المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 نيسان/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 29 و30 نيسان/15

حزب الله» يغرّر بالصغار.. بعد استنزافه الكبار/علي الحسيني/30 نيسان/15

لا حلّ إلا بسحب سلاح "حزب الله"/علي حماده/30 نيسان/15

ملخّص أميركي لنتائج زيارة الحريري: دعم لبنان والاعتدال... ودور إيران مسألة أخرى/ايلي الحاج/30 نيسان/15

فيتنام.. مجدداً/علي نون/30 نيسان/15

هولاند والراعي و"الأم الحنون" البطريرك الراعي والرئيس الفرنسي/إيلـي فــواز/30 نيسان/15

غارات القلمون ضد حزب الله عربيّة وعاصفة الحزم وصلت سوريا/جنوبية/30 نيسان/15

ماذا أراد غزالي أن يقول لإعلام الحريري؟ وهل مذكراته في دولة عربية/فايزة دياب/30 نيسان/15

هذه فضائح زفاف ميقاتي: بخل وتمييز طبقي وإهانات/سهى جفّال/30 نيسان/15

العرس الميقاتي الأسطوري.. هل نأتي بماركس/محمد حجيري/30 نيسان/15

عون يهلل: طار الفيصل ومعه "الفيتو" السعودي/ربيع حداد/30 نيسان/15

عن داعش الإيرانيّة/ميرفت سيوفي/30 نيسان/15

كل شيء طبيعي في العراق/خيرالله خيرالله/30 نيسان/15

الجسر المفقود لملء الشغور من بعد «جسر الشغور»/وسام سعادة/29 نيسان/15

إيران تدفع بـ«حزب الله» الى المواجهة.. وتقبض الأثمان/علي الحسيني/30 نيسان/15

رستم غزالة قتل بـ”السيانايد” بعد خروجه من الكوما/حميد غريافي/30 نيسان/15

دول الخليج والولايات المتحدة: التغيير مطلوب في الاتجاهين/عبدالوهاب بدرخان/30 نيسان/15

موت غزالي ومصير الأسد/حسان حيدر/30 نيسان/15

مفاجأة سورية بعد اليمن/زهير قصيباتي/30 نيسان/15

المحاولات الإيرانية لخرق الحصار على اليمن استدراج حربي أم تفاوض بشروط جديدة؟/روزانا بومنصف/30 نيسان/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي  و29-30 نيسان/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 29/4/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 29 نيسان 2015

سلام هنأ ولي العهد السعودي واكد حرص لبنان على العلاقات الاخوية مع المملكة والتقى مسؤولا إيطاليا ووفدا روسيا

تقارير عن مقتل 6 من حزب الله في كمين لـ"النصرة" في القلمون

علي حمادة: غزالة مات بإبرة وكنعان انتحر بـ3 رصاصات.. السوري يأكل نفسه وأولاده

التغيير في السعودية بمثابة ولادة ثانية؟

المشنوق يجول في الضاحية والخطة الامنية تتجه الى الزعيترية

بري يشيد بالخطة الامنية في الضاحية: لتحصين لبنان بالحوارات

مروان حمادة: معركة قيادة الجيش والتمديد للعسكريين تطغى على كل شيء

النائب عاطف مجدلاني للمحكمة: أحد أسباب اغتيال الحريري خوف السوريين من فوزه في الانتخابات
المشنوق أثنى من الضاحية على تعاون البلديات: حقّقنا في فترة قصيرة جزءاً كبيراً من الأمن
جلسة لمجلس الوزراء للموازنة الثلثاء تمديد عقدي الخليوي وتسليم "الداتا"
كيف تلقّى أفراد الكتيبة النيبالية نبأ الزلزال؟ دموع وأسى... وإصرار على إكمال المهمة
نواب الطائف: المجلس في حال الاجتماع وانتخاب الرئيس بـالأكثرية المطلقة
دريان تسلّم رسالة من السبسي واطلع على تحرّك الجالية في السعودية

امانة 14 آذار: لاعتصام نيابي شعبي حتى انتخاب رئيس للجمهورية

جعجع امام مجلس العمل اللبناني في السعودية:السياسي اللبناني الفعلي هو من يأخذ في الاعتبار مصالح شعبه

قاطيشه: الغارات الإسرائيلية لمنع تزويد "حزب الله" بالأسلحة الاستراتيجية.. والنظام يدرك أن لا مستقبل له

الحريري:القرارات الحاسمة للملك سلمان تضع المملكة على الخط السريع للاستقرار وتوفير المقومات المتينة لأركان الحكم

ميقاتي استقبل سفير أوستراليا الجديد وابرق مهنئا لولي العهد وولي ولي العهد السعوديين

عودة استقبل سامي الجميل ووفد هيئة التنسيق محفوض: لن ننهي العام الدراسي إذا لم تقر السلسلة

المشنوق تفقد القوى الامنية في الضاحية: خيار الناس الوحيد هو الدولة وبالخطة الامنية والحوار نبعد لبنان عن حرائق المنطقة

سليمان: الراعي والحريري يعبران عن سياسة لبنان الخارجية الحقيقية

بري: الاختلاف في الرأي مع العماد عون لا يعني الخلاف في الاستراتيجية

دريان التقى بيستيللي والجالية في السعودية مستنكرة الحملات ضد المملكة وتسلم من سفير تونس رسالة من السبسي

علي الامين شارك في مؤتمر تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في ابو ظبي

الرئيس الايرلندي غادر الى بلاده

قبطان سوري له "تاريخ طويل في تهريب المخدرات" في قبضة قوى الامن

تجمع رجال الأعمال اللبنانيين يدعم جمعية ONE LEBANON

عصام فارس: لا خوف على لبنان مهما اشتدت الصعاب

البابا فرنسيس انتقد التفرقة في الأجور بين الرجل والمرأة

سعود الفيصل يتنحى بعد أربعة عقود على راس الدبلوماسية السعودية

محمد بن نايف وليا للعهد في السعودية ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد

عادل الجبير عماد استراتيجية التواصل مع واشنطن يتسلم الخارجية السعودية

قبرص واليونان ومصر تتفق على تعزيز مكافحة "الارهاب"

مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا يناقش مسودة اتفاق امام مجلس الامن اليوم

ايران تدعو الى اجراء محادثات في اليمن برعاية الامم المتحدة

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس مرقس10/من32حتى41/هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس04/من09حتى16/نُشْتَمُ فَنُبَارِك، نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِل، يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنُعَزِّي

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في راعي لا يرعى وفي عون لا عون فيه أو منه وفي جبران يكسٌر ولا يُجبِّر

*اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في راعي لا يرعى وفي عون لا عون فيه أو منه وفي جبران يكسر ولا يجبر /29 نيسان/15

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في راعي لا يرعى وفي عون لا عون فيه أو منه وفي جبران يكسر ولا يجبر /29 نيسان/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الآيات الإنجيلية التي تم من روحيتها جاءت القراءة الإيمانية

*رسالة يهوذا/الفصل 1/17-22/تنبيه وتوجيه

*مصير الراعي الذي لا يرعي ويهمل خرافه ويتركها لوحش البرية

*سيدنا الراعي رجع متل ما راح، يعني تيتي تيتي/الياس بجاني

*هولاند والراعي و"الأم الحنون"البطريرك الراعي والرئيس الفرنسي/إيلـي فــواز/لبنان الآن

*حزب الله» يغرّر بالصغار.. بعد استنزافه الكبار/علي الحسيني/المستقبل

*لا حلّ إلا بسحب سلاح "حزب الله"/علي حماده/النهار

*ملخّص أميركي لنتائج زيارة الحريري: دعم لبنان والاعتدال... ودور إيران مسألة أخرى/ايلي الحاج/النهار

*النائب عاطف مجدلاني للمحكمة: أحد أسباب اغتيال الحريري خوف السوريين من فوزه في الانتخابات/كلوديت سركيس/النهار

*تقارير عن مقتل 6 من حزب الله في كمين لـ"النصرة" في القلمون

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 29/4/2015

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 29 نيسان 2015

*علي حمادة: غزالة مات بإبرة وكنعان انتحر بـ3 رصاصات.. السوري يأكل نفسه وأولاده

*امانة 14 آذار: لاعتصام نيابي شعبي حتى انتخاب رئيس للجمهورية

*قاطيشه: الغارات الإسرائيلية لمنع تزويد "حزب الله" بالأسلحة الاستراتيجية.. والنظام يدرك أن لا مستقبل له

*علوش: أعضاء مافيا يصفّون بعضهم.. وغزالة أيقن أنه بات خارج اللعبة وجاهز للتصفية

*الحريري: القرارات الحاسمة للملك سلمان تضع المملكة على الخط السريع للاستقرار وتوفير المقومات المتينة لأركان الحكم

*عسيري مكرما في غرفة بيروت: الفرص متاحة لدعم اقتصاد لبنان بالحصول على المشاريع مع المواطن السعودي وضمان الحقوق المالية

*غارات القلمون ضد حزب الله عربيّة و«عاصفة الحزم» وصلت سوريا

*ماذا أراد غزالي أن يقول لإعلام الحريري؟ وهل مذكراته في دولة عربية؟/ فايزة دياب/جنوبية

*جعجع امام مجلس العمل اللبناني في السعودية:السياسي اللبناني الفعلي هو من يأخذ في الاعتبار مصالح شعبه

*مروان حمادة: معركة قيادة الجيش والتمديد للعسكريين تطغى على كل شيء

*التغيير في السعودية بمثابة ولادة ثانية؟/أنطوان حدّاد/جنوبية

*هذه فضائح زفاف ميقاتي: بخل وتمييز طبقي وإهانات/سهى جفّال/جنوبية

*العرس الميقاتي الأسطوري.. هل نأتي بماركس؟/محمد حجيري/المدن

*عون يهلل: طار الفيصل ومعه "الفيتو" السعودي/ربيع حداد /المدن

*عن «داعش» الإيرانيّة/ميرفت سيوفي/الشرق

*كل شيء طبيعي في العراق/خيرالله خيرالله/المستقبل

*إيران تدفع بـ«حزب الله» الى المواجهة.. وتقبض الأثمان/علي الحسيني/المستقبل

*الجسر المفقود لملء الشغور من بعد «جسر الشغور»/وسام سعادة/المستقبل

*رستم غزالة قتل بـ”السيانايد” بعد خروجه من الكوما/حميد غريافي/السياسة

*دول الخليج والولايات المتحدة: التغيير مطلوب في الاتجاهين/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

*مفاجأة سورية بعد اليمن/زهير قصيباتي/الحياة

*فيتنام.. مجدداً/علي نون/المستقل

*موت غزالي ومصير الأسد/حسان حيدر/الحياة

*المحاولات الإيرانية لخرق الحصار على اليمن استدراج حربي أم تفاوض بشروط جديدة؟/روزانا بومنصف/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس مرقس10/من32حتى41/هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا

"كَانَ يَسُوعُ وتَلاميذُهُ في الطَّريقِ صَاعِدِينَ إِلى أُورَشَليم، وكَانَ يَسُوعُ يَتَقَدَّمُهُم، وكَانُوا هُم مُنْذَهِلين، والَّذينَ يَتْبَعُونَ خَائِفِين، فَأَخَذَ يَسُوعُ الٱثْنَي عَشَرَ مَرَّةً ثَالِثَة، وبَدَأَ يُكَلِّمُهُم عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ، فقَال: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلى أُورَشَليم، وسَيُسْلَمُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ إِلى الأَحْبَارِ والكَتَبَة، فيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلمَوْت، ويُسْلِمُونَهُ إِلى الوَثَنِيِّين، ويَسْخَرُونَ مِنْهُ، ويَبْصُقُونَ عَلَيْه، ويَجْلِدُونَهُ، ويَقْتُلُونَهُ، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم!». ودَنَا مِنْهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ». فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟». قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ». فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟». قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم». ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا".

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس04/من09حتى16/نُشْتَمُ فَنُبَارِك، نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِل، يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنُعَزِّي

"يا إخوَتِي، إِنِّي أَرَى أَنَّ اللهَ قَدْ أَظْهَرَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ أَدْنَى النَّاس، كأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالمَوت، لأَنَّنَا صِرْنَا مَشْهَدًا لِلعَالَمِ والمَلائِكَةِ والبَشَر. نَحْنُ حَمْقَى مِنْ أَجْلِ المَسِيح، وأَنْتُم عُقَلاءُ في المَسِيح! نَحْنُ ضُعَفَاء، وأَنْتُم أَقْوِيَاء! أَنْتُم مُكَرَّمُون، وَنَحْنُ مُهَانُون! ولا نَزَالُ حَتَّى هذَهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ، ونَعْطَشُ، ونُعَرَّى، ونُلْطَمُ، ونُشَرَّدُ، ونَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا! وحَتَّى الآنَ نُشْتَمُ فَنُبَارِك، نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِل، يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنُعَزِّي! لَقَدْ صِرْنَا مِثْلَ أَقْذَارِ العَالَم، وَنِفَايَةِ النَّاسِ أَجْمَعِين! لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُم بِذَلِكَ لأُخْجِلَكُم، بَلْ لأَنْصَحَكُم كأَوْلادِي الأَحِبَّاء! ولَو كَانَ لَكُم عَشَرَاتُ الآلافِ مِنَ المُرَبِّينَ في المَسِيح، فَلَيْسَ لَكُم آبَاءٌ كَثِيرُون، لأَنِّي أَنَا ولَدْتُكُم بِبِشَارَةِ الإِنْجِيلِ في المَسِيحِ يَسُوع. أُنَاشِدُكُم إِذًا أَنْ تَقْتَدُوا بي."

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في راعي لا يرعى وفي عون لا عون فيه أو منه وفي جبران يكسٌر ولا يُجبِّر

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في راعي لا يرعى وفي عون لا عون فيه أو منه وفي جبران يكسر ولا يجبر /29 نيسان/15

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية ووطنية في راعي لا يرعى وفي عون لا عون فيه أو منه وفي جبران يكسر ولا يجبر /29 نيسان/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

في أسفل الآيات الإنجيلية التي تم من روحيتها جاءت القراءة الإيمانية

رسالة يهوذا/الفصل 1/17-22/تنبيه وتوجيه

فاذكروا، أيها الأحباء، ما أنبأ به رسل ربنا يسوع المسيح، حين قالوا: سيجيء في آخر الزمان مستهزئون يتبعون أهواءهم الشريرة. هم الذين يسببون الشقاق، غرائزيون لا روح لهم. أما أنتم أيها الأحباء، فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس، وصلوا في الروح القدس وصونوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح من أجل الحياة الأبدية.ترأفوا بالمترددين، وخلصوا غيرهم وأنقذوهم من النار، وارحموا آخرين على خوف، ولكن ابغضوا حتى الثوب الذي دنسه جسدهم.

 

مصير الراعي الذي لا يرعي ويهمل خرافه ويتركها لوحش البرية

الزوادة الإيمانية لليوم/حزﻗﻴﺎﻝ 34/من01حتى31/: وَأَوْحَى إِلَيَّ الرَّبُّ بِكَلِمَتِهِ قَائِلاً: «يَاابْنَ آدَمَ، تَنَبَّأْ عَلَى رُعَاةِ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: هَذَا مَا يُعْلِنُهُ لَهُمُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِرُعَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا مُنْهَمِكِينَ فِي رِعَايَةِ أَنْفُسِهِمْ. أَلَيْسَ مِنْ شَأْنِ الرُّعَاةِ رِعَايَةُ الْغَنَمِ؟ إِنَّمَا أَنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّحْمَ، وَتَرْتَدُونَ الصُّوفَ، َتَذْبَحُونَ الْخَرُوفَ السَّمِينَ، وَلاَ تَرْعَوْنَ الْغَنَمَ. فَالْمَرِيضُ لَمْ تُقَوُّوهُ، وَالْمَجْرُوحُ لَمْ تَعْصِبُوهُ، وَالْمَكْسُورُ لَمْ تَجْبُرُوهُ، وَالْمَطْرُودُ لَمْ تَسَتَرْجِعُوهُ، وَالضَّالُّ لَمْ تَبْحَثُوا عَنْهُ، بَلْ تَسَلَّطْتُمْ عَلَيْهِمْ بِقَسْوَةٍ وَعَنْفٍ. فَتَشَتَّتَتِ الرَّعِيَّةُ وَأَضْحَتْ بِلاَ رَاعٍ، وَصَارَتْ قُوتاً لِجَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. ضَلَّتْ غَنَمِي بَيْنَ الْجِبَالِ وَفَوْقَ كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ. تَبَدَّدَتْ غَنَمِي فِي الْعَرَاءِ وَلَمْ يُوْجَدْ مَنْ يَنْشُدُهَا أَوْ يَلْتَمِسُهَا. لِذَلِكَ اسْمَعُوا أَيُّهَا الرُّعَاةُ كَلاَمَ الرَّبِّ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لأَنَّ غَنَمِي بَاتَتْ غَنِيمَةً وَصَارَتْ قُوتاً لِكُلِّ وَحْشِ الْبَرِّيَّةِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ رَاعٍ وَلاَ سَأَلَ رُعَاتِي عَنْ غَنَمِي، بَلِ انْهَمَكُوا فِي رِعَايَةِ أَنْفُسِهِمْ وَأَهْمَلُوا غَنَمِي، لِذَلِكَ، اسْمَعُوا أَيُّهَا الرُّعَاةُ كَلاَمَ الرَّبِّ: هَا أَنَا أَنْقَلِبُ عَلَى الرُّعَاةِ وَأُطَالِبُهُمْ بِغَنَمِي، وَأَعْزِلُهُمْ عَنْ رِعَايَتِهَا، فَلاَ يَرْعَوْنَ حَتَّى أَنْفُسَهُمْ بَعْدُ. وَأُنْقِذُ غَنَمِي مِنْ أَشْدَاقِهِمْ فَلاَ تَكُونُ لَهُمْ مَأْكَلاً. لأَنَّ هَذَا مَا يُعْلِنُهُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَا أَنَا أَبْحَثُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا. وَكَمَا يَتَفَقَّدُ الرَّاعِي قَطِيعَهُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ بَيْنَ غَنَمِهِ الْمُشَتَّتَةِ، هَكَذَا أَتَفَقَّدُ قَطِيعِي وَأُخَلِّصُهُ مِنْ كُلِّ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَفَرَّقَ إِلَيْهَا فِي يَوْمٍ غَائِمٍ كَئِيبٍ. وَأُخْرِجُهُ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ وَأَجْمَعُهُ مِنَ الْبُلْدَانِ، وَأَرُدُّهُ إِلَى أَرْضِهِ، حَيْثُ أَرْعَاهُ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ وَفِي الأَوْدِيَةِ وَفِي جَمِيعِ أَمَاكِنِ الأَرْضِ الآهِلَةِ.وَأَرْعَاهُ فِي مُرُوجٍ خَصِيبَةٍ، وَتَكُونُ جِبَالُ إِسْرَائِيلَ الشَّاهِقَةُ مَرَاعِيَ رَائِعَةً يُرْبِضُونَ فِي مَرَاحِهَا الطَّيِّبِ، وَيَرْعَوْنَ فِي مَرَاعٍ خَصِيبَةٍ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ. أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، وَأَطْلُبُ الضَّالَّ وَأَسْتَرْجِعُ الْمَطْرُودَ وَأَجْبُرُ الْكَسِيرَ وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ وَأَسْتَأْصِلُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ، وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ. أَمَّا أَنْتُمْ يَاغَنَمِي فَهَا أَنَا أَقْضِي بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، وَبَيْنَ كِبَاشٍ وَتُيُوسٍ. أَتَحْسُبُونَ أَنَّهُ أَمْرٌ تَافِهٌ أَنْ تَرْعَوْا فِي الْمَرْعَى الْخَصِيبِ وَتَدُوسُوا بِأَرْجُلِكُمْ بَقِيَّةَ الْمَرَاعِي؟ وَأَنْ تَشْرَبُوا مِنَ الْمِيَاهِ الصَّافِيَةِ وَتُعَكِّرُوا بَقِيَّتَهَا بِأَقْدَامِكُمْ؟ فَيَتَحَتَّمَ عَلَى غَنَمِي أَنْ تَرْعَى مَا دَاسَتْهُ أَقْدَامُكُمْ وَتَشْرَبَ مَا كَدَّرَتْهُ أَرْجُلُكُمْ. لِذَلِكَ هَا أَنَا أَقْضِي بَيْنَ الشَّاةِ السَّمِينَةِ وَالشَّاةِ الْهَزِيلَةِ، لأَنَّكُمْ دَفَعْتُمْ بِالْجَنَبِ وَالْكَتِفِ الشَّاةَ الْمَرِيضَةَ وَنَطَحْتُمُوهَا بِقُرُونِكُمْ حَتَّى شَتَّتُّمُوهَا إِلَى خَارِجٍ. وَلَكِنِّي أُنْقِذُ غَنَمِي فَلاَ تَكُونُ مِنْ بَعْدُ غَنِيمَةً، وَأَقْضِي بَيْنَ شَاةٍ وَشَاةٍ، وَأَنْصِبُ عَلَيْهَا رَاعِياً وَاحِداً عَبْدِي دَاوُدَ (أَيِ الْمَسِيحَ) يَرْعَاهَا بِنَفْسِهِ وَيَكُونُ لَهَا رَاعِياً أَمِيناً. وَأَنَا الرَّبُّ أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً، وَعَبْدِي دَاُودُ يَكُونُ لَهُمْ رَئِيساً. أَنَا الرَّبُّ تَكَلَّمْتُ. وَأُبْرِمُ مَعَهُمْ مِيثَاقَ سَلاَمٍ، وَأَقْضِي عَلَى الْوُحُوشِ الضَّارِيَةِ فِي الأَرْضِ فَيُقِيمُونَ فِي الصَّحْرَاءِ آمِنِينَ، وَيَنَامُونَ فِي الْغَابَاتِ مُطْمَئِنِّينَ. وَأَجْعَلُهُمْ مَعَ مَا يُحِيطُ بِأَكَمَتِي بَرَكَةً، وَأَسْكُبُ عَلَيْهِمِ الْمَطَرَ فِي أَوَانِهِ، فَتَكُونُ أَمْطَارَ بَرَكَةٍ. وَتُثْمِرُ شَجَرَةُ الْحَقْلِ، وَتُنْتِجُ الأَرْضُ غَلَّتَهَا، وَيَكُونُونَ آمِنِينَ فِي دِيَا رِهِمْ، وَيُدْرِكُونَ عِنْدَمَا أُحَطِّمُ نِيرَهُمْ وَأُنْقِذُهُمْ مِنْ قَبْضَةِ مُسْتَعْبِدِيهِمْ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ. فَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ غَنِيمَةً لِلأُمَمِ، وَلاَ يَفْتَرِسُهُمْ وَحْشُ الأَرْضِ، بَلْ يَسْكُنُونَ آمِنِينَ لاَ يُفْزِعُهُمْ أَحَدٌ. وَأُقِيمُ لَهُمْ مَغْرَساً ذَائِعَ الصِّيتِ، فَلاَ يَكُونُونَ بَعْدُ ضَحَايَا مَجَاعَةٍ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يَتَحَمَّلُونَ بَعْدُ مَشَقَّةَ تَعْيِيرِ الأُمَمِ، فَيُدْرِكُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَأَنَّهُمْ شَعْبِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. وَأَنْتُمْ يَاقَطِيعِي غَنَمَ مَرْعَايَ، أَنْتُمْ بَشَرٌ وَأَنَا إِلَهُكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».

 

سيدنا الراعي رجع متل ما راح، يعني تيتي تيتي

الياس بجاني/29 نيسان/15

لأن فاقد الشيء لا يعطيه،

ولأن المصداقية فُقّدت منذ زمن،

ولأن الإستكبار هو الغالب،

ولأن بعد كل تصريح توضيح،

ولأن ثقافة المؤامرة هي المعشعشة في العقل والضمير والوجدان،

ولأن التعاطي مع الميسورين هو غيره مع الفقراء والمساكين،

ولأن أيتام الأسد هم المحظيين والمستشارين،

ولأن المظلوم هو وراء كل ما ينشر في السفير وغيرها من الإعلام الأصفر والأورنجي تحت عنوان مصادر من الصرح،

ولأن النصار مستمر في قهر كل منتصر ومؤمن،

ولأن المواقف رمادية وتساوي بين الخير والشر،

ولأن القصر إياه اعطي للمقرب المعروف الهوية والعنوان دون الإستماع إلى صوت الحق،

ولأن مسمى الحقير تم ابعاده عن مسميات التواضع،

ولأن الأرض المقدسة تسرق وتباع ببركة من يفترض أنهم حماتها،

ولأن من يساند المحتل والمرتزقة لا يرجى منه الخير،

ولأن المحبة غائبة ومغيبة عن كل الممارسات،

ولأنه يشارك السياسيين المغانم والحصص في الوظائف عن طريق الأقرباء،

ولأنه ابتعد عن ثوابت الصرح وعاداها،

ولأنه، ولأنه، ولأنه، ولأنه، وعلى خلفية وبسبب شي مليون “لأنه” متل ما راح سيدنا رجع.

