقت بعد؟ الارهاب ينهش بابنائنا واجواء البلاد امنيا واقتصاديا وحياتيا يرثى لها ونحن ننتظر. ان الحل الاساسي للبنان يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية لديه الخبرة السياسية الكافية لكي ينتشل الوطن من الهاوية وينقذه من الفتن ويعيد اللحمة بين الجميع متعاونا مع جميع الافرقاء". ودعا الجميع الى "ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاخبار التي تثير الغرائز وتدخل البلد في اتون الحروب القائمة في الدول المجاورة". وأمل من المسؤولين في دولة قطر ان "يواصلوا مساعيهم ليصار الى إنهاء مأساة المخطوفين بأسرع وقت، وكان لقطر دور في تحرير مخطوفي اعزاز والراهبات وعلى الحكومة والاجهزة ان تتابع المساعي مع كل من يستطيع ان يساعد في إنهاء هذه القضية الانسانية الوطنية".وأشار إلى ان "هناك أقاويل كثيرة تؤكد ان شهر ايلول سيشهد انفراجا كبيرا على صعيد الانتخابات الرئاسية ونأمل ان يتحقق ذلك. المرحلة الخطيرة التي نمر بها تتطلب مزيدا من التضامن والمطلوب من رجال الدين ان يقوموا بواجبهم الاساسي لتمتين اواصر المحبة والتعاون ونبذ الفتن وتصويب العمل الديني بالاتجاه الصحيح لان ما يحاك يوميا من مؤامرات يتطلب من الجميع اليقظة".

من جهة أخرى، قدم المرعبي التعازي لعائلة الشهيد الرقيب علي السيد في فنيدق.

 

اوغاسبيان: ملف العسكريين مأساة انسانية ولا يمكن اتهام الحكومة بالتخاذل والمسألة ابعد واكبر واسوأ مما نراها

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب جان اوغاسبيان على "ان موضوع العسكريين المخطوفين في غاية الحساسية والدقة، ويتطلب معالجة بعيدا من الاعلام والمزايدات"، مشيرا الى "ان اي كلام يصدر من أي جهة حكومية او سياسية، ستضر وتسيء لمجريات التفاهم". اوغاسابيان، وفي حديث الى تلفزيون "المستقبل"، قال: "ما يجري اليوم مأساة انسانية وحزن في الدرجة الاولى على عوائل شهداء الجيش وله الكثير من المضاعفات الخطيرة على مجمل الوضع الداخلي اللبناني، على الرغم من كل ما لدى الحكومة من امكانات واتصالات عربية". اضاف: "لا يمكن اليوم اتهام الحكومة بالتخاذل، فأعضاء الحكومة ورئيسها تمام سلام يقومون بكل ما لديهم من قدرات واتصالات عربية ولكن المسألة ابعد واكبر واسوأ مما نراها، وهي اليوم برسم المجتمع الدولي. نحن لسنا في وضع طبيعي في لبنان وفي المنطقة ككل، نحن اصبحنا جزءا من هذه المعركة". وأكد ان "كل لبنان معني بهذا الملف"، موجها تحية احترام واكبار ومحبة لعائلة الشهيد العسكري عباس مدلج "التي طالبت بعدم الانجرار نحو الفتنة والانقسام". وردا على سؤال، قال: "اتى حزب الله ليقول إنه يتدخل في سوريا لمنع الارهاب من الوصول الى لبنان لكن هذا الشعار لم ينجح، فقد صار هناك تفجيرات في أكثر من منطقة ادخلت العالم بحال رعب اضافة الى ظهور ظاهرة تنظيم داعش وانتشار الفتنة المذهبية والتعبئة". وأوضح "ان احدا لا يمكنه الغاء الاخر في هذا البلد، فنحن محكومون بالتوافق والجمهورية بلا رأس تنهار، والمطلوب هو ان نجلس سويا ونتكلم بوضوح وصراحة كي نحمي بلدنا". اضاف: "ما يمنعنا من الحوار هو ان هناك طرفا في قوى 8 اذار صاحب القرار والسلطة يرفض الوصول الى تسويات في هذه المرحلة، لانه يعتبر ان هذه التسوية هي جزء من تسوية اقليمية". ورأى ان "المطلوب اليوم انتخاب رئيس وسطي للجمهورية يجمع كل الاطراف"، مؤكدا ان "لا خيار آخر كي ينتظم عمل المؤسسات، وفي ما بعد ندخل في مشاورات تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة وفاق وطني جامعة ثم نذهب الى انتخابات نيابية، فهذه خريطة طريق وضعها الرئيس سعد الحريري ولم يعد هناك خيار آخر".

 

ريفي زار متضامنا كنيسة مار الياس في الميناء: العيش المشترك تاريخ المدينة ولن نسمح بمسه

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - قام وزير العدل اللواء اشرف ريفي يرافقه مدير مكتبه رشاد ريفي بزيارة كنيسة مار الياس في ميناء طرابلس في خطوة تضامنية مع الكنيسة "ورفضا واستنكارا لكل الاعمال المشبوهة التي يقوم بها بعض المأجورين، وكان في استقباله خادم رعية الميناء الاب غرغوريوس موسى والدكتور جان توما. بعد الزيارة قال ريفي: "جئت أتضامن مع اخواننا المسيحيين واستنكر الكتابات التي كتبت على حائط كنيسة مار الياس في ميناء طرابلس وسائر الكنائس، واؤكد ان تاريخ المدينة هو العيش المشترك وسيبقى هذا التاريخ حجر الزاوية للوحدة الوطنية والعيش المشترك مهما كلف الأمر. قد نعيش في بعض اللحظات خضات أو تجارب معينة ولكنها لن تؤثر في حياتنا المشتركة نهائيا. نحن متضامنون وسنبقى مع بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين مهما حصل وسنبقى نحافظ على تقاليدنا وتراثنا".

اضاف: "كما فعل بعض المغرضين في الأشرفية وبعض المأجورين في طرابلس، لذا اتخذنا القرار الصائب بتكليف الجهات القضائية بمتابعة القضيتين وملاحقة الفاعلين وسوقهم الى العدالة وسنلاحق كل من يمس عيشنا المشترك أو وحدتنا الوطنية وسنحاسبه مهما كلف الأمر ولن نسمح لأحد بأن يمس عيشنا المشترك ونحن حريصون على هذا العيش ونعتبره مصدر غنى وثروة حضارية وتاريخية وإنسانية وسنحافظ على ذلك مهما كلف الأمر. نحن ولاخوة المسيحيين في طرابلس وكل لبنان تجاوزنا هذه المحنة وسبق ان تجاوزنا محنا اكبر واخطر وسنكون واعين لأهمية المرحلة ودقتها". وردا على سؤال عن قراره بتحويل من قام بحرق راية "داعش" والكتابات على حيطان الكنائس الى القضاء قال: "أعلم أن هذا الموقف لم يكن شعبويا وإنما كان وطنيا بامتياز ويحافظ على العيش المشترك وكنت اعلم أن اللبنانيين سيدركون بعد 48 ساعة ان هذا القرار يصب في المصلحة العليا للدولة ونحن نتخذ القرارات من موقع المسؤولية والتي تردع المأجورين، وقراراتنا كانت ضد الذين يحرضون على الفتنة وزعزعة السلم الاهلي". بدوره قال الأب موسى: "بهمة المخلصين والمحبين وكل من لا يقاوم الشر بالشر سننتصر على خفافيش الليل وعلينا أن نتصدى للشر بالهدوء والحكمة، وكلنا في هذه المدينة اخوة وابناء بلد واحد، وأقر وأعترف بأننا نعيش سوية منذ مئات السنين ونتشارك مع بعضنا البعض في الأفراح والأتراح وكنت أدخل الى الجوامع بمناسبات عدة كما يفعل اخواننا المسلمون المخلصون والطيبون بالدخول الى معابدنا ونتقاسم حلو الحياة ومرها". وردا على سؤال، أجاب: "دائما هناك في حياة الشعوب تشويش، هناك أناس خارجون عن الخط السليم والخط المستقيم يصطادون في الماء العكر ولغايات شخصية فردية. علينا أن ننتبه من الشائعات، ونحن مؤمنون ونستطيع ان نتغلب على كل هذه الصعاب". وردا على سؤال آخر، قال: "زيارة الوزير ريفي هي تعبير عن محبة واهتمام وهو أخ وأب لكل هؤلاء الناس ويشهد له تاريخه في حياته الأمنية ونرجو ان يتحقق العدل على أيامه في شكل أصلح وأوفر للمواطنين كافة".

 

قاووق: التردد في المواجهة يقرب التكفيريين من إشعال لبنان أكثر فأكثر

الأحد 07 أيلول 2014 / وطنية - اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الذين يقولون أن خطر التكفيريين أصبح على الأبواب اللبنانية هم مخطئون، فهذا كان بالماضي، لأن الخطر التكفيري دخل لبنان الذي هو اليوم وسط العدوان والمواجهة، والدليل على ذلك أنه تعرض لغزوات وشهد مسلسل تفجيرات لسيارات مفخخة ولانتحاريين، وقصفت قراه الآمنة وخطف جنود جيشه". وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة قبريخا الجنوبية: "ما دام العسكريون اللبنانيون مختطفين فهذا يعني أن العدوان التكفيري على لبنان مستمر ومتواصل، وهو عدوان على كل الكرامة وكل السيادة وكل الحرية، فكلما تردد اللبنانيون في المواجهة كلما اقترب التكفيريون من إشعال لبنان أكثر فأكثر، فالتردد الرسمي اللبناني يقرب الذبح على العسكريين، وكلما حسموا أمرهم بقرار شجاع وجريء وسريع كلما ابتعد الخطر التكفيري عن لبنان، فالموقف الشجاع والجريء واستخدام كل أوراق القوة في لبنان يبعد السكين عن رقاب العسكريين". وسأل: "هل المطلوب إذا أراد لبنان أن يتفاوض مع التكفيريين أن يكون ضعيفا وخاضعا لإملاءات التكفيريين؟ هل المطلوب أن يحرك التكفيريون المعادلة في لبنان كيفما يشاءون. على الجميع اتخاذ موقف وطني جامع وقوي لدعم الجيش لأن السلاح يصبح بلا فائدة إذا قيدت يد الجيش الذي يحق له أن يستخدم كل أنواع السلاح وأن يلجأ لكل عمل للدفاع عن لبنان ولإطلاق سراح العسكريين المختطفين". أضاف: "لطالما طالب فريق 14 آذار بأن يكونوا شركاء في قرار الحرب، فأين هم اليوم من الواجب الوطني في حماية لبنان أمام الهجمة والغزو التكفيري وما هو موقفهم تجاه ما يحصل، أهو التردد أم الإستمرار في الكيديات السياسية أم الإستمرار في التحريض المذهبي وإثارة التوتر والإنقسام السياسي؟ يجب الإسراع في إقرار استراتيجية لمواجهة الإرهاب التكفيري، وليشارك فيها كل اللبنانيين، فمنهم من يشارك بالموقف ومنهم من يشارك بأكثر من الموقف من أجل حماية الاستقرار والوحدة الوطنية، وأن يكون اللبنانيون وراء الجيش اللبناني لأن المعركة على عاتقه والعدوان يطال كل لبنان". وأكد أن "تدخل حزب الله وراء الحدود قبل سنة أو سنتين كان واجبا وطنيا لحماية أهلنا والمقاومة، وسنستمر بالقيام بكل ما يلزم لحماية أهلنا والوطن ولن نعطي الفرصة للتكفيريين لإلتقاط الأنفاس ولمزيد من السيارات المفخخة أو الغزوات". ورأى أن "لبنان اليوم وسط المعركة التي لا تحتمل كيديات سياسية ولا انقسامات داخلية ولا خطابات تحريضية"، مشددا على أن "الواجب الوطني يفرض في وسط المعركة أعلى مستوى من التضامن السياسي لفريقي 14 و 8 آذار وكل اللبنانيين حتى تكون رسالة قوية للخاطفين أن كل لبنان في المواجهة، فهذا التضامن الوطني الواسع يصيب الخاطفين والتكفيريين باليأس ويضيق عليهم هامش المناورة".

 

رعد حذر من خطورة أي تصرف إنفعالي وغير مسؤول: غياب الإجماع على وجوب التصدي للتكفيريين يمنع الجيش من القيام بدوره

الأحد 07 أيلول 2014 / وطنية - دعا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الجميع إلى "التصرف بمسؤولية وطنية وشرعية"، محذرا من "خطورة إطلاق التصريحات غير المسؤولة وبثها عبر وسائل الإعلام". وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة بريقع في حضور النائب عبداللطيف الزين ومسؤول منطقة الجنوب الثانية في حزب الله على ضعون ومسؤول المنطقة الاولى السيد احمد صفي الدين ورئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان ورئيس المكتب السياسي في "أمل" جميل حايك: "على الجميع النظر الى المشهد بكامله لا من خلال زاوية صغيرة. هذه المرحلة حساسة، ويجب الحذر من الإبتلاءات التي نبتلى بها خصوصا في لبنان بالنظر إلى تعدد وسائل الإعلام وما تتناوله وتتداوله من كل تصريح صرح به عابر او كل موقف أدلى به مسؤول او غير مسؤول او خبر حظي به مراسل فبثه عبر الشاشات وتكون النتيجة إثارة التوترات ودفع الناس للاحتقان وممارسة الهياج الإجتماعي والسياسي في داخل البلد". أضاف: "نتمنى وندعو كل إنسان سواء كان إعلاميا أو سياسيا أو في أيِ موقع هو إلى التصرف في ضوء من المسؤولية الوطنية الإنسانية والشرعية. كلمة واحدة قد تغير أجواء البلد وتسقطه في ما لا يعرف أحد مداه، كما أن أي تصرف انفعالي قد يخدم أهداف الخصم والعدو ، فيما نحن نرفع شعارات التصدي لتلك الأهداف من أجل إسقاطها. يريد المسلحون التكفيريون إثارة الفتنة بين اللبنانيين وتأليب هذه الطائفة على تلك ودفع الأمور إلى الاقتتال الداخلي. ان التكفيريين لا ينمون إلا في أجواء الفتنة وهم يفتعلون الفتن من أجل أن يكبر شأنهم وما يفعلونه مع العسكريين المخطوفين يصب في هذا الإتجاه وفي هذا الهدف".

