المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 15 أيلول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 14 و15 ايلول/14

قتلوه... لأنّه بشير/إليز مرهج/14 أيلول/14

مقاومة الرئيس بشير الجميّل/نايلة تويني/14 أيلول/14

المخدرات تدكأبواب الضاحية/علي الحسيني/15 أيلول/14

حزب الله والتحالف الدولي/شارل جبور/15 أيلول/14

هكذا أصبح اللاجئون السوريون قنبلة مذهبية لبنانية/طوني عيسى/15 أيلول/14

مؤتمر باريس تحضيراً لساعة الصفر/دينا أبي صعب/15 أيلول/14

بروباغندا الخلاف الإيراني ـ الأميركي/عبد الرحمن الراشد/15 أيلول/14

هل تسقط صنعاء/طارق الحميد/15 أيلول/14

نهاد المشنوق لـ {الشرق الأوسط}: رفضنا نصائح بالتعاون مع النظام السوري في محاربة المتشددين/15 أيلول/14

الحرب على داعش ولاّدة حروب ومشاريع تقسيم/جورج سمعان/15 أيلول/14

هل سيفكك أوباما دواعش إيران في العراق/داود البصري/15 أيلول/14

طهران تقود تحركاً لإفشال الحملة الدولية العسكرية ضد داعش/السياسة الكويتية/15 أيلول/14

أحمد الحريري للجمهورية: لا علاقة مع حزب الله خارج الحكومة و8 آذار تُقفل باب التسوية/15 أيلول/14

السوريون يتغلغلون في كسروان... خوف من هزّات على أبواب العاصمة/ألان سركيس/15 أيلول/14

شعار المرحلة أحسن من سوريا والعراق/ديانا مقلد/15 أيلول/14

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية/من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25) إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛

*ذميون واسخريوتيون وبامتياز هم البطاركة الذين قابلهم مرسال غانم/الياس بجاني

*غطاس خوري والذمية وشماعة إسرائيل/الياس بجاني

*الياس بجاني/مهضوم خينا جان!!! ذمية خفيفة الدم

*جان أوغاسابيان: مؤتمر واشنطن أكّد دعم لبنان والمؤسّسة العسكرية

*ذميون واسخريوتيون وبامتياز في السياسة هم البطاركة الذين قابلهم مرسال غانم/الياس بجاني

*بالصوت/غظة الأب جورج جلخ التي ألقاها اليوم في القداس الذي أقيم في بكفيا في الذكرى 32 لإستشهاد البشير/وتأملات للياس بجاني تحكي بشير حبطة الحنطة والخميرة

*بالصوت/فورماتMP3/غظة الأب جورج جلخ التي ألقاها اليوم في القداس الذي أقيم في بكفيا في الذكرى 32 لإستشهاد البشير/مقدمة للياس بجاني تحكي بشير حبطة الحنطة والخميرة/14 أيلول/14

*بالصوت/فورماتWMA/غظة الأب جورج جلخ التي ألقاها اليوم في القداس الذي أقيم في بكفيا في الذكرى 32 لإستشهاد البشير/مقدمة للياس بجاني تحكي بشير حبطة الحنطة والخميرة/14 أيلول/14

*النص/البشير: حبة الحنطة والخميرة/الياس بجاني/14 أيلول/14/اضغط هنا

*بالصوت/بشير سنة 1982: “جايي أطلب منكم تقولو الحقيقة قد ما كانت صعبة تكون”/اضغط هنا

*فيديو وثائقي من ال ام تي في عن بشير/اضغط هنا

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*البشير: حبة الحنطة والخميرة/الياس بجاني

*الاب جورج جلخ في ذكرى بشير الجميل: لتبق جمهوريته القوية والنظيفة في فكرنا وسعينا وحكمه حيا فينا وشعاره جمهورية لا تعرف الخوف

*مانشيت جريدة الجمهورية: المشنوق نعى الإنتخابات... وبري يردّ: إجراؤها قد يكون «أرنب الحلّ»

*سلام من الدوحة: زيارتنا لتوثيق علاقة الأخوة وطلب يد العون لمساعدتنا في ملف العسكريين المخطوفين

*سلام دعا في طريقه الى الدوحة القوى السياسية الى تبريد الشارع: ملف العسكريين قيد المتابعة الحثيثة وأبرز عناصر مواجهة الإرهاب هو وحدة صفنا الداخلي

*طائرة الميدل إيست التي هبطت احترازيا في روما وصلت إلى بيروت

*زهرا: المصالح هي ما حرك الدول الغربية لمواجهة داعش وحزب الله منع قرار الحكومة بنشر الجيش على الحدود لكي تبقى مفتوحة

*طلال المرعبي تمنى ان تثمر زيارة رئيس الحكومة الى قطر مزيدا من التعاون

*كرم في لقاء في بروكسل عن المسيحيين في العراق وسوريا: لا قيمة للشرق من دون مسيحييه

*نواف الموسوي: لنتجاوز الخلافات والاصطفافات ونتجه نحو ابرام تفاهم بيننا لمواجهة التكفيريين

*وهاب: أي محاولة لضرب الجيش السوري تحت ستار محاربة الإرهاب ستشعل كل المنطقة

*بو صعب:الكلام عن أن وزراء التكتل عرقلوا تشكيل هيئة الإنتخابات غير دقيق كيروز: القوات تدعو الى التزام كل ما يؤدي الى تعزيز الحرية وكرامة الإنسان

*الان عون: لا ارتباط بين الاستحقاقين النيابي والرئاسي إنما يمكن للنيابي ان يشكل مدخلا لحل على مستوى الرئاسي

*المطران طانيوس الخوري ممثلا الراعي في تدشين كنيسة جدرا:العالم العربي والاسلامي بحاجة الى وجود مسيحي لنشر انجيل السلام والاخوة والعدالة والمحبة والعيش معا

*النائب محمد الحجار: الأمن الذاتي والتسلح خوفا من داعش سيأخذ البلد الى الفتنة

*التنظيم المتطرف ينحر عامل إغاثة بريطاني وكاميرون يتوعد بمطاردة المسؤولين

*«حزب الله» والتحالف الدولي/شارل جبور/الجمهورية

*شعار المرحلة «أحسن من سوريا والعراق»/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

*هل تسقط صنعاء؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*هكذا أصبح اللاجئون السوريون قنبلة مذهبية لبنانية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*المخدرات تدك أبواب الضاحية/علي الحسيني

*هل سيفكك أوباما “دواعش” إيران في العراق/داود البصري/السياسة

*الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي: لا أقبل أن تحارب واشنطن "الدولة الإسلامية"

*قتلوه... لأنّه بشير/إليز مرهج

*ديبلوماسي فرنسي يلمح إلى إمكانية استهداف “حزب الله”

*طهران تقود تحركاً لإفشال الحملة الدولية العسكرية ضد “داعش”

*بروباغندا الخلاف الإيراني ـ الأميركي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*مؤتمر باريس تحضيراً لساعة الصفر/دينا أبي صعب/جريدة الجمهورية

*أحمد الحريري لـ«الجمهورية»: لا علاقة مع «حزب الله» خارج الحكومة... و«8 آذار» تُقفل باب التسوية/عبدالله بارودي/الجمهورية

*مقاومة الرئيس بشير الجميّل/نايلة تويني /النهار

*الحرب على «داعش» ولاّدة حروب ومشاريع تقسيم؟/جورج سمعان/الحياة

*السوريون يتغلغلون في كسروان... خوف من هزّات على أبواب العاصمة/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

*وزير الداخلية المشنوق قال إن «حزب الله» يريد أن يطرد الجيش المسلحين كي يبني خط دفاعه الأخير

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية/من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25) إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛

إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: "سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس"

 

ذميون واسخريوتيون وبامتياز هم البطاركة الذين قابلهم مرسال غانم

الياس بجاني

تخيلت لفترة وأنا استمع إلى البطاركة وهو يدافعون عن بشار الأسد المجرم أنني استمع إلى وئام وهاب وناصر قنديل. يار حرام على هيك رجال دين هم غرباء عنه وهو براء منهم

 

غطاس خوري والذمية وشماعة إسرائيل

الياس بجاني/14 أيلول/14

كلام النائب السابق غطاس خوري اليوم مع مرسال غانم دليل واضح على تخبط تيار المستقبل في رمادية المواقف وعدم الثبات على أي منها. الدكتور غطاس الغاطس على ما يبدو في الذمية وهذا خياره نذكره وهو سيد العارفين أن تياره، تيار المستقبل مصري واردني وعرفاتي أكثر من الثلاثة، والثلاثة اعترفوا بإسرائيل ويتبادلون معها حتى الملابس الدخلية، وبالتالي عيب عليه أن يستعمل شماعة إسرائيل وكلامه في هذا الأمر يديينه ويبين عقم حججه. من هنا موقفه غبي وحاقد واندفاعي وبالطبع ذمي. في الخلاصة أخينا غطاس سياسي لبناني والسياسة في لبنان نفاق ودجل وتلون وحربائية وبالتالي هو سياسي لبناني ناجح وبامتياز.

 

الياس بجاني/مهضوم خينا جان!!! ذمية خفيفة الدم

الرد على الدكتور غطاس خوري كافي لمن له اذنان للسمع ولمن لم يقتل بداخله نعمتي الحرية وحاسة النقد، وبالتالي نعتبره رد على النائب اوغاسبيان أيضاً علماً أن خينا جانو مهضوم فعلا  وحبه وكنا نتمنى لو لم يتورط في امر كهذا ويقع في فخ اسدي وهو العسكري السابق المفترض أنه مدرك للأفخاخ، إلا أن وقعة الشاطر بألف. في أسفل تبرير للنائب هو رد ذاتي وفيه ادانه ذاتية كافية!!

 

جان أوغاسابيان: مؤتمر واشنطن أكّد دعم لبنان والمؤسّسة العسكرية

15 أيلول/14/المستقبل/نفى عضو كتلة «المستقبل» النائب جان أوغاسابيان، أن يكون مؤتمر واشنطن قد تطرق الى موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان أو أي شأن داخلي لأي بلد كان، مشيراً الى أن المؤتمر «أكد الدعم الكامل للبنان وللمؤسسة العسكرية وضرورة انتظام الحياة المؤسساتية».وأوضح في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» أمس، أن «انسحاب وفد تيار المستقبل من عشاء واشنطن الرسمي الموسّع، كان على خلفية كلام السيناتور الأميركي تيد كروز عن أن المسيحيين لم يدافعوا عن اليهود الذين قال إنهم عانوا الاضطهاد في المنطقة، وأن الحل الوحيد لمسيحيي الشرق أن يتحالفوا معاً في وجه باقي الشعوب العربية»، مؤكداً أن «هذا الكلام أثار امتعاض الكثير من الحاضرين، الذين انسحبوا من العشاء على غرار وفد تيار المستقبل». ولفت الى أن «مشاركة تيار المستقبل في المؤتمر جاءت بمبادرة منه وليس بناء لأي دعوة، وذلك لتأكيد موقف التيار وأدبياته السياسية التي ترتكز بالدرجة الاولى على التنوع الطائفي والمذهبي في لبنان والعيش المشترك وضرورة الوجود المسيحي ومستمرون في هذا النهج»، مشدداً على «وجوب قيام حراك مسيحي على مستوى بطاركة الشرق الأوسط والعالم ككل لرفع الصوت أمام الخطر الكبير على المنطقة».

ذميون واسخريوتيون وبامتياز في السياسة هم البطاركة الذين قابلهم مرسال غانم
الياس بجاني/تخيلت لفترة وأنا استمع إلى البطاركة وهم يدافعون عن بشار الأسد المجرم أنني استمع إلى وئام وهاب وناصر قنديل. يا حرام على هيك رجال دين هم غرباء عنه وهو براء منهم

بالصوت/غظة الأب جورج جلخ التي ألقاها اليوم في القداس الذي أقيم في بكفيا في الذكرى 32 لإستشهاد البشير/وتأملات للياس بجاني تحكي بشير حبطة الحنطة والخميرة

بالصوت/فورماتMP3/غظة الأب جورج جلخ التي ألقاها اليوم في القداس الذي أقيم في بكفيا في الذكرى 32 لإستشهاد البشير/مقدمة للياس بجاني تحكي بشير حبطة الحنطة والخميرة/14 أيلول/14

بالصوت/فورماتWMA/غظة الأب جورج جلخ التي ألقاها اليوم في القداس الذي أقيم في بكفيا في الذكرى 32 لإستشهاد البشير/مقدمة للياس بجاني تحكي بشير حبطة الحنطة والخميرة/14 أيلول/14

النص/البشير: حبة الحنطة والخميرة/الياس بجاني/14 أيلول/14/اضغط هنا
بالصوت/بشير سنة 1982: “جايي أطلب منكم تقولو الحقيقة قد ما كانت صعبة تكون”/اضغط هنا
فيديو وثائقي من ال ام تي في عن بشير/اضغط هنا

نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
نشرة الاخبار باللغة العربية

 

البشير: حبة الحنطة والخميرة
الياس بجاني

14 أيلول/14

"إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقي وحدها، ولكن إن ماتت فهي تأتي بثمر كثير!" (يوحنا 12/25)

في اليوم الرابع عشر من شهر أيلول سنة 1982، وفي ذكرى ارتفاع الصليب المقدس، ارتفعت روح البشير ومعها صليب وطن الأرز صاعدة إلى المصدر والمآل راضية مرضية.

لم يكن البشير بعد تجاوز الرابعة والثلاثين عمراً حين أصبح رئيس جمهورية شاءها فاضلة، لكن ما حققه من أجل حرية لبنان العنفوان يرقى به إلى مصاف العظماء ومراتب القادة الذين دُمغوا بإنجازات المجد تاريخنا الحافل بالعطاءات.

حَلَمَ البشير بلبنان سيداً حراً مستقلاً، فصار الحلم نشيد كل اللبنانيين الأحرار والسياديين، والحلم لا يزال وهاجاً كما كان، وسوف يبقى وهجه طالما بقي العنفوان والإباء نبراسين لأحرار وطن الرسالة والحضارات..

غيبت جسده شياطين الحقد وأبالسة الشر، لكن حلمه باق في وجدان شعبنا والضمائر ما دام للأرز شموخ وللجبل سنديان وللأرز رهبة وقداسة.

نذكر اليوم في صلاتنا بشير البطل ورفاقه البواسل الذين معه سقطوا على مذبح الوطن آخذين من استشهادهم الدروس والعبر، مبتهلين إلى الله كي يرفع عن الكواهل أثقال العبوديات ويغمر في رحاب الفردوس أرواح الراحلين بأجنحة الرحمات.

مع الذكرى هذه، آمال تنتعش، ضمائر تتحفّز، عزائم تُشحذ، همم تُستنهض ورجاء يتجّذر.

كالبرق نجم البشير سطع في سماء لبنان فعُلّقت عليه آمال شهيّات وأمنيات زاهيات، غير أن الفرح لم يتم والمسرّة لم تدم فافترس الغبطة وحش من الصحراء.

هوى الرجل من علاه شهيد طموحات شريفة رامية إلى بناء وطن منيع الجانب، خافق الرايات في سماء السيادة والكرامة والاستقلال.

جذبه صليب الفداء فحمله ومشى حتى قضى صريعاً في سبيل قضية محقة ولأجل مقادس أرض تلفّ رفات الجدود وقدس عرين يربّي الأُسُود.

إلى الفادي المظفّر نرفع النجوى عساه دعاءً تقيًّا يجيب.

آمن البشير أن لبنان الواحد هو لبنان الـ10452 كلم2 الذي علينا أن نضمّه بعد فرز، لكي يكون لجميع أبنائه بكل الطوائف والشعائر والمعتقدات، وأن هو غاب فلا يغيب عن خاطر ما آمن به من مبادئ وقيم وشمائل وشيم تظل عالقة في قلوب الأوفياء ونفوس الأمناء.

في ذكرى عيد ارتفاع الصليب، رُفع البشير من على صليب لبنان إلى غير هذا العالم، بقرار سياسي تقاطعت فيه مصالح أفراد ودول وفئات خشيت على مصالحها الشخصية من قيامة لبنان الواحد الحر السيد المستقل إلا انه رسم لنا الملامح ورحل.

الفئات هذه هي نفسها التي لا تزال تتحكم اليوم بأعناق وأرزاق وأمن ومصير اللبنانيين، وهي تغتال أمانيهم والتطلعات، بالفعل والفكر والقرار والتنفيذ، وبالإرهاب والغزوات. ومع كل شروق شمس تغتال لبنان الواحد بتعدّديته الحضارية، لبنان الرسالة والسيادة والقرار الحر، والديموقراطية والثقافات.

عملية الاغتيال استدامت إلى أيامنا بأبشع وسائلها وأشنع الأساليب من فساد إدارة وعبثٍ بمقدّرات وتلاعب في شتى المجالات، وذمية، وكفر وخلاعة وتدهور اقتصادي واجتماعي ومالي وسياسي وأمني ووطني، وتغليب الأنا الخاص على الصالح العام، وتفكيك أحزاب، واستفحال دويلات وعصبيات، وتسييس قضاء، وانتقاص سيادة بقوة السلاح، واستخفاف بالمُثُل الإنسانية والمدنية والدينية على كل مستوى.

حلم البشير باق لنا محطة لن يتبخر، لأنه حلم شعب يريد الحياة كريمة والكرامة حياة.

شعب ينشد الوحدة والسيادة والسلام.

سيعوض الله لنا عن البشير بمن يجسده وقائع ملموسة وحقائق راهنة تبقى على مرمى الدهور، ولن تقوى يد الإجرام، مهما انكمشت قبضتها، على التركيع والإبادة والتحطيم.

واليوم نحن معاً في ذكرى استشهاد البشير والرفاق، نرفع العيون والقلوب، وسط المخاطر والهواجس والمخاض الأليم، نرفعها إلى فادي البشرية المتألمة السيد المسيح القائل:

"وأنا إذا ما ارتفعت عن الأرض، جذبت إليّ كل أحد" (يوحنا 12/32)،

سائلينه المصالحة مع الذات والنور والإيمان والقوة والرجاء لنواصل مسيرتنا ونرفع ذواتنا ووطننا وشعبنا إلى قمم النصر ونوصله إلى ينابيع الخير والحق والحرية والسلام.

بشير هو القضية والقضية حية ولن تموت ورايتها سوف تبقى خفاقة
البشير هو الخميرة التي خمرت قضية الحرية والسيادة والإستقلال وحصنت الوجدان اللبناني بالإيمان والرجاء في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، وكل قوى الظلامية والشر لن تقوى على إبطال مفاعيلها.

البشير باق حي فينا اليوم وغداً وإلى اليوم الأخير

 

الاب جورج جلخ في ذكرى بشير الجميل: لتبق جمهوريته القوية والنظيفة في فكرنا وسعينا وحكمه حيا فينا وشعاره جمهورية لا تعرف الخوف

الأحد 14 أيلول 2014 الساعة 21:03

وطنية - أقيم في كنيسة مار مخايل- بكفيا، قداس لمناسبة الذكرى 32 لاغتيال الرئيس بشير الجميل. وترأس الذبيحة الالهية الأب جورج جلخ، وعاونه عدد كبير من الكهنة، في حضور: الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، عائلة الرئيس الراحل: أرملته النائبة السابقة صولانج الجميل وابنه النائب نديم الجميل وابنته يمنى وشقيقتيه الأم أرزة وجاكي ابو حلقة،، وزير الاعلام رمزي جريج، النواب: سامي الجميل، جان اوغاسبيان، وسيرج طورسركسيان، الوزراء السابقين ابراهيم نجار، نايلة معوض، منى عفيش، وسليم الجاهل، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، نقيب المقاولين الشيخ فؤاد الخازن، عدد من اعضاء المكتب السياسي ورؤساء الاقاليم في بيروت والمناطق في حزب "الكتائب"، أعضاء مجلس بلدية بيروت ومخاتيرها، وعدد كبير من البلديات والمخاتير في المتن وبيروت، واصدقاء الرئيس الشهيد ومحبيه.

الاب جورج جلخ

بعد الانجيل المقدس القى الاب جورج جلخ كلمة قال فيها: "نلتقي للمرة الثانية والثلاثين لنحتفل بالذبيحة الالهية في ذكرى مزدوجة، ارتفاع الصليب المقدس واستشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه. انها ليست بالصدفة ان يتزامن هذا الحدثان معا، انها العناية الالهية التي سمحت بان نتامل في كل سنة بشهادة بشير ورفاقه من خلال الشهيد الاول، ربنا يسوع الذي رفع على الصليب وبه انتصر على الموت والحقد، وبه نلنا السلام والمصالحة. تمر السنون ويبقى الحلم، تمر السنون ويترسخ الايمان ويزهر الرجاء وتقوى المحبة في قلوبنا. الصعوبات والاضطهادات والانقسامات تكبر، والخوف يتصاغر لاننا نؤمن بالذي قال: تقووا لا تخافوا، انا غلبت العالم"، سائلا "بماذا غلب يسوع العالم؟ غلبه بالصليب، اليوم سلطان هذه العالم قد دين".

أضاف: "عندما اسلم ربنا يسوع روحه على الصليب، يقول لنا الانجيليون انه انشق حجاب الهيكل، هذا الحجاب الذي كان يفصل بين الناس دينيا وطبقيا وعرقيا. انهارت الشريعة القديمة وبدأت شريعة جديدة من اعلى الصليب عندما صرخ يسوع: "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يدرون ماذا يفعلون"، من اعلى صليبه بدل يسوع كل المفاهيم التي كان قد بناها الانسان بعيدا عن الله فحول الحقد حبا، والحرب سلاما والخوف املا ورجاء".

وتابع "اود اليوم ان اتأمل معكم في جملة كتبها الاب الحبيس يوحنا الخوند منذ مدة طويلة، تعليقا على ايقونة للابن الضال تصور الاب وخلفه صليب، يفتح يديه ليضم بحنان ابنه العائد اليه من طريق بعيد. يقول في التعليق: بشر به الإنجيل: الحب والغفران! كلاهما صعب كالله شامل كالصليب، طيب كللقاء وكالدرب لا ينتهي. كثيرن يتساءلون ما معنى هذا الكلام اليوم في خضم المشاكل والإضطهادات التي يعيشها شرقنا، وخصوصا مسيحيو هذا الشرق؟"، شارحا:

- "نعم صعب كالله: ربنا دعانا لا للهرب ولا للخوف، بل للمواجهة، إنما الصعوبة تكمن هنا، كيف نواجه؟ أنواجه بالسيف؟ كلا. نواجه بالصليب، أي بالحب والغفران، فالخشية التي كانت سبب اللعنة الأولى بسقوط آدم، أضحت مع المسيح آية الخلاص والإنتصار على كل شر ومصدر الأمان والسلام.

- شامل كالصليب: على الصليب بسط يسوع يديه ليجتمع كل الشعوب ويردها إلى الله أبيه، البعدين والأقربين منهم، هذه الشمولية هي شمولية الحب والغفران، وليست شمولية الأنظمة التي سيطرت على شعوبها بالنار والدمار وحكمت الى حين، ونراها اليوم تسقط وتنهار تباعا.

- طيب كاللقاء: كل لقاء يفترض منا التفتيش عن الآخر لنلتقيه، كما فتش الله عن كل واحد منا وفرح بلقائه مع كل فرد منا، فلقاؤنا مع بعضنا البعض هو نابع من لقائنا بالله، وهذا ما يمثله الصليب الذي نحتفل اليوم بذكرى إرتفاعه، عاموديا يجمعنا الصليب بالله، وأفقيا يجمعنا بأخينا الإنسان أي كان، إذا الصليب هو جسر عبورنا الى الله والآخر، وهكذا كل لقاء هو طيب لأنه يثمر رجاء وانفتاحا، وبالتالي بركة وخيرا.

- وكالدرب لا ينتهي: كل درب ينتهي عندما نصل الى الهدف المرجو، إنما دربنا مع يسوع هو مرافقة كما مع تلميذي عماوس، وساعدنا الرب على اكتشافه، يجعل قلوبنا تشتغل في داخلنا، وعندما معرفه يذهب لمرافقة من لم يكتشفه بعد، ونحن نذهب لنحمله، وبشارته الحلوة الى كل من نلتقيه، وهكذا يبقى الدرب مفتوحا الى أن نلتقي جميعنا بالهه".

وأردف "نبقى مضطربين وقلقين إذا لم ندخل في منطق صليب الرب وشريعته الجديدة، الرئيس الشهيد بشير قد نشأ في بيت مؤمن، يمارس وملتزم إيمانه المسيحي، عاش هذه الأبعاد بالرغم من قساوة الحرب التي اضطر أن يخوضها مرغما، لم يحارب حبا بالحرب، بل دفاعا عن قيم سامية وعن شعب مفتدى وأرض مقدسة، لم يخف بشير أي صعوبة، فواجه بكل جرأة ومنطق وانفتاح، كل المحاولات لإنهاء لبنان وطن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، كان دائما في الطليعة لنصرة كل مظلوم ومضطهد، شمل الجميع بلقاءاته، لم يستثن أحدا، وهذا تجلى في كل مراحل قيادته، وخصوصا بعيد انتخابه رئيسا للجمهورية، فتح قلبه وذراعيه للجميع، بدأ بالأخصام، كان لقاؤه طيبا مع كل الذين التقاهم وكان مثمرا، رسم الدرب للبنان المستقبل، جمهورية قوية، نظيفة في خدمة اللبنانيين كل اللبنانيين، ودعا الجميع ليسيروا معه في هذا الدرب، اليوم الفراغ يخنقنا، والخوف وعدم الإستقرار يلفنا جميعا، نفتقد بشير الذي ملأ كل الفراغات في أحلك الظروف وأقساها".

وختم "المسيحية عدوة الفراغ، المسيح تجسد في ملء الزمن، وملأ الكون كله بحضوره وما القبر الفارغ، أساسه إيماننا إلا إنتصار على الموت والفراغ. لنصلي في هذه المناسبة المزدوجة المباركة، لكي يملأ الله قلوبنا من حبه وغفرانه، وحياتنا من سلامه ورجائه، ووطننا مؤسسات يعمل فيها اللبنانيون بحسب شريعة الرب الجديدة، شريعة الملء والحياة، لنصلي لكي يبقى الرب يسوع حيا في داخلنا، وهذا يعني أن تبقى شريعته الجديدة حية فينا، ولكي يبقى بشير حيا فينا، يجب أن تبقى جمهوريته القوية والنظيفة في فكرنا وسعينا، وحكمه حيا فينا وشعاره جمهورية لا تعرف الخوف، صليب الرب يحفظ لبنان وشعبه ببركة الثالوث الأقدس، الأب والإبن والروح القدس".

بعد إنتهاء القداس، تقبلت العائلة التعازي أمام الكنيسة، ثم توجه الجميع الى مدافن بكفيا حيث وضعوا الأكاليل على ضريح الرئيس الشهيد وأضاءوا الشموع.

 

مانشيت جريدة الجمهورية: المشنوق نعى الإنتخابات... وبري يردّ: إجراؤها قد يكون «أرنب الحلّ»

جريدة الجمهورية/الاثنين 15 أيلول 2014

فيما تواصل الولايات المتحدة الاميركية حملة التعبئة للمشاركة في التحالف الاقليمي ـ الدولي ضد «داعش» التي أعدمت امس الاول رهينة بريطانية، مُهدّدة بإعدام أُخرى، تشخص الأنظار الى باريس التي تستضيف اليوم مؤتمراً حول «السلام والأمن في العراق»، يبحث في التدابير الواجب اتباعها لمواجهة هذا التنظيم الارهابي. وقد استبق وزير الخارجية الأميركية جون كيري وصوله الى باريس للمشاركة في هذا المؤتمر، فكشف «أن بعض الدول العربية عرضت إرسال قوات برية لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهذا يؤشر بوضوح إلى وجود أوراق مستورة لم يكشف عنها بعد، وأنه تقصّد الإشارة إليها للدلالة على طبيعة التحضيرات وجدّيتها، والتأكيد أن الخيارات مفتوحة ولن تقتصر على ضربات جوية، بل إن طبيعة المعركة تستوجب وجود قوات برّية تتقدم ميدانياً. ولا شك أن كلام كيري يؤدي إلى خلط الأوراق رأسا على عقب، لأن الضربات الجوية شيء، والتدخل البري شيء مختلف تماما، الأمر الذي يدل على التوجه الحاسم للمعركة، كما على الحسم السريع لها. لكنه أشار إلى أن الإدارة الأميركية لا تفكر في التحرك ضد «داعش» برّاً في الوقت الراهن. اما إيران المُستبعدة عن هذا التحالف ضد داعش، فأعلنت انها ليست في صدد المشاركة في مؤتمر استعراضي لمحاربة الإرهاب. وأكدت انها ستستمر في دعم سوريا والعراق اللذين يواجهان هذا الارهاب. وسط هذا المشهد، أنهى رئيس الحكومة تمام سلام والوفد المرافق زيارة سريعة لقطر حاملاً معه قضية المخطوفين العسكريين لدى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» الارهابيين، وملف النازحين السوريين. وقد شكر سلام، الذي التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني والمسؤولين القطريين الكبار، قطر على دعمها لبنان، ناقلاً رغبة أميرها في زيارته، واهتمامه بقضية النازحين السوريين ورغبته في المساعدة لمواجهة هذا العبء. وقال: «إن أرواح الجنود الابطال هي في ذمتنا، هي مسؤوليتنا جميعاً، وللحفاظ عليها علينا ان نكون موحدين، وخصوصاً عندما نسعى الى الإفراج عن هؤلاء العسكريين، مستعينين بذلك بما لإخواننا، وفي المقدمة اخواننا في قطر، من تجارب ماضية ومن مساعدات لإخراجنا من أزمات مشابهة». واشار الى «ان التواصل مع المسؤولين في قطر، وفي ظل توجيهات صاحب السمو، هو لمتابعة هذا الأمر بكل مستلزماته». وكشف سلام عن زيارة سيقوم بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لقطر (وقد صل الأخير إليها مساء امس) «ستصب في ما يسعى اليه المسؤولون القطريون الكبار لانهاء ملف العسكريين نهاية طيبة وسعيدة». وأعلن سلام ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم باقٍ في قطر لمتابعة هذا الملف الذي يتطلب «كثيراً من التكتم والسرية لنتمكن من تحقيق تقدم». واكد «ان المفاوضات القائمة ما زالت في البداية، ولم تصل بعد الى أماكن يمكن لنا ان نفرج فيها عن معلومات معينة».

المشنوق وابراهيم

 من جهته، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق «أن سلام يقوم باتصالاته مع الجانب التركي لكن حتى اللحظة لا يوجد دور متقدم». أما المدير العام للأمن العام فنفى ان يكون زار قطر في اليومين الماضيين، وأكد أنه زار تركيا قبل ايام، لافتاً إلى «أن قطر تلعب دور الوسيط وهناك شروط تعجيزية لدى الخاطفين، لكن نستطيع القول ان الدولاب بدأ يتحرك انما ببطء». وحول طبيعة التفاوض مع كل من «داعش» و»النصرة» وما إذا كان التفاوض مشتركاً، أم أن كل طرف يفاوض على حدة، قال ابراهيم: «لكل منهما شروطه المختلفة ولا يوجد تنسيق بينهما ما يصعّب المفاوضات، ومن يضع الشروط هو من خارج القلمون والشخصية السورية ما زالت تقوم بالوساطة».

«مبادرة متكاملة»

وقال احد اعضاء الوفد الذي رافق سلام الى قطر لـ»الجمهورية» ان الزيارة «كانت ناجحة بكل المقاييس ولقي الوفد اللبناني استقبالاً حاراً ومميزاً في كثير من جوانبها، وخصوصاً في اللقاء مع الأمير». وأضاف: «عندما تحدث الرئيس سلام عن اهمية الوصول الى انتخاب رئيس جمهورية جديد لكي يكون هذا الحدث مدخلاً الى كثير من الملفات العالقة في لبنان ومن اجل انتظام العلاقة بين المؤسسات الدستورية، أبدى الأمير استعداد بلاده للقيام بأي مسعى لتسهيل التوافق اللبناني، واضعاً إمكاناته وصداقاته اللبنانية في إطار تحرك سيقوده قريباً من اجل هذه الغاية، مشدداً على أهمية ان يستعيد لبنان موقعه على المستوى العربي، ومؤكداً ان انتخاب الرئيس في لبنان له أهميته الخاصة على كل المستويات». كذلك أكد أمير قطر استعداده لوضع الإمكانات في تصرف الوفد القطري المفاوض، منوهاً بأهمية ان يبقى اللواء ابراهيم في الدوحة لكي يتسنى له لقاءه واعضاء الفريق المفاوض في الساعات المقبلة، ووضع الخطوط الرئيسة للمرحلة المقبلة، لافتاً الى «ان ما تحقق حتى اليوم يؤسس لمبادرة متكاملة»، منوهاً بما حققه الفريق في زيارته الأولى الى لبنان.