ولأنه لا يجب أن نبني أية آمال على حركة هي بدون بركة

لهذا كله لن نحبط ولن نيأس ونحن نعرف جيداً أن العليق لا يثمر لا تيناً ولا عنباً.

في الخلاصة “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة”.

والحجارة عملياً تنادي وهكذا الأرز والوديان،

في حين أن أصحاب الوزنات والمواهب الوافرة وكثر من أصحاب الدعوة  والنذورات مصابون بالخرس الخياري.

فلنصلي من أجل الخلاص ومن أجل أن يرسل الرب فعلة لأن الغلال الإيمانية هي دائماً وفيرة لمن يخاف الله ويوم حسابه الأخير.

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

 

ملاحظة/من نتعات سيدنا الراعي أول أمس في باريس وهو يشيد بالصهر العجيبة جبران باسيل. نتعات ليس لها ما يبررها إيمانياً ووطنياً وأخلاقياً وحقيقة معاشة ومأسي عونية: "وأكرر القول انه فور عودتنا الى لبنان سنعمل معك يا معالي الوزير (جبران) من اجل ايجاد حل سريع لازمة الفراغ الرئاسي، ويجب ان يكون لدينا رئيس قبل 25 ايار، ولا سيما أن معاليك رجل تحد، ونحن نقول نريد رئيسا وربنا سيرسل أفضل رئيس، ونحن نقول ذلك لانك رجل منا"

 

هولاند والراعي و"الأم الحنون"البطريرك الراعي والرئيس الفرنسي

إيلـي فــواز/لبنان الآن/29 نيسان/15

إذا سأل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ضيفه البطريرك مار بشارة الراعي، ما الذي يمنع مجلس النواب اللبناني من انتخاب رئيس للجمهورية، فبماذا تراه يردّ البطريرك؟

ربما يلوم البطريرك الوضع الإقليمي وصراعاته التي تنعكس سلباً على لبنان، أو يشرح لمُضيفه كيف أن ميشال عون ونوابه وحلفاءه يقاطعون جلسات الانتخاب، ولا يؤمّنون النصاب بحجة أن إيصال أي شخصية سياسية غير عون إلى سدّة الرئاسة سيُعتبر نكسة مسيحية إقليمية كبرى، كون عون منذ انتخابات 2009 "الأكثر شعبية".

وسيعرّج الراعي طبعاً على قضية تهميش مسيحيين المشرق، وأخيراً سيطلب مساعدة فرنسا في حلّ أزمات لبنان كونها في قلب البطريرك لا تزال "أمّنا الحنون".

من جهته سيردّد هولاند ما كتبه الأكاديمي الفرنسي لعدد صحيفة الفيغارو الأخير: "كلّنا مسيحيو الشرق". وسيَعِد ضيفه بتكثيف اتصالاته بالدول المؤثّرة على القرار اللبناني من أجل أن لا يكون الرئيس ميشال سليمان آخر رئيس مسيحي في الجمهورية اللبنانية الثانية.

لن يكون من الصعب التنبّؤ بنتائج تلك الزيارة. فلا الراعي هو البطريرك الحويّك، ولا هولاند هو كليمنصو. إذ بين هذا وذاك تراجعت قوة فرنسا وتغيّر وضع لبنان. وجلّ ما تستطيع فرنسا تقديمه هو استقبال المهاجرين المسيحيين المشرقيين ولكن بأعداد ضئيلة.

وجلّ ما يستطيع الموارنة فعله اليوم هو أن يكونوا إمّا موارنة السنّة أو موارنة الشيعة. وفي هذا مرآة لانعدام حال التوازن عندهم كما لفقدانهم أية رؤية أو استراتيجية لمستقبل لبنان ولدورهم فيه. وهذا التراجع في دور الموارنة او تأثيرهم على مجريات السياسة في لبنان يعود لأخطاء ارتكبوها فيما مضى ولا يزالون. وهو أيضاً نتيجة لتحميل من هم دون المستوى مسؤوليات كبيرة ونفوذ يستعملونه لتصفية حسابات الماضي أو لمجرد تغذية حساباتهم المصرفية.

قد يخجل الأباء الموارنة المؤسسون للبنان إذا ما سمعوا جبران باسيل مثلاً، وهو باكورة أعمال التيار العوني، يحاضر بالتاريخ والجغرافيا والأقليات.

على كل الأحوال الشرق الأوسط يتحول الى الأسوأ. فبين اعتراف الرئيس الأميركي باراك أوباما- الذي سيعلن الأمر رسمياً في حزيران - بإيران شريكة أساسية في ادارة الشرق الأوسط، وبين رفض العرب لهذا المنطق بما أن إيران ما زالت تعمل وتسعى لإخضاعهم، ربما تشتعل أكثر من حرب، وربما يستعر سباق التسلح النووي. وقد يكون ما نشهده اليوم من فوضى سهل أمام ما سيأتي.

لذا وبدل أن يقوم الراعي بالسفر إلى فرنسا ولقاء هولاند طلبًا للمساعدة في انتخاب رئيس، عليه أن يجيب وأقطاب الموارنة على أسئلة عدة: في زمن الفوضى وسقوط الحدود، في زمن داعش وأخواتها، أي دور يراد للبنان؟ ما موقف الموارنة من الصراع السنّي- الشيعي، أو العربي- الفارسي لنكن اكثر تحديداً، الذي يلف المنطقة؟ من هم شركاؤهم في اعادة ترميم لبنان بانتظار يوم إعادة بنائه؟ وعلى أية قاعدة وأية أسس؟ ما هو موقف الكنيسة من حزب الله؟ ومن سلاحه ومن تجاوزاته؟ ما هو موقف الكنيسة من مطاراته التي يبنيها في البقاع؟

لم نقرأ حتى يومنا هذا بحثاً واحداً جدّي رعته الكنيسة كونها أحد أهم المؤسسين لدولة لبنان الكبير، يجيب عن تلك الأسئلة او بعضها. لم نسمع البطريركية تنادي مثقّفي لبنان، وباحثيه وعلمائه، لمؤتمر يُبحّث فيه مستقبل البلد وعلاقات أبنائه. كل ما سمعناه هو تصريح للبطريرك يقول فيه "إن فرنسا أمّنا الحنون لن تتركنا". عندما يجد الموارنة أجوبة على تلك الأسئلة عندها تصبح مسألة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية سهلة جداً.

 

حزب الله» يغرّر بالصغار.. بعد استنزافه الكبار

علي الحسيني/المستقبل/30 نيسان/15

أمس الاول، شيّع «حزب الله» أحد مُقاتليه الذي سقط في سوريا وهو طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً يُدعى مشهور شمس الدين من بلدة مجدل سلم قضاء مرجعيون. خبر نزل كالصاعقة على جمهور الحزب وحلفائه خصوصاً وانه ليس أوّل طفل يسقط لـ»حزب الله» أثناء تأدية «الواجب الجهادي» في سوريا، إذ سبق ان قضى آخر منذ ستة اشهر من آل «ترحيني» تكتّم عن سبب مقتله.

لم يعد أمام «حزب الله» سوى الأطفال ليستعين بهم في حروبه بعد أن استنفد خيرة شبابه في حربه العبثيّة التي يشنّها ضد الشعب السوري إلى جانب النظام، فبعد سقوط ما يُقارب الألف قتيل له في الداخل السوري منذ إندلاع الثورة رغم نفيه المُتكرّر لهذا الامر، بدأ «حزب الله» يبحث عن وسيلة تعوّض خسارته هذه إلى أن وجد ضالّته في أجساد طريّة سرقها عن مقاعد دراستها وضمّها إلى مشروع يبدأ على طريق التعصّب وينتهي بالقتل في بلاد الغربة.

في العام 2006 اثناء حرب تموّز وحتّى قبله، كان سقط لـ»حزب الله» مجموعة من الشُبّان يُشبهون مشهور بأشكالهم وأعمارهم، ومع هذا كانت للموت يومها نكهة أخرى ولون يُشبه الوان قوس قزح. كان للشهيد عرس ونشيد خاصّ به. كانت الحكايات تُنسج عن أطفال يمتلكون عزم الرجال امتشقوا بنادق بحجمهم ليواجهوا الإسرائيلي في ساحات قراهم. كانوا اطفال الله، شُهداء الواجب ودروع الوطن قبل أن يتحوّلوا اليوم إلى مجرّد أرقام ضمن عمليّة حسابيّة عنوانها «التصاعد المُستمر«.

لم يعد العمر ولا الحالة العائليّة يُشكلان أي عائق أمام إنضمام أي شاب «شيعي» إلى «حزب الله»، إذ أن قبول الشخص بهذا الانخراط بات السمة الوحيدة ليُصبح مُقاتلا في الحزب. كذلك ما عادت الدورات العسكريّة التي كان يُخضع الحزب مقاتليه لها سواء في ايران او عدد من قرى البقاع ذات اهميّة، فبعد أن كانت تمتد أقل دورة عسكرية إلى اسبوعين كحد أدنى، أصبحت الدورات النظرية مع بعض الرمايات الرشّاشة النقطة الأساسيّة لتخريج المُقاتلين ومن ثم إنتقالهم إلى الداخل السوري ليخوضوا حرباً لا يعرفون من علمها سوى إطلاق الرصاص.

يبدو أن مقتل مشهور قد أحدث جدلا كلاميّا داخل بيئة «حزب الله» وصل إلى حد الانتقاد اللاذع للقيادة، فحتّى الساعة لم يُعلن الحزب بشكل رسمي الأسباب التي أدّت إلى مقتله. أثناء مراسم التشييع التي جرت في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبيّة، كانت الهمسات الجانبيّة والتكهّنات حول مقتل الطفل أو المكان الذي سقط فيه حديث الناس الوحيد. منهم من قال إنه سقط أثناء الغارة التي نفّذتها إسرائيل واستهدفت خلالها موكباً للحزب كان ينقل صواريخ في منطقة القلمون السوريّة، ومنهم من اكّد أنه كان من ضمن المجموعة التي كانت تُحاول زرع عبوات في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل والتي استهدفها أيضاً الطيران الإسرائيلي منذ أيام وأن مُهمّته كانت التسلّل إلى داخل الحدود لوضع العبوات بعد تجهيزها نظراً الى بنيته الصغيرة.

ماذا يعني مقتل طفل في سن الخامسة عشرة في صفوف «حزب الله»؟. من الواضح أن الحزب يُعاني نقصا حادا في عناصره وإلّا لما كانت وافقت قيادته على إنخراط مشهور شمس الدين وأمثاله من السن نفسها، وهو الذي كان أصدر تكليفاً شرعيّاً يمنع الشُبان دون سن الـ18 عامًا من المُشاركة في المعارك الدائرة في سوريا أو حتّى إخضاعهم لدورات تدريبيّة من دون علم اهاليهم، أو تطويع عناصر يُعيلون عائلاتهم، بحسب كلام السيد حسن نصرالله في أكثر من محطّة ومناسبة. ومن هنا يبدو أن «حزب الله» بدأ يتّبع إستراتيجيّة جديدة في عمليّات التعبئة توجب البحث عن مقاتلين في الصفوف الكشفيّة أو على مقاعد الدراسة، ما يعني أن الحرب التي يفرضها الحزب على أبناء طائفته في الداخل والخارج قد تطول لأعوام مقبلة.

بعد إدخالها سابقاً الصراع مع إسرائيل والتشديد على ضرورة الإنخراط بالعمل العسكري لمحاربتها كمنهج رئيسيّ في التعليم، بدأت مؤسّسات «حزب الله» التعليمية والثقافيّة خلال الأشهر المُنصرمة بإدخال مفهوم جديد إلى مناهجها يتحدّث عن حرب طويلة الأمد مع التكفيريّين واللعب على الغرائز المذهبيّة بوصفها حرباً «كونيّة» على الشيعة في العالم، ولذلك فهي تتطلّب الاستعداد من سن مُبكّرة. هي مناهج رهن الظروف، تُستبدل وفقاً للزمان والمكان يقرأ منها الأطفال صفحاتها الأولى ثم يُغادرون بعدها من دون أن يتمكّنوا من تكملتها.

أمس عاد الطفل مشهور شمس الدين داخل نعش صغير لا يتّسع لأحلامه الكبيرة، وبالأمس غاب أصدقاؤه عن المشهد الأخير ليحل مكانهم شُبّان تفوح منهم رائحة البارود. حاولت والدته إخفاء دمعاتها ظنّاً منها ان ذلك امر مُعيب وهي التي لم تذق من قبل طعم القتل في عائلتها الصغيرة، لكن عيونها كشفت عن أسئلة كثيرة وموجعة تتعلّق بالساعات الاخيرة من حياة ابنها. لكن الإجابة الوحيدة كانت، أنّ مشهور رحل بطريقة مُفجعة لن تُنسيها اياه حكايات وروايات مجالس العزاء ولا خطابات تتنقّل بها قيادات «حزب الله» وتُكرّرها بين ذكرى ومُناسبة.

 

لا حلّ إلا بسحب سلاح "حزب الله"

علي حماده/النهار/30 نيسان 2015

انطلقت البارحة "خطة أمنية" في معقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت. وشاهدنا وزير الداخلية يجول في المنطقة، كما شاهدنا انتشاراً للحواجز الأمنية المشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي. ويبدو أن "حزب الله" قبل بهذه الخطة لسببين، الأول تكاثر العصابات والمافيات على أنواعها في الضاحية، ومن أجل الايحاء أن "حزب الله" ليس استثناء، بل إن مناطقه تقبل بحلول سلطة القانون والدولة. هذا جيد، لكن السؤال الذي يحضر كل مراقب، هو عن المدى الذي ستبلغه الخطة الأمنية في الضاحية وبقية المناطق الواقعة تحت نفوذ "حزب الله". هل ستدهم القوى الأمنية مخازن السلاح المنتشرة في الضاحية، وتوقف حاملي السلاح مثلما فعلت وتفعل في طرابلس وغيرها من المناطق التي خضعت أخيراً لسلطة القانون والدولة؟ وكيف سيكون التعامل مع المسلح المنضوي تحت عباءة ما تسمى "مقاومة"؟ هل هو خارج على القانون بينما يتجوّل مسلحاً؟ في المبدأ وصول الدولة، وإن شكلياً، الى الضاحية يسجل في خانة الايجابيات، لأنه يُثبت مرة جديدة أن "حزب الله" مهما عظم شأنه وقويت شوكته لا يمتلك الشرعية التي تمتلكها الدولة ومؤسساتها. فالحزب يبقى في نهاية الأمر ميليشيا، وسلاحه غير شرعي، ولا يحظى برضى اللبنانيين. لكن ماذا عن أكبر خرق للشرعية يمارسه الحزب بإرساله آلاف الشبان لقتال الشعب السوري على أرضه؟ ما هو الموقف؟ وكيف يمكن أي خطة أمنية موضعية أن تعمر ما دام "حزب الله" متورطاً في حرب على أرض الغير؟

أسئلة مطروحة بقوة لأنها تتصل بعمق الموضوع: كيف يمكن التوفيق على المدى الأبعد بين منطق الميليشيا العاملة في إطار أجندة خارجية، ومنطق الدولة والقانون؟ وكيف يطبق القانون على العصابات الصغيرة والمافيات المحلية فيما ثمة جيش خارج على القانون والشرعية والدولة يتخذ من الأرض اللبنانية مقراً للانطلاق الى الخارج، ويجنّد آلاف اللبنانيين، وبعضهم من القُصّر للحرب بأمر من قيادة دولة خارجية؟ هذه الأسئلة المطروحة بقوة، هي صلب المسألة. ونحن نرى أن أي خطة أمنية في الضاحية أو غيرها ستبقى مجرد علاج موضعي وموقت لمرض خبيث يحتاج الى علاج جذري. فالتناقض بين "حزب الله" ومنطق الدولة والكيان والنظام والتركيبة كبير، ويستحيل التوفيق بينهما في شكل جدي. وحدها "التفاهمات" الموقتة يمكن طرحها، ولذلك يبقى لبنان معلقاً، والدولة معلقة، والدستور معلقاً، المؤسسات معلقة الى أن يتخلص لبنان من الحالة الشاذة التي يمثلها وجود ميليشيا تعمل في إطار وظيفة خارجية، وفي الطريق تدمر أركان العيش المشترك. ما تقدّم لا يهدف الى تقليل شأن الخطة الأمنية، ولا شأن جهود وزير الداخلية، بل لتذكير المعنيين بألا حل حقيقياً لبنان في ما لم يتم سحب سلاح "حزب الله" وتحويله حزباً مدنياً أسوة ببقية الأحزاب. فقد انتهت المقاومة في القلوب والعقول منذ وقت طويل، وهي غرقى الآن في وحول سوريا.

 

ملخّص أميركي لنتائج زيارة الحريري: دعم لبنان والاعتدال... ودور إيران مسألة أخرى

ايلي الحاج/النهار/30 نيسان 2015

لخص مسؤول أميركي لـ"النهار" أجواء زيارة سعد الحريري لواشنطن التي انتهت أمس ولقاءاته والمسؤولين الأميركيين بالقول إنها كانت جيدة ومفيدة للجانبين.

واستهل بالناحية الشكلية فقال إن مضيفي الحريري تعاملوا معه كما لو أنه رئيس حالي نظراً إلى مكانته، وفي ناحية توقيت الزيارة كان معروفاً بأنه سيزور واشنطن وجرت الترتيبات لذلك قبل انطلاق "عاصفة الحزم" في وجه إيران وحلفائها في اليمن مما يعني أن لا رابط بين الحدثين. لا يمنع ذلك أن حصول الزيارة بعد "العاصفة" أضفت عليها أهمية أكبر.

أما الرسالة التي حملتها الزيارة، فلفت المسؤول إلى أن الأميركيين سبق أن سمعوها لدى زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق، لواشنطن، مفادها دعوة الولايات المتحدة إلى التركيز على قوى الاعتدال ودعمها سياسياً في مواجهة التطرف للتغلب عليه، سواء في لبنان أو في العالم العربي في موازاة الدعم الأميركي التقليدي للجيش والقوى الأمنية.

كذلك تضمنت رسالة الحريري عموماً وجوب عدم غض النظر عن سياسة إيران التوسعية، إن في لبنان أو في دول عربية أخرى مثل سوريا والعراق واليمن والبحرين تحت شعار أن الأولوية الأميركية هي اليوم لضرب "داعش" وإنجاح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني. لا يجوز وليس مفيداً للسلام في المنطقة بالنسبة إلى الحريري والفريق الذي يمثل أن تعطى إيران دوراً أكبر في المنطقة أياً تكن الظروف، والاتجاه في هذا المنحى لا يفيد مساعي الاستقرار في الشرق الأوسط.

وكشف المسؤول الأميركي أن الجزء المتعلق بدعم قوى الاعتدال لا خلاف عليه ولا مشكلة، وقد وصلت الرسالة بشأنه بوضوح، وكان الجواب عنه إيجابياً في كل دوائر القرار وبالوضوح نفسه، إن في الإدارة الأميركية أم في الكونغرس.

إلا أن الأمر يختلف بالنسبة إلى الموقف من الجمهورية الإسلامية في إيران وامتداداتها في لبنان وسوريا وأبعد.

ففي حين تؤيد الغالبية في الكونغرس تلقائياً ما يذهب إليه الحريري، ترى الإدارة أن المحور الذي شكلته إيران ليس خطراً داهماً حالياً، وليس من الحكمة أن تفتح الولايات المتحدة جبهات متعددة عليها في منطقة الشرق الأوسط في وقت واحد، بينما تقود العملية العسكرية الدولية للقضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا. يعتنق هذا المبدأ في شكل خاص الرئيس باراك أوباما وأعضاء فريقه من زاوية أن دوراً إيجابياً أكثر لإيران يقيم توازناً في المنطقة ينعكس استقراراً وانفتاحاً على حلول لكل شعوبها ودولها، بما فيها سوريا التي شدد الرئيس السابق للحكومة على ضرورة وضع حد لمأساتها المتمادية.

يمكن التأكيد هنا أن الرئيس الحريري سمع من هذا الفريق، ومن ضمنه وزير الخارجية جون كيري كلاماً ملخصه: "لسنا مغرمين بإيران لكنها ليست عدوتنا، أقله الآن".

أما الموضوع اللبناني فلم يستلزم من الرئيس الحريري جهداً كبيراً للاتفاق في شأنه مع المسؤولين الأميركيين، فهم مقتنعون بأهمية الحؤول دون انتقال حروب المنطقة إليه وحماية العيش المشترك. وسجل هؤلاء حرص الحريري على عدم تناول الأوضاع فئوياً أو من زاوية خاصة، وأبلغوه بأنهم مقتنعون بأهمية الاستمرار في دعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية ومدّهما بالمساعدات وزيادتها ورفع مستواها. المسألة هذه محسومة عندهم وكذلك أهمية مساعدة لبنان في تحمل أعباء النزوح السوري الكثيف ودعم البيئة الاجتماعية اللبنانية التي تحتضنهم أيضاً.

وبدا بوضوح مرة أخرى أن المسؤولين الأميركيين لا يمتلكون تصوراً للتوصل إلى مخرج لأزمة الفراغ الرئاسي فاكتفوا بطرح أسئلة عما يمكن فعله. أسئلة لا يملك الحريري ولا غيره بالطبع أجوبة شافية عنها. وفي سياق الأحاديث أبدوا اهتماماً بموضوع القادة الأمنيين، يخشون بالمختصر امتداد الفراغ ليشمل مواقع يرتاحون إلى مستوى التعامل والتنسيق مع من يشغلونها.

 

النائب عاطف مجدلاني للمحكمة: أحد أسباب اغتيال الحريري خوف السوريين من فوزه في الانتخابات

كلوديت سركيس/النهار/30 نيسان 2015

تناول النائب عاطف مجدلاني في متابعة شهادته امام غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي، المظهر الخارجي لمسؤول الامن لدى الحريري يحيى العرب في 13 شباط 2015، وقال: "كان مقربا مني، وهو عادة مرح ويضج بالحياة، ولكن قبل يوم من الاغتيال كان وجهه أسود وقلقا جدا وعابسا، وعرفت أنه كان آتيا من زيارة رستم غزالة".

بعودته أشار الشاهد الى انه "عرف من أحاديث عامة مع مقربين من الضحية وجود نوع من التشنج في العلاقة بين السوريين والحريري حتى قبل 13 شباط". ونقل عن النائب الراحل باسل فليحان في التاريخ نفسه انه يملك معلومات سمعها في اوروبا عن موجة اغتيالات من دون أن يفصح عن مصدرها. وتوجه الينا بجدية وقلق: "انتبهوا انا ما كتير معرض لاني مع الرئيس الحريري. التهديدات جدية".

وردا على راي قال مجدلاني: "كان لدى رؤساء الحكومة السابقين العديد من العناصر من 30 عنصرا الى 40 عنصرا، فيما واكب الحريري ستة أو سبعة عناصر. وكان الحريري مطمئنا الى حصد الاكثرية المطلقة في المجلس النيابي. وكان السوريون يعرفون هذه النقطة. وأعتقد انها أحد أسباب الاغتيال. وكان واضحا تماما ان ثمة جبهة عريضة تولد مناهضة للوجود العسكري السوري في لبنان. وخافوا من حصول الحريري وحلفائه على الاغلبية النيابية والمطالبة بانسحاب الجيش السوري، وخصوصا بعدما لمسوا التقارب بين الحريري وغبطة البطريريك الماروني صفير وتاليا التقارب السني المسيحي. وأطلقوا اشاعات لاخافة المسيحيين من الحريري اضافة الى تحالفه مع النائب وليد جنبلاط". ووصف الحريري بأنه "كان زعيما كبيرا في لبنان. وتمتع بثقة الكثير من زعماء العالم وفي مقدمهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك متحدثا عن جهوده في تغيير مواقف دول وخصوصا انكلترا ضد لبنان والمقاومة، الى موقف متفهم ومساعد للبنان. وأنجز شرعنة عمل المقاومة في المناطق المحتلة بالاتفاق مع الامم المتحدة وأميركا وأوروبا". وعرج الشاهد على "علاقات الحريري القوية مع دول عربية وخليجية. وزاد اهتمام السعودية بلبنان مع الحريري ووقفت في أصعب الاوقات الى جانبه". وأضاف: "كان معترفا بالحريري بأنه أكثر من زعيم سني في لبنان مثلما هو معترف بقيادته للطائفة السنية في دول ومجتمعات سنية اخرى، في ما أزعج كثيرين وعلى رأسهم سوريا التي توجست من توسع شعبية الحريري".