وأكد أن "هؤلاء التكفيريين وبخلاف كل ما يصورونه ويحكى عنهم وهؤلاء ليسوا أسطورة ولا محترفي قتال وليسوا شجعانا بل إنهم مجرد وحوش تملك أنفسا متوحشة تقتل كل ما غيرهم، والتعاطي الغبي مع هؤلاء يذكرنا بتعاطي أنظمتنا العربية مع إسرائيل منذ نشأة الكيان الصهيوني، حيث أن أنظمتنا لم تكن تملك إرادة المواجهة والتحدي والصمود والمقاومة ، ولذا صوروا العدو الصهيوني على أنه بعبع وأسطورة وأن جيشه لا يقهر الى أن فضحتهم المقاومة وأسقطت أسطورة العدو الإسرائيلي التي زرعتها الأنظمة عبر إعلامها ومناهجها التربوية في نفوس أجيالنا. هناك من يكرِر اليوم النغمة نفسها مع هؤلاء التكفيريين الذين هزمناهم في القصير ويبرود وعسال الورد وفي كل منطقة القلمون. هؤلاء ليسوا إلا وحوشا مروضة عندما تمكنت تمردت حتى على مروضيها وعندما وصل هؤلاء إلى الموصل ونينوى فرح الذين كانوا يروضونهم ويمولونهم ويسلحونهم لكن هؤلاء عندما استشعرو أنهم أمسكوا بالأرض أعلنوا مشروعهم السياسي ودولة الخلافة". وعن الكلام الأميركي أن المعركة مع التكفيريين طويلة رأى في ذلك "إرادة من الولايات المتحدة الامريكية ورغبة في عدم إنهائهم لأنهم يريدون لهم أن يعودوا إلى الحظيرة التي كانوا يروضون فيها ولا يريدون استئصالهم بل يريدون تدجينهم وإعادتهم إلى دورهم المطلوب في خدمة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية. حتى الذين يبررون لهؤلاء المسلحين أعمالهم وارتكاباتهم هؤلاء ايضا متضللون او مضللون لأنهم يراهنون على مكاسب يحصلونها من خلال تغطية هؤلاء، في حين أن هؤلاء يستخدمون كل الآخرين حتى الذين يغطونهم بعباءاتهم سوف يذبحونهم، فكيف حال من يغطيهم ويحاول أن يراهن عليهم ليستفيد منهم لتحقيق مكاسب محلية أو إقليمية؟"

وقال: "نوضح هذه الأمور لأن ثمة من يريد إثارة الرعب بين اللبنانيين حتى لا يجرؤوا على الوقوف بوجه هؤلاء وحتى لا تستطيع أي جهة وطنية ان تغطي جيشنا اللبناني ليقوم بإجراء اللازم، وهو قادر على إجراء اللازم مع هؤلاء ، ونحن نعرف جيشنا وضباطه وجنوده وشجاعتهم ، ونعرف انهم قادرون على ذلك حتى بالعتاد الذي يملكونه ، وهم قادرون على تحرير المختطفين من عسكرييهم ، لكن الجيش يحتاج الى تغطية سياسية من صاحب القرار السياسي في هذا البلد ، فإذا كان القرار السياسي تنقسم عليه أو حوله الجهات السياسية فلا يمكن للجيش ان يقوم بدوره المطلوب منه. لو لم يكن هناك ثمة من لا يجد حتى الان رغم كل التصريحات خطرا وجوديا على لبنان من قبل داعش والمسلحين التكفيريين لكان هناك إجماع وطني حقيقي على وجوب التصدي لهؤلاء، لكن غياب هذا الإجماع هو الذي يمنع الجيش من ان يقوم بدوره، وممنوع على الجيش أن يطلق قذيفة ضد هؤلاء بحجة عدم توريط البلد في شأن أكبر من حجمه. هل هناك شأن أكبر من مصير البلد المهدد بهؤلاء أم ان البعض ينتظر ان يذبح الناس؟"

وأكد أن "حزب الله اتخذ من جهته قراره في الا يترك لهؤلاء فرصة من أجل التحكم بمصير البلد، وكما هزمنا الإسرائيلي سنهزم هؤلاء ونحن واثقون من الله بنصره لأن هؤلاء أعداء الله والإنسانية والمجتمعات وأعداء الدولة وهم أعداء الحياة"، وقال: "خلال المواجهة لهؤلاء وقع بأيدينا الكثير من أعدادهم وكانت لدينا بعض جثث للشهداء لكنهم لم يبالوا بالأعداد التي بين أيدينا ولم يسألوا حتى عن رفاقهم بالسلاح لأن هؤلاء نوع آخر من المخلوقات ، ويجب أن نتعاطى معهم على هذا الأساس. هؤلاء لا يشكلون خطرا على الشيعة فقط لأن هؤلاء هم أكبر وأهم نقيض لأهل السنة ، إلا أن البعض من الزعماء والجهات النافذة التي تريد ان تأخذ أهل السنة لمحل تستفيد من هؤلاء في محل آخر، فهم يشتغلون بين الاثنين ويطلقون الاتهامات والدعايات والأضاليل ويقولون إنهم حماة أهل السنة".

وشدد رعد على أن "اهل السنة في هذا البلد يحميهم الوفاق الوطني والشيعة في هذا البلد لا يحميهم إلا الوفاق الوطني. كلنا في مركب واحد إن ثقب هذا المركب سنغرق جميعا، ومن يريد ان يثقب المركب هو الأمريكي عبر الأدوات الإسرائيلية والتكفيرية".

 

قاسم هاشم: للتعاطي مع ملف الاسرى بمسؤولية وطنية يسهم بإعادتهم أحياء ويحفظ هيبة الوطن وكرامته

الأحد 07 أيلول 2014 / وطنية - رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم، "ان ما ترتكبه المجموعات الارهابية التكفيرية بحق الاسرى اللبنانيين وتهديدها اليومي بمزيد من الارتكابات ، يؤكد أن هذه العصابات لا تعرف الا لغة القتل والدم والاجرام بكل عناوينه وألوانه، وما أصاب عائلات الشهيدين مدلج والسيد واستمرار معاناة عائلات الاسرى ، انما يصيب لبنان واللبنانيين، لان الشهداء والاسرى يمثلون في هذا الزمن مساحة الكرامة الوطنية". أضاف في تصريح بعد جولة له في قرى العرقوب:"أن المطلوب التعاطي مع ملف الاسرى بمسؤولية وطنية، وبما يساهم بإعادتهم أحياء ويحفظ هيبة وكرامة الوطن، مما يستدعي الاسراع بوضع خطة وطنية مسؤولة تحظى بالتفاف كل اللبنانيين حولها لتستطيع الحكومة استخدام كل ادوات القوة التى يملكها لبنان بوجه القتلة والمجرمين وما اكثرها، وهذا اقل الوفاء بل واجبا وطنيا، لان دماء شهداء المؤسسة الفكرية دفنت الفتنة التي حاولت ان تطل برأسها من عرسال". وتابع: "ان دقة اللحظة السياسية التي يمر بها لبنان والمنطقة تتطلب الانتباه والحذر وإبقاء سياسة الاستثمار على الامن كأولوية وطنية لحفظ الوطن وتأمين الاستقرار بمستوياته السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية، ليكون لبنان قادرا على مواجهة الارهاب وتداعياته والذي لا يقل خطورة عن الخطر الاسرائيلي. وأمام هذه الاخطار تحتم المسؤولية الابتعاد عن المؤثرات السلبية ، وذلك باعتماد لغة العقل والحكمة ونبذ مفردات الاثارة والشحن والتحريض وضرورة مقاربة القضايا والازمات بمنطق التوافق والتفاهم الوطني والسعي الى الحلول الممكنة لكل التعقيدات بعيدا عن منطق الاستفزاز والتحدي واعتماد ما يؤمن مرتكزات التوافق الوطني الحقيقي". وختم هاشم: "رغم كل التحديات والايجابية التي واجهت بها الحكومة بعض المستجدات، الا ان معالجة هموم الناس الحياتية اليومية ما زالت دون المستوى المطلوب، بل عجزت الحكومة عن المعالجات الفعلية والسريعة للازمات المتفاقمة والتي كان يجب ان تكون بديهية بل اقل حقوق المواطن وواجبات الدولة. فهل يعقل فعلا ان يسأل المواطن اليوم عن الماء والكهرباء ومعالجة ازمة الغلاء وغيرها، ليبقى السؤال الى متى سيتحمل اللبنانيون سلبيات السياسات العرجاء وآثار الخلافات وتحكم المصالح والمكاسب السياسية الضيقة والتي تعكس سلبا على حياته اليومية، وماذا سيترك لغده وللاجيال المقبلة".

 

ابو قتادة ينتقد اعدام الصحافيين الاميركيين ويعتبر داعش آلة قتل وهدم

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - انتقد الداعية الاسلامي الاردني المتشدد عمر محمود عثمان المعروف باسم ابو قتادة وكان يوصف في الماضي بانه "سفير بن لادن في اوروبا" خلال جلسة محاكمته الاحد اعدام الصحافيين الاميركيين على يد تنظيم الدولة الاسلامية، واصفا "داعش" بانه "آلة قتل وهدم". وقال ابو قتادة الذي تسلمته عمان من لندن في تموز 2013 حيث خاض معركة قضائية طويلة لمنع ترحيله من بريطانيا في رده على اسئلة الصحافيين حول رأيه باعدام الصحافيين الاميركيين، ان "الصحافي كالرسول لا يقتل".

 

صفي الدين: ليس في اهداف الأميركي والغربي القضاء على داعش بل هم يريدون إعادته إلى حظيرة مصالحهم ومشروعهم المرسوم في الحروب المذهبية والداخلية

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - نظمت جمعية الإمام الصادق لإحياء التراث العلمائي مؤتمرها التاسع حول شخصية العالم العلامة السيد محمد رضا آل فضل الله الحسني - "صاحب المواهب المتعددة في الفقه والأصول والأدب" - في قاعة مسرح الإنتصار في بلدة عيناثا الجنوبية، بمشاركة الأساتذة المحاضرين الوزير السابق الدكتور طراد حمادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية الدكتور أحمد حطيط، أستاذ الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية الدكتور سالم المعوش، في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي الشيخ عبد الحليم الزهيري، رئيس جامعة المذاهب الإسلامية في إيران الشيخ أحمد مبلغي، عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، ممثل مكتب المرجع السيد علي السيستاني الحاج حامد الخفاف، رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين، ممثل عن مطران صور للروم الملكيين الكاثوليك ميخائيل أبرص، وفد علمائي من السعودية ضم السيد هاشم الشخص والشيخ عبد الكريم الحبيل اضافة إلى عدد من رجال الدين وفاعليات وشخصيات ثقافية واجتماعية وبلدية واختيارية وحشد من المهتمين. المؤتمر الذي قدمه الإعلامي أحمد خنافر افتتح بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ السيد حسين السيد، ومن ثم تم عرض فيلم تحدث عن سيرة حياة السيد محمد رضا فصل الله منذ ولادته وحتى وفاته وعن مراحل دراسته والأماكن التي تعلم فيها، وأظهر حركة نهوض وتطور المجتمع الذي عمل عليه السيد من خلال الميادين الإجتماعية والثقافية والسياسية وبالإعتماد على التبليغ والإرشاد والتأليف كوسائل لنشر الفكر والثقافة.

بغدادي

بعدها، ألقى بغدادي كلمة جمعية الإمام الصادق لفت فيها إلى "أن المقدس السيد محمد رضا فضل الله كان خائفا على الأمة من التمزق، ولذلك عمل مع إخوانه العلماء على منع سقوط الدولة العثمانية التي بدأت ملامح سقوطها أثناء الحرب العالمية الأولى مع أنه غير مأسوف عليها مما ارتكبته طيلة القرون الماضية من جهل وبطش وتعصب وبخاصة أيام حكم الوالي العثماني أحمد باشا الجزار العام 1783، بعدما استتب له السيطرة على جبل عامل بعد نكبة شحور". ولفت إلى "أن الجرائم والمجازر التي ارتكبت لم تدع المقدس السيد محمد رضا فضل الله وإخوانه إلى التشفي والإنتقام بقدر ما كانت المسؤولية هي الحاكم، فالبديل لم يكن الإستقلال إنما جاء الإحتلال البريطاني المباشر للعراق ولفلسطين والإحتلال الفرنسي المباشر لسوريا ولبنان، والأسوء من ذلك أنه نشأ عنهما احتلالا إسرائيليا لفلسطين، ومع ذلك كان علماؤنا وأهلنا ومجاهدونا لم يتفرجوا على الإحتلالين البريطاني والفرنسي كما لم يتفرجوا على الإحتلال الإسرائيلي، وكان المقدس السيد محمد رضا فضل الله خائفا على لغتنا من التشوه نتيجة ما تعاقب على هذه المنطقة من احتلالات وثقافات مختلفة، فكان لا بد من تحصين اللغة من خلال الأدب والشعر".

مبلغي

وألقى مبلغي كلمة قال فيها: "إن القوم في هذا العصر وجملة من العصور الماضية والمتقدمة علينا قد يتكوّن من السنة والشيعة، وقد حتى يتكون من المسلم وغير المسلم، فالفقيه سواء كان فقيهاً من السنة أو من الشيعة لا بد أن ينظر إلى القوم وأن يواجهه ويخاطبه ويفهمه، ولذلك نجد أن الكثير من فقهائنا كانوا ينظرون إلى واقع المجتمع، فالشهيد الأول والشهيد الثاني هما المثالان البارزان لنا، هذان الشهيدان كانا فقيهين بارزين، ولكنهما عندما رأوا أن المجتمع متكوّن من السنة والشعية دخلوا في فقه المذهب أي مذهبهما مذهب الشيعة كما دخلوا في فقه أهل السنة ودرسا هذا المذهب، وكانا عالمين وفقيهين لجميع المذاهب، وعندها تم تأسيس الفقه المقارن الذي أنتج مرحلة متقدمة".

زهري

كما ألقى زهري كلمة رأى فيها "أن أمتنا الإسلامية تواجه أخطارا كبيرة ومشتركة، وعلينا أن نعد لها مشتركين كل ما نستطيع من عزم وقوة ومقاومة وتخطيط، لأن المؤامرة تريد مسخ هويتنا من داخلنا من خلال تشويه ديننا الإسلامي الذي جاء به رسول الله رحمة للعالمين، ويريدون أن يلطخوا قبابه الخضراء بلون الدم لكي يسلبوا منه لون الحياة ورائحة الربيع، فلا يريدون لنا أن ننطلق من جوانب هذا الدين لنحاور به الآخرين كما علمتنا مدرسة لبنان والعراق الحوزوية التي عاصرت وعايشت وتعايشت مع جميع المذاهب والأديان".

وأشار إلى "أننا جميعا في العالم الإسلامي والعربي نتعرض لهجمة شرسة ومنظمة وممنهجة لغمس هويتنا واستلاد المنظومة القيمية والأخلاقية من ديننا وتشويه صورته، وهي وجه آخر من المواجهات التي تتعرض لها الأمة من التحديات الخارجية من خلال الإستعمار والإحتلال والأشكال الأخرى، فهناك أصابع مجهولة أو معلومة اختطفت الدين من داخله وأصبحت تقتل وتهجر وتفجر تحت غطاء الإسلام وعباءة الدين". وأضاف: "بين الزمن الذي عاشه العلامة المقدس السيد محمد رضا فضل الله وهذا المؤتمر قرن كامل من الزمن والتقلبات والتحولات في شتى مجالات الحياة التي لم تستطع أن تمحو ذكرنا أو تجعل القائمين على عقد هذا المؤتمر ينشغلون عنه في غيره من التحديات في ظل الواقع المهزوم".

صفي الدين

بدوره، القى صفي الدين كلمة قال فيها: "إن علامتنا المقدس السيد محمد رضا فضل الله الحسني هو أحد الأعلام العامليين الذين شاءت الأقدار والسنن إظهار وجه الحقيقة من خلال التعرف على بعض من مكنون علمه الغزير وأدبه الوافر وفرادة قلمه، فبعد مضي قرن كامل نكتشف في شخصيته هذا الجوهر المكتنز لأبعاد عديدة وعميقة وضعته في مصاف العلماء الربانيين الذين مثلوا النموذج والأسوة". وأشار إلى "أن الظروف السياسية والإجتماعية التي رافقت مرحلة حياة المقدس السيد محمد رضا فضل الله وعطائه كانت صعبة وشائكة وضاغطة ومعاكسة تقتضي إنصراف العلماء في جبل عامل إلى أولويات وهموم ومشاكل تفرض التقوقع والإنكفاء نتيجة الظلم المتلاحق الذي ما غادرهم يوما، ففي ظل متغيرات فكرية ودولية وسياسية وإرهاصات الحرب الكونية إيذانا بتبدل خريطة المنطقة لحساب مصالح الدول الكبرى نرى المقدس السيد محمد رضا فضل الله حاضرا في مجالات عديدة ومهمة ومثبتا فضائله وفارضا لخصوصياته ومقتحما لساحات ذهل منها كثيرون، وهذا يجعلنا نحتار أمام قدرة أمثاله على الإبتكار والتميز". وأضاف: "لقد كون هذا العالم الرباني فهما متقدما وتشخيصا كاملا وصائبا لدور ووظيفة الفقهاء والعلماء في زمن الغيبة الكبرى، ومتجاوزا في ذلك الطابع التقليدي الذي ساد في مراحل وأجواء حشرت دور العلماء في زوايا محددة، واستند المقدس السيد محمد رضا فضل الله في رؤيته على إدراكه الواسع لضرورة حفظ الشريعة بالإجتهاد والتبحر منضمين إلى التقوى وسلامة النفس والإعراض عن الدنيا، وأن يجسد العالم القدوة للعمل والهداية الذي هو بحد ذاته يتطلب تصديا وحضورا في المجتمع وبين الناس لبيان الحكم الشرعي ولمواجهة الفساد والظلم ونصرة المظلوم وإقامة الحدود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلها بنظره تعبر عن الوظيفة المتكاملة التي لا تقبل التفكيك"، معتبرا "أن التراجع عن هذه المسؤولية سيكون سببا لشيوع البدع وهيمنة الظالمين وتمزق الأمة وضياعها، فهذا الفهم يعد سباقا وقادرا على مواكبة التحديات التي لا تجيز للعالم أن يقف منها وفيها موقف الحياد والمراقب". وفي الشأن السياسي، أكد صفي الدين "أن العدو الإسرائيلي يتربص ويتحين الفرص للنيل من شعبنا وللثأر من انتصاراتنا، فما حدث بالأمس في بلدة عدلون هو شاهد إضافي وحي على أن الخطر الإسرائيلي قائم وينبغي عدم شطبه من قاموس التحديات الوطنية مهما كانت الأوضاع السياسية والأمنية الداخلية".

