المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 08 نيسان/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 07  و 08 نيسان/15  

عرسال "متروكة".. وليست "مخطوفة"/عبد الله الحجيري/08 نيسان/15  

ايران اولاً: الجوع قبل الايديولوجيا/علي الأمين/07 نيسان/15

ما الانجازات الحقيقية للصفقة النووية مع إيران/بيتر بينارت/08 نيسان/15

التحالف يتهم إيران وحزب الله بمحاولة هدم اليمن/الحياة/08 نيسان/15  

تأثير الاتفاق مع إيران على سعر النفط/رندة تقي الدين/08 نيسان/15

اليمن - لبنان: بين تعريب وتفريس/عبد الوهاب بدرخان/08 نيسان/15  

تواضعوا" وتمهّلوا!!/نبيل بومنصف/8 نيسان 2015

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي  و07-08 نيسان/15  

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 7/4/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 7 نيسان 2015

ملك اسبانيا وصل الى بيروت للقاء المسؤولين وتفقد كتبية بلاده ويزور سلام مساء

بري استقبل بو صعب والسفير السعودي ووفد الصداقة البرلمانية الاردني

سلام استقبل ملك اسبانيا واولم تكريما له واشاد بجهود الوحدة الاسبانية في اليونيفيل

سلام استقبل وفد الصداقة اللبنانية الاردنية واكد له وقوف الاردن الى جانب لبنان وجيشه في محاربة الارهاب

جعجع: من يغيب عن الجلسات يمنع انتخاب رئيس والجمهورية القوية باستعادة كل صلاحياتها

الجيش: اغارة نوعية وخاطفة على مجموعات ارهابية فجرا في جرود رأس بعلبك

طيران حربي سوري حلق فوق جرود عرسال ورأس بعلبك الحدودية

سلام عرض وجريج الأوضاع العامة وشؤونا إعلامية

كتلة المستقبل: لايجاد خطوط بحرية لتصريف الانتاج الزراعي ولاقتران الاتفاق النووي مع تغيير ايران لسياساتها في المنطقة

فتفت : نصر الله تخلى عن عروبته ليندمج في المشروع الفارسي

سعيد من معراب : نظام عربي جديد يبنى وعلينا ان نكون جزءا منه

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: نريد أن نصل إلى الميثاق في المواقع السلطوية وفي السلطات الدستورية عامة

فتحعلي مكرما من "تجمع العلماء": نأمل انتخاب رئيس قريبا بما يحقق للبنان الإستقرار والأمن

وفد من "الاحرار" وطلاب طرابلس زاروا ريفي وعرضوا التحضيرات لاحتفال الحزب في طرابلس بذكرى الحرب الاهلية

جنبلاط للأنباء:  خطورة كبرى في ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان

الكتائب تابع قضية السائقين عند معبر نصيب: لإدراج الانتخابات الرئاسية كبند ملح لا يحتمل التأجيل

قهوجي ناقش ومقبل العملية النوعية للجيش في رأس بعلبك والتقى قائد القيادة الوسطى الأميركية

حبيش: لا احد يراهن ان تبقى الحكومة ماشية والبلد ماشي بدون رئيس

حوري: نخشى أن يؤثر هجوم نصرالله على السعودية على مصالح اللبنانيين

الخازن: لا لقاء قريبا بين عون وجعجع

شهر ونصف الشهر قبل احياء الذكرى الأولى لـ"الشغور" الرئاسي

الراعي تلقى اتصالا من سليمان وواصل تقبل التهاني بعيد الفصح

الراعي واصل استقبال المهنئين بالاعياد في الصرح البطريركي

اليازجي وإفرام الثاني ولحام:المشرق من صلب هويتنا وصون خميره المسيحي محك صدقية العالم

افرام الثاني في رسالة الفصح: نأمل ان تتزامن مع قيامة المسيح قيامة المسيحيين والمسلمين

لماذا نقل "تلفزيون لبنان" مقابلة نصرالله مع الاخبارية السورية؟

السفير السوري من الرابية: هناك مراجعة في السياسة الأميركية تجاه سوريا

كنعان بعد اجتماع فرعية اللجان: نتمنى أن يصدر المعنيون صيغة مشتركة لمكافحة تبييض الاموال فنقرها الثلاثاء

لقاء الهوية والسيادة: لاعتماد الحياد الكامل في لبنان

رؤساء مجالس إدارة المحطات التلفزيونية ال8 سلموا ريفي دراسة قانونية تنص على حقوق محطاتها

زخور: البديل عن معبر النصيب هو النقل البحري بالعبارات الى أحد المرافئ المصرية على المتوسط

أهالي شهداء الجيش في معركة عبرا: نرفض التسويات ونطالب بإحالة الملف على المجلس العدلي

الحوت: لا مؤشرات دولية على قرب انتخاب الرئيس

حبيب افرام: هناك حياء في التصدي وكأن المسيحية تهمة خطيرة

نقابة مالكي العقارات : القانون يحمي الفقراء ويمدد إقامتهم 12 عاما في المأجور

جريج: سأتولى معالجة بث مقابلة نصر الله على تلفزيون لبنان لكن ليس عبر الاعلام

لجنة شبيبة عودة المسيحيين لشرفاء بريح عرضت مع المعنيين مسألة الكنائس المهدمة والاموال لبنائها

اوباما:اعتراف ايران بإسرائيل لا يدخل في اطار إتفاق حول النووي

روحاني خلال مؤتمر مع اردوغان: لانهاء الحرب في المنطقة للتمكن من مواجهة الإرهاب

بلير حذر من اخطار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي

الجمهوري راند بول أعلن ترشحه للرئاسة الاميركية

مبعوث الامم المتحدة أعلن استعداد القبارصة لاستئناف مباحثات السلام

الصحة العالمية: أكثر من 540 قتيلا و1700 جريح في اليمن منذ 19 آذار

روحاني خلال مؤتمر مع اردوغان: لانهاء الحرب في المنطقة للتمكن من مواجهة الإرهاب

علي الخامنئي بعد لقائه أردوغان: الحل في اليمن عبر وقف التدخل الخارجي

اتهام النظام السوري بـ «نشر الفوضى والدمار» في إدلب

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا21/من15حتى25/يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِرْعَ حُمْلانِي

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي03/01حتى13/إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض، فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله.

*بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد علي مقلد/مقدمة للياس بجاني

*اضغط هنا لدخول صفحة المثابلة على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد علي مقلد/مقدمة للياس بجاني/07 نيسان/15

*بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد علي مقلد/مقدمة للياس بجاني/07 نيسان/15

*أهم عناوين المقابلة

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 7 نيسان 2015

*الجيش اللبناني: اغارة نوعية وخاطفة على مجموعات ارهابية فجرا في جرود رأس بعلبك

*سلام استقبل ملك اسبانيا واولم تكريما له واشاد بجهود الوحدة الاسبانية في اليونيفيل

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 7/4/2015

*فتفت : نصر الله تخلى عن عروبته ليندمج في المشروع الفارسي

*الراعي واصل استقبال المهنئين بالاعياد في الصرح البطريركي

*جعجع: من يغيب عن الجلسات يمنع انتخاب رئيس والجمهورية القوية باستعادة كل صلاحياتها

*الكتائب تابع قضية السائقين عند معبر نصيب: لإدراج الانتخابات الرئاسية كبند ملح لا يحتمل التأجيل

*قهوجي ناقش ومقبل العملية النوعية للجيش في رأس بعلبك والتقى قائد القيادة الوسطى الأميركية

*كتلة المستقبل: لايجاد خطوط بحرية لتصريف الانتاج الزراعي ولاقتران الاتفاق النووي مع تغيير ايران لسياساتها في المنطقة

*سلام استقبل وفد الصداقة اللبنانية الاردنية واكد له وقوف الاردن الى جانب لبنان وجيشه في محاربة الارهاب

*الراعي تلقى اتصالا من سليمان وواصل تقبل التهاني بعيد الفصح

*الجيش : اغارة نوعية وخاطفة على مجموعات ارهابية فجرا في جرود رأس بعلبك

*جنبلاط للأنباء: خطورة كبرى في ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان

*أهالي شهداء الجيش في معركة عبرا: نرفض التسويات ونطالب بإحالة الملف على المجلس العدلي

*لقاء الهوية والسيادة: لاعتماد الحياد الكامل في لبنان

*السفير السوري من الرابية: هناك مراجعة في السياسة الأميركية تجاه سوريا

*الحوت: لا مؤشرات دولية على قرب انتخاب الرئيس

*فارس سعيد من معراب : نظام عربي جديد يبنى وعلينا ان نكون جزءا منه

*عمار حوري: نخشى أن يؤثر هجوم نصرالله على السعودية على مصالح اللبنانيين

*لماذا نقل "تلفزيون لبنان" مقابلة نصرالله مع الاخبارية السورية؟

*جريصاتي بعد اجتماع التكتل: نريد أن نصل إلى الميثاق في المواقع السلطوية وفي السلطات الدستورية عامة

*لجنة شبيبة عودة المسيحيين لشرفاء بريح عرضت مع المعنيين مسألة الكنائس المهدمة والاموال لبنائها

*موفد ايراني "نووي" في بيروت ومواقف نصرالله تستنفر السعودية

"*14 اذار" ترفض جدول الـ33 بندا لعدم مطابقته "تشريع الضرورة"

*عملية نوعية استباقيـة للجيش فــي عمق جبهــة رأس بعلبك

*الصحة العالمية: أكثر من 540 قتيلا و1700 جريح في اليمن منذ 19 آذار

*النائب انطوان سعد: لا رئيس جمهورية في المدى المنظور قـرار دولـي بالحفـاظ علـى الهــدوء

*الدكتور شفيق المصري رفع العقوبات الدولية عن طهران يسمح لها بأي تبادل تجاري" يمكّن لبنان من الموافقة على هبات الاسلحة الايرانية

*الدكتور غازي وزني "المرحلة المقبلة سـتشهد انفتاحاً اقتصادياً على إيران" وعلى لبنان الاستعداد وتجاوز العقبات السياسية

*"ديلي تلغراف": حقائق مخيفة عن "طائفة الأسد"

*النائب حكمت: القضية هي المشاركة في السلطة.. ورئيس بالفعل لا بالاسمLنتطلع الى تفهــم بكركــي لقلقنا والرأي العـــام سيحاسبنا

*غارديان": سنة العراق يغيّرون أسماءهم

*عرسال "متروكة".. وليست "مخطوفة" – عبد الله الحجيري

*تأثير الاتفاق مع إيران على سعر النفط/ رندة تقي الدين/الحياة

*ايران اولاً: الجوع قبل الايديولوجيا/علي الأمين/البلد

*ما الانجازات الحقيقية للصفقة النووية مع إيران؟/بيتر بينارت/السياسة

*تواضعوا" وتمهّلوا!!/نبيل بومنصف/النهار

*كأس السم!

*التحالف يتهم إيران و«حزب الله» بمحاولة هدم اليمن

*اليمن - لبنان: بين تعريب وتفريس/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*اتهام النظام السوري بـ «نشر الفوضى والدمار» في إدلب

*نص مقابلة السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا21/من15حتى25/يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِرْعَ حُمْلانِي

"بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!».قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي! أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد». قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!». وَٱلتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ. فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: «يَا رَبّ، وهذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ؟ أَنْتَ، ٱتْبَعْنِي!». وشَاعَتْ بَيْنَ الإِخْوَةِ هذِهِ الكَلِمَة، وهِيَ أَنَّ ذلِكَ التِّلْمِيذَ لا يَمُوت. لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ لا يَمُوت، بَلْ: إِنْ شِئْتُ أَنْ يَبْقَى حَتَّى أَجِيء، فَمَاذَا لَكَ. هذَا التِّلْمِيذُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى هذِهِ الأُمُور، وهُوَ الَّذي دَوَّنَهَا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقّ. وصَنَعَ يَسُوعُ أُمُورًا أُخْرَى كَثِيْرَة، لَوْ كُتِبَتْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، لَمَا أَظُنُّ أَنَّ العَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُهَا أَسْفَارًا مَكْتُوبَة".

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل قولسّي03/01حتى13/إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض، فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله.

"يا إخوَتِي، إِنْ كُنْتُم قَدْ قُمْتُم مَعَ المَسِيح، فَٱطْلُبُوا مَا هُوَ فَوق، حَيْثُ المَسِيحُ جَالِسٌ إِلى يَمِينِ الله. إِهْتَمُّوا بِمَا هُوَ فَوق، لا بِمَا هُوَ عَلى الأَرْض، فإِنَّكُم قَدْ مُتُّم، وحَيَاتُكُم مُسْتَتِرَةٌ معَ المَسِيحِ في الله. وعِنْدَمَا يَظْهَرُ المَسِيح، الَّذي هُوَ حَياتُنَا، فأَنْتُم أَيْضًا سَتَظْهَرُونَ مَعَهُ في المَجْد.

فأَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَكُمُ الأَرْضِيَّةَ السَّالِكَةَ في الفُجُور، والنَّجَاسَة، والأَهْوَاء، والشَّهْوَةِ الخَبِيثَة، والجَشَعِ الَّذي هُوَ عِبَادَةُ أَوْثَان، فَبِهَا يَنْصَبُّ غَضَبُ اللهِ على أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم أَنتُم أَيْضًا قَدْ سَلَكْتُم مِنْ قَبْلُ، يَومَ كُنْتُم تَعِيشُونَ فِيهَا. أَمَّا الآنَ فٱنْبِذُوا أَنْتُم أَيْضًا تِلْكَ الأُمُورَ كُلَّهَا: أَلغَضَب، والسُّخْط، والسُّوء، والتَّجْدِيف، والكَلامَ البَذِيءَ مِن أَفْوَاهِكُم. لا تَكْذِبُوا بَعضُكُم على بَعْض، لأَنَّكُم خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ العَتِيقَ وأَعْمَالَهُ، ولَبِسْتُمُ الإِنْسَانَ الجَديدَ الَّذي يتَجَدَّدُ لِيَبْلُغَ إِلى تَمَامِ المَعْرِفَةِ على صُورَةِ خَالِقِهِ. فلا يُونَانِيٌّ بَعْدُ ولا يَهُودِيّ، لا خِتَانَةٌ ولا عَدَمَ خِتَانَة، لا أَعْجَمِيٌّ ولا إِسْكُوتِيّ، لا عَبْدٌ ولا حُرّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ الكُلُّ وفي الكُلّ."

 

بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد علي مقلد/مقدمة للياس بجاني

اضغط هنا لدخول صفحة المثابلة على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد علي مقلد/مقدمة للياس بجاني/07 نيسان/15

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد علي مقلد/مقدمة للياس بجاني/07 نيسان/15

 

أهم عناوين المقابلة

قراءة في الاتفاق الإيراني الغربي/معايير حزب الله وإيران الدينية بما يتعلق بالربح والخسارة التي لا تمت للعلم والمنطق بصلة/منطق حزب الله لا يقيم وزناً للرأي العام/الدول والأنظمة المستبدة/أضواء على كتاب علامات الظهور الذي يتكلم عن مفاهيم ولاية الفقية للمهدي المنتظر ولمعركة وظهور المهدي في السعودية/الوضع اللبناني/نظام انتخابات لبنان على خلفية قور الرئيس بري "ققص ورق ولصق ناس"/وراثة الحكم والسلطة في لبنان/مصلحة ومشروع إيران وليس لبنان وراء تدخل حزب الله في سوريا/تناقض مواقف اعلام الممانعة في ما يخص الخسائر المدنية في حربي سوريا واليمن/متفرقات لبنانية وسورية وإيرانية

نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 7 نيسان 2015

الثلاثاء 07 نيسان 2015

النهار

يعمل نائب متني في تكتل نيابي واسع على حماية بعض المتورّطين في شُبُهات عقارية.

تبادل أعضاء بلديون التّهم بسرقة نحو مليون دولار أميركي من صندوق البلدية ولم تتحرّك الجهات المعنية بعد.

قال الرئيس حسين الحسيني إن الطبقة السياسية تُثبت كل مرة أن بينها وبين الشعب هوّة ولا سيما في الانتخابات الرئاسية.

توصّل الحوار بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على شكل الجمهورية ولم يتمّ الاتفاق بعد على مواصفات رئيسها...

قال مرشّح محتمَل للرئاسة إن الرئيس القوي هو مَن لا يستخدم العنف لأن العنف هو نقيض القوة.

السفير

عممت مؤسسات معينة على العاملين فيها وجوب عدم الإدلاء بأي موقف مناهض لدول الخليج وبوقف الإطلالات التلفزيونية والكتابات الصحافية تحت طائلة إنهاء خدمة المخالفين!

فشلت كل محاولات ضم مرجع حكومي شمالي سابق إلى لقاء سياسي وسطي مزمع إطلاقه قريبا، لكنه وعد "المرشد" بدراسة مشاركة شخصيتَين محسوبتَين عليه في اللقاء المذكور.

حظيت مناسبة اجتماعية استضافها تنظيم إسلامي وسطي في مقره جمعت قيادات من "8 و14 آذار" باهتمام أوساط إسلامية.

المستقبل

يقال

إن مسؤولين رسميين استفسروا أمس عن أسباب نقل تلفزيون لبنان الرسمي حواراً مباشراً للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله منقولاً عن "الإخبارية السورية".

اللواء

يُؤكّد زوّار مرجعية روحية أن في حوزته اسمين أو ثلاثة فقط من المرشحين الجدّيين للرئاسة الأولى.

يشكو نائب قيادي في حزب بارز من أداء حزبه، بسبب الملابسات الإقليمية وصعوبة اتخاذ مواقف "حازمة وحاسمة" على حدّ تعبيره!

لم تعطِ قيادة حزشب بارز موقفاً من مسألة تعيينات خلافية، لا سيما في ما خصّ الحفاظ على "العلاقة الجيدة" مع مسؤول كبير؟

الجمهورية

إستبعد نائب في 8 آذار أن يتحرّك الملف الرئاسي من الباب الإقليمي، إلّا في حال وافقت 14 آذار على انتخاب النائب ميشال عون.

قال وزير وسطي إن تطوّرات المنطقة ستساهم بمزيد من الإستقرار في لبنان.

نوَّه وزير في تكتل يتولّى حقيبة تهتم بالتواصل مع الخارج بالتعاون والتنسيق بينه وبين مرجع حكومي.

قال نائب أمام زواره إن موقفه من الأحداث الخارجية معروف، وإنه لن يؤثر على تموضعه الداخلي، والكلام عن إستياء من مواقفه غير مُبرر.

إعتبرت أوساط ديبلوماسية أن مَن يتعاون في النووي لا بد أن يتعاون في الملفات الأخرى.

البناء

ردّاً على ما يقوله مؤيدو السعودية في لبنان لتسويغ مواقفهم المتماهية مع عدوانها على اليمن، وقولهم إنّ للمملكة أيادي بيضاء في مساعدة لبنان في مراحل عدّة، لا سيما في إعادة إعمار ما هدمه العدوان الصهيوني عام 2006، ذكّر مسؤول برلماني سابق بواقعة اعتراف رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، أمام الهيئة العامة للمجلس النيابي، بأنه تصرّف بالأموال السعودية لتغطية عجز الموازنة العامة، وليس لإعادة الإعمار!؟

 

الجيش اللبناني: اغارة نوعية وخاطفة على مجموعات ارهابية فجرا في جرود رأس بعلبك

الثلاثاء 07 نيسان 2015/وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:

"إثر توافر معلومات عن قيام مجموعات إرهابية بتحضيرات قتالية ولوجستية على جبل المخيرمة والمرتفع 1564 في أعالي جرود رأس بعلبك، نفذت قوة من الجيش فجر اليوم، عملية إغارة نوعية وخاطفة ضد المجموعات المذكورة، حيث اشتبكت معها بمختلف أنواع الأسلحة، وأوقعت في صفوف الارهابيين 3 قتلى و4 جرحى، وكبدتهم خسائر جسيمة في الأسلحة والعتاد بينها تدمير مدفعين وعدد من الرشاشات الثقيلة والآليات. وقد عادت قوى الجيش الى مراكزها من دون تسجيل أي إصابات في صفوفها. وتأتي هذه العملية في إطار العمليات العسكرية الوقائية التي تنفذها وحدات الجيش للقضاء على تجمعات الإرهابيين، ومنعهم من التسلل لاستهداف مراكز الجيش والاعتداء على المواطنين".

 

سلام استقبل ملك اسبانيا واولم تكريما له واشاد بجهود الوحدة الاسبانية في اليونيفيل

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي ملك اسبانيا فيليبي السادس، في حضور أعضاء الوفد الاسباني المرافق. وجرى خلال اللقاء عرض للقضايا العامة التي تهم الجمهورية اللبنانية ومملكة اسبانيا، والعلاقات بين البلدين. وأبدى سلام حرصه على تعزيز هذه العلاقات بكل أوجهها، موجها الشكر الى إسبانيا على مشاركتها في قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل". وأشاد ب"الجهود التي تبذلها الوحدة الاسبانية، وبنجاحها في إقامة أفضل العلاقات مع المواطنين اللبنانيين الجنوبيين في منطقة عملها". وقدم الى الملك فيليبي، باسم الشعب اللبناني، تعازيه بالعريف فرانسيسكو خافيير سوريا الذي قتل بقصف اسرائيلي في جنوب لبنان. وبمناسبة الزيارة، أقام سلام للضيف الإسباني مأدبة عشاء في جناحه الخاص في السراي الكبير.

 

 مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلثاء في 7/4/2015

الثلاثاء 07 نيسان 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لأن "تلفزيون لبنان" لكل لبنان كان النقل المباشر من المحكمة الدولية لشهادة الرئيس فؤاد السنيورة على مدى اربعة ايام متتالية.

ولان "تلفزيون لبنان" عربي الانتماء كان النقل المباشر على مدى ثلاثة ايام للتعازي بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من الرياض ومن وسط بيروت.

ولان "تلفزيون لبنان" لكل الاطياف اللبنانية كان النقل المباشر دوما لكل الزعماء والقيادات في لبنان.

ولان "تلفزيون لبنان" يتبنى ويلتزم ويعمل بتوجيهات الدولة فإنه يترجم المواقف الرسمية من الاحداث في المنطقة.

ولان "تلفزيون لبنان" كذلك فإنه لم يترك اي فرصة إلا وشكر المملكة العربية السعودية على مساهماتها في دعم لبنان وجيشه ومناطقه وشعبه كما شكر كل دولة قدمت العون للبنان.

ولان "تلفزيون لبنان" ينقل مباشرة مواقف القيادات اللبنانية في سياق مهني- موضوعي ودقيق يهمه ان يوضح ان النقل المباشر لمقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الليل الفائت جاء على غرار ما يقوم به من نقل لكل مواقف الزعماء والقيادات المسؤولين هم عن مواقفهم وليس التلفزيون القائم بالنقل.

والنقل المباشر الذي تم للمقابلة اتى عن طريق تلفزيون "المنار" وليس مباشرة عن طريق الاخبارية السورية وقد اوضحنا ذلك لوزير الاعلام الاستاذ رمزي جريج وبلغنا انه لم يتم من قبلنا اي اتصال مع اي جهة سياسية او اعلامية سورية واكدنا ان "تلفزيون لبنان" يلتزم بسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن الحرب الدائرة في سوريا وبالتالي عدم التعاطي مع النظام السوري.

بناء على كل ذلك فان "تلفزيون لبنان" يعمل مهنيا وسياسيا ووطنيا بالتوجه العائد للحكومة ورئيسها ووزير الاعلام الذي اجاب على سؤال حول ما حصل.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

مع استمرار الضربات الجوية لعاصفة الحزم مستهدفة مواقع الحوثيين في اليمن، وفي عز الخلاف في وجهات النظر بين تركيا وايران في مقاربة ملفي اليمن وسوريا كانت لافتة اليوم المحادثات في طهران بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ومرشد الثورة الايرانية علي خامتئي والرئيس الايراني حسن روحاني.

المحادثات الايرانية التركية تأتي بعد يوم واحد من الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف الى انقرة ولقائه بالرئيس التركي.

داخليا عملية نوعية وخاطفة نفذتها وحدات الجيش فجرا ضد مجموعات ارهابية على جبل المخيرمة في اعالي جرود رأس بعلبك، فيما سجل تحرك لاهالي العسكريين المخطوفين بعد المعلومات التي تحدثت عن نقلهم الى محافظة الرقة السورية.

اما في قضية السائقين فقد تم الافراج عن ثلاثة منهم من منطقة عكار من ضمن المحتجزين عند معبر نصيب على الحدود الاردنية - السورية.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إضرب عدوك بك، لا تنتظر ذوبان ثلج فقد بان المرج بادر الى الهجوم بهجوم خاطف لأن وطنيتك ذخيرة فيك، فلا تتأمل وعودا من العاصفة، وإغارة من مستوى الوقاية على إرهاب يستوطن أعالي جرود الوطن خير من مليار سربت في عتمة صفقات وعقود بلا حسيب وبلا رقيب.

أقم الصلاة للأحياء فالذين تحبهم ذهبوا، والذين تحبهم لا يزالون ينتظرون وما بدلوا تبديلا، ولا تنتظر صلاة على نياتك فكل الصلوات محجوزة، وكل طرف يصلي على مواله الخارجي من قداس على نية الأم الحنون إلى صلاة باتجاه أم المكرمات إلى مجالس العزاء وبينها لم نرصد صلاة الغائب لعودة اللبنانيين إلى رشدهم وانتخاب رئيس.

ومن حيث لا ندري إغارة قواتية شنها عدوان، وفي مقابلة خاصة ب"الجديد" أيد الهبة الإيرانية لتسليح الجيش بعد عودة إيران إلى الخريطة الدولية، وزيارة بلينكن لا تقدم ولا تؤخر ويجب ألا نعول على الأميركي، وبعد الاتفاق النووي لا عون ولا جعجع رئيسا ولنذهب إلى رئيس تسوية.

وكما على عدوان سقط الوحي على أردوغان، وفي طهران كان اللقاء بعد قطيعة وتصعيد والحب المستحيل ما عاد عشقا ممنوعا، فإيران اليوم هي غيرها بالأمس، فتحت بابها العالي على فورة اقتصادية وعلى التعاون بين دول الجوار فكانت أنقرة أول السباقين كما أول المنفتحين، وما عادت الجمهورية في نظر نظيرتها الأميركية مصدر تصدير للتهديد، فدول الخليج مهددة من داخلها بحسب باراك أوباما وهذا إقرار بأن لا حياة سياسية ولا شعوب تحاسب والسيف مصلت على رقابها، وهي رسالة قبل قمة كامب ديفيد الأميركية الخليجية للتخفيف من مخاوف الحلفاء ولتذليل العراقيل من أمام توقيع الاتفاق النهائي بعد تمهيد الطريق إلى مقاعد الكونغرس.

وعلى غير جبهة سحب أوباما فتيل التعطيل الإسرائيلي للاتفاق وبلهجة شكلت منعطفا جديدا بقوله لتل أبيب إن الاتفاق لم يشمل اعترافا بوجود إسرائيل وهذا المطلب أشبه بمن يشترط توقيع الاتفاق بتغيير النظام في إيران.

عند الخاصرة الإيرانية وعلى الأرض اليمنية ثمة قيادة عسكرية ميدانية تشكلت عمادها تحالف قبلي وقوامها خمسة وثلاثون ألف مسلح بوشر تسليحهم ما يعني إضافة حرب على حرب وجيش ضد جيش بعدما كان يمنيون ضد الحوثيين، أنصار رئيس مستقيل ضد أنصار رئيس سابق، قبائل تتناحر في ما بينها وفي صلبها تدمير الجيش اليمني في استعارة لسيناريو تدمير الجيش العراقي، وبدلا من أن تكون الحرب على القاعدة أصبحت على جيشين جيش عاصفة الحزم جوا وعلى الأرض الخراب.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

عطلة العيد التي مرت بهدوء سياسيا انتهت بتصعيد من السيد حسن نصرالله عبر هجومه المتجدد على السعودية، هذا التصعيد استدعى تحركا من السفير السعودي باتجاه رئيس مجلس النواب اذ زار السفير العسيري الرئيس بري في عين التينة في زيارة غير معلن عنها مسبقا ولم يدل بعدها بأي تصريح، فهل يتولى بري وساطة ما على هذا الصعيد ام يستمر السيد نصرالله في تصريحاته النارية معرضا العلاقات اللبنانية – السعودية لأقصى الاهتزازات وأسوأ الاحتمالات؟

أمنيا، يواصل الجيش عملياته النوعية ضد المجموعات الارهابية وآخهر عملياته فجر اليوم في أعالي جرود رأس بعلبك حيث توغل داخل منطقة الارهابيين حوالى كيلومترين موقعا في صفوفهم خسائر في الارواح والعتاد ما يعني ان الجيش مستمر في عملياته الامنية الوقائية الهادفة الى استهداف مراكز الارهابيين لشل قدراتهم على القيام بأي عمل هجومي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

انجاز جديد يسجله الجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك، فيثبت انه قادر ومسؤول. عملية وقائية نفذها الجيش وسيطر خلالها على مواقع تلة المخيرمة، اهمية العملية انها تؤكد مضي المؤسسة العسكرية بمهامها الوطنية فتقدم حين تقرر وتثبت معادلة "الامر لي".

اللبنانيون يرتاحون الى تحرك الجيش فالهجوم افضل وسيلة للدفاع عن وطن وشعب، اما شعوب المنطقة فتئن من الحروب الممتدة من ساحة الى ساحة بفعل انتشار التطرف كالوباء.

الشعوب تترقب تسويات تولدها التفاهمات الكبرى كما حال الاتفاق النووي الايراني الغربي.

طهران بدت اكثر ارتياحا في السياسة والاقتصاد فأجرت محادثات ايرانية- تركية تنطلق اساسا من وجوب انهاء الحرب، لكن كيف ومتى؟

تبدو الاسابيع الجارية ساخنة ميدانيا ما بين سوريا واليمن، داعش يلتهم كل المسلحين على الاراضي السورية وعواصم العالم تقتنع تدريجيا بالحقيقة، لكن المصالح السياسية تؤخر توحيد الجهود عسكريا لقتال داعش. ويتوزع الجهد على مساحة المنطقة بين حسابات هنا ورؤية هناك.

حراك اقليمي- دولي في كل اتجاه، اردوغان في طهران، وزير الخارجية الايرانية في باكستان، اجتماع لدول التحالف في الاردن غدا بينما القاعدة تتمدد ما بين السعودية واليمن وتسيطر على مركز حدودي.

حجم التطورات الخارجية ومخاطرها يطغى على كل تفصيل داخلي لبناني وان كان بحجم اقتصاد يتضرر جراء ازمة الحدود السورية- الاردنية، مجلس الوزراء سيبحث القضية غدا اما القضايا السياسية فلا جديد سوى تمسك تكتل التغيير والاصلاح بالتعيين في المراكز العسكرية والامنية اسوة بتعيين امين عام لمجلس الوزراء. التكتل جزم بأن لا تسامح في ملف التعيينات موجها كلامه لوزيري الدفاع والداخلية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

كانت القاعدة الصحافية هي التالية: إذا عض كلب رجلا... ليس خبرا، أما إذا عض رجل كلبا فهذا هو الخبر... أمس كسرت هذه القاعدة لتنقلب إلى مأساة، كلب يعض طفلا حتى الموت ليتحول الخبر إلى حدث... مايكل كاسوحة، إبن السبعة أعوام، راح ضحية كلب من نوع pitbull، وكل التفاصيل في سياق النشرة.

مأساة أخرى لا علاقة لها بالكلاب بل بالوحوش الذين يسممون اللبنانيين، حينا بالبهارات المسرطنة وحينا بالكبيس الموضوعة في براميل يؤدي تحللها إلى امتزاج المواد التي بداخلها والتي هي مسرطنة، بالكبيس المحفوظ في تلك البراميل. وهكذا من المسالخ إلى المسامك الى البهارات الى الكبيس، اصبح اللبناني في خطر، ليس بسبب الحروب التي قد ينجو منها بل بسبب الغذاء الذي يؤدي إما الى السم البطيء وإما إلى السم السريع.

ملف ثالث لا يقل اهمية هو ملف قانون السير، فاللبنانيون بعد اقل من اسبوع على موعد مع بدء تطبيق قانون يتضمن بنودا غير قابلة للتطبيق.

هذا في القضايا "الصغيرة" أما القضايا الكبيرة والاستراتيجية ففي انتظار الموفدين إلى لبنان، فبعد الموفد الاميركي، غدا موفد إيراني.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

رجب طيب أردوغان في طهران، حدث كاف ليخلق علامات استفهام عن مضامين هذه الزيارة بعدما ارتفعت هوة الخلافات بين الجانبين من سوريا الى اليمن، أما دلالاتها فبالغة الاهمية اذ قيست من منظار زيارة احد الاقطاب السنة الاقليميين لطهران في عز الشرخ الخليجي مع ايران، فهل تكون للزيارة انعكاسات سياسية تهدوية في المنطقة او تبقى نتائجها محصورة بالتبادل الاقتصادي بين البلدين بغض النظر عن خلافات السياسة؟

الكل يراقب أي حراك في المنطقة بعد اتفاق الاطار النووي والكل يترقب الانعكاسات، أما لبنان فمشغول بتطورات المحيط ليملأ الوقت الضائع بمواعيد ولقاءات، ودع أمس موفدا اميركيا ليستقبل غدا آخر ايرانيا، وبين ضيف وآخر يتحول أي خبر حدثا يشغل اللبنانيين، فاليوم تذكروا "تلفزيون لبنان" عادت الشاشة الرسمية لتصبح الحدث لا من باب انتاج ضخم ستعرضه ولا من باب انجاز تلفزيوني استثنائي حققته او سبق صحافي رصدته.

اليوم برأي البعض "تلفزيون لبنان" في دائرة الاتهام اما التهمة فخرق سياسة النأي بالنفس بعدما ضبط بالجرم المشهود ينقل مقابلة السيد حسن نصرالله عن الاخبارية السورية الرسمية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بعد اتفاق لوزان، اردوغان في طهران، هل تحمل زيارة الجار الأكثر اختلافا بالسياسة معيارا باكورة التبدلات الكبيرة في مرحلة ما بعد رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية ودخولها النادي النووي بقوة حقوقها؟

التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتخفيض أسعار الغاز جل طموحات أردوغان على شاشات الاعلام، اما حقيقة فحوى المباحثات فالاتفاق على ضرورة اخماد حرائق المنطقة ومكافحة الارهاب ومحاربته ومعالجة وضع اليمن وفتح الطريق امام المساعدات الانسانية والتأكيد على الحوار اليمني- اليمني على ما أعلن الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني.

وفيما كان التركي يبحث والايراني سبل انزال السعودي عن الشجرة اليمنية العالق فوقها، كانت صواريخ العدوان تحكي حال الارباك، الاطفال هدف دائم لطائرات العدوان السعودي الاميركي ومدارسهم بلا حصانات من صواريخها ومن يعود منهم الى أهله يقضي مع أمه وأبيه في غارة جبانة ترتكب تحت جنح الظلام.

انتصار شعب اليمن على العدوان من أوضح الواضحات. هكذا حسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجزم ان هزيمة المعتدين ستحقق فرجا كبيرا في المنطقة.

وأبعد من حدود المنطقة أطلق كيان العدو حملة اعلامية وديبلوماسية ضد الاتفاق النووي منعا لتوقيعه في صيغته النهائية في حزيران يونيو المقبل، حملة طموحها قلب الطاولة على اوباما في الكونغرس فيما أوباما ماض نحو التوقيع مشددا على ثبات التزامه تجاه أمن اسرائيل.

 

فتفت: نصر الله تخلى عن عروبته ليندمج في المشروع الفارسي

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - علق عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ان "من نعم الله انه كان يوجد في سوريا هكذا رئيس عندما جاءت هذه المؤامرة" بالقول: "في دفاعه المستميت عن الرئيس السوري بشار الأسد هناك تقاطع واضح من المصالح الاسرائيلية لأن كل المواقف الاسرائيلية تريد استمرار الأسد في الحكم لانه حمى حدودها لمدة 40 عاما وتريد استمرار الحرب".

وأكد فتفت في حديث الى تلفزيون المستقبل أن "السيد نصر الله لم يعد مهتم لا بالقضية الفلسطينية بشكل جدي ولا بالقضية العربية نهائيا فهو تخلى عن عروبته ليندمج في المشروع الفارسي. المهم في ما ذكره نصر الله انه تجاهل العروبة تجاهلاً كاملا. لم يتكلم عن العرب فهو نسي كليا ان هناك مشروعا عربيا حتى في كلامه عن الصراع مع الصهاينة. قال انه صراع بين المسلمين والصهاينة وهذا ليس كلاما دقيقا فالصراع الحقيقي هو بين العرب مسلمين ومسيحيين والحركة الصهيونية اليهودية".