وردا على محامي الدفاع فيليب لاروشيل عن مصالح المتهم حسين عنيسي قال مجدلاني في الاستجواب المضاد: "لا يزال الفساد قائما على مستويات مختلفة في الادارات والوزارات في لبنان"، نافيا علمه باعطاء الحريري مبالغ مالية لبعض ممثلي سوريا في لبنان بينهم العميد رستم غزالة او غازي كنعان". واضاف: "سمعت اشاعات عن هذا الموضوع وليس لدي معلومات. كما سمعت بذلك عبر متابعتي احد الشهود في المحكمة. قدم الحريري مساعدات انسانية زكاة وأموالا لطلاب لبنانيين لاهداف انسانية". وتحدث عن الفساد في لبنان في ظل النظام الامني اللبناني – السوري، متناولا مسألة "أدوية مهربة وكلام عن أمور في مرفأ بيروت" في مقابل فبركة ملفات لمقربين من الحريري بتهم فساد.

ورفعت الجلسة الى اليوم للمتابعة.

 

تقارير عن مقتل 6 من حزب الله في كمين لـ"النصرة" في القلمون

نهارنت/"قتل ستة عناصر" من حزب الله الاربعاء في كمين نصب لهم من قبل جبهة النصرة في منطقة القلمون. وأفادت قناة "الجزيرة" عن "مقتل 6 من حزب الله في استهداف جبهة النصرة لسيارات الامداد التابعة له في القلمون". وقال تلفزيون "اورينت تي في" المناهض للنظام، "قامت النصرة بعملية كبيرة اليوم ضد رتل إمداد لميليشيا حزب الله في القلمون, فجرت على إثره ست سيارات تابعة للحزب الشيعي الذي يقاتل لجانب الأسد منذ ثلاثة أعوام ضد الشعب السوري". وأفاد نشطاء بحسب المصدر "عن انفجار كبير سُمع في القلمون لرتل عسكري تابع لحزب الله ودوّى انفجار كبير في المنطقة". وتدور اشتباكات شبه يومية بين الجيش السوري وحزب الله من جهة ومقاتلي جبهة "النصرة" في منطقة القلمون. وفي كانون الثاني قتل خمسة عناصر من حزب الله في اشتباكات دارت في جرود فليطة الحدودية. وفليطة بلدة تربط جرود بلدة عرسال البقاعية الحدودية، بجرود بلدة القلمون السورية.وللقلمون موقع استراتيجي، حاول حزب الله بحسب تقارير سابقة اوائل السنة بـ"قطعِ إمداد المقاتلين بالوقود والمحروقات الضرورية للتدفئة لينهكَهم حتى بداية الربيع، ما يُسَهّل طردَهم من المنطقة والسيطرة عليها عسكرياً".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 29/4/2015

الأربعاء 29 نيسان 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يوم سعودي طويل بدأ بأوامر ملكية في الرياض وانتهى بتهان لبنانية بتعيين الامير محمد بن نايف وليا للعهد ومحمد بن سلمان وليا لولي العهد. ومر ببيروت ايضا بتحرك للجالية في السعودية وبمواقف قيادية في لبنان تؤكد صون العلاقة مع المملكة.

والى تعيين الاميرين بن نايف وبن سلمان قضت الاوامر الملكية بتعيين السفير في واشنطن عادل الجبير وزيرا للخارجية واحالة عميد الدبلوماسية العربية والاسلامية الامير سعود الفيصل الى وزير دولة مشرفا على الشؤون الخارجية السعودية.

وقد هنأ الرئيس تمام سلام الاميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، كما هنأهما الرئيس سعد الحريري، الذي اشاد بالدور الذي لعبه الامير سعود الفيصل، ولفت الى كفاءة وزير الخارجية الجديد عادل الجبير.

وفي الرياض ايضا اجتماع لوزارء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي تحضيرا لقمة دول المجلس يوم الاثنين والتي ستستقبل الرئيس الفرنسي، كما ستحضر للقاء في البيت الابيض مع الرئيس اوباما في الثالث عشر من ايار.

وفي الدوحة اجتماع لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي، بحث زيادة التنسيق لمواجهة التطورات في المنطقة.

هذه التطورات تمثلت اليوم بارتفاع وتيرة المواجهات في عدن وكثافة غارات التحالف.

وفي سوريا اشتباكات حادة في جسر الشغور، وغارات جوية للجيش النظامي.

وفي بغداد تهديد مقتدى الصدر لاميركا بعمليات اذا ما اقر تقسيم العراق.

محليا خطة امن الضاحية الجنوبية مستمرة لليوم الثاني، ووزير الداخلية تفقد القوى الامنية المنتشرة، واكد ان لا مناطق مقفلة بوجه الامن الشرعي.

وهذا المساء انتهت جلسة مجلس الوزراء الى برمجة لجلسات متتالية الاسبوع المقبل لدرس الملفات المهمة، وبينها الموازنة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

سلسلة تعيينات للعاهل السعودي الملك سليمان عبدالعزيز، احدثت صدمة ايجابية في المملكة وفي خارجها، في المملكة اولا تثبت الانتقال الهادئ من الجيل الاول للعائلة المالكة الى الجيل الثاني عبر اعفاء الامير مقرن بن عبدالعزيز من منصب ولي العهد، واسناده الى الامير محمد بن نايف. اما في الخارج فشكل احتفاظ الامير محمد بن سلمان بمنصب وزير الدفاع اضافة الى تعيينه وليا لولي العهد تعزيزا للنهج الذي تكرس في عاصفة الحزم، لا سيما ان الامير محمد بن نايف هو الذي قاد العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

في الداخل ترقب وانتظار بعد التصعيد الكلامي العنيف للنائب العماد ميشال عون هكذا تبدو جلسة التشريع معلقة بانتظار تأمين ميثاقيتها التي اضحت صعبة، لا بل شبه مستحيلة بعد توافق القوى المسيحية الكبيرة على عدم المشاركة في جلسة تتخطى مبدأ تشريع الضرورة. الخلاف التشريعي واكبه تجاذب داخل مجلس الوزراء حيث ساد التوتر المضبوط نتيجة ثلاث ملفات متفجرة داتا الاتصالات مناقصات الخلوي واللاجئين السوريين. اما بالنسبة الى الموازنة العامة فقد تم الاتفاق على عقد جلسة الثلاثاء المقبل مخصصة لها على ان تكون الجلسات متتالية ومفتوحة حتى اقرارها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

هل هو استلحاق لقطار التفاهم الأميركي- الإيراني، أم حزم بعد انحسار عاصفة الحزم في اليمن؟ هل هو مجرد استكمال لانقلاب داخلي ما، أما تمهيد لنهج إقليمي جديد؟ أسئلة كثيرة تراود المراقبين، الذين فاجأهم العاهل السعودي بقرار إعفاء ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز ووزير خارجية المملكة منذ أربعين عاما الأمير سعود الفيصل، ولو قيل أن الأخير طلب ذلك لظرفه الصحي...

لكن، مهما يكن من أمر، ولأن لا تكرهوا شيئا لعله خير، قد يكون من حق جهتين أن تتفاءلا:

الأولى، شعوب عربية تأذت بفعل سياسات جائرة. أشعلت نار في بلدانها، ومع كل نار شعار. أما الضحايا من قتلى وجرحى، فبالآلاف، عدا الدمار الهائل. ولعل في حقل التجارب اليمني، الذي أضيف أخيرا إلى حقول العراق وليبيا وسوريا، خير دليل، حتى وصل الأمر ببعض المتابعين حد الربط بين حدوث الحرب على اليمن، وتأهيل ولي العهد الجديد الأمير محمد بن نايف للمهمة الجديدة.

أما الجهة الثانية التي من حقها التفاؤل، فشعبنا اللبناني، الذي يبدو أن التواريخ مصرة أن تلعب مجددا لعبتها فيه. فمن غرائب الصدف، أن يتزامن خبر إقالة سعود الفيصل والشهر الذي يحيي فيه اللبنانيون الذكرى الأربعين لاندلاع حرب لبنان، التي رافقها الوزير السابق يوما بيوم، ومعركة بمعركة، وخطة بخطة: من بدايات النزاع اللبناني- الفلسطيني، إلى الاجتياح الإسرائيلي وانتخاب بشير الجميل عام 1982، مرورا بالاتفاق الثلاثي فاتفاق الطائف، بلوغا إلى مرحلة الوصاية السورية التي كان سعود الفيصل شخصيا من عرابيها الإقليميين، إن لم يكن عرابها الأول، بشهادة المحضر المسرب عن لقائه الشهير بنظيره الأميركي جايمس بايكر عام 1989، من دون أن يغيب عن أذهان اللبنانيين في الأشهر الاخيرة، ما قيل عن فيتو فيصلي على انتخاب المرشح المسيحي الأقوى رئيسا لجمهورية لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

بات على الخطة الأمنية أن تطرق أبواب غرف التجميل بعدما لجأ إلى واحدة منها الإرهابي خالد حبلص تحت اسم مموه مقتلعا عنه ملامح الوجه بهدف التخفي عن عيون الأمن وإذا كانت التحقيقات الأمنية قد نزعت عن حبلص وجهه الثاني فإن ما أدلى به الرجل لم ينزع القناع بعد عن مأوى المطلوب الفار أحمد الأسير وإن تكثفت المطاردات اليوم لأنصاره في منطقة الشرحبيل وعلى ما أفيد من اعترافات فإن الأسير لم يبتعد عن محيط مدينة صيدا أمن صيدا طارد الأسير وبقاياه في الوقت الذي كانت فيه الدولة تختال في ضاحيتها بلا أي عثرة أمنية مع جولة لوزير الداخلية على الأحياء الخارجية وهو يسمع من أطراف الضاحية الجنوبية إلى عمقها رحبا وسعة كوزير له وصايته الأمنية على كل لبنان والضاحية جزء من كل.

وإلى الوصاية الدولية على لبنان حيث خصصت محكمة لاهاي يومي استماع لشهادة النائب عاطف مجدلاني وبتدقيق معطيات اليومين اللذين يكلفان المحكمة وتاليا لبنان ما يربو على أربع مئة ألف دولار يتبين أن الصرف كان على شهادة يمكن تفاديها والاستغناء عن وقائعها بكل ضمير مرتاح لكونها مجرد "زيادة مصروف" باعتبارها ثرثرة محلية على منابر دولية فالمجدلاني نائب من كتلة الرئيس رفيق الحريري ولاحقا نجله سعد خبراته توظف بأقصى حدودها بحملات ضد التدخين في الأماكن العامة ولم يسبق له أن تعاطى دخانا سياسيا أو أمنيا سبق أو تلى عملية الاغتيال والمجدلاني في يومين من الروايات لم يقدم ما يفيد المحكمة أو يضرها وإن سار على خطى زملائه في التكرار والتناقض فهو قال أمام القضاة الدوليين اليوم إن سمعة الحريري كانت في مواقع متقدمة خارجيا متحدثا عن إنجازات دبلوماسية للرجل في غير بلد لكنه لم يرافق الحريري إلى أي بلد وهو أفاد أيضا بأن رفيق الحريري كان وزير خارجية لبنان وسوريا معا وبأن زعامته تخطت الحدود وإذ به وعلى مسافة دقيقتين من هذه الواقعة يعلن أن السوريين كانوا يجبرون لبنان على انتهاج السياسة الخارجية نفسها لسوريا لدى مجدلاني كثير من ملفات الفساد على زمن الوصاية السورية لكنه لا يتذكر منها أي اسم اللهم إلا اسم الرئيس اميل لحود الذي كان القاسم المشترك في كل الشهادات على أن النقطة الإيجابية أن القاضيين اللبنانيين في المحكمة ميشلين بريدي ووليد عاكوم يعرفان تفاصيل حكم الحريري وعلامات زمن الوصاية لسورية وقد وجها أسئلة في العمق الى الشاهد الذي كان من الممكن إلغاء شهادته توفيرا للوقت والمال.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

مزيد من الخطوات في مسار تثبيت دعائم الحكم وتحقيق الانتقال في مواقع المسؤولية تحرزها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وفي سياقها تأتي الأوامر الملكية التي اصدرها خادم الحرمين الشريفين بتسمية الامير محمد بن نايف وليا للعهد وتسمية الامير محمد بن سلمان وليا لولي العهد وبإعفاء وزير الخارجية سعود الفيصل استجابة لطلبه وتعيين سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير خلفا له.

الاوامر الملكية السعودية التي تركت اصداء على امتداد العالمين العربي والدولي رأى فيها الرئيس سعد الحريري إجراءات ترقى الى مستوى المبادرات المباركة وغير المسبوقة والتي تضع المملكة على الخط السريع للاستقرار وتوفير المقومات المتينة لأركان الحكم.

داخليا، تركيز لدعائم الخطة الامنية في الضاحية عبر جولة لوزير الداخلية نهاد المشنوق في احيائها مؤكدا محاولات ابعاد لبنان عن حرائق المنطقة.

في عمل مجلس الوزراء جلسة انعقدت هذا المساء برئاسة الرئيس تمام سلام وقد تم ارجاء البحث في الموازنة الى الثلاثاء المقبل فيما تبحث الجلسة في ملف الخليوي وداتا الاتصالات.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

أمن ممسوك اختبره وزير الداخلية نهاد المشنوق على ارض الضاحية، التي شرعت ابوابها للخطة الامنية، غطاء سياسي كامن وترحيب شعبي شامل وتأكيد المشنوق ان الضاحية الجنوبية كما كل المناطق اللبنانية تثبت خيار الدولة.

أمن التشريع لم تفرضه الضرورة رغم الحاجة الوطنية لبت مشاريع اساسية واقتراحات قوانين تتصدر الاولويات الشعبية، الرئيس نبيه بري يصر على عقد جلسة تشريعية. نصاب الجلسة مؤمن لكن رئيس المجلس يتمسك بالميثاقية اولا ويراعي حساسية التوازنات الداخلية ما يعني انه لن يعقد اي جلسة يتغيب عنها مكون اساسي.

الرئيس بري كعادته قال ان الاختلاف بالرأي مع العماد ميشال عون لا يعني خلافا بالاستراتيجية، اما استراتيجية الموازنة المالية فيحددها مجلس الوزراء بجلسات خاصة تبدأ الثلاثاء المقبل على ان تكون مفتوحة ومتتالية الى حين اقرارها.

جهوزية وزير المال علي حسن خليل تسهل على الوزراء بت الموازنة لكن في الاتصالات داتا وعقود سخنت اجواء مجلس الوزراء، خلافات بين الوزيرين بطرس حرب وجبران باسيل حول عقود شركتي الخلوي التي تنتهي غدا وتباينات سياسية حول حركة الاتصالات بين من يدعو لتسليم الداتا كاملة للاجهزة الامنية بناء على طلب وزارة الداخلية ومن يرفض التسليم.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

وسط سحب الفشل المتراكمة لزوابع الوهم السعودية هبت عاصفة عزل داخل العائلة الحاكمة في المملكة، عاصفة ابعدت امراء وعومت اخرين وكسرت توازنات سارت عليها مملكة ال سعود على مدى عقود.

تعيينات مهدت لها قبل ايام شبكات التواصل ومعاهد الدراسات فاكمل الملك سليمان انقلابه على تركة سلفه عبد الله باطاحته لاخيه مقرن معبدا الطريق امام نجله محمد وابن شقيقه نايف لتبوؤ اعلى منصبين في السعودية بعد الملك.

اسئلة كثيرة انتجتها الخطوة فكيف ستتعامل اسرة ال سعود مع تجاوز الملك سليمان لما يوصف بالمحرمات التي وضعها الملك المؤسس بعدم تولية الاحفاد السلطة مع بقاء الابناء على قيد الحياة؟ وهل سيكون متعب بن عبد الله التالي على مقصلة الاطاحات الملكية بهدف اعتلاء ابن سلمان سدة الحكم بعد ابعاد تدريجي لابن نايف من ولاية العهد على ما ذكرته مصادر سعودية؟ ام ان توازنات الجناح السديري داخل الاسرة الحاكمة سترغم المحمدين على مساكنة الامر الواقع؟

اسئلة ربما تكشف اجاباتها الايام المقبلة لكن ما هو مؤكد ان المملكة السعودية تعيش اخطر مراحلها وسط تسريبات عن تململ داخلي من التغيرات المصحوبة بفشل السياسات الخارجية والتخبط بالرمال اليمينة. تخبط زادت من وتيرته الانباء الواردة من جبهات القتال ضد التكفيريين وفلول الهاربين وتؤكد اطباق الجيش اليمني على مواقعهم في عدن وغنمه مزيدا من الاسلحة السعودية التي القيت لمساندة مسلحي القاعدة في تعز.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 29 نيسان 2015

الأربعاء 29 نيسان 2015

النهار

نائب شمالي، كان بادرَ بعد التمديد إلى التنازل عن راتبه لمصلحة المحتاجين، يتهيأ لاتخاذ خطوة في سياق الدفع الجاد لتحريك الجمود القائم.

زادت التوقّعات بقرب حصول لقاء عون - نصرالله بعد الاهتزازات على جبهة 8 آذار.

قال وزير سابق إن الانتخابات الرئاسية حاصلة حتماً قبل آخر تموز.

من المتوقّع أن يتّخذ الرئيس أمين الجميّل بعد عودته من السفر قراره بالاستمرار في رئاسة الكتائب أو التنحّي لمصلحة نجله النائب سامي الجميّل.

رغم قرار لمجلس الوزراء حصل تغيير في دفتر شروط بضغط من إحدى شركات النفايات.

السفير

لم يستجب قطب سياسي لتمنيات مقربين منه بالتراجع عن قضية لها بعد قضائي ـ مالي تتصل بأحد المقربين منه سابقا.

أثارت زيارة أحد النواب لمرجع غير مدني انتقادات قاسية له داخل تياره السياسي.

قال مسؤول دولي لبعض السياسيين ان أية مبادرات رئاسية خارجية لن تتحرك في المدى المنظور، فلبنان هو الخامس في سلّم الأولويات بعد الملف النووي والعراق وسوريا واليمن.

المستقبل

يقال

إن ما أعلنه رئيس تكتل مسيحي أمس فاجأ مرجعاً روحياً كان قد سمع من وزير مقرّب جداً من رئيس التكتل كلاماً مغايراً قبل يومين.

اللواء

بلغ الإستياء لدى مرجع كبير من تصريحات مرجعية روحية في عاصمة أوروبية حدّاً، لم يتمكّن المرجع إلّا من الإشارة إليه أمام زواره!

تجنّبت قناة حليفة لتيار بارز تضمين عناوين النشرة المسائية الموقف الذي أعلنه رئيس التيار الحليف؟

تعود أسباب التأخير عن الإعلان على تفاهم بين طرفين مسيحيين إلى أن الخلاف على الرئاسة ما يزال مستمراً بينهما!

الأخبار

55 عنصراً من رومية إلى الضاحية

بإشارة من قائد الدرك الياس سعادة، جرى فرز 55 من العناصر المكلفين حماية سجن رومية إلى الضاحية الجنوبية للمشاركة في تنفيذ الخطة الأمنية الجارية. سعادة استعان بعناصر عدة من قطعات أخرى لتعزيز عديد القوة الأمنية. لكن القرار أثار جدلاً بسبب حساسية الوضع الحالي في السجن بعد أقل من أسبوعين على اندلاع أعمال الشغب وتحطيم محتويات المبنى "د".

مقبل وأبواب السجن

قالت مصادر مطلعة إن ترميم المبنى "د" في سجن رومية كان ينص على استيراد أبواب من الولايات المتحدة للزنزانات والأجنحة مطابقة للمعايير الدولية بقيمة 3 آلاف دولار للباب. إلا أن وزير الدفاع سمير مقبل أصرّ على تصنيع الأبواب محلياً بكلفة 1100 دولار للباب، وبالمواصفات نفسها، وهو ما تبيّن بعد التمرد الأخير أنه لم يكن كذلك!

مطلوبو الضاحية في فاريا!

غادر عدد من المطلوبين البارزين الضاحية الجنوبية قُبيل بدء الخطة الأمنية، بعدما تبين أن موعد انطلاقها سرّب قبل أيام. وتفيد معلومات بأن مطلوبين من حي الجورة في برج البراجنة الذي دهمته القوى الأمنية لجأوا إلى فاريا، فيما قصد آخرون البقاع.

الجمهورية

رفضَت جهات رسميّة متخصّصة عرضاً تقدّمَت به منظمات إنسانية دوليّة تُعنى بملف النازحين، يقضي بمنح أوراق ثبوتية للّذين يولدون في لبنان، ووصفَت العرض بأنه خطوة أولى نحو التوطين.

ردَّ سفير دولة كبرى في مجلس خاص، على سؤال حول إمكان شلّ عمل الحكومة، فأكّد جازماً "بأنّ الجميع في لبنان يعرف أنّ الحكومة خطّ أحمر حتى إشعار آخر".

لاحظَ دبلوماسيّون محلّيون أنّ سفير دولة معنية بأحداث اليمن قد "أطفأ كلّ محرّكاته" منذ أن انطلقَت "عاصفة الحزم"، ولم يُدلِ بأيّ موقف، كما غابت نشاطاته عن وسائل الإعلام.

البناء

أسرّ قيادي في تيار المستقبل أمام بعض الخلّص من أصدقائه أنّ الحظوة التي يتمتع بها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في السعودية، وخصوصاً لدى ولي ولي العهد محمد بن نايف، تجعل معركة بعض القيادات الشمالية مع الوزير البيروتي "خسرانة"، مشيراً إلى أنّ حسابات هؤلاء محلية ضيّقة، وهم يعرفون جيداً أنهم ليسوا مؤهّلين لمنافسة المشنوق على موقعه "الحكومي"، على عكس رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، الذي بدأ يتحسّس كرسيه…!

المفكرة

 

علي حمادة: غزالة مات بإبرة وكنعان انتحر بـ3 رصاصات.. السوري يأكل نفسه وأولاده

وكالات/29 نيسان/15/ رأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" علي حمادة أن "التغييرات في المناصب السعودية لافتة خاصة أنها تأتي على مستوى التركيبة السعودية"، لافتا الى انه "خلال السنوات الماضية كان همّ السعودية إشاعة شيء من الطمأنينة والاستقرار في تركيبة السلطة، بمعنى أنه ليس صحيحا ان النظام في المملكة يشيخ. هذا تأكيد على أن الجيل الثاني والجيل الثالث اصبحت له قدم راسخة في تركيبة السلطة في المملكة العربية السعودية". وقال حمادة، في حديث الى قناة "الجديد": "سمعنا في مجالس التعزية بوفاة الملك عبد الله ومجالس المبايعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ان الهم الاساسي لدى الملك سلمان هو ترسيخ الاستقرار الداخلي وتجديد الدم داخل تركيبة السلطة". وعن عاصفة الحزم، لفت الى أن "هناك معركة سعودية- إيرانية، والسعودية ليست وحدها بل معها عدد من الدول العربية، وتلقى تأييدا من عدد من الدول الاسلامية"، موضحا أن "هناك تحالفا تقوده السعودية وخلاصة هذا التحالف انهم سيحاولون ما استطاعوا إخراج ايران من الجزيرة العربية حتى ولو كلّف الامر حرب 30 عاما على اليمن".

أما عن الوضع السوري، شدد على ان "أي مدّ يد على لبنان نعتبره إرهابا من أي طرف أتى"، مؤكدا أن "من يقاتلون النظام في سوريا وحلفاء النظام كائنا من كانوا، يناضلون من أجل سوريا ما عدا تنظيم داعش التي هي تنظيم مخابراتي إرهابي يرهب ويطال الجميع".

ووجّه حمادة تحية الى "ثوار إدلب وثوار جسر الشغور"، مؤكدا أنه "مع ثوار القلمون بالرغم من ان تنظيم لبناني يقاتلهم، كي يعود هذا التنظيم الى لبنانيته". من جهة أخرى، لفت الى أننا "مع الحوار مع حزب الله من باب وضع الامور الخلافية على الطاولة والبحث بها بجدية وبكل صراحة"، لكنه استدرك بالقول: "نحن مع الحوار ومع حماية البلد".أضاف: "يوجد خلاف عميق مع حزب الله على الكثير من الملفات من بينها الداخلي والموضوع السوري والموضوع الاقليمي، لكن علينا دائما ان نضع نصب اعيننا اننا نريد حماية البلد واستقراره والوئام داخل البلد بحدوده الدنيا، يجب ان لا نحول لبنان الى سوريا ثانية او عراق ثانية او يمن ثانية". وتطرّق حمادة الى موضوع موت رستم غزالة، فقال: "غزالة أراد ان يوصل رسالة الى الرئيس سعد الحريري لا ان يدخل على تلفزيون المستقبل ليتحدث مباشرة، وقد تم إبلاغ الرسالة"، سائلا: "من قال ان الشخص المقرب من الرئيس الحريري لم يسجل الاتصال لرستم؟". وختم بالقول: "لا احد يعرف ماذا كان ينوي غزالة قوله، ولم يدع الرئيس الحريري انه يعرف ما كان سيقوله. والمؤكد وما عرفناه من الاطباء الاربعة اللبنانيين الذين ارسلهم الجنرال ميشال عون ليطببوه ويحاولون انقاذه، وصلوا ووجدوا انه لا مجال لانقاذه، هذا الامر منذ حوالي الشهر والنصف. مات غزالة بإبرة، وكنعان انتحر بثلاث رصاصات. النظام السوري يأكل نفسه ويأكل اولاده".