ورأى "أن الخطر الإسرائيلي اليوم يتلاقى مع الخطر التكفيري لأن كليهما يعملان على إضعاف أمتنا وتقسيم بلداننا وتشتيت طاقاتنا وقدراتنا"، معتبرا "أن الأميركي والغربي الذي يدعي اليوم أنه يحشد لمواجهة التكفيريين في المنطقة هم كاذبون، فليس في أهدافهم ولا في أهداف حلف الناتو القضاء على داعش، بل هم يريدون إعادته إلى حظيرة مصالحهم ومشروعهم المرسوم في الحروب المذهبية والداخلية"، مشددا على "عدم التعويل على القرار الأميركي والغربي، لأن القضاء على الخطر الإرهابي والتكفيري يقع أساسا على عاتق الشرفاء والمخلصين والمتيقظين وعلى العلماء رافعي راية الوحدة والعلم والتوحد بوجه العدو للمحافظة على التماسك والوحدة في كل أوطاننا".

وختم صفي الدين: "إن التماسك والوحدة والموقف الحازم ومساندة الجيش اللبناني هو السبيل لدفع الخطر عن لبنان، أما التهاون والوهن والتلطي خلف المصالح الحزبية والمذهبية الضيقة سيكون سببا مباشرا لإضعاف لبنان في مواجهة هذا الخطر".

ومن ثم أقيمت جلسة برئاسة السيد صفي الدين الشخص شارك فيها الوزير السابق الدكتور طراد حمادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية الدكتور أحمد حطيط، استاذ الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية الدكتور سالم المعوش.

وفي البداية، كانت مداخلة للدكتور سالم المعوش بحث فيها مضمون كتاب السيد المقدس (ميزان العدل "السمكية" رحلة إلى الداخل في محاولة سردية)، فقد اعتبر أن هذا الكتاب هو مشروع نهضوي كبير وإن كان صاحبه قد نهج هذا النهج القصي، فعندنا في التراث العربي الكثير من الأمثال القصية التي اعتمدت هذا النوع لإيثار الحكمة والموعضة والتعليم إلى الناس.

واعتبر "أن أيامنا شبيهة بأيام السيد المقدس رحمه الله، فالسمكة التي سرقت من قبل جماعة من غير الجماعة التي اشترتها ونظفتها وأعدتها للطعام قد يكون مثل بسيطا جداً ولكنه في أعماقه وفي معالجة المقدس السيد فضل الله له يعطيه من العظمة ما يمكن أن يشكل مشروعاً تنويرياً إلى جانب المشاريع التي جاء بها كل من الطهطاوي وخير الدين التونسي وعلي مبارك وغيرهم الكثر ممن كانت لهم كتب مازلنا إلى الآن ندرسها، ونقيم حولها الأبحاث في جامعاتنا ومعاهدنا".

بعدها، كانت مداخلة للدكتور حمادة بحث فيها المنحى الفلسفي والعرفان في أدب المقدس السيد محمد رضا آل فضل الله العلامة الراحل، فقد أشار إلى أن المقدس السيد كان من العلماء العامليين الذين نادوا بمرجعية الفقهاء في شؤون المجتمع كافة، وقد عالج في كتاباته دور العلماء وصلاحياتهم وحاجة الأمة إلى القيادة التي رآها في الفقيه العادل الذي يحمل مجموعة مواصفات علميَّة وسلوكيَّة تجعله مؤهلًا لموقع المرجع القائد.

كما، كانت مداخلة للدكتور حطيط بحث فيها الإمامة في فكر العلامة المقدس السيد محمد رضا آل فضل الله، فقد أشار إلى أن ما سبق يشكل نقطة ارتكاز في فكر المقدس السيد محمد رضا لوجوب الإمامة والحاجة الضرورية إلى معرفته وتنصيبه، وهذا يشكل مسوغا لما أسماه الباب الثاني من الكتاب الذي يفرده المقدس السيد محمد رضا للحديث عن الإمامة بأنها منصب إلهي، ومقررا أن كل ما في الكون من موجودات يحتاج إلى مرشد هادئ وقائد يدبر يخلف الرسول ويقتدي به، فيحفظ دينهم ويهديهم إلى طريق الحق والصواب ويرعى شؤون دينهم ويصلح الإعوجاج. وأضاف: "إن المقدس السيد محمد رضا يتوقف مطولا في هذا الباب عند صفات الإمام، فيذكر قولا مسندا عن الإمام الصادق مفاده أن الإمام المستحق للإمامة له أربع علامات وهي العصمة والعلم والشجاعة والكرم، ويكرر سماحته أن صفات الإمام تلك تجعل منه بالضرورة أكمل الخلق في جميع الصفات، فهو قائم مقام النبي في حفظ الدين ورعاية المسلمين، ما يجعلهم الأقرب إلى طاعته والأبعد عن معصيته، والإمام في اعتقاد المقدس السيد محمد رضا معين في النص لا في الإختيار، وهذا إسوة بما هو معتمد عند سائر الشيعة الإمامية أن النبي محمد قد أوصى بعلي بن أبي طالب من بعده". وفي الختام، أجريت العديد من المناقشات والمداخلات التي تمحورت حول شخصية ودور والزمن الذي عاش فيه السيد الحسني.

 

روحانا في عيد مار جرجس فيطرون: لا تخافوا بل عززوا ايمانكم بالمسيح

الأحد 07 أيلول 2014 /وطنية - إحتفلت بلدة فيطرون الكسروانية بعيد شفيعها "مار جرجس الشهيد" في قداس ترأسه راعي أبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا في كنيسة مار جرجس، عاونه فيه معاون كاهن الرعية بول طربيه وخدمته جوقة الرعية، في حضور رئيس البلدية الدكتور انطوان القسيس وأعضاء المجلس، رئيس قسم الكتائب في البلدة ونادي فيطرون الرياضي فارس المدور، رئيس جمعية تجار جونيه وكسروان السابق انطوان مارون، مختار البلدة شربل ابي راشد والعديد من ابناء البلدة و فعالياتها الثقافية والتربوية والنقابية والرياضية والاجتماعية والجوار . بعد الانجيل المقدس، ألقى روحانا عظة تحدث فيها عن "عظمة المحبة"، مشيرا الى ما جاء في الكتاب المقدس من آيات عن "عمق هذه النعمة في الحياة البشرية وفي الكنيسة الجامعة"، لافتا الى "ان الكنيسة نشأت بالروح القدس، روح المحبة، ومقوماتها ثلاثة، الآب والابن والروح القدس"، مشبها الامر ب "الكرمة، فالكرمة هي العطاء، والعطاء لا يكون الا بالمحبة ، والكرام هنا هو الله وهو الاب الخادم الذي يعمل لتأمين نضارتها ويسهر على استمرارها وعطاءاتها. هكذا الكنيسة كالكرمة تماما ، تحتضن تلاميذ المسيح ،أي المؤمنين في الكرمة الحقيقية ، فإذا لم نلمس المسيح سيبقى الجسد مريضا.الارتباط بالمسيح أساس الشركة بين المؤمنين والله ، وهذا الارتباط هو الارتباط الصحيح فتقوى وتنتعش ، وتصبح اكثر فعالية في أغصانها ، فتعطي ثمرا خيرا عاما لكل ابنائها".

أضاف: "بقدر ما نرتبط بالمسيح ونتتلمذ له ، تقوى الشراكة في الكنيسة المحلية وفي الرعية وفي الدير والبيت والمجتمع ، كل منا يملك موهبته الخاصة المعطاة من (الروح القدس)، أي من الله لبنيان الخير العام ، فإذا غاب الخير العام سقط الجسد كله ، انها كنيسة الشهداء والابرار والقديسين ، ومار جرجس الشهيد آمن بهذا فكان الغصن الثابت في الكرمة الحقيقية ، والثبات في الكنيسة، لا يكون الا بالمحبة بين الاعضاء، أي أغصان الكرمة ، لله أولا ، ولبعضنا البعض ثانيا ، فالمسيح هو مثال المحبة عندما افتدانا بذاته من أجل خلاصنا ، ومن هنا ترتسم أمامنا روحية الصليب ، فاذا غابت روحية الصليب هذه غاب معنى وجودنا". ودعا الى "تعزيز انتمائنا نحن كأغصان في الكرمة، بالكرمة الحقيقية، أي بيسوع المسيح، لا سيما في هذه الظروف حيث كلنا نعيش فترة ضياع واضطراب على مصيرنا ووجودنا، ولهذا المطلوب منا اليوم ان نعلن ايماننا أكثر من الامس بأن يسوع هو الكرمة الحقيقية وأن نثبت فيه، فلا نتضعضع". أضاف: "الكنيسة في الشرق وخصوصا في لبنان تبقى قوية اذا وجد فيها رجال ونساء ورهبان وأساقفة وكهنة وشباب وصبايا مقتنعين بأنهم أغصان في هذه الكرمة ، فحمايتنا لا تأتي لا من الشرق ولا من الغرب ، بل تأتي بقوة ايماننا بالكرمة الحقيقية التي هي يسوع المسيح". وختم روحانا: "نحن اليوم في ذكرى الشهيد مار جرجس، وفي الكنيسة شهداء وشهداء، واللائحة طويلة وطويلة جدا ، بفضلهم استمرت المسيحية علامة لاجتماع العائلة البشرية. ففي هذه الظروف الصعبة علينا ألا نخاف ، بل أن نعزز انتماءنا بالمسيح ، الكرمة الحقيقية ، لانه ايماننا وقوتنا ورجاؤنا، لأننا أبناء الرجاء". بعد القداس، عشاء قروي وحفلة مع الفنان نقولا الاسطى. هذا، وكانت مهرجانات فيطرون السنوية الصيفية افتتحت الجمعة بحفل موسيقي قاده المقدم زياد مراد، واليوم تجرى مباراة في قرع الجرس ورفع المحدلة والجرن، وهي من الالعاب الرياضية الشعبية التي لا تزال بعض البلدات تتميز وتفتخر بها.

 

باسيل زار شيخ الأزهر: العالم العربي مهدد بالزوال أمام الحرب التي تشنها داعش والرد يكون بحرب عربية جامعة على هذا التنظيم

٧ ايلول ٢٠١٤ /وكالات/شارك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في الدورة الـ 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب، الذي عقد اليوم في مقر جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة برئاسة وزير خارجية موريتانيا، وكان على جدول أعماله 27 بندا تتعلق بمسائل سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية، وأبرزها مشروع قرار التضامن مع الجمهورية اللبنانية. واقترح باسيل خلال الاجتماع أن يحمل القرار الذي ينتظر صدوره عن مجلس الجامعة عنوان "إعلان العالم العربي الحرب على داعش".

وقد سبق الجلسة الإفتتاحية اجتماع تشاوري دام لمدة ساعتين، جرى فيه التداول بالقرار العربي الذي سيصدر عن الوزراء العرب ضد الإرهاب و"داعش". وزار باسيل مشيخة الأزهر حيث التقى شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب على مدى ساعة جرى خلالها البحث في خطر المجموعات التكفيرية و"داعش" وضرورة مواجهتهم، اضافة إلى أهمية الحوار والتعايش بين مختلف الأديان والحضارات. وبعد اللقاء أدلى باسيل بتصريح قال فيه: "نحن اليوم نواجه خطرا وجوديا يهدد قيمنا الإنسانية. ونحن كمسيحيين ومسلمين بتنوعنا وتعددنا معنيين فيه جميعا من خلال المحافظة على قيمنا وتنوعنا. وهذا هو المكان الأنسب للبحث الفكري العميق حول كيفية مواجهة خطر داعش. بحثنا في الكثير من الآليات والأفكار لإعلاء صوت الحق والخير على صوت الشر الممثل بالجماعات الإرهابية والتكفيرية وعلى رأسها داعش".

أضاف: "نأمل اليوم آن يكون قرار مجلس وزراء الخارجية العرب نوعي، يؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك الجاد والفعلي والفعال لمواجهة عربية للحرب التي اعلنتها داعش على الوطن العربي. العالم العربي بدوله وحدوده وإنسانه مهدد بالزوال أمام الحرب التي تشنها داعش، والرد يكون بحرب عربية جامعة على هذا التنظيم". وتابع إن "منطلقات الحل دينية فكرية بدرجة أولى ترجمتها مالية، أمنية، عسكرية. وجود داعش لم يأت من العدم. هناك فكر تكفيري غطي بالمال والسلاح وفي مراحل عدة دعم بالسياسة. وقد آن الأوان ليتحمل الجميع مسؤولياتهم. الحل يكون بحرب شاملة فكرية، دينية، سياسية، ديبلوماسية، إعلامية، مالية، أمنية وعسكرية تشارك بها كل الدول العربية دون إستثناء، إذ ما يحدث في ليبيا يؤثر على لبنان وما يحصل في لبنان تتأثر به مصر".

وختم بالقول"لبنان هو أرض الحوار والتعايش بين الأديان، ولذلك دوره أساسي وفعال بين الأزهر والمراجع الشيعية والكنيسة وكل الأديان التي يجمعها الخير بمواجهة داعش. لبنان رأس حربة، ونحن ندفع الثمن ونقدم شهداء من المواطنين والجيش اللبناني. ولبنان بحاجة لمساعدة لمواجهة داعش، واليوم لجأنا إلى شيخ الأزهر لأن دعمه لنا أساسي وكبير ونحن نعول عليه". 

 

سلاح وجعب وبزات عسكرية... ماذا يجري في المناطق المسيحية الحدودية؟

٦ ايلول ٢٠١٤ /خالد موسى

لم يحل بمسيحيي لبنان ما حل فعلاً بمسيحي العراق وسوريا بعد دخول التنظيمات التكفيرية الإرهابية الى القرى المسيحية هناك وتهديم الكنائس ودور العبادة، غير أن ما يخافه المسيحي,ن في لبنان أن يحصل لهم كما حصل مع غيرهم، أمر دفعهم الى تحصين قراهم عبر تعزيز الأمن الذاتي فيها، خصوصاً في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية – السورية وتحديداً تلك القريبة من بلدة عرسال حيث وقعت المعركة الأخيرة بين الجيش اللبناني من جهة و"داعش" و"النصرة" من جهة أخرى.

بعد أحداث عرسال الاخيرة، عاد التسلح ليظهر مجدداً داخل بعض المناطق المسيحية بما فيها المناطق البعيدة نسبياً عن المناطق الحدودية، بعد أن كانت قد تخلت عنه خلال اتفاق الطائف الذي انهى بموجبه الحرب الأهلية التي كانت دائرة آنذاك بين المليشيات اللبنانية. غير أن واقع الحال الخطير اليوم، دفع أهالي تلك القرى الى حمل السلاح والدفاع عن مناطقهم ليلاً بإشراف البلديات والجيش اللبناني أو حتى بمبادرات أهلية في بعض الأحيان، في ظاهرة تعيد "الأمن الذاتي" التي كان ورفضها المسيحيون في السابق كما جميع اللبنانيين. فهل يعتبر منطق التسلح الحل الوحيد لحماية تلك المناطق، وأين يكمن دور الدولة في حمايتها، وماذا لو تحول السلاح الى سلاح مليشيات يعيد البلد الى زمن الحرب الأهلية التي طواها اللبنانيون بفضل اتفاق "الطائف"؟

 تدابير احترازية

"الأمن الذاتي للمجتمعات يعني تفكك الدولة لا سمح الله"، هكذا يعتبر مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبة قاطيشا مخاطر العودة الى منطق "الأمن الذاتي" مجدداً. ويوضح في حديث خاص لموقع "14 آذار" أن "ما تقوم به بعض البلديات من تعزيز الحراسة وزيادة عدد أفراد الشرطة هو عمل مشروع، ولا يعتبر على أنه أمن مجتمعي ذاتي إنما بمثابة تدابير احترازية من أجل عدم تفاقم الأمور وحصول إشكالات جديدة في البلدة أو تعرضها لأي اعتداء"، مشدداً على أن "حزب القوات اللبنانية يرفض رفضاً قاطعاً منطق الأمن الذاتي، لأننا انتهينا منه وعدنا لبناء دولة قوية مع بعضنا البعض".

العودة الى الدولة

 ويلفت قاطيشا الى أن "الحل الوحيد اليوم لحماية هذه المناطق وحماية لبنان بأكمله من أقصى شماله الى أقصى جنوبه هو بالعودة الى الدولة، وهذه العودة تبدأ بإنسحاب حزب الله من سوريا وعدم تدخله في الأمور الداخلية السورية واستجلاب "داعش" وأخواتها الى لبنان"، معتبراً أن "منطق الامن الذاتي يصب في مصلحة النظام السوري و"حزب الله" وليس في مصلحة الدولة اللبنانية وتقويتها لبسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية، وخصوصاً المناطق الحدودية القريبة من سوريا".

