المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 نيسان/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 01 و 02 نيسان/15  

عاصفة الحزم ردّ عربي للجم الفجور الإيراني/ربى كبّارة/02 نيسان/15

خطاب «الشتائم».. لن يؤخر ولن يقدّم/مهى حطيط/02 نيسان/15

أسد على حزب الله/عبد السلام موسى/02 نيسان/15

في الخطايا والأخطاء/علي نون/02 نيسان/15

حزب الله والديبلوماسية الإلهية/علي رباح/02 نيسان/15

الرياض تعطل لعبة الثلاث ورقات الإيرانية/حسان حيدر/02 نيسان/15

عاصفة الحزم... وحاجة إيران إلى مراجعات عميقة/عبدالوهاب بدرخان/02 نيسان/15

حدائق السعودية وملعب إيران/عبدو شامي/02 نيسان/15  

"تعتيم" نصر الله على نفسه/عبد السلام موسى/02 نيسان/15  

إيران المذعورة/ميرفت سيوفي/01 نيسان/15

بحبك يا لبنان/خالد عبدالعزيز السعد/02 نيسان/15

عاصفة الحزم: مصير مستشاري إيران وحزب الله باليمن كمصير الحوثيين/وكالات/02 نيسان/15

“حزب الله” لن يساند عون بمعركته لإيصال صهره إلى قيادة الجيش/وكالات/02 نيسان/15  

«عاصفة الحزم» شلت الطموحات الإيرانية في اليمن/هدى الحسيني/02 نيسان/15

حرب الجميع ضد الجميع/هشام ملحم/02 نيسان/15  

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي  و01-02 نيسان/15  

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء الأول من نيسان 2015

مجلس الوزراء: تأكيد ثقة الجميع بسلام والحرص على استمرار الحكومة في عملها

سلام ترأس اجتماعا لخلية الازمة تابع ملف العسكريين المخطوفين والتقى آن رتشاردز ووفد اتحاد العائلات البيروتية

بري استقبل كاغ ودبور نقل اليه رسالة من عباس

بري في لقاء الاربعاء : لا حل عسكريا للوضع اليمني والمهم الحوار

الجراح لـ”السياسة”: “حزب الله” ينفذ مصالح إيران

الحوت: نتمنى أن يؤسس الموقف السعودي لمشروع يعيد التوازن

النجادة: للاحتكام لصوت العقل والضمير الصادر عن قمة بكركي الروحية

سليمان: هل يرتبط تأخير انتخاب الرئيس بالتدخل في صراع المحاور؟

الحسيني: الطائف تلقى 5 ضربات المقاطعة المسيحية وال 1559 واغتيال الحريري والحلف الرباعي واتفاق الدوحة

جنبلاط عرض الأوضاع مع السفير المصري

ماروني: حوار القوات والتيار الوطني لن يؤدي إلى نتيجة والاتفاق على رئيس يحتاج اتفاقا وطنيا

السنيورة من أبو ظبي: لتكوين موقف عربي يعيد للعرب احترامهم لأنفسهم ولدى غيرهم

جنبلاط ينتقد خطاب نصرالله ويصفه بـ"المتشنّج"

عون: احداث اليمن هي "حرب سعودية غير قانونية"

انفجار قنبلة يدوية في باب التبانة

صقر ادعى على 12 شخصا بجرم استدراج عسكريين سوريين منشقين وخطفهم

توتر في عرسال على خلفية عمليات الخطف والجيش يطوق البلدة

أمانة قوى 14 آذار اعلنت دعمها قرارات الشرعية العربية:دقت ساعة الحقيقة وسقطت رهانات البعض على مغامرة مكشوفة

الراعي استقبل قهوجي مساء أمس

الراعي للكهنة في خميس الأسرار: ألقي على أبناء كنائسنا في الشرق إثم أصحاب الشرور فثبتوهم ولطفوا عليهم عناء الحياة

دريان التقى خميدي بيالفالدت وشاتيلا: ابواب دار الفتوى مفتوحة للجميع وانتخابات المجالس الإدارية للاوقاف في العاشر من أيار

دريان: نحن مع الموقف الجريء للملك السعودي لحفظ امن اليمن ولبنان الموحد لا يكون الا برئيس للجمهورية

يونان في رسالة الفصح: شبح الفراغ والتعطيل يلف لبنان فيما السياسيون منصرفون إلى تحقيق مصالحهم

الجيش يستهدف تحركات للمسلحين في وادي رافق في جرود عرسال بالاسلحة الثقيلة والمتوسطة

ابراهيم استقبل سفيرة كندا ورئيسة مكتب المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة

الخارجية تذكر المغتربين بالتقدم بطلباتهم للحصول على الجنسية

الخارجية توضح مسألة إجلاء لبنانيين من صنعاء

جعجع : لا استقرار أو إنماء من دون حياة طبيعية تبدأ بانتخاب رئيس

الرابطة السريانية: سنبقى نشهد حتى الرمق الاخير

كنعان من لندن: انتخاب عون رئيسا جزء من مشروع وطني لاعادة الدولة الى كنف الدستور والشراكة

الداود رحب باستمرار الحوار: ليبق جنبلاط تحت سقف الاعتدال

ظهور مسلح في عرسال بعد خطف 3 شبان سوريين ردا على خطف حسين سيف الدين

عراجي: كلام سلام في القمة العربية وطني وصحيح

أوغاسبيان: لا حلول في المدى المنظور في ملف الرئاسة

قاسم: لا يمكن تشريع العدوان على شعب تحت أي ذريعة او مبرر

فنيش: المقاومة حريصة على أمن لبنان واستقراره وأي موقف رسمي للبنان يجب أن يكون صادرا عن مجلس الوزراء

إميل لحود: لماذا لم تتحرك الطائرات والجيوش العربية نحو فلسطين المحتلة؟

الناطق باسم قوات التحالف أحمد عسيري: «عاصفة الحزم» مستمرة لليوم السابع وتحقق أهدافها المرسومة بشكل ممتاز

كيري وفابيوس في لوزان لمواصلة التفاوض بشأن النووي الايراني غدا

ساحة الحرب اليمنية تتسع : مواجهات حدودية وإِشارات سياسية

استئناف المفاوضات حول النووي الايراني لليوم ال7 بعد انتهاء المهلة

نتانياهو طالب العالم بالاصرار على اتفاق أفضل حول النووي الايراني

لافروف اكد التوصل إلى اتفاق بين ايران والقوى ال6 الكبرى يتضمن رفع العقوبات

ظريف من لوزان: حققنا تقدما مهما ونأمل التوصل الى اتفاق اليوم

وزير خارجية اليمن دعا التحالف الى ارسال قوات برية

البيت الابيض: المحادثات حول النووي الايراني مثمرة وتحرز تقدما

الخارجية السورية في رسالتين الى الامم المتحدة ومجلس الامن: المجازر ضد الانسانية تحتم اجراءات عقابية ضد داعمي الارهاب

الخارجية السورية :مغالطات كثيرة في بيان مفوضية الامم المتحدة لحقوق الانسان حول الاحداث الخطيرة في ادلب

الدول الافريقية طلبت مساعدة الاسرة الدولية في الامم المتحدة لمواجهة بوكو حرام

الجيش التركي: توقيف 9 بريطانيين اثناء محاولتهم العبور بطريقة غير شرعية الى سوريا

أوغلو: حادث اسطنبول هجوم على القضاء والديمقراطية في البلاد

محافظ اسطنبول: ارهابية تحمل قنبلة وبندقية قتلت في اشتباك مع الشرطة وفرار مسلح آخر بعد اصابته

مقتل 37 شخصا في قصف مصنع للالبان في اليمن

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا22/من01حتى23/العشاء السري/خميس الأسرار

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس11/من23حتى32/هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُكْسَرُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري

*خميس الأسرار: تقاليد، طقوس وعِّبر/الياس بجاني

*الرياض تعطل لعبة «الثلاث ورقات» الإيرانية/ حسان حيدر/المستقبل

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 1/4/2015

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء الأول من نيسان 2015

*الرابطة السريانية: سنبقى نشهد حتى الرمق الاخير

*عون: احداث اليمن هي "حرب سعودية غير قانونية"

*جنبلاط ينتقد خطاب نصرالله ويصفه بـ"المتشنّج"

*حزب الله لن يساند عون بمعركته لإيصال صهره إلى قيادة الجيش

*الجراح لـ”السياسة”: “حزب الله” ينفذ مصالح إيران

*العربي الجديد: ساحة الحرب اليمنية تتسع : مواجهات حدودية وإِشارات سياسية

*أوغاسبيان: لا حلول في المدى المنظور في ملف الرئاسة

*إميل لحود: لماذا لم تتحرك الطائرات والجيوش العربية نحو فلسطين المحتلة؟

*كنعان من لندن: انتخاب عون رئيسا جزء من مشروع وطني لاعادة الدولة الى كنف الدستور والشراكة

*"تعتيم" نصر الله على نفسه/المستقبل/عبد السلام موسى

*حزب الله".. لو شاف حردبتو!

*حدائق السعودية وملعب إيران/عبدو شامي

*إيران المذعورة/ميرفت سيوفي/الشرق

*بحبك يالبنان/خالد عبدالعزيز السعد/السياسة

*عاصفة الحزم: مصير مستشاري إيران و”حزب الله” باليمن كمصير الحوثيين

*محادثات بين وزير الدفاع السعودي ونظيره الباكستاني

*عاصفة الحزم شلت الطموحات الإيرانية في اليمن/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*حرب الجميع ضد الجميع/هشام ملحم/النهار

*«عاصفة الحزم» ردّ عربي للجم الفجور الإيراني/ربى كبّارة/المستقبل

*خطاب «الشتائم».. لن يؤخر ولن يقدّم/مهى حطيط/المستقبل

*أسد على «حزب الله»!/عبد السلام موسى/المستقبل

*في الخطايا والأخطاء/علي نون/المستقبل

*حزب الله.. و«الديبلوماسية الإلهية»/علي رباح/المستقبل

*الناطق باسم قوات التحالف أحمد عسيري: «عاصفة الحزم» مستمرة لليوم السابع وتحقق أهدافها المرسومة بشكل ممتاز

*عاصفة الحزم... وحاجة إيران إلى مراجعات عميقة/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

 

تفاصيل النشرة

خميس الأسرار

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا22/من01حتى23/العشاء السري/خميس الأسرار

كانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب. وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب. ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الٱثْنَي عَشَر، فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع. فَفَرِحُوا، وٱتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة. فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع. وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه، فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ». فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟».

فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فٱتْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ. وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟ وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك». فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح. ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ٱتَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل، فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله». ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وٱقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله». ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم. ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة. فٱبْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ٱلوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!».فٱبْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس11/من23حتى32/هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُكْسَرُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري

يا إخوَتِي، أَنَا تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُهُ إِلَيْكُم، وهُوَ أَنَّ الرَّبَّ يَسُوع، في اللَّيلَةِ الَّتي أُسْلِمَ فيهَا، أَخَذَ خُبْزًا، وشَكَرَ وَكَسَرَ وقَال: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُكْسَرُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري». كَذَلِكَ بَعْدَ العَشَاء، أَخَذَ الكَأْسَ أَيْضًا وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَديدُ بِدَمِي. فَكُلَّما شَرِبْتُم مِنهَا، إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري». فكُلَّمَا أَكَلْتُم هذَا الخُبْز، وشَرِبْتُم هذِهِ الكَأْس، تُبَشِّرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ حَتَّى مَجِيئِهِ. إِذًا فَمَنْ يَأْكُلُ خُبْزَ الرَّبِّ ويَشْرَبُ كَأْسَهُ، بِدُونِ ٱسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُذْنِبًا إِلى جَسَدِ الرَّبِّ ودَمِهِ. فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْسَهُ، ثُمَّ فَلْيَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ ويَشْرَبْ مِنْ هذِهِ الكَأْس. فَمَنْ يَأْكُلُ ويَشْرَب، وهُوَ لا يُمَيِّزُ جَسَدَ الرَّبّ، يَأْكُلُ ويَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ. ولِهذَا السَّبَبِ كَثُرَ بَيْنَكُمُ المَرْضَى والضُّعَفَاء، ورَقَدَ الكَثِيرُون. فَلَو كُنَّا نُحَاسِبُ أَنْفُسَنَا لَمَا كُنَّا نُدَان.ولكِنَّ الرَّبَّ يَدِينُنَا لِيُؤَدِّبَنَا، حَتَّى لا نُدَانَ مَعَ العَالَم.

 

الياس بجاني/قراءة وتأملات إيمانية في عّبر ومعاني العشاء السري وخميس الأسرار

http://eliasbejjaninews.com/2015/04/02/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B9/

الياس بجاني/فورماتMP3/قراءة وتأملات إيمانية في عّبر ومعاني العشاء السري وخميس الأسرار/02 نيسان/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.khamies%20al%20asrar.mp3

الياس بجاني/فورماتWMA/قراءة وتأملات إيمانية في عّبر ومعاني العشاء السري وخميس الأسرار/02 نيسان/15

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/elias.khamies%20al%20asrar.wma

Arabic LCCC News bulletin for April 02/15نشرة الاخبار باللغة العربية
http://www.10452lccc.com/aaaaanews15/arabic.april02.15.htm
English LCCC News bulletin for April 02/15نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
http://www.10452lccc.com/aaaaanews15/english.april02.15.htm

خميس الأسرار: تقاليد، طقوس وعِّبر

الياس بجاني

02 نيسان/15

تحتفل الكنيسة المارونية بصلاة وطقوس خميس الأسرار الذي يسمى أيضاً "خميس الغسل" " والخميس المقدس"، تحتفل به بتقوى وخشوع وتعبد وتوبة وتتأمل بحزن وأسى في عذابات السيد المسيح، وتعتبره من الناحية الإيمانية يوماً يجسد جوهر ولب وقلب الأسبوع الأخير من الصوم الكبير. يلي خميس الأسرار الجمعة العظيمة وسبت النور ومن ثم عيد القيامة المجيد حيث قهر الرب المتجسد الموت وكسر شوكته. قام من القبر وانتصر على الشر وغفر لنا بصلبه وآلامه الخطيئة الأصلية، كما علمنا معاني المحبة والغفران والتسامح وبذل الذات من أجل الآخرين. " ليس حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه فداء عن أحبائه".

مسمى "خميس الأسرار" يرمز إلى سرَّي القربان والكهنوت اللذين أرسى المسيح أسسهما الإيمانية خلال العشاء السري الفصحي الأخير له على الأرض. داخل العلية جلس يسوع حول المائدة مع تلاميذه وأقام معهم قدّاسه الإلهي الأخير قبل صلبه وموته وقيامته وصعوده إلى السماء. في ذلك اليوم حوّل يسوع خبز المائدة إلى جسده، والخمر إلى دمه، وقال: "خذوا كلوا منه كلّكم، هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا"، وقال: "خذوا اشربوا منها كلّكم: هذه هي كأس دمي الذي يراق عنكم وعن الكثيرين لمغفرة الخطايا". خلال العشاء الفصحي المقدس هذا كرّس وثبت يسوح تلاميذه كهنة للعهد الخلاصي الجديد وأسس الخدمة والرسالة الكهنوتية بقوله لتلاميذه: "اصنعوا هذا لذكري".

وحتى يُعلم تلاميذه والبشر أجمعين متطلبات وقواعد المحبة والتواضع ومبادئ العطاء والتضحية وخدمة الغير التي لا حدود لها، قام وغسل أرجل التلاميذ بنفسه قبل أن يُطهر ويغسِل وينقي نفوسهم من الشر والذنوب والخطايا من خلال دمه الذي سيراق على الصليب من أجل الغفران والدخول في العهد الخلاصي الجديد.

روحية الذكرى وطقوسها وصلاتها بأكملها مستمدة من واقعة العشاء السري الأخير الذي احتفل به المسيح مع تلاميذه في العلية قبل أن يسلمه تلميذه الخائن يهوذا إلى اليهود ليصلبوه مقابل ثلاثين من فضة، وكل الطقوس والصلوات والعادات التي تمارس في هذه الذكرى ترمز إلى ما جرى في ذلك الاجتماع المقدس حسبما ذكرت الأناجيل الأربعة، لوقا 22/1-23، يوحنا 13/1-30، متى 26/14-30، مرقص 14/12-26

طقوس وعادات وتقاليد تمارس في يوم خميس الأسرار

*يكرّس ويبارك في هذا اليوم غبطة البطريرك الميرون وزيت العماد وزيت المسحة، لتوزّع على كلّ الأبرشيات والكنائس.

*بغسل الكاهن خلال القداس الإلهي أقدام اثني عشر شخصاً يرمزون إلى عدد رسل المسيح.

*يقوم المؤمنون بزيارة سبع كنائس كرمز للالتزام المطلق بأسرار الكنيسة السبعة: سرّ الكهنوت، سرّ القربان، سر الزيت المبارك، سرّ العماد، سر التثبيت، سر المسحة، وسرّ الخدمة.

بعض علماء الدين يربطون هذا التقليد بالأماكن السبعة التي قصدتها السيدة العذراء عندما علمت أن ابنها يسوع قد اعتقل: مقر مجلس الكهنة، مكان الإعتقال، مقر الحاكمين بيلاطس وهيرودس (مرتين لكل مقر)، والجلجلة.

كما يُنسب التقليد هذا لزيارات الحجاج المسيحيين الأوائل التي بدأت في روما وكانت تقضي بالحج إلى سبع كنائس طلباً للتوبة وسعياً للتكفير عن الذنوب والخطايا، والكنائس هي:  كنيسة القديس يوحنا، كنيسة القديس بطرس، كنيسة القديسة مريم، كنيسة القديس بولس، كنيسة القديس لورانس، كنيسة الصليب المقدس، وكنيسة القديس سيباستيان.

*يُصمد القربان داخل بيت القربان على المذبح بعد انتهاء القداس ويقوم المؤمنين بالسجود أمامه طوال الليل مستذكرين نزاع الربّ يسوع في بستان الزيتون، حيث تركه التلاميذ وحيداً واستسلموا للنوم من جرّاء الحزن والتعب والخوف. هذا وترفع كل أنواع الزينة من الكنائس ما عدى المذبح الذي يُصمد عليه القربان تعبيراً عن الحزن الشديد. كما أن بعض التقاليد تقضي بالتوقف عن قرع أجراس الكنائس بعد صمد القربان حتى أحد القيامة.

العشاء السري كما جاء في الأناجيل الأربعة

1- انجيل القدّيس لوقا22/01-23: "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح. وكان رؤساء الكهنة ومعلمو الشريعة يبحثون عن طريقة يقتلون بها يسوع، لأنهم كانوا يخافون من الشعب. فدخل الشيطان في يهوذا الملقب بالإسخريوطي، وهو من التلاميذ الاثني عشر، فذهب وفاوض رؤساء الكهنة وقادة حرس الهيكل كيف يسلمه إليهم. ففرحوا واتفقوا أن يعطوه شيئا من المال. فرضي وأخذ يترقب الفرصة ليسلمه إليهم بالخفية عن الشعب. وجاء يوم الفطير، وفيه تذبح الخراف لعشاء الفصح. فأرسل يسوع بطرس ويوحنا وقال لهما: إذهبا هيئا لنا عشاء الفصح لنأكله. فقالا له: أين تريد أن نهيئه؟ فأجابهما: عندما تدخلان المدينة يلاقيكما رجل يحمل جرة ماء، فاتبعاه إلى البيت الذي يدخله، وقولا لرب البيت: يقول لك المعلم: أين الغرفة التي سأتناول فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة، وهناك تهيئانه. فذهبا ووجدا مثلما قال لهما، فقاما بتهيئة عشاء الفصح. ولما جاء الوقت، جلس يسوع مع الرسل للطعام. فقال لهم: كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. أقول لكم: لا أتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله. وأخذ يسوع كأسا وشكر وقال: خذوا هذه الكأس واقتسموها بينكم. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله. وأخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم وقال: هذا هو جسدي الذي يبذل من أجلكم. اعملوا هذا لذكري. وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء، فقال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك من أجلكم. لكن ها هي يد الذي يسلمني على المائدة معي. فابن الإنسان سيموت كما هو مكتوب له، ولكن الويل لمن يسلمه! فأخذ التلاميذ يتساءلون من منهم سيفعل هذا. ووقع بينهم جدال في من يكون أكبرهم، فقال لهم يسوع: ملوك الأمم يسودونها، وأصحاب السلطة فيها يريدون أن يدعوهم الناس محسنين. أما أنتم، فما هكذا حالكم، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر، والرئيس كالخادم. فمن هو الأكبر: الجالس للطعام أم الذي يخدم؟ أما هو الجالس للطعام؟ وأنا بينكم مثل الذي يخدم.وأنتم ثبتم معي في محنتي، وأنا أعطيكم ملكوتا كما أعطاني أبي، فتأكلون وتشربون على مائدتي في ملكوتي، وتجلسون على عروش لتدينوا عشائر بني إسرائيل الاثني عشر."