أضاف: "اما بالنسبة لما يفعله في سوريا فهو يؤكد انه اصبح فعلا نوعا ما من مرشد للدور الايراني في المنطقة يتحدث عن تاريخ الثورة السورية بتزوير كبير يتجاهل كل الفترة السلمية من الثورة السورية في المرحلة الاولى ويتجاهل ان اول من استعمل السلاح هو الرئيس الأسد ويتجاهل ان الاسد كلف سوريا حتى الآن عشرات بل مئات المليارات، أكثر من 250 الف شهيد ومئات آلاف الجرحى، الدمار هائل، وكل ذلك يقول انه نعمة".

وعن دفاع السيد نصر الله عن الملف النووي الايراني، شدد على أن "نصر الله يحاول ان يعمم هذا الاتفاق بمعنى انه اصبح يمدح الاميركي في هذا المجال متناسيا ان في هذا الاتفاق تنازلا كبيرا عن السيادة الايرانية"، سائلاً: "ماذا لو اي بلد عربي آخر قام باتفاق مماثل لكان خونه". وختم النائب فتفت: "الغريب ان الوضع في اليمن مشابه كثيرا في بعض الاحيان بالوضع في سوريا كيف يسمح لنفسه ان يتدخل هو وايران في سوريا ويقتل الشعب السوري ثم يتحدث عن الديمقراطية في اليمن. اعتقد ان التناقضات اصبحت كبيرة جدا لم يعد هناك قيمة لما يقوله السيد حسن نصر الله".

 

الراعي واصل استقبال المهنئين بالاعياد في الصرح البطريركي

الثلاثاء 07 نيسان 2015/وطنية - واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، استقبال المهنئين بالأعياد في الصرح البطريركي في بكركي، فاستقبل الممثلة الشخصية للامين العام للامم المتحدة سيغريد كاغ، النائب غسان مخيبر، الوزيران السابقان شكيب قرطباوي ودميانوس قطار، أمين سر حركة "أمل" الشيخ حسن المصري، وفد من مسؤولي كشافة لبنان، وفد من إدارة مستشفى الجعيتاوي، وفاعليات عسكرية واجتماعية وطالبية وفود شعبية من مختلف المناطق.

 

 جعجع: من يغيب عن الجلسات يمنع انتخاب رئيس والجمهورية القوية باستعادة كل صلاحياتها

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقابلة عبر قناة France 24 ضمن برنامج "حوار مع "France 24، تبث مساء اليوم، انه غير متخوف على "الوجود المسيحي في الشرق لأن ما يحصل ليس عملية ممنهجة المقصود بها المسيحيين تحديدا، بل هي تطورات تاريخية تحصل وللأسف بأثمان باهظة جدا انسانيا، اجتماعيا وماديا، ومن هذا المنطلق أعتقد أن مصير مسيحيي الشرق سيكون من مصير مجتمعاته، إما أن تؤدي هذه الأزمات الى الوصول الى مجتمعات تعددية، حرة وديمقراطية وبالتالي يكون مصير المسيحيين محفوظا، وإما أنها لن تصل وبالتالي سيكون مصير المسيحيين وغير المسيحيين وكل الأحرار من مسلمين ومسيحيين وباقي الطوائف مجهولا".

وأكد ان "الإرهاب محكوم عليه مسبقا لأنه يأتي بعكس منطق ولغة التاريخ، للأسف قد يتمكن هذا الإرهاب من إلحاق خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات والمجتمعات والثقافة والمتاحف والآثار، ولكن لفترة قصيرة وبشكل محدود، لأنه في نهاية المطاف منطق البشرية والانسانية هو الذي سيسود، من هنا ليس لدي تخوف كبير. علينا الصمود ومواجهة هذا الإرهاب بأوجهه كافة أي إرهاب "داعش" وإرهاب الأنظمة الديكتاتورية الذي يكون في بعض الأوقات أكبر حين يستعمل مثلا الأسلحة الكيماوية".

وعن الأزمة السورية واستمرارها منذ 4 سنوات حتى اليوم وتغير المزاج الدولي تجاه نظام الأسد، قال: "أنا أخالفك الرأي لا بل لدي معطيات مناقضة، فبعض الدول تحاول أن تتعاون مع النظام الأسدي في ما يتعلق بمعلومات عن "الداعشيين" الذين يأتون منها الى سوريا، ولكن هذا ليس معناه إطلاقا أن هذه الدول غيرت من موقفها، والمثل الأبرز أتى في مقابلة للرئيس الأميركي باراك أوباما حين سئل: لماذا لا تتدخل أميركا في سوريا؟ فأجاب أنه من الأجدى أن تتدخل الدول العربية لقمع ما يقوم به الأسد وتخفيف الارهاب عن الشعب السوري، ومنذ أسبوعين أو ثلاثة كان لوزير الخارجية الأميركي جون كيري تصريح غامض بهذا الشأن، فأتت ردود الفعل بريطانية، فرنسية وأوروبية شاملة لتوضح موقف كيري وتقول ان موقفنا من الأسد نهائي وبأن لا مكان له في مستقبل سوريا، لذلك لا أعتقد أن هناك تغيرا في الموقف الدولي من نظام الأسد بل على العكس بعد إنجاز الاتفاق النووي أعتقد أنه ممكن أن يزداد الضغط على النظام السوري كي يرحل الرئيس الأسد وتبدأ عملية سياسية معينة، نحن جميعا بانتظارها، في سوريا".

وعن استمرار دعم ايران وروسيا لحليفهم الاستراتيجي بشار الأسد، أجاب: "هناك مستجد لا يجب تجاهله وهو قيام التحالف العربي الذي بدأ بشن ضربات جوية في اليمن انطلاقا من تمدد مجموعات مسلحة تابعة للحوثيين من جهة وللرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، وبتقديري لم تعد المسائل بالسهولة التي كانت فيها سابقا، فإن كانت ايران أو روسيا تدعمان الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر، من الممكن أن نشهد في الأشهر المقبلة وجودا عربيا مباشرا وقويا في سوريا، واذا اتخذ هذا القرار سيكون وجودا حاسما مرة لكل المرات".

وعن انعكاس الاتفاق النووي على علاقة ايران بالدول الخليجية وعلى لبنان، أجاب: "من المبكر جدا تقدير ما ستكون ارتدادات الاتفاق النووي الاميركي - الايراني، وخصوصا أنه لم ينجز بعد، فهو مشروع اتفاق، ولدينا حتى شهر حزيران لنعرف ما اذا كان الاتفاق سينجز بشكل دقيق وعلمي وبأي تفاصيل، كذلك لدينا حتى حزيران لنرى ما سيكون عليه الموقف الأميركي إثر انجاز هذا الاتفاق، ولكن المؤشرات الأولية تدل على أن أميركا وكأنها تفاهمت مع ايران حول الملف النووي على قاعدة "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"، وبالمقابل ستتفاهم مع الدول العربية الأخرى على ملفات المنطقة الأخرى وفي طليعتها الملف اليمني والسوري واستطرادا الملف العراقي، اذا فلننتظر".

واستبعد ان "ينعكس تأثير الاتفاق النووي على الداخل اللبناني لأن لا علاقة مباشرة له، فالأميركيون لم يسايروا الايرانيين حول ملفات المنطقة، وبالتالي لماذا سيقدم الايرانيون على الافراج على ملف الرئاسة اللبنانية؟ مقابل ماذا؟ طالما ان الاميركيين ودول الغرب لم يعطوا إيران شيئا لا بل هم بصدد استرجاع بعض الملفات الأخرى كالملفين اليمني والسوري واستطرادا أجزاء من الملف العراقي".

وعمن يقف وراء عدم انتخاب رئيس جمهورية قوي في لبنان، قال: "ان الجواب بسيط جدا، من يقاطع جلسات انتخاب الرئيس، فحتى الآن لم ينتخب هذا الرئيس لعدم اكتمال نصاب هذه الجلسات، فمن يغيب عنها يمنع الانتخاب وبالتالي يعطله".

وعن انتظار الفرقاء اللبنانيين الضوء الأخضر أو كلمة السر من ايران أو السعودية، أجاب: "كما تبين حتى الآن، نحن لم نغب عن أي جلسة انتخاب للرئيس، وبالتالي لم نكن بانتظار لا ضوءا أخضر أو أصفر أو برتقاليا، هناك كتلتان تتغيبان عن جلسات الانتخاب، وباعتقادي أن كتلة عون لا تنتظر ضوءا أخضر من أحد ولكن لديها رأيها في الموضوع بينما كتلة حزب الله مرتبطة بالاستراتيجية الايرانية العريضة في المنطقة التي هي في موقع هجومي كامل وشامل من المحيط الى الخليج، لذلك لا يذهب نواب حزب الله الى المجلس، فلنقل نحن بانتظار تليين ايران موقفها لتوحي لنواب حزب الله بالتوجه الى المجلس أو أن يغير العماد عون موقفه ويشارك في هذه الجلسات لانتخاب رئيس".

وعمن يقف حائلا دون قيام جمهورية قوية في لبنان، اعتبر ان "الجمهورية القوية تعني جمهورية تستعيد كل صلاحياتها، وتسترجع كامل قرارها الأمني والعسكري والاستراتيجي والداخلي، فكيف تقوم جمهورية قوية في وقت تستفيق حكومة لبنان على حرب تشن في الجنوب دون أن تكون على علم بها؟ أو كيف تكون الجمهورية قوية وتستفيق في يوم آخر على مجموعات لبنانية مسلحة بأحجام كبيرة تخوض حربا في سوريا؟ اذا الشرط الأول والأساسي للوصول الى جمهورية قوية هو أن نعيد كل القرار وبالأخص الأمني العسكري والاستراتيجي الى كنف الدولة اللبنانية، ومن هنا مطالبتنا حزب الله مرارا وتكرارا بإعادة القرار الى الدولة اللبنانية وتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني، وإلا سنبقى بحالة جمهورية virtuelle (افتراضية)".

وعن المرحلة التي وصل اليها الحوار بين "التيار الوطني الحر" و"القوات"، شرح ان "هناك مسارات عديدة لهذا الحوار انطلاقا من انقطاع تواصل دام 30 عاما بين الفريقين، فالسرعة ليست نفسها على جميع هذه المحاور، هناك تقدم كبير على بعض المحاور مثلا على صعيد التعاون البرلماني أو اتخاذ مواقف واحدة من بعض القضايا الآنية المطروحة، بينما في ملفات أخرى كالملف السياسي فإن التقدم بطيء انطلاقا من التموضع السياسي المختلف تماما، ولكن إن كان التيار أو القوات كلاهما لديهما القناعة والنية الكاملة لاستمرار هذا الحوار حتى النهاية".

وعن امكانية مطالبة "التيار الوطني الحر" بإقناع "حزب الله" بالتخلي عن سلاحه، قال: "في الوقت الحاضر للأسف، يفصلنا عن حزب الله محيطات من الفروقات في وجهات النظر السياسية، نحن في العالم اللبناني البحت بينما حزب الله في عالم آخر تماما، فعلى سبيل المثال لا الحصر قام السيد حسن نصرالله مؤخرا بهجوم ساحق على المملكة العربية السعودية بينما نحن نرى أن السعودية هي في طليعة أصدقاء لبنان ولم تأل جهدا في مساعدتنا، اذا هجوم نصرالله يأتي انطلاقا من معطيات واعتبارات غير لبنانية، وهذا أمر لا يمكن ان نقبله".

وعن تفسيره لاستمرار حوار "حزب الله" - تيار "المستقبل" رغم هجوم السيد نصرالله الساحق على السعودية، قال: "أنا أفسره صراحة بالنية الكاملة لدى الفرقاء اللبنانيين، ومن ضمنهم حزب الله، بالحفاظ على الاستقرار في لبنان وهذا أمر جيد بحد ذاته بغض النظر عن الفروقات السياسية الأخرى". وعن الإسم الذي يقترحه لرئاسة الجمهورية في حال عدم الاتفاق على انتخاب ميشال عون أو سمير جعجع، قال: "في هذه الحالة، يجب أن نتداول نحن والتيار الوطني الحر وبقية الأفرقاء المسيحيين والحلفاء وفي طليعتهم تيار المستقبل، لنرى من هو الشخص الأمثل".

 

الكتائب تابع قضية السائقين عند معبر نصيب: لإدراج الانتخابات الرئاسية كبند ملح لا يحتمل التأجيل

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - هنأ المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية في بيان اثر اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس أمين الجميل، اللبنانيين والمسيحيين بمناسبة الاعياد، آملا "الخلاص والقيامة للبنان واللبنانيين ولكل معذب في منطقتنا والعالم".

وأعرب الحزب عن ألمه "إزاء الحالة السياسية التي بلغها لبنان جراء التمادي في تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، وما يفاقم الألم اعطاء الانطباع أن كل العالم مهتم بالاستحقاق اللبناني باستثناء اللبنانيين الغارقين في حسابات سياسية، لا محل لها في هذا الظرف الخطير والداهم في لبنان والمنطقة". وانتهز الحزب ذكرى القيامة ليذكر ب"وجوب النهوض بالوطن وإدراج الانتخابات الرئاسية كبند ملح لا يحتمل التأجيل من منطلق ميثاقيته ودستوريته، وما يرتبه الارجاء من ضرب سمعة لبنان ونظامه وديمقراطيته".

وأبدى اهتمامه ب"التفاهم الممكن بين ايران ومجموعة الخمسة زائد واحد، وما يفترضه من انعكاس ايجابي على تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتوطيد العلاقات الدولية، والتزام مبادىء حسن الجوار بين الدول"، مشيرا الى أنه "يبقى على اللبنانيين، مرة جديدة أن يدركوا هذه التطورات ذات الطابع الإستراتيجي في المنطقة ويعملوا على أن تكون عامل سلام للبنان، وليس ذريعة جديدة للنزاعات الداخلية". وأعرب عن قلقه من "التطورات السورية الجديدة وتبعاتها على الداخل اللبناني خاصة لجهة استهداف مخيم اليرموك في دمشق والاعداد الكبيرة من اللاجئين الفلسطينيين داخله، والذين يقدر عددهم بنحو 18 الف شخص"، مطالبا الحكومة ب"اتخاذ الاجراءات الاستباقية والاحترازية لمنع استخدام الحدود اللبنانية كمعبر لمزيد من النازحين الى الاراضي اللبنانية". وتابع الحزب "بقلق قضية السائقين اللبنانيين العالقين على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والاردن"، داعيا الى "تكثيف الاتصالات مع الحكومة الاردنية لتحرير المحتجزين وعودتهم سالمين".

 

قهوجي ناقش ومقبل العملية النوعية للجيش في رأس بعلبك والتقى قائد القيادة الوسطى الأميركية

الثلاثاء 07 نيسان 2015/وطنية - زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، حيث قدم له التهنئة بالأعياد وبحث معه في التطورات الأمنية في البلاد، خصوصا العملية النوعية التي نفذتها قوى الجيش في جرود رأس بعلبك، بالإضافة إلى احتياجات المؤسسة العسكرية. من جهة أخرى، استقبل قهوجي قائد القوات الخاصة في القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل ناغاتا، في حضور السفير الأميركي في لبنان دايفيد هيل، وتناول البحث علاقات التعاون بين جيشي البلدين، خصوصا تدريب الأفواج الخاصة في الجيش اللبناني وتجهيزها.

 

كتلة المستقبل: لايجاد خطوط بحرية لتصريف الانتاج الزراعي ولاقتران الاتفاق النووي مع تغيير ايران لسياساتها في المنطقة

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها برئاسة النائب سمير الجسر، وعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب، وأصدرت في نهاية الاجتماع بيانا تلاه النائب محمد الحجار توجهت فيه ب"التهنئة الحارة الى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا لمناسبة عيد الفصح المجيد على أمل ان تكون الايام المقبلة أيام خير، تحمل بشائر قيامة لبنان ونهوضه من عثراته عبر انتخاب رئيس الجمهورية والخروج من حالة تعطيل الانتخابات الرئاسية بسبب التمسك بالمشاريع الشخصية والحزبية على حساب الوطن والمواطنين". ونوهت الكتلة ب"الموقف العروبي المتقدم الذي اعلن عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي اعتبر ان أمن باب المندب يشكل خطا أحمر وأنه من اولويات الامن القومي العربي مما يؤكد على ان عاصفة الحزم، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز، هي تعبير عن ارادة عربية لمواجهة الأطماع الامبراطورية التوسعية الايرانية". وتمنت ان "يشكل اتفاق ايران مع الدول الـ 5 + 1، خطوة على طريق جعل منطقة الشرق الاوسط بكاملها خالية من أي سلاح للدمار الشامل"، مؤكدة "ضرورة ان يقترن هذا الاتفاق حول الملف النووي الايراني مع تغيير ايران لسياساتها في المنطقة بحيث تكف عن تصدير الفتن الطائفية وإطلاق عواصف التعصب المذهبي والاحلام الامبراطورية وأن تنتقل الى ممارسة دور ايجابي وبناء بدءا باحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادىء حسن الجوار". واستغربت أن "من كان يعتبر اميركا الشيطان الأكبر وان أي اتفاق معها يشكل خيانة عظمى، اصبح اليوم في موقع الدفاع عن الاتفاق مع الشيطان الأكبر وانتقل الى الهجوم على العرب والعروبة ورموزها وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية".

واستنكرت "أشد الاستنكار حملة الإرهاب والقتل والقهر والنهب، المكشوفة والمعيبة، التي مارستها قوات الحشد الشعبي في تكريت بقيادة الحرس الثوري الإيراني"، محملة "الحكومة العراقية مسؤولية التجاوزات المعيبة"، منوهة ب"موقف السيد السيستاني الذي ما يزال يدافع عن الوطنية العراقية وعن اللحمة الوطنية والاسلامية في العراق". وطالبت الحكومة ب"العمل بسرعة على اطلاق العسكريين الرهائن واطلاق سراح من اختطف من سائقي الشاحنات على معبر نصيب الاردني"، معتبرة أن "من ارتكب هذه الجريمة يخدم مصالح النظام السوري واعداء الشعب السوري". كما دعت الحكومة الى "الاسراع في ايجاد خطوط بحرية بديلة عن الخط البري وذلك لتمكين المزارعين من تصريف منتجاتهم وتكليف مؤسسة "ايدال" المباشرة في دعم هذه الصادرات ابتداء من تاريخه منعا لكسادها". واستنكرت الكتلة "العمل الاجرامي الذي ارتكبته جماعات ارهابية متطرفة ضد طلاب آمنين في كينيا مما يستدعي التصرف بقوة وسرعة ومن دون تردد لمواجهة هذا الاجرام المتوحش والعمل على وقفه".

 

سلام استقبل وفد الصداقة اللبنانية الاردنية واكد له وقوف الاردن الى جانب لبنان وجيشه في محاربة الارهاب

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - استهل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نشاطه، صباح اليوم في السراي، بلقاء مع وفد الصداقة اللبنانية - الأردنية برئاسة الدكتور رائد حجازين الذي قال بعد اللقاء:

"حظينا بمقابلة كريمة مع دولة الرئيس سلام واستمعنا الى شرح مفصل من دولته عن الأوضاع في لبنان وما يعانيه، وخرجنا بانطباع أننا ولبنان في مركب واحد وما يعانيه لبنان في قضية اللاجئين السوريين ومن شح في الموارد والوضع الإقتصادي نحن ايضا في الأردن نعانيه، ولكن، والحمدلله، نحن في الأردن ولبنان نستثمر بالإنسان، فاللبنانيون والأردنيون بنوا المعمورة من دول الخليج وصولا الى أميركا الجنوبية وأفريقيا". وأكد الدكتور حجازين "عمق العلاقات التاريخية بين البلدين ووقوف بلاده على مسافة واحدة من جميع الأطراف في لبنان"، ناقلا "تأكيد الرئيس سلام للوفد وقوف العاهل الأردني عبدالله الثاني وحكومته الى جانب لبنان في كل مواقفه في المحافل الدولية وأيضا الى جانب الجيش اللبناني في محاربته للتنظيمات الإرهابية"، قائلا: "نحن وإياكم في لبنان والأردن نواجه تنظيمات متطرفة، معركتنا واحدة ونأمل أن ينبلج الصباح وتنتهي مشاكل الأردن ولبنان". وأكد الدكتور حجازين "أن الحل للأزمة السورية لا يكون بالحسم العسكري"، آملا من الجميع "الجلوس الى طاولة المفاوضات وإنهاء الأزمة سياسيا، ما يضمن الإستقرار والأمن في لبنان والأردن".

 

الراعي تلقى اتصالا من سليمان وواصل تقبل التهاني بعيد الفصح

الثلاثاء 07 نيسان 2015/وطنية - واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استقبال المهنئين بالفصح المجيد، فالتقى على التوالي: وفد قيادة الجيش الذي قدم التهاني باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، وضم العميد الركن محمد جانبيه، العميد الركن ريشار حلو، العميد الركن انطوان جريج. والتقى على التوالي : رئيس بلدية جونية انطوان فرام واعضاء المجلس البلدي، قائد القوى السيارة في قوى الامن الداخلي العميد الركن جوزف الحلو، امين عام مجلس كنائس الشرق الاوسط الاب ميشال جلخ، رئيس دير مار الياس- انطلياس الاب جوزف بو رعد، نقيب الصحافة عوني الكعكي، نقيب المحررين الياس عون، المطران سمعان عطالله، المهندس طانيوس بولس، القاضي انطوان خير، الشيخ سعد فوزي حمادة، وفد من مطاعم المحبة، وفد من رؤساء المناطق في كاريتاس لبنان، المحامي كلود عازوري، والسادة: جميل عازوري، مارون رزق الله، رشيد لويس لبكي، فيليكس ابو جودة. والتقى رئيسة التبادل الدولي الفرنكوفوني منى نعمة التي وجهت اليه دعوة للمشاركة في احتفال لمناسبة مرور 50 سنة على تأسيس التبادل وذلك عند العاشرة من قبل ظهر يوم السبت في 25 نيسان الحالي في مدرسة الحكمة برازيليا بعبدا. كما استقبل وفودا شعبية من مختلف المناطق اللبنانية. وتلقى اتصالا من الرئيس ميشال سليمان.

 

الجيش: اغارة نوعية وخاطفة على مجموعات ارهابية فجرا في جرود رأس بعلبك

الثلاثاء 07 نيسان 2015

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:

"إثر توافر معلومات عن قيام مجموعات إرهابية بتحضيرات قتالية ولوجستية على جبل المخيرمة والمرتفع 1564 في أعالي جرود رأس بعلبك، نفذت قوة من الجيش فجر اليوم، عملية إغارة نوعية وخاطفة ضد المجموعات المذكورة، حيث اشتبكت معها بمختلف أنواع الأسلحة، وأوقعت في صفوف الارهابيين 3 قتلى و4 جرحى، وكبدتهم خسائر جسيمة في الأسلحة والعتاد بينها تدمير مدفعين وعدد من الرشاشات الثقيلة والآليات. وقد عادت قوى الجيش الى مراكزها من دون تسجيل أي إصابات في صفوفها.

وتأتي هذه العملية في إطار العمليات العسكرية الوقائية التي تنفذها وحدات الجيش للقضاء على تجمعات الإرهابيين، ومنعهم من التسلل لاستهداف مراكز الجيش والاعتداء على المواطنين".

 

جنبلاط للأنباء: خطورة كبرى في ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الإلكترونية. وقال: "إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة، وفي لحظة مصيرية تاريخية تعيشها، قد تؤدي إلى تغيير جوهري فيها، نعتقد أن الحكمة والعقل والواجب الوطني تقضي بأن نتطلع إلى مصلحة لبنان واللبنانيين في الداخل والخارج، مغلبين الوحدة الوطنية الداخلية والأمن والاستقرار فيه وعدم الدخول في صراعات جديدة وإضافة نقاط خلافية إلى واقعنا السياسي، الذي لا يحتمل المزيد من الانقسام والتشنج".

أضاف: "إذا كنا منذ البداية قد اختلفنا مع بعض شركائنا في الوطن على قراءة وتحليل الموقف في سوريا بعد انطلاق الثورة السلمية الشعبية فيها، فكان رأينا ضرورة تلبية مطالب الناس المحقة والمشروعة في التغيير والحرية، وحذرنا من اللجوء إلى الخيار الأمني الذي سيدمر سوريا، كان رأي غيرنا أن العملية ستحسم من النظام خلال ساعات، وها هي سوريا تدمر منذ خمس سنوات ومصير الآلاف من المفقودين مجهول، والمعروف فقط حقائق ثابتة لا يمكن لأحد تجاوزها، وهو أن إرهاب النظام السوري هدد ويهدد وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وحولها الى ساحة للحروب والصراعات، وساهم في ذلك خبث الغرب الذي أخذ من النظام السلاح الكيميائي، لأنه يهدد إسرائيل ليبقى لديه السلاح الذي يهدد ويقتل الشعب السوري بالبراميل المتفجرة والمجازر الجماعية التي ترتكب ضده".

وتابع: "لا ننسى أن النظام نفسه استخدم العناصر التي يسمونها "متطرفة" أو "إرهابية" في العراق أولا، ثم ارتدت إلى سوريا، وأطلق العنان لمجموعات منها، لتعميم نظرية المؤامرة والحرب الكونية على سوريا من جهة، ولاستغلال موقعه ودوره في مواجهة الإرهاب وابتزاز العالم من جهة ثانية. وهذا النظام قضى على كل هيكل الدولة السورية التي صارت رهينة المخابرات الإيرانية التي تدير كل الأمور وتتحكم في أهم القرارات".

وأكد "أننا إذا كنا من الأساس ضد كل أشكال التدخل في سوريا ومن أي جهة أتى وعلى أي مستوى من المستويات، نظرا الى خصوصية واقعنا اللبناني، فإننا انطلاقا من المبدأ نفسه، نرى خطورة كبرى اليوم في تجاوز ربط المسارين بين لبنان وسوريا إلى ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان الذي يستمر في دفع الأثمان دائما، ولا سيما أننا لم نسمع كلاما من إيران الإسلامية نفسها عن قضايا تعنيها بمستوى الكلام الذي سمعناه في لبنان، وبحجمه، والذي وفي مكان ما قد يترك أثرا سلبيا كبيرا على الوضع الداخلي وعلى أوضاع اللبنانيين في الخارج في الخليج عموما وفي المملكة العربية السعودية خصوصا، وهي التي وقفت دائما إلى جانب لبنان وساهمت في إعادة إعماره بعد كل الحروب والنزاعات، ولا سيما بعد حرب عام 2006، وقدمت أخيرا مساعدات استثنائية للجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية، تأكيدا لوقوفها إلى جانب الدولة اللبنانية وأمن كل اللبنانيين وإستقرارهم ومصلحتهم، دون تفرقة أو تمييز".

ورأى أن "هذه المملكة المعروفة بصبرها وعدم تدخلها في شؤون دول أخرى، إضطرت إلى إطلاق عملية "عاصفة الحزم" في اليمن بعد فشل كل الوساطات والنداءات والمساعي لتطبيق القرارات الدولية المبنية على مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية. ولا تزال حتى الآن تدعو إلى الحل السياسي المستند إلى تلك القرارات، وتعلن أن أبوابها مفتوحة لأي حوار على هذا الأساس، ولا يستثني أحدا من المكونات اليمنية. فلا يجوز أن يقال كلام في إيران الإسلامية عن الرغبة في الحوار، والسعي إلى تواصل مع المملكة العربية السعودية، وأن نسمع في لبنان كلاما يحمل إشارات حول ما يمكن أن يلحق بالمملكة من خسارة وأذى على مستوى أوضاعها الداخلية وأمنها واستقرارها، وتطلق بحقها وبحق مسؤوليها أوصاف ونعوت غير مقبولة. فهلا سألنا ما هي الانعكاسات الخطيرة لمثل هذه المواقف على مصالح اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة؟ وعلى أوضاعنا الداخلية؟" وختم: "إننا إذ نؤكد ضرورة الحفاظ على الحوار وتنظيم الخلاف بين اللبنانيين، نتمنى على الجميع الابتعاد عن الانفعال وإطلاق المواقف التي تتناقض مع هذا التوجه ومع الشراكة الوطنية، لنحمي معا ما تبقى في لبنان".

 

أهالي شهداء الجيش في معركة عبرا: نرفض التسويات ونطالب بإحالة الملف على المجلس العدلي

الثلاثاء 07 نيسان 2015/وطنية - عقد أهالي شهداء الجيش في معركة عبرا مؤتمرا صحافيا، ظهر اليوم في نادي الصحافة - فرن الشباك، في حضور رئيس جمعية التعاون الدولي لحقوق الإنسان زياد بيطار والمخرج سيمون أسمر وأهالي الشهداء وعدد من الفنانين.

بو صعب

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من جوزفين موسى، تحدثت جومانا بو صعب شقيقة الشهيد جورج بو صعب مؤكدة "رفض مرور أي تسوية على حساب دماء شهداء الجيش اللبناني".

وقالت: "نجتمع اليوم تحت عنوان "التسوية لن تمر"، لأننا تعودنا للأسف في هذا البلد على الوقاحة في الحديث والعمل على تسويات وصفقات على حساب دم شهداء الجيش في العلن ومن دون خجل. نحن في زمن صار فيه المجرم المحكوم بالاعدام يطل على شاشات التلفزة ويدلي باعترافاته ويعلن توبته زاعما براءته.. والأمور تمر بشكل عادي، بل أكثر من ذلك، يتطوع أصحاب خبرة للمصادقة على كلامه وإعلان احكام مسبقة ببراءته وكأن شيئا لم يكن، وكأنه لم يستشهد اي بطل من الجيش اللبناني".

اضافت: "من هنا، نفهم اليوم لماذا كان أخي جورج يقول "ما بياخد حق الشهيد الا رفاق السلاح". فقد تم تمرير الكثير من التسويات في السابق على دم الشهداء واختفى المجرمون فجأة، وكنا دائما نتساءل كيف يحصل بذلك".

البيطار

ثم تحدث المحامي البيطار، مشيرا الى ان "شعار الشرف والتضحية والوفاء، هو وصية كل جندي من الجيش اللبناني استشهد دفاعا عن كل شبر من أرضنا، أكان في وجه العدو الإسرائيلي أو في المعارك ضد المنظمات المسلحة التكفيرية الإرهابية، أو نتيجة غدر السلاح المتفلت. هم شهداء كل لبنان، شهداء المسلمين والمسيحيين، شهداء 18 طائفة على أرض الوطن".

وقال: "جئنا ندافع عن حق كل شهيد ارتدى بذلة عسكرية، ووضع الأولوية لوطنه قبل حياته وعائلته. نحن صوت ميلاد النداف، فرنسوا الحاج، وسام عيد، سامر حنا، وسام الحسن. وكل عسكري استشهد في قافلة الشهداء، يصرخ ويقول: كفاكم طائفية، كفاكم اقتسام هذا البلد، كفاكم مساومة على دمنا وحقنا وأهلنا، نحن استشهدنا حتى يبقى لبنان الموحد الذي نحلم به، وليس لبنان الطائفية والمؤامرات والتسويات".

اضاف: "جوابنا اليوم لشهدائنا الأبطال لأي طائفة انتموا، سنسعى لتحقيق العدالة حتى ينال الظالم عقابه والمظلوم حقه. وفي هذا الإطار نطالب بالإسراع بمحاكمة جميع الموقوفين في السجون، محاكمة عادلة و سريعة. نحن لا نريد أن يكون المظلوم قابعا في السجن من دون محاكمة لسنوات والمرتكب فارا من وجه العدالة والقانون، فحقوق الإنسان التي نطالب بها هي حقوق متساوية لا تتجزأ، إن كان بالإرتكاب أو بالبراءة، فمطالبتنا بالمحاكمة العادلة تدخل ضمن المساواة بين الجميع".

وأشار البيطار الى أشخاص كبار، يحاولون الوصول الى تسوية كما كل مرة وكأن شيئا لم يكن، وقال: "نحن هنا لنقول كلما كبرت المؤامرة وأصحابها كلما تقوى السياسة التي تغطي المؤامرة. حق ودم شهدائنا أكبر وأقوى من أي مؤامرة ومن أي سياسة مضللة".

اضاف: "سننادي بصوت الشهيد، ونقسم على روح الغائب، إننا سنناضل بالقانون وسنصرخ من أعلى المنابر لإحقاق الحق ضد أي إرهابي ارتكب الجرائم في حق المؤسسة العسكرية. نريد ان نستعيد المقدسات الوطنية التي نفقدها على مراحل ونريد ان نعيد اليها الإعتبار".

وتابع: "علينا ان نحرر مؤسساتنا من الهيمنة السياسية المفروضة عليها، من المنطلق القانوني الذي يقر بمبدأ فصل السلطات، نريد لبنان الواحد الذي لا يتجزأ. ومن هذا المنبر، سنعلي الصوت ونطالب السلطات المعنية بالعدالة المصانة بشرعة حقوق الإنسان بالدستور والقوانين اللبنانية".

وقال: "جئنا نطلب ونطالب بإحالة كل الجرائم التي سنذكرها في ملف شهداء الجيش في معركة عبرا الى المجلس العدلي الذي هو المرجع الصالح لإرساء العدالة وإحقاق الحق وإعطاء أهالي الشهداء حقهم في الإدعاء على المجرمين، كونه يمس بالحقوق الشخصية إضافة الى الحق العام"، مستغربا لماذا لم يتم الى الان إحالة هذا الملف على المجلس العدلي رغم توافر كل المعايير القانونية"، لافتا الى ان "المؤامرة على ارتكاب جناية والتحريض عليها والنيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي والجنايات الواقعة على الدستور واغتصاب السلطة السياسية والقيادة العسكرية والفتنة والإرهاب وإنشاء التنظيمات الإرهابية المسلحة والجرائم التي تنال من الوحدة الوطنية، وحمل الأسلحة والذخائر، وحيازتها دون إجازة، كلها متوفرة في الجرائم المرتكبة في عبرا ضد الجيش اللبناني".

وتوجه الى رئيس الحكومة تمام سلام "المعروف بحكمته وعدالته، والى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل المعني مباشرة بملف العسكريين ووزير العدل أشرف ريفي ابن المؤسسة العسكرية ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والوزراء في الحكومة اللبنانية بإحالة الملف المتعلق بشهداء الجيش في معركة عبرا على المجلس العدلي متمسكين بموقف قائد الجيش العماد جان قهوجي عندما قال: لا تسوية على دماء الشهداء".

واكد متابعة النضال والمواجهة لنفي جزء بسيط من تضحيات شهدائنا الأبطال بتحقيق سيف العدالة، ومعاقبة المجرمين، مطالبا "بعدم قتل الشهداء مرة ثانية بدخول الزواريب السياسية، لأن دم الشهيد أغلى من أي تسوية مهما كان شكلها، فالتسويات المتعددة التي تمت سابقا على مرأى ومسمع من الجميع، أدت في ما بعد إلى استشهاد عدد كبير من عناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية".

اضاف: "نطلب من الجميع عدم إعطاء صك براءة لمرتكبي الجرائم ضد المؤسسة العسكرية وعدم تضليل الرأي العام، لأن المحكمة، هي الوحيدة المخولة باصدار الحكم النهائي".

واذ حيا الشهداء علي السيد، عباس مدلج، محمد حمية وعلي البزال طالب الحكومة والقيمين على هذا ملف المخطوفين التحرك سريعا لاعادتهم سالمين إلى أهاليهم والى كنف الدولة في أقرب وقت ممكن".

 

لقاء الهوية والسيادة: لاعتماد الحياد الكامل في لبنان

الثلاثاء 07 نيسان 2015/وطنية - عقد لقاء الهوية والسيادة اجتماعه الدوري، وفي نهاية الاجتماع ادلى الوزير السابق يوسف سلامة بالتصريح التالي: "توقف لقاء الهوية والسيادة امام التطورات الدولية المتسارعة واهمها:

1 - حرب العرب في الجزيرة (معركة اليمن).

2 - مقابلة الرئيس اوباما الاخيرة التي كشفت النقاب عن حقيقة الرؤية الاميركية تجاه سياسة المنطقة.

وأعلن ان هذه التطورات المتلاحقة، تؤكد: اهمية اعتماد الحياد الكامل في لبنان في النص والممارسة والذي سبق ودعا اليه لقاء الهوية والسيادة عبر بياناته المتكررة درءا للتداعيات مخاطر التجربة السورية واليمنية، وتشير بوضوح الى اعادة هيكلة الاحجام السياسية في المشرق وعلى الساحة الوطنية.

وقال: "من هنا يدعو اللقاء القوى السياسية ان تعي واقعها المحجم والمأزوم امام الاستحقاقات الكبيرة المنتظرة فترتقي بروح من المسؤولية الوطنية الى اعادة انتاج النظام السياسي على اسس من الاتحادية والحداثة حفاظا على وحدة لبنان".

