المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 05 نيسان/2015

المسيح قام حقاً قام ولبنان بإذن الله هو الآخر سيقوم ليستعيد استقلاله

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 04 و 05 نيسان/15  

عن إبراهيم الأمين«عميد القتل» في الإعلام اللبناني/محمد جواد/05 نيسان/15  

المسيحية المشرقية من الأمم المتحدة إلى أين/المحامي كارول سابا/05 نيسان/15  

بكركي قادرة... إن شاءت الأحزاب عاجزة والمجتمع المدني "يا حرام"/ايلي الحاج/05 نيسان/15  

الاتفاق النووي مع إيران ثَمَرة تنازلات وبدائله لم تكن جذّابة تساؤلات عن تبديل التسوية المشهدَ السياسيَّ في المنطقة/موناليزا فريحة/05 نيسان/15  

كيف يطبّع الاتفاق لبنان بعد طول انتظار؟ استمرار الحوار ولا أفق رئاسياً قريباً/سابين عويس/05 نيسان/15  

تقويم المكاسب الحقيقية للنووي لا يزال مُبكراً و"الاحتفالية" الإيرانية تعكس الحاجة إلى انفراج/روزانا بومنصف/05 نيسان/15  

حفلة شواء/عقل العويط/05 نيسان/15  

دولاب إيران إلى أين/الـيـاس الزغـبـي/04 نيسان/15

فرح طهران وحزن الضاحية الجنوبية/احمد عياش/05 نيسان/15  

لا تقويم رسمياً للاتفاق - الإطار والانعكاس الإيجابيّ على الاستحقاق مستبعَد/خليل فليحان/05 نيسان/15  

ما قيمة الالتزامات الخليجية لأوباما؟/راجح الخوري/05 نيسان/15  

عند الامتحان.. تُكرّم إيران أو تُهان/عبد السلام موسى/05 نيسان/15  

5 زائد 1 زائد ما بعد «عاصفة الحزم»/جمال خاشقجي/05 نيسان/15

يا طهران إن صبر أيوب قد نفد/سعود السمكة/05 نيسان/15

إيران إسلامية ... لكنها عدو/خالد الدخيل/05 نيسان/15

الاتفاق النووي سيغير المنطقة.. لكن/عبد الرحمن الراشد/05 نيسان/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي  و04-05 نيسان/15  

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/4/2015

الراعي في رسالة الفصح: نخاطب ضمائر الكتل السياسية وندعوهم الى انتخاب رئيس للجمهورية ونناشد الاسرة الدولية توفير عودة النازحين

الراعي عقد خلوة مع مقبل والتقى مهنئين بالفصح

الحوت: اتفق مع برنامج جعجع الانتخابي ومن غير المحبذ انتخاب احد القطبين المسيحيين

لجنة الطعن بقانون الإيجارات: على مجلس النواب ان يأخذ بالتعديلات المقدمة حول القانون الجديد

الحجيري: داعش تطالب بـ150 الف دولار وشاحنات مؤن للافراج عن سيف الدين

كرم: الاتفاق الاميركي الايراني لن يسمح بتوسع ايراني اكبر في المنطقة

الايرانيون.. بدهم يعيشوا!

هدية جعجع لعون في عيد الفصح: شوكولا.. مع مودتي

إطلاق نار خلال دهم منازل تجار مخدرات في الزعيترية

 حزب الله يدين "التهديد السافر والإعتداء المباشر" على الصحافة من قبل عسيري

إعادة إيران إلى الحظيرة الدولية ولا داعي للتفجع

بري أبرق الى المسؤولين الايرانيين مهنئا

نعيم قاسم: الاتفاق النووي الإيراني انتصار لمشروع المقاومة

رعد: إيران إنتزعت إعترافا دوليا بحقها النووي

نواف الموسوي يهنىء إيران بالنووي: من يقرر مستقبل لبنان والمنطقة مقاومو الهجوم الاستكباري الإسرائيلي على سوريا

يزبك رعى مصالحة بين عائلتي اسماعيل وعواضة في بعلبك

حسين الموسوي هنأ ايران بالاتفاق النووي: التصويب السيء على ايران توظيف لسياسة أميركية صهيونية

مصطفى علي حسين: ايران حققت نصرا كبيرا

وهبي: الجميع يرفض التعصيد وحزب الله ابقى مواقفه تحت سقف الدولة في الشأن اليمني

باسكال صقر انشدت تراتيل الآلام في زغرتا

بسترس في رتبة تقديس النور: لا خلاص للبلاد العربية الا بالمحبة وقبول الاخر

زهرا: نتائج نجاة جعجع صمود القوى الاستقلالية ومشروع الدولة

فرعون: الخطة الامنية ستشمل كل لبنان وهناك امكانيات لتحييد البلد

الحجار بفطور للمستقبل في برجا: نقاط الاختلاف مع حزب الله مستمرة طالما لا يريد العودة للوطن

وهبي: محاولة اغتيال جعجع حلقة من حلقات التآمر على رموز الإستقلاليين

التحالف يبحث المرحلة الثانية من "عاصفة الحزم"

جوع وارهاب داعشي في "اليرموك"... النظام المسؤول الأول

اشتباكات عنيفة بمخيم اليرموك

السيسي: باب المندب قضية أمن قومي

كينيا تعيش صدمة مجزرة جامعة غاريسا والمسلحون سخروا من الطلاب قبل قتلهم

عاصفة الحزم : إجلاء الروس عبر طائرات مصرية وأردنية

الحوثيون يجندون سجناء للقتال في صفوفهم

تكريت في يد القوات العراقية... والحشد الشعبي يغادر المدينة

جوع وارهاب داعشي في "اليرموك"... النظام المسؤول الأول

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس مرقس16/من01حتى08/أحد القيامة-المَصْلُوب قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من12حتى26/وَإِنْ كَانَ ٱلمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فبَاطِلٌ تَبْشِيرُنا وبَاطِلٌ إِيْمَانُكم، ونَكُونُ نَحْنُ شُهُودَ زُورٍ على الله

*صنوج الملالي ورخاوة ركب بعض 14 آذار/الياس بجاني

*التيار الوطني الحر هو شركة تجارية يملكها عون وليس حزباً/الياس بجاني

*بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر ومعاني سر القيامة

*المسيح قام حقاً قام ولبنان بإذن الله هو الآخر سيقوم ليستعيد استقلاله

*بالصو/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر ومعاني سر القيامة/05 نيسان/15

*بالصو/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر ومعاني سر القيامة/05 نيسان/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*القيامة والحياة الأبدية/الياس بجاني

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/4/2015

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 4 نيسان 2015

*الراعي عقد خلوة مع مقبل والتقى مهنئين بالفصح

*الراعي في رسالة الفصح: نخاطب ضمائر الكتل السياسية وندعوهم الى انتخاب رئيس للجمهورية ونناشد الاسرة الدولية توفير عودة النازحين

*زهرا: نتائج نجاة جعجع صمود القوى الاستقلالية ومشروع الدولة

*وهبي: محاولة اغتيال جعجع حلقة من حلقات التآمر على رموز الإستقلاليين

*رعد: إيران إنتزعت إعترافا دوليا بحقها النووي

*نعيم قاسم: الاتفاق النووي الإيراني انتصار لمشروع المقاومة

*نواف الموسوي يهنىء إيران بالنووي: من يقرر مستقبل لبنان والمنطقة مقاومو الهجوم الاستكباري الإسرائيلي على سوريا

*حسين الموسوي هنأ ايران بالاتفاق النووي: التصويب السيء على ايران توظيف لسياسة أميركية صهيونية

*كينيا تعيش صدمة مجزرة جامعة غاريسا والمسلحون سخروا من الطلاب قبل قتلهم

*الاتفاق النووي مع إيران ثَمَرة تنازلات وبدائله لم تكن جذّابة تساؤلات عن تبديل التسوية المشهدَ السياسيَّ في المنطقة

*العونيّون أمام مفترق... والقرار بيد الجنرال/فيفيان عقيقي/النهار

*المسيحية المشرقية من الأمم المتحدة إلى أين؟/المحامي كارول سابا/النهار

*ما قيمة الالتزامات الخليجية لأوباما؟/راجح الخوري/النهار

*كيف يطبّع الاتفاق لبنان بعد طول انتظار؟ استمرار الحوار ولا أفق رئاسياً قريباً/سابين عويس/النهار

*تقويم المكاسب الحقيقية للنووي لا يزال مُبكراً و"الاحتفالية" الإيرانية تعكس الحاجة إلى انفراج/روزانا بومنصف/النهار

*بكركي قادرة... إن شاءت الأحزاب عاجزة والمجتمع المدني "يا حرام"/ايلي الحاج/النهار

*لا تقويم رسمياً للاتفاق - الإطار والانعكاس الإيجابيّ على الاستحقاق مستبعَد/خليل فليحان/النهار

*فرح طهران وحزن الضاحية الجنوبية/احمد عياش/النهار

*دولاب إيران إلى أين؟/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*حفلة شواء/عقل العويط/النهار

*هديّة فصح من جعجع الى عون... مع مودّة/داني حداد

*عند الامتحان.. تُكرّم إيران أو تُهان/عبد السلام موسى/المستقبل

*5 زائد 1 زائد ما بعد «عاصفة الحزم»/جمال خاشقجي/الحياة

*الايرانيون.. بدهم يعيشوا!/وفيق هوّاري /جنوبية

*إعادة إيران إلى الحظيرة الدولية ولا داعي للتفجع/أنطوان حدّاد/جنوبية

*عن إبراهيم الأمين «عميد القتل» في الإعلام اللبناني/محمد جواد /جنوبية/

*شريعتمداري والفرس ذو اللِّجام المخروق/ميرفت سيوفي/الشرق

*مستشار خامنئي: الاتفاق النووي سيعرض إيران لضربة عسكرية

*مملكة القهر و«الأخبار»/ابراهيم الأمين/الأخبار

*بكركي ــ الرابية: الفتور باقٍ ويتمدّد!/ليا القزي /الأخبار

*انتخابات «التيار العوني» في مهبّ «المستشارين»/غسان سعود/الأخبار

*يا طهران إن صبر أيوب قد نفد!/سعود السمكة/السياسة

*إيران إسلامية ... لكنها عدو/ خالد الدخيل/الحياة

*الاتفاق النووي سيغير المنطقة.. لكن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس مرقس16/من01حتى08/أحد القيامة-المَصْلُوب قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا

"لَمَّا ٱنْقَضَى السَّبْت، ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع. وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس. وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا. ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَٱنْذَهَلْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: «لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ المَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ المَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه. أَلا ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم». فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا".

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس15/من12حتى26/وَإِنْ كَانَ ٱلمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فبَاطِلٌ تَبْشِيرُنا وبَاطِلٌ إِيْمَانُكم، ونَكُونُ نَحْنُ شُهُودَ زُورٍ على الله

"يا إخوَتِي، إِنْ كَانَ المَسِيحُ يُبَشَّرُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، فَكَيْفَ يَقُولُ بَعْضٌ مِنْكُم أَنْ لا قِيَامَةَ لِلأَمْوَات؟ فَإِنْ كَانَ لا قِيَامَةَ لِلأَمْوَات، فَٱلمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يَقُمْ! وَإِنْ كَانَ ٱلمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فبَاطِلٌ تَبْشِيرُنا وبَاطِلٌ إِيْمَانُكم، ونَكُونُ نَحْنُ شُهُودَ زُورٍ على الله، لأَنَّنَا شَهِدْنَا على اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ المَسِيح، وهُوَ مَا أَقَامَهُ، إِنْ صَحَّ أَنَّ الأَمْوَاتَ لا يَقُومُون. فَإِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لا يَقُومُون، فَالمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يَقُمْ! وَإِنْ كَانَ المَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فَبَاطِلٌ إِيْمَانُكم، وتَكُونُونَ بَعْدُ في خَطَايَاكُم. إِذًا فَالَّذينَ رَقَدُوا في المَسِيحِ قَدْ هَلَكُوا. إِنْ كُنَّا نَرْجُو المَسِيحَ في هذِهِ الحَيَاةِ وحَسْبُ، فَنَحْنُ أَشْقَى النَّاسِ أَجْمَعِين! وَالحَالُ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَّاقِدِين. فَبِمَا أَنَّ المَوْتَ كَانَ بِوَاسِطَةِ إِنْسَان، فَبِوَاسِطَةِ إِنْسَانٍ أَيْضًا تَكُونُ قِيَامَةُ الأَمْوَات. فَكَمَا أَنَّهُ في آدَمَ يَمُوتُ الجمِيع، كَذَلِكَ في المَسِيحِ سيَحْيَا الجَمِيع، كُلُّ وَاحِدٍ في رُتْبَتِه: المَسِيحُ أَوَّلاً، لأَنَّهُ البَاكُورَة، ثُمَّ الَّذِينَ هُمْ لِلمَسِيح، عِنْدَ مَجِيئِهِ. وَبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ النِّهَايَة، حِيْنَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المُلْكَ إِلى اللهِ الآب، بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَبْطَلَ كُلَّ رِئَاسَةٍ وكُلَّ سُلْطَانٍ وَقُوَّة، لأَنَّهُ لا بُدَّ لِلمَسِيحِ أَنْ يَمْلِك، إِلى أَنْ يَجْعَلَ اللهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ تَحْتَ قَدَمَيه. وآخِرُ عَدُوٍّ يُبْطَلُ هُوَ المَوْت".

 

صنوج الملالي ورخاوة ركب بعض 14 آذار

الياس بجاني/04 نيسان/15

بنتيجة وهم اعطاء اميركاَ لإيران حرية التصرف بلبنان، كما كان حال وطن الأرز مع نظام الأسد المجرم، بدأ عدداً كبيراً من جماعات 14 آذار من أصحاب الركب الرخوة وقليلي الإيمان وخائبي الرجاء ومن الذين كانوا سابقاً من زلم الأسد وجراويه، بدأ هؤلاء يفصلون جاكيتات وطرابيش إيرانية استعداداً للإنتقال من قاطع إلى آخر بطرابيش وجاكيتات ملالوية. في هذه الأثناء من يسمع زجليات وعنتريات قاسم وموسوي ورعد وغيرهم من صنوج وأبواق الملالي في لبنان يظن أن إيران احتلت أميركا وأزلة إسرائيل وأخضعت أوروبا والعرب. صنوج رخيصة وموهومة ومرتزقة امتياز ونقطة على السطر.

 

التيار الوطني الحر هو شركة تجارية يملكها عون وليس حزباً

الياس بجاني/04 نيسان/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

نستغرب أن يتوهم بعض الإعلاميين تحديداً أن  النائب ميشال عون يرأس حزباً وفيه حرية ومعارضة ومساءلة وقوانين ونظام داخلي وهرمية ومحاسبة وترشح وانتخابات.

لا يا سادة عون نفسه قالها دون خجل أو وجل وبالعلن: "بدلة الحزب ضيقة لا تناسبني".

من هنا ما يسمى التيار الوطني الحر عملياً وواقعاً معاشاً وتحالفات وتعاطي هو شركة تجارية يمتلكها ميشال عون ويعمل فيها ابن الأخت وإبن الأخ والأصهرة ولفيف من الموظفين المخلصين بولائهم المطلق والأعمى لعون كشخص وليس لعون كسياسي أو لخياراته الوطنية وفي مقدمة هؤلاء مجموعة لا بأس بها من الأتباع المخلصين يمثل فكرها ونموذجها وتبعيتها العمياء لشخص عون المدعو بيار رفول.

رفول وكثر غيره يقدسون شخص عون وهم يذهبون حيث يذهب ويتبنون على عماها كل ما يختاره أو يتحالف معه والعكس 100% صحيح. هؤلاء الأتباع المخلصين يؤبلسون من يؤبلسه عون ويقدسون من يقدسهم عون ولنا في كيفية تعاطي هؤلاء مع كل الذين استغنوا عون عن خدماتهم أو هم خرجوا لأسباب وأسباب وفي مقدمهم اللواء عصام أبو جمرة.

باختصار شركة التيار الوطني الحر هي تجارية وعائلية وليس حزباً سياسياً أو وطنياً أو مسيحياً بأي شكل من الأشكال وعون يديرها ويتحكم بها دون منازع يستخدمها سياسياً وتجارياً وعلاقات خدمة لمصالحه الذاتية وهي مصالح نفعية لا تمت بأية صلة للوطن أو لمصالح المسيحيين ومن يتابع مواقف وتحالفات وتقلبات ونرسيسية تعاطي عون مع كل الشؤون والشجون يتأكد من هذه الحقائق الفاضحة والكاشفة.

وبالتالي إن كل ما يحكى عن انتخابات وقوانين وتنظيم داخل شركة عون هي مجرد "خبريات" للتلهي لأن أمر الشركة بالكامل هو بيد عون نفسه ومن هم معه لا يؤمنون بمفاهيم الأحزاب بمعاييرها الديموقراطية الغربية إلا لما بقوا حوله ومعه.

السؤال هو، ولكن هل وضعية شركة عون تختلف عن وضعية باقي شركات الأحزاب المسيحية تحديداً؟ بالطبع لا فكل شركات الأحزاب اللبنانية ودون استثناء مسيحية وغير مسيحية هي شركات تجارية ومملوكة من فرد أو أفراد ومن هم في الشركة-الحزب هم اتباع وموظفين ومنتفعين أو ودائع يعملون في خدمة صاحب الشركة ويتم استبدالهم او طردهم بما يتوافق ويناسب مصالح الشركة واجندة صاحبها. فالله عليكم يا حضرات الإعلاميين اشهدوا للحق والحقيقة وسموا الأشياء بأسمائها خدمة للبنان واللبنانيين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر ومعاني سر القيامة

المسيح قام حقاً قام ولبنان بإذن الله هو الآخر سيقوم ليستعيد استقلاله

http://eliasbejjaninews.com/2015/04/05/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-14/

بالصو/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر ومعاني سر القيامة/05 نيسان/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/easter14.mp3

بالصو/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عبر ومعاني سر القيامة/05 نيسان/15

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/easter14.wma

Arabic LCCC News bulletin for April 05/15نشرة الاخبار باللغة العربية
http://www.10452lccc.com/aaaaanews15/arabic.april05.15.htm
English LCCC News bulletin for April 05/15نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
http://www.10452lccc.com/aaaaanews15/english.april05.15.htm

Resurrection: Life, Faith And  Death
Elias Bejjani
http://eliasbejjaninews.com/2015/04/05/elias-bejjaniresurrection-life-faith-and-death/

القيامة والحياة الأبدية

الياس بجاني

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: "من آمن به لن يُخّزى".(روميه 10-8 و9)

اليوم ونحن نحتفل فرحين بقيامة الرب يسوع من القبر وكسره شوكة الموت بعد أن قدم نفسه فداء عنا واعتقنا من وزر الخطيئة والعبودية كم نحن بحاجة إلى فهم معاني وعّبر وأسرار القيامة بعد أن أقعدتنا أطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن أبانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل إلينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية. فهو بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف، وقد خلع عنا وأراحنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامتي أنا وقيامتك أنت وقيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: "إنه ليس ها هنا، بل قام". ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص. 

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح. فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات هو لم يأت بأعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به وبأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم. هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر. هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

هو حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده. هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: "المسيح حيٌّ فيّ". لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلنصلي مع قيامة المسيح وقهره الموت من أجل السلام في العالم عموماً وفي وطننا الغالي المعذب لبنان خصوصاً.

فلنصلي من أجل جميع المحرومين بهجة العيد، المغربين عن الدار والديار.

فلنصلي من أجل عودة أهلنا المغيبين منذ سنوات اعتباطاً في غياهب السجون السورية الشيطانية.

فلنصلي من أجل العودة المشرِّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل.

فلنصلي من أجل راحة نفوس موتانا ونخص منهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين ذكية على مذبح لبناننا الحبيب.

فلنصلي من أجل خلاص وتوبة الواقعين منا في أفخاخ التجارب الإبليسية.

فلنصلي من أجل أن ينجينا المصلوب من حكام وسياسيين لا فرق بينهم وبين قايين الذي قتل هابيل، ولا بينهم وبين بلاطس المتردد والانتهازي الذي أسلمه للمرائين حفاظاً على منصب وطمعا بمال.

فلنصلي من أجل خلاص وشفاء كل المصابين بعاهات ولعنات إفلاس القيم والأخلاق، آفات التقية والذمية، وعاهات التزلف والخوف من الشهادة للحق.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لن نستسلم للخوف ونذعن لإغراءات ضعفنا والغرائز ونحن شهود على قيامة أبن الإنسان من الضريح وظفره الموت؟

نحن قوم لا نخاف الموت لأننا نؤمن أن موت وقيامة المخلص هما اسطع دليل على أن الموت بوابة عبور للحياة، وينبوع عزاء للمؤمنين الذين يعيشون رجاء القيامة.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال "المسيح حيّ فينا" ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 4/4/2015

السبت 04 نيسان 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

هل يدفع التفاهم الغربي- الإيراني إلى أجواء جديدة في المنطقة؟ هل تكون هذه الأجواء دافعا لحل أزمات المنطقة؟ وهل تفسح هذه الأجواء في المجال أمام تفاهم سعودي- إيراني؟ هل يستفيد لبنان من تلك الأجواء فتكون فيه تفاهمات داخلية؟.

كل هذه الأسئلة ستلقى أجوبة في الفترة الفاصلة عن الثلاثين من حزيران، موعد التوقيع على الاتفاق النووي. لكن هناك إشارة من الرئيس بري إلى إمكان حلول الأمن والسلام في لبنان، وذلك في رسائل تهنئة بعث بها إلى المسؤولين الايرانيين.

وقد ترافق ذلك مع تأكيد البطريرك الراعي، لمناسبة عيد الفصح المجيد، ان لا مبرر دستوريا أمام التلكؤ في انتخاب رئيس للجمهورية.

وبعد ثمان وأربعين ساعة من إعلان تفاهم لوزان، استمر الوضع في المنطقة على حاله، قتالا في اليمن وسوريا والعراق وليبيا.

على صعيد آخر، أغلقت سلطات الأردن معبرا إضافيا بعد معبر "نصيب" الذي علق فيه السائقون من جنسيات مختلفة، وبينهم سائقون لبنانيون، وقد أجريت إتصالات بشأن إطلاقهم، وأعلن عن موافقة مع يسمى ب"محكمة دار الأمل في حوران"، والتابعة للعشائر، على إطلاق سراح جميع السائقين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

يطل سبت النور من مسيرة درب الآلام، على رجاء القيامة، والخلاص من القهر والظلامية التي تنشر حلقاتها السود في سوريا والعراق وفي كل مكان تصله قدمها الهمجية، ليتكامل مع الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني، فيمنع الاحتلال المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة للصلاة فيها، كما يمنع المسلمين من الوصول إلى المسجد المبارك في القدس.

في سبت النور، أمل بالرجاء والسلام على الأرض، بعد أن شع النووي الإيراني تفاهما على مساحة العالم، ليؤكد حق الشعوب في التطور والتقدم وامتلاك ناصية العلم من أجل مستقبل أفضل للشعوب، ويعزز اشعاع الاتفاق، فرص الأمن والسلام الإقليميين والدوليين، ويعزز المساعي من أجل بناء الثقة مع الجوار المسلم والجوار العربي، ما يؤدي إلى وأد الفتنة ومنع تبديد قوتنا في حروب صغيرة، كما جاء في برقيات الرئيس نبيه بري للقيادات في الجمهورية الإسلامية، مهنئا بالتفاهم حول البرنامج النووي الإيراني مع الدول الغربية.

في التفاصيل، يأتي موضوع السائقين المخطوفين على الحدود السورية- الأردنية، كأولوية متابعة لبنانية. المسلحون حاولوا الالتفاف على حقيقة أنهم مجرمون تجار، أهل فتنة لن يقع بها اللبنانيون. فالحكومة تتابع قضية ملف المخطوفين الجدد، بانتظار أن تتضح الإشارات في الأيام القليلة المقبلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

يستمر العدوان السعودي- الأميركي على اليمن لليوم العاشر. ولا تبدو في الأمد المنظور نهاية لغارات القتل والتدمير الفاجر للبنى التحتية والمؤسسات المدنية. عداد الضحايا إلى ارتفاع، ولكن أصوات الضحايا والشهداء، وجلهم مدنيون وأطفال، لن يصيبها الضياع.

اليوم ترددت أصداء الداعمين لليمن وأهله بوجه العدوان، من شوارع بغداد إلى لندن وغلاسكو في بريطانيا، لتقول بكلمة واحدة وقوية لأهل اليمن إنكم لستم وحدكم.

المنظمات الدولية المناهضة للحرب، منظمات حقوق الانسان العالمية، الجمعيات الأهلية وفصائل المقاومة، كلها كانت حاضرة لإدانة العدوان والمطالبة الفورية بوقفه ودعم حق الشعب اليمني بمقاومة العدوان.

ولأن ما يجري خطأ استراتيجي اقترفته المملكة السعودية، فإن حديث الناطق العسكري باسم قوى العدوان عن إنجازات لا مكان لها إلا في قاموس القتل والمجازر التي كان آخرها سقوط أحد عشر شهيدا من عائلة واحدة بينهم ستة أطفال في إحدى قرى محافظة صنعاء، فعن أي إنجازات يتحدثون؟

وفي مكان آخر قريب ودرب بعيد، تستعد ايران لتسجيل إنجازات اضافية بعد انجاز انضمامها رسميا إلى نادي الدول النووية، بعد ان تدفقت العروض والمشاريع، والأسواق العالمية كلها تتحفز لرفع العقوبات، لتضيف اسما جديدا على قائمة الانتصارات التاريخية لأمة صبرت وكافحت فانتزعت حقوقها وانتصرت بثباتها وفرضت شروطها بكل عزة وكرامة.

أما حسابات الصهاينة فهي في مسار الانهزام التاريخي، مهما سعت وحاولت بمخططات شيطانية قائمة على سيناريوهات تآمرية تخريبية، مسابقة الريح نحو أوراق الاتفاق النهائي في حزيران، علها تعبث ببعضها أو تؤخر ترتيبها.

من الآن ستكون الآلة السياسية والاعلامية والاستخباراتية الصهيونية، مستنفرة على امتداد المنطقة والعالم للتحريض على انجازات ايران في كل سياق ومكان.

وعلى كل حال فإن من كان له حظ في العلاقة مع ايران، سيكون له نصيب من انجازها، والعدو كما الصديق ستناله خيرات الاتفاق الايراني- الدولي سواء تلاقت الحدود أو بعدت، ومنها لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في سبت النور، لبنان والمنطقة والعالم في حاجة إلى ما يبدد الظلمة والظلم. البابا فرانسيس انتقد بعنف الصمت المتواطئ واللامبالاة أمام الغضب الجهادي الذي يضرب المسيحيين في عدة مناطق من العالم، وآخر تجلياته مجزرة كينيا وهي ذكرت، في زمن الآلام، بمجازر مماثلة حصلت قبل مدة لأقليات مسيحية في الشرق على يد جماعات ارهابية تكفيرية.

ومن الظلمة في افريقيا إلى الظلمة في اليمن. ففي اليوم العاشر على بدء الحملة العسكرية للتحالف العربي، الغارات أدت حتى الآن إلى عرقلة تقدم المتمردين في اليمن، في حين تمكن تنظيم "القاعدة" من فرض سيطرته الكاملة على كبرى مدن حضرموت.