 

امانة 14 آذار: لاعتصام نيابي شعبي حتى انتخاب رئيس للجمهورية

الأربعاء 29 نيسان 2015 /وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي الدوري في مقرها الدائم في الأشرفية، برئاسة الأمين العام فارس سعيد وحضور : يوسف الدويهي، الياس الزغبي، نوفل ضو، شاكر سلامة، ايلي محفوض، وليد فخر الدين، الياس ابو عاصي، نجيب ابو مرعي، جوزف كرم، هرار هوفيفيان، سيفاك هاكوبيان، واجيه نورباتيليان، محمد شريتح، مصطفى علوش، آدي ابي اللمع. ورأت الامانة العامة في بيان تلاه شاكر سلامة انه "في ظل تعقيد الأمور في المنطقة وخصوصا تسارع الأحداث على الساحة السورية وهو ما نشهده منذ انطلاق "عاصفة الحزم" والإتفاق النووي الإيراني، تحذر الأمانة العامة من استمرار الشغور والفراغ في سدة رئاسة الجمهورية الأمر الذي ينعكس شللا في جميع المؤسسات الدستورية كما هو الحال في الحكومة والمجلس النيابي. هذا التعطيل يصب في نوايا فريق 8 آذار الذي يحاول نقل لبنان من "المناصفة" إلى "المثالثة" ومن الطائف باتجاه مؤتمر تأسيسي جديد". اضاف البيان:"تتحمل مسؤولية التعطيل أمام الشعب والتاريخ حصرا الكتل التي امتنعت عن تلبية دعوة المشاركة في الانتخاب وعلى رأسها كتلة "حزب الله" وكتلة العماد عون، بقصد تعطيل بناء الدولة". وختم البيان: "تطالب الامانة العامة لقوى 14 آذار، في الذكرى العاشرة لانسحاب جيش النظام السوري بفضل تضحيات الشعب اللبناني البطل بسلمية تحركه في 14 آذار، العودة إلى نهج المطالبة السياسية السلمية بدءا بانتخاب رئيس جديد للبلاد كونه حاجة وطنية أكيدة وصولا إلى اعتصام نيابي وشعبي في المجلس النيابي حتى انتخاب رئيس جديد"

 

قاطيشه: الغارات الإسرائيلية لمنع تزويد "حزب الله" بالأسلحة الاستراتيجية.. والنظام يدرك أن لا مستقبل له

وكالات/29 نيسان/15/قلل الخبير العسكري العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، من أهمية مقتل عناصر من 'حزب الله” في الضربات التي استهدفت مواقع عسكرية سورية، وقال لصحيفة 'الشرق الأوسط”: 'لا نملك معطيات عما إذا كان مقاتلون من الحزب قتلوا إثر الضربات أم لا، لكن هذا الأمر لا معنى استراتيجيًا له بالمقارنة مع تدمير صواريخ استراتيجية في ظل غياب قدرة النظام السوري على الردع، والاكتفاء منذ 40 عامًا بالقول إنه يحتفظ بحق الردّ”. ورأى قاطيشا، وهو مستشار رئيس حزب 'القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، أن إسرائيل 'تنفذ سياستها بمنع تزويد النظام السوري لـ”حزب الله” بالأسلحة الاستراتيجية، كما تعمل على منع حصول أي تغيير في التوازن التسليحي، وهو ما يدفعها للتدخل بهدف ضرب صواريخ يمكن للنظام السوري أن يمتلكها، مثل شحنة صواريخ الياخونت التي دمرتها إسرائيل في مستودعات في اللاذقية قبل عامين، بعد توفر معلومات عن وصولها من روسيا إلى سوريا”. واضاف أن إسرائيل أيضًا، 'المسرورة باندلاع الأزمة في سوريا وانخراط النظام و”حزب الله” فيها”، تعمل على 'منع أي تغيير في قواعد الاشتباك المعمول بها في هضبة الجولان منذ عام 1974، عبر تدخلها لضرب أي محاولات لفتح الجبهة، ومنع التوتر في المنطقة الحدودية معها”. وإعتبر قاطيشا أن النظام الذي أعاد التذكير بمصطلح 'المقاومة الشعبية” في الجولان، 'يريد أن يوجه رسائل باتجاهات محددة، علمًا أنه بات بحكم المنتهي، ويحاول استنشاق الأكسجين بين فترة وأخرى، علمًا أنه يدرك بأن لا مستقبل له

 

علوش: أعضاء مافيا يصفّون بعضهم.. وغزالة أيقن أنه بات خارج اللعبة وجاهز للتصفية

الوطن السعودية/29 نيسان/15/علق القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش على ما نشره موقع إلكتروني سوري معارض قبل ثلاثة أيام، من أن اللواء رستم غزالة “أفرغ مكتبه في الأمن السياسي من كل الوثائق، قبل حصول المشكلة بينه وبين رئيس الاستخبارات العسكرية رفيق شحادة بنحو ستة أشهر على أقل تقدير، وأن الوثائق التي أفرغها تعد بالآلاف وتتضمن وثائق سرية وتسجيلات صوتية”. كما زعم الموقع أن غزالة كتب رسالة خطية وسلمها إلى إحدى الشخصيات اللبنانية المرتبطة به التي سلمتها بدورها باليد إلى الرئيس سعد الحريري وقال علوش في حديث إلى صحيفة “الوطن” السعودية، أن “غزالة مات وأخذ سره معه، ولا أستطيع التكهن ما هي الرسالة التي كان يريد أن يوصلها”. وشبه ما حصل مع غزالي وكنعان بأنهما مسألتان مرتبطتان “بمجموعة من أعضاء وأفراد مافيا بدأوا يصفون بعضهم، بعد أن وصلت الأمور إلى وضع صعب على ما تبقى من هذه المنظومة التي يرأسها بشار الأسد”. وأشار إلى أن “هناك من يقول إن مذكرات غزالة المكتوبة أصبحت خارج سوريا، في إحدى الدول العربية، ويمكن أن تحتوي على بعض المعلومات  الموجودة فيها، التي لا نعرف مدى أهميتها في صدد نظام لا غطاء عليه”. ولفت إلى أن “قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في يد المحكمة الدولية، وهناك متهمون ووقائع وأدلة تتهم أربعة من عناصر “حزب الله”، إلا أن من نفذ وخطط هو أمر متروك إلى حين آخر”.

واشار علوش، في تصريح إلى صحيفة “الشرق الأوسط“، أن غزالة “بدأ يشعر بالخطر في الأشهر الأخيرة التي سبقت موته حين أيقن أنّه بات خارج اللعبة وجاهز للتصفية، بعدما ورد اسمه خلال جلسات محاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري”. وإعتبر أنه “بالتالي هو إما أراد أن يتحدث لينقذ نفسه أو ليكون شاهد زور آخر”. وكشف علوش عن أن “مذكرات غزالة باتت خارج سوريا وهي قد تكون مفيدة متى كُشف عنها”.

 

الحريري: القرارات الحاسمة للملك سلمان تضع المملكة على الخط السريع للاستقرار وتوفير المقومات المتينة لأركان الحكم

الأربعاء 29 نيسان 2015 /وطنية - اصدر الرئيس سعد الحريري البيان الآتي: "كل أنظار العرب تتجه هذه الأيام الى المملكة العربية السعودية ، التي تشهد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، خطوات متقدمة في المسيرة التاريخية، لتثبيت دعائم الحكم وتحقيق الانتقال في مواقع المسؤولية، بما يخدم طموحات الشعب السعودي، والأدوار الاستثنائية التي تضطلع بها المملكة في هذه الحقبة من التاريخ العربي. إن الأوامر الملكية التي اصدرها خادم الحرمين الشريفين، بتسمية الامير محمد بن نايف وليا للعهد، وتسمية الامير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وسائر القرارات المتعلقة بتولية النخب الشابة المواقع المتقدمة في الدولة، هي إجراءات ترقى الى مستوى المبادرات المباركة وغير المسبوقة، التي تضع المملكة على الخط السريع للاستقرار وتوفير المقومات المتينة لأركان الحكم، وتستعيد امجاد الأيام الاولى للتأسيس كما بناها وأرسى دعائمها المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود. ومن الطبيعي لأي عربي مخلص، ان يفرح لفرحة المملكة العربية السعودية بالقرارات الحاسمة للملك سلمان بن عبد العزيز، وان يتفاءل بوجود قيادات شابة على صورة الامير المقدام والشجاع محمد بن نايف، وامير الحزم محمد بن سلمان، في الصفوف الأمامية لحماة المملكة وقيادتها نحو تاريخ جديد من التقدم والتطور والامان. انني اذ اتوجه باسم كل أهل الوفاء في لبنان بالتحية الى خادم الحرمين الشريفين، وبالتهنئة من ولي العهد وولي ولي العهد، سائلا الله العلي القدير ان يعينهما على المسؤوليات الجسام في هذه المرحلة العصيبة من حياة العرب والمنطقة، لا يفوتني ان أتوقف عند الدور التاريخي لأمير الدبلوماسية وعميدها على مستوى العرب والعالم، الامير سعود الفيصل، الذي سيبقى العلامة الفارقة في العمل السياسي والدبلوماسي، والشخصية التي يقتدي بها كل من يتبوأ مواقع المسؤولية في الخارجية السعودية، التي وضعت في عهدة شاب واعد هو السفير عادل الجبير، الذي كرس نفسه وكفاءته لخدمة المملكة وقيادتها. حمى الله المملكة العربية السعودية وأخذ سبحانه وتعالى بيد قيادتها كي تبقى قبلة العرب ومنارتهم.

 

عسيري مكرما في غرفة بيروت: الفرص متاحة لدعم اقتصاد لبنان بالحصول على المشاريع مع المواطن السعودي وضمان الحقوق المالية

الأربعاء 29 نيسان 2015/وطنية - عقد اليوم في مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، لقاء حاشد للقطاع الخاص اللبناني، تكريما لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، دعا اليه رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وحضره عدد كبير من رؤساء الهيئات الاقتصادية ورؤساء النقابات والجمعيات التجارية والصناعية والسياحية والخدماتية والمصرفية، بالاضافة الى وفد اللبنانيين العاملين في السعودية وحشد من رجال الاعمال.

شقير

بداية، ألقى شقير كلمة قال فيها: "أردناه يوما للوفاء للمملكة العربية السعودية، فإذا به يوما مباركا بامتياز، بهذه النقلة النوعية التي اجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في قيادة المملكة". أضاف: "باسمكم جميعا نقول: مبروك للمملكة العربية السعودية، مبروك لولي العهد الامير محمد بن نايف، ولولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، وللوزراء الجدد الذين تم تعيينهم. فعلا انها نقلة نوعية فيها رائحة الشباب والديناميكة والتطلع نحو المستقبل ومحاكاة العصر". ورحب شقير ب"السفير عسيري، سفير مملكة المحبة، سفير مملكة الخير والعطاء ومملكة السلام والتوافق والأمل"، وقال: "انها كلمة من القلب، نعبر من خلالها عما يراود معظم اللبنانيين، المعروفين بوفائهم ومحبتهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية". وسأل: "كيف يمكن ألا نكون أوفياء للمملكة العربية السعودية؟ كيف يمكن، ألا نكن كل المحبة للمملكة التي احتضنت لبنان وشعبه، ووقفت الى جانبه ايام الحرب والسلم، وفي السراء والضراء؟ كيف يمكن ألا نكون اوفياء للمملكة وهي أكبر بلد يستورد من لبنان؟ كيف يمكن ألا نكون اوفياء لدولة يأتي منها معظم التحويلات الى لبنان؟ كيف يمكن ألا نكون اوفياء لدولة تحتضن أكبر جالية لبنانية في العالم العربي، وتخصهم بمعاملة مميزة؟ كيف يمكن ألا نكون أوفياء لدولة تأتي في طليعة المستثمرين في لبنان؟ كيف يمكن ألا نكون اوفياء لدولة يعتبر شعبها أهم سائح بالنسبة للبنان؟ كيف يمكن ألا نكون اوفياء، والمملكة سلحت الجيش والقوى الامنية بـ4 مليارات دولار؟". وقال: "القطاع الخاص اللبناني مجتمع اليوم هنا في هذا الصرح الاقتصادي العريق، من كل الطوائف والمذاهب، لنقول ان المملكة في قلوبنا وعقولنا، واننا حريصون على أفضل العلاقات بين بلدينا وبين الشعبين الشقيقين. انه مسار طويل مبني على الاخوة والمعاملة الحسنة، والاحتضان، نعم احتضان الاخ الكبير لشقيقه الصغير، هذه هي المملكة التي احتضنت لبنان وواكبته ورعته وقدمت كل الدعم لنهوضه وعودته سليما معافى بين اشقائه". أضاف: "هذا الامر لا يقتصر على المملكة كدولة، انما على شعب المملكة ايضا، وهنا أسمح لنفسي ان اعطي شهادة شخصية في هذا الاطار: بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما شهده لبنان من صراعات وازمات ضربت استقراره وأمنه، ففي كل مرة كنت التقي فيها، اصدقاء من المملكة كانوا يسألونني ماذا تفعلون ببلدكم لماذا تخربونه؟ نحن نحب لبنان، انه وطننا الثاني، انه قبلة العرب". وقال: "شعرت مرات ومرات ان هناك الكثيرين في المملكة يحبون لبنان ويريدونه أكثر بكثير من بعض ابناء بلدنا. اليوم وفي ظل كل هذه الاحداث الدائرة في المنطقة والمتشعبة والخطرة، نقول للبناني الموجود في المملكة ان يبقى دائما على العهد، وعلى هذه الرائحة الطيبة والعطرة وان يحترم هذا البلد الشقيق وانظمته وقوانينه، وان يعمل أكثر فأكثر في اطار من المحبة والاخوة على ترسيخ العلاقات وتعميقها وتمتينها". وختم: "نحن القطاع الخاص اللبناني، أوفياء لاخوتنا، أوفياء لعلاقاتنا التاريخية الناصعة البياض، اوفياء لهذا الكم من الاحتضان والمحبة التي تكنه المملكة وشعبها لبلدنا. لن نبادلكم الا المحبة والاحترام والتقدير، ولن نتمنى لكم الا الاستقرار والازدهار والتطور والنمو، وان تبقى مملكة الخير بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قلب العرب النابض، ومنارتهم نحو مستقبل مستقر وآمن ومزدهر".

القصار

من جهته، نوه رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية الوزير السابق عدنان القصار ب"الدور البارز والحيوي الذي يقوم به سعادة السفير لخدمة العلاقات المشتركة بين المملكة ولبنان". وقال: "هذه العلاقات العزيزة والغالية علينا، تستحق أن نحميها ونصونها برموش العيون. وأوجه من خلاله تحية صادقة إلى جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي نعلم علم اليقين المكانة الرفيعة التي يتمتع بها لبنان في قلبه ووجدانه. نحن لا يمكن لنا أن ننسى الأيادي البيضاء للمملكة الشقيقة في دعم لبنان في كافة الظروف والمراحل التي مر ويمر بها، وآخرها المكرمة المقدمة لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية بهدف تدعيم أمن واستقرار لبنان وتعزيز الدولة ومؤسساتها الدستورية. وذلك ليس غريبا على المملكة العزيزة التي كانت دائما سباقة في دعم ومساندة لبنان، وستبقى بنظرنا الحصن الحصين والداعم لقضايا الأمة العربية وجميع قضايا الحق والإنسان". أضاف: "لا يفوتني أن أؤكد على عمق العلاقات التاريخية القائمة بين الهيئات الاقتصادية اللبنانية ومجتمع الأعمال السعودي، ممثلا بمجلس الغرف السعودية، والتي نعتز بها كثيرا، ونأمل بهمتكم سعادة السفير أن يستمر زخمها كما في السابق، عنوانا للعمل معا نحن القطاع الخاص اللبناني والسعودي لخدمة أهداف التنمية في بلدينا". وتوجه الى السفير السعودي بالقول: "كن على ثقة أننا إلى جانب المملكة قلبا وعملا، مدركين التضحيات والجهود الجبارة التي تبذل في سبيل التوصل إلى حلول سياسية للم الشمل وترسيخ الاستقرار في المنطقة العربية".

باسيل

أما رئيس جمعية المصارف في لبنان فرانسوا باسيل فقال: "يروى أن خادم الحرمين الشريفين عبد العزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، قال لأبنائه ذات يوم، وبشكل علني وصريح: "لبنان وطنكم الثاني". ومنذ ذلك الحين، بنيت العلاقات اللبنانية - السعودية على روحية هذه "العبارة - الوصية" التي لا تزال قاعدة راسخة ودائمة بحيث لم يشب تاريخ هذه العلاقات، طوال العهود المتعاقبة في ظل الملوك فيصل وخالد وفهد وعبدالله وصولا الى عهد جلالة الملك سلمان حفظه الله، أية شائبة، ولم تعرف أي فتور أو حتى أية مشكلة عارضة. إذا، متانة العلاقة الأخوية اللبنانية - السعودية هي وحدها الثابتة والباقية على مدى العقود الثمانية الماضية، وما عداها هو الزائل والمتحول". أضاف: "ان المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسها حتى الساعة، تلعب بالنسبة الى لبنان أدوارا إيجابية وحيوية عدة، أبرزها:

1- استقبال اللبنانيين، سواء المستثمرين أم الشباب من ذوي الكفاءات العلمية والخبرات المهنية، وتأمين فرص الإستثمار والعمل والنجاح لهم، مع ما لذلك من انعكاس إيجابي أكيد على مستوى معيشة ذويهم المقيمين، وعلى تدفق الرساميل الوافدة الى القطاع المصرفي اللبناني، وعلى التوظيفات الشريفة في اقتصادنا الوطني، والتي يستفيد منها جميع أبناء البلد، بلا استثناء أو تمييز.

2- مساندة لبنان على النهوض من كل كبوة وعلى تجاوز كل محنة. وليست قمة الرياض عام 1976 ثم مؤتمر الطائف عام 1989، فالمساهمات في مؤتمرات باريس 1 وباريس 2 وباريس 3، والمساعدات العينية، والأقساط المدرسية، والهبات المالية للخزينة العامة، والقروض الميسرة لمختلف المشاريع الإعمارية والإنمائية، والودائع المالية المتكررة لدعم استقرار العملة الوطنية ، سوى أمثلة قليلة إنما صارخة على هذا العضد السعودي المتواصل للشقيق اللبناني المدلل.

3- دعم الدولة اللبنانية، بما تمثل من شرعية دستورية ومن مرجعية وحدوية جامعة، ومن ملاذ وحيد لخلاص لبنان ونهضته واستقراره وازدهاره. فالدولة اللبنانية التي هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب اللبناني برمته، كانت ولا تزال المستفيد الأكبر من المبادرات السعودية الكريمة، وذلك بهدف تعزيز سلطة الدولة الشرعية الراعية والحامية والضامنة للجميع على حساب كل الدويلات المصطنعة أو التشكيلات الفئوية الأخرى. وفي هذا الإطار، يندرج القرار السعودي الأخير بتمويل تسليح الجيش اللبناني من فرنسا بغية إمداده بالعتاد اللازم لمكافحة الإرهاب ودحر تنظيماته، وإكساب القوى العسكرية والأمنية اللبنانية المزيد من المنعة والفعالية". وأكد ان "اللبنانيين "شعب أبي طيب ومخلص، شعب لا ينسى، ذاكرته قوية، ولا يرضخ لمحاولات البعض إفقاده هذه الذاكرة". وقال: "بالأمس القريب، وغداة العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، قال جلالة الملك عبدالله رحمه الله: "إن دعم لبنان واجب علينا جميعا، ومن يقصر في دعم لبنان، فهو مقصر في حق نفسه وعروبته وإنسانيته"... فهل ثمة كلام أوضح، وأسمى، وأشد دلالة على ما تكنه المملكة السعودية العزيزة للبنان من نبل مشاعر ومن صدق محبة ومن عمق التزام؟". وختم: "إن لقاءنا اليوم في هذا الصرح الإقتصادي المنيع، بل هذا الإلتفاف الجامع حول شخصكم وما تمثلون من دولة ومن شعب، إنما هو تحية وفاء وامتنان واجبة ومتواضعة، توجهها القوى الإقتصادية الحية في لبنان، وفي مقدمها الأسرة المصرفية، الى صاحب الجلالة، الملك سلمان، والى صاحبي السمو، ولي العهد وولي ولي العهد، والى كل الشعب السعودي الشقيق والعظيم. ان الصداقة اللبنانية - السعودية بالنسبة إلينا هي بمثابة زيجة مارونية لا فكاك منها، حتى ولو شاء الطرفان، وهما بالتأكيد لا ولن يشاءا الطلاق على الإطلاق".

شماس

من جهته، قال رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس: "لا أحد يمكن ان يتنكر للايادي البيضاء للمملكة على اللبنانيين منذ عشرات السنوات، فوثيقة الوفاق الوطني التي اوقفت الحرب الاهلية تنص في الفقرة الثانية من مقدمتها على ان لبنان بلد عربي الهوية والانتماء، فكيف بنا نهاجم المملكة". أضاف: "المحطات المنيرة حتى في فتؤة ما بعد الحرب الاهلية، عندما كانت عملتنا الوطنية في وضع صعب، فكانت الودائع السعودية وبعدها الودائع الخليجية، وصولا الى اعادة اعمار ما هدمته حرب تموز 2006. ان السعودية المستهلك الاول غير المقيم في لبنان، والموظف الاول في المصارف من غير المقيمين، والمستثمر الاول في لبنان والمشغل الاول للقوى العاملة اللبنانية، والمستورد الاول للسلع اللبنانية، لذلك علينا ان نحافظ على هذه العلاقة برموش عيوننا".

رزق

وركز رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية - السعودية ايلي رزق على أهمية مصالح اللبنانيين العاملين في دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا ان هذه "الشريحة تشكل أهمية كبيرة للاقتصاد اللبناني، وتمثل أفضل تمثيل صورة اللبناني التي ستبقى رمزا للاعتدال والتميز والتفوق والابداع". وسأل: "هل بات الدفاع عن الحوثيين أهم واسمى من الدفاع عن مصالح اللبنانيين؟ ألم يحن لاستبدال مات ليحيا لبنان، بعاش ليحيا لبنان؟".

أبو زكي

وقال رئيس مجلس الاعمال اللبناني - السعودي رؤوف ابو زكي: "بكلام بسيط ومقتضب نقول ان مصلحة اللبنانيين كل اللبنانيين هي في توفير أحسن الأجواء وأفضل العلاقات مع السعودية لأن مصالح لبنان واللبنانيين كبيرة جدا ولا يمكن تعويضها. مساعدات وتسهيلات واستثمارات وسياحة وأكثر من 250 ألف لبناني يعملون في المملكة ومعظمهم اما أرباب عمل أو مدراء شركات ومهندسين مما يعني أن مداخيلهم عالية وتحويلاتهم كبيرة. كما ان المملكة تمثل قاعدة انطلاق للكثير من المستثمرين اللبنانيين فيها للعمل في بلدان اخرى".

أضاف: "الكل يعرف هذه الوقائع والكل يعيشها وعلى الكل احترام مصالح اللبنانيين وعدم تهديد لقمة عيشهم ومصادر رزقهم. السعودية لا تشكل العمق الاقتصادي والاجتماعي للبنان وحسب بل وللعديد من البلدان العربية وبلدان اخرى من العالم بحيث إذا عطست المملكة أصيب الجميع بالزكام. لا نريد الإطالة ولا الدخول في الأرقام فالكل يعرف الواقع والوقائع والأرقام والمهم الوقوف عندها مليا وحفظ مصالح اللبنانيين قبل أي موقف أو أي كلام".

شاهين

وشكر رئيس مجلس العمل والاستثمار اللبناني في الرياض محمد شاهين شقير الذي "اتاح لنا الفرصة للقدوم الى بيت الاقتصاد اللبناني للتعبير عن مدى شكرنا وتقديرنا للمملكة العربية السعودية وحرصنا على اقامة افضل العلاقات في بيننا". وقال: "أنا اليوم اتكلم لأوصل الامانات التي حملني اياها زملائي الكرام، وهي: التأكيد على مشاعر الوفاء والتقدير والود والاحترام للمملكة قيادة وشعبا، إطلاق صرخة ومناشدة لجميع المسؤولين اللبنانيين بضرورة الامتناع عن ادخال مصلحة اللبنانيين في خضم خلافاتهم السياسية وعدم أخذ مصالحنا رهينة خدمة لاهداف سياسية لن تعود على لبنان بأي فائدة، التمني على الاعلاميين التقيد بقوانين الاعلام المرعية".