 

السفير السوري من الرابية: هناك مراجعة في السياسة الأميركية تجاه سوريا

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - استقبل النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي صرح على الاثر: "جئنا بمناسبة الأعياد لتقديم التهنئة والمعايدة للعماد عون، وقد سمعنا وأصغينا وتحاورنا في شؤون المنطقة، وما يشهده هذا العالم المشتعل والمبشر في آن، لا سيما في ظل الإرهاب الذي يواجهه كل من لبنان، سوريا، العراق، مصر، واليمن. هنالك مفاهيم مقلوبة وديكتاتورية تديرها قوى عالمية تتحكم بمصائر الأمم ومصادر الثروات".

أضاف: "لو عدنا في الذاكرة، نرى أنه لم يكن في العراق والمنطقة مسميات طائفية ومذهبية على الرغم من حاجة المنطقة إلى تطوير وديمقراطية وتغيير. إذا، لم يكن العراق ليعرف التفريق بين المسلمين والمسيحيين والأكراد. وكذلك الأمر في سوريا. من يعود إلى التاريخ القريب يدرك أن الاحتلال هو الذي أحضر معه القاعدة، وما حصل في أفغانستان خير دليل على ذلك. لقد بات هذا الارهاب الذي يحمل عادات غريبة يغزو ليس فقط المنطقة بل العالم، وقد بدأت هذه القوى بمواجهة المال الذي ساهم بنموها".

وتابع: "نحن نتفاءل بأن يعود الأميركي والأوروبي إلى ضرب هذا الإرهاب، فهؤلاء بدأوا يخشون من ارتداد هذا الإرهاب عليهم. إذا، فإن مصدر هذا الإرهاب وهذا الفكر المتطرف في حالة خوف الآن. نحن نتفاءل بعد أربعة أعوام من الحرب أننا منتصرون. نحن متفائلون بالإنتصارات في العراق، وأن الصحوة الشعبية في العالم كله تعي بأن مصادر هذا الإرهاب أصبحت مكشوفة للعالم. الأمان الذي افتقد في هذا العالم يحتاج إلى قراءة وتأن، والمنطقة هي مصدر التاريخ والحضارات، وهي اليوم في خطر الإرهاب الذي يسعى إلى تدميرها. ولكننا أيضا متفائلون بعد صمود سوريا وانتصار جيشها، ولأن الإرهاب اليوم يرتد على البلدان التي قادته".

سئل: بعد الإتفاق الأميركي والإيراني، هل بدأ الحوار بين الأميركي والسوري؟

أجاب: "لقد سمعت بالأمس ما قاله معاون وزير الخارجية الأميركي. للأسف، هناك تخبط بين التصريحات والمواقف الأميركية. يدرك الكثير من الشيوخ وأعضاء البرلمان الأميركي أن السياسة الأميركية تجاه سوريا كانت في الإتجاه الخطأ. أدركوا جميعا بأن الرئيس الأسد والحاضنة الشعبية وراءه والجيش، أكبر من أن تلغيها تصريحات لهذا المسؤول أو ذلك في أوروبا وأميركا أو بعض دول الحقد في المنطقة. وكما عاد الأميركي وتفاهم في الملف النووي مع الإيراني، هو مضطر اليوم لأن يعترف بخطاياه في قراءته للمشهد السوري. رغم صدور قراري مجلس الأمن، لا يزال التسليح والتمويل مستمرين من قبل الإدارة الأميركية وأوروبا. ولكن نعم، هناك مراجعة في السياسة الأميركية تجاه سوريا".

سئل: متى ستتوقف الحرب في سوريا؟

أجاب: "نحن منتصرون. تقف عندما يتوقف الممولون عن التسليح، أي عندما ينهون فعل المكابرة. تركيا وبعض دول الخليج تعمي قلوبهم المكابرة والحقد مع أن مصلحتهم أن يعودوا إلى رشدهم لأن الإرهاب الذي ربوه سيرتد عليهم ويهددهم في الداخل. المهزوم مهما كابر لا بد أن يسلم بالحقيقة".

 

الحوت: لا مؤشرات دولية على قرب انتخاب الرئيس

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - اعتبر نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت في حديث ل "اذاعة الفجر"، أن "زيارة نائب وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن الى لبنان تأتي في سياق تطمين مختلف الفرقاء ان الاتفاق النووي لن ينعكس على لبنان وان الوضع اللبناني لن يتأثر بالأوضاع القائمة في المنطقة سواء بالاتفاق النووي الايراني او بأحداث اليمن". واعتبر أن "الدعوات الاميركية لانتخاب رئيس جمهورية كلام إعلامي وليس هناك مؤشرات أن قرارا دوليا اتخذ لانتخاب رئيس في لبنان". وأشار إلى أن " اللبنانيين كافة يعرفون ان حزب الله والتيار الوطني الحر يعطلون انتخابات الرئاسة كل من مصلحته الشخصية. فالتيار الوطني مصر على معادلة انا او لا احد، وحزب الله يستثمر التعطيل لتحسين شروط التفاوض على ورقة الرئاسة محليا واقليميا". من جهة أخرى، رأى النائب الحوت أن "مقابلة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس على الاخبارية السورية تأتي في اطار فرز المحاور دون مواربة". وأشار إلى أن "نصر الله أعلن صراحة أنه دخل الى سوريا لأنه جزء من محور وبالتالي سقطت كل ادعاءات حماية الاماكن المقدسة او الشيعة على الحدود اللبنانية السورية". وأكد أن "في مقابلة نصر الله نقطتي ضعف هامتين، إذ إنه شدد على كون الصراع في سوريا صراعا سياسيا فيما هو يعبىء جمهوره مذهبيا. والناحية الثانية انه هاجم السعودية بسبب تدخلها في اليمن على الرغم من أنها تحركت بطلب من الشرعية الممثلة بالرئيس هادي ولمنع انقلاب فئة مسلحة وهي الحوثيون، فيما هو -اي حزب الله- يتدخل في سوريا بشكل طبيعي على قاعدة ما يحق لي لا يحق لغيري".

 

فارس سعيد من معراب : نظام عربي جديد يبنى وعلينا ان نكون جزءا منه

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، الذي وضع اللقاء "في إطار التهنئة بعيد الفصح المجيد ولاستعراض الأوضاع الاقليمية وانعكاساتها على لبنان في ظل تسارع الأحداث في اليمن ولا سيما بعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران والغرب". وأشار سعيد الى أن "هذه الأحداث في العالم العربي لها انعكاسات مؤكدة وسريعة على الداخل اللبناني، لذا علينا في هذه اللحظة أن نعمل جميعنا من أجل تثبيت الوحدة الداخلية اللبنانية من خلال قوى 14 آذار وكل الأطر التي نسعى لإنشائها لاستقبال هذه التداعيات من خلال مساحة وطنية مشتركة". وأمل سعيد "أن تفتح المتغيرات السريعة في المنطقة نافذة باتجاه انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد"، لافتا الى ان "لبنان بقي حتى الآن مستقرا بالرغم من الاشتعال الدائر في المنطقة لأن القوى السياسية اللبنانية ناضجة، عدا عن وجود قرار دولي للإبقاء على الوضع في لبنان على ما هو عليه". واعتبر ان "عودة دور المملكة العربية السعودية والجامعة العربية وعودة الهوية العربية الى المنطقة أقامت توازنا اليوم يجعل المقاربات المحلية والاقليمية تحصل بشكل أكثر ارتياحا عما كانت عليه قبل انطلاق عاصفة الحزم". وعما يشاع من قبل فريق 8 آذار ان المشهد السياسي في لبنان سيتغير قبل عيد الفطر، أجاب سعيد: "نحن نعيش مرحلة تاريخية، والتغيير الحاصل سريع جدا وباتجاه الاستقرار والمستقبل، وهناك نظام عربي جديد يبنى، وقد تناقشت مع الدكتور جعجع أنه يجب ان نكون جزءا من هذا النظام العربي، وبرأيي أن رئيس الجمهورية القادم يجب أن يصالح مارونيته مع لبنانيته ولبنانيته مع عروبته، اذ لا يمكن مجيء رئيس جديد يغلّب دائرة انتماء على دائرة أخرى، فالرئيس الذي سيأتي به العالم العربي بمعزل عن لبنانيته ومارونيته سيكون مرفوضا، والعكس صحيح، وأنا أعتقد أن هذه المواصفات موجودة لدى كثر من الشخصيات الوطنية الكبرى في لبنان".

 

عمار حوري: نخشى أن يؤثر هجوم نصرالله على السعودية على مصالح اللبنانيين

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في حديث الى اذاعة "صوت لبنان -100,3 100,5"، الى ان "نائب وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن أكد ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وهذا ما يجمع عليه اللبنانيون قولا وفعلا، باستثناء فريق يصر على اخذ هذه الورقة بمسار اقليمي ووضعها بيد ايران لتستفيد منها في مفاوضاتها". ورأى أن "الفريق الذي يتغيب عن حضور الجلسات لانتخاب رئيس عليه ان يقتنع بلبننة هذه الجزئية من الاستحقاق وهذا ما نعمل عليه"، مشددا على ان "لبنان بوجود رئيس للجمهورية افضل بكثير من لبنان بوضعه الحالي". وأكد ان "الحوار مع حزب الله مستمر لكن نخشى أن يؤثر هجوم الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على السعودية على مصالح اللبنانيين"، لافتا الى أن "عليه ان يعيد النظر بما يعلنه لحماية مصالح اللبنانيين في دول مجلس التعاون الخليجي".

 

لماذا نقل "تلفزيون لبنان" مقابلة نصرالله مع الاخبارية السورية؟

المصدر: "النهار"/7 نيسان 2015

في خطوة لافتة، قام "تلفزيون لبنان" بنقل المقابلة التي أجراها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مع قناة الاخبارية السورية مساء الاثنين. وهو الأمر الذي سرعان ما تحوّل مادة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، فأطلق هاشتاغ #تلفزيون_مش_لبنان حيث استخدم من قبل مغردين لاتهام التلفزيون بـ"الانحياز السياسي وبخدمة مصالح ايران وليس لبنان". ورداً على الضجة التي أثارتها خطوة التلفزيون، أعلن وزير الاعلام رمزي جريج، أنه "سيتولى معالجة موضوع بث مقابلة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على تلفزيون لبنان لكن ليس عبر وسائل الاعلام"، مشيرا الى ان "الموضوع هو الاتصال بالاخبارية السورية لاجراء النقل، في حين أننا نأينا بأنفسنا عن أي اتصال بالنظام السوري، احتراما لسياسة النأي بالنفس".

ورأى جريج أن "بعض الحلقات السياسية على الشاشات اللبنانية يحوّلها ضيوفها الى حلبات مصارعة"، لافتاً إلى أن "هذا الأداء يدعوني الى الطلب من جميع وسائل الاعلام التقيد في نشراتها والتعليقات عليها باحكام القانون وبالمبادئ التي التزمت بها"، مؤكدا انه "سيضطر الى اتخاذ كل الاجراءات القانونية اللازمة في حق المخالفين في حال استمرار التجاوزات التي تضر بالمصلحة الوطنية العليا".

ولاحقاً، أبدى السفير السعودي علي عسيري اعتراضه على خطوة "تلفزيون حكومي بنقل تصريحات مسيئة للمملكة"، مضيفا انه تلقى عدداً من الاتصالات الرافضة للأمر، وانه سيلتقي مع وزير الاعلام رمزي جريج قبل أن يرفع تقريراً للحكومة السعودية.

ونقلت "واس" عن عسيري أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا اليوم من  جريج أعرب فيه عن اعتذاره لما "تخللته المقابلة التي نقلها تلفزيون لبنان الرسمي مع الأمين العام لحزب الله من إساءة إلى المملكة العربية السعودية ومواقف لا تعبر عن الإعلام اللبناني الرسمي الذي يمثله تلفزيون لبنان". وتابعت "واس": "أكد الوزير اللبناني لمعالي السفير حرص المؤسسات الإعلامية اللبنانية الرسمية على تقدير المملكة العربية السعودية واحترام قيادتها ومسؤوليها ووعد بإجراء تحقيق داخلي لمحاسبة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الأمور. كما تلقى معالي السفير علي بن عواض عسيري عددًا من الاتصالات المماثلة من وزراء في الحكومة اللبنانية ومسؤولين سياسيين وإعلاميين استنكروا خلالها خطوة تلفزيون لبنان الرسمي ، مؤكدين أن الإعلام والإعلاميين اللبنانيين يقدرون عاليًا المواقف النبيلة التي اتخذتها المملكة تجاه لبنان وشعبه ولا تزال ويرفضون أي إساءة توجه لها من أي جهة".

 

جريصاتي بعد اجتماع التكتل: نريد أن نصل إلى الميثاق في المواقع السلطوية وفي السلطات الدستورية عامة

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وجرى خلاله البحث في التطورات الراهنة.

وعقب الاجتماع، تلا الوزير السابق سليم جريصاتي مقررات التكتل، فقال: "يتقدم التكتل من اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بالتهاني بالأعياد المجيدة، متمنيا أن تترافق قيامة لبنان والفصح المجيد.

أولا: لا ينسحب التسامح على جميع المواضيع، إذ لا تسامح بموضوع التعيينات العسكرية والأمنية. إن الحكومة التي أقدمت على تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف ورئيس اللجنة، وأخيرا على تعيين أمينا عاما لمجلس الوزراء. كما ويعرف ذوو الشأن جيدا موقعه المركزي في تنظيم الدولة اللبنانية بحسب النص القانوني، هذا النص الذي ينص على أن جهاز الدولة المركزي يؤلف من كل من: المدير العام لرئاسة الجمهورية، وأمين عام مجلس الوزراء والوزارات، وهو يسمي 24 وزارة. إذا، الحكومة التي إستطاعت وتمكنت من تعيين أمين عام لمجلس الوزراء، طبعا، لا يعصى عليها أي تعيين عسكري أو أمني في أي مركز حساس.إن وزير الدفاع الوطني ووزير الداخلية مدعوان بإلحاح إلى إحترام النص القانوني، فالموضوع ليس عفويا بل يستوجب إلتفاتة جدية ومسؤولة".

اضاف: "ثانيا، تحدثنا عن موضوع الإستحقاقات. طبعا لا يوجد قانون إنتخاب، لا مجلس نواب (الممدد له مرتين) ولا رئيس للجمهورية. أين الدستور وأين الميثاق؟ ويستدعي التدرج في إعادة تكوين السلطة بشكل صحيح، وهذا يعرفه أيضا أصحاب الشأن إن أحسنوا النية، أولا قانون للانتخاب يراعي العيش المشترك، وعدالة التمثيل لشتى فئات الشعب اللبناني وأجياله، وفعالية هذا التمثيل على ما ورد حرفيا في وثيقة الوفاق الوطني وفي المادة 24 من الدستور، الذي طلب عماد التكتل النائب ميشال عون تفسيرها من مجلس النواب، وما زلنا ننتظر. ثانيا إجراء إنتخابات نيابية وفقا لهذا القانون، وثالثا إنتخابات رئاسية من مجلس مشكل صحيحا، وإلا ذهب التكتل إلى إقتراح ما يسمى بإنتخاب رئيس للجمهورية من الشعب أي تعديل الدستور لهذه الجهة، بما يؤدي إلى إنقاذ الوضع في لبنان من الأزمة الخانقة".

وقال: "يجب أن نعرف جميعا أن الشرعية الشعبية هي التي تشرعن كل السلطات وكل المواقع، على ما ورد في وثيقة بكركي بتاريخ 9 شباط عام 2014، لنعد على الأقل إلى هذه الوثيقة. إذا في البدء كان الشعب والميثاق وليس القرار الإعتباطي والتسلطي والجائر والفوقي تحت شعار التسووية أو ما شابه، وكل ما عدا ذلك، سيف نضربه في ماء. لذلك فلا يتعب أحد ولا يصيب الكلل أحدا، لأننا لن نتعب ولن نكل قبل أن نصل إلى الميثاق. نريد أن نصل إلى الميثاق في المواقع السلطوية وفي السلطات الدستورية عامة".

وتابع: "الموضوع الثالث الذي بحثه التكتل هو الاتفاق النووي الدولي الإيراني، ونقول الدولي لأنه حصل بين مجموعة الـ 5+1 مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية. هذا الاتفاق جعل من إيران قوة استقرار في المنطقة، وهذا هو التوازن رديف الاستقرار الذي أشار إليه مرارا العماد عون، لا سيما في أحاديثه الصحافية الأخيرة.

رابعا، التفت التكتل باهتمام إلى تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما والذي قال فيه "إحذروا شعوبكم، والخطر لا يأتي من إيران"، وهو كلام فيه كل الدلالات من رئيس هذه الدولة العظمى، عل من تعظ من أتباعها".

وختم:" اما الموضوع الأخير الذي بحثه التكتل هو أن خيارات العماد عون الوطنية برهنت صحتها ورؤيويتها، ولم تكن يوما رهانات أو مجازفات. الأمر يتعلق بلبنان وطن الأرز الخالد، والعصي عن كل رهانات أو حسابات خاطئة. العماد عون والتكتل لا يتسليان بالمسلمات والثوابت الوطنية، ويجب أن تبقى هي، ويبقى الوطن وتزول كل سلطة خائبة أو خارجة عن الدستور والميثاق، ويغيب كل موقع مزيف، أي هو أكثر من خيار. إنه قدر وطني حتمي بكل المفاهيم والمعايير، فمن له أذنان صاغية فليسمع".

حوار

ثم أجاب عن أسئلة الصحافيين، فسئل: ماذا بالنسبة للحوارات الوطنية، إذ لم نلمس شيئا بعد سواء من حوار تيار المستقبل - حزب الله أو حوار التيار الوطني الحر - القوات اللبنانية؟

أجاب: "لقد قلنا مرارا بأن مجرد حصول هذه الحوارات والإبقاء عليها أمر إيجابي، وما نسمعه عن حوار المستقبل وحزب الله مشجع، على الأقل لجهة استمراره بالرغم من كل هذه الأحداث الضاغطة في المنطقة، والاختلاف في وجهات النظر الاستراتيجية تجاهها. إن الاحتقان بحد ذاته خطر في لبنان، وبالتالي، فإن كل ما من شأنه أن يخفف من هذا الاحتقان هو مطلوب ومحبذ. أما الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، فهو سائر على قدم وساق، وكما قلت في السابق، عندما نصل إلى انجازات معينة، نحن نعرفها بالتأكيد ونوصفها، سوف نعلن عنها".

سئل: هل سيؤدي الاتفاق الدولي الايراني إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

أجاب: "نحن نرغب بألا نكون نعيش نوعا من التبعية في التسويات الكبرى في المنطقة. تعرفون جيدا أن العماد عون يرغب بلبننة الكثير الكثير من الإصلاحات، وأن سوانا يراهن على ما يسمى بالتسويات الكبرى في المنطقة، وما يتبدى من هذه التسويات لا يأتي دائما في مصلحة هؤلاء المراهنين عليها، لذلك نفضل ومن مركز قوتنا واستراتيجيتنا على ما شرحت، وعلى رؤيوية العماد عون أن نلبى الاستحقاقات ولا ننتظر تسويات حتى وإن أتت لمصلحتنا لأننا نرفض هذه التبعية وإن أتت الخيارات الصائبة".

 

لجنة شبيبة عودة المسيحيين لشرفاء بريح عرضت مع المعنيين مسألة الكنائس المهدمة والاموال لبنائها

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - أوضحت لجنة شبيبة عودة المسيحيين لشرفاء بريح الشوف في بيان أنها التقت رئيس صندوق المهجرين العميد نقولا الهبر وبحثت معه في الاموال المخصصة لهم والجداول، ومنها الكنائس المهدمة والاموال لبنائها".

وأوضح البيان أن "الهبر أكد رصد مبلغ مليارين واربعمئة مليون ليرة لثلاث كنائس: مار الياس الحي، مار جرجس ومار شربل، وان المطران الياس نصار على علم بذلك". وأكد الوفد أنه التقى المطران نصار وأكد أن "المبلغ الذي رصد للكنائس سيقسم بالتساوي على الكنائس الثلاث". أضاف البيان: "فجأة منذ حوالى الشهر علمنا ان المبلغ المرصود للكنائس الثلاث قد خصص لكنيستين فقط مما يعني أن هناك أيادي خبيثة خفية شيطانية غيبت كنيسة مار شربل قديس السلام. لقد قدمت اللجنة خلال اجتماعها منذ أسبوع مع وزيرة المهجرين أليس شبطيني قطعة ارض في العقار (1195) بريح ليبنى عليها كنيسة مار شربل. واجتمع وفد من اللجنة يوم الاحد 6/4/2015 في مطرانية صيدا وبيت والدين مع المطران الياس نصار والمونسنيور مارون كيوان، حيث أكد المطران نصار أن "المبلغ المرصود من صندوق المهجرين للكنائس سيوزع بالتساوي لثلاثة كنائس وليس لكنيستين والكنائس هي مار الياس الحي، مار جرجس ومار شربل". وتابع: "كما ان اللجنة مستعدة ان تلتزم بناء الكنائس الثلاث بالمبلغ المرصود والمخصص لها ولكن ليس تحت اسم شركة من الدرجة الاولى او اربع نجوم كما هو العرض في الصندوق، بل تحت اسم لجنة شبيبة عودة المسيحيين لشرفاء بريح، وهكذا نضمن بأن اموال الكنائس تنفق على اعمار الكنائس فقط ولنا الاولوية ببنائها كما بناها آباؤنا وأجدادنا". وختم البيان :"ندعو المراجع المختصة في الوزارة والصندوق ومطرانية صيدا وبيت الدين لمعالجة هذا الموضوع بالسرعة الممكنة وفصل المبلغ المرصود بالتساوي لثلاثة كنائس، لكي يوضع الحجر الاساس لكنيسة مار شربل في بريح من قبل الايادي المباركة وبحضور المؤمنين مسيحيين ومسلمين ليجري السلام والعدل والمحبة في عروق بريح والشوف والجبل ولبنان".

 

موفد ايراني "نووي" في بيروت ومواقف نصرالله تستنفر السعودية

"14 اذار" ترفض جدول الـ33 بندا لعدم مطابقته "تشريع الضرورة"

عملية نوعية استباقيـة للجيش فــي عمق جبهــة رأس بعلبك

المركزية- لم تنسحب الاجازة الرسمية في عيد الفصح على العمل السياسي في البلاد الذي شهد زخما في التحركات والمواقف، يتوقع ان يمتد الى ما بعد الاسبوع المقبل في ضوء عاملين اثنين، اولهما زيارات المسؤولين الاجانب بيروت وثانيهما التصعيد الملحوظ الذي طبع المواقف السياسية لا سيما من جانب امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ازاء المملكة العربية السعودية واستدعى على ما يبدو احتجاجا من الجانب السعودي عبر زيارة قام بها السفير علي عواض عسيري الى عين التينة حيث التقى الرئيس نبيه بري في خطوة لم يعلن عنها سابقا بما يرجح فرضية الاحتجاج خصوصا ان الدبلوماسي السعودي غادر رافضا الادلاء باي تصريح، اضافة الى التطور النوعي في موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لجهة تحميله للمرة الاولى فريقا سياسيا داخليا مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية وعدم زيارة رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بكركي في عيد الفصح لتقديم التهنئة، الامر الذي قرأ فيه مراقبون سياسيون ملامح ازمة خفية بين الرابية وبكركي من جهة، ووثبة الى الامام من جانب سيد الصرح في مسيرة احتجاجه على عدم اجراء الانتخابات وتحميل المعرقلين تبعات استمرار الفراغ الرئاسي منذ ثلاثمئة وثمانية عشر يوما من جهة ثانية.

موفد ايراني: اما حركة الزيارات الى لبنان والتي بدأت مع نائب وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط طوني بلينكن وتستمر مع المبعوث الخاص للرئيس الايراني مرتضى سرمدي الذي يصل في الساعات المقبلة لوضع المسؤولين اللبنانيين في نتائج الاتفاق المبدئي على الملف النووي الايراني، فتبدو في اضطراد في ضوء معلومات اشارت الى احتمال وصول مسؤولين اوروبيين الى لبنان قريبا للغاية نفسها.

هبات الاسلحة الايرانية: وفيما يرصد المراقبون تداعيات التقارب الايراني - الغربي على الساحة اللبنانية، عاد الحديث في الكواليس عن مصير هبة الاسلحة الايرانية للجيش اللبناني التي كان أعلن عنها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال زيارته بيروت في أيلول 2014، وقد امتنعت الدولة اللبنانية انذاك عن قبولها نظرا للعقوبات الدولية المفروضة على طهران. وفي السياق، أوضح الخبير في القانون الدولي شفيق المصري لـ"المركزية" ان "لبنان غير مقيد بعقوبات الولايات المتحدة على ايران بل بعقوبات مجلس الامن. واذا أصدر هذا المجلس قرارا بالغاء كامل او جزئي للعقوبات نتيجة الاتفاق النووي الذي أبرم، تصبح الامور طبيعية، ويمكن ان نجري تبادلا تجاريا او صناعيا او عسكريا مع طهران، ويمكن حينها ان نوافق على هبات الاسلحة التي كانت تنوي اعطاءها للجيش اللبناني تماما كما نتلقى هبات من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

النووي والرئاسة: الى ذلك، اعتبرت مصادر في قوى 14 اذار ان المنتصر الاكبر من الاتفاق النووي هو اسرائيل، لان بعد نزع السلاح الكيميائي من سوريا سيتم سحب النووي من ايران بما يعني ان الامن الاستراتيجي الاسرائيلي بات متوافرا خلافا لكل ما يشاع عن تضرر اسرائيل من الاتفاق. واذ استبعدت اي تأثير للاتفاق النووي على الملف الرئاسي الداخلي، دعت الى انتظار ما ستؤول اليه جلسة انتخاب الرئيس في 22 الجاري. ودعت الى عدم المراهنة على الغرب لازالة المتاريس الموضوعة في الطريق الرئاسي والمبادرة من الداخل لارساء الحل.

واعتبرت في الوقت نفسه ان "كلام امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله امس لم يترك مجالاً لحلّ الازمة الرئاسية"، ولفتت الى ان "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "تأخّر" بتحميله للمرة الاولى فريقاً سياسياً داخلياً مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية".

هجوم نصرالله: وسألت المصادر في 14 اذار عن الجدوى من استمرار نصرالله في هجومه المتصاعد الوتيرة على المملكة العربية السعودية متغاضيا عن حجم السلبيات التي تترتب على اللبنانيين جراء التطاول على المملكة التي تقدم للبنان ما لم يقدمه اي بلد آخر من هبات ومساعدات وحرص على ابقاء ساحته مستقرة، مشيرة الى ان اللبنانيين العاملين في دول الخليج والمملكة تكبدوا الكثير من الخسائر جراء مواقف "حزب الله" وهم لا ينفكون يطالبون الدولة بموقف او خطوة لعدم تعريض مصالحهم للخطر بفعل هذه الممارسات وذكرت بموقف لبنان الرسمي التاريخي من انه "مع العرب اذا اجتمعوا وعلى الحياد اذا اختلفوا".

التشريع: في المقلب التشريعي، تتجه الانظار الى الجلسة المفترض ان تعقدها هيئة مكتب مجلس النواب والتي رجح عضو الهيئة النائب ميشال موسى عبر "المركزية" عقدها بعد عطلة عيد الفصح لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي، لتبين الاتجاهات حول رأي الكتل السياسية بجدول الاعمال الذي اقترحه الرئيس نبيه بري من 33 بندا ونقله كل نائب الى فريقه السياسي لابداء الرأي على ان تجتمع الهيئة مجددا لتقويم حصيلة الاراء ويصار في ضوئها الى تحديد موعد للجلسة بعد التوافق على الجدول. غير ان التحفظات السياسية، التي كانت قائمة ازاء التشريع في ظل الفراغ الرئاسي لا سيما من الافرقاء المسيحيين في قوى 14 اذار والاكتفاء "بتشريع الضرورة" يبدو انها ستحول مرة جديدة دون السير بجدول اعمال فضفاض، وابلغت مصادر مطلعة في قوى 14 اذار "المركزية" ان الكتل النيابية في هذه القوى اجمعت على رفض جدول اعمال الـ"33 بندا"، لانه غير مطابق كليا لـ"تشريع الضرورة".

عملية المخيرمة: في المقلب الامني، نفذ الجيش عملية اغارة نوعية وخاطفة فجرا، ضد مجموعات ارهابية تقوم بتحضيرات قتالية ولوجستية على جبل المخيرمة في اعالي جرود رأس بعلبك، واشتبك معها موقعا في صفوفها ثلاثة قتلى واربعة جرحى كما تمكن من تدمير مدفعين ورشاشات ثقيلة وآليات، وعادت قوى الجيش الى مراكزها من دون تسجيل اصابات بحسب ما جاء في بيان قيادة الجيش، وتندرج العملية في سياق العمليات الوقائية التي ينفذها الجيش للقضاء على تجمعات الارهابيين ومنعهم من التسلل لاستهداف مراكزه. وذكرت المعلومات ان العملية نفذت في منطقة بعيدة من محاور القتال وبعمق 2 كلم داخل الجبهة وتمت بنجاح ملحوظ اذ تمكن الجيش من تحقيق الهدف وسحب قوته تكتيكيا من دون وقوع اصابات في صفوفها.

وليس بعيدا، عقد اهالي شهداء الجيش في عبرا مؤتمرا صحافيا تحت عنوان "التسوية لن تمر" رفضوا خلاله التسويات على حساب دماء ابنائهم وطالبوا باحالة الملف الى المجلس العدلي.

العسكريون المخطوفون: اما اهالي العسكريين المخطوفين، وفي ضوء المعلومات التي تحدثت عن نقلهم الى محافظة الرقة السورية، فحشدوا طاقاتهم وناشدوا الحكومة تكليف المفاوضين احضار تسجيل جديد للعسكريين الاسرى لدى "داعش" خلال مهلة اسبوع، والا فانهم سيعودون الى التصعيد مجددا ولوحوا بتحركات ستفاجئ الجميع في حال بقي الوضع على حاله.

وفي سياق غير بعيد، عن ازمة الخطف والمخطوفين تم الافراج عن ثلاثة سائقين لبنانيين من منطقة عكار من ضمن المحتجزين عند معبر نصيب على الحدود الاردنية - السورية في حين بقي مصير الرابع مجهولا.

 

الصحة العالمية: أكثر من 540 قتيلا و1700 جريح في اليمن منذ 19 آذار

الثلاثاء 07 نيسان 2015 /وطنية - قتل 540 شخصا على الاقل واصيب 1700 بجروح في اليمن منذ 19 آذار وفق حصيلة اعلنتها منظمة الصحة العالمية اليوم. وقال المتحدث بإسم منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) كريستوف بوليراك :ان "74 طفلا على الاقل قتلوا واصيب 44 بجروح منذ 26 آذار".

 

النائب انطوان سعد: لا رئيس جمهورية في المدى المنظور قـرار دولـي بالحفـاظ علـى الهــدوء

المركزية- دعا عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب انطوان سعد الى انتخاب الرئيس الذي يحصل على اكثرية الاصوات، معتبرا ان لا مانع من انتخاب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون. واذ أكد في حديث لـ"المركزية" ان لا رئيس للجمهورية في المدى المنظور ما دام حزب الله يدعم مرشح "انا او لا احد" من دون تأمين النصاب لاتمام عملية الانتخاب، قال "ستبقى القرارات مرهونة للخارج، فاذا سلك الاتفاق الايراني- الاميركي طريقا ايجابيا في حزيران المقبل، سنرى الضوء الاخضر للانطلاق نحو افساح الطريق امام ملء الفراغ الرئاسي". واشار الى ان ثمة قرارا دوليا وآخر اقليميا للحفاظ على الهدوء في لبنان ومنع التوتر، علما ان هناك تطورات مقبلة ستنتج عن فتح جبهة القلمون من قبل حزب الله، ومحاولة زج الجيش اللبناني واجباره على التدخل عبر حماية الحدود". ولفت الى ان الحرب المنتظرة من قبل "حزب الله" لدعم النظام السوري في القلمون بهدف صد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وجبهة النصرة، ستعود تبعاتها علينا بالسوء". واعتبر ان الاتفاق النووي اذا سار على خير في حزيران المقبل فان الضوء الاخضر سيتوفر لانتخاب الرئيس، وتاليا لا مانع اذا تمّ انتخاب العماد عون في قاعة مجلس النواب، فما نريده تأمين النصاب لانتخاب الرئيس الذي يحصل على غالبية اصوات النواب".

 

الدكتور شفيق المصري رفع العقوبات الدولية عن طهران يسمح لها بأي تبادل تجاري" يمكّن لبنان من الموافقة على هبات الاسلحة الايرانية

المركزية- وعدت دول الغرب ايران برفع العقوبات التي تخنق اقتصادها تدريجيا، ان هي التزمت بنود الاتفاق الذي توصل اليه الطرفان في شأن برنامج طهران النووي. ومن المتوقع ان يسمح فك القيود هذا للجمهورية الاسلامية بتنفس الصعداء اقتصاديا، حيث ستتمكن بموجبه من اعادة احياء علاقاتها التجارية على انواعها مع مختلف الدول، الامر الذي كان محرّما عليها لسنوات... وفي السياق، أوضح الخبير في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري لـ"المركزية"، ان "هناك نوعين من العقوبات على ايران. الاول هو العقوبات التي فرضها مجلس الامن بموجب قراريه 1747 عام 2008، والقرار الاخير الاشد وطأة 1929 عام 2010، وكانت العقوبات فيه أقسى لانها لم تتناول امورا عسكرية فقط، بل شملت الوضع المالي أيضا ومقاطعة المصارف الايرانية. أما النوع الثاني، فهو العقوبات التي فرضتها الدول على ايران كالولايات المتحدة والدول الأوروبية. وقال "ايران تطالب برفع كل هذه العقوبات. الا ان ذلك معلق حتى حزيران، اذ هناك فترة تجربة حتى اواخره، حيث سيتم توقيع الاتفاق بعد التثبت من صدقية الالتزام الايراني بالاتفاق، وعندها ترفع تدريجيا العقوبات". وأوضح المصري ان "لبنان واي دولة، غير مقيد بعقوبات أميركا على ايران بل بعقوبات مجلس الامن. واذا أصدر هذا المجلس قرارا بالغاء كامل او جزئي للعقوبات، تصبح الامور عادية، ويمكن ان نجري تبادلا تجاريا او صناعيا او عسكريا مع طهران، ويمكن حينها ان نوافق على هبات الاسلحة التي كانت تنوي اعطاءها للجيش اللبناني، بشكل عادي. وكما نتلقى هبات من الولايات المتحدة مثلا، يمكن حينها ان نقبل هبات ايرانية".

 

الدكتور غازي وزني "المرحلة المقبلة سـتشهد انفتاحاً اقتصادياً على إيران" وعلى لبنان الاستعداد وتجاوز العقبات السياسية

المركزية- أعلن الخبير المالي الدكتور غازي وزني أن "المرحلة المقبلة ستشهد تدريجاً طوال السنوات المقبلة، انفتاحاً اقتصادياً ومالياً على إيران، وهذا الإنفتاح سيستقطب اهتماماً كبيراً جداً من قبل الشركات العالمية الغربية ورجال الأعمال والمصارف".

وأكد في حديث لـ"المركزية" عن كيفية الإفادة من السوق الإيرانية ما بعد الإتفاق النووي مع الغرب، أنه "يفترض بلبنان الإفادة من هذا الإنفتاح على الإقتصاد الإيراني ويبدأ منذ الآن، التواصل وتعزيز العلاقات التجارية والمالية مع إيران، خصوصاً أن العلاقات الإقتصادية اللبنانية - الإيرانية متواضعة وضعيفة أصلاً، ويفترض تعزيزها بخطوات جدية إن من قبل المصرفيين أو التجار والصناعيين، كي لا يصلوا متأخرين بعد سنوات عدة". وقال: العقوبات الغربية ضدّ إيران تعود إلى 35 عاماً، وتركت تأثيرات ملحوظة على القطاعات الإقتصادية والمالية والمصرفية، من هنا كان التعاون الإقتصادي بين لبنان وإيران ضعيفاً جداً، إن لجهة التبادل التجاري وهو أقل من 80 مليون دولار، أو لجهة العمليات المصرفية والمالية المجمّدة. من هنا، إن رفع العقوبات الناجم عن التفاهم في الملف النووي يؤدي إلى انفتاح الإقتصاد الإيراني عالمياً وإقليمياً، خصوصاً أن الإقتصاد الإيراني قوي يبلغ حجمه 370 مليار دولار تقريباً.