في النووي الايراني لا جديد، لكن المؤكد ان النجاح الديبلوماسي الذي حصل في لوزان يحتاج إلى نجاح سياسي في واشنطن، ذلك ان خصوم الرئيس الأميركي من الجمهوريين سيبذلون جهودا هائلة لنسف الاتفاق، تساندهم في ذلك اسرائيل وقوى متضررة أخرى.

في لبنان السياسة في سبت النور غابت كليا، وتركز المشهد على ملفين أمنيين شائكين: الأول استمرار المفاوضات للافراج عن المخطوف حسين سيف الدين، وقد كشف رئيس بلدية عرسال لل "ام تي في" انه تلقى وعدا من الخاطفين باطلاق سراح سيف الدين صباح غد.

الملف الثاني، السائقون اللبنانيون الثمانية المجهولو المصير على الحدود اللبنانية- السورية. وقد علمت "ام تي في" ان "الجيش السوري الحر" وعد بتسليمهم خلال 48 ساعة من دون دفع أي فدية ومن دون أي شروط.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

منتصف هذه الليلة، يتدحرج الحجر عن القبر، ويخرج شعاع النور ليهتف معه المؤمنون: المسيح قام حقا قام، وتتردد الأصداء في كل المعمورة... ونحن شهود على ذلك.

بعد ساعات من الآن يتجسد فعل القيامة، كما في كل فصح منذ نحو ألفي عام، بما يحمل من معاني حضارة المحبة، ومعجزة الإيمان، وضرورة الرجاء. هي فضائل ثلاث، يبدو شرقنا في أمس الحاجة اليها، ونبدو معه عطاشى للغة التسامح بدل التقاتل، والرجاء بدل اليأس، والنور حيث الظلمة، وما أكثرها في منطقتنا!

أما في لبنان، فالأمل يبقى بأن تحمل القيامة معها تأكيدا للمساواة في الحقوق والواجبات تحت سقف الدستور والقانون، فلا يبقى في الجمهورية حراس على ضرب الشراكة، وانتهاك المناصفة، وتعطيل التمثيل الصحيح. كما وقف منذ 2000 عام حراس على قبر ابن الانسان.

ولكن الأكيد، كما في نهاية الجلجلة، قيامة، كذلك في نهاية طريق انحدار الجمهورية وتهديد الكيان، رجاء بغد أفضل. قد تبدو أولى ملامحه وأولى اشعاعات بريقه خلف الحوارات المستمرة، خصوصا في الوسط المسيحي، الذي شهد عصر اليوم زيارة معايدة لملحم الرياشي إلى الرابية موفدا من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حضور النائب ابراهيم كنعان، وهدية قدمت للعماد ميشال عون من سمير وستريدا جعجع وفيها مودة وتمنيات بقيامة قريبة للبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

فصح مجيد.

حمل الفصح هذه السنة إتفاق إطار بين إيران والغرب، لكنه لم يحقق القيامة، حيث تعددت القراءات وتباينت بين اعتباره نصرا لايران أو للغرب.

لبنانيا لم يحمل الفصح أي قيامة، بل حمل معاناة جديدة أصحابها هذه المرة سائقو شاحنات علقوا على معبر نصيب، وهو المعبر الأخير المتبقي بين الأردن وسوريا، وبعد إقفاله ستتوقف حركة الترانزيت بين لبنان والدول الخليجية.

أما الفصح في اليمن فجلجلة متمادية، وفي آخر التطورات طلب روسيا من الأمم المتحدة وقف الضربات على اليمن.

أما في سوريا، فالتطور البارز هو معاناة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بين "داعش" والنظام.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

في سبت النور صرخة للبطريرك الماروني حذر فيها من الموت السياسي الذي يتحكم بمصير اللبنانيين ودولتهم، معتبرا انه لا يوجد أي مبرر دستوري لمقاطعة الجلسات الانتخابية بالتغيب، للحيلولة دون انتخاب الرئيس.

اما السائقون اللبنانيون المحتجزون عند الحدود السورية- الاردنية، فيتوقع ان يطلق سراحهم يوم غد، في حال نجحت المفاوضات مع الجهات السورية، بعد الافراج هذا النهار عن سائق من آل بدوي.

إقليميا، وفيما تتوالى الردود على الاتفاق الايراني مع الغرب، واصلت طائرات التحالف قصفها لمواقع الانقلابيين الحوثيين وجماعات علي عبدالله صالح، في اطار عملية "عاصفة الحزم".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ما بين جمعة الآلام وأحد القيامة، صفحة طويت وأخرى فتحت. ما بعد لوزان دبت روح الإيجابية في العصب الإيراني، وأعلن روحاني أن يوم توقيع الاتفاقية النهائية ستلغى كل العقوبات وسنفتح صفحة جديدة.

سقط الهم بين يدي نتانياهو وضربت عصبه موجة من التوتر العالي، مشروطة بالاعتراف بالاتفاق النووي في مقابل الاعتراف بوجود إسرائيل. فعلى من تقرأ مزاميرك يا نتانياهو، فلسطين بناسها وحجارتها وزيتونها وعصافير جليلها وبحر قطاعها ونبض ضفتها، مخطوفة الحق بوجودها، فأين حقها في الوجود؟ مقطعة الأوصال بالاحتلال، فمن يعيد وصل ما انقطع من أوصالها؟ وأضعف الإيمان قبل أن تطالب بحقك في الوجود أن تعطي أصحاب الحق حقهم يا سالب الأوطان.

واستطرادا، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن ليتجذر في أرض فلسطين، لولا الضعف العربي والتخاذل العربي، ولولا تواطؤ العرب مع إسرائيل على مدى سبعة وستين عاما.

صلاة الاستسقاء بعد الأعوام العجاف، أثمرت اتفاقا أميركيا- إيرانيا، فالتقى الضدان، والضد أظهر حسنه الضد. وعلى صعوبة التقاء الجبارين، إلا أنهما التقيا واتفقا. استنفر العالم كله برؤسائه ودبلوماسييه على مدى سنوات، حتى خرج باتفاق سيكتب بحبر نووي سلمي وبأجهزة طرد ستخصب أزمات المنطقة برمتها.

جبلان تقاربا وكانت تفصل بينهما هوة سحيقة من التباينات. فبدا واضحا أن لقاء الجبلين على صعوباته، كان أسهل من لقاء الموارنة للاتفاق على رئيس لجمهورية لبنان.

ومن الفراغ في سدة الرئاسة، إلى الفراغ من هبة المليار دولار والشبهات التي تحوم حولها، فهي سلكت طريقها إلى التنفيذ مذ أعفي رئيس الديوان الملكي خالد التويجري من منصبه. وما بين إعفاء السلف وقبل تنصيب الخلف، وخوفا من أن يلغي رئيس الديوان الملكي الجديد الأمير محمد بن سلمان الهبة، باشر الرئيس السابق سعد الحريري توقيع العقود وتسييل الأموال وتوزيعها على الجيش اللبناني وسائر الأجهزة الأمنية الأخرى.

ما قبل التويجري كان المليار دولار مودعا بحساب الحريري الشخصي في الرياض، وما بعد التويجري كانت العودة السريعة للحريري الذي فوض إلى نفسه الأشراف على صرفها عقودا وتوزيعا، بلا حسيب وبلا رقيب. ومن سيحاسب إذا كانت الدولة كالهرم المقلوب؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 4 نيسان 2015

السبت 04 نيسان 2015

النهار

تخوّف وزير من أن ينتقل التوتّر من عرسال إلى قرى في البقاعين الأوسط والغربي.

لوحظ ازدياد عدد المحطات التلفزيونية والإذاعية المناطقية من دون نَيل ترخيص من الجهات المختصة.

تردّد أن رئيس كتلة نيابية باع حصته في إحدى شركات النفط وفي عدة شركات أخرى.

قيل إن وزيراً سافر إلى الكويت مع الوفد الرسمي لكنه استقلّ طائرة خاصة به.

نُقل عن سفير دولة أوروبية قوله لرئيس مجلس النواب إن عليه تفعيل دوره في عملية الانتخاب الرئاسي.

السفير

نصح فصيل فلسطيني بارز أحد ممثلي تنظيم فلسطيني مقاوم "ألا يُقحم المخيمات في الصراع اليمني بين مدافع عن السعودية ومدافع عن إيران والحوثيين"!

يسعى أمين عام اتحاد علمائي عالمي للتوسط بين حركة مقاومة ومسؤولين في دولة عربية لمعالجة الأزمة القائمة بينهما.

قال سفير دولة أوروبية بارزة إن الفترة الفاصلة عن توقيع الاتفاق النووي النهائي ستكون حافلة بالمفاجآت، وتوقع عودة الأمور الى نقطة الصفر!

المستقبل

يقال

إن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يقول في مجالسه الخاصة إن تقدم الحوار مع الجنرال ميشال عون يقاس بالملليمترات، ولكنه مصرّ على إكمال الحوار معه الى الآخر.

اللواء

توقّع دبلوماسي غربي أن تُبادر دول الإتحاد الأوروبي، لاتخاذ خطوات متسارعة في الشق التجاري والإقتصادي مع طهران.

توقفت الإتصالات بين تيار مسيحي وازن وحزب وسطي، في ما خصّ التعيينات، والحوار حول الملف الرئاسي..

لاحظ دبلوماسي مقيم في بيروت أن الرقة السورية الخاضعة لسيطرة "داعش"،لا تقصف، بينما إدلب السورية الخاضعة لسلطة "النصرة" تُقصف؟!

الجمهورية

لاحظ مراقبون أن دولة كبرى عادت لتكون مُجدّداً ضابط إيقاع بين القوى المتنازعة.

رأى وزير وسطي أن الأحداث الكبرى في المنطقة ستُخرج الملف الرئاسي من حال الجمود.

قال سفير إن الأنظار بعد الإتفاق النووي بدأت تتّجه إلى كيفية مقاربة الغرب للدور الإقليمي لإيران.

توقّع ديبلوماسي أن يدفع الإتفاق النووي القوى المتصارعة إلى طاولة المفاوضات.

رجّحت مصادر أن يتحوّل الدور الإيراني بعد توقيع الإتفاق مع الدول الست من العسكري إلى الديبلوماسي.

البناء

لفت خبير استراتيجي إلى أنّ هناك مغالطة يقع فيها بعض السياسيين والإعلاميين بقولهم إنّ الاتفاق النووي يجعل من إيران دولة قوية وذات شأن على الساحتين الإقليمية والدولية، ولها رأي مسموع في رسم السياسات والمعادلات الجيو ـ استراتيجية الجديدة، بينما المعادلة الصحيحة تقول عكس ذلك، بمعنى أنّ إيران القوية هي التي فرضت نفسها في نادي الكبار، أيّ أنّ الاتفاق هو نتيجة القوة وليس سببها.

 

الراعي عقد خلوة مع مقبل والتقى مهنئين بالفصح

السبت 04 نيسان 2015

وطنية -التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل وعقد معه خلوة تناولت الاوضاع الراهنة.

والتقى الراعي في صالون الصرح في بكركي وفدا من المجلس العام الماروني برئاسة رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن الذي هنأه بالاعياد، مثنيا على "ما ورد في رسالة الفصح"، معتبرا "انها تنم عن روح وطنية وتشد أواصر المنتشرين"، مؤكدا "ان لبنان باق مهما عصفت به الرياح"، داعيا الجميع الى "التمسك بوطنهم والتنبه للاخطار المحدقة به".

كما، استقبل على التوالي: الرؤساء العامون والرئيسات العامات من مختلف الطوائف الكاثوليكية، مطارنة الابرشيات مع الكهنة، وفد من الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية برئاسة الاب بطرس عازار، وفد من كاريتاس لبنان والشرق الاوسط، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ممثل الكنيسة القبطية الارثوذكسية في لبنان الاب رويس الاورشليمي، القاضي الاباتي مارون نصر، وفد من جمعية مار منصور دو بول برئاسة ألبير الزغبي ووفود شعبية وروحية من مختلف المناطق.

وظهرا، ترأس الراعي بمشاركة الكاردينال نصر الله صفير والمطارنة والكهنة، صلاة الغفران في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.

 

الراعي في رسالة الفصح: نخاطب ضمائر الكتل السياسية وندعوهم الى انتخاب رئيس للجمهورية ونناشد الاسرة الدولية توفير عودة النازحين

السبت 04 نيسان 2015

وطنية - وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره الراعي الرسالة الخامسة الى اللبنانيين بعامة والى المسيحيين بخاصة مقيمين ومنتشرين، لمناسبة عيد الفصح، بعنوان "لقد قام وليس هو هنا"، في حضور لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والرهبان والراهبات. وجاء في الرسالة: "ملاك الرب الذي دحرج الحجر عن باب قبر يسوع وجلس عليه، وهو بثياب بيض كالثلج، أعلن البشرى للنسوة اللواتي أتينا في فجر يوم الأحد، ومعهن طيوب لتطييب جسد يسوع، قائلا: "لا تخفن! أنتن تطلبن يسوع المصلوب! لقد قام، وليس هو هنا"(متى28: 5). وسلمهن هذه البشرى لينقلنها إلى التلاميذ. وانتشرت على مدى ألفي سنة وما زالت تتسع شيئا فشيئا لتشمل جميع شعوب الأرض. وها نحن نؤكدها بشرى نلتزم نشرها في كل مكان: المسيح قام! حقا قام!

وإننا نتبادلها معكم، إخواني السادة المطارنة الحاضرين، والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والرهبان والراهبات وسائر المؤمنين. نبثها معا لأبناء كنائسنا وبناتها، إكليروسها وعلمانييها، في لبنان وبلدان المشرق وعالم الانتشار. أجل! المسيح قام! حقا قام!"

أضاف: "لأنه مات، فقد قام. ولو لم يمت لما قام. موته حدث تاريخي، وقيامته حدث تاريخي. لقد مات لكي يقوم، مثل "حبة الحنطة التي تموت في الأرض وتقوم سنبلة"(راجع يو12: 24). مات فدى عن البشرية الخاطئة، لكي يغسل بدمه، دمِ الغفران، خطايا كل الناس، وقام ليحيينا بالحياة الجديدة بفعل الروح القدس، وقد بثها في الأحد عشر في مساء يوم قيامته، إذ وقف في وسطهم "ونفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس"(يو 20: 22). ثم جدده فيهم، في اليوم الخمسين يوم العنصرة، وجعلهم كنيسة العهد الجديد.

مات يسوع التاريخي، وقام المسيح السري الذي هو الكنيسة، البشرية الجديدة. من هذا السر العجيب نفهم كلمة الرب يسوع: "من يهلك نفسه يجدها"(راجع لو 9: 24). هذا هو سر حياتنا الخاصة في العائلة والكنيسة، في المجتمع والدولة: موت وقيامة. لولا "ميتات" الوالدين لما كانت العائلة؛ ولو "ميتات" المؤسسين لما كانت المؤسسات في الأبرشيات والرهبانيات والمجتمع".

وتابع:"دحرج الملاك الحجر عن باب القبر"، لا ليساعد الرب على القيامة والخروج من داخله، مثلما حدث في قيامة لعازر، بل من أجل الإيمان. ذلك أن بيلاطس أمر، نزولا عند رغبة الشعب غير المؤمن بيسوع وبقيامته، بختم الحجر. وأقام حراسا على القبر لكي لا يسرقه تلاميذه كما ادعى اليهود (راجع متى 27: 63-66). بسبب عدم إيمانهم بقيامته دحرج الملاك الحجر لكي يؤمن الجميع، وإذا آمنوا نالوا الحياة الأبدية (راجع يو20: 31). فلنصل لكي يدحرج المسيح كل قساوة عن قلوبنا وقلوب جميع الناس، ويفتح الحواس على القيم السميا، والعقول على الحقيقة المحررة، والقلوب على الحب والمشاعر التي تؤنسنها".

وقال: أكد بولس الرسول في أريوباغس أثينا: "أقام الله يسوع من بين الأموات وجعله ضمانة لنا"(أعمال 17: 31). أجل! قيامته ضمانة لقيامتنا بكل وجوهها: أعني قيامتنا الروحية من حالة الخطيئة بالتوبة؛ وقيامتنا الأخلاقية بالتحلي بالقيم؛ وقيامتنا الاجتماعية من حالة النزاعات ببناء الأخوة، ومن حالة الفقر والحرمان بالتضامن والتعاضد؛ وقيامتنا الوطنية من الجمود واللااستقرار ومن الحرب والإرهاب، والهدم والتهجير، بإرسال المسيح لنا أشخاصا مسؤولين مثل قلبه، متفانين في سبيل الخير العام، وخير الشعوب والأوطان. هي قيامات بقوة المسيح القائم من الموت". وتابع: "بعد مسيرة الصوم الكبير، وأسبوع الآلام، المؤدي إلى فصح المسيح، وهو عيد "عبوره" من عالمنا إلى الآب، بموته عن خطايانا، وبقيامته لتبريرنا، آن الأوان لأن "نعبر" نحن بكلمته ونعمته وقوة روحه القدوس إلى حياة جديدة، من اجل عالم جديد، في العائلة والمجتمع، في الكنيسة والوطن. العبور إلى الأفضل هو "قيامة" بالمعنى الواسع كحقيقة ملازمة للانسان الذي يأبى الموت، ويعشق الحياة والخلود. فعندما يختبر إخفاقات الحياة، يشعر بأنها علامات للسعي الدائم إلى النهوض، إلى القيامة. إن الإنسان يحيا بالرجاء، بالرغم من كل شيء. لقد أتت قيامة المسيح من الموت انتصارا عليه، ورجاء وطيدا للانسان، وتأكيدا لمبتغاه. ولذا، قال بولس الرسول: "لو لم يقم المسيح لكنا أشقى الناس(1كور15: 19). نحن أبناء وبنات القيامة، إذن أبناء وبنات الرجاء".

أضاف: "إننا نختبر اليوم في لبنان، بنوعٍ خاص، نوعا من الموت السياسي الذي يتحكم بمصيرنا كشعب وبمصير الدولة، وينبئ أحيانا بأن لا قيامة لهذا الوطن، ولا أمل فيه لأجياله الطالعة. هذا ما أحدثه الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية منذ ما يزيد على العشرة أشهر. وقد أحدث الشلل في رأس الدولة بتعليق صلاحيات الرئيس، وفي الحكومة بتعثر ممارساتها، وفي المجلس النيابي بعجزه عن ممارسة صلاحياته التشريعية التي فقدها ويفقدها طالما لم ينتخب رئيسا للدولة، على ما تنص المادة 75 من الدستور، علما بأنها توجب على المجلس النيابي، مع المادة 74 أن يكون في حالة التئام دائم لانتخاب رئيس للجمهورية. ولا يوجد أي مبرر دستوري لا لمقاطعة الجلسات الانتخابية بالتغيب بغية إحداث عدم اكتمال النصاب، للحيلولة دون انتخاب الرئيس، ولا للتلكؤ عن اتخاذ أي مبادرة عملية للخروج من حالة الفراغ، وكأن الجميع باتوا ينتظرون من الخارج كلمة السر".

وتابع: "إننا لا ننفك نخاطب، بالنداء تلو النداء، ضمائر الكتل السياسية ونواب الأمة وندعوهم جميعا للحضور إلى المجلس النيابي، والقيام بواجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية. والنداء إياه وجهته القمة الروحية التي عقدها رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية في بكركي الاثنين الماضي. ثم أطلقته أول من أمس الجمعيات الأهلية والمؤسسات المدنية، في ساحة رياض الصلح، باسم الشعب اللبناني، وقد نظمته "طاولة حوار المجتمع المدني". ونحن نشجعها ونشجع أمثالها. هذا فضلا عن النداءات الفردية والجماعية، الخاصة والرسمية، من الداخل ومن الخارج. ولكن ما زال السياسيون المعنيون يحكمون سيطرتهم على الحجر الذي دحرجوه على باب القصر الجمهوري، منعا لانتخاب رئيس. وهذا أمر مرفوض بالمطلق من الشعب كله، ويستوجب إدانة التاريخ الصارمة والضمير الوطني".

وقال: "لكن القيامة هي مصدر الرجاء وضمانته. بفضلها لنا رجاء وطيد، على المستوى الوطني، يأتي من الشعب اللبناني المؤمن بميثاق العيش معا، مسيحيين ومسلمين بالمساواة والتعاون في بناء الدولة والوطن. فهو لا يريد الانزلاق نحو حرب مذهبية كتلك الدائرة في المنطقة، بكل أسف وألم. إن شعبنا واعٍ وحريص على عدم هدم ما بنى الآباء والأجداد منذ خمس وتسعين سنة، وهو عمر لبنان كدولة مستقلة أعلنت في أول أيلول 1920. ويتوق إلى الاحتفال، بعد خمس سنوات، بالمئوية الأولى لإعلانه. وقد وضعنا كخريطة طريق وثيقتين: المذكِرة الوطنية في 9 شباط 2014 على المستوى السياسي، والمذكِرة الاقتصادية في 25 آذار 2015 التي توزع عليكم اليوم.

ولنا رجاء ثان من خبرة المواطنين اللبنانيين التاريخية، وقد اكتسبوها من طريقة تعاملهم مع العواصف العاتية. إنهم بمقابل المجتمع السياسي، يبنون مجتمعا مدنيا حيا يطور ذاته بذاته ويحسن ظروفه، ويرفض أن يكون رهينة لأحد. هذا المجتمع المدني، حافظ التراث اللبناني الجميل، محبوب من سفراء الدول، كما يسرون إلينا، ومن جميع زوار لبنان الرسميين وغير الرسميين من الدول العربية ومن الدول الغربية. إننا نأمل أن تتم يوما الوحدة الكاملة بين هذين المجتمعين".

أضاف: "من هذا الكرسي البطريركي نعلن عن قربنا وتضامننا مع أبناء كنيستنا وبناتها، رعاة وشعبا، ومع سائر المسيحيين، في بلدان الشرق الأوسط ولاسيما الذين يعانون من مآسي الحرب والهدم والإرهاب والعنف في فلسطين والعراق وسوريا. ونعرب أيضا عن قربنا وتضامننا مع جميع المواطنين في هذه البلدان وفي اليمن. فنلتمس من المسيح "أمير السلام"(أش 9: 6)، أن يمس ضمائر المسؤولين عن هذه الحروب، أكان من دول الشرق أو الغرب، ويكف يدهم عن مد المتقاتلين بالمال والسلاح والمرتزقة والدعم السياسي، ويتقوا الله في عباده. ونناشد الأسرة الدولية إيجاد السبل السلمية، السياسية والديبلوماسية، لإيقاف الحروب، وتوفير عودة النازحين إلى بيوتهم وممتلكاتهم بكرامة وبحق المواطنة، وتوطيد السلام العادل والشامل والدائم في هذه البلدان".

وتابع: "فيما نحيي كل الذين غادروا لبنان وبلدان هذا المشرق إلى عالم الانتشار، وهم في حالة قلق وبحث عن عمل واستقرار، وقد سلخوا عنوة عن عائلاتهم وأهلهم ومحيطهم، فإننا نسأل لهم سلام المسيح وعزاءه وقوة قيامته. ونتوجه إلى مطارنة أبرشياتنا في بلدان الانتشار وكهنة الرعايا والرهبان والراهبات، بالتهاني بالعيد وبأخلص التمنيات، آملين منهم اتخاذ مبادرات محبة وتضامن وتعاون من أجل حماية الحضور المسيحي في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، حيث أساس المسيحية العالمية وجذورها؛ ومن أجل تعزيز رسالة المسيحيين في هذه الأوطان، وهم فيها منذ عهد المسيح والرسل، من اجل استمرارية إعلان إنجيل المحبة والأخوة والعدالة والسلام في هذه الأرض العطشى إليه".

أضاف: "إليكم أيها الشباب، في لبنان وبلدان المشرق، أوجه نداء الرجاء: "المسيح قام! حقا قام! فلا تخافوا من الصمود في أرضكم. كونوا أقوى من قوى الشر، وأقوى من الصعوبات والمحن. فالعاصفة تمر وتنتهي. الكنيسة معكم ولكم بكل إمكانياتها، بكنائسها وأديارها، بأبرشياتها ورهبانياتها، بمؤسساتها التربوية والاستشفائية والاجتماعية، وبكل وسائلها. انفتحوا عليها وعلى محبة المسيح".

وتابع:"فيما نحيي بالتقدير الكبير كل المؤسسات المدنية، الخاصة والرسمية، التي تعنى بشبيبتنا. فإنا نطالب المسؤولين في الدولة بأن يضعوا قضية الشباب في أولوية اهتماماتهم. فالشباب مستقبل البلاد الضامن. ونطالب بتطوير المؤسسات التربوية، وتعزيز المدرسة الرسمية، ودعم الجامعة اللبنانية، جامعة الدولة حيث يلتقي سبعون ألف طالب، وخمسة آلاف استاذ محاضر، وثلاثة آلاف موظف وعامل. لقد خرجت مئات الألوف من المواطنين على مدى سنيها الأربع والستين، وأجرى أساتذتها العديد من الأبحاث العلمية. فمن الواجب الاهتمام الرسمي بها كمؤسسة عامة مستقلة إداريا وأكاديميا وماليا في مختلف مجمعاتها، وحمايتها على الأخص من تدخل السياسيين ومن تلوينها بأي لون سياسي أو طائفي أو مذهبي.

وختم: "إلى جميع الحاضرين معنا في هذا الكرسي البطريركي، وجميع المشاهدين والمستمعين إلينا والقراء، عبر جميع وسائل الإعلام، نقدم أخلص التهاني والتمنيات بعيد الفصح المجيد، مع التماس نعم السماء الوافرة من المسيح ابن الله، فادي الإنسان ومخلص العالم.

المسيح قام! حقا قام! هللويا!".

كلمة الام هارون

وكانت الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات رئيسة مكتب اتحاد الرئيسات العامات في لبنان الام جوديت هارون ألقت كلمة باسم الرئيسات العامات والرئيسين العامين، قالت فيها:" يطيب لنا، يا صاحب الغبطة والنيافة، ان نتقدم من شخصكم الموقر والغالي على قلوب هذا الجم الغفير من الرهبان والراهبات، كما يطيب لنا ايضا ان نتقدم من اصحاب السيادة، بالتمنيات الفصحية في هذا اليوم الذي صنعه الرب لنا، يوم بهجة وحبور وتهليل، وكم نتمناه ان يكون فصحا حاملا بذور قيامة أكيدة لأوطان العالم قاطبة، وفصحا هديته غصن زيتون لأوطان شرقنا العربي الممزق حروبا وتشريدا ودمارا وذبحا ورعبا أسود، وكان الانسان التكفيري فيه أصبح "ذئبا لأخيه الانسان"، على حد قول الفيلسوف البريطاني توما هوبس".

أضافت: "ان حمل فصحنا المسيح يسوع، لم يذبح مرة واحدة فقط، منذ اكثر من ألفي سنة، بل هو يضحي به ويذبح كل مرة يهزق دم بريء على الارض، وتمتهن كرامة الضعيف، وتهدم الكنائس، وتمحى معالم الحضارات، وتطفأ مصابيح الثقافات والقيم السامية، ويشرد الملايين من الابرياء العزل. فأين هذا العالم من "صوفية اللقاء" التي ينادي بها قداسة البابا فرنسيس كل الافراد والشعوب بحرقته المعهودة".

