المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 نيسان/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 26 و27 نيسان/15

أيها الجنرال الوحيد في الضاحية أنظر حولك: من بقي معك/محمد جواد/27 نيسان/15

لبنان بعد 10 سنوات : من الوصاية السورية لوصاية حزب ايران/27 نيسان/15

سياسة تفجير الخرائط/غسان شربل/27 نيسان/15

إيران تتشدد في اليمن خوفاً على... سورية/جورج سمعان/27 نيسان/15

اللاوعي الطائفي عندما يتحكّم بيساريّي لبنان/عايدة الجوهري/27 نيسان/15

إسرائيل ضربت حزب الله مجددا… بلطف وحرص شديدين/علي الأمين/27 نيسان/15   

من الأناضول إلى لوس أنجليس مروراً ببيروت/يوسف بزي/27 نيسان/15

مصلحتنا ومصلحة حزب الله/دلال البزري/27 نيسان/15

في مقالتنا السابقة قلنا إن فكرة المهدي المنتظر، بمأزقها اليمني/محمد علي مقلد/27 نيسان/15

هل حان موعد معركة "ما بعد الثلوج"؟ تحسّب للاحتمالات وسط الأزمة السياسية/روزانا بومنصف/27 نيسان/15

لبنان غائب عن الرادار الدولي ولا مؤشرات لحلحلة داخلية تحذيرات خارجية جدية حيال الاستقرار والنزوح/سابين عويس/27 نيسان/15

شواهد العرب على إبادة الأرمن/علي بردى/27 نيسان/15

رسالة السنيورة لعون "من عنديّاته" أم من الحريري؟ 8 آذار فوجئت فهل تردّ الرابية غداً/رضوان عقيل/27 نيسان/15

العنصرية العدو الأول للوطنية/عبد الرحمن الراشد/27 نيسان/15

هذه المرة.. سعوديون ولبنانيون/ديانا مقلد/27 نيسان/15

نهاية مرحلة لبنانية وسورية/خيرالله خيرالله/27 نيسان/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي  و26-27 نيسان/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/4/2015

رئيس إيرلندا بدأ زيارة رسمية للبنان تستمر 3 أيام

شمعون في احتفال ذكرى الانسحاب السوري: نحن نشد في اتجاه بناء الدولة وقسم آخر في اتجاه المقلب الآخر لمنافع شخصية

جعجع استقبلت سلمى حايك في بشري: أعادت جبران ولبنان الى دائرة الضوء
الحريري التقى رايس وزار البنتاغون

اتصالات واسعة لترتيب لقاء" بين اوباما والحريري
احتفال للأحرار في ذكرى الجلاء السوري كلمات استذكرتطغاة الحقبة السوداء
وسام بابوي رفيع لعصام فارس القائد الراعي لمبادرة تخرج الرئاسة من الفراغ القاتل
رئيس جديد لبلدية طرابلس الخميس
حملة الضاهر على الأرمن والمشنوق
40 ألفاً يطلبون التأشيرة إلى أميركا سنوياً و10 خطوات تختزل أحلام الكثيرين

الحريري يواصل زيارته الأميركية ويحاضر غدا عن الوضع في المنطقة

الحريري يلقي الأثنين محاضرة في ويلسون سنتر

سلام في تكريم بوجي لمناسبة تقاعده: نحتاج إلى الافادة من آرائه لتكون مواقفنا وسياستنا ثابتة ومتينة

طلال المرعبي: لملاقاة الاجواء العربية والدولية الايجابية

الجراح: موضوع النازحين غير قابل للمقايضة والمجتمع الدولي تخلى عنا بالكامل

طبارة: ابداع لبنان يتوقع المزيد من الريادة الاجتماعية القحطاني: اجفند تعمل منذ وجدت على دعم التنمية البشرية المستدامة

كنعان: المسيحيون ليسوا كمالة عدد وموقفنا من تشريع الضرورة مبدئي ولا علاقة له ببري

الشاب: الاستقرار الامني يحتاج الى انتخاب رئيس والتمديد للقادة الامنيين امر لا بد منه

سقوط أربع قتلى لحزب الله في الجولان

الراعي قلد فارس وساما بابويا في باريس: لبنان بحاجة اليكم لا تتركوه

الراعي من سيدة لبنان في باريس: نصلي كي يخشى امراء الحروب الله وكي يتحمل سياسيو لبنان مسؤولياتهم فعدم انتخاب رئيس انتهاك للدستور

الراعي دشن مقر مطرانية فرنسا: بحاجة لإنجيل سلام بظل الصعوبات في الشرق الأوسط

خزوميان في قداس بمناسبة ذكرى الابادة: لاكمال المسيرة من خلال النضال والعيش كأرمن مؤمنين أصيلين

الخارجية اللبنانية: اللبنانيون في النيبال بخير ولا إصابات بينهم

الجسر: الحوار مستمر بين حزب الله والمستقبل وعون مرشح غير توافقي

سامي الجميل شارك في اعتصام الزوق: ندعم كل تحرك يقف في وجه هذه المشكلة

وزارة الخارجية: لا ضحايا لبنانيين في زلزال النيبال و3 منهم يغادرون خلال ساعات

فنيش: موقفنا من انتخاب الرئيس منسجم مع خياراتنا السياسية ولماذا هذا التعطيل وهناك مشاريع قوانين واضحة المصلحة الكبرى فيها؟

قاسم: كفى تباكيا على رئيس الجمهورية ولترفع السعودية اسم رئيس ما كي تسير عجلة البلد بشكل طبيعي

قاسم هاشم: سياسة التعطيل والشلل تأتي في سياق المزايدات السياسية خدمة لمصالح ضيقة

حسين زعيتر: العناوين الاسلامية للمجموعات التكفيرية تهدف الى تشويه الاسلام

بزي في اسبوع المغترب اللبناني غالب شاهين: المجلس النيابي ليس فشة خلق وهو ملك جميع اللبنانيين

عشرات القتلى خلال معارك في اليمن

احتدام العنف في اليمن بعد تعيين الامم المتحدة مبعوثا جديدا لها

وزير الخارجية اليمني: 1600 حوثي يتلقون التدريب بإيران

أهالي مخيم اليرموك يرفضون الإخلاء

طائرة إسرائيلية قتلت 4 أشخاص في مرتفعات الجولان

هزات ارتدادية عنيفة للزلزال المدمر في النيبال وارتفاع حصيلة الضحايا

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا06/من12حتى19/وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع."

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس04/من10حتى16/ يَسْتَمِدُّ الجَسَدُ كُلُّهُ تَمَاسُكَهُ من المسيح، ويَلْتَئِمُ بِالأَوْصَالِ الَّتي تُعْطِيهِ مَا يَحْتَاج، بِحَسَبِ العَمَلِ المُنَاسِبِ لِكُلِّ عُضْوٍ، فَيَصْنَعُ الجَسَدُ نُمُوَّهُ بَانِيًا ذَاتَهُ بِالمَحَبَّة

*الياس بجاني/ مقالتي المنشورة اليوم الإثنين في جريدة السياسة وهي تتناول موت المجرم النازي الأسدي رستم غزالي/عنوانها: موت رستم غزالة … وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة

*اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة/26 نيسان/15

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة/26 نيسان/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الذكرى التاسعة لانسحاب الجيش السوري: المحتل الإيراني حل مكان المحتل السوري/الياس بجاني

*بالفيديو – بذكرى انسحاب الجيش السوري.. خرجت الوصاية وسقط رموزها قتلا اوانتحارا!

*لبنان بعد 10 سنوات : من الوصاية السورية لوصاية حزب ايران

*الى غير رجعة/افتتاحية مجلة المسيرة

*حزب الوطنيين الأحرار أحيا الذكرى العاشرة للانسحاب السوري/شمعون: كُثُر سيلحقون بغزالي الجراح: النظام يأكل نفسه

*10 سنوات على خروج الجيش السوري… “حزب الله” حاضر والوصاية في مأزق/خالد موسى/موقع 14 نيسان

*النائب جمال الجراح الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران

*للتاريخ… ذكرى 26 نيسان/جورج حايك/موقع القوات

*"الأحرار" يحتفلون في الذكرى العاشرة لخروج الجيش السوري... ولوحة تخلد جلاء الجيش السوري عن لبنان

*أيها الجنرال الوحيد في الضاحية أنظر حولك: من بقي معك/ محمد جواد/جنوبية

*الحريري يواصل زيارته الأميركية ويحاضر غدا عن الوضع في المنطقة

*الراعي دشن مقر مطرانية فرنسا: بحاجة لإنجيل سلام بظل الصعوبات في الشرق الأوسط

*قاسم: كفى تباكيا على رئيس الجمهورية ولترفع السعودية اسم رئيس ما كي تسير عجلة البلد بشكل طبيعي

*النائب ستريدا جعجع استقبلت سلمى حايك في بشري: أعادت جبران ولبنان الى دائرة الضوء

*الجسر: الحوار مستمر بين حزب الله والمستقبل وعون مرشح غير توافقي

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/4/2015

*الراعي من سيدة لبنان في باريس: نصلي كي يخشى امراء الحروب الله وكي يتحمل سياسيو لبنان مسؤولياتهم فعدم انتخاب رئيس انتهاك للدستور وطعن للوطن

*علي الأمين: ولاية الفقيه يجب أن تبقى محدودة بإيران

*كنعان: المسيحيون ليسوا كمالة عدد وموقفنا من تشريع الضرورة مبدئي ولا علاقة له ببري

*أيها الجنرال الوحيد في الضاحية أنظر حولك: من بقي معك/محمد جواد/جنوبية

*من الأناضول إلى لوس أنجليس مروراً ببيروت/يوسف بزي/المستقبل

*مصلحتنا ومصلحة «حزب الله»/المستقبل/دلال البزري

*سياسة تفجير الخرائط/غسان شربل/الحياة

*إيران تتشدد في اليمن خوفاً على... سورية/جورج سمعان/الحياة

*اللاوعي الطائفي عندما يتحكّم بيساريّي لبنان/عايدة الجوهري/الحياة

*في مقالتنا السابقة قلنا إن فكرة المهدي المنتظر، بمأزقها اليمني/محمد علي مقلد/جنوبية

*هذه المرة.. سعوديون ولبنانيون/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

*العنصرية العدو الأول للوطنية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*رسالة السنيورة لعون "من عنديّاته" أم من الحريري؟ 8 آذار فوجئت فهل تردّ الرابية غداً/رضوان عقيل/النهار

*شواهد العرب على إبادة الأرمن/علي بردى/النهار

*لبنان غائب عن الرادار الدولي ولا مؤشرات لحلحلة داخلية تحذيرات خارجية جدية حيال الاستقرار والنزوح/سابين عويس/النهار

*هل حان موعد معركة "ما بعد الثلوج"؟ تحسّب للاحتمالات وسط الأزمة السياسية/روزانا بومنصف/النهار

*نهاية مرحلة لبنانية وسورية/خيرالله خيرالله/المستقبل

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس لوقا06/من12حتى19/وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع."

"في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا. وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع."

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس04/من10حتى16/ يَسْتَمِدُّ الجَسَدُ كُلُّهُ تَمَاسُكَهُ من المسيح، ويَلْتَئِمُ بِالأَوْصَالِ الَّتي تُعْطِيهِ مَا يَحْتَاج، بِحَسَبِ العَمَلِ المُنَاسِبِ لِكُلِّ عُضْوٍ، فَيَصْنَعُ الجَسَدُ نُمُوَّهُ بَانِيًا ذَاتَهُ بِالمَحَبَّة

"يا إخوَتِي، إِنَّ الَّذي نَزَلَ هُوَ نَفْسُهُ الَّذي صَعِدَ إِلى أَعْلى جَمِيعِ السَّمَاوَات، لِيَمْلأَ كُلَّ شَيء. وهُوَ الَّذي أَعْطى بَعْضًا أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وبَعضًا أَنْبِيَاء، وبَعضًا مُبَشِّرِين، وبَعضًا رُعاةً ومُعلِّمين، لِكَمَالِ القدِّيسِين، وَلِعَمَلِ الخِدْمَة، وَلِبُنْيَانِ جَسَدِ المَسِيح، حتَّى نَصِلَ جَميعُنَا إِلى وَحْدَةِ الإِيْمَانِ ومَعْرِفَةِ ٱبنِ الله، إِلى الإِنْسَانِ المُكْتَمِل، إِلى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ المَسِيح، فلا نَكُونَ في مَا بَعْدُ أَطْفَالاً، تتَقَاذَفُهُمُ الأَمْوَاج، ويَعْبَثُ بِهِم كُلُّ رِيحِ تَعْلِيم، على هَوَى البَشَر، يَجُرُّهُم بِمَكْرٍ إِلى مَكِيدَةِ الضَّلال؛ بَلْ نَنْمُو في كُلِّ شَيء، صَادِقِينَ بَالمَحَبَّة، نَحْوَ الَّذي هُوَ الرَّأْس، أَي المَسِيح، أَلَّذي مِنْهُ يَسْتَمِدُّ الجَسَدُ كُلُّهُ تَمَاسُكَهُ، ويَلْتَئِمُ بِالأَوْصَالِ الَّتي تُعْطِيهِ مَا يَحْتَاج، بِحَسَبِ العَمَلِ المُنَاسِبِ لِكُلِّ عُضْوٍ، فَيَصْنَعُ الجَسَدُ نُمُوَّهُ بَانِيًا ذَاتَهُ بِالمَحَبَّة".

 

الياس بجاني/ في اسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم الإثنين في جريدة السياسة

وهي تتناول موت المجرم النازي الأسدي رستم غزالي/عنوانها: موت رستم غزالة … وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين/اضغط هنا

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة/26 نيسان/15

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووجدانية في الذكرى العاشرة لإندحار جيش الأسد وانسحابه المذل من وطن الأرز والقداسة/26 نيسان/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

الذكرى التاسعة لانسحاب الجيش السوري: المحتل الإيراني حل مكان المحتل السوري

الياس بجاني

26 نيسان/15

يتذكر شعبنا اللبناني اليوم انسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة والانكسار بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من ثوار الأرز وثورتهم وبدعم دولي وإقليمي. إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي حل مكان الجيش السوري وبقي لبنان محتلاً ومصادراً قراره ومضطهدون أحراره والسياديين من قادته ومواطنيه.

إن الفارق الوحيد بين الإحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري كان بواسطة جيش غريب، أما الاحتلال الإيراني فهو يتم للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هو بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كلياً لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.

لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه. يبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال هي الشر فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر وكل قوى الاحتلال هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.

أما الأخطر لبنانياً من الإحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهو الممارسات الإسخريوتية والنرسيسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين ملجميين لبنانيين أين منهم في الجحود والحقد لاسيفورس رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنة وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها.

نعم الجيش السوري انسحب منذ 10 سنوات إلا أن مخابراته وأزلامه وجيش المرتزقة المحليين المّجمعّين على خلفية الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية تحت مسمى 08 آذار لا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولاً وعملاً وفكراً وافساداً كل ما هو ضد لبنان وشعبه ويمنعون بالقوة والاغتيالات والغزوات والنفاق وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.

إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائماً ومنذ 7000 سنة وما يزيد تحرق كل الأيدي التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائماً، ولو بعد حين تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.

في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن لأجل عودة أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد المجرم.

في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باق رغم كل الصعاب والمشقات لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذي سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

بالفيديو – بذكرى انسحاب الجيش السوري.. خرجت الوصاية وسقط رموزها قتلا اوانتحارا!

 https://www.youtube.com/watch?v=ZhdAt1YoZno&feature=youtu.be

المستقبل/26 نيسان/15

الى سجل التواريخ الاستقلالية في حياة الوطن اضيف السادس والعشرون من نيسان العام 2005، عنوان لاستقلال جديد بعد جلاء آخر جندي سوري عن تراب الوطن. هذه الذكرى التي يحييها اللبنانيون منذ عشرة اعوام، يحتفلون بها السنة متزامنة مع سقوط واحد من ابرز رموز الوصاية السورية واحتلالها، فعلى وقع خبر مقتل رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت عاملة في لبنان رستم غزالة. يستذكر اللبنانيون ايام الوصاية التي اطبقت على الحياة السياسية اللبنانية وصولا الى التدخل في اصغر التفاصيل، من البوريفاج الى عنجر والمزة. خروج القوات السورية من لبنان حتمه استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من احداث وتظاهرات رافضة لهذا الاحتلال والتي بلغت ذروتها يوم الرابع عشر من آذار. هي ثورة الارز التي تعمدت بدماء شهداء سياسيين صحافيين لبنانيين، ثورة، اجبرت سلميا الوصاية بالاندحار عن التراب اللبناني ليطوي معها اللبنانيون صفحة اخرى من صفحات احتلال كثيرة مرت على الوطن. في السادس والعشرين من نيسان 2005 خرجت الوصاية وتباعا سقطت رموزها قتلا اوانتحارا وصولا الى مقتل ابرزهم ، رستم غزالة، الذي خرج من لبنان تاركا سيرة قاتل ومسيرة مجرم سقط بيد مشغليه وبغطاء من رأس نظامه بشار الاسد. رستم غزالة الذي دفن وفق صور نشرها موقع مراسل سورين بمشاركة عدد بسيط من المواطنين وسط غياب لافت لأي حضور رسمي او شعبي.

في اسفل بعض ما نشر اليوم في الصحف اللبنانية في الذكرى العاشرة للإنسحاب السوري

 

لبنان بعد 10 سنوات : من الوصاية السورية لوصاية حزب ايران

موقع لبنان الجديد/27 نيسان/15

نكون واهمين جداً إن ظننا أننا ننحتفل بالعام العاشر للانسحاب السوري من لبنان أو أننا حققنا "السيادة " ، ونكون سطحيين أكثر  إن ظننا أن دولتنا قد خرجت من تحت الراية السورية واستقلت عن ضفتها . فممارسات الجيش السوري وأجهزة المخابرات النظامية لم تتوقف عند الاحتلال والظل والقمع والهيمنة والتحكم بقيادات الحكم اللبناني ،إن النظام السوري (تكتيكه) أبعد من ذلك بكثير ، فهو خلال عقود وجوده في لبنان جنّد أزلاماً له و صنع جيشاً آخر بمسمى حزبي لبناني ألا وهو حزب الله . في 26 نيسان 2005 (يوم الانسحاب) ، حسب اللبناني أنه بخروج دبابات المحتل أعاد الكرامة والأمان ، فالشعب اللبناني الذليل "في عصر الوصاية" لبائع القهوة المخابراتي ، شكّل هذا الخروج أملاً له . إلا أن الأمال لم تكتمل ، فمسلسل التفجيرات التي تتالت عقب الانسحاب ، اكدّت أن يد امبراطورية الشام ما زالت في العمق اللبناني وأن فرعونها ما زال يحرك أحجار شطرنجه المتلبننة ، وأن كل من عارضها مشروع "شهيد متفجر "  . مصيبة لبنان لم تتوقف هنا ، بل اكتملت مع الثورة السورية والتي شطرت لبنان إلى شطرين تداخلا في العمق السوري ، شطر معارض تمثل في "السلفية" وهم من أعلنوا دعمهم للجيش الحر ، وشطر مؤيد وهو حزب الله الشريك اللبناني في الحكم والشريك النظامي في حرب الثورة

فحزب الله لم يأخذنا فقط في العمق السوري وفي حربه الداخلية ، بل كان المنفذ لأوامر "سوريا" ، وهنا لا نبالغ .

ففي عودة تاريخية نجد ان لبنان خلال العشر سنوات الماضية منذ خروجه من الوصاية ، لم يكن له "حكومة وطنية " بل حكومات متدرجة من مستقيلة لانتقالية لحكومة تصفية اعمال ، لحكومة "ثلث معطل " عطلت .

على صعيد قانون الانتخابي ، لم يتمكن سياسيو الوطن من وضع قانون مما أدى لانتخابات لا تثميل فعلي لها في الفترة الأولى عقب الانسحاب ، ولتمديد للنواب إثر فشل وضع قانون وهذا ما نعانيه الآن .

أما على صعيد رئيس الجمهورية ، فنحن الفاشلون فشل ذريع في  انتخابه ، فالرئيس ميشال سليمان جاء بعد اتفاق الدوحة وبتوصيتها ، لذا نقول بإختياره "شكراً دوحة " ، وبعد انتهاء ولايته غرقنا في فراغ وما زلنا .

من المسؤول ؟ ضعف السياسة اللبنانية بكل أطرافها ، بمقابل "هيمنة " حزب الله ، الراعي السوري والإبن الايراني ، الذي لم يترك للبنان فرصة "التنفس" ، حيث أنه منذ انسحاب جيشه لم  يكف عن "العرقلة " لتبيان أهمية دور سوريا في لبنان ، وعجز مؤسساته دونها ، وهو قد نجح بذلك (وبجدارة) من خلال ما عددناه ، كما يظهر دور حزب الله الموالي لسوريا من خلال استمالة العماد عون الذي كان هارباً اثناء التواجد السوري ، ولم يستطع العودة للبنان إلا عند انسحابها خوفاً من البطش به ، نجح حزب الله بإغراءات الكرسي أن يحوّل الجنرال اللبناني الفار إلى جندي عند بشار الأسد . و في هذا السياق نجد أن صورة الهيمنة السورية مستمرة على لبنان بقواعدها وركائزها حتى بعد الانسحاب ، وقد ظهرت هذه الصورة جلياً في ميشال سماحة ، الذي أكد لنا ان اليد ما زالت في الداخل  صوّانية برعاية الحلفاء ، فإعترافاته تجعلنا نسلّم ان هناك المئات من ميشال سماحة في لبنان برعاية دمشق . والواقع السوري وأزمته لم يتوقفا هنا ، فالأعداد التي انسحبت في لبنان في نيسان 2006 ، عادت أضعاف عقب الأزمة ، فالمسجلين رسمياً هم مليون ومئتين نازح سوري ، وإن حسبنا الغير مسجلين يكون العدد كارثي أي نصف سكان لبنان حالياً ، هم من الجنسية السورية! والأمر لم يتوقف عند هذا الحد ، بل أصبح لبنان بوابة انتخابية لسوريا ولبشار(في 28/5/2014) ، ليحصد لبنان مقعده الجمهوري من هنا ، وهذا على سبيل الإصرار والتصميم إعلان أن سوريا ما زالت موجودة وبقوة، وما زالت تعرقل ، وتهدد لبنان كدولة بدعم من حليفها الحزبي - الشيعي . لذا وفي العام العاشر للانسحاب السوري ، لا سيادة لنا إلا بإجلاء آخر جندي سوري في لبنان وهو "حزب الله " .

 

الى غير رجعة

افتتاحية مجلة المسيرة/26 نيسان/15

يا لغرابة الصدف!

في مثل هذه الأيام منذ عشرة أعوام رحل جيش النظام السوري غير مشكور عن الأراضي اللبنانية.

في مثل هذه الأيام منذ واحد وعشرين عاماً، اعتُقل سمير جعجع في غدراس، بعد حلّ حزب “القوات اللبنانية” بحجّة تفجير كنيسة سيدة النجاة، وكان صاحب “البشرى” وزير الإعلام آنذاك ميشال سماحة.

وفي هذه الأيام قُدّر للبنانيين أن يتأكدوا من اعتراف سماحة بنقله المتفجرات في سيارته من سوريا الى لبنان بتكليف من الضابط السوري علي المملوك بغرض تنفيذ عمليات إرهابية وإثارة الفتنة!

وفي هذه الأيام، وبعد عشرسنوات على انسحابه، يواجه الجيش السوري في سوريا ما افتعله وساهم في تعميمه في لبنان من حروب وصراعات طائفية ومذهبية وفوضى وفلتان، ويجد نفسه في حالة انكفاء تدريجي بعد خسارة مدينتي إدلب وبصرى الشام ومعبر نصيب، وفشل رهانه على حصار حلب.

في مثل هذه الأيام من العام 2008 ، كان “حزب الله” يبلّط في وسط العاصمة ويحاصر السرايا ويستعد لاجتياح بيروت في 7 أيار.

وفي هذه الأيام، يبحث “حزب الله” في كيفية احتواء التحولات وتداعيات “عاصفة الحزم” عليه وعلى محور الممانعة والمقاومة، بعدما فقد هذا المحور زمام المبادرة!

عشر سنوات على خروج جيش النظام السوري من لبنان، بعدما فرض احتلاله خلال الحرب ووصايته خلال زمن الوصاية على مدى نحو ثلاثين عاماً.

رحل جيش النظام السوري وما زالت الآلام والجروح التي خلّفها ماثلة في الذاكرة وفي النفوس والأجساد، في البشر والحجر.

رحل جيش النظام السوري، رحل الأصيل وبقي البديل والوكيل، جيش الولي الفقيه الذي يتباهى أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بأنه جندي فيه.

رحل جيش النظام السوري لكن مخابراته ما زالت تريد أن تعيث قتلاً وتخريباً وتآمراً بالتكافل والتضامن مع مجموعة الرموز التي اعتاشت واقتاتت طويلاً من “خيرات” الوصاية.