العلاقات السياسية مع إيران: وعما إذا كانت العلاقات السياسية بين لبنان وإيران قادرة على توفير بيئة مؤاتية لدعم التبادل التجاري والإقتصادي وتعزيزه، قال وزني: القرار السياسي يعوق تطور العلاقات الإقتصادية الثنائية كما العقوبات الدولية التي شكلت بدورها عائقاً من النواحي الإقتصادية والمالية والمصرفية. لذلك يفترض في المرحلة المقبلة تجاوز تلك المعوقات إذا كان لبنان فعلاً يريد الإفادة من السوق الإيرانية على الصعد المصرفية والتجارية، لأن إيران ستشهد في السنوات المقبلة تطورات اقتصادية ومالية مهمة، فهي تملك ثاني احتياطي غاز ورابع احتياطي نفط في العالم. وعما إذا كانت المصارف والقطاعات الإقتصادية اللبنانية قادرة على ولوج السوق الإيرانية ومنافسة نظيراتها الغربية، قال: القطاعان المصرفي والتجاري اللبنانيان سيواجهان منافسة إقليمية ودولية بالتأكيد، لكنهما يملكان ميزات خاصة بالنسبة إلى العلاقات مع إيران. إنما يجب تجاوز العقبات السياسية بين البلدين. وختم وزني: المهم في الموضوع، أن يعدّ لبنان العدة ويجهّز نفسه لولوج السوق الإيرانية، برغم أن فرص الإفادة منها لن تتوفر بين ليلة وضحاها، إنما تباعاً في خلال السنوات المقبلة.

 

 "ديلي تلغراف": حقائق مخيفة عن "طائفة الأسد"

المركزية- نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا بعنوان "طائفة الأسد تدفع ثمنا باهظا في المذبحة السورية"، اشارت فيها الى ان الضباط القتلى يرسلون إلى عائلاتهم في سيارات إسعاف في سوريا، بينما يرسل القتلى العاديون في شاحنات عادية. ويزور عسكريون منازل العائلات للبحث عمن يحل محل القتلى في القتال". واعلنت انه "مع دخول القتال في سوريا سنته الخامسة تتهم المعارضة السورية الطائفة العلوية بالبقاء على ولائها لنظام الأسد، لكن من الداخل تبدو الصورة مختلفة، فمع ازدياد عدد القتلى من أبناء الطائفة، ومع تراجع الفوائد الاقتصادية التي تجنيها، أصبحت الطائفة ترى نفسها "أداة" عوضا عن "مستفيدة"، لافتة الى ان بعض العلويين عبّروا عن إحساسهم بأنهم الآن واقعون بين مطرقة الجهاديين وسندان النظام".

 

النائب حكمت: القضية هي المشاركة في السلطة.. ورئيس بالفعل لا بالاسمLنتطلع الى تفهــم بكركــي لقلقنا والرأي العـــام سيحاسبنا

 "النصــــاب وحضــــور الجلســــات تفصيــــل"

المركزية- صوّب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سهامه بشكل مباشر للمرة الاولى نحو تكتلي "التغيير والاصلاح" و"الوفاء للمقاومة" من دون ان يسمّيهما، محملا اياهما مسؤولية استمرار الشغور في سدة الرئاسة بفعل تعطيلهما المتكرر لنصاب الجلسات الانتخابية، وقال "نعرب عن أسفنا لان يكون مجلس النواب، بسبب ما يقوم به فريق سياسي، يتنكر لواجبه الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية". موقف بكركي المتقدم تقاطع مع كلام لنائب وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن دعا فيه اللبنانيين الى اخضاع من يعرقلون تأمين النصاب النيابي للمساءلة العامة. فكيف كان وقع هذا الكلام داخل "التيار الوطني الحر"، وكيف تلقّاه؟ "المركزية" سألت عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب حكمت ديب، الذي قال "لست في معرض الرد على غبطته ولا أسمح لنفسي بذلك، لكن سأبدي رأيي وأكرر موقفنا كفريق سياسي. العملية في رأينا لا تتوقف عند النزول أو لا الى الجلسات الانتخابية، المسألة ليست بهذه البساطة، بل هي أخطر من ذلك بكثير وتتعلق بالمشاركة الفعلية في السلطة وبتبؤ الشخص الذي يمثل المسيحيين الموقع المعطى للمسيحيين، فإما ان يكون هذا الموقع للمسيحيين بالاسم او بالفعل وعلينا ان نختار. نحن اخترنا الخيار الثاني ان يكون المنصب للمسيحيين بالفعل". وأضاف "لا نقاطع الجلسات الانتخابية للتسلية بل الموضوع خطير جدا ويجب التنبه له خاصة ان الظرف الحالي الذي يمر فيه المسيحيون في المنطقة دقيق وصعب، ونكون نعطي رسالة خاطئة اذا أوصلنا شخصا لا يمثل المسيحيين الى الموقع المعطى لهم"، مشيرا الى ان "رسالتنا الى المسيحيين واللبنانيين تقول "كفى مهزلة واستخفافا بقوة ورأي ومشاركة الآخر ويجب ان نعي هذه الخطورة". وأكد ديب ان "مسألة النصاب والنزول الى الجلسات، تفصيل، فهناك مخاطر عديدة تحدق بالمسيحيين في المنطقة، وفي هذا الظرف، أقلّه ان يُسمع رأي المسيحيين وان يصل من يمثل هذا الرأي الى الرئاسة"، موضحا ان "خلال اجتماع "التكتل" اليوم، سنكرر موقفنا هذا ونحن نتعاطى بايجابية مع كل الاطراف، وفي النهاية، هناك رأي عام مسيحي ولبناني، سيحاسبنا ويقرر ما اذا كان التشبث بموقفنا محقا او لا". وعن تقويمه لعلاقة "التيار" ببكركي اليوم، أجاب "من جانبا نفهم موقف بكركي ويبقى ان تبدي تفهما اكبر لقلقنا".

على صعيد آخر، وعما اذا كان "التيار" في صورة فيتو سعودي على وصول رئيس "التكتل" النائب ميشال عون الى سدة الرئاسة كما أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قال ديب "لا نريد التحليل لكن لا معطيات حول هذا الموضوع لدى فريقنا السياسي. وعلى الفريق الذي يتأثر بالموقف السعودي وينسجم مع قراراته في لبنان ان يبدد هذا الاستنتاج او التحليل". هل سينتج الحوار بين "القوات اللبنانية" و"التيار" دعما رئاسيا قواتيا لعون؟ لفت ديب الى ان "الموضوع في اطاره التفاهمي حاليا وهو قيد البحث والتنقيح ويتم التأكيد على الثوابت والنظرة الى الجمهورية ورئاستها وكيفية ايصال كلمة المسيحيين الى هذا الموقع، وهذا ما يتم التفاهم حوله حاليا".

 

 "غارديان": سنة العراق يغيّرون أسماءهم

المركزية- نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية تقريراً وصفت فيه "ما يتعرض له بعض العراقيين السنة في بلادهم من استهداف طائفي"، مشيرة الى ان بعضهم اضطر إلى النزوح عن مدينته بعقوبة في شباط الماضي متوجها إلى العاصمة، والبعض الاخر وجد نفسه مضطراً إلى تغيير اسمه واخفاء هويته عن الميليشيات الشيعية وقوات الجيش العراقي في نقاط التفتيش، حفاظا على حياتهم". ولفتت الى ان الأشهر العشرة الأخيرة شهدت نزوح نحو ربع سكان العراق عن مناطقهم بسبب "التوتر الطائفي"، مشيرة الى ان ثمّة مسؤولين في الإدارة أكدوا وجود موجة من طلبات تغيير الأسماء، وأوضحوا أن أشهر الأسماء التي يجري تغييرها هو عمر إلى عمار، وهناك من يطلب شطب اسم العائلة من بطاقة الهوية.

 

عرسال "متروكة".. وليست "مخطوفة" – عبد الله الحجيري

07/04/2015 خاصalmustaqbal.org

عبد الله الحجيري

تعاني بلدة عرسال منذ حوالي الشهر، وضعاً أمنياً متفلتاً، أدى إلى سقوط قتلى وعمليات خطف وسرقة وتفجيرات، نتيجة غياب أي مظهر أمني يمكن أن يضبط الأمن داخل عرسال. ويحاول "إعلام الممانعة" أن يعيد التصويب على فكرة أن عرسال "مخطوفة" وتحولت إلى "إمارة داعشية"، وأصبح القرار فيها لغير أبنائها. لكن، وفي ظل عدم وجود اي تواجد أمني للجيش اللبناني أو للقوى الأمنية اللبنانية الشرعية داخل البلدة بعد المعركة الشهيرة في 2 آب الماضي، استجابت بلدية عرسال، لنداءات العراسلة ومطالبهم في كانون الاول 2014، بتوظيف حوالي 100 شاب من ابناء البلدة كحراس ليليين لسد الفراغ الأمني. هذا الإجراء أوقف العديد من الممارسات المشبوهة لتعكير الوضع الأمني داخل عرسال، وتم إلقاء القبض على أكثر من عصابة سرقة وغير ذلك، وضبط الأمن بنسبة 90% في عرسال. هذه الإجراءات التي ولدت ارتياحاً وأماناً عند أهالي عرسال، لم تدم طويلاً، حيث عجزت البلدية عن دفع مرتبات الحراس، وتم صرفهم في بداية شباط الماضي. بلدية عرسال وفعالياتها، قاموا بلقاءات مع عدد من المسؤولين الرسميين وبعض الجهات المانحة، بهدف تغطية نفقات الحراس الليليين، الذي يكلف شهرياً حوالي 50 ألف دولار، لكن من دون جدوى. عرسال ليست مخطوفة، وقرارها لأهلها وأبنائها، وعلى من يدعي الغيرة والخوف على عرسال وأهلها في هذه الأيام، أن يحرك قضية عرسال ودعمها مادياً لحفظ الأمن داخل البلدة من بعض الزعران والمخربين وأصحاب السوابق، الذين يقومون بزعزعة الأمن والاستقرارفي عرسال، لأهداف ولصالح جهات، بعضها معروف، وبعضها اشد خبثاً. عرسال ليست مخطوفة، بل مصانعها مخطوفة، ومقالعها مخطوفة، وأراضيها الزراعية مخطوفة، ومن يدعي الحرص على عرسال، عليه أولاً أن يفك الحصار الاقتصادي المفروض عليها. عرسال ليست مخطوفة، بل ترزح تحت عبء 100 ألف نازح، محاصرون بدورهم، نتيجة قلة وصول مساعدات لهم، هذا الوضع الذي أدى إلى بطالة وفقر، أوصلت بعض الشباب إلى الانحراف وامتهان أعمال مخلة بالأمن.

أما بالنسبة للجيش اللبناني، وقضية دخوله إلى عرسال وفرض الأمن داخل البلدة، فهذا الأمر متروك لقيادته وتقديراتها، وفي حال قررت الدخول إلى عرسال وإقامة حواجز وفرض الأمن والقبض على المخلين والمستهترين بالأمن، فإن هذا الأمر مرحب به من قبل الأهالي، الذين لطالما استقبلوا الجيش الللبناني بالأرز والورود.

 

تأثير الاتفاق مع إيران على سعر النفط

 رندة تقي الدين/الحياة 08 نيسان/15

احتمال التوصل الى اتفاق نهائي بين إيران والدول الست حول ملفها النووي في نهاية حزيران (يونيو) المقبل لن يكون له تأثير كبير على أسعار النفط رغم انخفاض بسيط في نهاية الأسبوع الماضي لأسباب عدة. أولاً ما تزال هناك بعض الأمور الغامضة بالنسبة إلى التوصل لقرار نهائي من جانب الكونغرس الأميركي ومن جانب الجناح الإيراني المتشدد. ولكن إصرار باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري على الحصول على هذا الاتفاق يدفع إلى القناعة بانه سيتم توقيعه في نهاية حزيران. والوزير محمد جواد ظريف أكد انه فور تنفيذ الاتفاق سترفع العقوبات كليا عن إيران، في حين قال أوباما إن ذلك سيحصل فور التأكد من تنفيذ إيران التزاماتها على أن تفرض مجددا إذا لم تلتزم إيران. وما قاله ظريف هو أوضح من القرار المبهم الذي قدمه أوباما حول العقوبات. وما فهمناه من المحادثات في لوزان أن كيري تنازل للجانب الإيراني بالقبول بالرفع الفوري للعقوبات بعد توقيع الاتفاق.

على كل حال أن ارتفاع الطلب على النفط شهد زيادة في الربع الأول من هذه السنة. فقد ارتفع الطلب على البنزين بشكل كبير بسبب انخفاض أسعار النفط. ورأينا طلباً كبيراً في الصين والهند والولايات المتحدة ما أدى الى تنشيط سريع لعمل المصافي في العالم، وأرباح المصافي كانت جيدة في الأشهر الأخيرة. فارتفع الطلب على نفوط الشرق الأوسط وكل الدول المنتجة وفي طليعتها السعودية أكبر منتج للنفط التي انتجت ١٠ ملايين برميل في اليوم وحتى العراق بلغ إنتاجه اكثر من ٣ ملايين برميل في اليوم. وعندما تكون أرباح المصافي جيدة تشتري خامات الشرق الأوسط مما زاد الطلب عليها في هذا الموسم. أما بالنسبة للنفط الإيراني فهناك حوالى ٣٠ مليون برميل منه على الناقلات في البحر. والسؤال هو: هل تستطيع إيران خلال شهر من رفع العقوبات أن تبيع هذه الكميات التي تمثل مليون برميل في اليوم في الأسواق؟ فحسب مصادر الصناعة النفطية العالمية لو كان باستطاعة إيران أن تبيع هذه الكميات الآن لو لم تكن خاضعة للعقوبات لتمكنت من بيعها من دون مشكلة لان الطلب على النفط جيد. لذا يرى الخبراء أن سعر النفط سيبقى بين ٥٠ و٦٠ دولاراً للبرميل. وستشهد الأسعار انخفاضاً بسيطاً بين نيسان (أبريل) وحزيران. إن رفع العقوبات عن إيران ما زال غير واضح فكل الصناعة النفطية تتوقع أن يحتاج مسار رفع العقوبات وقتاً قد يمتد الى حوالى سنة. إذاً وكما قال كيري في لوزان ينبغي الانتظار للتحقق من تنفيذ إيران التزاماتها. وتقول مصادر الصناعة النفطية إن الكل يريد أن يرى حقيقة مضمون الاتفاق حول العقوبات. وبعض الشركات لا ترى عودة النفط الإيراني إلى الأسواق قبل نهاية الربع الثالث أو الربع الأخير من السنة المقبلة ٢٠١٦.

 

ايران اولاً: الجوع قبل الايديولوجيا

علي الأمين/البلد/07 نيسان/15

ما كانت القيادة الايرانية لتوافق على الاتفاق الاطار المتعلق بملفها النووي مع دول ال(5+1) ، لو أنّها كانت قادرة على تحمل تبعات الاستمرار في تنفيذ برنامجها النوّوي بمعزل عن الرقابة الدولية. لذا يقول الاتفاق مجازاً، في المبدأ، إن كلفة تشريع برنامج ايران النووي ولو بشروط "رقابية قاسية وخطيرة" (كما وصفها حسين شريعتمداري، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي) فهي تبقى أقل كلفة من تبعات إدارة إيران ظهرها للعالم والسير ببرنامجها النووي بشكل منفرد.

الذهاب الى الاتفاق مع "الغرب"، بحسب التسمية التي تتبناها الايديولوجيا الاسلامية الحاكمة في ايران لتشير إلى الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الاوروبيين، هو تعبير عن قرار إيراني استراتيجي بالانتقال، الايديولوجي اولاً والسياسي ثانيا، من مرحلة العداء لهذا الغرب إلى مرحلة فتح باب التعاون بما يخدم المصالح الايرانية. ايّ أنّ الاتفاق الايراني مع هذه الدول لم يلحظ أيّ عنوان يتصل بمفهوم "الأمة الاسلامية"، الذي كان من أسس بنائها مفهوم العداء للغرب من قبل القيادة الثورية الايرانية.

واذا أردنا أن نفهم الأسباب التي دفعت "ولي أمر المسلمين" (كما وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير موقع المرشد الأعلى للثورة الايرانية السيّد علي الخامنئي بالنسبة إلى المسلمين) الى عدم لحظ أيّ إشارة إلى الأمة الاسلامية وموقعها من هذا الاتفاق ونتائجه السياسية، فربما لاقتناع القيادة الإيرانية بأنّ ما يتحقّق للجمهورية الاسلامية من مصلحة هو مصلحة ضمنية للأمة الاسلامية. هذه النظرية الايديولوجية التي كان الاتحاد السوفياتي سبّاقاً في تبنيها والترويج لها بين شيوعيي العالم الثالث حين كان يقول إنّ قوّة الشيوعيين هي من قوّة الاتحاد السوفياتي. كذلك فإنّ قيادة ولاية الفقيه في ايران تؤكّد أنّه من واجب أتباعها في العالم الالتزام بأولوية حفظ الجمهورية الاسلامية ونظامها في إيران.

وذلك على اعتبار أنّ حفظهما، بحسب هذه الايديولوجيا، هو حفظ "للإسلام المحمّدي الاصيل" وحفظ للمسلمين عموماً. وهذه أولوية تتقدم في الاعتبار الديني الايديولوجي على مقتضيات الانتماء الوطني او القومي لأيّ فرد منضوٍ في منظومة ولاية الفقيه.

لكن بعيداً عن الايديولوجيا وتفسيراتها ومأزقها مع المجتمع الايراني اليوم، فأن تعقد القيادة الإيرانية صفقة نووية مع "الغرب" هو في البدء إقرار ايراني بالعجز عن الاستمرار كنظام سياسي ودولة اقليمية كبرى في الصمود طويلاً تحت سيف العقوبات الدولية والغربية. وهو إقرار بطيّ سياسة الاكتفاء الذاتي التي لطالما قالت إيران إنّها قادرة على تبنيها. كما كانت تقول إنّها منهمكة في تقديم النموذج الإسلامي في الاقتصاد والتنمية كنموذج تنموي متقدّم وبديل عن الرأسمالية والاشتراكية. فعندما يكون هاجس القيادة الايرانية ومطلبها الأوّل رفع العقوبات التي فرضها عليها أعداؤها الأيديولوجيون، فهذا دليل على أنّ هذه القيادة أدركت أنّ الأزمات المالية والاقتصادية التفاقمة التي تعانيها الأمة الايرانية لا يمكن معالجتها في ظلّ القطيعة مع الغرب، ولا بدّ من استدراج شركاته للاستثمار في ايران، وفتح آفاق التعاون الاقتصادي معه... وباختصار لا بدّ من الدخول في آليات العولمة والعمل بأدواتها.

لم يحقّق التمدّد الإيراني في محيطه، أو على امتداد الدول العربية، بحبوحة مالية للمجتمع الإيراني. ولم تترجم الفتوحات الفارسية ولا الأناشيد التي تغنّى بها المسؤولون الايرانيون أمام الشعب الإيراني فرص تقليص الأزمات الاقتصادية. ولم يوفر النفوذ الايراني حصانة للعملة الإيرانية من الهبوط، ولا أدّى إلى رفع أسعار النفط الذي لا يزال يشكّل المصدر الاساس للموارد المالية الإيرانية. لذا يمكن فهم كيف اندفع الشعب الايراني إلى تأييد الاتفاق النووي، وكيف احتفى بوزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي قاد الوفد الإيراني المفاوض، فيما كان ظريف نفسه يتعرّض قبل شهرين إلى مساءلة من قبل أكثر من 100 عضو في البرلمان الإيراني بسبب تبادل الابتسامات بينه وبين وزير الخارجية الأميركي جون كيري. اليوم ها هو الشعب الايراني يصفّق للاتفاق النووي ويصفّق بقوّة وبحماسة لرفع العقوبات وللأفق الجديد في علاقة حكومته بـ"الغرب". شعار "إيران أولاً" فرض فتح العلاقة مع الغرب، وهو بالضرورة سيلزم القرار السياسي في إيران بالبحث عن خيارات تتطلّب بالدرجة الأولى استقطاب الاستثمارات العربية والخليجية. لذا في إيران اليوم سباق بين تيارين، الاوّل يريد تحقيق مكاسب النفوذ الايراني بتسوية تتيح استفادة إيران اقتصادياً، سواء برفع أسعار النفط أو بجذب الاستثمارات الخليجية وغيرها من التحديات والأفق، وتيار آخر يدرك أنّ الانفتاح على الغرب وعلى العرب سيضيّق من هامش نفوذه في السلطة الايرانية وينقله من مشروع أيديولوجي بحت إلى قوّة عسكرية في خدمة السياسة الايرانية وأولوياتها الاقتصادية الجديدة. ولا نعرف كيف سيتصرّف.

 

ما الانجازات الحقيقية للصفقة النووية مع إيران؟

بيتر بينارت/السياسة/08 نيسان/15

يناقش حاليا الخبراء والنقاد والسياسيون تفاصيل الصفقة النووية التي ابرمت يوم الخميس الماضي مع ايران, واعتقد ان تفاصيل الاتفاق اهم بكثير من البدائل الاخرى, كتعثر النشاط الديبلوماسي, وانهيار نظام فرض العقوبات الدولية “بخاصة مع عودة كل من روسيا والصين الى التعامل مع طهران”, وعجز المجتمع الدولي عن ارسال مراقبين او مفتشين للتأكد من الاوضاع. ان التفاصيل – في نهاية الامر- لا تكتسب الاهمية القصوى, وانما الذي يكتسب هذه الاهمية هو وقف الحرب الباردة التي استمرت بين اميركا وطهران 36 سنة.

بالنسبة للولايات المتحدة يحقق وقف الحرب الباردة ثلاث فوائد كبرى, فهو يقلل من اعتمادها على المملكة العربية السعودية,- والمعروف انه قبل سقوط الشاه عام 1979 كانت الولايات المتحدة على علاقات جيدة مع كل طهران والرياض, وكان هذا يعني ان اميركا لم تكن معتمدة بصورة علنية وواضحة على اي منهما في استيراد ما تحتاج اليه من النفط. ومنذ نشوب الثورة الاسلامية الايرانية حتى اليوم والمصدر الرئيسي للنفط الذي تستورده اميركا هو المملكة العربية السعودية, وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر التي قام فيها 19 شخصا من مختطفي الطائرات بتدمير برجي التجارة العالمي, ادرك كثير من الاميركيين خطورة الاعتماد على دولة نفطية واحدة, ولوحظ ان من بين الاهداف الاميركية التي لم يعلن عنها في ما يتعلق بالحرب العراقية توفير حليف نفطي كبير مستقر وثابت, تعتمد عليه اميركا كالعراق بدلا من المملكة العربية السعودية..

ويبدو ان ما فشل في تحقيقه جورج دبليو بوش عسكريا, قد نجح في تحقيقه باراك اوباما ديبلوماسيا, وفي الاسابيع الاخيرة اعرب صقور اميركا عن مشاعر القلق لدى السعوديين من احتمال توصل اميركا الى اتفاق مع ايران, الا ان السبب الاكبر للقلق لدى السعوديين, هو ادراكهم ان تحسن العلاقات الاميركية – الايرانية يعني ضعف تأثيرهم على الولايات المتحدة, وهم لا يقصدون القول ان التحالف الاميركي – السعودي سينهار تماما, وحتى اذا تأثرت تلك العلاقات بعض الشيء, فان الولايات المتحدة ستظل في حاجة الى النفط السعودي, وقد تتحسن العلاقات قريبا بين اميركا وكل من طهران والرياض بصورة افضل من تحسن العلاقات بين هاتين العاصمتين, وهذا بالضبط ما كان الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون يريد تحقيقه من خلال مساعيه النشطة بين واشنطن وموسكو وبكين في السبعينات من القرن الماضي. اليوم نجد ان الاتفاق النووي بين اميركا وايران يرفع عن مستوى النفوذ الاميركي في العلاقات مع كل من ايران والمملكة العربية السعودية.

وبمرور الزمن – وعلى المدى الطويل – يمكن ان تثبت ايران ان تحالفها مع الولايات المتحدة الاميركية اقوى من تحالفها مع المملكة العربية السعودية, والمعروف ان الايرانيين اكثر ميلا الى الاميركيين من جيرانهم عبر الخليج, كما ان للايرانيين تاريخا اطول في مجال الديمقراطية, ومن اكبر المشكلات التي تواجه السياسة الاميركية بالشرق الاوسط في السنوات الاخيرة بدءا بمصر ومروا بالسعودية حتى باكستان, هو ان الحكومات التي تؤيدها الولايات المتحدة تحكم شعوبا تكره الولايات المتحدة, وعلى العكس من ذلك نجد ان الاتفاق النووي مع طهران يمكن ان يمهد الطريق امام علاقة ايجابية مع ايران مع الشعب الايراني.

الفائدة الثانية لانهاء الحرب الباردة بين اميركا وطهران تتمثل في الدعم الاميركي المعنوي للشعب الايراني في مواجهة حكم الملالي الاستبدادي, ويبدو ان الصقور الاميركيين يؤمنون بأن زيادة مشاعر العداء في علاقة اميركا بالنظام الحاكم في ايران, كلما اتسع المجال امام تطوير الديمقراطية الايرانية. ويبدو أنهم توارثوا هذه الفكرة من ايام الرئيس الاسبق رونالد ريغان, الا ان الثابت حاليا هو ان العكس هو الصحيح, وافضل ما فعله ريغان بالنسبة لشعوب اوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي هو احتضانه ميخائيل غورباتشوف, وفي عام 1987 هاجم الصقور الاميركيون بشدة الرئيس ريغان بسبب توقيعه معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية متوسطة المدى, وهي اكبر معاهدة للتخلص من كميات كبيرة من الاسلحة النووية في حقبة الحرب الباردة, وادت في النهاية الى تحرر اوروبا الشرقية وتفكك الاتحاد السوفياتي.

وتماما مثلما فعل غورباتشوف, نجد الرئيس الايراني حسن روحاني راغبا في انهاء حالة الحرب الباردة بسبب الخسائر الاقتصادية الفادحة, ومثله تماما ايضا في مواجهته الصعبة والقاسية للنخبة الاميركية التي تعتمد على الحرب الباردة في اكتساب المزيد من السلطة والمزايا الاقتصادية. ويقول بعض المعلقين ان المتشددين من افراد الحرس الثوري الايراني يستفيدون وينتعشون من حالة العداء السافر في العلاقات الاميركية – الايرانية , ومن العقوبات المفروضة “ومن بينها المقاطعة الاقتصادية” التي تمكنهم من القيام بعمليات التهريب, اما في حالة رفع العقوبات فان الشركات الاجنبية يمكن ان تعود الى ايران, وهذا هو الوضع الذي يمكن ان يحدث اليوم بعد توقيع الاتفاق الاخير, وهذا ما سيرحب به الكثير من رجال الاعمال الايرانيين العاديين, وما فشل في تحقيقه جورج بوش عسكريا قد ينجح في تحقيقه باراك اوباما ديبلوماسيا.

اخيرا نقول ان انهاء الحرب الباردة مع ايران يمكن ان تنهي ايضا الحروب المدنية في الشرق الاوسط, وما يسمى “الحرب الباردة” في الشرق الاوسط ليست “باردة” لان فيها عمليات قتل ودمار, وهذا ما يحدث فعلا في سورية واليمن هذه الايام.

في حالة انهاء الحرب الباردة (مثلما حدث بين اميركا والاتحاد السوفياتي) تهدأ عمليات تجارة وشحن الاسلحة, وتحرير شيكات الاثمان والاسعار, وهناك بارقة امل اليوم اذا ساعدت اميركا في عمليات التهدئة بين مختلف الفرقاء والطوائف والنظم المتصارعة, وبامكانها على سبيل المثال بذل بعض الجهود لضمان حكومة توافق بعد انتهاء نظام بشار الاسد مثلا.

ومن الطبيعي ان يكون ذلك خطوة نحو التهدئة خصوصا في ظل تحسين العلاقات مع ايران.

* عن “ذي اتلانتيك”

* ترجمة محمد صفوت

 

تواضعوا" وتمهّلوا!!

نبيل بومنصف/النهار

8 نيسان 2015

قد يكون افضل ما فعله أنطوني بلينكن نائب وزير الخارجية الاميركي انه خف رجله الى لبنان في اول زيارة لمسؤول أميركي بارز للمنطقة بعد التوصل الى الاتفاق – الإطار حول النووي الايراني ليس لرفع معنويات اللبنانيين من الحضيض فحسب، بل لتدارك اخطار التضخيم السياسي حول هذا التطور. لا نقول ان بلينكن نجح في "طمأنة" متوجس من هنا أو في "عقلنة" منتش بالسكرة من هناك، لأن حملة علاقات عامة أميركية فورية لن تكفي لاحتواء عاصفة هذا التطور الاستراتيجي. لكننا نذهب الى الأبسط، أي الى البعد الداخلي في نصيحة بلينكن بل "الزجر" في نبرته حيال أزمة الفراغ الرئاسي كأنه يقولها بالفم الملآن ان أميركا "لا تقرأ" الآن الا في كتاب مصالحها واولوياتها الكبرى الاشد جسامة من ان تتفرغ لأزمة لبنان فتواضعوا وعودوا الى رشدكم.

طبائع القوى الداخلية عندنا شكلت تاريخياً احد الأمراض العضوية لجهة سوء فهم السياسات الخارجية من جهة وثقل الارتباطات والتبعيات للخارج من جهة اخرى. ولكن المفارقة الساخرة تمثلت هذه المرة في ان الاتفاق النووي الذي أشعل النار في أثواب دول وستظل تداعياته متدحرجة الى سنين مقبلة حشر الساسة والقوى والأفرقاء اللبنانيين في خانة الضياع وإطلاق الأحكام "على الطاير". يستوي في ذلك المهلل والمتعجل للظهور مظهر المنتصر مع المتوجس والمتسرع في اطلاق الأحكام التي تحجم الاتفاق. نادرا ما يتسم سلوك القوى الداخلية بالتواضع والتريث في التعامل مع تحولات كبيرة كهذه، خصوصا متى كانت من طبيعة معقدة ومركبة وتستلزم الكثير من الوقت لتبيان تداعياتها. لا تلام القوى اللبنانية طبعا على إيلاء هذا الاتفاق الاولوية التي يستحق، خصوصا متى كان ارتباط فريق اساسي بإيران عضويا الى حد يستحيل معه عدم توقع تداعيات بعيدة المدى للاتفاق على الواقع اللبناني. ومع ذلك فان طبيعة التطور الذي لا يزال قيد الاستكمال لا تشبه أي تجربة سابقة حتى ان الدول المتوجسة منه تسير على رؤوس الاصابع لئلا تسقط في سوء الحسابات. ولا نرى أي فارق هنا بين نظام بشار الأسد الذي توهّم ان الحرب الدولية على داعش ستعود عليه بتعويم اعتراف العالم به بفعل العجز عن اسقاطه وربما الحاجة الى توظيف ما تبقى منه لغايات لن يفيد هو منها بأي شيء، وبين بعض المتوهمين اللبنانيين بان صفقة نووية عجلت في "تأهيل" واقع لبنان لحسم سياسي وربما غير سياسي لمصلحة فريق بعينه. ولعلنا سنرى تباعا ما يدهش، خصوصا عندما تتحول تصريحات الرئيس اوباما عنوان ترحيب انقلابي متدحرج لدى "أعداء الامس" من دون أي حكمة في التروي أيضاً اقله حتى حزيران

 

كأس السم!

المستقبل/07 نيسان/15

بشكل بالغ التوتّر والحنق، واصل خطباء «حزب الله» التهجُّم، هذا على المملكة العربية السعودية ممثلة بسفيرها في لبنان، وذاك على اجتماع كلمة العرب نصرة لليمن ونداء اليمن. المعزوفة نفسها، مكرّرة عند هذا الخطيب أو ذاك، لا يتفاضل أحدهما على الآخر إلاّ بمقدار التوتّر، وهل بغير التوتّر يمكن الدفاع عن منطق ضعيف من قبيل أنّ إيران أدرى من كل الدول والحكومات والشعوب العربية بالعروبة ومصلحة العرب؟! وهل يخدم التوتّر شيئاً آخر غير التشويش على الالتزام العربي للبنان، والاحتضان العربي للبنان واللبنانيين؟

لكن الروية تدفع الى التحسّب، فربما كان توتّر الخطباء يداري الحرج الكبير، بل أكثر، بعد اتفاق لوزان الأخير، الذي لم يُبقِ للممانعة دعامات واقعية تسند اسمها هذا، والذي خرج غير مسؤول متشدّد داخل النظام الايراني يعبّر عن غيظه الشديد حياله، في حين ابتدع نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم مقولة طريفة من قبيل «الاتفاق النووي انتصار لمشروع المقاومة ومصلحة شعوب المنطقة ككل وليس مصلحة ايران فقط». انتصار رؤية منشآت تكنولوجية بعشرات مليارات الدولارات يدمّرها الإيرانيون بمعرفتهم تحت رقابة الدول الكبرى، دون وزن يُقام للسيادة الوطنية الايرانية؟ الاتفاق انتصار؟ وهل التوتّر الايراني بإزاء اجتماع كلمة العرب في اليمن يعبِّر عن انتصار أم لتغطية تجرّع كأس السمّ مرّة أخرى، باستعادة المقولة الشهيرة للإمام الخميني يوم موافقته على وقف إطلاق النار وسط تقدُّم القوات العراقية في الثمانينيات؟ المكابرة اللفظية تريد التغطية على الكأس نفسها، وقبل أن يقول الإمام الخامنئي رسمياً إنّه سيرتشفها على غرار سَلَفِه الخميني

 

التحالف يتهم إيران و«حزب الله» بمحاولة هدم اليمن

عناد العتيبي - الرياض - خالد العمري وعبدالواحد الأنصاري وعمر الضبيبان - نيويورك الحياة/08 نيسان/15

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن القوات المسلحة السعودية تقوم بواجبها وتدافع عن الدين قبل أي شيء. وقال في كلمة أثناء لقائه قادة وكبار ضباط وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني ورئاستي الاستخبارات العامة والحرس الملكي، في الرياض أمس، إن أمن المملكة واستقرارها الداخلي والخارجي «مسؤوليتنا جميعاً». وخاطب القادة والضباط قائلاً: «أنتم بكل قواتنا المسلحة العسكرية قائمون بواجبكم، وأنتم، كما قلت لكم وأكرر، أبناء هذا الوطن، وأحق من يدافع عنه أبناؤه». (للمزيد)

ومع اعلان قيادة تحالف «عاصفة الحزم» الذي تقوده السعودية، أمس، أن العمليات العسكرية في يومها الـ13 «تسير في أحسن حال وفق المخطط لها»، قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إثر لقائه ولي ولي العهد ووزيري الخارجية والدفاع في الرياض أمس، إن الولايات المتحدة تسرع إمدادات السلاح للتحالف، الذي يواجه الحوثيين في اليمن. وأعلن أن واشنطن تسرع تبادل المعلومات الاستخبارية مع قوات التحالف. وأضاف بلينكن أن «السعودية تبعث رسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم بأنهم لن يسيطروا على اليمن بالقوة». والتقى نائب وزير الخارجية الأميركي، أثناء زيارته الرياض أمس، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. ولوحظ أن وفده في المحادثات التي أجراها في الرياض ضم سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ماثيو تولر، الذي يتخذ قنصلية بلاده في جدة (غرب السعودية) مقراً موقتاً لممارسة أعماله.

وجدد المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي، المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد حسن عسيري الاتهام، في إيجازه الصحافي اليومي أمس بقاعدة الرياض الجوية، لإيران بالتورط في دعم الحوثيين. وقال إن الحكومة اليمنية عرضت منذ عام 2002 أسلحة إيرانية موجهة إلى الميليشيات الحوثية، لكن المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً. وأشار إلى الأسلحة والذخائر الإيرانية التي استخدمها المتسللون الحوثيون على الحدود السعودية الجنوبية، في محاولة اختراقها عام 2009. وقال إن إيران ظلت ترسل 14 رحلة جوية من طهران إلى اليمن لتزويد الميليشيات الحوثية بالذخيرة، التي ثبت من مقاطع الفيديو التي التقطتها طائرات التحالف للمستودعات المستهدفة في اليمن، أن حجمها ضخم جداً. واتهم عسيري إيران و«حزب الله» اللبناني بتدريب الميليشيات الحوثية، ومساعدتها في مسعاها الرامي إلى هدم الدولة اليمنية، وفي مهاجمة الرئيس الشرعي لليمن. وزاد: «أؤكد أن هذا المشروع (الحوثي) يهدف إلى تفكيك الدولة وتدمير اليمن. ونحن لن نقبل هذا السلوك، ولذلك نمنعه، استجابة لطلب الحكومة اليمنية الشرعية».

وكان سفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير أبلغ صحافيين أول من أمس في العاصمة الأميركية بأنه لا يوجد اختلاف في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن على حقيقة الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين. وقال إن إيران تقدم للحوثيين دعماً مالياً، وتساعدهم في بناء مصانع الأسلحة، وتزودهم بالسلاح، علاوة على وجود إيرانيين يعملون إلى جانب الحوثيين. وأضاف: «لا نرغب في أن يتكرر خطأ حزب الله في لبنان مع الحوثي في اليمن». وأكد «أن الدعم الذي نجده من شركائنا في التحالف أو من حلفائنا حول العالم، سواء من فرنسا أم بريطانيا أم الولايات المتحدة ينمو بقوة». مؤكداً في الوقت نفسه وجود جهود للبحث عن حل سياسي في اليمن.