 "الأمن الذاتي" مرفوض

 يتفق عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب فادي الهبر مع قاطيشا حول رفض منطق "الأمن الذاتي"، ويشدد في حديث خاص لموقعنا على أن "منطق الأمن الذاتي مرفوض رفضاً قاطعاً من الكتائب اللبنانية"، مشيراً الى أن "الجميع يعرف بأن غالبية اللبنانيين لديهم سلاحا فرديا ويتفاوت بين جهة وأخرى، والمسيحيون هم أقل الناس الذين يوجد لديهم سلاح، وتنشط عمليات التسلح في المناطق التي ينمو فيها وهج المخاطر المتأتية من التطرف الداعشي والنار السورية".

 "داعش" خطر على جميع

 ويعتبر الهبر أن "موضوع داعش أصبح موضوعا يتخطى الإقليم وبات يهدد جميع دول العالم بمن فيهم أميركا وبريطانيا ويلامس الحدود اللبنانية، وهذا الخطر هو على السنة والشيعة وعلى المسيحيين وعلى جميع الاقليات الموجودة في العالم، لذلك هناك التفاف دولي على ضرب الإرهاب بشكل عام وفي مقدمته "داعش""، مشيراً الى أن "موضوع "داعش" ليس فقط يخص المسيحيين الذين يتسلحون لمساعدة برنامج بلدي لحماية قراهم ومناطقهم المحاذية للحدود اللبنانية – السورية، ومما لا شك فيه أن حركة التسلح هذه لا تقتصر فقط على المسيحيين فحسب بل الى كل الطوائف الموجودة في تلك المناطق".

خراب لبنان

 ويشدد على أن "الحل الأمثل هو بوضع هذا الملف بعهدة القوى الأمنية والعسكرية، التي هي الوحيدة المولجة تأمين حماية جميع اللبنانيين ودرء المخاطر عن البلد، وأن لا يكون هناك حركة شعبية مسلحة كي لا نصل الى مربعات أمنية متخاصمة في المستقبل"، لافتاً الى أن "التسلح يعني خراب لبنان، وهذا السلاح يجب أن يكون بيد القوى الامنية والعسكرية على كل تنوعها، وأن يكون اللبناني لأي طائفة انتمي ولأي منطقة انتمي خفير حريص على أمن لبنان".

 المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

«الجرأة على الجرأة» في مواجهة الخاطفين

وسام سعادة/المستقبل

في هذه الظروف العصيبة بالذات، كمثل الظرف الموجود فيه لبنان، بعد اختطاف عرسال واختطاف أبناء بلدنا من العسكريين المنتمين لأكثر من منطقة وطائفة، تظهر المشكلة الأساسية للتركيبة السياسية اللبنانية بشكل موجع. فالحقيقة أنّ الإطار المرتسم لعملية الخطف واضح، وما يفرضه الإرهابيون من ابتزاز نافر، وثمة خيارات مرّة ينبغي الاختيار بينها لا خارجها، والعتب على الاختيار. فإذا كانت الأولوية هي لتحرير المخطوفين من العسكريين وعودتهم سالمين إلى ذويهم وإلى مؤسستهم الوطنية الشرعية، فهذه الأولوية ينبغي أن يتمّ التركيز عليها كمنطلق يحمي الحكومة والجيش في كيفية تصرّفهم سياسياً وأمنياً مع القضية. لا يمكن أن تميّع هذه الأولوية. لا يمكن التعامل مع الموضوع على أنّ ليس فيه أولويات ثابتة، بل «أولويات متحرّكة«. إذا كانت الأولوية هي تحرير المخطوفين فلنجعلها كذلك بشكل واضح ليس فيه لبس وليكن منطلقاً وطنياً جامعاً. الإرهابيون يفرضون معادلة ابتزاز على اللبنانيين، وبالتالي فأول ما يفعله اللبنانيون هو رفض ابتزاز بعضهم البعض على خلفية أيٍّ من تداعيات هذه القضية التي يفترض أن تجمع بينهم بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة.

عندما يحدث هذا النوع من القضايا، خطف إرهابي لمدنيين أو عسكريين، تكون هناك دولة، حاضرة بسياستها وأمنها، بحكومتها وأجهزتها، ويكون هناك الإرهابيون الخاطفون وضحايا خطفهم، الذين على قيد الحياة والذين قتلوا أثناء عملية الخطف أو في ظل احتجازهم، ويكون هناك الوسطاء. هذا بديهي، إلا عندنا. فدور الدولة في هذا الباب لا يمكن أن يجري تقاسمه بينها وبين أي «مجتمع مدني« أو «أهلي« في هذه المسألة، فيما المعركة، تفاوضية كانت أو أمنية، مفتوحة. فالتحدّي هو تمكين الدولة، تمكينها من الاختيار بين خيارات ليس فيها أي خيار غير محفوف بخطر ما، أو بتضحية ما. في هذه القضايا ليس هناك «ربح مطلق«، لكنْ ثمة «ربح بالمحصّلة« أو «انتكاسة بالمحصّلة«.

إنه لوضع استثنائي جداً حين تنجح مجموعة إرهابية في اختطاف عسكريين وفي السيطرة على بقعة من لبنان، لكنّ وضعاً كهذا يفترض أن يكون لديه من لديه «الجرأة على الجرأة«، الجرأة على اتخاذ القرار السيادي المسؤول وعلى أن يحاسب بعد ذلك على ما اتخذه من قرار، وأمام المؤسسات الموكلة بذلك. هنا يظهر التعطل الكبير في التركيبة اللبنانية. فهذه المساحة، مساحة «الجرأة على الجرأة«، التي يوجزها الفيلسوف الألماني كارل شميت في أن «صاحب السيادة هو الذي يقرّر حال الاستثناء«، هي المفقود في هذا النظام السياسي، وهي المفقود بشكل أكبر في ظلّ شغور المنصب الأول في الدولة اللبنانية. إن الفراغ الدستوري هو تركة ثقيلة تتراكم شهراً بعد شهر، وتظهر فداحة ذلك أمام قضية كمثل اختطاف العسكريين. ثمة نقص هيكلي هنا لا يمكن أن يسدّه أحد الآن.

عدوان الإرهابيين على عرسال والعسكريين، وإراقة دماء شهيدين من جنود وطننا، إنما يكشفان مشكلة أساسية تتصل بصنع القرار عندنا وتحمّل مسؤوليته، شدّة أو ليناً، في الوقت المناسب. وهذا تفريع على مشكلة مركزية: مشكلة الشرعية.

بالتوازي، هذا التحدّي بالذات يفترض أن يكون مدخلاً للانتباه إلى أن هناك أشياء ثمينة ينبغي الحرص عليها في هذا البلد، وهو البلد نفسه، ومؤسساته، بدءاً من تلك الدستورية، ووصولاً إلى استعادة استقلالية هذا البلد عن الأتون الإقليمي قدر المستطاع. فإذا كان تحرير المخطوفين هو الأولوية المباشرة، فإن إعادة تسييج لبنان وفصله بشكل تدريجي لكنْ سريع، عن الحريق الإقليمي، فيه مصلحة لكافة اللبنانيين، وما عادت المكابرة جائزة.

 

العلاقة الستراتيجية” بين الولايات المتحدة وإيران صفقة سيئة حقاً

 د.كيم هولمز/السياسة

من أهم دروس فن الحكم, أن الأخطاء تميل إلى أن تتفاقم وتأتي فوق بعضها بعضاً. والخيارات الجيدة تختفي فيما تتكاثر السيئة منها .وتصبح الحفرة أعمق جراء اليأس الذي يدفعك للتفكير في خيارات لم يتم النظر فيها في أفضل الأوقات. هذا ما أخشى أن يحدث بعد ذلك في العراق. لأن لدينا عددا قليلاً من الخيارات الجيدة, وإدارة أوباما تعتقد انه حان الوقت لكي تبدأ التفكير في عقد “صفقة كبرى” مع إيران بشأن العراق. هذا “المنطق” قد يبدو مقنعا. فالولايات المتحدة وإيران تنظران الى “داعش” كعدو لدود. كلانا يعارض تدمير الحكومة الحالية في بغداد. في الواقع, ساعدت إيران في الإطاحة برئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.كما أشار الأكراد بالفعل أنهم سيكونون سعداء إذا ساعدتهم إيران على دحر “داعش” في العراق. وفي الوقت نفسه, ماذا يريد الإيرانيون? إنهم يريدون الموافقة على برنامج تخصيب اليورانيوم, في حين أن لديهم شيئاً لا يمكننا تحقيقه, أقصد وجود “جنود على الأرض” على شكل ميليشيات شيعية موالية لإيران داخل العراق والتي كان لها بالفعل يد في ردع الدولة الإسلامية في العراق والشام عن التوجه نحو بغداد. الفكرة لم ترشح عما قريب. ففي وقت سابق من هذا الصيف دعا ثلاثة مسؤولين أميركيين سابقين كبار هم ريان كروكر, وليام لوورز وتوماس بيكرينغ إلى “علاقة ستراتيجية” بين الولايات المتحدة وإيران.

ورأوا أن يكون هناك تحالف صريح , لكنهم قالوا إن “عملا موازيا متبادلا أمر ضروري”. كذلك الأمر, فإن الإيرانيين طرحوا فكرة التعاون حول العراق في يونيو, قبل الموعد النهائي للمحادثات النووية الايرانية. كانت هناك مناقشات وجيزة وغير رسمية بين الأميركيين والإيرانيين حول ربط الاتفاق النووي بالتعاون في الشأن العراقي, ولكن لم يخرج أي شيء رسمي عن تلك النقاشات. البنتاغون عادة يكره هذه الفكرة, ولكن إذا احتضن ديبلوماسيون من ذوي الخبرة مثل كروكر وبيكرينغ تلك الفكرة, يمكن أن نرى وزارة الخارجية, والأهم من ذلك الساسة في البيت الأبيض يتحمسون لتلك الفكرة باعتبارها وسيلة لتخفيف الضغط عن موضوع إرسال مزيد من القوات الى العراق. كيف يمكن لصفقة كهذه أن تسقط? ليس سرا أن إدارة أوباما بحاجة ماسة إلى عقد الاتفاق النووي مع ايران. إنه أمر قديم. علاوة على ذلك, الرئيس أوباما قلل من احتمال استخدام القوة العسكرية, لذلك ليس أمامه الكثير من الخيارات. وقد تم بالفعل رفع بعض العقوبات عن إيران, ولكن طهران لم تفوت موعد يوليو للتوصل إلى اتفاق فحسب , بل إنها تعرقل عملية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهكذا, تعثرت المحادثات, والإدارة يمكن ألا تفكر أنه إذا لم تفاوض ايران فربما يمكنها أن تساعد. من هنا يأتي دور العراق في المعادلة. فالوعود بالتعاون الضمني في العراق يمكن أن تكون بمثابة المرهم الذي يخفف ويسهل عملية التوصل الى اتفاق بشأن القضايا النووية. وفي المقابل, تخفف الولايات المتحدة من مطالبها المتعلقة بالحد من أعداد أجهزة الطرد المركزي الإيرانية, وربما تبحث طهران عن وسيلة أخرى لكي تتحدى الوكالة, كأن تعد ليس بإبعاد “داعش” فحسب بل “بالمساعدة” على استقرار الوضع في العراق. فإذا كان التدخل الايراني في العراق عن طريق الحرس الثوري والميليشيات الشيعية العراقية البديلة ناجحا, فإن تفكير الادارة قد يذهب الى أن ذلك من شأنه أن يخفف الضغط عن الولايات المتحدة بالنسبة لعملية إرسال “جنود على الأرض”.

هناك مشكلة واحدة فقط : إن ذلك لن ينجح . فصفقة كبرى مع ايران حول العراق ما هي إلا وهم. فالإيرانيون لا يريدون أن يفعلوا في العراق الأمور نفسها التي نقوم بها. إنهم لا يريدون للعراق أن يكون موحداً ومستقراً. بل يريدون عراقاً يسيطرون عليه هم وحلفاؤهم من الشيعة. يريدون فعلا التخفيف من العقوبات الغربية, لكنهم لا يريدون شراكة ستراتيجية مع الولايات المتحدة. إنهم يغذون الصراع مع الغرب, وليس هناك دليل على أنهم يريدون حقاً التخلي عن برنامجهم الخاص بالأسلحة النووية بشكل دائم في مقابل وضع حد لعزلتهم الدولية. وبالتالي فإننا يمكن أن نخسر على جبهتين : يحصل الإيرانيون على الضوء الأخضر لمواصلة برنامجهم النووي, وفي الوقت نفسه يتمتعون بموافقة الولايات المتحدة على تفوقهم المتصاعد في العراق والمنطقة”. إن ذلك الحديث لا يعبر إلا عن قصر نظر! فالعمل حتى ضمناً مع الميليشيات الشيعية الموالية لإيران داخل العراق هو بمثابة صب الزيت على النار في الحرب الأهلية التي تدور رحاها بالفعل. لقد ارتكبنا بالفعل ما يكفي من الأخطاء. دعونا لا نضاعف تلك الأخطاء فنرتكب خطأ آخر من خلال محاولة العمل مع إيران. عن “ناشيونال انترست” ديبلوماسي أميركي سابق

 

جنبلاط مع التفاوض عبر الدول وليس المقايضة: نحن ملح لبنان مع المسيحيين منذ مئات السنين

عاليه – رمزي مشرفيّة /النهار

8 أيلول 2014

أعلن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، خلال جولة على بلدات في الشحار الغربي، "تأييد مبدأ التفاوض عبر الدول لحل قضية مخطوفي الجيش وليس مع المقايضة" ، وقال "ان لا أحد يهتم بنا من الدول، فالتاريخ لا يتوقف وكل الشرق ملتهب. ويأتينا من يقول يا مسيحييي الشرق تفضلوا الى عندنا إرحلوا عن لبنان وهاجروا". وقال: "نحن ملح الجبل مع المسيحيين، ملح لبنان مع المسيحيين". المحطة الأولى كانت في قبرشمون حيث حيا جنبلاط "كل الشهداء من جميع الفئات اللبنانية كما شهداء المقاومة الاسلامية". وقال: "أحدهم بالأمس سقط في الجنوب عندما حاول مع الجيش اللبناني تفكيك جهاز تنصت وتغافل الاعلام اللبناني الرسمي وغير الرسمي عن هذا الاعتداء على السيادة اللبنانية".

وانتقل والوفد المرافق الى البنيّه حيث زار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الذي قال: "نشد على يدكم بالنسبة الى انتخاب رئيس للجمهورية".

ثم أقيم استقبال في "قاعة الشهيد كمال جنبلاط" وتناول جنبلاط أمورا تنموية وقال: "في الوقت الحاضر كل المؤسسات مشلولة حاليا. المجلس مقفل والحكومة تجتمع وتقوم بالحد الأدنى من الأعمال أمام التحديات الهائلة وخصوصاً قضية مخطوفي الجيش. وفي هذا السياق أقول اني أؤيد التفاوض عبر الدول، جاءنا مندوب قطري، ولكني لست مع المقايضة المباشرة، مع التفاوض والتعجيل في محاكمة المسجونين. جماعة الضنية مضت 14 عاماً ولم يحاكموا لظروف سياسية ضيقة. هؤلاء الـ 400 شخص والمذنب مذنب والبريء بريء. هناك بعض المساجين "رح يطلع لهم عنا"، سُجنوا 14 سنة ويمكن أن يكونوا أبرياء".

وأكد "مسيرة الانفتاح والتلاقي والحوار مع كل مكونات الوطن ودعم الدولة والجيش في في مواجهة الارهاب. التاريخ لا يتوقف واليوم نرى كيف كل الشرق يلتهب. ولا يظن أحد أن أحدا يهتم بنا، نحن يجب أن نهتم بأنفسنا. نؤكد على الوحدة والتلاقي على احترام الرأي الآخر والتنوع

وانتقل الى دارة الشيخ نصر الدين الغريب في كفرمتى حيث كان استقبال حاشد. وألقى غريب كلمة أثنى فيها على التنسيق بين الزعامتين الأرسلانية والجنبلاطية وقال:" ان العدو المستجد اليوم خطر كبير علينا جميعاً، يذبحون الناس كما تُذبح النعاج " داعيا الى "حل لانتخاب رئيس للجمهورية". ورد جنبلاط بكلمة جاء فيها: "هناك اليوم تطورات هائلة في المنطقة ، بالأمس السيد الخامنئي أوعز بالتعاون العسكري مع الأميركيين ضد الارهاب في العراق، وهذه خطوة كبيرة، لكن على الأميركي تلقف هذه الخطوة من أجل محاربة الارهاب الذي يلزمه مستوى اقليمي، تركيا، وايران ومصر والسعودية لمحاربته. هذه المعادلة تنطبق على كل الدول، لبنان وليبيا وسوريا".