«النصرة» وتحرك الأهالي

في غضون ذلك، بثت «جبهة النصرة» فيديو تضمن اتصالين هاتفيين اجراهما كل من الأسيرين جورج خوري وأحمد عباس مع عائلتيهما وطالبا بالضغط على الحكومة من اجل العمل الحثيث لاطلاقهما وسائر رفاقهما. وكان اهالي العسكريين المخطوفين واصلوا تحركهم الاحتجاجي على الارض، وانطلقوا في مسيرة من خيمتهم في ساحة الشهداء الى السراي الحكومي، ومن ثم إلى خيمة اهالي المفقودين أمام مقر منظمة «الأسكوا». وطالبوا المسؤولين بإيجاد حلول تفضي الى الافراج الفوري عن ابنائهم العسكريين، وتمنوا أن يتمكن رئيس الحكومة من إنهاء هذا الملف خلال زيارته لقطر.

جنبلاط

 وفي السياق نفسه، إستغرب رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط «التلكؤ والتباطؤ» في محاكمة الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، واستعجل عقد جلسات خاصة وسريعة لهذه الغاية. وقال جنبلاط خلال زيارته عائلة الجندي المخطوف سيف ذبيان في مزرعة الشوف أمس، «إنّ خاطفي العسكريين طلبوا المقايضة، أي أنه مقابل الأسرى يريدون 400 سجين في رومية. الدولة طرحت حتى الآن الإسراع في محاكمة المسجونين في أحداث الضنية التي حصلت عام 2000، وأحداث نهر البارد التي حصلت عام 2007». وسأل: «لماذا منذ الـ 2000 والـ2007 لم يُحاكَم هؤلاء؟  الجواب كان دائماً يأتينا من المنطق القضائي أنه يجب محاكمتهم في قاعة واحدة لأنهم متهمون بقضية واحدة، ولأنّ قصر العدل لا يستوعب 400 سجين، تمّ بناء قاعة خاصة الى جانب سجن رومية، وبعدها أتى الجواب من بعض القضاة أنهم لا يجرؤون على الذهاب الى سجن رومية. فلماذا هذا التلكؤ والتباطؤ في محاكمة هؤلاء؟» وأكد جنبلاط «أنّ أمن البلد أهم من بعض التفاصيل أو التقنيات القضائية».

أوساط قضائية

وقالت أوساط قضائية لـ»الجمهورية» إن جنبلاط «وقع في بعض المغالطات التي ربما تكون غير مقصودة في ملف محاكمة الإسلاميين في سجن رومية، وذلك بسبب عدم الاطلاع الكافي على المسار القضائي في هذا الإطار». وأشارت إلى «أن وزير العدل أشرف ريفي كان أَولى هذا الموضوع اهتماماً استثنائياً منذ اليوم الأول لتوليه وزارة العدل، وذلك قبل خطف العسكريين في عرسال، وعقد اجتماعات مكثفة لهذه الغاية، وقد أبدى القضاء كل جهوزية لبت هذه الملفات بأقصى سرعة». ولفتت إلى «أن القضاء كان بدأ عام 2013 تسريع هذه المحاكمات، أي عندما كان شكيب قرطباوي وزيراً للعدل». واعتبرت أنه بعد تسلم ريفي مقاليد الوزارة «تم تزخيم هذه الدينامية عبر تجزئة الملفات خلافاً لما ذكره جنبلاط عن أن التجزئة لم تحصل». وأضافت هذه الأوساط: «ريفي كان أكد في حديث تلفزيوني أن المجلس العدلي أنهى 22 ملفاً بنحو قاطع ونهائي، كذلك أنهى جلسات الحكم في ملفين إضافيين، وأنه بعد أسبوعين سيصدر الحكم بهما، أي أن القضاء يكون قد أنهى 24 ملفاً من أصل 39، وأنه لم يبق سوى 15 ملفاً ستصدر فيها الأحكام قبل انتهاء هذه السنة». وأوضحت أنه ليس هناك 400 ملف، بل 400 مدعى عليه في ملف الإسلاميين، ومن بينهم 90 موقوفاً اليوم في سجن رومية». ورأت «أن كلام جنبلاط عن إمكانية صدور الأحكام في يومين أو ثلاثة هو كلام غير واقعي نسبة الى مسار العمل القضائي وأصوله ومتطلباته الزمنية».

الانتخابات النيابية

 وعلى خط الإنتخابات النيابية، كرّت سبحة الترشيحات، ورست البورصة على 162 مرشحاً، ومن المتوقّع أن يشهد اليوم وغداً تقديم جميع الكتل والشخصيات بلا إستثناء ترشيحاتها، علماً أن المهلة تنتهي عند الساعة 11 و59 دقيقة من ليل الثلثاء. ورأت أوساط سياسية متابعة أنّ هذا الإقبال يدل على خوف الكتل من «مفاجأة ما» في اللحظة الاخيرة قدّ تؤدي الى إجراء الإنتخابات في موعدها، او فوز مرشحين بالتزكية، في وقت لفت وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أن «الوزارة غير مستعدة لإجراء الانتخابات في هذه الظروف، إذ للمرة الاولى منذ اكثر من سنة يحصل خطف على الهوية، وهذا ليس تفصيلاً عابراً».

بري

 وكرر رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره أمس موقفه الرافض تمديد ولاية مجلس النواب مجدداً.وعلق علة ما اعلنه المشنوق من ان وزارة الداخلية لا تستطيع اجراء الانتخابات في هذه الظروف، فقال: «الحكومة مسؤولة وهي عليها ان تقنعنا لماذا لا يمكن اجراء الانتخابات، فالوضع في العراق كان اسوأ من الوضع اللبناني وحصلت الانتخابات. لقد سألت وما زلت اسأل لماذا يريدون التمديد؟ وعلى اي اساس؟ إنكم تعرفون الآن وضع المجلس الذي لا يتمكن من التشريع ولم يتمكن من انتخاب رئيس جمهورية او من اقرار قانون جديد للانتخابات، فلينزلوا ويشرعوا على الاقل». ووصف بري الوضع بأنه «بلوك سياسي»، وقال: «هناك استعصاء على مستوى وضع الاستحقاق الرئاسي». وقيل لبرّي ان لديك عادة ارانب تخرجها للحل، فأجاب: «قد تكون الانتخابات النيابية هي الأرنب للحل وهي الفرج لأنه عندما ستظهر الاحجام، ولا سيما بالنسبة الى المسيحيين، والموارنة خصوصاً، فربما يشكل هذا اختراقاً للمواقف التي تتحكم في أزمة الرئاسة، وربما يأتي الفرج «خلي الشعب اللبناني يحكم فإما بينبلج فجر جديد او تبقى على هذا الوضع». واضاف: «انا المستفيد الاول من التمديد لأنني ابقى رئيساً، ولكن لماذا نمدد لهذا المجلس؟ حتى يضلوا يقبضوا معاشات». واشار بري الى انه تلقى اتصالاً من عضو كتلة الكتائب سامي الجميل وآخر من عضو كتلة «القوات اللبنانية» جورج عدوان، وطلبا الاجتماع به فحدد لهما موعدين. وقيل لبري انهما يريدان الاجتماع معك للبحث في موضوع التشريع، فقال: «اهلاً وسهلاً بهما اذا كانا يريدان البحث في التشريع».

بو صعب ينفي ويوضح

وفي هذا الاطار، أوضح وزير التربية الياس بو صعب لـ«الجمهورية» ان «التيار الوطني الحر» يؤيد اجراء الانتخابات النيابية ويعارض التمديد، كاشفاً انه تقدم بطلب ترشيحه للإنتخابات. وقال: «كان يفترض ان تتشكّل هيئة الاشراف على الانتخابات منذ 8 آب وليس اليوم، وفي احسن الحالات في 19 منه عندما صدر مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، فبالتالي فلا يزايدنّ احد علينا ويقول ان بتأخير تشكيل الهيئة يوماً او يومين إضافيين نؤثر في اجراء الانتخابات النيابية، فالتأخير حاصل منذ 25 يوماً». واضاف: «اما في ما يتعلق بأسماء أعضاء الهيئة، فكان توجّهنا أن تُناقش هذه الاسماء في مجلس الوزراء في هدوء، وحاولوا الإيحاء بأن لا وقت لذلك، وان المهلة ستنتهي وتبين ان لا صحة لهذا الكلام، فالمهلة انتهت اساساً». وتابع قائلاً: «اردنا تبديل اسم باسم آخر، واجزم انه ليس الاسم الكاثوليكي، لكنني اتحفظ عن الإعلان عنه واستمهلت المجلس حتى صباح اليوم التالي، والجلسة انعقدت مساء الخميس والمراسيم توضع في اليوم التالي والموظفون كانوا قد غادروا، لكني ابلغت الاسم الى وزير الداخلية نهاد المشنوق صباح الجمعة، ولا نزال ننتظر الجواب حتى هذه اللحظة، فالخلاف ليس عندنا والاسم ابلغنا عنه». وقال بو صعب: «ان المعلومات التي نشرت ووُزّعت على بعض الاعلاميين والتي يقف وراءها بعض السياسيين تفتقر الى الصدقية والموضوعية، فالجميع يعرف ذلك وابلغني وزير الداخلية انه غير مسؤول عن الكلام الذي صدر في الصحف ولا يتبناه ولا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد. ولذلك نتمنى على الجميع قبل ان يتبنوا اي كلام ان يتأكدوا من المعطيات والحقيقة». واضاف: «نحن لا نعرقل شيئاً، والعرقلة الحاصلة لا احد يجرؤ على المجاهرة بحقيقتها، ونتمنى أن لا نضطر للوصول الى كشف كل الامور.

الهيئة المشرفة على الانتخابات تضم عادة 10 اعضاء، ولم يستطع ديوان المحاسبة ان يسمّي اسماً بحسب القانون الحالي، لذلك اصبح العدد 9، ما احدث خللاً في التوازن بين المسلمين والمسيحيين، اذ إن هناك فريقاً معيناً يقول ان ما اطلبه يعطي المسيحيين 5 اسماء بدلا من 4 سأرد: لماذا يجب ان يكون المسلمون 5 والمسيحيون 4؟ او ليس العكس؟ لماذا ليس المسيحيون 5 والمسلمون 4؟ بالتالي سأكتفي بهذا الكلام وان شاء الله لا نضطر للدخول في سجال اكبر ونقول الامور كما هي. فما نقوله حق، لا مشكلة عندنا من الـ5 ومن الـ4 ولكن مطلبنا يحقق توازناً في الهيئة مع اننا جدّيون في موضوع الانتخابات، غيرنا لا يسأل ويمكن لأنه غير جدّي».

 

سلام من الدوحة: زيارتنا لتوثيق علاقة الأخوة وطلب يد العون لمساعدتنا في ملف العسكريين المخطوفين

الأحد 14 أيلول 2014

وطنية - عقد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، مؤتمرا صحافيا في العاصمة القطرية الدوحة، حيا في مستهله أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وقال: "لمسنا استقبالا وترحيبا من القلب، وتداولنا مع الامير والمسؤولين قضايا تهم لبنان وقطر والمنطقة. شكرا قطر على ما تم عبر سنوات طويلة من تلاحم وتواصل ودعم قطري في لبنان وللبنانيين في قطر".

وجاء في كلمة سلام: "هي لحظات طيبة، في بلد طيب، في قطر الحبيب، بضيافة صاحب السمو الامير العزيز الذي يكن للبنان كل محبة وكل تقدير، تحية مني ومن اللبنانيين جميعا الى سمو الامير تميم بن حمد آل ثاني، تحية من القلب، لمسنا في هذه الزيارة بشكل عفوي وفوري استقبالا وترحيبا من القلب، كانت مناسبة تداولنا فيها مع سمو الامير واخوانه المسؤولين في قضايا وشجون تهم لبنان وتهم قطر وتهمنا كعرب وتهم المنطقة، في كثير من الشفافية والصراحة.

ولكن بالبداية لا بد لي ان أقول اننا هنا لنقول مرة جديدة شكرا قطر، شكرا على ما تم عبر سنوات ماضية طويلة، من تلاحم وتواصل ومن دعم قطري لنا في لبنان وللبنانيين في قطر لم يتوقف ولم ينحصر في أمر ما وفي قضية ما أو مشروع ما أو موقف ما، وإنما غطى وشمل الكثير الكثير من الأمور والقضايا التي تهم لبنان وتهم قطر.

لقاؤنا اليوم مع سمو الامير ومع رئيس الوزراء والاخوة المسؤولين جميعا، استمعنا فيه الى كلام مشجع، الى كلام داعم لنا في لبنان، الى درجة ان سمو الامير متحمس وأعرب لنا عن رغبته شخصيا في زيارة لبنان، وهو يعتبر انه بموقعه القيادي عليه ايضا ان يعرب عن محبته وعن دعمه لنا بهذا العطاء، بهذا الزخم من المحبة، ونحن سعداء جدا ان يكون لنا حصة وفرصة لزيارة من سمو الامير في لبنان لاستكمال كل مستلزمات الاخوة والصداقة والدعم القطري في لبنان، فأهلا وسهلا يا سمو الامير في بلدك، اهلا بك في من تعلقوا واستمروا في التشبث بهذه العلاقة معكم في قطر، أبا عن جد، وفي تواصل مستمر.

لا بد ان تتضمن الزيارة بعض الهموم واستعراض بعض الهموم، ومن أبرزها كما نعلم ما نمر نحن فيه في لبنان، من جراء أوضاع غير مريحة تكونت واستمرت في المنطقة وتركت عندنا في لبنان آثارا غير مريحة، وربما من أبرز هذه الآثار ما نعانيه اليوم من واقع متمثل بما يتحمله لبنان من عبء في موضوع اخواننا النازحين السوريين وما يترتب علينا من متطلبات لمواجهة هذا العبء، وبدورها تتطلب مؤازرة ومساعدة من كل من يمكن له ان يمد يد العون لبلسمة جراح هؤلاء النازحين ومعاناتهم، وايضا تمتين وتعزيز الدور اللبناني في استضافتهم، وسمو الامير أعرب ايضا عن رغبة قطر في الاهتمام والعناية بهذا البعد تخفيفا عنا وعنهم في هذه الازمة. كذلك لا يخفى على أحد ان هناك ايضا موضوعا حساسا ودقيقا يتعلق بما استجد من استهداف ارهابي لنا في لبنان، وتمثل باحتجاز عدد من عسكريينا في أيدي الارهابيين وممارسة أشنع وأبشع أنواع الطرق غير الانسانية وغير الشرعية في قتل وذبح لم نعهده ونألفه من قبل، مع كل الاعداء، وهذا يتطلب معالجة دقيقة ووحدة صف داخلي وصبرا، علما بانني من الذين سيتابعون بشكل يومي مع المسؤولين اللبنانيين هذا الأمر، ونحن نعاني ما يعانيه اهالي هؤلاء، ونعاني معهم بنفس المشاعر والأحاسيس، ونعرف ان هذا الأمر يشكل عبئا كبيرا علينا جميعا، وهنا لا بد لي من ان أقول ان أرواح هؤلاء الجنود الابطال هي بذمتنا، هي مسؤوليتنا جميعا، وللحفاظ عليها علينا ان نكون موحدين، خصوصا عندما نسعى لمحاولة الإفراج عن هؤلاء العسكريين، مستعينين بذلك بما لاخواننا، وفي المقدمة اخواننا في قطر، من تجارب ماضية ومن مساعدات لإخراجنا من أزمات مشابهة، اليوم التواصل مع المسؤولين في قطر وفي ظل توجيهات صاحب السمو هو لمتابعة هذا الأمر بكل مستلزماته، وعلمت ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيزور قطر وايضا لا بد ان تصب هذه الزيارة في ما يسعى اليه ويعتني به اخواننا في قطر لجهة معالجة هذا الملف وإعطائه ما يستحق من عناية، لنتمكن كلنا من ايجاد نهاية طيبة وسعيدة.

نعم نحن سنتواصل، وسيبقى عندكم في قطر اليوم المسؤول عن الملف مباشرة، اللواء عباس ابراهيم، لمتابعة هذا الامر، ونأمل ان نتمكن، ليس بوقت بعيد، أن نتقدم خطوة خطوة في هذا الملف الذي كما يعلم الجميع هو شائك ومعقد ولكن النوايا موجودة، والعمل الجاد موجود، والتواصل موجود، وان شاء الله نصل لنتائج وعندما يفسح المجال امامنا لاطلاع الجميع على ما يمكن التوصل اليه لن نقصر، ولكن كما قلت في مناسبات ماضية هذا ملف يتطلب الكثير من التكتم والسرية لنتمكن من تحقيق تقدم، أعود وأقول ان هذه الزيارة ايضا هي لتوثيق علاقة الاخوة العربية مع قطر وللتأكيد على ان لاخواننا القطريين في لبنان مكانة خاصة وموقع متقدم من المحبة ومن الاحتضان ومن الرعاية، كما للبنانيين في قطر ايضا فرص للعمل وللتميز، وهم يساهمون بنهضة قطر بكل أمانة وبكل شرف، وهذا مدعاة اعتزاز وافتخار لنا جميعا. وسمعت أيضا كلاما من سمو الامير، يثني فيه على أداء الجالية اللبنانية ويقدر هذه المساهمة، فهنيئا لقطر وللبنان بهذه العلاقة الاخوية، وهنيئا لأبنائنا في قطر ولبنان على الرعاية التي يلتقون بها معنا في مسؤولياتنا تجاههم وتجاه كل مجتمعنا".

اسئلة وأجوبة

سئل: ما الجديد في العلاقة مع قطر وبقية دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الشراكة في مكافحة الارهاب، خاصة بعد اجتماع الدول العشر في السعودية، وهل يستطيع لبنان ان ينهض بدوره في هذا المجال في ظل انقسام داخلي كبير؟

أجاب: "لبنان اليوم مستهدف من الارهاب والارهابيين، وبالتالي اي جهد يتم الإلتفاف من حوله أو الاتفاق عليه في مواجهة هذا التحدي، على لبنان ان يكون معه، بل في وسطه، يتقدم الصفوف، لنتمكن جميعا بالتعاون واشتراك كل المعنيين، من إحراز تقدم على هذا المستوى. ولكن الجميع يعلم ان للبنان قدرات وإمكانات محدودة. ومن هنا موقفه او مساهمته، ربما تكون من موقف دفاعي في هذا الامر أكثر من اي بعد آخر بالنسبة لقدراته، ولكن نعم نحن نواكب ونتفاعل مع كل الاخوة الذين يلتفون لمحاربة الارهاب ولوضع حد له".

سئل: ماذا دار بينكم وبين القيادة القطرية بالنسبة للعسكرين المخطوفين وهل هناك مهلة معينة كي يطمئن أهالي العسكريين او ربما لبنان؟

أجاب: "ما دار بيني وبين القيادة القطرية واضح وصريح، في ان القرار متخذ للمضي بمعالجة هذا الوضع الشاذ بكل السبل والوسائل المتاحة. ولكن ما له علاقة بالتفاصيل يبقى أمر من شأن أصحاب الاختصاص المولوجين هذه المهمة، والتي تتطلب الكثير من الدقة والتكتم، وما عندي او عند معالي وزير الداخلية او الوزراء الامنيين المختصين في هذا المجال هو في أمانة معينة لنتمكن من تسهيل مهمة المتخصصين الذين يتابعون هذا الملف".

سئل: من المعروف ان دولة قطر لديها تجربة ناجحة في الشأنين السياسي والامني على المستوى اللبناني، فقد سبق لها ان أنجزت اتفاق الدوحة، وسبق لها ان حررت الاسرى في أعزاز وراهبات معلولا، هل تجاوزت محادثاتكم طرح الوساطة الامنية الى وساطة سياسية، وخصوصا ان لبنان يقف أمام استحقاقات منها الفراغ الرئاسي والانتخابات النيابية؟

أجاب: "في الحقيقة ان العلاقة اللبنانية- القطرية قديمة جدا، ربما برزت في محطات معينة، ولكن هي كانت قائمة ربما منذ الخمسينات، وتتواصل بأشكال مختلفة، ولكن من الطبيعي مع هذه العلاقة قائمة ان يتحسس معنا القادة في قطر، ليس فقط في ازمتنا مع الارهاب وفي موضوع العسكريين، وإنما ايضا في كل الوضع اللبناني، فهم يعيشون معنا، يعرفون أوضاعنا، ولا بد ان يتعاونوا ونتعاون معهم اذا كان هناك فرصة للمساعدة او لتشابك الايدي، هم وآخرون في المنطقة من اخواننا العرب الذين لهم أيضا باع طويل في التواصل معنا، فهذا أمر طبيعي، وتكون قطر مشكورة فيه، ولكن ليس هناك شيء محدد الآن، وعلينا نحن في لبنان ان نؤمن الحد الادنى من التوافق السياسي لنتمكن من معالجة ازماتنا السياسية".

سئل: هل ستتضمن المساعي للافراج عن العسكريين المختطفين التفاوض بشأن مبادلة بعض العناصر الارهابية الموجودة في السجون اللبنانية؟

أجاب: "ما يمكن لي ان أؤكده ان المفاوضات القائمة ما زالت في البداية، ولم تصل بعد الى أماكن يمكن لنا ان نفرج فيها عن معلومات معينة، وعندما يستحق الموضوع سنتداول به وستكونون أنتم والجميع على علم بالمكونات ومقومات النجاح، ولكن احتمالات كثيرة مفتوحة أمامنا، لن نبخل من إعطاء هذا الملف كل ما يستحق، والحمد لله قلت في الماضي ان معنا عناصر قوة مميزة وأبرز هذه العناصر هو ما يتمثل بوحدتنا الداخلية في مواجهة الارهاب، حتى لو كان هناك بعض التباينات او بعض النزاعات والصراعات السياسية القائمة بين القوى السياسية المختلفة في لبنان في مواضيعنا السياسية العامة، اما في موضوع الارهاب والتصدي لهذا الارهاب فالموقف اللبناني يجب ان يكون موحدا واضحا لنتمكن من ان نكون أقوياء في مواجهة هذا التحدي".

أضاف: "لا بد من تفسير سياسة تلك المجموعات التي انتشرت في لبنان وفي أماكن اخرى، وهم بصدد مد نفوذهم الى مناطق اخرى، وهذا ما يدفعنا لإدراك مقدار الخطر الذي باتوا يشكلونه علينا وعلى الآخرين، ويحدوني الامل ان نقوم جميعا باحتواء هذا الخطر الارهابي".

سئل: ما هي أولويات الحكومة اللبنانية في الوقت الحالي في ظل الازمات التي تعصف بالمنطقة، فهل هي اولويات سياسية، أمنية او اقتصادية، وهل لديكم معلومات عن الجهات الارهابية الخاطفة للعسكريين، هل هي جهة واحدة أم جهات متعددة وما مطالبهم؟

أجاب: "بالنسبة الى الاولويات طبعا هناك أولوية سياسية تبقى عندنا في لبنان هم كبير، وعلينا ان ننجز ما هو مطلوب، وهو بكل وضوح وصراحة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اما الهموم الامنية فهي ايضا تفرض نفسها في مرحلة معينة كأولوية ليستقر البلد، وعندما يستقر نتفرغ للمعالجة وللسعي لاحتضان كل هذه التحديات بأفضل السبل والوسائل المتاحة".

سئل: هل تطرقت المحادثات اليوم بينكم وبين امير دولة قطر الى موضوع تسليح الجيش ودعم هذه المؤسسة على غرار ما فعلت المملكة العربية السعودية؟

أجاب: "لا شك بأن رأس حربة مواجهة الارهاب والارهابيين هي كما قلت وحدتنا الداخلية، والجيش يأتي من ضمن هذه الوحدة الداخلية، نعم تكرمت المملكة العربية السعودية بدعم الجيش بإمكانات غير مسبوقة على مستوى الوطن، فكان أول التزام بمبلغ 3 مليارات دولار، ومجددا بمبلغ مليار دولار، واذا ما تم تنفيذ هذا الدعم بالشكل المطلوب وخصوصا بالسرعة المطلوبة، فانني اعتبر ان الجيش نال الكثير من الدعم، ونحن بحاجة الى دعم ايضا في مجالات اخرى، فالأزمة كما نعلم جميعا تكمن في الاساس بموضوع النزوح الكبير الذي يشكل العبء الأكبر على لبنان وعلى البنى التحتية اللبنانية التي عليها ان تتحمل هذا النزوح الكبير اليوم المتمثل بما يفوق مليون و300 الف نازح في وطن فيه 4 ملايين مواطن، طبعا مجالات مساعدة لبنان ليست حصرا في الجيش والقوى الامنية بل في كثير من القطاعات، ونأمل من اخواننا في قطر ومن غيرهم ان يلتفتوا الينا في تلك الجوانب ايضا".

سئل: تحدثتم عن النزوح السوري لكن عمليا كيف ستقدم قطر هذه المساعدات، وخصوصا ان هناك خطرا على حدود لبنان، وتتحدثون في الحكومة عن إقامة مخيمات هل هناك مساعدة في هذا الإطار؟

أجاب: "هذا أمر يخضع لدراسات ومباحثات مستمرة، والمهم ان النية عند اخواننا في قطر هي للمساعدة، وهم منفتحون لنساعدهم في تحديد مجالات المساعدة، وأبدوا كل رغبة، وسمو الامير في هذا الامر كان واضحا بان كل ما يحتاجه لبنان لن تقصر قطر في توفيره، ويمهمني ان أضيف ايضا في الموضوع الذي سئلت عنه حول الجيش اللبناني بان الجيش ليس فقط سلاحا وقتالا ومعارك، الجيش اللبناني إرادة، والإرادة هذه مدعومة بشكل كامل وغير مشروط من القيادة السياسية لنتكامل عمليا في مواجهة الارهاب وأعدائنا".

سئل: تحدثتم عن رغبة سمو الامير بان يكون أول العائدين الى لبنان وزيارة لبنان، فهل هذا يعني ان هناك قرارا قطريا برفع الحظر عن القطريين للمجيء الى لبنان؟

أجاب: "هذا الحد الادنى طبعا، أعرب سمو الامير عن ذلك وقال أن التحذير حصل في وقت ما خشية من الاوضاع، وأن القطريين لن يتوقفوا عن الذهاب الى لبنان، وخير جواب على هذا التحذير هو ان سمو الأمير أعلن أنه سيذهب الى لبنان وسيكون في مقدمة القطريين، فشكرا لسمو الامير على هذه الاريحية الطيبة، وشكرا لقطر على ضيافتها وعلى حسن استقبالها لنا بما نعهده دائما من اريحية عربية اصيلة عن اخواننا القطريين".

الى ذلك، شكر سلام نظيره القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني على حفاوة الاستقبال، وكان قد أولم على شرفه والوفد المرافق في الديوان الأميري.

يشار الى أن سلام يعود الليلة الى لبنان.

 

سلام دعا في طريقه الى الدوحة القوى السياسية الى تبريد الشارع: ملف العسكريين قيد المتابعة الحثيثة وأبرز عناصر مواجهة الإرهاب هو وحدة صفنا الداخلي

الأحد 14 أيلول 2014

وطنية - اكد رئيس مجلس الوزراء تمام سلام "ان قضية العسكريين المخطوفين قيد المتابعة الحثيثة من قبل الجميع، وهو بحاجة الى مساعدة ومساعي جميع الاطراف، ولا سيما دولة قطر الشقيقة لما لها من تجارب سابقة في هذا المجال"، ودعا القوى السياسية الى "الاسهام في تبريد الشارع وتحمل مسؤولياتها لتحصين البلد". وشدد على "اهمية العلاقات القائمة بين لبنان وقطر،التي كانت لها مساهمات عديدة في مساعدة لبنان ماضيا وحاضرا ومستقبلا". كلام الرئيس سلام في "دردشة" مع الاعلاميين على الطائرة التي اقلته من بيروت الى الدوحة، وقال: "جئنا إلى قطر لشكرها على مساعدتها في الماضي والحاضر والمستقبل، فقطر بلد عربي لنا علاقة قديمة معها وبالتالي نحن حريصون على تمتينها وتعزيزها في كل مناسبة وفرصة. واليوم هناك وضع يستوجب التشاور مع كل إخواننا العرب ونحاول بما تسمح الظروف ان نزور دولة بعد دولة". اضاف: "إن إحتضان قطر وإهتمامها باللبنانيين وهو نموذج للتعاطي منذ سنوات بعيدة أمر يوجب علينا ان نكون دائما على تواصل بخاصة أن هناك قضايا مرحلية تمر علينا وعلى المنطقة توجب التشاور والإطلاع، وبما أن لقطر دورا مميزا ونشطا وفاعلا في مختلف الأوساط العربية والدولية والإقليمية، واليوم بالذات هناك موضوع تسعى قطر لمساعدتنا فيه وهو الموضوع المستجد على أثر المواجهة مع الإرهاب في عرسال والذي نتج عنه الواقع المتمثل بعسكريينا المخطوفين والذي يحتاج إلى مساعي بمختلف الوسائل والطرق للإفراج عنهم، وفي هذا الموضوع بالذات لقطر تجارب ماضية في المساعدة ومد يد العون في تسهيل أمور من هذه الطبيعة، ومن البداية توجهنا إلى القيادة القطرية بطلب المساعدة وهذا أمر يتطلب متابعة وملاحقة وتشاور مستمر، وأن شاءالله تكون النتائج كما نتمناها جميعا، فيها خير للبنان وللعسكريين المخطوفين وعائلاتهم الذين بحاجة إلى من يطمئنهم ويواكبهم ويشعر معهم، لاسيما وان هذا الموضوع حساس ودقيق لأن التفاوض لا يمكن ان يكون علنيا وعلى صفحات الإعلام بل يجب ان يكون ذات طبيعة معينة وتكتم ودراية ومسؤولية لكي يعطي نتائج إذا كان هناك شيء من ذلك". وعما إذا كان هناك ملف متكامل عن مطالب الخاطفين، قال الرئيس سلام: "هذا ملف حساس ودقيق، والإفراج عن مضمونه ومعطياته لا يساعد ويتم الآن التعاطي فيه بالثقة وبالعناية المطلوبة".

وعن إمكان أن تتمكن قطر من الضغط على المجموعات المسلحة للإفراج عن العسكريين أم ستلعب دور الوسيط أوضح سلام "أن المطلوب من قطر مساعدتنا في هذا الملف،أما كيف تتم هذه المساعدة فهم أدرى بذلك". وعما إذا كان أهالي العسكريين يستحقون كسر هيبة الدولة ولو جزئيا لإطلاق سراح أبنائهم، قال سلام: "الموضوع ليس موضوع هيبة الدولة، فالموضوع هو مواجهة الإرهاب ونحن لا نستطيع مواجهة الإرهاب ونحن ضعفاء مفككون ومشككون ببعضنا البعض"، مؤكدا "أن أبرز عناصر مواجهة الإرهاب هو وحدة صفنا الداخلي سواء على مستوى أهالي المخطوفين أو على مستوى الحكومة او على مستوى الجيش والقوى الأمنية أو على مستوى الإعلام، فعلينا ان نكون متضامنين موحدين لأن أي ضعف أو تشكيك هو ثغرة في الحالة علينا وليس لنا". وعن إمكان وجود مساعدات قطرية جديدة للبنان، أكد سلام "أن قطر لم تتوقف في يوم من الأيام عن مساعدة لبنان، فعندما يستجد أي أمر بحاجة إلى مساعدة فهي تساعد، وهذا امر مستمر لأن لقطر مكانتها وقدرتها وهذا الموضوع ليس بجديد، وهي كانت دائما سخية وكريمة في عطاءاتها المعنوية كما أن عطاءها العملاني يتمثل في إحتضانها لعشرات الآلاف من للبنانيين، وهو امر يجب ان يثمن". وبشأن قضية العسكريين الأسرى، أوضح سلام "أن المعطيات الوحيدة المتوافرة هي ان الجهود والإتصالات قائمة على قدم وساق، ونامل في ان تؤتي ثمارها قريبا". وعن كيفية ضبط الشارع وطمأنة اهالي العسكريين، قال: "ضبط الشارع والقاعدة والبلد والمشاعر والاحاسيس هو عند القوى السياسية كافة، عندما تحسم امرها وتقرر في اطارالصراع السياسي القائم، فنحصن بذلك البلد والشارع،اما غير ذلك فسيؤدي الى عواقب وخيمة". ورفض سلام تشبيه قضية العسكريين الاسرى بقضية مخطوفي اعزاز او راهبات معلولا، "لان هذا الاحتجاز للعسكريين ليس من ذات طبيعة الخطف السابق".