وأكد العميد عسيري أمس، سلاسة الاتصالات بين قيادة قوات التحالف والمنظمات الإنسانية والدول في شأن الإغاثة وإجلاء الرعايا من اليمن. وأشار إلى أن الإجراءات التي تفرضها قوات التحالف لتنظيم العمل الإنساني والإجلاء تتم بهدف ضمان سلامة الطواقم والطائرات ومن يتم إجلاؤهم. وقال: «نؤكد أن (هدفنا) السلامة، ثم السلامة، ثم السلامة».

وفي شأن الوضع في العاصمة اليمنية الموقتة عدن، أوضح أن الاشتباكات الراهنة بين اللجان الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية والمتمردين من الجيش اليمني وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من الجهة الأخرى باتت تنحصر في جزء بعينه داخل عدن، فيما يعم الاستقرار بقية أرجاء المدينة الجنوبية. وأشار إلى بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس عن الوضع الإنساني في عدن، الذي يحمّل الميليشيات الحوثية مسؤولية استهداف المواطنين والمستشفيات وسيارات الإسعاف، مؤكداً استمرار الدعم الجوي للجان الشعبية للتصدي للأعمال التخريبية التي يقوم بها الحوثيون.

وذكر المتحدث باسم قوات التحالف استمرار العمل على تحقيق أهداف الحملة الجوية، بالتركيز على ضرب معسكرات الحوثيين وأنصار صالح في صنعاء وتعز وإب والضالع. وحذر من أن التحالف يستهدف جميع ألوية الجيش اليمني ومواقع الميليشيات ومستودعات الذخيرة والأسلحة. وأكد «أن عمليات التحالف مستمرة، وستحقق هدفها». وأشار إلى أن الغارات استهدفت أمس مستودعاً عسكرياً قرب الضالع، و11 مستودعاً للذخيرة، أحدها في صعدة (شمال اليمن) قرب الحدود الجنوبية للسعودية. وأكد مشاركة طائرات التحالف في غارة على قاعدة العَنَد الجوية في لحج (قرب عدن)، بعدما حاولت الميليشيات الحوثية استعادتها أمس، وتمكنت اللجان الشعبية من فرض سيطرتها على القاعدة.

وفي شأن الحدود الجنوبية للسعودية، قال عسيري، إن وضعها مستقر، وإن القوات السعودية تقوم بمهماتها هناك على أكمل وجه. وأشار إلى غارات على معسكرات الخالد والحمزة والرفاع، حيث تحتشد قوات موالية للرئيس المخلوع، إضافة إلى مواقع خاصة بقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح. وزاد: «لن نسمح للحوثيين بتغير الوضع على الأرض». ورفض ما يتردد عن طول فترة العمليات الجوية، قائلاً: إن 13 يوماً تعتبر قليلة في تاريخ العمليات الحربية، وخصوصاً أن التحالف يستهدف ميليشيات، وليس جيشاً نظامياً. وأضاف أن تلك الأحاديث «يرددها من بنوا تلك الميليشيات بكاءً على فشل مشروعهم في اليمن». وفي نيويورك وزع الأردن الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري، مشروع القرار العربي المعني باليمن وتلقى ردوداً تضمنت طلب المزيد من الوقت للبحث فيه ومناقشته. وتقرر في ضوء ذلك عقد جلسة مشاورات على مستوى الخبراء. ووصف المندوب السعودي الدائم السفير عبدالله المعلمي مشروع القرار بانه «شامل يغطي كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية وعملية استئناف الحوار التي هي اهم جزء من القرار». وقال: «لا نتوقع فيتو روسي ونأمل ان تؤيد موسكو القرار لان رد فعلها كان ايجابياً ولم تعترض على شيء بل تتفاعل معنا إيجاباً ولا ارى اي رد فعل عنيف». وقال السفير اليمني خالد اليماني ان مشروع القرار العربي يفرض حظر الاسلحة على الحوثيين ويضيف اسم احمد علي عبدالله صالح وعبد الملك الحوثي الى قائمة الخاضعين للعقوبات.

 

اليمن - لبنان: بين تعريب وتفريس

عبد الوهاب بدرخان/النهار

8 نيسان 2015

ها قد أضاف اللبنانيون اليمن الى انقساماتهم، وكأن "بنك أهداف" الخلافات تناقص فكان لا بدّ من... صنعاء! وهذه تعرّضت في 21 أيلول 2014 لما تعرّضت له بيروت في 7 أيار 2008، على أيدي مواطنين – غزاة من "المدرسة" نفسها. لكن المشتركات مع اليمن كثيرة، فميليشيا الحوثي شاركت أيضاً في الحوارات الوطنية ولم تدحض نتائجها بل باشرت تحركاً عسكرياً لنسفها، كما أنها مارست الاحتقار نفسه للدولة ولجيشها الذي توظّفه حالياً في مغامرتها البائسة، ثم إنها برهنت باكراً جداً - خلافاً لرديفها اللبناني - أنها معنية بالمشروع الايراني لا بأهداف "وطنية"، اذا جاز التعبير. وقد اجتمع لدى الحوثيين دافعان: الأول، أن بقاء الدولة موحّدة سيطرح مسألة سلاحهم – غير الشرعي – أما قيام دولة أقاليم فقد يلد دويلات ذاتية التسلّح تحصرهم في اقليمهم. والثاني، وقد يكون الأهم، أن مسار المرحلة الانتقالية والصيغة التي ستنبثق منها لا يناسبان الأجندة الايرانية. لذا انبرى الحوثيون لمشروع لا يستقيم قبلياً ومذهبياً ومناطقياً، ولسيطرة لن تتيسر لهم، إما لأنهم عوّلوا على حليف مخلوع (علي عبدالله صالح) وإما لأنهم تمتعوا بمنسوب مهم من الغباء، وكأنهم لا يعرفون طبيعة مجتمعهم (غير الطائفي/ المذهبي) وتقلّباته، اذ يستحيل فيه غداً ما هو ممكنٌ اليوم. وهكذا، بدوا كمن يدعس"على غطشٍ وبغش" وليس بصحبتهم سوى "سعار/ جوع" للتسلّط لا يماثله سوى السعار الايراني للنفوذ.

عندما يبالغ أي طرف في استخدام سلاحه غير الشرعي لفرض أمر واقع، مستنداً الى طرف خارجي، فإنه يستدعي بالضرورة كل أنواع التدخلات الخارجية. وعندما يبلغ التجبّر بهذا الطرف حدّ تغيير حقائق البلد،فإنه يصبح "تكفيرياً" بالمفهوم الوطني البحت. فالوضع في لبنان على حافة الهاوية ولا يمنع سقوطه سوى "تفاهم" دولي - اقليمي هلامي هشّ لا يرقى الى اجبار "حزب الله" على اطلاق الانتخابات الرئاسية التي اختطفها ليبقي "الشرعية" منقوصة، أو الى اجباره على احترام الدستور الذي يقول إن "لبنان عربي الهوية والانتماء" بمعزل عن أي منحى طائفي، فلا سبيل ولا مجال لفرض "هوية فارسية" للانتماء الى "امبراطورية" مستدعاة من مجاهل التاريخ.

أما الوضع في اليمن ففرض تدخلاً عربياً لأن الجشع الايراني - الحوثي تجاوز الخط الأحمر الاقليمي – الدولي، وليس لأن ثمة "امبراطورية" مضادة تريد اثبات نفسها. فقد كان متاحاً للحوثيين أن يشاركوا في الحكم الشرعي، حتى بأكثر مما يستحقّون، لكنهم فضلوا الخراب مسترشدين بنهج "الاسد أو نخرب البلد"، اذ أنهم بدورهم يريدون تغيير هوية بلدهم كما عبّر عنها الدستور بـ"دولة مدنية ديموقراطية عربية مسلمة"، ولا سبيل ولا مجال لفرض "ولاية الفقيه" أو التفريس عليها

 

اتهام النظام السوري بـ «نشر الفوضى والدمار» في إدلب

آالأربعاء، ٨ أبريل/ نيسان ٢٠١٥  موسكو - رائد جبر/الحياة

لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - اتهمت المعارضة قوات النظام بتدمير البنية التحتية لمدينة ادلب في شمال غربي البلاد لـ «نشر الفوضى» وزحف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الى المدينة بعد خروجها عن سيطرته، في وقت افيد بشن الطيران ثمانية آلاف غارة خلال ثلاثة اشهر، وسادت اجواء تشاؤمية في اليوم الثاني لـ «منتدى موسكو» بعد اعتقال اجهزة الأمن شخصية معارضة بعد مشاركتها في منتدى حقوقي في جنيف. (للمزيد).

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس بأنه «وثق 7972 غارة بينها 4425 برميلاً متفجراً، ألقتها طائرات النظام المروحية، على مناطق في البلاد، ما ادى الى مقتل 1126 مدنياً بينهم 231 طفلاً».

وأفاد «المركز الصحافي السوري» بأن مئة غارة شنت على ادلب امس، فيما قال «الائتلاف» في بيان ان «معدل القصف ارتفع بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية في إدلب وريفها منذ سيطرة الثوار عليها، ما تسبب بدمار كبير في المباني السكنية والمرافق العامة بنسبة تزيد عن 15 في المئة بينها المشفى الوطني ومبنى المحافظة وسط المدينة، اضافة الى نزوح ثلثي الأهالي». وأضاف: «ان جهوداً تبذل لاستقرار المدينة من خلال إدارة المناطق وتأمين المؤسسات والمديريات وحماية المدنيين، بينما يسعى الأسد لنشر الفوضى والدمار في المدينة»، محذراً من «استغلال تنظيم داعش الإرهابي من نشر الفوضى التي يسعى لها النظام، والزحف نحو المدينة».

في جنوب دمشق، ارتفع إلى 25 عدد «البراميل المتفجرة» التي ألقتها مروحيات النظام على مخيم اليرموك. وبحث وفد من رام الله برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احمد المجدلاني في دمشق اوضاع المخيم مع مسؤوليين سوريين وفصائل فلسطينية، فيما وقت دعا الناطق باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» انور رجا الى «اللجوء الى القوة لإخراج الإرهابيين من المخيم بالتنسيق مع الدولة السورية».

سياسياً، ساد التشاؤم في لقاء 32 شخصية معارضة في «منتدى موسكو»، بعد وصول نبأ توقيف اجهزة الأمن صالح النبواني على الحدود السورية - اللبنانية لدى عودته من ندوة حقوقية في جنيف وعدم رفع حظر السفر عن رئيس «تيار بناء الدولة» لؤي حسين المدعو للحوار. لكن المشاركين نجحوا في الخروج بورقة مشتركة لعرضها امام وفد النظام اليوم، وسط توقعات بأن ينضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقاء. وعلم ان انطوان لحام اجرى اتصالات مع معارضين ومسؤولين روس بصفته ممثلاً للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا.

وضمت الورقة التي ستقدم الى وفد النظام 12 بنداً، بينها «التأكيد على حتمية الحل السياسي على اساس جنيف 1 والعمل على التمهيد لـ «جنيف3»، اضافة الى مطالب بينها «الوقف الفوري لكل اعمال العنف والقتال ومواجهة المشكلات الإنسانية ومكافحة الإرهاب ومواجهة قوى التدخل الخارجي وتحرير الأرض السورية». وينتظر ان يلقي لافروف بياناً امام الحاضرين اليوم، وقال مشاركون انهم يأملون بأن «يتعامل وفد النظام بإيجابية اكبر من المرة السابقة مع المطالب والرؤى المطروحة». وقال احدهم لـ «الحياة» انه لمس «استياء روسيا بسبب عدم ابداء النظام استعداداً لتقديم خطوات ملموسة تدفع عمل المنتدى»..

 

نص مقابلة السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية
موقع
المنار

نص مقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة الإخبارية السورية يوم الاثنين 6-4-2015

ـ سؤال: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدي الإخبارية السورية على الهواء مباشرة، ضيفنا ضيف خاص على شاشة الإخبارية السورية وعلى الإعلام الوطني السوري، نرحب به مباشرة. سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حياك الله، أهلاً ومرحبا بك لأول مرة على شاشة الإخبارية السورية.

ـ السيد نصرالله: أهلاً وسهلاً بكم.

ـ سؤال: أهلاً بك. بالتأكيد الجميع ينتظر ماذا سيتحدث سماحة السيد. بطبيعة الحال سنستمع إلى الكثير اليوم من سماحة السيد لنعرف ماذا سيقول عن خطوط التماس، والعلاقة مع سوريا وإيران، عن العدوان على اليمن وحروب البقاء والعرب عن فلسطين المحتلة والحرب مع العدو. أهلاً ومرحباً بك من جديد سماحة السيد، شرّفتنا على الهواء مباشرة عبر هواء الإخبارية السورية. أنت موجود هنا على قناة وطنية سورية لأول مرة، بالتأكيد هناك دلالة أو هدف ما تريد أن توصلوها اليوم ما هي؟

ـ السيد نصرالله: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أيضاً أرحب بك وبهذه القناة المقاومة والمناضلة، وأتمنى إن شاء الله أن يكون هذا اللقاء مثمراً ومفيداً.

في الحقيقة أنا على تواصل دائم مع الشعب السوري، مع الجمهور السوري من خلال الكلمات والخطب، تعرفين أنني قليلاً ما أُجري مقابلات تلفزيونية أو صحافية، منذ مدة طويلة طلب مني من قبل إدارة القناة هذا اللقاء، وأنا كنت دائماً أتحين الفرصة ومشتاق لهذا اللقاء. الحمد الله الآن توفرت هذه الفرصة خصوصاً مع حصول أحداث وتطورات مهمة يمكن التطرق إليها والحديث عنها دون تكرار لما كنا دائماً نقول في الخطب أو في المقابلات السابقة. ولا شك بأن المرحلة هي حساسة جداً ومهمة جداً، ولذلك هذا النوع من التواصل مختلف مع الشعب السوري، مع الرأي العام العربي، خصوصاً في هذه المرحلة، بإعتقادي كان ذلك مهماً، مع توفّر الفرصة والحاجة تأمن إن شاء الله هذا اللقاء.

ـ سؤال: نشكرك، ووجودك لأول مرة عبر شاشة الإخبارية السورية يقدر ويثمن. أبدأ بسؤال قبل أن ندخل في المحور في سوريا تحديداً، المنطقة في صراع وصراع دامٍ. سماحة السيد تعتقد أنه صراع ديني أم سياسي؟

ـ السيد نصرالله: لا نقاش في أنه صراع سياسي وإنما يُستخدم فيه الدين أو الشعارات الدينية أو العناونين الدينية، والكثير من الصداقات والعدوات والتحالفات والحروب التي جرت وتجري الآن في المنطقة، خلفياتها سياسية وأهدافها سياسية، وإنما الكثير من الأشخاص يستغلون الدين في هذه المعارك.

للأسف لو تم الإستفادة من القيم الدينية في معارك الحق هذا لا مشكلة فيه كما في حربنا مع العدو الإسرائيلي وطبعاً مع التمييز بين الموضع الديني والموضع الطائفي. أنا أقدّم شاهداً بسيطاً وواضحاً، باعتبار الآن إيران هي عنوان كبير في المنطقة سواء في التحالف أو في العداوات، عندما كان يحكم إيران نظام الشاه، الشاهنشاه محمد رضا بهلوي، السعودية ودول الخليج وأغلب الدول العربية التي كانت مثلاً في المحور الأمريكي أو الغربي عموماً كانت على علاقة قوية جداً بالشاه وبنظام الشاه ليس مع الشخص يعني، علاقات إقتصادية وعلاقات أمنية وعسكرية وعلاقات إستراتيجية، لم يخرج أحدا من أمراء السعودية أو علماء السعودية أو من مفتي السعودية ليقول كيف تقيمون علاقة مع إيران، هذا شيعي هذا رافضي مثلاً. حسناً، الشاهنشاه محمد رضا بهلوي كان مسلماً، لكن هو بحسب التوزيع المذهبي الذي الآن يعمل عليه والطائفي لم يكن سنياً كان شيعياً بالتوزيع الحالي. إذاً النظام الإيراني الملكي الإمبراطوري الذي مذهبه شيعي وهو كان طبعاً يهتم بالشعائر الشيعية، كان طاغية، بالسياسة كان عند الإمريكان حليف إسرائيلي، لكن في الظاهر يطبع القرآن كما يطبعه الملك السعودي وكان يذهب إلى المشاهد المقدسة التي نسميها نحن لأئمتنا أئمة الشيعة، وكان زوجته تذهب إلى النجف الأشرف وتزور مرقد الإمام علي إبن أبي طالب عليه السلام وكان ملوك وأمراء الخليج وعلماء الخليج وعلماء الوهابية بالتحديد يشاهدون هذا، لم يعترض أحد على الإطلاق على العلاقات السعودية الإيرانية ولم يفتح أحد هذا الملف. في ذلك اليوم إيران كانت إمبراطورية فارسية، لم يفتحوا مل الفارسية ولا تكلموا عن مجوس ولا تكلموا عن شيعة ولا تكلموا عن رافضة، لماذا؟ لأن الشاه في حلفهم السياسي وهم عند سيد واحد هو السيد الأميركي، هو حليف إسرائيل الإسترايتيجي.

عندما جاء الإمام الخميني وانتصرت الثورة الإسلامية في إيران وبدا أن الإمام الخميني وثورته سيقفان إلى جانب الشعوب العربية في مواجهة العدو الإسرائيلي إلى جانب فلسطين، فتح سفارة لفلسطين، أعلن أن القدس وفلسطين هي قضية عربية وهي قضية إسلامية، قضية المسلمين جميعاً، أعلن قطع العلاقات أو العداء مع السيد الأميركي فقلبوا جميعاً له ظهر المجّن وبدأنا نسمع لغة جديدة، إيران فارسية، إيران مجوسية، لم ينجح هذا المنطق، إيران الشيعية، إيران الرافضية.

إذاً الكلام في الموضوع الديني أو في الموضوع المذهبي وفي الموضوع الطائفي هو فقط وسائل تستخدم بشكل سيئ وبشع لخدمة أغراض سياسية. الصراع الموجود في المنطقة ليس صراعاً دينياً، حتى مع إسرائيل. اليهود هم أتباع دين سماوي، طبعاً الإسلام له رؤية حول الديانات السماوية الأخرى، كانوا موجودين وما زالوا موجودين في الكثير من البلدان العربية والإسلامية، نحن مشكلتنا مع الصهاينة الذين جاءوا واحتلوا فلسطين واعتدوا على الشعب الفلسطيني وعلى سوريا وعلى لبنان وعلى كل المنطقة وقتلوا وارتكبوا المجازر، وليست حربنا أو قتالنا أو معركتنا هي معركة مسلمين ويهود، هي معركة مسلمين وصهاينة. إذاً ما يجري في المنطقة أكتفي بالقول أنه هو سياسي بإمتياز، لخدمة أهداف سياسية ومشاريع سياسية يتم إستغلال الدين فيها في كثير من الأحيان بشكل خاطئ وسلبي وسيئ ويسيئ إلى الدين نفسه.

ـ سؤال: سنتحدث كثيراً اليوم عن العدو الإسرائيلي، ما الذي يفعل في المنطقة، لا سيما أن كل الصراعات التي تجري يبدو أن الأيادي الصهيونية هي حاضرة. أبدأ بالمحور الأول سماحة السيد إذا سمحت لي، سوريا تعنيكم وتعني لكم الكثير كنا قد تحدثنا قبل أن نكون على الهواء مباشرة بأن لسوريا "معزّة خاصة" مثل ما نقول عنها بسوريا بقلبكم، هل اخترتم فعلاً دخول الحرب إلى سوريا؟

- السيد نصرالله: نعم، نحن هذا كان خيارنا وكان خياراً معلناً، نحن لم نخفِ هذا الأمر، وأعلناه بوضوح وذكرنا الأسباب الموجبة لدخولنا ومشاركتنا في الصراع أو في المواجهة القائمة في سوريا، بملء إرادتنا ووعينا وإنطلاقاً من إحساسنا بالمسوؤلية التاريخية في هذه المرحلة.

ـ سؤال:  لم يكن هناك مشاورات تجري بين الحلفاء لدخول حزب الله أو أن لا يدخل حزب الله في هذه المعركة.

- السيد نصرالله: في لبنان يعني؟

ـ سؤال: في لبنان وفي المنطقة بشكل كامل؟

- السيد نصرالله: لا، أولاً، في لبنان حقيقة نحن لم نخبر حلفاؤنا حتى لا نحرج أحداً. وبعد أن دخلنا وأعلنت أنا الدخول فيه، كان في إحتفال في ذكر انتصار 25 أيار، بعدها أرسلت لأصدقائنا وحلفائنا في لبنان أنه أنا أعتذر منكم لم أخبركم لم أشاوركم حتى لا تتحملوا تبعات هذا الدخول، هذه مسؤولية نحن سنتحملها ونتحمل تبعاتها، وأنتم لو سألكم أحد في لبنان أو في خارج لبنان نتيجة تعقيد العلاقات الموجودة دولياً وإقليمياً وعربياً أنكم هل أنتم وافقتم على دخولنا، تستطيعون القول وأنتم صادقون، يعني بكل صدق، تقولون والله حزب الله لم يسألنا، وأنتم أحرار في الموقف التي تتخذونه، يعني نحن لم نطالب حلفاءنا في لبنان بتأييد دخولنا إلى سوريا ولم يكن لدينا مشكلة لو انتقدنا أحد منهم أو اعترض على قرارنا هذا أو سكت، نحن قلنا للجميع أنتم يعني "خذوا راحتكم" نحن لا نلزمكم بشيء، نحن هذا القرار نعتبره مسؤولية تاريخية نتكلم عنها بعد قليل وبالتالي أنتم أحرار في أن تتخذوا الموقف الذي ترونه مناسباً، طبعاً مع القيادة السورية بالتأكيد كان يوجد نقاش وتشاور وبناءً على تقدير أنه ينبغي أن نتخذ خياراً من هذا النوع، اتخذنا هذه الخيار.

ـ سؤال: هل كنتم تتوقعون أن دخولكم إلى سوريا لن يطول حتى هذه اللحظة، سماحة السيد؟

- السيد نصر الله: منذ البداية التوقع واضح أن سوريا أمام معركة قاسية جداً وطويلة جداً وكبيرة جداً، ولو عدنا إلى البدايات من الأسابيع الاولى، أنا أذكر أنه سواء على المستوى الدولي والإقليمي العربي وحتى المحلي عندنا في لبنان، على مستوى وسائل الاعلام، المراقبون، المحللون، والكل كان يتعاطى أن سوريا ستسقط وتنهار خلال شهرين أو ثلاثة أشهر. ونحن على هذا يجب أن نبني أن حجم الموأمرة  على سوريا وحجم المعركة التي أعدّت لسوريا منذ البداية كان كبيراً جداً، عظيماً جداً. وبالتالي نحن لم نذهب إلى معركة ونتصور فيها أننا في معركة ستدوم سنة أو سنتين أو أقل أو أكثر أو لعدة شهور. كان واضحاً من البداية أن المعركة قاسية وكبيرة وطويلة، لأننا عندما نأخذ مشهد الاصطفاف الدولي والإقليمي والمحلي والاصطفاف في المنطقة وحجم الاستهداف، كان من الواضح أننا لسنا أمام معركة قصيرة أو بسيطة، ونحن كنا تنوقع أننا سنبقى إلى الآن، وأيضاً المعركة مفتوحة، إلى أي حد؟ طبعاً هنا مجموعة عوامل تؤثر فيها ويرتبط بها.

- سؤال: تعتقد بأن كلمة مفتوحة يعني تتحدث عن فترة طويلة الأمد. الأرض في سوريا كمعركة، نتحدث عن معركة في سوريا .... الأهداف المرسومة لسوريا ما زالت في بداياتها؟

 - السيد نصر الله: منذ البداية كان هناك مجموعة أهداف، وهنا من الممكن أن نتحدث عن الأهداف وممكن أن نتحدث عن الأسباب. برأيي أنه منذ البداية بناء على الدراسة والمعلومات والمعطيات والمواكبة منذ البداية إلى اليوم، من الممكن أن ندخل إلى بحث الأسباب قليلاً. حتى الآن أغلب ما قيل حتى في الخطاب السوري أو في خطابنا نحن أو في خطاب حلفائنا وأصدقائنا أن سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ولأنها مقاومة أو لأنها جزء أساسي من محور المقاومة وهذا صحيح مائة بالمائة، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد. ولذلك لا أريد أن أشرح هذا السبب الأول لأننا نعرفه جميعاً. نستفيد من الوقت وأقول هناك أسباب أخرى.

السبب الثاني، الذي قد يكون السبب الأول في الحقيقة إذا أردنا أن نتحدث في الأولوية والأهمية أن سوريا خلال العقود الماضية، ولكي نحصر الحديث، منذ زمن فهمنا ووعينا من زمن قيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى زمن السيد الرئيس بشار الأسد هي دولة أولاً مستلقة في قرارها، هي التي ترسم استراتيجياتها وهي ترسم سياسيتها وهي تحدد مصالحها وهي التي تحدد تحالفاتها وعداوتها وعلاقاتها وإن أردنا أن نتحدث على مستوى المنطقة نبحث عن نموذج دولة حقيقةً دولة مستقلة وقرارها وطني فسوريا هي واحدة من الدول القليلة في المنطقة. إذاً هي أولا دولة مستقلة، ذات قرار مستقل، وأنا لا أتحدث عن هذا نتيجة عاطفة أو مودة لأن هذا الموضع متابع من قبلي في الحد الأدنى خلال خمس وعشرين سنة من المتابعة المباشرة. ثانياً إن سوريا الدولة المستقلة هي دولة محورية في الإقليم، أي ليست فقط هي صاحبة قرار وطني، هي صاحبة قرار اقليمي مستقل أيضاً وهي لاعب أساسي في الإقليم.

- سؤال: بمعنى؟

ـ السيد نصرالله: بمعنى أنه ليس من الممكن الحديث عن مستقبل المنطقة ومستقبل الإقليم بمعزل عن سوريا وعن القرار في سوريا، موضوع فلسطين  موضوع لبنان، موضوع بلاد الشام عموماً، حتى موضوع العراق، حتى موضوع تركيا، موضوع البحر الأبيض المتوسط. بالحد الادنى لو تحدثنا عن الإقليم المباشر، لا يمكن لأحد أن يرسم مستقبل المنطقة بمعزل عن الإرادة السورية والقرار السوري وهذا أيضاً واضح خلال كل السنوات الماضبة، هذا كان واضحاً.

سوريا في هذا السياق، وأنا أقول خصوصاً بعد رحيل الرئيس الأسد، هم رأوا أن - وهذا من الإيجابيات للرئيس بشار الاسد ـ يحتاج إلى تثبيت حكمه، وهو قائد شاب وأمامه فرص جديدة، وهو يحتاج إلى هذا النوع من العلاقات، ولذلك إذا لاحظتم، انفتحت مجموعة كبيرة من العلاقات: تركيا، وهذه المحبة لم تأتِ بشكل مفاجئ من السيد أردوغان، وهذه المحبة من الممكلة العربية السعودية ومن قطر ومن دول أخرى. هذا كان له علاقة بالتوجيه، توجيه اسم اتركونا نأخذ سوريا، ليس من تبعية إلى أخرى فهي ليس لها أي تبعية لا لروسيا ولا لإيران ولا لأي من حلفائها هي حقيقةً دولة مستقلة وذات قرار مستقل، هم كانوا يريدون أن يصادروا القرار السوري، لكن المعبر كان عبر العلاقات الدبلوماسية التجارية والاستثمار والمال والسياحة. مليارات الدولارات من أجل المشاريع داخل سوريا، لكنّ الهدف الحقيقي كان هو مصادرة القرار السوري وكل من موقعه ومن حيثيته. هذا الموضوع تأكد خلال الحوادث المختلفة.

مثلا أنا حين أستشهد على القرار المستقل أطرح كمثل ما حصل العام 2003، حين جاء الأمريكان وقاموا باحتلال العراق وقبل ذلك احتلوا افغانستان وكانت حادثة 11 أيلول قد وقعت، وجورج بوش يشن هجوماً على كل المنطقة وحالة رعب شديدة عند الحكام. في هذا الوقت جاء كولن بول إلى سوريا ومعه لائحة مطالب وافترض هو ـ لأن كل المنطقة مرعوبة من الأمريكان والدبابات الامريكية أصبحت على الحدود العراقية السورية ـ أن الرئيس الاسد لن يناقش أصلاً، سيستجيب كحال بقية الحكام العرب، لكن هذا الأمر لم يحصل منه شيئ، وكان المطلوب من الرئيس الأسد في الحقيقة موضوع لبنان، موضوع فلسطين، موضوع فصائل المقاومة، كلها كانت بداية لهيمنة أمريكية على القرار السوري. لكن شجاعة الرئيس الأسد وحكمته وثباته وثبات الموقف في سوريا أثبتت للقاصي والداني أن هذه دولة تأخذ قرارها باستقلال وتراعي مصالحها وتنطلق من قيمها ومبادئها، وكل ما يجري في المنطقة وفي العالم لا يرعبها ولا يخيفها. دليني على أي دولة عربية عندها مميزات من هذا النوع.

جاء 2005 حادث اغتيال الرئيس الحريري، استُغل هذا الحادث ووُجهت اتهامات في نفس اللحظة، ولذلك أنا أقول من قتل الرئيس الحريري كان قد جهز كل السيناريو، السياسي والإعلامي والشعبي، اتًهمت سوريا وأصبح يوجد تحريض كبير جداً على سوريا في لبنان وفي المنطقة والتهديد، اضطرت سوريا لمصالح صحيحة و حقيقية أن تخرج من لبنان ولكنها لم تخضع، لم تدخل في الحلف الأميركي الغربي السعودي الفلاني الفلاني...

ثم أتت حرب 2006 والهدف كان سوريا، كل المعطيات والمذكرات الموجودة الآن وكل ما نُشر من معلومات كانت تقول إن لبنان أولاً حيث تنهار المقاومة في لبنان ثم يتم إستكمال ذلك في سوريا وليس أن يُنتظر وقت آخر، وكانت الحرب في 2006 قرارها أميركي وتنفيذه إسرائيلي، لم يكن الإسرائيليون هم أصحاب القرار.

سوريا وقفت إلى جانب المقاومة وصمدت المقاومة وانتصرت المقاومة وانتصرت سوريا، وفشل مشروع ال 2006 ومع ذلك هم بعد 2006 أتوا وحاولوا من خلال العلاقات الإيجابية وكذا.. وحاولوا من خلال كثافة اللقاءات، وأنا أعرف تفاصيل في هذا الموضوع، أن يصادروا القرار السياسي الإقليمي في الحد الأدنى لسوريا. ولكن الرئيس الأسد كان يرى مصلحة سوريا ومصلحة القضية الكبرى التي يؤمن بها، ولذلك الأمور التي كانت تنسجم مع المصلحة كان يتجاوب معها والأمور التي لا تنسجم مع تلك المصلحة كان لا يتجاوب معها، وهم وجدوا بعد التجربة أن هذه القيادة وأن هذا النظام لا يمكن أن "يدخل في جيبة أحد" من دول المنطقة، لا يمكن أن يصبح تابعاً لا للملوك ولا للأمراء، ولا للسلاطين الجدد في تركيا، لذلك صار إعداد العدة للسيطرة على سوريا، إذا أمكن السيطرة، وإلا تخريبها وتدميرها وإسقاطها، وهذا ما ذهبوا إليه، لأن هذا هو سبب ثاني، أنا أطلت فيه قليلاً لأنه يجب الإضاءة عليه.

المعركة في سوريا في جانب من جانبها هي معركة الحفاظ على سوريا، وهي معركة المقاومة، إلى الآن هذا قيل وهذا صحيح، وهي معركة استقلال سوريا، واستقلال القرار السوري والموقع السوري، وأيضاً يضاف إلى ذلك سبب ثالث وهذا كُتب في كثير من الدراسات، وتكلم عنه الكثير من الباحثين وله علاقة بموضوع النفط والغاز ومضيق هرمز ومضيق باب المندب وروسيا وأوروبا والمعبر، هم يريدون من سوريا معبراً لنفطهم ولغازهم إلى أوروبا، وهذا مرتبط بوضع إقليمي ودولي معقد وطويل، ولذلك هم يريدون سوريا لهم، هم لا يريدون أن تكون سوريا للشعب السوري أو للنظام، هم يريدونها لهم لأنه يوجد مشاريع كبرى ترتبط بموضوع الثروة وبموضوع الطاقة، هم أرادوا تنفيذها دون أن يستفيد منها الشعب السوري والدولة في سوريا بما يحقق التنمية والتطور في كل المجالات.

وهناك أسباب كثيرة، وسأكتفي بهذه الأسباب لأقول نعم، هذا هو حجم الإستهداف، طبعاً القاعدة التي جيء بها إلى سوريا، هم حاولوا أن يستخدموها ولكن هي إستغلتهم، القاعدة كان لها مشروع آخر، لكن صار يوجد تقاطع مصالح أن وجود هذه الدولة وهذا النظام يحول دون تحقيق أهداف هذه الدول وأهداف القاعدة، القاعدة جاءت إلى سوريا وهذا موجود على مواقع الإنترنت التي لهم وكذلك دراساتهم، أنهم جاءوا إلى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة، والمشروع المطروح كان عندهم هو السيطرة على اليمن وعلى سوريا، وهذا الآن يدخلك إلى موضوع اليمن، القاعدة أساساً كانت تريد السيطرة على اليمن والسيطرة على سوريا ضمن مواصفات إستراتيجية محددة وموجودة في الدراسات وهي دقيقة، وهم استغلوا حاجة أميركا والغرب وكل الدول التي تآمرت على سوريا إلى المقاتلين، فجاءوا بمقاتليهم من كل الدنيا من أجل تحقيق مشروعهم هم، وليس مشروع الآخرين لكن كان يوجد تقاطع، لذلك سوريا منذ اليوم الأول، أنا أشهد وهذا كان فيه نقاش طويل في الكواليس الداخلية، عندما بدأت الأحداث في درعا في بداياتها ، ثم تطورت في أماكن أخرى، أنا أشهد  عن قرب أن السيد الرئيس الأسد كان حاضراً وكان جاهزاً للاستجابة للمطالب الشعبية المنطقية والمحقة، وكان منفتحاً على الحوار مع كل الفعاليات في كل المحافظات حتى على المستوى السياسي، لكن الآخرين عندما رأوا أن الدولة أو النظام يمكن أن يستوعب بداية الحركات التي حصلت في بعض المحافظات من خلال الاستجابة إلى مطالبها، دفعوا الأمور بقوة باتجاه العمل المسلح الواسع، وكلنا نتذكر بدايات الأحداث في درعا ونزول الجماعات ـ التي الآن يقولون عنها جماعات تكفيرية والمعروفة الهوية و الإنتماء والمظهر والشكل والشعارـ وأخذوا الأمور إلى المواجهة المسلحة الواسعة، لأنهم كانوا لا يريدون لا إصلاحات في سوريا ولا كانوا يسألون عن مطالب الشعب السوري ولا كانوا مستعدين للحوار، هم كانوا يريدون منذ البداية القرار الكبير: إسقاط هذا النظام لأنه مقاوم، ولأنه صاحب إرادة مستقلة ويؤكد إستقلال سوريا ولأنه يمثل الدور السوري الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا وإعادة سوريا إلى دولة عادية كبقية الدول العربية التي لا شأن لها فيما يجري في المنطقة، هذا حجم الموضوع، ولذلك من الطبيعي أن يكون حجم الهجمة كما قلت في البداية ضخماً جداً وكبير جداً إلى هذا الحد.

ـ سؤال: لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة على ما يبدو تحقيق جلّ هذه الأهداف التي تحدثتَ عنها سماحة السيد، اليوم على أبواب العام الخامس من الأزمة السورية الوضع على الأرض في سوريا كيف توصّفه؟ أين ترى أن هذا المخطط وصل في سوريا ؟ وأين تتقاطع المصالح اليوم؟ على الأرض نتحدث عسكرياً على الأقل مبدئياً.