وأضاف:" ننتظر اجتياح الارهاب ونتفرج. قلت ان التاريخ لا يرحم ولا يتوقف (...). سنتابع المسيرة وأعمل جهدي مع الدول، وصراحة، لا يظنن أحد أن الدول مهتمة بنا، على النقيض يأتي المبعوث تلو الآخر وأحدهم رئيس وزراء فرنسي سابق ووزير فرنسي حالي ليقول لمسيحيي الشرق تفضلوا الى عندنا كأنه يقول ما بدنا مسيحيين في الشرق فليهاجروا. نحن ملح الجبل مع المسيحيين، ملح لبنان مع المسيحيين هذا التعايش مفروض منذ مئات السنين".

بعدها انتقل الجميع الى قاعة كفرمتى، فكنيسة القديس جاورجيوس الأرثوذكسية حيث ألقى كاهن الرعية الأب سليمان نجم الحداد كلمة ترحيب. وتحدث جنبلاط عن ملف المهجرين وأمور خدماتية وقال: "في السياسة ذهبنا الى مصر التي تستعيد شيئا فشيئا عافيتها. رئيس مصر قال لي: استعجلوا التسوية وانتخبوا رئيسا، لأن أمن لبنان ورئاسته والانتخابات النيابية تهمنا كثيراً وأكثر من أي وقت مضى. أنقل رسالة رئيس مصر الى كل المسؤولين، وأنا بالتصرف لكل عمل من أجل الخروج من المأزق ومن الفراغ".

المحطة الأخيرة كانت في عين درافيل حيث كان استقبال حاشد ايضا في كنيسة السيدة المارونية. وألقى جنبلاط كلمة تمنى فيها للبطريرك الراعي التوفيق في مسعاه في واشنطن. وتوجه الى "بعض الذين انتقدوا زيارة الراعي لواشنطن، هذا الكلام موجه الى الأستاذ الصديق الكبير المعطاء ميشال اده، أن يكون هناك حوار بينه وبين بعض الصحافيين في "لوريان - لوجور" الذين لم ينتقدوا زيارة البطريرك بل انتقدوا بعض المنظمين لهذه الزيارة ومن حقهم الانتقاد لأن هؤلاء من كبار المتمولين، وكان عليهم الى جانب تنظيمهم الزيارة أن يهتموا بالفقراء اللبنانيين المسيحيين بالتحديد بدءا من عين درافيل الى بقية المناطق".

 

بناء استراتيجية مع توخي الحذر

ديفيد اغناتيوس/الشرق الأوسط

08 أيلول/14

هرعت أميركا على نحو طائش لشن حرب في العراق عام 2003. ولكن هذه المرة لا يستطيع أحد على أقل تقدير توجيه مثل هذا الانتقاد لها. تسير الإدارة الأميركية على خطى حذرة لتنفيذ ما تعهد به الرئيس أوباما بـ«إضعاف وتدمير (داعش)». ويبدو بالفعل أن لديه استراتيجية يتبناها حظيت بالقبول من جانب حلفائه بالخارج، ولكن لا تزال كثير من عناصر تلك الاستراتيجية غير جاهزة حتى الآن.

قرار أوباما بشأن العراق وسوريا يشبه سياسية الحذر التي وصفها إبراهام لنكولن بـ«سياسة تتسم بالبطء»، في إشارة إلى الجنرال جورج ماكليلان. لا يزال يساور أوباما القلق بشأن التكاليف المحتملة في حال التعامل مع الأمر على نحو خاطئ؛ إنه بحاجة لمزيد من التركيز لمواجهة ذلك الأمر بشكل صحيح، بما في ذلك بناء دعم سياسي في الداخل. ووصفت ليزا موناكو، مستشارة البيت الأبيض في شؤون الإرهاب، «داعش» بـ«خليط»؛ فهو عبارة عن منظمة إرهابية، وفي الوقت ذاته جيش مسلح. ورغم أن «العنف العشوائي» الذي يمارسه «داعش» يشكل تهديدا على منطقة الشرق الأوسط والأميركيين في المنطقة، قالت موناكو إنه «لا يوجد معلومات موثوقة» حول تخطيط «داعش» لشن هجمات على أميركا حتى الآن. وبالتالي كيف تعتزم الإدارة إضعاف هذا العدو؟ تعد الاستراتيجية الأساسية معقولة، وهي تكمن في: العمل مع الشركاء والحلفاء، وجعلهم يخوضون في أعمال القتال على الأرض. لا للمزيد من ترك أصدقائنا يرتدون معطفنا، بينما نضطلع نحن بالأعمال القذرة. ففي هذه المرة، سوف تُقدم القوة الجوية والعسكرية الأميركية إلى الدول التي تبين أنهم يخوضون المعركة بأنفسهم.

إنها استراتيجية معقولة، ولكنها صعبة التنفيذ. تكمن المرحلة الأولى لهذه الاستراتيجية في موافقة العراق على تشكيل حكومة جديدة شاملة. ولكن أميركا تريد منهم الموافقة على برنامج أساسي - يقوم على اللامركزية، وإصلاح الجيش، وتقاسم العائدات النفطية، والتراجع عن بعض قواعد اجتثاث حزب البعث القاسية - قبل توزيع الحقائب الوزارية. فهذا من شأنه أن يضع الحصان قبل العربة بشكل سليم. دعونا نفترض أن العراقيين قاموا بتشكيل حكومة متماسكة. الاستراتيجية الأميركية تفترض أن الجيش العراقي - الذي انهار بنحو كارثي في الموصل سوف يعاد بناؤه جنبا إلى جنب مع القوات الإقليمية، مع اعتزام وحدات يسيطر عليها السنة (تنتمي إلى المقاتلين القبليين) محاربة «داعش» في الشمال والغرب، وانضمام قوات البيشمركة وألوية شيعية إليهم - وجرى التنسيق بينهم جميعا، على نحو غير محكم، تحت إشراف وزارة الدفاع العراقية الجديدة. وفي غضون ذلك، فتحت أميركا قناة خلفية هادئة لإيران لـ«الفصل» بين الاشتباكات المحتملة، نظرا لأن كلتا الدولتين تستخدمان القوة الجوية من أجل مهاجمة أهداف «داعش». هذه تمثل سياسة معقولة، وقد تمثل بداية لمناقشات أوسع نطاقا.

وتجمع المرحلة الثانية من استراتيجية الإدارة الأميركية الحلفاء في المنطقة لتشجيع المسلمين السنة في العراق وسوريا على محاربة «داعش». وحتى الآن يعد الحلفاء الثلاثة الرئيسيون هم: السعودية والأردن والإمارات.

ويكمن الجزء الأصعب من الاستراتيجية في سوريا؛ حيث يدعي البعض في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة تقصف المراكز اللوجيستية والتدريبية في سوريا التي تعد ملاذات آمنة لـ«داعش». قد تعد تلك الهجمات قادمة، ولكن يريد المسؤولون الأميركيون التأكد من أنه بمجرد بدء القصف الأميركي داخل سوريا، سيكون المقاتلون المعتدلون من الجيش الحر السوري على أهبة الاستعداد لملء الفراغ. وقد دربت وكالة الاستخبارات الأميركية سرا بالفعل، أكثر من أربعة آلاف من المقاتلين التابعين للجيش السوري الحر، ويمكنها زيادة هذا العدد بشكل سريع. كما تعتزم أميركا أيضا التدريب العلني لعشرة آلاف أو أكثر من السوريين، في إطار قوة مستقرة يمكن أن تسيطر على المناطق التي اضطر متطرفو داعش إلى التخلي عنها. هل ستعمل هذه الاستراتيجية؟ لقد شدّت من أزري التعليقات التي أدلى بها الشيخ أحمد الجربا، الرئيس السابق للمعارضة السورية، والآن هو رئيس غرفة العمليات المناهضة لـ«داعش». وفي مقابلة أجريت معه، كان يتفق الجربا مع الإدارة الأميركية في أن الغارات الجوية في سوريا «لن تكون فعالة إلا مع دعم المقاتلين على الأرض». وأوضح أن لديه أربعة آلاف من نشطاء الجيش السوري الحر في شمال سوريا يعملون بالتعاون مع عدد مماثل تقريبا من المقاتلين من أبناء العشائر السورية، مشيرا إلى أنه قام بتنسيق العمليات مع زعيم الأكراد مسعود بارزاني. وقال الجربا، مخاطبا الفريق الذي يعلن عن عمليات الذبح الوحشية: «معظم السوريين يعتقدون أن داعش أحمق»، وأضاف: «نحن السوريون لا نقبل بوجود هذا السرطان في جسمنا». استراتيجية أوباما الناشئة ببطء ضد «داعش» سوف تنجح بقدر نجاح الجربا والآلاف من السوريين والعراقيين الجديرين بالاحترام في مواصلة العمل على تنفيذ هذا التعهد حتى النهاية.

* خدمة {واشنطن بوست}

 

تحالف دولي ضد «داعش» :هذه هي العقبات

سام منسى/الحياة

07 أيلول/14

لم يعد خافياً أن الإدارة الأميركية بدأت انعطافة واضحة للانخراط مجدداً في شؤون المنطقة العربية، بعد الانكفاء غير المسبوق، أو ما اصطلح على وصفه بالنأي بالنفس عن المشاكل والأزمات، وقد فعّل هذه العودة وسرّعها «ذبح» الصحافيَّين الأميركيَّين المقززة.

في هذا السياق لا بد من أن يسجل متابع الحدث في المنطقة، وعلى هامش الموضوع، أن أداء «داعش» صار حافزاً لتدخّل الولايات المتحدة والغرب، ليس فقط نتيجة عمليات الذبح «المتلفزة» فحسب، بل نتيجة ممارسات مريبة وغير مبررة لأي سبب من الأسباب.

بدأت بوادر الانخراط الجديد مع إرسال ٣ دفعات من القوات الأميركية إلى العراق، آخرها ٣٥٠ جندياً، بحجة مهمات استشارية وحماية السفارة الأميركية وطاقمها، وشنّ الغارات الأميركية على مواقع «داعش» في العراق. ودعا الرئيس الأميركي أيضاً إلى تشكيل تحالف عالمي لمحاربة تنظيم «داعش» والتهديد بإبادته وإبداء العزم على إيفاد وزيري الخارجية والدفاع إلى المنطقة لبلورة هذا التحالف.

واضح أن رد الفعل الأميركي البارز عبر لهجة الرئيس والمسؤولين الأميركيين، يعبّر عن «نقزة» أميركية، كمن أوقظ من نوم عميق بعد حدث جلل.

وأصدق تعبير عن الارتباك والمفاجأة أن الرئيس والإدارة وصفا «داعش» تارة بالسرطان قبل أن يتوقّعا أن تطول محاربته، وصولاً إلى القول إن القضاء على «داعش» يحتاج إلى حرب عالمية ضده. حتى إن الرئيس الأميركي نفسه، وبعد أن قال إن الإدارة ليس لديها استراتيجية لمحاربة «داعش» عاد، وبعد أيام قليلة، ليؤكد أن بلاده لديها هذه الاستراتيجية وهو عازم على القضاء على «داعش». والغريب في هذا الكلام إنجاز استراتيجية لدولة عظمى بحجم الولايات المتحدة في غضون أيام لمواجهة حدث يحتاج إلى تكاتف العالم؟

تدلّ المؤشرات كافة على أن الإدارة الأميركية تلحق بالحدث أو حتى تلهث وراءه لاحتوائه، ولا تزال إما غير راغبة أو غير قادرة على التأثير فيه ومعالجته ووضع حد له.

ويتوقع المتابعون لهذا المسار ألّا تثمر الزيارة المنوي أن يقوم بها الوزيران كيري وهاغل عن النتائج المرجوة منها، أقله في القريب العاجل، ولأسباب كثيرة على رأسها أنه، على رغم ما نسمع ونشاهد، لا يزال الرئيس الأميركي في رأي هؤلاء المتابعين غير راغب بحرب أميركية منفردة ضد «داعش»، بل يسعى إلى تكتل دولي وإقليمي، من ضمنه طبعاً الولايات المتحدة، يخوض هذه الحرب.

لكن هذا التحالف دونه عقبات كثيرة، أهمها:

1- أن الإدارة الأميركية تكاد ترتكب الخطأ الذي سبق أن ارتكبته مع سورية، اي اختزال الأزمة والحرب بامتلاك النظام أسلحة كيماوية.

اليوم، واشنطن تختزل الاضطراب الذي تشهده المنطقة وفي أكثر من دولة بتمدد «داعش» وممارساته. وبدل اعتبار ظاهرة «داعش» نتيجة للنزاعات والأزمات التي تعيشها المنطقة منذ عقود وفي أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد، فإن المقاربة تقوم على أن «داعش» هو لب المشكلة، والقضاء عليه سيعيد الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وهذا الأمر يعيد إلى الأذهان كيف اعتبرت تصفية أسامة بن لادن اجتثاثاً للإرهاب، ليتبين لاحقاً أنه نما وازدهر بعد بن لادن أكثر مما كان عليه قبل مقتله.

كما أن سياسة الغرب بعامة والولايات المتحدة ومقاربتهما للإرهاب، فشلت فشلاً ذريعاً ومدوياً. وتؤكد نظرة سريعة لهذه الظاهرة وتناميها في العالم والإقليم منذ عام ٢٠٠١ وحتى عام ٢٠١٤ صحة ما نقول، ما يعني أن مجمل سياسة الغرب بما فيه روسيا والصين بمقاربة هذه الظاهرة أدى إلى انتشارها، حتى باتت تسيطر على مناطق شاسعة وتحكم الملايين من السكان، وتدفع الدول الكبرى إلى التكاتف والتعاون لمحاربتها: كم يصعب على المراقب أن يصدق أن القضاء على «داعش» بات يحتاج إلى كل هذا الحشد من الدول العظمى؟

2- الإمعان في مقاربة أزمات المنطقة ومشاكلها باعتبارها غير مترابطة. لا تزال الإدارة الاميركية الحالية مصرة على معالجة كل مشكلة على حدة، منطلقة من أن لا علاقة لها بمشاكل أخرى. بكلام آخر لا سياسة أو لا رؤية استراتيجية لمعالجة أزمات المنطقة. ولا تزال السياسة مبنية على ردود فعل، كما هي الحال مع ممارسات «داعش» أخيراً ومع غيره في أوقات ومراحل سابقة.

لم تتحرك الولايات المتحدة بخاصة والغرب بعامة بالشكل المطلوب وبالفعالية والجدية التي تتطلبها حرب مثل تلك التي تدور في سورية، أدت إلى سقوط أكثر من ٢٠٠ ألف قتيل و٩ ملايين نازح ومهجر. لم يتحرك الغرب حتى الآن لمواجهة ما يجري في ليبيا، والذي قد يمتد إلى الدول المجاورة. كما لم تتحرك واشنطن لوضع حد لممارسات نوري المالكي في العراق، والمساعدة في احتواء الحراك الحوثي في اليمن.

جاء رد الفعل الغربي بعامة والأميركي بخاصة، نتيجة تهديد المناطق الكردية في العراق والممارسات الهمجية ضد الأقليتين المسيحية والإيزيدية في العراق.

بعض الدول التي سيزورها الوزير كيري والوزير هاغل ستسأل الإدارة عن المواقف الأميركية الملتبسة.

لن يستطيع الرئيس أوباما وأركان إدارته تفسير التراجع عن النأي بالنفس عن مشاكل المنطقة، لا سيما إذا لم يحمل الوزيران مواقف واضحة إزاء التباين حول قضايا كثيرة، على رأسها الموقف من إيران ودورها في الإقليم.

3- تباين واضح بين بعض الأطراف التي تنتمي إلى ما يمكن اعتباره حلفاً. ويتمحور التباين حول أكثر من موضوع خلافي، إنما النقطة الخلافية الأبرز هي الموقف من نظام الأسد كما الموقف من الإسلام السياسي نفسه ومن المنظمات المتشددة.

4- إذا كان من السذاجة اعتبار أن حل ظاهرة «داعش» وغيرها من حالات الاضطراب والنزاع في الإقليم يصلح بالدور الأجنبي، فإن من السذاجة والتبسيط أيضاً تجاهل عمق المشاكل المحلية وتجذرها في دول الإقليم، لا سيما فقدان الحكم الصالح والمشاكل داخل المكونات وبين هذه المكونات والسلطة.

كشفت السنوات الثلاث الماضية الكثير من الحقائق حول الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية في عالمنا العربي. ما ظهر في سورية وليبيا والعراق ومصر وتونس ولبنان وفلسطين وغيرها من عفن ثقافي واجتماعي وتخلف وعنف، لا يشي بحلول سريعة ومستقبل قريب واعد.

وهذا قد يبرر للرئيس الأميركي عدم ضرورة الانخراط في شؤون المنطقة، وقناعته بأن التدخل في منطقة فاشلة أو على مشارف الفشل، نتائجه باهظة على بلاده.