رحل جيش النظام السوري مثله مثل الجيوش التي عبرت أرض لبنان أو سعت إلى الاستيطان فيه وتركت آثارها على صخور نهر الكلب.

ومع تقدم الزمن نعرف أكثر فأكتر قيمة هذا التطور الذي كان بمنزلة الحلم لدى كثيرين.

نعم، جيش النظام رحل إلى غير رجعة، والنظام راحل إلى غير رجعة مهما رمى البراميل المتفجرة والكلور بعد الكيماوي، ولكن للأسف بعد خراب البصرى، بصرى الشام والشام وحلب وحمص بما تختزنه من تاريخ ومعالم أثرية، لأن المطلوب كما يبدو تدمير المناطق السنية وتهجير أهلها انتقاماً لتمرّدها على القائد إلى الأبد.

 

 حزب الوطنيين الأحرار أحيا الذكرى العاشرة للانسحاب السوري/شمعون: كُثُر سيلحقون بغزالي الجراح: النظام يأكل نفسه

المستقبل/26 نيسان/15/أحيا حزب «الوطنيين الأحرار» الذكرى العاشرة لإنسحاب جيش النظام السوري من لبنان، في احتفال حاشد أقامه عصر أمس في وادي نهر الكلب الأثري، في حضور نواب وسياسيين وممثلين عن قوى وأحزاب قوى الرابع عشر من آذار، وبمشاركة شعبية. وقال رئيس الحزب النائب دوري شمعون في كلمة ألقاها بالمناسبة: «هذا الوادي الأثري مرّت عليه جيوش من آلاف السنين وأصبح صخرة كبيرة عنوانها جلاء الاحتلال واستقلال هذا البلد». وأوضح أن «مرت أمور كثيرة منذ تأسيس الحزب، مر علينا الناصريون الذين كانوا يتحصنون بجمال عبد الناصر، والسوريون والسياسات الكبيرة العظيمة التابعة للدول الكبرى التي تستخدمنا كـ«حجر داما» لتصل الى نياتها، لكن صلابة اللبناني كانت الأقوى دائماً». أضاف: «من المهم أن نعرف كيف نستفيد من الظروف لكي نبني لبنان». مشيراً الى أن «هناك فئة تقاتل خارج لبنان وتعتبر أن الهوية اللبنانية بطاقة سينما»، آملاً أن «تبرهن الظروف العكس وأن طريقهم هو الذي يجر الطائفة الشيعية الى المهوار»، وأشار الى أن «صلابة اللبنانيين وتعلقهم بأرضهم وتاريخهم تقف حائلاً دون تحقيق هذه المخططات»، مؤكداً أن «بعض الدول الكبرى التي كانت غافلة عن الذي يحصل في سوريا أصبحت تفتح عينيها اليوم وترى ماذا يجري في المنطقة». وتطرق الى مسألة تصفية رئيس جهاز الأمن السياسي في الاستخبارات السورية رستم غزالي، فقال: «كثر سيلحقونه وكل مَن وضع يده على لبنان يستأهل أكثر من ذلك».

 

10 سنوات على خروج الجيش السوري… “حزب الله” حاضر والوصاية في مأزق

خالد موسى/موقع 14 نيسان/26 نيسان/15

لن ينسى اللبنانيون تاريخ السادس والعشرون من شهر نيسان، فهو اليوم الذي خرج فيه آخر جنود النظام السوري من لبنان، بعد 30 عاماً من الوصاية، وبعد مسيرة من الظلم تعرض لها اللبنانيون في عنجر والبوريفاج وغيرها من أماكن التعذيب والقهر. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإيمان اللبنانيين بانهم قادرون على نيل حريتهم وسيادتهم وإستقلالهم بأنفسهم، فكانت ثورة الأرز التي أجبرت جيش الوصاية على الإنسحاب وأجبرت المجتمع الدولي على الموافقة على انشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تخيف اليوم النظام السوري في عقر داره، وما حملة التصفيات للقادة الأمنيين الذين كانوا في لبنان فترة الوصاية سوى خير دليل على ذلك، وآخرها تصفية رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي، الذي يعتبر بمثابة “كنز المعلومات بالنسبة الى المحكمة الدولية، ولهذا تخلص منه بشار”، بحسب ما كتبته الشهيد الحي الإعلامية مي شدياق على حسابها على “تويتر”.

“وصاية” من نوع آخر

عشر سنوات على خروج الجيش السوري من لبنان، إلا أن “الوصاية” لم تنته، فهي حاضرة من خلال “حزب الله” وحلفاء سوريا في لبنان. فقبل خروجهم من لبنان، وفي 8 آذار 2005، خرج الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ليعلن الولاء للنظام السوري، ويشكرهم على ما فعله في حق اللبنانيين من ظلم وقهر. ويلفت عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري، في حديث خاص لموقع “14 آذار” الى أن “حزب الله خرج بعد رحيل الجيش السوري عن لبنان، ليقول: “الأمر لي”، وأنه سأكون ظل النظام السوري في لبنان والحاكم الأمني بأمره”، مشيراً الى أن “هؤلاء وحلفاءهم اليوم في مأزق مع تهاوي النظام السوري ونتيجة لكون النظام بدأ ينهي رموزه الواحد تلو الآخر لإخفاء حقيقة من اغتال الرئيس رفيق الحريري، وعلى حزب الله اليوم إعادة قراءة مواقفه حيال الوضع السوري والعودة الى لبنانيته من أجل تحييد لبنان واللبنانيين عن الحرائق المحيطة”.

أما عضو الأمانة العامة لقوى “14 آذار” الصحافي علي حمادة، وفي حديث خاص لموقعنا،” أسف لكون بعد الاطراف في لبنان ارادوا الإتيان بوصاية من نوع آخر على لبنان واللبنانيين وأرادوا للوصاية السورية أن تستمر وهنا المشكلة”، مشيراً الى ان “في عام 2008، وفي مؤتمر للحوار، خرج قيادي في حزب الله ليقول بأن الحزب حل مكان السوريين كنظام أمني حاكم بأمره في لبنان، وهذا ما جعلنا نعيش اليوم في ظل وصاية حزب الله ومن خلف النظام الإيراني”.

العلاقات المتوازنة لم تذهب بعيداً

ولكن ماذا تغيير في لبنان خلال السنوات العشر؟، يقول حوري أن “السنوات العشر مرت وكانت ربما كافية لإعادة رسم الصورة، وكنا كلنا أمل بعلاقات متوازنة على اساس الأخوة وحسن الجوار بعيداً عن اي شكل من أشكال الوصاية”، آسفاً لـ “كون هذه العلاقات لم تذهب بعيداً حيث كنا نأمل، إلا أن بطبيعة الأمر مع تبلور الأمور في سوريا والمجيء بنظام ديموقراطي حر، فإن العلاقات بين البلديين ستتبلور أكثر الى حيث يجب أن تكون مبنية على اسس الأخوة والتعاون وحسن الجوار”.

معركة كبيرة مع الداخل والخارج ولا تراجع

ويعتبر حمادة أن “بعد عشر سنوات من خروج الجيش السوري في لبنان بفعل ثورة الأرز تغير الكثير”، مشدداً على أن “لا عودة عن السيادة والإستقلال والحرية ولا تراجع عما حققناه من خلال ثورة الأرز، لكن نحن اليوم في معركة كبيرة مع بعض الداخل ومع بعض الداخل. ففي الداخل، ثمة من يريد وضع لبنان في إطار منظومة الممانعة بقيادة إيران ولن نسمح لهم بذلك مهما حاولوا. ومع بعض الخارج، وتحديداً التمدد الإيراني الإمبراطوري في المنطقة، ومع قياديه الذي يتبجحون بأنهم أصبحوا يسيطرون على أربعة عواصم عربية من بينها بيروت، فكانت عاصفة الحزم التي وضعت حداً لهذا التبجح في المنطقة”.

في خضم المعركة ومؤمنون بما فعلناه

ولفت حمادة الى أن “الجديد خلال العشر سنوات هو الثورة السورية، التي نحن مؤمنون بها وبأنها ستنتصر على النظام وحلفائه الإيرانيين عاجلاً أم آجلاً، كما أن الجديد هو عاصفة الحزم العربية التي فرضت نوعاً جديداً من التوازن في المنطقة وأرسلت رسالة لإيران وحلفائها في المنطقة أن هناك قرارا عربيا موحداً لمواجهة هذا التلاعب السافر بأمن الدول العربية وبمقدراتها”، مشيراً الى أن “اللبنانيين ما زالوا في خضم المعركة وكما كان محقا من قال أننا نحتاج الى الصبر الكثير، لكننا مؤمنين بأن ما فعلناه في ثورة الأرز كان عين الصواب”.

 

النائب جمال الجراح الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران

موقع 14 آذار/ ٢٥ نيسان /15

أكد عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح أن “الإحتلال السوري خرج من لبنان لكنه ترك وراءه وصاية لا تقل إجراماً وارهاباً عنه، ترك وراءه من اراد أن يستتبع لبنان وشعبه لإرادة ايران ومرشدها”. وقال الجراح خلال احتفال لحزب الوطنيين الأحرار في وادي نهر الكلب الأثري بمناسبة الذكرى العاشرة لإنسحاب الجيش السوري من لبنان ممثلي اصحاب الفخامة: “اصحاب المعالي والسيادة، الصديق والاخ دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الاحرار، اخواني رفاقي الحضور الكرام.. عشرة اعوام مضت على خروج جيش الاحتلال السوري من لبنان، خرج كمن سبقه من احتلالات لكنه ترك وراءه وصاية لا تقل اجراما وارهابا عنه، ترك وراءه من اراد ان يستتبع لبنان وشعبه لارادة ايران ومرشدها، ترك وراءه من ترك قادتنا واحرارنا واستمر بارسال متفجراته مع عملائه من رتبة وزير للاستمرار بلعبة القتل ولعبة الموت والدمار، ارسل متفجراته ليغتال بطاركة ومفتين ونواب واحرار وليشعل فتنة طائفية لان هذا النظام لا يعيش الا على القتل والخراب والدمار”. أضاف: “ها هو يقتل شعبه في ابشع مجزرة عرفها التاريخ، لم يوفر طفلا ولا شيخا ولا امرأة الا واستهدفه بسلاحه الكيماوي الذي صنع اصلا لمحاربة العدو الاسرائيلي واسترجاع جولانه المحتل، لكنه بعملاته وخيانته لوطنه وشعبه حوله الى سلاح لقتل اطفال سوريا وتدمير سوريا وتحول الى حارس امين لحدود اسرائيل”.

وتابع: “بالامس قُتل رستم غزالة فاستبقت عدالة السماء عدالة المحكمة الدولية، قتل مجرم مميز من فريق ارهاب بشار، مات ميتة مميزة ايضا، ضُرب ضربا مبرحا بالارجل ممن؟ من رؤساءه، من المجرمين كطينته، ضرب بالارجل حتى دخل المستشفى وحُقن بالسمّ ليموت ببطئ وتدفن معه جرائمه خوفا من ان يبوح بها ويفضح نظام بشار الاسد. سبقه الى الموت العديد من المجرمين وسيلحقه اخرون، هذا النظام يأكل بعضه البعض وهذه هي طبيعة انظمة القتل والارهاب والاستبداد، كعصابات المافيا تصفي بعضها البعض، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين”. وأردف: “حقا لقد استحق بشار الاسد لقب مجرم العصر وطاغيته، وأنسانا هولاكو وموساليني وتيمورلنك فهنيئا لمحور الممانعة بهذا المجرم الذي هو وصمة عار على جبينه وعنوانا عريضا لممانعته. هذه الممانعة التي استولدت من رحمها داعش والحوثيين والمالكي وحزب الله، تنظيمات خبيثة ارادت ان تصنع الفتنة والفرقة على مساحة الوطن العربي، تدمر مجتمعاتنا وتهيمن على شعوبنا ومقدراتنا، تريد استتباعنا لايران، لكن ارادة الحزم والعزم العربية بقيادة فارس العرب الملك سلمان بن عبد العزيز قالت كفى وها هي تتصدى في اليمن كما في سوريا لهذه التنظيمات كافة لردها الى جحورها والى اوكارها لتأكل نفسها بنفسها كما يحصل في سوريا حيث الانتحار اصبح شائعا والتسميم مستحدث، ولا ندري اي ابتكار تصفية سيبتدع بشار غدا الذي يهيء كل الاسباب اللازمة لاستقباله ضيفا مميزا في محكمة الجنايات الدولية”. واستطرد الجراح: “يرسل لنا بشار عملائه ومتفجراته لقتلنا، وترسل لنا المملكة العربية السعودية السلاح لجيشنا اللبناني البطل ليدافع عن وطنه وحدوده وشعبه ويقف سدا منيعا في وجه الارهاب المستولد في اقبية النظام السوري كما واجهه جيشنا الباسل في السابق في مخيم نهر البارد عندما واجه عصابات فتح الاسلام”. وأشار الى أن “هذا كله يضعنا امام مسؤولياتنا التاريخية كلبنانيين بعد أن اختبرنا على مدى سنوات طوال حكم عصابة الأسد وتوابعه وملحقاته اللبنانية. مسؤوليتنا ان نتصدى جميعا لهذه الآفة وان ننشئ على مساحة الوطن لا بل على مساحة الوطن العربي حلفا للاعتدال وللمؤمنين بأوطانهم وشعوبهم وللذين يعملون على صون استقلالهم وعلى تقديس حريتهم وسيادتهم .

 حلفا للذين يرفضون القتل والدمار ، حلفا للذين يحترمون الأديان السماوية . حلفا للذين يقدسون الحياة الانسانية ، يعترفون بالآخر المختلف وحقه في الحياة والوجود والمشاركة . يحافظون على الضعيف ويقفون معه في وجه الظلم . حلفا للذين يرفضون الفراغ في رئاسة الجمهورية ويريدون صون المؤسسات واستمرارها وفعالية عملها لخدمة شعبهم وابنائهم . للذين يريدون لاقتصادنا النمو والازدهار ، للذين يريدون فرص عمل لأبنائنا ، للذين يريدون وقف الهجرة والنزف المتمادي لثروتنا البشرية ، للذين آمنوا بلبنان وطنا نهائيا لجميع ابنائه . حلفا للمؤمنين بوحدتنا الوطنية والشراكة والمحبة ، حلفا للمؤمنين بوحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات ، حلفا للمؤمنين باتفاق الطائف وبالدستور”. وشدد على أن “لبنان بحاجة لنا جميعا، لجميع مكوناته الوطنية. نعم نحن بحاجة لأن نعيد الاعتبار للمواطن ، للفرد كقيمة اجتماعية وانسانية فريدة وان نتيح له فرصة العيش بسلام وان نكون مسؤولين عن أمنه واستقراره ورخائه”.

أضاف:”ولكي نعيد تكوين اجتماعنا الوطني على اسس وطنية صلبة نقدم فيها المواطنة الصحيحة على الطائفة والمذهب نقدم فيها مصالحنا الوطنية على مصالح الخارج وأن نتخلى عن تبعيتنا للخارج لصالح ولائنا للوطن وجيشه ومؤسساته وان نتمسك أكثر بوحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي وأن يكون تنوعنا مصدر غنى وتقدم واجتماع وحوار ومحبة واحترام للآخر المختلف . علينا ان ندرك جميعا ان هذا الخارج دفعنا الى حافة الهاوية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وانقاذ لبنان يحتاج منا جميعا لوقفة وطنية مسؤولة تنقذ لبنان واللبنانيين”. وختم الجراح: “في ذكرى خروج المحتل بوركت دماؤك يا ابا بهاء. بوركت دماء شهداء ثورة الأرز. بوركت دماء داني شمعون ورينيه معوض وبشير الجميل. استشهدتم لاجلنا من اجل لبنان وشعبة الأبي. أعطيتمونا مع غبطة البطريرك صفير استقلالا وحرية وتحرير. أعدتم لنا هويتنا الوطنية وأخرجتم سجناء القضية. شكرا لكم وتحية لأبطال سوريا الذين يدكون قصور الاستبداد في دمشق. تحية لشعب سوريا البطل الذي يستكمل ما بدأناه في لبنان من اجل ان نعيش جميعا شعبا عربيا واحدا لا نضمر الا الخير لسوريا ولشعبها البطل ولا يضمر لنا شعب سوريا الا الخير . فلنتخلص جميعا من هذا النظام الاستبدادي ولنقف مع هذا الشعب الأبي البطل لنعيش سويا”.

 

للتاريخ… ذكرى 26 نيسان

جورج حايك/موقع القوات/26 نيسان/15

ليس 26 نيسان 2005، مجرد يوم للذكرى فحسب، بل هو عبارة عن خاتمة لذكريات أليمة بدأت منذ عام 1976 نتيجة دخول الجيش السوري إلى لبنان ومحاولة نظامه الهيمنة على القرار اللبناني الحرّ. وقد حصل في الحرب اللبنانية مواجهات عدة لـ”القوات اللبنانية” مع الجيش السوري، خيّل للمسيحيين انها انتهت بعد الموافقة على وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، وتسليم “القوات” سلاحها إلى الدولة، وتأسيسها حزباً سياسيّاً يتّبع الوسائل الديمقراطيّة للوصول إلى السلطة، وتطبيق مشروعه القائم على التعددية وحريّة الانسان و”لبنان أولاً”. بدا واضحاً أن حرب الخليج الثانية شكّلت فرصة ذهبية لسوريا للمقايضة على لبنان، فغطّت الدخول الأميركي الى الخليج العربي مقابل التغاضي الأميركي والغربي عن بسط نفوذها على لبنان والإطاحة بمضمون اتفاق الطائف وروحه.

وكان واضحاً، أن النظام السوري كان يسعى الى الإمساك بمفاصل الحياة السياسية في لبنان والاستمرار في الهيمنة على القرار اللبناني. ولا شك في أن “القوات” كانت من العقبات الأساسية أمام إتمام مشروعه بعدما واجهته عسكرياً خلال اعوام عدة، وحافظت على توازن معيّن سمح برسم خطوط حمر على ما اصطلح على تسميته “المناطق الشرقية المحرّرة”.

كشف قائد “القوات” سمير جعجع ورفاقه نيّات النظام السوري، فأعلن الاستنفار لعودة المقاومة لكن بنضال سلميّ وسلاح مدنيّ لا عسكريّ، فشنّ خلال الاحتفال بقداس الشهداء عام 1991 أعنف هجوم سياسي على السلطة التي كان السوري يبنيها، وأعلن رفض كل منطق المحاصصة الذي كان أركان السلطة يدعونه إليه. بدا واضحاً أن استيعاب “القوات اللبنانية” ليس أمراً يسيراً، فبدأت حملة رسائل أمنية في حق القواتيين.

كل هذه الأحداث والتطوّرات، أدّت إلى انعاش المقاومة ولو بوجه آخر ووسائل مختلفة، لأن “القوات” عصيّة عن الحلّ إذ تعبّر عن حالة نضالية لمقاومة عمرها أكثر من 1400 عام،  تستمر في كل مرحلة وفق المقتضيات التي تفرضها الظروف. لذلك، كان من غير المنطقيّ حلّ “القوات” عملياً، لذا بقيت فاعلة ومستمرة.

قرار حلّ الحزب عام 1994 جاء مخالفاً لأبسط القواعد القانونية، لأنه تمّ قبل صدور أي حكم أو قرار قضائي بإدانة الحزب في تهمة تفجير كنيسة سيدة النجاة، مما يؤكد أن القرار صدر بخلفية سياسيّة بحتة. فمجلس الوزراء يومذاك، وبإيعاز سوري، اتخذ القرار من دون انتظار حكم القضاء.

لذلك، فإن حلّ الحزب بالشكل الذي تمّ فيه من دون ثبوت ضلوع “القوات” كهيئة معنوية في التهمة المنسوبة إليها، يعتبر مخالفاً لكل القوانين والأعراف. كما أنه، وتأكيداً للأمر، تمّ اعتقال الدكتور سمير جعجع وسوقه الى سجن وزارة الدفاع حيث أبقي فيه 11 عاماً، وهو سجن غير شرعي، وتمّ تشريعه في وقت لاحق لتغطية ما يحصل من مخالفات هائلة وإعطاء طابع قانوني لما يجري.

مرحلة الاضطهاد لم تستثنِ أي كادر قواتي. آلاف الشباب سيقوا الى السجون والمعتقلات وأخضعوا للتحقيقات من دون اي مسوّغ قانوني لدى أجهزة الاستخبارات وبلا استنابات قضائيّة. من “البالانكو” الى الكرسي والدولاب و”الفروج” وكرسي الكهرباء الى الكثير الكثير من أساليب ابتدعها خيال النظام الأمني، الذي ارتاح بعد ضرب “القوات” وبدأ يرسي أساليبه من دون أي رادع قانوني.

لم تغيّر “القوات” ثوابتها، وانعكس هذا الأمر في خطابها، ورغم الضغوط الهائلة، ساهمت في النضال طوال حقبة الاحتلال السوري، وكانت جزءاً اساسيّاً في “ثورة الأرز”.

بعد انسحاب الجيش السوري وبزوغ فجر الحرية على لبنان، انطلقت عام 2005 بحلّة جديدة، وراحت قيادتها تبني حزباً ديمقراطياً معاصراً، ناشطاً في الحياة السياسيّة الوطنيّة، من دون أن يتخلى عن مفهوم المقاومة الذي ارتبط بتاريخه.

لكن رغم الانسحاب السوري عام 2005، لم تتوقّف محاولات النظام للهيمنة على البلد على نحو مباشر وغير مباشر، وكانت أوضحها المخطط الذي كان ينفّذه ميشال سماحة بالتعاون رأس النظام، والتحالف مع النفوذ الايرانيّة الآخذ في التصاعد بواسطة “حزب الله”. صحيح ان “القوات” دخلت مرحلة جديدة، الاّ انها لا تزال ملتزمة حماية مجتمعها بما يعنيه من واجب وتضحية وشهادة.

لقد ناضلت وحاربت،‏ لأن قدرها الأبدي المأساوي في لبنان والشرق، ولبنان هو قلب الشرق ‏كيانياً وجغرافياً، أن يعيش دائماً في الخطر وان تبقى أبداً في المرصاد. لقد كانت أول من ‏اختبر المواجهة الصعبة مع الجيش السوري في الأشرفية وزحلة وبشري وبلاّ ‏وحدث الجبة وبريسات والديمان وقنات.

كلّما كانت الدولة في خطر والكيان في خطر والجمهورية في خطر، يعود “أدرينالين” المقاومة ليضخ في شرايين شبابها. ولا تزال “القوات اللبنانية” مع حلفائها، تواجه ما يهدّد الكيان اللبناني وكل من يسعى إلى تغيير وجه لبنان.

لقد وجدت “القوات” وسائل أخرى للمقاومة في هذه المرحلة غير السلاح، وهو سلاح التعايش الاسلامي – المسيحي دفاعاً عن الكيان المهدد اكثر من اي وقت مضى، متحصّنة بمواقف صلبة وجريئة تثبّت الهويّة اللبنانية رغم كل الضغوط، ليبقى لبنان وطن الحرية والقيم الاخلاقية والسيادة التامة والاستقلال الناجز. هكذا تبدو مقاومة “القوات” الجديدة كأنها مقاومة العين للمخرز، أيّ عين السياسة والقلم والورقة والحرية التي تقاوم مخرز القتل المستمر. فخلال الحرب كانت مقاومة “القوات” بالسلاح، ولكنها تحوّلت في المرحلة الجديدة إلى المقاومة بالديمقراطية والوسائل السلمية والمدنية، وهي تخوضها بكلّ جرأة ووضوح والتزام.

 

"الأحرار" يحتفلون في الذكرى العاشرة لخروج الجيش السوري... ولوحة تخلد جلاء الجيش السوري عن لبنان

  ٢٦ نيسان ٢٠١٥/وطنية/ أقام حزب الوطنيين الاحرار احتفالا في الذكرى العاشرة لانسحاب الجيش السوري من لبنان تحت عنوان 'استقلال الجمهورية”، في نهر الكلب، حضره رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح، النائب فادي الهبر ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، شاكر سلامة ممثلا حزب الكتائب والنائب سامي الجميل، ايدي ابي اللمع ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، عدنان الفاكهاني ممثلا امين عام تيار المستقبل احمد الحريري، مستشار رئيس الحكومة سعد الحريري داوود الصايغ، فيليب بسترس، طوني طعمة، اعضاء المجلس الاعلى في حزب الوطنيين الاحرار ومحازبون.

خلال الاحتفال القى رئيس منظمة الطلاب في الحزب سيمون درغام كلمة اشار فيها الى 'اننا نجتمع اليوم ونشكر العدالة الالهية التي أخذت مجراها وازاحت عن هذه الارض وفي الذكرى العاشرة لخروج الجيش السوري من لبنان، الشخص الذي زرع في وطننا الحقد والكراهية، وقمة الخبث رستم غزالة”. ووجه الشكر لقوى 14 آذار التي 'جمعتنا فلا يمكننا ان ننسى الشهداء الذي سقطوا، وكشاب في حزب الوطنيين الاحرار اقدم بإسم رفاق التحية لكل الشهداء الذين سقطوا في وجه هذا النظام مدافعين عن لبنان الحر والسيد والمستقل”.