2- انجيل القديس يوحنا 13/1-30: " وكان يسوع يعرف، قبل عيد الفصح، أن ساعته جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب، وهو الذي أحب أخصاءه الذين هم في العالم، أحبهم منتهى الحب. وجلس للعشاء مع تلاميذه. وكان إبليس وسوس إلى يهوذا بن سمعان الأسخريوطي أن يسلم يسوع. وكان يسوع يعرف أن الآب جعل في يديه كل شيء، وأنه جاء من عند الله وإلى الله يعود. فقام عن العشاء وخلع ثوبه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسلة وبدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي اتزر بها. فلما دنا من سمعان بطرس، قال له سمعان: يا سيد، أأنت تغسل رجلي؟ فأجابه يسوع: أنت الآن لا تفهم ما أنا أعمل، ولكنك ستفهمه فيما بعد. فقال له بطرس: لن تغسل رجلي أبدا. أجابه يسوع: إن كنت لا أغسلك، فلا نصيب لك معي. فقال له سمعان بطرس: إذا يا سيد، لا تغسل رجلي وحدهما، بل اغسل معهما يدي ورأسي. فقال له يسوع: من اغتسل كان طاهرا كله، فلا يحتاج إلا إلى غسل رجليه. أنتم اهرون، ولكن ما كلكم طاهرون. قال يسوع ما كلكم طاهرون، لأنه كان يعرف من سيسلمه. فلما غسل أرجلهم ولبس ثوبه وعاد إلى المائدة قال لهم: أتفهمون ما عملته لكم؟ أنتم تدعونني معلما وسيدا، وحسنا تفعلون لأني هكذا أنا. وإذا كنت أنا السيد والمعلم غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أرجل بعض. وأنا أعطيتكم ما تقتدون به، فتعملوا ما عملته لكم. الحق الحق أقول لكم: ما كان خادم أعظم من سيده، ولا كان رسول أعظم من الذي أرسله. والآن عرفتم هذه الحقيقة، فهنيئا لكم إذا عملتم بها. لا أقول هذا فيكم كلكم، فأنا أعرف الذين اخترتهم. ولكن ما جاء في الكتب المقدسة لا بد له أن يتم، وهو: أن الذي أكل خبزي تمرد علي.أخبركم بهذا الآن قبلما يحدث، حتى متى حدث تؤمنون بأني أنا هو. الحق الحق أقول لكم: من قبل الذين أرسلهم قبلني. ومن قبلني قبل الذي أرسلني. وعند هذا الكلام، اضطربت نفس يسوع وقال علانية: الحق الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني!  فنظر التلاميذ بعضهم إلى بعض حائرين لا يعرفون من يعني بقوله. وكان أحد التلاميذ، وهو الذي يحبه يسوع، جالسا بجانبه. فأومأ إليه سمعان بطرس وقال له: سله من يعني بقوله. فمال التلميذ على صدر يسوع وسأله: من هو يا سيد؟ فأجاب يسوع: هو الذي أناوله اللقمة التي أغمسها! وغمس يسوع لقمة ورفعها وناول يهوذا بن سمعان الأسخريوطي. فلما تناولها دخل الشيطان فيه. فقال له يسوع: إعمل ما أنت تعمله ولا تبطئ. فما فهم أحد من الجالسين إلى المائدة لماذا قال له هذا الكلام. وكان يهوذا أمين الصندوق، فظن بعضهم أن يسوع أوصاه أن يشتري ما يحتاجون إليه في العيد، أو أن يعطي الفقراء شيئا. وتناول يهوذا اللقمة وخرج في الحال. وكان ليلا.

3- انجيل القديس متى 26/14-30:  "وفي ذلك الوقت ذهب أحد التلاميذ الاثني عشر، وهو يهوذا الملقب بالإسخريوطي، إلى رؤساء الكهنة وقال لهم: ماذا تعطوني لأسلم إليكم يسوع؟ فوعدوه بثلاثين من الفضة. وأخذ يهوذا من تلك الساعة يترقب الفرصة ليسلم يسوع. وفي أول يوم من عيد الفطير، جاء التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: أين تريد أن نهيئ لك عشاء الفصح؟ فأجابهم: إذهبوا إلى فلان في المدينة وقولوا له: يقول المعلم: جاءت ساعتي، وسأتناول عشاء الفصح في بيتك مع تلاميذي. فعمل التلاميذ ما أمرهم به يسوع وهيأوا عشاء الفصح. وفي المساء، جلس يسوع للطعام مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم يأكلون، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني. فحزن التلاميذ كثيراً وأخذوا يسألونه، واحداً واحداً: هل أنا هو، يا سيد؟ من يغمس خبزه في الصحن معي هو الذي سيسلمني. فابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتاب، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. فسأله يهوذا الذي سيسلمه: هل أنا هو، يا معلم؟ فأجابه يسوع: أنت قلت. وبينما هم يأكلون، أخذ يسوع خبزا وبارك وكسره وناول تلاميذه وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم وقال: إشربوا منها كلكم. هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. لغفران الخطايا. أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة هذا، حتى يجيء يوم فيه أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون."

4- انجيل القديس مرقص 14/12-26: "وفي أول يوم من عيد الفطير، حين تذبح الخراف لعشاء الفصح سأله تلاميذه: إلى أين تريد أن نذهب لنهيئ لك عشاء الفصح لتأكله؟ فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: إذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه. وعندما يدخل بيتا قولا لرب البيت: يقول المعلم: أين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما في أعلى البيت غرفة واسعة مفروشة مجهزة، فهيئاه لنا هناك. فذهب التلميذان ودخلا المدينة، فوجدا كما قال لهما وهيأ عشاء الفصح. ولما كان المساء، جاء مع تلاميذه الاثني عشر. وبينما هم جالسون للطعام، قال يسوع: الحق أقول لكم: واحد منكم سيسلمني، وهو يأكل معي. فحزن التلاميذ وأخذوا يسألونه، واحدا فواحدا: هل أنا هو؟ فقال لهم: هو واحد من الاثني عشر، وهو الذي يغمس يده في الصحن معي. وابن الإنسان سيموت كما جاء عنه في الكتب المقدسة، ولكن الويل لمن يسلم ابن الإنسان! كان خيرا له أن لا يولد. وبينما هم يأكلون، أخذ خبزا وبارك وكسره وناولهم وقال: خذوا، هذا هو جسدي. وأخذ كأسا وشكر وناولهم، فشربوا منها كلهم، وقال لهم: هذا هو دمي، دم العهد الذي يسفك من أجل أناس كثيرين. الحق أقول لكم: لا أشرب بعد الآن من عصير الكرمة، حتى يجيء يوم فيه أشربه جديدا في ملكوت الله. ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون".

لنتذكر في هذه الليلة أن أحداً منا لا يستطيع أن يعيش نقيا عند الله من دون الغفران الذي يغسل خطايانا بدم يسوع ومن دون الحياة الجديدة التي تعطى لنا بجسده ودمه.

لنذكر في هذه الليلة أمام القربان الرب يسوع الذي يواصل آلامه في آلام المتألمين.

لنتذكر كل المتألمين في أجسادهم وأرواحهم وفي نفوسهم الذين هم في سهر دائم مع المسيح المتألم من أجل الكنيسة".

لنتذكر دائماً أنه مطلوب من الكبير فينا أن يكون خادما لنا.

لنتذكر أن انحناء الرب والمعلم على أقدام تلاميذه يترجم حبه اللامحدود لنا.

لنتذكر أننا الخميرة الصالحة في عجين هذا العالم.

للإستماع لهذه المقالة بالصوت/اضغط هنا

 

الرياض تعطل لعبة «الثلاث ورقات» الإيرانية

 حسان حيدر/المستقبل/02 نيسان/15

شهدت المفاوضات الممددة في لوزان السويسرية خلال الأيام الماضية المزيد من شد الحبال بين إيران والقوى الدولية الست بزعامة الولايات المتحدة، ليس فقط بسبب محاولة طهران الحصول على مكاسب إضافية على خلفية إدراك مفاوضيها مدى حاجة باراك أوباما إلى اتفاق ينزع من يد الكونغرس فرصة فرض عقوبات إضافية تقوض مسار التفاوض بأكمله، بل أيضاً لرغبتها في تبديد الصورة التي رسمها لها التدخل السعودي – العربي في اليمن وأظهرها عاجزة عن المواجهة وحماية حلفائها.

فالتشدد الإيراني «المفاجئ» الذي أربك تفاؤل الأميركيين المعلن، ومنع التوصل إلى اتفاق أولي مكتوب يمهد الطريق أمام صفقة شاملة في نهاية حزيران (يونيو)، ودفع المفاوضين إلى الاكتفاء بالإشارة إلى «تقدم» في بعض النقاط، نجم أساساً عن رغبة طهران في امتصاص ارتدادات التغيير الكبير الحاصل في ما تعتبره «الفناء الخلفي» العربي لنفوذها، بعدما باتت بحاجة إلى وقت لالتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب الأولويات والملفات.

لكن كيف قلبت عملية «عاصفة الحزم» الحسابات الإيرانية في الملف النووي؟

حرصت طهران منذ بدء المفاوضات مع مجموعة 5+1 على الاستفادة القصوى من الاسترخاء الذي ولدته فكرة التفاوض في الغرب، واقتناع دوله بإمكان لجم قدراتها النووية من دون اللجوء إلى حلول عسكرية مكلفة، ما عنى غض الطرف عن كل ما يحصل خارج هذا الملف، وشمل ذلك على نحو رئيسي الاندفاعات الإيرانية الإقليمية. ولأن إدارة أوباما التي تقود المفاوضات كانت الأكثر حرصاً على نجاحها، لأسباب تتعلق بالداخل الأميركي وبتأكيد عقيدة الرئيس في لا جدوى التدخلات العسكرية الخارجية، فإنها كانت الأكثر عرضة للابتزاز الذي جعل واشنطن تقف متفرجة على انخراط إيران المتصاعد في العراق وسورية ولبنان، وأخيراً اليمن.

نجحت إيران في الربط بين ملفات (أوراق) ثلاثة هي القدرات النووية والعلاقات مع الغرب والنفوذ الإقليمي، وجيّرت هذا الربط لمصلحتها تماماً، عندما باشرت عملية تفاوضية مضنية وتفصيلية في الملفين الأولين، وقدمتهما على أنهما «الجزرة» الموعودة التي يمني الغرب نفسه بالحصول عليها ويركز جهده على اللحاق بها، في وقت انطلقت هي لتوسيع دورها وترسيخ نقاط ارتكازها في المنطقة، بهدف خلق أمر واقع يصعب تغييره لاحقاً، ويمكن شرعنته في إطار مبادلة شاملة مع الأميركيين وحلفائهم. ثم كانت في كل جولة مفاوضات جديدة تستخدم الملفات الإقليمية الملتهبة للضغط أكثر على المفاوضين الغربيين.

لكن تبين عملياً أن للورقة الإقليمية وجهين، وأن «الفراغ» الأميركي الذي أتاح لطهران التحرك بملء حريتها في الحيز الجغرافي المجاور، بل والبعيد، يتيح لغيرها أيضاً حرية التحرك نفسها. وهذا ما أدركته السعودية التي رأت أن تجاوز إيران الخطوط الحمر وتهديدها الأمن الخليجي خصوصاً والعربي عموماً، بدفعها «الحوثيين» إلى انقلاب عسكري متدرج على مبادرة الحل الخليجية في اليمن، يمكن تداركه باللجوء إلى مبدأ القوة نفسه، ومعالجة الخلل في التوازن الإقليمي بأدوات إقليمية، طالما أن القوى الدولية لم ولن تتحرك لدرئه.

الأكثر أهمية أن التدخل السعودي – العربي في اليمن فضح لعبة «الثلاث ورقات» الإيرانية، عندما كشف مأزق طهران: فهي من جهة لا ترغب فعلياً في التوصل إلى اتفاق يلجم قدراتها النووية، لكنها تواصل ملهاة التفاوض للحيلولة دون تشديد العقوبات، وبأمل تخفيفها، ومن جهة ثانية لم تعد تستطيع استغلال الهامش الذي تتيحه المفاوضات في مناورات إقليمية، وبالتالي لم يعد للتفاوض في لوزان الجدوى نفسها.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 1/4/2015

الأربعاء 01 نيسان 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مرت جلسة مجلس الوزراء بهدوء ويمكن القول إن الوضع الحكومي متماسك وقد أكد الرئيس تمام سلام أنه لا يحتاج لإذن من أحد ليدلي بموقف لمصلحة لبنان.

وترافق ذلك مع قول الرئيس بري إن الحل في اليمن لا يمكن أن يكون عسكريا والمطلوب حل سياسي.

وفي اليمن تلاحقت غارات عاصفة الحزم بكثافة لتشمل معسكرات وألوية ومستودعات أسلحة في وقت طلب الرئيس المصري من المسلحين الحوثيين ألإنسحاب من المناطق التي دخلوها.

وتركزت الغارات الجوية على منع وصول قوافل المسلحين الى عدن التي تعتبر المقر المؤقت للرئاسة والشرعية.

وعلى صعيد التفاوض النووي في لوزان في سويسرا فإن هناك تسويقا روسيا لاتفاقٍ قد يبصر النور في الساعات القليلة المقبلة وسط أنباء عن موافقة إيران على رفع العقوبات عنها تدريجا.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

عاصفة الحزم المستمرة في دك مواقع الحوثيين لليوم السابع على التوالي في اليمن.

نسمت في جلسة مجلس الوزراء سجالات ونقاشات حامية، انتهت الى تأكيد الرئيس تمام سلام على موقفه المعلن في قمة شرم الشيخ، وانه لا يحتاج الى إذن من احد ليتحدث باسم الحكومة. واللافت ان وزراء حزب الله وحدهم من دون مشاركة اي من وزراء الثامن من اذار، اعادوا تأكيد مواقفهم ليواجهوا بردود من الوزراء نهاد المشنوق ورشيد درباس وسجعان القزي، اكدت ان موقف الرئيس سلام ينبع من الحرص على التضامن العربي وعلى مصالح اللبنانيين الموجودين في الدول العربية، وان مجلس الوزراء ليس مكانا للقضايا الخلافية وللقضايا الفقهية، بل هو وانطلاقا من التضامن الحكومي مكان لحل قضايا الناس ومشاكل البلد.

وبعدما مر قطوع تداعيات قمة شرم الشيخ بسلام، عين مجلس الوزراء فؤاد فليفل امينا عاما لمجلس الوزراء ومحافظا لجبل لبنان بالوكالة بعد احالة الامين العام الحالي سهيل بوجي الى التقاعد.

في الامن برز اليوم الخلاف بين اهالي عرسال ومسلحين سوريين على خلفية خطف المواطن حسين سيف الدين على يد سوريين من بلدة قارة يطالبون بفدية قيمتها ثلاثين ألف دولار لتحريره، وقد عمد عدد من الشبان من عرسال الى توقيف اكثر من ثلاثين نازحا سوريا من قارة لمقايضتهم بسيف الدين، في وقت لا تزال المفاوضات جارية للتوصل الى حل.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ام تي في"

الأول من نيسان صدقا والكذبة صارت بحجم وطن بل صارت هي الوطن. ورغم أن الأمر صار مزمنا الا أن الوطنيين السذج لا يصدقون ان بعضا من اللبنانيين يضعون وطنهم بهشاشته في ممر الفيلة الاقليمي ويعنفون رئيس الحكومة لأنه تكلم باسم لبنان لحمايته من الدهس في مسألة حسمها البيان الوزاري اسمها عدم خروج لبنان عن التضامن العربي في وقت يمنعون انتخاب رئيس للجمهورية.

اذا ولأن المصلحة الاقليمية لا الوطنية حتمت عدم نسف الحكومة تجاوز مجلس الوزراء القطوع اليمني واكتفى حزب الله بتسجيل موقف. ولكن ماذا لو غيرت طهران أولوياتها؟

في لوزان انتهت الأيام التفاوضية الى عدم اتفاق من دون اعلان رسمي وترك الالتباس البناء حول مصير الاتفاق مخرجا ملائما للجميع.

تزامنا الحرب في اليمن متواصلة وكذلك غارات التحالف وسط بروز دعوات الى المتقاتلين للجلوس الى طاولة حوار أغربها من ايران الضالعة فيها وأكثرها جدية من الجزائر.

لبنانيا عودة الخطف والخطف المضاد من بوابة عرسال معطوف عليها عودة موجة السلب تهددان الخطة الأمنية بالسقوط فيما اختفاء كمية من فواتير المستشفيات من أحد المستودعات الرسمية يؤشر الى أن الفساد لا يزال حيا رغم الغارات الفاعورية المركزة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

الاتفاق المبدئي النووي قائم لكن ايران لا تريده من دون اطار يرفع كل العقوبات عن الجمهورية الاسلامية، مفاوضات لوزان ثبتت مكانة الايرانيين، بدأوا ملوك السياسة يتحكمون باللعبة الديبلوماسية، مضمون المفاوضات عندهم اهم من الوقت طالما ان الغرب اقر بحاجته الى اتفاق مع طهران. مسودة الاتفاق وضعت وسيعرض بيان الليلة حول ما تحقق تحت عنوان تريده ايران، لا نريد التسرع في اللحظة الاخيرة لاختتام مفاوضات طويلة كسرت الجليد بين طهران والغرب واوجدت قواعد تفاوضية مشتركة، حجم المخاطر الارهابية يفرض على عواصم القرار التعاون مع قوة اقليمية بحجم ايران. مشروع داعش يمضي قدما رغم نكسات التنظيم الارهابي في العراق كما بدا في الساعات الماضية في تكريت لكن داعش اطل من مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا يشتت ما تبقى من فلسطينيي الشتات، قوى اسلامية في المخيم امنت لداعش الدخول الى اليرموك بعد مبايعة مسلحين اسلاميين تنظيم داعش.

التطورات الميداني تثبت ان المتطرفين جسم واحد لا فرق بين جبهاتهم سوى بالتسمية اول الضحايا هم الفلسطينيون الذين استهدفوا بمخيماتهم ووجودهم وقضيتهم، هنا تكمن احدى خدمات التطرف المقدمة لاسرائيل التي تتفرج على ازمات العرب والمسلمين يتوزعون قبائل وفرق ومذاهب فيأكل الاخ لحم اخيه علنا بالتكفير والبارود والسكين. اما حان للعرب ان يتعظوا فيتخذوا الحوار سبيلا والتسويات السياسية حلا؟؟

اليمن ساحة اشتباك وباب المندب احد عناوين السباق النووي. في لبنان ينتصر الحوار ويرد صدى الاحداث الاقليمية على الداخل فتتجاوز جلسة الحكومة التباينات وتعين امينا عاما لمجلس الوزراء فؤاد فليفل خلفا لسهيل بوجي، ببركة حوار عين التينة يحفظ الحوار لكن الهواجس الامنية تطل من عرسال مجددا، توتر بين الاهالي والمسلحين السوريين بعد خطف لبنانيين، طفح الكيل في عرسال فتحرك الاهالي رفضا لممارسات ميليشياوية يمارسها مسلحون سوريون ولدت الخطف والخطف المضاد، وفي جبل لبنان رصدت مختبرات سرية للحزب التقدمي الاشتراكي اعلن عنها النائب وليد جنبلاط سنفصل فيها في سياق النشرة.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

وفي اليوم السابع انشق فجر لوزان عن جلسة ماراتونية وصل نهارها بليلها وانفضت بالإعلان عن مسودة اتفاق تنذر بالاتفاق، فجرا فتحت الأبواب المغلقة وغادر كل إلى غايته المفاوض الإيراني وصف التقدم بالجيد جدا والعراب الروسي تحدث عن اتفاق يشمل جميع الجوانب المحورية للبرنامج النووي الإيراني وبحنكة الدبلوماسي أردف قائلا إن الشيطان كما هو معلوم يسكن في التفاصيل فأي تفاصيل يحوم حولها الشيطان وأين يكمن الاعتراف بها إذا كانت الطريق مؤدية إلى نتيجة ممكنة وسواء أحضر الشيطان أم غابت الملائكة ما جرى في ليلة الأنس في لوزان دليل بشارة في أسبوع الآلام ويرسم ملامح حلول لأزمات منطقة تطفو على صفيح ساخن وصدى ترددات ذراته سيسمع في أورقة بعبدا الفارغة والفراغ بالفراغ يذكر في سرايانا الحكومية ثبت بالوجه الشرعي أننا متى عقدنا العزم عينا ومتى اتخذنا قرارا بملء الشغور خضنا الصعاب والتأمنا فعلام أصبنا بالشلل وملأنا وقتنا بتصريف العمل؟ ليست هي كذبة الأول من نيسان ولكن اليوم التأم مجلسنا الوزاري استثنائيا وقارب المحظور في ملف التعيينات فكان أن عين المحافظ فؤاد فليفل أمينا عاما لمجلس الوزراء مكان سهيل البوجي التسلم والتسليم لن يتما إذ إن البوجي سيظل الحاكم بأمره وسيبقى فرعون مجلس الوزراء وأمينا على أداء رئيس مجلس الوزراء يأمر ولا ينهى عن منكر.

