المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 14 شباط/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  13 و15 شباط/15

في ذكرى رفيق الحريري: حقائق/علي حماده/14 شباط/15

وائل كامل الأسعد لحزب الله: لا نحتاج الى فيزا منكم لزيارة الجنوب/جنوبية/15 شباط/15

الحريري ونصرالله: الفراق الأخير/احمد عياش/14 شباط/15

محكمة جرائم الحرب الدولية والنظام السوري/داود البصري/14 شباط/15

لماذا يساعد أوباما إيران على دخول حرب اليمن/سليم نصار/14 شباط/15

إعادة كتابة تاريخ العلاقة مع الإرهاب/اياد ابو شقرا/14 شباط/15

بوتين: أسير ماض عفّى عليه الزمان/أمير طاهري/14 شباط/15

إيران من الثورة إلى الانتداب/مصطفى فحص/14 شباط/15

أميركا في اليمن على خطاها في العراق؟ التعايش مع إيران يُطبّع نفوذها الإقليمي/روزانا بومنصف/14 شباط/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار13 و15 شباط/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 13/2/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 شباط 2015

كيري بذكرى اغتيال الحريري: لا مبرر لبقاء سلاح ميليشيا تأتمر من دمشق وطهران

سلام استقبل سفيري تركيا وارمينيا القصار: للفراغ الرئاسي آثار أمنية واقتصادية

بري عرض العلاقات الثنائية مع سفير أرمينيا وعلي نقل عنه حرصه على التنسيق بين الحكومتين والجيشين لمواجهة الارهاب

 10 مطلوبين و18 سيارة مسروقة حصيلة اليوم الأول من خطة البقاع الأمنية

المشنوق من البقاع:العملية مستمرة حتى اعلان المنطقة خالية من المطلوبين والادوات الجرمية

مجلس القضاء الاعلى اصدر احكاما في ملف قضية نهر البارد تفاوتت بين 3 و10 سنوات اشغالا شاقة

توقيف اكثر من 50 باليوم الثاني لخطة البقاع الامنية ... والمشنوق: هدفنا منع عودة المطلوبين من سوريا

حزب الله يخوض هجوم جنوب سوريا بـ"300 من عناصر النخبة" والعاصفة تبطئ تقدمه

قهوجي "سيزور السعودية للمشاركة في اجتماع لرؤساء الائتلاف ضد داعش"

كتائب العزام تخطط لـ"اغتيال عدد من الشخصيات السياسية"

وزير الداخلية اشرف على تنفيذ الخطة الامنية في البقاع: لا احد فوق القانون وخيار اهل المنطقة الدولة

سليمان: تدني الإنتاج في الحكومة لا يعالج بتصحيح آلية العمل في هذا التوقيت

اطلاق نار من الجانب السوري باتجاه خراج بلدة النورة واصابة بقرتين

الجيش : عمليات دهم في بعلبك بريتال حورتعلا دورس والحمودية وتوقيف 56 شخصا من المطلوبين

وزير الداخلية من البقاع: كبار المطلوبين انتقلوا الى الاراضي السورية ومسؤولية الخطة الامنية منعهم من العودة

القنبلة في ببنين كانت موضوعة تحت سيارة هيونداي واحتراق مقدمة سيارة على بعد 500 متر من الحادث

قائد اليونيفيل زار محافظ الجنوب: نبذل كل جهد لضمان الهدوء على الحدود

الاحرار رحب بالخطة الامنية في البقاع الشمالي : لانتقالها الى كل المناطق اللبنانية

حمادة: الحريري سيستمر في حرصه على خط والده

دامرجي: قانون الايجارات اصبح معطلا وغير قابل للتنفيذ

ذكرى اغتيال الحريري اليوم... عَقْد «صاخب» من التحوّلات في لبنان والمنطقة

حكومة الـ 24 «رئيساً للجمهورية» في لبنان «يتآكلها» التعطيل بعد عام على ولادتها

حرب استقبل أبي رميا والحواط: إيجاد آلية ضغط على المعطلين لانتخاب الرئيس في أسرع وقت

ألامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط: ما يتعرض له بعض مسيحيي المشرق انتهاك للقانون الدولي الانساني

باسيل طلب إبلاغ بان والدول الأطراف في "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" تنفيذ لبنان تعهداته الدولية

هيل زار ضريح الحريري: إنسان استثنائي منفتح علم اجيالا وصاحب رؤية لناحية الازدهار والنجاح والاستقرار

قهوجي استقبل سفيري اوستراليا وهولندا ونصري خوري

ريفي في ذكرى استشهاد الحريري: لن نتراجع مهما بلغ حجم الارهاب والمحكمة ستأتي بالعدالة

عصا القديسة تريزا الافيلية من دير الراهبات الكرمليات في الفنار الى دير كرمل في كفرمسحون

ابو فاعور في الرابية موفدا من جنبلاط: لتفاهمات لبنانية حول الرئاسة وتسيير عمل الحكومة

جعجع عاد من زيارة خاصة لاوروبا

قاسم: حزب الله والمستقبل جديان في الحوار ولن يردا على المتضررين منه

فتحعلي: ايران اختارت أن يكون التقدم العلمي جناحيها للتحليق عاليا

النابلسي: لولا المقاومة لما كان هناك وطن تنامون فيه

لماذا بدأ «حزب الله» عملية «أخذ التماس» السوري مع إسرائيل؟

فرع “داعش” الليبي ينشر صور 21 قبطياً مصرياً بملابس الإعدام

عقوبة الجلد لم تنفذ في المدون رائف بدوي للاسبوع الخامس

مصر اطلقت سراح صحافيي الجزيرة المسجونين منذ اكثر من عام

21 قتيلا في هجومين جديدين لبوكو حرام شمال شرق نيجيريا

مقتل 16 شخصا على الاقل في هجوم لطالبان ضد مسجد للشيعة في باكستان

السعودية تعلق عمل سفارتها في اليمن وتجلي دبلوماسييها

10 قتلى و60 جريحا في هجوم على مسجد في بيشاور

دي ميستورا: الاسد جزء من الحل في سوريا

شوارع دوما تفيض بالدماء... النظام السوري "يقيم الحد"!