وأضاف: 'نحيي القادة الشهداء من كمال جنبلاط، المفتي حسن خالد، الرئيس رينيه معوض، الى الوزير بيار الجميل، جبران تويني والرئيس رفيق الحريري ونحيي ايضا الشهداء النمور الذي استشهدوا من اجل الحفاظ على لبنان الذين نريده وعلى راسهم القائد الشهيد داني شمعون وعائلته”. وتابع: 'في العام 2005 نزلنا الى ساحة الشهداء لنقول للمحتل ان لا مكان لك في لبنان، وبعد عشر سنوات على خروجه نحيي الشباب الذين ضحوا وكانوا الارادة الصلبة في هذه الثورة”.

وتوجه الى شباب لبنان والاحزاب: 'علينا ان لا ننسى اسرانا في السجون السورية ونطالب الدولة اللبنانية لاعادتهم وعلينا ان نتكاتف ونمارس الضغط للمحافظة على هذا الوطن”، وقال: 'علينا ان نتحد لمنع وجود اي سلاح غير شرعي خارج اطار الدولة والجيش اللبناني والقوى الامنية، ونتحد لبناء دولة تكون فيها المؤسسات هي المرجعية الوحيدة ونحقق المستقبل لشبابنا فلبنان هو مستقبلنا وهو لنا”.

من جهته، لفت مندوب الداخلية في مفوضية كسروان في حزب الوطنيين الاحرار دوري خيرالله الى ان 'عشر سنوات مرت كأنها الأمس العابر،عشر سنوات مرت آخذة معها كوكبة من شهدائنا الأبطال الذين زركشوا بدمائهم لوحة الجلاء التي نحتفل بوضعها”.

وقال :”أيها الشهداء الأبرار وانتم من سرتم على خطى الأجداد ونحن معكم سائرون نقول لكم وانتم في عليائكم سنبقى على العهد محافظين على الأمانة، فلا الملوك ولا الفراعنة ولا السلاطين، ولا أسود الشام وغزلانها اركعتنا وارهبتنا”.

وتابع: ” الله يمهل ولا يهمل، فالطغاة يسقطون وينخرون بعضهم بعضاً، ورموز الحقبة السوداء الظالمة الطاغية رموز الإحتلال السوري لبلادنا تتدحرج رؤوسها في ساحات القتل والنهب والتهجير والتنكيل والدمار في سوريا وهذه العبارات نستذكرها في قاموس حرب النظام السوري وادواته في لبنان”.

وختم: 'ان وجودنا هنا اليوم هو خير دليل وشاهد على ارادتنا وحريتنا وتجذرنا في هذه الأرض الخالدة وان ما يكتب اليوم هو شاهد على تضحيات من سبقنا”.

اما عضو كتلة تيار المستقبل النائب جمال الجراح فأشار إلى أن 'الجيش السوري ترك وراءه من اراد استتباع لبنان وشعبه لارادة ايران ومرشدها ومن قتل قادتنا واحرارنا واستمر بارسال متفجرات مع عملائه من رتبة وزير لاستمرار لعبة الموت والدمار والفتنة”.

وقال:”النظام السوري لا يعيش الا على القتل والدمار وبمقتل رستم غزالي استبقت عدالة السماء عدالة المحكمة الدولية” معتبراً أن 'غزالة مجرم مميز من فريق ارهاب الاسد ومات ميتة مميزة بالضرب بالارجل من مسؤوليه وحقن بالسم ليموت ببطء وتدفن معه جرائمه خوفاً من ان يبوح بها ويفضح نظام بشار الاسد”.

اضاف :”النظام يأكل بعضه البعض وبشار يستحق لقب مجرم العصر وطاغيته فهنيئاً لمحور الممانعة بهذا المجرم '، معتبرا أن 'هذه الممانعة استولدت من رحمها 'داعش” و”الحوثيين” و”المالكي” و”حزب الله” تنظيمات خبيثة ارادت ان تزرع الفتنة على مساحة الوطن العربي واستتباعنا لايران”.

وتابع:” لكن ارادة الحزم والعزم العربية بقيادة فارس العرب الملك سلمان بن عبد العزيز قالت كفى وها هي تتصدى لهذه التنظيمات كافة لردها الى حجورها واوكارها لتأكل نفسها بنفسها كما يحصل في سوريا”. لافتا الى 'ان بشار يرسل لنا متفجراته لقتلنا فيما ترسل لنا السعودية السلاح لجيشنا اللبناني ليدافع عن وطننا وحدودنا”.

من جهته، لفت رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون الى اننا 'نجتمع كحزب يؤمن بلبنان والعيش الحر ووحدة ابناء الوطن للاحتفال بجلاء الجيش السوري عن لبنان والجلاءات الاخرى الا اننا واجهنا مشكلة بعدم السماح لنا بوضع اللوحة على صخور نهر الكلب وعلى الرغم اننا تحت القانون ونحترمه الا اننا نتسأل لماذا نجد احدا في الدولة اللبنانية يقول بأنه فعلا تم الجلاء في العام 2005 ؟”، مشيرا الى ان 'المسؤولية تقع على عاتق القرارات السياسية التي لا تزال تتزلف قليلا وتتأمل بأن يعود الاموات من السوريين الى الحياة من جديد”.

وقال: 'عانى حزب الوطنيين الاحرار الكثير في تلك الحقبة، مرّ علينا ازمات الناصريين والسوريين وسياسات الدول الكبرى التي تحاول استخدامنا من مرة الى اخرى كأحجار 'داما” للوصول الى نواياها الا انه في ظل صلابة اللبناني المتعلق بارضه وتاريخية تمكنا من الانتصار وعلينا ان نكمل المسيرة لكي يبقى لبنان المقاومة والمحبة”.

ولفت الى انه 'بالامس رحل احد القادة الخبثاء للنظام السوري وهناك الكثير ممن سبقوه وسيتبعونه فكل من وضع يده على لبنان في يوم من الايام يستأهل اكثر”، معتبرا ان 'المهم ان نتمكن من الاستفادة من هذه الظروف لبناء لبنان الذي نريده”.

وتابع: 'لسوء الحظ وفيما نحاول ان نشد باتجاه بناء الدولة والمحافظة على المؤسسات هناك قسم آخر من اللبنانيين يشد باتجاه المقلب الآخر من اجل منافع شخصية فنراهم يتحالفون مع من يقاتل خارج لبنان ويعتبر ان الهوية اللبنانية ك”بطاقة سينما”.

وأمل شمعون 'ان تبرهن الظروف لهم عكس تطلعاتهم ويعودوا الى لبنان فهم يجرّون الطائفة الشيعية بأفعالهم الى الهاوية”، لافتا الى 'ان الله يؤمن بلبنان وسيساعدنا للحفاظ عليه”.

وتمنى 'ان تقوم الدولة قريبا بمبادرة وضع لوحة تخلد ذكرى خروج جيش الاحتلال السوري عن لبنان على صخور نهر الكلب”.

وفي ختام الاحتفال، أزاح الحاضرون الستارة عن لوحة تخلد جلاء الجيش السوري عن لبنان وضعت في المكان.

 

أيها الجنرال الوحيد في الضاحية أنظر حولك: من بقي معك؟

 محمد جواد/جنوبية/ الأحد، 26 أبريل 2015  

خسرت مصداقية شعاراتك التاريخية. لم يعد لديك محبين في بلاد العرب. خسرت عمقك العربي. في لبنان تكاد تصير معزولا. خسرت عمقك اللبناني. تستشعر وحدتك، فتصرخ وتهدد. القتل الإضافي لن يزيد أرباحك. أنت في رمال متحركة. كل حركة تغرقك أكثر. فانظر من حولك: من بقي لك؟

 دعنا من حكاية الرسالة إليك. كتب كثيرون لك ولم تسمع. أصلا أنت تؤمن بأن لا أحد يفهم إلا بالقوة. وقد جاؤوك بالقوة كي تسمع وتفهم.

دعني أسمي أصدقاءك، لتعرف نفسك أكثر. صديقك المجرم المعترف ميشال سماحة. كان يجلس قربك في المهرجانات الشعبية والسياسية. يملأ شاشة حزبك ويتمتع بحظوته. وأنت نفسك قدمت بندقية مقاومة أهلك إلى المجرم، المقتول والمتفق على إجرامه، رستم غزالة.

بقية الأصدقاء في حزبك وفي سوريا إما قتلهم بشار الأسد، مثل غازي كنعان، أو سهل قتلهم في أرضه. وتعرف من أقصد. غيرهم تبين أنهم عملاء CIA أو موساد. وكثيرون من البقية أعلنوا أنهم ضد معركة سوريا لكن أسكتهم “الأعلى”.

أصدقاؤك في حركة حماس هجروك بعد الربيع العربي. خسرت غطاءك السني الفلسطيني. نبيه بري “طنشك” بعد عاصفة الحزم. فخسرت غطاءك الشيعي، أو بعضه. نجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد وقفا ضدك وناصرا المملكة العربية السعودية. لم تجد سنيا غير الصغير والمطلوب للقضاء شاكر برجاوي كي يتصدر صفك الأول في خطابك الأخير. وعموم الشيعة يقفون معك فعلا، لكنك تستشعر برمهم وضيق صدرهم بخياراتك. حتى من استأجرتهم لينطقوا بموقفك على الشاشات يشتمون خياراتك في مجالسهم المقفلة، وأنت تعرفهم واحدا واحدا، وتعرف ماذا يقولون، وبعضهم أقرباء نواب حزبك وأقرباء مسؤوليه.

في 7 أيار حين اجتحت بيروت والجبل انكشف مشروعك السلطوي. خسرت غطاءك المعنوي. في حربك السورية انكشف مشروعك المذهبي. خسرت غطاء أخلاقيا نحتته طويلا باسم “محاربة الصهيونية”. وماذا ربحت؟ القصير؟ حميت الطاغية؟ ثم في موقفك اليمني خسرت أي غطاء منطقي متبق فوق شعاراتك الرنانة. فماذا كسبت يداك؟

قادتك الإيرانيين يفاوضون الشيطان الأكبر الأميركي في لوزان. فخسرت مصداقية شعاراتك التاريخية. لم يعد لديك محبين في بلاد العرب. خسرت عمقك العربي. في لبنان تكاد تصير معزولا. بقي لك سليمان فرنجية فقط وشاكر البرجاوي. والأموال ما عادت تكفي لإقناع فقراء السنة والشيعة بالموت فداء لجزمة خياراتك القاتلة. أما المسيحيون فباتوا يخافونك مثلما تخوفهم من داعش. وميشال عون يبحث عن خط عودة إلى لبنانيته ومحيطه العربي… هكذا خسرت عمقك اللبناني.

تكاد تستشعر وحدتك، فتصرخ وتهدد. أفهمك أن لا مكان للتراجع. تورطت في الدم حتى ذقنك. وبت تحتاج إلى هزيمة أو تسوية تحميك من ورطة سيدفع أهلنا ثمنها غاليا.

لا شيء أقوله لك. فقط أنظر من حولك. قل لي من بقي لك، أقل لك من صرت. أو أقل من أنت في الأصل… لا رسالة أبعثها إليك. فقط أنظر من حولك. ستفهم كل شيء.

 

الحريري يواصل زيارته الأميركية ويحاضر غدا عن الوضع في المنطقة

الأحد 26 نيسان 2015 /وطنية - يواصل الرئيس سعد الحريري زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية، ويلقي يوم غد الاثنين محاضرة في ويلسون سنتر، يحضرها باحثون وكتاب وخبراء اميركيون في شؤون الشرق الاوسط، ورؤساء مراكز ابحاث وصحافيون.

وأفاد المكتب الإعلامي للحريري، أنه سيتطرق خلال محاضرته "الى الوضع في المنطقة وتداعيات الأزمة السورية على دول الجوار، وخصوصا لبنان، والتطورات في المنطقة والتحديات التي تواجهها في ظل تنامي التطرف وسبل مواجهته ودعم قوى الاعتدال، ويلي المحاضرة حوار بين الرئيس الحريري والحضور". وذكر المكتب بأن الحريري كان قد "التقى الأسبوع الماضي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري، وعددا من ابرز اعضاء مجلسي النواب والشيوخ، واجرى معهم محادثات تناولت مجمل الاوضاع في لبنان والمنطقة وتركزت في شكل خاص على ضرورة تحييد لبنان عن تداعيات الازمة السورية وما يجري في المنطقة".

 

الراعي دشن مقر مطرانية فرنسا: بحاجة لإنجيل سلام بظل الصعوبات في الشرق الأوسط

الأحد 26 نيسان 2015 /وطنية - دشن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، الكرسي الاسقفي في مدينة مودون الفرنسية، بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة من لبنان وفرنسا وابناء الجالية من مختلف دول أوروبا. والقى راعي الابرشية المطران مارون ناصر الجميل كلمة ترحيبية شرح فيها اهمية وجود مطرانية في فرنسا تتابغ أوضاع ابناء الطائفة في اوروبا. بدوره شدد الراعي على أهمية انشاء المطرانية ودورها في تأمين أوضاع ابناء الطائفة، مؤكدا على "عمق العلاقات التاريخية يين الكنيستين الفرنسية والمارونية"، وشاكرا للكنيسة الفرنسية "ما قدمته لابناء الطائفة المارونية طوال قرن من الزمن". كما أكد على العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بفرنسا على كافة الاصعدة، وقال: "نحن بحاجة إلى إنجيل سلام في ظل الصعوبات التي تحصل في الشرق الأوسط". وحيا الجهود التي قامت بها الرعية وابناء الجالية والطائفة ورجال الاعمال والمحسنون، في شراء دار المطرانية وترميمها. بعدها ازاح الراعي والجميل الستارة عن اللوحة التذكارية، ثم أقيم حفل استقبال.

 

قاسم: كفى تباكيا على رئيس الجمهورية ولترفع السعودية اسم رئيس ما كي تسير عجلة البلد بشكل طبيعي

الأحد 26 نيسان 2015 /وطنية - علق نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم على تعطيل المجلس النيابي بحجة الرئاسة فقال: "ألم يثبت لكم ان التعطيل في موقع الرئاسة له مسار وفي المجلس له مسار آخر، ولو كان تعطيل المجلس النيابي يأتي برئيس لكنا أول المشاركين، لكن ان يحرم الناس المشاريع والتشريع والقوانين بما يؤدي الى خلل إضافي في المؤسسات فهذا غير مقبول، وقد رأينا منذ شهرين كيف اهتزت الحكومة تحت حجة الرئاسة، ولا قائد جيش وكل شيء معطل فهذا يمكن ان يؤدي الى مشكلة في البلد، مع حرصنا على بقاء الحكومة لنساعد المجلس النيابي ونسهل انتخابات رئاسة الجمهورية". واضاف: "كفى تباكيا على رئيس الجمهورية، ولترفع السعودية اسم رئيس ما كي تسير عجلة البلد بشكل طبيعي، فالأمر خارجي وهم يعطلون أمر الرئاسة وهذه مشكلتهم في انهم يؤثرون على الواقع اللبناني". كلام قاسم جاء خلال احتفال تأبيني في حسينية بلدة طاريا بحضور نواب المنطقة، رؤساء بلديات وفاعليات. وحيا قاسم الجيش اللبناني "الذي دفع ثمن السياسات الخاطئة ولو كانت النية سليمة لكنا وفرنا الدماء، وقد ثبت بالدليل القاطع ان الارهاب موجود في لبنان ومن رفعوا أيديهم عن تغطية الارهاب قدموا للجيش مسألة مهمة، واليوم يعودون للتغطية تحت حجة انهم مظلومون فأين المظلومية حيال من فجر نفسه بالعزل والجيش الذي دفع أثمان هذه السياسات". أضاف: "المهم ان نقيم ما يجري حولنا بمواجهة مسيرة الحق لمسيرة الباطل، البعض يقول ايران دعمت "حزب الله"، فما هذه الجريمة ولماذا تدعم اميركا اسرائيل بالسلاح وتقيم جسرا جويا وتقدم ثلاثة مليارات دولار موازنة سنوية"، مضيفا "ما المشكلة اذا حصل "حزب الله على مئة مليون دولار او خمسمئة مليون فهذا طريق حق وذاك طريق باطل، ولماذا يمنع ان يتسلح الشعب اليمني فيما المسموح الاعتداء عليه بالطائرات وبقذائف تفوق عشرات المليارات من الدولارات؟ وهل هي جريمة عندما يؤيد البعض الشعب اليمني المظلوم؟". وختم قاسم: "نقول لهؤلاء موتوا بغيظكم وعلى الاقل سننتصر اذا كنا مع ايران، فهذا فخر، اما ان يكونوا مع العدوان السعودي فهذا تدمير للبيوت وقتل للشعوب والاطفال والنساء بوجه من يحاولون تحرير بلدهم وبناء مستقبلهم".

 

النائب ستريدا جعجع استقبلت سلمى حايك في بشري: أعادت جبران ولبنان الى دائرة الضوء

الأحد 26 نيسان 2015 /وطنية - استقبلت النائب ستريدا جعجع ورئيس لجنة جبران الوطنية الدكتور طارق الشدياق ورئيس بلدية بشري انطوان طوق، الممثلة العالمية سلمى حايك والوفد المرافق لها، في بشري.

وأعلن المكتب الاعلامي لجعجع، في بيان، أن حايك جالت والوفد في متحف جبران خليل جبران، لاسيما أنها تزور لبنان من أجل افتتاح فيلمها للرسوم المتحركة "النبي" المقتبس عن كتاب "النبي" لجبران خليل جبران، والذي شارك بإخراجه عدد من المخرجين وأنتجته حايك، وشاركت بنفسها في أداء صوت شخصية "كاملة" التي تخدم "المصطفى" في إقامته الجبرية". وللمناسبة، ألقت جعجع كلمة قالت فيها: "نجتمع هنا اليوم لاستقبال سلمى حايك ولشكرها على زيارتها متحف جبران وعلى عملها الرائع لانجاز فيلم "النبي"، وعلى الرغم من هذا، نود ان نسألها كيف ان الفتاة الصغيرة التي أرهقت الراهبات في مدرستها الداخلية تقف أمامنا الآن؟ لقد تخطيت حدود الموهبة ليس فقط من خلال التمثيل ولكن في انشطة بارزة حقيقية تلامس حياتنا وامورنا الخاصة ومنها مكافحة العنف الأسري".

أضافت: "يقول جبران: "فلتكن ثقتكم عظيمة بالأحلام، لان بوابة الابدية مختفية فيها". "هو الخلود العاطفي والروحي المتجسد في افضل خلق الانسان ألا وهي الكلمات". ان التحدي الكبير هو في صنع "النبي" فيلما، الأمر الذي شكل مهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر للغاية. ولقد اتخذت المبادرة واعطيت العمل القيمة والنجاح اللذين يليقان به، وبالفعل إن هذه التحفة الفنية عادت مجددا الى الضوء بصورة أخرى ناجحة وعاطفية اكثر سهولة وحيوية للجماهير".

وتابعت: "ربما ينبغي لي ايجاد تفسير لنجاحك الخاص، لانك تؤمنين بنجاحاتك، وهنا لا مجال للإحباط. فكما يقول جبران أيضا: "من المعاناة ظهرت اقوى النفوس، لأن الأحرف الأكثر ضخامة ندوب محروقة"، فان تاريخنا اللبناني القديم والحديث، هو تاريخ معاناة لكنه غني جدا بأبنائه". وختمت جعجع: "شكرا لك مرة أخرى لاعطائنا الفرصة للنهوض من جديد، شكرا للسيدة سينتيا سركيس صاحبة مزيج من المواهب والمهارات، انك تعملين بجدية لاعادة من هم من اصل لبناني الى بلدهم لبنان، وشكرا لك لأنك جعلت لبنان يعود الى دائرة الضوء مجددا كما نرغب في أن يبقى دائما. وشكرا لك سلمى حايك، لقد أعدت جبران ولبنان الى دائرة الضوء عبر هذا العمل الفني، لا شك ان جبران فخور بك، وجميعنا فخورون بك، وبلدك لبنان يفتخر جدا بوجودك بيننا".

وكانت كلمة للشدياق قال فيها: "اليوم، هو حقا يوم مجيد نلتقي فيه مع النجمة العالمية سلمى حايك، هنا، في قلب هذه المدينة العظيمة والجميلة، المدينة التي أحبها جبران كثيرا، بشري، وتحديدا في هذا المكان: متحف جبران. إني أشعر الآن بروح جبران تحوم بيننا، هو الذي قال عن أبناء لبنان، عن أمثالك أيتها العزيزة سلمى: "هم المنتصرون أينما ذهبوا، والمحبوبون المحترمون أينما حلوا". إن عالمنا اليوم، شرقا وغربا، بحاجة ماسة لرسالة جبران التي يتضمنها كتابه "النبي"، رسالة المحبة، والعدالة، والتسامح، والسلام، والحوار بين الأديان والحضارات، لا سيما وأننا نعيش في زمن التصحر الفكري والأخلاقي". واعتبر ان "نشر فكر جبران خليل جبران عبر السينما العالمية هو حلم لبناني قديم، كما هو حلم محبيه في كل العالم. إن لبنان وجبران فخوران بك أيتها العزيزة سلمى، كما جميعنا، فخورون نحن بما حققت من نجاحات عالمية في مجال الفن السينمائي، وفخورون بك اليوم لأنك عملت كل ما يمكنك لتظهير وإنتاج هذا الفيلم الرائع. إنك بهذا العمل تذكريننا بأولئك الذين حضنوا في ذواتهم عظمة الفكر والثقافة من أجل تقدم مجتمعاتهم".

وفي الختام، انتقل الجميع الى "أوتيل شباط" حيث أقامت لجنة جبران الوطنية غداء على شرف حايك.

 

الجسر: الحوار مستمر بين حزب الله والمستقبل وعون مرشح غير توافقي

الأحد 26 نيسان 2015 /وطنية - اعتبر النائب سمير الجسر، في حوار مع جريدة "اللواء" ينشر غدا، ان "السيد حسن نصر الله لم يكن موفقا في تعرضه للمعتقد الديني الوهابي ولا في شتائمه وسبابه على قيادة السعودية" مؤكدا ان "الحوار مستمر بيننا وبين حزب الله"، لافتا الى ان "نصر الله ناكر للجميل، فالسعودية دعمت إعمار لبنان بعد الحرب الاهلية، وأكبر داعم للاقتصاد اللبناني، وبنت ورممت 55 الف منزل بعد عدوان 2006 وسلحت الجيش اللبناني". وقال: "حزب الله وحلفاؤه نظموا حملات تشكيك بتسليح الجيش اللبناني لكون الهبة سعودية، ولرغبة لديهم بعدم وجود جيش قوي يلغي مبرر وجود سلاحهم غير الشرعي". ولفت الى انه "لا توجد مؤشرات لإزالة العقد المعيقة لانتخاب رئيس الجمهورية، وميشال عون مرشح غير توافقي، وكيف يكون توافقيا عبر فرض شروطه، إما انتخبوني أو أعطل انتخاب الرئيس".

واشار الى "ان العرف هو ان رئيس الجمهورية هو من يختار قائد الجيش ويجب احترام هذا العرف. واذا لم يحصل اي مرشح للمراكز الامنية على تأييد ثلثي الوزراء فسيتم التمديد للقيادات الامنية منعا للفراغ". وختم: "خلال شهر سيباشر العمل بتنفيذ المنطقة الاقتصادية في طرابلس ومجموعات سرايا المقاومة التي أنشأها "حزب الله" ما زالت في المدينة".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 26/4/2015

الأحد 26 نيسان 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

لحسن الحظ اللبناني هذه المرة، اللبنانيون العشرون الموجودن في النيبال هم بخير، بحسب وزارة الخارجية والمغتربين. ولم يتضرورا بزلزال النيبال وتردداته التي بلغت شبه القارة الهندية والصين، وأسفرت عن مقتل أكثر من ألفي نيبالي، وتضرر سبعة ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة. لكن ترددات الزلزال الميداني والسياسي المستمر في المناطق العربية والخليجية، من سوريا إلى العراق وفلسطين وحتى اليمن وصولا إلى ليبيا، لا تزال تؤثر سلبا في شكل أو بآخر، بالأوضاع في لبنان الذي لا يزال يواجه الترددات بنعمة ما يسمى بواحة حوار محلية معقولة، ومظلة استقرار دولية- إقليمية مقبولة. وفي بداية هذا اليوم، الأول من الشهر الثاني عشر ولبنان من دون رئيس جمهورية، لا بد من الإشارة إلى الإستحقاق الوطني الأول الذي في الواقع يتأثر بتلك الترددات ألا وهو انتخاب الرئيس، علما أن الأفرقاء السياسيين محليا، يتبادلون الإتهامات بتعطيل الإنتخاب الرئاسي وتعطل التشريع النيابي. فلئلا ينهار الهيكل على رأس الجميع، أكد البطريرك الراعي من باريس، أننا نسعى مع القريب والبعيد ومع الدول الصديقة، وفي مقدمتها فرنسا النبيلة، لإنجاز الإستحقاق الرئاسي اللبناني، داعيا في الوقت نفسه كل الكتل النيابية والسياسية اللبنانية، إلى العمل لإجراء الإنتخاب. في الغضون، مسألة تشريع الضرورة في جلسة نيابية عامة، يشدد على أهمية انعقادها رئيس مجلس النواب نبيه بري، تكون محور إتصالات كثيفة هذا الأسبوع، في ظلِ إصرارِ كتل مسيحية على عدم المشاركة فيها بواقع عدم وجود رئيس للجمهورية. من جهة ثانية، وفيما يستبعد إنتقال الجو الإشكالي المتعلق بالتشريع إلى مناخ مجلس الوزراء، تنعقد الأربعاء المقبل جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير، بجدول من خمسة وأربعين بندا، أحد عشر منها، تم إرجاؤها من الجلسة الماضية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هل تتقدم الاستحقاقات السياسية الأسبوع المقبل، فتسهل أمر الموازنة المالية والجلسة التشريعية، أم ان لبنان يتجه إلى مزيد من التعطيل؟. لا مؤشرات تتضح، الشلل يتمدد، في ظل انشغال العالم بمفاصل اقليمية تتقدم على الحسابات اللبنانية.