المشنوق

من ناحيته، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق في دردشة مع الصحافيين "أن لبنان بحاجة الى اكبر تجمع ضمانات في العالم نظرا لوجوده في منطقة جغرافية بين نارين العراق التي لا تزال في بداياتها وسوريا التي لا يعلم احد متى تنتهي". وقال: "قطر لها دور محوري نظرا لعلاقاتها بالغرب والحركات الاسلامية ولبنان قادر على الافادة من هذين الامرين بخاصة مع ما تكنه قطر من محبة للبنان". وأكد "أن سلام يقوم باتصالاته مع الجانب التركي لكن حتى اللحظة لا يوجد دور متقدم"، لافتا إلى "وجود إمكانية سياسية لقيام عمل مشترك بين تيار المستقبل وحزب الله عبر كتلة الوفاء للمقاومة لتحريك العمل الحكومي والنيابي والتخفيف من الاحتقان، وأن هناك احتمالا جديا للتشريع والاتصالات مستمرة بين بري والحريري". أما انتخابيا، فلفت إلى "أن الوزارة غير مستعدة لاجراء الانتخابات في هذه الظروف ولاول مرة منذ اكثر من سنة يحصل خطف على الهوية، وهذا ليس تفصيلا عابرا.

اللواء ابراهيم

أما المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فاكد من ناحيته "انه لم يزر قطر في اليومين الماضيين وإنما زار تركيا قبل ايام"، لافتا إلى "أن قطر تلعب دور الوسيط وهناك شروط تعجيزية لدى الخاطفين، لكن نستطيع القول ان الدولاب بدأ يتحرك انما ببطء".

وحول طبيعة التفاوض مع كل من داعش والنصرة وما إذا كان التفاوض مشتركا أم أن كل طرف يفاوض لوحده"، قال: "لكل منها شروطه المختلفة ولا يوجد تنسيق بينهما ما يصعب المفاوضات، ومن يضع الشروط من خارج القلمون والشخصية السورية ما زالت تقوم بالوساطة"، لافتا ضمن هذا الإطار "أن مصطفى الحجيري جمد تحركاته في هذه قضية العسكريين الأسرى"، موضحا "أن هناك امورا ايجابية ستحدث على المستوى السياسي من شانها ان تخفف الاحتقان المذهبي".

 

طائرة الميدل إيست التي هبطت احترازيا في روما وصلت إلى بيروت

الأحد 14 أيلول 2014 /وطنية - هبطت منذ قليل في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، طائرة الميدل إيست، التي هبطت احترازيا بعد ظهر اليوم، في مطار في روما، بينما كانت في رحلة عادية من جنيف إلى بيروت، وذلك بعدما تبين عدم وجود أحد الركاب على متنها رغم أنه كان قد حجز مقعدا على متنها وأنجز معاملات سفره في جنيف.

 

زهرا: المصالح هي ما حرك الدول الغربية لمواجهة داعش وحزب الله منع قرار الحكومة بنشر الجيش على الحدود لكي تبقى مفتوحة

الأحد 14 أيلول 2014

  وطنية - رأى النائب أنطوان زهرا، في حديث عبر قناة "NBN"، أن "الحسابات الاستراتيجية والمصالح هي الاسباب الأساسية التي حركت الدول الغربية لمواجهة الدولة الاسلامية وليس الأسباب الانسانية"، وردا على سؤال عن التحالف الغربي الذي دعت اليه أميركا لمحاربة "داعش"، قال: "أن يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا". أضاف: "لروسيا موقف من الدفاع عن النظام السوري، لذلك لم يتم استدعاؤها الى ائتلاف الدول لمواجهة تنظيم داعش. وان الحرب الغربية عنوانها داعش وبعض التنظيمات التي ترتبط بها، ونحن مع قمع اي مجموعة تلجأ الى اعمال وأمور غير حضارية ولا دين ولا شرع يسمح بها". وتابع: "ان الوزير باسيل، وفور خروجه من مؤتمر جدة، أكد الموافقة على الانضمام الى الائتلاف لمحاربة داعش، الا أنه قال أن موافقة لبنان مشروطة وعلى الجميع ان يشارك، وهذا الأمر يعني اننا سنشارك في حال شاركت سوريا وايران، وأميركا من المستحيل ان تشرك ايران وسوريا في هذا الائتلاف، مما أحرج باسيل". ورأى ان "المعارك الفعلية التي شارك فيها حزب الله في سوريا وخصوصا في القلمون ومعركة قلعة الحصن، لم تترك أي منافذ للتكفيريين للانسحاب من مناطق القتال الا باتجاه الحدود اللبنانية، مما دفع المقاتلين الى الدخول الى لبنان، استجلبهم حزب الله الى لبنان. واذا كان المقصود حماية لبنان منهم، كان يجب ان نحاربهم من الحدود اللبنانية الى الداخل السوري وابعادهم عنا وليس دفعهم الى الدخول الينا".

أضاف: "منذ البداية وقبل دخول اي لاجئ سوري الى لبنان، كان موقفنا واضح وهو ان ينتشر الجيش على الحدود، وقبل اندلاع الثورة طالبنا بترسيم الحود معهم ولم تحصل هذه الامور. ولم نغط اي من المقاتلين وكنا نطالب ان يضرب الجيش بيد من حديد جميع المسلحين وكل المعتدين على سيادة لبنان. هناك قرار تأخذه الحكومة اللبنانية لكي ينتشر الجيش على الحدود، وفي حال لم يكن الجيش قادرا على الانتشار بشكل كامل يمكنه الاستعانة بالقوات الدولية كما في الجنوب، وليس هناك اي دولة في العالم تضع عسكريا عند كل متر على الحدود، فهناك اجهزة متطورة واجهزة استشعار وتقنيات مراقبة متطورة تخدم الجيش وتسهل مهمته". واعتبر أن "حزب الله منع قرار الحكومة بنشر الجيش على الحدود لكي تبقى الحدود مفتوحة، لكي يدخل ويخرج كما يحلو له وينقل السلاح، وما يحصن لبنان فعليا هو سياسية النأي بالنفس عن الطرفين. وعندما تقول الدولة لنا انها غير قادرة عن الدفاع عنا فنحن سنكون جاهزين وسندافع عن نفسنا، ولكن طالما هناك دولة فنحن معها ونقف الى جانبها".

وقال: "ان النظام السوري قتل في لبنان كما يفعل اليوم في سوريا بشعبه، ولو ان الفكر الاسلامي الذي تسوق له "الدولة الاسلامية" له تأثير في لبنان لكان انتشر في طرابلس، ورأينا ردود الفعل المناهضة له". أضاف: "لا يمكن لأي شخص ان يقول ان "القوات اللبنانية" تتسلح لانه عندما نتسلح هذا يعني ان الحرب ستحصل". وشدد على أن "السلاح يوصل الى حرب واضطرابات وانقسامات، وعدم التسلح يسمح للدولة ان تسمك بيدها كل الوضع الداخلي لينتشر الأمن على كل الأراضي". ورأى أن "التكفيري والديكتاتوري يتشابهان ولا فرق بينهما". وفي ما يتعلق بالانتخابات النيابية، قال: "الهدف من انشاء هيئة الاشراف الانتخابي لم يتحقق. ونحن اذا كنا فعلا حريصين على مراقبة الانتخابات، فكيف يمكن ان نضبط الانفاق من دون ان نضع قوانين له؟ الأفضل هو البدء فورا بانتخاب رئيس للجمهورية والسير على السكة الدستورية الصحيحة". أضاف: "التشريع الضروري والاستثنائي لسنا ضده وحددنا ما هي المواضيع التي يمكن الاجتماع من اجلها في مجلس النواب، في المقابل، اذا بقينا من دون رئيس للجمهورية واصبحت الحكومة مستقيلة بحكم الدستور، فمن سينفذ؟"

وأكد "اننا نتواصل دائما مع كل الاطراف في مجلس النواب ولا مرة كان هناك انقطاع عن اللقاء، ونحن نحترم الاشخاص ونحترم الخيارات". كما أكد ان "نواب القوات اللبنانية سيقدمون ترشيحاتهم للانتخابات النيابية"، مضيفا أن أي جلسة في مجلس النواب لن تبدأ من دون طرح موضوع سلسلة الرتب والرواتب او مسألة التمديد، وعندما يطرح موضوع التمديد فستتوضح الآراء بشأنه".

وردا على قول وزير الداخلية نهاد المشنوق بان الوزارة غير مستعدة لاجراء الانتخابات النيابية، قال: "نحن نحترم الاستحقاقات، وجديون في هذا الأمر، ووزير الداخلية وحده لا يمكنه ان يأخذ القرار، فماذا لو صدر عن الحكومة قرار اجراء الانتخابات أو تأجيلها لأسبوع فقط، فأنا من واجباتي ان أكون جاهزا". وعن سلسلة الرتب والرواتب قال ان "هناك امكانية للوصول الى حل، علما أن هناك اعباء اضافية علينا ان ننتبه لها، ولا احد ضد حقوق الناس ومصالحها لكن شرط ان نطلب المستطاع".

وفي ما يتعلق بملف العسكريين المخطوفين، رأى ان "اكبر خطر يترتب على العسكريين المخطوفين هو تحويلهم الى موضوع مزايدات بين السياسيين، والحكومة هي السلطة التنفيذية والسياسية التي يخضع لها الجيش والقوى الامنية، وهي المسؤولة عن العسكريين وستأخذ القرار المناسب. واذا كانت السرية تفيدهم، علينا ان نصمت والا ننشر كل شيء على الاعلام، ولعبة المزايدات بين مقايضة او لا مقاضية لا تفيد الملف نهائيا". وقال: "سنوات عدة مرت ولم يتحرك ملف محاكمات الاسلاميين الموقوفين، والقضاء في لبنان هو أبطأ قضاء في العالم، ولا احد إلا ويسعى الى المصالحات، لانه اذا لجأ الى العدالة والقضاء سيعلق نفسه في سنوات وسنوات من المماطلة. القضاء في لبنان بطيء بشكل غير طبيعي، ووتيرة انتاجيته معيبة وسترتب علينا اعباء كبيرة. ونحن ضد الاعدام لان لا احد يأخذ الحياة الا الله الذي وهبنا اياها، وهناك امكانية كبيرة ان يكون عدد كبير من الموقوفين قد انهوا محكوميتهم وهم لا يزالون بانتظار محاكمتهم". أضاف: "اللواء عباس ابراهيم اثبت انه على قدر المسؤولية في ما يتعلق بملف العسكريين المخطوفين، والتجارب السابقة أثبتت ذلك". وختم زهرا حديثه متطرقا الى الملف الرئاسي، قائلا: "الرابية لا تقبل ان تتحدث مع أحد إلا تحت شعار "انا أو لا احد" والجميع يعرف ذلك. ومبادرة 14 آذار تلتقي بروحيتها مع ما حاول ان يقوم به جنبلاط وبري، وهي تسعى الى ترشيح رئيس لا من رموز 8 ولا 14 آذار، وبالتالي قلنا اننا نتمسك بمرشحنا الا اذا هناك امكانية لتجاوز المرشحين الحاليين والتوصل الى مرشح توافقي".

 

طلال المرعبي تمنى ان تثمر زيارة رئيس الحكومة الى قطر مزيدا من التعاون

الأحد 14 أيلول 2014 /وطنية - تمنى رئيس تيار القرار اللبناني الوزير والنائب السابق طلال المرعبي "ان تثمر زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى قطر المزيد من التعاون بين البلدين، وبخاصة في عملية اطلاق سراح العسكريين والامنيين"، داعيا الى "تكثيف الجهود من اجل ايصال هذه القضية الوطنية والانسانية الي خواتمها السعيدة وعودة ابنائنا الى اهاليهم". وشدد خلال استقباله في دارته في بلدة عيون الغزلان في عكار، حيث التقى هيئات بلدية واختيارية تربوية وهيئات من المجتمع المدني، على "ضرورة مساعدة الدولة والقوى الشرعية من الجميع لبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية وعدم العمل على تهميش وتبييخ دور المؤسسات الامنية"، وقال: "اننا نحذر من الامن الذاتي وهذه الظاهرة لن تعطي النتائج المرجوة بل تعطي مزيدا من تفكك وتهميش ما تبقى من كيان الدولة". وقال: "الخوف والقلق عند البعض لا مبرر، فقد مر على البلد الكثير من الاحداث والهجمات البربرية واستطاع لبنان بصمود شعبه ووعي ابنائه ان يتخطاها جميعا وتمكنا بحكمة ووعي اهل السياسة والمرجعيات الدينية انذاك من تجاوزها والمضي في ثوابتنا الوطنية وعيشنا الواحد والمحافظة على كياننا". وقال المرعبي: "يجب ان تصب كل الجهود اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية وان التاخير الذي يحصل يعرض البلد الى مزيد من الانهيار، وان الاوان للنواب ان يقوموا بدورهم بانتخاب رئيس جديد، وان تبذل المزيد من المساعي والاتصلات لتذليل العقبات والعقد التي تحول دون تحقيق انجاز هذا الاستحقاق". واضاف: "ان غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كان له مواقف وطنية عديدة في هذا المجال، ونتمنى عليه ان يستمر بمساعيه، وان تتكثف اتصالاته لتشمل جميع السياسيين".  وقال: "ان عكار ستبقى كما كانت البيئة الحاضنة للعيش الواحد وللوحدة الوطنية وللمؤسسات الشرعية الامنية، وفي طليعتها الجيش والقوى الامنية وكل ما يروج من شائعات ودعايات عن وجود تطرف فيها، فهذا امر لا اساس له من الصحة بل حملة دعائية سخيفة". وختم المرعبي: "ان القيم المشتركة بين جميع الطوائف في عكار وتعلق ابنائها في علاقات متينة بين مختلف العائلات الروحية سيبقى امثولة فتاريخ المنطقة المشرف سيبقى اليوم وغدا وبالمستقبل".

 

كرم في لقاء في بروكسل عن المسيحيين في العراق وسوريا: لا قيمة للشرق من دون مسيحييه

الأحد 14 أيلول 2014 /وطنية - نظم منسق المؤتمر الأول لمسيحيي الشرق رئيس الرابطة المارونية والمجلس الاغترابي في بلجيكا المهندس مارون كرم، لقاء سياسيا ديبلوماسيا في العاصمة البلجيكية عن أوضاع المسيحيين في العراق وسوريا، تخلله عشاء شارك فيه من أربيل وزير الأوقاف كمال مسلم سعيد ومدير الأوقاف المسيحية خالد جمال طاهر ورئيس بعثة حكومة كردستان السيد دلاور أيجي، ومستشار العلا‌قات العربية الدكتور فوزد محمود. وشارك في العشاء السفير البابوي في بلجيكا الآن بول لوبوبان، السفير اللبناني رامي مرتضى، الأباتي طنوس نعمة مع المدبرين العامين الآباء طوني فخري وجوزيف قمر وشربل عيد، أمين عام الأحزاب المسيحية في البرلمان الأوروبي باولو لوكاندرو المسؤول عن سياسة دول حوض البحر الأبيض المتوسط، الأب ميلاد أبو ديوان كاهن رعية بروكسل للموارنة وفهد كرم. وتناول اللقاء أوضاع الأقليات في المنطقة العربية خصوصا في العراق وسوريا حيث يسيطر تنظيم "داعش" التكفيري والإرهابي وحالات القتل الجماعي التي ارتكبها بحق سكان الدولتين من المسيحيين والأقليات وعمليات الخطف والتهجير والاغتصاب التي أقدم عليها التكفيريون الإرهابيون". وشدد كرم في مداخلته على "وجوب تحرك المجتمع الدولي بسرعة واتخاذ قرارات حاسمة بوجه المنظمات الإرهابية ومنع تمويلها وإعادة المهجرين إلى بيوتهم وأملاكهم ومساعدتهم في إعادة إعمار ما هدمه الداعشيون وتأمين الحماية اللازمة لهم في المستقبل"، مشيرا إلى أن "المسيحيين هم الأقدم في المنطقة ويعود تاريخهم إلى ما قبل ألفي سنة"، مؤكدا أن "لا قيمة للشرق دون مسيحييه الذين هم سكانه الأصليون"، مشيدا "بالعاطفة النبيلة لكردستان رئيسا وحكومة وشعبا لنجدتهم وتأمين المسكن والمساعدات لهم". من جهته طلب السفير البابوي من الوفد الكردستاني لائحة بالمساعدات التي يحتاجها الإقليم لتوزيعها على النازحين. ورد الوزير الكردستاني شاكرا للحضور اللقاء، مؤكدا أن "المسؤولين في كردستان وكل شعبها استقبلوا النازحين بكل محبة وأمنوا لهم الحماية والاحتياجات الضرورية وهم لن يستريحوا قبل أن يعودوا إلى منازلهم بكرامة وأمان، علما أن أي منطقة لا تقوم إلا بأبنائها جميعا وهذه بالنتيجة مسؤولية المجتمع الدولي الذي نأمل ألا يتأخر في تطهير هذه الأرض من داعش واخواتها".

 

نواف الموسوي: لنتجاوز الخلافات والاصطفافات ونتجه نحو ابرام تفاهم بيننا لمواجهة التكفيريين

الأحد 14 أيلول 2014 /وطنية - دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي اللبنانيين جميعا الى "تجاوز الخلافات السياسية والاصطفافات المعروفة"، قائلا: "فلنؤجل خلافاتنا السياسية ولنتجه نحو ابرام تفاهم بيننا يقوم على ان نكون صفا واحدا في مواجهة المجموعات التكفيرية وبعدها فلنعد الى نزاعاتنا السياسية، فمن الخطر جدا ان نستمر في نزاعاتنا السياسية في ظل وجود الخطر التكفيري". الموسوي كان يتحدث خلال احتفال اقامه "حزب الله" بمناسبة الذكرى السنوية على استشهاد يوسف حلاوي وشهداء بلدة قعقعية الجسر - النبطية، حضره مسؤول العلاقات العربية الشيخ حسن عز الدين وشخصيات وفاعليات وحشد من الاهالي. وقال: "نحن آلينا على انفسنا ان لا نرد على الحملات التي تشن علينا وان نسكت عمن يهاجمنا ولكن نحن نعتقد ان هناك مهمتين يجب ان ينهض بهما اللبنانيون: الاولى ترسيخ وحدتنا الوطنية والالتفاف وراء الجيش الوطني ليقاتل المجموعات التكفيرية، وهاتان المهمتان يفترض ان تقوم بهما الطبقة السياسية فتنصرف عن انشغالاتها الهامشية، فلبنان ليس ضعيفا، لبنان بيده عناصر قوة قوية ولا نقبل ان يظهر شكل اللبنانيين كمن يستجدي الرحمة من المجموعات التكفيرية، فعندما كانت تسقط علينا عشرات الالاف من الصواريخ ما استجدينا أحدا ولن نستجدي بأحد لأننا اقوياء وقادرون بل ندعو المعتكفين المنكفأين الى اعمال عناصر القوة لكي يبقى لبنان بأهله وأبنائه جميعا عزيزا، ولا يمكن لأحد ان يفرض المذلة عليه. فجنود الجيش اللبناني ومقاتلوه منذورون للقتال والشهادة وليسوا موقوفين للذبح". وقال الموسوي: "الوقت ليس ان يسجل احدنا نقطة على الآخر فالوقت ان نعمل جميعا ومعا لاستثارة عناصر القوة لكي نؤكد عزة لبنان واللبنانيين ونستعيد ابناءنا. فهذا الامر يحتاج الى ان يدرك الفريق الآخر ضرورة الخروج من السجال السياسي والمبادرة الى تفاهم، هناك اربعون دولة تتفاهم على مواجهة الخطرالتكفيري، فما بالكم انتم اذ كنتم اقوياء في ساحاتكم وقواعدكم الشعبية تفضلوا الى حسم قراركم بمواجهة التكفيريين، فبغير ذلك لن تقوم قائمة لهذا البلد".

وختم ابراهيم: "ليس هناك قرار دولي بتفجير الوضع في لبنان، ولا ارادة داخلية بالتفجير ايضا وهذا هو الاهم".

 

وهاب: أي محاولة لضرب الجيش السوري تحت ستار محاربة الإرهاب ستشعل كل المنطقة

الأحد 14 أيلول 2014

وطنية - أشار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب الى وجود "حرب شكلية على الإرهاب قد يطورها الأميركيون إذا وجدوا هناك مصلحة في استراتيجيتهم بأن يأخذوا الحرب على الإرهاب حجة ربما لضرب الجيش السوري"، مؤكدا أن "أي محاولة لضرب الجيش السوري تحت ستار محاربة الإرهاب ستشعل كل المنطقة"، موضحا أن "معادلتنا لم تتغير منذ سقوط محاولة الاعتداء العام الماضي على الجيش السوري".

كلام وهاب جاء خلال لقاء سياسي في البازورية، بحضور ممثلين عن "حزب الله" وحركة أمل، ووالد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ووفود شعبية، رأى خلاله أن "المؤتمر، مؤتمر النفاق بامتياز، الذي عقد في جدة برئاسة الأميركيين لن يوصل الى مكان"، لافتا الى الـ 100 مليار دولار المقدمة من السعودية كدفعة الأولى لمحاربة الإرهاب.

وإذ اعتبر "بعض الدول الخليجية غير مؤتمنة على أموال الأمة يقابلها مجموعة من النصابين في الغرب قادرة كلما احتاجت أموالا أن تأتي وتأخذ منها"، أكد وهاب أن "السوري والإيراني والروسي غير راكضين كما البعض يعتبر وراء الإنضمام الى تحالف محاربة الإرهاب، لأن الحرب على الإرهاب غير جدية، ولأن أسس المحاربة وخطتها غير واضحة، ولا يدركون أين تبدأ الحرب وأين تنتهي"، موضحا أن "الأميركي أتى بأزلامه وجمعهم وقال لهم أنتم تدفعون الأموال وأنا أقرر كيف سنواجه "داعش".

وحذر "الحكومة اللبنانية من أي خطوة ناقصة لأن الحكومة اللبنانية كانت مشاركة في هذا المؤتمر"، متسائلا "هل تعرف الحكومة اللبنانية أين ستبدأ حدود هذه الحرب، وأين تنتهي؟ هل لديها تفاصيل هذه الخطة لمحاربة الإرهاب؟ "

ورأى أنه على "الحكومة اللبنانية بدل المشاركة بهذا المؤتمر الذي يسوده النفاق لأبعد الحدود، أن تبدأ بمحاربة الإرهاب بالتنسيق مع الحكومة السورية، هذا هو الطريق الوحيد، لأنه بدون التنسيق مع الحكومة السورية على كل المواضيع لا إمكانية لمنع مواجهة الإرهاب"، داعيا الى أهمية "تشكيل وفد من الحكومة اللبنانية لمحاورة الحكومة السورية في كيفية محاربة الإرهاب"، لافتا الى أن "كذبة النأي بالنفس التي أبلانا بها الرئيس نجيب ميقاتي نظرية كاذبة و"خونفوشارية" ولا توصل الى مكان".

وإذ أوضح أن "في لبنان ضمانتين ويجب التمسك بهما: الضمانة الأولى المقاومة وقواها والثانية الجيش والقوى الأمنية لأن الجيش والقوى الأمنية قادرة على الاستمرار بحماية السلم الأهلي ولكن بكل صراحة الأمر لا يتوقف عند ذلك، لأن الجيش والقوى الأمنية لا تقوى وحدها على حماية السلم الأهلي في لبنان ووجود المقاومة هو ضمانة أساسية وكبيرة لحمايته"، أكد وهاب "أن المقاومة هي ضمانة لعدم التقسيم ولعدم التوطين واليوم لعدم اجتياح الإرهاب للبنان"، موضحا أن "هذه المقاومة التي منعت إذلالنا في العام 2006، منعت إذلالنا مجددا عبر عدم إسقاط سوريا"، لافتا الى أن "المشكلة ليست في أن المقاومة هي من جلبت الإرهاب الى لبنان، ولكن المشكلة في أن هؤلاء التنظيمات الإرهابية كان لديهم مشروع، وإسقاط سوريا كان من ضمن هذا المشروع، ودخول المقاومة في المعركة في سوريا أسقطت المشروع، لكن المشكلة مع "حزب الله" شيء آخر، كانوا يريدون استخدام إسقاط سوريا لإسقاطنا في الداخل وهم، الفريق الآخر، لم يدركوا بعد لذلك"، موضحا أن "السيد حسن نصرالله تحدث بحوار مع المعارضة السورية، وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس نبيه بري الذي تحدث بطريقة متقدمة أكثر في هذا الموضوع، وكل قوانا كانت تتحدث عن الحوار بين المعارضة والنظام في سوريا، ولم نتخذ الموقف بشكل متسرع، بل كنا ندعو الى استيعاب ربما المعارضين الوطنيين الذين يريدون الإصلاح الحقيقي"، مؤكدا أن "النظام لن يسقط لا غدا ولا بعد غد كما كانوا يراهنون، هذا الموضوع انتهى بوجود المحور المتماسك، الذي قرر أن يحفظ سوريا كداعم للمقاومة"، معتبرا أن "الأنظمة كافة بحاجة الى تطوير وليس فقط النظام في سوريا"، لافتا الى التعطيل الحاصل في المؤسسات وتعطيل المجلس النيابي، متسائلا "بأي حق تعطل المؤسسات؟ ولماذا التمديد لمجلس معطل ويمارس الفراغ؟ مطالبا من يريد التمديد فليتحمل المسؤولية"، في إشارة الى الذين يتكلمون في الكواليس مع الرئيس نبيه بري عن التمديد ويظهرون في الإعلام ويمارسون النفاق".

 

بو صعب:الكلام عن أن وزراء التكتل عرقلوا تشكيل هيئة الإنتخابات غير دقيق كيروز: القوات تدعو الى التزام كل ما يؤدي الى تعزيز الحرية وكرامة الإنسان

الأحد 14 أيلول 2014

وطنية - دشن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ونائبا بشري ستريدا جعجع وإيلي كيروز المبنى الجديد لثانوية بشري التي سيطلق عليها إسم "ثانوية جبران خليل جبران"، في حضور النائب السابق جبران طوق، رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، السيدة روز شويري، المحامي روي عيسى الخوري، رئيس بلدية بشري السابق الدكتور جورج جعجع، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، الأستاذ فوزي نعمة، منسق عام قضاء بشري في القوات اللبنانية النقيب جوزف إسحق، المونسنيورين فيكتور كيروز وجوزف فخري، القيم البطريركي الجديد الخوري طوني الآغا رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها مديري مدارس وأفراد الهيئة التعليمية والإدارية في ثانوية بشري وحشد من الكهنة والراهبات وأبناء بشري.

استقبل بو صعب بالزغاريد عند مدخل الثانوية وقص مع جعجع وكيروز الشريط التقليدي ثم أقيم احتفال في القاعة الكبرى للمبنى الجديد استهل بالنشيد الوطني وتقديم الإعلامية ديامان رحمة.

ثم ألقى رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر كلمة قال فيها: "إنه لمن سعادتي وحسن حظي أن أزور بشري، مرة على الأقل كل عام، وأن ألتقي بهذه الوجوه النيرة في مناسبات تتعلق بالتنمية والخدمات العامة. فمرة نلتقي في عز الصيف، ومرة في عز الشتاء، واليوم على أبواب الخريف. وهكذا، تستقبلنا بشري في كل مرة بثوب جديد، فيه دهشة جديدة وألوان وضعت عليها يد الخالق لمساتها الأخيرة. نلتقي اليوم، لتدشين صرح تربوي جديد هو ثانوية بشري الرسمية التي هي حاجة ماسة لهذه المنطقة التي تعتبر الطاقات البشرية فيها من أهم روافد التنمية بالإضافة الى السياحة والزراعة. فبشري أنجبت للبنان وللعالم شخصيات فذة على الصعد التربوية الثقافية والإبداعية ولطالما إعتبرت هذه الأودية مهدا للطباعة والقراءة منذ فجر التاريخ".

أضاف: "إن الإستثمار في التربية هو من أهم ما يمكن أن تقوم به المجتمعات لتحقيق التنمية المستدامة، وينبغي أن تنصب جهودنا ليس فقط على تأمين منشآت مناسبة للتعليم، وإنما أيضا على جعل التعليم متوفرا على أساس تكافؤ الفرص، وعلى تعزيز التعليم النوعي الذي يساهم في بناء مجتمع المعرفة وفي الإندماج الإجتماعي ، وعلى تعليم يساهم في التنمية الاقتصادية، من هذا المنطلق، نعتبر هذا المشروع من أهم الإنجازات لمنطقة بشري خاصة وأنه يترافق مع مشاريع متكاملة في مختلف القطاعات".

وتابع: "ان مجلس الإنماء والإعمار ينفذ حاليا مشروع تأهيل المبنى الملحق بمستشفى بشري الحكومي الذي سيساهم في رفع مستوى الخدمات الصحية في المنطقة، كما أننا حصلنا على قرض جديد من البنك الإسلامي لاستكمال مشروع طريق الديمان وتحويرة حصرون بعد أن أنجزت طريقا حدث الجبة وتحويرة بشري، كما أن قطاع المياه والصرف الصحي سيشهد قريبا إطلاق مشروع ممول من الصندوق العربي يشتمل على منظومتين لمياه الشرب والصرف الصحي بالتزامن مع التحضير للحصول على قرض جديد من الوكالة الفرنسية للتنمية لإستكمال منظمة الصرف الصحي في مختلف قرى وبلدات القضاء. وكنا قد دشنا، منذ أكثر من سنة، المحطة النموذجية للصرف الصحي في محلة الحريم التي تعمل حاليا وفق ما كان مرتقبا. ان كل هذه المشاريع ما كانت لتوضع على السكة الصحيحة لولا المتابعة الدؤوبة من نائبي المنطقة السيدة ستريدا جعجع والأستاذ إيلي كيروز اللذين لا يوفران جهدا لإزاحة العقبات من أمام أي مشروع يخدم منطقة بشري . فالشكر لهما ولبلديات المنطقة وفعالياتها على التعاون الممتاز مع مجلس الإنماء والإعمار الذي بدوره ينسق جهوده مع الوزارات المعنية بهذه المشاريع". وختم الجسر: "شكرا مرة جديدة، على دعوتي الى هذه المنطقة التي أحبها وأحب ذكرياتي فيها، وأكثر ما يسعدني هو أن يقال، يوما ما، إنني ساهمت في وضع بحصة صغيرة تسند خابية الجمال التي إسمها بشري".