وبمعزل عن صواب هذه المقاربة أو خطئها تبين للرئيس الأميركي أن من الصعب التخلي أو الابتعاد.

وفي السياق نفسه، لا سيما مع الحديث عن اقتراب أكثر من دولة في المنطقة من الفشل وتحولها إلى بيئات صالحة لتفريخ الإرهابيين واحتضان المقبلين من الغرب، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: إذا صح أن العالم العربي أضحى بيئة حاضنة ومنتجة للإرهاب، ماذا في شأن أولئك المقبلين من الغرب، هل لندن وسيدني ولوس أنجليس واستوكهولم بيئات خصبة أيضاً؟

 

لبنان ... ما بعد توازن الرعب

محمد سلام، الأحد 7 أيلول 2014

ليس سراً أن لبنان كان يعيش تحت نعل المرعب الوحيد، حزب "الله" الفارسي، منذ محاولة إغتيال الوزير مروان حمادة في تشرين الأول العام 2004 وحتى الثاني من آب الماضي يوم إندلعت معركة عرسال. الآن لبنان يعيش حقبة توازن الرعب، فماذا بعدها ... ولبنان إلى ... أين.  وليس سراً أن حزب الإرهاب الفارسي مارس الرعب ضد اللبنانيين السنّة أساساً فطحنهم عسكريا في 7 أيار العام 2008 في إعتداء ظالم أطلق عليه صفة "جراحة بالمنظار" كي يوحي بأنه كان "رؤوفاً" بالناس فلم يشقهم بسكينه بل إكتفى "بثقبهم" ... بمنظاره.

 وليس سراً أن حزب الإرهاب الفارسي إستطاع بغطرسته وظلمه وحماية الدولة اللبنانية له وعدم وجود من يواجهه جدياً، إرعاب سنّة بيروت ... حتى بالإيحاء. لم يعد مضطراً إلى خوض تجربة عسكرية، ولا "جراحة بالمنظار" صار يكفيه أن ينشر عشرة من عناصره يرتدون قمصاناً سوداء في أرجاء المدينة المحتلة، فتقفل المدارس، وتتعطل الأعمال، يخاف الناس، يبولون في سراويلهم، يلتزمون بيوتهم ... وبعضهم يغادرها إلى مناطق "آمنة".

 وليس سراً أن عملاء حزب الإرهاب الفارسي من السنّة كانوا يتغطرسون على بقية السنة من معارضي الحزب. وكان العملاء يتمخترون في طول البلاد وعرضها فيما المعارضون لحزب الله "يتلطون" كي لا يستهدفهم القتل. ومن لم يكن من مصلحة الحزب الوصول إليه مباشرة كانت الدولة اللبنانية تتولى تغطية المهمة كي ينفذها الحزب المرعب ... تحت مظلّتها.

 الآن تعدّل المشهد، ليس بمعنى أن حزب الإرهاب الفارسي لم يعد مرعباً، بل بمعنى أن عملاءه السنّة صاروا يبولون في ثيابهم بعدما وصلت إلى وسائل الإعلام أخبار عن وجود لائحة لدى "الدولة الإسلامية وجبهة النصرة" بأسماء "عملاء سنة لحزب اللات" من اللبنانيين والسوريين في عرسال، وبعدما "أعدمت" النصرة من قالت أنه أحدهم وسلمت جثته إلى أهله في عرسال.

 نعم. صحيح هناك نزوح من عرسال. ولكنه فقط نزوح للبنانيين وسوريين "سنّة" متهمين بأنهم "عملاء لحزب اللات."

 وصحيح أيضاً أن مرجعيات في عرسال رصدت نزوح بعض الأشاص ممن لم تتردد أسماؤهم في اللوائح التي وصلت إلى الإعلام، ما يوحي بأن شبكة "عملاء حزب اللات" السنيّة واسعة.

 وصحيح أيضاً وأيضاً أن لائحة "عملاء حزب اللات" السنّة طويلة وتضم أشخاصاً من شرائح متعددة، من سياسيين، ومعممين، وإعلاميين، وإختياريين وبلديين وموظفين عامين، مثبتين ومياومين، " وشركاء أعماليين" وشبيحة أزقة مُدنيين و .... غيرهم كثيرين.

 والصحيح أيضاً أن "لائحة عملاء حزب اللات" السنّة تضم أشخاصاً وتنظيمات من جنسيات لبنانية وفلسطينية وسورية ... و، و، و، .......

 والصحيح أيضاً وأيضاً وأيضاً أن جميع هؤلاء "العملاء السنّة" صاروا الآن يبولون في سراويلهم "على الواقف" ... حتى النسوة منهم ... يبلن "على الواقف".

 وصحيح أن ما نشره الإعلام (تحديداً صحيفة الشرق الأوسط) عن لائحة عملاء "حزب اللات" السنّة إقتصر على اللبنانيين والسوريين في بلدة عرسال، ولكن الصحيح أيضاً أن "أشقاء" هؤلاء في العمالة صاروا يبولون في سراويلهم في مختلف المناطق اللبنانية السنية ... وصولاً إلى مدن الساحل. بعضهم، من المعممين الذين حاولوا تحصين أنفسهم بإنتخاب المفتي الجديد، صار يقاطع الصلاة في المساجد ... إحترازاً.

 الشخصيات السنيّة التي لم تكن توالي "حزب اللات" ولكنها أيضاً لم تكن تواجهه، صارت الآن أكثر تحسباً في التعبير عن مواقفها.

 قال أحد "كبار" الشخصيات السنية من ممتهني حرفة السير على خيطان "المصّيص": "قبل سنة كان الحزب هو الذي يرفع العصا الغليظة الوحيدة في البلد. لم نكن معه كما لم نكن نجرؤ على مواجهته. كنا نسايره إتقاء لشرّه. اليوم هناك عصا أخرى في البلد، وهي غليظة جداً. لم نعد نستطيع أن نساير الحزب إتقاء لشره لأن العصا الأخرى قد تتهمنا بالإرتداد وخيانة أهل السنّة. هيدي تهمة فيها ... رقبة" وأشار بكفّه إلى رقبته.

 هو توازن الرعب، مقدماته سنيّة حصراً. ومن يعتقد أن الحركات المتشددة لن تعبر الحدود ... هو على حق، فهي لن تعبر الحدود، ليست بحاجة إلى عبور الحدود لأنها ... قد تولد في الداخل اللبناني وقد تكون ... "لبنانية".

 -س- لماذا قد تولد في الداخل اللبناني؟

 -ج- لأنها ليست جزءاً من تنظيم القاعدة الإسلامي الذي يعادي أميركا والذي لم يدخل إلى لبنان لأن اللبنانيين لا يعادون أميركا ولا حلفاء أميركا من العرب والغربيين لأنهم ... يأكلون من صحنهم.

 -ج- لأن الدولة الإسلامية والنصرة وغيرها تقدم نفسها على أنها تنظيمات سنية، تنبت حيث يوجد إضطهاد للسنة. لذلك نبتت في العراق حيث تتعرض الأقلية السنية للإضطهاد، ولذلك نبتت في سوريا حيث تتعرض الأكثرية السنيّة للإضطهاد. وللتوضيح نذكّر بأن الأكثرية السنيّة في سوريا لم تتعرض للإضطهاد من قبل نظام الأسد فقط، بل أيضاً من قبل "الشركاء" في الثورة الذين ما أرادوها أن تنتصر فقط لأنها ... سنيّة.

 -ج- ولذلك إنسحب تنظيم القاعدة من الشرق الأوسط وأعلن زعيمه أنور الظواهري في آخر تسجيل له قبل يومين عن توجه التنظيم إلى ... الهند.

  -ج- القاعدة تركت ساحة الشرق الأوسط لأنها تعلم أن هذه الساحة، ساحة الإضطهاد السني، أنبتت أدواتها الذاتية، ما يعني أن تنظيم القاعدة ليس صالحاً للتعاطي مع هذه الحالة.

 -س- لماذا قد تولد التنظيات السنيّة في لبنان؟

 -ج- لأنها، بواقع التجربة، لا تنبت إلا حيث يوجد إضطهاد للسنة.

 -س- هل يعاني السنّة في لبنان من الإضطهاد؟

 -ج- إسألوا محمد شطح، إسألوا وسام الحسن، إسألوا وسام عيد، إسألوا الشيخ أحمد عبد الواحد، إسألوا المشايخ الذين حلقت ذقونهم،  إسألوا السنّة الذين قتلوا في مداهمات يُزعم أنها ملتبسة، إسألوا من تعرض للتعذيب ومات "من دون قصد" إسألوا قرابة 500 سني إعتقلوا عشوائياً في موازاة معركة عبرا، أهينوا جميعهم، تعرضوا للضرب، وتعرضوا للشتم، عذّب بعضهم أو كلهم ... ثم أطلق أكثر من 400 منهم لأن لا تهمة لهم، إسألوا الذين قتلوا في مظاهرات سلمية وما زال قتلتهم طلقاء أحرار يتحركون "على عينك يا تاجر" إسألوا الذين قتلوا أو أهينوا أو إعتدي عليهم في 7 أيار ولم تحمهم الدولة أمنيا، ولم تطالب النيابة العامة بحقوقهم قضائياً، إسألوا الموقوفين من دون محاكمة منذ سنوات، إسألوا أهالي شهداء تفجيري المسجدين بطرابلس، إسألوا عن مصير الذين دافعوا عن طرابلس في مواجهة إعتداءات ثكنة الأسد ببعل محسن.

 وأخيراً وليس آخراً إسألوا هيئة علماء المسلمين التي تعرض وفدها لمحاولة إغتيال واضحة فيما كان يسعى لإنقاذ الجنود الأسرى.

 قبل نحو أربع سنوات، وتحديداً في 25 كانون الثاني العام 2011 ، صرخت من على منبر ساحة النور في طرابلس "خرج المارد السنّي". يومها تبارى أعمياء البصيرة في شتمي وتسخيفي. كنت أقرأ مشهداً عجزت عقولهم المسطحة عن الإلمام به، ورفضت عقولهم العلمانية المتعجرفة الإعتراف به.

 الآن من لا يرى المارد السني ليس مصاباً بعمى بصيرة فقط، بل أيضاً بعمى البصر.

 الآن، في حقبة توازن الرعب، صاروا يبولون في سراويلهم، يقيّمون مواقفهم، يزنون كلماتهم ويتساءلون: ... وماذا بعد ... وإلى أين؟

 -س- السنّة كلاب حراسة "لحزب اللات"؟

 -ج- وحدها تطورات الأحداث تجيب عن هذا التساؤل، لكن الأمر الأساسي بالنسبة للبنانيين السنّة هو رفض القبول بدور كلاب حراسة حزب "اللات" ... مهما كان الثمن.

 السنّة هُزموا "وثقبوا" بمنظار الحزب. هذا صحيح ولكن الهزيمة ليست قدراً دائماً لأنها تتغير وفق المعطيات والظروف.

 السنّة خضعوا. هذا صحيح، وظروف خضوع الذين يعيشون تحت إحتلال الحزب الإرهابي من دون حماية دولة يستظلون قانونها الغائب يمكن "تفهمها" على أنها من ضرورات الحفاظ على البقاء بإنتظار تغير الظروف وإسترداد الكرامة.

 ولكن أن يلتحق السنة بتحالف أبو حسين أوباما ليكونوا كلاب حراسة لحزب "اللات" فهذه أكثر من خطيئة، هذه تتجاوز حدود الخوف على "الرقبة" وفق تعبير صديقنا السياسي السني الذي يتقن حرفة السير على خيطان "المصيص".

 هذه مذلّة يسجلها التاريخ، يُلحقها السنّة بذريّتهم. الخوف على "الرقبة" طرفة نفعية سخيفة قياساً بإهانة أولادكم. لا ترموا بأولادكم إلى مزبلة الأمم كي يصنفوا كلاب حراسة لحزب "اللات". 

 على الأقل تعلّموا الكرامة من الأردن الذي أعلن رئيس حكومته أنه يرفض المشاركة في حروب الآخرين.

 الأردن لا يريد أن يكون خادماً لأحد على حساب كرامته.  فهل تقبل كرامة اللبنانيين السنّة بأن يمارسوا دور كلاب حراسة ... قاتلهم، ظالمهم، عدوهم؟ (صفحة كلام سلام)

 

عائلة مدلج تُواجه الإرهابيّين بإرادة العيش المشترك

عيسى يحيى/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 أيلول 2014

سيطَر التوتر والغضب على البقاع منذ ليل السبت بعد إنتشار خبر ذبح العسكري في الجيش، الشهيد عباس مدلج، وما رافقه من قطع طرق وظهور مسلّح وإحراق خيم للنازحين السوريين وخطف سوريّين وعراسلة، ما أنذَر بتردّي الأوضاع لَولا تدخل فاعليات المنطقة لدرء فتنة كادت تقع. بعد أيام على ذبح الشهيد علي السيّد، فعَلها الإرهابيون مجدّداً وذبحوا الجندي في الجيش عباس مدلج (21 عاماً)، أمام أعين الكاميرات، بعدما خطفوه منذ اليوم الأول لمعركة عرسال، حيث كان يخدم في اللواء الثامن في موقع الحصن. وذلك وسط عجزٍ رسمي واضح عن حلّ ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و»جبهة النصرة». عمّ الغضب البقاع وسادت اللوعة قلوب أفراد عائلة مدلج الذين تلقّفوا الصدمة بإعلان ولائهم للوطن والجيش وإرادة العيش المشترك. وتحدّث والد الشهيد (53 عاماً) الذي كان عسكرياً أيضاً في الجيش خلال مراسم تقبّل العزاء، فقال: «ولدي عبّاس هو شهيد الوطن كالشهيد علي السيد، وأنا مستعدّ للإلتحاق ثانية بالجيش لأقاتل في الصفوف الأمامية». ولفت الى أنّ ولده الأكبر محمد هو عسكري أيضاً، إضافة إلى ولديه حسن ومحمود اللذين لم يتجاوزا الرابعة عشر، لكنّهم فداء للجيش أيضاً. أما والدة الشهيد زينب نون، التي عجزت عن الكلام، فإكتفت بـ»الدعاء لولدها والإنتقام ممَّن ذبحه». وقد أكدت العائلة إلتزامها البيان الصادر عنها أمس الاول والذي أكد أنّ خيارها لبنان والعيش المشترك، وأنّ الجريمة التي حصلت هي في حق جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، داعية إلى «درء الفتنة وعدم السماح للتكفريين بالتغلغل في نسيجنا الوطني».وأقامت العائلة مراسم عزاء في منزل عم الشهيد في محلة الأنصار - بعلبك، الذي غصّ منذ الصباح الباكر بالمعزّين، تقدمهم رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، الوزير حسين الحاج حسن، النائب علي المقداد، مسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» عمار الموسوي وفاعليات المنطقة وعائلاتها.

وطالب يزبك الجميع بـ»دعم الجيش، لأنّه صمام الامان للوحدة الوطنية والعيش المشترك»، آملاً من الدولة «أن تستمرّ في عملها لإطلاق جميع المخطوفين وعودتهم سالمين»، مضيفاً: «إذا كان الدواعش ومَن معهم يُخطّطون للفتنة، سنُطفئ نار هذه الفتنة بموقف عزيز، فنحن لا نعتدي على أحد»، مشدّداً على أنّ «اللبنانيين استقبلوا النازحين في بيوتهم، وهذا عمل انساني فرضه الله والانسانية، وهذه قيمنا». وفي السياق، زار وفد برئاسة الشيخ عباس زغيب ممثلاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان والمجلس، عائلة الشهيد لتقديم واجب العزاء، وطالب بـ»ضبط النفس وعدم التعرّض لأهالي عرسال او السوريين، لأنّ تهديد المجموعات التكفيرية ليس ضدّ الطائفة الشيعية فقط إنما ضدّ كل لبنان»، داعياً إلى «تغليب لغة العقل والمنطق لتجنيب لبنان الفتنة التي تُحاك ضدّه». ودعا «تركيا وقطر والسعودية وكل الدول التي تشكل غطاءً داعماً لهذه المجموعات»، إلى «التدخل لإعادة العسكريين المخطوفين لأنّ الفتنة إن حصلت لن يسلم منها أحد». وكانت الأمور قد ساءت ليل السبت بعد شيوع خبر ذبح مدلج، حيث قطع عشرات الشبان الطرق تضامناً مع الجيش والمخطوفين. وأكّدت مصادر أمنية أنّ عدداً من المسلّحين خطفوا المهندس عبدالله البريدي، وحسين حسن الفليطي وإقتادوهما إلى إحدى القرى مطالبين بالإفراج عن العسكريين وإلّا سيلقيان مصير الشهيد مدلج بالذبح، فيما خطف شبان من عائلة مدلج شخصاً من آل الحجيري من عرسال. وليلَ أمس الاول، أطلق مسلّحون النار في اتجاه مخيّمات النازحين في بلدتَي الصوانية ويونين في البقاع، وأحرقوا بعض الخيم، فيما أُحرق بعض الخيم عند مفرق بريتال ودورِس، فضلاً عن إحراق منزل يقطنه سوري في دورس. أما بلدة عرسال التي تعيش بين فكّي الخطف والمجموعات الإرهابية، فقد عادت المظاهر المسلّحة اليها حيث شوهد مسلّحون سوريون يتجوّلون فيها إثر توتر الأوضاع، وانعدمت حركة اهلها في اتجاه القرى المجاورة بعدما أصبحوا عرضة للخطف.