ـ السيد نصر الله:دائماً نحن عندما نريد أن نُقيّم معركة أو حرباً كما حصل في الحروب السابقة، وفي معارك المقاومة وفي حرب تموز وفي حروب غزة، يجب أن نُقيّم الحرب على سوريا وأيضاً عندما نصل إلى اليمن يجب أن نُقيم الحرب على اليمن، دعنا نقول هل نجحوا في هذه الحرب؟ هذه الحرب فشلت، طالما أن الدولة موجودة والنظام موجود وهذا الموقع السيادي المقاوم موجود فالحرب لم تحقق هدفها الأصلي، وهو السيطرة على سوريا والهيمنة عليها ومصادرة قرارها ونقلها إلى مكانٍ آخر، إلى موقعٍ آخر، يعني في السياسة الإقليمية والدولية، طالما هذا لم يحصل هذا يعني أن الحرب حتى هذه اللحظة ـ نستطيع أن نقول ـ لم تحقق هدفها الحقيقي والأساسي، لأن المناطق التي ما زالت تحت إدارة الدولة والنظام العاصمة وكثير من المدن الأساسية عموماً أغلبها، ومناطق واسعة والجزء الأكبر من الشعب السوري أيضاً ما زال في مناطق وجود الدولة، إذاً الدولة موجودة والنظام موجود والقيادة موجودة، وأكثر من ذلك سوريا أجرت إستفتاء على تعديل الدستور وعلى الإصلاحات وعملت انتخابات نيابية وعملت إنتخابات رئاسية ـ نحن في لبنان من غير شر لسنا قادرين أن نعمل إنتخابات ـ وهذا يدل على أن الدولة موجودة والنظام موجود وفي نفس الموقع السياسي والقومي والسيادي والوطني، وهذا يعني أن الهدف فشل، السيطرة على مناطق في شمال إدلب وحتى على مدينة إدلب الآن أو في شمال حلب أو الرقة وبعض مناطق دير الزور وفي مناطق في درعا أو في الغوطة الشرقية هذا لا يُحقق الهدف.

الهدف لم يكن السيطرة على أجزاء من الأرض السورية، يعني عندما بدأت الحرب على سوريا لم يأت هذا الحلف ولاأريد هنا أن أدخل كثيرأ في الموضوع، الحلف الذي وقف خلف هذه الحرب وهو واضح سعودي تركي قطري عربي غربي أمريكاني وإسرائيل هي المستفيد الأول من كل ما يجري في المنطقة، هؤلاء لم يأتوا ليكتبوا أن الهدف من الحرب على سوريا أن نقتطع جزءاً من محافظة درعا، أو أن نأخذ منطقة إدلب أو أن نسيطر على الرقة، كلا، الهدف كان السيطرة على سوريا وإسقاط النظام وتدمير الدولة مثلما فعلوا في العراق، في العراق عندما دخلوا لم يحتلوه فقط بل دمروا الدولة العراقية، نهبوا الوزارات وكل شيء راح، تصوري أن المعارضة العراقية التي طالما استخدم صدام حسين هذا الجيش لضربها وسحق عظامها كانت تطالب بالحفاظ على الجيش العراقي، ولكن الأميركيين وجماعتهم في المنطقة ومنهم بعض دول الخليج التي كان لهم مصلحة دائمة أن لا يكون هناك جيش عربي قو، وهذه مصلحة مشتركة بين بعض دول الخليج وإسرائيل، ذهبوا ليحلوا الجيش العرقي، مع أنهم كانوا يستطيعون الإستفادة منه. فكان المطلوب في سوريا الهيمنة  عليها وتدمير الدولة وتدميرالجيش والسيطرة، فهل سقطت سوريا؟

كلا لم تسقط، نعم هناك أجزاء من سوريا سقطت عسكرياً، لأسباب موضوعية وطبيعية، لكن أعتقد أن الهدف حتى الآن لم يتحقق والسبب بعد رعاية الله سبحانه وتعالى صمود وشجاعة القيادة السورية والجيش العربي السوري والقوات الشعبية على مختلف أسمائها، والدولة بأركانها وأيضاً هذا الإحتضان الشعبي الكبير. البعض يقول لك إن هذه حرب بين النظام وشعبه، فهل من المعقول أن يكون هناك نظام في الدنيا شعبه ضده وهو يصمد أربع سنوات أو خمس سنوات؟! والعالم كله ضده، كلا، هم فوجئوا بأن حساباتهم لم تكن دقيقة، وهذا الذي كنت أقوله مع كل الذين ناقشوني في الأسابيع الأولى، كنت أقول لهم: نحن نعرف سوريا ونحن لنا علاقات واسعة في الشارع السوري، حتى مع الذين لا يؤيدون النظام او لا يُحبون النظام،ومع ذلك أنا كنت أقول لهم هذا النظام وهذا الرئيس له حاضنة شعبية كبيرة جداً، وأنتم تُخطئون، لا تقيسوا على حسني مبارك ولاتقيسوا على معمر القذافي، ولا تقيسوا على زين العابدين بن علي، هذه القياسات خاطئة، حسني مبارك لم يستطع أن يُنزل مظاهرة من عشرة آلاف، "فراح جاب جماعة الجمال وما الجمال حتى يهجم".. أما في سوريا منذ المراحل الأولى شاهدنا مئات الآلاف في الطرقات في دمشق وفي حلب وفي حمص وفي طرطوس وفي اللاذقية حتى في المحافظات الشرقية وحتى في درعا وغيرها، إذاً أولاً: وهنا أريد أن أؤكد شيئاً للشعب السوري شهادة عن قرب، وهذا أنا قلته أيضاً للسيد الرئيس وليس من باب المجاملة، أن وجود قائد ورئيس شجاع وحكيم،ورأينا أوكرانيا أيضاً  لا يوجد شيء، يعني هذاً الرئيس هرب إلى روسيا، صحيح أو لا؟ هذا الرئيس (في سوريا) صمد وبقي وتحمل مسؤولية كبيرة جداً وفي أصعب الظروف لم يغادر، وأنا كنت أعرف أنه لن يغادر في أصعب الظروف التي كانت موجودة في دمشق.... نعم يمكن هناك نتائج قاسية لهذه الحرب، عندما نحكي عن دمار، عن الشهداء، عن الجرحى..

ــ سؤال: واستنزاف حقيقي اليوم تمّ لكل هذا المحور مجتمعا كله مع بعض، لكن اذا اردنا أن نسأل اليوم حزب الله موجود في سوريا لأسباب ذكرتَ جزءاً منها قبل قليل، وجودكم في سوريا أين؟ في كل مساحة الأراضي السورية أم في أماكن معينة وهو لأهداف معينة؟ ما هو السبب الرئيسي اليوم الذي يجعل حزب الله موجوداً على الأرض في سوريا كفصيل سياسي عسكري؟

ــ السيد نصرالله: السبب الذي دعانا للدخول إلى سوريا هو أولاً حجم المعركة والاستهداف، خسارة سوريا ـ وهذا قلناه منذ الأيام الأولى ـ هو خسارة للبنان، هو خسارة لفلسطين وللقضية الفلسطينية، وهو كان سيحسم سلباً وبشكل خطير جدا مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي، وهذا يعنينا كما يعني السوريين واللبنانيين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة ، لذلك نحن قلنا منذ البداية: نحن ذاهبون إلى سوريا لندافع عن سوريا ولندافع عن أنفسنا ايضاً لأن "ما حدا إلو على حدا جميل"، لندافع عن أنفسنا، لندافع عن المقاومة، لندافع عن لبنان، لندافع عن فلسطين، لندافع عن القضية الفلسطينية، بل أنا أريد أن أزيد الآن على ضوء كل التطورات التي حصلت، المعركة في سوريا هي دفاع عن الأردن وهي الدفاع عن العراق وهي الدفاع عن شعوب المنطقة لأنه لو سقط الوضع في سوريا وقدّر أن تسيطر القاعدة بأسمائها التي هي الآن صارت جديدة (داعش والنصرة هما قاعدة في الأصل وخلافهما تنظيمي ) لو سيطرت القاعدة على سوريا ما هو مصير لبنان؟ ما هو مصير الأردن؟ الحكومة والشعب والدولة والملك؟ ما هو مصير العراق؟ ورأينا بعدها أن الاماكن التي قدم فيها تسهيلات، العراق دخل في مرحلة خطيرة جداً، كان يمكن أن يكون الوضع أسوأ بكثير لو ان القاعدة تسيطر على سوريا. ما هو كان مصير دول الخليج؟ هؤلاء الذين عندهم تجارب فاشلة في صنع السحر الذي دائما ينقلب عليهم وفي تربية الأفاعي التي تنقلب عليهم .. هذا كله نحن كنا نراه، ولذلك هذا كان خلفية الدخول إلى سوريا.

يعني الموضوع في سوريا أكبر من مسألة شخص أو نظام، البعض يقول إن كل ما يجري في سوريا من أجل رئيس اسمه الدكتور بشار الأسد ومن أجل نظام. لا، المسألة أكبر من هذا.

ــ سؤال: تتحدث عن حزب الله..

ــ السيد نصرالله: أتكلم عن المنطقة كلها، بالنسبة لنا وبالنسبة لكل المنطقة، بل من نعم الله سبحانه وتعالى أنه كان يوجد في سوريا رئيس كهذا عندما جاءت هذه المؤامرة وجيش كهذا وإرادة كهذه، إنهم يقفون ويواجهون كل هذه الهجمة الدولية، وهذه هجمة القاعدة التي جيء بمقاتليها من كل الدنيا لتحتل سوريا ولتسيطر على سوريا. هذه بالخلفيات لدينا، عندما في البداية شخّصنا ما هي الأسباب، هذا حجم الموضوع، إذاً نحن نجلس ونتفرج؟ لا.

ثانياً: بالمباشر الذي سئلت عنه، هذا له علاقة بالحاجة في الساحة هناك، وله علاقة أيضا بإمكاناتنا، يعني حزب الله في نهاية المطاف ـ وانا قلت حتى في الخطب ـ نحن لسنا قوة إقليمية ولسنا جيشاً طويلاً عريضاً، لسنا كذلك وهذه حقيقة وليس تواضعاً. نحن في نهاية المطاف حركة مقاومة وفصيل مقاوم، لنا عديد معين، لنا إمكانات وعتاد معين، لكن يمكن أن يكون لنا في بعض المساحات أو بعض الميادين تأثير نوعي نتيجة التجربة ونتيجة الخبرة في حرب العصابات، هذا ما قد نتميز به عن تجارب الجيوش النظامية وفي مواجهة حرب عصابات بالتاكيد لنا خبرة متقدمة ونحن كنا نشن حرب عصابات في عمليات المقاومة على ضوء الحاجة وعلى ضوء الإمكانات والقدرة نتواجد في سوريا، ومن هنا نحن قلنا ونكرر حيث يجب أن نكون نكون وسنكون، ليس هناك تحفظات أنّ المنطقة الفلانية أو الفلانية، نأتي إلى هنا أو لا نأتي إلى هناك، لا. ليس هناك شيء من هذا النوع، يعني لا اعتبارات سياسية ولا اعتبارات غير سياسية ، حيث يجب أن نكون وهناك حاجة أن نكون ونستطيع أن نكون نكون.

ــ سؤال: ما هي المعايير التي يتخذها حزب الله اليوم ليقول إنني يجب أن أكون في هذا المكان وأن أكون في هذا المكان أو لا أكون في هذا المكان؟

ــ السيد نصرالله: قلت أولاً الحاجة، تشخيص الحاجة هو ليست فقط منا، هذا التشخيص مشترك وبالدرجة الاولى جهات معنية في سوريا على سبيل المثال: معركة القلمون، لا شك بأن معركة القلمون هي حاجة سورية لبنانية مشتركة لماذا؟ لأن الجماعات المسلحة في منطقة القلمون على امتدادها الواسع وصلت إلى مرحلة باتت تهدد التواصل بين دمشق وحمص وخط الساحل، إذاً هناك مصلحة أكيدة للمعركة داخل سوريا أن يُمنع سقوط هذا الطريق الدولي ، وأن تستعيد الدولة على كل حال سلطتها على هذه المنطقة مهم وضروري.

ثانياً: المصلحة السورية كانت أن منطقة القلمون بسبب تواصلها مع البقاع اللبناني كانت منفذاً كبيراً جداً لنقل المقاتلين والسلاح والعتاد والأموال إلى الداخل السوري، وليس فقط إلى القلمون، إلى أرياف دمشق المختلفة وإلى محافظات أخرى وتعرف أن قصة النأي بالنفس هذه كذبة كبيرة، إنه كانت تأتي السفن وترسو على الميناء في طرابلس وحتى في أماكن أخرى وكان يتم نقل سلاح وعتاد وإمكانات عبر الحدود اللبنانية وبالخصوص من طريق البقاع إلى منطقة القلمون إلى داخل الاراضي السورية.

إذاً، كان هناك حاجة لسد هذا المدخل الكبير، وهناك مصالح أخرى، حسناً هذا في الجانب السوري.

في الجانب اللبناني هناك جماعات مسلحة موجودة على الحدود اللبنانية وتحتل جزءاً من الأراضي اللبنانية، والأسوأ من ذلك أنها ترسل سيارات مفخخة لتقتل لبنانيين وتضرب حواجز الجيش اللبناني والمدن والقرى والبلدات اللبنانية، حسناً، هنا صار هناك تشخيص مشترك انه توجد أولوية لهذه المنطقة فلنذهب إلى منطقة القلمون. هنا أضرب مثلاً.

في بدايات الاحداث كانت دمشق أولوية،  لأن هم كل الجو الذي خلقوه ـ أتتذكرين في شهر رمضان ـ أنهم سيصلّون صلاة العيد في المسجد الأموي الكبير وما شاكل، يعني كانت المعركة معركة دمشق، معركة العاصمة، والعربية والجزيرة كانوا يقولون خلال شهر تسقط دمشق وإلى آخره..

حسناً هنا الحاجة واضحة لا تحتاج تشخيصاً.

نحن لا نوجد في مكان دون مكان في سوريا، حيث يجب أن نكون نحن موجودون، حيث تدعو الحاجة سنحضر، وحيث طبعاً لدينا قدرة ونحن حضرنا بالكادر البشري، يعني نحن ليس هناك إمكانات نأخذها إلى سوريا لنقاتل بها، الإمكانات هي موجودة في سوريا، نحن نقاتل بإمكانيات الجيش العربي السوري، نحن جزء من هذه المعركة، وفي بعض الأماكن قد نحضر بأعداد معقولة، وبعض الأماكن قد لا تحتاج إلى أعداد، وإنما تحتاج إلى كوادر مثلاً يساعدون في الإدارة، في الخبرة، بتقديم المشورة، هذه حساباتنا هكذا..

ــ سؤال: سأتحدث بطريقة أخرى، أنتم كقائد عسكري موجودون على الأرض في سوريا، سوريا دولة ذات سيادة، تملك جيش موجوداً على الأرض، كيف يتم التعاطي في المعارك على الأرض بينكم وبين الجيش السوري؟ من يصدر الأوامر كيف تتخذون القرار؟ يكون القرار منفرداً بكم أم أنكم تعودون بقراراتكم لقيادات في الجيش العربي السوري؟

ــ السيد نصرالله: أولاً انا لست قائداً عسكرياً، الذين يديرون هم قادة عسكريون موجودون في سوريا..

ــ سؤال: يرجعون لحضرتك؟

ــ السيد نصرالله: يرجعون بالخطوط العريضة، أراجع الموضوع من زاوية سياسية ومن زاوية الاعتبارات الأخرى، لكن هم الذين يديرون ويقودون ويتعاونون (هم على الأرض)، أما القرار هناك فهو قرار سوريا، نحن عامل مساعد، نحن لا نقود معركة، لا نقرر معركة، لا نفتح جبهة، أقول: نفتح هنا جبهة أو هناك جبهة، طبعاً القادة العسكريون السوريون هم يسألون، يتشاورون، يناقشون، ولكن القرار هو مئة بالمئة تتخذه القيادة السورية، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى العسكري. في الأماكن التي يوجد لنا فيها حضور معقول ونستطيع أن نقدم مساعدة نحن نقدم مساعدة

ـ سؤال: القائد حسن نصر الله القائد العسكري، قلتَ قبل قليل انك لست بقائد عسكري، رجل سياسة رجل دبلوماسي، كيف ممكن ان ينظر سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله لخارطة المعارك المتواجدة في سورية؟  كيف تقيمها؟ وما هي النظرة المستقبلية القادمة لا سيما اننا نتحدث في هذه الفترة سماحة السيد عن مرحلة قد تبدو الأصعب في تاريخ المنطقة، مردود هذا الموضوع، بعد قليل سوف تتحدث عن ملف الاتفاق النووي الذي صار بين إيران ومجموعة الست.

ـ السيد نصر الله: يعني إذا عدنا إلى حجم الهجمة، إلى حجم الدعم الهائل الذي قدّم. مرة أنا أتكلم بالموضوع، مرة أخرى يتكلم بايدن نائب الرئيس الاميركي الذي تكلم في جامعة امركية وقال لما سمى دول الخليج وقال إنهم أنفقوا مليارات الدولارات وشحنوا آلاف الأطنان من السلاح والذخائر إلى سورية من أجل تحقيق هدفهم.

إذاً المعركة في سورية عندما تقاس، ليس أن  سورية والجيش العربي السوري والقوات الشعبية والدفاع الوطني وغيره عندما يقفون مع الجيش ويقاتلون، هم ليسوا يقاتلون جيشاً حتى نحسبهم بالحسابات التقليدية والكلاسيكية والعادية، هم يقاتلون الدنيا التي أرسلت إليهم عشرات آلاف المقاتلين الذين جاؤوا إليهم من كل أنحاء الدنيا، وهؤلاء طبعا لديهم حوافز، حوافز متفاوتة ومختلفة في القتال وللأسف الشديد بعضهم ينطلق من خلفيات عقائدية ودينية ويعتقد أن ما يقوم به هو الحق وهو الصواب وهذا جهاد في سبيل الله، وإذا قُتل فهو شهيد في سبيل الله وينتظره رسول الله (ص) على الغداء وعلى العشاء، هذه طبعاً كارثة عقائدية وثقافية هائلة. وهذا يجعل المعركة صعبة، هذا واحد.

اثنان، إن المعركة فُتحت على كل الحدود وفي كثير من المحافظات في وقت واحد، وما أخذت وقتاً طويلاً لتتدحرج، حسناً، أي جيش، مثلاً جيش الولايات المتحدة الاميركية الذي هو الجيش الأول في العالم، إذا صارت أحداث في الولايات المتحدة الاميركية هل يستطيع أن ينتشر ويحضر في كل مدينة وقرية ومزرعة وعلى كل طريق وكل الحدود. الجيش النظامي ليس معداً لمهمة من هذا النوع أساساً. بطبيعة الحال حجم الهجمة والتطور الذي حصل، صارت تسقط مناطق إلى حد أن دمشق باتت مهددة، حلب مهددة، حمص مهددة، أدلب كانت دائما في دائرة التهديد، مدن أخرى كانت أيضاً، إذا كان هناك معركة مفتوحة في مساحات واسعة جداً من سورية، وكانت الخطة هي الهجمة الشاملة من كل الحدود ومن كل المناطق للوصول إلى دمشق وإسقاطها، لكن دمشق صمدت، تحصن الوضع في دمشق بشكل كبير جداً، لا يقاس وضع دمشق إلى السنة الأولى أو السنة الثانية من الأحداث، موضوع حلب اختلف، حمص، موضوع حمص بدرجة عالية كمدينة انتهى وهناك في بعض الريف في حمص طبعاً يحتاج لعلاج. هناك طبعاً محافظات عديدة في سورية تعيش الأمن والأمان ووضعها جيد وطبيعي ومستقر، وبعض الذين يذهبون إلى سورية ويعودون يفاجأون طبعاً من طبيعة الوضع هناك.

فبتقديري انا اذا نحسب من الأول، نجد أن وضع جبهتنا كان في حالة تقدم مضطرد، وبطبيعة الحال الجيش العربي السوري ومن معه يأخذون هذه المنطقة وتعود لتسقط ثم ليأخذوها مرة أخرى، هذه المدينة، هذه القرية، هذا لا يشكل تحولاً جذرياً وحاسماً في المعركة، هذا يؤثر على المعنويات ممكن، وليس على قواعد المعركة وعلى قواعد الصراع. المطلوب الآن في سورية هو الصمود لمنع السيطرة والهيمنة على سورية، وبالتأكيد هناك متغيرات في المنطقة، لأن ما يجري في سورية هو ليس موضوعاً داخلياً بحتاً، وهو يرتبط بأحداث وتطورات المنطقة التي يمكن أن نتحدث عنها بعد قليل، بالتأكيد سيكون لها انعكاسات على سورية.

ـ سؤال: إذا أردنا أن نسمي الخسائر التي تحمّلها اليوم حزب الله في سورية، هي خسائر كبيرة سماحة السيد؟

ـ السيد نصر الله: يعني هي متوقعة، طبعاً ما يقال في وسائل الاعلام هو مبالغ فيه، طبعاً هنا في لبنان لأنه يوجد نكايات سياسية ولا يوجد مصداقية في بعض وسائل الاعلام، وهي لا تنقل الخبر بل تنقل أمانيها، يعني مثلاً في معركة معينة قد يسقط لنا عدد من الشهداء، افترضنا شهيدين أو ثلاثة وعدد من الجرحى، الثلاثة على الارض السورية بالإعلام اللبناني والاعلام الخليجي يصبحون ثلاثين، يعني أن الصفر لا قيمة له فنضعه جنب الثلاثة ليصبح 30. يوجد مبالغات في الأعداد، طبعا هناك شهداء، هناك تضحيات وهناك العديد من الجرحى، لكن هذا ما زال ضمن المتوقع بل أقل من المتوقع عندما نأخذ حجم المعركة.

ـ سؤال: لكن هو ليس بقليل بطبيعة الحال.

ـ السيد نصر الله: في موضوع الشهداء لا نتكلم بتقدير قليل وكثير، حتى لو كان العدد قليلاً، بالنهاية عندما نتكلم بالبعد الانساني ونحن في هذا بطبيعة الحال نواسي الشعب السوري الذي قدم تضحيات وأعداداً كبيرة جداً وهائلة جداً من التضحيات.

ـ سؤال: سماحة السيد عندما نتحدث عن معركة يخوضها الجيش السوري وحزب الله كجزء وفصيل أساسي من محور المقاومة والجيش العراقي بمواجهة تنظيم إرهابي كامل، هو داعش وجبهة النصرة، كأننا نقول إن اليوم إن هذا المحور يحارب الإرهاب عن العالم أجمع، ألا تخشون من هذه المعركة؟ ألا تخشون من استنزاف ما؟ لا سيما أن اليوم عندما نتحدث عن معركة الإرهاب فالكثير من الدول لم تدخل في هذه المعركة، خوفاً من هذه النتيجة، وهي الاسنتزاف.

ـ السيد حسن نصر الله: الآن مخاطر الاسنتزاف موجودة وقائمة بدليل ما حصل في سورية وما حصل في العراق. نحن في موضوع لبنان كنا حريصين على تحييد لبنان، الذي حيّد لبنان هو نحن، وليس الفريق السياسي الآخر، نحن من حيّد لبنان.

- مداخلة: عندما لم تعلنوا عن دخول سورية.

ـ السيد حسن نصر الله: لا لا، عندما أصرّينا أن لا ننقل المعركة إلى مساحات أخرى، مع العلم أن بعض الموجودين في لبنان، هم كانوا شركاء أيضاً في التآمر على كل القضايا والأهداف والعناوين الأخرى التي تكلمت بها أنا وعلى سورية، لكن نحن كنا حريصين أن نضيّق دائرة القتال والصراع والاستنزاف، وهذا انطلاقاً من اعتبارات إنسانية وأخلاقية ووطنية ودينية أيضاً، لكن في كل الأحوال حركات المقاومة في سورية والعراق والدول التي واجهت الإرهاب أو ضربها الإرهاب ليس أمامها خيار آخر سوى أن تقاتل، حتى لو أدى ذلك إلى استنزاف في مكان ما أو في مستوى ما، لكن البديل الآخر هو الاستسلام. حسناً، الذين استسلموا ماذا فُعل بهم؟ هل حُفظت كرامتهم؟ الذين استسلموا، هل بقيت لهم مساجدهم وكنائسهم وشعائرهم الدينية؟ هل بقيت لهم كراماتهم؟ هل بقيت لهم أعراضهم؟ هل بقيت لهم دمائهم؟ حسناً في العراق في مكان ما، هناك أناس استسلموا، ألم يذبح المئات من هؤلاء الذين استسلموا؟ هم استسلموا على أمل أن تنالهم مثلاً شفقة أو رحمة أو عفو. إذاً نحن أمام عدو ليس في قلبه مكان للرحمة ولا في عقله مكان للمعرفة أو الحكمة أو تشخيص المصالح. لا يوجد خيار سوى أن نقاتل جميعاً هذا الإرهاب الذي جاؤوا به وانقلب عليهم، وليس هناك مشكلة بالنهاية، الشعوب التي تستحق الحياة والتي تكون جديرة الحياة هي التي تكون مستعدة لتقديم التضحيات، وإلا الجبناء والخائفون البخلاء والمختبئون، هؤلاء لم يكونوا جديرين بالحياة.

سؤال: سماحة السيد ما يخص معركة الجنوب، نتحدث عن معركة الجنوب السوري تحديداً، ضُربتم في الجنوب السوري رددتم في مزارع شبعا في لبنان، ما الذي يمنع حزب الله طالما هو موجود على الأرض في سورية وشريك في المعركة في سورية أن يرد من الجنوب السوري؟

ـ السيد نصر الله: لم يكن هناك أي مانع، لكن نحن أردنا من خلال الرد في مزارع شبعا في جنوب لبنان، توجيه رسالة واضحة جداً للاسرائيلي، والعدو فهمها والصديق أيضا فهمها، وأردنا أن نتحدث عن وضع جديد اسمه لا قواعد اشتباك، لا جبهة يتم عزلها عن جبهة، نحن عندما يُعتدى علينا من قبل الإسرائيليين، جبهاتنا مفتوحة وخياراتنا مفتوحة في مواجهة العدوان الإسرائيلي سواء في لبنان أو في سورية، خياراتنا مفتوحة، الرد في لبنان كان له دلالة مهمة جداً جداً على المستوى الاستراتيجي والعسكري والأمني والسياسي والأبعاد المختلفة، وأعتقد أنه لو رددنا من سورية كان قيمة الرد على المستوى الاستراتيجي والمعنوي والسياسي أقل بكثير.

أنا أتبع معه المعادلات التي يرسمها، تضربني بسوريا فأرد عليك في سوريا، أما جبهتك في لبنان آمنة!

فهو جبهته مع لبنان لها  قيمة كبيرة جداً، مستوطناته، مستعمراته، الشمال كله. عندما أقول له هذه جبهة واحدة وهو فهم على كل حال، هو فهم الرسالة وعقّب عليها وبعض الذين اعترضوا على الرد هم ايضاً فهموا هذه الرسالة، وأن المقاومة في لبنان تقول للعدو إذاً: لا يوجد لا زمان ولا مكان ولا جغرافيا للمعركة معك.

ـ سؤال: اذا اردنا ان نسأل عن فكرة الحل اليوم كيف يراها سماحة السيد حسن نصرالله؟ اليوم تنطلق الجولة الثانية للقاء التشاوري للأطراف السورية في موسكو، سوريا تذهب إلى مرحلة عسكرية صعبة، الكثير يتحدث عن هذه المشاهد لا سيما بعد الأحداث التي جرت في سوريا سواء في إدلب أو في الجنوب السوري أو ما يجري على صعيد المنطقة ككل. سماحة السيد، كيف تنظرون إلى الحل، من أين يبدأ، وما هي الخطوات الأولى لهذا الحل؟

ـ السيد نصرالله: الحل أولاً يبدأ من أن يكون لدى المعارضين السوريين الحقيقيين ـ الذين يقولون إننا نريد سوريا ونريد الاصلاح ونريد ونريد ـ أن يكون لديهم إرادة استقلالية ومستقلة في اتخاذ قرار الدخول في حل سياسي وحوار سياسي. المشكلة في رأيي تكمن هنا. في مقابلات سابقة أنا قلت منذ البدايات، منذ الأشهر الأولى السيد الرئيس بشار الأسد كان جاهزاً للحوار، وأنا شخصياً سمعت منه وناقشته في هذا الأمر لأن هناك جهات طلبت منا أن ندخل وأن نناقش فقلنا إننا ليس لدينا أي مشكلة.

وأنا سألته: حاضر للحوار السياسي؟ قال: نعم أنا حاضر.

سقف الحوار السياسي؟ قال: السقف عالٍ جداً لم يقل مفتوح لكنه قال عالٍ جداً.

وأيضاً أنا سألته: هم يقولون هل تقبل يا سيادة الرئيس أن يصبح هناك تعددية حزبية؟ هل تقبل بأن يحصل انتخاب للرئيس وليس استفتاء على الرئيس، هل تقبل بكذا وكذا؟ قال: نعم هذا كله قابل للنقاش وأنا أقبل به، ولكن لا تقل لهم الآن انني أقبل، دع هذا الأمر للتفاوض. هذا لأنه يوجد محبة ومودة فيما بيننا.

فأنا قلت له: طيب ممكن يصل الأمر إلى المادة الثامنة وهذا شيء كبير وخطير. وقال: حتى هذا هو خاضع للحوار السياسي وإذا توقف الحل في سوريا على إلغاء المادة الثامنة من الدستور، نحن "نمشي"، نحن نريد حلاً في سوريا، نريد أن نستوعب الوضع، لا نريد أن يذهب البلد نحو الدمار.

أنا مع كل الذين راجعونا وتكلموا معنا، قلنا لهم: الرئيس جاهز والقيادة السورية جاهزة، ولكن لم يكن أحد جاهز من كل الأطراف الأخرى للحوار السياسي.. وليس للحل السياسي.

الدول العربية التي هي بالحلف، الدول الغربية، الأميركيون، الاتراك، الكل كان يتعاطى أننا نحن في حال دخلنا في حوار سياسي مع النظام، مع الدولة يعني، نحن ـ بتعبيرهم ـ نضخ دماً في عروق النظام، نعطيه أوكسيجين جديد. النظام سيسقط بعد ثلاثة اشهر، أربعة أشهر، خمسة أشهر والكل رتبوا حساباتهم على هذا الأساس، ولذلك هم لم يقبلوا بالرغم بأن السقف كان عالياً. الإصلاح الذي كان يمكن أن يُطالب به، كان يمكن أن يكون سقفه عالياً ويُقبل به.

لكن هم لم يكن يريدون إصلاحاً، هم لم يكن يريدون حلاً سياسياً، هم لم يكن يريدون حواراً، هم يريدون الاحتمال الأول، حتى لا أعيد الكلام.

وهذه الجماعات كلها كانت مرتبطة، الآن نفس جماعة المعارضة يتكلمون أن هذه الجماعة مع المخابرات السعودية، وتلك مع المخابرات التركية، وهذه مخابرات قطرية، وأخرى مخابرات اردنية، كل واحد تابع لسفارة، وكل واحد تابع لجهاز مخابرات.

أين هي القوة السياسية أو القيادة السياسية أو العسكرية للمعارضة لنأتي ونقول تفضل يا أخي أنتم مدعوون إلى حل سياسي وإلى حوار سياسي؟

المصيبة الأكبر بدأت عندما أتت داعش وجبهة النصرة وبدأت تكتسح المناطق المسيطر عليها من قبل المعارضة. هل داعش جاهزة بأن تقوم بالحوار ـ بمعزل عن النظام ـ داعش جاهزة تقوم بالحوار؟ جبهة النصرة؟..

ـ سؤال: هل من المقبول بالأصل أن يقوم حوار مع داعش؟

ـ السيد نصرالله: أنا أتكلم بالمبدأ، حتى لو فرضنا أننا سنتنازل عن كل شيء وسنقيم حواراً مع داعش. هل داعش بماهيتها وفكرها وثقافتها هل لديها ثقافة حوار مع الآخر؟ أو تعايش مع الآخر أو الوصول إلى تسوية مع الآخر؟ هذا ليس له محل نهائياً والنصرة نفس الشيء، لأن النصرة هي داعش، يوجد تغيير فقط بالاسم.

إذاَ من البداية، الدولة والنظام والقيادة في سوريا كانت منفتحة على حوار جدي وحقيقي، دعك من الديكورات والشكليات التي كان يُحكى عنها، لكن الطرف الآخر لم يكن يوافق.

الآن للأسف الشديد، أنا اسف لأقول لك: الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سوريا، لم تأذن حتى الآن بالحل السياسي، لأنها هي ترفض الحل السياسي، ما زالت ترفض الحل السياسي، ويعجبها هذا المنظر في سوريا، المزيد من القتال، مزيد من الشهداء، من الاستنزاف، من الدمار، من الخراب، لأن هؤلاء عقلهم "هيك". ما الذي يحصل الآن في اليمن؟ هذا هو نفسه.

(هم يقولون: ) إذا لم نقدر أن نسيطر على سوريا ونهيمن عليها ونعمل عليها ملوك وأمراء، فلتذهب الى الجحيم، هم يتصرفون بهذه الطريقة، مع ذلك نحن نقول بكلمة واحدة: المنطق، العقل، المسؤولية التاريخية، القومية، الوطنية، الدينية، الأخلاقية، الإنسانية كلهم يجتمعون بالتشخيص التالي: في سوريا المطلوب الصمود، صمود الدولة، صمود الجيش، صمود الشعب، إلى جانب هذه القيادة وعدم الاستسلام، عدم الانسحاب، لأن البديل كارثي على الشعب السوري، وعلى كل المنطقة، وإبقاء الابواب مفتوحة لأي حوار سياسي ولأي حل سياسي يخدم المصالح السورية. هذا الأمر تمارسه القيادة في سوريا بشكل يومي، أنا في رأيي المشكلة هي في الطرف الآخر.

ـ سؤال: الطرف الآخر، تتحدث عن الدول الراعية لهذه المعركة؟

ـ السيد نصرالله: طبعاً الدول الراعية، نعم.

ـ سؤال: سماحة السيد عندما تتحدث بأن هذا هو المشهد والدول غير راغبة حتى اللحظة بحل الأزمة في سوريا، بماذا نستفيد اليوم من الحوار القائم اليوم في موسكو؟ الأطراف السورية الموجودة الآن، موسكو الراعية لهذا الحوار التشاوري، إذا كان هكذا هو الموضوع، هو شكلي؟ الدول الباقية هي غير راغبة ولو كانت غير راغبة لن ينجح هكذا حوار، وكأنك تقول اليوم إن هذه الخطوات لن تؤسس لحل في سوريا.

ـ السيد نصرالله: انظري، عندما نقول يوجد صعوبة، أو حتى الآن لا يوجد إذن من الدول الراعية، هذا لا يعني أن لا يحصل حوار، يجب أن ندق الأبواب والنوافذ، يجب أن يدقها السوريون. لست أنا المعني بالحوار، أي فرصة حوار مع أي مكوّن، مع أي جماعة، مع أي تجمع، يجب أن لا تفوّت، لأنه الآن بالحد الأدنى مثل هذا النوع من الحوارات، ينتج مناخات إيجابية، يفتح أبواباً، يمكن أن يمهد، يمكن أن يشجع الأطراف الأخرى للمجيء الى الحوار. ليس بأن نقوم بحوار كامل أو لا نقوم بحوار بالمطلق.

ـ سؤال: سماحة السيد قبل أن أذهب إلى الفاصل، اسمح لي بهذا السؤال فقط، أنتم كحزب الله مقربون جداً من سوريا، موجودون على الأرض في سوريا، في المعارك التي تخوضها سوريا ضد هذا الارهاب الذي يحاول النيل منها. إذا ما أردنا ان نسأل حزب الله تحديداً، هل طُلب منكم في مرحلة ما أن تكونوا وسيطاً بين سوريا ودولة من الدول التي ساهمت في هذه المعركة أحبت أن ترجع قليلاً إلى الوراء، خطوة إلى الوراء وتتراجع وتحاول أن تفتح من جديد أبواباً جديدة مع سوريا؟

ـ السيد نصرالله: كلا، لم يرقَ إلى مستوى الوساطة. بعض هذه الدول كانت ـ باعتبار العلاقة والاتصال القائم ـ كانت تطلب منا إيصال بعض الرسائل الايجابية مثلاً للسيد الرئيس بشار الاسد، ولكن برأيي وهذا ايضاً رأي الرئيس الأسد أن هذه ليست أكثر من مجاملات لإبقاء خط الاتصال مفتوح، وإلا هذه الدولة أو تلك الدولة في أدائها وسلوكها وممارستها لم يكن يتغير أي شيء على الاطلاق.

ـ سؤال: من هي هذه الدول؟ هل نستطيع أن نسأل؟

ـ السيد نصرالله: "بلاهم" احسن، لأن المجالس بالأمانات.

ـ سؤال: هم لا يشكلون أي دولة من دول الخليج العربي على الأقل؟

ـ السيد نصرالله: الآن سنبدأ، مدني أو عسكري؟ بدون أن ندخل بالأسماء يكون أفضل.

ـ سؤال: مشاهدي الإخبارية السورية أينما كنتم عبر الهواء مباشرة أعود وأرحب مباشرة بضيفنا سماحة السيد حسن نصر الله، أهلاً ومرحباً بك من جديد.

كنا تحدثنا في المحور الأول عن الشق السوري بشكل مفصل، نتحدث اليوم عن واقع حزب الله في سورية مع إيران.