كيروز

ورحب كيروز بدوره ببو صعب وقال: "لا بد لي أولا في غرة هذا اليوم الجميل, باسم زميلتي وباسمي وباسم جميع أبناء بشري والجبة, أن ارحب بمعالي الوزير, ابن ضهور الشوير, أن ارحب به ضيفا عزيزا كريما في بشري, مدينة الأرز وجبران، جارة السماء وحارسة الوادي المقدس، فأهلا بك رجل علم وانفتاح ومبادرة، لنقدم معا نموذجا في التعاون الجدي بما يتجاوز الخلافات والحسابات السياسية الضيقة. يا معالي الوزير، اذا كان من الصعب علينا ان نجافي الحقيقة، فليس من الصعب علينا أن نعترف لبو صعب بحسن الآداء وروح المسؤولية كما أرحب بالمهندس نبيل الجسر وهو الجسر الذي يساهم في مد الجسور وبناء الصروح على مساحة الوطن". أضاف: "أريد في هذه المناسبة أن أشكر جميع الذين ساهموا منذ البدايات في تحقيق هذا المبنى الجديد، كما أشكر جهد وتعب ومتابعة وتنفيذ ومواكبة كل الذين عملوا من أجل الوصول الى هذا المبنى. وأشكر بالتأكيد مجلس الإنماء والإعمار ممثلا برئيسه والصندوق العربي لجهة تأمين التمويل المطلوب للمشروع. إن المبنى الجديد يمثل إنجازا تربويا لبشري والجبة، ويأتي بعد عقود من الأحلام والإنتظار. انه حلم يتحقق الى جانب أحلام أخرى. اليوم نفتتح المبنى الجديد في ذكرى اليوبيل الذهبي لإنطلاقة التعليم الثانوي الرسمي في قضاء بشري في العام 1964. لقد مضى بكل بساطة خمسون عاما على إنشاء الثانوية. فللثانوية فضل كبير على جيلنا وأجيال سبقتنا وأجيال جاءت بعدنا. للثانوية ادارة وأساتذة، فضل على جميع الذين تخرجوا فيها، ولاسيما على الأهل من ذوي الدخل المحدود. لقد تخرج من هذه الثانوية وعلى مدى سنوات المعلم والطبيب والمحامي والمهندس والصحافي والروائي والعديد من المبدعين والناجحين. لقد سبقت الثانوية التعليم الثانوي الخاص في بشري والجبة. ويسعدني اليوم أن أقول بأنني انتسبت الى الثانوية ودرست على مقاعدها لسنتين متتاليتين. وأعيش اليوم حنينا الى تلك الأيام". وتابع: "في السنوات التي سبقت الحرب الاهلية، كانت الثانوية تدرس قبل الظهر وبعده بسبب ضيق المبنى. ولعلها من الثانويات القليلة في لبنان التي لم تدمرها الحرب ولم تؤثر على مستواها التعليمي. فالتحية والتقدير لجميع الأساتذة الذين تعاقبوا والذين درسوا وربوا في أصعب الأيام وصولا الى أساتذة اليوم. ان تصميمنا من أجل انجاز هذا الصرح، كقوات لبنانية وكنواب، يأتي في سياق إهتمامنا بالإنسان وبإنسان بشري والجبة، لا سيما في هذه الأزمة الرديئة، أزمة القتل والعنف. إن القوات اللبنانية هي في المحصلة التزام بالأنسان والحرية. وتدعو القوات اللبنانية الى الالتزام بكل ما يؤدي الى تعزيز الحرية وكرامة الإنسان، كما التعددية في الدين والثقافة وحق الاختلاف في لبنان والشرق. إننا نريد لإنساننا أن ينمو، كما جاء في الكتاب المقدس ، بالقامة والحكمة والنعمة". وقال: "عوني أؤكد أن الإنسان هو عنوان رهاننا الإنمائي والتربية في صلب هذا الرهان. لذلك ومنذ نجاحنا في الإنتخابات النيابية في أيار 2005 أدركنا أهمية المسألة الإنمائية في منطقتنا، وبالرغم من الأولوية التي أعطيناها للسياسة، للهموم السياسية الكبيرة والخطيرة، في لحظة سياسية حاسمة كما فيها وجود لبنان بمقوماته الجوهرية على المحك، وفي لحظة أمنية حافلة بالتفجيرات الكبرى والإغتيالات الكبرى. غير أن السياسة وعلى أهميتها، لم تستحوذ على كل إهتماماتنا، لأننا جئنا الى المسؤولية النيابية من المعاناة الطويلة، من هموم الناس ولأننا نعرف بالخبرة اليومية حاجات بشري والجبة الملحة. لذلك أجرينا نوعا من المسح الشامل لتلك الحاجات ووضعنا جدولا بالأولويات ووعدنا بتحقيق ما نطمح اليه من أحلام. وميزتنا أننا نحقق أحلامنا، فمن المستشفى الحكومي وغرفة العمليات الى دورة قاديشا، ومن مشاريع المياه الى الحدائق العامة، ومن تأهيل الطرقات العامة الى محطة التكرير النموذجية، ومن تأهيل محلة الضهرة في بشري الى مشروعي الصرف الصحي ومياه الشفة في الأرز وبشري وحدشيت وصولا الى المشاريع التي نحضر لها، ونعد لانجازها من مشروع الصرف الصحي لكل القضاء الى المركز الثقافي - الاجتماعي في مار جرجس، ومن السدود في الأرز وحدث الجبة الى بيت الطالب الجامعي في ضبية الذي بدأنا العمل فيه والذي كنا نخطط لإنشائه منذ الثمانينات".

ورأى ان "مجتمعنا المعاصر يحتم على المدرسة الرسمية أن تواجه اليوم تحديات جمة، يرتبط أهمها بقدرتها على صياغة التربية الشاملة وانجاز التعلم النوعي وتحقيق التعلم للجميع والجودة الشاملة في العمل التربوي. وعلى مستوى المواطنية، فان المدرسة الرسمية مدعوة الى توفير تربية مواطنية لتلاميذها، ليتمكن المواطنون جميعهم من أن يقوموا بدورهم في حياة الجماعة السياسية، وبذلك تسهم في خلق مناخ من الحرية والتعاون والمساواة أمام القانون واحترام حقوق الانسان وفي ارساء نظام سياسي يشرك الجميع في القرارات الوطنية وبناء الدولة القوية والعادلة. انطلاقا من هذه الروح ، اني أدعو انسان هذه الأرض، لا سيما الجيل الجديد، الى التمييز بين فعلين يمكن تصريفهما في الحياة: فعل الأمتلاك وفعل الكينونة. وأنا منحاز الى فعل الكينونة لأني أريد أن أكون أكثر وبوفرة. اني ادعو انسان هذه الأرض الى حياة لا تدور على نفسها ولا يستهلكها استقرار أو نجاح أو عمل أو مركز أو علم أو مال أو لذة، الى حياة لا تستحوذ عليها الأشياء التافهة والأهتمامات السطحية. اني أدعو انسان هذه الارض، لا سيما الجيل الجديد، الى أن يتطاير نحو الأعلى والأرقى والى أن يكون جوهريا".

وختم كيروز: "معالي الوزير، بمناسبة افتتاح هذا المبنى الجديد، أتمنى أن نتعاون لتوفير كل مستلزمات فتح مرحلة متوسطة للتخفيف من أعباء الأهل الذين يرزحون تحت الأقساط المدرسية في ظل هذه الضائقة الاقتصادية. وفي الختام أشكر القوى العسكرية التي واكبت هذا الحفل."

بو صعب

وكانت كلمة لوزير التربية والتعليم العالي استهلها بالتأكيد أن "التدافع الذي حصل كان عفويا لملاقاته"، وقال: "إسمحوا لي أن أوضح عن الذي صدر من الإعلام عن الإشكال الذي حصل بين مرافقي سعادة النائب السابق الدكتور طوق وسعادة نواب القوات اللبنانية هذا الكلام غير صحيح أنا كنت موجودا في المكان لأن الذي حصل هو تدافع أهل بشري من محبتهم ظهرت محبة زائدة من يريد أن يقترب مني أكثر، ولا لحظة كان خلافا بل هو تسابق على المحبة وهذه هي بشري التي نعرفها. أريد أن أشكر بشكل خاص سعادة النائب ستريدا جعجع والنائب إيلي كيروز وإصرارهم على دعوتي كي أكون بينكم في بشري وأنا وبشري لنا قصة سوف أرويها لكم بعد قليل، وأرحب بكم وأشكر حضور الجميع، الدكتور طوق، سعادة الرئيس السابق لبلدية بشري وأيضا الرئيس الحالي وجميع الحاضرين أشكركم على حضوركم فردا فردا".

وقال: "إن كانت التنمية البشرية تنطلق من التربية فإن حضورنا معكم اليوم لإفتتاح ثانوية بشري الرسمية هو حلم تحقق لأبناء مدينة بشري وقضائها وهو مركز أساسي لتحقيق التنمية المستدامة التي تنطلق من التربية والتعليم لتشمل الإقتصاد والبيئة وديمومة الثروات في المجتمع وأبرزها الثروة البشرية، وتستحق بشري أن يكون لها صرح تربوي يحتضن الجميع من دون تمييز بالفكر أو في الموقف السياسي أو التوجه الثقافي والوطني لأن المدرسة الرسمية هي للجميع وهي التي تحتضن الكل وتقدم العلم من دون منة من أحد ومن دون أقساط مدرسية، والمدرسة الرسمية هي القطب الجامع لكل القوى الحية في المجتمع وهي كذلك في أرقى دول العالم إذ تتعاون البلديات مع الحكومات والأهالي في بناء المدارس الرسمية وتجهيزها ومتابعتها". أضاف: "إن هذه التوجهات تم إعتمادها في بشري إذ أن لجنة جبران الوطنية قدمت منذ سنة 1973 قطعة الأرض التي بنيت عليها هذه الثانوية، واستأجرت وزارة التربية منذ سنوات مبنى مدرسة الآباء الكرمليين ليكون ثانوية رسمية موقتة ريثما تتم عملية البناء إلا أن الحلم لم يتحقق في حينه، واليوم يلتئم شملنا في مدينة بشري الرابضة على سفاح جبال المكمل تحرسها نضال أرز الرب لكي نفتتح هذه الثانوية الرسمية بعدما حظيت بمتابعة وملاحقة نواب المنطقة حتى تم تأمين التمويل من طريق مجلس الإنماء والإعمار وبمساهمة مالية من الصندوق العربي وباحتضان ومواكبة ودعم من بلدية بشري وهنا نوجه تحية لرئيس بلدية بشري السيد أنطوان فخري وجميع أعضاء المجلس البلدي الذي سوف يتابع مسيرة هذا الصرح التربوي والذي سوف يكون للجميع ويشكل حلقة الربط بين عائلات بشري ويؤمن فرصة متساوية لتأمين التعليم الرسمي المجاني للجميع كما يرسخ سكن العائلات في مدينة بشري شتاء فلا تضطر الى السكن في مدن أخرى لتعليم أولادها".

وتابع: "في ظل الانقسام السياسي الذي يطبق على لبنان كما تفضلتم في الكلام وقلتم ممكن أن يكون إختلافا في السياسة، والناس يقولون وزير التربية والتعليم العالي وزير تكتل التغيير والإصلاح لماذا صعد الى بشري ليفتتح ثانوية والثانوية في أرض بمعقل للقوات اللبنانية مع وجود وإحترام لكافة الأفرقاء الموجودين من الأفرقاء السياسيين الآخرين؟ إنما بصراحة انها قناعة راسخة لدي عندما كلفني الجنرال عون بهذه المهمة كلفني بها لأن الوزارة هي خدمة للجميع لكافة اللبنانيين. لا يوجد تفرقة في السياسة في العمل بالإنماء، لا فرق بين مدينة وأخرى وقرية وأخرى، المهم يجب أن يعرف الجميع أن الوزير موظف لدى الشعب اللبناني وبشري تصب في قلب الشعب اللبناني، أريد أن أقول لكم ما هي علاقتي في بشري وكيف بدأت".

وقال: "أنا منذ سنوات عديدة وقبل أن أعمل في الشأن العام كان لدي عدة زيارات إلى بشري والأرز بشكل خاص، لدي صديق إسمه جوزيف غصوب متزوج من بشري شقيقة سعادة النائب إميل رحمة أوجه لهم تحية، هم من عرفوني أولا على الأرز وعلى بشري ومنهم تعرفت على شباب عدة من بشري وكانوا يقولون هؤلاء شباب من القوات اللبنانية ولكن كانت فترة صعبة على القوات اللبنانية لأنها كانت محظورة، لم تكن تعمل والدكتور جعجع كان لا يزال في الحبس. فهؤلاء الشباب الذين تعرفت عليهم ومنهم من يزيد محبته لي اليوم في الخارج. وقد تعرفت في ذلك الوقت على رئيس البلدية الشيخ سعيد طوق وتكلمت مع الشيخ سعيد أن نأتي بمشروع سياحي كبير على بشري وكان جوابه لا نستطيع أن نعمل شيئا إلا بعد أن يفرج عن الحكيم وهذه للمرة الأولى أخبركم إياها وبعدها أكملنا العمل. عندما تعرفت على سعادة النواب وهنا أريد أن أقول شيئين، الأول أريد أن أقول للأستاذ الجسر: أو نأخذ النائب ستريدا الى المتن أو أن تجد طريقة أن تعاملنا بها كما تعامل أهل بشري".

أضاف: "عندما نتكلم عن الحرمان دعونا نتكلم عن الحرمان التربوي، عندما استلمت وزارة التربية كنا نسمع عن الحرمان في مناطقنا وفي مناطق كثيرة في لبنان إنما ما يتعلق في التربية بالذات أستطيع القول أن مناطقنا هي الأكثر حرمانا من بشري الى ضهور الشوير وتحية من ضهور الشوير الى أهالي بشري. أما الأهم من ذلك فهو التكاتف والتعاون والتعالي على المصالح الضيقة من أجل لبنان كما تكلمت يا سعادة النائب ولا سيما أن الموجة التكفيرية التي تندفع نحونا وتختطف أبناءنا، عسكريين كانوا أم مدنيين هي موجة لا تميز بين مواطن وآخر، هي لا تميز بين 8 و 14 آذار، هي لا تميز بين مسلم ومسيحي ولأجل ذلك نحن حريصون أن نضع كل هذه الخلافات على حدى ونعمل وحدنا كلبنانيين بمواجهة هذه الموجة التكفيرية التي تشكل خطرا حقيقيا على وجودنا وعلى لبنان الذي جميعنا مجتمعون عليه مسلمين ومسيحيين. هذه الموجة التكفيرية كما قلت لا تميز بل تعتمد الرعب والذبح والترويع لمصلحة الجهات التي قامت بتوظيفها واستثمار جرائمها من أجل تعميق الإنقسامات في المنطقة، وأنا لا أخفي عليكم وجميعكم تعلمون أنني في الوزارة أتعامل مع جميع الأفرقاء كلبنانيين، وكما قالت ديامان، القوات اللبنانية حقيقة موقفهم لم يكن مخفيا تكلم عنه الدكتور جعجع في المقابلة التي أجراها معه وليد عبود على "ال أم تي في" حين قال: "نحن الى جانب وزير التربية بالعمل الذي يقوم به لأن هذا العمل هو للمصلحة الوطنية وللبنان بشكل عام". وأنا اتصلت بسعادة النائب وطلبت منها أن أتكلم معه وشكرته على موقفه الذي كان معلنا من قبل أيضا لأنه حينما بدأت أعمل في ملف التربية أدركت أن هذا الملف لا يعني لا تيارا وطنيا حرا ولا تكتل تغيير وإصلاح ولا تيار المستقبل ولا الإشتراكي، هذا ملف وحده. هذا الملف يعني جميع اللبنانيين سواسية لذلك كنت أتواصل مع الجميع كي نستطيع إيجاد حل يناسب جميع الطلاب اللبنانيين من كل الأفرقاء وكل الأطياف السياسية. وهذا هو العمل الذي يجب أن يحصل في كل الوزارات".

وتابع: "أريد أن أقول شيئين، العمل الذي قام به نائبا بشري والمشاريع التي عددتموها يستطيع الانسان أن يعدها في دقائق بسيطة وهذا سهل ولكن لا أحد يعلم ما قيمة العذاب وكم يكون طويلا قبل أن يصل الى النتائج. الأستاذ الجسر يعلم أنني كنت أريد منه جسرا في جل الديب وكم كنا نتشاجر من أجل هذه القصة ولكن أريد أن أقول لك أنك تريد أن تأتي الى طرابلس وتأتي الى بشري ولكن ستمرون في جل الديب وهذا نفق جل الديب لا مهرب منه ونحن اليوم قررنا إلغاء النفق ونبني اثنين، وعلى الوعد الذي أعطيتنا إياه يوجد لدينا ثلاثة أو أربعة أسابيع لنستلم الخرائط التنفيذية أو أتكلم مع النائب ستريدا جعجع أو تأتي لي بهم".

وقال: "أريد أن أوجه تحية الى جميع الذين عملوا في الماضي لكي تقف هذه الثانوية على رجليها وتصبح الثانوية التي نعرفها اليوم، نواب بشري السابقون الدكتور طوق وتحية الى والد روي عيسى الخوري ولكل المدراء الذين مروا في هذه الثانوية وللجنة جبران ولجميع الأشخاص المعنيين والذين عملوا كي تصل بشري الى هذه المرافق المهمة وتصبح هذه المدينة فعلا بكل خدماتها".

أضاف: "في 2005 كانت لي زيارة مميزة وكانت ليلة عاصفة على الأرز عندما خرج الدكتور جعجع وكان موجودا في منزل في الأرز، وكنت برفقة شخص عزيز وغال وأحبه كثيرا أنا وأنتم واليوم زوجته معنا وهي السيدة روز الشويري، كنت مع الأستاذ أنطوان شويري وصعدنا لكي نرى كيف يمكننا أن نساعد بشري والأرز كي تسير هذه المشاريع وتأخذ مكانها بأجمل جبال في لبنان لا بل بالشرق الأوسط، والله يرحم أنطوان الشويري الذي تعرفت اليه في دبي ونعتبره جميعا، إن كان في دبي وإن كان في الإغتراب وإن كان جميعكم في لبنان، هو عرابنا جميعا. أنا لا أستطيع أن أكون في بشري إلا وأن أوجه تحية لروح أنطوان شويري والى روز الشويري ولكل الإرث الذي من الأستاذ أنطوان".

وتابع: "تحية لمدير ثانوية بشري الأستاذ جوزيف جبور والأعضاء والأساتذة الذين معك ومجلس الأهل والآن طلب إضافة الى هذه الثانوية أن نفتتح متوسطة في بشري ولم تضيع فرصة السيدة ستريدا وقالت لي هل نستطيع إعلانها الآن؟ أقول لك الآن نعلن بأننا سنفتتح متوسطة في بشري. أريد أيضا أن أقول وهذه الأفكار بدأت تتداول عندما بدأ الحديث على المنبر، لقد سمعنا في المقدمة أن هذه الأرض قدمتها لجنة جبران خليل جبران، تشاورت مع سعادة النائب ستريدا جعجع ومن ثم تكلمت مع الدكتور طوق والسيدة ستريدا قالت لي أيضا رئيس لجنة بشري تكلم في هذا الموضوع، والآن نتكلم معك يا حضرة المدير لنقول لك أن نواب بشري سيحضرون رسالة كي يصدر قرار من وزارة التربية بتسمية هذه الثانوية بثانوية جبران خليل جبران".

وتطرق الى الوضع السياسي، وقال: "نحن مقبلون إلى موسم انتخابات نيابية وأحببت أن أوضح شيئا، فقد حصل التباس في الإعلام بأن هيئة الإشراف على الإنتخابات لم تتألف وهذا يمكن أن يؤثر على الانتخابات النيابية. للتصحيح فقط، هذه الهيئة تأخرت 25 يوما وبالتالي إذا لم تكلف منذ يومين لم يعد شيئا يقدم أو يؤخر لأن هذه الهيئة كان يجب أن تتألف في 8 آب 2014، وبالتالي الذي يصدر عن كلام أن وزراء تكتل التغيير والإصلاح أوقفوا أو عرقلوا لأنهم مصرون على إسم أو طلبوا تبديل إسم، هذا الكلام غير دقيق، نحن طرحنا الأسماء بانتظار الجواب ولكن هذا أمر طبيعي في الحكومة وهذا أمر خاضع للنقاش مع الوزراء ومع دولة رئيس مجلس الوزراء الذي هو دائما حريص على التفاهم والتوافق وأنا أشهد له وأوجه تحية له، وبالتالي نحن نصحح النقطة التي أثاروها في الإعلام كي لا يعتقد الناس أن البعض يريد إنتخابات نيابية والبعض الآخر لا يريد". وختم بو صعب: "أبارك لمدينة بشري الأبية مدينة جبران خليل جبران ومدينة الأرز الخالد عبر الدهور بافتتاح هذه الثانوية التي سيصبح إسمها ثانوية جبران خليل جبران، وأدعو الأهالي الى تسجيل أولادهم فيها ولاحقا في متوسطة بشري، كما أهنىء لجنة جبران الوطنية وبلدية بشري والنواب والشخصيات والمسؤولين السابقين والحاليين وجميع الذين بذلوا جهدا لكي يصبح هذا الحلم حقيقة. كما أوجه تحية تقدير الى الصندوق العربي للتنمية على تأمين التمويل والى مجلس الإنماء والإعمار ممثلا برئيسه المهندس نبيل الجسر على الجهود التي أدت الى إتمام البناء". وفي الختام، تلا المونسنيوران كيروز وفخري والكهنة صلاة التبريك وأقيم كوكتيل للمناسبة.

 

الان عون: لا ارتباط بين الاستحقاقين النيابي والرئاسي إنما يمكن للنيابي ان يشكل مدخلا لحل على مستوى الرئاسي

الأحد 14 أيلول 2014 / وطنية - شدد النائب الان عون على "ضرورة الدعم المطلق للجيش اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة، وفي ظل استمرار خطف عسكريين على أيدي مجموعات إرهابية"، مؤكدا انه "على الحكومة ان تتوصل الى قواسم مشتركة لردع المخاطر الأمنية الراهنة والمقبلة وصولا الى تحرير العسكريين الأسرى، من خلال اتخاذ القرارات والاجراءات اللازمة". ورأى في حديث لبرنامج "لقاء الأحد" عبر "صوت لبنان"، ان "لا ارتباط بين الاستحقاقين النيابي والرئاسي، إنما يمكن للانتخابات النيابية ان تشكل مدخلا لحل على مستوى الانتخابات الرئاسية من خلال خلق واقع ضاغط باتجاه انتاج رئيس للجمهورية"، معتبرا أنه "من الأفضل اجراء الانتخابات النيابية على اساس قانون الستين وانتاج طبقة جديدة في حال عدم التوصل الى اتفاق حول قانون جديد بدلا من التمديد للمجلس". وشدد على أن "لبنان معني بمواجهة داعش، لكنه انتقد ادخال الاعتبارات السياسية في هذا الموضوع من خلال إبعاد طهران او موسكو، ما يحتم على لبنان ان ينأى بنفسه". وعما جرى في مؤتمر جدة، اكتفى عون بالقول إن الوزير جبران باسيل سيضع الحكومة في جلستها المقبلة في أجواء ما جرى للبناء على الشيء مقتضاه. وعن لقاء عون - نصرالله الأخير، وصف النائب آلان عون اللقاء بالايجابي، مشيرا الى ان ضرورة محاربة خطر داعش من العراق الى سوريا فلبنان كان له الحيز الأكبر من جدول اللقاء. ولفت الى ان الحركة التي قام بها العماد عون باتجاه السيد نصرالله ومن ثم الرئيس سعد الحريري بداية العام كانت بهدف انجاز الاستحقاق الرئاسي، غير أن عدم وصول الحوار مع تيار المستقبل الى إيجابيات عزز الحاجة الى تدخل خارجي موضحا أنه عمليا لم تتمكن القنوات الداخلية من انجاز الاستحقاق الرئاسي، ويبدو ان هناك مساع خارجية اقليمية لم تنضج بعد. وأكد ان لا "نية لدى التيار الوطني الحر بعرقلة موضوع هيئة الاشراف على الانتخابات"، مؤكدا انه سيصار الى حل هذه المسألة قريبا.

 

المطران طانيوس الخوري ممثلا الراعي في تدشين كنيسة جدرا:العالم العربي والاسلامي بحاجة الى وجود مسيحي لنشر انجيل السلام والاخوة والعدالة والمحبة والعيش معا

الأحد 14 أيلول 2014

وطنية - إفتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران طانيوس الخوري، كنيسة بلدة جدرا، التي أعيد بناؤها، بدعوة من لجنة وقف مار جرجس في البلدة، وتراس بالمناسبة قداسا إحتفاليا، حضره رئيس اقليم الشوف الكتائبي المحامي جوزف عيد ممثلا الرئيس أمين الجميل، الوزير السابق ماريو عون ممثلا النائب ميشال عون، النائب علاء الدين ترو ممثلا النائب وليد جنبلاط ،  العميد وهبي قاطيشا ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب محمد الحجار،كريم حماده ممثلا النائب مروان حماده، اندريه السرنوك ممثل النائب جورج عدوان ، الدكتور عزيزعسيران ممثلا النائب علي عسيران ،  منير السيد ممثلا النائب نعمه طعمه، جوزف عدوان ممثلا الوزير السابق ناجي البستاني، المدير العام لوزارة المهجرين المهندس احمد محمود، المقدم جوزف غنوم ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد، منسق تيار المستقبل في محافظة جبل لبنان الجنوب الدكتور محمد الكجك، الشيخ يونس بركات عن حزب الله، احمد الحاج عن حركة امل، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي المحامي حسيب عيد، عصام كروم عن منظمة التحرير الفلسطينية، ام ساري عن قيادة اقليم لبنان في حركة فتح، الدكتور زياد وحيد عن حركة حماس ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وشخصيات قضائية وعسكرية وامنية ورهبان وراهبات وحشد من اهالي البلدة والجوار.

بعد تبريك الباب الرئيسي ورش الماء المبارك عليه، دشن المطران الخوري الكنيسة وأعلن افتتاحها والى جانبه رئيس بلدية جدرا الاب جوزف القزي وعدد من الآباء، ثم دخل وترأس القداس الاحتفالي.

وبعد تبريك المذبح وتلاوة الانجيل المقدس، القى المطران الخوري عظة قال فيها: "لقد كلفني فشرفني صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى أن أترأس بإسمه هذا القداس الإحتفالي مساء عيد إرتفاع الصليب المقدس، وبدعوة كريمة من كاهن الرعية الخوري جان الخوري، ولجنة الوقف ورئيس البلدية الأب جوزف القزي لمناسبة تدشين وإفتتاح كنيسة مار جرجس جدرا التي أعيد بناؤها وتم إنجازها بهذا الشكل الرائع ومع القاعة وبكامل التجهيزات وقد كلفني غبطته ايضا أن انقل لكم بإسمه بركته الرسولية ومحبته لكم ولجميع ابناء الرعية مقيمين ومغتربين ، والى كاهنها ولجان الوقف فيها، ولجميع المشاركين اليوم في هذا الإحتفال، ويخص الأب جوزف القزي رئيس البلدية الذي له الفضل الكبير في العمل الدائم، وللجهود الجبارة التي بذلها منذ عودته مع عائلته وأبناء رعيته بعد التهجير منذ العام 1993 وهو المعروف بنضاله لقضية عودة المهجرين حيث فتح يومها منزله كنيسة موقتة وفي العام 1995 وضع مثلث الرحمات المغفور له المطران ابراهيم الحلو الذي كان راعيا لهذه الأبرشية الحجر الأساس لبدء العمل في بناء الكنيسة وقاعتها".

وأضاف: "لقد رفع البطريرك الراعي شعار شركة ومحبة، فالمحبة لا يزينها المعاد الا تأصلا ورسوخا، وما غادر البطريرك الراعي لبنان الى بلاد العالم إلا ليهيب من اعلى وارفع المنابر هازا ضمائر الاسرة الدولية مطالبا بإدانة عالمية اسلامية ومسيحية لتلك الابادة التي يتعرض لها المسيحيون والأيزيديون على ايدي منظمات ارهابية - اسلامية بدعم من دول شرقية وغربية بالمال والسلاح، صارخا بملئ الفم ومن اعلى المنابر انها لوصمة عار على جبين الأسرة الدولية، وجريمة ضد الانسانية، تستوجب محاكمة من المحكمة الدولية الجنائية".

وتابع: "اننا نثني على همة وغيرة كاهن الرعية الاب جوزف القزي، الذي سعى جاهدا مع رجال الوقف لانشاء هذا الصرح المبارك، والذي نريده ملتقى ومقاما مقدسا لجميع ابناء الوطن ليشهدوا للعيش المشترك بين مختلف العائلات الروحية في اقليم الخروب والشوف والجبل وفي الوطن الحبيب، ولهذا التفاعل مع الوحدة الوطنية. كما انه ايد الله البطريرك الراعي بأيد من عنده وبمؤازرة الحبر الاعظم البابا فرنسيس والكرسي الرسولي مطالبا الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون بزيارة العراق والمنطقة، وبخاصة أربيل، ليرى بأم العين مأساة الشعب المسيحي والايزيدي، واجراء ما يلزم لدى منظمة الامم ومجلس الأمن لتحرير المدن والبلدات التي يستولي عليها تنظيم داعش وسواه من المنظمات الارهابية التكفيرية، والقيام بحملة دولية لاعادة بناء البيوت والكنائس وترميمها، وعودة المطرودين منها، وتأمين عيشهم الكريم وكرامتهم، كما يطالب الدول الاوروربية وسواها بدلا من دعوة النازحين للسفر اليها، مساعدتهم على البقاء في ارضهم واوطانهم المشرقية، وهي مهبط الوحي، ومهد الديانات، لكي يحافظوا على ممتلكاتهم وثقافتهم والرسالة الانجيلية الموكولة اليهم، فالعالم العربي بعامة والاسلامي بخاصة بحاجة ماسة الى وجود مسيحي من اجل نشر انجيل السلام والاخوة والعدالة والمحبة والعيش معا في التنوع من اجل نشر ثقافة الاعتدال وحضارة المحبة"، لافتا الى "ان عيد ارتفاع الصليب المقدس هو من اكبر الاعياد في شرقنا وله تذكارات متعددة".

القزي

 ثم، تحدث الأب القزي فقال: "إننا بإسم ابناء البلدة مقيمين ومغتربين وكاهن الرعية ولجنة الوقف والمجلس البلدي والمختار والنادي نتوجه بأسمى آيات الشكر والإحترام، والحب العميق وبمشاعر الفرح والإمتنان الى صاحب الغبطة والنيافة أبينا مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى الممثل بيننا بصاحب السيادة المطران طانيوس الخوري السامي الإحترام الذي نحبه ونكن له كل تقدير وإحترام والذي كان راعيا لهذه الأبرشية وله تاريخه فيها ومع هذه الرعية، نشكر صاحب الغبطة على رعايته حفل تدشين وإفتتاح هذه الكنيسة المباركة مقام القديس مار جرجس حيث بعون الله، وبمساعدة ابناء الرعية في الوطن والمهجر، والعديد من المحسنين الى بيوت الله، والمتبرعين من مختلف العائلات الروحية، اضافة الى نواب المنطقة وفاعاليات وأفراد ومؤسسات، وصندوق المهجرين، ومقتدرين حتى فلس الأرملة إستطعنا مع لجان الوقف تحقيق هذا الحلم بإنجاز هذا الصرح الروحي بعد جهود كبيرة بذلناها منذ العام 1995 بمباركة أصحاب السيادة رعاة الأبرشية من المغفور له المطران ابراهيم الحلو الذي وضع حجر الأساس، الى صاحب السيادة المطران طانيوس الخوري حفظه الله ممثل صاحب الغبطة الذي دشن قاعة الكنيسة الى المطران الياس نصار راعي الأبرشية السامي الإحترام الذي دشن مزار وحديقة السيدة العذراء القريبة من الكنيسة وان ارتباطه بقداس عيد الصليب في دير راهبات الصليب - دير القمر حال دون مشاركته في هذا الإحتفال".