وتابعت: "لقد أتينا اليوم، يا صاحب الغبطة، نحن المكرسون والمكرسات لملكوت الله، متوافدين من سائر أديارنا المنتشرة على مساحة الوطن الحبيب لبنان، حامين في قلوبنا جميع اخواتنا واخوتنا، لنؤكد وإياكم لهؤلاء الذين أعميت بصائرهم وزاغوا عن طريق الله ورحمته، جئنا لنؤكد ان الاخوة ممكنة، وان اللقاء بين الراعي وأبناءه وبناته هو أبهى عطية من السماء لكنيستنا التي تخاطبها ليتورجيتنا، "الكنز الحي"، كما يحلو لغبطتكم ان تصفوها. انها تخاطبها بقولها:"قومي استنيري ايتها البيعة، لان الفادي القدير خلصك بصليبه الظافر". والرسول بولس يشدد عزيمتنا اليوم بقوله لنا:" ان المسيح غير ضعيف في معاملتكم، بل هو قوي فيكم، قد صلب بضعفه، ولكنه حي بقدرة الله، ونحن ايضا ضعفاء فيه، ولكننا سنكون أقوياء معه بقدرة الله".

وختمت: "لقد جئنا اليوم، يا صاحب الغبطة، لنؤكد لكم انه مهما كانت الدرب وعرة، فاننا سنجعل من "أذرعنا وأيدينا واقدامنا وأفكارنا وقلوبنا وأرواحنا، أذرع وأيدي وأقدام وفكر وقلب كنيستنا، التي هي في حالة خروج دائم"، وذلك تجاوبا مع نداء قداسة البابا فرنسيس وإلحاحه، ورغبة منا بتقبل هذه الرسالة من غبطتكم ايضا، في هذا اليوم المشهود المبارك، اليوم الذي جعل فيه القبر فارغا، والموت مهزوما، ورب الحياة منتصرا على قوى الجحيم، هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنبتهج ونفرح به، هللويا.المسيح قام، حقا قام. فصحا مباركا لغبطتكم، وقيامة مجيدة لوطننا وللشعوب المعذبة على ارض الفداء".

 

زهرا: نتائج نجاة جعجع صمود القوى الاستقلالية ومشروع الدولة

السبت 04 نيسان 2015 /وطنية - أشار النائب انطوان زهرا أن "الدكتور سمير جعجع والقوات اللبنانية مؤمنون ونعرف ان التاريخ لا يسير خبط عشواء، فسيد التاريخ اي الله، هو الذي يوجه أحداث التاريخ بطريقة إيجابية رغم الصعوبات، وانطلاقا من أن شعور رؤوسكم محصاة وشعرة واحدة لا تسقط الا بارادة ابيكم الذي في السماء، نجا الدكتور جعجع من محاولة القوى الظلامية استهدافه منذ 3 سنوات". وقال في حديث إل إذاعة "لبنان الحر": "من المؤكد انه على الصعيد السياسي نجاته من محاولة إلغائه كانت نتائجها المباشرة استمرار صمود القوى الاستقلالية ومشروع بناء الدولة في لبنان وعدم التسبب بخسارة فادحة كان يأمل من يقوم بها ان يدفع هذه القوى الى الاستسلام لمشيئته فاستمرت 14 آذار بالصمود وهي تقيم توازنا معقولا جدا وتؤكد الثقة بمستقبل لبنان". وردا على سؤال عن سبب كشف الجهة المعتدية أجاب: "لأن العدل في لبنان يرى بعين واحدة وكأن شيئا لم يتغير منذ الانسحاب السوري من لبنان وحتى اليوم، وآمل مع الجيدين الذين يعملون في الاجهزة الامنية أن تنكشف كل الجرائم التي حصلت في لبنان".

 

وهبي: محاولة اغتيال جعجع حلقة من حلقات التآمر على رموز الإستقلاليين

السبت 04 نيسان 2015 /وطنية - اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أمين وهبي، ان "محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع هي حلقة من حلقات التآمر على كل رموز الإستقلاليين في البلد"، متمنيا "أن ينتهي مسلسل الاغتيال والقمع وتصفية الخصوم السياسيين بالإزالة الجسدية"، مؤكدا "ان خيارنا الدولة". وقال في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" في ذكرى محاولة الاغتيال: "نصر على أن تصل التحقيقات الى خواتيمها في هذا التحقيق، ولنا المحكمة الدولية خير مثال".

 

رعد: إيران إنتزعت إعترافا دوليا بحقها النووي

السبت 04 نيسان 2015 /وطنية - أشاد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "بثبات الجمهورية الإسلامية في إيران في المفاوضات التي أنجزت تفاهما نوويا مع الولايات المتحدة والغرب"، وقال: "إن ذلك جاء لمصلحة الإلتزام الثوري الإسلامي الذي أراده الإمام القائد السيد علي الخامنئي". وقال رعد خلال رعايته الحفل التكريمي للفتيات اللواتي تميَّزن في مشروع "نجمات البتول 2014" الذي أقامته كشافة الإمام المهدي في النادي الحسيني لمدينة النبطية بحضور شخصيات وفاعليات أن "إيران إنتزعت إعترافا دوليا بحقها النووي، ولم تتنازل قيد أنملة عن هذا الحق، وفرضت شرطا أساسيا من شروطها لتوقيع الإتفاق، فكان لها ما اشترطت وما أرادت". أضاف: "إن هذا وإن دل على شيء، فإنما يدل على أن صلابة الوقفة الجهادية والثبات على الحق سيضطر الأعداء إلى تقديم تنازلات، خصوصا أن مصالحهم هي التي تقود سياساتهم، فهم ليس لديهم أخلاق ولا مبادىء، وإنما لديهم مصالحهم تسيرهم بحسب الظروف والتطورات، وهنا استطاعت الجمهورية الإسلامية أن تضع أمام الغرب كله أن مصلحتهم تقتضي الإلتزام بشروط إيران لتوقيع الإتفاق النووي وهذا ما كان".

وقد تخلل الحفل مراسم تعظيم للقرآن، ومراسم خاصة لدخول الفتيات، وتقرير إعلامي مصور لخص المشروع، وفقرة فنية لفرقة نور الزهراء الإنشادي، وتوزيع القلادات وإفادات المشاركة بالمشروع على الفتيات اللواتي نلن لقب "نجمات البتول".

 

نعيم قاسم: الاتفاق النووي الإيراني انتصار لمشروع المقاومة

السبت 04 نيسان 2015 /وطنية - رأى نائب الأمين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "الاتفاق النووي الإيراني هو انتصار للحق والثبات وإرادة الشعوب الحرة ومشروع المقاومة الذي تقوده إيران الإسلام، ورفض للتبعية للغرب، وقد استطاعت إيران بصمود 12 سنة في مسألة العقوبات من أجل البرنامج النووي السلمي أن تنتزع من الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا موافقة على برنامجها الذي يعبر عن علم وسياسة ومكانة وقدرة في هذه المنطقة، وهو انتصار كبير لإيران واعتراف بمكانتها ودورها في المنطقة والعالم".

وقال في كلمة ألقاها خلال احتفال تكليف الحجاب لتلامذة مدارس كشافة الإمام المهدي - القطاع الأول: "كانت إيران تحاور 6 دول كبرى، وكل دولة لها مطالب وآراء وقناعات، ونجحت إيران، كل التهنئة للقيادة الإيرانية المتمثلة بالإمام الخامنئي، حفظه الله ورعاه، وكل المسؤولين والشعب الإيراني الذي صبر وصمد من أجل أن يحقق هذه النتائج العظيمة". أضاف: "اليوم إيران هي البلد الأكثر إضاءة في منطقتنا لأنها أحيت العزة والاستقلال ودعمت خيارات شعوب المنطقة، وهي رمز وعنوان المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي والإرهاب التكفيري. نحن كحزب الله نشكر إيران الإسلام التي أعطت ولم تأخذ، دعمت ولم تطلب ثمنا، احترمتنا ولم تأمرنا بشيء، وساندت ولم تتدخل، وحالفت ولم تستعبد. نشكر إيران التي مكنتنا من التحرير في مواجهة إسرائيل، ومكنتنا من أن نكون قوة في بلدنا والمنطقة لنحافظ على استقلالنا وكرامتنا ولم تستخدم أموالها لشراء الضمائر".

وتابع: "أخطأت السعودية خطأ استراتيجيا بعدوانها على اليمن، كان عليها أن تترك الشعب اليمني لخياراته، من نصَّبها لتكون إلى جانب فريق ضد فريق آخر؟ وما علاقتها أن تتدخل بين اليمنيين؟ هي تدعي أنها تريد حماية الشرعية للرئيس هادي، هذا الرئيس الهارب من بلده وليس له من يناصره، لماذا لم تقوموا بالشيء نفسه في سوريا مع الرئيس بشار الأسد الذي له شرعية والناس تؤيده والجيش معه وقوته موجودة في بلده. في سوريا دعمت السعودية المعارضة المسلحة المتمثلة بالقاعدة وأخواتها، وفي اليمن دعمت الرئيس الهارب وأيضا القاعدة وأخواتها، فالقاسم المشترك لمن يتحرك ضد أنصار الله والشعب اليمني هم جماعة القاعدة، وفي سوريا جماعة القاعدة بأسماء مختلفة، ما هذه الإزدواجية في دعم الرئيس بين سوريا واليمن؟"

وقال: "نحن نعتبر أن أمن الخليج مطلب محق ولكن أمن الخليج يكون بالاستقرار والتفاهم مع إيران وليس بالتخريب والعدوان وإثارة الفتنة المذهبية ومحاولة تخريب البلدان وقتل الأبرياء. أين هي النخوة العربية التي برزت عند السعودية في مواجهة إسرائيل؟ لم نسمع خلال سبعين سنة أن طائرة سعودية قصفت ضد إسرائيل نصرة للشعب الفلسطيني، لماذا؟ تخافون من إسرائيل، بل أكثر من ذلك، تريدون التعاون مع إسرائيل وهي محتلة. الأولى أن تدعموا الشعب اليمني الفقير وتفكروا بالحلول السياسية وأن تجمعوا المتعارضين مع بعضهم للوصول إلى نتائج، لا أن ترسلوا طائراتكم لقصف المخيمات والمستشفيات والأبرياء تحت حجج واهية. ما قامت به السعودية اليوم في اليمن أكثر مما حصل في قانا، أين المجتمع الدولي؟ لقد فشلت السعودية عندما فقدت أياديها في اليمن ولذا تدخلت مباشرة، وعادة عندما يتدخل أي جيش مباشرة كمحتل ومعتد يعني أنه وصل إلى الخسارة الكبرى". وختم: "ليكن معلوما، لا إمكان لنجاح العدوان على اليمن، وسينتصر الشعب اليمني، وسجلوا للتاريخ أن السعودية ستخسر كثيرا وكثيرا، خير لها أن تستدرك وتتراجع قبل فوات الأوان لأن الشعوب الحرة كالشعب اليمني هو صاحب الأرض والقرار، وسينتصر إن شاء الله تعالى على أي عدوان من أي مكان كان".

 

نواف الموسوي يهنىء إيران بالنووي: من يقرر مستقبل لبنان والمنطقة مقاومو الهجوم الاستكباري الإسرائيلي على سوريا

السبت 04 نيسان 2015 /وطنية - هنأ عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي إيران "قيادة وشعبا بالإنجاز الذي حققته بإقرار حقها في أن تنضم إلى قائمة الدول النووية، فما تحقق هو تأكيد كرامة الشعب الإيراني في التعامل معه كأمة وشعب يستحقان الإحترام، وأن إيران أثبتت أنها دولة حرة تقف عند حقوقها كاملة، ولم يعد باستطاعة أحد أن يتجاوز حقيقة أنها دولة ذات فعل حاسم في المنطقة والعالم"، ونوه "بمواجهة الشعب اليمني للعدوان عليه"، مشددا على أن "المقاومة هي المنتصرة في مواجهة أي عدوان، وأن الواجب الإنساني يقتضي الوقوف بقوة في مواجهة المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني". ورأى خلال احتفال تأبيني في بلدة طيردبا أن "مصير المشروع التكفيري في سوريا هو الهزيمة لأنه لا أفق له، بل هو مشروع انتحار لا يستطيع أن يبقى حيا"، وهنأ الشعب العراقي بانتصاراته على التكفيريين وهو ما يؤكد أن الشعوب متى تحملت مسؤولياتها، قادرة على إلحاق الهزيمة بالقوى التكفيرية والقضاء عليها دون الحاجة إلى تدخل أميركي".

ورأى أن "خطة العمل المشتركة التي تم إعلانها في لوزان بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي يجب أن ينظر إليها من زاوية الاعتزاز بما تحقق، لأن القوى الكبرى في العالم أقرت لصديقتنا وشقيقتنا جمهورية إيران الإسلامية التي بنيت بثورة الإمام الخميني وبفكره، بحقها في أن تكون دولة نووية بعدما أعلنت عليها العقوبات وفرض عليها الحصار بهدف تفكيك برنامجها النووي، ونحن اطلعنا على هذا الاتفاق، وما قدمه الإيرانيون في هذا المجال يؤكد ما كانوا يقولونه دائما بأن برنامجهم سلمي، وأنهم حاضرون لإثبات سلمية البرنامج إذ إنهم ملتزمون فتوى الإمام الخميني من قبل والإمام الخامنئي الآن، بعدم جواز امتلاك سلاح دمار شامل، وهناك فرق بين عقلية الدولة المستكبرة التي تستخدم سلاح دمار شامل يقتل مئات الآلاف بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ كما فعلت الإدارة الأميركية في الحرب العالمية الثانية، وبين دولة تقوم سياساتها الخارجية وأفعالها على أساس المبادىء الإسلامية التي لا تزر على أساسها وازرة وزر أخرى".

وأشار إلى أن "ما تم التوصل إليه يفشل ما كان يعد ويمني به النفس أعداء الجمهورية الإسلامية من أن المواجهة حول المسألة النووية ستتحول إلى حرب ضارية تشن على الجمهورية الإسلامية بحيث تقضي عليها، وعلى مقومات الحياة فيها، وعلى تقدمها، ومن السيناريوهات التي كانت تعد شن ضربات جوية على أكثر من 4000 هدف إيراني أولي، تشمل البنية الصناعية العسكرية والمدنية، وصولا إلى منشآت الدولة الأساسية"، ورأى أن "أعداء إيران الدوليين والإقليميين ممتعضون اليوم من التوصل إلى هذا الاتفاق، لأنهم يعتقدون أنهم فقدوا فرصة توجيه ضربة إلى إيران تعيدها قرونا إلى الوراء، وتمنع إيران من أن تواصل تقدمها ومن أن تكون دولة قوية وفاعلة".

وقال: "حتى النص الذي وزعته وزارة الخارجية الأميركية من 4 صفحات وعرضت فيه المكتسبات لناحية تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، لم يقنع أعداء إيران بالاتفاق، لأن ما كانوا يطلبونه هو حرب على إيران تتحول إلى حرب إقليمية شاملة لا تبقي ولا تذر، لكن الذي حصل بموجب هذا الاتفاق أن إيران التزمت ما قالته دائما بأنها تريد برنامجا نوويا سلميا يلبي حاجات إيران العلمية والتنموية وحاجاتها في الطاقة البديلة عن النفط والغاز، وحاجاتها الطبية وما يمكن أن يستخدم فيه البرنامج النووي لناحية الاستخدامات السلمية، وفي المقابل، كان البرنامج السياسي للرئيس أوباما نفسه عام 2012 يقوم على أساس تفكيك برنامج إيران النووي، وعلى وقف التخصيب بشكل مطلق وإقفال وإغلاق منشآت إيرانية، حتى وصلنا إلى الإقرار بحق هذه الدولة في أن يكون لها برنامجها، وأن تنضم إلى قائمة الدول النووية، وأن يكون لها واجبات وحقوق الدول المنضمة إلى اتفاقية حظر الأسلحة النووية. إذا التفكير بإلغاء إيران وردها إلى الوراء سقط، وإيران صديقتنا وشريكتنا في المواجهة وشقيقتنا في مواجهة المحتلين والمعتدين، بات مسلما لها بأنها دولة ذات حضور دولي وإقليمي شاء من شاء وأبى من أبى، وسقطت رهانات الحروب وبالتالي رهان تغيير ميزان القوى، واليوم أنقذ الشرق الأوسط والعالم من حرب طاحنة كان يمكن أن يجرها إليه أولئك الذين لا يرون سوى كياناتهم وعروشهم هدفا يستحق قتل مئات الآلاف من أجله".

أضاف: "بالتالي، من حقنا اليوم أن نشعر بالفرح مع الشعب الإيراني الذي يعتقد أن أهم ما تحقق هو أنه أكد كرامته في التعامل معه كأمة وشعب يستحقان الاحترام ولا يتعامل معهما بمنطق الحصار والعقوبات والإخضاع. أليس مشهدا يدعونا نحن أصدقاء إيران إلى الفخر بأن نرى في جهة وزير خارجية دولة واحدة، وفي مقابله ستة وزراء خارجية لأكبر الدول اقتصاديا وعسكريا في العالم، يقوم بالتفاوض الطويل والشاق على أصغر التفاصيل. ما يدعو إلى الافتخار أن ما يجري هو بين قوى دولية وبين قوة تحترم أهدافها ومبادئها، إذ لا يكفيها مجرد اتصال هاتفي من مسؤول في هذه الدولة الكبرى أو تلك، حتى تأخذ قرارها ببيع ثروات شعبها من أجل خدمة غاية سياسية للدولة الكبرى، فإيران أثبتت أنها دولة حرة، دولة تقف عند حقوقها كاملة، لذلك لم يعد باستطاعة أحد أن يتجاوز حقيقة أن صديقتنا الجمهورية الإسلامية هي دولة ذات فعل حاسم في المنطقة والعالم، وكما فرح الشعب الإيراني من قبل بانتصارنا بدحر العدو الصهيوني عن معظم الأراضي اللبنانية، فإننا نهنىء الشعب الإيراني الشقيق والقيادة الإيرانية الحكيمة وعلى رأسها الإمام الخامنئي بهذا الإنجاز الذي يحق فيه لكل حر وشريف ومناضل للهيمنة الاستكبارية بأن يشعر بالافتخار والاعتزاز به، لأنه قدم نمطا جديدا من العلاقات بين دولة ودول عظمى لا يقوم على الإملاء والفرض، بل على أساس الكرامة الوطنية والاحترام المتبادل، ومثل هذه الاتفاقات كان يحصل بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية، الدولتين الكبريين في عالم مستقطب".

ونوه "بانتصارات الشعب اليمني المتواصلة في مقاومة العدوان الاستكباري الإقليمي الذي يشن عليه، وهو شعب عرف ببأسه في مواجهة الذين يعتدون عليه على الرغم من الجرائم التي ترتكب بحقه، وها هو يحقق الانتصار تلو الآخر، ليؤكد كما تؤكد الشعوب الحرة، أنه ما من سبيل إلى هزيمة المقاومة، وأن المقاومة هي المنتصرة في مواجهة العدوان"، وشدد على أن "المسؤولية الأخلاقية والواجب الإنساني يقضيان بأن نقف وقفة قوية في مواجهة المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، إذ سقط في أقل من أسبوع هناك حوالى 500 شهيد و 1700 جريح من المدنيين، 35 بالمئة منهم على الأقل من الأطفال، وبالتالي ثمة مجزرة ترتكب بحق الشعب اليمني وبحق أطفاله ونسائه وشيوخه، لأن المعتدين ما زالوا أكثر جبنا من أن يواجهوا المقاتلين اليمنيين الأشداء وجها لوجه في ساحات المعارك البرية، بل يكتفي هؤلاء بإلقاء حممهم على المساكن والمنازل التي يدفن تحتها الآمنون ممن لا يحملون سلاحا، لأن المقاتلين وكما نعرف من تجربتنا في لبنان، قادرون على اتخاذ إجراءاتهم الدفاعية بما يمكنهم من تفادي القصف الجوي ومن الاستعداد لمقاومة العدوان البري بشكل فعال وحاسم، ونحن نؤكد حق الشعب اليمني في مقاومة المعتدين عليه وحقه في تقرير مصيره، وهو الذي يقرر من يكون رئيسه ومن تكون حكومته، وليس لأحد حول اليمن أو من خارجه أن يفرض على اليمنيين هوية رئيسهم وحكومتهم، ونحن أعلنا صوتا واضحا يكاد يكون وحيدا في العالم العربي، حين أطلق سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة الحق في وجه السلطان الجائر وهو أفضل الجهاد، لأن الطغاة والمستكبرين بلغوا من السيطرة على وسائل الإعلام وعلى أصحاب الرأي والفكر وموجهي الرأي العام من القوة بحيث كتموا الأفواه إلا تلك التي تدعو لهم، فيما الشعب اليمني أخذ قراره بيده وهو يواجه الطغاة والمعتدين وسيكتب له انتصاره كما كتب لنا انتصارنا".

وهنأ "الشعب العراقي الذي تمكن بقواه الذاتية من تحرير مدينة تكريت بعدما كانت تحت سيطرة القوى التكفيرية التي ذبحت أبناء الشعب العراقي وأراقت دماءه في مجاري الأنهار وعلى تراب العراق الشقيق، وهذا التحرير لم يحصل بفعل التدخل الأميركي سواء كان من الجو أو من البر، بل إن القوات الشعبية العراقية رفضت أن تتحرك ميدانيا حين قال الأميركيون إنهم بصدد استخدام قواتهم الجوية، ورفض العراقيون أن يكونوا شركاء للقوات الأميركية في العمل ضد تكريت، بل إنهم أصروا على خوض هذه المعركة بقواهم الذاتية وليس بقوى الولايات المتحدة الأميركية، وقد تمكنوا من كسر أحد أهم معاقل القوى التكفيرية في العراق، مع ما لهذه المدينة من رمزية تاريخية دلت على معاناة الشعب العراقي طويلا في ظل الاستبداد والعدوان"، ولفت إلى أن "تحرير تكريت يؤكد أن الشعوب في المنطقة متى تحملت مسؤولياتها، قادرة على إلحاق الهزيمة بالقوى التكفيرية والقضاء عليها دون الحاجة إلى تدخل أميركي، مع العلم أنه رصد تدخل أميركي لصالح القوى التكفيرية لناحية إمدادها بالسلاح والدعم اللوجيستي وقد سجل هذا الأمر لدى القوات العراقية الشعبية والرسمية". ورأى أن "القوى التكفيرية في سوريا، وإن تمكنت من التقدم في هذا الموضع أو ذاك، فمصيرها الهزيمة لأن المشروع التكفيري لا أفق له، إذ إنه مشروع انتحار بذاته ولذاته ولغيره ولا يستطيع أن يبقى حيا، وإذا كان له من حياة الآن فلأن هناك دولا تستخدم العدوان التكفيري كأداة لحرب غير مباشرة، لكن عندما يستغنى عن التكفيري أو يتم التحول عن الأهداف التي رسمت له، فسيكتب عليه الملاحقة والموت والقتل، فهكذا استخدموهم في أفغانستان ثم هجموا عليهم بعدما غيروا المسار، فالتكفيريون في سوريا انتهت قدرتهم على تقرير مستقبل سوريا". وختم الموسوي: "من يقرر مستقبل سوريا وبالتالي مستقبل لبنان والمنطقة هم المقاومون للهجوم الاستكباري الإسرائيلي على سوريا الهادف إلى إسقاط دولتها المقاومة وإحلال إما الفوضى التي تأكل كل شيء، وإما نظام هزيل يكون دمية بيد الإسرائيلي ومن ورائه الأميركي، لكن هذا الزمن قد انتهى، ولن تكون سوريا إلا كما عهدناها دائما دولة في طليعة القوى المقاومة والداعمة للمقاومة، وسيأتي الوقت الذي سننعم جميعا بانتصارنا على تلك الهجمة أقصر الزمان أم طال، لأننا موعودون بالنصر، وما قمنا إلا من أجل نصر الله، وإن تنصروا الله ينصركم، وهذه هي المعادلة".

 

حسين الموسوي هنأ ايران بالاتفاق النووي: التصويب السيء على ايران توظيف لسياسة أميركية صهيونية

السبت 04 نيسان 2015 /وطنية - هنأ عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد حسين الموسوي، في ندوته القرآنية الأسبوعية، الجمهورية الإسلامية الايرانية، قيادة وشعبا، بالإتفاق النووي، وقال: "إنه لمن العار أن ينبري البعض الى إتهام إيران بأنها دولة مفسدة ومدمرة، وهو كلام عار عن الصحة تماما، بينما يتناسى ما قامت وتقوم به إسرائيل من تهويد وتدمير وإبادة بحق فلسطين وأهلها وبحق كل شعوب منطقتنا، ويتجاهل التماهي الحاصل بين المشروع الصهيوني والمشروع التكفيري الهادف الى إعاثة الفوضى والفساد والإفساد وشطب الاخر المخالف من الوجود، ما يشكل إتحادا بين المشروعين في عنصرية مجرمة وقاتلة للحياة بكل تنوعاتها". أضاف: "إن هذا التصويب السيء على ايران لهو توظيف لسياسة أميركية صهيونية، وفيه إضعاف مجاني لقدرة الأمة مدعومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ردع العدوان الصهيو- تكفيري على عالمنا العربي والإسلامي. وان مواقف هذا البعض تنطوي على تنكر أخلاقي لإنجازات إيران الإسلام وما حققته على مستوى دعم القضية الفلسطينية بالأفعال وليس الأقوال، بالإضافة الى سعيها الدائم والدؤوب الى نصرة قضايا العرب والمسلمين، وفي طليعتها مسألة الوحدة بين المسلمين التي تسعى مملكة الظلام الى إسقاطها في أتون الفتن التي لن تعود بالنفع والمصلحة إلا على دولة الكيان العنصري وأدواتها التكفيريين". وتابع: "لا جدوى بعد اليوم من هذه الحملات المسعورة على إيران وسلاح المقاومة ومن التحريض المذهبي عليهما، فالقوى التي تستخدم هذا النهج ستحرق نفسها، لأن أفق هذا السلوك مقفل ولن يلقى الصدى المؤازر له، لأننا نثق بالرأي العام العاقل الواعي الذي يرفض الدس والمؤامرات والتدليس ويضرب عرض الحائط بكل المناخات التي تعزز التفرقة". وختم الموسوي: "نذكر من يعنيهم الأمر بأن إيران دولة عظمى بفعل إتكالها على الله وتحقيق الإكتفاء الذاتي بدعم شعبها والشعوب المستضعفة لها، وعظمتها أنها دولة تقرر وتفعل، وليست كالدول التي تشكل ظاهرة ذيلية للادارة الأميركية. لذلك ندعو الخائفين من إيران والمفترين عليها أن يستفيقوا من غفلتهم وأن يتركوا هذه الحفرة التي يقيمون فيها والتي تمنعهم من الرؤيا الواضحة والإستفادة من نور الشمس، أن يحذوا حذو الأميركيين والأوروبيين الذين وقعوا إتفاقهم مع إيران بعد أن علموا أن خير الجميع لا يمكن تحققه في هذا الشرق إلا بالإعتراف بدور الجمهورية الإسلامية وحقها وحرصها على الحقوق العادلة للشعوب الحرة المظلومة".