الاتحاد الاوروبي أطلق المعركة ضد التطرف وتحصين أمن شنغن

مجلس الشيوخ الاميركي وافق على تعيين آشتون كارتر وزيرا للدفاع

العربي الجديد : خطّة أوباما توسيع الحرب على "داعش" لحماية الأردن والسعودية

والد شاب من القدس قلق على مصير ابنه المتهم من قبل "الدولة الاسالامية" بالتجسس للموساد

توجيه التهمة رسميا لرئيس الارجنتين بالتستر على تفجير استهدف مركزا يهوديا

 

 عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/اشعيا15/من01حتى09/ نبؤة دمار موآب

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في الفرق بين الشخص والقضية، وفي الحقيقة القضائية لإغتيال حزب الله للرئيس رفيق الحريري مرة واحدة، وفي واقع ممارسات اتباعه الذين يغتالونه كل يوم مئة مرة

*بالصوت/فورمات MP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية في الفرق بين الشخص والقضية، وفي الحقيقة القضائية لإغتيال حزب الله للرئيس رفيق الحريري مرة واحدة، وفي واقع ممارسات اتباعه الذين يغتالونه كل يوم مئة مرة/13 شباط/15

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية في الفرق بين الشخص والقضية، وفي الحقيقة القضائية لإغتيال حزب الله للرئيس رفيق الحريري مرة واحدة، وفي واقع ممارسات اتباعه الذين يغتالونه كل يوم مئة مرة/13 شباط/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*أتباع الرئيس الحريري يغتالونه كل يوم مئة مرة/الياس بجاني

*"زوادة الإيمانية/اشعيا09/من01حتى21/وَصَارَ مُرْشِدُو هَذَا الشَّعْبِ مُضِلِّينَ وَمُرْشَدُوهُ مُبْتَلَعِينَ

*أقلام نحزن على شذوذ أصحابها/الياس بجاني

*تعليق للياس بجاني على تقرير نشرته جريدة النهار أمس تحت عنوان: ""لجنة الدفاع عن المسيحيّين" تنشط في واشنطن ليبقوا في سوريا والعراق بحماية دولتهم ورعايتها".

*من يدعي حماية المسيحيين هو شريك لمن يقتلهم ويهجرهم/اضغط هنا لقراءة التقرير/الياس بجاني

*النابلسي: لولا المقاومة لما كان هناك وطن تنامون فيه

*قاسم: حزب الله والمستقبل جديان في الحوار ولن يردا على المتضررين منه

*كيري بذكرى اغتيال الحريري: لا مبرر لبقاء سلاح ميليشيا تأتمر من دمشق وطهران

*في ذكرى رفيق الحريري: حقائق/علي حماده/النهار

*فرع “داعش” الليبي ينشر صور 21 قبطياً مصرياً بملابس الإعدام

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 13/2/2015

*الشرق الاوسط": اسرائيل تحذر حزب الله  وسـوريا وإيران من فتح جبهة الجولان

*كتائب العزام تخطط لـ"اغتيال عدد من الشخصيات السياسية"

*قهوجي "سيزور السعودية للمشاركة في اجتماع لرؤساء الائتلاف ضد داعش"

*حزب الله يخوض هجوم جنوب سوريا بـ"300 من عناصر النخبة" والعاصفة تبطئ تقدمه

*توقيف اكثر من 50 باليوم الثاني لخطة البقاع الامنية ... والمشنوق: هدفنا منع عودة المطلوبين من سوريا

*10 مطلوبين و18 سيارة مسروقة حصيلة اليوم الأول من خطة البقاع الأمنية

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 شباط 2015

*بري عرض العلاقات الثنائية مع سفير أرمينيا وعلي نقل عنه حرصه على التنسيق بين الحكومتين والجيشين لمواجهة الارهاب

*سلام استقبل سفيري تركيا وارمينيا القصار: للفراغ الرئاسي آثار أمنية واقتصادية

*ذكرى اغتيال الحريري اليوم... عَقْد «صاخب» من التحوّلات في لبنان والمنطقة/الراي/بيروت - من ليندا عازار

*القنبلة في ببنين كانت موضوعة تحت سيارة هيونداي واحتراق مقدمة سيارة على بعد 500 متر من الحادث

*هيل زار ضريح الحريري: إنسان استثنائي منفتح علم اجيالا وصاحب رؤية لناحية الازدهار والنجاح والاستقرار

*درباس: الحكومة "مش ماشية" ولم تعد صالحة لن نسـكت عن إهمـال طرابلـس بعد اليـوم

*جعجع عاد من زيارة خاصة لاوروبا

*لماذا بدأ «حزب الله» عملية «أخذ التماس» السوري مع إسرائيل؟/كتب ايليا ج. مغناير/الراي

*فتحعلي: ايران اختارت أن يكون التقدم العلمي جناحيها للتحليق عاليا

*باسيل طلب إبلاغ بان كي مون تنفيذ لبنان تعهداته الدولية  

*"الوساطة مستمرة وعجلة الاتصالات تدور ولو ببطء وأهالي العسـكريين متفائلون وملتزمون التهدئــة

*حكومة الـ 24 «رئيساً للجمهورية» في لبنان «يتآكلها» التعطيل بعد عام على ولادتها

*ابو فاعور في الرابية موفدا من جنبلاط: لتفاهمات لبنانية حول الرئاسة وتسيير عمل الحكومة

*مجلس الشيوخ الاميركي وافق على تعيين آشتون كارتر وزيرا للدفاع

*مصر اطلقت سراح صحافيي الجزيرة المسجونين منذ اكثر من عام

*العربي الجديد: خطّة أوباما توسيع الحرب على "داعش" لحماية الأردن والسعودية

*عقوبة الجلد لم تنفذ في المدون رائف بدوي للاسبوع الخامس

*دي ميستورا: الأسد جزء من الحلّ في سوريا  

*والد شاب من القدس قلق على مصير ابنه المتهم من قبل "الدولة الاسالامية" بالتجسس للموساد

*سـلام يشغل محركاته لانتاج آلية جديدة للعمل الحكومــي

*عودة جعجع تطلق الضـوء الاخضــر للقــاء عــون

*الخطة الامنيـة بقاعا باشراف المشنوق وبصبوص وابراهيم

*"فاينانشال تايمز": اليمن على شفير حرب أهلية

*المقدح قائدا للقوة الامنية الفلسطينية بدلا من الشايب و"الفصائل" تشـكل لجنة للتثبت من خروج المولــوي

*قراءة اقتصادية بعد عشر سنوات على غياب رفيق الحريري/شماس: لنستعِد خطته الناجحة للإنتقال من التعثر إلى الإزدهار

*دعـا عون الى بدء التغييـر والاصـلاح من عند بوصعب/حبيش: جمهور "المستقبل" مُنزعج من الحوار مع "حزب الله"

*سليمان: تدني الانتاج في الحكومة لا يعالج بتصحيح آلية العمل حالياً

*لبنان الرسمي استذكر الحريري ورفاقه بعد عشر سنوات على الاغتيال: نفتقــد رجـــــل الاعتــدال والانفتــاح والعطــــــاء

*من موقع “القوات اللبنانية”/التعريب الكامل لمقال “نيويورك تايمز” عن دور مغنية باغتيال الحريري (الجزء الأول)/تعريب: صوفي شماس

*وائل كامل الأسعد لحزب الله: لا نحتاج الى فيزا منكم لزيارة الجنوب/جنوبية

*محكمة جرائم الحرب الدولية والنظام السوري/داود البصري/السياسة

*لماذا يساعد أوباما إيران على دخول حرب اليمن؟/سليم نصار/الحياة

*إعادة كتابة تاريخ العلاقة مع الإرهاب/اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط

*بوتين: أسير ماض عفّى عليه الزمان/أمير طاهري/الشرق الأوسط

*إيران من الثورة إلى الانتداب/مصطفى فحص/الشرق الأوسط

*أميركا في اليمن على خطاها في العراق؟ التعايش مع إيران يُطبّع نفوذها الإقليمي/روزانا بومنصف/النهار

*الحريري ونصرالله: الفراق الأخير/احمد عياش /النهار

*توجيه التهمة رسميا لرئيس الارجنتين بالتستر على تفجير استهدف مركزا يهوديا

 

تفاصيل أخبار النشرة

 

الزوادة الإيمانية/اشعيا15/من01حتى09/ نبؤة دمار موآب

"وحيٌ على موآبَ: ليلَةَ تُقهَرُ مدينةُ عارَ تُدمَّر أرضُ موآبَ، وليلَةَ تُقهَرُ مدينةُ قيرَ تُدَمَّرُ أرضُ موآبَ. يصعَدُ أهلُ ديبونَ إلى المعبدِ، إلى المَشارِفِ لِلبُكاءِ. يُوَلولونَ على جبَلِ نبو ومدينةِ ميدبا. يَحلِقونَ شُعورَ رُؤُوسِهِم حُزنًا ويَقُصُّونَ لِحاهُم. يأتَزِرونَ بالمُسوح في الأزِقَّةِ، ويُوَلولونَ على السُّطوحِ وفي السَّاحاتِ، بالبُكاءِ يَفيضونَ. حشبونُ وألعالَةُ تَصرُخانِ، أصواتُهما تُسمَعُ إلى ياهَصَ. فيصرُخُ جنودُ موآبَ وتَضطرِبُ نُفوسُهُم. قلبي يصرُخُ على موآبَ. الهارِبونَ منها يَلجأونَ إلى صوغَرَ، إلى عِجلَتِ شَليشيَةَ. يصعدونَ بالبُكاءِ سَفحَ لوحيثَ، ويَرفعونَ صُراخ الهزيمةِ في الطَّريقِ إلى حورونايمَ. مياهُ واحةِ نِمْريمَ تَنضُبُ، فيَيبسُ العُشبُ ويَفنى الكَلأُ ولا يبقَى اَخضِرارٌ.  فيحمِلُ بنو موآبَ، عَبرَ وادي الصَّفصافِ، ذخائِرَهُم والثَّروةَ التي اَكتَسَبوها. ويشمُلُ الصُّراخُ تُخومَ موآبَ ويصِلُ وِلْوالُهُ إلى أجلايِمَ وبِئرِ إيليمَ. وتمتلِئْ مياهُ ديبونَ دمًا، ويَزيدُ الرّبُّ ديبونَ نوائبَ، ويُطلِقُ أسدًا على كُلِّ هارِبٍ مِنْ موآبَ وعلى بقيَّةِ النَّاجينَ مِنْ تِلكَ الأرضِ."

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة إيمانية في الفرق بين الشخص والقضية، وفي الحقيقة القضائية لإغتيال حزب الله للرئيس رفيق الحريري مرة واحدة، وفي واقع ممارسات اتباعه الذين يغتالونه كل يوم مئة مرة

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا

بالصوت/فورمات MP3/الياس بجاني: قراءة إيمانية في الفرق بين الشخص والقضية، وفي الحقيقة القضائية لإغتيال حزب الله للرئيس رفيق الحريري مرة واحدة، وفي واقع ممارسات اتباعه الذين يغتالونه كل يوم مئة مرة/13 شباط/15

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة إيمانية في الفرق بين الشخص والقضية، وفي الحقيقة القضائية لإغتيال حزب الله للرئيس رفيق الحريري مرة واحدة، وفي واقع ممارسات اتباعه الذين يغتالونه كل يوم مئة مرة/13 شباط/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

أتباع الرئيس الحريري يغتالونه كل يوم مئة مرة

الياس بجاني/13 شباط/15

بات من المؤكد قضائياً ومن خلال أعلى مرجعية قضائية في العالم التي هي المحكمة الدولية، بات مؤكداً أن حزب الله الإرهابي والمذهبي ومعه نظامي الأسد السوري، والملالي الإيراني هم من اغتال الرئيس رفيق الحريري منذ عشر سنوات، في حين أن أتباع الحريري، أي تيار المستقل ومن معه من السياسيين والمسؤولين يقتلونه من خلال ممارساتهم الإنبطاحية للقتلة كل يوم مئة مرة.

يقتلوه مئة مرة في كل عمل ينبطحون فيه لحزب الله ويماشونه ويسكتون عن إجرامه وإرهابه وغزواته.

يقتلوه مئة مرة كلما ادعوا أن حزب الله حرر الجنوب وأنه تنظيم لبناني وشريحة لبنانية.

يقتلونه مئة مرة حين يرتضون بقاء لبنان ساحة لكل متاجر بقضية فلسطين وبشعارات العداء لإسرائيل.

يقتلونه مئة مرة  بترددهم الإلتزام بالقرات الدولية وباتفاقية الطائف الذين لا يقرون بوجود سلاح غير سلاح السلطة الشرعية.

يقتلوه مئة مرة عندما يتحاورن مع حزب الله طبقاً لشروطه واملاءاته واستكباره.

يقتلونه مئة مرة عندما يشاركون حزب الله الحكم بخنوع وخضوع واستسلام.

يقتلونه مئة مرة باعتبار الوزير المشنوق أن دويلات حزب الله هي مناطق مقاومة لا تشملها الخطط الأمنية.

يقتلونه مئة مرة عندما لا يشهدون للحقيقة ولا يسمون الأشياء بأسمائها ويتوقفون عن تسمية حزب الله “بالمقاومة”.

يقتلونه مئة مرة عندما يقبلون صاغرين استكبار قادة حزب الله الذين يصنفون اللبنانيين على مقاس مرجعيتهم الإيرانية ومقاومتهم النفاق.

وقد اغتال الرئيس الحريري ألف مليون مرة من ارتضى النوم في سرير الأسد وبهرطقة ما سمي بحينه ال “س س”.

وقد اغتال الرئيس الحريري ألف مليون مرة كل من قبل صاغراً بثلاثية الكفر، “الجيش والشعب والمقاومة”.

وقد اغتال الرئيس الحريري مليون مرة كل من قبل بالحلف الراعي وأعطى القتلة شبكة آمان وأشركهم في السلطة.

وقد اغتال الرئيس الحريري ملون مرة كل من سوّق وجهد وبكى من أجل أن لا يوضع القرار الدولي رقم 1701 تحت البند السابع.

وقد اغتال الرئيس الحريري مليون مرة كل من جال على قادة العالم باكياً ومطالباً بترك أمر تجريد حزب الله من سلاحه للبنانيين كونه شأن داخلي.

في الخلاصة ، إنه ومن أجل خلاص لبنان من نير الاحتلال الإيراني المطلوب في الذكرى العاشرة لاغتيال حزب الله للرئيس رفيق الحريري أن يتوقف تيار المستقبل عن استسلامه وخنوعه وخضوعه للقتلة وأن يشهد للحق ويسمي القتلة بأسمائهم ويتوقف عن مسايرتهم والخنوع والخضوع لهم.