وأضاف: "ان مشاركتكم اليوم في هذه المناسبة، وفي هذا الظرف الدقيق له مدلولاته الكبيرة على كافة الصعد، إنه لقاء روحي وعرس وطني. روحي: كونه يعبر تعبيرا صادقا عن تمسك جميع اللبنانيين بمختلف عائلاتهم الروحية بالقيم الإنسانية والروحية التي يؤمنون بها وتربوا عليها وتمرسوا عيشها وهي احترامهم العميق لحرية الدين والمعتقد، وخصوصية كل جماعة منها وفق تنوعها الديني والإجتماعي، وقد اجمع عليها كل اللبنانيين، وأصبحت من طبيعة وكيان الوجود الوطني حيث أدرجت في وثيقة الدستور اللبناني، فأضحى لبنان بلد الرسالة، والحرية والعيش المشترك ونموذجا يحتذى بين مكونات المشرقية لمواجهة الصراعات الخطيرة والحروب الطائفية والمذهبية والعرقية والأهلية القاتلة التي تهدد اليوم كل قيم التنوع الديني، والإنساني والإجتماعي، والثقافي، والحضاري الذي إمتاز به المشرق العربي منذ تاريخه الأمر الذي يستدعي من جميع المخلصين الذين يؤمنون بهذه المبادىء السامية بخاصة من القادة الذين بيدهم الأمر والقرارومعهم كل الشعوب والدول المحبة للسلام، وشرعة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ان يهبوا ويبادروا الى وقف ولجم حمام الدم والمجازر بحق الإنسانية في العراق وسوريا، وغزة في فلسطين المحتلة، ويتخذوا قرارات جريئة وفاعلة ورادعة في وجه الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، وهو اليوم بات يهدد الجميع دون إستثناء.

إن مشاركتكم اليوم هي ايضا لقاء أخوي وعرس وطني تعودت عليه بلدة جدرا في اقليم الخروب - ساحل الشوف التي هي واحة للتلاقي والسلام والمحبة التي تجسد النموذج اللبناني في العيش الواحد، إنه اليوم تجديد للوعد والعهد. للوعد: من حيث أننا كلنا ابناء الله، ومؤمنون بتعاليمه السماوية الحقيقية، ورافضون لكل أشكال التزوير فيها لتبرير جرائم القتلة، ومجازر السفاحين وقاهري الإنسانية وهادمي الحضارة ومحبي صناعة الموت وسفك الدماء، وهنا نستنكر بشدة وندين ذبح وقتل ابنائنا، ابناء مؤسسة الجيش وقوى الأمن. إنه تجديد للعهد: أن الوطن لجميع ابنائه ومؤمنين بنظامه الديموقراطي البرلماني الحر، والمناصفة بين مكوناته السياسية ونسيجه الروحي والإجتماعي والوطني عبر مؤسساته الدستورية، وعلينا اليوم بوجه أخص أن نحصنه وندعمه ونحميه وندافع عنه في وجه تسلط الإرهاب ونهجه الظلامي وتعاليمه السوداء التي تتناقض مع نهج الثقافة والحضارة وأنسنة الإنسان ومع تعاليم الكتب السماوية السمحة، المؤمنة بالمحبة والسلام والغفران، وإحترام قدسية الحياة البشرية. نعم أيها السيدات والسادة، إنها لمسؤولية كبيرة بل واجب علينا جميعا نحن اللبنانيين بمختلف عائلاتنا الروحية وتنوعنا السياسي أن نتصدى لهذه المؤامرة الكبيرة والشرسة التي أطلت بنهج الإرهاب والتطرف والتسلط وإرتكاب الجرائم بكل أنواعها وأشكالها، لنعمل معا على حماية الوطن. أولا: بإبتعادنا عن التدخل بشؤون الآخرين داخل بلادهم لمنع إستجرار الفتنة الى داخل الوطن وإغلاق كل منافذ الشر علينا، ثانيا: عبر مؤسساته الدستورية حيث تدعو الضرورة اليوم، والمخاطر الداهمة على لبنان الكيان، التخلي عن الأنانية، والحسابات الضيقة للعمل على إنقاذ الوطن وإنتظام المؤسسات فيه من خلال إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وإستكمال الإستحقاقات بإجراء الإنتخابات النيابية ودعم مؤسسة الجيش اللبناني والقوى الأمنية حيث في المناسبة نرفض رفضا قاطعا كل اشكال العودة الى الأمن الذاتي والمناطقي ونطالب بدعم مؤسسات الدولة لتصبح قادرة على بسط سلطتها وتكون رادعة لأي إعتداء على سيادة الوطن وعلى الأمن القومي وحياة المواطنين وأرزاقهم من خلال حكومة إنقاذية وطنية جامعة تستطيع أن تحمي الجميع وتحقق الإستقرار وبإمكانها ايضا أن تجد الحلول الناجعة لكل المعضلات الإقتصادية والتربوية والإجتماعية الضاغطة والمستعجلة نعم هكذا نحمي وطنا وننقذه ليبقى كما أراده ابناؤه، وكما قال عنه قداسة البابا القديس يوحنا بولس الثاني، إنه بلد الرسالة والتنوع، والعيش المشترك والحضارة والحرية والعدالة والمساواة بين جميع أبنائه".

مأدبة عشاء تكريمية

 بعدها، انتقل الجميع الى ساحة الكنيسة، حيث اقيم مأدبة عشاء تكريمية بالمناسبة، وتحدث فيها الاب القزي، ثم تلاه رئيس اتاح بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد منصور، فأكد "ان المحبة والتعايش والالفة والمودة هي اللغة الاساسية التي تجمعنا في هذا الوطن وفي هذا الاقليم بالذات"، مشددا على "اننا في هذه المنطقة من المؤمنيين المسيحيين والمسلمين بوحدة لبنان وطنا ومجتمعا ودولة"، لافتا الى "اننا نرى في توطيد مجتمعاتنا يكون بمثل هذه اللقاءات وفي هذا التقاسم للقمة الخبز والعيش وبناء الاديرة والكنائس والمساجد لتصدح، وتدعو الى عبادة الله وتعزيز اواصر الشراكة بين عباده".

 

النائب محمد الحجار: الأمن الذاتي والتسلح خوفا من داعش سيأخذ البلد الى الفتنة

الأحد 14 أيلول 2014

وطنية - أقامت منسقية جبل لبنان الجنوبي في "تيار المستقبل" المنبر الشهري الذي يحاضر فيه النائب محمد الحجار في المنسقية في كترمايا، في حضور المنسق العام الدكتور محمد الكجك واعضاء مجلس المنسقية ومنسقي المناطق والقطاعات وكوادر التيار.

بداية تحدث الكجك عارضا لانشطة التيار، ثم ألقى الحجار كلمة اعتبر فيها ان "الوضع السياسي العام في البلد والمنطقة مقلق وهو يتحول إلى خوف يعيشه اللبنانيون نتيجة التطورات المتسارعة التي تحدث في المنطقة العربية، خاصة في ليبيا واليمن والعراق وسوريا ولبنان". وقال: "في العراق انتهجت حكومة نوري المالكي ممارسات وتعاطت مع الشعب العراقي بطريقة طائفية ومذهبية نتنة ومقيتة، اوصلت الأمور الى الانفجار الذي كان متوقعا حصوله والذي تسلقه تنظيم ارهابي "داعش" وحصل ما حصل وما نتج عنه من احتلاله لمناطق معينة واعتداءات مدانة ومرفوضة بحق عراقيين مسيحيين وايزيديين واقليات اخرى، وبحق الكثير من العراقيين المسلمين سنة و شيعة، دون ان ننسى ان نوري المالكي كان صنيعة ايران والولايات المتحدة الأميركية".

وفي الشأن السوري، قال: "ان النظام السوري المدعوم من ايران وحزب الله وميليشيات عراقية إيرانية الهوى مارس ارهابا منذ اندلاع الثورة وإجراما بحق المدنيين والثوار والمعارضة من قتل وذبح ودفن احياء، كل ذنبهم انهم طالبوا بالتغيير واستخدم وسائل تدميرية لم يسبقه اليها احد من براميل متفجرة وسلاح كيميائي وأخيرا غاز الكلور الذي تحدث عنه تقرير احدى منظمات الامم المتحدة، تحت عين ونظر مجتمع دولي إكتفى بالتباكي والتنديد من بعيد مما ولد احساسا بالظلم والقهر عند جموع الشعب السوري، إستغلته جماعات تكفيرية مسلحة تغاضى عن وجودها النظام لفترة طويلة مكنتها من السيطرة على مساحات كبيرة من سوريا".

وعن اليمن قال: "ان الحرب الاهلية تستعر اكثر فاكثر من مجموعات ممولة ومسيرة من ايران وها قد اصبح الخطر يهدد العاصمة صنعاء بعدما طالت الحرب مناطق عديدة من البلاد بسبب التدخل المدان والمرفوض من قبل ايران".

وفي الوضع اللبناني، قال الحجار: "ما حصل منذ مدة من اعتداء ارهابي على الجيش في عرسال سقط بنتيجته شهداء عسكريين ومدنيين وما نتج عنه من إحتجاز لرهائن من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي اخطتفتهم مجموعة من الارهابيين، هو ما يشغل بال الجميع نظرا لما يتهدد حياة هؤلاء العسكريين المختطفين من اخطار بعد ما رأيناه من قتل شنيع لاثنين منهم. بالامس اعلن الرئيس الاميركي اوباما إستراتيجيته لمحاربة تنظيم داعش، ودعا لتحالف دولي إستثنى منه روسيا وايران والنظام السوري، ونسمع ما يقال عن تحضيرات للرد على هذا التحالف بدأت ملامحه باعلان النظام السوري بان اي ضربة يشنها طيران التحالف الدولي على تنظيم داعش هو عمل مرفوض في حال لم يتم التنسيق المسبق معه. هذا الموقف المدعوم من روسيا وايران هو موقف سيكون له ارتدادات في المنطقة".

أضاف: "لمواجهة هذه الاخطار المحيطة بنا، هناك اربع ثوابت يجب علينا العمل بها، العنصر الاول هو اعلان ثابت وموقف حاسم لنا ضد الارهاب بكافة اشكاله، هذا ما اعلنه الرئيس سعد الحريري باسم تيار المستقبل، فهذا ارهاب لا دين او طائفة او مذهب له، انما هو يطال الجميع، وسنواجهه بكل ما اوتينا من قوة وامكانات. العنصر الثاني للمواجهة هو وحدتنا الوطنية الداخلية ونبذ الفتنة والتفافنا حول الجيش، هذه المؤسسة العسكرية المفترض منها ان تحمي اللبنانيين والسلم الاهلي والتي عليها وحدها حمايتنا من العدو الاسرائيلي او اي عدو اخر يتهدد سيادتنا. العنصر الثالث يكون بالتمسك دائما بالدولة ومؤسساتنا الدستورية التي تعتبر خشبة الخلاص لنا، وما يحصل في بعض الاوقات من مواقف او تساؤلات لا يجب ان يغير من قناعاتنا بان الدولة هي وحدها ملاذنا وهي الموحدة والجامعة لكل اللبنانيين. اما العنصر الرابع فهو الاعتدال ونبذ التطرف منهجا واسلوبا وقناعة في كل اعمالنا ومواقفنا وخطاباتنا، في مواجهة هذا الاستبداد الذي تمارسه انظمة ديكتاتورية اوصلت شعوبها الى ما وصلت إليه، ولا حل الا بعودة الديمقراطية لتبقى الرد على دعوات الاستبداد".

وسأل: "هل نحن فعلا نقوم بالمطلوب منا لمواجهة الاخطار؟ هل الطريقة التي تتم المواجهة فيها وما نراه من ردات فهل في بعض المناطق يبشر بالخير؟ الجواب هو لا، وما اقوله هو من موقع الحريص على الوطن ومصلحته والسلم الاهلي والعيش الواحد والشراكة اللبنانية - اللبنانية، فلا احد يستطيع ان يلغي الآخر، وللاسف ما رأيناه في الايام الماضية من تفلت في بعض الشارع ومن خطابات تحريضية سمعناها على ألسنة البعض يجعلنا نقول ان هذه المواقف تباعد بين اللبنانيين وتذهب بلبنان نحو الفتنة. إن هذه الوحدة الوطنية التي نتحدث عنها لا تصان بالحقن المذهبي والطائفي والمناطقي، ولا تصان بالتحريض على مناطق بعينها وتصويرها حاضنة للارهاب ولا بحملات إعلامية كاذبة مفترية من تلك الوسائل المحسوبة على بعض القوى السياسية. الوحدة الوطنية لا تصان بتحميل عرسال دم الشهيد عباس مدلج، كما لو ان من قتل عباس مدلج هو ابن عرسال. هناك من حاول بخطابه ومن عمل بممارساته واعلامه على تصوير عرسال كبيئة حاضنة للارهاب وبانها المسؤولة عن اي دم لبناني يراق، والكل يعلم ان هذا الامر بعيد عن الحقيقة بالكامل لان عرسال تكتوي بنار الارهاب ويذهب منها الشهداء ويتعرض اهاليها للتهجير بفعل ما يحصل".

وتابع: "الوحدة الوطنية لا تصان بخطف ابرياء كل ذنبهم انهم من عرسال، كما حصل لثلاثة شبان اطلق سراح اثنين منهم بفعل الضغط الذي مارسه الجيش والقوى الامنية في حين لا زال واحد غير معروف مكانه. الوحدة الوطنية لا تصان بغض النظر عن بعض قطاع الطرق الذين كادوا ان يأخذوا البلد الى فتنة كما حصل مع الصوان ابن سعدنايل. الوحدة الوطنية لا تصان ابدا بمقالات او مواقف او تسريبات توحي لاهالي العسكريين بان عدوهم هو مناطق مثل عرسال. هنا تكمن الخطورة التي يعيشها الوطن، فالارهاب وظروف نشأته الكل يعرفها والكل يتذكرها. كلنا يذكر الظروف التي امنتها انظمة القهر والاستبداد في المنطقة وعلى راسها النظام السوري والتي ساهمت بتوفير البيئة الحاضنة لهكذا انواع من حركات تكفيرية، وكيف تم اطلاق سراح مئات العناصر والمساجين من سجون تدمر وأبو غريب هم اليوم قادة في تنظيم داعش".

واستذكر "فتح الإسلام في نهر البارد ومن ارسل ميشال سماحة ومن كلفه بالتفجيرات والاغتيالات وقتل البطريرك الراعي لدى زيارته الى الشمال لكي يحدث الفتنة الاسلامية - المسيحية". وقال: "معركتنا مع الارهاب طويلة، وهذه المعركة يجب مواجهتها، وضبط الشارع وبعض المناطق هي مسؤولية بعض القوى السياسية التي بخطاب بعض قادتها تثير شارعها ويمكن أن تذهب بالبلد الى اماكن مجهولة. المطلوب من حزب الله وحركة امل ان يضبطوا الشارع في البقاع، وهذا الجهد الذي بذل من قبل البعض لاطلاق سراح المخطوفين، ان كان ابن سعدنايل او ابناء عرسال، يجب ان يكمل باتجاه اطلاق المخطوف المتبقي، وبالتالي منع تكرار هكذا اعمال. ما رأيناه يذكرنا ببدايات الحرب الاهلية، فاذا ما خرب البلد لا احد سيسلم، لذلك فالمسؤولية كبيرة وعليهم خاصة بضبط شارعهم ومنع اطلاق الهتافات الطائفية والشعارات المذهبية. تذكروا لواء احرار السنة الذي حاولوا الصاقه بالطائفة السنية وبتيار المستقبل والذي القي القبض على مشغل موقعه الذي تبين أنه قريب من حزب الله وعرفت انتماءاته، بالاضافة الى شخص القي القبض عليه في صور منذ يومين كان يكتب شعارات على مراكز العبادة بان داعش قادمة، وتبين بعد ذلك بانه ينتمي الى هذه القوى السياسية، انا لا اتهمهم بانهم من يقوموا بذلك، هناك تحقيقات بالامر، لكن ما اقوله ان التغاضي عن هكذا اعمال يمكن ان يوصلنا الى المجهول".

وقال: "على حزب الله ان يرى بالبصيرة لا بالبصر فقط، وان يعرف اين تأخذ ممارساته بالبلد. على حزب الله ان يعود الى وطنه ودولته وان يعتمد الدولة سقفا له، وهذا الامن الذاتي الذي يروج له في بعض المناطق حيث يعمد الحزب الى تسليح افراد وجماعات مسلمين ومسيحيين تحت شعار الخوف من داعش ومثيلاتها، هذا سيأخذ البلد الى فتنة داخلية ان لم تكن اسلامية اسلامية ستكون اسلامية مسيحية او مسيحية مسيحية، ونحن بمواجهتنا لهذا الارهاب ولهذه الحركات التكفيرية وخوفنا على بلدنا واولادنا ومصيرنا لا خيار وملاذ امامنا سوى الدولة والجيش والقوى الامنية الذين عليهم وحدهم دون أي مشاركة من أحد سواء كان فردا أو حزبا او تنظيما واجب القيام بذلك".

وختم الحجار: "من يستفيد من هذا التعرض الذي يحصل ضد النازحين السوريين في بعض المناطق وهم الذين هربوا من بلادهم خوفا من بطش النظام، وهذا التهديد بالقتل الذي يوجه إليهم على ارضنا، اليست داعش هي المستفيدة اولا واخيرا من هذا؟ هو سؤال برسم من يقوم بهذه الافعال ومن وراءهم".

 

التنظيم المتطرف ينحر عامل إغاثة بريطاني وكاميرون يتوعد بمطاردة المسؤولين

(أ ف) عواصم – وكالات: أكدت وزارة الخارجية البريطانية صحة شريط فيديو أعلن فيه تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) قتل الرهينة البريطاني ديفيد هينز بقطع الرأس, فيما توعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بمطاردة المسؤولين عن الجريمة. وفي الشريط الذي يستغرق دقيقتين و27 ثانية ويحمل عنوان “رسالة الى حلفاء اميركا”, أخذ الجلاد الملثم على رئيس الحكومة البريطاني الانضمام الى الولايات المتحدة في الحرب على التنظيم. وقال: “لقد انضممت طوعا في تحالف مع الولايات المتحدة ضد الدولة الاسلامية كما فعل سلفكم توني بلير من قبلكم وفقا لنزعة بين رؤساء وزرائنا البريطانيين الذين لا يتمتعون بالشجاعة ليقولوا لا للاميركيين”. كما هدد التنظيم في الفيديو بإعدام رهينة بريطاني آخر هو آلن هينينغ. والرجل المجهول الهوية وذو اللكنة البريطانية قد يكون نفسه الذي ظهر في شريطي الفيديو عن قطع رأسي الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف, بحسب الخبراء. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية: “كل شيء يدل على أن شريط الفيديو صحيح وليس لدينا اي سبب للاعتقاد بأنه ليس كذلك”. وكان هينز الاسكتلندي البالغ 44 عاما يعمل في الحقل الانساني منذ 1999 في مناطق تنوعت بين البلقان وافريقيا والشرق الاوسط, خطف في سورية في مارس 2013 . وقال كاميرون بعد ترؤسه اجتماعا لخلية الازمة الوزارية: “سنطارد المسؤولين وسنحيلهم امام العدالة ايا كان الوقت الضروري لذلك, الولايات المتحدة تقوم بعمل عسكري مباشر, نحن ندعمه, وإن (طائرات) تورنادو بريطانية وطائرات استطلاع قدمت مساعدتها, لكن من غير الوارد نشر قوات مقاتلة على الارض”. وأضاف كاميرون متحدثا عن المسؤولين عن قتل هينز “ليسوا مسلمين, لكنهم وحوش, خطوة خطوة سنصد ونفكك وندمر الدولة الاسلامية وما تمثل”. وعبر الرئيس الأميركي باراك اوباما عن تضامن الولايات المتحدة مع بريطانيا بعد اعدام هينز, متوعدا بالقضاء على التنظيم المتطرف. كما نددت الرئاسة الفرنسية بالاعدام, مؤكدة في بيان ان “جريمة القتل البشعة لديفيد هينز تؤكد مرة جديدة على ضرورة حشد المجموعة الدولية صفوفها ضد تنظيم الدولة الاسلامية, تنظيم الجبن والحقارة”. ونددت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير بإعدام الرهينة البريطاني واعتبرا ذلك “عملا عنيفا شنيعا وهمجيا”.

 

«حزب الله» والتحالف الدولي

شارل جبور/الجمهورية

15 أيلول/14

في الوقت الذي تثير أيّ قضية في لبنان، صغيرة كانت أو كبيرة، نقاشاً وأخذاً ورداً وصولاً إلى تعطّل جلسات الحكومة، كان لافتاً أنّ مشاركة لبنان في التحالف الدولي - العربي ضد «الدولة الإسلامية» حصلت من دون أيّ نقاش باستثناء بعض الصدى الإعلامي لقوى 8 آذار الذي لا بدّ منه رفعاً للعتب.

مجرّد النقاش داخل مجلس الوزراء حول جدوى مشاركة لبنان في التحالف الدولي أو عدمها لم يتمّ

التصوّر المنطقي للأمور كان يفترض أن يكون على الشكل الآتي: قوى 14 آذار مع التحالف الدولي - العربي، لأنّ لبنان يشكل جزءاً لا يتجزأ من الشرعيتين الدولية والعربية، ولأنّ حماية لبنان تكمن في هاتين الشرعيتين اللتين، وعلى رغم وجودهما، لا يتردد النظامان السوري والإيراني من محاولة الهيمنة على لبنان، ولأنّ المواجهة هي مع الإرهاب الذي يقف في مواجهته أيضاً محور الممانعة، إذ انّ الإشكالية الفعلية كانت لو أنّ المطروح الانخراط في تحالف لإسقاط النظام السوري.

وأمّا قوى 8 آذار فكان يفترض أن تكون ضد هذا التحالف وتطلب من حليفها وزير الخارجية الامتناع عن المشاركة، وتهدّد بالاستقالة من الحكومة، وتلجأ ربما إلى تحريك الشارع بواسطة ما يسمّى بالأهالي، وذلك تضامناً مع استبعاد موسكو وطهران ودمشق.

ولكن كل ذلك لم يحصل، وحتى مجرّد النقاش داخل مجلس الوزراء حول جدوى هذه المشاركة أو عدمها لم يتمّ، ما يعني أنّ «حزب الله» مع المشاركة في التحالف، ولكنه يريد أن يحفظ خط العودة في حال تحوّل هذا التحالف باتجاه النظام السوري.

ولذلك، محور الممانعة هو من أكثر الأطراف استفادة من ضرب «الدولة الإسلامية»، ولا بل وصلَ إلى حد انتقد فيه التقصير الدولي في مواجهة «داعش» في مواقف تعكس مدى التناقض في مقاربته بين تأييده وغَضّ نظره سابقاً عن استهداف نظام صدام حسين واليوم «الدولة الإسلامية»، وبين اعتباره ضَرب النظام السوري من قبل أيّ تحالف غزواً واستعماراً. كما التناقض بين ترحيبه بالتحالف في حال ضمّ إيران والنظام السوري، والتنديد به كلامياً بسبب رفضه ضَمّ طهران ودمشق.

ويبدو أنّ اللقاء الذي جمعَ السيّد حسن نصرالله والعماد ميشال عون بحضور الوزير جبران باسيل والحاج وفيق صفا كان من أبرز أهدافه، التي لم يُعلَن عنها بطبيعة الحال، كيفية إدارة باسيل لهذا الملف، خصوصاً أنه لم يطرأ أيّ تطوّر على المستوى الرئاسي يستدعي عقد هذا اللقاء، كما لم يظهر أيّ تحوّل من بعده، والبيان الرسمي لم يتجاوز العموميات بكلام خارج السياق عن تعميم «وثيقة التفاهم»، ما يرجّح أن يكون توقيت اللقاء مرتبطاً بمشاركة لبنان في ظلّ تقاطع أجندتي الطرفين على هذه المشاركة.

أولاً، على مستوى عون: حسابات رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» تكتية ومرتبطة برئاسة الجمهورية، حيث أنّ عدم المشاركة تُفقِده الغطاء الدولي والعربي وتجعل حظوظه معدومة، فيما مشاركته تمنحه فرصة التواصل مع عواصم القرار وتسويق «الجنرال» بأنه الأقدر على اتّباع سياسات لا تتعارض مع التوجهَين الدولي والعربي، ولا تصطدم في الوقت نفسه مع حسابات محور الممانعة، كما تمنحه فرصة التقارب مع وزراء خارجية العالم المؤثّرين، وبالتالي المشاركة تشكّل فرصة لا يمكن أن يفوتها.

وفي هذا السياق بالذات يندرج اللقاء مع السيّد نصرالله لانتزاع موافقته، هذه الموافقة التي ما كانت لتتمّ لولا مصلحة إيران و»حزب الله» بانضمام لبنان إلى التحالف. ولكن، وبمعزل عن أنّ هذه المحاولة لن تُبدّل شيئاً في حظوظ العماد عون باعتبار انّ تموضعه لا يتناسب مع طبيعة المرحلة وتوازناتها التي تتطلّب شخصية توافقية لا رأس حربة في المحور الآخر، إلّا أنّ منح عون وزارة الخارجية تحت عنوان رفض المداورة خطوة أقلّ ما يُقال فيها إنها تفتقد إلى التبصُّر، فيما كان من الأجدى تشجيعه على البقاء في قطاع الموارد.

ومن الواضح أنّ العماد عون يعوّل على هذه الخطوة، ويعتبر ضمناً أنّ الدينامية التي ستُطلقها المعركة العسكرية، ستولد دينامية دولية - عربية لانتخاب رئيس جديد في لبنان، وبالتالي يلعب هذه الورقة باعتبارها فرصته الأخيرة.

ثانياً، على مستوى «حزب الله»: حسابات الحزب استراتيجية ومرتبطة بنفوذ إيران في المنطقة، هذا النفوذ الذي تشكّل الفتنة السنية - الشيعية تهديداً له، ولكن عوضَ أن تساهم طهران في إزالة العوامل المسبّبة للفتنة، وفي طليعتها مشروع الهيمنة الذي تقوده، ودعمها للنظام السوري الذي يشكّل استمراره مصدراً أساسياً للتطرّف، تذهب باتجاه التحالف غير المباشر مع التحالف الدولي لضَرب «الدولة الإسلامية» التي أفقدَتها الأحادية في العراق وتخشى أن تُفقدها الأحادية في سوريا.

فمصلحة إيران تكمن في التحالف الدولي الذي قدّم خدمة استراتيجية لها مع إسقاط صدام وطالبان، وتأمل أن يكون حدود تدخّل هذا التحالف إزالة «الدولة الإسلامية» فقط لتحافظ على عناصر قوّتها، وهذا ما يفسّر عدم اعتراض طهران على استثنائها من هذا التحالف، وهي تتعامل ببراغماتية عالية لجهة إفساحها المجال أمامه للتخلّص من «داعش» ومن ثمّ لكلّ حادث حديث، خصوصاً أنها تتكئ على تخاذل المجتمع الدولي وتردده من الارتداد عليها.

ولكن من دون شك أنّ محور الممانعة يعيش حالة ارتباك، لأنه في موقع ردّ الفعل، ولا يعلم بعد حدود الضربة الدولية ومداها، خصوصاً أنه لَمَسَ لَمس اليد طريقة تعامله مع «الدولة الإسلامية» في العراق لناحية عدم استعجاله ضربها عسكرياً قبل اكتمال التوافق السياسي العراقي. وبالتالي، في حال انسحاب هذا الواقع على سوريا يعني أنّ مكوّناً أساسياً في محور الممانعة سيكون خارج الحلبة السياسية.

وفي الوقت الذي يشهد هذا المحور قلقاً وارتباكاً، تبدو السعودية في المقابل ومعها محور عرب الاعتدال في حالة ارتياح إلى منحى التطورات الدولية على مستويين: تأكيد المجتمع الدولي على الشراكة مع سنّة الاعتدال، والتأكيد على إسقاط النظام السوري.

وإذا كانت الأشهر المقبلة كفيلة بتوضيح الرؤية، فإنّ كل المؤشرات المتصلة بنشوء هذا التحالف تؤكد أنّ الأدوار الأحادية انتهت، وأن المنطقة مُقبلة على شراكات بين الرياض وطهران، ولكن من دون الرئيس السوري بشار الأسد.

 

شعار المرحلة «أحسن من سوريا والعراق»

ديانا مقلد/الشرق الأوسط

15 أيلول/14

بأسف بدا مفتعلا، أبلغت المذيعة التلفزيونية زميلها الإعلامي المصري المعروف خلال تقديمهما برنامجهما مباشرة على الهواء بخبر انتشار عبارة ساخرة بين جماهير «فيسبوك» و«تويتر» من المصريين وهي عبارة «أحسن من سوريا والعراق». قالت المذيعة الخبر بشيء من الفجيعة، معتبرة أن تداول هذه العبارة فيه شيء من انعدام المسؤولية. والجملة التي استاءت منها المذيعة دأب مسؤولون على ترديدها في محاولتهم لامتصاص النقمة على تردي وضع الكهرباء والأحوال المعيشية والسياسية عموماً في مصر فتلقفها جمهور وسائل التواصل الاجتماعي وشرع في السخرية منها. لم تكد المذيعة تكمل جملتها وأسفها لإقدام كثيرين على نشر الدعابات والنكت من الجملة المعنية حتى شرع زميلها الإعلامي الشهير بنهر متداولي هذه العبارة واتهامهم بالمسؤولية عن تدهور الحال في مصر لكونهم، أي المواطنين الساخرين، «كسالى» وبأنهم لو كانوا قد تعلموا وعملوا لما كان «وضعنا زي الزفت»، كما قال وهو يزعق في مشاهديه مقطبا جبهته قبل أن يشيح بوجهه وقد طغى السخط على ملامحه. للحقيقة فإن ما مارسه الإعلامي المعروف بتحميل جموع من المواطنين مسؤولية التردي الحاصل في مصر أمر، وإن بدا غير مهني لكنه وللمفارقة ليس بخارج عن المألوف. فمشهدية إقدام إعلاميين وإعلاميات على تقريع مشاهدين ومعارضين سياسيين بل وحتى نقد شعوب بأكملها ودول وشخصيات كثيرة تحت مسمى بأن ذلك ذروة الوطنية بات مرضا عضالاً. هذا المرض يتفشى وينتشر بسرعة ليس في مصر وحدها لكنه في بلاد النيل بات متفاقماً، بحيث تضخمت الأنا لدى بعض «نجوم» هذه الشريحة ممن يفترض أنهم أهل مهنة، فتخلوا عنها كراهية حينا وطوعا أحيانا كثيرة موهمين جماهيرهم وأنفسهم ربما بأن المسؤولية الإعلامية تقضي بأن يمارسوا الفجاجة والفظاظة في المخاطبة بصفة ذلك أمرا ساميا تقتضيه المرحلة. وما التعميم والشتم والتحريض سوى بعض من عاديات العمل الصحافي الراهن، بل هذه ألف باء «الوطنية» التي على الجميع النهل والتعلم منها.

هذا الأداء استفاد كثيرا من حماقات الإسلام السياسي وعنفه المجنون ليكرس مبدأ عدم المساءلة والخنوع. والآن مع بروز فظاعات «داعش»، تبدو هذه الجماعة وكأنها أتت كهدية ثمينة ليتمادى خطاب المرحلة. هذا ليس أوان حريات ولا تحسينات اجتماعية، ولننس القضاء والعدالة وليقبع الناشطون في السجون وليمنع أساتذة الجامعة والمعارضون من السفر وليمنع التظاهر ولتخنق النكتة والفكاهة السياسية. ألا ترون ما تفعله «داعش» في سوريا والعراق. من يروج لهكذا شعار يقصد بأن على الجماهير أن تخاف، فحين نخاف لا نعود نسأل كثيرا ولا نتذمر من سوء الحال، ومن يجهر بالتذمر فهو «داعشي» عميل متآمر مسؤول عن كل الآفات الحاصلة. وهنا ليس أقدر من وجوه معروفة على لعب دور المهدد من الآتي والأعظم. لا غضاضة في أن يؤنب إعلامي جمهورا «ضالا» لا يعرف مصلحته، فبحسبه هو وشريحة مماثلة من إعلاميين وكتبة ومفوهين، فإن السخرية مؤامرة وجهل وانسياق في مخططات هدامة. لكن من قال إن لـ«داعش» وجها واحدا؟!

 

هل تسقط صنعاء؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

15 أيلول/14

تقول المصادر الأوروبية الرسمية إن الحوثيين قادرون على إسقاط صنعاء واحتلالها بغضون ساعات، وهذا ما سمعته من مسؤول أوروبي رفيع، وأكده لي مصدر خليجي، مع إقرار بأن الحوثيين مترددون بإسقاط صنعاء خشية من ردود الفعل الدولية.