استنفار ديبلوماسي في متابعة أوضاع اللبنانيين في النيبال، بعد حصول زلزال مدمر. المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، بقي على خط المتابعة مع السفارات اللبنانية المعنية، والأهم ان اللبنانيين في النيبال بخير، والعمل جار على تأمين عودتهم خلال أيام.

الخارج غربا وشرقا، مشغول بعناوين أساسية تبدأ من رصد التحركات الارهابية التي تقلق الولايات المتحدة الأميركية، بعد وجود معلومات عن مخطط لعمل ارهابي في أميركا بايعاز من تنظيم "داعش".

في سوريا، الجيش حشد عسكريا لاستعادة جسر الشغور، وأعاد نشر قواته بما يمنع المسلحين من التقدم بأي اتجاه، خصوصا ان غاية المجموعات المسلحة المعززة، تهديد الساحل السوري. الجيش باشر حملة استعاد من خلالها مناطق تحيط بجسر الشغور، لكن اتجاهات المعركة لم تتضح بعد. بين الكر والفر، تتواصل المعارك في سوريا، قبل فرض أي تسويات اقليمية- دولية محتملة، وإن كان التفرغ الآن لبت الملف النووي نهائيا، كما بدا في ازالة غموض عن تقرير الحقائق الأميركية حول اتفاق لوزان، الساعات المقبلة ستشهد لقاءات في نيويورك بين وزير الخارجية الايراني محمد ظريف ونظرائه الأوروبيين.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هي المكابرة الأشد من الجريمة عينها، في عدم الاقرار بنفاذ أهداف حملة الحقد على اليمن. هو الاصرار على ملاحقة الأطفال والنساء إلى مساكنهم بأعتى أسلحة القتل الأميركية. تبدل العنوان، لكنهم ماضون في غيهم قتلا وتدميرا، أينما وجدوا أو أحسوا بنبض حياة. غاراتهم لا توفر أرضا، من صعدة شمالا إلى مأرب وتعز وباقي محافظات الجنوب. أفلست خياراتهم إلا من محاولة يائسة لدعم مسلحي "القاعدة"، فالسلاح الذي خلفه الفارون أمام زحف الجيش واللجان الثورية، لا يترك مجالا للشك، ولا الغارات التي تحصل تثير الريبة في مراميها وغاياتها.

حتى الساعة، كل المحاولات ذهبت هباء، فلا الغارات والأسلحة المهربة منعت الجيش واللجان الثورية من التقدم، ولا ساعدت المجموعات التكفيرية على الصمود، ولا عمليات التجويع والتصدي لقوافل المساعدات الطبية والغذائية، وقد طاولت الصليب الأحمر الدولي، أحبطت لدى اليمنيين عزيمتهم سعيا لتوحيد البلاد وسد الطرق أمام مؤامرات التقسيم، التي يتوعدون بها من خلف الحدود، ويمنون من لجأوا اليهم بالعودة منتصرين. أما المعترضون الرافضون للعدوان، فهم في دائرة الاستهداف، والأدوات والأبواق ترصد كل نفس أو موقف أو كلمة، من تهديد في لبنان إلى اصطناع أحكام قضائية وادعاءات في غيره من الدول العربية. والناظر من بعيد، حيث الغرب واعلامه، يترقب الكارثة التي ستحل إذا استمرت السعودية بالعدوان ولم تترك لليمنيين ساحتهم وحوارهم للوصول الى حل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنها الذكرى العاشرة على إخراج جيش الأسد من لبنان، ولكن إذا كان الأسد لم يتعظ وارتد بالحديد والنار على شعبه التواق إلى الحرية، فما بال بعض اللبنانيين يلتصقون بهذا النظام، ويصرون على ربط مصير بلدهم بالسفينة الغارقة وبكل سفينة قرصان تبحر في الاقليم. والمؤسف ان لا مؤشرات على توبة قريبة، بل هم يسوقون الدولة نحو المزيد من التعطيل.

إقليميا، أحدثت "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية، تصدعا في القوى التابعة لعلي عبد الله صالح، الأمر الذي نقل الحرب من عدن إلى صنعاء.

يترافق التبدل الميداني اليمني، مع تبدل مماثل لمصلحة المعارضة في سوريا.

هذه التبدلات تقلق "حزب الله". وبحسب معلومات الـmtv، أوفد السيد نصرالله رسولا إلى السفير السعودي علي عواض عسيري، مقترحا تخفيف حدة الخطاب. وكان جواب عسيري ان "حزب الله" وحلفاءه واعلامه هم البادئون، وبأن التطاول على كرامة المملكة هو الذي أخرج السفير عن تحفظه ودفعه إلى الرد. وخلص عسيري إلى انه حري بمن فتح المعركة ان يوقفها وان يتراجع.

لكن أجراس الانذار الاقليمية، لم تبدل في استراتيجية التعطيل الشامل. فلا جلسة تشريعية ولا موازنة عامة، مع سلسلة او من دونها، ولا رئاسة. ولا تهون مصيبتنا إلا إذا نظرنا إلى كارثة الزلزال في النيبال، التي لم تسلم منها الهند ودول الجوار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في مثل هذا اليوم منذ 10 سنوات، انسحب الجيش السوري من لبنان. نام اللبنانيون يومها على أحلام السيادة وشعارات الحرية، ليستيقظوا على واقع أكثر إيلاما، خرج الجيش السوري يومها إلا ان الممارسات التي كانت الطبقة السياسية تحمل السوري مسؤوليتها، ما زالت متحكمة بالمشهد اللبناني. عشر سنوات ولا سيادة منجزة ولا استقرار كاملا، بل وطن قائم على توازن السفارات ومعادلات الخارج. 10 سنوات ولا رئيس لبناني الصنع، بل فراغ في رأس الدولة ومشاريع تمديد تنهك مؤسساتها ومجالسها. حتى اليوم لا قانون انتخابيا عادلا، بل طروحات قوانين تشبه في مكان ما الحصحصة الكنعانية والتركيبات الغزالية. نعود إلى تلك الذكرى وننظر إلى الواقع، علنا نتدارك الأخطاء ليبقى لنا في هذا الوطن مستقبل ما، فلا يضحى لبنان أغنية نرددها في وجداننا ومسلسلا نخزن به ذكرياتنا، فيصبح بالنسبة لنا وطن الأجداد لا الأبناء، نزوره بين سنوات وأخرى، ونتذكر الجذور، تماما كما سلمى حايك، بعدما بات لبنان، موطن أجدادها، مجرد محطة في إطار حياتها الهوليوودية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

قبل عشر سنوات طردتم كتائب بشار الأسد من لبنان، وأنهيتم ولاية رستم غزالة على بلدكم. اليوم، ما زلتم تقاومون من يحاول استبدال الوصاية بوصاية جديدة. اليوم أيضا، يستكمل السوريون ما بدأتموه عبر طرد كتائب الأسد وميليشيات ايران من سوريا نفسها؛ وآخر انجازات الثوار تحرير مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، ما جعل القرداحة على مرمى قذيفة. لكن في لبنان، يواصل "حزب الله" محاولاته المستمرة منذ عشر سنوات، استبدال نظام الوصاية بوصاية جديدة، سواء عبر سلاحه غير الشرعي أو عبر نظام ولاية الفقيه الايراني. واليوم، خرج على اللبنانيين نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، شاتما من يعترضون على تمويل حزبه بالسلاح الايراني، ليقتل العرب ويهدد اللبنانيين بالقول: غصبا عن كسر راسكم سنبقى نأخذ دعما ايرانيا، وموتوا بغيظكم؛ وكأن قاسم يذكرنا بأن حزبه لا يقبل الآخر إلا مقتولا أو ميتا... وإن بغيظه. ولأن نائب الأمين العام ل"حزب الله" اتهم المملكة العربية السعودية بأنها جزء من تحالف أميركي- اسرائيلي- تكفيري، فلا بد من تنشيط ذاكرته بأن الوليَّ الفقيه اتفق مع الأميركي في لوزان قبل أسابيع قليلة، وان تحالف إيران مع "داعش" بات مكشوفا وموسوما بتأشيرات دخول إلى ايران، عثر عليها في تسعة عشر جواز سفر لمقاتلين من "داعش"؛ قتلتهم غارات أميركية وتبين انهم دخلوا ايران من أبوابها بشكل رسمي، وغادروها من النوافذ بتسهيل من "الحرس الثوري" ومن دون تأشيرات خروج. ولتنشيط ذاكرة الشيخ قاسم؛ أليست طهران هي من استعانت بسلاح من تل أبيب في حربها على بغداد، والتي عرفت بفضيحة ايران غيت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

نحاصر مع المنكوبين في النيبال، نتزوج أسطوريا كالملوك في المغرب، نرفع رأسنا بسلمى "بنت ضيعتنا" من المكسيك إلى الأرز، نكرم بابويا بأرفع الأوسمة للناس العصاميين، ونعود فنقع في الشغور، ونحتسب لمعركة جسر قد تغير من طبيعة الحرب في سوريا وامتدادا إلى ساحلها وربما وصولا إلى لبنان. بالأفراح والأتراح لا نلوي على دولة، وليس من شيمنا تطبيق قانون سير، فكيف بتطبيق القوانين الأسرع والأكثر استعجالا. ولأن لبنان "من هون لآخر الكون"، فقد كانت له حصة على أرض النيبال المهتزة، لكن الأضرار بقيت بالحصار حيث يعاني عشرون لبنانيا تعذر سبل العودة، وهم علقوا في مطار كاتماندو، حيث بدأت الاتصالات معهم على مستوى الخارجية والمغتربين لتأمين إجلائهم.

على ضفة الأفراح، فإن السادة اللبنانيين عالقون إيجابا وبإرادتهم في مراكش المغربية، التي حج إليها معظم أصحاب المعالي والسعادة، لمشاركة الملك نجيب ميقاتي الثاني، سعادته وعزمه على التغيير، بزفاف أسطوري لنجله مالك في المغرب، وهو حفل يعوضه كرب السياسة وما تبقى من رواسب قهر السرايات. واعتبارا من الغد، تعود وفود المغرب اللبنانية إلى بيروت، لاستئناف الحراك السياسي والمعارك الصغيرة، من الموازنة والجلسات وصولا إلى متابعة الهجوم الأزرق على إبن "العضم الأزرق" نهاد المشنوق. وعلم أن وزير الداخلية سيعقد مؤتمرا صحافيا خلال اليومين المقبلين، للرد على الحملة التي طالته، ولتوضيح المسائل الإنسانية في عنابر رومية، وذلك فور الانتهاء من تقرير الصليب الأحمر. ويستند المشنوق إلى جسور دعم مدها بين بيروت والرياض مع الرئيس سعد الحريري.

وإلى جسور إنهارت تحت أقدام الدولة السورية، وفتحت أكثر من نافذة على مناطق الساحل، وفي طليعتها اللاذقية حيث القرداحة مسقط رأس الرئيس الأسد. تقدم للمسلحين في سوريا، تراجع في العراق، وذلك ضمن أغرب تموضع للتنظيمات المسلحة عينها، بحيث يبدو وكأن هناك جهات تحركها كالشطرنج، وتحاصر فيها مناطق على حساب أخرى.

مجموعات تتغذى من مصادر واحدة، تهزم في العراق وتحقق مكاسب في سوريا. وكان لافتا تصريح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ووعده بإخراج تنظيم "داعش" من العراق قريبا. فهو تحدث عن إخراجهم وطردهم لا القضاء عليهم. لكن إذا ما أخرجهم العبادي من أرضه، فإلى أين يذهبون؟ هي عملية انتقال وهجرة مسلحة من العراق إلى سوريا، بحيث تتحصن القوى اليوم لتشكل أول تهديد فعلي للنظام. ولا يعرف ما إذا كان لبنان سيظل في منأى عن الزحف الأسود.

 

الراعي من سيدة لبنان في باريس: نصلي كي يخشى امراء الحروب الله وكي يتحمل سياسيو لبنان مسؤولياتهم فعدم انتخاب رئيس انتهاك للدستور وطعن للوطن

الأحد 26 نيسان 2015 /وطنية - باريس - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في كاتدرائية سيدة لبنان في باريس، بمناسبة المؤية الأولى لوجود الموارنة في الكاتدرائية ولمناسبة تدشين مقر ابرشية فرنسا المارونية (مبنى المطرانية الجديد) في مودون، عاونه فيه السفير البابوي في باريس المطران لويجينو فانتورا، المطارنة: مارون ناصر الجميل، بولس صياح، منير خيرالله، سمير مظلوم، موسى الحاج وفرنسوا عيد، متروبوليت الروم الارثوذكس في فرنسا المطران اغناطيوس الحوشي، رئيس مجلس اساقفة فرنسا المطران جورج بونتييه، كهنة لبنانيون وفرنسيون. وحضر القداس: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، النائب الفرنسي فيليب كوجون، سفير الجامعة العربية في فرنسا بطرس عساكر، سفير لبنان لدى الاونيسكو الدكتور خليل كرم،القائم باعمال السفارة اللبنانية في فرنسا غدي الخوري، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس ونجله نجاد، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، الوزراء السابقون: سليم الصايغ، دميانوس قطار وإبراهيم الضاهر، مفوض الحكومة في المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم، وفد المؤسسة المارونية للانتشار، وحشد من الفاعليات وابناء الجالية.

الجميل

في بداية القداس، القى راعي ابرشية فرنسا المارونية والزائر الرسولي على اوروبا الغربية المطران مارون ناصر الجميل كلمة قال فيها: "منذ قرن من الزمن، في هذا المكان بالذات، كان المونسينيور بودريار يلقي خطابا بمناسبة افتتاح كنيسة سانت جونوفياف والتي سميت لاحقا كنيسة سيدة لبنان. ومنذ حوالي ثلاث سنوات، تحولت هذه الكنيسة الى كاتدرائية". أضاف: "هذا كان في الماضي، أما في الحاضر، فان كنيستنا المارونية تتطور يوما بعد يوم في فرنسا، على صعيد الموارد البشرية وايضا المادية، هذه الكنيسة المشرقية، التي أثخنتها جراح الحروب، مليئة بالدينامية وتنوي التجذر في هذه الارض المضيافة. وما ستكون عليه كنيستنا المارونية والسريانية الانطاكية في فرنسا، الرب وحده يعلمه، لكن مستقبلها واعد".

الراعي

ثم القى الراعي عظة بعنوان "القوا الشبكة الى يمين السفينة تجدوا"، استهلها بالقول: "آية الصيد العجيب تدل ان المسيح حاضر في حياة الكنيسة والمؤمنين، فيوجههم بكلمته الهادية، ويعضدهم بنعمته القديرة، فتحقق الكنيسة صيدا عجيبا في رسالتها. اجرى الرب يسوع الصيد العجيب مرتين. في الاولى، عندما بدأ باختيار رسله الاثني عشر، يومها وعد سمعان- بطرس بانه سيكون "صيادا للبشر"؛ وفي هذه المرة الثانية، بعد قيامته، أوكل الى محبة بطرس رعاية الخراف، اي البشرية التي افتداها المسيح بدمه. يقدم لنا هذا الصيد العجيب رموزا عن سر الكنيسة ورسالتها سنتأمل فيها".

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الالهية في كاتدرائية سيدة لبنان- باريس، مع سيادة راعي الابرشية اخينا الجليل المطران مارون ناصر الجميل وسيادة المطران Pontier رئيس اساقفة Marseille ورئيس مجلس اساقفة فرنسا، وسيادة السفير البابوي، والسادة المطارنة الآتين من لبنان، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية والسفراء وممثل وزير الخارجية الفرنسية والشخصيات الرسمية اللبنانية والفرنسية ومع حضرة الخورأسقف أمين شاهين مدير هذا Foyer Franco-Libanais، وكاهن الرعية والمعاونين وسائر الكهنة والرهبان والراهبات، واعضاء المؤسسات المارونية والوفد الاعلامي الذين يرافقوننا من لبنان، وهذا العدد الكبير من المؤمنين الآتين من مختلف انحاء ابرشيتنا في فرنسا. اننا نحييكم جميعا وقد اتينا من لبنان الى ارمينيا اولا، مع سيادة اخينا المطران بولس الصياح النائب البطريركي العام، والمسؤول عن مكتبنا الاعلامي في الكرسي البطريركي المحامي وليد غياض ومعاونه السيد ميشال عقل، بدعوة من قداسة الكاثوليكوس كراكين الثاني بطريرك Etchmidzin والرئيس الاعلى للارمن الارثوذكس. وقد شاركنا في احتفالات المئوية الاولى للإبادة الارمنية، وكان من ضمنها اعلان قداسة شهداء الابادة المليون ونصف المليون. فقدرنا كيف قام الشعب الارمني من الركام، وحافظ على ايمانه ووحدته وتقاليده، واسس أمة ووطنا".

وتابع: "يسعدنا ان نأتي الى باريس، بدعوة كريمة من سيادة اخينا المطران مارون ناصر الجميل، لاحياء ذكلرى مئة سنة على وجودنا الراعوي في Rue d'Ulm، وللاحتفال بعد ظهر اليوم بتدشين كرسي المطرانية في مدينة Meudon، الذي يتيح لراعي ابرشيتنا المارونية الجديدة في فرنسا، وله كزائر رسولي للموارنة في اوروبا الغربية والشمالية، أن يتمكن من القيام بالمسؤوليتين مع معاونيه، وبالوسائل الراعوية اللازمة. دار المطرانية هذه هي قلب ابرشيتنا في فرنسا والزيارة الرسولية في اوروبا، وقلبها النابض. اننا نقدم هذه الذبيحة الالهية عن نوايا راعي الابرشية والزائر الرسولي، وكل الذين ساعدونا ماليا لشراء هذه المطرانية، راجين ان يكافئهم الله بفيض من نعمه الروحية والزمنية. ونصلي من ونواياكم ، ومن اجل ابناء هذه الابرشية وبناتها، وكل العاملين فيها الى جانب الكهنة والرهبان والراهبات. كما ونصلي من أجل شبيبتنا وأجيالنا الطالعة لكي تنمو في الايمان، وتحافظ على تقاليدنا وروحانيتنا المارونية وتراثنا، فيغنوا به المجتمعات الفرنسية والاوروبية، الى جانب تراثات الكنائس الاخرى. ونذكر في صلاتنا مرضاكم والمتألمين، ونلتمس الراحة الابدية لنفوس موتاكم".

وقال: "بالامس كان لنا لقاء في منظمة UNESCO مع المديرة العامة السيدة Irina Bokova ورئيس المجلس التنفيذي ورئيس بعثتنا اللبنانية السفير خليل كرم ومعاونيه، وقد القينا محاضرة عن "الحضور المسيحي في الشرق الاوسط، ودوره في تعزيز ثقافة السلام"، وشارك في حضورها عدد غفير من سفراء الدول لدى UNESCO والقائم بأعمال السفارة اللبنانية والشخصيات الرسمية الفرنسية واللبنانية، وممثلي المؤسسة المارونية للانتشار والمؤسسة البطريركية للانماء الشامل. ويشرفنا ان نلتقي بعد غد فخامة الرئيس الفرنسي السيد François Hollande، الذي شاء هذا اللقاء بالمناسبة. ونحن نعبر عن تقديرنا الكبير لفرنسا التي تربطنا بها كموارنة علاقات مودة وصداقة وتعاون ترقى الى حوالي الف عام، مع امتناننا لوقوفها الدائم الى جانب لبنان ومسيحيي الشرق الاوسط".

أضاف: "ألقوا الشبكة الى يمين السفينة تجدوا. عناصر آية الصيد العجيب رموز تشرح لنا سر الكنيسة ورسالتها. البحر هو العالم، السفينة هي الكنيسة، الشباك هي الانجيل، الصيادون هم الرسل، قائد السفينة هو المسيح، الأسماك هم البشر، العدد 153 هي الشعوب، الصيد الفاشل هو نتيجة العمل المستغني عن توجيه المسيح وإرادة الله، الجمر والسمك والخبز على البر هم عطية المسيح، الصياد الأول والأساسي، وفيها رمز إلى المسيح- السمكة التي اكتوت بنار الذبيحة، وأصبحت طعاما للبشر، وإلى المسيح- الخبز النازل من السماء لحياة جميع الناس. لقد تراءى يسوع للرسل عند طلوع الفجر، بعد ليلة من الصيد الفاشل، فوجههم الى إلقاء الشبكة لجهة اليمين، وكان الصيد العجيب. فلا بد في كل عمل ومشروع وموقف ومبادرة من الاستنارة بنور شخص المسيح، وكلام إنجيله، وبتعليم الكنيسة التي تشرح لنا مضامين الكلام الالهي، وتهدينا إلى كل خير وحق وجمال. تعلمنا آية الصيد العجيب ألا ننهار امام الفشل وصعوبات الحياة من اي نوع كانت؛ بل أن نعود إلى المسيح، رفيق دربنا، عمانوئيل، وإلى أنوار روحه القدوس، لكي نهتدي إلى القرار الأفضل. إننا بذلك نتجنب الكثير من الخلافات والنزاعات في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة".

ورأى أن "مشكلة عالم اليوم في الاستغناء عن الله وكلامه ووصاياه ورسومه في الحياة اليومية. وهذا ما جعل الناس، في أيامنا، وفي عصر الاكتشافات المذهلة والتطور التكنولوجي، يتراجعون في إنسانيتهم. ومن المؤسف حقا أن الإنسان يتقدم في العلم والتكنولوجيا، ويتراجع في القيم الانسانية. وكأني به يفقد إنسانيته بما فيها من عاطفة ومشاعر وحب ورحمة وتآخي وتضامن وتعاضد. كم يحزننا ان يكون هذا الواقع متفشيا في أوساط بلداننا في الشرق الاوسط. لكننا نصلي لكي يخشى الله امراء الحروب والمتقاتلون والمحرضون على الحرب بمد السلاح والمال والدعم السياسي، وان يوقفوا بموآزرة الاسرة الدولية الحرب في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، رحمة بالمواطنين الابرياء وجنى عمرهم وحفاظا على التراثات والآثار الحضارية، وان يعملوا جاهدين على إحلال السلام العادل والشامل والدائم بالطرق السلمية. ونصلي من أجل المسؤولين السياسيين في لبنان، كتلا سياسية ونيابية، لكي تتحمل مسؤولياتها التاريخية، والاسراع الى انتخاب رئيس للجمهورية. فمن المعيب والمخجل حقا أن يبدأ الفراغ الرئاسي شهره الثاني عشر في هذا اليوم بالذات. ونكرر القول أنه لا يوجد أي مبرر لعدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ ما قبل نهاية العهد الرئاسي في 25 أيار من العام الماضي. ولا نستطيع الا ان نعلن ومن جديد ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية، مهما كانت الاسباب والحسابات، انما هو انتهاك فاضح للدستور والميثاق الوطني، وطعن في كرامة الوطن وشعبه. وبالرغم من هذا كله نسعى مع القريب والبعيد ومع الدول الصديقة وفي مقدمتها فرنسا النبيلة، لإنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي، قبل أن ينهار الهيكل على رأس الجميع".