ونختم مع النبي اشعيا قائلين بصوت عالٍ(05/20حتى23): “ويل للقائلين للشر خيرا، وللخير شرا، الجاعلين الظلام نورا، والنور ظلاما، الجاعلين المرّ حلوا والحلو مرّا،ويل للحكماء في اعين انفسهم والفهماء عند ذواتهم.ويل للابطال على شرب الخمر، ولذوي القدرة على مزج المسكرالذين يبررون الشرير من اجل الرشوة، واما حق الصدّيقين فينزعونه منهم.لذلك كما يأكل لهيب النار القش ويهبط الحشيش الملتهب يكون اصلهم كالعفونة ويصعد زهرهم كالغبار لانهم رذلوا شريعة رب الجنود واستهانوا بكلام قدوس اسرائيل”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

Phoenicia@hotmail.com

 

في أسفل بعض المواضع التي تناولها تعليقنا لليوم

"زوادة الإيمانية/اشعيا09/من01حتى21/وَصَارَ مُرْشِدُو هَذَا الشَّعْبِ مُضِلِّينَ وَمُرْشَدُوهُ مُبْتَلَعِينَ

“وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. أَكْثَرْتَ الأُمَّةَ. عَظَّمْتَ لَهَا الْفَرَحَ. يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ. كَالَّذِينَ يَبْتَهِجُونَ عِنْدَمَا يَقْتَسِمُونَ غَنِيمَةً. لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِ وَعَصَا كَتِفِهِ وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِ كَسَّرْتَهُنَّ كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَانَ. لأَنَّ كُلَّ سِلاَحِ الْمُتَسَلِّحِ فِي الْوَغَى وَكُلَّ رِدَاءٍ مُدَحْرَجٍ فِي الدِّمَاءِ يَكُونُ لِلْحَرِيقِ مَأْكَلاً لِلنَّارِ. لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا. أَرْسَلَ الرَّبُّ قَوْلاً فِي يَعْقُوبَ فَوَقَعَ فِي إِسْرَائِيلَ. فَيَعْرِفُ الشَّعْبُ كُلُّهُ أَفْرَايِمُ وَسُكَّانُ السَّامِرَةِ الْقَائِلُونَ بِكِبْرِيَاءٍ وَبِعَظَمَةِ قَلْبٍ: ((قَدْ هَبَطَ اللِّبْنُ فَنَبْنِي بِحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ. قُطِعَ الْجُمَّيْزُ فَنَسْتَخْلِفُهُ بِأَرْزٍ)). فَيَرْفَعُ الرَّبُّ أَخْصَامَ رَصِينَ عَلَيْهِ وَيُهَيِّجُ أَعْدَاءَهُ: الأَرَامِيِّينَ مِنْ قُدَّامُ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ وَرَاءُ فَيَأْكُلُونَ إِسْرَائِيلَ بِكُلِّ الْفَمِ. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! وَالشَّعْبُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَى ضَارِبِهِ وَلَمْ يَطْلُبْ رَبَّ الْجُنُودِ. فَيَقْطَعُ الرَّبُّ مِنْ إِسْرَائِيلَ الرَّأْسَ وَالذَّنَبَ النَّخْلَ وَالأَسَلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. اَلشَّيْخُ وَالْمُعْتَبَرُ هُوَ الرَّأْسُ وَالنَّبِيُّ الَّذِي يُعَلِّمُ بِالْكَذِبِ هُوَ الذَّنَبُ. وَصَارَ مُرْشِدُو هَذَا الشَّعْبِ مُضِلِّينَ وَمُرْشَدُوهُ مُبْتَلَعِينَ. لأَجْلِ ذَلِكَ لاَ يَفْرَحُ السَّيِّدُ بِفِتْيَانِهِ وَلاَ يَرْحَمُ يَتَامَاهُ وَأَرَامِلَهُ لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٌ وَفَاعِلُ شَرٍّ. وَكُلُّ فَمٍ مُتَكَلِّمٌ بِالْحَمَاقَةِ. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! لأَنَّ الْفُجُورَ يُحْرِقُ كَالنَّارِ. تَأْكُلُ الشَّوْكَ وَالْحَسَكَ وَتُشْعِلُ غَابَ الْوَعْرِ فَتَلْتَفُّ عَمُودَ دُخَانٍ. بِسَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ تُحْرَقُ الأَرْضُ وَيَكُونُ الشَّعْبُ كَمَأْكَلٍ لِلنَّارِ. لاَ يُشْفِقُ الإِنْسَانُ عَلَى أَخِيهِ. يَلْتَهِمُ عَلَى الْيَمِينِ فَيَجُوعُ وَيَأْكُلُ عَلَى الشِّمَالِ فَلاَ يَشْبَعُ. يَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ ذِرَاعِهِ: مَنَسَّى أَفْرَايِمَ وَأَفْرَايِمُ مَنَسَّى وَهُمَا مَعاً عَلَى يَهُوذَا. مَعَ كُلِّ هَذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ!”.

 

أقلام نحزن على شذوذ أصحابها

الياس بجاني/13 شباط/15

كم هو محزن أن نرى أصحاب أقلام من المفترض أنها حرة وسيادية وحتى كانت بشيرية في عدة مراحل. أقلام قاست وعانت من ظلم الاحتلال السوري مع العديد من الإعلاميين السياديين والشرفاء، كم محزن أن نراها وفي زمن السلم تغض الطرف عن وجهة وزناتها الأخلاقية وتماشي من خلال اقلامها من هم في غير قاطع. بالطبع لكل انسان ظروفه ولكن مهما كانت الظروف وخصوصاً في زمن السلم حرام وخطيئة الشذوذ الوطني. وحرام وعيب ضرب دماء الشهداء وتضحياتهم عرض الحائط. في الخلاصة هنا يكمن الفرق بين صاحب القضية وبين الذي يستغل القضية يوم تكون مربحة ويخجل منها يوم تحتاج لعطاءات وتضحيات. الناس بالطبع اجناس!! ربي اهدي جنس الإنتهازيين والوصوليين والمنافقين وردهم إلى طريق البشير وابعد شرورهم عن اهلنا ووطننا وكنيستنا.

 

تعليق للياس بجاني على تقرير نشرته جريدة النهار أمس تحت عنوان: ""لجنة الدفاع عن المسيحيّين" تنشط في واشنطن ليبقوا في سوريا والعراق بحماية دولتهم ورعايتها".