 

كينيا تعيش صدمة مجزرة جامعة غاريسا والمسلحون سخروا من الطلاب قبل قتلهم

المصدر: (و ص ف)4 نيسان 2015

استمر أمس البحث عن مفقودين لم يعرف مصيرهم منذ الهجوم الدامي الذي شنته حركة "الشباب" الصومالية في جامعة موي في مدينة غاريسا بشمال شرق كينيا، والذي اودى بحياة 147 شخصا. وهذا الهجوم الذي استمر يوما كاملا هو الاسوأ تشهده كينيا منذ تفجير مبنى السفارة الاميركية في نيروبي عام 1998 ومقتل 213 شخصا، والاكبر الذي تشنه حركة "الشباب" التابعة لتنظيم "القاعدة"، والذي قالت الحكومة الكينية انه "لن يجعلها تخضع للارهاب". وندد البابا فرنسيس بالهجوم على جامعة موي، ملاحظاً انه بدا واضحا استهداف المسيحيين "بوحشية غير مبررة". وروى الناجون من المجرزة كيف بدأ المهاجمون بالسخرية من الطلاب، كما اجبروهم تحت تهديد السلاح قبل قتلهم على الاتصال بذويهم ليضغطوا على الحكومة الكينية كي تسحب قواتها من الصومال. وقال طالب يدعى سالياس اوموسا (20 سنة) ان المسلحين ايقظوا الطلاب عندما اقتحموا مهجعهم فجراً وفصلوا المسلمين عن غير المسلمين "تبعاً لملابسهم". واضاف ان المهاجمين راحوا يصيحون: "نحن لا نهاب الموت، ستكون عطلة فصح جميلة بالنسبة الينا"... ثم بدأوا باطلاق النار". وكشف طلاب ان شائعات عن هجوم قريب على الجامعة سرت خلال الاسبوع. وقال احدهم نيكولا موتوكو: "لم يأخذ احد ذلك على محمل الجد"، بينما قالت طالبة تدعى كاترين انها "اعتقدت انها كذبة الاول من نيسان". وفيما كان مسلحو حركة "الشباب" يفتشون الغرف لقتل من تبقى من الطلاب، لطخ بعض الطلاب انفسهم بدماء رفاقهم القتلى وتظاهروا بالاصابة. وقال روبن نياورا، وهو عامل في وكالة الاغاثة الدولية، ان "الفتيات اخبرنني ان المسلحين قالوا انهم جاؤوا قاتلين او مقتولين، ثم امروا الاناث بان يلطخن انفسهن بالدماء وسخروا منهن". واوضح انه روع امام عدد الجثث المنتشرة في مهجع الطلاب، اذ "كانت الجثث في كل مكان ورأينا قتلى تفجرت رؤوسهم والرصاص في كل مكان". وقد انتهت العملية العسكرية للقوات الكينية لاستعادة السيطرة على حرم الجامعة الخميس "بمقتل الارهابيين الاربعة"، وذلك بعد 16 ساعة من بدء الهجوم في المدينة التي تبعد 150 كيلومتراً عن الحدود الصومالية، كما جاء في بيان للمركز الوطني لإدارة الكوارث. وتجمع أمس حشد كبير من الناجين واهالي الضحايا والمفقودين عند مدخل الجامعة.

 

الاتفاق النووي مع إيران ثَمَرة تنازلات وبدائله لم تكن جذّابة تساؤلات عن تبديل التسوية المشهدَ السياسيَّ في المنطقة

موناليزا فريحة/النهار/4 نيسان 2015

القلق المستتر في المنطقة من الاتفاق النووي المبدئي بين طهران ومجموعة 5+1 للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، الى المانيا، يعكس مخاوف من أن يثير رفع العقوبات تحديداً عن دولة منخرطة بقوة في أكثر من حرب مذهبية في المنطقة، الى زيادة النزاعات المذهبية تفاقماً وتعميق خطوط الصدع بين أطرافها. ولعل "عاصفة الحزم" التي بدأت مع المخاض الاخير لمفاوضات لوزان، محاولة من دول المنطقة للتكيّف مع المشهد السياسي الجديد.

اختلفت الردود الاميركية على الاتفاق الاطار الذي يقيد نشاطات البرنامج النووي الايراني عشر سنين على الاقل ويشمل رفع العقوبات الغربية تدريجا عن إيران، علماً أنه مرهون بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران بوفاء الجانبين بوعودهما، على حد تعبير الرئيس الايراني حسن روحاني.

وتكفي مقارنة افتتاحيتي صحيفتي "النيويورك تايمس" و"الواشنطن بوست" لالقاء الضوء على الانقسام الذي يثيره الاتفاق. وكتبت الاولى تحت عنوان "اتفاق نووي واعد مع ايران"، أن الاتفاق الاولي يزيد احتمالات عدم تحول طهران تهديدا نووياً، لافتة الى أنه بفتح حوار بين طهران وأميركا، بدأ المفاوضون تبديد عداء عمره أكثر من 30 سنة، وعلى المدى الطويل، يمكن اتفاقاً بين الجانبين أن يجعل الشرق الاوسط أكثر أمناً ويفتح طريقاً لايران للانضمام الى المجتمع الدولي.

وفي المقابل، كتبت "الواشنطن بوست" تحت عنوان: "الاتفاق الايراني لاوباما لا يحقق اياً من أهدافه"، أن أياً من المنشآت النووية ، بما فيها مركز فوردو المبني تحت الجبال لن يقفل، وأياً من اجهزة الطرد المركزي الـ19 الفاً لن تفكك، وأن مخزون الاورانيوم المخصب "سيخفض" لكنه لن يشحن بالضرورة الى خارج البلاد. وفي تقديراتها أن البنى التحتية النووية الايرانية ستبقى على حالها، وإن تكن ستتوقف عن العمل عشر سنين. وعندما تنتهي المهلة الزمنية الواردة في الاتفاق، تكون ايران على عتبة أن تصير دولة نووية.

وبين الموقفين المتناقضين، ثمة من رأى في الاتفاق أفضل الممكن. وقالت مجلة "الايكونوميست" في موقعها على الانترنت أن البدائل من الاتفاق غير جذابة "إذ ان عملاً عسكريا لتدمير البرنامج الايراني سيكون له تأثير موقت، وأن الغارات الجوية لا تستطيع تدمير الخبرة التي اكتسبتها ايران، وإنما يمكن أن تزيد عزم الملالي على الحصول على السلاح، وتزيد تطرف المسلمين وزيادة الفوضى في منطقة من العالم ملتهبة اصلاً.

من الواضح أن الاتفاق الاطار الذي ارتفع دخانه الابيض في لوزان ليل الخميس، هو ثمرة تنازلات من الجانبين. فقد خفضت ادارة أوباما السقف العالي لاهدافها التي حددها الرئيس الاميركي عام 2012، عندما قال إن الاتفاق الذي سنقبل به "يشمل وقف برنامجهم النووي"، والتزامهم قرارات الامم المتحدة التي تدعو ايران الى وقف التخصيب. وبموجب الاتفاق الاطار سيستمر التخصيب مع خمسة الاف جهاز طرد مركزي لعشر سنين، على أن ترفع كل القيود عنها بعد 15 سنة. وفي المقابل، سيدمر قلب مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة أو سينقل الى خارج الاراضي الايرانية وهو ما يقطع الطريق على ايران لبناء قنبلة بلوتونيوم. كذلك ستخضع ايران لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي ستفتش كل المواقع النووية الايرانية بانتظام. كما يمكن الاتفاق مفتشي الوكالة من دخول مناجم الاورانيوم والاماكن التي تنتج "الكعكة الصفراء" (نوع مركز من الاورانيوم) مدة 25 سنة.

تداعيات محتملة

إذا سلمنا جدلاً بأن الفريقين خرجا من المفاوضات الماراتونية متساويين من حيث المكاسب والتنازلات النووية، فهل تأتي هذه التسويات على حساب الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط حيث تخوض طهران حرباً بالواسطة في سوريا والعراق واليمن وتدعم "حزب الله" في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في غزة" على حساب الحكومتين المركزيتين؟

مع أن الفريقين الاساسيين في الاتفاق النووي، وهما طهران وواشنطن، حرصا دوماً على القول إن المفاوضات لم تشمل النشاطات الاخرى للجمهورية الاسلامية، تشعر دول عربية بأن واشنطن تجاهلت كثيراً من تجاوزات طهران في المنطقة لتسهيل التوصل الى اتفاق. وثمة من يخشى أن تكون الديبلوماسية النووية الاميركية جزءاً من مخطط أكبر لتحويل ايران شريكاً استراتيجياً لواشنطن في ادارة الشرق الاوسط. ومثل هذا السيناريو يمثل كابوساً لكثير من دول المنطقة.

وأقر آرون ديفيد ميلر المفاوض السابق الذي مثل إدارتي الجمهوريين والديموقراطيين في محادثات السلام للشرق الأوسط، بأن "سلوك إيران في سوريا والعراق واليمن - كل هذه الأماكن - سيظل يجعل الوضع في الشرق الأوسط أصعب على أوباما... ولكن قد تبرز هنا قوة جذب كافية للانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات".

وفي انتظار تلك المفاوضات، ليس مستبعداً تعمق الاستقطاب المذهبي في المنطقة الممتدة من المتوسط الى بحر العرب. وتخشى السعودية خصوصاً أن يتيح اتفاق يرفع عن إيران الضغط الدولي - بما فيه العقوبات - مجالا أرحب لها لتسليح وكلائها وتمويلهم.

ولا يستبعد خبراء أن تلجأ الى زيادة تدخلها في المنطقة في الاشهر المقبلة ربما لتوجيه رسالة الى المحافظين بأن جلسات مفاوضيها مع "الشيطان الاكبر" لن تجعلها ترضخ له في المنطقة.

من جهة أخرى، بدأت دول الخليج خطوات استباقية تظهر تغيراً كبيراً في استراتيجياتها التي كانت تعتمد على واشنطن. ففي ليبيا، قصفت مصر والامارات مراراً مواقع لمتشددين من دون العودة الى واشنطن.

الى ذلك، يخشى أن تطلق الهواجس من الاتفاق النووي، سباقاً للتسلح النووي في الشرق الاوسط، بعدما لمحت السعودية أكثر من مرة الى أنها ستسعى الى امتلاك أسلحة ذرية اذا فعلت طهران ذلك. فوقت يتراجع الاعتماد على الطاقة النووية في كل مكان من العالم نظراً الى خطورتها، يشهد القطاع ازدهاراً مطرداً في المنطقة.

ويقول عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة وجنيف: "اذا امتلكت ايران قنبلة نووية فإن السعودية سيكون عليها أن تفكر بجدية شديدة في موازنة ذلك. السعودية لن تقف مكتوفة".

والى السعودية، تضم لائحة الدول الساعية الى امتلاك الطاقة النووية، مصر والامارات وتركيا والاردن.

باختصار، ثمة مؤشرات كثيرة لتحسب دول المنطقة لمواجهة ايران أكثر عدائية بعد الاتفاق. ومع أن الرياض لا تزال تنظر الى واشنطن باعتبارها حليفة وثيقة، فهي لم تعد تعتقد أن في وسعها الاعتماد عليها للدفاع عنها وعن حلفائها في مواجهة ما تعتبره سياسة توسعية إيرانية في الدول العربية. ولا يبدو حتى الآن أن اتصال أوباما بالعاهل السعودي قد بدد الهواجس. وليس معروفاً ما اذا كانت القمة التي ينوي استضافتها لزعماء دول مجلس التعاون الخليجي في قمة في منتجع كمب ديفيد في الربيع المقبل كافية لتحقيق ذلك.

 

العونيّون أمام مفترق... والقرار بيد الجنرال

فيفيان عقيقي/النهار

4 نيسان 2015

مطلع آذار الفائت أعلن رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون أن موعد الانتخابات الداخليّة في "التيار الوطني الحرّ" حدّد في 24 أيار المقبل. توسّم المنتسبون خيراً، وأملوا أن يكون هذا التصريح العلنيّ مقدّمة لإطلاق "حياة ديموقراطيّة" داخل الحزب، تنتج تداولاً في السلطة، وتنشّط القاعدة الشعبيّة، وتعيد إحياءها بعدما تآكلها الخمول. إعلان دبّ الحماسة في قلوبهم، فشهدت المناطق حركة غابت عنها منذ سنين، اجتماعات ولقاءات ودورات خاصّة استعداداً للانتخابات.

مضى 24 آذار، شهران قبل موعد الإنتخابات المنتظرة، انتظر الحزبيون قراراً من الرابية لينطلقوا في معركتهم، لكن لم تُدع الهيئات الناخبة ولم يُفتح باب الترشّح أمام الطامحين الى الفوز وتحمل المسؤوليات، وفق ما ينصّ عليه النظام الداخلي في "التيّار" الصادر حديثاً والمسجّل في وزارة الداخليّة والبلديات.

فهل طارت الإنتخابات؟ تطوّر شغل بال العونيين؛ ما هو مصير الانتخابات؟ وماذا يدور في خبايا الرابية؟

تكتلات داخليّة

تنقسم القاعدة الحزبيّة في "التيار" ما بين فريق أوّل يضمّ الوزير جبران باسيل ومعه المنسّق العامّ في "التيار" بيار رفول، وعدد من المؤيدين ورجال الاعمال، الذين لا يكفون عن إعلان خشيتهم أمام الجنرال من الانقسامات الداخليّة التي ستصيب الحزب في حال حصول الانتخابات، وبين فريق ثانٍ يضمّ ابن شقيقه نعيم عون وابن شقيقته النائب آلان عون اللذين يحاولان منع باسيل من احتكار السلطة في الحزب عبر الإصرار على إجراء الانتخابات، وفريق ثالث من العونيين الذين يدينون بالولاء للجنرال وحده، ويطالبون بمأسسة التيّار وتفعيل العمل الديموقراطي وتداول السلطة بعيداً من التقليدية ودرءاً للتعيينات التي صبغت تيارهم منذ عشر سنوات. ويأتي طرحا الفريقين الأخيرين متجانسين مع شعاري التغيير والإصلاح اللذين يرفعهما التيار، ومع معركة محاربة التمديد التي يخوضها على الصعيد الوطني، والتي لا يجوز التغاضي عنها في البيت الداخلي.

فرز القواعد الشعبيّة

ينصّ النظام الداخلي على تشكيل مجلس سياسي يضمّ الرئيس و14 عضواً، إضافة إلى نواب ووزراء التيار، يرسمون معاً السياسات العامّة له، ومجلس وطني يتألف أوّلاً من منسقي الأقضية واللجان المركزيّة المنتخبين من القاعدة الشعبيّة. وينتخب ثانياً تسعة أعضاء من المجلس السياسي، فيما يعيّن الرئيس نائبين له وثلاثة معاونين. مع العلم أن كلّ قضاء سيحظى بأصوات في انتخابات المجلس الوطني نسبة إلى عدد البطاقات الموجودة فيه (كل خمسين بطاقة حزبيّة تشكّل صوتاً).

بعدما أعلن عون الموعد الأوليّ للإنتخابات في 24 أيار المقبل، تمظهرت القوى على الأرض وبانت الأقضية التي ستشهد معارك انتخابيّة. فهي ستخاض في كسروان وجبيل وبعبدا، وستغيب من الأشرفية والمتن وجزين. وبعد محاولة بثّ أجواء انقسام داخلي في التيار نتيجة الانتخابات، اتفق المرشحون المفترضون في الأقضية التي ستشهد معارك على إغلاق الباب أمام أي تجاذب يثبت نظريّة الفريق الذي يهوّل أمام الجنرال.

وفي فرز أوليّ للقواعد الشعبيّة، ستوصل الانتخابات، في حال حصولها، منسقي أقضية من الفريقين الثاني والثالث. في بعبدا ترتفع أسهم من سيدعمه المنسّق السابق فؤاد شهاب والنائب آلان عون، في كسروان سيحسم "العوني العتيق" جيلبير سلامة النتيجة لمصلحته، في الأشرفية الكلمة الفصل هي لزياد عبس، وفي جبيل للنائب سيمون أبي رميا، وفي جزين للنائب زياد أسود، في المتن سيفوز المدعوم من المنسق السابق طانيوس حبيقة في وجه المدعومين من النائب ابرهيم كنعان ووزراء ونواب في القضاء. نتائج تبرّر محاولات تطيير الانتخابات.

هل يفعلها الجنرال؟

القرار اليوم في يد الجنرال. فإجراء الانتخابات هو أولاً تحدٍ شخصي له لمأسسة حزب طالما حلم بأن يضمّ تحت جناحه مناصريه، وهو ثانياً ضرورة لوقف النزيف الداخلي الذي أدّى إلى تراجع عدد المنتسبين من 30 ألف بطاقة العام 2005 إلى 14 ألف بعد 10 سنوات. المناضلون الذين لم يعتزلوا النضال يعولون على عناد الجنرال، ويتوقعون أن يسير باقتناعاته ويدعو إلى الانتخابات، فيما يدسّ آخرون نيات تشير إلى عدم تخليه عن صهره الذي فرّط برفاق كثيرين من أجله في معارك سابقة.

قرار الإلغاء لم يتخذ، ولا قرار دعوة الهيئات الناخبة، فيما المطروح إرجاء موعد الإنتخابات، وحلّ كلّ اللجان الحالية وتعيين بديلة منها لمدة ستة أشهر انتقاليّة تهيئ الأرضية لإجراء الإنتخابات.

 

المسيحية المشرقية من الأمم المتحدة إلى أين؟

المحامي كارول سابا – باريس/النهار

4 نيسان 2015

حرَكة بلا بَركة في مجلس الأمن، نيويورك، 27 آذار 2015. سابقة تاريخية. قضية المسيحية المشرقية وآلامها المُزمنة تُطرح على طاولة مجلس الأمن الدولي، بطلب من فرنسا. وأخيراً، بعد طول مُعاناة، تُطرح هذه القضية على ضمير الإنسانية على هذا المنبر الدولي حيث من المُفترض أن يكون الدفاع عن الحريات والعدالة و القيم الإنسانية الجامعة حاصلاً، ليس بعد "قتل القتيل"، بل عند أول ناقوس خطر يتهدِّده. عشية توجهه إلى نيويورك أعلن وزير الخارجية الفرنسي لجريدة "لا كروا": "أن مسيحيي المشرق ينقرضون نأمل أن يكون ميثاق العمل الذي سنقترحه مُساهمة نافعة." قال قوله طارحاً أربع نقاط: من العمل الإنساني، تدرُّجاً إلى ما هو أصعب المنال، أي دعوة "التحالف والقوات العراقية و غيرها لتأمين الأمن للأقليات المُطاردة"، مرورا بدعوة دول المنطقة" لتأمين مكانة مقبولة لكل مكوِّناتها"، انتهاءً بمُلاحقة مُرتكبي جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية. الا أن تحيتنا للمُبادرة الفرنسية، لا تلغي المُساءلة: هل نحن أمام ديبلوماسية لفظية إعلامية لا أفق سياسياً ولا ترجمة عملية لها ؟ هل هذه صحوة مُتأخرة على قضية مُزمنة أمست تُشكّل مُشكلة ضمير للغرب، أم بداية صحوة غربية لتحديّات المشرق الحقيقية إيذاناً للخروج من سياسات الغموض والتناقض والتأرجح ألمَصلحي؟ ديمومة الوجود المسيحي في الشرق لا تتم بمُساعدة "خارجية" أو من خلال "محميات" محلية، بل عبر المساعدة الجدية لانتاج حلول سياسية تُثبِّت شراكة الحياة والمواطنة والديمقراطية بين كل مكونات المُجتمعات العربية. نعم إن استهداف المسيحية المشرقية، وهي الحلقة الأضعف، هو استهدافٌ للتنوع. فالأحديات الدينيّة المُتطرِّفة أتت من رحم الأحاديات العربية المُتهاوية، جمهوريَّة كانت أو ملكية، وهي تسير على خطاها بضرب التنوع والتعددية المشرقية. لم يع بعد المجتمع العربي والغربي أبعاد رمزية خطف مطراني حلب منذ سنتين، بولس الحبيب و يوحنا إبراهيم. فلا الغرب ولا الشرق تحرَّكا كما يجب لتحريرهم. فهل نحن أمام حرَكة في مجلس الأمن لا يُراد فيها بركة و لا أبعاد؟ فالمبادرة الفرنسية تفتقد في العمق أولا الى القراءة النقدية للمُسببات التاريخية لنزول المسيحية المشرقية التدريجي إلى الجحيم طيلة القرن العشرين. فالكل يعرف جليا أن قتل الدولة المدنية المنهجي في المجتمعات العربية و ترجيح الدولة الأمنية المعادية للديموقراطية و الحريات، هما من المُسببات المفصلية للتراجع المسيحي في المنطقة، التي دفعت بالمسيحية المشرقية على الهجرة، من ثم الانتحار البطيء والتقوقع كأقلية في "حمى" أنظمة أحدية تعامل الغرب معها وتمادى. فالغرب لم يمنع تمدد الشر في الجسم العربي، مُفضَّلا المُحافظة على مصالحه الإستراتيجية بدل الدفاع عن المبادئ والقيم التي يُنادي بها، مما أدى إلى الانفجار الذي نشهده اليوم و الذي تطال ناره الجميع، بما فيه الغرب. يُضاف إلى ذلك عدم السعي الجدي لحل عادل لقضية الصراع العربي الإسرائيلي المُزمنة التي تولدت منه كل الأصوليات. ثم ان المبادرة الفرنسية تفتقر أيضا الى الأفق السياسي الاستراتيجي لرسم نظام عربي جديد يقوم على الديمقراطية التي من خلالها وحدها، يُمكن للمسيحيين المشرقيين أن يعيشوا بكرامة وحرية كمواطنين أصيلين، وليس كما يقولون عنهم اليوم "كأقلية مُطاردة"، يجب "حمايتها" في محميات في دول و مساحات مشرقية هم كانوا من مؤسسيها وبناة الحضارة فيها منذ أجيال، قبل الإسلام وبعده. هل من كبح مُمكن لهذا التدحرج اللاعقلاني والسير نحو الانفجار الكبير؟ الم يحن الوقت لصحوة وطنية من وسط أتون النار تقول "كفى"؟ وحدها المسيحية المشرقية من ضعف القوة وقوة الضعف التي هي عليها، هي قادرة قبل فوات الأوان، إن تُعلّي صوت العقل، إقليميا و دوليا، وتقول كلمة حق تضع النقاط على الحروف والمسؤوليات على الأعمال والمبادئ على الأفعال. فهل قياداتها الروحية قادرة على الخروج من تقوقعها من أجل الارتقاء إلى هذا الدور الوطني التاريخي المطلوب منها؟ الفيصل اليوم هو في لبنان، والشرارة الايجابية قد تنطلق منه إذا عرفنا الخروج من "خصخصة" الانتخابات الرئاسية اللبنانية.

فهل تنطلق الصحوة الوطنية العربية من بلاد الأرز الشامخة؟

 

ما قيمة الالتزامات الخليجية لأوباما؟

راجح الخوري/النهار

4 نيسان 2015

لم يسبق لباراك أوباما ان كان سعيداً ومتحمساً كما شاهدناه أمس وهو يتحدث عن "الإتفاق التاريخي والإيجابي والجيد" الذي تم التوصل اليه مع ايران، بعد مفاوضات طويلة ومعقدة تسببت بنشوب خلاف بين ادارة أوباما والجمهوريين وبينها وبين بنيامين نتنياهو، كما تسببت بكثير من العتب والمرارة لدى الحلفاء الخليجيين لأميركا، وخصوصاً بعدما اكتشفوا ان البيت الأبيض انهمك مدة ثلاثة اعوام في مفاوضات سرية مع الإيرانيين في عُمان "عقر دارهم"، ولم يكلّف خاطره إبلاغهم!

على هذا الأساس يرى البعض ان لا قيمة اطلاقاً للإتصالات التي اجراها أوباما أمس مع زعماء الخليج ليطلعهم على تفاصيل الإتفاق وليؤكّد التزام الولايات المتحدة ضمان أمن الحلفاء في الشرق الاوسط والخليج، على الأقل بعدما تأكد ان نظرية الإلتزامات ليست مُلزمة في كثير من القضايا والسياسات، ومنها مثلاً كل ما قاله أوباما عن القضية الفلسطينية ووعوده الزهرية في شأنها، وكل ما هدد به حيال الازمة السورية ثم بدا كمن يقيم إدارة مشتركة مع الروس لدفع المنطقة الى الفتنة المذهبية الكبرى.

هذا الكلام لا ينطوي على أي مبالغة، ففي محصّلات السياسة الأميركية مرارات كبيرة عند الزعماء العرب، لن تستطيع القمة التي اقترح أوباما عقدهامع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في كمب ديفيد هذا الربيع ان تعالجها، فعندما يقول "كيف يمكننا تقوية تعاوننا الأمني بينما نعمل على حلّ الصراعات المتعددة التي تؤدي الى هذا الكمّ من المعاناة وانعدام الاستقرار في أرجاء الشرق الأوسط"، فإنه يقفز فوق الحقيقة الفجّة التي تبيّن في وضوح ان سياساته ساهمت كثيراً في ايجاد المعاناة وانعدام الاستقرار.

السؤال المهم بعد التوصل الى الاتفاق النووي مع ايران ورفع العقوبات فوراً عنها، هل يمنعها ذلك من المضي قدماً في سياسات التدخل والتلاعب بشؤون الدول العربية والخليجية، ودائماً على خلفية السعي لفرض هيمنة إقليمية، ام يخصّب الاتفاق هذه التدخلات ويزيدها تفاقماً، على ما جرى ويجري في اليمن وقبله في العراق وفي سوريا والبحرين ولبنان والكويت والسودان وحتى في ليبيا؟ ليست القصة قصة قنبلة نووية تمتلكها ايران او لا تمتلكها، فبعد جريمة هيروشيما ليس هناك من يستعمل هذه القنبلة، لكنه يوظّفها معنوياً في إطار غطرسة هيمنة القوة كما يقال، وفي استطاعة الدول الخليجية الحصول مثلاً على قنبلة نووية من باكستان، لكن القصة قصة انضباط ايران داخل حدودها وعدم اندفاعها للتدخل والتوتير في المنطقة والإقليم. واذا كان أوباما يقول إن ايران تقدمت في برنامجها النووي على رغم كل العقوبات المفروضة عليها، فهل هناك من يصدّق ان الاتفاق معها سيمنعها فعلاً من المضي في برنامجها النووي سراً، ومن رفع نسبة التخصيب في تدخلاتها الاقليمية؟

 

كيف يطبّع الاتفاق لبنان بعد طول انتظار؟ استمرار الحوار ولا أفق رئاسياً قريباً

سابين عويس/النهار/4 نيسان 2015

أنهى اتفاق – الإطار الموقع أمس بين مجموعة 5 + 1 وإيران 18 شهراً من المفاوضات الشاقة التي تركت بصماتها على المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً، الذي يعيش على وقع تلك المفاوضات من جهة، وارتداداته على الصراع السعودي - الايراني من جهة اخرى.

شكلت الجلسة الاخيرة التي شهدت توقيع الاتفاق - الاطار بين مجموعة الدول الخمس (أميركا، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا+ ألمانيا) وإيران، محطة مفصلية بالنسبة إلى لبنان الذي ربط استحقاقاته الداخلية ولا سيما استحقاق الرئاسة الاولى والحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، بهذا الاتفاق، فضُربت المواعيد، وتضاربت التوقعات حيال ما كان سيحمله تاريخ الحادي والثلاثين من آذار المنصرم إذا نجحت المفاوضات أو فشلت.

لم يكن أي من القوى أو المتتبعين لملف المفاوضات الشاقة، يتوقع أن يخرج المتفاوضون باتفاق إطار بعدما تعثرت جلسة نهاية آذار وامتدت 48 ساعة إضافية قبل أن يخرج الدخان الابيض من فندق "بوريفاج". وهذا ما ترك انطباعات تشاؤمية حيال إمكان التوصل الى تفاهم.