وختم الراعي: "أكمل الرب يسوع، في نهاية الصيد العجيب، الكشف عن وجه الكنيسة، وعن حضوره فيها وفي حياة المؤمنين والمؤمنات، بعناصر من سر حضوره في سر القربان. فعندما وصل الرسل بالسفينة الى الشاطىء قال لهم: "هاتوا من السمك الذي أصبتموه الآن" (يو21:10). وهكذا ضم يسوع السمك الذي اصطادوه إلى السمك الذي سبق وأوجده هو، ولا نعرف كيف، ووضعهما معا على الجمر المتقد. إننا نجد في هذا العمل عناصر من القداس الإلهي الذي نحتفل به. فمع الخبز والخمر اللذين نقدمهما في رتبة نقل القرابين، واللذين يحولهما الرب بقوة الروح القدس وخدمة الكاهن، إلى جسده ودمه، يضم المؤمنون قرابين ذواتهم وأعمالهم الصالحة وآلامهم لكي تتقدس؛ ونجد عنصرا آخر يذكرنا بمناولة جسد الرب ودمه وهو عمل يسوع، إذ "تقدم وأخذ الخبز وناولهم، ثم فعل كذلك بالسمك" (يو21: 14). الرب الحاضر في هذه الذبيحة الالهية، هو سيعطينا جسده ودمه قوتا الهيا لنفوسنا. فلنصلي لكي تهدينا آية الصيد العجيب الى عمق شركة- الاتحاد مع المسيح والكنيسة، لكي نجعل من حياتنا وأعمالنا ومسؤولياتنا بمثابة صيد لكل خير روحي ومادي واجتماعي، لمجد الله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس، آمين". بعدها توجه الراعي والحضور الى مقر المطرانية، حيث أقام الجميل حفل غداء على شرفهم، على أن تقام بعدها المراسم الرسمية لتدشين مقر مطرانية فرنسا الجديد.

 

علي الأمين: ولاية الفقيه يجب أن تبقى محدودة بإيران

دبي – قناة الحدث

قال المرجع الديني اللبناني، السيد علي الأمين، أمس الأحد، أن "مسألة ولاية الفقيه لم يكن لها علاقة بالسياسة"، مضيفاً: "لا نرى أن ولاية الفقيه عابرة للحدود.. ولاية الفقيه يجب أن تبقى محدودة في إيران".

وفي مقابلة خاصة مع قناة "الحدث"، ذكّر أن "النهج الإيراني تم رفضه منذ بداية ثمانينات القرن الماضي"، معتبراً أن "الرؤية الإيرانية نجحت في لبنان نتيجة ضعف الدولة". وفي هذا السياق اعتبر أن "الدولة هي الحكم والمظلة للجميع".

وشدد الأمين على أن "روابط المذاهب والأديان لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان "، مضيفاً: "نرفض الارتباط بالرؤية الإيرانية". وفي هذا السياق اعتبر أنه "من مصلحة حزب الله أن يخرج من المستنقع السوري"، موضحاً أن "إيران لم تختطف الشيعة العرب إنما هناك أحزاب مرتبطة بطهران".

وفي سياق آخر، أكد الأمين أن "الشعوب لا تستفيد من الخطب النارية التي تصب الزيت على النار.. الشعوب تحتاج إلى كلمة جامعة".

كما نبّه من أن "حزب الله لا يمثل المذهب الشيعي كما الإخوان لا يمثلون المذهب السني"، مشدداً على ان "هناك أحزاب توظف الدين من أجل جمع عدد أكبر من الأتباع".

وأوضح الأمين أن "الصراع الحالي هو سياسي ولا ينطلق من المذاهب"، مضيفا أنه "يجب إخراج الفتاوى من الصراعات الداخلية".

وشدد على أن "المسلمون عاشوا سنة وشيعة لمئات الأعوام من دون صراع".

وفي الشأن العراقي، أكد أن "من احتلوا تكريت ومن استعادوها لم يذهبوا لإرساء أحكام الله". أما في الموضوع اليمني، فأوضح أن "الحركة الحوثية لا تختزل الطائفة الزيدية".

 

كنعان: المسيحيون ليسوا كمالة عدد وموقفنا من تشريع الضرورة مبدئي ولا علاقة له ببري

الأحد 26 نيسان 2015 /وطنية - اكد امين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان، في حديث الى اذاعة صوت لبنان 93،3 أن "الحوار بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" تقدم كثيرا، وقد وصلنا الى شبه انجاز للمهمة الاساسية التي اوكلت الينا، انا وملحم الرياشي، وهي اعلان النيات، الذي هو اعلان سياسي يحدد نقاط التقارب بين التيار والقوات وهي ليست بقليلة، والخطوات التي ستظهر في الايام المقبلة سيكون من بينها الاتفاق على آلية الاعلان والخطوات السياسية المقبلة".

وعن العلاقة مع رئيس المجلس النيابي، قال: "موقفنا من الجلسة لا يعني موقفا من رئيس المجلس. وموقفنا من الجلسة واضح واعلنا عنه في وقت سابق".اضاف: "معادلة التمديد او الفراغ مرفوضة بالنسبة الينا. وهي نوع من التعاطي السياسي غير المقبول ولدينا رأي ككتل مسيحية، وندعو الجميع الى احترامه كما نحترم اراء الآخرين. فالمسيحيون ليسوا كمالة عدد، وقد قلنا منذ اللحظة الاولى ان تشريع الضرورة يتعلق بالقوانين المرتبطة بتكوين السلطة ومصلحة الدولة العليا. فبعد التمديد لمرتين، والشغور الرئاسي الناتج أساسا، وبالنسبة الينا، عن تعطيل اقرار قانون انتخاب جديد واجراء انتخابات نيابية تصحح الخلل الكبير في النظام على مستوى الشراكة المسيحية - الاسلامية، لا نفهم اسباب عدم ادراج مشاريع قوانين الانتخاب والجنسية للمتحدرين من أصل لبناني على جدول اعمال الجلسة التشريعية للتصويت على الافضل من بينها" . وتابع كنعان: "عندما التقينا في بكركي، واتفقنا على قانون الانتخاب أكان الارثوذكسي او النسبية، كان من المفترض التعاطي مع هذا الموقف بجدية واحترامه بشكل افضل، وهو امر خطير، لا بل اخطر من تعطيل جلسة تشريعية وفراغ رئاسي، فهي مسألة وجودية وكيانية، لجهة احترام الارادة المسيحية بما يخصها وكامل مكونات المجتمع السياسي، ومن بينها الكتل المسيحية الوازنة ". وردا على سؤال عن التعيينات الأمنية قال: "في هذا الشق، نرفض مجددا مبدأ التمديد او الفراغ والا الاتهام بالتعطيل ؟! ونستغرب ونرفض دخول الدولة في نفق التمديد منذ العام 2013، وكل التبريرات لا تقنعنا في هذا السياق، لا سيما في ظل القدرة على تعيين امين عام لمجلس الوزراء والمنطقة الاقتصادية في طرابلس وسواها. ونحن نعتبر ان احترام قانون الدفاع وتداول السلطة، هو ما يحصن المؤسسة العسكرية ويقويها، لا التمديد السياسي الذي يريده البعض كل مرة بذريعة جديدة ". واذا تم تجاوز اعتراض التكتل قال كنعان: "عندها لكل حادث حديث. ونحن لن نستسلم، إن خذلنا او لم نخذل وموقفنا دستوري ينطلق من قناعاتنا. فالتمديد لا يحترم تداول السلطة في المؤسسات. ويكفينا ان نكون منسجمين مع خياراتنا وقناعاتنا، وليس لدينا اي مركب نقص على هذا الصعيد. فمنذ 25 سنة لم يحترم الطائف في مسألة الشراكة الوطنية وهذا المسار لا يمكن ان يستمر بالنسبة الينا". وعن اسباب ارجاء زيارته للولايات المتحدة، اوضح ان "زيارتي ارجئت ولم تلغ، وذلك مرتبط بعملي في المجلس النيابي، لا سيما في الشق المتعلق بالموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، وهذا الموضوع يعنيني في شكل مباشر في التكتل، واتابعه مع رئيس التكتل والوزراء المعنيين" .

 

أيها الجنرال الوحيد في الضاحية أنظر حولك: من بقي معك؟

 محمد جواد/جنوبية/ الأحد، 26 أبريل 2015  

خسرت مصداقية شعاراتك التاريخية. لم يعد لديك محبين في بلاد العرب. خسرت عمقك العربي. في لبنان تكاد تصير معزولا. خسرت عمقك اللبناني. تستشعر وحدتك، فتصرخ وتهدد. القتل الإضافي لن يزيد أرباحك. أنت في رمال متحركة. كل حركة تغرقك أكثر. فانظر من حولك: من بقي لك؟

 دعنا من حكاية الرسالة إليك. كتب كثيرون لك ولم تسمع. أصلا أنت تؤمن بأن لا أحد يفهم إلا بالقوة. وقد جاؤوك بالقوة كي تسمع وتفهم.

دعني أسمي أصدقاءك، لتعرف نفسك أكثر. صديقك المجرم المعترف ميشال سماحة. كان يجلس قربك في المهرجانات الشعبية والسياسية. يملأ شاشة حزبك ويتمتع بحظوته. وأنت نفسك قدمت بندقية مقاومة أهلك إلى المجرم، المقتول والمتفق على إجرامه، رستم غزالة.

بقية الأصدقاء في حزبك وفي سوريا إما قتلهم بشار الأسد، مثل غازي كنعان، أو سهل قتلهم في أرضه. وتعرف من أقصد. غيرهم تبين أنهم عملاء CIA أو موساد. وكثيرون من البقية أعلنوا أنهم ضد معركة سوريا لكن أسكتهم “الأعلى”.

أصدقاؤك في حركة حماس هجروك بعد الربيع العربي. خسرت غطاءك السني الفلسطيني. نبيه بري “طنشك” بعد عاصفة الحزم. فخسرت غطاءك الشيعي، أو بعضه. نجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد وقفا ضدك وناصرا المملكة العربية السعودية. لم تجد سنيا غير الصغير والمطلوب للقضاء شاكر برجاوي كي يتصدر صفك الأول في خطابك الأخير. وعموم الشيعة يقفون معك فعلا، لكنك تستشعر برمهم وضيق صدرهم بخياراتك. حتى من استأجرتهم لينطقوا بموقفك على الشاشات يشتمون خياراتك في مجالسهم المقفلة، وأنت تعرفهم واحدا واحدا، وتعرف ماذا يقولون، وبعضهم أقرباء نواب حزبك وأقرباء مسؤوليه.

في 7 أيار حين اجتحت بيروت والجبل انكشف مشروعك السلطوي. خسرت غطاءك المعنوي. في حربك السورية انكشف مشروعك المذهبي. خسرت غطاء أخلاقيا نحتته طويلا باسم “محاربة الصهيونية”. وماذا ربحت؟ القصير؟ حميت الطاغية؟ ثم في موقفك اليمني خسرت أي غطاء منطقي متبق فوق شعاراتك الرنانة. فماذا كسبت يداك؟

قادتك الإيرانيين يفاوضون الشيطان الأكبر الأميركي في لوزان. فخسرت مصداقية شعاراتك التاريخية. لم يعد لديك محبين في بلاد العرب. خسرت عمقك العربي. في لبنان تكاد تصير معزولا. بقي لك سليمان فرنجية فقط وشاكر البرجاوي. والأموال ما عادت تكفي لإقناع فقراء السنة والشيعة بالموت فداء لجزمة خياراتك القاتلة. أما المسيحيون فباتوا يخافونك مثلما تخوفهم من داعش. وميشال عون يبحث عن خط عودة إلى لبنانيته ومحيطه العربي… هكذا خسرت عمقك اللبناني.

تكاد تستشعر وحدتك، فتصرخ وتهدد. أفهمك أن لا مكان للتراجع. تورطت في الدم حتى ذقنك. وبت تحتاج إلى هزيمة أو تسوية تحميك من ورطة سيدفع أهلنا ثمنها غاليا.

لا شيء أقوله لك. فقط أنظر من حولك. قل لي من بقي لك، أقل لك من صرت. أو أقل من أنت في الأصل… لا رسالة أبعثها إليك. فقط أنظر من حولك. ستفهم كل شيء.

 

من الأناضول إلى لوس أنجليس مروراً ببيروت

يوسف بزي/المستقبل

تروي أمي ماري (أو مارو، باللغة الأرمنية)، أن عائلتها من جهة والدتها هربت من المذبحة العثمانية عام 1915، مشياً على الأقدام من نواحي الأناضول، مجتازة جبال طوروس باتجاه مدينة حلب. وفي روايتها، أن أمها ولدت على ذاك الطريق، المليء بالأهوال وقطاع الطرق والعصابات، التي كانت تنقض على قوافل اللاجئين نهباً أو قتلاً و»سبياً».

ولا تخلو رواية أمي من حكايات يشترك فيها الكثير من الأرمن، عن جرار الذهب التي كانت تكنزها العائلة، وعن المؤن التي نهبها العسكر العثماني، وعن الفتيات اللواتي اغتصبن، وعن المشانق التي كانت تنتشر في ساحات البلدات والمدن، وعن عصابات الكرد والبدو العرب، الذين كانوا يغيرون على الناجين في السهوب الواسعة.

كانت قصة والدتي تشبه إلى حد كبير ما صوره إيليا كازان في تحفته السينمائية «أميركا.. أميركا» (1963)، عن عالم القسوة والخوف والإضطهاد في الحقبة الأخيرة من الزمن العثماني.

ولدت أمي في دمشق، من أم أرمنية وأب مسيحي لبناني، وترعرعت في حي الأشرفية ببيروت وسط عائلة أمها. فلم تتعلم العربية إلا بالمقدار الذي اتقنه معظم الأرمن من كلمات يومية، ركيكة على الأغلب. وكان قدرها، في سن مراهقتها، أن أحبت شاباً مسلماً شيعياً، كان هو بدوره من الجيل الذي اضطر في مطلع الخمسينات إلى هجران الجنوب اللبناني نحو العاصمة، بعد أن نزلت «نكبة» فلسطين ككارثة على جوار بنت جبيل، إذ اقفلت الحدود الفلسطينية، وانتهت كل تجارة وكسدت الاسواق وتضاءلت موارد الزراعة وبدأت بيروت تبث إغراءاتها.

في ذاك الزمن، مع تدفق اللاجئين الفلسطينيين المنكوبين إلى لبنان، وبدء الهجرة الريفية إلى المدن، تزوج أبي محمد، الشاب الفقير، من المراهقة القاصر ماري، وهربا سوية إلى حي النبعة، موطن المهاجرين الجنوبيين الشيعة الجديد، الذي سيسمى «حزام البؤس»، المجاور لحي برج حمود، موطن الأرمن الذين استوطنوا هناك بعد المذابح العثمانية.

تروي أمي كيف أن الدرك أوقفها ووالدي في المخفر، بتهمة الخطف والزواج من قاصر من دون موافقة أهلها. كيف أن راهبات مدرستها أتين إليها في المخفر يعرضن صور شبان مسيحيين لتنتقي أي واحد منهم وتتخلى عن هذا الشيعي محمد، لكن من دون جدوى.

تروي «مارو» أن أهلها أنكروها بعد هذا الزواج وقطعوا كل صلة بها، حتى بعد أن أصبحت أماً لثلاثة أطفال، بل إن إخوتها وأخواتها لم يحاولوا مرة أن يلتقوا بها، وكأنها لم تولد أصلاً. وهي بدورها أقامت قطيعة تامة بهم، رغم أنها كانت حريصة على تذكيرنا نحن أولادها بأسمائهم، ومن منهم الأكبر أوالأصغر، راوية لنا قصصاً عن جدتها ووالدتها وأبيها الذي نادراً ما كان يأتي إلى المنزل، هو الذي يدير فندقاً في دمشق، حسبما أتذكر من أمي.

لم تتصل أمي بأهلها، بعد مقتل والدي بالحرب عام 1975، ولم تعرف عنهم شيئاً في خضم جولات القصف والتهجير والخطف والقتل. كانت حينها أرملة عنيدة، مليئة بالمرارة والقسوة والغضب المكتوم. وحين دخلت الميليشيات المسيحية إلى النبعة، هربت بنا إلى أحياء الأرمن في برج حمود. يومها، لم أسمع من أمي أي كلمة عربية. استعادت بغتة لسانها الأرمني، وراحت تتصرف بوصفها أرمنية. ويومها أيضاً كان الأرمن يستقبلون كل الهاربين من النبعة، ويحمونهم، كما لو أنهم يستعيدون صور ما حل بهم وبأهلهم قبل ستة عقود من ذاك الزمن (1976). لكن هذه المرة كان المنكوبون مسلمين وكرداً وعرباً، لبنانيين وفلسطينيين..

فقط، وبعد انتهاء الحروب اللبنانية، ذهبت أمي لأول مرة منذ عقدين إلى الأشرفية، تبحث عن عائلتها وأقاربها وجيرانها السابقين. ذهبت من دون أن تخبرنا، لتعود خائبة، إذ علمت أن أهلها هاجروا إلى لوس أنجليس، ككثير من الأرمن اللبنانيين، في مطلع العام 1975، ليستوطنوا هناك مع المهاجرين الآخرين الآتين من أصقاع الأرض إلى أميركا: عرباً ولاتينيين وصينيين وفيتناميين وكوريين وما لا عد له من أقوام وإثنيات.

في مطلع التسعينات أيضاً، انتبهت أن معظم عائلة أبي وأقاربه باتوا هم أيضاً مهاجرين إلى ديترويت في أميركا، حتى أن أخي بدوره بات مهاجراً إلى هناك. ولست أدري لما استدعي دوماً فيلم «أميركا.. أميركا» كلما تفكرت في سيرة تلك العائلات وفروعها، عائلتي الإفتراضية، أهلي «الوهميين» الذين لم أعرفهم حقاً.

ليست هذه سيرة شخصية إطلاقاً، إذ أن دورة المجازر والنكبات والتهجير القسري وحروب الإبادة، وحكايات جرار الذهب واغتصاب النساء وقطع الرؤوس وإفناء القرى وتدمير المدن، لم تتوقف يوماً، منذ «المذابح الأرمنية» المتزامنة مع المذابح والمجاعات التي لحقت بالأشوريين والكلدان والإيزيديين والسريان ومسيحيي جبل لبنان.. وهي ستتكرر مع نكبة الفلسطينيين الذين دفعوا ظلماً ثمن الذنب الأوروبي في «الهولوكوست«، وسنشهدها في حروبنا الأهلية على امتداد الخريطة العربية من جنوب لبنان وجبله إلى دارفور السودان، وستتكرر مع «حملة الأنفال» التي حاولت إبادة الكرد واقتلاعهم من أرضهم، وها هي اليوم تصيب ملايين السوريين الهائمين في البلاد المجاورة أوالغرقى في مياه البحر.

وكما حكاية أمي، يبدو أن «الضحايا» أيضاً لا يعرفون كيف يتعايشون مع بعضهم البعض.

 

مصلحتنا ومصلحة «حزب الله»

الأحد 26 نيسان 2015 /المستقبل

دلال البزري

في رسالته إلى «المستضعفين» عام 1985، بعيد تأسيسه، يصف «حزب الله» برنامجه، فلا يتوقف عن ذكر مرجعيته الإيرانية: «العمل بولاية الفقيه القائد»، أمير المسلمين، آية الله خميني»، إيران بصفتها «طليعة أمة حزب الله، التي أسست نواة دولة الإسلام المركزية في العالم»؛ يتحرّك هو على «ضوء سياسي عام تقرّه ولاية الفقيه القائد»، يدعو إلى «اعتماد النظام الإسلامي»، بدلاً من «النظام الطائفي اللبناني العفن»، يقوم هذا النظام على القرآن والأحاديث الشريفة واجتهادات الفقيه الإيراني. وكل ذلك متوَّج بمهمة مقدسة اسمها «إزالة إسرائيل من الوجود». وهذه العبارات الواردة هنا ليست «لقطات» نادرة في هذه الرسالة التأسيسية الأولى؛ إنما هي لازمات تعبر «الرسالة» من أولها إلى آخرها، مكرِّسة المرجعية الإيرانية للحزب، التي كانت تترجم على الأرض بإشراف إيران المباشر على تدريب الكوادر العسكرية للحزب وتلقينه العقيدة الإيرانية الدينية، وتزويده بشتى أنواع السيطرة «الناعمة».

في العام 2009، أصدر «حزب الله» وثيقة حزبية أخرى، فرضتها «التحديات الفكرية السياسية» و»حالة التضخم التي أصابت بنيته التنظيمية والعسكرية الخ»، بحسب أحد المنظرِّين «الناعمين» لمقولاته، إذ يصف هذه الوثيقة، بـ»المراجعة». فيما هي، أي الوثيقة، عبارة عن «لبْننة» للحزب، بالطريقة اللبنانية الدارجة، الشاطرة؛ إذ يعلن فيها الحزب عن ميله إلى «الديموقراطية التوافقية»، يستغني عن اللغة الإيرانية الرسولية التبشيرية، يخفي مرام الدولة الإسلامية بقيادة الفقيه العليم؛ مسهلاً بذلك تكريس وجوده في قلب الدولة اللبنانية ومؤسساتها، معبِّراً عن لحظة استقرار حكومي...

ولكن هذه الأخيرة لم تدم طويلاً، إذ اشتعلت بعدها الثورات العربية، ومعها السورية خصوصاً، فعاد الحزب إلى وثيقته الأولى؛ ليس مثابرة على «إزالة إسرائيل من الوجود»، فهذه المهمة، تحت القيادة الإيرانية، لم تكن جدية الا بالقدر الذي يضعف نفوذ اسرائيل ليخلي للإيراني مكانه... فعاد الحزب الى الوثيقة الأولى إذن، بالنقاط الجوهرية التي كوّنته، أي بالمرجعية والقيادة الايرانيتين.

مع الثورة السورية، ومع عبور ميليشياته الحدود اللبنانية للقتال إلى جانب بشار الأسد، كان الحزب يلحّ على انه يضحي بشبابه «المجاهدين« دفاعاً عن المراقد الشيعية المقدسة. ثم اختفت المراقد لتحتل مكانها «القرى الشيعية المحاصرة في قلب سوريا»، والعمل على «إنقاذ أهلنا هناك». ثم ظهر تنظيم «داعش»، ففرك الحزب يديه فرحاً بإيجاد ما هو أهم من القرى والمراقد: التكفيريون! فانتصبت القامات العلمانية في الحزب، وصار «مشروع المقاومة» يتغذى من توحش «داعش». كان لإسرائيل نصيب في هذه العداوة، إذ انها تغار من الايرانيين الذين سيتولون إدراة العلاقة معنا، فضربت مرة، وهدّدت مرات. هكذا انعقد «مشروع المقاومة» تحت ظلين: إسرائيل والإرهاب التكفيري. فكانت أنبل المعارك وأكثرها حيوية لنمونا وتحررنا واستقرارنا... طبعاً ليس المجال متسعاً هنا للقول بأن دخول الحزب إلى سوريا كان من العوامل التي غذّت الإرهاب في مراحله الأولى بالذات، عندما كانت قاعدته الأيديولوجية تقوم على الحق المذهبي المهدور من قبل مذهب إسلامي آخر، في سوريا والعراق. ولكن في سوريا قبل العراق. لأن هذا الأخير، أي العراق، تتولى أموره عشرات الميليشيات المذهبية تحت القيادة الإيرانية المباشرة؛ فلا يتدخل فيه «حزب الله»، ولا يخطب فيه، إلا بالقدر الذي يستر حقيقة دوره هناك، حقيقة تبادل الخبرات والمرجعيات والطقوس والاخوة... الخ. العراق في أياد أمينة، بين «الحشد الشعبي» (المليشيات المذهبية) والجيش الرسمي، الذي لا يقل مذهبية، و»داعش» والأميركيين والإيرانيين، الوضع فيه «ممسوك»، والحدود العراقية الإيرانية مباشرة وبرية، ليست اسرائيل معنية بها ؛ وبالتالي، ما من حاجة إلى «التضامن» معه على طريقة «التضامن» مع سوريا.

الآن، في اليمن، مع الردّ العربي السعودي على توغل الحوثيين، النظراء المبتدئين لـ»حزب الله» بالمرجعية الفقهية الإيرانية، في قلب اليمن، وقيامهم بانقلاب على مؤسسات اليمن الهزيلة أصلاً... يخرج «حزب الله» من «حكمته» وتلاعبه بالألفاظ، يخرج عن طوره، فيزعق بعصبية فائقة بأن اليمن لن يمر بسهولة، بأن الروح والقلب والسلاح مع الحوثيين الثوريين ضد «مملكة القهر والظلام»، ضد «الوهابية الرجعية البدائية الداعشية». الآن، مع اليمن، لا يعود مشروع المقاومة يخص بلاد الشام وحدها، انما يمتد مظفراً نحو أقاصي الجزيرة العربية. مشروع المقاومة الذي يدافع عنه «حزب الله» في اليمن، والذي نعرف الآن انه كان على صلة اقوى مما تصورنا سابقاً، صار عنده من الأولويات.