يتم التداول كثيراً في الإعلام وعبر مصادر كثيرة بأن سورية باتت محتلة من قبل إيران ومن قبل حزب الله وبدأ شن الهجوم بشكل كبير نحو هذا الموضوع وقيادة وصناعة رأي عام حول هذه النقطة بالذات. برأيكم لمَ يتم الحديث عن هذا الموضوع تحديداً وفي هذا الوقت؟

ـ السيد نصر الله: دعينا نرى المصنف أولاً: من أول من تحدث عن أن هناك إحتلال إيراني لسورية هو سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، طبعا عندما رأى أن سورية صمدت والمشروع "مش ماشي" وهذا أمر أنا تحدثت عنه بالخطاب قبل عشرة أيام، هم مشكلتهم أنهم لا يستطعون رؤية شعوب ودول وناس لها إرادتها ولها عزمها، وهم عادة يتعاطوا مع مرتزقة: الناس عندهم إما رعية أو مرتزقة.

إما هو عن جد لا يستوعب أو لا، هو يكذب، واحدة من اثنتين. إذا أردنا ان نحمله على الأحسن لا هو "هيك عقله" أنا الذي سمّيته المشكلة في عقل النظام السعودي. هو "طلع معهم" كيف أن سورية صمدت، نظامها، قائدها، جيشها، دولتها، ناسها،هو لم يستوعب هذا الموضوع وهذه هي الحقيقة. نعقب على الكلام وأعود للخلفية.

الحقيقة أن الذي صمد في سورية وقاتل في سورية وحقق الانجازات في سورية هم السوريون أنفسهم، لأنه أنا لا أود التقليل من مساهمة حزب الله لكن أنا علناً قلت إن "الحجر يسند خابية" اليوم لا نود أن نقول خابية، ربما يكون جبل كبير، لكن أحيانا نتيجة شدة الأعاصير الموجودة أي تسنيد له يعطيه إضافة. الذي قاتل والذي استشهد والذي قدم التضحيات والذي حقق الانجازات هم السوريون أنفسهم. هذا الرجل غير قادر على الاستيعاب هو وكل جماعته، لا يستطيعون أن يستوعبوا، ماذا يظهر معهم؟ أن إيران محتلة سورية، كالحديث الآن عن احتلال اليمن. أين القوات؟ ليأتوا بقوات إيرانية في سورية واليمن، لا يوجد قوات إيرانية في سورية، لا من الجيش ولا من الحرس، هناك مجموعة ضباط موجودون هؤلاء موجودون من قبل الأحداث في سورية، هؤلاء جاءوا عام 1982 وبموافقة الدولة السورية، كان لهم معسكر داخل سورية، ودخلوا إلى لبنان وساعدوا المقاومة في قتال إسرائيل، وبقوا، وأصبح عددهم يتراجع. الآن عدد الإخوة الضباط الإيرانيين الموجودين في سورية هو أقل مما كان عليه قبل الأحداث. هذا وجود طبيعي وقديم وليس له علاقة بالتطورات. عدد محدود وقليل، هؤلاء يحتلون سورية؟ "كيف يعني"؟ بأي منطق، بأي عقل، حزب الله؟ لأفترض أن ليس جزءاً من قدرة حزب الله موجود بسورية، بل كل حزب الله موجود بسورية، "مش حزب الله، لو طلع كل اللبنانيين" هل يستطيعون احتلال سورية؟

هذا كلام ليس له أساس، هذا كلام بلا عقل، ليس بلا منطق، هذا من دون عقل. لكن نعم، هو محاولة للاستهانة بالإرادة السورية، وبالجيش السوري والمقدرات السورية. ومحاولة القول في حيثية أخرى أن سورية محتلة هو يبحث عن شرعية دعم المعارضة المسلحة في سورية ولو كانت تكفيرية لأن هذا ليس لديه شرعية، عندما تصبح سورية محتلة ما هي الشرعية التي سيعتمد عليها؟ أنه هو يدعم مقاومة الإحتلال، أي أ، الجماعات التكفيرية في سورية هي لا تقاتل دولة سورية ولا جيش سوريا ولا قوات شعبية سورية، وإنما تقاتل احتلالاً إيرانياً حزب اللهياً، وهي مقاومة شعبية في سورية يجب أن نقدم لها الدعم والمساندة. هذا التنظير إذا أحسنّا الظن أن عقلهم شغال للبشر.

وإلا ليس لديه أي أساس واقعاً، ليس لديه أي أساس. الآن سورية بالعكس، الآن بعض الناس يتصورون أنه نتيجة وقفة حزب الله معها أو وقفة إيران إلى جنبها وقفة مقدرة جداً ومهمة جداً لكن القرار في سورية في الداخل وفي السياسة الخارجية هو قرار القيادة السورية وأنا أعرف إلى أي حد القيادة في إيران تصر على احترام هذه الخيارات وأن أي قرار يجب أن يؤخذ في سورية يجب أن يكون من القيادة السورية نفسها، هذه الحقيقة ليس أكثر.

ـ سؤال: سماحة السيد فتحت لنا مجال لنتحدث عن السعودية، قلت إن هذا الكلام الذي صدر هو عرابه من السعودية بدأت فيه. عندما نقول إن المشهد في السعودية ذهب إلى اليمن، اليوم اليمن في مرمى السعودية، والقول إن العرب عندما اتحدوا.. ضربوا عرباً.

ماذا تقول اليوم في المشهد اليمني، لا سيما أن الكثير من الأحداث بدأت تتحدث بأن ما جعل السعودية تشارك بالعدوان على اليمن وتكون العرابة والقائدة لهذا العدوان هو له ارتباط كبير وثيق بالاتفاق النووي الإيراني؟

ـ السيد نصر الله: هذا قد يكون أحد الأسباب، هناك أسباب عديدة في رأيي. أنا قبل أيام عندما تحدثت ركزت على السبب الأول والأهم والجوهري وهو أن رجال السلطة في السعودية يريدون استعادة الهيمنة على اليمن لأنهم خسروه وفقدوه، فقدوه بسوء أداءهم وتدبيرهم وإدارتهم للوضع في اليمن، فلا أعيد. تحدثنا عنه بشكل واضح وجلي.

ثانياً السعودية أنما ذهبت إلى اليمن لأن هناك أسباباً أخرى. إذا أردت إضافة هذه الأسباب، هناك سبب آخر هو أيضاً يرتبط بالموضوع الأمريكي. عندما تصبح اليمن دولة مستقلة حقيقة واليمن ذاهبة إلى هذه النتيجة، أما ادعاء  أن هذه هيمنة إيرانية وتسلط إيراني وإحتلال إيراني فهذا كلام فارغ ليس له أي أساس من الصحة.

الخيارات التي اتخذها اليمنيون في الآونة الأخيرة واقعاً كانوا يأخذون بلدهم إلى دولة مستقلة حقيقية، وإلى دولة مؤهلة وبحسب كل السوابق إلى دولة تكون إلى جانب حركات المقاومة في المنطقة وإلى جانب الموقع القومي. الشعب اليمني عموما هو شعب مؤيد للقضية الفلسطينية، محب للقضية الفلسطينية، قدم شهداء على هذا الطريق، متفاعل جداً مع ما يجري في لبنان وما يجري في فلسطين، كان له موقف مما يجري في سورية، موقف مبكر. الموقف اليمني عبّرت عنه شعبية كبيرة ترفض ما تتعرض له سورية من أول المظاهرات في الأشهر الأولى، وهذا دليل الوعي المبكر لخطورة ما يجري وصحة في قراءة ما يجري.

أن تخرج اليمن من هيمنة السعودية فهذا يعني خروجها من الهيمنة الأمريكية. موقعها استراتيجي وحساس جداً. كيف الأمريكي سيترك اليمن، ولذلك ما يجري الآن هو عدوان سعودي أمريكي على اليمن وليس فقط سعودياً.

ثالثاً: موضوع إسرائيل باب المندب صحيح له تأثير اقتصادي واستراتيجي على كل وضع المنطقة لكن أولاً على إسرائيل. أن تنشأ حالة شعبية كبيرة جداً وقد تمسك أو تكون جزءاً أساسياً من الإمساك بقرار اليمن تقول الموت لإسرائيل، هم لم يصدقوا أن ينتهوا من الموت لإسرائيل هنا لتخرج لهم الموت لأمريكا هناك.

إذاً السعودية تريد إعادة السيطرة على اليمن، أمريكا تريد اليمن، ولا تريد أن يكون اليمن خارج إرادتها لأنه إذا كان خارج إرادة السعودية فهو خارج إرادتها. إسرائيل ليس لديها مصلحة أن يكون هذا الشعب بهذا الخط السياسي وهذه العقيدة السياسية ـ الموضوع ليس مذهبياً ـ بهذه العقيدة السياسية وإلا ليكن مذهبهم "شو ما كان" شيعة، إمامية، زيدية، رافضة، سنة، شوافع، أحناف، إباضية، ليس مهماً إذا كانوا مع الأمريكان ومع إسرائيل. "شو المشكلة ليس لديهم مشكلة الجماعة".

إذاً هناك الموضوع الإسرائيلي أيضاً هو سبب، لذلك إسرائيل تدعم وتؤيد علناً ولا تخجل، تدعم القرار العربي. تصوري أن يأتي يوم تدعم فيه إسرائيل قرار جامعة الدول العربية بالاعتداء على اليمن وقد تتدخل في لحظة من اللحظات إذا كان هناك حاجة لتدخل إسرائيل في معركة اليمن.

أما الأمريكان فهم متدخلون: معلومات، واستخبارات، وإمكانات وتزويد الوقود في الجو الخ.

وهناك سبب رابع وهو حاجة حكام آل سعود لحرب من أجل الوضع الداخلي. الوضع الداخلي في السعودية وضع غير جيد بالنسبة لهم، هناك تراكم: موضوع البطالة، وموضوع الفقر وهذه المملكة التي تنفق مليارات الدولارات على الحروب في الخارج.

عندما يقول الأمير نايف أننا اعطينا صدام فقط 200 مليار دولار، هو لبنان بثلاث سنوات انفقوا فيه ثلاثة مليارات دولار، نذهب إلى هناك: مناطق شاسعة وواسعة من المملكة العربية السعودية لا يوجد فيها طرق ولا اسفلت ولا مدرسة ولا مستوصف. هناك فقر مدقع في كثير من مناطق المملكة العربية السعودية. أصلاً هم لا يسمحون لوسيلة إعلام أن تذهب إلى هناك أو أن تنقل.

البطالة الموجودة في السعودية، الأزمات الاجتماعية، والعائلة الموجودة في السعودية، اليوم صاحبهم وصديقهم أوباما ماذا قال؟ اليوم نشرت المقابلة، قال إن مشكلة دول الخليج أن الخطر عليها ليس من إيران، هذا صحيح، الخطر على دول الخليج من داخلها، من ناسها، من شبابها، من شعبها.

الثقافة التكفيرية التي يثقفون بها الشعب السعودي منذ مئة سنة وصل جزء كبير من هذا الشعب ان يكفر حتى آل سعود وحكام آل سعود وأمراء آل سعود لكن هو محكوم بالحديد والنار. وإلا إذا أراد أن يعبر عن قناعاته، كل المعلومات واستطلاعات الرأي تقول إن أكبر قاعدة مؤيدة لداعش في العالم هي في المملكة العربية السعودية. لماذا؟ لأن فكر داعش هو فكرهم.

داعش تعبر عن الوهابية الأصلية، الوهابية الأصلية هي الثقافة السعودية من مئة عام وحتى اليوم.

إذاً هناك خطر داخلي حقيقي. بالسياسة والسنن والتجارب التاريخية والبشرية تقول عادة الملوك والأمراء والحكام عندما يرون أن هناك وضعاً داخلياً صعباً ـ غير موضوع الأسرة الحاكمة والأجنحة والصراعات ومن أقصى من ومن قرّب من فهذا بحث آخر ـ  عندما تشعر أن هناك تهديداً داخلياً حقيقياً، إلى أين تذهب؟ إلى حرب خارجية لتجمع الجبهة الداخلية ولتنظم أولويات مختلفة وربما أيضاً أن هؤلاء الذين يودون الجهاد في سبيل الله يفتحون لهم جبهة، طالما أن جبهة سورية استنفذت وجبهة العراق استنفذت وقد بدأوا يشكلون خطراً عليناً دعوا هؤلاء الشباب المتحمسين وفكرهم فكر داعشي نتيجة التربية نفتح لهم جبهة، تعالوا إلى اليمن. قد لا يكون هذا السبب الرئيسي ولكن هذا سبب مؤيد للذهاب إلى حرب في اليمن.

الأهم من هذا كله أن السعودية اضطرت لتذهب وتقاتل بنفسها. السعودية دائما تقاتل بالناس الآخرين، لديها أموال، وهنا الشبهة الحقيقية عند السعودية وبعض دول الخليج، هم يتصورون أنه يكفي أن يكون لديّ مال حتى أستطيع حكم العالم. هذا ليس صحيحاً.

ربما شخص لديه أموال العالم بأسره لكنه لا يستطيع حكم قريته، الأموال تحتاج أيضاً لعوامل أخرى لن أدخل بها الآن حتى لا يقال أنا أشنّع أو ما شاكل.

السعودية خلال كل الفترة الماضية تدفع أموالاً بسورية حتى تقاتل الوضع في سورية، تدفع أموالاً في العراق، تدفع أموالاً في اليمن، تدفع أموالاً في الصومال، تدفع أموالاً في لبنان، هي تدفع الأموال.

أين الاستراتيجيات العظيمة الهائلة، السياسات الكبرى، الخطط؟ هي تدفع أموالاً، هي لديها إعلام وأموال ومشايخ للفتوى.

عندما يريدون المعركة مباشرة يلبسونها لبوساً دينياً. الآن هناك علماء في السعودية، علماء كبار، مفتون (يروّجون أن ) الحرب في اليمن هي حرب سنة وشيعة، يريدونها هكذا، ولكن من يُقتل في اليمن ليسوا كلهم شيعة. هذا ما تملكه المملكة العربية السعودية.

في كل حروبها في المنطقة بالواسطة فشلت: السعودية فشلت في لبنان، السعودية فشلت في سورية، فشلت في العراق، فشلت في كل مكان ذهبت إليه. في اليمن الذي دفعها للذهاب إلى الحرب أن الأيادي الداخلية التي تقدم لها الأموال غير قادرة على تحقيق الهدف، فاضطرت السعودية أن تدخل بشكل مباشر إلى هذه الحرب.

ـ سؤال: سماحة السيد إذا كنا نريد أن نفترض بأن المشهد في اليمن سيذهب إلى ما هو أسوأ مما هو عليه اليوم، المتحدث باسم حركة أنصار الله قال"إن المشهد في اليمن ذهب إلى أبعد من أن يكون هناك قول بأن فسحة المفاوضات مع الرياض قائمة".

إذا افترضنا أن مفهوم المفاوضات غير قائم اليوم في المشهد اليمني، ما الحل؟

ـ السيد نصر الله:  ليس المطلوب التفاوض مع السعودية، المطلوب أن تقف الحرب وأن يكون هناك رعاية ما، مثل الأمم المتحدة كما كان، وبضمانات دولية لرعاية حوار يمني ـ يمني، إذا كان المقصود إنقاذ الشعب اليمني والحفاظ على الشعب اليمني والشرعية في اليمن وما شاكل.

ما هي علاقة السعودية حتى تدير هي التفاوض أو تمون على التفاوض أو تكون طرفاً في التفاوض؟ المطلوب من السعودية فقط أن توقف الحرب وأن لا تتدخل في قرار اليمنيين ولتترك اليمنيين يتحاورون تحت أي مظلة دولية، وأنصار الله وبقية الأطراف الموجودة في اليمن هي منفتحة على هذا الخيار. هم يقولون: أوقفوا الحرب. نحن حاضرون أن نذهب إلى الحوار في دولة محايدة لكن لا يتوقع أحد ـ أنا لا أتدخل لكن هم الجماعة يتخذون القرار، انا لا أعرف ما هو قرارهم  وأستمع في الإعلام إلى ما يقولون ـ لكن إذا كنت مكانهم، لا أقبل أن أجري حواراً عند الذي يقصف بلدي. من المنطقي جداً أن أذهب إلى دولة محايدة، وإلا الذهاب إلى من قتلني وقصف قراي وبناي التحتية  وقتل شعبي ونسائي  وأطفالي، أنا لا أذهب إليه ليجري  حواراً ويدير حواراً، هذا خضوع، هذا استسلام، وهم يرفضون ذلك بالمطلق.

الإخوة كلهم في اليمن منفتحون على حوار، ولكن على أرض محاية، وبرعاية جهات دولية تضمن نتائج هذا الحوار.   

ـ سؤال: عربياً قبل أن أذهب إلى الملف النووي الإيراني، إتفاقية الدفاع المشترك العربية بقيت مغلقة طوال كل هذه السنوات، ما الذي جعل الستار يزاح عنها الآن تحديداً سماحة السيد؟

ـ السيد نصرالله: الحاجة، الحاجة يعني، بعدين ليس العرب أخذوا القرار، أنا قرأت لبعض الأساتذة الكبار في مصر ملاحظة، ملاحظة ولو بالشكل لكن هي ملاحظة في المضمون، أن السعودية قبل ساعات من شن العدوان على اليمن، قبل ساعات من إنعقاد القمة العربية في شرم الشيخ، ما هذا الشيء الخطير الطارئ الاستثنائي الذي فرض على السعودية أن لا تنتظر ساعات، طالما هي تضمن تأييد في القمة العربية، هي ضامنة للتأييد في القمة العربية، هم شنوا الحرب ثم ذهبوا إلى القمة العربية، يعني شنوا الحرب ثم ذهبوا ليبحثوا لها عن غطاء عربي مثلاً، ليس أن العرب اجتمعوا وأخذوا قراراً وبدأوا بشن الحرب على اليمن وهذا مؤسف. وهذا أيضاً يعبر في مكان ما عن استهانة المملكة العربية السعودية، استهانة آل سعود بكل الحكام العرب، أنه هؤلاء كلهم يمشون معنا، نحن نفرض الحرب وكلهم يغطوننا ويدعموننا ويمشوا معنا، "فهمان حاله ماذا يفعل أو مش فهمان حاله ماذا يفعل طالما نحن ندفع فلوس بيمشي الحال". وأنا رأيي هذا ليس إشكالاً شكلياً أو بروتوكولياً، هذا إشكال بالمضمون، هذه الحكومات العربية والشعوب العربية.

حسناً  تريدون أن تأخذوا قراراً عربياً ويوجد خطر إيراني وتهديد إيراني وإيران تشيّع العالم العربي ولا أعرف ماذا، حسناً، ماشي الحال، انتظروا كم ساعة، اجتمعوا، ناقشوا، خذوا قراراً عربياً، حتى هذا لم يعملوا به، حتى بالشكل لم يحترموا الحكومات والدول العربية، وأنا أعلم أن بعض الدول المهمة التي تعول السعودية عليها في هذه المعركة لكن لا تقولي لي من، أن رئيس هذه الدولة لم يكن على علم بقرار بدء الحرب إلا قبل ساعات قليلة، أعطي علماً قبل ساعات أنه نحن سوف نبدأ.

ـ سؤال: في الواقع، قضية فلسطين والإتفاق النووي الإيراني يفهم اليوم أن يتم إتفاق عربي في شأن موضوع اليمن لكن أن تصفّق له كل من تركيا وباكستان لم نفهم الرسالة بشكل واضح كيف يقرأها حزب الله؟

ـ السيد نصرالله: باكستان لا أعتقد أنها صفّقت، باكستان هم يعتبروا أن السعودية لها أفضال عليهم، موضوع فلوس يعني، وأن السعودية في مرحلة من المراحل ساعدتهم رغم أنها "عملت لهم بلاوي"، تعرفين أن القاعدة في باكستان وطالبان في باكستان هي صناعة المخابرات السعودية وأيضاً ساهمت معها المخابرات الباكستانية والإماراتية، هذا معروف، كل الدنيا تعرفه، ومن بركات السعودية في باكستان هي طالبان التي هي الآن تقتل الشعب الباكستاني وتفجر المساجد، ليس مساجد الشيعة، مساجد السنة ومساجد حتى الوهابيين الذين هم ليسوا على رأيها الساسي، مساجد الصوفية، الكنائس قبل أيام وسابقاً وتمارس قتلاً بشعاً بحق الشيخ الباكستاني، كلنا نتذكر حادثة المدرسة عندما قتلوا وذبحوا الأطفال في المدرسة لأنهم أولاد ضباط وجنود في الجيش الباكستاني، هذه طالبان من بركات من؟ السعودية، من أجل أن يعلم الناس. باكستان لديها مشكلة خصوصاً نواز شريف، تمويله سعودي ودعمه سعودي فأنه أنا هذه ولية نعمتي ماذا أفعل؟ وإلا لو خلي الباكستانييون لأنفسهم، لو خلوا لأنفسهم، هم يجلسون ويأخذون القرار بناء على مصالحهم الوطنية وضمائرهم وقيمهم الأخلاقية، لا يشاركوا بهذه الحرب لا من قريب ولا من بعيد. على كل حال اليوم أنا لم أعرف النتيجة، لكن اليوم كان هناك نقاش في مجلس النواب الباكستاني، المعارضة الباكستانية التي هي من أطياف متعددة كانت ضد المشاركة في هذه الحرب بالمطلق، ما القرار الذي يتخذونه لا أعرف، قد يكون المخرج عند الحكومة الباكستانية أنه نحن لا نشارك بالحرب على اليمن ولكن نشارك بالدفاع عن السعودية، يعني إذا وصل الأمر أن اليمنيين هجموا على السعودية وهذا يمكن أن يحصل، فللأسف الشديد أن تصل الأمور إلى هنا، فنحن ندافع عن السعودية، قد يكون هذا المخرج الذي تلجأ إليه الحكومة الباكستانية، لكن إذا كان الضغط السعودي كبيراً والضغط الأميركي أيضاً لأن هذه حرب أميركية سعودية قد لا يكون لدى الباكستانيين خيار للأسف سوى الدخول في هذه الحرب، لأن القصف الجوي حكينا أنه لا يحسم معركة، هذا اليوم حتى الآن لم يحصل، فهم مضطرون للدخول البري، السعودي لا يريد أن يقاتل بالجيش السعودي، يريد أن يقاتل بالجيش الباكستاني بالجيش المصري بالجيش الفلاني ولذلك قد يضغط بشدة على الباكستانيين للمشاركة في هذه الحرب.

ـ سؤال: تركيا سماحة السيد؟

ـ السيد نصرالله: تركيا حساباتها مختلفة، تركيا ليست مثل باكستان، يعني باكستان تدعم في مكان ما، تركيا لا، تقرأ المنطقة، تعيد حساباتها، نتيجة أيضا الفشل التركي في أماكن مختلفة، في سوريا يوجد فشل، في مصر يوجد فشل، بمعزل الآن الحق مع من، في ليبيا الأمور مغلقة، لأن تركيا لها علاقة بالذي يحصل في ليبيا ولها علاقة بالذي يحصل في مصر وبسوريا وبالعراق، يمكن التركي يرى أنه يوجد مصلحة ما في مكان ما لإعادة ترتيب العلاقة التركية السعودية، لأنه هم بسبب مصر أصبح هناك إنشقاق كبير جداً ثم جاءت مسائل ليبيا زادت هذا الإنشقاق فهو أنه يؤيد الموقف السعودي يجامل الموقف السعودي من جهة تحت عنوان الحد من نفوذ إيران الذي هو مجرد حجة كاذبة، من جهة في محاولة للتقرب من السعودية وإعادة لم الصفوف لتحقيق أهداف معينة، أنا أميل أكثر لهذا. أما أن تذهب تركيا للمشاركة العسكرية الميدانية القتالية في مواجهة اليمن أنا أستبعد ذلك، أستبعد لكن مجرد استبعاد يعني، قد يحصل هذا الأمر.

- سؤال: سماحة السيد إسمح لنا أن نأخذ فاصل قصير ونعود لمتابعة هذا الحوار الشق الآخر والأخير من هذا الحوار سيتضمن الحديث عن الإتفاق النووي الإيراني لا ننسى أبداً القضية المركزية للعرب فلسطين ومعركتكم مع العدو، فاصل قصير ونعود، ابقوا معنا مشاهدي الإخبارية السورية أينما كنتم.

- سؤال: أرحب بكم مشاهدي الإخبارية السورية أينما كنتم عبر الهواء مباشرة، أرحب من جديد بضيفنا سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أهلاً ومرحباً بك من جديد.  سماحة السيد تحدثنا قبل هذا الفاصل وهو الفاصل الأخير في الدقائق المتبقية ما بعد هذا الفاصل نتحدث في ملفات لا تزال مهمة أساساً للمنطقة. قلت إن باكستان إذا أرادت أن تدخل إلى جانب السعودية ستدخل من باب رد الجميل أو أن تهديد الأمن السعودي من الداخل وقلت ليس هو ببعيد سيكون ذلك ممكناً في القريب، الأيام القادمة ستشهد على مثل هكذا تطور من اليمن والحوثيين إلى قلب الداخل السعودي ماذا قصدت؟

ـ السيد نصرالله: ليس مهماً، بالنهاية هذا أنا ليس لي علم خاص ولكن هذا قد يحصل بمعنى أن ما يجري في اليمن اليوم حتى هذه اللحظة هو ماذا؟ إذا نريد أن نوصفه، نعمل فيه تقدير موقف. حسناً، هم بدأوا بالقصف، وضعوا مجموعة أهداف، حتى الآن لم يتحقق شيءمن هذه الأهداف، وهذه تجربة حرب تموز بلبنان وهذه تجربة حروب غزة في فلسطين، وبالمناسبة الإدارة للحرب على اليمن سواء في بعدها الإعلامي وبعد الحرب النفسية وبعد الإدارة العسكرية وتكتيكها، هي مثل الحرب على لبنان والحرب على غزة، يعني هذا يكشف لنا من يقف خلف الستار في الإدارة. حسناً، هم وضعوا مجموعة أهداف لم يتحقق حتى هذه اللحظة شيء من هذه الأهداف، نعم سوى قتل الناس، هذا يؤكد أن اليوم نحن يمكن يوم 17، أنه فشل، فشل ذريع للعدوان السعودي الأميركي على اليمن.

قالوا أولاً: نريد أن نعيد الرئيس الذي يفترضونه شرعياً، هو جالس في الرياض هو وجماعته.

ثانياً: نريد أن نفرض على أنصار الله وعلى حلفائهم وعلى الجيش اليمني الإستسلام، لم يستسلموا الجماعة. يجب أن يخلوا إدارات الدولة ويسلموا سلاحهم الثقيل والمتوسط. الآن يمكن نحن هنا في هذه المنطقة يمكن يوجد كثير من الأشياء لا نعرفها عن اليمن، لكن السعوديين يعرفون اليمن جيداً. أنا ضحكت، معلومات عن اليمن على قد حالي، أنه في اليمن السلاح المتوسط والثقيل هو سلاح شخصي، يعني أنا لا أقول له السلاح الفردي دعه معك، القبائل في اليمن عندها سلاح ثقيل وسلاح متوسط، أن أقول لهم يا جماعة أنا فارض عليكم حرب وسلموا السلاج الثقيل والمتوسط وأنا برأيي هذا فيه شيئ من الغباء.

ثلاثة: قالوا إنه نحن نريد بالأهداف أن نمنع إحتلال إيران لليمن، وهذا تحصيل حاصل، يعني هذا هدف أصلاً ليس موجوداً، ليقولوا منعنا إحتلال إيران لليمن.

رابعاً: بالميداني قالوا نريد أن نمنع وصول الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى بعض المحافظات وإلى عدن، ها هم وصلوا إلى عدن، المطار معهم بالإذن من قناة العربية، المطار معهم الميناء معهم المدينة بأغلبها معهم المحافظات الجنوبية أغلبها معهم.

ماذا فعلتم أنتم؟ حتى هذه اللحظة أنا أستطيع أن أتحدث من باب المعرفة وأنه نحن عندنا أيضاً تجربة حرب تموز بلبنان واكبنا حرب الإسرائيليين على غزة ونفهم بهذا الموضوع بشكل أو بآخر. أنا تقييمي أنه ما حصل حتى الآن هو فشل ذريع للعدوان السعودي الأميركي على اليمن. إذا كنا نتابع الناطق الرسمي هذا الذي يطلع ويتكلم كل يوم يقدم إيجازاً عن تطورات المعركة، المسكين محرج يريد أن يفتش على إنجاز، أنه والله يوجد قوة كانت لا أدري أين متجهة إلى عدن ضربناها، هذا ليس إنجازاً، هذا تفصيل، بالنهاية أنت تشن حرباً، وبالحرب يسقط شهداء، تدمر آليات، نُقتل نَقتل هذه الحرب، طبيعي. تكلم معي بالإنجاز العسكري الذي له بعد عسكري كبير أو له بعد سياسي، هم لم يعملوا أي إنجاز حتى الآن. بل بالعكس أنا أقول لك ما هي إنجازات العدوان السعودي حتى الآن.

الإنجاز الأول أنهم جعلوا الغالبية الساحقة من الشعب اليمني ضد السعودية بالمطلق، حسناً، متى كان اليمن يطلع فيه مئات الآلاف أو الملايين بشعار الموت لآل سعود، بالمناسبة آال سعود لا يتحملون أحداً أن يتكلم عليهم، هم يدفعون الفلوس، العالم كلها تشتم، لا بأس بذلك، لكن إذا قناة تلفزيونية أو جريدة أو خطيب أو سياسي أو كاتب يتكلم كلمة على آل سعود "بيمسحوا الأرض فيه" بالتعبير اللبناني. حسناً، يخرج الملايين الآن في اليمن يقولون الموت لآل سعود، هذه خسارة إستراتيجية فادحة بالنسبة لآل سعود في اليمن.

إثنين: هناك إستنفار يمني هائل وتعبئة يمنية هائلة نراها على شاشات التلفزة الذي هم يحاولون أن يمنعوا هذا الموضوع أن يظهر، بالقبائل وبالمدن وبالمحافظات وبالناس وستزداد هذه التعبئة وهذا الإستنفار الشعبي بسبب جرائم التي يرتكبها هذا العدوان بحق الشعب اليمني، حسناً، هذه نتيجة ثانية، وهذه من إنجازات العدوان.

من إنجازات العدوان أنه اليوم يوجد مطالبة، حتى الآن القيادة التي تدير المعركة في اليمن لم تأخذ قراراً بأن تقفل باب المندب، وهي تستطيع أن تقفله في الوقت الذي تريده، 20 كلم، يعني قصة إغلاق باب المندب بيدهم هذا، وتستطيع تضرب أهداف عسكرية في داخل الأراضي السعودية بالصواريخ وهي تقدر على ذلك وتستطيع أن تدخل أيضاً إلى داخل الأراضي السعودية، ولكن القيادة اليمنية، أهل البلد الذين هم يديرون هذه المعركة لم يلجأوا إلى أي خطوة من هذا النوع حتى الآن، ولكن قد يلجأون إلى خطوات من هذا النوع في المستقبل، أنا لا أدري، هذا له علاقة بتطورات الحرب والمعركة. الأهم هنا، أنه نعم هناك مطالبات شعبية ضخمة جداً بالرد، سواء كان رد له طابع صاروخي أو رد يقوم على الدخول (إلى الراضي السعودية)، والآن يوجد خطاب عريض وطويل في اليمن يتكلم عن المحافظات اليمنية التي هي يمنية، ولكن قام آل سعود بقتطاعها من اليمن وضمها إلى المملكة، وإدارة المعركة في السعودية، أنا سمعت خبراً، (هل هو) أكيد أو غير أكيد لا أعرف، أنه ما يقارب التسعين بلدة وقرية حدودية تم إخلاؤها، حتى قيل إنه تم هدم البيوت فيها خشية من دخول اليمنيين إليها. الآن يوجد مطالبة شعبية يمنية بأنه فلندخل السعودية، القيادة حتى الآن لم تقرر شيئاً من هذا، أنا أحببت أن ألفت لهذا الموضوع.

من الإنجازات العظيمة للعدوان هو دعم داعش ودعم القاعدة، مع العلم أن القاعدة وداعش حقاً يشكلون خطراً على السعودية وعلى كل دول الخليج ورأينا من العراق ماذا حصل. لكن هم عندما يصيبهم العمى لا يعودون يرون أمامهم، يعني أنت أمامك يوجد عندك في اليمن عندك داعش والقاعدة وعندك الجيش اليمني وعندك أنصار الله وعندك قوى سياسية أخرى صديقة حليفة للسعودية، لكن هؤلاء الذين تقاتلونهم الآن هم كانوا جاهزين للتفاوض معكم، يتحاورون معكم، يتفقون معكم قبل أن تشن الحرب عليهم، وهم ما زالوا الآن جاهزين لأن يذهبوا إلى حوار يمني يمني في دولة محايدة، لكن القاعدة وداعش يشكلان تهديداً لليمن ولكل دول الخليج وحكومات الخليج وملوك وإمراء وشيوخ وشعوب الخليج، لكن العمى إلى أين وصّل؟ من أجل أن يضرب أنصار الله ويضرب الجيش اليمني هو يحمي القاعدة ويحمي داعش في اليمن بل أكثر من ذلك ينزل لهم السلاح بالطائرات. حسناً، هذا إنجاز؟! هذا على خلاف المصالح السعودية، لذلك أنا تقديري أنه يوجد جانبان، في الجانب الإنساني مؤلم جداً ويجب أن نضيء عليه، ومسؤولية كل إنسان أن يضيء عليه، المجازر والقصف والعدوان وضرب البنية التحتية وتدمير الجيش اليمني، هذا نسيت أن أحكيه بالأهدف، هؤلاء الجماعة يعني الأميركان وإسرائيل ومعهم هؤلاء الجماعة التي جيوشهم كلنا نعرفها كيف، هم لا يريدون في هذه المنطقة جيشاً قوياً يمكن في يوم من الأيام أن يشكل تهديداً لإسرائيل أو للهيمنة الأميركية في المنطقة ولذلك الجيش اليمني هو هدف الآن على قائمة التدمير. على كل أعود لأختم وأقول، بالبعد الإنساني نعم هذا مؤلم ومحزن ما يحصل في اليمن لكن في البعد الآخر أنا من البداية توقعت، ليس توقعت على طريق المنجمين، يعني على طريقة التحليل السياسي والتجربة والمعطيات وما نعرفه أيضاً عن الوضع في اليمن والوضع في السعودية ومعادلات الصراع القائمة في المنطقة، أنا ما زلت عند رأيي الذي قلته قبل أيام في بداية الأحداث، الهزيمة السعودية عندي من أوضح الواضحات والإنتصار اليمني من أوضح الواضحات وهذا سيكون له إنعكاس على كل أحداث المنطقة وسيكون باب فرج للكثير من شعوب وحكومات المنطقة.

ـ سؤال: سأعود للحديث في موضوع يخص السعودية في آخر هذا الحوار، لكن سأدخل مباشرةً إلى الملف النووي الإيراني، ينظر كثيرون بأن إتمام الإتفاق هذا يعني أن له إنعكاسات واضحة على المنطقة، ليس كمحور مقاومة فقط، بل على المنطقة بشكل كامل، كيف تنظرون إلى هذا الإتفاق المبدئي الذي توصلت إليه إيران مع المجموعة الست؟

ـ السيد نصر الله: في المبدأ لنقل أن هذا إعلان مبادىء أو إعلان نوايا أو خطوط عريضة أو معايير أساسية، لم يتم الحديث حتى الآن عن إتفاق نهائي، المفترض من الآن إلى 30 حزيران يجب أن يشتغلوا بكتابة المسودة، 30 حزيران هو موعد الإتفاق النهائي، أنا يكفي أن أقول لأنه لدينا معايير ومؤشرات، يكفي أن تنظري إلى الموقف الإسرائيلي، وهنا بعض دول الخليج وليس كل دول الخليج، بعض دول الخليج  وفي مقدمتها السعودية هي متقاطعة مع إسرائيل، عندما نرى الغضب الإسرائيلي السعودي، الإسرائيلي المعلن والسعودي المضمر من هذا الإتفاق، نفهم أهمية هذا الإتفاق، هذا أولاً.