وإذا كان التوقيع قد بدد مسحة التشاؤم تلك، فقد استبدلها بانطباعات حذرة للأشهر القليلة المقبلة الفاصلة عن نهاية حزيران المقبل، موعد توقيع الاتفاق النهائي، وهي الفترة التي ستشكل تحدياً لحقيقة النيات وصدقها في وضع الاتفاق موضع التنفيذ.

والفترة عينها ستكون مرحلة اختبار النيات الايرانية حيال المنطقة، وخصوصا بعدما فرملت عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية الاندفاعة التوسعية الايرانية في اتجاه المنطقة.

ولكن، ماذا سيحمل الاتفاق- الاطار في مرحلة التحول إلى اتفاق نهائي في حزيران المقبل للبنان ولاستحقاقاته المرتبطة في شكل وثيق بالمعطى الاقليمي؟

ليس في الافق أو المعطيات المتوافرة محليا وخارجياً ما يشي بأن خرقاً يمكن أن يشهده المشهد الداخلي في ما يتعلق بملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

حتى الكلام على أن توافق المسيحيين على اسم الرئيس سيؤدي إلى إنجاز الاستحقاق، لم يعد يسري أو يحظى بصدقية بعد تجربة التعاضد السيئة التي خاضها المسيحيون في ملف لا يشكل أولوية في الحياة السياسية او الميثاقية، وهو ملف ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت، حيث تبين للوسط المسيحي أن المصالح المالية لدى الشركاء في الوطن تتقدم على ما عداها بحيث تستمر عمليات الردم، من دون الاخذ بالطلب الذي أجمع المسيحيون عليه.

أما بالنسبة إلى القول إن الاستحقاق الرئاسي محكوم بالعامل الاقليمي، فليس كذلك ما يشير إلى أن هذا الأمر مدرج في جدول الاهتمام الاقليمي والدولي.

وقد لمس رئيس الحكومة تمام سلام ذلك في شرم الشيخ حيث تصدرت حوادث اليمن ومن بعدها سوريا الاهتمام العربي.

ولمسه كذلك في الكويت، حيث كان الاهتمام الاممي ينصب على كيفية التعامل مع الازمة السورية والآثار الانمائية السلبية على اقتصادات الدول المتضررة والمجتمعات المضيفة.

وحده رئيس المجلس نبيه بري لم ييأس، وهو لا يزال على رأيه ورهانه بأن الانفراج الدولي الناجم عن الاتفاق النووي لا بد أن يترك انعكاسا ايجابياً على كل المنطقة، بما فيها لبنان، ولاسيما أن لبنان، لكونه الاقل تضررا في المنطقة، قادر على احتواء الأثر الاقليمي الايجابي بسرعة. ليس أكيداً إذا كان تفاؤل بري قائما على معطيات ثابتة أو أنه ينطوي على أمل بضرورة ترك الباب مفتوحا أمام التوقعات الايجابية التي تخرق حائط الوضع المأزوم. لكن ما هو أكيد حتى الآن أن المعطيات لم تنشط بعد في اتجاه تحريك الركود في الملف الرئاسي، لكنها حتماً ناشطة في اتجاه تأكيد ضرورة استمرار الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، والذي بدأ مطلع السنة الجارية تحت مظلة ورعاية سعودية - إيرانية واضحة.

وفي رأي مصادر سياسية أن طهران كما الرياض، تحرص رغم انغماسهما في مواجهة طويلة زادت حدتها بعد "عاصفة اليمن"، على حماية الاستقرار اللبناني الداخلي.

وقد تجلى هذا الحرص من خلال تجاوز الحكومة لعاصفة شرم الشيخ وموقف رئيس الحكومة تمام سلام فيها،.

وتجلى هذا الحرص كذلك في موقف لافت لنائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش مشاركته في مؤتمر المانحين الذي عقد قبل أيام في الكويت. وفي تصريح أدلى به وتناول موقف بلاده من التطورات في المنطقة ولا سيما من اليمن، متحدثا فيه عن التداعيات السلبية لعاصفة الحزم على المنطقة وداعيا الى حوار سلمي بين الاطراف في اليمن، وتناول الملف اللبناني من زاوية واحدة هي تأكيده دعم بلاده للحوار بين من سماهما "مجموعتي 8 و14 آذار"، من دون اي إشارة الى أي استحقاق آخر!

 

تقويم المكاسب الحقيقية للنووي لا يزال مُبكراً و"الاحتفالية" الإيرانية تعكس الحاجة إلى انفراج

روزانا بومنصف/النهار

4 نيسان 2015

على رغم ان التوصل الى اتفاق حول النووي الايرني كان كبيرا ومنتظرا واعلنت عناوينه الكبرى، فإنه من السابق لأوانه بالنسبة الى مصادر سياسية متابعة في بيروت تقويم الاتفاق – الاطار الذي اعلن بين مجموعة الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع طهران والذي يتناول تقييد سعي ايران الى انتاج اسلحة نووية. اذ لا تسمح ردود الفعل الاولية على هذا الاتفاق برسم صورة واضحة تماما حتى الآن حول حجم المكاسب الحقيقية وليس الظاهرية للاطراف المعنيين خصوصا ان مواقف الدول المعنية لا تزال تشير الى عدم نهائية التوصل الى تفاصيل نقاط عالقة مهمة في انتظار صياغة الاتفاق النهائي قبل نهاية حزيران المقبل. كما لا تزال المدة الفاصلة عن صياغة هذا الاتفاق توحي باحتمالات قوية لاستمرار التجاذب حول التفاصيل. ففي أي حال لم يكن متوقعا ان يتاح "تبليع" الشارع الايراني المتشدد ما سيتم التوصل اليه مع مجموعة هذه الدول وابرزها الولايات المتحدة ما لم يصور الاتفاق ومضمونه على أنه انتصار كلي لطهران، وتاليا فإن الاحتفال في شوارع طهران قد يكون معبرا عن مكاسب حقيقية أو عن رغبة في حصول انفراج اقتصادي. كما لم يكن متوقعا في ظل الحذر الذي أبداه الكونغرس الاميركي من أي اتفاق يبرمه الرئيس الاميركي مع طهران كما في ضوء استمرار الرفض الاسرائيلي الذي عبر عنه في اليومين الاخيرين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الا ان يبدو الرئيس الاميركي متنازلا الى حد كبير من اجل انجاز اتفاق يسجل له كأرث يتيم في السياسة الخارجية في ولايتيه الرئاسيتين في ظل مشكلات بارزة تخبطت فيها ادارته ان في أوكرانيا أو في الشرق الاوسط. لكن هذا لا ينفي ان تداعيات اليوم التالي لهذا الاتفاق – الاطار لا تزال تتعلق حتى الآن بالتوقعات المسبقة في ضوء المواقف المعروفة والمخاوف من هذا الاتفاق، خصوصا ان عناصر كثيرة قد تم تناولها في العامين اللذين استغرقتهما المفاوضات المكثفة بين ايران والولايات المتحدة. ذلك ان تطورات عدة دخلت على الخط اخيرا ليس اقلها المعارضة القوية التي لا تزال تظهرها اسرائيل للاتفاق كما التحول في موقف الدول العربية السنية من خلال العملية التي تقودها المملكة العربية السعودية والتي وقفت في وجه محاولة السيطرة الايرانية على اليمن وساهمت في تشكيل نواة عربية وفق ما تبين في قمة شرم الشيخ ضد ايران في المنطقة. وهو الامر الذي ادخل عناصر جديدة وقوية على التوقعات التي سادت لأن المشهد الاقليمي تغير بقوة تبعا لذلك ما ادى الى خلط غير متوقع للاوراق. ففي الاتصالات التي اجراها الرئيس الاميركي بالقادة العرب، ولا سيما منهم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ثمة دعوة ضمنتها واشنطن لاجتماع قمة قريب في الولايات المتحدة من اجل البحث في تداعيات ما بعد الاتفاق والتعاون الاقليمي، ما يفيد بسعي الولايات المتحدة الى طمأنة دول الخليج العربي الى مرحلة ما بعد الاتفاق بالتزامن مع سعيها الى طمأنة اسرائيل من خلال الاعلان انه تم وقف قدرة ايران على انتاج اسلحة نووية.

فهذه التوقعات كانت رسمت انجازا أو انتصارا لايران كيفما انتهى اليه الاتفاق لانه لن ينهي طموح ايران لامتلاك السلاح النووي بل يقيدها ويرجئ هذه القدرة بضع سنوات في الوقت الذي سيضع الاتفاق حدا للعقوبات الدولية المفروضة عليها منذ اعوام ما يتيح لها استرجاع اموالها المجمدة واستيعابها مجددا من ضمن الاسرة الدولية بعد سنوات من العزلة التي لا تزال فاعلة. كما سيتيح لها الاتفاق استعادة الحركتين الاقتصادية والتجارية في اتجاهها بالتزامن مع اضطرار الولايات المتحدة الى الاقرار بنفوذها الاقليمي من خلال الحاجة الى التعاون معها في سائر الملفات أو الازمات في المنطقة سواء ما يتعلق بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أو ما خص الوضع العراقي بالذات، الى جانب الازمة في سوريا ان لم يكن أيضاً في لبنان. هذا في حال رغبت الولايات المتحدة في فتح ملف محاولة معالجة الازمات في المنطقة لا سيما منها الوضع السوري علما ان انكفاء الادارة الاميركية عن ذلك وفق ما هو متوقع يفيد بأن ايران ستكون اكثر قدرة في ضوء اموالها المستعادة لأن تمول توسع نفوذها في المنطقة على نحو اكثر فاعلية من السابق. وعلى هذا العامل الاخير يعول سياسيون في قوى 8 آذار استنادا الى اعتقاد ان الاتفاق حول الملف النووي سيقوي ايران في المنطقة وفي حال وضع ملف لبنان على الطاولة وفق ما يعتقد البعض فقد يفك الاتفاق بعض جوانب الازمة الداخلية في لبنان ولمصلحة القوى المندرجة في محور ايران كون الولايات المتحدة ستسلم لها بالنفوذ بناء على واقع ان ايران لن تفرط بكيانية "حزب الله" في لبنان باي ثمن وجزء من دفاعها عن النظام السوري هو من اجل المحافظة على هذه الكيانية من جهة، ولانها تستطيع ان تبيع الامن في جنوب لبنان عبر الحزب من اجل المحافظة على امن اسرائيل من جهة اخرى خصوصا انه استطاع ان ينتزع رصيدا مناهضا لرصيده الاميركي من خلال رفعه لواء الانخراط في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.

وليس هذا الاعتقاد الاخير غريبا اذا كانت الاستحقاقات اللبنانية لا سيما انتخابات الرئاسة ربطت بالتوصل الى اتفاق مع ايران على ملفها النووي. اذ ما بعده سيكون وقت الحصاد ومحاولة التوظيف خصوصا للرد على ما اعتبر ضربة قوية في الحملة العسكرية على اليمن.

 

بكركي قادرة... إن شاءت الأحزاب عاجزة والمجتمع المدني "يا حرام"

ايلي الحاج/النهار

4 نيسان 2015

وحدها بكركي لا تزال قادرة أن تفعل شيئاً للدفع في اتجاه انتخاب رئيس لجمهورية لبنان وإنهاء فراغ يهدد أساس الجمهورية ويدوم ويدوم. بالأمس غادر الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا وها سنة تكاد أن تمر، ورئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط لم يكن في مزاج مزاح عندما قال (لموقع "المدن") هذه العبارات: "لبنان دخل المراوحة القاتلة، إذ لا جديد قد يقدّم على الساحة، وانتخاب الرئيس قد يحتاج إلى ثلاث سنوات على أقل تقدير، ريثما تتبلور الأمور في الخارج. هنا الخطأ القاتل".

كل الخوف أن تكون "نبوءة" جنبلاط هذه صحيحة. فالسنون يجر بعضها بعضاً. وهل تبقى جمهورية للبنانيين كي يروا رئيساً عليها إذا طال الحال على هذا المنوال؟ في الإنتظار الممضّ، كيفما تطلع المواطن حواليه يطالعه العجز. النواب والكتل النيابية، الأحزاب، الهيئات الإقتصادية والنقابية... المجتمع المدني؟ يا حرام على المجتمع المدني. أربعون جمعية تنادت إلى وقفة تنديد بالمقاطعين تحت شعار "الغايب مش نايب"، الخميس الماضي في الموعد الممل ّ للجلسة الـ21 من أجل انتخاب رئيس. النتيجة كانت تجمعاً تحلق حول قاعدة تمثال الرئيس رياض الصلح وسط بيروت، لم يزد عدد المشاركين فيه على أربعين!

لا 14 آذار ولا "الوسطيون" ولا حتى الدول التي تدخلت في الموضوع حتى اليوم تستطيع شيئاً. ولا الأساليب التي استُخدمت قادرة على التوصل إلى نتيجة.

وحدها بكركي قادرة، خلافاً لانطباعات نقلها زوار الصرح في الأسبوعين الماضيين، عن يأس يسود قاعاته وأروقته وعجز عن ابتكار مبادرات. لا يمكن الكنيسة المارونية الإستمرار في تجاهل أن العرقلة مارونية في شأن وطني يعني جميع اللبنانيين، وأنها مسؤولة في نهاية المطاف عن مجموعة قيم يتقدمها الحفاظ على لبنان دولة للحرية، دولة حلم بها الموارنة وأخوة لهم في الوطن وبذلوا تضحيات هائلة مدى أجيال للتوصل إلى نشوئها وتثبيتها . ليس في سبيل شهوة سلطة، مهما تغطت بغبار من شعارات، يحق لأي كان تهديد وجودها بفرض تعطيل مؤسساتها واحدة تلو أخرى بدءاً بالرئاسة. لا أحد يطالب بأن تلوح الكنيسة بالحرم الذي لوحت به أخيراً في وجه من يتزوج مدنياً. ومعروف أن للحرم قواعد صارمة تتصل بقوانين الفاتيكان. لكنها تستطيع الإنطلاق من حقيقة أن الجميع ليسوا سواسية كأسنان المشط في التسبب بالتعطيل. لا يتساوى من يشارك في جلسات الإنتخاب بمن يقاطعها ويمنع اكتمال النصاب. تستطيع بكركي أيضاً أن تسمّي النواب المعطّلين بأسمائهم – الموارنة على الأقل- "يا فلان ويا فلان... أنتم تدمرون الجمهورية وهي ليست ملكاً لكم". تسمّيهم في بيان كما في عظات الكهنة في الكنائس. تستطيع الإمتناع عن استقبالهم في العيد. تستطيع إلغاء تقبل التهاني بالعيد احتجاجاً على سلوك أناني يبقي الوطن بلا رئيس. تستطيع الإيعاز بقرع أجراس الكنائس في كل لبنان حزناً ساعة كل يوم إذا شاءت.

ولا خطوة من هذه الخطوات الضاغطة يستطيع المعرقلون أن يتحملوها. يبقى إقتناع بكركي بأنها قادرة، وحدها ولا أحد غيرها، وبأن خطر التهديد الذي يواجه بقاء جمهورية لبنان يستحق الخروج من التقليد ومراعاة الخاطر.

 

لا تقويم رسمياً للاتفاق - الإطار والانعكاس الإيجابيّ على الاستحقاق مستبعَد

خليل فليحان/النهار

4 نيسان 2015

ليس هناك من تقويم رسمي لنتاج الاتفاق – الاطار النووي بين مجموعة الدول 5+1 من جهة، وايران من جهة أخرى، والذي تم التوصل اليه في لوزان في 2015/4/2. والسبب ان وزارة الخارجية والمغتربين لم تتلق أي تقارير ديبلوماسية، وخصوصا من وزارات خارجية الدول السبع التي انتجت الاتفاق، نظرا الى عطلة الدوائر الرسمية لمناسبة يوم الجمعة العظيمة أمس. واستبعد وزير معني ردا على سؤال لـ"النهار" تحديد أي موقف للبنان من هذا الاتفاق – الاطار قبل أول جلسة لمجلس الوزراء، وبعد تلقي قصر بسترس تقارير من عواصم الدول التي فاوضت مباشرة أو في شكل غير مباشر مع الجانب الايراني، وهي ما زالت مستمرة في مفاوضاتها، على أن تنجلي نتائجها النهائية اوائل الصيف المقبل.

وأوضح ان قلة المعلومات الرسمية لم تمنع المسؤولين ومراكز الابحاث في بيروت والاختصاصيين من بداية تكوين موقف من الاتفاق – الاطار، استنادا الى قواعد ديبلوماسية متعارف عليها في مثل هذه الحالة، لمسألة استراتيجية ودقيقة وحساسة، استلزمت وقتا طويلا من التفاوض قبل تجميده ثم استئنافه في جلسات شاقة وصعبة في جنيف ولوزان، وضعت في ختامها "قيود" لسلمية البرنامج الايراني و"عقوبات" لأي خروق للاتفاق.

"النهار" سألت استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية – الاميركية الدكتور سامي بارودي عن أبعاد هذا الاتفاق وانعكاسه على الوضع في لبنان، فقال: "انه اتفاق محدود الاهداف ومرتبط حصرا ببرنامج ايران النووي الذي يثير قلقا لدى الاميركيين والاوروبيين ودول الخليج العربي التي لا تملك أي سلاح رادع لتعطيل استخدام اي سلاح نووي ايراني في حال تم تصنيعه، باستثناء اسرائيل المتوجسة من اتفاق كهذا، وهي تملك سلاحا نوويا رادعا، وهي الدولة الوحيدة في هذه المنطقة التي تملك مثل هذا السلاح".

وأضاف: "ان ايران مستفيدة من الاتفاق – الاطار هذا لأنه يفتح متنفسا للاقتصاد الايراني الذي أنهكته العقوبات الهائلة التي دمرت سعر صرف العملة الوطنية، كما أنه يشكل انتعاشا اقتصاديا وفرصة للتنافس العالمي للتوظيف في كل القطاعات وعلى الاخص النفط".

وما يهم الفاعليات السياسية من هذا الاتفاق – الاطار هو ما اذا كان سيؤدي الى التعجيل في انتخاب رئيس للبلاد أم لا، وكانت المواقف منه أمس متفاوتة. وقد عقّب عليه أول المرشحين للرئاسة، سمير جعجع، فأكد ان ليس من رابط بين هذا الاتفاق – الاطار والاستحقاق الرئاسي، وهو لن يرى النور الا بنزول النواب جميعا الى ساحة النجمة لانتخاب الرئيس.

أما ما كان يراهن عليه الرئيس نبيه بري من ان التقارب بين الرياض وطهران سيؤدي الى الاتفاق على مرشح تسوية، فلم يعد قائما في الوقت الحاضر بسبب التدخل العسكري السعودي في اليمن ضد الحوثيين الذين تدعمهم ايران.

وفي المعلومات الديبلوماسية المتوافرة قبل التوصل الى الاتفاق – الاطار ان المرشد الاعلى السيد علي خامنئي أبلغ وزير الخارجية الاميركي جون كيري عبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف ان بلاده غير مستعدة لمناقشة أي موضوع خارج الملف النووي، ولا سيما مسألة نفوذها في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، وأن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية هو شأن داخلي. وتعتبر القيادة الايرانية ان من يبت هذا الاستحقاق هو الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، بدليل ان فرنسا فشلت الى الآن في وساطتها مع طهران والرياض في التوصل الى تذليل العقبات المانعة لانتخاب رئيس للبلاد، وهي على مسافة واحدة من المرشحين ولا تعتبر أيا منهما قادرا على تأمين الاصوات المطلوبة، ما دام نواب المرشح ميشال عون ومؤيديه من حلفائه يتغيبون عن أي جلسة انتخابية، مما يعطل النصاب.

 

فرح طهران وحزن الضاحية الجنوبية

احمد عياش/النهار

4 نيسان 2015

على ما يبدو أن تظاهرات الفرح في طهران بالاتفاق النووي بين إيران وواشنطن كانت أسرع من تظاهرات الفرح التي جرى الإعداد لها في الضاحية الجنوبية لبيروت لو انتصرت الاندفاعة الإيرانية في الوصول الى باب المندب اليمني. لم يكن الامام خامنئي يتمنى مشاهدة جموع الايرانيين يحتفلون بالاتفاق مع "الشيطان الاكبر" وهو الاتفاق الذي قال فيه أحد سكان طهران: "صرنا قادرين الان على أن نعيش في شكل طبيعي كما بقية العالم" في الوقت الذي كان خامنئي يتطلع الى انتصار باهر في قلب العالم الاسلامي يغطي "الموت لأميركا... الموت لإسرائيل". قبل ساعات قليلة من الاعلان عن الاتفاق النووي، كان"حزب الله" يدين بشدة "الحرب العدوانية السعودية - الأميركية "ضد اليمن.

الغضب الذي صبّه السيد حسن نصرالله على السعودية صاغه بلغة هادئة جنرال روسي يحتل موقعا إستشاريا في المجلس القومي الروسي على هامش مشاركته في ندوة أمنية استضافتها بيروت قبل أيام عندما قال لأحد محدثيه:"فاجأتنا السعودية في اليمن". وشرح هذه العبارة بالقول ان سرعة التحرك السعودي لمنع سقوط اليمن في قبضة حلفاء إيران كان غير مسبوق. ولم تقتصر المفاجأة على الجنرال الروسي بل امتدت أيضا الى السفير الايراني في بيروت الذي غمرته الدهشة وهو يرى الصمت يلف عشرات التنظيمات السنيّة التي تدعمها طهران فلا يصدر ولو صوت واحد منها يدين السعودية على ما فعلته في اليمن. وقد نقل تذمره الى مسؤول في "حزب الله" ينسق مع هذه التنظيمات لكن هذا التذمر لم يجد آذانا صاغية عند من راجعهم هذا المسؤول. وهكذا ، اضطر نصرالله الى الظهور غاضبا ثم أكمل وزيراه المهمة في مجلس الوزراء لكن النتيجة كانت أن "حزب الله" بقي وحيدا في غضبه معزولا في خيبة أمله. لم يكن مألوفا من السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أن يردّ، كما فعل في البيان الذي أصدره أخيرا رداً على نصرالله. فالسفير عسيري المعروف بحسن علاقاته مع جميع الاطراف بمن فيهم "حزب الله" أحدث مفاجأة سياسية سعودية في لبنان على غرار المفاجأة الامنية السعودية في اليمن. وعلى رغم الانتقادات التي أثارها وزيرا "حزب الله" في مجلس الوزراء بحق عسيري واصل الاخير قول ما يجب قوله وهو: "المطلوب أن لا تتدخل إيران في أي دولة عربية". لكن اللافت أن زميله الايراني فتح علي ما زال حتى الان معتصما بالصمت. الاحداث تتسارع في المنطقة ومن المبكر تحديد نتائجها. لكن ما هو مطروح للمتابعة هو ورقة التوت التي سيغطي بها مرشد الجمهورية الاسلامية عري الاتفاق النووي. في ذاكرة اللبنانيين لا تزال حرب تموز عام 2006 التي بررت لطهران عدم تجرّع كأس سم التنازلات في الملف النووي. فهل من حرب أخرى لـ"حزب الله" من أجل تحلية السم؟

       

دولاب إيران إلى أين؟

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/04 نيسان/15

لا يختلف عاقلان على طبيعة المرحلة التي تعقب الحدثَيْن المتزامنَيْن: "عاصفة الحزم" في اليمن و"الاتفاق- الإطار" في لوزان، إلاّ ثالث غير عاقل، "ممانع" في طهران ومهجوس بالحلم الإمبراطوري، غرّر بالعشرات للنزول إلى الشارع والتهليل المسرحي لـ"الانتصار النووي"، ربّما "الإلهي"، الجديد.

مما لا شكّ فيه هو رضوخ إيران، بعد تمنّع وممانعة لسنوات، لإرادة المجتمع الدولي في وضع ملفّها النووي تحت مراقبة شديدة تمنعها من إنتاج قنبلة نوويّة. الباقي تفاصيل، بما فيها تدرّج رفع العقوبات وفقاً لتقارير هيئة الطاقة الدوليّة.

لكنّ الأهمَ يكمن في تطوّرين مرتقبين: مدى تأثير دخول إيران المجتمع الدولي على طبيعة نظامها المقفل، وإعادة رسم خريطة نفوذها في المنطقة العربيّة.

بحسب العلوم السياسيّة بفرعيها الاجتماعي والنفسي، سيدخل النظام الإيراني، ولو ببطء، في الرمال الدوليّة المتحرّكة، وسيفرض المجتمع الإيراني المكبوت إيقاعه في الانفتاح على أنماط الغرب في العيش والحكم والديمقراطيّة. وفي المجتمع الإيراني توق قوي للتحرّر والدخول في العصر، خارج عقدة التفوّق والتزمّت المذهبي.

في هذا المنحى، تذهب إيران إلى الغرب ولا يأتي هو إليها. يعود إليها بقيمه وعاداته وأنماطه. ولا يستطيع نظام الآيات والملالي الاستمرار في رفع الأسوار أمام التغيير الاجتماعي والسياسي. ويمكن التكهّن إذذاك بالتأثير الحتمي على مفاصل النظام وأواليّات عمله.

أمّا التطوّر الأبرز والأسرع، فسيكون في ضبط مَجَسّاتها أو أذرعها التي تمدّدت في العالم العربي، تمهيداً لإعادة حجم انفلاشها إلى الحدّ الأدنى المقبول. وقد استبقت هذه العمليّة إعلان لوزان، وتتزامن معه الآن، وستواكبه في الأشهر الثلاثة الآتية حتّى آخر حزيران المضروب كموعد للاتفاق النووي النهائي.

وستخضع إيران خلال هذه الفترة لاختبار شديد في التزامها المعايير التي نصّ عليها الاتفاق.

فخلافاً للمعادلة السابقة التي روّجتها إيران: التنازل في النووي مقابل توسيع نفوذها على حساب العرب من الخليج إلى البحر الأحمر فالأبيض، بدأنا نعاين معادلة جديدة هي التنازل في المجالين. وقد بدأ تنفيذ هذه المعادلة على الأرض.

وتتّسع رقعة التراجع الإيراني إلى غير اتجاه وجغرافيا. ليس فقط في اليمن بدأ حصر النفوذ عبر "عاصفة الحزم"، بل هناك مؤشّرات واقعيّة في أماكن أُخرى من العالم العربي، يمكن إيجازها بثلاثة:

-  في سوريّا، دليلان: إنتكاسات نوعيّة للنظام وداعمته إيران في الجنوب والشمال من حدود الأردن وبصرى الشام إلى إدلب، وبداية تفكّك "حلف الممانعة" عبر تصريح معبّر لبشّار الأسد إلى "سي.بي.اس" يهمّش فيه دور "حزب الله" في تثبيت نظامه. وليس خافياً أنّ الأسد بدأ يستشعر علائم المرض الإيراني ويبحث عن ملاذ آخر، سواء في مغازلة واشنطن أو تحريك رسائل من تحت الطاولة إلى مرجعيّات عربيّة وأوروبيّة.

-  في العراق، إقرار ولو خجول، بفشل خطّة سليماني والاعتراف بفضل الطيران الأميركي لحسم معركة تكريت. وقد تعزّز الاتجاه العروبي لدى الشيعة العراقيّين على مستوى المرجعيّات الروحيّة والقيادات السياسيّة، بمن فيهم رئيس الحكومة حيدر العبادي. ويتّجه دور ميليشيا "الحشد الشعبي" التي أنشأتها إيران إلى الضمور. وآخر مؤشّر إصدار أمر من العبادي للجيش بوقف النهب المليشيوي لتكريت.