من يدعي حماية المسيحيين هو شريك لمن يقتلهم ويهجرهم/اضغط هنا لقراءة التقرير

الياس بجاني/13 شباط/15

هل يعقل أن يوكل إلى الذئب رعاية وحماية الغنم؟ بالطبع لا. وعملاً بهذه القاعدة فإن جماعات نظام الأسد والملالي في أميركا ولبنان وباقي الدول لا يعملون من أجل المسيحيين " وآخر همومهم المسيحيين ومصيرهم ووجودهم"، بل يعملون من أجل خدمة مشروع محور الشر السوري-الإيراني ولكن تحت رايات حماية المسيحيين بهدف التعمية ليس إلا. ومن من الأحرار والسياديين من أهلنا في لبنان وبلاد الإنتشار لا يدرك حتى الآن أن المؤتمر الذي سمي زوراً مسيحياً وعقد في الولايات المتحدة قبل عدة أشهر وكان نجمه لحام نظام الأسد وباقي المرتزقة من أصحاب الجبب والقلانيس، من لا يدرك أنه كان 100% مسخراً لخدمة مشروع الملالي؟ إنه فعلا زمن بؤس وبائسين ومرتزقة ومأجورين ولكن الخير في النهاية سوف ينتصر وكل من باع ضميره وسخر وجدانه خدمة لتراب الأرض ومالها سيعاقبه الرب يوم الحساب الأخير أشد ويرميه في نار جهنم.

 

النابلسي: لولا المقاومة لما كان هناك وطن تنامون فيه

الجمعة 13 شباط 2015/وطنية - رأى العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة ألقاها في مجمع السيدة الزهراء في صيدا "انه ليس لأحدنا إلا أن يقف بإجلال أمام تضحيات المقاومين في ذكرى قادتهم العظام الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد. هؤلاء الذين لم ينفصلوا يوما عن أرضهم وقضيتهم ووطنهم بل كانوا بكل وجودهم يقاومون حتى النصر أو الشهادة. لم يتلهوا بالصغائر، ولم ينزلقوا إلى ترهات السياسة ومتوسليها، هجروا الملذات الدنيوية وتوجهوا نحو المطلق واليقين والطهارة والممارسة الإيمانية والوطنية الصادقة. لذلك نجحوا حيث فشل الآخرون، نجحوا في تحرير الأرض والإنسان، واستعادة الحق والكرامة لكل اللبنانيين. لقد رأينا كيف قدم هؤلاء المقاومون دماءهم وأرواحهم في سبيل هذا الوطن، ولكن يخرج علينا بعض الإعلام المغرض ليتهم المقاومين ويشكك بإنتمائهم الوطني وإحداث الفتنة بين اللبنانيين".

وتابع:"لو يعرف هذا الإعلام الذي ينقل تلك الأصوات والمواقف أن المقاومة قامت بكل هذه الإنجازات في سبيل وحدة الشعب اللبناني وأمنه واستقراره، وأن هدفها الأول كان وما زال حماية السيادة اللبنانية والأرض اللبنانية والكيان اللبناني من شر الصهاينة والتكفيريين".

اضاف: "أنتم من تتحدثون عن المقاومة بسوء. لولا المقاومة لما كان هناك وطن تنامون فيه، ولما كان هناك منبر تصعدون عليه لتتكلموا بهذه الجرأة. المقاومة بكل تواضع هي من حمتكم وجعلتكم أعزة بين أهلكم، هي التي جعلتكم نوابا ووزراء ورؤساء ومسؤولين في السلطة. بينما عملتم أنتم لسنوات طويلة إما تخذلون الشباب اللبناني كي لا يدافع عن أرضه، وإما تحرضون على المقاومة لإثارة الفتن وقد دفع لكم ملايين الدولارات الأميركية لهذا الغرض، وإما تمارسون هوايتكم المفضلة بالتنظير وأنتم جالسون في بيوتكم. لم تقدموا مالا ولا دما ولا موقفا. وأخذتم السلطة واستوليتم على الأموال والمرافق العامة ولم تشبعوا، وها أنتم مصرون على ممارسة هوايتكم المفضلة، بإثارة النعرات الطائفية واتهام المقاومين بأنهم اغتالوا فلانا وفلانا. المقاومة التي تقدم أغلى وأنقى وأطهر شبابها في سبيل الوطن لا تمارس عادة الغيلة".

وختم:"المقاومة تنضح بالشرف والإيمان والمناقبية وتزن كل أعمالها بمرضاة الله. فكفوا عن العادات الصبيانية الصغيرة وعودوا إلى العقل زينة الرجال الرجال".

 

قاسم: حزب الله والمستقبل جديان في الحوار ولن يردا على المتضررين منه

الجمعة 13 شباط 2015 /وطنية - قال نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في احتفال تخريج الدورات الذي أقامه معهد سيدة نساء العالمين في مجمع المجتبى: "نحن في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران، هذه الثورة إشراقة نور، وعندما تذكر إيران اليوم، يعني ذلك الإنجازات في الحقول المختلفة: السياسية والعلمية والثقافية والأخلاقية، وعلى مستوى إدارة الدولة والحضور في المنطقة والعالم، هذه كلها إنجازات. إيران اليوم غيرت الاتجاه في المنطقة من الاستسلام إلى المقاومة ومن إرادة الغرب إلى إرادة الشعوب، ولو لم تكن موجودة لكنا في حالة تخلف يزداد يوما بعد يوم، ولكنا مسحوقين بالمشروع الإسرائيلي والمشروع الغربي الذي يريد أن يسيطر". وأضاف: "قامت المقاومة الإسلامية بعملية نوعية في مزارع شبعا، وضج العالم، وكانت بمثابة شعلة حقيقية للمقاومين والأحرار والشرفاء في هذا العالم، ليس بعدد القتلى والجرحى عند الإسرائيليين، ولكن لأن هذه العملية أعلنت بشكل واضح ردع إسرائيل، ليكون مفهوما أنها لن تستطيع الاعتداء أينما كان وكيفما كان. هي معرضة لأخطار كبيرة ومن يواجهها لا يخشى إلا الله تعالى، وحاضر لأن يدخل في معادلات صعبة ومعقدة ليمنع إسرائيل من أن تحقق أهدافها، وهكذا تحقق الردع الحقيقي بعملية مزارع شبعا بشكل مباشر في مواجهة إسرائيل، ولم تعد المبادرة بيد إسرائيل التي وقعت في حيرة وإرباك أمام صمود حزب الله ومقاومته، واليوم نسمع وسائل الإعلام الإسرائيلية تعبر عن القلق مما يجري في القنيطرة، مع العلم أن الحرب في القنيطرة على جماعة القاعدة والنصرة، أي على جماعة لحد في سوريا المتخامين للشريط الذي تريده إسرائيل في مواجهة مشروع المقاومة وسوريا، ولكن لأن جماعتهم يتقهقرون ويصابون بخسائر فادحة وتتحرر قرى عديدة، هذه العملية ستكون لها نتائج كبيرة جدا في هذه المنطقة". وتابع: "لقد أثبتت التجارب والأيام أنه حيث تكون المقاومة قوية تتساقط القاعدة وتفريعاتها، من النصرة إلى داعش إلى غيرهما، وينفضح المشروع الإسرائيلي أكثر فأكثر، وتتم حماية البلد الذي تتحرك فيه المقاومة، وحيث يكون الضعف والاستسلام للوضع القائم ينتشر التكفيريون لأنهم يقاتلون في ساحة لا يواجههم فيها أحد، على قاعدة: وإذا خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده والنزال. فالفرق واضح بين أن نكون أقوياء أو ضعفاء، وهذا يجب أن يشجعنا على المزيد من المقاومة التي تساعد في أن نحقق أهدافنا السياسية، لا أن نخضع لما يرسمه الآخرون من مشاريع سياسية لنا". وأكد أن "الحوار بين حزب الله والمستقبل جيد وإيجابي ومفيد، ولمسنا الجدية عند الطرفين، وقرار الطرفين أن يستمرا بالحوار، وأن لا يردا على حرتقات المتضررين من الذين لا يرغبون في الحوار. والحمد لله ظهرت بعض الآثار لهذا الحوار من تخفيف الاحتقان، وإن شاء الله يكون هناك مزيد من النتائج الإيجابية".