أما بعد وقبل أن يسمع الجواب من دق الباب نقدم باقة اعتذار إلى المشاهدين فنحن سندافع عن كرامتنا وكرامة محطتنا بالرد على تقرير الكذب والدجل الذي لفقته الLBC وشيخها الضاهر المستتر خلف حدث ليستدرج عروضا وليبني عليه تقريرا بمعلومات هي محض افتراءات وعن تاريخك الحافل سنعرض تقريرا في سياق النشرة "من أمرك سيدنا ل طال عمرك خاطبتنا بالسفاهة فأجبنا مكرهين وإذا ما ازدادت السفاهة سنزداد حلما ما تعودنا الإساءة وديدننا التعالي عن المهاترات الشخصية لكن الكلمة بالكلمة والمعلومة بمعلومات والبادي أظلم وكما تراني يا ضاهر أراك فخلي عينك عالجديد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كل العواصف تقريبا إلى انحسار. من الحكومة السلامية إلى المفاوضات النووية. ومن بيروت إلى لوزان، تسود لغة واحدة: الاتفاق على الكلام عن الاتفاق... في بيروت أولا، انحسرت عاصفة موقف تمام سلام في شرم الشيخ. انتهت في مجلس الوزراء إلى سجال فقهي حول الوهابية وعلاقتها بالإرهاب. ورد ريفي حول إيران وسببية التكفير. وسط استئناس درباس بالتحذير من أن جمع الهلال السني مع الهلال الشيهي لا يعطي إلا نجمة داود...المهم أن الجلسة انتهت إلى وئام. فيما كان القضاء يدعي على وئام آخر، في قضية سنيورية. علما أن التركة السنيورية نفسها كانت حاضرة في الحكومة اليوم. إذ أجمعت على تعيين اختصاصي في الزراعة والطب البيطري أمينا عاما لمجلس الوزراء. هل في الخطوة خطأ غير مقصود، أو إساءة مقصودة؟ طبعا لا. هل الهدف من ذلك الرد على قرار وليد جنبلاط إستخراج سلاح دمار شامل من الدبس؟ ربما. لكن المرجح أن الموظف الجديد سيكون مجرد واجهة لمنصبه. فيما سيستمر سهيل بوجي حاكما فعليا للحكومة، بعد التقاعد، كمتعاقد. وسيحضر مجلس الوزراء، إلى جانب خبير الزراعة والبيطرة... أما محافظ جبل لبنان، فتبدأ الآلية لاختياره غدا، ليسمى بعد شهر، فيما اسمه معروف منذ أشهر... هيدا لبنان. كل شيء فيه على المفضوح. أما في لوزان فكل شيء معروف، لكن غير مكشوف. هناك الاتفاق منجز في العمق والمبدأ. والتفاصيل عالقة بين الجدول الزمني والحصص والإخراج. وحدها عرسال لا تزال خارج لوزان. تماما كما هي خارج لبنان. ففي عرسال يتحكم السلاح الإرهابي بمواطني مدينة لبنانية كاملة. على أمل أن يزورها وفد 14 آذار الآن. أما الضاحية والطريق الجديدة، فلهما قراءة مختلفة لمفاوضات لوزان وعاصفتها.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

أيام سبع وحمم العدوان السعودي- الاميركي تنصب فوق رؤوس اليمنيين، اسواق شعبية مصانع تجارية جسور مدنية وحتى مخيمات النازحين لم تأمن شر الحزم المزعوم.

حزم لم يجد الا صدور اليمنيين ليغرز انيابه بعد زيف ادعاءاته وبطلان مبرراته فكرت سبحة المجازر ما بين صعدة الشمالية وعدن الجنوبية.

مجازر لاحقت الابرياء حتى الذين احتموا بالمظلة الأممية، فسقط المئات وتناثرت اشلاؤهم في مشهد يكاد يكون نسخة طبق الاصل عن الجرائم الصهيونية من قانا الجنوبية وصولا الى مدارس "الاونروا" الغزاوية.

اراقة الدم زادت اليمنيين اصرارا فهبوا في مسيرات مليونية من صنعاء الى تعز وإب وزمار وحجة والحديدة رافعين التحدي في وجه العدوان.

تحد خاضه المفاوض الايراني في لوزان السويسرية قاطعا الطريق على تسللات غربية فلا اتفاق دون رفع كامل للعقوبات.

لبنانيا، التئام لمجلس الوزراء والوزير الحاج حسن يؤكد المؤكد ما حصل في القمة العربية ليس موقف الحكومة والاعتراض ليس انتقاصا من رئيسها.

استئناف عمل سلطة التنفيذ واكبه اصرار الرئيس بري على التشريع. وفي المحكمة العسكرية تأجيل جديد لمحاكمة الارهابي دفتردار، وعمر فستق يجاهر أما رئيس المحكمة قائلا "ابايع البغدادي اذا كان يستحق".

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

وفي الاول من نيسان لم تكن الكذبات هي المسيطرة بل الوقائع والمعطيات والمؤشرات:

المعطى الاول ان نووي لوزان إنهار في آخر آذار بدل ان يتحقق إتفاق الإطار في شأنه، أما ماذا سيحدث بعد مرور المهلة فهذا ما سيبقى غامضا خصوصا ان بعض وزراء الخارجية الذين كانوا يشاركون في المحادثات، غادروا لوزان. المعنيون لم ينعوا المفاوضات بل إلتزموا الصمت، ربما لحفظ خط الرجعة في حال عادوا إلى المدينة السويسرية.

المعطى الثاني ان حرب اليمن من الجو لم تحدث الخرق النوعي، على رغم مرور أسبوع على اندلاعها، وهذا ما يفسر مطالبة وزير الخارجية اليمني، الموجود في الرياض، بإرسال قوات برية.

المعطى الثالث تطورات ميدانية في سوريا ابرزها إعلان داعش سيطرته على معظم مخيم اليرموك فيما اعلنت النصرة أنها ستطبق الشريعة في إدلب.

لبنانيا الحدث ليس تعيين أمين عام جديد لمجلس الوزراء فحسب، بل خروج الامين العام السابق من السرايا: فؤاد فليفل يحل محل سهيل بوجي، هذا التعيين أنعش آمال المطالبين بالتعيينات، وليس التمديد، بأن تعيين أمين عام جديد لمجلس الوزراء سيفتح باب التعيينات ويقفل باب التمديد.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء الأول من نيسان 2015

الأربعاء 01 نيسان 2015

النهار

تبيّن أن مديراً عاماً في إحدى الوزارات زوّر توقيع الوزير ويسعى الأخير الى إثبات التهمة للذهاب الى القضاء.

لم يتمكن مجلس يدير إحدى الطوائف من محاصرة أحد رجال الدين بعدما سرت شائعات عن إجراءات عقابية بحقه.

سُجل تراجع في تطبيق الخطة الأمنية بقاعاً إذ زاد عدد حالات الخطف والقتل في الأيام الأخيرة.

قال مرجع قانوني إن ما عرض على شاشة أحد التلفزيونات مساء الاثنين يستدعي تحرك النيابة العامة تلقائياً.

سُجل عتب بين رجلي دين حول أحد الملفات الاجتماعية والإنمائية العالقة.

السفير

وجه زعيم تكتل إصلاحي لوماً لبعض نوابه لغيابهم عن مناسبة أقيمت برعايته وحضوره في إحدى مناطق كسروان.

أبلغت مراجع أمنية عدداً من السياسيين بضرورة توخي الحذر في ضوء معلومات استخبارية عن احتمالات وقوع اغتيالات تهز الحوارات.

تردد أن الأمنيين في سجن رومية عثروا داخل المبنى "دال" ومبنى المحكومين على أكثر من سكين مصنّع يدوياً.

المستقبل

يقال

إن دولة كبرى لا تبدي حماسة لقرار القمة العربية في شرم الشيخ بإنشاء قوة عسكرية مشتركة حرصاً منها على "أمن إسرائيل".

اللواء

لم يُكشف الحياد اللبناني في قمة شرم الشيخ في الإعلان الصادر عن القمة، واستعيض عنه في المقررات إستجابة لطلب الوفد اللبناني..

يوحي أكثر من موظف من الفئة الأولى، أن فرصته للرئاسة لم تمضِ بعد، على الرغم من التنافس القوي عليها بين كبار السياسيين!

يتّجه مرجع سابق للردّ على وزير سيادي، في ما خصّ تصريحات أدلى بها في لقاءاته الخارجية، وتمسّ هيبة الرئاسة الأولى!

الجمهورية

توقفت اوساط حيال الهجوم العنيف الذي شنّه الرئيس عبد الفتاح السيسي على ايران في موقف هو الأول من نوعه، وعزته الأوساط إلى التطوّر اليمني والوصول إلى باب المندب.

لوحظ أن تياراً مسيحياً نأى بنفسه عن الحملة التي شنّها حليفه ضد دولة إقليمية.

رفضت أوساط وزارية تحميل موقف حزب مُشارك في الحكومة من قضية تتّصل بموقف لبنان الرسمي أكثر مما يحتمل، ورأت فيه تسجيلاً لموقف لا أكثر ولا أقل، وقالت إن تنظيم الخلاف ما زال عنوان المرحلة

البناء

رأى سياسي مخضرم وخبير في حياكة التسويات وإخراجها، أنّ الانتخابات الرئاسية لن تحصل في القريب المنظور، وحين سئل عن السبب قال: "إنّ التعقيدات الخارجية كبيرة جداً، وآخرها الحرب على اليمن، أما التعقيدات الداخلية فحدّث ولا حرج"، معرباً عن اعتقاده بـ"أنّ الأمور لن تُحلّ إلا بمؤتمر تأسيسي يدخل بعض التعديلات على اتفاق الطائف، ويعيد إنتاج السلطة على أسس جديدة، لا تكبّلها الطائفية والمذهبية"..

 

الرابطة السريانية: سنبقى نشهد حتى الرمق الاخير

الأربعاء 01 نيسان 2015

وطنية - عقدت "الرابطة السريانية" اجتماعها الدوري في مقرها في الجديدة برئاسة حبيب افرام، وناقشت امورا عدة. ونعت الرابطة في بيان "واحدا من رجالاتها الذين اعطوا لبنان، وقضية الاقليات المسيحية، والحضور المسيحي المشرقي حتى الرمق الأخير، هو المحامي جوزف أحمر الذي كان أول رئيس لها من عام 1975 حتى عام 1980، بعد أن ترأس النادي السرياني اللبناني، تميز عهده بالانخراط الكامل في أجواء الحرب التي شنت على لبنان، وبتأطيره التشكيل العسكري للرابطة الذي قدم الشهداء على مذبح لبنان".

وتقدمت "الرابطة من عائلة الفقيد بأحر التعازي" مؤكدة أن "اسمه سيظل محفورا في ذاكرة مؤسسة وضع مداميكها مع نخبة من المعنيين، وهو بانتمائه الى الكنيسة السريانية الكاثوليكية أعطى المثال الحي على وحدة القضية، وعلى ان لا تفرقة في البذل والتضحية، وان الرابطة حافظت على وجهها الشرقي، وعلى انها تحضن في تطلعاتها، وفي كوادرها كل الطوائف الشرقية". ومن جهة أخرى، هنأت الرابطة البطريرك مار افرام كريم الثاني "لجلوسه سعيدا على كرسي انطاكية"، معتبرة "الذكرى السنوية الاولى لتنصيبه، انها كانت سنة حافلة بالحراك، وباستعادة الحضور، والدور في ظل اوضاع مأساوية". وجددت الرابطة "دعمها المطلق لهذا النهج الكنسي الوطني والمنغمس في هموم الناس"، مؤكدة أن "ما يجري في سوريا فوق كل الدمار، والحرب فيه استهداف مباشر من قوى أصولية لكل حضور مسيحي، والا فما معنى أن يتشدق البعض بتحرير ادلب ثم يعدمون عجوزا مسيحيا هو الياس نجيب خال وابنه نائل، ويخطفون الاب ابراهيم فرح وهو خوري كنيسة الروم الارثوذكس؟ فهل يهجر ايضا الف او ألف وخمس مئة مسيحي من أدلب في تكرار لعملية استئصال المسيحيين؟ أين القوى التي تسمي نفسها معارضة؟ أين الرأي العام الذي يسكت عن الخطف؟ تكاد سنتان تمران على خطف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي فهل صار استهداف رجال الدين المسيحيين من عدة شغل القوى المتطرفة". وختمت: " يمر عيد أول نيسان رأس السنة البابلية الآشورية آكيتو 6765، وشعبنا يعيش في أخطر تهديد لمستقبله في الشرق، ويكاد يكفر بكل شيء بالاوطان، بالانظمة بالمعارضات ولا يفتش الا عن هجرة، عن جواز سفر. اننا مطالبون بوقفة ضد ابادتنا نطالب فيها بحلول سياسية تحفظ التنوع والتعدد خاصة في العراق وسوريا. بكل الاحوال يبقى الأمل والرجاء".

 

عون: احداث اليمن هي "حرب سعودية غير قانونية"

نهارنت/اعتبر رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون خلال اجتماع التكتل امس الثلاثاء، ان ما يجري في اليمن هو "حرب سعودية غير قانونية"، وذلك فقاً لما اشارت اليه المعلومات الصحافية. والاربعاء، كشفت صحيفة "السفير" ان "احداث اليمن استحوذت على حيّز من النقاش في اجتماع التكتل، حيث وضع عون ما يجري في إطار حرب سعودية على اليمن". ووصف هذه الحرب بأنها " غير قانونية" وذلك "استنادا الى القانون الدولي والى ميثاقي الامم المتحدة والجامعة العربية اللذين يمنعان تدخل أي دولة في شؤون دولة أخرى".

ووفقاً للصحيفة عينها، فإنّ رئيس التكتل، وانطلاقا من خبرته العسكرية السابقة، رأى "ان الغارات الجوية على اليمن لن تعطي نتائج عملية على الارض"، مستشهدا بتجربة حرب تموز 2006 التي أخفقت في تحقيق أهدافها برغم كثافة الضربات الجوية. كذلك، انتقد عون "التخبط الرسمي العربي وازدواجية المعايير المعتمدة من قبل بعض الدول العربية في مقاربة أحداث سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن" بحسب الصحيفة عينها. وتعرضت السعودية الجمعة لهجوم عنيف من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي دان العملية العسكرية في اليمن، واصفا ايها "بالعدوان"، ومعتبرا ان كل حجج الرياض حولها "كذب". ودخلت هذه العملية المسماة بـ"عاصفة الحزم" والتي تقودها السعودية وتشارك فيها دول عربية واسلامية، يومها الخامس، وألحقت اضرارا كبيرة بالقدرات العسكرية للمسلحين الحوثيين الذين يسيطرون على اجزاء واسعة من البلاد.

 

 جنبلاط ينتقد خطاب نصرالله ويصفه بـ"المتشنّج"

نهارنت/انتقد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، واصفاً اياه بالـ"متشنّج". وفي حديث الى صحيفة "السفير"، الاربعاء، انتقد جنبلاط لهجة الخطاب الاخير لنصرالله، قائلاً: "لاحظت انه لم يصدر عن الجمهورية الاسلامية الايرانية كلام كذاك الذي صدر في لبنان عن السيد نصرالله الذي اعتدنا عليه هادئاً وموضوعياً في خطاباته". وأضاف "هذه المرة خرج عن الموضوعية والهدوء وبدا خطابه متشنجاً"، وتابع جنبلاط القول: "لا أفهم لماذا يذهب حزب الله أبعد من إيران، في حين ان ايران نفسها لا تتكلم بالطريقة ذاتها". من هنا، أكد جنبلاط انه "لن يستخدم بعد اليوم كلمة "فارس"، لأنها قد تستفز أهل المقاومة، موضحاً انه سيستبدلها بـ"إيران الاسلامية"". يُذكر ان نصر الله شن الجمعة هجوماً قوياً على الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية متهما اياها انها "لم تفعل شيئا للعرب ولم تأت لهم سوى بداعش"، معتبرا ان كل حججها في "العدوان" على اليمن كذب، لافتاً الى ان "المسؤول عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي هو أن هناك دولة تضع فيتو على المرشح الطبيعي والذي يمثل الحيثية المسيحية الأكبر في لبنان وهي السعودية ووزير خارجيتها سعود الفيصل". الامر الذي استدعى ردا من السفير السعودي في لبنان علي عواض، الاثنين، الذي قال: "ليس لدي اي تفسير سوى ان هناك ازمة نفسية للاسف، وما يصدر من بعض القيادات اللبنانية في غير مكانه".

واعتبر مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف ان الردود على خطاب نصرالله "عمدت إلى التعتيم على فكرة أساسية وهي دعوة اليمنيين للحوار والعمل لإيجاد حل سياسي". في إطار آخر، رأى جنبلاط عبر "السفير" انه "لم يكن هناك من مبرر لاعتراض "حزب الله" على كلمة سلام في شرم الشيخ لانها كانت كلمة موزونة". وتساءل قائلاً: "ماذا يمكن لرئيس الحكومة ان يقول غير ما قاله؟". وكان سلام أعلن في كلمة ألقاها خلال مشاركته في القمة العربية السبت تأييده "لأي موقف عربي"، وحرص لبنان على المصلحة العربية المشتركة". وقال "إن لبنان وانطلاقا من حرصه على دعم الشرعية في اليمن يعلن تأييده اي موقف عربي يحفظ سيادة اليمن ووحدة اراضيه". مؤكدا "حرصنا الدائم على المصلحة العربية العليا".

فكان رد من وزير الصناعة حسين الحاج حسن (المنتمي الى حزب الله)، الذي أعلن في بيان عن رفض الحزب لخطاب سلام، معتبرا أنه "لم يناقش في الحكومة"، و"لا يعبر الا عن قسم من اللبنانيين". اما عن الوضع الحكومي، فلفت جنبلاط في تصريح الى صحيفة "النهار"، الى انه "لا يخشى على الحكومة أو وقوعها في أزمة جديدة". واعتبر ان "الامور في النهاية تتجه الى تسوية"، قائلاً "اتخذ الرئيس سلام الموقف المطلوب والصحيح في القمة، وهو رجل حكيم".

 

 “حزب الله” لن يساند عون بمعركته لإيصال صهره إلى قيادة الجيش

“السياسة” – خاص: فيما تراوح أزمة الاستحقاق الرئاسي مكانها من دون بارقة أمل بحل قريب, خاصة في ظل تصاعد التوتر الاقليمي, يواصل “حزب الله” التمسك العلني بمرشحه “الأوحد” العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية, لكنه يرفض في الوقت نفسه كشف جميع أوراقه قبل أوانها, خاصة في ما يتعلق بخياراته بشأن القادة العسكريين والأمنيين. ونتيجة استمرار الشغور في الرئاسة منذ 25 مايو من العام الماضي, يزحف الشغور السياسي إلى المؤسسات الواحدة تلو الأخرى, ولا مؤشرات توحي بإمكان التوصل الى اتفاق في ما يخص القادة الأمنيين الذين تنتهي ولاياتهم تباعاً, بدءاً بقائد الدرك العميد الياس سعادة وانتهاء بقائد الجيش العماد جان قهوجي في 23 سبتمبر المقبل.

وفي ظل انعدام فرص إقرار مشروع قانون رفع سن التقاعد للعسكريين بفعل الخلافات السياسية والتحفظات الأمنية, يبدو أن الخيار الأكثر ترجيحاً يتمثل بانسحاب تأجيل التسريح على كبار القادة, أي التمديد لهم, بموجب قرار من وزير الدفاع سمير مقبل من ضمن صلاحياته المنصوص عنها في قانون الدفاع. لكن هذا السيناريو يصطدم برفض من العماد ميشال عون الذي يهدد بسحب وزرائه من الحكومة في حال التمديد للقادة الأمنيين, مع ما لذلك من مخاطر كبيرة, خاصة أن الحكومة هي المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لا تزال فاعلة وتؤمن الحفاظ على الاستقرار الهش في لبنان.

ورغم أن عون ينطلق في موقفه من رفضه المبدئي للتمديد, إلا أن الحقيقة التي باتت ساطعة في لبنان, هو أنه يريد تعيين صهره العميد شامل روكز في قيادة الجيش, ولذلك يرفض بقاء قائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي في منصبه, بعد انتهاء ولايته في سبتمبر المقبل.

وبحسب أوساط سياسية, فإن عون يريد من وراء ذلك ضرب عصفورين بحجر واحد, فهو من جهة يضمن وصول صهره إلى المنصب المسيحي الأهم في لبنان بعد رئاسة الجمهورية, ومن جهة ثانية يقطع الطريق على إمكانية وصول قهوجي إلى رئاسة الجمهورية, كمرشح تسوية.