وثانياً: نعم هذا إنجاز كبير جداً، وهذه تجربة التفاوض على الملف النووي الإيراني يجب أن يُتخذ منها العبرة وتُدرس وتُحلل ويُستخلص منها دروس ونتائج لكل الدول والحكومات والشعوب أيضاً التي تتفاوض على قضايا محقة، عندما نتكلم عن مفاوضات، وتتم دراسة الأسباب التي أدت للوصول إلى هذا الإتفاق، لكن من حيث النتيجة لا شك بأن الإتفاق النووي الإيراني ستكون له نتائج كبيرة ومهمة على المنطقة، هذا لا يعني الدخول في المساومات، التي عادةً بعض الناس يقلقون منه، أنا يكفي أن أقول إنه من أول نتائجه هو إستبعاد الحرب الإقليمية، لأنه دائما كان العدو الإسرائيلي يهدد بقصف المنشآت النووية في إيران، هذا القصف كان يمكن أن يؤدي بل طبعاً كان سيؤدي إلى حرب إقليمية، وقد تتطور الحرب الإقليمية إلى حرب عالمية، الإتفاق إن حصل إن شاء الله سيبعد شبح الحرب الإقليمية وبالتالي الحرب العالمية عن منطقتنا وبالتالي هذا من أبسط ومن أوضح ومن أهم الإنجازات حتى الآن. ثانياً: هذا طبعاً من نتائجه أنكم أنتم كلكم الذين ـ لا تؤاخذيني بالتعبيرـ "الذين كنتم تنتظرون الفشل" ـ وهم سيعملون بالمناسبة من الآن إلى 30 حزيران بدنا نفترض مليارات الدولارات التي سوف تدفع واللوبيات كلها وفي أمريكا ستعمل وفي الخليج والإسرائيليين واللوبي الصهيوني، سيكون هناك عمل دؤوب ومثابرة في الليل وفي النهار حتى لا يتم هذا الإتفاق في 30 حزيران، لكن في كل الأحوال أنتم كلكم كان هدفكم محاصرة إيران وإضعاف إيران وضرب إيران وإخضاع إيران. نتيجة الإتفاق سيكون هناك شيء آخر.

أنظري إلى إيران عندما جلست تفاوض دائماً كان يقال في لبنان إن الإنتخابات الرئاسية في لبنان موقوفة على المفاوضات النووية، وسوريا مرتبطة بالمفاوضات النووية والوضع في البحرين مرتبط بالمفاوضات النووية والوضع في العراق والوضع في فلسطين ..، نحن منذ اليوم الأول نتيجة معلوماتنا وليس تحليلاً من بعيد، نحن سألنا الإخوة الإيرانيين في أعلى المستويات وقالوا: التفاوض هو فقط على الملف النووي ونقطة على أول السطر، لا نتكلم عن شيء آخر غير الملف النووي، لا نتكلم عن لبنان ولا عن سوريا ولا عن العراق ولا عن البحرين ولا عن فلسطين ولا عن النفط ولا عن الغاز ولا عن شيء آخر، وخلال السنوات الماضية كان الأميركيون دائماً يُصرون على إدخال ملفات أخرى على الطاولة، الإيراني كان يرفض، لماذا كان يرفض؟ الإيراني لو أراد أن يبيع لكان باع، لأنه عندما تأتي إلى الإيراني لتقول له أنا أريد أن أعالج لك وأن أتفاهم معك على ملفك النووي بما يضمن حقوقك مثلاً أو الحد الأدنى من الحقوق، طيب يجب أن تعطيني حق هذا في لبنان على حساب حلفائك، وفي سوريا على حساب حلفائك وفي العراق وفي البحرين وفلسطين وفي موضوع إسرائيل وإلى آخره...

يعني آخر شيء أن نتنياهو يطلب أن الإتفاق النووي الذي له علاقة بالموضوع النووي يجب أن يتضمن بند اعتراف إيران بحق إسرائيل في الوجود، هنا نعرف سبب العداوة مع إيران، هذا هو، ونتنياهو يفهمه جيداً، على كلٍ الإيراني رفض أي نقاش في أي ملف غير الملف النووي، لأنه عندما يفتح الملفات الثانية فإنه سوف يُضغط عليه، وسوف يصير على حساب أصدقائه وحلفائه، بينما هو صاحب حق في الملف النووي فلماذا يريد أن يخلط الملفات ببعضها بهذه الطريقة. ذهب إلى الملف النووي 12 سنة يُفاوض،المفاوضات الأخيرة إستمرت سنة وأكثر "سحبة واحدة" مثلما يقولون، وصل لنتيجة أخذ هذه المعايير الأساسية، والدنيا كلها وصلت إلى محل أنه لا يوجد حل مع إيران غير الدبلوماسية، هذا الذي يضطر أوباما ليخرج ليتكلم عنه، السبب قوة إيران، بالدرجة الأولى قوة إيران، صحيح أن لها أصدقاء في المنطقة ولها تأثير في المنطقة وهذا عامل مساعد برأيي لكن ليس هو العامل الأول، العامل الأول والحقيقي والأساسي هو قوة إيران الذاتية، وهم بعرفون أنهم لا يستطيعون أن يُشعلوا حرباً مع إيران والعقوبات جربوها عشرات السنين ولم تعط نتيجة، وإيران تتقدم وتتطور وعلى كل صعيد: العلمي والتقني والتكنولوجي والثقافي والفكري والإقتصادي والبنية التحتية والعسكري والتصنيعي والتجارة والزراعة وعلى كل صعيد إيران تتقدم وتتطور.

إذاً الحصار والعقوبات لن يُخضعا إيران وحرب مع إيران النووية لا توصل إلى نتيجة، إذاً الطريق الوحيد هو الدبلوماسية، مثلما يقول أوباما، وإيران جاهزة للدبلوماسية، هي تريد حقوقها والآن هم يطلعون ليعلنوا بطولات: منعنا إيران من صناعة القنبلة النووية، طيب هم قالوا إنهم لايريدون صنع قنبلة نووية، الإمام الخامنئي منذ عشرين سنة يقول صنع القنبلة النووية وإستخدامها حرامٌ شرعاً، وهذا ممنوع بالنسبة لنا، طيب يريد أن يقدم ليعمل إنجاز ماشي الحال، يقول أنا عملت إنجاز ومنعت إيران من أن تُصنع سلاحاً نووياً، لكن النتيجة أن إيران كانت جاهزة للدبلوماسية لكنها لن تتنازل عن حقوقها الطبيعية، وأيضاً لم تُقدم أي تنازل في ملفات المنطقة، لماذا؟ لأنها رفضت أساساً أن تناقش أياً من ملفات المنطقة في المفاوضات النووية مع المجتمع الدولي.

الآن يأتى البعض ليقول الشيطان الأكبر وإيران تحبونها وهي وقعت إتفاقاً مع الشيطان الأكبر، على مهلك هي أجرت إتفاقاً مع المجتمع الدولي، خمسة زائد واحد، وغداً يوجد مجلس أمن وأمم متحدة. هذا هو تقييمنا، فنحن نرى فيه إنجازاً كبيراً بالتأكيد مثلما قال كثيرون، العدو والصديق والخصم والحاسد والمحب، الإثنين قالوا إن هذا الإتفاق إذا استمر فمعناه أنه سيعزز من قوة وحضور إيران وتأثير إيران في المنطقة، وهذا لن يضغط على إيران لتتخلى وتتراجع عن حلفائها وعن أصدقائها، لأنهم خائفون، طيب يوجد واحد سأل سؤال وهذا موجود في أكثر من واحد حتى لا يذهب الذهن إلى واحد محدد، أنه إذا إيران إستردت 120 مليار دولار فماذا سوف تعمل بهم؟ إذا من الآن هم مرعوبون، إذا إيران إستردت هذه الأموال وأصبح بإمكانها بيع نفطها وتصدير إنتاجها وحل موضوع المصارف وفتحت أبواب الإستثمار وسنشهد تنافساً هائلاً شركات أوروبية وفرنسية وألمانية وكله سوف يأتي إلى إيران، فماذا يعني ذلك؟ أن إيران سوف تزداد قوة وتزداد منعة وتزداد غنى وثروة وبالتالي ستزداد تأثيراً.. هذا واضح.

ـ سؤال: وبالتالي سينعكس ذلك على قوة الحلفاء بشكل مطلق وليس بشكل نسبي

السيد نصر الله: تماماً تماماً، أنا قرأت في مكان ما أنه يوجد أناس قلقون من أنه غداً إيران ستبيعنا وتزيحنا وتتاجر على ظهرنا. أنا أحب في هذا الموضوع أن اقول لكل الاصدقاء والحلفاء والأحبة في كل الأماكن والدول الجبهات، إيران لم تبع أحداً في يوم من الأيام، هذه إيران الدولة الإسلامية، أما إيران الشاه فنحن أعداؤها رغم أن النظام كان شيعياً، الموضوع ليس موضوع شيعي أو ليس شيعياً، إيران هذه الدولة الإسلامية، الجمهورية الإسلامية في ايران، لم تتخلَّ ولا في يوم من الأيام عن  حلفائها، ولا يوم من الأيام باعتهم أو فرضت عليهم خياراً ولا يوم من الأيام أمرتهم بأمر، ولا يوم من الأيام سخّرتهم لمشروع إيراني خاص بها. هذا لم يحصل، والذي لديه شاهد فليأتِ به، أنها سخّرت صداقاتها وتحالفاتها لمصالحها الشخصية أو أنها تخلّت وباعت وخانت أحداً من حلفائها وأصدقائها، فلتأتوا لي بشاهد واحد. هذا لما كانت إيران محاصرة وتخضع لحرب، ولعقوبات ولعداوات، لم تبع ولم تشترِ على ظهر حلفائها، فكيف وإيران القوية الغنية التي سينفتح عليها العالم، كلا، أنا اقول إن إيران في المرحلة المقبلة ستكون قادرة على أن تقف إلى جانب حلفائها وأصدقائها وشعوب المنطقة وخصوصاً المقاومة في فلسطين والشعب الفلسطيني أكثر من اي وقت مضى، وهذا الذي يخاف منه الآخرون.

ـ سؤال: بطبيعة الحال الأيام القادمة ستحمل الكثير على هذا الصعيد، تحديداً سماحة السيد أنتقل للحديث في ملفنا الأخير بالدقائق الباقية. قلت مرة إنه لا يملك أي زعيم عربي أو مسلم أو أي قمة عربية لا يمتلكون حق التخلي عن حبة رمل من أرض فلسطين ولا يملك أحد الحق في التخلي عن حرف واحد من حروف كلمة فلسطين، هذه العقيدة والإيمان سيرثه أبناؤنا وإن كنت أعتقد أننا جيل نصر وأننا جيل من سيصلي في فلسطين، بصراحة سماحة السيد، ضاعت فلسطين؟

ـ السيد حسن نصر الله: ما ضاعت، هم عملوا على تضيعها ليس من الآن، يعني الآن ما يجري في العالم العربي تحت عنوان ربيع عربي وخريف عربي وكذا، البعض من حقه أن يقلق ويقول إنه ضاعت فلسطين أو ستضيع فلسطين. أنا أتهم أغلبية الأنظمة العربية أنها عملت على إضاعة فلسطين منذ عقود، وأنهم يتصرفون  مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني كعبء، ولا يعرفون كيف ينهون هذا الموضوع وبأي ثمن ينتهي. والذي أحرجهم حتى الآن هو الشعب الفلسطيني المصر على أن يعود إلى أرضه والمصرّ على رفض التوطين والمصرّ على المقدسات ووو.... وقدم تضحيات هائلة. هذه الأحداث رغم قساوتها وصعوبتها هم يريدون من خلالها، الأميركيين والإسرائيليين وبعض الحكام العرب، أن تضيع فلسطين في هذا الوسط، ولكن لن تضيع إن شاء الله، وهذا يرتبط أولاً بإرداة الشعب الفلسطيني الذي ليس لديه خيار ولن ييأس ولن يتخلى لا عن أرضه ولا عن مقدساته ولا عن قضيته، هذا شعب حي وأثبت أنه يرث جيلاً بعد جيل بعد جيل. الذي يراهن أن هذا شعب يتعب أو ييأس أو شعب يتخلى عن قضيته، هو واهم تماما. أنا أعترض على الآخرين بموضوع قناعاتهم بالشعوب، هذا شعب من الأشخاص أنا اعتقد به كثيراً، مثل ما أتكلم عن اعتقادي بالشعب اليمني، بالشعب اللبناني، بالشعب السوري، بشعوب المنطقة.

ثانياً: أصدقاء الشعب الفلسطيني، بقية الشعوب، حركات المقاومة، نحن لن نتخلى عن فلسطين، حتى لو حصلت أخطاء من فلسطينيين. انظروا هنا في الضاحية كانوا عمداً يرسلون الفلسطيني ليفجر، وأنا أعتقد أن هذا عمل مخابرات اميركية، انه لماذا؟ أليس لديك سوري أو عراقي أو يمني أو سعودي؟ في العراق كانوا كلهم يفجرون، لماذا عندنا في لبنان، عند حزب الله، عند هذه البيئة الحاضنة للمقاومة، يرسلون فلسطينياً كانتحاري؟ ليحولوا بيننا وبين القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، انه "ما دخلنا في قضية فلسطين وما دخلنا في الشعب الفلسطيني"، هذا لن يحصل، لأن موضوع فلسطين والشعب الفلسطيني بالنسبة لنا هو موضوع عقائدي وإنساني وأخلاقي وليس موضوع فعل ورد فعل.

حسناً، سورية ورغم كل ما حصل في سورية، خذي من خطاب الرئيس الأسد، إلى الإعلام السوري، إلى القيادات في سورية، إلى الشعب في سورية، هل تعدل الموقف من القضية الفلسطينية؟ لم يتعدل، وموقف سورية سواء التفوضي أو الميداني هو الذي حال دون تصفية القضية الفلسطينية منذ مؤتمر مدريد إلى اليوم، وأنا أعتقد أن سورية لن تتخلى عن فلسطين حتى ولو كان لها عتب على منظمات أو حركات أو جماعات فلسطينية مثلاً. بقية شعوب المنطقة، الشعب اليمني رغم كل الذي يحصل، أنا مثلاً بعض الاصدقاء قالوا لي أنت من بين كل الحكام العرب الذين كانوا بشرم الشيخ، أنت خصّيت أبو مازن بالعتب؟ يعني هل يوجد شيء؟ الموضوع ليس بانه موضوع خاص معين، الموضوع انه انت يا أخي رئيس سلطة فلسطينية وأنت أرضك محتلة وشعبك شعب معتدى عليه، ما هي مصلحتك في أن تدعم عدواناً على الشعب اليمني، هذا هو حدود الموضوع، هذا الشعب اليمني المحب لفلسطين، هذا الشعب اليمني يقول الموت لإسرائيل، هذا الشعب اليمني أنا واثق أنه إذا حصلت أحداث في المنطقة ويُطلب من اليمنيين 100 ألف مقاتل لقتال الإسرائيلي فإنهم يرسلون، 200 ألف مقاتل يرسلون، أنا اثق بهذا، وهنا يأتي العتب، لذلك لا الشعب اليمني ولا الشعب السوري ولا السعب العراقي ولا الشعب الإيراني ولا اللبنانيين ولا الشعب الفلسطيني ولا أعتقد أن الشعب المصري وأن بقية الشعوب العربية ستتخلى عن فلسطين أيا تكن المصائب التي تحل علينا جميعاً بسبب هذا الصراعات الموجودة.

ـ سؤال: سماحة السيد، عندما تحدثت عن المقاومة الفلسطينية، مررت مروراً لا أستطيع إلا أن أصفه ـ إن كان توصيفي صحيحاً ـ أنه مرور خجول على بعض الفصائل التي كان لها دور في ما جرى في المنطقة، لا أستطيع إلا أن أسأل هنا عن علاقتكم بحماس، كيف تستطيع أن توصف لنا المشهد من هذا الفصيل الفلسطيني المقاوم؟ نتحدث عن حماس تحديداً، لا سيما أن ما جرى مؤخراً في مخيم اليرموك يضع الكثير من إشارات الاستفهام.

ـ السيد حسن نصر الله: انظري، نحن بموضع فلسطين، معيارنا هو التالي: الفصائل الفلسطينية كلها وبمعزل عن أي اعتبارات أخرى، الفصائل التي ترفض إسرائيل وتقاوم الإسرائيلي وتقاوم المشروع الصهيوني وتقدم الشهداء ولها أسرى في السجون ولها موقف سياسي واضح، نحن حتى لو اختلفنا على أي ملف آخر أو على أي قضية أخرى ولو كانت بحجم المعركة في سورية، موضوع سورية ليس ملفاً عادياً، ملف كبير جداً وخطير جداً، لكن نحن معنيون، نتيجة إخلاصنا للمعركة في مواجهة المشروع الصهيوني وإخلاصنا للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، حتى لو صار تباين بالموقف مع حماس ومع فتح ومع أي فصيل فلسطيني آخر، حريصون على العلاقة مع كل الفصائل الفلسطينية وأن تبقى علاقة طبيعية وجدية وجيدة ونتعاون لاننا نحن نواجه عدواً واحداً، أما ما نختلف عليه من ملفات أخرى، نعالجها بالحوار وبالنقاش، يقبلون منا، نقبل منهم، لاحقاً أن يقول أحد للآخر كان معك حق، هذا كله نتركه للوقت. أستطيع أن أقول بالرغم من خلافنا على تقييم الموقف مما يجري في سورية وهذا أمر معروف أنه عند الإخوة في حماس وعند بقية الفصائل، نحن كنا حريصين وسنتبقى حريصين على علاقة جيدة وطبيعية. طبعاً هناك أناس عاطفيا يمكن أن لا يتحملوا هذا الموقف، سواء في سورية أو في لبنان، ويقولون إن هذا لا يجوز، كلا نحن هنا نضع الموضوع العاطفي جانباً أو ملاحظاتهم وملاحظاتنا جانبا، لأنه أحيانا يحصل ملاحظات تفصيلية، بالمبدأ هذا المسار الاستراتيجي نحن نتّبعه.

ـ سؤال: سماحة السيد نحن نشكرك على ما تفضلت فيه في كل ملفات المنطقة، دقائق جداً ضيقة وسأستغل كل ما بقي منها من ثانية واحدة حتى، أسئلة سريعة أسالها لسماحة السيد يمكن أن تخص شخصه أو العائلة أو الحزب، بشكل كامل وكجزء أو كفصيل عسكري كبير إلى حد كبير له تأثير في هذه المنطقة، أبدأ وأسأل بما يُسأل اليوم: ما الذي يمنع حزب الله إذا كان يمتلك كل هذه القوة، العتاد والسلاح بأن يشن هجوماً فعلياً على إسرائيل وبأن بفتح الجبهة، ويقول: لم يعد الحزب حزب مقاومة، اليوم سنبدأ الهجوم.

ـ السيد نصر الله : نحن لا ندعي أن حزب الله يستطيع أن يشن حرباً.

بمعزل عن المبدأ، نحن لا نستطيع، لا ندعي أننا نستطيع وواقعاً لا نستطيع، هل نكذب على شعبنا وعلى أنفسنا أننا نحن نستطيع أن نشن حرباً على إسرائيل وأن نشطب إسرائيل وأن نحرر فلسطين، نحن حزب الله لوحدنا! هذا غير صحيح. لم ندّع شيئاً من هذا في يوم من الأيام. نحن واقعيون، هناك قوة أمامنا، نعم، قوة حقيقية، لكن نحن نختلف مع الآخرين الذين يخضعون لهذه القوة ويستسلمون لها ولا يجدون خياراً آخر، نحن لا نوافقهم. لكن نحن لم نصل إلى حقيقة أن المقاومة في لبنان بعديدها ومقدراتها وإمكاناتها هي قادرة على أن تحرر فلسطين مثلاً من البحر إلى النهر، لا.

نعم، في موضوع الجليل الذي تحدثت عنه سابقاً، وبالمناسبة أنا تحدثت عنه بلغة "قد"، أنا ليس لدي وعد قاطع، وهذا الـ"قد" قد يحصل، أنه في أي حرب مقبلة، لا سمح الله، عندما أقول حرب مقبلة يعني عدوان إسرائيلي على لبنان. نعم، في موضوع الجليل مقدور لنا، يعني للمقاومة اللبنانية، لكن أن ندخل ونصل تل أبيب ونصل إيلات، لا، لا يوجد إمكانية من هذا النوع.

ثانياً، حرب بهذا المستوى، لا يستطيع فصيل من فصائل المقاومة ان يتحمل مسؤوليته لوحده. هذا قرار كبير وعلى مستوى المنطقة يجب أن يتخذه شركاء قادرون على تحقيق الهدف من إعلان حرب من هذا النوع. نحن حتى الآن لم نتحول إلى جيش نظامي، نحن حركة مقاومة، طابعنا بالإطار العام هو طابع دفاعي. نحن نساند المقاومة في فلسطين، نعتقد أن أسلوب حرب المقاومة هو الأسلوب الأنفع والأجدى والأقل كلفة. ما زلنا نعمل على هذا الأساس ولذلك نحن لم نبادر في أي وقت من الأوقات إلى حرب كلاسيكية بهذا المستوى، وإنما فرضت علينا حروب من هذا النوع. ما نفضّله هو حروب المقاومة وليست الحروب الكبرى، ولكن إن حصلت لا نخشاها  ولا نخاف منها وسنقف فيها وننتصر إن شاء الله.    

ـ سؤال: سماحة السيد بعض القادة في الجيش الإسرائيلي قالوا وتحدثوا بشكل كبير عن استعداد كبير تمهيداً لحرب ثالثة محتملة على لبنان قد يدعي الإسرائيلي على خلفية هذا الاتفاق والقول بأن حزب الله بدأ الحديث عن امتلاكه لصواريخ ياخونت، ما صحة هذه المعلومات التي يتم تدوالها اليوم في الإعلام الإسرائيلي؟

ـ السيد نصر الله: من الجيد أن يقول ما يريد، نحن في موضوع مقدرات المقاومة لا نقول شيئاً، نحرص على الإخفاء الشديد، يعني إذا كان موجوداً يجب أن نخفي وإذا كان غير موجود يجب أن نخفي. إذا كان موجوداً يجب أن نخفي حتى نحافظ عليه وحتى نفاجأ العدو، مثلما حصل في الحرب. في حرب تموز  مثلاً، البارجة ساعر خمسة في مقابل شواطئ بيروت ، نحن أخفينا إمتلاكنا  لهذه القدرة بحيث أن العدو  الإسرائيلي لم يكن لديه معلومات أننا نملك صواريخ أرض - بحر، وما كان يحتمل وما كان يتوهم، ولذلك هو لم يكن محتاطاً بشكل كاف عندما تم ضرب البارجة. كذلك في عمليات المواجهة في الجنوب، عندما دمر عدد كبير من الدبابات في الأيام الأولى أو في المواجهات، هو فوجئ بأننا نمتلك مثلاً سلاحاً ضد الدروع المسمى "كورنيت"، هو لم يكن يعرف شيئاً عن هذا الأمر. إذاً مصلحة المقاومة، مصلحة المعركة، نحن هنا لسنا في موقع التباهي، نحن في موقع المقاومة الجدية التي إن دخلت معركة تريد أن تنتصر فيها، يعني هذا الأساس الذي يحكمنا. فإخفاء المقدرات أمر أساسي. لكن لو تحدث العدو عن مقدرات ليست موجودة لدينا، لماذا أنفي ذلك وأقول له غير موجود! فليعتقد أنه موجود وبالتالي هذا يدفعه لإجراء حسابات . يعني مثلاً إذا اعتقد أنه لدي هذا النوع من الصاروخ، هذا يعني أن حركته البحرية، سفنه في البحر ستصبح مختلفة، سيبتعد مسافة معينة، سيأخذ إجراءات احترازية. إذا كان لدي هذا الصاروخ، الحمد لله، وإذا لم يكن معي فأكون قد ربحت ثمرة وجوده حتى لو لم يكن موجوداً. لأنني لا أريد أن أنفي.

ـ سؤال: سماحة السيد عندما  يطل على  شاشات التفزة في خطاباته نادراً ما يكون غاضباً، في خطابك الأخير سماحة السيد كنت غاضباً إلى درجة أنك هاجمت الأمراء في المملكة العربية السعودية. شُنت حملة جراء هذا الخطاب ولماذا السيد حسن نصر الله الآن يغضب إلى هذا الحد وكم مرة غضب سماحة السيد حسن نصر الله باستثناء الخطاب الأخير؟

ـ السيد نصر الله: أولاً، كوني غاضباً له سبب، على الرغم أني كنت هادئاً أغلب الخطاب، في المقطع الأخير عندما وصلت إلى موضوع اليمن والهجوم على اليمن والاعتداء على اليمن وسلوك آل سعود، نعم تحدثت قليلاً بانفعال، وهذا انفعال طبيعي وليس انفعالاً متعمداً. بالنهاية أنا إنسان أدعي أن كل ما أقوله وما أفكر به وأتعاطى معه أيضاً قلبياً وعاطفياً وروحياً. سبب الغضب هو هذا التطور الأخير الخطير جداً جداً جداً، ليس فقط في الموضوع الإنساني ، بموضوع كل وضع المنطقة ومستقبل المنطقة هناك أشخاص أخذوا قرار هذه الحرب وهم كانوا قادرين أن لا يذهبوا إليها. والمحزن والمؤسف أكثر، هذا العالم العربي. الحكومات العربية موقفها ليس جديداً، لكن أين أصحاب الإرادات الحرة في العالم العربي؟ أين الصحفيون؟ أين التفزيونات؟ أين الإذاعات؟ أين الكتّاب؟ أنا لم أطلب في الخطاب من أحد موقفاً، وحتى في لبنان نحن لم نطلب حتى من حلفائنا وأصدقائنا وأقرب الناس لنا موقفاً في موضوع اليمن. لكن ننتظر الناس أن تأخذ موقفها بإرادتها، هم أحرار بالموقف الذي يتخذونه. المؤسف والمحزن أنا كنت أتحدث بعد 48 ساعة وأكثر، وهناك سكوت قاتل في العالم العربي. إلى هذه الدرجة المال السعودي والإعلام السعودي "فعل فعله"، إلى هذا المستوى أصبحت الأمة مشطوبة ومختصرة ليس لها مكان. إلى هذه الدرجة العقل العربي أصبح يقبل سخافات. يعني مثلاً ذهبوا إلى الحرب. ما هي الحرب؟ نحن نريد أن ندافع عن الديموقراطية والشرعية في اليمن، وهذا سفيرهم في واشنطن عاد وكرر هذا الكلام. "ليش انتو عندكم ديموقراطية يا حبيباتي، عندكم انتخابات، ليش عندكم دساتير". تصوري أن الدولة، المملكة العربية السعودية تشن حرباً على الشعب اليمني وحتى الآن ما ثبت، طبعاً يضربون الجيش، يضربون بنية الجيش، ولكن هناك أعداد كبيرة  جداً من الشهداء المدنيين والجرحى المدنيين. بلد يدمر بحجة ماذا؟ بحجة أنه يريد أن يعيد الديموقراطية أو نتيجة الديموقراطية إلى اليمن؟ أولاً اعمل عندك  ديموقراطية . الطفل في العالم العربي يعرف هذا الكلام الذي أقوله. هذا يحتاج أن يدرس الانسان في الجامعة ليعرفه؟ تتحدث عن ديموقراطية، تتحدث عن حقوق الانسان. قبل أيام لم أحب أن أتحدث عن الموضوع الداخلي في السعودية. المرأة لا يحق لها أن تقود سيارة؟ لماذا؟ يقول لأن هذا حرام، هذه بدعة؟ لكن لا مشكلة إذا جلست بجانب السائق وحدها، يعني الخلوة ليست حراماً، ولكن تلك بدعة حرام. هذا نقاش فقهي.  الناس يقولون لك حقوق المرأة في السعودية، أنا أريد أن أتحدث في حقوق الرجل في السعودية . إذا هناك دولة ليس لديها ديموقراطية، ولا انتخابات، ولا تداول سلطة، ولا حقوق انسان وفي هذا الأمر يوجد ملف طويل عريض، ومال الشعب السعودي ينفق في كل العالم كما يعرف كل العالم، ثم ترى العالم العربي ساكتاً على عدوان على اليمن، فأنا حقيقةً كنت متأثراً بهذا الجانب. وإلا لست قلقاً على المعركة، ولذلك قلت لا، لا يوجد خطر.

أنا أعتقد أنه يوجد بعد إنساني مؤلم جداً، ولكن أنا مقتنع أن السعودية ستلحق بها هزيمة كبيرة جداً، وستكون لهزيمتها انعكاس على أوضاعها الداخلية، وعلى العائلة المالكة، وعلى الذين ظنوا أنهم يريدون أن يصنعوا معجزات وانتصارات تاريخية وسيكون له انعكاس على كل المنطقة، هذه قناعتي، ونستطيع أن نكتب، وسنرى، والأيام قادمة.

أما أنا فقط غضبت؟ كلا أنا في كثير من الخطابات انا غاضب. طبيعة الموضوع يعني، أحياناً اتكلم بهدوء، وعندما نتكلم بموضوع المقاومة نتكلم بغضب، هذه طبيعة الخطاب، يستلزمه الخطاب.

أما رد الفعل علي، لأختم هذا الموضوع لأنه قطعنا الوقت معك وأطلنا عليكِ، أنا أطمئن الكل.

أولاً: أطمئن احبائي الذين "يزعلون"، إنه هاجموا فلان وسبّوه وشتموه، أنا اقول لهم لا "تزعلوا"، لأنهم هم يفترضون أنني أتأثر وأنني "أزعل"، كلا.

ثانياً: أقول للذين يشتمون، أنا عندما أرى مثلاً بعد الخطاب الأخير الذي ألقيته، أنا أرى كل ردود الفعل وأرسلوا لي إياها الاخوة. في لبنان، في السعودية، بعض دول الخليج، في مصر، في صحافة عربية أخرى، شتائم، شتائم.. أنا اذاً أقول ان معي الحق، لانه يشتمني، بعدها يخرج أحدهم ويقول إن لديه عقدة نفسية، أو أزمة نفسية، أنا لدي أزمة نفسية؟ أنتم لديكم أزمة نفسية. أو يقولون: مربك، خائف، قلق، مرتبك، أي أحد غيري لا يتكلم بالقاطعية التي قلتها، أن اليمن سينتصر، السعودية ستلحق بها هزيمة، أنا مقتنع بهذه الكلمات حرفاً حرفاً.

أنا لست مرتبكاً، ولا خائفاً، ولا قلقاً، ولا مأزوماً، وليس لدي أزمة نفسية، ولا شيء، ما يعني هذا؟ شتائم.

ناقشني بالمنطق يا أخي، أنا أتكلم بالحجج والمنطق، لها علاقة بالسعودية، لها علاقة بإيران، بسوريا، بالمقاومة، قل لي، فند لي الحجج، نعم هناك أمر وحيد قرأته وأحترمه، أنهم تكلموا أنني أنا والحزب لدينا ازدواجية معايير، الآن ليس هناك وقت لأشرح وأجيب على هذا الموضوع، إن شاء الله في مقابلة أخرى أو في خطبة أجيب وأقول: إنه كلا، لا يوجد ازدواجية معايير.

باستثناء هذا النقاش، كله شتائم، الشتائم لا توصل إلى مكان، هل تغير قناعتي بالشتائم؟ تخوفني عندما تشتمني؟ أنا أحمل دمي على كفي في الليل وفي النهار، وجاهز للشهادة في الليل وفي النهار، الشتائم ستغيرني؟

ولكنني سأقول لهم أكثر من ذلك، أنا أفرح لأنني أعتقد في يوم القيامة، ولدينا في الروايات موجود، أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عند السنة والشيعة موجود، أنه في حال ظُلم أحدهم، وشتم، وتُكلم عليه بغير الحق، الله سبحانه وتعالى يزيد له ثوابه وأجره يوم القيامة بالمجان، يعني أنا أكون جالساً ويشتمني 200 شخص ويصبحون 300 أنا لا أحزن، لأنه أنا سيزيد ثوابي وأجري يوم القيامة بشكل مضاعف.

هذه معركة، من الطبيعي جداً أن نعبر نحن عن رأينا مهما كانت التبعات، هذا موقف كان لا بد أن يؤخذ، مثلما حدث في الأيام الأولى في سوريا، أياً تكن تبعاته، نحن سنأخذ هذا الموقف ونكمل فيه.

ـ سؤال: متى آخر مرة زرتَ فيها سوريا؟

ـ السيد نصرالله: لا أستطيع أن أقول لك، هذا الطمع لن ينجح معك، انا لست منقطعاً عن سوريا، لكن بسبب الظروف الأمنية لا نتكلم عادة متى وكيف وأين.. لكن أنا لست منقطعاً وعلى تواصل دائم إن شاء الله.

ـ سؤال: سماحة السيد القائد الأب الصديق وفي كثير من الأحيان عندما يستيقظ يقول لنفسه كلمات، عندما ينظر في المرآة، ماذا تقول عندما تستفيق صباحا كل يوم؟

ـ السيد نصرالله: لأنه لا نريد أن نطيل أكثر؟ لا أقول شيئاً.

ـ سؤال: ابداً؟ لا يوجد كلمة لتحكى؟ كلمة للمقاومة أو للشباب؟ ماذا يقول أول كلمة عندما يصحو؟

ـ السيد نصرالله: بالجواب على سؤالك حقيقةً أنا لا أقول شيء، حتى لا أمثّل وأخترع كلاماً. لكن أنا منذ أن أستيقظ إلى أن أنام حتى أنا ونائم أرى منامات، ما اؤمن به هذه القضية التي ضحت من أجلها الشعوب العربية والإسلامية بكل المنطقة، وسقط من أجلها مئات الآلاف الشهداء ويسقط جرحى ونواجه فيها مظلومية، هذه القضية أنا أعتقد بها وأؤمن بها وأعمل لها بالليل وفي النهار وحيث تطلب هذه القضية موقفاً من حزب الله ومن أي فرد من أفراد حزب الله سيكون حاضراً وجاهزاً، هذا ما نعيش من أجله في هذه الحياة.

ـ سؤال: كلمة أخيرة تحب أن توجهها للشعب السوري، ولفريق الإخبارية السورية الموجود الآن في غرفة الأخبار يتابع حضرتك وهم مسرورون جداً لإطلالتك عبر شاشة الإخبارية السورةي، ولأول مرة عبر الإعلام الرسمي السوري. ما الذي تقوله لكل من هو موجود على الأرض في سوريا؟

السيد نصرالله: لكل السوريين داخل الأرض السورية وخارجها، لأنه لدينا في لبنان بات هناك ما شاء الله عدد كبير من السوريين وخارج لبنان أيضاً بالاردن، تركيا، بالعراق.. أقول لهم: أنا أدعوكم أولاً إلى وعي حقيقة ما جرى منذ سنوات إلى اليوم وإلى فهم أهدافه، أول شيء البصيرة، أن يكون لدينا فهم وإدراك وإحاطة، أن لا نؤخذ بالشعارات، أن لا نؤخذ بالاتهامات، أن لا نؤخذ بالحرب النفسية، أن نعرف مصلحة بلدنا، ومصلحة شعبنا، وموقعنا الحقيقي هذا أولاً.

ثانياً: أنتم جرت عليكم حرب دولية واقليمية ضخمة وهذه محنة كبيرة مر بها الشعب السوري، محن أخرى عاشتها شعوب أخرى أيضاً، الشعب الفلسطيني، الشعب العراقي، الشعب اللبناني، الآن الشعب اليمني، شعوب أخرى تعاني.

المطلوب الصمود، عدم الاستسلام، عدم اليأس، الثبات، المقاومة، وأنتم قادرون على أن تنتصروا وعلى أن تتغلبوا على هذه الحرب الكبرى التي شُنت عليكم.

بلدكم، وكرامتكم، ودولتكم، ووجودكم يستحق التضحية وأنتم قدمتم تضحيات جسيمة.

أنا شخصياً اخر الخط، أنا أرى انتصاراً في سوريا، لا أرى هزيمة في سوريا، المشروع الآخر لن ينتصر في سوريا إن شاء الله. الشعب السوري وهذا الخيار في سوريا هو الذي سينتصر، المسألة هي مسألة وقت، الأوضاع الدولية والأوضاع في المنطقة وهذه واحدة منها حرب اليمن وإن شاء الله سنرى في المستقبل.

ما يجري في المنطقة سيتحول إن شاء الله إلى مصلحة شعوب هذه المنطقة، ومن جملتهم الشعب السوري والوضع في سوريا، وأدعوهم إلى الثبات، إلى الصبر، إلى الثقة بالانتصار الآتي من خلال هذه التضحية التي تبذل.

أدعوهم إلى الحوار، إلى الوحدة، إلى التماسك، إلى تجاوز الماضي، إلى معالجة الجراحات، إلى العفو في أي مكان يمكن أن نعفو عن بعضنا وأن نجمع بعضنا البعض، طبعاً أدعوهم أيضاً من باب الوفاء الأخوي والشخصي أن يقدّروا قيمة شخص موجود على رأس الدولة في هذه المرحلة اسمه السيد الرئيس بشار الأسد. وللإخبارية السورية ولكل الإعلام في سوريا، أعزيهم بشهدائهم، أسأل الله لجرحاهم الشفاء وأقول لهم لكم دور كبير جداً لأن الحرب الاعلامية هي أقوى بكثير من الحرب العسكرية. والآن في اليمن الحرب الإعلامية أضخم بكثير من الحرب العسكرية التي تشن على اليمن. لذلك دوركم في هذه المعركة كبير وأساسي وانتم شركاء في صنع الانجازات وستكونون شركاء في صنع الانتصار النهائي إن شاء الله. يعطيكم العافية.