مراد

أما عضو وفد رجال الاعمال اللبنانيين العاملين في السعودية كميل مراد فشدد على "العلاقات الاخوية التي تربط بين الشعب السعودي والجالية اللبنانية المقيمة في المملكة والتي تعود لعشرات السنين والتي لن يشوبها شائبة طوال هذه الفترة، وهي ستزداد مناعة وأصالة خصوصا اننا لم نعهد من الشعب السعودي الشقيق الا كل محبة واحترام". وقال: "ما مساعدة المملكة للبنان الا خير دليل على ذلك. وان هذا التهجم الظالم على المملكة لن يزيدنا الا تمسكا بالمملكة قيادة وشعبا".

عسيري

وأخيرا، ألقى عسيري كلمة قال فيها: "يطيب لي في البداية ان اشكر الهيئات الاقتصادية واتحاد الغرف وكل من كان له جهد في تحقيق هذا اللقاء العزيز، وان ارحب بكم، ان سمحتم لي، في بلدي الثاني لبنان، حيث اشعر انني بين اهلي واخواني، تماما كما تشعرون ان المملكة بيتكم، واهلها اهلكم، وتكنون لها المحبة ذاتها التي تكنونها للبنان. ولعل هذه المحبة الصادقة المجردة عن المصالح والمطامع هي التي تميز علاقة المملكة بلبنان والشعبين السعودي واللبناني". أضاف: "ان علاقاتنا التاريخية يطغى عليها الجانب الانساني والأخوي، وما هذا الحفل المميز وما عبر عنه الاشقاء اللبنانيون بمختلف مواقعهم تجاه المملكة وقيادتها خلال هذه المرحلة الا صدى لرسوخ هذه العلاقات وعمقها ومتانتها". وتابع: "لن أدخل في كلمتي في شؤون السياسة وشجونها، فقد قيل ويقال الكثير في هذا الاطار، لكنني اود من خلالكم اليوم، كرجال اعمال ومستثمرين ومصرفيين ان اؤكد على الدور الكبير الذي يمكن ان يقوم به القطاع الاقتصادي في إنهاض الوطن وتحصينه، والذي يتفوق على الدور السياسي في كثير من الاحيان". وأشار الى أن "العلاقات الاقتصادية القائمة بين المملكة ولبنان ومردوداتها الايجابية العديدة وخاصة تحويلات الاشقاء اللبنانيين العاملين في المملكة الى ذويهم والنجاحات الكبرى التي حققها مستثمرون لبنانيون كثر في المملكة، اضافة الى حجم التبادل التجاري بين البلدين، واستثمار عدد كبير من رجال الاعمال السعوديين في لبنان في قطاعات مختلفة، تقدم خير مثال في هذا المجال، وتعكس حقا عمق العلاقات السعودية اللبنانية". وقال: "أشير في عجالة الى هذه الامور لأقول ان الاستقرار وابعاد الساحة اللبنانية عن التوتر تجذب السائح والمستثمر العربي والاجنبي وتنشط قطاع الخدمات الذي يتميز به لبنان وتحرك بالتالي العجلة الاقتصادية العامة، فيما الاستمرار بالشحن والتوتير يؤديان الى نتيجة عكسية، فأيهما نختار من اجل مصلحة لبنان؟".

أضاف: "أعلم يقينا ان رجال الاعمال اللبنانيين يتألمون كلما تطوعت جهة لضرب الاستقرار او لتوتير علاقات لبنان بالمملكة ودول الخليج، لأنهم يعرفون عن قرب وحق التسهيلات التي قدمتها المملكة لهم والتي لولاها لما حققوا ما حققوه من نجاح وثروة. كما يتألمون كيف انهم يسعون الى التقدم بلبنان وتعزيز قطاعه الاقتصادي فيما وللأسف يسعى البعض الى تقويض هذه الجهود. لذا وددت ان اخاطب من خلالكم قلب وعقل كل مسؤول وكل مواطن لبناني بأن الفرص متاحة لدعم اقتصاد لبنان، والمملكة العربية السعودية بقوانينها المرنة ونظام استثمار الاجانب الجديد الذي تطبقه يقدم للاشقاء اللبنانيين فرصة ذهبية لناحية تعدد القطاعات والمساواة بإمكانية الحصول على المشاريع مع المواطن السعودي وضمان رؤوس الاموال والحقوق المالية".

وتابع: "البشرى التي أود ان انقلها اليكم في هذا اليوم العزيز ان هناك فرصا استثمارية ممتازة في كافة القطاعات في المملكة وابرزها قطاع المواصلات والقطاع الصحي حيث سيتم تنفيذ مشاريع في مجال الانشاءات وطرق النقل الحديثة واعادة تأهيل المطارات والموانىء والسكك الحديدية، وكذلك إنشاء وإعادة تأهيل بعض المستشفيات والمدن الصحية وما يخدمها من معاهد صحية ومصانع ادوية وما الى ذلك. ان التواصل بين رجال الاعمال السعوديين واللبنانيين امر على قدر كبير من الأهمية، عبر الزيارات المتبادلة والمؤتمرات والتعرف على الامكانات والقدرات الصناعية وسواها لدى الطرفين، فلتكونوا النواة الفاعلة الى جانب نظرائكم في المملكة لتعزيز مسيرة إنعاش الاقتصاد اللبناني ودعمه، لنصل معا الى صيف واعد وموسم سياحي مزدهر بإذن الله".

وختم: "قبل ان أغادر هذا الجمع المبارك، أود ان اتوقف عند امرين: الأول ان القرار الذي اتخذته القيادة السعودية الرشيدة بالتعيينات الجديدة الأخيرة هو على قدر كبير من الأهمية، وقد عكس ارتياحا ايجابيا على كافة المستويات لأنه يواكب احتياجات المرحلة السياسية والاقتصادية والأمنية ويثبت بعد نظر قيادة المملكة الحكيمة التي تضع تقدم البلاد وتطورها وأمنها وإستقرارها في قمة اولوياتها، كما تجلى هذا الارتياح في المشاعر الفياضة التي عبر عنها ابناء الشعب السعودي ومحبو المملكة في الداخل والخارج منذ اللحظة الاولى لصدور القرار، والثاني ان سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت تسعد بتقديم كافة التسهيلات المطلوبة لرجال الاعمال اللبنانيين لزيارة المملكة والإطلاع على فرص الاستثمار في جميع المجالات. كما ان الملحق التجاري في السفارة على استعداد دائم لتقديم كل ما تحتاجونه من إيضاحات حول المجالات الاستثمارية".

درع تقديرية

بعد ذلك، قدم شقير درع اتحاد الغرف اللبنانية الى السفير السعودي، ثم أقيم غداء على شرف عسيري في نادي الاعمال في مقر الغرفة.

 

غارات القلمون ضد حزب الله عربيّة و«عاصفة الحزم» وصلت سوريا

جنوبية/الأربعاء، 29 أبريل 2015  

قالت مجلة الشراع التي يرأس تحريرها الصحافي حسن صبرا المقيم في الخارج، إن الغارات الجويّة التي استهدفت مواقع مشتركة لجيش النظام ولحزب الله هي غارات عربية تنتمي لـ"عاصفة الحزم" اليمنية المنشأ، فهل ضربت السعودية ضربتها؟ وهل ستكون تلك الغارات مقدمة لتدخل عربي في سوريا؟  نشرت مجلة الشراع في عددها الصادر اليوم ما قالت إنّه أخبارا مؤكدة عن أن “الطيران الذي قصف مواقع حزب الله في القلمون هو طيران عاصفة الحزم، حيث قصد تدمير صواريخ بعيدة المدى للحزب المذكور يمكن ان تهدد الدول العربية”.

هذه الأخبار التي اذا ما تأكّدت من مصادر أخرى فسيكون لها تداعيات حاسمة على الساحة السورية بشكل خاص والساحة العربية بشكل عام، وما يعزّز رجحانها هو أن إسرائيل التي تعوّدنا ان يلوذ اعلامها الرسمي بالصمت وتترك لإعلامها الخاص أن يتحدّث عن الغارات الجوّية التي يشنها سلاحها الجوّي على الأراضي السوريّة، هذه المرّة نفت الدولة العبرية صراحة مسؤوليتها عن هذه الغارات، فقد نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر أمنية إسرائيلية، لم تحدد هويتها، ترجيحها أن تكون المعارضة السورية هي من شنت غارات على منصات صواريخ في منطقة القلمون الحدودية بين سورية ولبنان، نافية بذلك أن تكون هي من يقف خلف هذا الهجوم.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر أمنية إسرائيلية، لم تحدد هويتها، ترجيحها أن “تكون عملية استهداف منصات الصواريخ ومرابض المدفعية التابعة لقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني في جبال القلمون، الليلة الماضية، نتيجة للقتال الدائر مع المعارضة في سورية وليس نتيجة هجوم إسرائيلي”. ويأتي حديث الإذاعة هذا في وقت لم يصدر فيه أي بيان رسمي عن جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن ذلك، كما لم يتبن أي فصيل بالمعارضة تنفيذ هذا القصف.

من جهتها التزم “حزب الله” الصمت بشأن الغارتين اللتين حدثتا قبل ثلاثة أيام على القلمون السوري وتجنبت وسائل الإعلام التابعة له الحديث عنهما نهائياً. وكذلك التزمت وسائل إعلام النظام الصمت إزاء هذه الغارات. وذكر شهود عيان وناشطون من منطقة القلمون الشرقي اليوم في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن غارات جوية شنها طيران على اللواء 155 صواريخ في القطيفة في القلمون الشرقي بثلاث غارات للمرة الثانية خلال أيام قليلة. فهل ستمهّد تلك الغارات العربيّة، اذا ما تأكّد حصولها، لحدوث تدخّل عربي واسع في الميدان السوري تقوده السعودية؟

فقد كتبت صحيفة “العربي الجديد ” القطرية: تترقب الجبهة الجنوبية في سورية، المتمثلة في محافظتي درعا والقنيطرة، تطوراً يلوح في الأفق من دون أن تتضح معالمه بشكل كامل حتى الآن. لكن مصدراً في الجيش السوري الحر العامل في درعا كشف لـ”العربي الجديد”، أن تطوراً مهماً قد يحدث خلال أيام في الجبهة الجنوبية، حيث تنتظر الفصائل المسلحة هناك نتائج وعود بتقديم غطاء جوي إقليمي لعملياتهم العسكرية.ويوضح المصدر، وهو ضابط في جيش اليرموك رفض الكشف عن اسمه، أن الفصائل تعدّ لعمليات عسكرية كبيرة في درعا وقد تلقّت وعوداً بأن يكون هناك غطاء جوي عربي لتلك العمليات أو على الأقل تزويد الجيش الحر بصواريخ مضادة للطيران، ما سيعني في الحالتين تغييراً كبيراً في موازين القوى لصالح المعارضة.

 

ماذا أراد غزالي أن يقول لإعلام الحريري؟ وهل مذكراته في دولة عربية؟

 فايزة دياب/جنوبية/ الثلاثاء، 28 أبريل 2015  

 كشف أمس الرئيس سعد الحريري عن تلقيه رسالة من رستم غزالي قبل ضربه ودخوله في غيبوبة الموت،طالباً منه الظهور على شاشة المستقبل، هذه الحادثة التي تذكر باتصال غازي كنعان الشهير قبل «انتحاره» بإذاعة «صوت لبنان»، تطرح سؤالاً عن السرّ الذي كان يريد غزالة كشفه لإعلام 14 آذار. والمعلومات تشير إلى أنه قتل بعدما أخرج مذكراته إلى دولة عربية.

 لا يزال الغموض سيّد الموقف في قضية موت رئيس إدارة الأمن السياسي السوري السابق رستم غزالي، كما أنّ ما كشفه أمس رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري خلال جلسة حوار عقدت في ويلسون سنتر في واشنطن تطرح علامات إستفهام جديدة حول سبب وطريقة وفاة غزالي.

فقد كشف الرئيس الحريري أمس عن تلقيه رسالة من رستم غزالي قبيل مقتله يعرب فيها عن رغبته في الظهور على التلفزيون لإعلان أمر ما، قائلاً: «إتصل بنا غزالي قبل مقتله وأراد أن يظهر على التلفزيون ويعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو وبعد ذلك مباشرة تم ضربه» وأضاف الحريري: «يوم واحد قبل ذلك اتصل غزالي بشخص أعرفه وأعطيناه رقم تلفزيون “المستقبل” فقد أراد أن يطلّ عبره وأن يقول شيئاً ولكن الفرصة لم تُتح له، كما حصل مع غازي كنعان الذي “انتحر” بخمس رصاصات».

هذه الحادثة التي أشار إليها الحريري تعيدنا بالذاكرة إلى تشرين الأول من عام 2005 ، عندما اتصل وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان  وأدلى بتصريحه الأخير للاعلامية اللبنانية وردة الزامل في إذاعة «صوت لبنان»، قبل ساعة تقريباً من «انتحاره».

غازي كنعانغازي كنعان ورستم غزالي هما من أركان النظام السوري، حكما لبنان أيّام الوصاية السورية، عرفا ببطشهم وظلمهما تجاه من يخرج عن طاعتهما، وبعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وانتهاء الوصاية السورية التي أنتجت خروج الجيش السوري من لبنان، وبدء ثورة 14 آذار المعادية للنظام السوري، انقطعت علاقة الضباط السوريين أمثال غازي كنعان ورستم غزالي بلبنان إلاّ من خلال قوى الثامن من آذار.

ويتّهم الرأي العام اللبناني وقوى الرابع عشر من آذار كنعان وغزالي بالتخطيط والمشاركة في إغتيال شهداء ثورة الأرز، لذلك فإن إتصال كنعان قبل «انتحاره» بساعة تقريباً من إعلامية تعمل في إذاعة معروف إنتماؤها لحزب الكتائب اللبناني وهو مكون أساسي في 14 آذار، للردّ على محطّة «نيو. تي. في»، كما أنّ اختيار غزالي   للرئيس الحريري وإعلام المستقبل، يطرح علامات إستفهام عن سبب إختيارهما للإعلام المعارض لسياستهما، فهل من أسرار كان يوّد غزالي كشفها عندما شعر أنّ موته أصبح محتّماً؟

هذا السؤال توجهنا به إلى الإعلامية وردة الزامل التي تلّقت إتصال كنعان الأخير، إلاّ أنّها ولأسباب خاصة بها وبموقعها كإعلامية انتقلت الى اذاعة الشرق قبل سنوات لتقدّيم برنامج “صالون السبت” فضّلت “عدم الدخول في هذه النقاشات” كما قالت، ويحترم موقعنا رغبة الزميلة وردة، فربما سوف يسبب إدلاؤها لنا بتصريح ما حول هذه المسألة الحساسة مشاكل مهنيّة مع المحطة التي تعمل بها أو يسبب لها إحراجات مع بعض السياسيين الذين تستضيفهم في برنامجها ويمثلون جميع الاتجاهات.

وعلى الرغم من الأسئلة الكثيرة وعلامات الإستفهام والتعجّب التي تطرح حول وفاة الرجلين، وعن علاقتهما بالنظام السوري في أيامهم الأخيرة، إلاّ أنّ الأكيد أنّ الأجوبة على تلك الأسئلة لم تمت ولم تدفن مع الضباط السوريين الذي تخلّص منهم النظام فور إنتهاء مهامهم، باعتبارهم خطراً على استمرار النظام.

فقد كشفت صحف عربية عريقة أن مذكرات غزالي باتت في دولة عربية، وأن الأيام الآتية ستشهد نشر هذه المذكرات، وستحدث ضجة لأنها تتناول خدمته الطويلة في لبنان كمسؤول أمني سوري كبير، وصولا إلى ترؤسه جهاز الأمن والاستطلاع في العام الذي سبق اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وسوف تضيء هذه المذكرات بشكل مؤكّد على جوانب لها علاقة بهذا الاغتيال.

 

جعجع امام مجلس العمل اللبناني في السعودية:السياسي اللبناني الفعلي هو من يأخذ في الاعتبار مصالح شعبه

الأربعاء 29 نيسان 2015 /وطنية - استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، وفدا من مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية برئاسة محمد شاهين وعضوية كل من: الأمين العام فادي قاصوف، أمين السر ربيع الأمين والاعضاء: كميل مراد، جمال الجوهري، ادغار ضاهر، حسن الغصيني، حسن حطيط وطوني الراعي، في حضور رئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية السعودية ايلي رزق. وقد عرض الوفد مع جعجع التحديات التي يواجهها المقيمون في دول الخليج من جراء حملات الافتراء على قادة هذه الدول وتحديدا المملكة العربية السعودية. بدوره، رحب جعجع بالوفد وأثنى "على تحركهم"، وأعرب عن "دعمه للمقيمين في دول الخليج وطالبهم برفع الصوت كلما دعت الحاجة للحفاظ على مصالح اللبنانيين في الخارج وايضا وفاء للدول المضيفة".

وقال جعجع: "كان لي الشرف بلقاء تجمع رجال أعمال لبنانيين في المملكة العربية السعودية، وقد أصغيت جيدا لطروحاتهم ومعاناتهم، فرجال الأعمال في السعودية واستطرادا في الخليج ككل هم فخرنا كلبنانيين، فهم يكسبون رزقهم بعرق جبينهم ويضحون ويعملون كي يؤمنوا معيشة عائلاتهم وليفيدوا مجتمعهم بالإجمال". أضاف: "لا أخفيكم أن رجال الأعمال بات يتملكهم القلق في المرحلة الأخيرة جراء بعض التهجمات التي تحصل ضد المملكة العربية السعودية تحديدا ودول الخليج الأخرى، وهم لا يدركون سبب هذا التهجم لأنه لا يتلاءم مع استضافة المملكة لأعداد كبيرة من اللبنانيين ولا مع تعاطي السعودية مع الحكومة والشعب اللبناني، وقد استعرضوا المليارات التي كانت تودعها المملكة في المصرف المركزي اللبناني للدفاع عن الليرة اللبنانية وكذلك الأربع مليارات دولار التي منحتها المملكة مؤخرا لدعم الجيش اللبناني وتسليحه". واذ نقل تخوف رجال الأعمال اللبنانيين حول وضعهم مستقبلا مع علمهم بأن المملكة لا يمكن أن تتصرف بأي طريقة قد تضر بمصالحهم، طمأن جعجع الى "أن السعودية كما تسمع أصواتا تقوم بمهاجمتها، فهي أيضا تسمع أصواتا تطرح دور المملكة الايجابي تجاه لبنان منذ الاستقلال وحتى اللحظة". وأشار جعجع الى أنه طلب من رجال الأعمال "أن يكون موقفهم واضحا تجاه كل الناس بأنهم غير سياسيين ولا يتعاطون في السياسة وجل ما يريدونه هو الحفاظ على مصالح اللبنانيين في السعودية ودول الخليج"، داعيا السياسيين الى "عدم التصرف بشكل يضر بمصالح اللبنانيين، فالسياسي اللبناني الفعلي هو الذي يأخذ في عين الاعتبار مصالح شعبه ولا يتصرف انطلاقا من مصالح أخرى". وختم جعجع أن "التحرك سيبقى مستمرا لتخفيف أي ضرر على رجال الأعمال الى حين إلغائه كليا عن كل مواطن لبناني في أي دولة عربية أو أجنبية".

 

مروان حمادة: معركة قيادة الجيش والتمديد للعسكريين تطغى على كل شيء

الأربعاء 29 نيسان 2015/وطنية - رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5"، أن "التعيينات السعودية الجديدة كانت منتظرة منذ اليوم الاول لوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، لان الملك سلمان قرر نقل السعودية من جيل الى جيل آخر شاب، كما نقلها من نهج الى نهج من خلال عملية عاصفة الحزم". وأكد أن "الحديث عن العمل النيابي حسمه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال اصراره على الجلسة التشريعية من جهة، وعدم عقدها اذا لم تحصل على الميثاقية"، لافتا الى أن "بري أرسل إشارات ايجابية باتجاه التيار الوطني الحر، إما عبر الحكومة لإقرار الموازنة التي لم تقر بعد منذ عشر سنوات، وإما عبر طرح موضوع إستعادة الجنسية الذي لا يعارضه أحد، لانه يخص كل اللبنانيين وكل الطوائف". شدد على أن "معركة قيادة الجيش والتمديد للعسكريين تطغى على كل شيء"، مؤكدا أنه "لا يمكن للبنان ان يترك جيشه من دون قائد ورئيس أركان في الظروف التي تحيط بنا".

 

التغيير في السعودية بمثابة ولادة ثانية؟

 أنطوان حدّاد/جنوبية/الأربعاء، 29 أبريل 2015/ بموضوعية، لعلّ التغيير في تسلسل ولاية العهد في السعودية الذي أعلن في الساعات الاخيرة من الأهمية بحيث يمكن وصفه بأنه “ولادة ثانية” لتلك الدولة. الأهمية الاستراتيجية الاولى تكمن في انه يؤمن للمرة الاولى آلية انتقال سلسة للحكم الى جيل احفاد الملك عبدالعزيز بعدما كان هذا الامر يشكل ولعقود طويلة معضلة كبيرة بين اجنحة العائلة المالكة. الأهمية الثانية ان ترسيخ الدعائم الداخلية للحكم هذا يأتي بعد اقل من شهر على عملية الحزم في اليمن والتي استعادت السعودية عبرها دورها الإقليمي. قراران كبيران، الاول إقليمي والثاني داخلي، ربما يؤشران بوضوح ان سنوات التردد والارتباك قد ولت وأننا بتنا نشهد ولادة “مملكة عربية سعودية” جديدة. هل يأتي الانقلاب الاستراتيجي الثالث من البوابة السورية؟ ماذا تخبىء هذا التطورات الدراماتيكية للبنان؟

 

هذه فضائح زفاف ميقاتي: بخل وتمييز طبقي وإهانات

 سهى جفّال/جنوبية/الثلاثاء، 28 أبريل 2015  

 في عرس أسطوري، زُفّ نجل رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي وعروسه. الحفل دام ثلاثة أيام من الرفاه والبذخ وملأ الحديث عنه الدنيا. ملايين الدولارت صرفت على هذا الحفل الخيالي.. ولكن ماذا قال المدعوون لـ"جنوبية

 ثلاث ليال من الألف ليلة وليلة، بقيمة 25 مليون دولار. هكذا أقيم حفل زفاف نجل الرئيس نجيب ميقاتي مالك ميقاتي والشابة اللبنانية ريف هاشم في مدينة مراكش المغربية. ثلاث ليال وسط حراسة أمنية مشدّدة سهرت على حماية المدعوين الذين فاق عددهم الـ1000 شخص، من رجال أعمال وشخصيات دبلوماسية وسياسيّة مرموقة. أحيا الزفاف الخيالي العديد من الفنانين اللبنانيين والعرب منهم عمرو دياب وميشال فاضل..

حُكي عن مبالغ خيالية أنفقت على هذا الحفل الأسطوري من دعوات وحجوزات أثارت نقمة اللبنانيين عموما والطرابلسيين خصوصًا. حيث حجز الميقاتي لضيوفه العرب الذين أتوا من مختلف فقد العربية في اضخم فنادق كفندق “المامونية” الفخم في مراكش الذي يعتبر أكبر الفنادق الأفريقية، ويصل أجر الليلة الواحدة في هذا الفندق إلى خمسة آلاف دولار أمريكي. هذا عدا عن الطائرات الخاصة التي أتت بالمدعوين إلى الحفل على نفقة ميقاتي  الخاصة.

لكن في الواقع وبحسب معلومات خاصة لـ”جنوبية” لم يتجاوز عدد المدعوين الذين حضروا على حساب ميقاتي الـ100 شخص بينما تكلف المدعوون لحضور الزفاف مبالغ طائلة بلغت قيمتها حوالي 16 ألف دولار للشخص الواحد. إذ أقاموا طيلة فترة الزفاف على نفقتهم الشخصية، وقد حدِّد لهم ثلاثة فنادق للإقامة فيها ويصل أجر الليلة الواحدة من 600-500 دولار غير كلفة الأجنحة الخاصة .

شاهد أيضاً: بالصور والفيديو: زفاف نجل الرئيس ميقاتي

هذا ما يعد بالطبع دعاية ومنفعة لهذه الفنادق وقد يكون لهذه الحجوزات مردود لميقاتي وربح متبادل، فرئيس الوزراء السابق في نهاية الأمر “رجل أعمال”.

وفي معلومات خاصة لـ”جنوبية” فإن الطائرات الخاصة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام هي في الواقع طائرة واحدة ولم تنقل سوى 50 شخصا، والأهم أنّها انطلقت من بيروت وحين وصلت إلى اليونان أوقفت وعادت الى مكان انطلاقها لأن ميقاتي لم يأخذ إذنا جوّيا، ما أثار بدوره غضب الوزير السابق ياسين جابر الذي غادر الطائرة ولم يحضر الزفاف.

وأخيراً، وأيضًا وفق مصادر “جنوبية”، هدايا الزفاف التي قدمت للمعازيم أثناء الحفل ميز فيها عنصريًا. إذ اقتصرت الهدايا الفخمة على السياسيين والشخصيات المرموقة.