إشتباكات

وفي سياق بقاعي آخر، أطلق ثلاثة مسلّحين سوريين يستقلّون دراجتين ناريتين النار على دورية لمخابرات الجيش السبت في محلة وادي فايق في جرود القاع، فردّت الدورية بالمثل ما أدّى الى مقتل أحد المسلّحين وإصابة آخر بجروح، فيما قبضت على الثالث.

وأعلنت قيادة الجيش أنه قرابة الرابعة من بعد ظهر أمس الأول واثناء مرور دورية تابعة لفرع مخابرات منطقة البقاع في بلدة القاع – وادي فايق تعرضت لاطلاق نار من دراجتين ناريتين على متنهما ثلاثة عناصر مسلحة، فردت الدورية بالمثل حيث اردت واحداً منهم واصيب الآخر وتم نقله الى احدى مستشفيات البقاع وقبضت على الثالث، وجميعهم من التابعية السورية. وقد بوشر التحقيق. الى ذلك، دارت إشتباكات ليل أمس الأول في منطقة وادي الرعيان في جرود عرسال القريبة من جرود بلدة نحلة، بين عناصر من «حزب الله» وآخرين من «جبهة النصرة» و«داعش»، بعدما حاول المسلّحون الهجوم على أحد المواقع التي يتمركز فيها الحزب، إستمرت لأكثر من ساعتين إستُعملت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة والقذائف الصاروخية والمدفعية، تمكّن خلالها عناصر الحزب من صدّ الهجوم وإلحاق خسائر في صفوف «النصرة» و«داعش».

 

دور للفاتيكان يُنقذ الرئاسة من الاستقطاب؟ استعجال ملء الفراغ مواكبة لاحتواء الفتنة

روزانا بومنصف/8 أيلول 2014/النهار

وجه قتل الجندي عباس مدلج بعد الرقيب علي السيد انذارا واضحا وقويا الى كل القوى السياسية ان لبنان لا يتحمل لا ترف الاختلاف الذي عبرت عنه هذه القوى في مقاربتها لموضوع خطف العسكريين وكيفية معالجته والتي حفلت بها وسائل الاعلام خلال الاسبوعين الاخيرين، ولا ترف التصريحات والمواقف المتضاربة التي تسعى الى التوظيف السياسي لهذا الموضوع والاستثمار فيه لمصالح معروفة واخرى غير معروفة. اذ بدا ان انقاذ البلد يجب ان يكون اهم من مجرد انقاذ الحكومة الذي تم الاجتهاد عليه الاسبوع الماضي بعدما حصل ما خشي منه رئيس الحكومة تمام سلام وحذر منه كثر سواه وهو ان يعمد الخاطفون القتلة الى قتل عسكريين من الطائفة الشيعية من اجل اثارة فتنة طائفية في لبنان من جهة، فتشتعل معها حرب داخلية مع اللاجئين السوريين من جهة اخرى. وقد بذل جهد كبير في الاتصالات المتعددة الطرف التي جرت فور شيوع نبأ قتل مدلج من اجل تحويل اتجاهات ردود الفعل الغاضبة على قتله في غير ما بدأت عليه في الشوارع والمناطق فتم تفادي انزلاق سريع الى ما يخشى منه كثر منذ اندلاع الحرب الاهلية السورية وتداعياتها على لبنان، وهي الفتنة الداخلية وقد قارب لبنان حدودها الخطرة. في وقت اجمعت شخصيات مسؤولة على ضرورة وقف كل التسريبات او المواقف من جانب المسؤولين السياسيين على اختلاف مواقعهم والتي لم تفعل سوى بلبلة اللبنانيين واظهار وجود انقسامات حادة يسهل على الخاطفين النفاذ منها واستغلالها واكتفاء المسؤولين بالتأكيد فقط ان هذا الموضوع هو قيد المتابعة من اجل طمأنة الاهالي على اولادهم واعطاء اشارات للخاطفين بجدية الدولة اللبنانية في التعاطي مع هذا الموضوع. اذ ان المواقف التي اطلقت تركت غموضا كبيرا في شأن ما اذا اقر لبنان التفاوض او عدمه، وما اذا كان توسيط طرف ثالث لا يعني الوصول الى نقطة تفاوض في مرحلة ما، أو ما الذي يعنيه ذلك كما تركت المواقف المعلنة التباسات قوية حول وجود وسطاء خارجيين ام لا. اذ ان الخطاب الملتبس الذي رغب في ارضاء مواقف جميع الأفرقاء السياسيين زاد الوضع التباسا وساهم في تعقيد الامور اكثر من التعقيد التي هي عليه اصلا.

والانذار بهذا المعنى يطاول وفق ما تقول مصادر سياسية جانبا آخر يتصل بعدم جواز ترك الفراغ في سدة الرئاسة الاولى والذي يساهم في خربطة الامور على المستوى الحكومي والسياسي، وذلك من اجل التقليل من مستوى عامل من عوامل الاضطراب الداخلي باعتبار ان جانبا من جوانب توظيف ما حصل في عرسال استخدم ولا يزال في موضوع الرئاسة من اجل حسم اتجاهات معينة دون اتجاهات اخرى. فهناك حاجة ماسة الى اقفال الموضوع الرئاسي لجملة اعتبارات بات يعرفها الجميع من بينها في شكل اساسي تنفيس الاحتقان السياسي حوله وتمكين لبنان بوجود مرجعية هي حاجة ماسة للدول الخارجية من اجل التحدث مع لبنان. لكن الاهم، وفق ما يبرز في شكل خاص عشية مؤتمر في واشنطن من اجل مسيحيي الشرق والبحث في السبل لتشجيعهم على البقاء في ارضهم، ضرورة اخراج الرئاسة مما يتهيأ للبنانيين انه سيكون وفق بازار او صفقة توافق بين المملكة العربية السعودية وايران المؤثرتين في الافرقاء الداخليين في لبنان. وعلى رغم عدم امكان الخروج من هذا المعطى لاعتبارات مختلفة، فإن ثمة حاجة برزت اولا للعمل من اجل عدم الذهاب الى انتخابات نيابية في حال تقرر ذلك على رغم صعوبته او الى التمديد لمجلس النواب من دون وجود رئيس جديد للجمهورية، وتاليا حتمية العمل للوصول الى انتخاب رئيس جديد قبل التمديد. وثانيا ابراز دور للكرسي الرسولي في اتجاه توجيه الدفة في موضوع الانتخابات الرئاسية ولو ان الفاتيكان لا يرغب ولا يتطلع الى دور سياسي في لبنان. لكن الاسهل وفق ما يرى كثر هو اخراج موضوع الرئاسة المسيحية الى مرجعية معنية ومسؤولة بدلا من تركها في اطار تصارع النفوذ الاقليمي في لبنان ما يتسبب في احباط ويأس كبيرين، ومن اجل اظهار التأثير المسيحي للطمأنة واراحة الاطراف السياسيين الداخليين والاقليميين انطلاقا من ان لا مصالح لدى الفاتيكان سوى في ملء الشغور في سدة الرئاسة الاولى المسيحية بحيث لا يحسب الرئيس العتيد على فريق سياسي محلي او اقليمي دون فريق آخر، في حين ان المرشحين الاربعة الكبار لدى المسيحيين محسوبون على اتجاهات داخلية واقليمية معينة بحيث بات محسوما ان لا حظوظ لدى اي منهم على الاطلاق. ولعلهم يفضلون في هذه الحال رئاسة لا تأكل من صحونهم الزعاماتية ويحتفظون بحصصهم من ضمن الاثمان المطلوبة او يسعون الى المزيد. وتأمل هذه المصادر ان تكون ابرز نتائج هذا المؤتمر الدفع في اتجاه حسم موضوع الرئاسة بناء على معطيات تفيد ان ثمة عملا من وراء الكواليس يجري بعيدا من الاضواء من اجل تحضير الاجواء في هذا المنحى، وان ثمة مؤشرات ايجابية مشجعة وذلك استنادا الى اعتبار اولي ومنطقي هو ان اي خطوة تتخذ من اجل اعطاء دفع ايجابي للمسيحيين يجب ان تنطلق من باب اساسي هو تحرير الرئاسة اللبنانية من الضغوط واتاحة انتخاب رئيس جديد، والا فإن كل الخطوات الاخرى ستكون بلا معنى في ظل عجز عن تأمين انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

 

حلو لـ«الجمهورية»: أؤيِّد دعوة الراعي الى التسوية

باسكال بطرس/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 أيلول 2014

في ظلّ الظروف الصعبة التي يعيشها البلد، حيث بات الأمن والاستقرار الشغل الشاغل للبنانيين، ووسط انسداد الأفق الرئاسي، يدعو المرشّح الرئاسي عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب هنري حلو إلى «الالتفاف حول الحكومة والمؤسّسة العسكرية والقوى الأمنية دعماً لجهودهم الجبّارة في ضبط الوضع الأمني في عرسال ومحيطها»، مشدّداً على «ضرورة أن يشكّل الوضع الأمني الخطير حافزاً لتحصين الساحة الداخلية من خلال انتخاب رئيسٍ توافقي».

لم تمرّ دعوة البَطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى انسحاب المرشّحين الرئاسيّين لمصلحة الوطن مرور الكرام، فقد تلقّفتها النائب ستريدا جعجع من حدشيت، وأجابت البطريرك مباشرة بأنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أبدى استعداده لسحب ترشيحه لمصلحة الوطن.

وفي حين لم يصدر أي موقف عن رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون من دعوة الراعي، يوضح حلو لـ«الجمهورية»، أنّ «سيّدنا يحاول، من خلال مواقفه وتصاريحه وبشتّى الوسائل، إخراج البلد من مأزق التعطيل. فهناك من يسمع كلامه، وهناك من يرفض الإصغاء إليه ويجد دائماً أعذاراً». ويشدّد على أنّ «الحلّ يكمن في النزول جميعاً إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس، وبالتالي ينجح مَن يحصل على أكبر عدد من الأصوات».

ويُؤّيد حلو دعوة الراعي إلى إيجاد مرشّح تسوية، مذكّراً بأنّ «اللقاء الديموقراطي أراد من خلال ترشيحه إيجاد مخرج، «وهذا المخرج لا يكون إلّا من خلال مرشح تسوية يُمثّل فعلاً الاعتدال ويقبله كل الفرقاء في لبنان». ويضيف: «أنا مستمر في ترشيحي في الوقت الراهن، ولكن إذا كانت هذه التسوية مُمكنة من خلال إسم آخر، فليكُن، فانتخاب رئيس قادر على التواصل مع الجميع أهمّ من الأسماء».

وينتقد حلو اعتبار فريق من اللبنانيين أن بقيّة المرشّحين هم مرشّحو تحدٍّ، «فأنا مرشح تسوية، ولكنّني لست وحيداً، بل هناك مرشّحون آخرون يمثلون التسوية والاعتدال والانفتاح على الجميع. ولكنّ أنانية بعضهم تعطّل الانتخابات الرئاسية». ويضيف: «باللغة الفرنسية يقولون les mêmes causes produisent les mêmes effets، أي إننا لا نزال في مكاننا لأنّ شيئاً لم يتغيّر».

وإزاء هذا الواقع، لا يزال «اللقاء الديموقراطي» مصمّماً على إيجاد المخرج المناسب لانتخاب رئيس للبلاد، بحيث يُجدّد حلو موقف النائب وليد جنبلاط الداعي إلى الانفتاح على كلّ الأحزاب والقوى السياسية في إطار الاتفاق على رئيس يحمل في شخصه وتاريخه وتصوّره المبادئ التي تُريح جميع اللبنانيين، والتي يُمكن الاتّكال عليها لتصوّر مشروع إعادة بناء الدولة الحديثة الديموقراطية في إطار دولة ذات سيادة واستقلال كاملين.

وإذ يُشدّد على أنّ جنبلاط مستمرّ في مبادرته، «وهو سيلتقي قريباً كلاً من رئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميّل، ورئيس «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وسائر القيادات»، يرحّب حلو بمبادرة «14 آذار» الرئاسية، واصفاً إياها بأنها «ممتازة وأهمّ نقطة فيها التواصل مع كل الأفرقاء والأحزاب على الساحة اللبنانية»، معتبراً أنّ «الخروج من الواقع الحالي لا يكون إلّا من خلال التواصل بين كل الأفرقاء والعودة إلى الحوار، على أمل أن يحمل تاريخ 23 أيلول، وهو الذي كان قبل دستور الطائف، موعِد استلام رئيس الجمهورية مهامّه، بوادر إيجابية وواعدة بانتخاب رئيس يشكّل مظلّة أمان سياسية للبلاد في ظل الظروف الراهنة». وفي وقت لا يزال حلو مقتنعاً بالقدرة على لبننة الاستحقاق، يسأل: «هل نحن قاصرون إلى هذه الدرجة عن انتخاب رئيس، فنضطرّ إلى تجميد كل مؤسّساتنا في انتظار المفاوضات بين القوى الإقليمية، التي قد تمتدّ أشهراً، قبل صدور القرار؟»، يقول «إنّ لبننة الاستحقاق وحلّ هذه الأزمة لا يكونان إلّا من خلال مرشح تسوية»، موضحاً أنّ «اللقاء الديموقراطي» رشّحه «لتفادي الوصول إلى الفراغ الرئاسي، ولأنّ المرحلة لا تتحمّل إلّا الاعتدال والتوافق».

دعم الجيش

 من جهة أخرى، يُبدي حلو أسفه «لأنّ التطورات الأمنية في عرسال منذ نحو الشهر ونصف الشهر، لم تحضّ المعنيّين على الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والنزول إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية، ما يُشكّل شبكة أمان سياسية للبلاد، بالتزامن مع شبكة الأمان العسكريّة التي يَعمل الجيش اللبناني، بغطاء من الحكومة، على تعزيزها لمحاربة التكفير والتطرّف الذي نشهده». وفي هذا الإطار، يشدّد حلو على ضرورة الثقة بالحكومة «التي قرّرت تحرير عرسال والعسكريين المخطوفين من الإرهابيّين، وذلك من خلال مهام الخلية التي ستبقى طيّ الكتمان حفاظاً على حياة المخطوفين والسلم الأهلي»، داعياً اللبنانيّين وأهالي العسكريّين إلى «الوقوف إلى جانب الحكومة والجيش ودعمهما ضدّ هذا الإرهاب الذي لا يعرف لا ديناً ولا مذهباً، لأنّ الحكومة حليفة وليست خصماً، وقد أثبَتت تماسكها على رغم كلّ الظروف، ولن توفّر جهداً لإطلاق المخطوفين».

 

«الحكيم» يتعهّد للشهداء «إذا دعا داعٍ أو «داعش»... فنحن المقاومة»

مرلين وهبه/جريدة الجمهورية/الاثنين 08 أيلول 2014

بعد طول انتظار، أنصَف التاريخ شهداء المقاومة اللبنانية المسيحية، بعدما أثبتوا أنّهم أحسنوا حماية الوجود المسيحي في لبنان، متميّزين عن مسيحيّي الشرق الذين تعرّضوا، وما زالوا يتعرّضون، للتهجير والتنكيل، ولم يطلقوا رصاصة مقاومة واحدة للدفاع عن وجودهم.

مَن راقب المشاهد الاستثنائية للحدث في معراب أمس الأول، بدءاً بالأعلام الموحّدة لـ«القوات اللبنانية» ولرمز لبنان، والتي التقطها آلاف الحاضرين بعنفوان وحماسة ظاهرَين وهلّلوا بها، يشعر بأنّ رافعي تلك الأعلام فضّلوا لو كانت سلاحاً.

هكذا، باختصار، بدا المشهد في معراب وساحتها التي غصَّت بالآلاف الذين حضروا للمشاركة في الذبيحة الإلهية المقدّمة عن راحة «أنفس شهداء المقاومة اللبنانية الفعلية»، وفق قول قائدها «الحكيم».