ويبدو عون وحيداً في هذه المعركة التي تشير المعلومات إلى أنه قرر خوضها حتى النهاية, إذ أن حلفاءه في قوى “8 آذار” يميلون إلى خيار التمديد ويفضلون إبقاء القديم على قدمه, بهدف الحفاظ على المؤسسة العسكرية ومنع اهتزازها في ظل المعركة المفتوحة التي تخوضها ضد الإرهاب سواء في الداخل أو على الحدود الشرقية والشمالية مع سورية.

وإذا كان حلفاء عون لا يجاهرون برفض طرحه, فإن مرد ذلك إلى أنهم يعتمدون على قوى “14 آذار” في هذا الملف, على اعتبار أنها لن توافق على تولي صهر عون قيادة الجيش, من دون الحصول على تنازلات كبيرة منه, أولها سحب ترشيحه الرئاسي وإفساح المجال أمام مرشح وسطي للوصول إلى قصر بعبدا. وفي هذا السياق, أشارت الأوساط إلى أن عون طرح على “14 آذار” مقايضة, تقضي بتعيين صهره قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز قائداً للجيش, مقابل موافقته على تعيين رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان, المحسوب على “تيار المستقبل”, مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي.

وبحسب الردود الأولية, فإن هذه الصفقة يقف في طريقها اعتراضان رئيسيان من حزبي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”, اللذين أبلغا عون باستعدادهما للموافقة على هذه الصيغة شرط انسحابه من السباق الرئاسي, الأمر الذي يرفضه الأخير بشكل قاطع.

وفيما يتوقع أن تتواصل المشاورات في الأسابيع القليلة المقبلة لإيجاد حل لأزمة التمديد للقادة الأمنيين, تدور تساؤلات عن موقف “حزب الله” بشأن تعيين روكز قائداً للجيش.

وفي هذا السياق, لفتت الأوساط إلى أن الحزب يعتمد سياسة “الغموض البناء” ويعتبر أن لا حاجة لإعلان موقفه بشأن روكز طالما أن هناك أطرافاً سياسية لا توافق على تعيينه في قيادة الجيش, وفي الوقت نفسه لا يرى الحزب مصلحة له في الانتقال إلى موقع الخصومة مع العماد قهوجي, خاصة في ظل التعاون القائم بينه وبين الجيش بشكل رئيسي على الحدود الشرقية.

وكشفت الأوساط أن “حزب الله” يتعاطى بحذر ودقة شديدين مع ملف القادة الأمنيين, ولا يحبذ وصول روكز إلى قيادة الجيش, لأنه يخشى تعزيز موقع عون في المعادلة سواء وصل إلى رئاسة الجمهورية أم لم يصل, خاصة أن الحزب يعتبر ملف قيادة الجيش من الملفات الحساسة والدقيقة التي يجب التعاطي معها بعيداً عن الحسابات السياسية. وأوضحت المصادر أن “حزب الله” لن يوافق على أي قائد للجيش لا يتمتع بعلاقات وثيقة معه, وهو أمر لا ينطبق على روكز, الذي يتمتع بعلاقات قوية مع قوى سياسية أخرى, مشيرة إلى أن الحزب يدعم وصول عون إلى الرئاسة, لكنه يرفض منحه منصب قائد الجيش, على اعتبار أن هذا الملف مرتبط بشكل أساسي بعمله العسكري والأمني بعيداً عن حسابات السياسة والربح والخسارة.

 

الجراح لـ”السياسة”: “حزب الله” ينفذ مصالح إيران

بيروت – “السياسة”: اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب جمال الجراح في اتصال مع “السياسة”, أن الانتقادات التي صدرت عن قيادات في “حزب الله” ومن بينها وزير الصناعة حسين الحاج حسن, ضد كلمة رئيس الحكومة تمام سلام التي ألقاها في قمة شرم الشيخ, لا تخرج عن إطارها كموقف إعلامي عبر عنه “حزب الله” ولن تذهب الأمور إلى أبعد من ذلك, لأن الرئيس سلام من خلال تأييده مقررات هذه القمة, لم يخرج عن مضمون البيان الوزاري الداعم للإجماع العربي, خصوصاً عندما تكون إحدى الدول العربية تتعرض لاحتلال أو اجتياح من قبل إيران التي تفاخر بأنها تحتل أربع عواصم عربية, معيدة إلى الأذهان أمجاد الامبراطورية الفارسية, لذلك من الطبيعي أن يكون موقف لبنان الرسمي, من ضمن الإجماع العربي الرافض لهذا الاحتلال, وبالتالي من حق لبنان أن يرفض ولو بالسياسة أي احتلال فارسي لأي بلد عربي. وقال الجراح: “إن موقف رئيس الحكومة ينسجم مع التوجهات السياسية ويعبر عن آراء غالبية اللبنانيين”, مشيراً إلى أن الذين انتقدوا كلام رئيس الحكومة لن يصلوا إلى حد التهديد بالاستقالة من الحكومة, لأنهم بحاجة إلى هذه الحكومة وهم يعرفون ذلك تماماً, ولكن طالما أنهم يعملون ضمن المحور الإيراني, فهم مجبرون أن يؤيدوا المواقف التي تتخذها إيران, “ولذلك نجدهم يضحون بخيرة شبابهم خدمة لنظام بشار الأسد والمشروع الفارسي في المنطقة”. وفي تعليقه على هجوم الأمين العام ل¯”حزب الله” حسن نصر الله على السعودية, شدد الجراح على أن المملكة لها تاريخ من العلاقات الطيبة مع كل الدول العربية والإسلامية, وبالأخص مع اللبنانيين, و”قدمت الكثير من المساعدات لهم طوال الحرب الأهلية التي امتدت 15 سنة وحتى انعقاد مؤتمر الطائف, كما كانت لها مساهمات كبيرة في إعادة إعمار لبنان وفي حرب يوليو 2006, وكل ذلك كان يتم من خلال الدولة ومؤسساتها, أما العقلية الميليشياوية فهي لا تقبل منطق الدولة وهذا معروف عنها وقد ذهب البعض إلى حد التطابق مع المنطق الفارسي”. وعن ارتدادات هذا الخطاب على الساحة المحلية, قال الجراح: “المشكلة أن السيد نصر الله يخاطب جمهوره فقط وهو مستعد لتصديقه, لكن كل اللبنانيين يعرفون الحقيقة ولن ينجروا وراء الفتنة المذهبية”.

وختم بالتأكيد أن “آخر هم لدى “حزب الله” ماذا يحصل في لبنان, لأنه أصبح جزءاً من المشروع الإيراني ويتطلع إلى مصالح إيران قبل مصلحة لبنان”.

 

العربي الجديد: ساحة الحرب اليمنية تتسع : مواجهات حدودية وإِشارات سياسية

الأربعاء 01 نيسان 2015

وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول : تحوّل اليمن إلى ساحة حرب واسعة، من عدن جنوباً وحتى صعدة أقصى شمالي البلاد، ففي أوقات متزامنة كانت تُسمع الانفجارات ومضادات الطائرات في العديد من المدن في اليوم السادس لعملية "عاصفة الحزم" التي ينفذها التحالف العربي، ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات الخاضعة لنفوذ الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، فيما كان لافتاً ما ذكرته وكالة "رويترز" من أن قوات سعودية ومقاتلين حوثيين تبادلوا إطلاق نيران المدفعية والصواريخ في عدد من المناطق على الحدود.

يأتي هذا في وقت تبادلت إيران والسعودية مجموعة رسائل سياسية وأمنية بشكل غير مباشر فيما دعا فيه وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، إلى تدخّل بري عاجل "بأسرع وقت ممكن". وقال ياسين، في حديث تلفزيوني، عما إذا كان يطلب تدخلاً برياً عربياً "نعم نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن حتى يتم بالفعل، إنقاذ البنية التحتية". وجاء هذا التصريح، في ظل جدل حول احتمال حصول تدخل بري في الأيام المقبلة. وتذهب أغلب التوقعات إلى أن التدخل البري، في حال حصوله، قد يكون من صعدة الحدودية مع السعودية، وكذلك نحو مدينة عدن الجنوبية، التي قد تزحف إليها قوات بحرية." من جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن التحالف سيواصل هجومه على قوات الحوثي إلى أن تستقر الأوضاع في اليمن. ونقل حساب مجلس الشورى السعودي على "تويتر"، عن الفيصل قوله "نحن لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها". وأضاف "عاصفة الحزم ستستمر للدفاع عن الشرعية في اليمن، حتى تحقق أهدافها ويعود اليمن آمناً مستقراً وموحداً".

في المقابل، كان مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، يعلن خلال وجوده في الكويت عن مقترح إيراني لحل الأزمة في اليمن، موضحاً أن بلاده تحاول التواصل مع السعودية للتعاون في هذا الصدد.

ونقلت "رويترز" عن عبد اللهيان دعوته كل الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار، لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية، مضيفاً أن بلاده ترى أن الضربات العسكرية لليمن خطأ استراتيجي، واصفاً إياها بالاعتداء الخارجي، ومطالباً الأطراف المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" بإيقاف الهجوم على اليمن ودعم الحوار الداخلي. يأتي هذا في وقت كانت فيه المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، تنفي أن تكون طهران قد أرسلت أي مساعدات عسكرية لليمن، واصفة الأنباء المتداولة في هذا الصدد بالكذب المحض. وأضافت أن كل الاتفاقيات الموقعة بين هيئتي الطيران الإيراني واليمني في وقت سابق تسمح بنقل المساعدات الغذائية والطبية والدوائية إلى هذا البلد. وفي السياق، قررت السلطات الباكستانية إرسال وفد للسعودية لإجراء مشاورات حول أوضاع الباكستانيين "الذين تقطعت بهم السبل في اليمن"، كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس. وكانت القوات البرية الملكية السعودية ووحدات من القوات الخاصة بالجيش الباكستاني، بدأت الأحد تمريناً مشتركاً تحت عنوان "الصمصام 5"، في مركز الملك سلمان للحرب الجبلية، شمال منطقة الباحة السعودية.

في التطورات الميدانية، أكد المتحدث باسم عمليات "عاصفة الحزم" أحمد عسيري، في مؤتمره الصحافي اليومي، أن العمليات مستمرة على نفس الأهداف المعلنة منذ بداية المرحلة الحالية، مؤكداً استهداف القوات في محيط عدن أو المتوجهة إلى المدينة، مشيراً إلى أن "اللجان الشعبية ترصد التحركات على الأرض وتبلغنا بها لقصفها". وأوضح أن قوات التحالف كثّفت العمليات حول مدينة عدن في الساعات الـ24 الأخيرة وتم مهاجمة كل القوات المتوجهة نحو المدينة، لافتاً إلى أن الأوضاع هادئة شمال عدن وتم استهداف جميع التحركات وجميع محاولات نقل التموين بين المدن. كما أعلن أن "العمليات مستمرة بشكل مكثف في صعدة مركز تواجد المليشيات الحوثية، وهم يحاولون الدخول الى الضالع وشبوة للاحتماء من غارات التحالف".

وأشار إلى أن "التحالف استمر في استهداف مواقع الدفاع الجوي وأماكن وجود الصواريخ الباليستية". وأعلن أنه تم إعادة فتح مطار نجران بعدما عُلقت الملاحة الجوية فيه لفترة.

"في هذه الأثناء، قال سكان ومصادر قبلية لوكالة "رويترز" إن قوات سعودية ومقاتلين حوثيين يمنيين تبادلوا إطلاق نيران المدفعية والصواريخ في عدد من المناطق على الحدود أمس الثلاثاء. وبحسب الوكالة، سُمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف في منطقتي شدا والحصامة في محافظة صعدة وقرب مدينة حرض في محافظة حجة المجاورة.

كما أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" وأخرى قريبة من الحوثيين في صعدة، أن قصف التحالف تواصل على مواقع مفترضة للحوثيين، في مديريات حدودية مع السعودية، تعرضت لقصف مدفعي ومنها "شدا" و"الحصامة"، فيما تعرضت مواقع عسكرية أخرى داخل المحافظة، لضربات طائرات التحالف. ولم يعلن الحوثيون عن حجم الخسائر جراء الضربات المتركزة على صعدة منذ أيام. وتُعدّ المحافظة معقل الجماعة الرئيسي، وفيها تتواجد المعسكرات والمخازن التابعة لها، خلافاً للأهداف في المحافظات الأخرى والتي تستهدف أغلبها مواقع عسكرية تابعة للجيش الموالي لصالح وللجماعة، مع وجود أهداف حوثية في مختلف المحافظات.

أما في صنعاء، فشهدت منطقة "فج عطان" غربي العاصمة أعنف الانفجارات جراء الضربات التي استهدفت مخازن ألوية الصواريخ الباليستية، فيما استهدفت بقية الضربات مواقع عسكرية في مطار صنعاء والقاعدة الجوية شمالي العاصمة، وكذلك مواقع عسكرية في منطقة "أرحب"، ومواقع للدفاع الجوي في المناطق المحيطة بصنعاء. أما في إب، جنوبي غرب البلاد، فسقط قتلى من الحوثيين ونحو 14 مدنياً، وجرح آخرون في قصف لطائرات التحالف، استهدف نقطة تفتيش حوثية على مدخل مدينة "يريم". ووصلت إحدى القذائف إلى محطة وقود قريبة من المكان، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، صباح الثلاثاء. وتعرّض معسكر اللواء 55 مدفعية في المكان، لضربات جوية، لم يُعرف حجم الخسائر عنها. فيما انتفض مسلحون قبليون في منطقة "القفر" وطردوا الحوثيين من أحد مقراتهم داخل المديرية ونقاط تفتيش تابعة للجماعة، في ظل أنباء عن احتجاز العديد منهم. وفي محافظة الضالع، جنوباً، تعرّض معسكر الجرباء التابع للواء 33 مدرع، لقصف من قبل قوات التحالف، صباح الثلاثاء. ويخوض اللواء مواجهات متقطعة مع مسلحي الحراك الجنوبي واللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. كما كانت محافظات عدن ولحج وأبين، ساحة لمواجهات مسلحة بين قوات عسكرية خاضعة لنفوذ صالح وحوثيين من جهة، والموالين لهادي من جهة أخرى، فيما وقعت العديد من الضربات الجوية استهدفت مواقع وأرتالاً عسكرية للقوات المناوئة لهادي.

كما استهدفت ضربات جوية للتحالف أمس، مواقع للدفاع الجوي في تعز وميناء "المخا" التابع للمحافظة. ولم تكن محافظة الحديدة غربي البلاد، بعيدة عن هذا القصف، فقد جددت طائرات التحالف مساء الإثنين وفجر الثلاثاء قصف أهداف للدفاع الجوي قرب المطار وميناء الحديدة، الذي يعدّ أهم الموانئ القريبة من صنعاء على البحر الأحمر.

 

أوغاسبيان: لا حلول في المدى المنظور في ملف الرئاسة

الأربعاء 01 نيسان 2015 /وطنية -اعتبر النائب جان أوغاسبيان في حديث إلى إذاعة "صوت لبنان 93,3" أن "كل الأفرقاء حريصون على استمرارية الحكومة التي لا بديل عنها، على الرغم من الانقسام حول عدد من المسائل الوطنية والأحداث الجارية في المنطقة".  وأكد أن "هناك سقفا وضوابط للتصعيد داخل الحكومة، بالاضافة الى الحرص على استمرارية الحوار أيا كانت نتائجه". وأشار الى ان "لبنان لا يمكن ان يكون معزولا عن مجريات الازمات في المنطقة أكان في اليمن أم في العراق وسوريا، وبناء عليه فإنه لا حلول في المدى المنظور لا سيما في ملف الرئاسة، غير أنه لا انتكاسات أمنية لأن الجميع حريص على الاستقرار".

 

إميل لحود: لماذا لم تتحرك الطائرات والجيوش العربية نحو فلسطين المحتلة؟

الأربعاء 01 نيسان 2015 /وطنية - رأى النائب السابق اميل لحود أن "بعض العرب يصنفون ما يحصل في اليمن بأنه انقلاب يستدعي التدخل العسكري، في حين أن ما يحصل في سوريا، من إرهاب وتدمير ومجازر، ربيع عربي وثورة شعبية"، مشيرا الى أن "هناك توصيف واحد يصلح لوزير خارجية يتولى منصبه منذ أربعين عاما ويقدم للآخرين دروسا في الديمقراطية". وأضاف: "أين كانت هذه النخوة العربية حين كانت تقصف غزة بالصواريخ وتدمر مدارسها فوق رؤوس الأطفال؟ وأين كانت حين استباح تنظيم "داعش" مدن العراق وقضى على الطائفة الأيزيدية وهجر المسيحيين وسبى النساء؟ وأين كانت حين تعرض لبنان لعدوان تموز، وقبله الكثير من الحروب الإسرائيلية؟ ألم تتحرك مشاعر ملوك وأمراء العرب لرؤية أب يحمل طفلته التي مزقت جسدها قنبلة انشطارية رمتها دولة غاصبة تملك مكاتب تمثيلية وسفارات في الدول المتحالفة اليوم ل "تحرير" اليمن؟ أم أن مشاعر هؤلاء لا يحركها سوى النفط والغاز والمصالح؟". وسأل: "ألم يكن الأجدى أن تتحرك الطائرات والجيوش العربية، في تحالف واحد، وتتجه نحو فلسطين المحتلة؟ ألم يكن الأجدى أيضا أن تجتمع للقضاء على الإرهاب كي لا نستمر، نحن أصحاب النوايا السيئة، بالتشكيك بتمويل بعض الدول العربية للتنظيمات الإرهابية؟". وتابع: "اتضح أن طائرات وجيوش بعض العرب لا تتحرك إلا من منطلق مذهبي، أما القضايا العربية، وفي طليعتها القضية الأم الفلسطينية، فتكفيها بيانات الاستنكار والتعبير عن القلق التي مللنا سماعها، ملكاً بعد ملك، وأميرا بعد أمير". ورأى أن "هناك من يصر، من حين الى آخر، على تذكيرنا بأن هناك ما يسمى جامعة عربية، وهي تجيد التفرقة أكثر من الجمع وإن أردنا أن نخلد ذكرى إنجازاتها لعجزنا عن إكمال سطر واحد، اللهم إذا استثنينا بياناتها الإنشائية التي لم تعد لاجئا فلسطينيا الى أرضه ولا حمت كرامة عربية دنست مرارا منذ بات للعرب جامعة". وختم: "لو كان بعض العرب قادرين على صناعة عاصفة، غير العواصف الرملية في صحرائهم، ولو كانوا قادرين على الحزم على غير شعوبهم المغلوب على أمرها، لما بلغنا ما بلغناه من حال العالم العربي، إلا أننا لا نملك، وقد عهدنا فيهم عجزهم وتبعيتهم، إلا أن نردد "واعرباه"، مدركين اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لماذا يتآمر هؤلاء على سوريا، إذ أن قيادتها تملك ما يفتقدون إليه، واللبيب من الإشارة يفهم".

 

كنعان من لندن: انتخاب عون رئيسا جزء من مشروع وطني لاعادة الدولة الى كنف الدستور والشراكة

الأربعاء 01 نيسان 2015 /وطنية - اكد النائب ابراهيم كنعان الذي يزور لندن، في تصريح ادلى به خلال حفل عشاء اقامه "التيار الوطني الحر" في بريطانيا على شرفه في مطعم palmyra، في حضور فاعليات روحية واجتماعية ومناصرين، ان انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية هو جزء من مشروع وطني يهدف لاعادة الدولة الى كنف الدستور والشراكة الفعلية"، لافتا الى "ان النضال مستمر، وانه بعد السيادة والتحرير انطلق قطار العودة في العام 2005 والسعي الى الاصلاح وتحقيق التوازن الاسلامي- المسيحي".

وذكر كنعان "بمراحل النضال المميزة في لندن وفي بلاد الانتشار من اجل الحرية في لبنان والديموقراطية الحقيقية"، مشددا على "التكامل بين التيار المقيم والمنتشر". وعن الحوار بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، قال: "انه تحد، نواجه فيه انفسنا ومن ثم الآخرين، وهو يؤسس لمرحلة جديدة وبناءة على الصعيد المسيحي. وقد حققنا خطوات اساسية في هذا الاتجاه بدأت معالمها تظهر تباعا". وتوجه كنعان الى التيار في المملكة المتحدة قائلا: "ان الاستمرارية امانة ومسؤولية، وأنا لي ملء الثقة بأنكم لن تفرطوا بها".

وكانت كلمة لمنسق التيار امين الخوري اكد فيها "استمرار نضال التيار في الانتشار من اجل التحرر بعد التحرير"، ووجه تحية تقدير وشكر للعماد ميشال عون ولمؤسس التيار في لندن، النائب كنعان، وحض على الجهوزية الدائمة لمواكبة الاستحقاقات الوطنية.