مقال ذات صلة: عرس نجل ميقاتي: ما هذا الحقد ضد الأثرياء؟

فإذا انحصرت نفقات الزفاف على ولائم “الغدوات والعشوات” وتجهيزات الحفل وأجرة الفنانيين الذين أحيوا الحفل.. فأين ذهبت الـ 25 مليون دولار إن وصلت التكلفة إلى هذا الحد؟

يحقّ للرئيس ميقاتي تزويج ابنه كما يشاء والاستعراض بالزفاف، واعتراض أبناء مدينته و”الفقراء” الذين انتقدوا لأنّهم اعترضوا وتحسّروا لا يأتي من “الحسد”. يأتي ربما من الشعور بأنّهم يعملون ليلاً ونهاراً ولا يستطيعون أن يقيموا حتّى أعياد ميلاد بسيطة لأبنائهم والأموال في عصرنا الحالي ليست دليل “شطارة” ولا “تعب” بل هي دليل سلطة وعلاقات وبمعظمها تكتسب شرعية بينما فيها متاجرة بتبييض الأموال وأصحابها معروفون بالفساد.

لكن حتّى هذه “الهمروجة” و”الفخفخة” التي قام بها ميقاتي بان فيها نوع من الاستغباء للرأي العام، فكيف يغفل الإعلام عن أن الرئيس لم يدفع تكاليف المدعوين؟

 

العرس الميقاتي الأسطوري.. هل نأتي بماركس؟

محمد حجيري/المدن/29 نيسان/15

ما برحت أخبار زفاف مالك ميقاتي، "الأسطوري"، تلاحق أسماعنا. اختار العروسان مراكش لاحتفالات على الطريقة المغربية لا تقل ضخامةً عن مراسم زفاف المشاهير، من جورج كلوني وأمل علم الدين، إلى الأمير هاري وكايت... لكن الفرق بين الحالتين أن "نجومية" عرس ابن الميلياردير والسياسي الطرابلسي اللبناني نجيب ميقاتي، يصنعها البذخ بالمال، بل بملايين الدولارات، وتكريس فكرة أن الميقاتي صاحب مليارات وطائرات الخاصة.

تتحدَّث مواقع الإنترنت منذ أسابيع عن قصر بديع، حيث أُقيم الزفاف، وعن أجنحة تخطَّت المئات حُجزت في فنادق مدينة مراكش لمدعوين بالآلاف، نقلتهم طائرةٌ على نفقة الرئيس الملياردير، ناهيك بعشرات الفنانين الذين أحيوا ثلاثة أيام من الاحتفالات، أبرزهم عمرو دياب وإليسا.

تروي وسائل الإعلام منذ أسابيع "سيرة" أزياء "ألف ليلة وليلة" التي اختارها العروسان لهما وللمدعوين، وترصد تنقلات هؤلاء على متن عربات "الكوتشي"، فيما وُضعت تحت إمرة الشخصيات الدبلوماسية ورجال الأعمال "قافلة" سيارات مرسيديس فارهة، وسط حراسة أمنية مشددة.

لا بأس أن يسعد المرء بماله فيتصرَّف به كما يشاء ويهوى، ويختار الزفاف الذي يليق به، والطريقة التي تناسبه. وشخصياً، أكره الحديث عن ثروات الآخرين ونمط حياتهم وترفهم وبذخهم وحتى جنونهم. لكنَّ القضية أبعد بكثير مما قد يظنّ البعض.

أكثر ما ينبهنا له زواج ابن الميقاتي الأسطوري هو "الفقر الأسطوري" في باب التبانة، مدينة المحتفي ومنطقته. مدينة يحارب الرئيس الملياردير ليكون زعيمها، أو يتصدَّر زعامتها، لا سيما أنها صاحبة الأصوات الانتخابية الكثيرة. تراها في المواسم الانتخابية غابةً لصور المرشحين على أسطح المباني وواجهاتها، وفي الأزقة. وهي نفسها المدينة التي بالكاد يُقدِّم لها أقطاب السياسة "الإعاشة" (أو الكسوة)، وسياسة الإعاشة باتت أشبه بإهانة للمواطنين اللبنانيين، على ما تحمله كلمة "مواطنية" من معنى.

هل فكَّر الرئيس الملياردير بمشهد منطقة باب التبانة وبنسبة الأميين فيها؟ هل جال في زواريبها وسمع أخبار ناسها؟ هل دار في ذهنه أن المبلغ الخيالي، بحسب الأخبار، الذي أنفقه على ليالي الزفاف الأسطوري كان لينشل الآلاف من الفقر الأسطوري، ويعلّم مئات الشبان في أرقى الجامعات؟ لا تنتهي الأسئلة في هذا المجال طبعاً، خصوصاً حين نفكِّر بأن الرئيس ميقاتي ضمن قائمة الأثرياء في العالم، وورد اسمه مع أربع شخصيات لبنانية في مجلة "فوربس"، وهو تصدَّر لائحة أثرياء لبنان إلى جانب كل من شقيقه طه، وسعد الحريري، وبهاء الحريري.

وفي طرابلس أسماء تعاظمت ثرواتها حتى احتارت في أمرها، ويخال المرء أنها ربما تشكِّل عبئاً على أصحابها، أمثال محمد الصفدي وعائلته، والوزير عدنان القصار. مع ذلك، نجد أن محيط هؤلاء هو الأكثر فقراً في لبنان، حيث نسمع، من باب التبانة إلى عكار، هدير المحتاجين والفقر المدقع أمام الثروات الخيالية.

كيف يكون الواقع على هذا النحو؟ لمن نرفع الشكوى؟ هل نأتي بكارل ماركس ليفسِّر لنا؟

أكثر ما يزعج ويربك ويثير الحنق، أن السياسات المتراكمة في مدينة طرابلس من أيام النظام الأسدي والعرفاتي والوصياتي (زمن الوصاية السورية)، وحتى مرحلة الأقطاب راهناً: ميقاتي، وكبارة، وتيار المستقبل، والخصوم (رفعت علي عيد وعصابته و"حزب الله" ورعياته)، وبعض الدول الإقليمية... أسهم هؤلاء جميعاً في جعل كثير من أبناء باب التبانة وأبناء ومحيطها نزلاء، لا في فنادق الأعراس في مراكش، بل في غرف سجن رومية والسجون الأخرى المكتظة والمثيرة للشفقة والتوتر. ولا ننسى من سقطوا قتلى وجرحى، وهم بالمئات.

على هذا، ثمة مسؤولية كبيرة على ميقاتي والحريري والقادة الطرابلسيين جميعاً في إنهاض المدينة ومساعدة المساجين في العودة إلى حياتهم الطبيعية. فسجن روميه أخطر من فقر باب التبانة والمنكوبين. في هذه المنطقة يمكن للبؤس أن يكون أرضاً خصبة لتمدد الفكر الإرهابي والتكفيري، لكن الأخطر في سجن رومية أنه بات وكراً لتخريج رؤساء للجماعات الإرهابية وعصابات المخدرات وسرقة السيارات، وأمور أخرى.

كانت تكلفة زفاف ابن الميقاتي في مراكش لتنقذ مئات العائلات الطرابلسية من البؤس المعيشي. بل إن الأموال التي يتقاضاها "الواد عمرو" عن ساعة غناء فقط تنقذ عشرات العائلات. كان يمكن للزفاف أن يكون في قلب المدينة فيأخذ بعداً رمزياً لها ولأهلها، لا أن يتحوَّل عنواناً للثراء المتورم من خلال وسائل الإعلام. حتى بالمعنى السياحي لم تستفد طرابلس من عرس ابن ميقاتي.

يبقى السؤال: ماذا قدَّم نجيب ميقاتي لطرابلس؟

 

عون يهلل: طار الفيصل ومعه "الفيتو" السعودي

ربيع حداد /المدن/ الأربعاء 29/04/2015 

شعر رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بالغبطة. إستفاق صباح اليوم الأربعاء على خبر إنتظره وتوقعه قبل غيره. سمع بهدوء تغيير عدد من أركان الإدارة السعودية. لم يصدّق ربما بداية، فالخبر الأهم في التعيينات الجديدة بالنسبة إليه هو تنحية وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. هو صباح الجنرال الربيعي، إذ يعتبر الآن أن إحدى العقبات الأساسية أمام وصوله إلى قصر بعبدا، أزيلت من طريقه، خصوصاً أنه لطالما أكد أن لا أحد في لبنان أو السعودية يضع "فيتو" على إسمه سوى الفيصل شخصياً، وهو كان ينتظر إزاحته من منصبه منذ تولّي الإدارة الجديدة في المملكة زمام السلطة بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

مفاجأة الصباح سبقتها أخرى عصر اليوم الذي سبق. أثناء تلاوته مقررات إجتماع تكتل "التغيير والإصلاح" الأسبوعي، فجّر عون قنبلة سياسية بطريقة عفوية. بدأت الغرابة مع تلاوته المقررات شخصياً. لم يفعل ذلك منذ مدة طويلة. وهو عادة لا يفعلها إلّا إن كان ما يستدعي ذلك. بدا منفعلاً ومنزعجاً. ومن فرط الإنفعال، ردّ بعصبية، على سؤال حول موقفه حلفائه من التمديد للقادة الأمنيين، بالقول: "لست هنا لأناقش مواقف حلفائي، هذا قراري أنا، من أراد أن يسير معي فأسير معه ومن أراد أن يتركني سوف أتركه، طفح الكيل وبلغ السيل الزبى".

لا يحتاج الموقف إلى تأويل أو تحليل. الأمور واضحة. ضاق عون ذرعاً بحلفائه، ولم يعد يستطيع تقديم هدايا مجانية، فيما الحلفاء الذين يعول عليهم لا يقدمون سوى الوعود تلو الأخرى.

على الرغم من الوضوح، ترفض مصادر التكتل تحميل الأمور أكثر مما تحتمل. تعتبر لـ"المدن" أن "ما قاله عون يندرج في سياق التعبير عن موقف معين، وهو ليس فضاً للشراكة مع أحد، ولكن لا بد من وضع النقاط على الحروف". واذ ترفض الدخول في التفاصيل أكثر، لا تخفي وجود تباين في وجهات النظر بين الحلفاء، وخصوصاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتقول: "نحن لم نتخل عن حلفائنا، وقدمنا لهم الغالي والرخيص، وحان الوقت ليراعوا مطالبنا، وهي تتخطى المطالب الشخصية"، قبل أن تذكر بـ"التمديد للمجلس النيابي"، و"القانون الأرثوذكسي" و"مسألة التمديد للقادة الأمنيين".

بالنسبة لأحد المقرّبين من عون فإن الأمور تتخطى كل هذه المسوغات. يشير لـ"المدن" إلى أن المسألة الأساسية هي الإنتخابات الرئاسية، وإن كان حلفاء عون يدعمونه عبر تعطيل وصول أي شخص غيره إلى بعبدا، لكن "ذلك لا يكفي" بالنسبة للجنرال، فهو لم يعد يستطيع الإنتظار ولا بد من خطوات عملية لإتمام ذلك.

لعل هذا هو فحوى رسالة عون الغاضبة إلى الحلفاء. تنسجم هذه القراءة مع قراءة أحد المصادر المقرّبة من "حزب الله"، التي تقول لـ"المدن" إن "العماد عون يريد رئاسة الجمهورية بأي ثمن، وهو يرفض التمديد بغية ذلك"، لكنها تلوم عون على "مساهمته في توتير الأجواء مع الرئيس برّي الذي دعمه ويدعمه في كل معاركه".

كل ذلك يقود حكماً إلى قيادة الجيش. ربما هي محاولة التفاف واستباق لأي قرار، خصوصاً أن عون يريد عرقلة التمديد لقائد الجيش الحالي العماد جان قهوجي، أو في أقصى الحدود بيعها مقابل أي شيء آخر.

عموماً، تبقى الرسالة الأبلغ، تلك التي وجهها إلى "حزب الله". وإن كانت، ليست واضحة تمام الوضوح بعد، لكن أحد السياسيين البارزين، يشير، عبر "المدن"، إلى أن عون يقرأ في الإستنزاف الإيراني في المنطقة، في مقابل القوة السعودية الصاعدة، والميدان السوري مؤخراً سيكون كتاباً معمماً على الجميع لقراءته، خصوصاً أن هذه التطوارت تنضم إلى أمل جديد لدى عون بالحصول على ضوء أخضر سعودي بعد مرحلة "فيتو" الفيصل، ولذلك يترقب أكثر من سياسي مخضرم حركة عون، وتحديداً في إتجاه السعودية في الأيام المقبلة.

 

عن «داعش» الإيرانيّة!

ميرفت سيوفي/الشرق/29 نيسان/15

قبل أيام قليلة شاهدنا عبر المحطات الإخباريّة صور جوازات سفر لقتلى من «داعش» ممهورة بالأختام الإيرانيّة، ولا تحتاج الصور لكثير توضيح، فمنذ حزيران العام الماضي طرحنا السؤال: «داعش.. فيروس أميركي أم إيراني»، ومنذ حزيران العام الماضي أكدّنا أنّ الأيام المقبلة كفيلة بكشف هوية «داعش» الحقيقيّة، وللذاكرة فقد سبق وكتبنا عن «المجهول المدعو «لواء أحرار السُنَّة ـ بعلبك» ـ قبل أن تكشف التحقيقات ارتباطه بحزب الله ـ فرعٌ إرهابي «وهمي» برز فوراً بعد القضاء على ظاهرة إرهاب آخر هو «أحمد الأسير» وظاهرته، وذكرنا بـ»ظاهرة شاكر العبسي وتجربة مخيم نهر البارد، لمن يدقّق قليلاً في المشهد اللبناني الذي استعاد قلقه وتوتّره منذ تفجير ضهر البيدر انتهاء بانتحاري فندق «دي روي» في منطقة الروشة» ـ وربما يشعر أي قارئ كم أنّ هذه الأحداث باتت بعيدة في ذاكرته، وهذا طبيعي لكثرة أحداث المنطقة ولبنان ـ لذا، ربما علينا اليوم أن ندقّق جيداً في هوية «داعش» الإيرانية، والتي تحرّكت خلاياها الإرهابية في المملكة العربية السعوديّة بالتزامن مع «عاصفة الحزم» والحديث عن تفجيرات سيارات مفخخة على الطراز العراقي، وهذا لا بدّ أن يُعيدنا إلى هناك إلى حيث نشأت «داعش» تحت عين «المفوّض الإيراني» نوري المالكي!!

في 14 كانون الثاني 2015 وفي مقال نشره بصحيفة «الشرق الأوسط» كشف الأمير تركي الفيصل عن «علاقة وثيقة بين إيران والتنظيمات المتطرفة المنتشرة في سوريا والعراق»، وكشف أنه «عقب الاحتلال الأميركي للعراق وتدمير المؤسسات الحكومية العراقية – من جيش وأمن ووزارات – في عام 2003، سمحت الحكومة الإيرانية لمن أراد من مخلفات تنظيم القاعدة بالتسلل إلى العراق الذي وجدوا فيه بيئة خصبة لتنفيذ مخططاتهم، فأعادوا تشكيل أنفسهم تحت اسم «القاعدة في بلاد الرافدين»، وهذه النقطة بالذات «قتلت بحثاً»، ومن قبل الغرب قبل العرب أيضاً، وهنا نشير إلى ما كشفه الصحافي الألماني كريستوف رويتر مؤلف «تنظيم داعش» أو «القوة السوداء» عبر صفحات مجلة ديرشبيغل…

سبق وكتبنا في هذا الهامش عن «القاعدة»، التي أدّت دورها الأميركي أولاً، والإيراني ـ السوري لاحقاً، وقبل نهاية القاعدة أسس نظام بشّار الأسد في العراق «داعش» تحت عنوان «دولة الإسلام في العراق والشام»، وثمّة الكثير مما يدّل ويؤكّد على تحضّر النظام السوري لزعزعة العراق والمنطقة خدمة لإيران وللـ»القوس الشيعي الممتد من إيران إلى العراق فسوريا وحزب الله في لبنان»، وأشرنا تحديداً في تموز العام 2014 أن إيران «كانت الحضن الدافئ للقاعدة ورجالها الذي انتقلوا من طهران إلى اليمن لتنفيذ ما تبقى من مصالح إيرانية تتيح إقامة دولة شيعيّة تتصل لاحقاً بدولة شيعيّة تُعدّ العدّة لإنشائها في المملكة العربية السعودية أو محاصرتها وزعزعة أمنها إلى حين إنشاء دويلتها هناك»، وهنا لا بدّ لنا من لفت القارئ إلى أن تتبّع تدرّج الخطة الإيرانية متاح ومتوفر في كتاب «عصر الظهور» لعلي الكوراني، الذي قامت قيامة أمين عام حزب الله حسن نصرالله عندما قاربت بعض المواقع الالكترونية الكتاب ونشرت صفحات منه، فغضب وقطع الطريق على هذه المحاولة تحت مسمّى أنّ هذه الأمور «عقيدة»، مع أن كلّ السياسة الإيرانية في العالم «عقيدة» وإيران نفسها دولة «عقيدة»، ونعيد التأكيد أن من يريد أن يفهم لماذا ضربت الهستيريا إيران وحزب الله بسبب «عاصفة الحزم» ما عليه إلا أن يتصفّح كتاب «عصر الظهور» والذي يصح أن نسمّيه «المخطط الإيراني» بلغة «عقائدية»!!

مقال الأمير تركي الفيصل المنشور مطلع هذا العام، هو أشبه بكتابة المخطط الإيراني بلغة سياسيّة، إذ شرح كيف تشكلت «داعش» والوجه الذي حمل أولاً  اسم «القاعدة في بلاد الرافدين» وكيف انضم إلى «قاعدة إيران» آخرون من دول الجوار، مثل: أبو مصعب الزرقاوي [أطلق سراحه نوري المالكي فور الإنسحاب الأميركي]، ومحسن الفضلي زعيم ما يسمى «كتائب خراسان»، وهو من عائلة شيعية كويتية معروفة، والمتهم بالتفجير الذي استهدف محمد باقر الحكيم في النجف، كما سمحت له الحكومة الإيرانية بالانتقال إلى سوريا بعد الثورة السورية، ومن سوريا وفدت مجموعة أتاح لها بشار الأسد التسلل عبر الحدود الفاصلة بين البلدين ومنهم أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة» وأبو محمد العدناني المتحدث باسم ما سمي «الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وللمفارقة كتب رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأسبق «أن المفارقة العجيبة في تكوين هذا التنظيم كانت أن نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق كان يسعى – في ولايته الأولى – لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد سوريا، متهماً بشار الأسد بتأييد «الإرهابيين» والسماح لهم بالعبور إلى العراق». وللحديث تتمّة…

 

كل شيء طبيعي في العراق!

خيرالله خيرالله/المستقبل/29 نيسان/15

عندما يرفض رئيس الوزراء العراقي تسمية الأشياء باسمائها، أي عندما يرفض علنا إعتبار الميليشيات التابعة للاحزاب الشيعية، التي ينتمي إلى أحدها، ميليشيات، يصبح كلّ شيء في العراق أكثر من طبيعي.

من بين الأمور الطبيعية أن ينفي مكتب العبادي طرحه سجن ابو غريب المهجور مكانا لإيواء النازحين العراقيين من محافظة الأنبار، علما أنّ الموضوع كان موضوع مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري. هذا الطرح العنصري، بات ذهنية معيّنة سائدة في العراق الجديد. إنّه العراق الذي اراد جورج بوش الإبن ونائبه ديك تشيني تحويله إلى نموذج للديموقراطية في المنطقة.

جاء النفي الصادر عن مكتب رئيس الوزراء ليؤكّد أن العراق مريض وأن شفاءه من المرض الخبيث لن يكون غدا. هناك من يتساءل حتّى هل يمكن أن يشفى يوما، خصوصا بعد منع أهل الأنبار من دخول بغداد واشتراط أن يكون لدى من يريد اللجوء إلى العاصمة «كفيل». فالمشكلة ليست في النفي بمقدار ما أنّها في طرح الموضوع المتعلّق بأهل الأنبار وكيفية إيوائهم في ظلّ الظروف العصيبة التي يمرّون فيها.

نزح أهل الأنبار، وهم من السنّة العرب، في إتجاه بغداد لسبب وجيه عائد إلى سيطرة «داعش» على المحافظة وإلى استعدادات تقوم بها السلطات العراقية من أجل استعادة الأنبار.

لعلّ أوّل ما كان يُفترض بالحكومة العراقية عمله تأمين كلّ الأسباب التي توفّر نجاح العملية العسكرية المحتملة بدل التصرّف بما يؤكّد مخاوف أهل الأنبار. في الواقع، إنّها مخاوف كلّ السنّة العرب الذين يعانون الأمرين منذ الإحتلال الأميركي للعراق وتحوّل البلد إلى شبه مستعمرة ايرانية تديرها ميليشيات مذهبية تنتمي إلى احزاب معيّنة مرتبطة إرتباطا وثيقا بطهران. تعمل هذه الميليشيات حاليا تحت عنوان «الحشد الشعبي» وهي تقوم مقام الحكومة العراقية، كما بدا واضحا من خلال غزوة تكريت التي قادها اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني.

ليس سرّا ما تحوّلت إليه الغزوة والمنحى الذي إتّخذته، خصوصا بعدما إتخذت طابعا إنتقاميا من منطلق أن تكريت مسقط رأس صدّام حسين. سقط صدّام وأُعدم بالطريقة التي أُعدم بها. هل على كلّ سنّي عربي عراقي دفع ثمن ما ارتكبه صدّام، الذي لم يفرّق في القمع بين سنّي وغير سنّي، بين عربي وكردي؟

ليست مخاوف السنّة العرب في العراق وليدة البارحة. منذ اليوم الأوّل للدخول الأميركي للعراق وهناك نيّة واضحة بالإنتقام من السنّة العرب. هذا لا يبني وطنا بكلّ تأكيد. هذا لا يضع الأسس لمؤسسات تابعة لدولة عصرية تكون مختلفة عن تلك التي اسّس لها حزب البعث بكلّ تخلّفه، خصوصا في مرحلة ما بعد تولّي صدّام حسين السلطة وتحوّل النظام إلى عائلي ـ بعثي.

يتجاوز الموضوع موضوع الأنبار وأهلها الممنوعين من دخول بغداد التي يعتبرها مسؤولون ايرانيون «عاصمة» الإمبراطورية الفارسية التي ما زالوا يحلمون بها.

الموضوع في نهاية المطاف مرتبط بالعاصمة العراقية المطلوب تغيير طبيعتها كلّيا. هناك، بكل وضوح، تركيز على تغيير طبيعة التركيبة الإجتماعية فيها. كانت بغداد في كلّ وقت عنوانا للعيش المشترك بين العراقيين بغض النظر عن المذهب والطائفة والقومية. كانت بغداد تتسع للجميع قبل أن تتعرّض لما تعرّضت له خصوصا بعد العام . جاء الآن وقت حمايتها من السنّة العرب الآتين من الأنبار. هناك خوف من أن يمكث هؤلاء في العاصمة التي كان مفترضا أن تفتح لهم أبوابها، على مصراعيها، في انتظار العودة إلى بيوتهم وارزاقهم...

من يمنع أهل الأنبار من دخول بغداد يخشى محو آثار التطهير العرقي والمذهبي الذي مورس منذ ما يزيد على عشر سنوات. من نتائج هذا التطهير، الذي شمل شراء اراض وبيوت في مناطق معيّنة، تحوّل بغداد من مدينة نصفها سنّي والنصف الآخر شيعي، إلى مدينة تفوق نسبة الشيعة فيها السبعين في المئة.

مثل هذا النوع من الممارسات لا يبشّر بالخير. لعلّ أخطر ما في الأمر أنّ رئيس الوزراء الحالي يكشف كلّ أوراقه، إذ يظهر أنّه ليس أفضل بكثير من سلفه نوري المالكي الذي ركّز طوال ثماني سنوات على زرع المذهبية في كلّ ارجاء العراق...وصولا إلى توفير حاضنة لـ»داعش» التي استطاعت السيطرة على مناطق عراقية شاسعة، من بينها مدينة الموصل.

في نهاية المطاف، هل المطلوب التخلّص من «داعش»، أم كلّ ما في الأمر أن المطلوب إستخدام «داعش» للتخلّص من السنّة العرب، أو أقلّه تهميشهم؟

يبدو أن الهدف التخلّص من السنّة العرب وليس من «داعش». هناك إصرار على نشر البؤس في الأنبار وعلى منع أهلها من دخول بغداد وعلى منعهم في الوقت ذاته من لعب دور اساسي في التصدّي لـ»داعش».

عاجلا أم آجلا، سيتبيّن أن في العراق أزمة نظام غير قابل للتطوير، على الرغم من أن الدستور يبدو، ظاهرا، دستورا عصريا يضمن، نظريا، المساواة بين جميع المواطنين.

تبيّن في ضوء تجربة السنوات الماضية أن الدستور استخدم لتحقيق مآرب معيّنة في مقدّمها تحويل مؤسسات الدولة العراقية إلى مؤسسات تابعة لإيران. من بين هذه المؤسسات وزارات مرتبطة بالتربية والتعليم. ليس منع أهل الأنبار من دخول بغداد سوى تفصيل صغير يعكس الخوف من أي مسّ بما حقّقته عمليات التطهير العرقي المستمرّة منذ سنوات عدّة وفق خطّة مدروسة.