ما هي مصلحة «حزب الله» في الجزيرة العربية، في جنوبها تحديداً؟ سيطرة إيران على اليمن، عبر الحوثيين؟ بحيث يصبح مثل لبنان، غير قابل لأن يُحكم؟ متجلّد، موقوف، معلول، فقير، مثل لبنان، الواقع عملياً تحت هذه السيطرة؟ لبنان بـ»حزب الله»، الرائد بتجربته الايرانية؟ وماذا تكون مصلحة لبنان ساعتئذ؟ أن يُضاف إلى لائحة البلدان الفاشلة، دولة شقيقة أخرى؟ ما هي مصلحة لبنان بأن تسيطر إيران على اليمن؟ ما هي مصلحة العرب؟ المسلمين والمسيحيين؟ أن يكونوا بإمرة إيران، «المقاوِمة» لأميركا، بعد «اتفاقها» معها، وانفتاحها عليها ودخولها نادي القوى الإقليمية، صاحبة اليد الضاربة في كل بقعة عربية تشاؤها مصالحها الحيوية وتمدُّد «مجالها الحيوي»؟ ما هي مصلحتهم أن يركعوا لدولة بحثت عن قرارها الحر، فبقي نظامها وعلا مقامها بسلاحها النووي والبالستي؟ هل يعني هذا بأن علينا ان ندافع عن الوجود الإيراني في الخليج لأن ايران هي الأقوى، عسكرياً وحضارياً، ونالت بذلك اعترافاً واحتراماَ، دولياً رسمياً؟ هل هناك من سبب آخر لمناصرة إيران في دعمها للحوثيين؟ نظامها الاجتماعي السياسي؟ القائم على ديكتاتورية الملالي ومرجعياتهم؟ ام نظامها الإقتصادي «النظيف الشريف»؟ طبعا «حزب الله» واخوانه لا يرون المسألة من هذا المنظار؛ انهم، في خضم إداناتهم الشديدة للعصبية السنّية، وتذكيرها بتاريخ الحرمان الذي لم تصنعه... في خضم هذه الإدانة إذن، يريد الحزب إيران من أجل أن ترفع شأن من صودر تمثيلهم، الشيعة، ورثة المستضعفين اللبنانيين، فتكون قوتهم من قوتها. اي ان الحزب، وهو منخرط في قلب مؤسسات الدولة اللبنانية وعلى قمتها، يريد من ايران ان تقويه بصفته ممثلاً لشيعة لبنان؛ تلك هي مصلحة الحزب العميقة والسطحية. وان لا تقتصر قوة هذه الدولة الحامية على بلاد الشام وحسب، أن تمتد الى الجزيرة العربية، فهذا خير على خير، يقوي الحزب، ويرفع من شأنه أمامنا وأمام العالم بأسره. وهذه لعبة لبنانية سبقه اليها كل من السنة والموارنة، ولم يفلحوا بغير تجديد دماء طائفية نظامنا السياسي؛ العلة والنتيجة.

فهل الحزب يعمل لمصلحة لبنان في هذه الحالة؟ كما سبقه السنّة والمسيحيون؟ أم ان تجربته الإيرانية أقوى من تجربة السنّة الناصريين، أو تجربة المسيحيين الأوروبية؟ هل نرى يوماً دراسة مقارنة بين علاقة هذه الطوائف اللبنانية الثلاث مع «خارجييها» ونخلص الى التقاط نقاطها الناتئة المشتركة والمتفرِّدة؟

قبل هذه المراجعة، وبعدما تبينت لنا مصلحة «حزب الله» ككيان سياسي وعسكري موال لإيران، يبقى علينا تحديد مصلحة اللبنانيين المباشرة، كل اللبنانيين: أن يخرج من الشلل وتدور عجلة مؤسسات الدولة، أن لا يبقى سائباً غير مستقر، أن يحمي نفسه بجيشه وبمجتمعه من «داعش»، أن يقف على قدميه اقتصادياً، أن يوقف تدهور أوضاع ابنائه المعيشية والعمرانية والبيئية. وهذه كلها «مصالح» دنيئة، ضئيلة، إذا ما قيست بعظمة الحمى التي يقودها «حزب الله» دعماً للحوثيين في اليمن.

 

سياسة تفجير الخرائط

غسان شربل/الحياة/27 نيسان/15

إيران صاحبة الدور الأول في بغداد لكن الوضع العراقي مؤلم ومفتوح على كل الأخطار. إيران صاحبة الدور الأول في دمشق لكن الوضع السوري مأسوي وشديد الخطورة ومفتوح على كل الأخطار. إيران اللاعب الأول في بيروت لكن الوضع في لبنان مهزوز ومهدد بمزيد من الاهتراء وقابلية استضافة الأخطار. لا تحتمل الخرائط العربية فوز إيران بدور اللاعب الأول فيها. سياسة كسر التوازنات تفتح الباب لتفجير الخرائط.

شاهدت الإطلالة الأخيرة لعبد الملك الحوثي. لم تكن موفقة. ولم تكن مقنعة. كان واضحاً أن الحوثي اندفع في مغامرة تفوق حجمه التمثيلي وتفوق قدرة بلاده على الاحتمال. هزت مغامرته الخريطة اليمنية بعنف دموي وهزت معها المنطقة. ولا حاجة إلى التفتيش عن أدلة للتأكد أنه ارتكب مغامرته تحت المظلة الإيرانية وأن علي عبد الله صالح انضم إليه من باب الكيدية وشبق الاشتياق إلى القصر.

تسرعت طهران في استنتاج أنها باتت اللاعب الأول في اليمن. تسرعت في إلحاق صنعاء بعواصم «هلال الممانعة». جاءتها مفاجأة غير سارة على الإطلاق. إرادة عربية بقيادة سعودية أطلقت «عاصفة الحزم». أهم ما في القرار رسم خطوط حمر أمام التقدم الإيراني للامساك بالعواصم والخرائط.

الدول التي ولدت من لقاء مكونات متنوعة الألوان والمرجعيات تحمل لعنة الهشاشة الدائمة. لا تستطيع دولة من هذا النوع احتمال امتلاك أحد مكوناتها حق النقض الكامل في السياسة وحق الفرض المطلق في الأمن. لا تستطيع احتمال امتلاك مكون قدرة هائلة على التعطيل وقدرة عسكرية تفوق قدرة الدولة والجيش والانخراط في برنامج عابر للحدود. وإذا غابت الأكثرية السكانية الصريحة يتحول وجود مكون من هذا النوع مشروعاً لتفجير الخريطة. الصعود الطاغي لقدرة التعطيل والفرض قد تضعف قدرة الخائفين على اعتراض تسرب الإرهاب إلى الساحات التي تعتبر نفسها مستضعفة ومهددة في دورها ولونها وربما وجودها. تضخم الدور الإيراني يساهم في ولادة «البيئات الحاضنة» للعنف الأعمى.

مشكلة أهل المنطقة مع إيران ليست البرنامج النووي. البرنامج مشكلة دولية. مشكلتهم الدور الذي تسرب إلى خرائطهم بلغة انقلابية سرعان ما تؤسس ترسانات محلية. المغامرة الإيرانية في اليمن حققت عكس أغراضها. سلطت الضوء على الدور الإيراني وأحوال الخرائط التي تحولت إيران فيها اللاعب الأول خصوصاً بعدما حققت نجاحاً في سعيها للتحول مرجعية سياسية ودينية للشيعة العرب.

يختصر سياسي عربي يعرف الإيرانيين المأزق الحالي بالقول إن حجم الدور الإيراني الحالي غير طبيعي وأكبر من قدرة الدول المعنية على الاحتمال. ويرى أن كل حل متوازن يضمن الاستقرار في هذه الدول يقلص بالضرورة حجم الدور الإيراني. أي شراكة حقيقية بين المكونات العراقية تجعل الدور العراقي أكثر توازناً أو أقل تبعية لإيران. عودة لبنان إلى التوازن بين المكونات تبقي إيران لاعباً لكنها تحرمها من صفة اللاعب الأول.

في سورية الموضوع شديد التعقيد. إيران اصطدمت هناك بأكثرية سكانية صريحة. لا يمكن لأي تسوية متوازنة في سورية أن تضمن لإيران الامتيازات التي تحظى بها حالياً في دمشق. لا يمكن أن تضمن أيضاً لـ»حزب الله» بقاء سورية عمقاً استراتيجياً له وممراً دائماً لأسلحته الإيرانية. التسوية المتوازنة في دمشق تفرض حقائق جديدة على الساحة اللبنانية وتشذب دور إيران و»حزب الله» فيه. الأمر نفسه بالنسبة إلى اليمن. أي تسوية متوازنة ترمم الخريطة اليمنية ستعيد الحوثيين إلى دورهم الطبيعي وستقلص حجم الدور الإيراني في صنعاء وستبعث برسالة حول مستقبل الحلول في الخرائط التي انفجرت.

من المبالغة اعتبار الدور الإيراني المسؤول الوحيد عن تفجير الخرائط. هناك الاستبداد والفقر والتهميش والأمية والأفكار القاتمة. لكن الدور الإيراني سكب الزيت على استعدادات الحريق ووسعها.

في مواجهة سياسة تفجير الخرائط يرفع العرب اليوم شعارات الأمن القومي العربي والسيادة والاستقرار. لا ينكرون حق إيران في أن يكون لها أصدقاء وحلفاء ومتعاطفون. ينكرون عليها حق تأسيس الترسانات والجيوش الموازية ورعاية الانقلابات. يصعب إقناع العرب أن عبد الملك الحوثي يجمع الصواريخ لإنزال الموت بإسرائيل وأميركا والتكفيريين. يحتاج استقرار الشرق الأوسط إلى دور إيراني واقعي. على إيران التعلم من تجارب الآخرين. كان الاتحاد السوفياتي نائماً على ترسانة نووية هائلة ومع ذلك قتلته شراهته في التوسع وأعباء الدور الامبراطوري. احترام الخرائط أفضل من التهامها أو تفجيرها.

 

إيران تتشدد في اليمن خوفاً على... سورية

جورج سمعان/الحياة/27 نيسان/15

من المبكر الحديث عن تغيير واسع وسريع للمشهد الاستراتيجي في المنطقة. لكن الدينامية التي أطلقها «التحالف العربي» في اليمن لن تتوقف. وهي كفيلة في النهاية بإحداث تغييرات في هذا المشهد تضمن إرساء ميزان قوى جديد. وترسخ دور الدول العربية عموماً، ودول مجلس التعاون خصوصاً، في تولي أمر أمنها وحماية مصالحها الحيوية. وستكون القوة العربية المشتركة التي أقرتها قمة شرم الشيخ ترجمة لقرار «التحالف»، سواء انخرطت فيها كل دول الجامعة، أو اقتصرت على عدد بعينه. المهم أن دول «عاصفة الحزم» قادرة بجيوشها وأجهزتها العسكرية على توفير القوة اللازمة.

«عاصفة الحزم» حققت الأهداف الأولى من الحرب. قضت على معظم الآلة العسكرية للحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. لم يعد بإمكانهم تهديد مدن الجنوب والشرق والوسط، واستكمال سيطرتهم على كامل البلاد، وإسقاط ما بقي من رموز الشرعية تالياً. كما لم يعد بمقدور ترسانتهم الصاروخية والجوية أن تشكل تهديداً جدياً للمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، أو تهديد الملاحة الدولية في مياه البحر الأحمر أو التلويح بإقفال باب المندب. لكن «إعادة الأمل» في المقابل لم تساهم حتى الآن في دفع جميع الأطراف إلى تنفيذ كامل لمنطوق القرار 2216، خصوصاً استئناف الحوار السياسي. ليست العقدة في تحديد المكان، بمقدار ما هي في الشروط التي يتداولها الطرفان. الشرعية الممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته تصر على تنفيذ الحوثيين وأنصار صالح ما نص عليه القرار، أي الانسحاب من كل المواقع التي احتلوها أخيراً وإعادة كل السلاح الذي نهب من الثكنات والمواقع العسكرية. فيما يشترط الرئيس السابق وعبدالملك الحوثي وقف الغارات الجوية. وترفض الحركة الاعتراف بشرعية الرئيس هادي. والواقع على الأرض لا يسمح لأهل «العاصفة» بإغماض عيونهم لثوانٍ. فقد تحركت مجموعات من «أنصار الله» و... أنصارهم ولا تزال تتحرك في أي فرصة من أجل قضم مزيد من مواقع الشرعية.

لا يراهن أحد بالطبع على دعوات الرئيس صالح من أجل وقف القتال والعودة إلى طاولة الحوار. فهو لا يبدي حرصاً على استتباب الأمن أو الحوار السياسي، بمقدار ما تهمه إعادة إنتاج مراكز القوى السابقة على الأزمة، وعلى رأسها إعادة الاعتبار إليه وإلى مجموعته. فرض عليه مجلس الأمن عقوبات قبل الحرب الأخيرة، منذ أكثر من سنة. وعندما اقترب مؤتمر الحوار الوطني من نهاياته أوائل 2013، استعجل إرسال الوفود إلى طهران طالباً تدخلها لإقناع حليفها الحوثي بالتنسيق معه من أجل نسف المؤتمر. لو لم تتملكه الرغبة الجامحة في الانتقام ودحر خصومه وإلغائهم سياسياً لما وقف موقف الداعم لاندفاع الحوثيين. كان باعتقاده أنه يمكن إعادة تسويق نفسه القادر الوحيد على ضبط الحركة ووقف تقدمها نحو العاصمة، ثم باقي المدن الأخرى، على أمل رفع العقوبات عنه، ودفع نجله أحمد في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

المشكلة التي تعترض استئناف الحوار أن مرجعيته ليست قابلة للنقاش: المبادرة الخليجية والقرار الدولي 2216. وما لم يرضخ الحوثيون وأنصار الرئيس السابق لهذه المرجعية الخليجية - الدولية لن يقوم حوار. وستستمر الحرب بالتالي حتى يرضخ المعاندون. وقد لا ينفع تعويلهم على إيران وما يمكن أن تمدهم به من عون عسكري بات شبه مستحيل. كما أنها قد لا تكون في ظل القرار الدولي مستعدة لمواجهة العالم والمحيط الإسلامي بأكمله، من المغرب إلى باكستان، ومن شبه الجزيرة العربية إلى تركيا... ومن واشنطن إلى موسكو، كرمى لعيون عبدالملك الحوثي وعلي صالح. المهم أن ترحيبها بوقف «العاصفة» ودعوتها إلى الحوار واستعدادها للمساعدة في إطلاقه لم تترجم على الأرض. فهل هي عاجزة عن إقناع الحوثيين بالانصياع للقرار الدولي وشروطه، أم إن في الحركة أجنحة خرجت عن طاعتها، أم إن تركيبة الحركة ليست كلها بيدها أصلاً؟ إذا استمر تشدد «الأنصار» لن يجد أهل «العاصفة» سوى مواصلة ضغوطهم عبر إحكام الحصار وممارسة الضغط العسكري على صنعاء وصعدة التي يدفع متشددون فيها نحو إعلان حرب مذهبية.

إيران ترغب وهي تعض على الجرح، في أن يتحول اليمن ساحة استنزاف للمملكة وشركائها، مخافة أن يشجع نجاح «العاصفة» في هذا البلد على نقل التجربة إلى سورية، حيث يحقق التفاهم الجديد بين السعودية وقطر وتركيا، فضلاً عن باقي أعضاء «التحالف العربي»، رافعة للتقدم الذي أحرزته الفصائل المعارضة، سواء في الشمال أو في الجنوب. إيران لا تخشى على نفوذها في العراق حيث يمكنها الاعتماد على القوى الشيعية أكبر المكونات عدداً في هذا البلد. لكن شبكة الأمان ليست متوافرة لحضورها في سورية وتالياً في لبنان. لذلك، تبني جل استراتيجيتها في بلاد الشام على وجوب الحفاظ على الوضع القائم في سورية. ذلك أن أي تغيير مناهض لمصلحتها في هذا البلد سيلحق ضرراً بحليفها اللبناني «حزب الله». ويخلق لاحقاً عنصر قلق للنظام في بغداد بسبب الارتباط والتواصل بين المحافظات السنّية في كلا البلدين.

بالطبع لا تريد السعودية الانخراط أكثر في الميدان اليمني، أي أنها تحاذر خوض الحرب براً. لذلك، بمقدار ما شكل لها قرار مجلس الأمن الرقم 2216 غطاء شرعياً قدم لها مخرجاً لفتح الباب أمام الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية التي تبناها المجلس مجدداً. ومثلها إيران التي ذهبت تصريحاتها وتهديداتها هباء، وباءت محاولاتها لخرق الحصار المضروب على اليمن جواً وبحراً، لا تجد سبيلاً سوى الدعوة إلى الحوار السياسي... ولكن بشروط حوثية تضيّع المرجعية التي تمسك بها المجتمع الدولي بعد الخليجي. وخلّف الصراع على شروط انطلاق الحوار بين الأطراف اليمنيين ومرجعيته، استعصاء يعزز حضور خيار عودة اليمن يمنين، خصوصاً إذا شعر أهل الشمال وصنعاء بأن خسارتهم الحرب ستقلص من امتيازاتهم السياسية. لكن هذا الخيار قد يعني في النتيجة ترسيخ حضور إيران في دولة الشمال، على الحدود المباشرة مع السعودية. وهذا ما لن ترتاح إليه الرياض التي أطلقت «العاصفة» لاقتلاع هذا الحضور من حديقتها الخلفية. فإذا كانت حمت عدن ومدن الجنوب من هذا الحضور فهل ستقبل به على أبوابها؟

تراهن السعودية وشركاؤها اليوم على اهتراء الوضع السياسي في صفوف خصومهم وضعفهم وعجزهم. وعلى انفضاض مزيد من القوى في المؤتمر الشعبي العام عن الرئيس السابق، وكذلك على تنامي نفوذ فاعليات زيدية وكتل عشائرية وقبلية ترتبط بعلاقات تاريخية مع المملكة لا ترى أي جدوى في تهديم هذه العلاقات وما تنطوي عليه من مصالح. ويراهنون أيضاً على ما سيخلفه الحصار من آثار في الصفوف الشعبية، وعلى تقدم أنصار الشرعية بعد ضمان سيطرتهم على مدن كثيرة في الجنوب والشرق والوسط. بينما تراهن إيران على الوسطاء من سلطنة عمان إلى باكستان وتركيا لعلها تنجح في تقديم تصور يرضي الطرفين السعودي والإيراني.

إن نجاح الحملة في اليمن سيضعف موقع إيران ويحد من اندفاعها في شبه الجزيرة. لم يقف التحالف وحده في مواجهتها. فقد اختبرت بنفسها الموقف الدولي. ناورت سفنها قبالة سواحل عدن مهددة باختراق الحصار. فسارعت الإدارة الأميركية إلى إرسال حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» إلى المنطقة للتأكيد لإيران أنها لا تتهاون حيال أي خطر قد يهدد حلفاءها الخليجيين. وهي مضطرة لتوجيه رسائل واضحة إليها بهذا المعنى فيما الاستعدادات قائمة للقمة الأميركية - الخليجية منتصف الشهر المقبل. وقد عبر وزير الخارجية جون كيري بوضوح أن بلاده يمكنها أن تبرم الاتفاق لتجميد البرنامج النووي، والعمل في الوقت نفسه لاحتواء السياسة الإيرانية لزعزعة استقرار المنطقة. لذلك، يبقى مطلوباً من واشنطن مساعدة الطرفين المتصارعين على المصالحة، والتفاهم على حدود الأدوار والأحجام في الإقليم.

وكانت طهران قبل ذلك راقبت موقف موسكو التي لم تعترض بالفيتو على القرار الأخير لمجلس الأمن. وأدركت أنها حريصة على علاقات جيدة مع دول مجلس التعاون التي تقود ما بقي من عمل عربي مشترك. وتدفع نحو إحياء جامعة جديدة مع طيف من الدول بينها مصر والأردن والمغرب. وتعير روسيا أهمية كبيرة لعلاقاتها المتجددة مع مصر والأردن أيضاً. وتحســـب حساباً لتداعيات قيام تفاهم نهائي بين واشنطن وطهران على علاقاتها بالأخيرة. مثلما تود أن تعوض خسائرها في أوروبا بكــسب حلفاء وشركاء جدد. ويهمها أن تعزز علاقاتها مع مزيد من الدول العربية، خصوصاً الخليجية التي لا مفر من التنسيق معها لضبط أسواق النفط والغاز. ويمكن هذا التنسيق أن ينعكس في الميدان السياسي. وتقدم الأزمة السورية نموذجاً أو فرصة لاختبار حدود هذا التعاون. فهل حان الوقت لمثل هذا الاختبار، أم إن التسوية اليمنية سيولد إنجازها دينامية تدفع إيران إلى مزيد من البراغماتية ووقف المغامرات في اليمن وسورية وغيرهما؟

 

اللاوعي الطائفي عندما يتحكّم بيساريّي لبنان

عايدة الجوهري/الحياة/27 نيسان/15

إن كنتَ ممّن يملكون الصبر والاهتمام اللازمَين لتلقُّف أخبار الصراع السياسي العتيد في لبنان، وسماع الأصوات السياسية العالية النبرة والفائقة العدد، والتي تلوك الخطاب ذاته على مدار الأيام والسنين، والذي يُحيل غالباً إلى خارجٍ أفلت من يد الجميع، ستتساءل عن أمزجة المحكومين اللبنانيين السياسية، أمام تدهور مؤسساتهم الدستورية إلى حدّ التعطيل الكامل لمنصب رئاسة الجمهورية والجزئي لباقي المؤسسات الدستورية، وتردّي أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

بدايةً، استعملنا مصطلح «مزاج» للدلالة على أحكام اللبنانيين السياسية لا «الرأي العام»، فالرأي العام هو حُكم عقلي يصدر عن جمهور من الناس يشترك بالشعور بالانتماء، إلى فضاء جيوسياسي - اجتماعي - ثقافي، ويرتبط بمصالح مشتركة، إزاء مسألة من المسائل، بحيث يؤدّي موقفه إلى التأثير السلبي أو الإيجابي في الأحداث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. الأمر الذي لا ينطبق على التركيبة السياسية للمحكومين اللبنانيين، وفي العقد الأخير، على الأقل، لم تُفصح الجماهير اللبنانية عن أحكام سياسية، أي غير عاطفية، مغايرة للأحكام السلطوية الرسمية المتقابلة. وقد نقع على أصوات متفرّقة متفرّدة نخبوية تصدح هناك وهناك ولا تشكّل ثقلاً جماهيرياً وتياراً سياسياً ملموساً.

أمّا المزاج فهو ما جُبلت عليه النفس من أحوال وطبائع، والتي توجد بالفطرة ولا يتعلّمها الإنسان، وخاصيّة المزاج هي خضوعه للمشاعر والأجواء النفسية والعوامل البيئية، أي إفلاته من الإرادة والوعي والإدراك.

يشهد اللبنانيون شللَ مؤسّساتهم الدستورية وسلبية حكّامهم الصلفة، وأداء نوّابهم المخرِّب واللامبالي، وتراجع اقتصادهم واعتلال أمنهم، مقابل حيوية استشراء وباء الفساد، ولا يحرّكون ساكناً، سوى في الصالونات الواقعية أو صالونات الفايسبوك الأثيرية، هم قابعون، ومن دون ضجرٍ ملموس، في محطّة انتظار هالكة، ينتظرون أقدارهم، فاقدين القدرة على التفكير في أزماتهم وربطاً على القول الجديد والمغاير، والحكيم الذي قد يتبعه فعل.

ولأنّهم نهب خطابات سياسية مؤدلجة تؤجّل الحياة العامّة لأجل غير مسمّى، أحكامهم السياسية ليست صنيعهم، بل صنيع حكّامهم الذي يُملون عليهم أنماط تفكيرهم وأولوياتهم وقيمهم السياسية، بنعومة استبدادية تمويهية قلّ نظيرها، تجعل التطابق بين الحكّام والمحكومين مذهلاً، ولا تسعه الأنظمة الديكتاتورية ولا الديموقراطية طبعاً. هي ظاهرة سياسية فريدة تُضاف إلى الظواهر السياسية الغريبة على العصر الحديث التي تسم النظام اللبناني.

نجح الحكّام اللبنانيون في تحويل اللبنانيين إلى كائنات استراتيجية، مرهونة للخارج، إلى أفرادٍ غير موجودين بذاتهم ولذاتهم، بل بغيرهم ولغيرهم، وبحصر اهتمامهم بشؤونهم الداخلية العامّة وحياتهم اليومية، بأوقات الفراغ.

وغير الجدير بالتنويه، لأنّه نافر وفجّ، هو تطابق «أمزجة» اللبنانيين السياسية مع انتماءاتهم الطائفية. وليست التداخلات السياسية بين الطوائف، سوى وسيلة لتقوية مواقع هذا التكوين السياسي، أو ذاك، في الصراع الداخلي على السلطة.

أمام هذا السديم لا بدّ من أن تتساءل عن موقف العلمانيين وتحديداً اليساريين، يستقيم السؤال عن اليساريين لا عن العلمانيين عمموماً، لأنّ بعضَ الأحزاب المسمّاة علمانية انخرطت انخراطاً كاملاً بالنظام، غداة انتهاء الحرب، مجمّدةً خطابها العلماني تحت حرارة منخفضة.