والسبت الماضي اتهمت الدول الـ10 الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن الحوثيين بالوقوف وراء عدم الاستقرار هناك، محذرة من أي محاولات خارجية لدعم أعمال تؤدي إلى الفوضى، في إشارة للدعم الإيراني للحوثيين، فيما حمل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مسؤولية ما يحدث ببلاده لقوى إقليمية تسعى لفرض الهيمنة الإقليمية وتعريض اليمن للمخاطر. وعليه فإن السؤال هنا هو: ما الذي أعده الخليجيون، وتحديدا السعودية، في حال أسقط الحوثيون صنعاء؟ هل هناك غرفة عمليات خاصة باليمن؟ وإذا كانت موجودة، أي الغرفة، فما هي آليات عملها، وخططها؟ وبالطبع فإذا لم يكن هناك غرفة عمليات خليجية، أو سعودية، فإن تلك كارثة!

وأخطر شيء على الخليجيين، وتحديدا السعوديين، التنبه له هو ضرورة شرح العلاقة الحوثية - الإيرانية، وأهدافها، ليس على حساب العمق اليمني وحسب، وإنما العمق الخليجي ككل، للمجتمع الدولي، ففي أوروبا قلق حقيقي من التهديد الحوثي لصنعاء، لكن الأوروبيين، وهذا ما سمعته من بعض مسؤوليهم، غير قادرين على فهم طبيعة العلاقة الحوثية الإيرانية، ومن المهم شرح تلك العلاقة لهم، وللمجتمع الدولي، وقبل سقوط صنعاء الذي قد يحدث بأي لحظة، وربما بحسب تداعيات الأحداث في العراق وسوريا، وتأثيراتها على خارطة النفوذ الإيرانية، حيث ترى إيران باليمن جزءا من طاولة الشطرنج في لعبة النفوذ الإيرانية مقابل اليقظة السعودية، وقد تدفع إيران بتأزيم الأوضاع، وإسقاط الحوثيين لصنعاء، في حال أي خسارة استراتيجية إيرانية بسوريا، وذلك ردا على السعوديين.

ومن هنا فإن السؤال الملح هو: هل هناك خطط خليجية - سعودية واضحة للتعامل مع سقوط صنعاء؟ وهل هناك قراءة واقعية، ووفق الخارطة الجغرافية لليمن، للرد على أي تصعيد إيراني - حوثي تجاه صنعاء؟ هل السعودية، والخليج، مستعدون لخوض مواجهة عسكرية لحماية صنعاء، أم أن هناك خطة بديلة لمجابهة مخطط إسقاط اليمن ككل من قبل الحوثيين بدعم إيراني؟ وهل هناك خطة واضحة لضمان عدم ظهور حزب الله إيراني آخر على حدود السعودية الجنوبية، وبالخاصرة الخليجية؟

المؤكد أنه على السعوديين، والخليجيين، أن يعوا أن سقوط صنعاء لا يجب أن يكون سقوطا لليمن ككل، وبالتالي فلا بد من خطط بديلة، وبلا عاطفة، تضمن وقف الزحف الحوثي، وتحجيم النفوذ الإيراني. صحيح أن الخليجيين، وعلى رأسهم السعودية، يريدون حقن الدماء اليمنية، لكن من الواجب التنبه للخطر القادم، خصوصا أن الرئيس اليمني قد دعا أهل صنعاء لحمل السلاح، وعليه فيجب أن يكون التنبه وفق قاعدة أنه إذا سقطت صنعاء فلن يسقط اليمن ككل بيد الحوثيين، والإيرانيين. فلغة المصالح تقول: إنه بحال سقطت صنعاء فلا يهم إذا كان اليمن حينها يمنين أو أكثر

 

هكذا أصبح اللاجئون السوريون قنبلة مذهبية لبنانية

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الاثنين 15 أيلول 2014

للمرة الأولى، ينتاب اللاجئين السوريين هذا المقدار من القلق في لبنان. ويلمس بعض هؤلاء شعور بأن لبنان، بشقّه الشيعي خصوصاً، باشر خطة للتخلّص من أعباء اللجوء، أمنياً وإجتماعياً وديموغرافياً. فهل هذا الشعور في محلِّه؟ وإذا كانت هناك خطة، فمَن وضعها ومَن ينفِّذها وما حظوظ نجاحها؟ واضح أن ما قبل عرسال ليس كما بعدها بالنسبة إلى اللاجئين السوريين. فقد وقع المتوقَّع. وإرتأت البيئة الشيعية أن اللحظة مناسبة لوقف تدفقٍ سكاني سوري أدى إلى خلل ديموغرافي موقت لمصلحة الطائفة السنّية.

وهذا الخلل قد يصبح دائماً إذا تعذرت التسويات في سوريا وتأخرت عودة اللاجئين. البيئة الشيعية، و»حزب الله» في مقدمها، بدأت حملة تضييق على اللاجئين في الجنوب والبقاع والضاحية، مقرونةً بإنذارات واضحة أحياناً للمغادرة. لكن «الحزب» يحرص على عدم إظهار نفسه منخرطاً في هذه التدابير. وهو يفضِّل أن يلزِّمها للبلديات أو اللجان الأهلية أو ذوي العسكريّين المخطوفين. لكنه لا يتورّع عن تشغيل القوى الأمنية الرسمية في هذه المهمة، حيث يستطيع. ويخشى «الحزب» أن يتورط مباشرة، لإدراكه أكثر من سواه أن أزمة اللاجئين السوريين باتت جزءاً من الصراع المذهبي في لبنان، ولو في شكل مستتر. فاللبنانيون جميعاً تعاطفوا مع اللاجئين إنسانياً، لكن لكل فئة لبنانية إعتباراتها المذهبية في هذا الملف. وليس خفياً أن البيئات السنّية في لبنان متعاطفة مع اللاجئين لإعتبارات مذهبية أيضاً، فيما البيئة الشيعية تنفر منهم للإعتبارات إياها. وأما البيئة المسيحية المنقسمة إزاء الملف فباتت أكثر حذراً بعد نمو «داعش». والأرجح أن اللاجئين السوريين سيغادرون المناطق الشيعية، والمناطق المسيحية أو الدرزية الواقعة تحت تأثير «حزب الله» في الجنوب والبقاع والجبل، بوتيرة أكبر. فاللاجئون أنفسهم باتت تتملّكهم مخاوف مذهبية أيضاً. ويُسمع همسٌ في أوساطهم: «يبدو أننا نقترب من الرحيل. فالمضايقات التي نتعرَّض لها ليست بسيطة». ويرفع «الحزب» من وتيرة ضغوطه على اللاجئين لكي يغادروا مناطقه، لكن التعمّق في التداعيات الأخرى، الديموغرافية خصوصاً، تثير هواجس «الحزب» الذي يحرق أصابعه أيضاً في النزاع المذهبي السوري.وليس سرّاً أن حالة اللجوء السوري في لبنان تكتنفها الإرباكات. فمن أصل المليون ونصف المليون سوري المقيمين في لبنان، هناك نحو ربع مليون عامل سوري كانوا مقيمين فيه في شكل شبه دائم، قبل إندلاع الصراع في سوريا. وكثير من هؤلاء جاء بعائلته إلى لبنان هرباً من الموت. ومعظمهم لم يكن يهتم بحيازة أوراق ثبوتية، لكنه بدأ يصطدم بالتشدُّد الرسمي، وبات يسمع، همساً، عبارة «غير مرغوب فيكم».

حتى الآن، هناك مقدار من التماسك اللبناني، تحت سقف الحكومة، على مواجهة ملف اللاجئين. ولكن لا خطة رسمية لمواجهة الملف، بل خبثٌ أو إهمال متبادل. والمسؤولون المعنيون يعيشون على فُتات تجارب لن تنجح، ومنها مثلاً حصر المليون ونصف المليون سوري في مخيمات يؤمل إنشاؤها ذات يوم على الحدود... المشتعلة أحياناً! وأما فُتات الملايين القليلة الموعودة لتعويض 7 مليارات دولار، هي خسائر لبنان من جراء أزمة سوريا ولاجئيها... فلا تكاد تكفي لتوزيعها على المحاسيب.

وإذا غادر اللاجئون مناطق الشيعة، فستكون وُجهَتُهم الأساسية مناطق السنّة التي ستصبح أكثر إزدحاماً وتوتراً وفقراً. وقد يتدفق جزءٌ منهم إلى مناطق مسيحية أيضاً. وللتبسيط، هناك قرابة 3.5 مليون سنّي في لبنان (لبنانيون وسوريون وفلسطينيون)، أي قرابة 55% من السكان المقيمين في لبنان. وفي أي حال، سيكون الجميع متوترين: الشيعة والسنَّة والمسيحيون... وستكون هناك حاجة إلى نزع الفتائل بين اللبنانيين أنفسهم، وإلى إطفاء فتيل اللاجئين كقنبلة مذهبية وطائفية لبنانية. فمن سخريات التاريخ، أن تبقى سوريا إما سبباً للصراعات اللبنانية وإما متسبّباً فيها، في عهود وصاياتها المباشرة وغير المباشرة.

 

المخدرات تدكأبواب الضاحية

حسونة لـ«المستقبل»: تحميل المسؤولية للصيدليات غير واقعي ونطالب بحمايتها

علي الحسيني

الإثنين 15 أيلول 2014 /المستقبل   

لم يكن يُدرك علي ان تعاطيه حبوب الكابتاغون سوف يوصله الى حالة من قلة الثقة وعدم حب الاختلاط بالناس وغيرها من الامور التي لا يحتملها عقل بشري. كان يتملكه شعور بتدهور صحته وتراوده فكرة الانتحار بإستمرار ويقول: كنت اسمع اصوات اقاربي واصحابي المتوفين، واليوم بعد اقلاعي عن التعاطي اشعر وكأنني اعشق الانزواء وهو ما فسره لي بعض الاطباء بأنه نوع من الرهاب الاجتماعي (الخوف من الناس) لكنهم اخبروني ان هذه الاعراض سوف تزول نهائياً بعد فترة».

بعدما كانت خفّت نسبة الاتجار بها بشكل ملحوظ عادت موجة المخدرات لتسرح وتمرح مجددا على مساحة واسعة من الضاحية الجنوبية ولتسيطر على حياة مجموعة من الشبان، في حين كان هناك اعتقاد قد ساد انه تم التخلص من هذه الآفة ولو بالحد الادنى، مما يؤشر الى وجود خطة واضحة هدفها تدمير هذه البيئة وادخالها في نفق مجهول، وخصوصا أن الموجة هذه المرة تستهدف اعماراً محددة من الشباب ترواح بين السادسة عشرة والعشرين عاما، ما حدا الأهالي على رفع الصوت والسؤال عن دولة غير متواجدة سوى عند بعض الحواجز.

في الضاحية تضيع الحقيقة او «لحظة الجد»، كما يقول الاهالي لدى سؤالهم عن الجهة المسؤولة عن انتشار المخدرات مجددا في مناطقهم. بعضهم يحمّلها للدولة التي لم ترفع سيف القانون بعد في عمق المنطقة. لكن البعض الآخر يضعها ضمن خانة الامن المتفلّت وما ينتج عنه من ارتكابات وتجاوز للحدود العامة ثم يُضاف اليها غياب فرص العمل للشباب مما يجعلهم فريسة سهلة الوقوع في شباك تجّار ممنوع «صرفهم» من «خدمة قتل البشر» أو التصرّف معهم وفق القانون رغم دعوات قادة الاحزاب مرارا وتكرارا الدولة للضرب بيد من حديد منعا للإتجار بحياة البشر.

تتنكر الجهات الحزبية المسؤولة في الضاحية الجنوبية لظاهرة انتشار المخدرات المتزايدة والمتعددة وفي طليعتها حبوب الكابتاغون وعدد من الادوية الموجودة في الصيدليات، ويقول بعض المسؤولين ايضا انهم اول من دعوا الدولة للدخول الى المنطقة وتطهيرها من هذه الآفة، وانهم في تعاون مستمر معها للقضاء عليها نهائيا كونها اقتربت في بعض جوانبها من عناصر تابعة لهم. هذا الكلام، او حجة الدفاع عن النفس، لا تلقى ترحيبا لدى عدد من الاهالي الذين يعانون مع ابنائهم ظاهرة المخدرات وهم يلقون اللوم بالدرجة الاولى على الجهة الحزبية التي تغضّ الطرف عن كبار المروّجين لأسباب عشائرية او ذات قربة تماما كما حصل مع شقيق احد النوّاب في ما بات يُعرف بقضية الكابتاغون»، بحسب تعبيرهم.

ومن جملة ما يروي اهالي الضاحية، وتحديدا في برج البراجنة، اسماء لتجار يسرحون ويمرحون في المنطقة من دون حسيب او رقيب وبسلاحهم الفردي، وعن مجموعات من الشبان الذين ينتشرون نهارا وليلا عند زوايا الطرق داخل الاحياء السكنية، ويؤكدون أن الاتجار يغدو أكثر سهولة بسبب وجود منبع المخدرات في «حي الجورة» حيث يستطيع أي شخص أن يتوجه إلى هناك ويشتري ما يريد من المخدرات، ومن المعروف ان الحي المذكور شهد منذ فترة غير بعيدة تبادلاً لإطلاق النار بين دورية من مكتب مكافحة المخدرات ومطلوبين خطيرين اصيب على اثرها أحد كبار المطلوبين بـ 123 مذكرة توقيف، ومنذ ذلك الحين لم يلحظ الاهالي اي عملية دهم لأوكار المخدرات.

تفلّت لم تعهده الضاحية من قبل حتى في ذروة الحروب، فقد اصبحت المخدرات فيها ظاهرة علنيّة لدى معظم الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و40 عاماً وهو عدد كبير بالنسبة إلى منطقة يقطنها نحو مليون نسمة معظمهم من جيل الشباب واكثرهم عاطلون من العمل، والسؤال البارز يتمحور حول كيفية تدبير هؤلاء امورهم المالية لشراء احتياجاتهم من المخدرات. يقول احد مخاتير الضاحية الذي كان ابنه قد وقع ضحية تعاطي المخدرات: ليس من الصعب على اي شاب هنا الحصول على ما يُريده من مواد مخدرة بدءاً من الكوكايين مرورا بالحشيشة والكابتاغون وصولا الى بعض الادوية التي تُباع في الصيدليات، والمدمن الذي يسكن الى جانب مخيم مثل برج البراجنة يُعدّ «وكراً للمخدرات» لن يعصى عليه الحصول على جرعته».

أمّا بالنسبة الى المال فإذا لم يكن متوافراً وهذا أمر حاصل على الدوام مع معظم الشبان، فهناك أنواع أخرى من المخدّرات يلجؤون اليها وهي موجودة في جميع الصيدليات ويمكن لأي شخص شراؤها مثل حبوب «ريفوتريل» المعروفة لديهم بـ «ريفو»، وهي حبّة تعطي دفعاً من القوّة والشجاعة عند اللزوم، بالإضافة الى أدوية «السعلة» وحقنة «ترامال» المتوافرتين بكثرة، وهذان النوعان يُستعملان للتهدئة من سرعة الانفعال والغضب، لكن يبقى «السيمو» و«البينزيكسول» الأكثر شيوعاً بين المدمنين بحيث يراوح سعر العلبة الواحدة بين خمسة أو عشرة دولارات وفي الحد الأقصى عشرين دولاراً.

بعض الاهالي يخشون الفضيحة ولذلك يعمدون الى اخفاء حالات ابنائهم وابقائها طي الكتمان، لكنهم في الوقت عينه يُبدون عتبهم على من يُفترض انهم مؤتمنون على حياة الناس في مناطقهم، لا بل يحملونهم المسؤولية وبعضهم يضع اللوم ايضا على الدولة «التي تغض الطرف عن الجرم الذي يحصل وعلى اصحاب الصيدليات الذين يصرفون الدواء من دون وصفة طبية مما يُسهل في عملية الادمان وسط الشبان ويُشجعهم في المضي بتعاطي المخدرات طالما ان هناك من يوفرها لهم وبشكل قانوني». لكن السؤال الابرز الذي يطرحه معظم اصحاب الصيدليات «ما الذي يستطيع فعله الصيدلي وتحديدا ضمن المناطق التي تفتقر الى وجود الدولة بشكل فعلي أمام ثلاثة او اربعة شبّان دخلوا الصيدلية ليبتاعوا دواء مخدراً».

نقيب الصيادلة في لبنان ربيع حسّونة يرى ان «مشكلة بيع العقاقير التي يوجد فيها مادة مخدرة هي مشكلة عامة ولا تخص فئة معيّنة من الناس، اذ ان الجميع وبالتعاون مع المجتمع المدني ككل مكلّف محاربتها، وبالتالي لن نتمكن من التغلب على هذه الآفة ما لم تقم الدولة بواجباتها في هذا المجال بدءاً من ملاحقة التجار الذين يبيعون أدويتهم في السوق السوداء من دون أدنى احساس بالمسؤولية أو بتأنيب الضمير امام جيل مهدد بمعظمه من ظاهرة المخدرات».

ويُشير الى ان هناك قانوناً مختصاً ببيع الدواء يجب ان يُطبق على مساحة الوطن وليس ضمن مناطق محددة، فالدواء يجب ألا يُباع إلا من خلال وصفة طبية عليها امضاء الطبيب المختص لأنه في عُرفنا نقول ان الصيدلي هو رجل الأمن الصحي».

ويأسف حسونة» لأن هناك ادوية تتضمن مواد مخدرة طبية مثل «الترامال» وما شابه بين ايدي التجار يبيعونها في السوق السوداء ولتجار المخدرات واحياناً كثيرة يحصلون عليها إما من المستوصفات عبر وصفات طبية مزورة او من تحت الطاولة وإمّا من داخل مخيمات النازحين في لبنان او خارجه. أما ما يُشاع عن مسؤولية الصيدلي فهذا الامر غير واقعي ولا اساس له من الصحة خصوصا وأننا في كل يوم نسمع فيه عن اعتداء على الصيدليات عن طريق السطو المسلح واحيانا تصل الى حد القتل، ولذلك ندعو وزارة الداخلية الى تأمين الحماية للصيدليات كما هو الحال مع المصارف لأنها مسؤولة عن حماية مجتمع ومنعه من الانزلاق نحو السُم والخراب او الموت».

ويضع حسوّنة لوماً إضافياً على القيّمين على وزارة التربية، ويوضح: «لدينا في لبنان خمس كليات للصيدلة لكن هناك قراراً من الوزير سمح بأن تصبح احدى عشرة كلية، ما يعني انه بدل ان يكون عندنا اليوم ثلاثة آلاف صيدلية سيصبح العدد في المستقبل عشرة آلاف، فكيف سيسترزق الصيدلي؟ عدا ان هذا الامر سينعكس بالطبع على نوعية الخدمة سواء لجهة مضاربة الاسعار او تسهيل تمرير الدواء من دون وصفة طبية ربما، وبهذا بدل ان نكون في صدد معالجة ظاهرة الادمان على العقاقير التي تُباع في الصيدليات نصبح وكأننا نُسهّلها من دون قصد». في كل يوم تزداد مطالب الاهالي في الضاحية الجنوبية لجهة دعوة القوى الشرعيّة للعمل بشكل جدي وحازم لإيجاد حلّ لظاهرة المخدرات المتفشية داخل مجتمع كان يوصف بالمحصّن والمنضبط، لكنهم في الوقت عينه يعلمون ان ما يحصل هو نتاج طبيعي داخل منطقة غاب عنها منطق الدولة لعشرات السنين قسراً لمصلحة منطق الدويلة أو الدويلات.

 

هل سيفكك أوباما “دواعش” إيران في العراق؟

داود البصري/السياسة

15 أيلول/14

بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما ستراتيجية إدارته بتفكيك الإرهاب الدولي و”محو” دولة “الدواعش” من الوجود, وتركيز الضربات الجوية على معاقل تلك المنظمة الإرهابية في كل من العراق وسورية وصولا لتذويبها بالكامل وتدمير قواعدها وحصونها, ومناطقها الآمنة, وتدمير أسلحتها, إضافة الى التعهد الرئاسي الأميركي بدعم المعارضة السورية المعتدلة في صراعها لإسقاط النظام, وهو الإعلان الذي حرص أوباما على إذاعته والتبشير به عشية الذكرى الثالثة عشر لأحداث 11 سبتمبر الشهيرة, تبرز من بين الفجوات الكلامية والتعهدات الرئاسية العديد من الأسئلة والتساؤلات حول آفاق إدارة المعركة الدولية بالقيادة الأميركية مع “داعش” واخواته, وهي معركة كونية فعلا لأن “داعش” ليس مجرد تنظيم هلامي يسيطر على مناطق واسعة من أراضي العراق والشام نشأ بعد الفراغ القيادي في البلدين وحالة الفوضى الشاملة التي يعيشها الشرق الأوسط? بل انه أكبر من ذلك بكثير لكون أفكار “داعش” منتشرة بشكل واسع وهي تشمل للأسف مختلف الملل والطوائف والنحل في الشرق القديم?

أي أن الحرب ستكون أيضا حربا للأفكار, والمناهج, والمعتقدات! وستكون أسلحتها فكرية محضة وليست عسكرية. بكل تأكيد فإن البنية العسكرية للتنظيم ستنهار تحت وقع الضربات الأميركية والغربية, ولكن الفكر الشاذ, والمنحرف, والمتعصب الذي أنتج هؤلاء القتلة لن ينهار, بل على العكس سيشهد نموا وتوسعا جديدا تحت شعار “المظلومية وحرب الاستكبار العالمي”, وسنشهد فصولاً جديدة وطرقاً مختلفة للتحرك, ولربما يظهر التنظيم بشكل مغاير في أماكن أخرى بعد نقل ميدان المعركة الرئيسة من الشرق لأماكن أخرى, فالأفكار تنتقل أسرع بكثير من الآليات ووسائل النقل المعهودة, ولكن مع إدارة المعركة ميدانيا ستظهر سلسلة من المتناقضات الفجة والثقوب السوداء الواسعة والتي قد تجعل من عملية مطاردة “داعش” والقضاء عليها مجرد حالة مرحلية لن تنهي الإرهاب أو تقتلعه من جذوره وتجفيف منابعه بالكامل. ففي الحالتين العراقية والسورية ثمة تشابكات مثيرة للحيرة, ففي العراق يقف الأميركان والغرب بشكل واضح مع تنظيمات طائفية وتكفيرية وإرهابية أيضا لا تقل إجراما ولا بشاعة ولا تخلفا عن “داعش”! كما أن قيادات تلك الجماعات والتي يحركها ويمولها ويدربها ويطلقها على العالمين النظام الإيراني متمركزة ومتموقعة في عمق السلطة العراقية الحليفة والتابعة للولايات المتحدة. كما أن هذه الجماعات أدت وما زالت تؤدي أدوارا إرهابية كبيرة جدا وخطيرة في دعم النظام السوري, والانخراط في آلة الحرب الإيرانية في الشرق وهي كما نعلم ووفقا للتصنيف الغربي آلة إرهابية محضة. كما أن أزلام وعيون وأتباع النظام الإيراني متغلغلون بقوة في السلطة العراقية. صحيح أن زعيمهم لم يتسن له الحصول على منصب وزير الدفاع بسبب الفيتو الأميركي, لكن أتباعهم الآخرين يشرفون على كل المفاصل الدقيقة في التحركات السياسية والعسكرية, فالعراق الحالي ستراتيجيا ساقط عسكريا ومحتل فعلياً من نظام طهران, وأي حرب غربية وأميركية مضادة للإرهاب الدولي لن تنجح أبدا من خلال البوابة العراقية إلا بتطهير العراق من أزلام وجواسيس ورسل الولي الإيراني الفقيه, وماعدا ذلك فالعملية برمتها مجرد ضحك على الذقون ووسيلة لاستهلاك أموال وخيرات دول المنطقة.

 ولا أدري كيف سيستطيع الأميركان الجمع بين رأسي السلطة العراقية, وهي طائفية محضة والمعارضة السورية المعتدلة “الجيش الحر والائتلاف الوطني السوري”, بينما الحكومة العراقية موالية بالكامل لنظام دمشق رغم هيمنة الفرع البريطاني لحزب “الدعوة” على إدارة السلطة في العراق إلا أن تلك الهيمنة ضعيفة بالكامل مقارنة بحجم أتباع إيران في العراق سواء بين صفوف “الدعوة تنظيم العراق” و”المجلس الأعلى” أو فيالق “بدر” و”العصائب” و”حزب الله” وبقية فرقة حسب الله الطائفية الرثة في العراق.

ومن سيضمن آلية التنسيق بين ضرب “داعش” في العراق وملاحقتها في سورية وبأدوات الجيش السوري الحر التي يرفضها بالكامل النظام في العراق? ثم بعد الإجهاز على “داعش” وستتم المهمة بكل تأكيد كما حصل مع “طالبان” في أفغانستان هل سيتم فعلا استئصالهم أم أنهم سيظلون خلايا نائمة تنشط في أعمال الإرهاب والتفجير السرية, وثمة نقطة جوهرية سكت عنها مولانا أوباما وهي الموقف الأميركي والغربي من “دواعش” العراق من الضفة الأخرى, أي الميليشيات الإرهابية الطائفية المسلحة والممولة إيرانياً, التي ترفع رايات نظام طهران علنا في العراق وتمارس اعمالاً إرهابية مجرمة مشابهة تماما لأفعال “داعش” فهل نسيتم تفجير المساجد وقتل المصلين وسحل المؤمنين وتهجير الآمنين?

وما جريمة مسجد مصعب بن عمير في ديالى ببعيدة عن الأذهان. هل سيترك الغرب و”الناتو” تلكم الجماعات بكامل أسلحتها القتالية وهي التي تدثرت حاليا بفتوى وغطاء “الحشد الشعبي والجهاد الكفائي”, وهل سيتمكن العبادي ومن خلفه الغرب بأسره من نزع السلاح في العراق? وهي عملية معقدة كما ونوعا نظرا الى طبيعة العشائرية للمجتمع العراقي, وأحوال الفوضى التي شهدها العراق طيلة العقدين المنصرمين ما جعل العراق غابة من السلاح, وبالتالي لا يمكن أبدا الاطمئنان لحالة السلم الأهلي في ظل ذلك الكم الهائل من السلاح المتوفر بكثافة في العراق بعد تدمير مؤسسات الدولة العراقية بالكامل العام ,2003 والفشل في إعادة الأمور لنصابها الصحيح, ومن ثم دخول الجيوش الإرهابية للساحة العراقية وتغلغل الحرس الثوري الإيراني في قلب العراق. المعركة ضد الإرهاب في العراق ستكون صعبة ومكلفة للغاية في ظل تداخل الملفات وغموض الموقف الأميركي والغربي من بعض النقاط الجوهرية في ملف الصراع العراقي الداخلي… ستكون الحرب الجديدة مدفوعة الثمن من دماء وأموال العراقيين وعرب المنطقة, ولن تنهي الإرهاب أبداً, فهو سيتشكل بصورة جديدة. 

 

الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي: لا أقبل أن تحارب واشنطن "الدولة الإسلامية"

الحياة/انتقد الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، الذي يعيش في قطر، دور واشنطن في الحملة ضد متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية، متهماً الولايات المتحدة بأنه "لا تحركها إلا مصالحها". وانتقد القرضاوي حملة واشنطن المُزمعة ضد التنظيم، التي تعهدت دول الخليج العربية بالتصدي لها، خلال اجتماع عُقد يوم الخميس الماضي في جدة، مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وكتب القرضاوي، على حسابه الخاص، على موقع "تويتر"، أمس (السبت)، مستخدماً الاسم الذي يشتهر به التنظيم: "أنا أختلف مع داعش تماماً في الفكر والوسيلة، لكنني لا أقبل أبداً أن تكون من تحاربهم أميركا، التي لا تحركها قيم الإسلام بل مصالحها". ثم أوضح القرضاوي، اليوم (السبت)، في تغريدة جديدة، وكتب: "فهم البعض التغريدة السابقة خطأ، وحاول بقصد أو بغير قصد أن يحمّلها ما لا تحتمل، وأن يربطها بـ"داعش"، التي بيّنت موقفي منها في التغريدة التي تسبقها". وكان وزيرا الخارجية السعودي والأميركي اتفقا، الخميس الماضي، في جدّة، على أهمية الوقوف في وجه التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، مؤكدين على أهمية دحر الإرهاب. وأوضح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن "خطر الإرهاب الذي بدأ ينتشر في المنطقة بكل شراسة، لطالما حذّر منه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، منذ أمدٍ طويل".

 

قتلوه... لأنّه بشير

إليز مرهج/14 أيلول/14

لو قُدِّر للزمن أن يروي عن بشير الجميّل لتنهد بين رواية وأخرى، لفرغ حبرُه على أوراق تاريخ رجل إستثنائي، لزها زهوا غير عادي حتى الفرح العظيم، حتى البكاء.

إبن الصخرة في بكفيا، قدّ من مقلع الرجولة والبطولة والعنفوان، ويكفيه عزا ومجدا أنه صناعة لبنانية وحجر الزاوية في بناء الوطن.

كان بشير الجميل في الخامسة عشرة من عمره عندما انتسب إلى حزب الكتائب اللبنانية، وكان هاجس واحد يطارد الشاب الطموح هو استرداد لبنان سيادته على كامل أراضيه، فانطلق في مسيرة سياسية لامعة، عُرف بعدم مساومته على المبادئ وبسقف خطاباته المرتفع وبقربه من القواعد الشعبية...

لبنان أولا

في الاول من تموز 1978 خطف السوريون بشير الجميل من ساحة ساسين، هو الذي حاول مرارا إقناع الدولة بعقم الإتكال على السوري لحلّ المسائل اللبنانية، غامزا من أطماع المحتلّ التاريخية وتدخله السافر في الشؤون الداخلية... احتجزوه لفترة قصيرة، يومها تفجر الوضع، وبدأت الحرب وبعد مئة يوم نجحت "المقاومة اللبنانية" بإخراج السوري من الأشرفية، فصمم بشير على أن تكون هذه المنطقة مثالا مصغرا للبنان، أي ألا تنتهي فقط عند حدود المنطقة الشرقية بل تتعداها لتشمل الـ 10452 كلم2 شعاره الجديد بعد "لبنان أولا".

نحن قديسو هذا الشرق وشياطينه

في 23 آب 1982 انتخب بشير رئيسا للجمهورية اللبنانية، وفي آخر حديث له قبل استشهاده قال: "نحن ثابتون في لبنان والشرق، غيرنا يأتي حينا ويذهب حينا آخر. صحيح أن امتداد وجودنا ليس مستقرا جغرافيا، لكن وجودنا في حد ذاته دائم الاستقرار. نحن قديسو هذا الشرق وشياطينه، نحن صليبه وحربته، نحن نوره وناره، قادرون على احراقه ان احرقوا اصابعنا، وقادرون على انارته ان تركونا على حريتنا. فحذار من أي حل لقضية لبنان وأزمة المنطقة لا يأخذ بعين الاعتبار ثواب تاريخ المنطقة وافرازات حرب لبنان".

خافوه فقتلوه

"نحن لا نتدخل في شؤون أحد، بينما غيرنا يتدخل في شؤوننا" صرخ بشير الجميل ذات مرّة، لكن أحدا لم يفهم يومها أن صرخته هذه كانت تعني أن الحل الوحيد لمنع التدخل الخارجي هو دعم المؤسسات العسكرية فدعا الى تقوية الجيش اللبناني قائلا: "بالنسبة الى الجيش ما بقى بيجوز يكون مكسر عصا. الجيش بحاجة لمعنويات. بحاجة لسلاح. جيشنا بحاجة لأوامر وهو مستعد للتنفيذ. لازم يصير عنّا 150 ألف جندي بكل المعدات المطلوبة. ما قادرين بقى ننطر الخارج حتى يساعدنا".

واضاف: "نامل يوماً ما أن تندمج كل التنظيمات اللبنانية المسلحة وتنصهر بالجيش فيصبح هو القوة الشرعية المسلحة الوحيدة على أرض لبنان".