ادرك الأكراد باكرا أنّهم امام حالة مستعصية لن يغيّر فيها شيء حلول العبادي مكان المالكي. لذلك، سارعوا، عبر مسعود بارزاني، إلى التلويح باستفتاء على حقّ تقرير المصير. أدى ذلك إلى تحقيق المطلوب، أقلّه موقتا، فطوى الأكراد الورقة التي لوّحوا بها.

لدى الأكراد خياراتهم الكثيرة، خصوصا، أنّهم يمتلكون منطقة واضحة الحدود، نسبيا، يسيطرون عليها سيطرة كاملة. ولكن ليس ما يشير إلى أن أمام السنّة العرب مثل هذا الهامش. السنّة العرب الذين إجتاحت مناطقهم «داعش» في وضع لا يحسدون عليه. المستغرب وجود نيّة لدفعهم في اتجاه «داعش» بدل توفير الإمكانات التي تسمح لهم بمحاربتها. من يمنعهم من دخول بغداد، إنّما يسعى إلى تحقيق هذا الهدف. من يتصرّف بالطريقة التي تصرّف بها «الحشد الشعبي» بعد غزوة تكريت يجعلهم يفضّلون «داعش» على ميليشيات الأحزاب المذهبية التي يبدو أن ليس لديها ما تعد به السنّة العرب غير الإيواء في سجن ابو غريب...هل هذا مستقبل العراق الذي وُعدنا به؟

 

إيران تدفع بـ«حزب الله» الى المواجهة.. وتقبض الأثمان

علي الحسيني/المستقبل/29 نيسان/15

بعد الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول الست، لم تعد الاولى بحاجة الى التدخل في شؤون الدول العربية بشكل مباشر خشية اهتزاز صورتها امام المجتمع الدولي الذي يبدو انه بدأ ينصاع لرغبات الولايات المتحدة الاميركية بالسماح لإيران بتطوير برنامجها النووي، ولذلك فإن الاتكال من الآن وصاعدا في تخريب اوضاع المنطقة وسوقها نحو الأسوأ والمجهول، سيوكل الى «حزب الله» الذراع الإيرانية في المنطقة.

يُجمع عدد كبير من اللبنانيين على ان «حزب الله» اداة إيرانية ينساق في مغامراته لرغبات و»نزوات» راعيته في السياسة والعسكر، مرّة تستعمله في جنوب لبنان ومرّة اخرى في دعم فئة فلسطينية مُحدّدة على حساب القضيّة، ومرّات في البحرين والعراق وسوريا، واليوم في اليمن حيث يخوض الحزب بالنيابة عنها اشرس معاركه السياسية والمذهبية ضد دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

لم تكن يوماً السعودية مركزا لتصدير الثورات في المنطقة ولا نقطة اجتذاب مذهبي يمنح دولاً أو جماعات حق التفوّق على شركائهم في الوطن او جيرانهم من الدول، بل كانت على الدوام نقطة التقاء تجمع الخصوم على عناوين توافقية تماما كما تعاطت مع القضيّة اللبنانيّة يوم أنهت الاقتتال بين اللبنانيين وكرّست أمنهم بالدرجة الأولى من خلال إتفاق الطائف الذي اصبح بمثابة دستور يلجأ اليه المختلفون في القضايا الأساسية والمصيرية.

العلامة السيد محمد علي الحسيني الأمين العام لـ»المجلس الإسلامي العربي» يعتبر في حديث الى «المستقبل» أنّ «تدخّل حزب الله في اليمن وقبله في البحرين والعراق وسوريا سببه واحد وهو انه يُشكّل قوة عسكرية ضاربة تعمل لمصلحة إيران. وكلما احتاجت طهران للتدخل بصورة غير مباشرة في إحدى الدول العربية تستدعي الحزب للقيام بهذه المهمة، والملاحظ أن إيران لا تُرسل حرسها الثوري أو قوّات أخرى للقتال في هذه الدول، كي لا تقع في الاحراج الاقليمي والدولي وكي لا تُتّهم رسميّاً بانها تتدخل، لذلك تستخدم حزب الله لتحقيق اهدافها من دون ان تتبنّى ذلك رسميا، واذا نجح الحزب في مهمّته فإن المسؤولين الإيرانيين هم الذين يفاوضون لتقاضي الثمن.»

ويضيف: «هذه اللعبة مكشوفة في الاوساط الدولية كافة، ولكن طهران تنجح بواسطتها في تمرير ما تريده لأن النفاق هو السائد في السياسات الدولية. وعلى سبيل المثال يعرف المجتمع الدولي أن حزب الله يُقاتل بشكل علني في العراق وسوريا لمصلحة إيران، ولكن الدول المعنيّة مثل الولايات المتحدة تتجاهل ذلك وتتفاوض مع طهران بما خص هذين البلدين». وعن هجوم الحزب على السعوديّة يُشير الحسيني إلى أنه «من الطبيعي أن يهاجم السعودية ودول الخليج كامتداد لدوره القتالي في الدول العربيّة التي تشهد ازمات. وهنا ايضا ينطق الحزب باسم الولي الفقيه ونيابة عنه، فيما لا تستطيع إيران الدولة ان تقوله علنا، لانه مُناف لقواعد التعامل الديبلوماسي بين الدول.»

وبرأي الحسيني أن «حزب الله يُمارس هذا الدور على أكمل وجه مُستخدما لغة التحريض الطائفي والمذهبي، لأن الدول التي يُهاجمها تضم في مكونات شعوبها مواطنين شيعة. لذلك يعتبر الحزب أن من حقّه التوجه لهؤلاء وتحريضهم على دولهم وحكّامهم بموجب ولاية الفقيه، وهذا الامر خاطئ كليّاً لأن الشيعة العرب لم يكونوا في أي مرحلة من المراحل ولن يكونوا في أي يوم من الايام، وسيلة تستخدمها إيران واتباعها، فهؤلاء الشيعة هم مواطنون عرب يتبعون مرجعياتهم السياسية والدينية العربية داخل بلادهم« .

ويلفت إلى أن «المصلحة التي تربط حزب الله بإيران هي مصلحة مادية بالدرجة الاولى، فرغم المزاعم عن إتباع ولاية الفقيه والانصياع لأوامره لاسباب دينية عقائدية، فان الرابط الاساسي في هذه العلاقة مالي ومصلحي. والمعروف انه لولا المال الإيراني الذي يتدفّق بمئات ملايين الدولارات سنويّاً على حزب الله لما استطاع أن يستمر. وصحيح أن الحزب بدأ كحالة مقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في الثمانينات، لكنه كان واحداً من احزاب وحركات كثيرة قاومت ذلك الاحتلال». ويُشير إلى أن «المصالح التي تربط حزب الله بالقوى التي يدعمها في الدول العربية مماثلة لما يربطه بإيران، والاسباب المالية بالدرجة الاولى إضافة إلى تحريض بعض القوى للتحرك ضد انظمة الحكم داخل بلدانها.»

بدوره، يسأل رئيس تجمّع أبناء بعلبك غالب ياغي عن «الغاية والهدف من الهجوم المستمر على السعودية ودول الخليج خصوصا في وقت نحن أحوج ما تكون فيه الى الوحدة والتضامن«. ويضيف لـ»المستقبل»: «هل الهجوم سببه فتح ابواب المملكة ابوابها خلال الحرب اللبنانية وبعدها امام جميع اللبنانيين من دون أي تفرقة، أم انه بسبب انهائها الحرب اللبنانيّة ومساهمتها الكبيرة في إعادة اعمار لبنان خصوصا الجنوب بعد العام 2006؟».

ويرى ياغي أن الانتصار للحوثيين في اليمن لا يُبرّر إطلاق المواقف المُتشنّجة من قبل قيادات إيرانية ومن حزب الله، فإذا كانوا حقّاً يُريدون الدفاع عن أطفال اليمن ونسائه، فكيف لا ينتصرون لأطفال سوريا ونسائها، لا بل يزيدون في قتلهم وتشريدهم»، ويُشدد على ان دعم الطُغاة في العالم، لا يُبرّر التضحيّة بشعوبنا وبأمننا وأماننا. وهنا يستحضرني قول للشاعر القروي رشيد سليم الخوري إذ يقول: حدّث فانك صادق يا طُرّسُ ما اللامس الرائي كمن يتلمّس، قل يا غريب الدار عنّا ما ترى حقا فإن الحق لا يتجنّسُ«.

ويتابع: «الفكر الشيعي قام على تحرير العقل عندما ترك باب الاجتهاد مفتوحا، بينما التشيّع الصفوي حجّم دور العقل وألغاه تماما كما الغى فرادة الناس عندما تكلّم عن التكليف الشرعي وولاية الفقيه. إن طموحات الإيرانيين وأحلامهم بعودة امبراطوريّتهم، لا يجب ان تعمي البصيرة والبصر، ولذلك على الشيعة في لبنان وتحديدا حزب الله ألا يكونوا وقوداً لطموحات الفرس واحلام حُكّامهم، لأن شيعة لبنان هم عرب قبل أن يكونوا مُسلمين«.

 

الجسر المفقود لملء الشغور من بعد «جسر الشغور»

وسام سعادة/المستقبل/29 نيسان/15

تقترب الذكرى السنوية (الأولى؟) للشغور الرئاسي، وسط تبلّد في الحياة السياسية الداخلية، إلا من ناحية صخب التحيّزات الإقليمية، والنزيف الدامي للشباب المجنّد من طرف «حزب الله» خارج الحدود الوطنية.

وإذ يتجاوز تبلّد الحياة الداخلية مع الصخب الداخلي في ما عنى التحولات الإقليمية الجارية، يظهر أيضاً أنّ عام الشغور الرئاسي (الأوّل) كان مريحاً نسبياً من حيث إيقاع العمل الحكومي فيه، كما أنّ نبوءة التدهور الأمني المتعاظم لم تتحقّق، بل على العكس، فإن الوضع الأمني الإجمالي مال عموماً للتحسّن مقارنة بالسنوات الماضية، وخصوصاً في طرابلس، هذا اذا ما استثنينا، وإذا كان ممكناً أن نستثني أصلاً، محنة المخطوفين والشهداء من العسكريين اللبنانيين في قبضة الجماعات المسلّحة «الكافرة بالحدود الوطنية».

لكنّ المفارقة الكبرى، أنّ المسيحيين، وعلى الرغم من إجماع عام لديهم بأنّ كل يوم إضافي من أيام الشغور الرئاسي فيه تهديد للميثاقية اللبنانية، إلا أنّ عاماً كاملاً من هذا الشغور لم يُحدث فيهم بعد تلك الصدمة، أو ذاك الخوف الخلاق الذي يجعلهم يتحرّكون بحيوية مثابرة، وضاغطة ميدانياً أولاً، باتجاه تأمين جلسة انتخاب للرئيس العتيد. فعلى الرغم من قلقهم المتزايد بإزاء الشغور، هم يتعاملون مع قصر بعبدا على أنه حق لأحدهم مضمون، ويبدون مطمئنين لأنّ الانقسام الإسلامي - الإسلامي لن يؤدي في نهاية الأمر الى تعديل العرف الدستوري، وهو ما يجعل الانقسام المسيحي - المسيحي في الموضوع الرئاسي يوحي للمعنيين به أنهم يتنافسون على شيء ثابت المعالم، مضمون، ولو طال الوقت.

ويحصل كل ذلك على خلفية ما هو أكثر خطورة من حيثية الشغور الرئاسي نفسه. ذلك أن الخبر الأساسي، الذي لم يعد خبراً، من كثرة ما تكرّر، هو تخلّف نواب البرلمان عن الحضور تحت قبّته لانتخاب رئيس للجمهورية، أي تخلّفهم عن أحد واجباتهم، في حين يُفترض أن يقتصر حقهم على التخيّر بين المرشّحين، وليس على التخيّر بين تطيير جلسة انتخاب وبين اتاحة الانتخاب. وفرضاً يمكن للنواب أن يُطيّروا جلسة وجلستين للتفاوض السياسي، فهذا موعده، يفترض أن يكون، سابقاً على انتهاء عهد رئاسي، وفرضاً تأخروا شهراً وشهرين وثلاثة، لكنه الآن عام كامل، أو يوشك أن يكون، وليس ثمة رئيس، وهذا كفر صريح بألف باء النظام الدستوري.

بل إنه، قياساً على حالة ترؤس العماد ميشال عون لحكومة مؤقتة بعد انتهاء عهد الرئيس أمين الجميل، فنحن اليوم، بدولة، فيها رئيس مجلس نواب شيعي ورئيس مجلس وزراء سني وحكومة وبرلمان يعتمدان مناصفة إسلامية - مسيحية، لكن ليس ثمة رئيس جمهورية مسيحي، بل منصب محجوز لأحد المسيحيين، الى أن يتفقوا في ما بينهم، أو الى أن يتاح لجلسة مجلس النواب أن تنعقد. أيضاً، بخلاف الفراغ الدستوري قبل سبع سنوات ونصف السنة، الذي سبقه إجماع متفاوت، إنما إجماع بين القوى المتخاصمة كافة، على توافقية العماد ميشال سليمان آنذاك، فليس ثمة حالة تقارن بهذا اليوم. ثمة قنوات حوارية بالطبع، لكنها في مشهد واحد مع ما يناقضها، من تبلد حياة داخلية، ومن صخب في الانشطار الإقليمي، ومن خشية متزايدة لدى الجناة حيال المحكمة الدولية، فضلاً عن الخشية «المستجدة» من بوابة جسر الشغور، وعلامات التفسّخ المتزايدة في جهاز النظام الفئوي الدموي في سوريا، ومن جملتها الأسلوب النتن الذي اعتمده هذا النظام للتخلّص من مسؤولين فيه ما كانوا «مقصّرين» أبداً من جهة ما عبق رصيدهم من أحوال النتانة.

أن لا يشعر أحد بأنّ رئاسة الجمهورية ليست مجرّد مقعد محجوز الى أن تتغير الظروف، بل إنّ كل يوم فراغ هو يوم ندفعه من حاضرنا ومستقبلنا، ومن القواعد الميثاقية الأساسية لأي نظام قابل للحياة والتجدد في لبنان، فهذا هو الخطر بعينه، سواء ميّعناه في تبلّد حياتنا السياسية الداخلية، أو في صخب الانشطاريات الإقليمية، التي لا يمكن التعفّف عنها بالطبع، ولا يمكن انتظار وحدة وجهات النظر الداخلية حولها، إنما لا يمكن التعاطي مع الأمر الواقع، الممدد للفراغ، على أنه تحصيل حاصل، أو أنه مرتبط بكيت وكيت من الأحداث في المنطقة. فقبل أن تكون قضية الرئاسة قضية المسلمين سنة وشيعة، وقضية المحاور الإقليمية، والأزمنة النووية أو المهدوية، و»لعبة الأمم»، وما شاكلَ من مناخات، فهي أولاً كرة في ملعب الموارنة. والموارنة في عام الشغور (الأول) لم يظهروا، بشكل إجمالي، دينامية رافضة لتمادي هذا الشغور، وأكثر، ظهر أنّهم يمدّدونه بعدم اتفاقهم على مرشّح. صحيح أنهم لم يقوموا بالتعبئة الكافية لوعي خطورة تمدّد الفراغ، لكن من الناحية الأخرى، فإن المسؤول الأول عن الشغور هو من لا يسمح بتأمين النصاب للجلسة لعام كامل، في حين يسمح بتأمينها في قضايا أخرى.

«حزب الله» مسؤول عن الشغور. الموارنة مسؤولون عن عدم تمكنّهم من الضغط بقوة ضد منطق استفحال الشغور. فأي جسر يمدّنا به، رئاسياً، «جسر الشغور»؟

 

رستم غزالة قتل بـ”السيانايد” بعد خروجه من الكوما

تدفق الدعم العسكري على الثوار قلب موازين المعركة

حميد غريافي/السياسة/30 نيسان/15

كشفت أوساط أمنية إعلامية بريطانية عن أن رئيس شعبة الأمن السياسي في سورية اللواء رستم غزالة “دخل الكوما لمدة 18 يوماً بعد إدخاله المستشفى اثر اقدام مرافقي أحد كبار الضباط بأمر من اللواء علي مملوك مباشرة, على ضربه بالجزمات في الشارع, ولما لم يمت خضع لسلسلة من الحقنات المؤثرة على القلب في سريره ما جعله يدخل في غيبوبة اعتقد خلالها محاولو قتله أنه لن يخرج منها سالماً, إلا أنه صحا فجأة في السابع عشر من الشهر الجاري”, واتصل بواسطة أحد موظفيه الذي كان يلازمه في المستشفى بمكتب سعد الحريري في بيروت طالباً ظهوره على شاشة “المستقبل” كي “يعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو”, كما أعلن الحريري من واشنطن الاثنين الماضي.

وشككت الأوساط الأمنية بأنه “كانت في نية غزالة التطرق في مقابلته التلفزيونية إلى قتلة رفيق الحريري ودور بشار الاسد وأقرب المقربين منه في الجريمة, إذا كان مازال في مستشفاه في أيدي استخبارات النظام وفي متناولها, إلا أن أحد أفراد عائلة غزالة أكد للاستخبارات الغربية في ما بعد أنه بعد اجراء الاتصال الهاتفي من خارج مبنى المستشفى, ثم اعتقال مرافقه وهو برتبة رائد وجرت تصفيته فوراً, فيما تم حقن غزالة بالقوة في سريره بمادة السيانايد القاتلة”.

وكشفت الأوساط لـ”السياسة” عن أن “أجهزة الامن السورية منعت عائلة غزالة من فتح نعشه قبل وبعد دفنه, بعدما قامت باعتقال نحو ثلاثين من أبناء عشيرته في درعا لم يعرف مصيرهم بعد أربعة ايام من اختفائهم”.

ونقلت عن تقارير استخبارية غربية واردة من سورية ولبنان استناداً إلى مسؤولين كبار في حكومتي البلدين ان “وجه المعركة العسكرية في سورية تغير بشكل جذري منذ انطلاق حملة “عاصفة الحزم” بقيادة السعودية في اليمن, وهي الحملة التي أنعشت المعارضة السورية في محافظتي درعا الجنوبية وادلب الشمالية اللتين سقطت غالبية أنحائهما بعد أربع سنوات من القتال في أيدي الثوار خلال الايام الخمسة عشر الماضية, كما بلغ المقاتلون حدود القصر الجمهوري ومقار السفارات الاجنبية والمؤسسات العسكرية والامنية والمالية والاقتصادية في دمشق التي باتت في مدى قذائف الهاون والمدافع المضادة للطائرات”, التي أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية, أول من أمس, أن مئات القطع منها وصلت حديثاً إلى الثوار خلال الاسابيع الستة الفائتة الى جانب صواريخ “تاو” الموجهة المضادة للدروع التي أرسلتها السعودية لتدمير الآليات والدبابات والمصفحات السورية التابعة للنظام, واستخدمت على نطاق واسع في الشمال والجنوب السوريين”.

وأكدت الصحيفة أن عملية “عاصفة الحزم” في اليمن “أحيت آمال المقاتلين السوريين الأحرار, الذين لو صدقت دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة في تسليحهم بأسلحة فتاكة لكانوا ربما أنهوا الحرب وأسقطوا النظام الذي تفكك بالفعل وهجرته معظم عناصر الكفاءة, إما بالهرب إلى خارج البلاد وإما بالالتحاق ب¯”الجيش السوري الحر” فيما بلغ بشار الاسد وجماعاته أضعف نقطة خلال هذه الحرب منذ 4 سنوات”.

في سياق متصل, ذكرت اوساط اللوبي اللبناني في واشنطن ل¯”السياسة” أن “وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الاستخبارات المركزية فتحتا أبواب مخازنهما من الاسلحة النوعية الى المعارضة السورية المعتدلة منذ مطلع مارس الماضي بعدما تشكل تحالف إسلامي في المنطقة بين الدول الثلاث العربية والاسلامية الأقوى فيها, هي مصر وتركيا والسعودية, التي تعتقد دول الغرب أنها ستنتقل إلى سورية بعد انتهائها من اليمن لا محالة”.

 

دول الخليج والولايات المتحدة: التغيير مطلوب في الاتجاهين

عبدالوهاب بدرخان/الحياة/30 نيسان/15

هل أن القلق الخليجي والعربي من التقارب الأميركي - الإيراني مبرر؟ نعم، لأن واشنطن استهلكت أعواماً وهي تحاول وقف البرنامج النووي لكنها تكتفي الآن بإبطاء أو تأخير قدرة ايران على صنع سلاح نووي في وقت لاحق. وفي سبيل الحصول على هذا «الإبطاء» تجاهلت اميركا التدخلات الايرانية المباشرة وغير المباشرة في بلدان عربية، مدّعية أن إبعاد «الخطر الأكبر» (النووي) سيحجّم «الخطر الأصغر» (اختراق الدول والمجتمعات).

هل عارضت الولايات المتحدة أو تعارض تلك التدخلات، وكيف؟ نعم، في حالٍ واحدة، عندما وقفت، كما هو متوقّع، الى جانب اسرائيل في حرب لبنان في تموز (يوليو) 2006 ثم في الحروب الاسرائيلية على غزّة خصوصاً في 2008 -2009. وعلى رغم انزعاج اميركا الشديد من الهجمات على جنودها في العراق، بتحريض وتدبير ايرانيين (مع النظام السوري)، إلا أنها تعايشت مع الخطر وانتهت الى منح ايران حق التدخل وقبلت بتقاسم النفوذ معها في العراق. وطوال هذا الوقت أحجمت واشنطن عن الاشارة الى التسليح الايراني للحوثيين في اليمن بذريعة أن تأكيده قد يلزمها بمواجهة لا تريدها، أو أنه سيشجع دولاً اقليمية على مواجهة لا تريدها أيضاً. وفي عام 2008 قام الاميركيون باستعراضات بحرية قبالة الشاطئ اللبناني لشدّ عصب الحكومة في صمودها أمام تهديدات «حزب الله» (وكيل النظامين الايراني والسوري)، لكنهم لم يثنوا الميليشيات عن اجتياح بيروت واستباحتها في أيار (مايو) من ذلك العام.

هل هناك أجندة خفية اميركية يمكن أن تظهر بعد التوصّل الى اتفاق نووي؟ من يقولون نعم يستندون الى منظومة «مبادئ» يعتقدون أن اميركا لا تتخلّى عنها، ومن ذلك مثلاً أن اقامة علاقة تعاون وتنسيق بينها وبين النظام الايراني تتطلّب حدّاً أدنى من «الثقة» وهذه في رأيهم استحالة إلا اذا رضخت واشنطن كلياً لمفاهيم طهران وشروطها، لكنهم يستندون أيضاً الى ما تملكه واشنطن من معلومات موثّقة عن دور ايران في تغذية النمط الجديد من الإرهاب وتوظيفه في سياساتها التوسعية حتى أن معظم الأبحاث العسكرية بات يسجّل تماثلاً في المسارات والأساليب (مع فوارق ظرفية) بين «حزب الله» في لبنان وجماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق وصولاً الى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). لكن «المبادئ» مستبعدة لدى مَن يقولون أن لا أجندة «ايجابية» اميركية وفي نظرهم أن واشنطن جلست تفاوض طهران متعمدة غضّ النظر عن مغامراتها، فالكوارث الايرانية لا بد أن تراكم مصالح لاميركا، ولذلك يُلفتون الى أن الحال الارهابية المستشرسة تبلورت في ظل «تفاهم» ثنائي علني في العراق و»تفاهم» ضمني على إبقاء النظام في سورية، بل يعتبرون أن ايران استطاعت أن تقيم «علاقة ندّية» مع اميركا في تثبيت سياسة «استثمار الارهاب» مع ادّعاء «الشراكة» في محاربته. وعلى رغم ظهور أخطاء هذه الشراكة ومخاطرها في تكريت والأنبار فإن ايران تمكّنت من تمرير «شرعنة» ميليشياتها وضمان تمويلها من المال العام.

هل تسعى الولايات المتحدة فعلاً الى اقامة «توازن» عربي - فارسي، أم الى ادارة الصراع؟ من جهة يبدو «التوازن» شعاراً ايجابياً، لكنه يفترض التوسّط بين الجانبين، مع فارق أن قوة ايران تشكّلت مدفوعةً بالعداء لـ «الشيطان الأكبر» وأن الولايات المتحدة سهرت على الدوام على ادامة قوة محدودة للعرب، حمايةً لاسرائيل وأمنها. وإذ يضيف البعض صفة «الخلاق» الى «التوازن» المنشود فإن هذا لا يذكّر إلا بشعار «الفوضى الخلاقة» التي لم تكن خلاقةً على الاطلاق بالنظر الى تداعيات الغزو الاميركي للعراق وإحداثه فراغاً استراتيجياً ملأته ايران على مسارين متوازيين: الأول بتفعيل برنامجها النووي، والآخر بإشعال الحرائق والصراعات الأهلية واستغلال الانقسامات السياسية وتزخيم جرعة العسكرة المذهبية للشيعة ما مكّنها من بناء نفوذ مباشر في العراق وسورية ولبنان وغير مباشر في البحرين وغزّة، ومن تعزيز اختراقها لليمن.