-  في لبنان أخيراً، بدا هجوم حسن نصرالله على العرب والسعوديّة والرئيس تمام سلام عاصفة في فنجان، ولم يجد خطابه المتوتّر سنداً كافياً، لا في لبنان، ولا حتّى من إيران نفسها. وقد سارع إلى محاولة احتواء أضراره، سواء بوضع الرئيس نبيه برّي في واجهة الترطيب وإنقاذ الحوار مع "المستقبل"، أو في هرولته لإرسال وفد إلى وزير الدفاع وقائد الجيش بعد طول جفاء.

وقد أدّى انكفاؤه إلى إرباك حليفه ميشال عون الذي فتّش عن وسيلة للملمة كلامه السلبي ضدّ التدخّل السعودي في اليمن.

بالطبع، هذا لا يعني أنّ إيران ستسلّم أوراقها بسهولة في اليمن والعراق وسوريّا، ولا يعني أنّها ستسمح غداً لـ"حزب الله" بالإفراج عن الرئاسة اللبنانيّة وتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.

ولكنّ الدولاب يدور، ومسلسل التراجعات بدأ. ولا أحد يستطيع منذ هذه اللحظة تحديد الرقم الأوّل الذي سيتوقّف عنده دولاب إيران.

قد تكون المحطّة قصر بعبدا. لِمَ لا؟

 

حفلة شواء

عقل العويط/النهار

4 نيسان 2015

الحريق يفترس الشرق، من أقصاه إلى أقصاه. ففي حفلة النار هذه، لا أحد يتغيّب عن الحضور والمشاركة. ألسنة جهنّم تلتهم الأخضر قبل اليابس، وليس من قطرة ماءٍ عربية أو دولية واحدة توقف هذا الكابوس الجحيمي.

ها قد بدأت الحرب الإسلاموية على المكشوف. العرب والعجم يتواجهون، بأتمّ شروط المواجهة. لا بالأقنعة، ولا بالواسطة، بل علناً، وبفنون الحرب، وأدواتها كلّها، وفي مقدّمها السلاح الأشدّ ضراوةً، فضلاً عن السلاح الأبيض، واللحم الحيّ. الأمة الإسلامية، الأمبراطورية الفارسية، السلطنة العثمانية، والأمة العربية بالطبع؛ الجميع يغمس لقمته في الصحن الديني والجيوسياسي الدموي. الخليج في المهبّ. اليمن (مؤنثة في كتب التاريخ) السعيدة المباركة تمعن في سعادتها الموهومة. الهلال الخصيب يتخصّب بالموت والفناء والزلازل. بلاد الرافدين تنجز لعنة عمارتها البابلية تحت سطوة الأسطورة والتراجيديا. سوريا لن تنام بعد الآن على مخدّة بردى. لبنان، أو بلد اللبان والبخور، ممنوعٌ منعاً باتّاً من انتخاب رئيس للجمهورية، بتعطيل النصاب في مجلس نوّابه الممدِّد لنفسه، وليس في هذا اللبنان مَن يستجمع عطر وردته الوحيدة النازفة.

في مكانٍ آخر من أمّة العرب المجيدة، ليبيا تستعيد تاريخها التفكيكي، وتعيد كتابته حرفياً على وجه التقريب. تونس، أيعقل أن يُسمَح لتونس البهية بأن تنجو بنفسها؟! مصر، لا أحد يعرف ماذا يُكتَب لمصر. ولا للسودان. ولا للمغرب. ولا للجزائر. وكذا يقال عن الأمم والدساكر العربية الأخرى.

فلسطين انتهت تقريباً. الصهيونية تزغرد.

هل مَن يملك الشجاعة الأدبية للاعتراض على هذا الوصف؟! إذا ثمّة اعتراض، أو توضيحٌ مخالِف، فليقل أحدنا إن هذه الصورة، أو بعضاً منها، يداخلهما زغلٌ أو غبشٌ أو غموض!

كلّ شيء بات واضحاً بما فيه الكفاية. النفير الإسلاموي يقترب من النهايات الأبوكاليبتية. العالم يبيع ويشتري. لكنه لا يتأخر عن المقايضة، عندما تعييه عمليات البيع والشراء. الحرب الإسلاموية إسلاموية حقاً، لكنها إسلامية وعربية وعالمية بامتياز. الشيعة والسنّة يتقاتلون ويتذابحون في كلّ مكان. إيران تحتلّ أربع عواصم عربية، بيروت واحدة منها، ونحن إما نكزّ على الأسنان وإما نصفّق. الخليج العربي في قيادة السعودية، صحبة باكستان النووية، السنّية طبعاً، قرّر أخيراً وعلناً الانخراط في المواجهة العظمى، وهي لن تكون بأقلّ من المتخيَّل الافتراضي. لقد اكتملت العدّة، في كلّ مكان، من باكستان إلى نيجيريا إلى نواحي الأمة الشرقية. فإلى أوروبا والولايات المتحدة. صالة الأبوكاليبس الإسلاموية لا بدّ من أن تفتح أبوابها للجميع. مَن يظنّ أنه يستطيع أن ينأى بنفسه من هذه الحرب الإسلاموية الضروس، سرعان ما يجد نفسه – وسيجدها أكثر - في الدائرة الجهنمية المفرغة.

يؤسفني أن أعلن بالفم الملآن أن الإسلامويين، جميع الإسلامويين، سنّةً وشيعةً، وأننا نحن العرب، بأكثرياتنا الماحقة، وأن المسلمين أيضاً، منخرطون طوعاً أو قسراً، الآن، وبحكم الأمر الواقع، ضمن رؤيا عمائية، وأنظمة وظلاميات توتاليتارية ديكتاتورية، قوموية وأمنية ودينية قاتلة. كلّنا خميني وصدّام حسين وحافظ أسد. كلّنا "داعش" و"نصرة" و"قاعدة" و"طالبان" و"أخوان" و"بوكو حرام" و"ولاية فقيه" ووهّابيون. قلة قليلة نادرة، شريفة ونبيلة، تجتهد لتكون عكس هذا التيّار الجارف. لكن، يبدو أن لا مفرّ في الوقت الراهن من هذا الطغيان المهول، الذي تُقاد إليها الشعوب الإسلامية والعربية كالأغنام، بأيدي السفلة. وحدهم الثوّار الذين يضيئون الليل العربي، وخصوصاً في الهلال الخصيب، ووادي الرافدين، ووادي النيل، وتونس الخضراء، وفلسطين طبعاً، لا يجدون أمكنةً علنية لنضالهم، وسقوفاً تؤويهم.

أكره العنف والقتل والإرهاب، وأكره الحرب، وخصوصاً منها الحرب الدينية. لكني ربّما سأكون فظّاً وسينيكياً، في ما أقول. هذه الحرب الإسلاموية "يجب" أن تندلع في كلّ بقعة إسلاموية على الإطلاق، و"يجب" أن تستمرّ، إلى أن تصل تماماً إلى جدارها التراجيدي المسدود، تماماً كما حصل في الحرب الدينية في أوروبا المسيحية سابقاً. "يجب" على الاسلامويين أن يفقأوا هذه الدملة ويفعلوا هذه الحرب، حتى آخر نفس، طالما أن أمنيتهم الوحيدة، أكانوا من هذا الطرف أم من ذاك، تحقيق دولتهم الدينية الموعودة، وولاية فقيههم. فلينغمسوا في الحرب حتى القعر. وليحفروا أعمق أعمق إلى أن ينشف الدم.

قبل أن يكتشف الظلاميون السنّة والشيعة أن لا فائدة تُرجى من الحروب الدينية، وأن الدولة الإسلامية، سنيّةً أكانت أم شيعية، لن تقوم لها قائمة، لن نصل إلى برّ أمان. خذوا أوروبا المسيحية سابقاً، مثلاً دموياً يُحتذى. لم تتخلّص أوروبا من المسيحية، كسلطانٍ أرضي وسياسي، إلاّ بعدما انكفأت المسيحية إلى حيث يجب أن تنكفئ، على وقع الدولة المدنية والعلمانية. نحن العرب لا نريد أن نتّعظ. ولا نعرف أن نتّعظ. إننا "عربٌ جربٌ" حقّاً، على ما تقول الفكاهة السوداء. وإذا من خلاصة، فلتُتخذ عبارة "العرب ظاهرة صوتية"، للأستاذ السعودي الكبير عبدالله القصيمي، هويةً فعلية: نحن العرب ظاهرة صوتية حقاً. فقط صوتية.

استحقاقنا العربي الوحيد، والاستحقاق الإسلاموي والإسلامي الوحيد، هو أوسمة التخلّف والذلّ والمهانة ومزبلة التاريخ.

في أواخر القرن الحادي والعشرين هذا، لن يكون على قيد الحياة منّا – والله أعلم – إلاّ الحديثو الولادة أو الذين لم يولدوا بعد. خذوها منّي: في أواخر القرن الحادي والعشرين هذا، يكون الإسلامويون، ومَن لفّ لفّهم من قَتَلة العقل ومن ملفّقي اللاهوت والملثّمين بأقنعة المفكرين والأساتذة والمؤرخين، قد اكتشفوا بعد الخبرة الدموية المديدة، أن الإسلام "يجب" أن يكون مكانه العزيز الوحيد في العقول والقلوب والكتب وأمكنة العبادة. تماماً، على غرار ما حصل في أوروبا، قبل قرون. في خلال ذلك، لا بدّ من أن يصل العماء الديني الإسلاموي إلى انتفاخه الأقصى. ما نشهده راهناً من هذا العماء، هو جزءٌ بسيط مما سيحصل غداً وبعد غد.

فليشهد لنا أولادنا وأحفادنا، والتاريخ خصوصاً، بالصواب أو بالخطأ، عندما يحين ذلك الموعد التاريخي المؤجل.

في خلال ذلك، ثمة مسؤولية تاريخية عظمى، لا مفرّ منها، عاجلاً أم آجلاً؛ مسؤولية تقع على عاتق الأزهر الشريف، باعتباره المرجعية الدينية المسلمة الأولى في العالم. يستند الإسلامويون والظلاميون الدينيون في مشروعهم التكفيري العمائي الأسود، سنّةً أكانوا أم شيعةً، دولةً دينيةً أم ولاية فقيه، إلى آيات محددة، نزلت في زمانها ومكانها التاريخيين، وضمن سياقاتٍ سياسية وحربية، محدّدة وآفلة، لم يعد لها وجود، ولا تبرير. فليُفتِ الأزهر الشريف إفتاءً نهائياً في هذا الشأن، وليملك الشجاعة الفقهية والروحية القصوى، لحسم هذه المسألة، لأننا في حاجةٍ ماسة إلى هذه الشجاعة، وليضع حداً فاصلاً لهذا الالتباس الديني – التاريخي – الجغرافي. لا مفرّ – أيها الأزهر الشريف - من هذه الكأس!

أعرف تماماً أن أصحاب الكلمة التنويرية وقادة الرأي الحرّ وحملة مشاعل الديموقراطية والقانون والحقّ والعدالة والثورة، قد لا يستطيعون – للأسف العظيم - أن يفعلوا شيئاً جديراً في هذه اللحظة المُهلكة. والحال هذه، فلتأخذ الهمجية الحربية والدينية والمذهبية والسياسية مجراها، وليكن ما يكون. وليعمّ القتل والموت والظلام. بعد أن ينتهي النزف الديني وحرب المقايضات، سيكتشف المشاركون في حفلات الدم والنار أن لا أحد يخرج منتصراً، وأن حكمة الدم والنار لا توصل إلى مكان. في تلك اللحظة بالذات، سيُسمَع بكاءٌ إسلاموي وإسلامي وعربي كثيف، ولن يكون ثمة مكانٌ للندم. الموتى يدفنون موتاهم. لكن الأحرار، والمتنوّرين، قَدَرهم أن لا يستسلموا للإحباط، بل أن يكونوا أساتذة الأمل. فليواصل سيزيف العربي صعوده إلى القمة حاملاً جلجلته على ظهره. ولا هوادة.

 

هديّة فصح من جعجع الى عون... مع مودّة

By (داني حداد) /April 04, 2015

داني حداد

هي "القيامة" التي تكاد تكتمل، وهو الحجر الثقيل الذي يكاد يتزحزح عن صدور المسيحيّين، بعد أن تألموا بأحقادهم وانقساماتهم، ليس لأسبوع بل لعقود، فأورث جيلٌ حقده لجيل...

 حضر رئيس دائرة الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم الرياشي الى الرابية بعد ظهر اليوم. كان سبقه الى هناك أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان، بعد أن اعتادا الوصول معاً. يبدو واضحاً أن طريق الرياشي، موفداً من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى الرابية، باتت أقصر، وما عاد يحتاج الى رفيقٍ أو دليل.

 لم يأتِ الرياشي بيدين فارغتين، ولا حمل ورقة النيّات التي تتنقّل منذ أشهر على خط الرابية - معراب، فالنيّات العونيّة - القواتيّة باتت حسنة، أو تكاد، وزائر الرابية القوّاتي حمل اليوم هديّة "فصحيّة" هي عبارة عن "صينيّة بورسلين" من بيض الشوكولا، أرفقها ببطاقة طُبع عليها اسم "سمير وستريدا جعجع" وكتب عليها: "على أمل قيامة قريبة للبنان، مع مودّتي".

 تبدو "المودّة" المستجدّة بين جعجع وعون هي الحدث "الفصحي"، بل المعجزة، إن صحّ التوصيف، خصوصاً أنّ مصادرهما تؤكد أنّ الحوار قطع شوطاً متقدماً وتمّ تذليل الكثير من العقبات من أمامه، كما أنّ قاعدتيهما الشعبيّة أضحت أكثر تقبلاً لـ "الآخر". يكفي أن نلاحظ أنّ أخبار الجامعات وما كانت تشهده من صراعٍ بالألسن والأيدي، وبأكثر أحياناً، غابت كليّاً. كما أنّ الشحن الإعلامي غاب، و"جبهة" مواقع التواصل الاجتماعي هدأت، ويعمل كنعان والرياشي على معالجة أيّ خرقٍ لها من الجانبين.

حين دخل الرياشي الى صالون منزل العماد عون، بعد ظهر يوم "سبت النور"، قال له وللنائب كنعان: المسيح قام، فردّا: حقاً قام. حبّذا لو نردّدها قريباً بالمعنى الوطني: حقاً قام

       

عند الامتحان.. تُكرّم إيران أو تُهان!

عبد السلام موسى/04/04/2015

عبد السلام موسى في صحيفة "المستقبل":

ليس خافياً على أحد أن قراءة إنجاز «الاتفاق النووي» قبل «عاصفة الحزم» شيء، وبعدها شيء آخر، بعدما وصلت رسالة «الحزم» إلى من يهمه الأمر، في طهران ولوزان، وما بعدهما في واشنطن. وليس سراً أن «عاصفة الحزم» فعلت فعلها، في «عقلنة» الحسابات الإيرانية، التي كانت تتاجر بـ«الغياب العربي» على طاولة مفاوضاتها مع القوى الغربية، وتفاخر بالسيطرة على قرار العواصم العربية، طمعاً بالتسليم بدورها، وتسليمها مفاتيح المنطقة، على طبق «نووي». يمكن القول إن حسابات البيدر الإيراني لم تطابق حسابات الحقل. أوهام التوسع في المنطقة على «رؤوس النووي» ذهبت أدراج الرياح، لحساب تقديم التنازلات من أجل إنجاز اتفاق هي بأمسّ الحاجة إليه، لفك عزلتها، وصيانة وضعها الاقتصادي الذي تدهور من جراء العقوبات.

اليوم، كل الحديث عن «انتصارات إيرانية» في ضوء «الاتفاق النووي» مع «الشيطان الأكبر» ليس دقيقاً، ولا يعكس واقع الحال. إيران باتت اليوم أكثر من أي وقت مضى، تحت «المجهر الدولي»، ومعنية باللعب في دائرة المعادلات الدولية والإقليمية، وليس خارجها كما اعتادت أن تفعل دائماً. بكلام آخر، إيران اليوم في مواجهة امتحان العودة إلى الشرعية الدولية، فإما أن تُكرم أو تُهان، كل ذلك مقرون بمدى الوفاء بالتزاماتها، كما حدد الاتفاق.

من هنا، فإن الأجدر بـ«ممانعي» الانتصارات «الوهمية» أن يتواضعوا قليلاً، وأن لا يكونوا ملكيين أكثر من الملك، أو إيرانيين أكثر من الإيرانيين أنفسهم، الذين تخلوا عن استكبارهم بقيادة المنطقة، وأنجزوا اتفاقاً يعينهم على الاستمرار بقيادة جمهوريتهم التي كانت تغرق، لو لم يأتِ «الشيطان الأكبر» لينقذها بهذا الاتفاق، الذي قدمت فيه إيران تنازلات أكثر بكثير من التنازلات التي كانت تنوي تقديمها في مراحل التفاوض السابقة، وأبرزها في العام 2003، في عهد الرئيس محمد خاتمي، وأهمها أسطورة «سلة الحوافز» التي قدمتها الولايات المتحدة لايران في عهد الرئيس أحمدي نجاد. بهذا المعنى، فإن إنجاز الاتفاق شيء، والالتزام بتطبيقه شيء آخر، وهذا ما ستظهره الأشهر المقبلة، ربطاً بموقف الحرس الثوري والأداء الإيراني ومدى تصميمه على العودة إلى فلك الشرعية الدولية، والالتزام بقواعدها، لأن المنطق يفترض القول إنها في موقع الحفاظ على ما حققته من مكاسب، وليس التفريط بها، مع ما يعنيه ذلك من ترقب لأن تكون إيران ما بعد «الاتفاق النووي»، غير إيران ما قبله، في كل مكان، ولا سيما في العواصم التي تدعي احتلال قرارها، من بيروت إلى دمشق، مروراً ببغداد وصنعاء.

بإزاء ما تقدم، هل وصلت رسالة «الاتفاق النووي» إلى حلفاء إيران في المنطقة، وتحديداً إلى كل «طاووس» ينفش ريشه، بأن الاستكبار الإيراني جرى ترويضه دولياً، في مقدمة لترويضه محلياً هنا وهناك؟

منسق عام الإعلام في تيار «المستقبل»

 

5 زائد 1 زائد ما بعد «عاصفة الحزم»

 جمال خاشقجي/الحياة/04 نيسان/15

لو كتبت مقالتي هذه للتعليق على اتفاق إيران والخمسة + 1، ولمّا تهب «عاصفة الحزم»، لكتبت مقالة محبطة تعبّر عن رأي سعودي محبط، ربما تكون أيضاً استسلامية تتدثر بواقعية الأمر الواقع، أو غاضبة ناقمة من ضعفنا نتيجة لخبطة الأولويات فانصرفنا عن التهديدات الحقيقية إلى خلافات تافهة.

ولكنني أكتبها الآن بينما أستمع للعميد أحمد عسيري الناطق باسم القوات المسلحة السعودية التي تقود تحالف «عاصفة الحزم» الهادفة إلى تقليم أظافر إيران في المنطقة، وهو يقول بثقة: «إذا كان هناك مستشارون إيرانيون أو من «حزب الله» مع الحوثيين فسيلقون المصير نفسه». إذاً لا مكان في اليمن الآن - وبالتالي غيرِها من بلاد العرب لاحقاً - لمستشارين إيرانيين أو من يتبعونها من ميليشيا يقتلون ويخيفون ويفرضون رؤيتهم الطائفية على مستقبل الأمة العربية، وبالتالي لم أعد أشعر باهتمام شديد إن توصل الأميركيون والأوربيون إلى اتفاق مع إيران يعطيها الحق بالاستمرار بمشروعها النووي «السلمي» ويرفع عنها العقوبات كلياً أو جزئياً أم لم يتفقوا.

فالذي يشغلني بصفتي مواطناً سعودياً هو هذا التمدد الإيراني، الذي يهدد أمننا الإقليمي والمحلي، ويغيّر هويتنا بالقوة والتخويف، ويصادم تطلعات شعوب المنطقة الى السلام والحرية والحق في الاختيار. لقد فشلت إيران في كل المبادئ التي أعلنتها ثورتها الإسلامية بأنها مع المستضعفين والوحدة الإسلامية والحرية. في سورية وقفوا مع ديكتاتور، وفي العراق اصطفوا طائفياً، وفي اليمن كذلك وخططوا لانقلاب يفرض فصيلاً بالقوة على كل اختيارات الشعب. المؤلم أنهم بدوا، وطوال عقد كامل، ماضين من نجاح إلى آخر، والعالم يعجب بالناجحين والمنتصرين حتى لو لم يحبهم، كهذا بدت تعليقات بعض المحللين السياسيين الأميركيين وهم يدعون الى صفحة جديدة مع إيران. إنها القوة الصاعدة، التي تقول وتفعل، ويمكن الاعتماد عليها في الحرب على «داعش» والإرهاب، وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. لا يزال في أميركا من يرى المنطقة بمنظارين فقط: محطة النفط، وأمن إسرائيل، فكان هذان هما محرك التفاوض مع الإيرانيين في مفاوضات جنيف والآن لوزان، يرون في رفع العقوبات عن إيران ما يحولها إلى شريك اقتصادي، تفرك الشركات الأميركية أيديها وهي تقرأ دراسات الفرص الاقتصادية المقبلة بعد خروج هذا الجنّي الاقتصادي الإيراني من قمقم العقوبات، أما إسرائيل فإن الشروط التي ستضعها الولايات المتحدة على المشروع النووي الإيراني كافية لجعله سلمياً، مع بقاء خيار العقاب العسكري لإسرائيل والولايات المتحدة لو ثبت لهما أن إيران تخاتلهما وتمضي في مشروع سري لتصنيع قنبلة نووية. التطوير بات مسألة من الماضي، إذ يجمع الخبراء أن ايران تمتلك اليوم المعرفة والتقنية الكافية. أما العرب وأهل الخليج، يسأل الأميركي، فأين سيذهبون؟ لا خيار لديهم غير قبول الأمر الواقع والاستمرار في تصدير مزيد من النفط وشراء مزيد من الأسلحة!

لقد تجاهل المزاج الأميركي كل أسباب القلق السعودي من التمدد الإيراني. كانوا يتعاملون معنا بمنطق «هذه مشكلاتكم الطائفية القديمة التي لم تستطيعوا حسمها خلال ألف عام، فلا تشغلونا بها». لم يلتفتوا بشكل جاد إلى كل الانتهاكات الإيرانية لمبادئ القانون الدولي وقواعد حسن الجوار، لم يهمهم تغلغل الإيرانيين في الأجهزة الأمنية العراقية حتى أصبحت تدار من طهران مباشرة، ولا دخول آلاف الإيرانيين وميليشيات طائفية يجلبونها حتى من أفغانستان إلى سورية لقتل سوريين يريدون الحرية والخلاص من الديكتاتور، لم يتحركوا لمنع «حزب الله» من أن يرسل رجاله وأسلحته إلى سورية، وهو وفق أي تعريف قانوني لا يمكن إلا أن يكون قوة عسكرية مارقة خارجة على سلطة الدولة اللبنانية. لم يوقفوا طائرة إيرانية واحدة يعلمون أنها محملة بأحدث أنواع الأسلحة وهي تتوجه إلى سورية، حيث منطقة صراع أعلنوا غير مرة منفردين أو من خلال الأمم المتحدة بضرورة حظر الأسلحة عنها، وكذلك إلى اليمن، حيث السفن تنقل الأسلحة، وطائرات إلى صنعاء تحمل مستشارين ومدربين، وربما مزيداً من المتعصبين الشيعة الذين احترفوا القتل الطائفي في العراق وسورية. تعلم أميركا أن كل هذا يهدد الأمن القومي لحليفتها السعودية، ولكنها ببساطة اكتفت بسحب جنودها من قاعدة العند القريبة من عدن بعدما بدا أن الحوثيين على وشك أن يطبقوا عليها، ومضوا بعيداً بلا مبالاة عجيبة.

قبل نحو العامين، كنت في إسطنبول مشاركاً في إحدى دورات المنتدى الاقتصادي العالمي، في حلقة حوار عن التهديدات الأمنية في المنطقة. قلت، إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية سقوط عشرات الآلاف في سورية، بقدر لا يقل عن روسيا والصين اللتين صوتتا بالفيتو أكثر من مرة لمنع التدخل هناك، فاميركا أيضاً تمنع السعودية وتركيا وقطر من توفير أسلحة نوعية للمعارضة السورية، أهمها الصواريخ الحرارية التي كان يمكن أن تحد من قدرة الطيران السوري الذي استمرأ، بعدما أمن العقاب، قصف المدنيين في المناطق المحررة لأهداف عقابية وليست عسكرية. بدا كلامي مزعجاً لباحث أميركي مشارك متخصص في الشؤون الدفاعية وصديق مفترض للمملكة، فقال بحدة «أنتم لديكم طائرات إف 16 وسلاحكم الجوي أقوى بمراحل من القوات الجوية السورية، لمَ لا تأخذون زمام المبادرة؟».

سكتُّ على مضض، ذلك أنني كنت معتقداً أننا لا نستطيع فعل ذلك من دون غطاء دولي، وتحديداً أميركي، بل حصلت على معلومات وقتها تؤكد منع الأميركيين السعودية وقطر من إرسال شحنة صواريخ «مان باد» الحرارية للسوريين كان يمكن أن تغيّر موازين المعركة وتنقذ أرواحاً كثيرة. من الواضح أن هذا العجز هو خبر من ماض سحيق، فلقد دفعتنا «عاصفة الحزم»، وخلال 10 أيام فقط ومعنا كل المنطقة، إلى مستقبل مختلف متقدم بأعوام عدة.

بالتالي لم يعد مهماً أوقّعوا أم لم يوقعوا، سالموا إيران أم حاربوها، المهم أن المملكة استعادت الزمام لنفسها وللمنطقة، فبدت ماضية في مشروعين مهمين: الأول سحب البساط بالكامل من تحت أرجل إيران في حيزنا العربي، والثاني لا يقل أهمية، إذ أكد لي مصدر مطلع أن سياسة المملكة حيال الطاقة النووية ستختلف تماماً فور توقيع أي عقد مع إيران، فكل ما ستحصل عليه من الدول الكبرى من منشآت وتقنيات والمقدار المسموح به لتخصيب اليورانيوم وعدد أجهزة الطرد المركزي ستعتبره المملكة حقاً لها أيضاً تسعى من خلاله لتطوير برنامجها النووي.

إنه توازن القوى الذي يضمن السلام من حماقات مغامر يريد إعادة صوغ التاريخ والجغرافيا.

إعلامي وكاتب سعودي

 

الايرانيون.. بدهم يعيشوا!

وفيق هوّاري /جنوبية/السبت، 4 أبريل 2015  

 ور الاعلان عن توقيع التفاهم بين ايران والدول الكبى بشأن البرنامج النووي الايراني، غصت ساحات طهران وشوارعها بالمتظاهرين الايرانيين الذين بادروا الى الترحيب بهذا الاتفاق الاولي. وحتى لا تحمل وسائل الاعلام هذه التظاهرات بما لا تتحمله، فان الايرانيون عبروا عن سعادتهم عل هذا الاتفاق يفسح في المجال امامهم ليحسنوا من وضعهم المعيشي ليس الا بعد ان عانوا الامرين من سياسة الحصار الاقتصادي. هذا التوضيح حتى لا يقول احد ان التظاهرات حصلت تاييدا لسياسة ايران ودعما لقيادتها الحكيمة.