ورأى أن "لبنان في درجة مهمة من الاستقرار الأمني والسياسي، ولكن هذا الاستقرار قراره سياسي، لولا أن الأطراف المختلفة متفقة على الاستقرار السياسي، وهناك إجماع دولي إقليمي على أن الاستقرار في لبنان ينفع الجميع، لما وجدنا هذا الاستقرار، لأن معطيات المنطقة والتهابها تفترض أن ينعكس الامر بسلبيته على لبنان وتحصل أشياء كثيرة، ولم تحصل بسبب القرار السياسي الداخلي والخارجي في آن معا".

واعتبر أن "علينا أن نستثمر هذا الاستقرار لتحسين أداء المؤسسات الدستورية، واليوم بسبب الانفتاح السياسي تسير الحكومة ولو ببطء، لماذا لا ينعقد المجلس النيابي ويقرر الكثير من المشاريع التي هي لمصلحة الناس؟ لماذا لا تتم خطوات سريعة أكثر لمصلحة انتخابات رئاسة الجمهورية، علما أن كل التأخير الذي حصل والذي يمكن أن يحصل، ولو امتد لسنة أو سنتين، لن يغير في النتائج المتوقعة؟ فإذا خير لنا أن ننهي هذا الموضوع اليوم قبل الغد، وإلا فإننا مع هذه التأخيرات وهذا التسويف نضيع مصالح الناس".

 

كيري بذكرى اغتيال الحريري: لا مبرر لبقاء سلاح ميليشيا تأتمر من دمشق وطهران

نهارنت/رأى وزير الخارجية الأميركية جون كيري الجمعة أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يجب أن يكون قرارا "داخليا"، رافضا بقاء سلاح حزب الله الذي "يأتمر من دمشق وطهران". وقال كيري في بيان رسمي بمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري "دعونا لا نخطئ: لا يوجد أي مبرر لبقاء سلاح أي ميليشيا أو جماعة إرهابية تأتمر - ليس من الشعب اللبناني - بل من حكومات دمشق وطهران". واغتيل الزعيم السابق لتيار "المستقبل" في 14 شباط 2005 بتفجير سيارة مفخخة مع 21 شخصا آخر في وسط بيروت.

وتحل الذكرى العاشرة للجريمة في مرحلة بدأت فيها المحكمة الدولية الخاصة التي شكلت في لاهاي عام 2007 بمحاكمة المتهمين غيابيا وهم خمسة أعضاء من حزب الله. وأضاف الوزير الأميركي "حتى اليوم لم تأخذ العدالة مجراها. لذلك تقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى جانب المحكمة الخاصة بلبنان وتطالب بمحاسبة القتلة". ورأى كيري في بيانه أن "القوات المسلحة اللبنانية وحدها تملك شرعية الدفاع عن حدود البلاد وحماية المواطنين"، أمام التحديات التي يواجهها لبنان. وإذ أبدى اعتقاده أن "انتخاب الرئيس لن يحل تماما هذه التحديات"، دعا في الوقت عينه إلى اتخاذ "خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح". وعليه حث القادة السياسيين على عدم انتظار الخارج لحل أزمة الرئاسة، قائلا "بدلا من ذلك لا بد من إيجاد حل داخلي. ما لم يتم اختيار رئيس سيستمر تآكل المؤسسات السياسية". وشغر منصب الرئاسة الأولى منذ 25 أيار الفائت موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. ولم يفلح مجلس النواب في 18 جلسة من انتخاب خلف له. من جهة أخرى أشار كيري إلى أنه "لا يوجد تحدّ أشد خطورة على أمن لبنان من صعود التطرف العنيف في جميع أنحاء المنطقة".

لذلك أعلن "باسم الرئيس باراك أوباما"، أن "التزام أميركا بلبنان ما زال قويا كما كان في السابق". وقال أن ذلك يتم "من خلال دعم قرارات مجلس الأمن الدولي وإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس". كما أكد مواصلة "دعم جهود لبنان لتعزيز المؤسسات الأمنية والسياسية درءا للعنف إن أتى من الداخل أو الخارج".إلى ذلك لفت كيري في بيانه إلى أن الحريري "قضى حياته يعمل للبنان أكثر ديمقراطية، و أكثر حرية، وأكثر ازدهارا، وأكثر أمنا لجميع اللبنانيين". وكشف عن استمرار بلاده "في العمل مع القادة السياسيين والنشطاء وموظفي القطاع العام في جميع أنحاء البلاد الذين يؤمنون برؤية الحريري من أجل لبنان سيد وآمن ومزدهر". وختم رأس الدبلوماسية الأميركية قائلا "الحلول لتلك التحديات التي يواجهها لبنان اليوم تكمن كما كانت منذ 10 سنوات، ليس في العنف والتطرف، بل في الإعتدال والتعايش".

 

في ذكرى رفيق الحريري: حقائق...

علي حماده/النهار

14 شباط 2015

اهم ما يقال في الذكرى العاشرة لاغتيال رفيق الحريري ورفاقه، هو التذكير بأن القاتل معروف، وبأن كل النيات المخلصة لتجنيب البلاد مزيداً من الخضات، والمواجهات المدمرة، لا يمكن ان تثني الاستقلاليين عن مواصلة حماية مسار المحكمة الخاصة بلبنان الناظرة في جريمة اغتيال رفيق الحريري. وبناء على ما تقدم، فإن "الحوار" اي حوار مع "حزب الله" المتورط في قتل رئيس حكومة لبنان، لا يمكن ان يأتي على حساب تقديم القتلة الى العدالة لمحاسبتهم ومعاقبتهم، ايا كانوا.