رئيس لبناني لا سوري ولا أميركي ولا حتى فاتيكاني

وعن رئاسة الجمهورية ومواصفات المرشح لها قال بشير: "نريد رئيسا ينقل لبنان من حالة التعايش مع الأزمة ومشاريع الحلول، الى حال الخروج من الأزمة وفرض الحلول". اذا وافقت اميركا وسوريا على رئيس للجمهورية لتمرير مصالحهم في البلاد وهو غير مقبول لبنانيّا "ما بيكون" اذا الفاتيكان أراد رئيسا ونحن لا نريده و"ما بيناسبنا" "ينتخبوا بابا عندن"، نريد ان يكون رئيسنا لبنانيا قبل ان يكون سوريا، أميركيا أو حتى فاتيكانيا...

خطب بشير الجميل كأنها ألقيت البارحة، اذ ان الظروف والسياسات والتحالفات و"الزواريب" لم تتغير... اليوم وفي ذكرى استشهاده يطل الرئيس الشهيد مجددا محذرا من التعطيل الرئاسي، محملا المعطلين مسؤولية ما قد ينتج عن الفراغ الرئاسي.

فحبذا لو تتعظ القيادات السياسية من خطب رجل اهتز التاريخ وبكى دمعةً ساخنةً عند استشهاده... فخسر الوطن المكسور المنهك عريساً كان تماماً كالصقور... يومها خسر لبنان بعضاً من مجده.

 

ديبلوماسي فرنسي يلمح إلى إمكانية استهداف “حزب الله”

باريس – من حميد غريافي: أكد ديبلوماسي فرنسي قريب من وزارة الخارجية أن الطيران الحربي الفرنسي “قد يكون اول سلاح جو اطلسي- غربي, يدشن اختراق اجواء سورية رغم اعتراضاتها الهشة ورغم تهديدات مستشارة رئيسها بثينة شعبان, باعتبار أي تحليق جوي لأي طائرة غربية في اجواء بلادها, من دون استشارة نظام بشار الاسد, سيعتبر اعتداء على السيادة”. وقال الديبلوماسي لـ”السياسة” إن الحكومة الفرنسية “أبلغت قيادة “حلف شمال الاطلسي” وحليفها الأكبر في واشنطن, أنها على استعداد لأن تفتتح شن الهجمات الجوية على مواقع “داعش” وشبيهاته الارهابية داخل الاراضي السورية, وأن تلك الهجمات ستغطي كل المناطق المشتعلة”. وفسر الديبلوماسي الفرنسي عبارة “شبيهاته الإرهابية” بأن المقصود منها “قد يكون “حزب الله” وميليشيات الاسد خصوصا في القلمون وريف دمشق في الوقت الراهن”. وأماط الديبلوماسي الفرنسي اللثام عن أن مرحلة الاسابيع الستة الأولى من الحملة ستقتصر على الغارات الجوية والصاروخية, ولكن بوجود وحدات عسكرية خاصة تابعة لاستخبارات اميركا وبريطانيا وبعض الدول الاسكندنافية وكندا واستراليا ومصر وتركيا, الا ان تطورات الوضع على الارض, من المحتمل ان تستدعي عمليات إنزال جوية أو اقتحامات مدرعة برية للمناطق العراقية الشمالية والغربية, فيما المرحلة الثالثة قد تشهد وصول الغارات الجوية والصاروخية الى قلب دمشق مع محاصرتها بقوات برية آتية من شمال سورية عبر الحدود التركية, ومن جنوبها عبر الاردن, فيما ستمنع المقاتلات الفرنسية وربما السويدية فيما بعد دخول عناصر من “حزب الله” الى سورية طوال مدة هذه الحرب.

 

طهران تقود تحركاً لإفشال الحملة الدولية العسكرية ضد “داعش”

السياسة/15 أيلول/14

 تعتزم نقل معلومات إلى التنظيم بشأن الغارات والإيعاز للأسد بمهاجمة الفصائل المعتدلة مقاتلون من البشمركة يحملون راية "داعش" بعد سيطرتهم على مناطق تابعة للتنظيم قرب كركوك (ا. ف. ب) خامنئي غضب بسبب مشاركة الجعفري في اجتماع جدة واعتبر أن بغداد باتت تقف في “الصف الآخر” بغداد – من باسل محمد: بالتزامن مع حراك التحالف الدولي الإقليمي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وقبل ساعات من عقد المؤتمر الدولي بشأن العراق المقرر اليوم في باريس, كشف قيادي بارز في التحالف الشيعي العراقي ل¯”السياسة” أن النظام الايراني أمر أجهزته بالتحرك المكثف لإفشال الحملة الدولية العسكرية وبالتحديد الحملة الجوية الغربية ضد التنظيم المتطرف في الاراضي العراقية والسورية على حد سواء. وأكد أن طهران تسعى الى إجهاض العملية الغربية الجوية وليس التحالف فحسب, لأن التحالف تم ومضى بوجودها أو من دونه, وبالتالي فإن ما يعني النظام الإيراني في الوقت الراهن هو فشل العمل العسكري بمعنى بقاء خطر الإرهاب قائماً أو حدوث مضاعفات ميدانية وسياسية خطيرة بسبب الحرب الغربية, ولذلك يوجد في طهران من يسعى لتكرار السيناريو ذاته الذي اتبعته ابان الأحتلال الاميركي للعراق العام 2003 وحتى خروجه نهاية العام .2011 وبحسب معلومات القيادي الشيعي العراقي, سيلجأ النظام الايراني الى خيارات ابرزها: ¯ إعادة إحياء فصائل المقاومة العراقية التي تولت في السنوات السابقة مقاومة الاحتلال الاميركي, وتشمل هذه الفصائل جماعات سنية وشيعية على حد سواء و يمكن تسليحها ومساعدتها على تنفيذ عمليات خطف وقتل للعسكريين الاميركيين والغربيين المقيمين في بغداد وأربيل, والذين يتنقلون في بعض المواقع خارج العاصمة. ¯ نقل معلومات مغلوطة عبر قنوات استخباراتية محددة الى الدول الغربية عن مواقع “داعش” أو نقل معلومات الى التنظيم عن الضربات الجوية الغربية ضد مواقعه. ¯ تعزيز التنسيق مع قيادة تنظيم “القاعدة” بزعامة ايمن الظواهري والعمل على افراغ “داعش” لصالح التنظيم أو لمصلحة الفصائل القريبة منه مثل “جبهة النصرة”, وكل هذه القوى تمثل معسكراً معادياً للغرب بمعنى اذا كان الغرب يريد القضاء على “داعش”, فالعملية ستؤدي الى تقوية “القاعدة” وهو عدو للغرب. ¯ الإيعاز لقوات النظام السوري بشن حملة عسكرية ضد فصائل المعارضة السورية المعتدلة التي يمكن أن تستثمر الغارات الغربية على “داعش” لتحقيق تقدم ميداني. وقال القيادي في التحالف الشيعي العراقي إن وراء مساعي طهران للعمل ضد العملية العسكرية الغربية ضد “داعش”, قناعة وموقف سياسي بأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سيضر بمصالح ايران الستراتيجية, وأنه نجح في سحب حكومة التحالف الشيعي برئاسة حيدر العبادي الى الصفوف البعيدة عن ايران وبالتالي فإن مشاركة وفد عراقي برئاسة ابراهيم الجعفري في مؤتمر جدة أثار غضب المقربين من المرشد الاعلى علي خامنئي, لأن مغزى هذه المشاركة أن بغداد أصبحت تقف في الصف الآخر مع العالم العربي وتركيا والغرب. وأضاف أن من بين الأمور السيئة التي تراها القيادة الايرانية في التحالف الدولي, أنه سيؤدي الى اعادة بناء القوات المسلحة العراقية, وبالتالي فهمت هذه الخطوة على انها تعني تطهير المؤسسة العسكرية من كل قريب أو صديق أو ذراع للنظام الايراني, غير أن اكثر الأمور خطورة بالنسبة لطهران أن التحالف الدولي سينشر خبراء عسكريين بأعداد كبيرة من الدول الغربية ما يقوض حاجة الحكومة العراقية الى خبراء ايرانيين. واشار القيادي العراقي الشيعي الى ان بعض المسؤولين الايرانيين في مقدمهم رئيس المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني, استفسروا عن نية بغداد إقامة قواعد عسكرية غربية محدودة في بعض المطارات العسكرية العراقية ونشر مقاتلات حربية فيها أو السماح بتعيين ضباط اميركيين كبار للإشراف على إعادة تشكيل وزارة الدفاع العراقية وبقية الأجهزة الأمنية, لأن ذلك يعد من وجهة نظر طهران مشكلة سياسية وستراتيجية معقدة للغاية على المدى البعيد, ولذلك فإن القيادة الايرانية تعي أن عملية التخلص أو معالجة آثار ونتائج التحالف الدولي وحملته العسكرية ستكون شبه مستحيلة اذا ارادت فعل ذلك على المستويين العراقي والسوري

 

بروباغندا الخلاف الإيراني ـ الأميركي

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

15 أيلول/14

للخلاف الطارئ قصة. في البداية كانت كل الأطراف متوافقة على محاربة «داعش» وجبهة النصرة، التنظيمين الإرهابيين، وذلك في إثر الانتصارات السريعة التي حققها «داعش» في العراق. والمعني بالأطراف هنا، إيران، والولايات المتحدة، والمجموعة الأوروبية، وروسيا، ودول الخليج، وتركيا. وفعلا، بان التوافق في الانتقال السياسي السريع المدهش في بغداد، الذي كان يمكن أن تدوم أزمة الحكم هناك لأشهر طويلة، لكن في أقل من أسبوعين أزيح المالكي، وارتضى الجميع تنصيب ثلاثة رؤساء. وبعدها باشرت القوات الأميركية عملياتها العسكرية الجوية ضد «داعش»، وأخرجت مقاتليه من محيط سد الموصل وسنجار وفروا إلى مناطق أعمق في العراق وسوريا.

إنما تلك كانت مجرد معارك محدودة، و«داعش» يملك من الرجال والعتاد ما يجعله يعود ليهدد أمن العراق والمنطقة، وربما العالم. لهذا قررت الدول المعنية عقد مؤتمر، خصيصا لمواجهة الخطر الأمني لأنه يهمها جميعا، فتركيا مثلا لا يزال لها عدد من موظفي قنصليتها في العراق مخطوفين عند «داعش» يهدد بقتلهم. والسعودية تعرف أنهم يختبئون خلف حدودها على الجانب العراقي. كما أدركت أوروبا أن مئات المقاتلين هم من حملة جنسياتها، وسيعودون غدا مدربين ويشكلون خطرا عليها، وروسيا كانت من أوائل المتحمسين لمحاربة «داعش» والنصرة.

لكن مع اقتراب عقد المؤتمر طالبت الحكومة الإيرانية بدعوة النظام السوري أيضا للمشاركة، وكان من الطبيعي جدا أن ترفض السعودية، الدولة المضيفة، الطلب. فنظام الأسد هو السبب وهو المشكلة، فلو أنه ارتضى بالحل السلمي الذي أقر في مؤتمر جنيف الأول لما ولد «داعش» أصلا، ولا صارت هذه الفوضى والدماء الغزيرة وملايين اللاجئين. وهو الذي فتح السجون لمعتقلي «القاعدة»، وهو من سلم «داعش» المناطق السورية الضعيفة التي عجز عن حمايتها لضرب الجيش الحر. وفوق هذا كله، إذا كان «داعش» قد قتل خمسة آلاف شخص، حتى الآن، فإن الأمم المتحدة قد وثقت مائتي ألف ضحية معظمهم مدنيون قتلهم النظام السوري. وبالتالي لا يمكن التعاون مع فريق ملطخة يداه بالدم مثل نظام سوريا ليشارك في محاربة الإرهاب!

ومع هذا أصر الإيرانيون، مشترطين أن حضورهم مرهون بمشاركة نظام الأسد، وتضامن معهم الروس معلنين مقاطعتهم لمؤتمر مواجهة «داعش».

ومنذ تلك اللحظة تغيرت اللغة الاحتفالية التي كانت تبشر بمواجهة الإرهاب إلى الدفاع عن «داعش»، بتصوير المؤتمر أنه حرب على الشعبين العراقي والسوري، وأنه مشروع احتلال جديد، وغيره من الهراء الذي ملأ فضاء الإعلام خلال الأيام القليلة الماضية.

وهذا يجعلنا نثق أكثر من ذي قبل بأن بقاء «داعش» يخدم نظامي إيران والأسد، وتحديدا في سوريا وليس في كل العراق. ففي لحظة حرجة، بعيد سقوط مدينة الموصل، خاف كثيرون أن تكون بغداد هي التالية، لهذا احتاجوا إلى دعم الولايات المتحدة عسكريا، والمملكة العربية السعودية سياسيا لإنقاذ النظام العراقي في العاصمة.

الآن تسمعون صدى طبول الدعاية الإيرانية في الصحف والتلفزيونات و«تويتر» وغيرها من الفضاءات المفتوحة، تردد نغمة التشكيك وتشويه الحقائق. تصوير مواجهة «داعش» أنه عمل يخدم الغرب، وهذه استعارة من التاريخ القريب تسهل عليهم تزوير الواقع. الحقيقة هي أن دول المنطقة منذ عامين ظلت تناشد المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، التعاون لمواجهة هذه الجماعات الخطيرة، وبكل أسف كان البيت الأبيض يرفض. وبعد أن انتشرت فظائع «داعش» والنصرة، وقُتل آلاف من المدنيين وشُرد مئات الآلاف على اختلاف طوائفهم وهوياتهم، وتحت الضغط الدولي اضطر الرئيس الأميركي للتحرك. والذي يخاف من هذا التحرك الدولي هما إيران ونظام الأسد، لأن «داعش» يلعب دورا مخربا على الثوار في سوريا، وثانيا لأن الأميركيين اقتنعوا لأول مرة بأن دعم الجيش الحر قد يكون السبيل الوحيد لتأسيس نظام سياسي يحارب الإرهاب، بديلا عن نظام الأسد المهترئ. لهذا قررت إيران وروسيا شن حملة بروباغندا إعلامية مضادة لتشويه مؤتمر جدة، وتشويه الحملة الدولية التي هي تحت التأسيس ضد الإرهاب، وصارت كتائب حزبية تردد الدعاية الإيرانية مثل الإخوان المسلمين وغيرهم..

 

مؤتمر باريس تحضيراً لساعة الصفر

دينا أبي صعب

جريدة الجمهورية/الاثنين 15 أيلول 2014

توزيع أدوار في مؤتمر باريس اليوم، يُحدّد طبيعة عمل التحالف الدولي في مواجهة «داعش»، تطمح فيه فرنسا للعب دور قيادي، في حين تتسلم الولايات المتحدة زمام المبادرة وإدارة الحلف، الذي تشارك فيه 20 دولة غربية وعربية.

مهام متعدّدة ستُلقى على عاتق المشاركين، تسليح وتمويل وعمل إستخباراتي وتوجيه ضربات مُحكمة على مواقع التنظيم المتطرف، لكن التطبيق على الأرض يبقى رهن الأحداث المقبلة في ظل تحفّظ تركي على المشاركة في أي عمل عسكري، خوفاً على 46 رهينة تركية لدى «داعش» في الموصل، وحرَج بريطاني وفرنسي من توجيه ضربات جوية داخل سوريا، خصوصاً أن الأمم المتحدة لن تُصدر قرارات في هذا الشأن، نظراً للفيتو الروسي والصيني الجاهزين لمعارضتها ورفض أي عمل عسكري في سوريا من دون موافقة الرئيس السوري بشار الأسد، وهذا أمر ترفضه باريس وواشنطن. لا سيناريوهات معلنة في سوريا حتى الآن، لكن تصريحات لدبلوماسيين غربيّين أشارت الى أن مؤتمر باريس سيُقسّم الأدوار بدقة بين الدول المشاركة «لكن لن يُعلن عن الضربات وأماكنها إلّا في حينه».

وتشير مصادر«الجمهورية» في العاصمة الفرنسية إلى أن قرار «الإئتلاف الدولي» بشن الحرب على «داعش» في سوريا مُتّخذ بنفس مستوى محاربته في العراق، و»لكن يمكن إستبعاد ضرب «داعش» في سوريا خلال المرحلة الأولى، وتحديداً قبل نضوج الإتفاق على آلية قانونية لضرب مواقع التنظيم الإرهابي لإختلاف الوضع السوري عن العراقي»، وتعتقد هذه المصادر أن دول الإئتلاف قد تلجأ الى قرارات سابقة إتخذها مجلس الأمن الدولي، وأهمها القرار الأخير 2170 الذي يجيز للدول محاربة الإرهاب.

ويبدو، بحسب المصادر الفرنسية، أن الفرنسيّين «يطمحون إلى دور قيادي في العمليات العسكرية في محاربة الإرهاب، وإلّا تكون باريس تابعة للقرارات الأميركية»، ما يعني أن الدور الأميركي لم يقتصر على تشكيل الحلف وقيادة إجتماعاته، بل وصل الى وضع الخطط والإستراتيجية العسكرية التي ستتبع في محاربة «داعش»، إضافة الى توزيع الأدوار على الحلفاء الغربيّين والعرب المشاركين في الإئتلاف.

وتعوّل واشنطن على حرب تعتمد على العمل الإستخباراتي والضربات الجوية من دون زج جنودها في معارك على الأرض، وفي حديث لـ «الجمهورية» لم يستبعد السفير الأميركي المتجوّل لقضايا جرائم الحرب ستيفان راب أن تتلقّى سوريا ضربات مماثلة، خصوصاً أن «الأزمة السورية امتدت لتهدّد منطقة الشرق الأوسط بأسرها والعالم» لأن الإفلات المستمر من العقاب وتصاعُد العنف وانتشاره في الدول المجاورة ساعد في تنامي الحركات المتطرفة، ورأى راب أن «العالم لم يشهد مثيلاً للجرائم في سوريا منذ عصور، ويجب جلب قادة تنظيم داعش الذي شن هجمات عنيفة على المدنيّين والأقليات الى المحاسبة». وفي حين تلتزم روسيا دور المراقب لكل ما يحصل، بدا الموقف الايراني أكثر انخراطاً في التطورات. ويعتبر موقف طهران أن الحلف الدولي وتحت ذريعة محاربة الإرهاب يعمد الى التدخل المباشر في الشؤون الداخلية للعراق وسوريا، وهذا يُعتبر إعتداءً مباشراً ترفضه طهران قطعاً. وفي تصريح لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني السبت، قال إن عودة الأميركيين الى المنطقة على شكل حلف مواجه لـ»داعش» بعد فشل الحل السياسي عن طريق الأمم المتحدة هو «لعب بمستودع بارود»، وأضاف أن سلوك الولايات المتحدة في المنطقة أسفر عن نمو الإرهاب ولن يثمر عن إصلاح أوضاع المنطقة وحل مشاكلها، ولن يقضي على داعش». الإيرانيون سيغيبون اليوم عن القمة، وبعكس ما دار في الإعلام في الأيام الأخيرة حول رفض الأميركيين مشاركة طهران في قمة باريس، فإن المعلومات المستقاة من مراقبين في العاصمة الفرنسية تشير الى أن طهران لم تكن متحمّسة للمشاركة في هذه القمة منذ البداية، ورفعت السقف عالياً مقابل مشاركتها، عندما طالبت برفع العقوبات الدولية عنها.

 

أحمد الحريري لـ«الجمهورية»: لا علاقة مع «حزب الله» خارج الحكومة... و«8 آذار» تُقفل باب التسوية

عبدالله بارودي/الجمهورية/15 أيلول/14

رأى أمين عام تيّار «المستقبل» أحمد الحريري، أنّ الحكومة تقوم بما هو مطلوب منها اليوم، في ظلّ هذه الأوضاع السياسية المضطربة، إن في لبنان أو من حولنا. ونحن في تيار «المستقبل» نشدّ على يدها وعلى يد الرئيس تمام سلام، ولنا ملء الثقة بما تقوم به من مسؤوليات جسام في هذه المرحلة، وخصوصاً أنها اتخذت قرارات مهمة في غير ملف شائك، لعلّ أبرزها التعيينات الإدارية التي أعادت ضخ الدم في مؤسسات الدولة.

تركت زيارة الحريري إلى عكار واطمئنانه إلى أهالي العسكريين صدىً شعبيّاً طيباً

وأشار في حديث شامل لجريدة «الجمهورية»، إلى أن هدفنا من المشاركة في الحكومة كان وضع الأمور في نصابها الذي يؤمّن استمرارية عمل المؤسسات، بدل وضعها في النصاب الذي يعطلها.

والأهم أن يكون هناك حكومة، وظيفتها الأساسية تسيير أمور البلاد والعباد، كي لا نشرّع البلد للفراغ، لأن الوضع كان ليكون مأساوياً، بلا رئيس للجمهورية، وبلا سلطة تنفيذية. وقال، لا شك في أن وجود الحكومة اليوم أكثر من ضرورة، ولا سيما أنها أثبتت أنها خير حكومة في هذه الأيام الصعبة، طالما أنها تضمّ الجميع، وتستوفي كل المواصفات الميثاقية، لإدارة الأزمة، تحت ضوء الدستور، بعيداً عن ظلام الشغور.

وزراء «المستقبل» يؤمّنون الاستقرار

 وحول أداء وزراء التيار داخل الحكومة، أشار الحريري الى أن وزراء تيار «المستقبل» يقومون ما بوسعهم، من ضمن الملفات الحساسة التي يتولونها، وقد نجحوا في فرض إيقاعهم على طاولة مجلس الوزراء، وفي الدفاع باتجاه القرارات التي تؤمن المصلحة الوطنية والأمن والاستقرار، إن على صعيد الخطط الأمنية شمالاً وبقاعاً، وفي العاصمة بيروت، أو على صعيد إلغاء وثائق الاتصال ولوائح الإخضاع، ناهيك بالجهد المبذول من أجل التخفيف من تداعيات النزوح السوري على لبنان، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً.

زمن غياب الرئيس الحريري ولّى

 وحول زيارة الرئيس سعد الحريري الأخيرة إلى لبنان، أكّد أن الرئيس الحريري لم يزر لبنان، بل عاد إليه، بعد غياب قسري، وفي ظروف استثنائية، على رغم كل الأخطار الأمنية، وهو اليوم خارج لبنان، يتابع الإشراف على تنفيذ هبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز دعماً للقوى العسكرية والأمنية في مواجهة الإرهاب. وأضاف: «أهم ما في العودة، أن الرئيس الحريري عاد لقيادة تيار الاعتدال في وجه التطرّف الذي لاح في أفق احتلال عرسال من قبل «داعش» وأخواتها، وأنه أعاد التوازن إلى المشهدين الأمني والسياسي، في خضمّ لحظة مفصلية كادت تأخذ البلاد إلى تطورات لا تُحمد عقباها، في ضوء معركة عرسال، وخصوصاً أن العودة كانت مقرونة بالإشراف على هبة المليار الدولار المقدّمة من خادم الحرمين الشريفين».

وأعلن أنّ زمن الغياب القسري للرئيس الحريري قد ولّى، والعودة أعطت التيار إندفاعة جديدة، ليستمر في دوره الوطني، كخط الدفاع الأول عن الدولة، في وجه كل المحاولات للنيل منها، وخصوصاً أنها عودة مقرونة بالعمل على الوقوف إلى جانب أهلنا في عرسال وطرابلس وعكّار وكل الشمال، ودعم كل المناطق التي تتعرّض للتحريض والافتراء.

«14 آذار» مستعدة للتسوية الرئاسية

 وعن أفق نجاح مبادرة «14 آذار» حول الاستحقاق الرئاسي، قال الحريري: عامل نجاحها من عدمه مرتبط بقرار فريق «8 آذار» الذي لا يبدو أن لديه أي نية لإنهاء الشغور الرئاسي، وتعزيز موقع رئاسة الجمهورية، على قاعدة التراجع خطوة إلى الوراء من أجل التقدّم خطوتين إلى الأمام، على نحو ما تفعل قوى «14 آذار» التي أعلنت عن استعدادها للذهاب إلى «تسوية وطنية» لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

ويأسف الحريري أنه كلما فتح تيار «المستقبل» و»14 آذار» باباً للتسوية من أجل إنقاذ لبنان، سارع فريق «8 آذار» إلى إقفاله، تارةً بطروحات رئاسية لا حياة لها، ما دامت مفصّلة على مقاسات شخصية، وطوراً بمنطق لا منطق له.

لذا، يقول الحريري، بات لزاماً على أفرقاء «8 آذار» أن يقتنعوا أن لا منطق في ما يطرحون، وأن قمة المنطق أن يلاقوا أي مبادرة، أكانت من «14 آذار» أو من غيرها، في منتصف الطريق، بدل أن يتحولوا إلى قطّاع طرق على كل المبادرات لإنقاذ لبنان. وعلى رغم ذلك، يؤكد أن الحوار والتشاور قائم مع «التيار الوطني الحر» تحت سقف الحكومة وخارجها، بما يحقق المصلحة الوطنية، من دون أي التزامات سياسية.

واذ أمل أن ينجز الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، أشار إلى أن تطورات المنطقة تدفع إلى القول إن الملف اللبناني ليس أولوية اليوم، وإن ما نعيشه من فراغ مرشّح للاستمرار، ناهيك بأن فريق «8 آذار» سيواصل التعطيل.

تيارنا مع «أبغض الحلال»

الا أنه أعلن في الوقت نفسه التزام تيار «المستقبل» خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس الحريري، معتبراً أن إنجاز الاستحقاق الرئاسي يزيل كل العوائق من أمام إنجاز الإستحقاق النيابي، أما خلاف ذلك، فمعناه أننا ندور في حلقة مفرغة عنوانها إنسداد الأفق السياسي، الأمر الذي لا يشجع على أي خطوة في المجهول. لذا، وبعيداً عن المزايدات، نحن مع التمديد، باعتباره «أبغض الحلال» مرة جديدة، لئلا نصل إلى سيناريو العراق، وبالتالي إدخال البلاد والعباد في فراغ قاتل، يهدد لبنان، كصيغة وكيان.

وفي ردّه على سؤال، وصف الحريري علاقة تيار «المستقبل» بـ«حزب الله» بـ«ربط نزاع» تحت سقف الحكومة حصراً، ولا تتعدى هذا الإطار أبداً. ولمّح إلى أن أي تسوية في المنطقة، وبالتحديد أي تسوية سعودية – إيرانية، من شأنها أن تغيّر نظرة «حزب الله»، وليس نظرة تيار «المستقبل»، لأننا نقف على ضفة الصواب التي تؤمن بالشراكة الوطنية، فيما «حزب الله» هو من أصاب هذه الشراكة في الصميم، باستقوائه بالسلاح، وبإصراره على العزل، ومحاولة إلغائنا سياسياً.

لا وجود لأي بيئة حاضنة لـ«داعش»

وفي ما خصّ قضية المخطوفين العسكريين، أشار الحريري إلى أن موقف تيار «المستقبل» متعاطف مع معاناة أهالي الأسرى العسكريين، وحازم بالثقة بالحكومة، وبدعم الجيش والقوى الأمنية في معركتها ضد الإرهاب.

وقال، نحن نعتبر أن قضية العسكريين الأسرى هي قضية وطنية بامتياز، تستوجب من الجميع القيام بكل الجهود الممكنة لتحريرهم. وجلّ ما نريده أن تنجح الحكومة في تحريرهم، بعيداً عن ترف النقاش في جنس التفاوض أو المقايضة، والذي من شأنه أن يعيد المخطوفين في النعوش، كما عاد الشهيدان علي السيّد وعباس مدلج، لا سمح الله.

ورفض الحريري المزايدة في هذه القضية، لأنّ من المعيب أن نقحم أرواح العسكريين الأسرى في زواريب المزايدات السياسية. كما ندين كل من يسعى إلى الاستثمار في القضية، تخويفاً للناس من «داعش»، لأن لا وجود في لبنان لأي بيئة حاضنة لـ»داعش» وغيرها.

إنماء عكار ليس منّة

 وعن الظلم الإنمائي اللاحق بمنطقة عكّار، رأى الحريري أن لعكّار على الدولة حقاً، ونحن في تيار «المستقبل» سنعمل كي يصل هذا الحق إلى العكّاريين. حق عكّار بالإنماء ليس منّة من أحد، إنما هو واجب الدولة تجاه هذه المنطقة التي تستحق كل الاهتمام، لكونها عكّار التي لا يعلو فيها صوت فوق صوت الدولة، ولأنها عكّار التي اعتادت أن تدافع، في كل المحطات، عن لبنان أولاً.

لن تذهب دماء شهداء طرابلس هدراً

 وإذ أكد أن طرابلس دائماً في مقدمة الأولويات لدى تيار «المستقبل»، لأنها عاصمة الشمال التي دفعت ثمناً غالياً لجولات العنف التي شهدتها، جراء التآمر الكبير عليها من قبل من انقلب على إرادة أهلها، أعلن المضيّ بتوجيهات الرئيس سعد الحريري، في مسار إعادة طرابلس إلى موقعها الطبيعي، مدينةً للإعتدال وللعيش المشترك، إن عبر الخطة الأمنية، أو إنهاء خطوط التماس ما بين باب التبانة وجبل محسن، أو الجهد المبذول على خط إحقاق العدالة في جريمة مسجدي التقوى والسلام، لأننا لن نسمح أن تذهب دماء شهداء التفجيرين هدراً.

كلّنا تحت سقف قيادة سعد الحريري

 وحول علاقة تيار «المستقبل» بباقي الأطراف السياسية في المدينة، أكد الحريري أن لا علاقة مع الرئيس ميقاتي اليوم. أما باقي الأطراف فمنفتحون على الجميع، ولا نقفل بابنا بوجه أحد، ما دام الهدف الأساس هو مصلحة طرابلس.

ونفى الحريري ما يتردد حول خلافات بين بعض قيادات تيار «المستقبل» في طرابلس. وقال، عادةً ما يكون هناك تباين في وجهات النظر، لكنه لا يفسد في «التيار قضية»، لأن الجميع يمارس مهامه تحت سقف قيادة الرئيس سعد الحريري.

 

مقاومة الرئيس بشير الجميّل

نايلة تويني /النهار

15 أيلول 2014

لن نكتب تاريخاً في لبنان لأننا مختلفون على الماضي والحاضر، لذا سنظل مختلفين على المستقبل، وتالياً لن نبني وطناً، لأن الوطن ليس الأرض وحدها، وانما الشعب بتاريخه وحاضره وتطلعاته ورؤيته المتقاربة للأمور الوطنية. أما الانقسام الحاد، فلا يبني وطناً. وهذا الانقسام لم يولد من عدم، انما هو صنيعة البعض الذي يهدف الى تغيير صورة البلد وضرب الميثاق لإقامة لبنان جديد يحافظ على شكله الديموقراطي، بعد ان يكون النظام أفرغ من الداخل. هذا ما تعمل له جهات منذ زمن، وهذا ما يستوجب مقاومة من نوع جديد. ويعمد آخرون إلى رسم معالم ديموغرافية جديدة انطلاقاً من الأطراف للانقضاض على الداخل، على جبل لبنان الذي كان الثقل والقلب للبنان الصغير قبل الكبير. البعض يريد أن ينقض الماضي، ماضي المقاومة اللبنانية التي علّمت الآخرين معنى المقاومة. حتى "جبهة المقاومة الوطنية" التي انطلقت مع الحزبين الشيوعي والقومي، أرادوا طمسها بخطة رسمتها دول إقليمية، ودفعت ثمنها لسوريا لتنفيذها. يريد البعض ألاّ يعترف برئاسة بشير الجميّل وان يمحوه من التاريخ. يريد أفرقاء أن يكتبوا التاريخ على هواهم، أن يحتكروا الوطنية والدفاع عن الأرض والمقدسات. يريد البعض ان يحولوا قتلاهم في الحرب شهداء، وان يجعلوا شهادة رفيق الحريري وجبران تويني وسمير قصير وبيار الجميّل ووسام الحسن والآخرين دون مستوى الشهادة. لقد قاوم الرئيس الشهيد بشير الجميّل العدوان السوري على الأشرفية وزحلة وغيرهما، ثم رفض الانصياع لإرادة اسرائيل بعيد انتخابه رئيساً لأنه أراد أن يرقى إلى مستوى الجمهورية ويصير رئيساً لكل اللبنانيين، ودفع ثمن مواقفه الوطنية حياته، بخطة تواطأ فيها اصدقاؤه وخصومه على السواء. أرادوا بقتل الرئيس بشير الجميّل، وبعده الكثير من الشهداء، أن يبدلوا مسار التاريخ، وأن يرسموا للبنان مساراً جديداً، وتاريخاً جديداً، وأراد كُتّاب التاريخ في لبنان ان يفرضوا وجهة نظرهم ورؤيتهم للامور، لكنهم لا يعلمون حقيقة الواقع اللبناني، اذ انهم يعمّقون الانقسام ويؤسّسون لحروب جديدة مقبلة. وحتى لو راهنوا على العدد والقوة والمال والسلاح، فإن تركيبة لبنان اقوى منهم، وهي عصية على التغيير، وذاكرتنا أيضا عصية على النسيان، وإيماننا بهذا الوطن وتمسكنا به عصيان على كل محاولات التطويع.