كان واضحاً أن هذه التدخلات شكّلت تحدّياً لاميركا وتهديداً لمن تسميهم «حلفاءها» في المنطقة، وعندما سلّمت العراق الى ايران لم تفطن الى أي «توازن» وليس واضحاً، كذلك عندما سكتت على انتهاكات أتباع ايران في لبنان ثم على الاجرام الايراني في سورية، وعلى المغامرات العشوائية للحوثيين في اليمن حتى أنها لم تبالِ بسعيهم الى إفشال المرحلة الانتقالية وإسقاط الحكومة الشرعية. بل ان اميركا أحجمت عن دعم أي مواجهة لتمدّد ايران الذي أدّى، حيثما وُجدت، الى انهيار «الدولة» والمجتمعات لمصلحة ميليشيات تسعى الى الحلول محل المؤسسات بما فيها الجيوش الوطنية.

اذا كانت «الثقة» غير واردة وغير واقعية بين اميركا وايران، فماذا عنها بين اميركا والعرب؟ لا ثقة طبعاً، على رغم اعتماد واتكال مزمنين على «الأخ الأكبر»، لكن لا خيارات اخرى في الواقع الراهن، مع بلوغ التهديدات الايرانية عتبة البيت الخليجي - العربي. هنا تكمن الصعوبة في محادثات كامب ديفيد، فثمة تغيير مطلوب في صيغة العلاقة وشروطها، لكنه تغيير مطلوب في الاتجاهين. فكما أن واشنطن تنتظر من الدول الخليجية، وبالتالي العربية، أن تكون «أكثر فاعلية في مقاربة الأزمات الاقليمية» وأكثر تركيزاً على معالجة ما يعتبره باراك اوباما «الخطر الأكبر» وهو «السياسات الداخلية»، لا بد من أن يتوقّع الخليجيون من اميركا أن تكون أكثر وضوحاً والتزاماً في احترام مفهوم «الأمن القومي» لحلفائها. وهناك الآن اختباران خطيران، أولهما حاسم في اليمن، والآخر في سورية. ما لم يلمس الخليجيون تفهّماً ودعماً بل انحيازاً اليهم في اليمن، حيث اضطروا للمجازفة بالذهاب الى خيار عسكري، فإنهم سيتيقنون بأن الولايات المتحدة تتحدّث عن «توازن» لا تستطيعه، وتصطنع «حياداً» واهياً لمواصلة ابتزازهم باستخدام الخطر الايراني. وما لم يتغيّر النهج الاميركي فلا الاتفاقات الدفاعية ستفيد، ولا الخطط المقترحة لنشر مظلة نووية.

كان لافتاً في تصريحات أولى من نوعها لولي عهد أبو ظبي، العائد من زيارة لواشنطن تتعلّق بالتحضير للقاء كامب ديفيد، أنه دعا الى «إطار سياسي وعسكري وتنموي متقدّم من أجل عزة العرب ومكانتهم في المنطقة والعالم». تختزل هذه الدعوة أفكاراً كثيرة طرحها مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية لإخراج العالم العربي من جموده وتراجعه، واذا كان فيها شيء من التناغم مع دعوات اوباما الى تفعيل القدرات العربية الموجودة فعلياً على المستويين الاقليمي والداخلي، فإن فيها أيضاً إشارة الى أن اميركا وأي قوى دولية اخرى لن تساعد العرب إلا بمقدار استعدادهم لمساعدة أنفسهم.

لا شك أن «الإطار» الذي عناه الشيخ محمد بن زايد يحتاج الى تحديد، فهو أكثر من مجرد فكرة عامة، أو عنوان لخطةٍ تجمع أطراً متوافرة حالياً بغية تركيز أهدافها وتطوير ادائها. ولعله أشار الى هدفين صارا متلازمين: أولهما «خيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن لمصلحة منبع العروبة (السعودية والخليج) والمنطقة (العربية)»، شارحاً أن انقاذ اليمن لا يقتصر على الجانب العسكري والأمني بل يمتد الى الجوانب التنموية والاقتصادية والانسانية والاجتماعية. والثاني يكمن في «طبيعة التحديات والمخاطر التي تستوجب «اليقظة المستمرة والجاهزية... لردع كل من يضمر الشر لمنطقتنا العربية». كما يحتاج هذا «الاطار» الى توضيح جيو-سياسيته وما اذا كان معنياً بالتحالف العربي لـ «عاصفة الحزم»، أو اذا كان مشروع القوة العربية المشتركة يندرج فيه، فضلاً عن مدى تداخل الخليجي والعربي فيه.

 

مفاجأة سورية بعد اليمن

زهير قصيباتي/الحياة/30 نيسان/15

سر «حكمة» الاتحاد الأوروبي أن يبقى متفائلاً بعودة التعقُّل الى السياسة الإيرانية، لتؤدي دوراً في إقناع النظام السوري بقبول عملية انتقالية. لكنّ واقع الحال هو عجز الأوروبيين الساسة عن رؤية مصير سورية وخرابها، وإصرار مَنْ وراء النظام على تعميم هذا الخراب... لا لشيء إلا لدعم «صمود» من يحكم في دمشق، ولو اقتضى سقوط عشرات الآلاف من المدنيين قتلى، بعدما تخطّت النكبة مئتي ألف ضحية. البيت الأبيض بات أصمّ منذ انتزع الأسنان الكيماوية للنظام السوري، لكنه لـ «الإنصاف» ما زال يستعد لتدريب عشرات من عناصر المعارضة(!) لعلهم يقلبون مسار الصراع. أما الاتحاد الأوروبي، فلعل سياسته في عهد فيديريكا موغيريني، ستبني قصوراً من أحلام «الواقعية» الإيرانية، قبل رحيل الرئيس بشار الأسد. باختصار، فلنتوهّم أن مَنْ يرعى كل ارتكابات النظام في دمشق ويشجّعه على المزيد، سينقلب إلى داعية سلام ويعتذر من الشعب السوري... لا لشيء إلا لرغبته هو في لعب دور «إيجابي» في المنطقة، ينسجم وروح التطبيع بين إيران والغرب، في مرحلة ما بعد صفقة الاتفاق النووي. ... وسيعتذر من الشعب اليمني عن تسليح الحوثيين وتحريضهم على ابتلاع الدولة وخطف المؤسسات وخداع بقية القوى والأحزاب اليمنية التي شاركت في الحوار، فيما كان زعيم الحوثي، «المظلوم» في الادعاء الإيراني، يضع السلاح تحت طاولة الحوار، بل في ظهر البلد والدولة. ... وسيعتذر النظام الإيراني من الشعب اللبناني عن تدمير نسيجه وشلّ مؤسساته وخنق اقتصاده، والنفخ في نار المذهبية، منذ ربط البلد بدمشق وطهران وبغداد، ومصير صنعاء وحال باب المندب ومضيق هرمز!

هي مجرّد أضغاث أحلام، ولا تُنسى أيضاً عنتريات النهج الإيراني في التعامل مع دول الخليج، وعنجهيته وازدراؤه اللغة الديبلوماسية بين الدول، وإصراره على استفزاز الجيران، وتجاهُل الروابط الخليجية والعربية بين المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون، وكل الدول العربية عموماً. واضح بالتأكيد، أن طهران حاولت بكل ما هو ممكن الاستقواء بمشروع الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى، لاهثة وراء حلم ردّدته طويلاً لتكون «القوة الأكبر في المنطقة». لكن الأكيد في المقابل أن متغيرات سريعة في الإقليم دهمت المشروع الإيراني المتضخّم الأوردة، وأول المتغيرات وأهمها عملية «عاصفة الحزم» التي قادتها السعودية لاستعادة شرعية الحكم اليمني من قبضة جماعة الحوثيين... وهذه لم يعد لغزاً استمرار قوتها لكونها إحدى قاطرات الأهداف الإيرانية، في بلد عربي متاخم للحدود السعودية. قاطرة كلّفت الخزينة الإيرانية المرهَقة بالعقوبات الدولية والأميركية، الكثير للتمويل والتسليح والتدريب، لتصبح حتى بعد «عاصفة الحزم»، وفق الطروحات الإيرانية المكررة «القوة الأكثر تأثيراً» في تحديد مستقبل اليمن!

أما المتغيّر الثاني فهو على الجبهة السورية، وانقلاب ميزان القوة، رغم كل ما قدّمه «الحرس الثوري» وسواه دفاعاً عن النظام في دمشق، أو ما بقي منه. وما يحصل عملياً في سورية، كما في اليمن، نُذُر تحولات ليست حتماً في مصلحة من اجتهد ليقاتل بدماء غيره، وعلى أرض ليست إيرانية. أبدعت طهران في صنع وكلاء، لكنّ المحاصيل في موسم الحصاد، ليست بالطبع مجرد طموحات، وحسابات بالسياسة والأحلاف والتمويل. سقط مهندس «الممانعة» في فخ وهم الانتصارات التي يروّج لها، وظنّ أن المنطقة العربية التي كانت يائسة بعد تداعيات «الربيع» والثورات، ستهلّل له، وتنتظره مرشداً لمستقبلها. لكن ما يثير الخوف هو الآتي وكلفته: مزيد من الدماء في سورية، وتوقّعات بفصل لبناني في الصراع عليها، فيما الحوثيون يمدّدون محنة اليمن، والحسم مع «داعش» ما زال بعيداً... على الأقل في الموصل، حيث بزغ ظلامه. فبأي خرافة يأمل الأوروبي بدور إيراني للإنقاذ؟... يراه يقتل عربياً ويحلم بتأهيله رجل إسعاف! بعض الأمل قد يكون في صحوة المنطقة على حقيقة المصالح الدولية، ودوافعها. كل الوهم القاتل انتظار «حكمة» التريث لدى الغرب.

 

فيتنام.. مجدداً

علي نون/المستقل/30 نيسان/15

كم سيدفع «حزب الله» من أثمانٍ إضافيةٍ قبل أن يتأكد من أنه في سوريا مثلما كان الإسرائيلي في جنوب لبنان؟ وأن حربه فيها خاسرة سلفاً، وأنها أسوأ وأفظع وأكثر شراسة ودموية من تلك التي عاصرها اللبنانيون عموماً والجنوبيون خصوصاً على مدى فترة الاحتلال و»الشريط الحدودي»، بل حتى قبل ذلك بسنوات تصل إلى البدايات في العام 1948. والتوضيح بداية، واجب الوجوب: المقارنة مع الإسرائيلي تتصل بالشكل والمضمون الأدائي وليس بالهويات.. ويُقال ذلك كي لا يأخذ الاستطراد الكيدي والأحول مداه إلى حيث لا يتناسب ولا يتناسق لا مع الأخلاق ولا مع الحرفية المهنية ولا مع أصول الصدقية وفروعها!

.. وعليه يستمر ذلك الحزب في «التجربة» السورية، وكأن ما مرّ عليه حتى اليوم لا يكفي لإقناعه بإعادة النظر في حساباته.. بل إنه يتصرّف بعصبية من فَقَد المبادرة وصار مضطراً إلى اعتماد سياسة ردّ الفعل. وهذه، مثلما يعرف هو تماماً من تجربته «المقاوِمة» في الجنوب اللبناني، واحدة من أنجح وأنجع طرق تلقّف «العدو» والفتك به برغم الكلفة البشرية والمادية الأكيدة في المقابل. .. وهو في سوريا، فقد المبادرة، عدا عن كونه في عُرف «المقاومة» السورية عدوّاً مكتمل المواصفات، بل عداوته أمرّ من غيره!

منذ زمن وليس من الأمس، تبيّن للجميع، للمخضرم والعميق كما للمبتدئ والغرّ، أن مفاعيل الصدمة الأولى التي أحدثها إعلان تورّطه في سوريا انطلاقاً من بلدة القصير، سرعان ما تلاشت معنوياً وسياسياً وميدانياً. وانكشفت تكتيكاته بسرعة تبعاً لكون «الملعب السوري» أكبر منها بما لا يُقاس، وأكبر من قدراته على ادعاء أدوار تغييرية حاسمة هناك.

وتبيّن أكثر، بأن الأمر صار تورّطاً بكل المعاني السلبية، الظاهرة والكامنة في معطى التورّط: لا يستطيع الانسحاب لألف علّة وسبب، وفي مقدمها أن ذلك سيعني انكساراً فادحاً له وتهشيماً إضافياً لصورته، عدا عن أن الأمر سيعني تسليماً نهائياً بخسارة حرب إنقاذ بشّار الأسد.. وفي الوقت نفسه لا يستطيع الاستمرار في تلقّف الاستنزاف الخطير الذي يتعرّض له مع انعدام القدرة الميدانية لديه لتغطية أعباء جبهة مترامية الأطراف، خصوصاً وأن حالة بقايا السلطة الأسدية وصلت إلى درجة الاستعصاء ولم يعد ينفع شيء لإنقاذها.

قيل سابقاً ويصحّ التكرار، بأن سوريا هي فيتنام «حزب الله» ومن خلفه إيران.. ويبدو أن معظم المعنيين والمهتمين والمتابعين والمدققين يعرفون هذه الحقيقة، إلاّ الحزب نفسه.. فهو مستمر على افتراضه، بأنها، أي سوريا، هي إحدى بوابات السماء، وهذه تعوّض عن كل أرض!

 

موت غزالي ومصير الأسد

حسان حيدر/الحياة/30 نيسان/15

في الدول العادية، لا يفعل الضابط، مهما علا شأنه، سوى تنفيذ ما أوكلت إليه القيادة السياسية من مهمات. وقد يبالغ بعضهم في إظهار ولائه والتزامه التعليمات، فيتشدد في تطبيقها إلى حد يتجاوز الغرض منها. لكن، ودوماً في الدول العادية، يخضع أي ضابط لمراجعات ومحاكمات إذا ما أخلّ بحدود صلاحياته، واجتهد في تفسير مهمته، وخرق الأصول المتبعة في تنفيذها، حتى لو جرى ذلك في بلد آخر غير بلده، وعادة ما تتحمل القيادة السياسية المسؤولية عن أعماله لأنها تعتبره موظفاً لديها.

لكن، في الدول التي تحكمها أنظمة عسكرية - أمنية، ليست هناك حدود ترسم للضباط المكلفين أدواراً داخل البلاد أو خارجها، بل تُترك لهم حرية اختيار وسائل التنفيذ وتوقيته ومداه. فالمهم هو النتائج وليس كيفية الوصول إليها. ولأن الضابط في أنظمة كهذه يشعر بأنه من «أهل البيت» وأن ما يفعله يصب في «المصلحة الوطنية» التي لا يفرق بينها وبين مصلحته الشخصية، فهو «يُبدع»، إرضاء لمسؤوليه، في ابتكار أساليب تحقيق ما يصبون إليه، حتى لو شمل ذلك الظلم والاعتقال والقتل.

وهذه هي حال ضابط الاستخبارات السورية رستم غزالي، المتوفى قتلاً أو تعذيباً أو بـ «مرض نادر»، والذي كان حاكماً عسكرياً للبنان، وجاء إعلان وفاته قبل يومين من حلول ذكرى خروج الجيش السوري من هذا البلد في 26 نيسان (أبريل)، إذ عُرف عنه بطشه وسفاهته وتجاوزاته في التعامل مع اللبنانيين على اختلاف مللهم وعقائدهم، وتورطه في السرقة والإفساد، وتهديداته المتكررة بالاغتيال وصولاً إلى الاغتيال نفسه. أما ما ذكر عن محاولته الاتصال بسعد الحريري ورغبته في «إعلان شيء ما» قبيل موته، فلن يشفع له في تبييض سجله الأسود الحادق لدى اللبنانيين والسوريين.

غزالي، مثله مثل سلفه الضابط الآخر «المنتحر» غازي كنعان وسائر الضباط الكبار والصغار الذين شاركوهما «الانتداب» على لبنان، كان نموذجاً للرجال الذين ينتجهم نظام يفرض سطوته بالقهر والتسلط. فالعسكريون السوريون الذين تولوا حكم بيروت على مدى نحو ثلاثة عقود، تصرفوا تماماً مثلما يفعلون في بلدهم في ظل نظامهم الأمني، حيث لا كرامة لمواطن ولا حرية ولا رأي، بل حيث السوريون مهددون في كل لحظة بالإهانة والسجن والاختفاء والقتل. فكيف إذا كانوا يريدون فرض سلطتهم على بلد دخلوه بذرائع واهية، ومتهم بأنه لا يرحب بهم، ويطالبهم مواطنوه بأن يحترموا طرق عيشهم وعاداتهم وتنوعهم وحرياتهم، على نسبيتها.

وعلى رغم كثرة الإشاعات التي أحاطت بموت غزالي، واعتبر بعضها أن نظام الأسد المُتوارث يسعى إلى إغلاق ملف ضباطه المتورطين في لبنان بقتلهم، كي لا يمثلوا أمام المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري، بعدما تبدلت الأحوال وبات النظام التوسعي في حال «دفاع» وتراجع، فالمؤكد أن النظام السوري لن ينجح في تغيير جلدته وصورته وطبيعته، مهما قدم من «قرابين»، وأن مصيره الوحيد سيكون مثول رأسه، ولو ميتاً، أمام محكمة لجرائم الحرب، مع سائر أركانه. وهذه المحاكمة لن تكون فقط بسبب التنكيل بالبلد الصغير المجاور، والاغتيالات المتوالية لكبار شخصياته السياسية والدينية والإعلامية، وتفكيك مؤسساته الدستورية، وتحجيم دوره الفكري والثقافي والتعليمي، بل خصوصاً بسبب ما فعله الأسد بشعبه نفسه بعد انتفاضة 2011، حين توسع القتل والتنكيل ليشمل مئات آلاف الضحايا، وتزايد التدمير ليطاول مدناً وقرى بأكملها، واكتمل ذلك كله بتهجير ملايين السوريين. لكن الأسد الأب والابن لم يقدما على ما فعلاه في لبنان من دون غض الطرف، بل أحياناً الشراكة، من دول نافذة دولياً وعربياً، أوكلت أمر الجار الضعيف إلى دمشق، بعضها اتقاء لشرّها، وبعضها لاتفاق في المصالح والأهداف. وهذه الحقيقة يفترض أن تدفع الكثيرين إلى إعادة قراءة التاريخ القريب، لعلهم يدركون كيف يمكن تجنب أن يحصل في دول أخرى ما أوصل لبنان إلى الوقوع فريسة سهلة في يد إيران وأجهزتها.

 

المحاولات الإيرانية لخرق الحصار على اليمن استدراج حربي أم تفاوض بشروط جديدة؟

روزانا بومنصف/النهار/30 نيسان 2015

لا يندرج احتجاز ايران لسفينة اميركية قبل يومين لدى مرورها في مضيق هرمز ضمن خرقها للقرار الدولي الرقم 2116 الخاص باليمن الذي صدر تحت الفصل السابع. وينسحب الأمر نفسه بالنسبة الى ارسال ايران سفناً ذكرت معلومات انها تحمل اسلحة الى الحوثيين على رغم ان هذا القرار يمنع مدهم بالاسلحة. ويعود ذلك الى اعتبار ان هذه السفن بقيت ضمن المياه الدولية وتراجعت على اثر ارسال الولايات المتحدة حاملة طائراتها اس اس روزفلت الى جوار هذه السفن، وهي تالياً لم تعبر المياه الدولية الى المياه اليمنية أو لم يتح لها المجال لان تقوم بذلك فتخرق بذلك القرار الدولي. في المقابل فان محاولة طائرة ايرانية تقول طهران انها محملة بالمساعدات الانسانية الهبوط في صنعاء على رغم الحظر الجوي المفروض من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومنعت من ذلك اظهرت محاولات مستميتة من طهران لخرق الحصار حول اليمن وتقديم المساعدة العسكرية الى الحوثيين باعتبار ان المساعدة الانسانية كان يمكن ايران ايكالها الى الهلال او الصليب الاحمر الدولي. وفيما اعتبرت مصادر ديبلوماسية بعد صدور القرار الدولي حول اليمن ان تظهر ايران التزامها هذا القرار من حيث المبدأ ولو لم تعلن ذلك صراحة، فانها لم تتوقع عملانياً ان تحاول خرقه على هذا الشكل الصريح على الاقل علما ان التصدي الاميركي للسفن الايرانية كان مبادرة من شأنها تجنب حرب محتملة في حال رغبت السعودية او مصر او التحالف التصدي للسفن الايرانية ومنعها من الوصول الى اليمن لان آلية تنفيذ القرار 2116 يمكن ان تأخذ وقتاً طويلاً ومن غير المرجح ان يفضي الى نتيجة سريعة. وهذا ما بدا لافتاً لمصادر عدة أخيراً في تحركات ايران في البحر واستهدافاتها. فهل هي محاولات يائسة تعبر عن مدى استماتة طهران من اجل مد الحوثيين بالسلاح ام ان لها اهدافا اخرى؟ كما ان ثمة تساؤلات عما اذا كانت ايران تحاول فعلا خرق الحصار حول اليمن وهل تصل الى حد التسبب بحرب بينها وبين السعودية أو انها تحاول ان تتثبت من وجود خطوط حمر فعلية امام اي تحرك تقوم به على هذا الصعيد من اجل كسر الحصرية السعودية في شأن اليمن على ما برز من تحرك البحرية الاميركية، او انها تسعى الى محاولة استغلال أو توظيف استكمال المفاوضات حول ملفها النووي مع الدول الخمس الكبرى زائد المانيا في المدة الفاصلة عن الوصول الى اتفاق نهائي في آخر حزيران المقبل من اجل احراج الاميركيين ودفعهم الى التسليم بأمر واقع تحاول فرضه على رغم القرار الدولي انطلاقا من حاجة الولايات المتحدة الى انهاء هذا الاتفاق وتاليا الدخول الى اليمن من باب تحييد اي رد فعل من الاميركيين استنادا الى هذا التوظيف. وثمة تساؤلات تتصل بما اذا كانت ايران تحاول ان تلوي ذراع السعودية في اليمن او الدفع الى توريطها أكثر في حرب استنزاف هناك بناء على عدم تراجعها عن دعم الحوثيين ومحاولة تقديم الاسلحة لهم أو انها تضغط من أجل ايلاء الحوثيين دوراً اكبر على غير الشروط السائدة للحل السياسي في حين يثير البعض تساؤلات عما اذا كانت ايران تستهدف السعودية أو تحاول ان تجر الولايات المتحدة الى تفاوض جديد لحل حول اليمن بغير البنود التي نص عليها القرار الدولي الذي اعطى الاولوية المطلقة لمبادرة دول التعاون الخليجي ولعودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

بعض المصادر لا يتوقع ان تحاول ايران الدخول في حرب مباشرة مع السعودية على رغم ان التحركات الايرانية الاخيرة تزامنت مع موقفين سياسيين بارزين: أحدهما لقائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري حمل فيه على السعودية وقد لفت قوله "ان المسؤولين كانوا يتجنبون الحديث عن السعودية لبعض الاعتبارات الخاصة والآن ينبغي وضع هذه الاعتبارات جانباً" متوقعاً انهيار الحكم السعودي. فيما بدا أن التعيينات الملكية الجديدة في المملكة قد تكون محبطة لـ"توقعات" ايران في شأن انهيار المملكة والتي كررتها مراراً في الآونة الاخيرة خصوصاً أن الفريق الجديد تعزز موقعه كما تعززت سلطته وهو الذي خاض الاتجاه الاخير في المملكة والذي تصدى لايران في اليمن ورغب في رسم حدود لتوسع ايران في المنطقة مما قد لا يترك مجالاً لتفاهمات قريبة وقد يعتبر في مكان ما رداً على موقف ايران ككل. (والبعض رأى أو أمل على هامش اعلان المسؤول العسكري الايراني أن اعتبارات أخرى لم تعد تسمح بتجنب الحديث عن السعودية أن يريح تولي الايرانيين مباشرة ادارة صراعهم مع المملكة بدلاً من توريط لبنان وتدفيعه أثماناً باهظة عبر دفع "حزب الله" الى الواجهة في هذه المسألة امراً ايجابياً لهذه الجهة خصوصا ان تولي الحزب الحملة على السعودية رتب خسائر كبيرة على الحزب وعلى لبنان). أما الموقف الثاني فكان لمساعد العمليات في قيادة أركان القوات المسلحة الايرانية العميد علي شاوماني الذي قال "إن ايران تعلن بصراحة انها تدير وتدعم "ما وصفها بـ"المقاومة" موضحاً "نحن اعلنا وبشكل علني دعمنا للمقاومة اليمنية شأنها شأن المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والافغانية وسنساعدها". وهو تصريح لافت من حيث أن الخارجية الايرانية كانت نفت تقديم اي دعم عسكري للحوثيين.