 

"تعتيم" نصر الله على نفسه

المستقبل/عبد السلام موسى/المستقبل

01/04/2015

تمخض «حزب الله» لأكثر من ثلاثة أيام، قبل أن يُنجب رداً، على ما «لا يستحق الرد والتعليق»، من ردود تناولت خطاب أمينه العام السيد حسن نصر الله، وما تضمنه من بكاء بـ«دموع إيرانية»، على أطلال «الحزم العربي» الذي هب من أجواء «اليمن السعيد».

غاب عن «نص الرد» على «ما لا يستحق الرد»، أنه لم يكن في خطاب نصر الله أي «فكرة أساسية» يمكن التعتيم عليها، ولا سيما في موضوع اليمن، بقدر ما كان خطاباً مأزوماً من «الحزم العربي» في وجه التمادي الفارسي في ضرب استقرار أكثر من دولة عربية، والمفاخرة بالسيطرة على قرار أكثر من عاصمة عربية. حتى لو سلمنا جدلاً بأن ثمة تعتيماً ما، فالمسؤول الأول والأخير عن هذا «التعتيم» هو حسن نصر الله نفسه، الذي على ما يبدو، لم يكن «سيد خطابه»، أو أن فصاحته قد خانته، في التعبير عن دعوته الى «الحل السياسي» في اليمن، لحساب ما وصفه الرئيس سعد الحريري بـ«عاصفة الكراهيات» التي ساقها ضد المملكة العربية السعودية، بخلاف الواقع، وبعيداً عن أي «معطيات» أو «معلومات» أو «حقائق».

حتى إن النائب وليد جنبلاط الذي اعتاد أن يضيء على «جانب مضيء» في أي خطاب لنصر الله، وقع في فخ «التعتيم» الذي نصبه الأمين العام للحزب لنفسه، وجاء تعليقه غير المباشر على الخطاب ليضيء على صلبه، الذي أضاع فيه نصر الله ساعة من الوقت، من دون أن ينجح في «تجميل» الصورة «القبيحة» لإيران في سوريا والعراق واليمن، أو تقديم إيران على أنها «معبودة الجماهير» في العالم العربي.

يصح القول في رد «حزب الله» على «ما لا يستحق الرد»، أنه «رد مأزوم» على ردود فضحت «الخطاب المأزوم» الذي أطل به نصر الله ، وما عابه من «عجز» عن مقارعة «الحزم العربي» بالحجة والمعلومة، لدرجة أن نصر الله نفسه وقع في شر أقواله التي فضحت أفعاله. فعلاً، «إذا لم تستح فافعل ما شئت»، لدرجة أنه يمكنك أن ترد على «ما لا يستحق الرد»، لأن الرد على «ما لا يستحق الرد» عادةً، هو من «فعل التنابل»، وليس من فعل «الحرقة» على العروبة و«حزمها»، كما يدعي إعلام الممانعة!.

() منسق عام الاعلام في «تيار المستقبل»

 

حزب الله".. لو شاف حردبتو!

المستقبل

لا يمكن للمواطن اللبناني إلا أن يقول "هزلت" عندما يسمع اعتراض وزير "حزب الله" حسين الحاج حسن، على كلمة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في "قمة الحزم" في شرم الشيخ، باعتبارها "لم تناقش في الحكومة"!.

يُفهم من معاليه أنه يقصد باعتراضه أن أي "موقف لبناني رسمي" يجب أن يكون "منسقاً" مع "حزب الله"، كي لا يكون "نكبة" عليه، ما يعني حتماً، أن أي موقف لـ"حزب الله" يجب أن يكون "منسقاً" مع الحكومة اللبنانية، كي لا يكون "نكبة" على كل اللبنانيين.

رب سائل: كم وكم من "النكبات" التي تسبب بها "حزب الله" للبنانيين، جراء استئثاره بقرارات سيادية هي من حق الدولة اللبنانية حصراً، من قتاله في سوريا غصباً عن "إعلان بعبدا"، إلى سلاحه الذي يضعه فوق الشرعية اللبنانية، وصولاً إلى قرار الحرب السلم، وليس انتهاءً بهجومه الدائم على المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وغيرها من الأمور التي تحكي عن "حزب الله" الذي يعطي نفسه حق القيام بأي شي، من دون أن يناقشه مع أحد، لا مع أركان الدولة، ولا في حكومتها، ولا حتى مع الشركاء في الوطن؟

قد يكون "حزب الله" آخر من يحق له الحديث عن  "الشراكة الوطنية" التي أمعن بالتنكيل بها، طوال السنوات الماضية، إلا إذا كان فعلاً يريد شراكة حقيقة، على عكس "الشراكة" التي يريدها، دائماً وأبداً، في خدمة سلاحه.

طبعاً، لا يمكن المقارنة بين موقف يأخذه أي رئيس حكومة يحقق مصلحة لبنان، وآخره موقف الرئيس سلام بالوقوف إلى جانب الاجماع العربي بدعم "عاصفة الحزم" لاستعادة الشرعية في اليمن، وبين مواقف "حزب الله" التي يطل بها أمينه العام حسن نصر الله، والتي إما تزج بالشباب في آتون النار المشتعلة إقليمياً، أو تضر بمصالحهم في الدول التي تحتضنهم، وتفتح لهم أفق المستقبل، كما حصل مع اللبنانيين المبعدين من الامارات.

لعل ما ينطبق على اعتراض "حزب الله" هو المثل القائل :"الجمل لو شاف حردبتو .. كان وقع وفك رقبته"!.

 

حدائق السعودية وملعب إيران

عبدو شامي

1/4/2015

مع استمرار "عاصفة الحزم" الخليجية-المصرية-الباكستانية بقيادة السعودية في ضرب عصابة الحوثيين إجهاضًا لولادة نموذج لبناني جديد، أي حزب إيراني تكفيري-إرهابي يسيطر بواسطة حفنة عملاء من حمَلة الهويات اليمنية على اليمن ومضيق "باب المندب" واضعًا الأمن القومي السعودي والمصري في البحر الأحمر مباشرة تحت سيطرة إيران... كثيرون تحدّثوا عن صحوة عربية-سنيّة وتغيير لموازين القوى. فما مدى صحة هذه التحليلات؟

المتتبّع لسياسة السعودية حيال البلدان التي ابتلعها المشروع الفارسي الحاقد يجدها بعيدة كل البُعد عن الاعتبار السنّي أو العربي، هي سياسة مصالح خاصة وضيّقة فاقدة لرؤية استراتيجية تُوقف مشروع إيران الأخطبوطي ما سمح له بالتمدّد بدعم وتسهيل مباشر من اللاعِبة على الحبلّين ومدعية الحلف مع السعودية: أميركا؛ هذا على الأقل ما حصل في بوّابة العالم العربي، العراق، باعتراف الإيرانيين أنفسهم. توسّعت إيران وضمّت الى العراق سوريا ولبنان وغزة(حماس)، مع ذلك لا تحرُّك استراتيجيًا سعوديًا يردعها. قامت الثورة في سوريا وكانت فرصة ذهبية لتحريرها من الاحتلال الفارسي، مع ذلك التزمَت السعودية بالأوامر الأميركية في عدم تقديم ما أسمَوه "الأسلحة الفتاكة" للجيش الحر، بل موّلت جماعات دينية تحمل فكرًا متشدّدًا لم تلبث أن انشقت عن هذا الجيش أو حاربته وشتّت قواه لمصلحة النظام المجرم. في لبنان، السعودية مسؤولة عن تعاظم النفوذ الإيراني لوقوفها بالكامل وراء التنازلات القاتلة والمفاجئة والمستمرة التي قدّمها وكيلها "الحريري" طوال 10 سنوات، وهي اليوم تحاور إيران بِذُلّ في لبنان بعد إذُلاله بمعادلة الـ س.س الغادرة. أما في اليمن، فالتخبّط السعودي في التعامل مع ملف الرئيس المخلوع "علي عبدالله صالح" وعزوف المملكة عن دعم السنّة المقاومين للتمدّد الحوثي بحجة أنهم من "الإخوان المسلمين" أتاح لإيران الهيمنة على البلاد بتحالف جمع الحوثيين وجماعة "صالح"... الى أن قرّرت السعودية اليوم تصحيح خطئها في اللحظة الأخيرة كما فعلت عام2011 في البحرين بواسطة "درع الجزيرة". فما هي دوافع هذا التحرّك؟

منطقيًا، التدخل الاستراتيجي الرادع الذي اتخذته السعودية في البحرين واليمن جاء بدافع مصلَحي خاص نظرًا لكون سقوطهما يشكّل تهديدًا أمنيًا مباشرًا لمملكة آل سعود بخلاف سقوط لبنان وغزة وسوريا، أما العراق فاحتلاله فارسي-أميركي مشترك "على رأس السطح" وبالتالي فات فيه أوان التدخل. وعمومًا، تصاريح إيران التوسعية والعنصرية الوقحة التي خلعت معها "تشادور" التقيّة خصوصًا في آذار2015 وتطلّعها الى مكة والمدينة كما يجاهر بعض معمّميها، إضافة الى مآخذ السعودية على أميركا على خلفية ما تصفه بسلوك إدارة "أوباما" المتساهل حيال إيران... جعل السعوديين يستشعرون خطرًا مضاعفًا على أمنهم، فقضم إيران اليمن (كما البحرين) تمّ بضوء أخضر أميركي عكَسه السكوت حيال العربدة الإيرانية، وهو ما أكّدته صحيفة "الجريدة" الكويتية في 28/3/2015 على لسان مصدر مطلع كشف"أن مسؤولين كبارًا في "البنتاغون" حاولوا إقناع القيادة السعودية بوقف العملية وإعادة النظر"، مضيفاً أن "الجانب الأميركي فوجئ بالتصميم الخليجي وبالائتلاف العربي والإسلامي الواسع الذي شُكّل، ووافق عليه على مضض".

مما لا شك فيه أن العرب والسنّة تحديدًا بل والشيعة الأحرار وكذلك المسيحيّون مستفيدون من تحرير أي بلد تحتلّه إيران عدوّ العرب والسنّة الأول قبل إسرائيل؛ لكن هذا لا يُعمِينا عن أن التحرّك السعودي-المصري حيال اليمن لم يُبنَ على مبدأ عربي ولا سنّي ولا حتى نصرة لشعب اليمن، إنما أتى بدافع المصلحة الخاصة، أي حِفظ أمنهم القومي حيث يمكنهم التدخُّل وحيث هو مهدّد بشكل مباشر، وهذا لا يعدو عن عملية حزم موضعي لا تتجاوز حدود اليمن ولن تأتي بحسم شامل يُنهي الاحتلال الفارسي للبلدان العربية. باختصار، نحن أمام ترسيم حدود لإيران مفاده أن السعودية وما يحدّها من "حدائق" خط أحمر، أما الملعب الإيراني فهو العراق وسوريا ولبنان.

نريد التحدّث بواقعية وعقل دون عواطف وأوهام، عاصفة الحزم على أهميّتها وما شكّلته من ألَم لولاية الفقيه بقطعِها إحدى أذرعها، بعيدة عمّا وصفَتها به التحليلات من "توحُّد مليار سني ضد ايران"، و"رد اعتبار العرب والسنّة"، و"تغيير موازين القوى في سوريا والعراق ولبنان"، و"بداية انهيار الامبراطورية الفارسية"؛ وطالما أن الحلف الصهيو-فارسي قائم لا خلاص من المشروع الفارسي إلا بعاصفة حزم شاملة تهبُّ بدافع عامّ عربي-سني مشترك، أو بدعم حقيقي للسنّة المنتفضين في سوريا والعراق، أو بثورة داخل إيران تعيدها من امبراطورية فارسية عاصمتها بغداد الى جمهورية إيرانية ديمقراطية عاصمتها طهران وعلى خاصرتها دولة عربية مستقلة اسمها الأحواز. هذا ما نقرؤه الآن، وعند آتي الأيام الجواب اليقين.

 

إيران المذعورة

ميرفت سيوفي/الشرق/01 نيسان/15

أمضت إيران يوم الاثنين الماضي في توزيع ادّعاءٍ نيابةً عن “الحوثيين” مفاده “أنّ الحوثيّين خلال ساعات سيوجهون ضربة صاروخيّة قاسية تطال العمق السعوديّ”، وأمضت يوم أمس وهي توجه تهديداتها المباشرة بوقف الحرب فوراً، وسارع الأميرال حبيب الله سياري قائد القوة البحرية للجيش الإيراني إلى التصريح بأن بحريّته لن تسمح لأي أسطول [الكلام مقصود به البحريّة المصريّة] بأن يوجّه للبحرية الإيرانية أي إنذار أثناء قيامها بمهامها التي وصفتها بأنّها لحفظ السلامة البحرية ومواجهة عمليات القرصنة!!

التهديدات الإيرانية لا قيمة عمليّة لها، ولا تصرف في ميدان القتال، وسبق وشاهدنا المواقف الإيرانية الحقيقيّة خلال حرب تموز العام 2006 وحرب غزّة 2008 ـ 2009 والتفرّج الإيراني على أدوات “إمبراطوية ساسان” وهم يضحّون بأهليهم وأطفالهم فيما إيران تتفرّج وتعدّ القتلى وتموّل بالسلاح وتدفع ثمن القتلى لإسكات شعوب ارتضت بيع أولادها، في تجارة بشريّة وإنسانيّة غير مسبوقة.. ويزيد في قناعتنا أنّ التهديدات الإيرانيّة جوفاء وأن الإمبراطوريّة المزعومة تحاول مداراة هزيمتها لسببيْـن: الأول؛ أن تهديد باكستان النوويّة بلغ المسمع الإيراني، على عكس ما يحاول محلّلو “الممانعة” من كتبة التقارير والذّمم الواسعة أن يصوّروه لجمهور حزب الله عبر شاشته، فيكرّرون ليل نهار أنّ باكستان لا تستطيع أن تقاتل بسبب مشاكلها مع طالبان، وأنّ مصر لا تستطيع أن تحارب بسبب النشاط الإرهابي في سيناء، وهنا “مهزلة النعامة” والرأس المدفون في الرّمال، وذلك رفعاً للمعنويّات المنهارة.. ولا يستهينّن أحد بمعنويّات شعب المقاومة المتدهورة والذي بات يعرف “الوضع الحقيقي” من صراخ نصرالله وتهديداته وهزّة إصبعه، هذا وإن وصف بيان حزب الله بالأمس الردود على أمينه العام بأنها “لا تستحقّ الردّ”، فالواقع أن حزب الله لا يملك ردّاً ولا حُججاً ولا حيلة له أمام المشهد العربي المفاجئ.

تعاني إيران ضغطاً غير مسبوق سواءً في مفاوضاتها النووية مع مجموعة الخمسة + واحد، كما تعاني من إذلالٍ حقيقيّ مع الإعلان عن إطلاق بحريتها النار على 4 قطع بحرية مصرية تابعة لتحالف “عاصفة الحزم” بالقرب من مضيق باب المندب، وأنّ البحرية المصرية ردّت عليها بقوة وأجبرتها على الفرار من محيط المضيق، هذا إضافة إلى إعلان العميد ركن أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي يوم أمس أنّ جميع القطع البحرية التي ستشارك في عمليات عاصفة الحزم أخذت مواقعها بالكامل، حيث ستعمل على إطباق رقابة بحرية على الموانئ اليمنية لمراقبة جميع التنقلات من وإلى اليمن ومراقبة عمليات تهريب الأسلحة…

وهنا لا بُدّ أن نشير إلى “الغضب” الإيراني الذي أظهره المحلل الإيراني محمد حسين جعفريان، تجاه موقف حركة “حماس” المؤيد للضربة العربية المشتركة “عاصفة الحزم” لليمن ووقوفها إلى جانب الشرعية السياسية، مدّعياً أنّ حماس لم تأخذ درساً من الماضي، واصفاً موقفها “بالغامض”، وأنّ موقفها نتيجة لـ”حضن طهران” المفتوح على الدوام أمام هذه الجماعة، باعتبار أنّ طهران “جمعيّة خيريّة”، متجاهلاً المئات من أطفال غزّة الذين سقطوا ضحيّة المخطط الإيراني الجهنمي لغزة واستخدامها حماس لتنفيذه، وبصرف النظر عمّا إذا كان موقف حماس المؤيّد هذا سببه وقوفها في موقعها الطبيعي مع العرب، أو وقوفاً مع قطر المموّل الرئيسي لها، لأن قطر من دول التحالف العربي العشرة التي تخوض معركة كسر الذراع الإيراني في المنطقة.

أمّا الصلف الإيراني الذي صرح به بالأمس لوكالة أنباء فارس علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني وادّعائه أنّ العدوان السعودي على اليمن هو استعراض للضعف وليس القوة، وتطاوله على خادم الحرمين الشريفين، فهو حنقٌ إيرانيّ وحقد دفين على المملكة وعلى كل ما هو عربي، وصدمة وذهول لإقدام الملك سلمان بن عبدالعزيز على اتخاذ قراره التاريخيّ بوضع حدّ نهائيّ لـ”الفرعنة والكَسْرَنه” الإيرانيّة في المنطقة العربيّة، وفي التوقيت المناسب الذي فضح كلّ السياسة الإيرانيّة التخريبيّة التي لم يعد هناك بُدّ من قطع كليّ ليدها في المنطقة.

 

بحبك يالبنان

خالد عبدالعزيز السعد/السياسة/02 نيسان/15

الحروب الاهلية, والدينية, والمذهبية, لا تتوقف خسائرها على الارقام من القتلى او المباني والنازحين, واللاجئين, والمشرين, والمثل الصارخ هي الحرب الاهلية اللبنانية والتي تجاوز عدد القتلى مئتي الف قتيل, وسبعة عشر الف مخطوف وثلاثة عشر الف مفقود, غير احداث الاغتصاب, والسيارات المفخخة التي قاربت الالف سيارة مخففة, والاكثر دمارا وفجاعة ووجعا هو ما خلفته هذه الحرب اللعينة على نفوس اللبنانيين, وعلى الاخلاقيات والسلوكيات في مزاولة الحياة والتي تتعدى الخسائر المادية, والبشرية وفي بلد صغير كلبنان, ومن سخريات القدر اننا سنمر في ذكرى هذه الحرب الاهلية المجنونة في هذا الشهر اي في السادس عشر من ابريل بينما نرى في كل اوطاننا العربية تعاد التجربة اللبنانية وان كانت بطريقة اكثر شراسة ودمارا وعنفا, وارهابا, فلبنان بين ما احتله من هشيم اصفر, ولبنان الاخضر الذي كان الاطفال يمرحون في اعطافه وتنام الامهات ملء جفونهن, نرى المسافة الصعبة بين فكر عقلاني, وتفكير انفعالي يطلق الغرائز من عقالها, فلبنان المحصن بالفكر والثقافة لا يمكن ان يفكر باصابع يديه او قدميه رغم كل ما تفرزه حاضنات التجهيل من الطائفية, والمذهبية, والدينية فما زال لديه القدرة او لدى الكثيرين القدرة على التفريق بين الشفق, والغسق, والغث من السمين, وبين الناي, والعصا رغم ما نسمع احيانا من خطابات هي ابنة الكارثة في تلك الحرب الاهلية المجنونة, فبلد بهذا النسيج وبهذه الاطياف, وبذلك التاريخ يصعب على شريحة ان تحتكره خصوصا ان الجيل الجديد الذي ولد من رحم تلك الحرب المجنونة يتحدث بلغة اخرى ويقرأ ما لم يقرؤه الاباء, ومن عجائب الاقدار ان الوطن العربي كله منشغل الآن في حروب دينية, ومذهبية وطائفية, وارهابية استباحت كل المحرمات, وكل الاخلاقيات وكل الثقافات, وكل الهويات وكل الحسابات والاهداف والاحلام, والمستقبل وتعكيرها بالدماء والدخان والرماد, غير ان اللبنانيين ادركوا ان لبنان له هوية واحدة لا يمكن شطبها وليست محل سجال وهي هويته العربية التي يتمسك بها وهو تحول له قوة تحبط كل الخطابات المتفجرة لانها تنفجر في وجه اصحابها لان المختلف عليه هو وطن وليس مركب صيد او مزرعة فما من ارزة في الباروك او عشبة في البقاع او ورقة تبغ في الجنوب الا تهتف لتراب لبنان اولا لان التراب في لبنان اتخم من فرط الدم الذي سقي به ولا حاجة ان يخرج سما بدلا من الماء الذي يروي الحياة كي يصدق الناس بانهم باقون على ارضهم عندما كان القتل يقتحم البيوت, والمباني, والطرقات فالحروب الاهلية لها ميزان غريب يجعل من المأساة والخسائر وجها آخر من المناعة والتجارب التي تمنع تكرارها وتحصين العقول والنفوس من اوبئتها ولعناتها, وحرائقها فيحل الحنين للحب والسلام والتقدم والصعود بدل الرصاص, والعويل, والجثث الممزقة والمغطاة بورق الجرائد او بالخرق الممزقة وترن الاصوات بين الجبال والاودية, والصحارى والبحار تعيد للوطن العربي هيبته, وللبحر زرقته, والليل هدوءه وفيروز صوت يسيل في العروق يغني لبنان الاخضر والوطن العنيد, بحبك يالبنان ياوطني.