 

الحرب على «داعش» ولاّدة حروب ومشاريع تقسيم؟

جورج سمعان/الحياة

15 أيلول/14

الحرب على «داعش» لن تكون طويلة فحسب. قد تكون ولادة حروب قديمة جديدة. الحرب الدولية - الإقليمية على الإرهاب في بلاد الشام قد لا يكون حظها أفضل من الخطة الأميركية لبناء شرق أوسط جديد. لن تثمر أفضل مما أثمرت في أفغانستان ثم في العراق. ثمة توافق على أن هذا الحشد الدولي الواسع لن ينجح في القضاء على هذا التنظيم الإرهابي ما لم يشمل مسرح العمليات في العراق وسورية معاً. وثمة حرص على بناء «جيشين» جديدين يمهدان لترسيخ دعائم حكمين مختلفين في بغداد ودمشق. المقاربة ليست واحدة هنا وهناك. كانت نقطة الانطلاق في بلاد الرافدين وجوب قيام حكومة جديدة مختلفة من مهماتها العاجلة، كما وعد رئيسها حيدر العبادي، بناء جيش بديل قوامه الحرس الوطني. أي أن تتولى كل محافظة إنشاء حرسها من ابنائها تحت رعاية وزارة الدفاع. هذا التوجه فرضته سياسة استرضاء أهل السنّة وتشجيعهم على خوض المواجهة مع الإرهاب. وفرضه بعض ما يجري في عدد من النواحي والدساكر التي تحررها قوات الوزارة و «البيشمركة». إذ لم يخف أبناء هذه النواحي غضبهم من ممارسات هذه القوات التي تتعامل مع العرب السنة كأنهم جميعاً من أتباع «أبي بكر البغدادي». وفرضه الخوف من مد إيران نفوذها في المناطق «المحررة».

استدعى انطلاق الحرب في العراق شروطاً سابقة فرضتها الإدارة الأميركية. كان من نتائجها الأولى قيام حكومة وفاق جامعة في بغداد لا تقصي أحداً. الهدف طي صفحة الماضي، صفحة نوري المالكي الذي لم يستسلم حتى آخر لحظة. رفض الانصياع لجميع الضغوط الداخلية والخارجية. وهدد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف وحرك في الليلة الأخيرة بعض «قواته». كاد على وشك القيام بانقلاب على غرار ما كان تفعل الجيوش العربية. لكن إنذاراً أميركياً حاداً وجاداً وحاسماً دفعه إلى تغيير كل حساباته. زعيم «دولة القانون» لا يزال موجوداً عبر موقعه في الرئاسة وعبر وزراء مروا في حكومته. كما أن الخلافات على حقيبتي الدفاع والداخلية لم تبدد مخاوف بعض غلاة السنة وهواجسهم. أي أن ما تمخضت عنه تشكيلة العبادي كان دون المتوقع في أوساط المحافظات «الثائرة».

بعيداً من هذا الخلل الذي يمكن إصلاحه بتدخل قوى غربية وإقليمية، تبقى المسألة الأهم في الورشة الجارية لبناء الجسم العسكري الذي سيواجه «داعش» ميدانياً، مواكباً الغارات الجوية لقوى التحالف الدولي - الإقليمي. إن صيغة تولي أبناء المحافظات بناء قواهم الذاتية، أياً كانت التسوية، قد لا تكون حلاً أفضل من المؤسسة العسكرية التي أنشأها المالكي ووصفت بأنها طائفية مذهبية تداعت فرقها عند إطلاق الإرهابيين أول رصاصة. الواضح أولاً أن أبناء المحافظات السنية سيحاذرون الانخراط في الحرب قبل أن يطمأنوا إلى حضورهم السياسي في مواقع القرار في بغداد، وطي صفحة الإقصاء والإبعاد نهائياً. ولن يقبلوا ثانياً بتقدم قوات الجيش و «الحشد الشعبي» و «البيشمركة» إلى المناطق التي قد تنسحب منها قوات «أبي بكر البغدادي» تحت وطأة الغارات الجوية لطائرات التحالف. يخشى هؤلاء أن يتمدد نفوذ القوى الكردية أو الشيعية إلى مناطقهم، ومعه النفوذ الإيراني الذي طالما نظروا إليه سبباً في تمكين خصومهم في شؤون البلاد والعباد. وهذه المخاوف في محلها. الذين خسروا عسكرياً وسياسياً من قيام «دولة الخلافة» لن يتأخروا عن الثأر. والسؤال الأهم، ثالثاً، كيف يمكن الركون إلى جيش لا تجمعه عقيدة واحدة وهو موزع على أهالي أقاليم متناحرة مذهبياً واثنياً؟ توزع الفرق وأسلحتها في مناطق انتشار مذاهبها وصفة ناجعة لولادة حروب أهلية مع نشوب أي خلافات كبيرة بين الأقاليم كتلك التي ولدتها حكومتا المالكي. بل وصفة ربما عجلت في مشاريع التقسيم وانضاجها.

لن تكون الحال أفضل في الساحة السورية. كان الشرط الأول في العراق لبدء الحرب على «داعش» قيام حكومة جديدة جامعة لكل المكونات والقوى في هذا البلد، على أن يلي ذلك قيام قوات من أبناء هذه المكونات، كردية وشيعية وسنية. لكن بدء الحرب في الساحة السورية يبدأ بوصفة معكوسة، كما يصرح أصحاب التحالف. أي أن الكلام على مد فصائل المعارضة المعتدلة بالعتاد اللازم لتكون قادرة على مد سيطرتها في مناطق قد يخليها التنظيم الإرهابي. لكن هذه الفصائل تقتصر عناصرها على أبناء أهل السنة، وهم أكثرية سكان البلاد. وهذا ما لا يطمئن الكتلة العلوية وغيرها من القوى التي تلتف حول النظام في دمشق. أضف إلى ذلك أن «الجيش الحر» المعني بالتسليح الموعود ليس القوة الكبرى في الميدان. هناك فصائل أقوى عديداً وعتاداً، وبعضها إسلامية متشددة لا تخفي معارضتها ضرب «الدولة الإسلامية»، وإن لم تكن مشمولة بالحرب اليوم، علناً على الأقل. وهي تخشى أن تكون الثور الأبيض المعد للذبح بعد الثور الأسود. وبعضها الآخر أكثر قدرة على ملء الفراغ من «الجيش الحر». كما أن بناء جيش رديف للجيش السوري منزه عن الطائفية والمذهبية، كما يقترح بعض الدوائر، ليكون جاهزاً لتسلم زمام الحكم بعد إطاحة النظام، عملية سياسية معقدة وطويلة. كما أن مثل هذا الجيش سيقتصر بداية على أبناء مكون واحد من المكونات السورية. أي أنه سيواجه مقاومة شديدة من القوات التي تقاتل اليوم في صفوف جيش النظام. وهي قوات خسرت حتى الآن في الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات أكثر من ربع عديدها. وهي تخوض حرباً مصيرية لا تحدد مستقبل الرئيس بشار الأسد ودائرته الضيقة وحدهما، بقدر ما بات الأمر يتعلق بمصير طائفة بعينها وبعض الأقليات والقوى التي تواليها. وهي بالحسابات العسكرية أقوى من أن تهزم وتنهار سريعاً كما كانت حال قوات العقيد معمر القذافي، أو حال بعض الفرق العراقية التي تراجعت أمام هجوم «داعش».

وهناك حسابات أخرى على رأسها أن إيران المستبعدة من التحالف لا تبدي أي استعداد حتى الآن للمساومة على رأس النظام في دمشق، لئلا تخسر كل ما بنت طوال عقود في بلاد الشام. قدمت حتى الآن تنازلات في العراق يمكن أن تستعيدها إذا حشرت في الزاوية. يمكن أن تتمدد الميليشيات الشيعية الموالية لها في المناطق التي ستخليها «داعش». وهي قدمت إلى الكرد ما لا يمكن أن ينسوه، على ما قال رئيس الإقليم مسعود بارزاني. «كانت إيران أول دولة تمد الكرد بالمساعدات العسكرية العاجلة لوقف تقدم قوات الدولة الإسلامية». وهي لها دين قديم على حزب الاتحاد الوطني الذي ساندته في حربه مع الحزب الديموقراطي الكردستاني. وبالأمس بدأ مقاتلو الاتحاد يشكون من قلة ما يصلهم من سلاح تتسلمه اربيل من المانحين! إلى موقف طهران المتوعدة والمهددة بالويل والثبور، سارعت روسيا والصين إلى ابداء معارضتهما أي تدخل جوي في سورية من دون موافقة النظام. وسيخلف هذا عقبات سياسية، وإن كانت قرارات مجلس الأمن القديمة (بعد 11 أيلول / سبتمبر) والجديدة (الخاصة بداعش) تفرض على كل الدول المساهمة في الحرب على الإرهاب. وليس خافياً أن الكرملين يمارس في أوكرانيا ما يعارض ممارسة الآخرين له في سورية. يتدخل سياسياً وعسكرياً في أراضي جارته من دون أي مسوغ قانوني دولي. مرة بذريعة حماية الأقلية الروسية. وتارة بوجوب تمدد حلف الأطلسي وحماية أمنه القومي...!

بررت إدارة الرئيس باراك أوباما سياستها حيال سورية بالخوف من اليوم الثاني لسقوط النظام. وكانت ولا تزال تأمل في تسوية سياسية تحافظ على هياكل الدولة وتوفر الحماية للأقليات. وتأمل بأن تؤدي الحرب على «داعش» إلى تقوية شوكة خصومه المعتدلين لعله يجبر على التسوية التي رفضها في جنيف اولاً وثانياً. أي أنها تسعى إلى ما يمكن تسميته نصف انتصار للمعارضة بحيث يقوم حكم لا يستثني طائفة أو مذهباً. عماده صيغة تكاد تكون مستحيلة بعد أنهر الدماء وخراب الحواضر والأرياف، تقوم على رفع الظلم عن الأكثرية وتوليتها السلطة وطمأنة الأقلية على مصيرها ومستقبلها. كما أن مثل هذا الخيار قد لا يتحقق في ظل الحضور الراسخ لحلفاء دمشق، من إيران إلى روسيا اللتين لن تسمحا بتغيير جذري في مجريات الحرب الدائرة في الأراضي السورية. وإذا قيض للتحالف القدرة على حشر نظام الأسد، قد لا يكون أمامه سوى الإقامة في مناطق ثقله الديموغرافي في انتظار تبدل الظروف والمعطيات أو نضج رسوم الخرائط الجديدة في المنطقة. ولا شك في أن موسكو وطهران تملكان نسخاً عن هذه الخرائط، ما دامتا تلعبان بخرائط كثيرة قريبة وبعيدة بلا تردد... إلا اذا حدثت مفاجأت تبدو مستبعدة اليوم بقيام حركة في صفوف الجيش بتفاهم مسبق تضع الازمة على السكة السياسية مجدداً ويكون ثمنها رأس النظام.

إلى كل هذه العقبات التي تقف في وجه الحرب على «داعش»، لا تقف القوى السنية التي يلقى على عاتقها مد هذه الحرب بالمال والرجال، على سوية سياسية واحدة. وتركيا وقطر ومن يواليهما في الميدان هنا وهناك مثال على ذلك. وهذا الخلاف من العوامل التي قد لا تعيق مجريات الحرب لكنها لا تسهلها. يبقى سؤال كبير ماذا عن «الدواعش» الآخرين المنتشرين من ليبيا ونيجيريا إلى اليمن وباكستان وأفغانستان وما بينها؟

 

السوريون يتغلغلون في كسروان... خوف من هزّات على أبواب العاصمة

ألان سركيس/جريدة الجمهورية

الاثنين 15 أيلول 2014

إستفاقت الدولة اللبنانية متأخّرة على أزمة الإنفلاش السوري على مختلف الأراضي اللبنانية، حيث لم تَسلم أيّ منطقة منه، حتى أنّ كسروان البعيدة عن الحدود اللبنانية - السوريّة ناهزَ عدد النازحين في بعض بلداتها عدد سكانها الأصليّين، فباتَ «الغريب أكثرية».

تغلغل السوريّون في ساحل كسروان ووسطها وجردها، وتفشّوا كبقعة الزيت. إستأجروا الشقق السكنية، إخترقوا الطوابق، تمركزوا في المدن والبلدات، ملأوا «كاراجات» الأبنية والمستودعات، فأصبح وجودهم يُشكّل خطورة زائدة، لأنّه لم يأخذ شكل تجمّعات للنازحين أو خيماً مثل البقاع والشمال، وليس محصوراً في بقعة جغرافية واحدة يَسهل مراقبتها، بل إنّ الانتشار في عاصمة الموارنة أصبح في البيت، والخوف بات من أن يحتلّه لاحقاً.

تجارب لا تُنسى

 لا ينسى من عاش الحرب الأهلية من الكسروانيين، مخيّم الضبية للاجئين الفلسطينيين الرابض على بوابة نهر الكلب، حيث كان الخاصرة الرخوة والاختراق الأكبر لعمق المناطق المسيحيّة إبّان الحرب. منه كانت تنطلق العصابات التي تحتمي بحركة «فتح» لزعزعة أمن كسروان، ومنه كانت تُطلق رصاصات القنص على رؤوس الكسروانيّين الذين يعبرون أوتوستراد نهر الكلب باتجاه عاصمتهم بيروت. وحالياً، تعود المخاوف ذاتها بعد أحداث عرسال وخروج المسلّحين من المخيّمات لمحاربة الجيش اللبناني. لذلك، لا بدّ من طرح قضية النازحين السوريين في لبنان عموماً وفي كسروان خصوصاً أو من ينتشرون تحت هذا الستار، فلا فرق بين سوريّ يخرج من خيمة فقيرة في عرسال ليقاتل الجيش ويزعزع الإستقرار، وبين سوري آخر يخرج من شقة فخمة في الكسليك أو أدما أو كفرذبيان، بل إنّ هذا النوع أخطر، لأنّ عرسال منطقة تقع في الأطراف، بينما كسروان هي قلب البلد، وأيّ تحرّك مسلّح يقطّع أوصال الوطن، ويصبح العدوّ على أبواب بيروت.

70 ألف سوري

تغيب الأرقام الرسمية للنازحين في كسروان، بينما تشير تقديرات اللجان المحلية والبلديات الى وجود أكثر من 70 ألف سوري على الأقل يتوزّعون في مختلف نواحي القضاء، وهم ينقسمون الى فئات عدّة، أبرزها:

- السوريون الذين كانوا موجودين سابقاً ومعظمهم من العمّال.

- عمّال ورش البناء، وهؤلاء ممّن كانوا يستأجرون غرفاً، من ثمّ استدعوا عائلاتهم.

- عمّال المطاعم والملاهي الليلية، وهؤلاء من الشباب، وقد تمّ تشغيلهم على حساب الشباب اللبناني.

- النازحون الذين قصدوا كسروان ومعظمهم استأجر شققاً ومنازل، وهم من مختلف الطوائف والطبقات الإجتماعية، بينهم فئة لا يستهان بها موالية لنظام الرئيس بشار الاسد، حيث وجَدت في كسروان ملاذاً يبعدها عن انتقام المناطق السنيّة على أساس سياسي، والمناطق الشيعية على أساس طائفي، وعدد كبير منهم انتَخب في السفارة السورية ويعيشون على المساعدات التي تُقدّمها الهيئات الدولية.

الساحل

 لم تقبل جونية بترك أخواتها من المدن الساحلية كبيروت وطرابلس وجبيل وصيدا وحيدة في معركة التضخم النزوحي، فسجّلت أعلى نسبة استقطاب للسوريين، ومَن لا يصدّق فليسأل شققها ومطاعمها وورشها، حيث بات إبن المدينة بلا عمل وحلّ مكانه «الغريب»، في وقت يحاول ساحل كسروان حصر الإنفلاش السوري قدر الإمكان والحفاظ على الصورة الحضارية له، على رغم كثافة النزوح. وفي هذا السياق، يقول رئيس بلدية الزوق ورئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح نهاد نوفل لـ»الجمهورية» إنّ «البلدية أجرَت مسحاً أظهر وجود 1000 نازح في الزوق»، لافتاً الى «الاستنفار لمعالجة الموضوع أمنياً، وبالتنسيق مع الاجهزة الأمنية، حيث نُحصي باستمرار، ونراقب عمل السوريين وتحرّكاتهم وعلاقاتهم مع الأطراف كافة، وإذا ما كانوا يقومون بنشاط سياسي أو أيّ حركة مشبوهة». وفي وقت تغيب المخيمات في الزوق، يشير نوفل الى أنّ «السوريّين في كسروان يفوقون الخمسين ألفاً»، نافياً في الوقت نفسه «اتخاذ إجراءات جماعية من اتحاد البلديات لدفع السوريين الى مغادرة المنطقة». لا تَكفي الإجراءات التي تُنفّذها البلديات لمعالجة تفشّي ظاهرة السوريين، إذ إنّ التنظيم يقع على عاتق أجهزة الدولة بعدما اتخذ مجلس الوزراء واللجنة الوزارية المكلّفة معالجة ملف النازحين إجراءات صارمة للحدّ من النزوح، لم تعطِ حتى الساعة مفاعيلها، فالسوري الذي كان يعيش في حرمان وتضييق وكَبت، وجَد في جونية وجبل لبنان متنفّساً طالما حلم به، ويبدو أنّه لن يحصل عليه في سوريا قريباً. وتتابع بلديات الساحل خطواتها، حيث يكشف رئيس بلدية أدما طانيوس شهوان لـ»الجمهورية» أنه «طلب من أجهزة الدولة إجراء مسح في نطاق بلديته لمعرفة أعداد السوريين، والقضية تحتاج أسبوعين، وفي هذا الوقت نبذل ما في وسعنا لضبط النزوح ومراقبته».

... الى الجرد

 من الساحل الى جرد كسروان، الإنتشار السوري نفسه. فمَن كان يملك «خربة» رمَّمها وأجَّرها، مع تسجيل ارتفاع في إيجارات المنازل، حيث لم يعد الكسرواني الذي لا يملك منزلاً، قادراً على الاستئجار في منطقته.

ويبدو أنّ القرارات التي اتخذتها الحكومة لجهة عدم السماح للنازح الذي يدخل سوريا بالعودة الى لبنان، قد أعطت نتائجها ولَو قليلاً في عجلتون، التي يوضِح رئيس بلديتها كلوفيس الخازن لـ»الجمهورية» أنّ «عدد النازحين بلغ 1200، لكنه هبط الى 700 بعد عيد الفطر لأنّ عدداً كبيراً من العائلات ذهب الى سوريا ولم يُسمح له بالعودة»، لافتاً الى أنّ «البلدية وضَعت جميع السوريين الذين يعملون في الورَش تحت المراقبة اللصيقة، فيما تتناوب الشرطة على الحرس وتنظيم الدوريات، ونعطي التصاريح لكلّ سوري يدخل البلدة».

تبرز في عجلتون مسألة تحميل المواطنين مسؤولية ضبط الوضع وإشراكهم في حلّ هذه المشكلة الوطنية، ويكشف الخازن أنّ «البلدية وضعت يافطات تمنع التجوال لكنها نزعتها، لأنني عندما انتُخبت وقّع أصحاب الورش والمهندسون ورقة تعهّد بأن يتحمّلوا مسؤولية السوريين ويمنعوا تجوالهم بعد الساعة الثامنة مساء، وأيّ مخالفة او إخلال يُحَمَّل لأصحاب الورَش، وبذلك نكون قد أدخلنا أبناء البلدة في تحمّل المسؤولية»، مؤكداً أنّه «لن يقوم بأيّ خطوة لطرد السوريّين، لأنّ ذلك مخالف لأبسط قواعد حقوق الإنسان، ونحن نلتزم القانون، وفي كلّ مرة نسلّم اللوائح الى الاجهزة، علماً أنّ الموجودين لدينا هم من العمّال والمستأجرين»، لافتاً الى «أننا «نقوم بكَبسات» على الورش، وأصحاب البيوت يراقبون ساكنيها».

 عدا عن عدم رغبة السوريين في العودة الى بلادهم، يحتاج اللبنانيون الى قسم منهم في الأعمال، إضافة الى أنهم يستفيدون منهم في تأجير منازلهم، متناسين أن هذا الامر يؤمّن كسباً مادياً قصير الأمد، قد يتحوّل احتلالاً او مشكلة مثل أزمة اللاجئين الفلسطينيين. فمَن يربح الآن إيجار منزل قد يخسر الوطن في المستقبل.

«شغلنا الشاغل بات مراقبة السوريّين الذين لا نستطيع التضييق عليهم كفاية لأنّ الاهالي يحتاجون الى قسم منهم». بهذه العبارة يشرح رئيس بلدية كفرذبيان جان عقيقي حجم المشكلة، لافتاً الى أنّ «العدد وصل في البلدة بحسب المَسح الرسمي الى 4000 سوري، تعمل نسبة كبيرة منهم في الورش وبساتين التفاح، لكن لا أحد منهم يسكن في خيمة بل جميعهم يَستأجرون غرفاً».

ويؤكّد عقيقي أنّ «الشرطة البلدية تتناوَب على الحراسة وتؤازر الاجهزة الامنية في عملها، وعلى الذين يشغلونهم تقديم تقارير عن تحرّكاتهم. فالذي يغيب اكثر من يومين يُسلّم الى الأجهزة لمساءلته، فيما منَعنا كل الدراجات النارية غير المسجّلة».

ويلفت الى أنّ «النزوح زاد هذا العام، بسبب مجيء عائلات العاملين، وقد أصدَرنا قراراً لا يَسمح لأكثر من 3 أو 4 أشخاص بالسكن في الغرفة». ويؤكّد أنّ «عددهم سيقلّ في فصل الشتاء وسينزلون الى الساحل، وقد حاولنا فرض الرسوم على المستأجرين، لكنّ وزارة الداخلية منعتنا بعد حادثة الشويفات».

الخطف

 الى ذلك، يؤكد مصدر أمني لـ«الجمهورية» أنّ «منطقة كسروان، وخصوصاً الساحل، تخضع لمراقبة شديدة وتدقيق من الاجهزة الأمنية، نظراً إلى وجود عدد كبير من الاجانب في ملاهيها.

ولذلك، تمّ اتخاذ إجراءات وقائية لمنع أي عملية خطف محتملة»، ملاحظاً أنّ «نسبة الجريمة ارتفعت بمعدل 40 في المئة بعد الانفلاش السوري، لكنّ الوضع تحت السيطرة، لغياب الرابط بين كسروان والحدود، والعمل جارٍ على تفكيك العصابات في أماكن وجودها»، لافتاً الى «عمليات الدهم المستمرة». في المحصّلة، يبدأ القرار بالدولة ومن ثم البلديات، لكن المسؤولية الاكبر تقع على عاتق المواطنين وتجنّب الانجرار وراء الطمع الرخيص، فالبلد لم يعد لأهله وسط تخاذل المجتمع الدولي عن تحمّل مسؤولياته وإنقاذ لبنان من هذه الكارثة.

 

المشنوق لـ {الشرق الأوسط}: رفضنا نصائح بالتعاون مع النظام السوري في محاربة المتشددين

وزير الداخلية المشنوق قال إن «حزب الله» يريد أن يطرد الجيش المسلحين كي يبني خط دفاعه الأخير

بيروت: ثائر عباس/الشرق الأوسط/15 أيلول/14

كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، أمس، عن «نصائح» تلقتها الحكومة اللبنانية للتعاون مع النظام السوري في مواجهة المسلحين المتشددين الذين يتمركزون في جرود بلدة عرسال الحدودية ويحتجزون عددا كبيرا من العسكريين اللبنانيين إثر مواجهات جرت في البلدة ومحيطها في مطلع أغسطس (آب) الماضي. وإذ أكد المشنوق لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة رفضت هذا الأمر، حذر من جولة مواجهات جديدة مع حلول الشتاء واضطرار المسلحين للعودة إلى سوريا.

وأشار المشنوق، الذي يمثل تيار «المستقبل» برئاسة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، في الحكومة اللبنانية، إلى أن «حزب الله» يأمل في أن يتولى الجيش عنه مهمة إزالة المسلحين من عرسال وجرودها ليتفرغ لمخططه لبناء خط دفاع على طول الحدود اللبنانية الشرقية من جهة البقاع يكون بإمكانه وقف تمدد تنظيم «داعش» المحتمل، لكن مع وجود المسلحين في جرود عرسال، فإن الأمر من دون فائدة استراتيجية له. وأكد المشنوق أن الحكومة تقوم بواجباتها في موضوع الانتخابات النيابية من الناحية التقنية، لكنه استبعد حدوثها من الناحية العملية، كاشفا أنه لم يترشح بعد للانتخابات، وأنه قد لا يترشح أحد من تياره السياسي.

وأعلن المشنوق، العائد لتوه من زيارة رسمية إلى قطر، أن نتائج الزيارة كانت «أكثر من ممتازة» على صعيد قضية العسكريين اللبنانيين الذين تختطفهم جماعات سورية مسلحة في جرود بلدة عرسال اللبنانية منذ مطلع أغسطس الماضي. وأبلغ المشنوق «الشرق الأوسط» أنه سيترك رئيس جهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم لمتابعة الملف مع المسؤولين الأمنيين القطريين والأتراك لمعالجة الموضوع.

وأكد الوزير المشنوق أن الحكومة تقوم بكل واجباتها في موضوع العسكريين المخطوفين، مستغربا الحملات التي تشن عليها في الإعلام والمنابر. وقال إن التفاوض لم يتوقف يوما، وعلى أكثر من قناة. وأوضح: «أنا من طالبت هيئة العلماء المسلمين بالاستمرار في الوساطة على الرغم من وجود قنوات أخرى، فنحن سنقوم بكل ما يلزم من أجل استعادة أبنائنا».

في المقابل، رأى المشنوق أن «التطوع في الجيش والقوى الأمنية يحمل في طياته الكثير من المخاطر، والأسر جزء منها». وقال: «عندما تدخل السلك العسكري فأنت مدرك تماما أنك تعرض حياتك للخطر، وأنت ستواجه عدوا، فإما يقتلك أو تقتله، وإما يأسرك أو تأسره، أو يصيبك أو تصيبه. إنها مهنة محفوفة بالمخاطر وفيها الكثير من التضحية، من أجل الوطن والمجتمع».

ونفى وجود أي انقسام بشأن دور الجيش في عرسال، أو وجود «تراخ سني» في هذا الموضوع، مؤكدا أن «الوزراء جميعا وقفوا خلف الجيش بغض النظر عن انتمائهم الطائفي، ومحاضر جلسة مجلس الوزراء التي كان قائد الجيش فيها حاضرا، تشهد بقوة على وقوف جميع الوزراء وراء الجيش وتأييدهم للخطوات التي اقترحها»، مشددا على أن أي أحد لم يكبل يد الجيش. وأشار الوزير المشنوق إلى ما قامت به تركيا خلال أزمة الرهائن الذين وقعوا في يد «داعش» في مدينة الموصل العراقية، وأوضح أن قرارا قضائيا منع وسائل الإعلام من التداول بالموضوع والتعرض له إعلاميا، كي يستطيع المفاوضون القيام بعملهم من دون ضغوط أو تسريبات تعوق عملهم. وتمنى على وسائل الإعلام القيام بمبادرة ذاتية تساهم في مساعدة الحكومة والجهات المفاوضة على القيام بعملها بفعالية.

وبشأن مطالب الخاطفين بإطلاق سراح إسلاميين معتقلين، شدد المشنوق على أنه لا يوجد سجين إسلامي - أو غير إسلامي - واحد يقضي يوما بعد إنهاء عقوبته، لكنه اعترف بوجود تأخر في المحاكمات ناجم عن أسباب عديدة منها الضغط الكبير والكم الهائل من القضايا أمام القضاة. وأشار إلى أن التسريع في محاكمات الإسلاميين بدأ بالفعل، متوقعا إقفال الملف نهائيا خلال فترة 6 أشهر. وأوضح أن «إنهاء هذا الملف كانت أمامه عوائق سياسية وتقنية، وقد حاول الرئيس سعد الحريري إنهاء هذا الملف، لكنه واجه عراقيل منعته من ذلك». وأضاف: «أما الجانب التقني، فقد تجاوزناه بتقسيم ملفات المتهمين بالمشاركة في معارك مخيم نهر البارد ضد الجيش اللبناني من أجل تسريع المحاكمات، بعد أن كان يتوجب إحضار نحو 500 متهم إلى القاعة في كل مرة تعقد الجلسات وإذا غاب أحدهم يتوجب تأجيل الجلسة».

ورأى المشنوق أن الحل الأفضل لأزمة عرسال هو «استثناء خاص من الفيتو العوني» (تيار العماد ميشال عون) عن إقامة المخيمات للسماح بنقل نحو 40 ألف نازح سوري من البلدة إلى مكان آخر في العمق اللبناني، «لأن بين هؤلاء مسلحين قد يشكل وجودهم خطرا على الجيش إذا ما جرت معركة يدير فيها الجيش ظهره لعرسال لمواجهة المسلحين في الجرود، مع وجود احتمال قوي بأن يصبح ظهره مكشوفا». وأشار إلى أن «اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل بإقامة مخيمات في المناطق الفاصلة تواجهه صعوبات تقنية»، كاشفا أن «اللجنة العسكرية التي تبحث الموضوع أجرت كشفا ميدانيا، تبين لها من خلاله مثلا أن عرض المنطقة الفاصلة عند الحدود الشمالية في نقطة العبودية مثلا لا يزيد على 60 مترا مما يجعل الأمر مستحيلا». وكشف المشنوق عن «نصائح بالجملة وجهت للحكومة للتعاون مع النظام السوري لمواجهة المسلحين المتشددين في جرود عرسال»، مشيرا إلى أن «هذه النصائح التي أتت من حلفاء سوريا رفضناها بالطبع». وعدّ أن «التنسيق الاستخباري الذي يفرضه الواقع الميداني، لا يجوز أن يجرنا إلى مواقف سياسية». وأضاف: «إذا كانوا (النظام السوري) يريدون أن يستهدفوا المسلحين، فنحن لا نمنعهم، لكننا لن نطلب منهم ذلك في الحكومة».

ونبه المشنوق إلى خطورة الوضع في عرسال مع اقتراب موسم الشتاء، «فالمناخ بارد جدا في الجبال حيث يتجمع المسلحون، ومع حلول الشتاء لا يمكن لهؤلاء البقاء، فإما أن يعودوا إلى الداخل السوري، وإما أن يقرروا النزول إلى عرسال حيث ستكون مواجهة جديدة قد تطيح بالوضع الأمني هناك».وقدر المشنوق عدد المسلحين في الجبال بنحو 2000 مسلح لديهم كثير من الذخائر وأفضل أنواع الأسلحة، «بعضه سرق من مواقع الجيش التي سيطروا عليها في عرسال مطلع أغسطس الماضي». وأضاف أن بحوزة هؤلاء «كثيرا من التموين، لكن مع قطع طرق الإمداد عليهم فنحن لا نتوقع ردة فعلهم، خصوصا أن الجيش يتمركز على ارتفاع 1600 متر، فيما المسلحون في مناطق أعلى بكثير».