وإذا طاب لك تقصّي أخبار اليساريين فستجد أنّ أعداداً مرموقة منهم، في أثناء الحرب، وبعدها، خصوصاً بعد عام 2005، التحقت بمشاريع طوائفها، الداخلية والإقليمية الاستراتيجية، أو الإقليمية والاستراتيجية فحسب، المتعارضة مع طوائف أخرى. والذي اختار مشروعاً مغايراً لمشروع طائفته، إنّما فعل ذلك من باب الوفاء للغة خشبية تلعن الإمبريالية وتطرب لممانعة افتراضية، موهومة، أو من باب الانضمام إلى صحوة سيادية استقلالية متأخّرة، يروّج قادتها لبناء دولة من دون أن يخطّطوا أو يفعلوا شيئاً محدّداً لبنائها وعلى قاعدة المواطنية، لا بل يتشاركون مع الأطراف الأخرى في انتهاك القوانين والحقوق العامّة. فملفات الفساد التي تتراكم منذ التسعينات لا تكاد تستثني أحداً. وهو في الحالتين يتباهى بمغادرة ضفّة طائفته إلى ضفّة الطائفة المقابلة. غير أنّ من امتلك منهم ما يكفي من القوّة والإرداة الذاتيين، بنى موقفاً شخصياً مركّباً، وغرّد وحيداً، إلا أنّ اسمه تائه بين الكثرة.

وبات مألوفاً سماع مصطلحات من طينة شيوعي – شيعي، مسيحي – شيوعي، درزي – شيوعي، التي تختزل بصراحة فجّة واقع اليساريين اللبنانيين. نحن نستعمل عموماً لفظة يساريّ، لأنّ لفظة شيوعي لا تكفي لتصنيف الحساسيات اليسارية كافّة.

لا يُنكَر على اليساري حقّه في صياغة رأي في علاقات لبنان الخارجية، والدفاع عنه، غير أنّ لا شيء يبرّر تموضعه الكامل إلى جانب هذا المحور أو ذاك، وإغفال الدور الذي نذر له نفسه نظريّاً، والذي يقضي بإيلاء الشأن الداخلي اهتماماً مطلقاً، والاهتمام، الآن وهنا، بسير عجلة الدولة والقوانين والقضاء والدفاع عن الحريات، والتصدّي لجميع أشكال الفساد إلخ... أي كل ما يتوقّع من مجموعة سياسية تنشد دولة حديثة وعادلة، كما أنّ لا شيء يبرّر وقوفه إلى جانب أنظمة استبدادية أعجمية أو عربية.

هل يُعقل ألّا تتمايز مواقف اليساريين عن مواقف الجموع، عن مواقف اليمين؟ وجميع الأحزاب اللبنانية الفاعلة، تُصنَّف بالتعريف الدقيق، في خانة اليمين؟ ألا يفترق مشروعهم عن سائر المشاريع السياسية؟ لا يكفي شتم النظام الطائفي فجر كلّ يوم، لصياغة مشروع بديل، كما لا يكفي الاعتقاد بامتلاك وصفة سحرية مستورة مكنونة لانتزاع ثقة الناس واستقطابهم.

ممّا يُذهل هو تبنّي غالبية اليساريين مشاريع طوائفها الاستراتيجية، وإغفالها مشروعها الأساسي الافتراضي، هل هو الوعي الديني الطائفي الذي يطغى على الوعي الاجتماعي؟

ربّما أصاب عالم التحليل النفسي سيغموند فرويد (كريستوف كولومبس اللاوعي الذي أزاح النقاب عن الجانب الخفي الكامن وراء تفكير الإنسان وسلوكاته الذي يعرقل إرادة الفرد الحرّة وسيادة «الأنا»، لمصلحة «الهو») مخزن الغرائز والنوازع والرغبات، أو «الأنا العليا» المصنوعة من ذاكرة تقاليد وعادات ومعتقدات وانطباعات وخبرات دفينة، لا تلبث، هذه وتلك، أن تطفو على السطح، خلسةً عن الوعي.

غير أنّ الفرد اليقظ، والعارف، محكوم بالسيطرة على لا وعيه والتحكّم به، وعلى عيش الوعي بالوجود، وطبقاً للمعرفة التي تحرّكه، فهو «فاعلية» قادرة مبدئيّاً على العودة إلى الذات والتأمّل فيها وقراءتها، فالوعي يقدّم صورة حقيقية عن الواقع، تحرّره من مفاعيل الوهم والأيديولوجية.

أن أكون واعياً يعني أن أفعلَ وأحسَّ وأفكّرَ وأن أعي ذلك كلّه.

وأمام هذا السديم الأيديولوجي الغوغائي المضلّل، لا يسع اليساري اللبناني سوى تدجين ذاته، ومراقبة لا وعيه، كي لا يخلطَ بين الدين والسياسة، والطائفة والسياسة، فاقداً أفقه العلماني المدني، ومعه حقّه في الدعوة إلى علمنة الدولة والمجتمع.

نعم، اخترنا وتوخّينا أن يكون لليساريين في خضمّ فوضى المعاني صوتٌ مغايرٌ، لأنّهم مخوّلون، نظريّاً، نسج خطاب مدني منزّه، يلملم الأشلاء، ويوقظ الضمائر النائمة، مطلقاً صفارة إنذار تطالب بإعادة البلد المخطوف إلى أهله. إنّه صوت كلّ لبناني لا يرغب في أن يكونَ شاهدَ زور. إنّه تمرين المشلول ذي الإرادة الحديد الذي يحاول الخروج من عجزه والانتصار عليه.

 

في مقالتنا السابقة قلنا إن فكرة المهدي المنتظر، بمأزقها اليمني

 محمد علي مقلد/جنوبية/27 نيسان/15

في مقالتنا السابقة قلنا إن فكرة "المهدي المنتظر"، بمأزقها اليمني، تطرح سؤالين، "الأول على إيران التي تريد تعميم تجربتها بقوة الجهل والمعتقدات الغيبية والأحلام الأمبراطورية، مع عربة وهمية تشد التاريخ إلى الوراء. والثاني على الخليج الذي يتصرف كأن مصدر الخطر عليه هو "صاحب العصر والزمان" متجاهلاً بصورة تامة كل متطلبات الانتقال إلى عصر الديمقراطية وتداول السلطة.

لئن بدا المأزق يمنياً في ظاهره، خصوصا بعد وصول الحوثيين إلى باب المندب وتفاقم الوضع العسكري واندلاع المعارك في كل المدن بما في ذلك عدن في أقصى الجنوب، إلا أنه، في الحقيقة، مأزق خليجي على العموم، وإلا لما هبت "عاصفة الحزم" بهذه القوة.

هذه حقيقة لا جدال حولها. لكن ما يستوقف فيها هو تشخيص مصدر القلق. فإذا كان مبررا لإيران أن تتصرف "كالسائر في حلمه"، فتبدو لها أحداث اليمن بعضاً من علامات ظهور المهدي المنتظر، فليس ما يبرر للخليج أن يصدق الوهم الإيراني ويتصرف على أساسه.

وإذا كانت فكرة المهدي المنتظر تشكل رافعة إيديولوجية أو دافعاً أو ذريعة لتمدد المشروع الإيراني وسعيه إلى استعادة مجد فارسي قديم، فليس ما يبرر للخليج أن يعالج أحداث اليمن من زاوية الخوف من المشروع الإيراني المبني على انتظار ظهور المهدي في الحجاز.

بهذا المعنى يبدو الموقفان الخليجي والإيراني من أحداث اليمن كأنهما الوجه والقفا لتشخيص واحد للأزمة ولتفسير واحد لأسبابها.

تشخيص وتفسير مبنيان على أمل الانتظار أو على الخوف من الانتظار، فيما التشخيص السليم هو الذي يرى كل ما يحصل من المحيط الى الخليج، بما في ذلك داخل إيران، لا بمثابة أعراض (علامات) لظهور المهدي بل أعراض لأزمة التحول الديمقراطي، التي يحاول أن يتفاداها الطرفان باتفاقهما على هوية أخرى للمعركة غير تلك التي يرسمها مسار التطور التاريخي، أو بتواطؤهما، إذا صح التعبير، على إخراج مجرى التاريخ عن سكته.

التيار المتشدد في إيران يسعى إلى استبعاد أزمة التحول الديمقراطي أو تفاديها، بعمليات قمع داخلي وبافتعال معارك خارج حدود إيران، أو بالمضي وراء يقينيات تصدير الثورة، فيما شكل سعيه هذا مبررا لردات فعل متنوعة ولبروز ثلاثة مواقف داخل العالم العربي، عملت كلها على التملص من موجبات هذا التحول. الموقف الأول تمثل بانحياز قوى من خارج السلطة إلى الخيار الإيراني وتعاونها معه، غير عابئة بما أحدثته من خلخلة داخل الوحدة الوطنية في لبنان والعراق والبحرين وفلسطين واليمن، فيما استند الموقف الثاني إلى تحالف قوى حكومية في كل من العراق وسوريا مع المشروع الإيراني وتعاونها معه في مواجهة ضرورات التحول الديمقراطي الذي رفعت شعاراته انتفاضات الربيع العربي. أما دول الخليج فقد ظنت أن هذا التحدي التاريخي الموضوع أمام الأمة العربية هو صناعة إيرانية وأن مصدره الإيديولوجي يرقى إلى جذور قديمة للصراع، مستبعدة أي احتمال  لأن يكون قطار التحول نحو الديمقراطية قد بلغ محطته العربية بعد أن دار دورته حول العالم، من أوروبا الشرقية بعد انهيار المنظومة الاشتراكية إلى أميركا اللاتينية إلى إفريقيا وبلدان متفرقة من العالم. 

دفع هذا الظن إلى تصوير الصراع كأنه بين الوهابية والروافض، أو بين السنة والشيعة، أو بين الفرس والعرب، أو بين التكفيريين والمهدويين، ما أخرج قطار التطور عن سكته الطبيعية، وأغرق الحروب المحلية في عبثية مدمرة، وأدخلها في متاهات وسد في وجهها كل احتمالات الحلول... كل ذلك لأن المشروع السياسي الوحيد الذي يحارب تحت رايته المتحاربون هو اغتصاب السلطة عن طريق القوة ثم احتكارها، بعيدا عن أي خطة تنموية أو برنامج لتعزيز الوحدة الوطنية وحماية التنوع الديني والإتني والسياسي، بجميع أشكاله وصوره وتجلياته.

التحالف مع المشروع الإيراني أو مواجهته المذهبية، كلاهما دمر الدولة والمؤسسات في العالم العربي. وحدها قوى الربيع العربي التي صانت نفسها من تحالف مغلوط أو مواجهة مغلوطة من شأنها أن تحافظ على وحدة الدولة والمجتمع. انطلاقا من هذا الدرس المستفاد لم يبق أمام الخليج اليوم إلا الخروج من الكوابيس الإيديولوجية والقومية القديمة المتعلقة بظهور المهدي أو بالأمبراطورية الفارسية، والنظر إلى أسباب الأزمة التي تعاني منها الأمة العربية على أنها أسباب داخلية أكثر منها خارجية، بحيث يتمثل الرد المناسب على التحديات، الداخلي منها والخارجي، بتحصين الوحدة الوطنية داخل كل بلد وعلى الصعيد العربي العام، للحؤول دون تعميم الحروب الأهلية والتجارب المؤلمة التي منيت بها الجمهوريات الوراثية. سبيل واحد يفضي إلى  ذلك، وهو يقضي بمساعدة قوى الربيع العربي على تطوير الأنظمة السياسية والانتقال إلى عصر الديمقراطية وتداول السلطة، وتعميم ذلك على امتداد الأمة من المحيط إلى الخليج. هكذا فحسب لن يجد المهدي مكانا يظهر فيه داخل أوطان العالم العربي.

 

هذه المرة.. سعوديون ولبنانيون

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/27 نيسان/15

إلى جانب الحرب والتقاتل المباشر، اعتدنا في لبنان على موجات من الصدام الكلامي وسوء الفهم الجماعي الذي يطغى فيه السباب والشتيمة وتسيّد مشاعر الكراهية والنفور. حدث ويحدث ذلك فيما بيننا كطوائف مسيحية ومسلمة ومذاهب كسنة وشيعة على سبيل المثال.

نعم، أظهرت الحرب التي ودعنا ذكراها الأربعين قبل أيام أننا عالقون في قلب طوائفنا وأننا مجموعات تتصادم وتتقاتل وتتبادل الاتهامات. تبين لنا قبل غيرنا أن تركيبتنا الطائفية هي المصدر لمشاعر الكره أو الحب تجاه بعضنا بعضا وتجاه غير اللبنانيين من إسرائيل إلى سوريا إلى إيران إلى تركيا ودول عربية وخليجية. كثيرا ما عيّرَنا عرب في معرض نقدهم للبنان وتجربته بأننا طوائف.. هذا صحيح، نحن طوائف وهذا ليس إعجابا لكنه اعتراف. المشكلة أن كثيرا من العرب وبعد عام 2011 اكتشفوا ما كانوا ينكرونه علينا ويدعون الطهارة منه، وهو أن كثيرين منهم طوائف أيضا وجماعات انفجرت علاقاتها وتحولت حروبا واقتتالا. لبنان لم يكن يوما بمنأى عن محيطه والعالم، بل كان بوابة مشرعة أمام التأثيرات الخارجية بما في ذلك من سلبيات وإيجابيات. وتوازنه الطائفي لم يلغِ قوة الطائفية التي تجلت في الثقافة والفن والسياسة نوعا ما. كنا كجماعات وطوائف أقوى من الدولة، لذلك حين تشرذمت وضعفت هذه الدولة لم يسقط البلد تماما، بل بقي رغم كل عوامل الانفجار عصيا على الانهيار الكامل، بينما أثبتت تجارب محيطة بنا كالعراق وسوريا مثلا أن انهيار الدولة يعني سقوطا كاملا للبلد.

مجددا، هذا ليس مديحا للطوائف والجماعات ولا إعجابا بها، بل هو دعوة للاعتراف بوجودها كمدخل أول للفهم وللنقاش العلني الصريح في محاولتنا احتواء الانفجارات الكثيرة التي تشتعل حولنا في سبيل الوصول يوما ما إلى دولة المواطنة لا دولة الطائفة والجماعة.

واليوم كما بالأمس تتكرر في لبنان حالات سوء الفهم والصدام. يحدث هذا في الداخل كما يحدث مع محيط عربي أوسع، فهناك سجال لبناني فلسطيني قديم قدم الحرب اللبنانية، وهناك سجال سوري لبناني يتجدد دائما ولم يطوَ بعد، هناك خلاف مستجد في لبنان حاليا بشأن مئوية الإبادة الأرمنية على يد جنود السلطنة العثمانية. اللائحة طويلة فعلا، وها قد أتت أزمة اليمن لتدخل عناصر إضافية على الاحتقان. هذه المرة ظهر احتقان سعودي لبناني. لست أتحدث هنا عن المواقف الرسمية أو الحزبية، فتلك لها ساحاتها، لكن ما أشير إليه هو الانجراف من قبل معلقين وكتاب سعوديين ولبنانيين نحو لغة تنضح منها الكراهية والتعميم والتحقير. في سياق تبادل التهم مع إيران وضدها يهاجم معلق لبناني البداوة فيرد كاتب سعودي بأن لبنان مرض.. ينقسم جمهور المعلقين على «تويتر» و«فيس بوك» معممين تلك اللغة المبتذلة، لاعبين على التناقضات اللبنانية والإقليمية وساعين إلى توسيعها ونفخ الهواء في نارها بغية مزيد من الاشتعال. هذا الخطاب تكرر في أكثر من وسيلة إعلامية وعبر أكثر من شخصية وانجرف إليه لبنانيون وسعوديون. كلبنانية ومن موقع خصومة مديدة مع حزب الله ومع أدواره الداخلية والإقليمية ومع مشاريع أخرى لا تمثل طموحي في بلدي، أشعر أن شمل اللبنانيين بالشتيمة يصيبني، وهو تماما ما أصابني حين سمعت كلاما مبتذلا وعنصريا بحق السعوديين. لعل علينا جميعا أن نأخذ نفَسا عميقا قبل أن نطلق العنان لألسنتنا، فالأزمات التي تتقاذفنا لا تبدو أنها ستطوى سريعا، وحتما لن يكون علاجها بسباب وشتائم موتورة وهجمات شعبوية سخيفة. ليست هذه دعوة لدفن الرأس في الرمل أو عدم تحديد المسؤوليات والأخطاء، لكن من المخجل الانجراف وراء ذاك الدرك المتدني من التخاطب بغية استرضاء غرائز الجماعات. فهذه الشعبوية لا تهدف إلى استيعاب ومواجهة ما يحصل، بل إلى اللعب على وتره.

في المقابل وعلى قدر ما تبدو الشتيمة المجانية معبّرة عن أزمة لدى مطلقها، فإن المديح المجاني أيضا لا يقل ابتذالا ونفاقا.

لعلنا نتمكن من أن نتخاطب متجاوزين حالتي الشتيمة والنفاق.

 

العنصرية العدو الأول للوطنية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 نيسان/15

مع أنه شأن اهتم به المجتمع الرياضي السعودي، إلا أن الملك شخصيا تولى مسألة محاسبة أحد الأمراء، عندما تفوّه بعبارات نابية ذات دلالات عنصرية، وأمر بمعاقبته! وهذه هي الرسالة الثالثة من الدولة في أسبوعين ضد التمييز والتفرقة بين فئات المجتمع؛ واحدة كانت بسبب تغريدة منسوبة لموظف، والثانية ضد ممارسة تمييز طائفي في التوظيف. والنظام، في نصّه وروحه، صريح ضد العنصرية والطائفية، لكن مع هذا الممارسات الفردية، وأحيانا الجماعية، موجودة بيننا حيّة وتتنفس، وتزداد في زمن الشحن الإعلامي، مما يجعل موقف الدولة مهما وضروريا لحماية كل مواطنيها، وكذلك حماية المقيمين على أرضها. وهي بتدخلاتها توجّه البوصلة الأخلاقية، ولا تكتفي بالأنظمة التي قد يصعب فرضها في التجاوزات الاجتماعية.

الملك سلمان بن عبد العزيز برسالته هذه، يرسي قواعد أساسية للحقوق والواجبات بين الدولة ومواطنيها، وبين مكونات المجتمع، وهو بدأ بمحاسبة أحد أفراد الأسرة المالكة، لإيصال رسالة صريحة ضد التمييز والعنصرية، الوطن أهم وأكبر من كل الفوارق. وهي ليست مسألة قوانين فقط، بل من صميم أخلاقنا، فمجتمعنا القديم من تدينه وطبائعه ينبذ الإهانة والإساءة للآخر، وقانون العيب فيه أعظم من قانون الحكومة، لكن هذه الأصول والأعراف باتت تتراجع مع الوقت.

نحن ندرك أنه لا يوجد اليوم مجتمع خالٍ من العنصرية؛ فهي من القواسم المشتركة في الدول الحديثة. وبكل أسف، كلما تمدن المجتمع، بان وعلا فيه التميز بين أفراده، وليس كما يظن البعض بأن المدنية تهذب النفوس والأخلاق. وهناك وسائل متعددة لمحاربته، وخير سلاح هو نشر الثقافة الموجهة لمحاربة التمييز في أي مكون وعنصر، القبيلة والطائفة والجنس والجنسية وغيرها. وتضييق الفوارق يتطلب برنامجا تثقيفيا طويل الأمد، يرسخ روح الوطنية، ويحارب العنصرية على كل المستويات، ومعه برنامج عمل يقوم بشطبه وملاحقته في كل الدوائر، الإعلام والمدارس والوظائف. والعديد من الدول صارت تلجأ لتغليظ العقوبة ضد من تثبت عليه العنصرية، أو التمييز بشكل عام ومتعمد. وتستهدف العقوبات أولاً، المؤسسات، مثل الأندية الرياضية والشركات، لأن مخالفات منسوبيها أو جماهيرها تعتبر محسوبة عليها، فتوقع مخالفة الفرد على الجماعة، لأنهم لم يقوموا بما يكفي للتخلص من النوازع العنصرية بين موظفيهم أو جماعتهم. وليس كل من يلجأ لممارسة التفرقة أو البذاءة العنصرية هم من الرعاع الجهلة، بل نراها كذلك بين أوساط المتعلمين والقادرين، لأنها صارت عادات تنتشر، ومع مرور الوقت أصبحت ممارسات مقبولة، أو «بلطجة» اجتماعية مسكوتا عليها. وهنا للإعلام، بما فيه وسائل التواصل الاجتماعي، دور كبير في نشر أو محاربة التمييز، وكذلك وضع ما يُنشر ويُذاع فيه تحت المجهر، ومحاسبة المخطئ. هذا سيسهم أخيرًا في تنظيف المجتمع من مثل هذه العاهات التي تتسبب في شق الصف، وتبيح الاعتداء على الآخرين. والعنصرية المذمومة تشمل أيضا التمييز ضد الأجانب، بكيل التهم الجماعية الظالمة لهم. فالتقول والتهجم الكلامي على البنغاليين والإثيوبيين وغيرهم، بسبب جرائم ارتكبها أفراد من هذه الجاليات، فيه اعتداء صارخ على الأغلبية البريئة. ونحن لا نشعر بمدى ما يلحق هؤلاء الناس من ظلم في حياتهم وعدوان عليهم، نتيجة الدعاية السيئة التي ينشرها الإعلام غير المسؤول. فالتعميم عنصرية مقيتة، والذي عاش منا في الخارج يعرف ويدرك خطأ وخطر مثل هذه الممارسات، لأنها تحرض البسطاء على الآخرين، وتضطهد أضعف الناس في المجتمع، الذين لا حول لهم ولا قوة.

 

رسالة السنيورة لعون "من عنديّاته" أم من الحريري؟ 8 آذار فوجئت فهل تردّ الرابية غداً؟

رضوان عقيل/النهار/27 نيسان 2015

توقف افرقاء 8 آذار قبل 14 آذار، عند كلام الرئيس فؤاد السنيورة الذي صدر عن " تيار المستقبل" للمرة الاولى بهذا الوضوح، ويقول فيه ان "لا حظوظ عند العماد ميشال عون في الوصول الى سدة رئاسة الجمهورية". ثمة من يعتقد هنا ان هذه الرسالة، تعبر عن حقيقة "الموقف الاستراتيجي" عند أكبر كتلة نيابية لا تجد في عون الشخصية التي ترتاح اليها في قصر بعبدا، في حال احتلاله الموقع الماروني والسياسي الأول في البلاد. واطلق السنيورة "رصاصته" هذه فيما لا تزال "الهدنة الاعلامية" سارية المفعول بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل"، ولا سيما ان عون ونوابه يغازلون الرئيس سعد الحريري، ولم يتبنّوا خيار "حزب الله" في معارضته للسعودية و"عاصفة الحزم" في اليمن ومن دون ان يتخلوا عن حليفهم وتعاونهم القائم مع "حزب الله"، حيث ينتظرهم في الحكومة امتحان التعيين لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية.

ولم يقصر وزير الخارجية جبران باسيل منذ تسلمه منصبه الأخير في التقرب من الرياض والتودد الى قادتها في زياراته واطلالاته في الداخل والخارج، من دون ان يحصل منها على أجوبة مطمئنة عما يطمح اليه. وكان العونيون قد خرجوا بانطباعات طيبة بعد العشاء الذي أقامه الحريري لزعيمهم، واستقباله في "بيت الوسط" في عيد ميلاده. علماً أنه لم يستقبل افرقاء كثر من 14 آذار بهذه الدرجة من الترحيب. وخرج بعد أيام على اللقاء من يسرّب ان وزير خارجية المملكة سعود الفيصل لا يريد عون رئيسا ولا يراه في هذا الموقع الشاغر، حتى الآن.

وفي المقابل تلقت جهات في 8 آذار باستغراب جرأة السنيورة في حديثه الأخير الذي يصور فيه هواجس "المستقبل" حيال عون، وهي في العادة درجت على عدم ارتياحها الى كل ما يصدر عن السنيورة، حتى لو كان يعلق على الزلزال الذي ضرب نيبال، بسبب انعدام الثقة والود بين الطرفين. ولا يتوقع هؤلاء اصلاً ان "التيار الازرق" سيقترع لعون. ولا يقلل "المستقبل" بموقفه هذا من الموقع النيابي لعون وحضوره الشعبي في الوسط المسيحي، مع المعرفة المسبقة ان مفتاح قصر بعبدا موجود في حوزة عون وهو صاحب القرار في الافراج عنه. وثمة اشارة أخرى لافتة اوردها السنيورة، هي انه قد يتم البحث في موضوع ايصال العميد شامل روكز الى قيادة الجيش، اذا جرى تلقي جواب من الرابية بأن سيدها لن يستمر في رحلة السباق الرئاسي.

والملاحظ أيضا ان السنيورة لم يعد يعوّل على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في مساعيه المتواصلة لانتخاب رئيس الجمهورية. وتردد الكلام نفسه قبل أيام بين مرجع ومسؤول أوروبي، ومفاده أن بكركي لم يعد في استطاعتها فعل اي شيء في هذا المضمار.