وقد أعلن غالبية الحضور، نساء وأطفالاً، عجزة وشباباً، أمام عدسات الكاميرا وكلّ الوسائل الإعلامية، أنّهم على أتمّ الاستعداد والجهوزية للقتال لحماية الجيش ودرء الخطر عن لبنان ووجود المسيحيين فيه، ليُعلّق أحد الحاضرين: «الويل للذي يقول إنّ مسيحيّي اليوم ليسوا كمسيحيي الأمس»، فنحن لسنا فوفو أو نونو، ومثلما أثبتنا القول بالفعل عام 1975، سنعيد التاريخ اليوم، وليكن عبرة لأعداء لبنان والمشكّكين... فنحن ولبنان وسلاحنا ومواهبنا وعددنا وعديدنا وعتادنا أكثرية... ونحن الغالبون».

ماري فريحة أتت من بزبينا متعكّزةً على زوجها، وقد تخطّت الثمانية والستين من عمرها. وهي انتقلت معنا في الباص من جعيتا وصولاً إلى مقرّ «القوات»، من ثم إلى الساحة الكبيرة للمشاركة في الذبيحة الإلهية متلحفة بالسواد، مردّدة طوال الطريق المتعرّجة عبارات الشوق لابنها الشهيد الذي سقط في عاليه منذ 36 عاماً، فيما كان طالباً مجتهداً يدرس مهنة الطب، فقالت: «خسره لبنان وآمل أن تكون دماؤه قد روَت تراب الوطن لينبت أبطالاً يشبهونه بالعلم والإقدام».

خفَّ سمع ماري فريحة لكبر سنّها، فلم تسمع ما قلناه لأنها لم تتوقف عن الدعاء لابنها ولرفاقه الأبطال، لافتة إلى أنّها تشعر أنّ هذه السنة ستكون الأخيرة لها على قيد الحياة، فأصرّت على المشاركة في قدّاس شهداء المقاومة على رغم مرضها المتواصل نتيجة الألم وفراق الأحبّة. فأصرّت على زوجها القيادة بسيارته المتواضعة من «بزبينا إلى معراب للمشاركة الأخيرة» على حدّ قولها.

الرحلة إلى معراب

 باصات النقل ملأت كلّ المداخل المؤدية إلى مقر معراب الرئيسي. رائحة مكابحها تملأ المكان، والمنظمون يسبقونك إلى السلام والتحية غير مبالين بالتعب البادي على وجوههم، على حد قول السائق الذي كان يقودنا إلى المكان: «انشالله بتعيشوا ميّة سنة وبتقدسوا»، يقول جورج، مضيفاً: «لم تتوقف الباصات عن نقل المواطنين من قبل الضو»، مشيراً إلى أنه نقل الآلاف حتى الساعة. أما الذين يقصدون معراب للمرة الأولى، فلم يصعب عليهم الوصول لأنّ أعلام «القوات» بدأت من منعطف بكركي، وامتدّت على طول الطريق من حريصا وصولاً إلى معراب.

النظام وبشير والصليب ثلاثية الساحة

امتلأت الساحة، وكالعادة كل حسب رقمه. بشير والصليب والنظام أسياد الساحة... صليب خشبي كبير يعتلي منصة خشبية زُيّنت بالورود البيض المنسّقة ببساطة لا متناهية خرقت قواعد الجمال ليصبح عنوان الجمال الأبيض في معراب واحداً ببساطته وبعمق معانيه. صورة بشير الجميّل اعتلت الصخور ككلمة الحكيم الذي لما أطلّ، التهبت الأكفّ من التصفيق وليس القلوب، لأنَّها بقيَت ملتهبة ولم يُبرّدها إلّا كلمته التي أثلجت قلوبهم وأطفأت نيران غضبهم وطمأنتهم.

جعجع يُحذِّر

الحكيم كان مختلفاً ومتجدّداً عكس بعض القراءات السياسية الخشبية. وعلى رغم علامات التأثر التي بدت على وجهه منذ دخوله الساحة، والتي لم تفارق وجهه طول فترة الذبيحة الإلهية، وخصوصاً خلال إلقاء المونسنيور لويس البواري كلمة مؤثّرة طالب فيها القادة الأبطال المتميزين بمبادرات بطولية متميّزة شبيهة بتقديمات شهداء «القوات» والمقاومة المسيحية البطلة، لترقص عظامهم فرحاً... فصفَّق لها الحضور طويلاً، إلّا أن الحكيم فاجأ الجميع بالنبرة القوية التي بدأ بها خطابه، في الوقت الذي لم يتوقع الحاضرون أن يبدأ كلمته بحدية وحنكة، لأن علامات التأثر المتأججة بدت واضحة على وجهه، إنما لم يُحسن قراءتها سوى القلائل. الخط الأحمر عاد وذكّر به قائد «القوات» عندما ذكر «داعش»، معتبراً أنها حالة عابرة، معترفاً بأنها بربرية وحشية وبدائية، متوعّداً وواعداً بأنّ المقاومة اللبنانية هزمت أشكالها في الماضي وستهزم أخواتها في المستقبل. منبّهاً من الجهة التي خلقت منها «داعش» وأمثالها، فأوضح أنها لم تخلق بسحر ساحر بل بقدرة أسد، محذّراً من تحوير أنظار اللبنانيين عن الأعداء المتربّصين والذين ذبحوا الأطفال في سوريا وأبادوهم بالبراميل المتفجّرة وسفكوا دماء المسيحيين في أقبية السجون السورية. وعلى رغم اعترافه بوحشيّة «داعش»، لم يفرّق جعجع بينها وبين «وحشية نظام الأسد وبربرية حزب الله»، الذي، في رأي جعجع، «كان داعشياً في اصطياده أبطال ثورة الأرز عندما سيقوا إلى الذبح عند اغتيالهم بدهاء فيما أخفى قاتلهم معالم الجريمة»، فلم يختلف عن «داعش» سوى أنّ الأخير ذبح وقتل علناً بيدين عاريتين، فيما هم ذبحوا في الخفاء وفي قفازات مخملية، معتبراً أنّ خطر هؤلاء أخطر من «داعش» الزائلة والعابرة لأنها تسير عكس منطق التاريخ والتقدّم، وهي ستكون مرحلية وستحرق نفسها بنفسها.

ودعا جعجع المسيحيين إلى عدم الخوف منها ومن سواها، لأنّ لبنانهم سيبقى لهم ولأنّ دم شهداء المقاومة الفعلية التي يُصلّى من أجلها، قد زهّر في أرض لبنان وسبَّب بقاء المسيحيين صامدين حتى اليوم، مكرّراً أن «لا «داعش» ولا غيرها يستطيعون إنهاء وجود مسيحيّي لبنان وسلخهم عن أرضهم». تعليقات الحاضرين كانت حاضرة في كل محطات كلمة «الحكيم». أما المشهد الملفت، فكان عندما نسيَ الحضور التعليق على إمكان وصول الجنرال إلى الرئاسة، ليُعلّق جعجع عنهم قائلاً مع ابتسامة عريضة: «فشر». مردفاً «هم قالوا وليس أنا»! ولفت إلى أنّ البعض يحاول قطع رأس الجمهورية ليتربَّع هو على رأسها.

جَعجع يرفض التسلّح

 يرفض جعجع فكرة التسلّح والقتال والأمن الذاتي، تاركاً المهمة للجيش اللبناني الذي أثبت قدرته، مذكّراً بأنّ المقاومة اللبنانية كانت السبّاقة إلى حماية الوطن في العام 1975 وخصوصاً عندما غابت الدولة ومكوّناتها عن الساحة، فهبّت المقاومة المسيحية لمساندة الجيش وحماية الوطن وحماية وجودها وهي اليوم جاهزة لمساندته مجدداً، موضحاً أنّ الإيحاء للمسيحيين اليوم بضرورة استعادة التسلح وجرّهم إلى القتال، فهو هدف «حزب الله» والخصم لإضعاف المسيحيين وإسقاط دور الجيش وإضعاف دوره.

«إنّما...» ردّدها جعجع أكثر من ثلاث مرات، «إذا دعا داعٍ أو سواه، فـ«القوات» ستقاتل مجدّداً مع الدولة»، لتعلو الصيحات «بدّك بدلات منلبس»، وترتفع أعلام «القوات» ترقص وكأنها تقاتل ليشعر الحاضرون أنّ الأعلام تحوّلت سلاحاً... حتى ماري فريحة وقفت تُهلّل بعلمها في يد وتتكئ في اليد الأخرى على كتف زوجها.

وصلت الأمانة

 في طريق العودة، خيّم الليل على سماء معراب، لكنّه لم يتمكن من التخييم في قلوب الحاضرين والمغادرين الذين تباهوا وتفاخروا بالعنفوان الذي جسّده الحكيم في كلمته، العنفوان المسيحي الذي أرادوه بشدّة وأتوا يبحثون عنه في معراب، على حدّ قول حنا أبو ملهب القواتي العتيق الذي أصرّ على أنّ القواتي المسيحي لم يضعف إلّا حينما ترك «البارودي»، مشدّداً على «ضرورة إعادة تسلّحه ليكون هناك توازن في القوى المسلحة على الساحة اللبنانية»، معلّقاً على كلمة الحكيم بالقول «إنّ المسيحيين كانوا يحتاجون إلى خطاب سمير جعجع الذي أعاد خطاب القادة المسيحيين الأقوياء إلى الواجهة، الذين لا يستجدون الحماية من أحد سواهم كما أنهم ليسوا أهل ذمة». أما ماري فريحة فقد لفّت كتفها بالعلم الأحمر والأبيض والأخضر الموحّد للبنان و«قواته»، تنتظر الباص لتعود مع زوجها إلى قريتها الشمالية البعيدة.

وعلى رغم اعترافها بأنّها ستصل قرابة منتصف الليل إلى قريتها، فإنها أسرّت في أذني أنّ كلمة الحكيم أثلجت قلبها، فتناست أنّ العمر والألم أفقداها حاسة السمع، معترفة أمام جميع العائدين في الباص معها أنها سمعته بحواسها الباقية واستراحت، مبلغة إيانا أنّها إذا فارقت الحياة ولم تعد للمشاركة في السنة المقبلة، يكفيها أنّها ستنقل إلى ابنها الشهيد والمقاوم الحقيقي رسالة الحكيم... «كما كان شهداؤنا... سنكون أيضاً». لينام بسلام.

 

 اتفاق عربي على اتخاذ "اللازم" لمحاربة داعش  

٧ ايلول ٢٠١٤/وكالات/اتفق وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد، على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمواجهة تنظيم "داعش" والتعاون مع كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لمحاربة الجماعات المتشددة. وأيد الوزراء أيضا في البيان الختامي لاجتماعهم في القاهرة قرار مجلس الأمن الدولي الصادر الشهر الماضي، والذي يطالب الدول الأعضاء بالتحرك لوقف تدفق الدعم اللوجستي والعسكري والمالي للمتطرفين في العراق وسوريا. وكان العراق قد اقترح مسودة قرار على جامعة الدول العربية لمساندة جهوده في التصدي لمقاتلي "داعش".

وتنص مسودة القرار على أن أفعال تنظيم "داعش" ترقى لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. فيما أكدت مصادر دبلوماسية في وقت سابق أنه من المرجح أن توافق الجامعة العربية على دعم الجهود الأميركية ضد تنظيم داعش. ودعا الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، الأحد، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب إلى أن يتبنى هذا الاجتماع قرارا واضحا وحاسما لمواجهة شاملة عسكرية وسياسية للإرهاب. وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية إن القرار العربي يتضمن التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة التنظيم المتطرف. وقال العربي أمام الوزراء العرب إنه يتعين على وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم "اتخاذ القرارات الشجاعة لمواجهة الظواهر السرطانية والإرهابية التي تهدد كيانات بعض الدول"، في إشارة إلى تنظيم "داعش" المتطرف. وأضاف "المطلوب هو اتخاذ قرار واضح وحاسم لمواجهة شاملة عسكريا وسياسيا وفكريا وثقافيا واقتصاديا" لهذه الظواهر الإرهابية. من جانبه قال هادي البحرة رئيس الائتلاف الوطني السوري إن النظام الحالي نشر الإرهاب في مناطق عديدة من الدول العربية في حين يخوض الجيش الحر معارك عدة ضد إرهاب النظام الأسدي من جهة وارهاب داعش من جهة اخرى رغم قلة الإمكانيات.

 

ما لا تعرفه عن "خليفة داعش" أبو بكر البغدادي

٧ ايلول ٢٠١٤ /وكالات/كثيرة هي الموضوعات التي رصدت سيرة أبو بكر البغدادي، خليفة تنظيم داعش، واسمه الحقيقي ابراهيم البدري، سواء من حيث نسبه، وأصوله التي تعود إلى منطقة ديالى شرق العراق، أو تتلمذه على يدي الأردني "أبو مصعب الزرقاوي" في العراق.

إلا أن الخليفة على ما يبدو محاط بنواب عراقيين، بحسب ما نقله "بين هوبارد" الذي يغطي الحرب ضد داعش لصالح جريدة "نيويورك تايمز" الأميركية. 4 أمور لا تعرفها عن البغدادي

 الخليفة الداعشي محاط بحوالي 24 نائباً. وأغلب هؤلاء النواب هم من الرجال العراقيين متوسطي العمر وممن قضوا وقتاً في الحجز الأميركي.

كما أن نحو ثلث نواب البغدادي كانوا ضباطا في جيش صدام حسين. أما الميزة التي يقدمها هؤلاء الضباط فهي تحريك مقاتلي داعش بصورة الجيش ضمن خطط عسكرية، وليس التحرك فقط بأسلوب القوات المتمردة، أو مقاتلي المقاومات الشعبية أو ما يعرف بحرب "الغيريللا".

 

أوباما يعلن خطة تحركه ضد "داعش" في ذكرى 11 سبتمبر

وكالات/٧ ايلول ٢٠١٤  

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه سيقدم الأربعاء "خطته للتحرك" ضد تنظيم "داعش"، مكررا تأكيده أنه لن يرسل قوات أميركية برية. وقال أوباما في مقابلة مع شبكة "ان بي سي نيوز" بثت الأحد، وأجريت السبت في البيت الأبيض بعيد عودته من قمة الحلف الأطلسي في ويلز "إن المرحلة المقبلة الآن هي في الانتقال الى نوع من الهجوم، سألتقي زعماء الكونغرس الثلاثاء وألقي الأربعاء خطابا أشرح فيه ما ستكون عليه خطتنا للتحرك". وأكد أوباما: "إن تنظيم داعش يمثل تهديدا بسبب طموحاته بالتوسع في العراق وسوريا. لكن الخبر السار الذي جاءنا من القمة الأخيرة للحلف الأطلسي، هو أن المجتمع الدولي في مجمله يدرك أننا إزاء تهديد تتعين مجابهته". وكان ممثلو عشر دول (فرنسا وكندا وأستراليا والدنمارك وتركيا وبولندا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا) اجتمعوا الجمعة على هامش قمة الأطلسي لوضع أسس تحالف لكن الأهداف النهائية وملامح هذا التحالف لا تزال غير واضحة حتى الآن، كما هو الشأن بالنسبة الى دور كل دولة فيه. وردا على سؤال بشأن الاستراتيجية أكد أوباما في المقابلة التي بثت ضمن برنامج تلفزيوني أن الأمر "لا يتمثل في إرسال 100 ألف جندي أميركي" مشددا "لن يكون بمثابة إعلان عن إرسال قوات اميركية على الأرض ليس أمرا مماثلا للحرب في العراق" في 2003. وأوضح "سنكون طرفا في تحالف دولي من خلال تنفيذ غارات جوية دعما لعمل ميداني للقوات العراقية والكردية".

وأضاف "سنضعفهم وسنقلص مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها. وفي نهاية المطاف سننتصر عليهم" معتبرا أن الأمر سيحتاج موارد تفوق ما تخصصه واشنطن حاليا لهذه المنطقة. وكرر أوباما الذي سيتزامن خطابه الأربعاء مع ذكرى اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001، أنه لا يملك حاليا معلومات تشير إلى تهديدات للأراضي الأميركية من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية". وأضاف "لكن إذا تمكن هؤلاء المسلحون الإسلاميون المتطرفون من "السيطرة على أجزاء مهمة من الأراضي وتجميع موارد وأسلحة وجذب المزيد من المقاتلين الأجانب" فإنه يمكن أن يصبح لاحقا تهديدا حقيقيا لواشنطن". وكانت أميركا قد شنت غارات جوية على مواقع لتنظيم داعش قرب سدّ حديثة في محافظة الأنبار، وذلك دعما للقوات الأمنية العراقية والعشائر التي تقوم بحماية السد. وتعتبر هذه الغارات هي الأولى من نوعها التي تنفذها الولايات المتحدة في محافظة الأنبار في غرب العراق منذ بدء غاراتها الجوية على مقاتلي تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وفي سوريا.