 

إعادة إيران إلى الحظيرة الدولية ولا داعي للتفجع

 أنطوان حدّاد/جنوبية/السبت، 4 أبريل 2015  

«دمج إيران في منظومة العلاقات الدولية» هذا هو عنوان المرحلة القادمة التي ستستغرق سنوات، ليس كما عنونت الممانعة بأنّ الاتفاق هو رضوخ للغرب، وليس أبداً «محور الشر يرتمي في أحضان الشيطان الأكبر».

 إلى المنتحبين، والشامتين، والمحتفلين بالإتفاق النووي … على السواء.

الصورة أعقد مما يعتقدها البعض، هذا ليس “تسليم المنطقة لإيران” كما يتفجّع بعض الأصدقاء، وليس أبداً “محور الشر يرتمي في أحضان الشيطان الأكبر” كما يشمت البعض الآخر، وليس إطلاقاً “الغرب يرضخ” كما عنونت (وتتمنى) الممانعة المزعومة وصحافتها الصفراء.

هذه صفحة جديدة جدّية تفتح في فضاء المنطقة، عنوانها دمج ايران في منظومة العلاقات الدولية، وإعادتها إلى حظيرة الشرعية الدولية بعدما بقيت عقودا خارج هذه المنظومة.

هذه الصفحة الجديدة قد تستغرق كتاباتها سنوات، وقد تشهد مراوحة وهبوطا وصعودا، لكن الهاجس الرئيسي لإيران سيكون الحفاظ على مكاسب هذا التطبيع وليس التفريط بها.

والإمتحان اليومي أمام إيران سيكون الإثبات أنها لم تعد “دولة مارقة” بعد الآن، وهو إمتحان تمتد رقعته من اليمن إلى أفغانستان ومن سوريا والعراق إلى لبنان.

يبقى أن تدرك القوى المحلية (والقوى الإقليمية) تعقيدات هذه الصورة، التي ليست أسود/أبيض، أو رابح/خاسر، بل مليئة بالفرص والتحديات للجميع على حد سواء، وخصوصاً بالنسبة إلى كل من يقرر الإنتقال من الإنتظار والتلقي إلى المبادرة.

ولعل هذه هي الخلفية الاساسية لعملية “عاصفة الحزم” التي ليس صدفة أنها سبقت إتفاق الإطار النووي ببضعة أيام فقط.

المهم أن يدرك الطاووس أنّه ليس أسدا، والأهم أن تدرك الدجاجة أنّها ليست حبة قمح!

 

عن إبراهيم الأمين «عميد القتل» في الإعلام اللبناني

 محمد جواد /جنوبية/ السبت، 4 أبريل 2015  

 هذا الصحافي هو "عميد القتل" في الإعلام اللبناني، ويأتينا اليوم ليلعب دور الضحية والمظلوم لأنّ سفير السعودية اشتكى في الإعلام من صحيفته وقال رأيه فيها.

 أحد الصحافيين الممانعين كتب اليوم أنّ جريدته مهدّدة فقط لأنّه سمع أنّ سفير المملكة العربية السعودية في لبنان اعتبر أنّ صحيفته “تروّج لأكاذيب واتهامات بحقّ المملكة.

وراح هذا الصحافي يتّهم المملكة بأنّها تكمّ الأفواه ويتظلّم ويصرخ كما لو أنّه يردح مثل العوالم في الشارع، بأنّه مظلوم وخائف من “تهديد” السفير. وهو ليس تهديدا لا في المنطق ولا في القانون ولا في الإعلام ولا في السياسة، بل هو رأي فقط، وشكوى من “تجاوزات” صحيفة لبنانية بحقّ دولة عربية كبرى.

فقط للتذكير فإنّ هذا الصحافي هو الذي هلّل، في اجتماع لتحرير صحيفته، بقتل الصحافي سمير قصير، والشهود كثيرون ومعظمهم باتوا خارج صحيفته لاعتراضهم على الشرب من دم الشعب السوري مقابل حفنة من الدولارات الشهرية.

وهو نفسه هلّل لقتل الصحافي جبران تويني، وهو نفسه شرّع قتل اللواء وسام الحسن وكتب أنّه قتل “في سياق معركة مفتوحة”، وهو نفسه يهدّد بقتل الصحافيين والناشطين علناً، وليس آخرهم تهديده الزميل علي الأمين بأن “يتحسّس رقبته”. وأحد صبيانه، من جنسية غير عربية، ناهض حتر، دعا قبل أسابيع إلى قتل النائب وليد جنبلاط ولم يحرّك القضاء اللبناني ساكناً. ميشال سليمانتماما كما كلّ صبيانه من المحرّضين على القتل. عدا عن كون الصحيفة كلّها مبلّلة دولاراتها بدماء الشعوب اللبنانية والسورية

 والعراقية واليمنية. وهو الذي، للمصادفة، في 4 نيسان 2013 هدّد الرئيس ميشال سليمان بمصير الرئيس فؤاد السنيورة وبـ7 أيّار جديد مسمّيا إيّاه “فخامة الوقت الضائع“.

هذا الصحافي هو “عميد القتل” في الإعلام اللبناني، ويأتينا اليوم ليلعب دور الضحية والمظلوم لأنّ سفير السعودية اشتكى في الإعلام من صحيفته وقال رأيه فيها.

ليس للوقاحة حدود فعلا. هذا الإعلامي في أقلّ تقدير “محرّض على القتل”، وفي رأي كثيرين “شريك في القتل”، من خلال ما يكتبه وربما ما ينصح به القاتلين من أصدقائه المحليين والإقليميين.

 

شريعتمداري والفرس ذو اللِّجام المخروق

ميرفت سيوفي/الشرق/04 نيسان/15

قد تدّعي إيران أنها حقّقت انتصاراً «إلهياً» بتوقيع ما سمّي بإطار الاتفاق الذي أعلن عنه في لوزان السويسريّة، أو أنّها انتزعت «اعترافاً» بحقّها في تخصيب اليورانيوم، فإنّ هذا شأن «العنطزة» الفارسية الكاذبة على نفسها وعلى الشعب الإيراني، لأنّ أي قارئ لبند واحد ممّا تمّ الاتفاق والذي يخفّض عدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم الإيراني من 19 ألفاً إلى 6 آلاف، بما يزيد عن «الثلثين»، أو بتحديدٍ أكثر بما يلامس السبعين بالمئة من عدد أجهزة الطرد المركزي، فأي اعترافٍ هذا الذي انتزعته إيران من مجموعة الخمسة + واحد؟!!

«أقول في كلمة واحدة.. أعْطَيْنا فَرْساً مُسْرجاً وحصلنا على لجامٍ مخروق»، هذا باختصار أفضل وصفٍ أُطلق على التنازلات الكبرى التي قدّمتها إيران في مفاوضاتها النوويّة بالرّغم من هيئة الانتصار المضلّلة التي توزعها يميناً وشمالاً، وصاحب هذا الوصف هو حسين شريعتمداري مستشار المرشد الإيراني علي الخامنئي والمدير المسؤول لصحيفة كيهان، معتبراً أن «اتفاق لوزان بين إيران ومجموعة 5+1 ولد ميتاً»… وكلام شريعتمداري لا يستهان به فهو من الحلقة المقرّبة من الخامنئي وهو مسؤول الصحيفة الناطقة بلسان المرشد، وكان شريعتمداري قد حذَّر قبل يومين من توقيع اتفاق لوزان من أنّ «بنود الاتفاق النووي المحتمل تعرض إيران لخطر توجيه ضربة عسكرية وفقا للمعاهدات الدولية»، وقال في مقابلة مع وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري:»إنّ التوقيع على هذا الاتفاق يعني أن إيران توافق على معاهدة PMD وهي تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش صناعاتنا الصاروخية، وهم بالتالي سيطالبون بوقف إنتاج الصواريخ الإيرانية الباليستية ? مثلا صواريخ شهاب ? وتدميرها بذريعة أنها قادرة على حمل الرؤوس النووية». وأضاف: «إذا لم نوافق على عمليات التفتيش، فستعلن الوكالة أن إيران لم تلتزم بتعهدها في الاتفاق، ورفضت التعاون في إطار PMD، وإذا وافقنا على التفتيش ولم نوقف إنتاج الصواريخ الباليستية، ففي هذه الحال ستدعي مجموعة 5+1 أن البرنامج النووي الإيراني يشتمل على أبعاد عسكرية محتملة».

ولنوفّر على القارئ عناء البحث هنا وهناك والتضارب في توصيف الاتفاق بالانتصار والهزيمة، نعتمد رأياً واضحاً ومفنّداً هو رأي حسين شريعتمداري لهذا الاتفاق الذي وصفه بأنه يتجاوز «الخطوط الإيرانية الحمراء» التي حددها ـ وبالتفصيل المملّ ـ بست نقاط وهي: «الأولى: تجميد جزء من العقوبات فقط في حين أنه كان يجب تجميد كل العقوبات. الثانية: العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي تبقى سارية. الثالثة: العقوبات تجمد في فترة زمنية لستة أشهر أو لسنة واحدة على الأكثر وان استمرار تجميدها يعتمد على الظروف المستقبلية. الرابعة: قرار مجلس الأمن الدولي الذي سيصدر كضمانة للاتفاق والتزامات الجانبين، سيكون تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة وموضوع تهديد السلام والأمن العالمي وأن القبول بقرار تحت الفصل السابع بمعنى أن إيران تعترف أن برنامجها النووي كان ولا يزال يهدد السلام والأمن العالمي. الخامسة: أن الاتفاق المذكور وخلافا للتأكيدات السابقة، سيكون في مرحلتين أو أكثر، ولم تحدد فيه الكثير من التفاصيل. السادسة: التزامات إيران تكون غير قابلة للتراجع، في حين أن التزامات 5+1 قابلة للتراجع.

الأيام المقبلة كفيلة بتحديد أي إيران ستغلب إيران وزير الخارجية محمد جواد ظريف أم إيران مستشار الخامنئي حسين شريعتمداري، وما بين الاثنين «عاصفة الحزم» ستقصم ظهر إيران المفرود في المنطقة»…

 

مستشار خامنئي: الاتفاق النووي سيعرض إيران لضربة عسكرية

دبي - العربية: 04 نيسان/15

حذر حسين شريعتمداري، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والمدير المسؤول لصحيفة كيهان، أن "بنود الاتفاق النووي المحتمل تعرض إيران لخطر توجيه ضربة عسكرية وفقا للمعاهدات الدولية". وقال شريعتمداري خلال مقابلة مع وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري، إن "التوقيع على هذا الاتفاق يعني أن إيران توافق على معاهدة PMD وهي تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش صناعاتنا الصاروخية، وهم بالتالي سيطالبون بوقف إنتاج الصواريخ الإيرانية الباليستية – مثلا صواريخ شهاب – وتدميرها بذريعة أنها قادرة على حمل الرؤوس النووية".  وأضاف: "إذا لم نوافق على عمليات التفتيش، فستعلن الوكالة أن إيران لم تلتزم بتعهدها في الاتفاق، ورفضت التعاون في إطار PMD، وإذا وافقنا على التفتيش ولم نوقف إنتاج الصواريخ الباليستية، ففي هذه الحال ستدعي مجموعة 5+1 أن البرنامج النووي الإيراني يشتمل على أبعاد عسكرية محتملة". وحذر شريعتمداري مما أسما بـ "الفخ الجديد والخطير" في بنود هذا الاتفاق المحتمل الذي سيعرض إيران لضربة عسكرية محتملة في حال التوقيع عليه، حسب رأيه.

 

مملكة القهر و«الأخبار»

ابراهيم الأمين/الأخبار

http://www.al-akhbar.com/node/229818

شنّ السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري هجوماً على «الأخبار» بسبب ما سمّاه «تجاوزاتها المتكررة بحق المملكة ورموزها». وقال لجريدة «الوطن» السعودية «إن هذه الصحيفة اعتادت الترويج لأكاذيب واتهامات للمملكة وقياداتها، وجاء وقت أن تقف عند حدها. وكلفت السفارة السعودية في العاصمة اللبنانية بيروت فريقاً قضائياً لمحاسبة ومقاضاة الصحيفة التي اشتهرت بانتمائها إلى محور إيران، حزب الله، سوريا وسعيها إلى التسويق لمبادئ ما يعرف بمحور المقاومة».

ما الذي تريد أن تفعله بعد يا سفير آل سعود؟

 منذ اليوم الأول لصدور «الأخبار» وأنتم تقودون سياسة كمّ الأفواه. اقترفتم أموراً كثيرة لم نتحدث عنها، وللتذكير نعيد لفت الانتباه الى بعض ما تقومون به:

ــــ محاولات الترغيب والترهيب بقصد وقف انتقاد حكومتكم وأفعالها في المنطقة؟

 ــــ تقررون حجب موقع «الأخبار» الإلكتروني داخل بلادكم، ثم تعملون على إقفال كل الصفحات التي يمكن أن يصل المتصفّحون إلى «الأخبار» عبرها.

ــــ تمنعون أي صحافي أو أكاديمي أو ناشط في بلادكم من الكتابة في «الأخبار» أو التواصل معها.

ــــ تفرضون على كل الوكالات الإعلانية التوقف عن نشر أي إعلان في «الأخبار» تحت طائلة مقاطعتها.

ــــ تحرّضون القوى والشخصيات والجهات العاملة معكم في لبنان على مقاطعة «الأخبار» والعمل ضدها بكل الأشكال.

ــــ عبارة «حان وقت أن تقف عند حدها»، سبق لممثلكم في بيروت، الرئيس سعد الحريري، أن قالها في اجتماع مع إعلامييه وأمنييه في سياق أنه يريد «تكسير رأس الأخبار». ومع أن وسام الحسن لم يعد على قيد الحياة، لكن كثيرين من المحيطين به ومن المحيطين بالحريري يتذكّرون نصيحته لرئيسه بعدم المضيّ في هذا الأمر.

ــــ طلبتم من الحريري أن يوافق على مشروع للنائب عقاب صقر بشن حملة شخصية ضد إدارة «الأخبار» بحجة أن الجريدة تعرّضت له شخصياً. ومرة جديدة، تدخّل قريب من الحريري ناصحاً إياه بعدم الدخول في لعبة ستؤذيه شخصياً ولن تنفعه.

رهاننا على شعب الجزيرة الذي سيلفظكم عاجلاً أو آجلاً الى مزبلة التاريخ حين تهب عواصف الحرية القادمة الى قلب جزيرتنا العربية!

ــــ لم يتوقف الفريق العامل معكم في لبنان، من جماعة الحريري إلى «القوات اللبنانية»، إلى شخصيات من 14 اذار، بالتعاون مع بعض النافذين في الجسم القضائي، عن شن حملة قضائية بهدف «إفلاس الأخبار» كما اعتقدتم.

ــــ قررتم الانتقال الى مستويات خارج لبنان، فصار ممنوعاً على أي موظف أو صحافي في «الأخبار» دخول دول عربية عدة، من بينها دول في مجلس التعاون الخليجي.

ــــ شجعتم وساهمتم في لعبة المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري للذهاب في لعبة سياسية تحت غطاء قانوني بقصد محاصرة «الأخبار» خارجياً.

ــــ تعاونتم مع الأميركيين في مواجهة نشر وثائق ويكيلكيس بقصد منع تعميم فضائحكم في لبنان والعالم العربي، ومارستم الضغوط لمنعنا من نشر وثائق حول ما قمتم وتقومون به.

ما الذي تريدون القيام به بعد، وبماذا ستتهموننا؟

 بأننا عملاء للصفويين والمجوس والفرس والروافض؟

 بأننا عملاء تاريخيون للشيوعية الحاقدة على المملكة بحكم أنها رأس الدين؟

 بأننا نتلقى الأموال من خصومكم من أجل شتمكم؟

 بأننا حاقدون من جماعة نصر الله وحزب الله وبشار الأسد والنظام الطائفي في العراق ونظام الملالي في طهران والفصائل المغامرة في فلسطين والميليشيات الحوثية في اليمن؟

 وماذا تريدون من مقاضاتنا؟

 تريدون فرض غرامات علينا تدفعنا الى الإفلاس؟

 تريدون قراراً بإقفال الجريدة؟

 تريدون قراراً بوقف نشر أي معلومة أو رأي ضد سياساتكم وضد استعلائكم وضد جهلكم وتخلفكم وظلاميتكم؟

 تريدون محاصرتنا من خلال نقابة الصحافة أو نقابة المحررين أو وزارة الإعلام أو رئاسة الحكومة أو أجهزة أمنية وإعلانية وإعلامية وخلافه؟

 ثم هل تريدون الانتقال الى ما هو أعلى؟

 تريدون تخويفنا من خلال إرسال القتلة الظلاميين لينفذوا فتوى حكومتكم وعلمائكم بحقنا فرداً فرداً؟

 تريدون تكليف عصابة للقيام باعتداء على مؤسستنا أو العاملين فيها؟

 تريدون أن تطلبوا خدمة من عصاباتكم المنتشرة في لبنان وسوريا والجوار، عسى أن تقدم لكم مشهداً دموياً يشبع رغباتكم؟

 تريدون معاقبتنا، عسى أن يتوقف أي إعلامي عن التفكير في مناقشة ما تقومون به؟

 حسناً. من جانبنا، نحن في «الأخبار»، يهمّنا لفت انتباه القراء الأعزاء، إلى أن ما تفعله السعودية هو جزء من حملة النظام السعودي ضد «الأخبار»، التي عملت في الوقت نفسه مع الإعلام الصهيوني والغربي باللغتين العربية والإنكليزية. والهدف واضح، وبات أكثر وضوحاً في الفترة الأخيرة: إن العقل الظلامي المسيطر على الثروات والقرار في دول الخليج، بدعم من إسرائيل والغرب الاستعماري، يريد لنا في المنطقة أن نتحرك بين رأيين فقط: رأي قطر ورأي السعودية.

أما إلى آل سعود،  فنحن نعلمكم مسبقاً بقواعد اللعبة التي نعترف بها. ونقولها بوضوح، ومن دون مداورة ومناورة.

لن نتكل على أحد. لسنا لنطلب من أحد المخاطرة بالوقوف الى جانبنا. ولسنا نملك ما نلزم به أحداً على وجه البسيطة بأن يقاتل معنا. ولسنا في موقع من يريد من أحد خسارة شيء في المعركة معنا.

نريد من الآخرين التصرف بمسؤولية، وإعلان مواقفهم بوضوح. ولا نريد من أحد تضامناً في السر، أو تعاوناً في الخفاء، وسنترك للأيام أن تحكم!

نحن جزء من حركة المقاومة ضد كل أدوات القهر والظلم في بلادنا والمنطقة والعالم. وما يريحنا ويشعرنا بأننا على صواب هو ما تقومون به. وهي معركة نعرف، من اليوم الأول، كلفتها. سبق أن قلنا: إن كل ما نتعرض له سببه دعمنا لخيار المقاومة والتحرر. ونعيد اليوم التأكيد:  نحن لا نملك سوى كرامتنا وحريتنا وموقفنا الذي لم يتغير. ولن يحصل. وإذا كانت دماؤنا تغذي روح المقاومة وحركتها، فلا شيء يمنعنا من التمسك بموقفنا.

أما أنتم، أهل الجهالة والتخلف والتعصب والتكفير والإرهاب، فلن تتساهل معكم الشعوب العربية طويلاً، رغم حملات التزوير الإعلامي الضخمة، ولن يحتملكم الرأي العام العربي طويلاً، فاذهبوا وافعلوا ما يطيب لكم، وما تقدرون عليه. أما نحن، فلم تُخفنا يوماً دولاراتكم المبللة بالدم، ولا سياراتكم المفخخة. رهاننا على شعب الجزيرة العظيم الذي سيلفظكم عاجلاً أو آجلاً الى مزبلة التاريخ، حين تهب عواصف الحرية القادمة الى قلب جزيرتنا العربية!

 

بكركي ــ الرابية: الفتور باقٍ ويتمدّد!

الراعي يريد انتخاب أي رئيس (هيثم الموسوي)

ليا القزي /الأخبار

بات سجلّ بطريرك «الشركة والمحبة» مليئاً بالتباينات والخلافات والقطيعة بينه وبين القوى السياسية. على عكس البطريرك نصر الله صفير، تسببت مواقفه المُتقلبة بزعزعة علاقته بمعظم السياسيين الذين يتفقون في مجالسهم على «انتهاء دور بكركي كمرجعية وطنية»، ولو أنهم يتجنبون الحديث علناً في هذا الخصوص «منعاً لزيادة الشرخ المسيحي الذي لا يفيد أحداً». آخر حبة في عنقود الملاحظات على بكركي كانت للتيار الوطني الحرّ. تصريح النائب آلان عون لدى زيارته رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قبل يومين أكّد ذلك.

قال عون إن الزيارة «لاستطلاع حقيقة التحرك الذي تقوم به بكركي عشية انعقاد القمة الروحية في ما خصّ موضوع الفراغ الرئاسي»، كاشفاً عن وجود تباين «عسى ألا يؤدي الى خلاف كبير، وهذا لن يحصل، وهذا ما اتفقنا عليه».

ليست المرّة الأولى التي تتوتر فيها العلاقة بين بكركي والرابية. عام 2012 اهتزت ثقة الجنرال ميشال عون بالراعي بعدما قبل الأخير إجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين، مقدماً الرعاية له بالتعاون مع الرئيس السابق ميشال سليمان. قبل عام، انزعج سيد الرابية من الإحراج الذي تسبب له به «سيدنا» بسبب حثه على إعلان ترشحه رسمياً حتى يختار مجلس النواب أحد المرشحين. أما أخيراً، فقد عدلت بكركي من خطابها، فدعت جميع النواب «للنزول الى البرلمان وممارسة دورهم بانتخاب رئيس جديد».

تقول مصادر تكتل التغيير والإصلاح إنّ العلاقة بين الرابية وبكركي «لن تصل إلى حدّ القطيعة».

يؤكد العونيون  أن العلاقة لن تصل  إلى حدّ القطيعة

ولكن التباين موجود، «لماذا نكذب على بعضنا؟ كل نهار أحد يعظنا الراعي بضرورة النزول الى البرلمان وانتخاب رئيس، في حين أننا نرفض ذلك». ما أراد العونيون قوله إن «التباين في الوسيلة لا يعني الاختلاف على هدف تحسين وضع المسيحيين في الدولة، الفرق أننا لا نريد أن يكون ذلك على حساب رئاسة الجمهورية، وخاصة أن الراعي يريد انتخاب أي رئيس، ونحن نريد رئيساً قوياً».

في الاجتماعات التي جمعت بين الراعي وعدد من نواب تكتل التغيير والاصلاح، دأب «سيد بكركي» على السؤال عن المُهلة التي يضعها عون لنفسه قبل إعلان انسحابه من السباق الرئاسي. «يريدنا أن نحدد له مهلة شهر، سنة أو سنتين؟ الى متى سنظل بانتظار تأييد الآخرين لنا؟ وإذا لم يؤيدنا هؤلاء، ماذا بعد؟»، استناداً الى المصادر. هواجس البطريرك هذه تزعج العونيين «لأنها نقطة ضعفنا، فنحن لا نملك الجواب. لذلك نلجأ الى الطرق الدبلوماسية للتهرب من الجواب عبر وضعها في ملعب الآخرين». الى أبد الآبدين «نحن متمسكون بعون رئيساً حتى تغيير استراتيجيتنا. حتى الساعة لا حل آخر لدينا، هو لا يريد التراجع لأنه لا يزال يتوقع أن تتبدل الظروف لمصلحته». وتوضح المصادر أن «الاستسلام» لا يعني انتخاب رئيس آخر «لا أحد مستعد للحل. وألبسونا طربوش التعطيل».

زيارة عون لمطر كانت استباقية «وخاصة بعد توارد أخبار عن حركة رئاسية جديدة تقوم بها بكركي»، استناداً الى المصادر. المطران مطر طمأنهم إلى أنه «لا يوجد تصعيد في المواقف. ولكن يجب على بكركي أن تذكر كل فترة بموقفها من الملف الرئاسي». مبادرة بكركي لإعادة البحث عن حلول رئاسية تتقاطع مع معلومات عن ضغوط يمارسها الفاتيكان لانتخاب الرئيس قبل الصيف المقبل. «جرى حديث عن نية الحبر الأعظم إرسال وفد الى لبنان لبحث الملف الرئاسي»، يقول المصدر، قبل أن يتساءل: «ما الغاية من ذلك؟ وخاصة أن للفاتيكان سفيراً

 

انتخابات «التيار العوني» في مهبّ «المستشارين»

شهد التيار في الشهرين الماضيين حركة مناطقية غير معهودة (هيثم الموسوي)

يتنازع التيار الوطني الحر منطقان: يسعى الأول إلى تطبيق شعارات التيار بشأن الإصلاح والشفافية ورفض التمديد واحترام المواعيد الدستورية وتداول السلطة داخل البيت العوني، فيما يصرّ الثاني، بحكم عجزه عن السيطرة على «التمرد العوني» على الإقطاع العائلي والمالي، على تفريغ التيار من كل قيمه وناشطيه وجعله مجرد جثة سياسية طيّعة بين يديه. يقف الجنرال بين المنطقين متردداً: يلغي الانتخابات معلناً تأجيلها، أم ينصف من يشبهونه بعنادهم ويسعى للتوفيق بين المنطقين المتناقضين؟

غسان سعود

عادة تناقش الهيئة التأسيسية في الحزب نظامه الداخلي، وتبقي اجتماعاتها مفتوحة ريثما تبلغ وزارة الداخلية والبلديات بنص النظام الداخلي النهائي. إلا أن قيادة التيار الوطني الحر آثرت، منذ سنوات، تجاهل الهيئة التأسيسية تماماً، فلم تدعها إلى اجتماع منذ عام 2008، واستعاضت عن تضييع الوقت في اجتماعات المؤسسين الصاخبة بأخرى هادئة تعقد في منزل الوزير جبران باسيل أو أحد مكاتبه، ليختار الضيوف بنفسه من دون أن يكون ملزماً بأعضاء الهيئة التأسيسية فقط، ومن دون أن تكون الاجتماعات رسمية بمعنى كتابة محضر وغيره.

وحين ينشغل الوزير، يكلف أحد مستشاريه بالحلول محله في «فلترة» الأفكار. هكذا توصّل المستشارون، بقيادة الوزير، إلى كتابة نظام داخلي وافقت عليه معظم أطراف العائلة العونية بعد تعديلات بسيطة وشكلية، لرغبتها في إقرار نظام داخلي أياً كان مضمونه، فيما أخذت الهيئة التأسيسية علماً به عبر وسائل الإعلام! ولم يرتفع صوت عونيّ جديّ واحد يعترض على صلاحيات الرئيس المطلقة وتكوين المكتب السياسي والمجلس الوطني والسلطات التنفيذية والرقابية. لا بل تعهد المعنيون بانطلاقة الحزب بألا يطمح أحد من خارج الدائرة الباسيلية إلى المواقع المركزية: فلتبقَ كلها تلك في قبضة الوزير باسيل والمستشارين. كل المطلوب انتخابات مناطقية تذكّر المحازبين المفترضين ببطاقاتهم الحزبية وتقيم الحزب من بين الأموات، بدل التمديد المتواصل منذ أكثر من عشر سنوات.

استبشر كثيرون خيراً مع تحديد موعد أوّلي للانتخابات، علماً بأن المنسق العام للتيار بيار رفول، المقرّب من باسيل، هو الآمر والناهي في المناطق منذ أكثر من عشر سنوات: لا يجرؤ نائب على دعوة منسق بلدة إلى فنجان قهوة من دون المرور به؛ طرد كثيرون أو أبعدوا لمعارضتهم له، فيما انكفأ كثيرون في منازلهم بعدما يئسوا من إمكان إقناع العماد ميشال عون بوجهة نظرهم المعارضة لوجهة نظر رفول. وعليه، كان يفترض بالانتخابات المناطقية أن تكون نزهة سهلة لرفول بعدما صال وجال في المناطق عشر سنوات بصلاحيات مطلقة.