ويعمل خبراء في سياسات السنيورة على قراءة أبعاد ما قصده، ﻷن ثمة من يرى ان ما قاله موجه الى البيت الداخلي في "المستقبل"، بغض النظر عن عدم الحماسة السعودية حيال عون. والسؤال الذي يطرح: هل عبر السنيورة من بنات افكاره عن اقتناعاته الحقيقية التي تصوّر خيارات شريحة واسعة من كوادر 14 آذار؟ أم ان كلامه رسالة من الحريري شخصياً؟ وتأتي رسالته أيضا في خضم المناكفات الداخلية التي يعيشها "تيار المستقبل" في ظل عدم توحيد رؤية مشتركة من الحوار الذي يخوضه "حزب الله" في عين التينة ولا تنتهي عند الاعتراضات الظاهرة على سياسة وزير الداخلية نهاد المشنوق والتي تشن عليه من قلب طرابلس. وبعد مرور يومين على كلام السنيورة لم تصدر مواقف بارزة ترد على الرجل من أعضاء "التكتل"، ولا من الشخصيات المسيحية التي تعمل على مساندة عون، وفي مقدم هؤلاء نائب رئيس مجلس النواب سابقاً ايلي الفرزلي الذي اتصلت "النهار" به، وقدم قراءتين لاحتمالين:

- إما أن هذا الكلام تمهيد لموقف سيصدر من الرئيس الحريري ويعبّر في النهاية عن الخلاصة نفسها.

- إما ان السنيورة يقول لمن يهمه الأمر انه هو القائد الفعلي لـ"المستقبل".

وهل من مضاعفات ستظهر عند الفريق العوني؟ يرد الفرزلي "عند عون لا شيء اسمه السنيورة، ما دام هذا الموقف لم يصدر عن الحريري ولم ينطق به".

وماذا لو تبنى الحريري كلام السنيورة؟

يطلق الفرزلي هنا رسالة برقية: "سيكون الرد المسيحي طلب اعادة النظر في صيغة المشاركين في البلد لا أكثر ولا أقل".

يبقى ان هذه الرسالة تركت بلبلة وتخوفا عند جمهور عون وانصاره، وهم لم يصلوا الى درجة الاطمئنان بعد رغم "الكلام المعسول" الذي صدر من بعض "التيار الازرق" في الأشهر الأخيرة حيال الجنرال.

فهل سيرد "التكتل" في اجتماعه الدوري غدا الثلثاء عبر "وزير اعلامه" سليم جريصاتي على السنيورة، أم أنه لن يعيره الاهتمام ما دام هذا الموقف لم يخرج من فم الحريري؟

 

شواهد العرب على إبادة الأرمن

علي بردى/النهار/27 نيسان 2015

لم تتصالح تركيا مع ماضيها. كأنها السلطنة التي لم تشف بعد من أعراض ما أصابها في بدايات القرن العشرين. يفاخر رئيسها رجب طيب أردوغان بالنمو المطرد لاقتصاد بلاده. يتصرف شأن السلاطين. أدار ظهره للذكرى المئوية لإبادة الأرمن وانصرف الى الإحتفال بمئوية أخرى: ذكرى الإنتصار في معركة غاليبولي. تركيا لا تزال مريضة. لا يريد الزعماء الأتراك الإعتراف التام بالوقائع التاريخية لمذابح عام ١٩١٥، خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها. فتكت الجيوش العثمانية بأكثر من مليون من الأرمن. لم يكن الأمر كما يقترحه أردوغان. لا جواب في خزائن الأرشيف العثماني. بل في حقيقة أن السلطات نفذت في ٢٤ نيسان من ذلك العام اعدامات بالجملة لنحو ٢٥٠ من المثقفين وقادة الرأي من الأرمن في اسطنبول. هذا ما فعله جمال باشا السفاح عندما اتهم أدباء وشعراء وصحافيين بالخيانة العظمى في ولاية الشام. علقهم على أعواد المشانق في بيروت ودمشق. كان هذا ديدن الولاة العثمانيين حيثما حلّوا. اتخذت دول عدة في العالم (فرنسا، ألمانيا، النمسا، روسيا ونحو ٣٠ دولة أخرى) خطوات جديّة نحو الإعتراف التام بإبادة الأرمن على أيدي العثمانيين قبل مئة سنة. ذهب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى أرمينيا للتضامن والإقرار النهائي بأن ما حصل عام ١٩١٥ كان حقاً إبادة. البابا فرنسيس وصل الى هذا الاستنتاج. هذا اعتراف من أوروبا. الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى لم تقترب من هذا الهدف. قبل سنوات من تعيينها مندوبة دائمة لبلادها لدى الأمم المتحدة، استعارت سامانتا باور من عبارات من التاريخ لكتابها "مشكلة من الجحيم: أميركا وزمن الإبادة". أوردت أن سلطات بلاد الأناضول "علقت أوامر ترحيل تفرض على الأرمن الانتقال الى معسكرات شيدت في الصحارى السورية"، مستدركة أن السلطات العثمانية "كانت تعلم في الحقيقة أن لا منشآت قد أعدت، ومات أكثر من نصف المرحلين الأرمن في الطريق". كذلك قدمت مشاركة الأمير تشارلز مع أردوغان في مراسم ذكرى انتصار تركيا في معركة شبه جزيرة غاليبولي على الحلفاء، ومنهم بريطانيا، انطباعاً أن المملكة المتحدة لا تعترض على خطوة تركيا نقل الذكرى من ٢٥ نيسان الى ٢٤ منه في محاولة لطمس تاريخ بدء عملية الإبادة. تقر الأمم المتحدة بأن مأساة الأرمن نتجت من "مجازر" و"أحداث مأسوية". غير أن ما حصل لهم ساهم في تحويل القسطنطينية ما هي حال اسطنبول اليوم. لم يكن ذلك "سفر برلك" أرمينياً. ليست تلك مجاعة قضت على مئات الآلاف أو أوبئة فتكت بهم. مات الأطفال والنساء تجويعاً وتعطيشاً ومرضاً. الرجال ماتوا قتلاً بتهم الخيانة، أو بالحرب. الدول العربية، وأولاها لبنان، فيها الكثير من الشهود والشواهد على إبادة الأرمن.

 

لبنان غائب عن الرادار الدولي ولا مؤشرات لحلحلة داخلية تحذيرات خارجية جدية حيال الاستقرار والنزوح

سابين عويس/النهار/27 نيسان 2015

أن يكون الوضع اللبناني مضبوطاً على إيقاع الخارج، ليس أمراً جديداً على اللبنانيين، ولكن أن يكون هذا الملف خارج الرادار الدولي الذي لا يلتقط على شاشاته إلا الوضع الإقليمي المشتعل، فهذا مؤشر مثير للقلق والريبة من الانعكاسات التي يرتبها مثل هذا الإغفال الدولي للملف الداخلي. لا تخفي مراجع سياسية بارزة قلقها مما آلت اليه حال البلاد من تردٍ واسع على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والمالية، في ظل إنكار كلي لما يرتبه الانحدار في الحياة السياسية وفي العمل المؤسساتي على البلاد.

لا تنفي المراجع تصنيف لبنان في آخر سلم الأولويات الدولية المنشغلة أساساً بإعادة رسم المنطقة وبلورة خريطتها الجديدة، لكنها في المقابل، لا تقلل من أهمية التحذيرات التي يتلقاها لبنان يومياً من المسؤولين الدوليين والأمميين حيال الأخطار الكبيرة التي تتهدد البلاد من جراء الأوضاع المشتعلة في المنطقة وإرتدادات الأزمة السورية المتفاعلة على الساحة اللبنانية، مشيرة الى انه لا يمكن القوى السياسية الاستمرار في تسليم الوضع الداخلي الى الخارج والبقاء مكتوفة وعدم تحمل مسؤولياتها لمنع الانهيار ولملمة الوضع ومعالجة مكامن الضعف والاهتراء، في انتظار ما ستحمله التسوية الكبرى للمنطقة بما فيها لبنان. وفي هذا السياق، لا تخفي المراجع ما كشفته الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ خلال جولتها الأخيرة على مجموعة من القيادات الرسمية والسياسية، اذ دعت هؤلاء الى التيقظ والتعامل بجدية مع الاخطار المترتبة على النزوح السوري، كاشفة عن الأسباب التي ترفع منسوب القلق لدى الامم المتحدة، والمرتبطة في شكل أساسي بالاستخفاف الداخلي بتداعيات الوضع الإقليمي على لبنان.

وليس بعيداً من هذا المناخ، يزور لبنان منتصف هذا الأسبوع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حافظ غانم بعد تسلّمه اخيراً مهماته في البنك، في زيارة استطلاع يستكشف فيها مجالات المساعدة المتاحة أمام البنك الدولي في ملف اللاجئين السوريين.

والمعلوم أن آخر نشاط أممي في شأن ملف اللاجئين حصل في الكويت التي استضافت المؤتمر الدولي لدعم اللاجئين والدول المضيفة. وعلى أهمية الدعم غير المسبوق الذي أقر في الكويت وبلغ ٣,٨ مليارات دولار، إلا أن آليات صرف الأموال وأوجه إنفاقها لا تزال قيد الإعداد، فضلاً عن ان المستفيدين حتى الآن من الدعم الدولي هم السوريون اللاجئون وليست المجتمعات المضيفة. تسلّم المراجع البارزة بعدم قدرة أي فريق حالياً على قلب الحكومة التي تشكل آخر مدماك في الحياة الدستورية، بعدما تعطلت رئاسة الجمهورية بفعل الشغور، وشُلّ المجلس النيابي بفعل التعطيل المبرمج، تارة تحت عنوان تعطيل انتخاب رئيس جمهورية وطوراً تحت عنوان عدم إجازة التشريع في غياب الرئيس. ولكن ما الذي يمنع العمل على معالجة بعض الملفات الحيوية التي تعنى بحياة الناس وتعطي الخارج إشارات جدية عن جهوز لبنان عندما يحتاج مسؤولوه للجلوس الى طاولة التسويات؟ سؤال طرحته المراجع، مشيرة الى ان ثمة الكثير مما يمكن إنجازه في الوقت الضائع بما يحمي المؤسسات ويعزز دورها في خدمة المواطنين، مثل ملفات الكهرباء او الموازنة او سلسلة الرتب والرواتب، مذكرة بأن لبنان بات يرزح تحت دين عام يبلغ ٧٠ مليار دولار من دون ان يرف لمسؤول جفن. وليس ثمة من يتنبه انه لم يعد للبنان طوق نجاة يتكىء عليه في ظل الانشغال الدولي بملفات المنطقة. حتى أن بلداً مثل اليونان الذي يتكىء على الاتحاد الأوروبي وعملة قوية، عجز عن الصمود.

وأمام الإيغال المستفحل في الإهمال، ترى المراجع ان لبنان بات أمام شرين: شر اجتماعي-سياسي وشر إقتصادي - سياسي، وأيا يكن الخيار الذي سيمضي اليه لبنان مرغماً، فهو لن يقيه التداعيات، إقتصاديا واجتماعياً ومالياً.

 

هل حان موعد معركة "ما بعد الثلوج"؟ تحسّب للاحتمالات وسط الأزمة السياسية

روزانا بومنصف/النهار/27 نيسان 2015

حين تحدث الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطاب ألقاه في منتصف شباط الماضي في مهرجان الذكرى السنوية "لـ"الشهداء القادة" محذراً من الربيع كما قال من انه "عندما يذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة ان تحزم امرها لجهة منع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال" مشيراً الى ان "هناك على السلسلة الشرقية داعش والنصرة" وداعياً الى"التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري قبل ذوبان الثلوج "، لم ير مراقبون كثر في هذا الكلام سوى استعدادات مبكرة لمعركة ينوي الحزب خوضها في الربيع انطلاقاً من الحدود اللبنانية السورية داعيا الافرقاء السياسيين الى الوحدة في مواجهة الارهاب التكفيري على حد تعبيره. فهل حان هذا التوقيت بعد أفول آخر معالم الشتاء الاسبوع الماضي والبداية الفعلية للربيع؟ وهل تحذيرات ما بعد ذوبان الثلوج لا تزال فاعلة على رغم استمرار احتجاز عسكريين لبنانيين من داعش والنصرة في جرود عرسال على نحو يقول البعض انه كان عائقاً دون استكمال القيام بعمليات عسكرية هناك من أجل عدم التضحية بهم خصوصا ان المفاوضات لا تزال مستمرة لاطلاقهم؟

بعض المعلومات لدى المصادر السياسية يجزم بان هذه المعركة باتت على الابواب وهي متوقعة في مدة ليست بعيدة يرجحها بعض من هذه المعلومات هذا الاسبوع او في مدة لا تتعدى عشرة ايام. وهي حاصلة حتماً قياساً الى ان العد العكسي لما قاله الامين العام للحزب على هذا الصعيد بالنسبة الى بعض المراقبين بدأ منذ بداية الربيع "على الورق" أي في 21 آذار الماضي، وقد غدت مستبعدة وفق هؤلاء بعد مضي اسابيع من الربيع من دون اي مؤشرات على قرب المعركة وفي ظل سيطرة الجيش اللبناني على مواقع استراتيجية ولو بأسلوب متقطع في جرود عرسال وعلى مراحل في المناطق الحدودية.

هل يجب ان يستعد لبنان لارتدادات قد تصيبه في أمنه واستقراره وتتسبب بمزيد من التوتر الداخلي على غرار ما حصل في عرسال وهذا الجزء من منطقة البقاع على وقع مستجدات كثيرة طرأت في المدة الفاصلة بين "تحذير" الامين العام للحزب من "ذوبان الثلوج" لا سيما منها التوتر السياسي والمذهبي الذي تصاعد على اثر الحملات غير المسبوقة التي شنها السيد نصرالله على المملكة العربية السعودية اثر انطلاق العملية العسكرية التي قادتها ضد الحوثيين في اليمن؟ بحسب المعلومات المتوافرة لدى المصادر السياسية المعنية، لا يفترض ان يحصل ذلك خصوصاً مع رفع شعارات مواجهة الارهاب والتنظيمات التي تقوم بذلك باعتباره عنواناً يجمع عليه كل الافرقاء السياسيين من حيث المبدأ. الا ان واقع الامور هو ان المواقع التي سيطر عليها الجيش خلال الشهرين الماضيين تعتبر مؤشراً الى انه يستطيع منع حصول اي امتدادات الى لبنان في ظل معركة القلمون بحيث يترك للمقاتلين السوريين ممراً للهروب الى الرقة من المعارك بدلاً من البقاء او التوجه الى لبنان. وهذه العوامل من شأنها على الاقل في ظل الكلام على التحضيرات لمعركة القلمون الا تترك انعكاسات كبيرة على الوضع اللبناني الداخلي وفق هذه المعلومات ما لم يطرأ ما ليس في الحسبان على غرار كل معركة انطلاقاً من مبدأ انه يمكن معرفة كيف تبدأ الحرب ولكن ليس كيف تنتهي. ولا تستبعد هذه المصادر ان يلعب التوقيت دوره ويوظف بعد سلسلة هزائم متلاحقة للنظام السوري وحلفائه في مناطق استراتيجية عدة في ادلب وبصرى الشام وجسر الشغور بحيث يرتقب من معركة القلمون ان تعيد بعض الاعتبار اليه بعد الخسائر الاخيرة.

هذا الاستحقاق تخشى المصادر السياسية ان يكون داهماً ويحجب الاولويات اللبنانية الداخلية التي تستمر تشكل تحدياً كبيراً للوضع السياسي على رغم ان موضوع الشغور في سدة الرئاسة يضغط من زاوية اصرار زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون على حتمية انتخابه في موازاة قيامه بحملات من اجل تعيين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش. والضغوط التي يمارسها مجدداً عبر الحؤول دون ممارسة مجلس النواب عمله التشريعي تضعه في مواجهة مع رئيس المجلس نبيه بري وحليفه الاقرب اي "حزب الله" في الوقت الذي يلعب وفق ما ترى المصادر على عامل ان انتخابه للرئاسة الاولى يظل اقل كلفة على البلد من كلفة السعي الى انتخاب رئيس توافقي. اذ ان ضمان قيادة الجيش لصهره يفترض اما تعيينه قبل اضطراره الى التقاعد مطلع الصيف المقبل علماً انه يمكن ان يستمر حتى ايلول في حال احتساب اجازاته، او تأمين استمراريته اي التمديد لوجوده في الجيش بعد تاريخ احالته على التقاعد اما عبر التمديد للعمداء الذي تبين ان اعدادهم كبيرة وغير متوقعة وتكلف خزينة الدولة الكثيرمن الاموال، او التمديد لقلة يكون روكز من بينها على رغم الاستياء الذين يثيره التمييز على قاعدة المحسوبية العائلية، بغض النظر عن اهلية روكز، او ترفيع هذا الاخير الى رتبة لواء بحيث يمدد له في الجيش لسنة يمكن ان تتضح الامور خلالها وذلك على رغم ان تسليم الجيش الى قيادة فريق لا تبدو مستحبة بقطع النظر عن وصول عون الى الرئاسة لكن خصوصاً في حال احتمال وصوله كما في حال العكس ايضا

 

نهاية مرحلة لبنانية وسورية

خيرالله خيرالله/المستقبل/27 نيسان/15

كانت علّة لبنان دائما في وجود نظام سوري يعتقد أنّ في استطاعته البقاء في السلطة والحصول على شرعية عبر ممارسة الارهاب والابتزاز من منطلق أن الانتصار على الوطن الصغير الجار بديل من الانتصار على اسرائيل، بل هو إسترضاء لإسرائيل.

ليس اعتراف الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة بنقل متفجرات بهدف قتل شخصيات سنّية وتنفيذ عمليات في أماكن عامة سوى تفصيل آخر من بين آلاف التفاصيل الاخرى التي يكفي الربط في ما بينها من أجل اكتشاف الطبيعة الحقيقية للنظام السوري القائم منذ خمسة واربعين عاما، أي منذ انفرد حافظ الاسد بالسلطة على حساب رفاقه العلويين، على رأسهم صلاح جديد وقبله محمّد عمران.

من الواضح أن ميشال سماحة رجل مريض. لو لم يكن كذلك، لما قبل القيام بمهمّة من نوع تلك التي تعهّد القيام بها والتي شملت نقل متفجرات من دمشق إلى بيروت بتكليف من مسؤول أمني سوري كبير هو اللواء علي مملوك. ليس ميشال سماحة سوى نتاج نظام أقلّوي، وضع نصب عينيه هدفا واحدا هو الهيمنة على لبنان.

يعتقد هذا النظام أن الارهاب، مع ما يرافقه من نشر للبؤس، يمكن أن يبقيه في السلطة إلى الابد. ليس صدفة رفع النظام شعار «الأسد إلى الأبد» وإيمانه بأن ذلك الشعار قابل للتطبيق. صمد النظام طويلا قبل أن يبدأ بإكتشاف أنّ مشكلته الحقيقية ليست فقط في ممارسة الارهاب والابتزاز، خصوصا في تعاطيه مع لبنان ومع مع العالم العربي. بدأ النظام يكتشف أن مشكلته أيضا مع شعبه أوّلا وأخيرا. هذا ما يرفض الاعتراف به. ولذلك صار عليه منذ ما يزيد على أربع سنوات التخلّص من السوريين كي يرتفع شعار «الاسد إلى الابد». لا يدرك أن هذا الشعار المضحك ـ المبكي صار في مزبلة التاريخ منذ فترة لا بأس بها.

يختزل ميشال سماحة قصة آلاف اللبنانيين، آخرهم النائب المسيحي الجنرال ميشال عون، من الذين اعتقدوا أنّ النظام السوري يمكن أن يصنع لهم حيثية.

لا يختلف ميشال سماحة عن كثيرين ارتضوا لعب الدور المطلوب منهم من أجل أن يكونوا شيئا، بما في ذلك مستشارا لبشّار الاسد.

لا حاجة إلى التذكير بالمدرسة التي تخرّج فيها ميشال سماحة والتي انجبت العشرات من امثاله لعلّ أبرزهم إيلي حبيقة وغيره من القادرين على عمل كلّ شيء، أي الانتقال، بين يوم وآخر، من العمالة لإسرائيل إلى العمالة للنظام السوري كي يحافظوا على دور مفروض فرضا على الحياة السياسية اللبنانية.

لا حاجة إلى إيراد أسماء كلّ أولئك الذين يمكن وصفهم بـ»المتعاونين» من الذين يؤمنون بما يؤمن النظام السوري في مجالي الارهاب والابتزاز. هناك عدد لا يحصى من هذه الاسماء التي يعرفها اللبنانيون جيدا. بين الاسماء مسيحيون وسنّة وشيعة ودروز.

لكنّ ما لا يمكن المرور عليه مرور الكرام أنّ اعترافات ميشال سماحة أمام المحكمة العسكرية تشير إلى نقطة تحوّل على الصعيدين اللبناني والسوري في آن.

يتمثّل هذا التحوّل في فقدان اللبنانيين من عملاء النظام السوري الامل في أنّهم فوق القانون. ليس بعيدا اليوم الذي يكتشف فيه عملاء ايران من المطلوبين للعدالة اللبنانية والدولية أنّ مصيرهم لن يكون أفضل من مصير ميشال سماحة الذي تنكّر قبل كلّ شيء لما ربّاه عليه، من قيم، والداه اللذان كانا من خيرة الناس.

هناك جانب آخر لقضيّة ميشال سماحة. يكمن هذا الجانب في قدرة لبنان على المقاومة على الرغم من كلّ المحن التي مرّ بها البلد منذ ما يزيد على اربعين عاما. وإذا كان على المرء أن يكون دقيقا، منذ توقيع إتّفاق القاهرة المشؤوم قبل ستة وأربعين عاما.

لولا المقاومة اللبنانية لما كان ميشال سماحة يخضع حاليا للمحاكمة. لولا المقاومة لما إضطر إلى الاعتراف بما قام به والاعتذار من اللذين حاول تصفيتهما...مع آخرين طبعا.

هذه المقاومة جسّدها إلى حدّ كبير اللواء الشهيد وسام الحسن الذي دفع دمه ثمنا من أجل بقاء مؤسسات الدولة اللبنانية. قبله دفع النقيب الشهيد وسام عيد حياته ثمنا لكشف شبكة الاتصالات التي استخدمت في عملية تفجير موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. أدّى ذلك إلى تحديد هوية المتهمين في جريمة العصر الذين يرفض «حزب الله» تسليمهم للعدالة الدولية.

تعني اعترافات ميشال سماحة نهاية مرحلة لبنانية وسورية في آن. كانت تلك مرحلة القاتل المجهول الذي يستطيع تصفية أيّ كان من دون سؤال أو جواب. هناك مدرسة في التعاطي مع اللبنانيين بات عليها إغلاق ابوابها. هذه المدرسة أسّس لها النظام السوري الذي كان يستطيع، على سبيل المثال وليس الحصر، ارسال حبيب الشرتوني لقتل رئيس للجمهورية هو الشيخ بشير الجميّل في العام ، ثم دخول سجن رومية، بفضل بطولات ميشال عون في العام ، لإخراج الشرتوني من السجن وتحويله بطلا.

هل من يتذكّر كيف أصرّ ميشال عون وقتذاك على البقاء في قصر بعبدا على الرغم من انتخاب رينيه معوّض رئيسا للجمهورية، كي يبرّر للنظام السوري إجتياح القصر الرئاسي وكلّ المناطق اللبنانية، بما في ذلك السجن الذي كان يحتجز فيه قاتل بشير الجميّل؟

نعم، إنّها مرحلة جديدة في لبنان وسوريا. لم تذهب جهود وسام الحسن ووسام عيد سدى. خسارتهما لا تعوّض. لكنّ لبنان أثبت مع مرور الوقت أنّه لن يصحّ في نهاية المطاف الا الصحيح وأن كلّ الجرائم التي ارتكبت، بدءا باغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط ستكشف. ستكشف الوقائع والاسماء وسيتبيّن أنّ ما تعرّض له الوطن الصغير من أجل إخضاعه، لم يتعرّض له أيّ وطن آخر.

هناك ظلم كبير حلّ باللبنانيين من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق. إغتيل خيرة السياسيين، ونُفي آخرون، على رأسهم ريمون إده وصائب سلام، لمجرّد أن هؤلاء السياسيين قالوا لا للمحتلّ السوري. هناك وعي تام لخطورة ملء ايران الفراغ الامني الناجم عن الانسحاب السوري. لكنّ ذلك لا يعني أنّ مؤسسات الدولة اللبنانية ستتردد في القيام بكلّ ما تستطيع القيام به حماية للبلد...أقلّه ضمن إمكاناتها التي قد تبدو أحيانا متواضعة.

إعترافات ميشال سماحة، ليست مجرد إعترافات صادرة عن رجل مريض نفسيا أوّلا، لم يستطع أن يكون وفيا للمبادئ والقيم التي يُفترض أن يكون تربّى عليها. إنّها تعبير عن مدى إفلاس النظام السوري الذي خان تاريخه وتنكّر له ولكلّ ما يؤمن به، نظرا إلى أنّه لم يعد قادرا على حماية قاتل... أو مشروع قاتل، لا في لبنان ولا في سوريا نفسها.