 

عاصفة الحزم: مصير مستشاري إيران و”حزب الله” باليمن كمصير الحوثيين

محادثات بين وزير الدفاع السعودي ونظيره الباكستاني

السياسة/02 نيسان/15

الرياض – وكالات: أعلن المتحدث باسم “عاصفة الحزم” العميد ركن أحمد عسيري أن التدخل البري في اليمن “ليس ضرورياً” في الوقت الراهن, كما وجه تحذيراً قوياً إلى المستشارين الايرانيين ومن “حزب الله” اللبناني الموجودين في اليمن مؤكداً أن مصيرهم كمصير الميليشيات الحوثية. وفي مؤتمر صحافي, مساء أول من أمس, قال عسيري, “في الوقت الرهن أي تدخل بري ليس ضرورياً”, لكنه أشار الى أن مثل هذه الضرورة قد تبرز “في أي وقت”, مؤكداً أن القوات البرية السعودية جاهزة ومدربة وستقوم بدورها في الوقت المناسب.

وذكر بأن الغارات التي يشنها التحالف العربي تهدف الى وقف تقدم الحوثيين نحو عدن, موضحاً أن ضربات أخرى في الشمال, معقل المتمردين الحوثيين, كانت من أجل “منعهم من التقدم نحو الحدود السعودية”.

وأكد العسيري ان السعودية ستستقبل أي مساعدة إنسانية في حال مرت “عبر القنوات الديبلوماسية”, مصراً على تنسيق مع السلطات العسكرية.

وأضاف ان “قوات التحالف تعي دورها نحو الشعب اليمني وأهداف العملية برمتها تهدف لسلامة وأمن الشعب اليمني, ولن نتأخر عن دعم وإغاثة الشعب اليمني لكن يجب أن نتأكد أن المواد الإغاثية تذهب للأيدي المستحقة لها ولا تذهب للميليشيات الحوثية”.

وأشار الى انه “في حال قتل مدنيون … فهذا الأمر ليس هدف العملية. إن الخسائر الجانبية يمكن ان تحصل”, مؤكداً أن “الميليشيات الحوثية تحت الضغط وتحاول نقل المعركة إلى داخل القرى والمدن”, كما في الضالع وشبوة وذمار.

وفي تفاصيل العمليات العسكرية, أعلن عسيري أن “الوحدات الجوية تهاجم الميليشيات المتجهة للضالع (جنوب) وشبوة (وسط), وتم تدمير اللواء 33 في الضالع بالكامل”.

وأكد أن “المجال الجوي اليمني تحت سيطرة كاملة لقوات التحالف.. وكذلك الموانئ أصبحت تحت سيطرة قوات التحالف”.

ورداً على سؤال بشأن وجود مستشارين ومدربين للميليشيات الحوثية من إيران أو “حزب الله” اللبناني في اليمن, قال عسيري إنه “إذا كان هناك مستشارون أو مدربون إيرانيون أو من “حزب الله” مع الحوثيين فسيلقون نفس مصيرهم”.

في سياق متصل, استقبل وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان نظيره الباكستاني خوجه محمد آصف لدى وصوله مطار قاعدة الرياض الجوية, مساء أول من أمس.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية, انه جرى اجتماع بين الجانبين نوقشت خلاله “المشاركة العسكرية الباكستانية في تحالف عاصفة الحزم التي تقود عملياتها السعودية استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لتخليص بلاده من التمرد الحوثي الإرهابي الذي يعبث بمقدرات اليمن, والعمل على تعزيز الشرعية في اليمن ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية واستقلالها وسيادتها”.

وأكد وزير الدفاع الباكستاني في تصريح أدلى به قبيل توجهه إلى المملكة أن بلاده ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية وحدة أراضي السعودية. كما كان موضوع التعاون في إطار “عاصفة الحزم” محور محادثات أخرى أجراها الأمير محمد بن سلمان مع كل من رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر, وقائد الجيش الماليزي الفريق أول تان سري راجا, ووزير الدولة مدير عام مكتب رئيس السودان الفريق طه عثمان أحمد الحسين

 

«عاصفة الحزم» شلت الطموحات الإيرانية في اليمن

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/02 نيسان/15

مفاجأة قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ببراعة. لم يكن أحد يعتقد أن المملكة العربية السعودية «الصبورة» ستتحرك، خصوصا أن تاريخ قرارات الجامعة العربية غير مقنع، لكنّ تحالفا من 10 دول تشكل في أسبوعين، تعاونت وتتشارك في القتال، يحكي عن شرق أوسط جديد. قبل هذه المفاجأة، كان الشرق الأوسط يتفكك وينهار وكأن الكل في حالة استسلام، ليتبين فجأة أن العالم العربي - السنّي مثل حاملة طائرات، يدور ببطء ثم يتحرك.

الآن هناك شرق أوسط جديد يعمل معا وقادر على القتال والمواجهة معا. يساعده رأي عام عربي أقلقته جدا الطموحات الإيرانية المتمادية بالغطرسة، واستعداد الولايات المتحدة للانسحاب من المنطقة، لذلك يمكن القول إن العاهل السعودي نجح في جمع كل الأطراف، وإجبار أميركا على الوقوف مع توجهه، فهو نجح حتى في سحب دول كانت، كما يقال، في الجيب الأميركي وضمها إلى تحالفه، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير.

أيضا، يمكن القول إن هذا التحالف هو بداية نهاية نفوذ الرئيس باراك أوباما السياسي في العالم، إذ صار هناك من يقف في وجه تلك السياسة، وكانت جرت محادثة هاتفية لمدة ساعة بين أوباما والرئيس التركي رجب طيب إردوغان خرج بعدها الأخير ليتهم إيران بمحاولة الهيمنة على الشرق الأوسط.

منذ «انغماسه» في الرغبة في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، تصرف الرئيس الأميركي وكأنه على استعداد لأن يمنحها الشرق الأوسط كله مقابل توقيعها، لذلك بدت الغارات الجوية على الحوثيين في اليمن، حلفاء إيران، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكأنها غارات على سياسة أوباما و«كرمه» في تقديم الشرق الأوسط، ومع هذا، وهنا الفارق الكبير في الرؤية، قررت 3 ميليشيات شيعية في العراق مدعومة من إيران الانسحاب من القتال لاستعادة «تكريت» كي لا تكون جنبا إلى جنب مع الأميركيين.

البعض وصف أحداث اليمن بأنها معركة بين السنّة والشيعة تخوضها السعودية وإيران، وهذا غير صحيح، لأن العالم السنّي كان يتفرج - وقد وصفه أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي بـ«التنابل» - في حين كانت إيران تشن الهجوم تلو الهجوم.

ولأن الاستفزاز جاء من إيران، فإن اللوم بالتالي ليس متساويا كما يدّعي البعض. اندفعت إيران في سوريا والعراق واليمن ولم تكتفِ بشماله، رفضت جماعاتها مبدأ الحوار وأصرّ الحوثيون على الوصول إلى عدن. بعد القصف انطلقت أصوات تطالب بـ«ذلك» الحوار، وقال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إن إيران مستعدة لتقديم كل التسهيلات لحوار سياسي في اليمن. وقال لي معلق سياسي سعودي: «مشكورة إيران على اقتراحها، خصوصا عندما تدخل علينا غدا».

الآن والغارات قد بدأت يجب أن تستمر لإتعاب إيران بمعركة مفتوحة، وبالتالي إدخالها في حرب استنزاف طويلة الأمد، وهي تجري الآن في اليمن والعراق وسوريا؛ ذلك أن إيران أضعف مما تظهر، وتفضل دائما المواجهة بميليشيات «غذتها» لزمن الحاجة.

لم يصرح أحد من المسؤولين الإيرانيين بأي شيء له معنى، حتى جماعات إيران أطلقت تهديدات وانفعالات، لكن الأيادي ظلت مربوطة. إيران الآن في موقف لا تحسد عليه، فإذا تراجعت تتعرض لهزيمة كبرى، لأنه بعد اليمن قد يكون العراق هو التالي، ومن ثم سوريا. في الشرق الأوسط عندما يبدأ الانحدار فلا قعر له. من ناحية أخرى لا تستطيع إيران الاستمرار هكذا لأنها ستُستنزف وهذا ما لا تريده، ثم إن السعودية والدول المتحالفة معها أقوى في عدة أصعدة: ماليا وجوّيا وأسلحة وعتادا.

في إحدى خطبه قال السيد نصر الله ذات مرة: «إن معسكر المقاومة واحد». في المقابل يبرز الآن معسكر آخر هو المعسكر العربي - السنّي والمطلوب أن يبقى واحدا، ليس فقط في مواجهة إيران، بل أيضا في مواجهة سياسة الإدارة الأميركية، ومواجهة روسيا والصين، عندما تكون هذه المجموعة موحدة تبرز قوتها. أيضا، كما أقدم الطرف العربي على مفاجأة فعليه أن ينتظر مفاجأة. يجب عدم الاستهانة بالعدو. صحيح أن المفاجأة أربكت إيران، إنما يجب التفكير بأن هناك لقاءات تعقد واتصالات تجري تحضيرا لمفاجأة، ليس مهمّا أن الوضع كما يبدو يسير كما هو مخطط له، إنما يجب أيضا التحسب من المفاجآت.

في اليوم التالي لعملية «عاصفة الحزم» سربت إيران خبرا مفاده أن قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» توجه إلى صنعاء (عادت ونفته بعد يومين). هي تعرف أن في الشرق الأوسط لا أسرى يؤخذون. فإذا وقع طرف كثرت السكاكين. أرادات تحفيز الهمم. تعرف كيف يتغير توجه السكاكين، يوما معك ويوما عليك. من هنا أهمية استنزاف إيران لكن بالاكتفاء بالغارات الجوية، وليس بإرسال قوات برية. ثم إن إدخال قوات برية يعني التورط في مستنقع، فهل هذه القوات جاهزة؟ وهل هي قادرة على إتمام العملية؟

الغارات الجوية تتعب وتستنزف الطرف الآخر، ثم إن العالم أيّد الغارات الجوية. فها هي الولايات المتحدة تعتمد على سلاح الجو في حربها ضد «داعش»، وأيضا قاتلت تنظيم «القاعدة» بالطائرات من دون طيار.

أرادت إيران من اليمن التحكم بباب المندب («صرنا سلاطين الخليج»، قال محمد صادق الحسيني) بعدما قالت طهران إنها صارت تتحكم بأربع عواصم عربية: بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء.

التحكم بباب المندب يضع السعودية ومصر والسودان في خطر استراتيجي كبير، كما أرادت التحكم بالنفط والتجارة المتجهة إلى أوروبا. اللافت أن أوباما لم يعترض على الدور الإيراني في اليمن، فهو قال مرة: «يمكن لإيران أن تكون قوة إقليمية ناجحة جدا».

سياسة أوباما أساءت لعلاقات أميركا مع حلفائها في المنطقة إلى درجة بدأت الدول العربية تتخوف من أن تسرب إدارة أوباما معلومات أمنية إلى إيران كجزء من جهودها للتقارب مع النظام، لهذا صدمت الإدارة من عملية التحالف التي تقودها السعودية في اليمن، إذ تم إعلامها لحظة بدء العملية فقط. ثم هناك شكوك لدى هذه الدول بأن إدارة أوباما وعن قصد تخلت عنها مقابل حصولها على اتفاق مع إيران من شأنه أن يطلق العنان للطموحات الإيرانية من أجل السيطرة على المنطقة، وكانت الإدارة تعتقد حتى اللحظة الأخيرة أن اللغة الخطابية المتطرفة هدفها الاستهلاك المحلي.

اليمن مشكلة أميركية أيضا، فالبواخر الأميركية يجب أن تعبر باب المندب، وتكفي تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز. المؤسسة العسكرية الأميركية لا تقبل بالوجود الإيراني في باب المندب، وعبرت عن رفضها لذلك، بل ساهمت في توفير كل المعلومات الاستخباراتية عن قدرات وتجهيزات الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح، كما أنها تشارك في الدفاع عن خليج عدن ومضيق باب المندب كما قال الجنرال لويد أوستن قائد القيادة الأميركية المركزية.

في كلمته في الثامن من الشهر الماضي، قال علي يونسي مستشار الرئيس المعتدل حسن روحاني: «يجب على السعودية ألا تتخوف من تحركات إيران، لأن السعوديين عاجزون عن الدفاع عن شعوب المنطقة».

من هنا، كانت المفاجأة على إيران صاعقة، حتى المرشد الأعلى علي خامنئي لم يتكلم، واكتفى قادة الحرس الثوري بتصريحات مؤيديهم.

«الحاملة» العربية بطيئة لكنها تحركت، وسيكتشف العرب أن الأميركيين مع القوي، لذلك عليهم استثمار هذه البداية. أظهرت إيران قوة ومثابرة فسارت معها واشنطن، كانت تريد إعطاءها دور شرطي المنطقة بعدما رأت التفكك العربي. الآن تغير الواقع السياسي، وعلى القوة العربية إثبات وجودها. حل مشكلة سوريا بيدها، وحل مشكلة العراق أيضا، إلى درجة يجب أن يقرر العراقيون مع من يقفون، مع العرب أم مع إيران، وهكذا لا يبقى استنزاف إيران في اليمن. إن عدم التورط بقوات برية ضروري، القصف من البحر والجو يكفي، إضافة إلى الحصار على اليمن، ثم إن لدى السعودية القوة كي تستمر. في القمة العربية قال الملك سلمان: «عاصفة الحزم مستمرة». وفي القمة العربية قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «تحيا الأمة العربية».

كم من الزمن مضى ولم نسمع هذه العبارة!

 

حرب الجميع ضد الجميع

هشام ملحم/النهار/2 نيسان 2015

منذ الحربين العالميتين في القرن الماضي، لم يشهد القوس الجغرافي الممتد من شمال افريقيا الى الهلال الخصيب مروراُ بالخليج وانتهاء باليمن نزاعات دموية كتلك التي يشهدها الآن في الحروب الاهلية والحروب بالوكالة داخل الحدود الوهمية وعبرها، والتي ادت الى مقتل مئات الآلاف، وتقويض نظام الدول الذي برز بعد الحربين العالميتين، وتفكيك المجتمعات الى مذاهب وقبائل وإتنيات واقليات متحاربة، انضم اليها في سوريا والعراق "مجاهدون" قتلة يطوفون الارياف والصحارى والمدن، ويلوحون بالسيوف ويقطعون الرؤوس وهم يهتفون باسم الله ويهوسون بقرب نهاية العالم. الحرب الاهلية الاميركية في ستينات القرن التاسع عشر هي الحرب الاشرس في تاريخ الولايات المتحدة، لكنها دارت بين جيشين منضبطين وانتهت بغالب ومغلوب. الحرب الاهلية الاسبانية في ثلاثينات القرن العشرين دارت أيضاً بين طرفين، وعلى نقيض الحرب الاهلية الاميركية شاركت فيها جيوش اوروبية و45 الف متطوع اجنبي، وانتهت أيضاً بغالب ومغلوب.

الحروب الدائرة في المنطقة الان لا ينطبق عليها النموذجان الاميركي والاسباني لأنها حتى عندما بدأت بين نظام سلطوي ومعارضة شعبية، كما حصل في سوريا وليبيا واليمن، تحولت لاحقاً الى"حروب" اهلية مختلفة داخل كل بلد حيث تتقاتل قوى المعارضة المسلحة في ما بينها وكذلك ضد النظام انطلاقا من اعتبارات ومصالح سياسية أو مذهبية أو إيديولوجية أو جهوية أو إتنية. وعندما يضاف الى ذلك تدخل القوى الاقليمية والعالمية بما في ذلك ارسال قوات خاصة أو خبراء، أو تنظيمات حليفة لها كما فعلت ايران في العراق وسوريا عبر الحرس الثوري و"حزب الله" اللبناني، وكما يمكن ان تفعل دول عربية قريباً في اليمن، تتحول هذه الحروب الى حروب بالوكالة تتداخل فيها مختلف العوامل والاعتبارات الجيو- سياسية والامنية والمذهبية والاقليمية والدولية. انها حرب الجميع ضد الجميع. وما يميز أكثر هذه الحروب ويدمغها بوحشية لا سابقة لها هو العامل المذهبي والذي تعود تراكماته الى عقود. هذه الحروب الجامحة هي نتاج تراكمات عقود من التسلط السياسي والديني لنخب فاسدة، وغياب الحكم الصالح، والاحتكار الاقتصادي والركود الثقافي. ولهذا السبب فان الخروج من هذا المأزق الحضاري سوف يتطلب عقوداً طويلة من الارهاصات السياسية والاجتماعية والثقافية بعد الارهاق التام للمحاربين، وبروز عقلية نقدية تنبذ الارث الثقافي والديني الآسن، وترفض نظريات المؤامرة، وتنطلق من مبدأ ان الانسان مسؤول عن نفسه وعن عالمه وقادر على صياغة حاضره ومستقبله، في دول مدنية ودستورية تسودها حقوق المواطنة وتنفصل فيها السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. يجب ان نصرخ بأعلى صوت: حتى الغالب لن ينتصر، لأنه في حرب الجميع ضد الجميع، يخسر الجميع.

 

«عاصفة الحزم» ردّ عربي للجم الفجور الإيراني

ربى كبّارة/المستقبل/02 نيسان/15

بالغت ايران، شفهيّا وعمليّا، باستعراض عضلاتها كقوة اقليمية الى حدّ دفع بدول «مجلس التعاون الخليجي«، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، الى اللجوء الى القوة العسكرية عبر تحالف عربي-اسلامي حماية للامن العربي وحفاظا على المصالح العربية التي واظبت ايران على انتهاكها في خضم خوضها مفاوضات شاقة مع الغرب حول ملفها النووي لم تؤت بعد ثمارها النهائية.

فمن تبجح مسؤوليها باستتباع اربع عواصم عربية على الاقل الى تدخلها العسكري المباشر والواضح في العراق وسوريا والى التدخل المماثل عبر ادواتها في لبنان واليمن، بات امن الخليج العربي على المحك فيما طهران تسعى، عبر مفاوضات النووي، الى مقايضة الاتفاق باعتراف دولي يكرس نفوذها في الاقليم.

ويلفت متابعون الى ان ايران دخلت مرحلة المفاوضات النهائية في لوزان وبيدها ملف الشرق الاوسط مرصعا بتصريحات مسؤوليها عن مدى هيمنتهم، وبوجود قائد فيلق القدس قاسم سليماني على ابواب تكريت، مع كامل الدعم لبشار الاسد ولـ«حزب الله» في لبنان ولـ«انصار الله» في اليمن. لكنها وقبيل الموعد النهائي للتوصل الى اتفاق اطار وجدت ملفها شبه فارغ مع انطلاق «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية ومشاركة عشر دول عربية الى جانب باكستان وتركيا خصوصا وان لباكستان قوتها النووية ولتركيا انخراطها في حلف الاطلسي.

وقد استبق توقيت انطلاق العملية العسكرية، التي فرضت حصارا فعليا على امداد الحوثيين بالاسلحة الايرانية ان عبر المطارات او الموانئ، بأيام قليلة انقضاء المهلة المحددة لانجاز اتفاق الاطار منتصف ليل الثلاثاء- الاربعاء، كما استبق بأيام قليلة القمة العربية في شرم الشيخ التي قررت للمرة الاولى انشاء قوة عربية مشتركة.

ويلفت سياسي لبناني سيادي الى ان السعودية وحلفاءها بادروا إلى الخطوة من دون تنسيق مسبق مع الادارة الاميركية التي يتهافت رئيسها باراك اوباما على انجاز اتفاق نووي يعوض عبره خساراته في المجالات الاخرى داخلية كانت او خارجية. ويدلّل على ذلك اعتبار رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين ان التحرك العربي العسكري اتى «من دون تنسيق معنا لانهم يشكون اننا الآن حلفاء ايران» فدول المنطقة بنظره لم تعد تثق بالولايات المتحدة.

ورغم ان انجاز اتفاق الاطار في المهلة المحددة لم يكن محسوما، يرى المصدر ان «عاصفة الحزم» اثرت في مسارات التفاوض، ان عبر تشدد ايراني مستجد خشية عدم النجاح بتكريس اعتراف دولي بنفوذها الاقليمي، او عبر تلكؤ غربي استفاد من المبادرة العسكرية العربية للتمسك بشروطه خلافا للموقف الاميركي.

فمع انقضاء المهلة وتمديدها ليوم واحد هو امس الاربعاء، توقع المصدر اما ان تتوالى التمديدات او ان يتم الاعلان صراحة عن وقف لمدة محددة «للتشاور» خصوصا في ضوء الغموض الناجم عن تصريحات متضاربة بين «تقدم مقبول» و«تقدم غير كاف لضمان اتفاق سريع» اضافة الى مغادرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الفرنسي لوران فابيوس وآخرين.