هكذا شهد التيار، في الشهرين الماضيين، حركة مناطقية غير معهودة: اجتماعات حزبية، ناشطون يسألون المؤيدين المفترضين عن بطاقاتهم، دورات خاصة بتثقيف المنسّقين بكيفية ممارستهم لمهماتهم، وبحث مميز عن المرشحين الأقدر على كسب ثقة العونيين واحترام أهالي القرى التي يترشحون فيها. بدا، للوهلة الأولى، أن قيادة التيار ستلحق بالطاشناق في تجاوز عقدة غالبية الأحزاب اللبنانية من الانتخابات الحزبية. وحتى حين كثّف «المستشارون» تسريباتهم في شأن خشيتهم على التيار من «الانقسامات التي تسبّبها الانتخابات»! وعدم تدخل باسيل بها لعدم رغبته في المشاركة في هذه «الجريمة»، بقي منسوب التفاؤل مرتفعاً. فلا يمكن التيار، الذي يتمثل بأحزاب الدول المتقدمة في تنظيم «التومبولا» في احتفالاته، أن يأخذ هذه ويترك تلك. ولا يمكن الجنرال الذي لم يشعر بالخطر على التيار من كل ما فعله بعض أعضاء تكتل التغيير والإصلاح الحاليين والسابقين بزملائهم النواب سيمون أبي رميا وزياد أسود وإبراهيم كنعان، أن يخشى من حساسية ظرفية بين مرشحين إلى موقع المنسق في إحدى البلدات، إضافة إلى اقتصار الانتخابات، في مرحلتها الأولى، على منسّقي القرى والأقضية، الأمر الذي يؤكد عدم وجود أيّ مشاكل متوقعة على المستوى المركزي، فضلاً عن أن حماسة ناشِطَين للفوز بمنسقية التيار في أحد الأقضية، تبقى أفضل بكثير من ملازمة الناشطين منزليهما دون مبالاة بالتيار كما يحصل منذ عدة سنوات.

تقتصر الانتخابات الفعلية على جبيل وكسروان وبعبدا واحتمالات التفاهم فيها قائمة

وسرعان ما فرزت الأرض تحالفاتها، مؤكدة عدم وجود انقسامات خطيرة: ففي الأشرفية، المتن، عاليه، كل الشمال، كل البقاع، وكل الجنوب باستثناء جزين، لا توجد معارك انتخابية تذكر. تقتصر الانتخابات الفعلية على جبيل وكسروان وبعبدا، وحتى هنا احتمالات التفاهم ووضع سقف للتجاذبات الانتخابية ممكن جداً، خصوصاً أن غالبية المرشحين أصدقاء ولا مشاكل شخصية بينهم.

لكن رغم ذلك، واصل «المستشارون»، يتقدمهم رفول، المطالبة بتطيير الانتخابات، وازدادوا إلحاحاً بعد تأكدهم من أن الانتخابات ستفضحهم لعجزهم، رغم النفوذ المطلق المعطى لهم، عن إيصال المرشحين المقربين منهم. فالصورة كما هي اليوم واضحة: لا يزال التيار الوطني الحر ــ من عكار إلى جزين ــ هو التيار الوطني الحر، لا مَوْنة لرجال الأعمال على ناشطيه الأساسيين ولا نفوذ للوزراء والمستشارين وكل الجيل الجديد من المرشحين إلى الانتخابات النيابية. وحصول الانتخابات سيكرس عدة حقائق: في الأشرفية، الكلمة الأساس هي للمرشح إلى الانتخابات النيابية زياد عبس، رغم كل التضييق الذي مورس عليه ومحاولة إبعاده من المشهد العوني عبر عدة رجال أعمال، وعبس ليس في جيب باسيل. في جبيل، الكلمة للنائب سيمون أبي رميا رغم تعالي المقربين من باسيل عن كل خلافاتهم الشخصية واحتشادهم ضمن فريق واحد لمواجهته. في المتن، يعجز كل المناوئين لكنعان من وزراء ونواب حاليين وسابقين ومرشحين إلى الانتخابات النيابية عن تشكيل لائحة جدية أقله. وفي بعبدا لا يمكن «التمريك» على النائب آلان عون. وعليه، بدل أن تكون الانتخابات المناطقية مناسبة لاحترام التوازنات داخل التيار، وفتح صفحة عونية جديدة، هناك من يصرّ على مواصلة الركض إلى الأمام.

قبل ثلاثة أسابيع، عقد اجتماع في الرابية تتويجاً لضغوط رفول من أجل تطيير الانتخابات، لكن تصدي نعيم عون (ابن شقيق الجنرال، ورأس حربة المطالبين بمأسسة التيار ورفع وصاية ذباسيل ورجال الأعمال عنه) لم يسهّل الأمر بالنسبة إلى الجنرال. إلا أن نعيم سافر بعدها أسبوعين إلى كندا والولايات المتحدة، وتبعه عدة نواب عونيين بالسفر إلى عناوين مختلفة، مبقين باسيل ورفول والمستشارين وحدهم في الرابية، الأمر الذي ضاعف من جدية التسريبات عن نية الجنرال إلغاء الانتخابات بحجة تأجيلها لأسباب مختلفة. لم يعد نعيم إلا أول من أمس، قبل يوم واحد من الموعد المفترض لفتح باب الترشح ودعوة الهيئة الناخبة (قبل شهرين من موعد الانتخابات بحسب النظام الداخلي للتيار). لكن قرار التأجيل لم يصدر، وكذلك قرار فتح باب الترشح ودعوة الهيئة الناخبة، في ظل تأكيد المتابعين أن تأجيل دعوة الهيئة الناخبة (وبالتالي الانتخابات) بضعة أيام ممكن جداً، ويبقى أسهل من قرار إلغاء الانتخابات عبر تأجيلها ستة أشهر أو أكثر.

في النتيجة، يثبت رفول وخلفه الوزير باسيل، مرة أخرى، تفضيلهما إلغاء الحياة الحزبية على ظهورهما بمظهر الشركاء في حزب التيار الوطني الحر. وهما يفضّلان الحفاظ على الأوضاع الحالية كما هي، حتى لو ظهرا بمظهر الخائفين من الانتخابات، على إجرائها وتكريس القيادات العونية لنفوذها في المناطق. وعليه ستتأجل الانتخابات علَّ الجنرال ينتخب رئيساً فتفتح أبواب الانتساب مجدداً إلى التيار، ويتنبه باسيل ورفول ورجال الأعمال والمستشارون أكثر هذه المرة ليضمنوا سيطرتهم خدماتياً وسياسياً على التدفق البرتقاليّ الجديد، خصوصاً في جبل لبنان، فتميل الكفة الانتخابية أخيراً لمصلحتهم.

 

يا طهران إن صبر أيوب قد نفد!

سعود السمكة/السياسة/05 نيسان/15

من المؤكد أن دول منظومة مجلس التعاون الخليجي ومعها بقية الدول العربية تتطلع أن تكون لها وايران علاقات متميزة تصب في صالح استقرار المنطقة وسعادة الشعبين الايراني والعربي على حد سواء.. فايران بسعتها الجغرافية وكثافتها البشرية وثرواتها المتعددة زائد العرب وبتعدد مواردهم واتساع موانئهم وحجمهم السكاني والمكاني لو تم التعاون المخلص بينهما على اساس راسخ من النية الصادقة والايمان التام بالمصير المشترك واهمية الامن والاستقرار لدولهم وتم استغلال هذه الثروات القومية والمهارات العلمية والفنية البشرية لدى الطرفين لسعادة اوطانهم وشعوبهم لاصبحت هذه المنطقة في مقدمة دول العالم من حيث النهضة العلمية والعمرانية والانسانية.

على هذا الاساس ومن هذا المنطلق لا احد في دول مجلس التعاون ولا العرب يتمنى العداء مع ايران.. بل على العكس فان ما يجمع ايران مع العرب اكثر بكثير مما يفرقهما وبالتالي فان السياسة المسالمة دائما لدول منظومة مجلس التعاون الخليجي تمد يدها للجارة المسلمة ايران ولا تضمر لها اي شر, ونتمنى دائما اللحظة التي نكون فيها وايران يدا واحدة تعمل لمصلحة استقرار وامن الاقليم ورفاه شعوبه… لكن هذه اللحظة لا يمكن ان تحدث من فراغ فأمام ايران حتى تتمكن الى العبور نحو هذه الامنية التي ترسخ السلام والاستقرار في الاقليم ان تعالج بقية الملفات التي ورطها فيها قادة الحرس الثوري تماما كما ورطها على مدى اثنتي عشرة سنة في معاناة مع الحصار الدولي بسبب تعنته في ملف المفاوضات مع مجموعة الـ5+1 والتي بفضل الله وحكمة مرشد الثورة السيد خامئني وحنكة الرئيس روحاني استطاعت ان تخرج من هذا النفق!

الآن هناك في المنطقة عدة حرائق اشعلها قادة الحرس الثوري تتطلب من ايران ان تمارس عليها نفس الحكمة التي عالجت من خلالها ملف المفاوضات فهناك ملف حزب الله تلك الشوكة السامة التي غرسها قادة الحرس الثوري الايراني في خاصره الوطن اللبناني… وهناك حرب الطواحين في سورية والتي يشارك فيها الحرث الثوري بشكل اساس حيث تم تدمير الوطن السوري برمته وجعل من اهله بين قتيل ومشرد… وهناك ملف الطائفية والذي ايضا اشعله قادة الحرس الثوري في العراق… وهناك نزيف الدم الذي يجري في اليمن بسبب الحرس الثوري الذي فتح الجرح بجسد الوطن اليمني من خلال المرتزقة الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية اليمنية بتعليمات من قادة الحرس الثوري!

هذه الملفات العربية الساخنة التي اشعل نارها قادة الحرس الثوري في ايران تتطلب معالجة فورية وحكيمة من قبل القيادة الايرانية ان هي ارادت ان يطمئن لها الجانب العربي اذ لا يمكن ان تكون هناك ثقة عند الجانب العربي بالجارة ايران وقادة حرسها الثوري يمارسون لعبة التمرد في الجسد العربي! اما اذا ارادت ايران ان تستمر في عدوانها على العرب فان عليها ان تعلم ان العرب بعد عاصفة الحزم لن يكونوا قبلها ابدا وان صبر ايوب قد نفد.

 

إيران إسلامية ... لكنها عدو

 خالد الدخيل/الحياة

05 نيسان/15

إذا كانت «عاصفة الحزم» موجهة عسكرياً للحوثيين، فإنها سياسياً موجهة لإيران. أي وجود إيراني في الجزيرة العربية، تحت أي غطاء، مرفوض تماماً بلغة المنطق والتاريخ والسياسة، كما بلغة القوة. لم يكن هناك مبرر لهذا الوجود، ولن يكون. لماذا إيران؟ ولماذا الآن؟ منذ الغزو الأميركي للعراق، والتواطؤ الإيراني معه، بدأ سؤال يتسلل إلى التعاطي السياسي والإعلامي مع أحداث المنطقة، ودور إيران فيها. يقول السؤال: هل إيران هي العدو، أم إسرائيل؟ كان السؤال يطلق في وجه أي نقد للتدخلات في المنطقة. بدأ هذا النوع من التناول في بعض أجهزة الإعلام المتعاطفة مع، أو المرتبطة مباشرة بالسياسة الإيرانية، خصوصاً في لبنان. ذهب البعض أبعد من ذلك بتبني نغمة أن هناك من يريد استبدال إسرائيل كعدو بإيران المسلمة. يشترك في هذا التناول بعض الكتاب والسياسيين، قوميين وليبراليين، ورجال دين، وخطباء، في سورية ولبنان أكثر من غيرهما. ثم بدأ هذا التناول يتصاعد بعد الثورة السورية، وتصاعد الدور الإيراني المناهض لهذه الثورة.

حلفاء إيران في الشام هم الذين فرضوا السؤال. يريدون منه القول إنه يجب التغاضي عما تفعله إيران لأنها ترفع شعار «المقاومة والممانعة». لكن ما علاقة «المقاومة» بزرع وتشجيع طائفية مدمرة في العراق وسورية؟ هل سيؤدي هذا إلى تحرير فلسطين؟ ثم ما هي مصلحة إيران وفلسطين والعالم العربي من تفجير الطائفية وتغذيتها؟

ربما أنه حان الوقت للاعتراف فعلاً بوجاهة سؤال حلفاء إيران في الشام إن كانت الدولة الفارسية- الإسلامية هي العدو أم إسرائيل؟ يبعث السؤال فعلاً على شيء من الحيرة. كيف يمكن، وبأي معيار، اعتبار دولة إسلامية عدواً للعرب وهم مادة الإسلام، كما قال الخليفة الراشدي الثاني؟ ولأن الموضوع يتعلق بدول وقيم ومصالح إسلامية، كان لا بد من استذكار آية قرآنية ذات صلة بالموضوع. تقول الآية من سورة التغابن: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم). دلالة هذه الآية بالنسبة الى موضوعنا واضحة، وهي أنه إذا كان من الأولاد والأزواج من يمكن أن يكون عدواً للمرء في إطار علاقة القرابة والنسب، وهي أقوى العلاقات الاجتماعية وأشدها ترابطاً على الإطلاق في التقاء مصالح أطرافها، فإن إمكان حصول العداء بين أطراف تربطهم علاقات أدنى من ذلك يصبح وارداً تماماً. وهذا يتسق مع المنطق. لكن يبقى سؤال: ما هو المعيار الذي على أساسه يمكن الزوج أو الولد أن يكون عدواً للمرء بحسب منطوق الآية؟ ينقل القرطبي في تفسيره لهذه الآية إجابة للقاضي أبو بكر العربي تقول إن: «هذا (أي منطوق الآية) يبين وجه العداوة. فإن العدو لم يكن عدواً لذاته، وإنما كان عدواً بفعله. فإذا فعل الزوج والولد فعل العدو كان عدواً...» (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 18، ص 93). والشاهد هنا واضح. وهو أن العدو إما أن يكون عدواً لذاته وبذاته، وإما أن يكون عدواً بفعله، وإن لم يكن بذاته. وهذه القاعدة تنطبق بحذافيرها على حالتي إيران وإسرائيل، وعلاقة كل منهما بالعرب.

على هذا الأساس، ووفقاً لواقع ما يحدث في المنطقة، فإن إيران هي عدو للعرب ليس بذاتها، وإنما بأفعالها وممارساتها التي هي أفعال وممارسات عدو. أما إسرائيل فهي عدو للعرب لذاتها وبذاتها وبأفعالها. إيران مثلاً هي التي جاءت بأسوأ ما لديها إلى العالم العربي، ولم يذهب هذا العالم إليها بأي شيء، لا من هذا القبيل ولا غيره. وهي في ذلك لم تأتِ بالتنمية، والحوار السياسي، والديموقراطية، ولا لتحرير فلسطين. وإنما جاءت بلغة العنف، والميليشيات، والتدخل السافر في بعض الدول العربية، مستخدمة مبدأ تحالف الأقليات لإثارة النعرات الطائفية، وتشجيع العنف والصدام في هذه الدول. تدخلت في العراق مع الأغلبية ضد الأقلية (على افتراض صحة هذا التوصيف)، وفي سورية مع الأقلية ضد الأغلبية، وفي كليهما تسبب التدخل الإيراني بتفجير أبشع أنواع العنف الطائفي، والقتل على الهوية، وإعادة تأسيس الدولة على أسس طائفية لم تكن معروفة من قبل، لا في العراق، ولا في سورية. هل يمكن في هذه الحال تفادي حقيقة أن مثل هذه السياسات والأفعال تشير إلى أن إيران تتعامل مع العرب بعدوانية لا تخطئها عين؟ وهل يجوز أمام ذلك تمرير بشاعة النموذج الإسرائيلي للتغطية على بشاعة نموذج الفعل الإيراني؟

تعتبر إيران أن العرب أعداء لها سياسياً في العراق والشام، ومذهبياً في طول العالم العربي وعرضه، وذلك انطلاقاً من أن العرب بأغلبيتهم الساحقة من السنّة. ويتضح هذا من ثلاث سمات مترابطة في الدور الإقليمي لإيران. السمة الأولى أنها أول دولة إسلامية في التاريخ تحدد هويتها المذهبية (الشيعية الاثنا عشرية) بنصوص دستورية مكتوبة وملزمة. وهي في هذا تلتقي مع إسرائيل، التي تعتبر البعد الديني، مثل إيران، عنصراً مركزياً في تحديد هويتها. فمثلما أن إيران تعتبر أن المذهب الشيعي ركيزة أساسية لهويتها الأيديولوجية، تعتبر إسرائيل نفسها دولة يهودية، وتضع الاعتراف بهذه الهوية الطائفية شرطاً لأي حل سلمي مع الفلسطينيين والعرب. ثانياً أن إيران هي أول دولة إسلامية تمأسس الطائفية دستورياً، وتجعل منها إطاراً ملزماً للعملية السياسية في الداخل الإيراني، وعلى مستوى الإقليم. ففي الداخل تخضع العملية التشريعية لمادتين حاكمتين في الدستور: المادة 12 تقول بالنص إن «الدين الرسمي لإيران هو الإسلام، والمذهب الجعفري الاثنا عشري...» وإن «هذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد...». يتكامل مع مفاعيل هذه المادة سياسياً وقانونياً نص المادة 72 الذي يمنع مجلس الشورى من «أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة، أو الدستور...». ثم تكتمل الأطر والمحددات المذهبية للعملية السياسية بنص المادة 115 التي تضع من بين شروط من يحق لهم الترشح لرئاسة الجمهورية أن يكون «مؤمناً ومعتقداً بمبادئ الجمهورية الإسلامية، والمذهب الرسمي للدولة». بعبارة أخرى، لا يحق، بحسب هذه المادة، لأي إيراني لا ينتمي للمذهب الاثني عشري، ولا يؤمن بولاية الفقيه، أن يترشح لرئاسة الجمهورية.

طبعاً من حق إيران تحديد هويتها، ورسم معالم عمليتها السياسية على هذا النحو. لكن هذا الحق محصور ضمن حدودها الجغرافية والدستورية، وإيران لا تلتزم بذلك. على العكس، عملت وتعمل على تصدير معادلتها الطائفية إلى جوارها العربي. وهنا تأتي السمة الثالثة، وهي أن إيران أول دولة في المنطقة أدخلت الميليشيا الطائفية كآلية سياسية خارج حدودها، وكرافعة لدورها الإقليمي، تتبناها بشكل رسمي مباشر ومعلن، تدريباً وتمويلاً وتسليحاً. بل إن جميع حلفاء إيران في العالم العربي ينتمون الى المذهب الذي تشير إليه المادة 12 المذكورة. واللافت حقاً أن كل الميليشيات التي تتبناها إيران هي حصرياً من الشيعة العرب، وفي بلدان عربية. لا تقبل إيران بفكرة وجود ميليشيات على أراضيها، ولا أن ينخرط مواطنوها في هذه الميليشيات. لماذا تتمسك إيران بمثل هذه السياسة؟ ربما أن الإجابة هي ما قاله العام الماضي الشيخ صبحي الطفيلي أول أمين عام لـ «حزب الله» اللبناني على فضائية lbc من أن «الشيعة العرب هم وقود الطموحات الإمبراطورية لإيران». مهما يكن، فإن تميز الدور الإيراني بهذه السمات، وإصرار إيران على تصدير معادلتها الطائفية، وعلى فرض آلية الميليشيات الإرهابية عمل عدواني عارٍ من أي مشروعية قانونية، أو مراعاة لمصالح الجوار.

لكن هناك درساً بليغاً نستخلصه من معيار أبي بكر العربي وتطبيقه على الحالين الإيرانية والإسرائيلية، وهو أن كون إسرائيل دولة عدوة بذاتها وليس فقط بفعلها، شكل سياجاً نفسياً وسياسياً صلباً أمام إمكان تغلغلها في النسيج الثقافي والسياسي العربي. لا تزال إسرائيل وستبقى مرفوضة في الوجدان الشعبي العربي. على الناحية الأخرى، فإن كون إيران دولة إسلامية سهّل لها التدخل في البلدان العربية، وتمرير مفاهيم وسياسات مدمرة نشاهدها في العراق وسورية ولبنان. وللتذكير، فإن هذا الدور بدأ قبل الربيع العربي بسنوات، واستمر وتصاعد بعد الربيع. لم تأتِ إيران إلى العالم العربي من باب الجيرة، والانتماء الإسلامي، والتنافس، وحق الدور الإقليمي ومشروعيته. بل جاءت من أبواب أخرى، تهدم معطيات الجيرة، وتشكك في دلالة الانتماء الإسلامي، وتقدم الدم والهدم على البناء والتنافس. وحقيقة الأمر وجليته، أن إيران لم تأتِ إلى العالم العربي، وإنما تدخلت فيه عنوة، من الأمام، ومن الخلف، وفي السر والعلن، بالوعود أحياناً، وبالكذب والتهديد أحياناً أخرى، وبالعنف والاغتيالات والقتل والطائفية والميليشيات أحياناً ثالثة. وليست هناك أفعال أكثر عدوانية من هذه، تهدد الدول في استقرارها، والمجتمعات في تماسك نسيجها الاجتماعي والسياسي. وحيث أن إيران هي من بادر إلى هذه الأفعال والسياسات، فإن وضع حد لها ولمفاعيلها المدمرة يبدأ من طهران، وإن كان لا ينتهي هناك. عدوانية إيران لا تعفي الدول العربية من مسؤوليتها التي سمحت لمثل تلك السياسات بالتسرب إلى مجتمعاتها. وأول وأوجب ما ينبغي أن تفعله هذه الدول هو الابتعاد من مجاراة إيران في لعب الورقة الطائفية، بل سحب وتحييد هذه الورقة تماماً. مأزقنا الحالي أن إيران تملك مشروعاً طائفياً، والدول العربية لا تملك مشروعاً يعرّي المشروع الإيراني وينسفه من أساسه. ومن هذه الزاوية تبدو عدوانية إيران واضحة، والتخاذل العربي لا يقل وضوحاً. وهذا يحتاج قولاً وتفصيلاً آخر.

 أكاديمي وكاتب سعودي

 

الاتفاق النووي سيغير المنطقة.. لكن

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/05 نيسان/15

صار حقيقة، وأمرا واقعا علينا التعامل معه. وحتى قبل أن تظهر علينا تفاصيل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، نعرف أننا مقبلون على تغيير تاريخي مهم، السؤال: في أي اتجاه سيأخذ إيران ويأخذنا معه؟

وستأخذ مني قراءة الحدث وتحليله، وقتا وبضع مقالات، لأنه يمس زوايا متعددة، يصعب إيجازها. هناك تبعاته على إيران نفسها من الداخل، وعلى المنطقة مثل البحرين والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وتوازنه مع القوى الإقليمية كالسعودية ومصر، واحتمالات أن يشعل سباق تسلح تقليدي أكبر، وربما نووي، وقياس تأثيراته على العلاقة العربية مع الغرب، وما إذا كان سيزيد غليان الصراع الطائفي.

بلا شك، ندرك أننا أمام تغيير دراماتيكي، وباب القفص، الذي كانت مسجونة فيه إيران دوليا، على وشك أن يفتح. إنما لا نستطيع أن نجزم في أي اتجاه ستسير إيران الطليقة ونحن الذين كنا نشتكي منها عندما كانت مقيدة!

طبعا، من الخطأ بناء السياسات فقط على الافتراضات وتحليلها كحقائق ثابتة؛ فالاتفاق قد يكون انتصارا للنظام على منافسيه في الداخل والخارج، وقد يتضح لنا أنه وثيقة استسلام. فإن كان ثمن تجميد مشروع إيران النووي هو رفع العقوبات وإطلاق يدها لتتحول قوة إقليمية كبرى، فنحن مقبلون على أزمات أخطر، وعهد ملطخ بالمزيد من الدماء. أما إن كان الاتفاق مقابل تجميد إيران نشاطها النووي العسكري، محصورا فقط في رفع العقوبات الغربية الاقتصادية عنها وإنهاء الخصومة السياسية ضدها فإنه تقدم إيجابي، معناه أن إيران رفعت أخيرا المنديل الأبيض، وستتحول كبقية دول المنطقة، مثل مصر والسعودية، دولة مسالمة تدافع فقط عن حدودها. الفارق بين القراءتين هائل جدا، وأكثر من تحدثت معهم يميلون لتصديق السيناريو الأول، أي أن إيران قبلت بالتخلي عن مشروعها العسكري النووي مقابل رفع القيود على تسلحها ونشاطها العسكري التقليدي. وهذا الجزء هو الذي يقلق الدول العربية. أما إسرائيل فإنها تخشى من الجانب النووي. وهي ترى أن الاتفاق سيحرم إيران من بناء قنبلتها النووية لكنه لا يمنعها أن تبقى «مؤهلة» للتسلّح النووي مستقبلا، فالاتفاق يسمح لها بالتخصيب والاحتفاظ بكل سلسلة الإنتاج النووي. ستبقى لديها المعرفة وأدوات التخصيب لكنها ستوضع تحت الرقابة حتى لا تنتج سلاحا نوويا. إسرائيل تريد منع إيران وليس فقط فرض الرقابة عليها.

الأرجح أن رضوخ إيران نوويا لمطالب الغرب سيطلق رغباتها الخارجية المحبوسة، وحتى نفهم معنى ذلك يمكنني مقارنته بنفس سياسة حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما حيال جرائم النظام السوري. فهي اعترضت على استخدامه الغاز والسلاح الكيماوي، لكنها لم تبال حيال قتله ربع مليون إنسان بالبراميل المتفجرة والمدافع والدبابات. الآن، إيران خارج المعتقل الدولي، ستستطيع شراء السلاح المتطور، وبناء قدرات نفطية متقدمة، والمتاجرة بالدولار، وفي مرحلة لاحقة قد تكون حليفة للغرب جزئيا وربما كليا، كما يحدث في التعاون بينهما في العراق وأفغانستان.

هذا التغيير الدراماتيكي كله ربما يفتح شهية نظام إيران، التي لا تحتاج إلى قنبلة نووية للهيمنة على مناطق حيوية واسعة. والنظام يعيش عقدة الدولة الكبرى الإقليمية وقد ينوي المزيد من المغامرات.

ربما يعزز نفوذه خارجيا لكن ليس بالضرورة سيخدمه الاتفاق داخليا. نظام آية الله ضعف مع الوقت، حيث خبت الشعلة الدينية، وزاد نفوذ الأمن المتمثل في الحرس الثوري على حساب رجال الدين. والاتفاق يشترط الانفتاح الذي ليس النظام مستعدا له، وقد يواجه ما حدث للاتحاد السوفياتي بعد اتفاقات تخفيض الترسانة النووية والانفتاح على الغرب، وتسبب سريعا في انهيار نظام الدولة العظمى. الاحتمال الآخر أن يخدم الاتفاق النظام، الذي ضعفت بنيته بسبب حصار الثلاثين عاما، والذي أُرهق سياسيا، فيعطيه التوقيع والانفتاح قبلة الحياة. والأرجح أن الاتفاق سيغير إيران ببطء، مثل النموذج الصيني، حيث بقي الهيكل الشيوعي يحكم البلاد من دون الشيوعية.