نحن لا نشك لحظة في ان قرار اغتيال رفيق الحريري كان مشتركا بين طهران ودمشق بشار الاسد، وان التنفيذ وضع على عاتق ماكينة اغتيالات عاملة في صلب الجسم الامني - العسكري في "حزب الله". ولا نشك لحظة في ان الحريري قتل لمنع انتقال لبنان من تحت سيطرة الوصاية السورية آنذاك، والايرانية لاحقا الى حالة استقلالية يكون فيها في موقع وسطي في صراع المحاور المستعر في المنطقة. لقد كان واضحا منذ اللحظات الاولى ان قرار الاغتيال أتى في سياقات المواجهة المحتدمة في المنطقة. وكان لا بد من شطب رجل تاريخي بقامة لبنانية - عربية - دولية كان يمكن ان يعيد خلط الاوراق داخليا ومن ثم خارجيا محاولا سحب لبنان من وظيفة الساحة، وصندوق البريد الاقليمي للانطلاق في مشروع بناء وطن حقيقي يكون محصنا بإرادة قواه الداخلية. من اجل هذا حاور الحريري "حزب الله" ممثلا بامينه العام السيد حسن نصرالله، محاولا بناء توافق استقلالي لبناني اسلامي مشترك لملاقاة المزاج الاستقلالي المسيحي. والحق ان الحريري لم يدرك يومها ان الجهة التي كان يحاورها ما كانت لتلاقيه في مشروعه لاجتراح عقد وطني لبناني داخلي استقلالي لكونها جزءا عضويا من ماكينة نظام امني خارجي يقدم الوظيفة المخابراتية الخارجية على كل مصلحة لبنانية داخلية. ظن الحريري ان الماكينة الامنية - العسكرية المؤدلجة يمكنها ان تتحرر من وظيفتها الخارجية، لكنه أخطأ.

في الذكرى السنوية العاشرة لاغتيال رفيق الحريري ورفاقه، يبقى الاساس اننا ما زلنا في قلب المواجهة مع القتلة في لبنان وخارجه. و"الحوار" الذي نشدد عليه لـ"التهدئة" لا يجوز ان يحرف انظارنا عن حقيقة ان الاستقلاليين يجلسون الى طاولة واحدة ليس مع قتلة رفيق الحريري فحسب، بل مع قتلة كوكبة من كبار القادة الاستقلاليين. فلا يجوز ان يتوهم احد من الجالسين الى طاولة "الحوار" ان من غدر برفيق الحريري لن يغدر به يوما ساعة تتغير الحسابات.

لا نسوق هذا الكلام للتحريض. على العكس من ذلك تماما، فنحن بهدوء، نعلن اننا نعرف من يقف قبالتنا في المواجهة. ونعلن في ذكرى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه ان المواجهة مستمرة وان تخللتها مراحل "تهدئة". فـ"الحوار" و"التهدئة" لن يحولا دون مواصلة الفريق الآخر مساره الموغل غرقا في دماء الاحرار في كل مكان، من لبنان الى العراق واليمن مرورا بسوريا.

 

فرع “داعش” الليبي ينشر صور 21 قبطياً مصرياً بملابس الإعدام

طرابلس, القاهرة – وكالات: أعلن تنظيم “داعش” أن من أسماهم بـ”جنود الخليفة” أبو بكر البغدادي في “ولاية طرابلس” بليبيا, أسروا 21 قبطياً مصرياً, ونشر صوراً لهم بملابس الإعدام البرتقالية الشهيرة في منطقة ساحلية مجهولة, حيث كانوا يتخذون وضعية الذبح ومن ورائهم عناصر التنظيم بالملابس السوداء يحملون السكاكين. وذكر التنظيم المتشدد في تقرير بعنوان “انتقام للمسلمات اللاتي اضطهدهن الأقباط الصليبيون في مصر” نشره في مجلته “دابق” التي تصدر باللغة الإنكليزية أول من أمس, خلال “هذا الشهر (فبراير الجاري) أسر جنود الخليفة في ولاية طرابلس 21 قبطياً صليبياً, بعد خمس سنوات على العملية المباركة ضد كنيسة بغداد التي نفذت انتقاماً لكاميليا شحاته ووفاء قسطنطين وأخوات أخريات تم تعذيبهن وقتلهن على يد الكنيسة القبطية في مصر”. وأضاف أن “العملية (الهجوم على كنيسة بغداد) خطط لها والي ولاية بغداد آنذاك حذيفة البطاوي إلى جانب القائد العسكري الكبير أبو إبراهيم الزيادي, اللذان لعبا دوراً حاسماً في الحفاظ على الروح المعنوية لمجاهدي داعش بعد استشهاد أبو عمر البغدادي, وأبو حمزة المهاجر”. وأشار إلى أنه “آنذاك كان التنظيم بعيداً عن مصر ولم يكن يستهدف بسهولة الأقباط الصليبيين هناك”. ونشر صورة لبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل, شنودة الثالث, مشيراً إلى أنه “لذلك قررت قيادة التنظيم استهداف المسيحيين الكاثوليك في بغداد لتلقين طاغوت الأقباط شنودة درساً مفاده أن ثمن دماء المسلمين غال, وإذا اضطهدت الكنيسة أي مسلمة في مصر سيكون مسؤولاً عن كل مسيحي يقتل في أي مكان في العالم. في غضون ذلك, وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي جميع الوزارات والجهات المعنية بسرعة التعامل مع موقف المصريين في ليبيا وتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين منهم في العودة إلى بلادهم. وقال مصدر مصري مسؤول طالباً عدم ذكر اسمه مساء أول من أمس, إن السيسي “أمر بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء الراغبين منهم (المصريين في ليبيا) في العودة إلى أرض الوطن”. وأشار إلى أن وزارة الخارجية المصرية جددت تحذيراتها بعدم سفر المصريين إلى ليبيا, مطالبة المصريين المقيمين بها بتوخي الحذر والبعد عن مناطق التوتر. وذكرت الرئاسة المصرية في بيان, أنها تتابع عن “كثب وباهتمام بالغ الأنباء المتواترة بشأن وضع أبناء مصر المختطفين في ليبيا”, مشيرة إلى أن خلية الأزمة التي سبق أن وجه السيسي بتشكيلها من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية تتولي متابعة الموقف أولاً بأول, وإجراء الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 13/2/2015

الجمعة 13 شباط 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يوهان يرحل الليلة والأمطار الغزيرة تبقى تخفي الأضرار وحسب راصدي حال الطقس فإن العاصفة الباردة أفادت لبنان في غسل وحول العاصفة الرملية الأفريقية التي زامنتها وبعض الطرق الجبلية أمسى سالكا للسيارات الرباعية الدفع المجهزة بسلاسل معدنية.

ورغم سوء حال الطقس الخطة الأمنية في البقاع تنفذ من قبل الجيش والأمنين الداخلي والعام ووزير الداخلية واللواء ابراهيم وبصبوص رافقاه.

وفي السياسة برز لقاء العماد عون بالوزير أبو فاعور الذي اكد حسن العلاقة بين جنبلاط والرابية منوها بالحوارات الجارية.

وفي الذكرى العاشرة للرئيس الشهيد رفيق الحريري مهرجان في البيان بعد ظهر غد وكلمة للرئيس سعد الحريري وصفت بالضامنة للمواقف الإيجابية.

وفي الخارج تواصل إقفال السفارات وجديده السفارة السعودية بعد الأميركية والفرنسية والايطالية والالمانية في العاصمة اليمنية صنعاء.