فالعملية العسكرية، التي أعقبت فشلا متكررا في دفع الحوثيين الى الحوار، والتحالف العربي فوق خلافات ابعدها قسرا التمادي الايراني، هدفهما «التوصل الى توازن يؤدي الى تهدئة واستقرار» وفق المصدر نفسه الذي يلفت الى اختلاف واضح بين «النشوة العربية» التي فجرتها هذه العملية والنشوة التي سبق للعرب ان عاشوها مع جمال عبد الناصر ولاحقا مع منظمة التحرير الفلسطينية. ويؤكد المصدر ان الوعي العربي، ووعي اللبنانيين خصوصا، سيؤدي حكما الى عدم تعارض نظام المصلحة العربية مع المصالح الوطنية الكيانية لان الهدف ليس مدّاً عروبياً توحيدياً وانما عيش مشترك لمختلفين متساوين.

 

خطاب «الشتائم».. لن يؤخر ولن يقدّم

مهى حطيط/المستقبل/02 نيسان/15

لا يخفى على أحد ان «حزب الله« بحاجة الى لبنان هادئا ومستقرا لاستعماله كقاعدة انطلاق لحروبه الخارجية من سوريا الى العراق، ولا يخفى على احد ايضا ان لبنان المستقر هو الرئة التي يتنفس بها «حزب الله« والنظام السوري ولا مصلحة لأي منهما بزعزعة هذا الاستقرار لما يؤمنه لهما من حركة مقاتلين واسلحة وحتى طبابة لقيادات النظام السوري التي تلجأ الى لبنان للاستشفاء.

الا ان عملية «عاصفة الحزم« التي بدأتها المملكة العربية السعودية فجر السادس والعشرين من شهر آذار الفائت ومعها دول عربية من مصر الى الاردن والسودان وبغطاء اقليمي من تركيا وباكستان، فاجأت كلاًّ من إيران و«حزب الله«. فإيران التي كانت تشعر بنشوة النصر والسيطرة على البلدان العربية وهي عبّرت عن ذلك أكثر من مرة على لسان مسؤولين ايرانيين وآخرهم تصريح صدر قبل أشهر قليلة عن ان إيران اصبحت تسيطر على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. تفاجأت بوجود تحالف عربي يقف بوجه سيطرتها وهيمنتها على المنطقة.

وإن جاء الاعتراض الإيراني على «عاصفة الحزم« اكثر ديبلوماسية من اعتراض «حزب الله« الذي استعمل امينه العام السيد حسن نصرالله الشتائم بحق الدول العربية وتحديدا السعودية لخوضها هذه الحرب ضد مشروع الامبراطورية الفارسية فذلك لا يعني ان إيران ليست مستاءة من هذه العملية ولا تشعر بالتهديد الحقيقي لطموحها ونفوذها الذي عملت على ترسيخه عبر دعم «حزب الله« والنظام السوري والحوثيين.

يقول النائب أمين وهبي لـ»المستقبل« إن اللبنانيين «اعتادوا ان يتم استعمالهم من قبل إيران، فإيران تقاتل في سوريا حتى آخر لبناني وفي العراق وفي اليمن ايضا حتى آخر لبناني، بموافقة حزب الله الذي يقوم بعمليات خارج الحدود اللبنانية ويخوض معارك ايران في سوريا والعراق ويضع مصلحتها والمنطق العصبي والمذهبي قبل مصلحة لبنان.«

ويضيف «من هذا المنطلق جاء رد فعل حزب الله الغاضب والمتوتر اثر عملية عاصفة الحزم، فالحزب يعتبر الدفاع عن خطط إيران واطماعها التوسعية يأتي قبل مصلحة لبنان واللبنانيين. لذلك، هاجم الجميع من رئيس الحكومة تمام سلام الى السعودية، فعملية عاصفة الحزم في اليمن وقفت بوجه الاطماع الايرانية ورغبتها التوسعية، وحزب الله يدرك جيدا معنى ان يكون هناك للمرة الاولى منذ سنوات تحالف عربي واسع يقول للسياسة الايرانية في المنطقة كفى بعد سنوات اعتقد خلالها كل من الحزب وايران ان الكلمة الاخيرة في المنطقة هي لهما».

لكن كل هذا الهجوم على الحكومة ورئيسها وعلى السعودية وسفيرها في لبنان لن يؤثر في عمل الحكومة التي استغرق تأليفها أحد عشر شهرا ولن يكون له تداعياته السلبية على الحوار مع تيار المستقبل. فرغم خطاب السيد نصر الله المتوتر والغاضب الا أنه اعلن تمسكه بالحوار مع تيار المستقبل. ومرت جلسة مجلس الوزراء الاخيرة بعتب من وزراء حزب الله على كلمة رئيس الحكومة في القمة العربية دون ان تكون هناك تبعات لهذا الخلاف. وكأن حزب الله من تصعيده الكلامي في جميع الاتجاهات اراد ان يقول لجمهوره انه لايزال قادرا على التصعيد رغم التغيرات الاقليمية الكبيرة والمفاجئة. موقف يبقى رهنا بالتطورات العسكرية في اليمن والمفاوضات النووية مع إيران.

 

 أسد على «حزب الله»!

عبد السلام موسى/المستقبل/02 نيسان/15

هَزُلَتْ. حتى بشار الأسد لا يدين لـ«حزب الله» بفضل الدفاع عنه، ولا يعترف بتضحيات مقاتليه، فبرأيه القديم الجديد أن «بضعة آلاف من مقاتلي حزب الله لم يغيّروا التوازن. ما غيّر التوازن هو الحاضنة التي تحولت لمصلحة الحكومة».

أول ما يتبادر إلى ذهن مَن يقرأ موقف الأسد «المعجّل المكرّر»، والذي جاء في مقابلة مع قناة «سي بي اس نيوز» الأميركية، سؤال «جوهري» يتفرع منه أكثر من سؤال، ومفاده هل يقرأ «حزب الله» ما يتضمنه كلام الأسد «المكرّر» من «فكرة جوهرية» لا يمكن التعتيم عليها أبداً بأنّ قتال «حزب الله» في سوريا هو لزوم ما لا يلزم؟ وإذا قرأ هذا الموقف، وما سبقه من مواقف، ماذا عساه يقول للأهالي الذين يُزَجّ بأبنائهم وقوداً على مذبح الدفاع عن بشار الأسد؟ أو بالأحرى ماذا عسى الأهالي الذين فقدوا أبناءهم في ساحات العار يقولون تعليقاً على ما قاله الأسد؟ كلام الأسد «الصريح والفصيح» لا يستحق الرد والتعليق من قِبَل «حزب الله» ربما، فقد اعتاد الحزب أن يدير للأسد خدّه الأيمن، كلما ضربه على الأيسر، ليس حباً به، إنما تنفيذاً لأوامر «الولي الفقيه» الذي يرى أن إحراق شباب «حزب الله» في نار الأسد «واجب جهادي» مقدّس. كلام الأسد «الصريح والفصيح» و»المكرّر»، يُمثِّل طعنة لـ»حزب الله» في الصميم، لا بل «يُعرِّي» كل خطب أمينه العام السيد حسن نصر الله، الذي لا يزال، حتى اللحظة، يُتحف اللبنانيين، بأن قتال حزبه في سوريا، غيّر المعادلات، وقلب الموازين، وجعله «قوّة مشرقية» وشريكاً على طاولة صناعة القرار في الشرق الأوسط، على عكس ما يمكن أن يفهمه عاقل من كلام الأسد؟ فإذا كان كلام الأسد يُعرِّي قتال «حزب الله» في سوريا إلى هذا الحد، فما الذي يدفع «حزب الله» إلى الاستمرار بحربه على الشعب السوري، وتحدِّي إرادة قسم كبير من اللبنانيين يطالبه بالكفّ عن القتال هناك، بعد كل الويلات التي ما زالوا يدفعون ثمنها إلى اليوم، جرّاء الإرهاب الذي استجلبه «حزب الله»، بإدارته الأذن الطرشاء لكل ما يقولونه؟

يبدو أن إناء الأسد ينضح بما فيه، كما ينضح إناء «حزب الله»، ليصحّ في كلاهما بيت الشعر القائل: « إذا كان رب البيت بالدفّ ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص».

() منسق عام الإعلام في تيار «المستقبل»

 

في الخطايا والأخطاء

علي نون/المستقبل/02 نيسان/15

اشتغلت إيران بدأب وجدّ كبيرين على اعتماد البعد المذهبي في مشروعها القومي، ونجحت في ذلك إلى حدّ الفتنة التامّة.. وقاصر من ينكر ما لا تنكره هي، من أنها اعتمدت تلك السياسة بوضوح مؤدلج ولم تعوّف شيئاً في سبيلها، من الفقه إلى الفتوى، ومن المال إلى العنف المسلّح، ومن الحلال إلى الحرام، ولم تسأل! وتحت تلك الخطايا تسرح أخطاء كبرى. أوّلها وفي قمّتها، أنها، أي إيران ومعها أدواتها وصنّاعها وبيانها وخطابها، تستمر في اعتماد الطرق القديمة في مواجهة حقائق جديدة. وفي تجاهل الواقع المقابل الذي انفجر أخيراً في وجهها.. وتستعير رأس النعامة لتدفنه في رمل حساباتها الخاطئة وممارساتها الأكثر خطأً. وفي مقدّم ذلك كله، الاستمرار في النقر على الوتر السعودي والتعامي عن واقعة لا تحجبها الشمس، تفيد بأن عالماً متكاملاً، يمتد من باكستان إلى تركيا إلى مصر إلى المغرب مروراً بكل دول الخليج العربي، يقف الآن مرصوصاً وبشكل غير مسبوق في وجه ارتكابات إيران، ومع السعودية وريادتها ودورها وأمنها الوطني واستقرارها. ثم تتجاهل (إيران) تطوراً كبيراً راهنت على عكسه، وأشاعت نظريات طويلة عريضة في شأنه استناداً إلى التفاوض المفتوح مع الأميركيين خصوصاً والخمسة+ واحداً عموماً، على الملف النووي. وهو أن واشنطن وغيرها من العواصم الغربية الكبرى لم تتردّد في إعلان موقف مؤيد لـ»عاصفة الحزم». وذلك يمكن تفسيره، بعيداً عن أي مبالغات غير مأنوسة أو أي افتعالات غير واقعية، بأنه تأييد للمواجهة القائمة مع الجموح الإيراني غير المنطقي وغير السوي. والأهم من ذلك، هو أن تلك العواصم، تفصل عمليًّا وواقعيًّا، بين الملف النووي والملفات المتفجّرة في المنطقة العربية وطموحات إيران للعب أدوار أكبر من طاقتها وغير مقبولة من أكثرية العرب والمسلمين.

والأكيد أن إيران تعرف ذلك كلّه وأكثر منه لكنها تصرّ على تجاهله. وتستمر في اعتماد تلك السياسات الكارثية التي أوصلتها إلى الإفلاس المادي والعزلة السياسية والديبلوماسية، ثم الى نسف البنيان التعبوي الذي عمّرته على إسمنت شعار «الشيطان الأكبر» وملحقاته.. وعلى مدى ثلاثة عقود ونصف العقد. .. هل تظن إيران حقاً، أن دولة بحجم المملكة العربية السعودية ومكانتها كان يمكنها أن تتفرّج على ما يحصل عند باب دارها ولا تتحرّك؟ وهل تظن حقًّا، أنها بالتطاول على السعودية ودورها وتاريخها يمكن لها أن تحقّق أي إنجاز سياسي أو ميداني؟ «عاصفة الحزم« مناسبة يُفترض أن تنتهزها إيران لتعيد النظر بالعمق في حساباتها، إزاء السعودية أولاً والمحيط العربي ثانياً والعالم الإسلامي ثالثاً.. وغريب جداً ألا تفعل وهي الساعية إلى صورة المشي مع «الشيطان الأكبر» على ضفاف بحيرة جنيف السويسرية!

 

«حزب الله».. و«الديبلوماسية الإلهية»

علي رباح/المستقبل/02 نيسان/15

لا تسعف الذاكرة «حزب الله« وجمهوره لتذكّر «الأصول الديبلوماسية»، التي لطالما اتّبعها السفير السوري علي عبد الكريم علي وسفراء ايران في لبنان. ففي زمن يخرج فيه السفير السعودي علي عواض عسيري لانتقاد ما ورد في خطاب نصرالله الاخير، متحدّثاً عن «ارتباك لدى الجهات التي يمثلها نصرالله»، تصبح تصريحات سفراء «المحور الإلهي» في لبنان، وانتهاكها لسيادة الوطن، تفصيلاً من الماضي. لا بأس. فـ»عاصفة الحزم» تطيح الذاكرة احياناً.

«تصريحات السفير السعودي، التي تعرّض فيها للأمين العام لحزب الله، تشكّل خروجاً عن أصول الديبلوماسية»، يقول عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله.

يبدو ان السفير السعودي قد ارتكب خيانة عظمى بانتقاده كلام نصرالله، حتى وإن كانت «الديبلوماسية الالهية» لـ «سيّد المقاومة» تقوم على وصف العرب بـ»التنابل والكسالى والفاشلين»، وبحديثه عن «سيّدهم شاه ايران!».

في هذا الاطار، اعتبر عضو كتلة «المستقبل« النائب جمال الجراح في حديث إلى «المستقبل»، أن «نصرالله خرج عن الأصول والقيم الوطنية، وتجاوز كل الاصول الاخلاقية التي تغنّى بها في خطابه الاخير، بحديثه عن وقوفه وايران الى جانب الشعوب، عندما شارك في ذبح الشعب السوري وساند نظام الارهاب في سوريا«.

وقال الجراح، «إنّ نصرالله هو مَن أطلق شتائمه باتجاه المملكة العربية السعودية، ونسي حينما ارسل نداءات الاستغاثة للمساهمة في وقف عدوان 2006، ولإعادة إعمار الضاحية والقرى الجنوبية ، حيث وقفت المملكة العربية السعودية الى جانب الشعب اللبناني، ودفعت اكثر من 500 مليون دولار لإعادة إعمار الضاحية وقرى جنوبية. اقل ما يقال ان نصرالله تنكر لوقوف السعودية الى جانب لبنان منذ العام 1989( اتفاق الطائف) حتى اليوم«.

ورأى أن «أكثر ما يجعل نصرالله مستاءً من السعودية، هي الهبات التي قدمتها للجيش اللبناني. فبناء الجيش والمؤسسة العسكرية يعني الغاء الدويلة والميليشيات«.

وعن كلمة رئيس الحكومة تمام سلام أمام الجامعة العربية، قال الجراح «إن سلام انطلق من البيان الوزاري، الذي شدد على التضامن مع قضايا العرب والشرعية العربية، وهو ليس بحاجة الى مشاورة أحد«.

وبالعودة الى ردّه على السفير عسيري، استفاض النائب حسن فضل الله في شرح معنى «الاصول الديبلوماسية»، اذ اعتبر انها «تفرض عدم التدخّل في الشؤون الداخلية«.

انزلق فضل الله في متاهات «الاصول الديبلوماسية»، وخص بكلامه، السعودية وديبلوماسيتها وديبلوماسييها، متجاهلاً كل ما صدر ويصدر على لسان «الديبلوماسيتين الايرانية والسورية«. فالسفير السوري لا يترك مناسبة إلاّ ويخرق فيها السيادة الوطنية. وهذا ايضاً ما حدث مع المستشار العسكري لخامنئي الفريق رحيم صفوي، حين اعتبر ان حدود ايران الغربية تصل الى البحر المتوسط عبر الجنوب اللبناني. وكلام مستشار الرئيس روحاني علي يونسي، الذي تحدث عن السيطرة على بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، واستعادة امجاد «الامبراطورية الفارسية«!.بات من شبه المؤكد أن ديبلوماسية نصرالله «الإلهية»، تقتضي أن يوافق اللبنانيون والعرب على تدخّله بشؤون العالم خدمة لمصالح «امبراطورية فارس»، من دون أن يتجرّأ أحدٌ على انتقاده ومحاسبته. فما أجازه حزب الله لنفسه.. حرّمه على غيره.

 

الناطق باسم قوات التحالف أحمد عسيري: «عاصفة الحزم» مستمرة لليوم السابع وتحقق أهدافها المرسومة بشكل ممتاز

الرياض - «الحياة»

أكد الناطق باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري أن «عاصفة الحزم» مستمرة لليوم السابع على التوالي، وتحقق أهدافها المرسومة بشكل ممتاز على جميع المستويات الجوية والبرية والبحرية.

وقال خلال الإيجاز الصحافي اليومي الذي عقده في قاعدة الرياض الجوية إن «الحملة مستمرة حتى تحقق أهدافها»، مشيرًا إلى أن «القوات الجوية للتحالف استمرت في متابعة الأهداف المحددة باستهدافها للصواريخ البالستية ووسائل الدفاع الجوي ومخازن الذخيرة وحركة القوات»، مؤكدًا أن «العمليات كثفت في المناطق والطرق المؤدية إلى مدينة عدن، وأدت إلى نتائج جيدة»، لافتًا إلى أن ذلك رسالة تقدمها قيادة التحالف إلى أصدقائها وأخوانها في الجيش اليمني.

وبيّن عسيري أن العمليات خلال الـ 24 ساعة الماضية كانت مركزة على مواقع الألوية التي كانت تنفذ عملياتها بإتجاه مدن عدن، الضالع وشبوة حيث استهدفت مواقع تلك الألوية.

وتابع: «نحن نعلم تماماً في قيادة التحالف أن معظم الضباط والأفراد والجنود اليمنيين مُجبرين على بعض التصرفات، والممارسات من قبل الميليشيات الحوثية والموالين لها من بعض القادة الذين ينتمون إلى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح»، موضحاً «نؤكد لأفراد الجيش اليمني أن استهدافهم ليس هدف التحالف بحد ذاته، ولكن وجودهم في هذه الأماكن عرض حياتهم للخطر، ولذلك من هذا المنبر نناشد اخواننا من أفراد الجيش اليمني بعدم التعامل مع هذه المليشيات، والعودة والالتفاف حول قادتهم المخلصين التابعين للحكومة الشرعية دفاعاً عن اليمن ودفاعا عن المواطن اليمني ضد من حاولوا اختطاف اليمن، من الجماعات الإرهابية المتطرفة وأعوانهم ومسانديهم وداعميهم».

وقال عسيري: «يجب على أفراد الجيش اليمني أن يتولوا الدفاع عن اليمن، وأن يلتفوا حول قيادتهم، ومن أصيب منهم نسأل الله له الشفاء، ومن توفي نسأل الله له الرحمة»، مؤكدًا أن «قيادة التحالف تعي مسؤولياتها تماماً فيما يخص الأعمال العسكرية التي تنفذ داخل اليمن، وتعي أهمية تجنب إصابة المدنيين».

وأكد أن «قوات التحالف» سبق أن أوضحت أن المليشيات «الحوثية» تقوم بالدور المتوقع منها باستهداف المدنيين، وضرب التجمعات السكانية، بسبب يأسهم من تحقيق نتائج عسكرية على الأرض، وأنهم معزولون داخل المدن بعد أن تمت محاصرتهم خارجها، ومنع حركتهم وتعطيل تنقلاتهم بين المدن، إذ أصبح قتالهم ضد اللجان الشعبية داخل المدن، مبينًا أنه «في هذه اللحظة توجد عمليات عسكرية بين الجيوب والخلايا التي تم زرعها من الحوثيين داخل مدينة عدن ضد اللجان الشعبية».

وأضاف أن «الميليشيات الحوثية هي من استهدفت مصنع الألبان الذي تناقلته وسائل الإعلام اليوم»، مشيرًا إلى أن «المعلومات التي وردت لنا من الأرض تؤكد أن ما أصاب المصنع هي قذائف هاون وصواريخ من نوع (كاتيوشا)، أصابت المصنع وتسببت في نشوب حريق ، وسقوط ضحايا».

وأوضح عسيري أن «قوات التحالف تعي الدور الإعلامي للمغرضين والمعطلين للعمل العسكري بهدف إيجاد البلبلة في المجتمع اليمني، الذي يعد منذ اليوم الأول مساندًا للعملية ويعي أن العملية هدفها تخليصهم من هذه الجماعات الإرهابية ، التي اختطفت المجتمع والدولة».

وأكد أن معسكر «المجرش» في حرض، استهدف من قبل الميليشيات «الحوثية»، وأصابوا من أصابوا في داخله، لافتًا إلى أن «عمليات التحالف لا يمكن أن تستهدف هذه المجمعات، لأنها محددة مسبقاً من قبل العمليات الاستخبارية». وقال إن «عاصفة الحزم أتت أساسا لتخليص المجتمع اليمني من هيمنة الجماعات الحوثية ،و لا يمكن لها أن تهاجم مثل هذه المعسكرات».

وقال أن العمليات استمرت باستهداف مراكز تجمعات «الحوثيين» مثل مستودعات الذخيرة ومحطات الوقود التي كانت تخدمهم في التموين لعرباتهم والتحرك، وتم استهداف المحطة ولم يستهدف المبنى بسبب عدم وجود هدف عسكري داخله، وإنما الهدف هو تعطيل محطة الوقود، مشيرا إلى أن «أحد المستودعات التي تحوي التجهيزات والمواد العسكرية من ذخيرة وغيرها تم استهدافها مباشرة بعد تأكيد المعلومات على وجود مستلزمات ومواد عسكرية في الداخل».

وأفاد عسيري أن العمل تركز أمس على منحيين الأول استهداف جميع مستودعات المواد العسكرية والتجهيزات العسكرية التي حاولت هذه الجماعات إخفائها حتى لا تتعرض للتدمير، وفي نفس الوقت الاستمرار في تنفيذ المهام في منع وصول هذه الجماعات «الحوثية» والمليشيات التابعة لها إلى مدينة عدن، مبينًا أن «جميعها عبارة عن مستودعات ومراكز قيادة وتجمعات للقيادة الحوثية تم استهدافها لليوم السابع على التوالي»، لافتًا إلى حجم التخزين الذي سعت له هذه المليشيات من مواد عسكرية وحجم الدعم الذي وصل لهم خلال الفترة التي استولوا فيها على السلطة، بعد أن نفذوا انقلابهم ضد الحكومة الشرعية.

وأكد أنه «خلال العمليات التي تمت على مدار السبعة أيام الماضية، لم تظهر لنا استهداف لأهداف داخل المجمعات السكنية حتى التي استهدفت أمس، إذ كانت على المحيط الخارجي لمدينة عدن وليس داخل المدينة»، مؤكداً أن «مدفعية الميدان التابعة للقوات البرية الملكية السعودية تنفذ مهامها وتمنع أي حركة على الحدود، وتمنع هذه الجماعات من الاقتراب من الحدود، سوى عملية يائسة فردية من مجموعات تتكون من ثلاث إلى أربع أشخاص يقومون بإطلاق النيران بشكل عشوائي باتجاه الحدود، ويتم الرد عليهم بالطريقة المناسبة في حينه».

وأشار عسيري إلى أن العمليات البحرية مستمرة بداية من نشر قوات التحالف للسفن لتنفيذ الحصار البحري، إذ اكتملت السفن تواجدها وانتشارها العملياتي وتقوم بمراقبة الموانئ وجميع الجزر الواقعة في المياه الإقليمية اليمنية، وأن الطيران العامودي للقوات البحرية تراقب جميع حركة الزوارق من وإلى الشواطئ اليمنية، وأكد أن استمرار العمل على ذلك لمنع إمداد هذه المليشيات.

وبيّن أن المقاومة تمكنت من طرد بقايا اللواء الـ33 والمليشيات «الحوثية» من داخل أو أطراف مدينة الضالع، لافتًا إلى أن «مدينة الضالع تحت سيطرة قيادات الجيش اليمني النظامي واللجان الشعبية، والعمل جاري الآن في شبوة والنتائج مبشرة وإيجابية وهذا يدل على أنه على الأرض أصبح الوضع في صالح الجيش اليمني النظامي وفي صالح اللجان الشعبية».

وأفاد أن قوات التحالف ستستمر في تقييم الأهداف على مدار الساعة والتقليل من أي احتمال للأخطاء واستهداف سواء المدنيين أوالأعمال الإغاثية، داعيًا المنظمات بالتواصل مع الجهات المعنية لتسهيل تنظيم هذه العمليات.

وحول تقييم قوات التحالف لقدرات «الحوثيين» في الرد، أوضح عسيري أنه منذ اليوم الأول لبدء العملية العسكرية استهدفت بالأساس قدرات «الحوثيين» الصاروخية، واستخدامهم لصواريخ «اسكود» وغيرها من الصواريخ التي استولوا عليها قبل «عاصفة الحزم»، مبيناً أنهم يحركون هذه الأهداف ويقومون بإخفائها بين المدنيين، مشيراً إلى أن «المليشيات الحوثية حاولت أن تطلق صاروخ قبل يومين ولكن قوة التحالف قامت باستهداف منصة الإطلاق وتدميرها».

وقال: «نحن نسعى ونبحث عن هذه الصواريخ هذه ليست بالمهمة السهلة، ونعتقد أننا أضعفنا قدرات المليشيات الحوثية كثيراً ولا نعتقد أن الحوثيين يستطيعون أن يطلقوا هذا النوع من الصواريخ ولكن إذا نجحوا في إطلاقها فإن الدفاعات الجوية والطائرات قادرة على اعتراض هذه الصواريخ وتدميرها».

وأبان أن المليشيات «الحوثية» عندما انقلبت على الشرعية عمدت إلى تفكيك القيادات النظامية في الجيش اليمني وقادة القوات فهم يهدفون إلى تغيير هوية الجيش اليمني وتفكيك القيادة، موضحاً أن «اللجان الشعبية على الأرض والمخلصين من الجيش اليمني لهم قيادات على الأرض تقوم بتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية لإيجاد قيادة منظمة بالمعنى العسكري على الأرض، لتنسيق الجهود متى ماتوفرت الظروف المناسبة لإيجاد هذه القيادة على الأرض»، منوهاً أن «قوات التحالف تعمل على إعادة تنظيم الجيش اليمني بشكل يكون قادر على حماية المواطنين وحماية الشرعية».

وأفاد عسيري أن «الجيش اليمني النظامي يقاتل بوجود اللجان الشعبية داخل عدن، مع وجود أوفياء للجيش النظامي اليمني وأن قوة التحالف تتعاون مع الجيش النظامي في اليمن من أجل حرمان الحوثيين من السيطرة على مدينة عدن، وتعمل أيضاً على منع المليشيات الحوثية من الحصول على أي دعم يأتي من خارج عدن»، مؤكداً أن «القوات الحوثية التي ضربت أو هاجمت عدن انسحبت إلى الضالع وشبوة، وتعمل قوة التحالف على تطهير عدن وتأمينها لتكون تحت سيطرة الحكومة الشرعية».

وحول تصريح وزير الخارجية اليمني المتضمن أن الرئيس المخلوع صالح والقوات الموالية له يمثلون مشكلة أكبر من المشكلة الحوثية، أوضح عسيري أن كل هؤلاء يسعون إلى اختطاف اليمن وإلحاق الأذى بالمواطنين وتنفيذ أجندة خارجية تمثل خطرًا بالنسبة لليمن، وقال: «عندما طلب الرئيس عبدربه منصور هادي أن تأتي المساعدة من خلال التحالف فهو يدرك الخطر ولايمكن أن نفصل علي عبدالله صالح عن الحوثيين ومليشياتهم فهم يسعون لتحقيق نفس الهدف وهو تنفيذ أجندة خارجية عبر اليمنيين ونحن نعمل من أجل تحديد الظروف التي تسمح لليمنيين باختيار مصيرهم وذلك من خلال الطريقة السلمية وليس بالقوة».

وفيما يتعلق بتغيير الموازين على الأرض بعد الضربات من قبل قوات التحالف ونسبة نجاحها حتى الآن، والتوقعات بنزوح نازحين إلى حدود المملكة ومدى الاستعداد لاستقبال هؤلاء النازحين، أجاب عسيري قائلاً: «قبل بداية العمليات كان الحوثيون يقصفون مقر الرئيس بالطائرات والآن لايستخدمونها، وكانت لديهم إمكانيات صواريخ بالستية تهدد حدود المملكة، ولم يعد لديهم القدرة على عمل ذلك، أيضا كان لديهم القدرة في الممرات لاستهداف المراكز الحدودية السعودية فلم يعد لديهم القدرة»، مشيرًا إلى أن «المليشيات الآن تحت الضغط ويحاولون الإضرار قدر المستطاع بالمواطنين حتى يظهرون أن التحالف هو من يستهدف المواطنين وهذه مؤشرات أنهم عاجزون عن إدارة عمليات عسكرية حقيقية».

وبيّن أن سلامة المواطنين ودقة المعلومات وعدم الاستعجال في الاستهداف هي خطوط تعمل عليها قيادة التحالف، مؤكدًا أن «المملكة كانت ولاتزال حاضنة للشعب اليمني ودائما محتضنة لجارتها اليمن ولشعبها، ولذلك إن حضروا بشكل أو بآخر فلن يجدوا إلا كل محبة وترحيب»، مشدداً على الجميع بعدم الاقتراب من الحدود لأن العمليات جارية لاستهداف المليشيات «الحوثية». وأوضح أنه متى ما أصبحت الظروف مهيئة لتقديم العمل الإنساني فسيتم تقديمه وهو جزء من «عاصفة الحزم».

وحول كيفية إجلاء «عاصفة الحزم» لبعض البعثات الديبلوماسية من اليمن من طريق منفذ الطوالة الحدودي في منطقة جازان، قال عسيري إنه «منذ بدء العمليات أكدت قيادة قوات التحالف على أن الدعم متوفر لجميع الدول والهيئات والمنظمات الراغبة في إجلاء رعاياها من داخل اليمن حيث تم إجلاءهم بجميع الوسائل براً وجواً وبحراً بعضهم تم إخلاءه وسبق إعلان ذلك من خلال البحرية السعودية بعضهم تم تهيئة جميع الظروف لهم لإخلاء رعاياهم من مطارات الجمهورية اليمنية».

وأكد أن «قوات التحالف لن تألوا جهداً في سبيل توفير الظروف المناسبة وإنقاذ أي من الإخوان الذين يتواجدون في اليمن الآن، وتشكيل ما ينصب على المواطن اليمني الذي ليس له وسيلة لمغادرة اليمن»، مشيراً أن «العمل الأكبر هو توفير الأمن للمواطن اليمني قبل إخلاء الرعايا الديبلوماسيين، والعمل بشكل شامل لتوفير الأمن داخل اليمن لمن هم داخل اليمن كضيوف أو رعايا أو مواطنين».

وحول وجود تنسيق بين قيادة «عاصفة الحزم» وبعض اللجان الشعبية المتواجدين في اليمن، أوضح أن «التنسيق أساسي ومطلوب وجزء كبير من العمل الاستخباري والتعاون مع هذه اللجان الشعبية»، لافتاً إلى أن «الرئيس والحكومة اليمنية المتواجدين على أرض المملكة حالياً يتواصلون يومياً وبشكل مستمر مع المخلصين من أبناء اليمن ويوفرون التوجيه والدعم، وأن قوى التحالف تدعم هذا التوجهات وتدعم على الأرض العمليات العسكرية وجميعها منصبه لدعم الشرعية ودعم الحكومة ودعم الجيش اليمني المخلص».

وفي سؤال عن بدء الدول المتحالفة والمشاركة في «عاصفة الحزم» الإعلان عن خطة إعادة بناء اليمن باعتباره جهد اقتصادي يكون مكمل وداعم للجهود السياسية والجهود العسكرية التي تقومون بها، قال عسيري أن أي حملة عسكرية منظمة تبدأ بعمل استخباري ثم عمل عسكري ثم أمن، ولا يمكن ضم هذه المراحل سوياً، فعندما تنتهي العمليات العسكرية ويعود الأمن والاستقرار والوضع السلمي يتم العمل على عملية إعادة البناء، إذ إنه لايمكن أن يتم دعم اقتصادي في نفس الوقت الذي تنفذ فيه عمليات عسكرية.

 

عاصفة الحزم... وحاجة إيران إلى مراجعات عميقة

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/02 نيسان/15

تحتاج إيران الآن أكثر من أي وقت مضى، الى الواقعية والبراغماتية في التعامل مع عملية «عاصفة الحزم». فالأمر لا يتعلّق باعتداء على أرض إيرانية، ولا بتدخّل خارجي في شؤون الجمهورية الإسلامية، ولا بظلم يلحق بفئة اجتماعية يمنية فاستجارت بطهران لتعينها على نيل حقوقها، بل أصبح واضحاً على ألسنة العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين، أن هناك خطة هيمنة لمدّ نفوذ إيران وصولاً الى مواقع استراتيجية، مثل باب المندب والبحر المتوسط، لا تعنيها مباشرةً ولا تعني أمنها، إلا إذا كانت فعلاً دخلت نفسياً وهذيانياً في مزاج «إمبرطوري» وفي «عقل» مثل هذه الإمبراطورية التي حرصت على نفيها لكنها فشلت.

وتحتاج إيران الآن خصوصاً الى التواضع، بعدما صعد بخار التعالي الى رأسها بفعل غطرسة القوة التي تتمظهر بها في المنطقة العربية، من دون أن يعترضها سوى حراكات سياسية سلمية واجهتها في لبنان باغتيالات سياسية واجتياح للعاصمة بيروت وبالترهيب لإسقاط الحكومة. وفي العراق بشحذ التطرّف المذهبي لرئيس حكومة هو حالياً بمثابة «نائب المرشد» والقائد السياسي لميليشيات «الحشد الشعبي» مكافأةً له، بعد تسبّبه بانهيار الجيش العراقي، وتجبّره على مواطنيه، وتطرّفه في احتقار اعتصاماتهم السلمية الى حد استفزاز الإرهاب «الداعشي». وفي سورية بمؤازرة النظام ورئيسه في تجاهل الاحتجاجات السلمية، وفي قتل مئات آلاف السوريين وتهجير أكثر من عشرة ملايين من مواطنهم. وفي اليمن بـ «شيطنة» الحوثيين ودفعهم الى تفتيت الدولة، وإسقاط الشرعية، وإخضاع الجيش والأمن حتى صاروا مجرد حالٍ سقيمة من البغي والتخلّف الداخليين... من دون أن ننسى طبعاً محاولات إيران لزعزعة الاستقرار في البحرين، بدفع المعارضة الى التوتير الأمني ومنعها من الانخراط في حوار وطني لإنهاء الأزمة.

وتحتاج إيران الآن الى تفعيل عقلانيتها للاعتراف بالحقائق الماثلة أمامها، وعدم الإصرار على تظهير الحقائق التي اصطنعتها عقيدتها السياسية. فالمنطقة العربية المجاورة لها رفضت تطييف أي خلاف معها أو مذهبته، وفي المؤتمر الصحافي بعد انتهاء قمة شرم الشيخ، وصف الأمين العام للجامعة العربية محاولات دفع المنطقة الى صراع سني - شيعي، بأنها «فخّ يجب ألا ينجرّ العرب إليه»، وقال وزير الخارجية المصري إن الحديث عن شيعة وسنّة «بعيد عن روح الجامعة العربية وعملها» ماضياً وحاضراً. أما الإعلان الصادر عن القمة، فحرص على وضع كل التدخلات في شؤون الدول العربية (الإسرائيلية والإيرانية والتركية) في سلّة واحدة، معتبراً أن لها مآرب في «تأجيج نار الفتنة والفرقة والانقسام في بعض الدول العربية، على أسس جغرافية أو دينية أو مذهبية أو عرقية». وطالما أن هناك رفضاً لعنصر الشحن المذهبي هذا أو لاعتماده محوراً في سياسات دول الجوار، فإن إصرار إيران عليه استدعاء واستفزاز لشحن مذهبي مقابل حتى لو لم يكن الطرف الآخر، السنّي، راغباً في اتباع هذا الخط.

وتحتاج إيران الآن، الى مراجعة عميقة للمفهوم الذي تتبناه لحركة التاريخ، والمترجّح بين السعي الى عضوية النادي النووي الدولي وبين العودة في السياسة الى عقلية القرون الغابرة. وهو مفهوم يريد أن يتجاوز مهمة «شرطي الخليج» الى نزع عروبة الدول العربية، وضمّها في «إمبراطورية الهيمنة» التي يبنيها. لكن هذا «الشرطي» الطامع الى دور أكبر، لا يستطيع معاودة ممارسات إيرانية كانت قائمة حتى نهاية سبعينات القرن الماضي وانتهى أمرها، فالإقليم الخليجي تغيّر على أكثر من صعيد، واستطاع أن يبلور مفاهيم تنموية قائمة على حسن الجوار والتعاون لكن على أساس المسالمة والاحترام المتبادل. فحركة التاريخ لا بدّ أن تأخذ في الاعتبار، أن دروس الماضي تساعد في إدارة الحاضر والمستقبل لمصلحة السلم والتعايش، لا أن يؤخذ من الماضي ما يلبّي نزوات الثأر ويجدّد إشعال الفتن، لأهداف ليس مفهوماً أهي «تصحيح» لوقائع أم «استعادة» لأمجاد كانت في الحالين ولم تعد. ففي مقابل «الفتوحات» التي ارتكبتها إيران وتمعن في الافتخار بها على رغم طابعها العدواني، تحدث الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام قمة شرم الشيخ عن حيثيات إطلاق عملية «عاصفة الحزم» قائلاً: «لم نكن نتمنّى اللجوء الى هذا القرار».

وتحتاج إيران الآن الى ما احتاجت إليه منذ أعوام طويلة، وهو وضوح المقاصد وحدّ أدنى من الشفافية. فـ «التقيّة» التي التزمتها في الأزمة النووية، رتّبت عليها - دولةً وشعباً واقتصاداً وتنميةً - كلفة عالية بموجب العقوبات، وذلك لقاء «قنبلة» غير موجودة أو مؤجّلة أو محظورة بموجب أي اتفاق نووي مع الدول الغربية. لكن هذه «التقيّة» تسبّبت بانعدام الثقة حيال أيٍّ من ميليشياتها حيثما وجدت، فحين كان هدف «حزب الله» اللبناني واضحاً في المقاومة لطرد الاحتلال الإسرائيلي، كان يتمتع بتأييد مطلق لا جدال فيه، وحين استدار بعد تحرير الجنوب اللبناني لاستخدام سلاحه في الداخل ضد شركائه في الوطن مواصلاً ادّعاء المقاومة، انكشفت وظيفته في أجندة «الإمبراطورية» وأساءت الى سمعته وصورته. وكانت إيران نفسها نالت إعجاب كثر من العرب واحترامهم بتحدّيها الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن وقوفها الى جانب نظامين مجرمين في حقّ شعبيهما في سورية والعراق، وعبثها بورقة الإرهاب من خلال تنظيم «داعش»، ومشاركتها المباشرة في تخريب البلدين، وإثارتها الانقسام المذهبي وتوظيفه حيثما وجد الشيعة، لم تطرح فقط علامات استفهام عن أخلاقية إيران كدولة وأخلاقية «نهج المقاومة» الذي تدّعيه، بل بدّدت عملياً الفوارق بينها وبين إسرائيل.

أخيراً، تحتاج إيران الآن الى تشخيص دقيق لدوافع عملية «عاصفة الحزم» ولردود الفعل عليها. ففي مناقشات وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ، لم يكن لدى العراقي أي تفهّم لهذا «التدخل» في اليمن، فعارضه لمصلحة الحوثيين وبالحماسة نفسها التي يبديها للدفاع عن «التدخل الإيراني» في العراق. وقد أتيح له أن يسمع من أحد نظرائه وهو يقول: «ليس هناك صراع سنّي - شيعي، لكننا نشهد تصاعد صراع عربي - فارسي». وذهب البعض الى القول إنه كان لعبارة «تحيا الأمة العربية»، مغزى حدثي قد يكون الرئيس المصري تقصّده حين ردّدها ثلاث مرّات في نهاية خطابه الافتتاحي، وإذا لم يتقصده فعلاً فإن صداه عربياً كان ضد إيران - وليس ضد الشيعة - في ضوء الضربات الجوية الأولى في اليمن. فـ «عاصفة الحزم» استُشعرت باعتبارها صدمة قوية هي الأولى من نوعها لإفهام إيران أنها يجب أن تكفّ عن التدخل والإساءة والتخريب، وبثّ الفرقة داخل المجتمعات وبين مكوّناتها، وكذلك عن دفع ميليشياتها الى إلغاء الدولة وتفكيكها هنا وهناك في العالم العربي. صحيح أن التدخل الخليجي في البحرين بواسطة قوات «درع الجزيرة»، كان أيضاً صدمة للتدخل الإيراني، إلا أن طهران كابرت ولم تشأ أن تستخلص الدروس الصحيحة، وأهمها: أولاً، أنها ترتكب جناية بعسكرة الشيعة وجعلهم مصدر خطر على مجتمعاتهم وعلى التعايش مع الفئات الأخرى. وثانياً، أنها تخطئ في المراهنة على أن تغلغلاتها وتدخلاتها لن تُقابل إلا بالاستكانة والرضوخ. والأهم، ثالثاً، أنها انتهجت في بناء «نفوذها» الإقليمي، سياسات تؤسس لصراعات مفتوحة وليس بينها أي مشروع للسلم والاستقرار، وأي «نفوذ» يستند الى غزوات الميليشيات ويستولد الإرهاب، يكون راسخاً في عصور وعقليات لم تعد معروفة ولا مألوفة منذ نهاية القرن التاسع عشر. وغداة انطلاق «عاصفة الحزم»، كان هناك سوريون ولبنانيون وعراقيون وحتى ليبيون، يطالبون بـ «عواصف» أخرى تخلّصهم من هذا الليل الإيراني الذي دهمهم غيلةً.