وفي سوريا وتحديدا عند الحدود مع تركيا انفجار عبوة ناسفة أوقع إصابات.

وفي العراق أعاد داعش السيطرة على بلدتين وسط تحضيرات لحملة للجيش مدعوما من طيران التحالف الدولي.

عودة الى حال الطقس العاصفة بدأت هذا المساء بالرحيل والثلوج تُقفل بعض الطرق الجبلية والجرافات تعمل على فتحها.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

لا تزال الأزمة الحكومية تلقي بظلالها على المشهد السياسي، وسط ترجيح بألا يكتب النجاح لأي تعديل في آلية العمل الحكومي. فالوزراء مستمتعون في موقعهم الملكي الذي يتيح لأي منهم تعطيل أي قرار، والجميع معتمد على القرار الداخلي والخارجي بألا بديل عن هذه الحكومة في المرحلة الحالية، بانتظار فرج انتخاب رئيس للجمهورية.

لكن، إذا كان البعض يرى الغرابة في طريقة إدارة الحكومة، فإن الغرابة في الواقع تكمن في البقاع حيث تنفذ خطة أمنية تقر سلفا بأن المطلوبين الكبار باتوا خارج البلاد وأن هدف الخطة منع عودتهم، وحيث تتضارب التصريحات بشأن استهداف المخدرات في المنطقة.

في الشأن السوري، برز تصريح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بأن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون جزءا من الحل، قبل أن يعود دي ميستورا ويوضح لوكالة رويترز عبر الهاتف أنه يقصد أن الأسد جزء من الحل الذي يهدف إلى تخفيف العنف، أما الحل النهائي، فيتعين على السوريين وحدهم اتخاذ قرار بشأنه.

أما في اليمن، فتنهي السفارات الأجنبية إقفال أبوابها واحدة تلو الأخرى، في إشارة إلى أن البلاد وصلت إلى نقطة اللاعودة في حرب طويلة بطلاها الرئيسيان الحوثيون والقاعدة...

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

غدا 14 شباط 2015، يوم خارج الروزنامة العادية، يعيدنا الى ما قبل 10 سنوات يوم أراد الأرهاب اغتيال لبنان ومستقبله فنجح في قتل الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، لكن دماءهم هي التي أعادت رسم خارطة المستقبل.

غدا سيقول اللبنانيون الأوفياء الى من كان وفيا لهم جميعا: "عشرة، مية، ألف سنة مكملين معك مع حلمك مع ربيعك الدائم رغم كل المصاعب والمآسي التي شهدناها".

سياسيا، كان البارز هذا النهار جولة وزير الداخلية نهاد المشنوق على البقاع انطلاقا من بريتال حيث كشف ان كبار المطلوبين انتقلوا الى الاراضي السورية ومسؤولية الخطة الامنية منعهم من العودة. كما كشف عن وجود غرفة عمليات مشتركة ودائمة في البقاع بين الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام لملاحقة كل المطلوبين والمخالفين.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

العاصفة يوهان بدأت بالانحسار. لكن العاصفة الحكومية ليست الى انحسار قريب. عنوان العاصفة الحكومية المستمرة الخلاف المتواصل بين مكوناتها على معظم المواضيع بحيث تحولت جلساتها ساحة للمشادات الكلامية وبحيث اضطر رئيس الحكومة أكثر من مرة الى رفع الجلسات كما حصل في جلسة الخميس الفائت.

هكذا فان الحكومة التي شكلت حلا للشغور الرئاسي قد تحولت مشكلة دائمة. هذا ما أكده الوزير رشيد درباس لل ام تي في اذ رأى أن الحكومة اصبحت منتهية الصلاحية وهي أشبه بسيارة معطلة لا يمكنها ان تسير بعد اليوم الا بالتسويات.

وسط هذه الأجواء الملبدة بات من شبه المؤكد أن لا ينعقد مجلس الوزراء الخميس المقبل.

بقاعا الخطة الأمنية تتوسع وقد شملت في يومها الثاني عددا من القرى والبلدات الجديدة. لكن رغم ذلك، الصيد الأمني لم يكن وفيرا وهو ما اعترف به ضمنا وزير الداخلية نهاد المشنوق في الجولة التي قام بها في البقاع عندما قال ان كبار المطلوبين صاروا في سوريا وان هدف الخطة الأمنية هو منعهم من العودة.

اقليميا برز كلام جديد لافت لموفد الأمم المتحدة الى سوريا ستيفان ديمستورا اعتبر فيه أن الرئيس الأسد يشكل جزءا من الحل بعد أربع سنوات من القتال الذي استفاد منه تنظيم الدولة الأسلامية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

خطة أمنية تمضي في البقاع بمباركة شعبية ومتابعة رسمية حملت وزير الداخلية نهاد المشنوق واللواءين عباس ابراهيم وابراهيم بصبوص الى البقاع لمواكبة سير الخطة. وزير الداخلية أعلن استمرار العملية الأمنية حتى إعلان البقاع بشكل نهائي خاليا من المطلوبين.

اذا، بقوة الحوار المنطلق من عين التينة تترسخ مسيرة الدولة أمنيا وسياسيا وبيقظة جيشها الوطني الذي تبقى عيونه ساهرة ومفتوحة لتوجيه ضربات استباقية للخلايا قبل أن تقوم من نومها، أو في كشف ورصد تجمعات الإرهاب في الجرود الشرقية للبقاع وصعقها من لحظة انطلاقها لممارسة الغدر.

وفي مسيرة يوهان، يتوقع ان تبدأ بالانحسار تدريجيا بعد أن حلت ضيفا يحمل خير السماء ثلوجا ومياها رغم الاضرار البالغة التي خلفتها في أكثر من منطقة. والمواطنون يترقبون تحرك الهيئة العليا للإغاثة للتعويض عليهم بعدما أنهكوا زراعيا وتكبدوا خسائر جسيمة في الممتلكات.

اقليميا حسم المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي مستورا المعادلة: الرئيس بشار الاسد جزء من الحل، ما يعني أن لا تسوية إلا بموافقة دمشق. على الارض السورية تشهد الجبهة الجنوبية على انجازات الجيش السوري المتلاحقة، من دور عدس الى كفر شمس صعودا الى تل الحارة في الايام المقبلة، ومن ينجح في استعادة السيطرة على هذه المساحة الاستراتيجية يعني أنه يتحكم بلعبة الميدان.

ومن هنا يزداد القلق الاسرائيلي، فما زرعه المحتل من خطط ومسلحين خلال سنوات مضت يخسره في ايام. هذه المعادلة السورية الجنوبية تعيد تصويب البوصلة لتذكر أن الصراع اساسا هو مع العدو الاسرائيلي.

وعند الحدود التركية مع سوريا وقع انفجار عند حاجز مشترك للجيش والسلطة التركية قرب بلدة سروج لم يعرف الكثير عن نتائجه بسبب الطوق الامني المشدد الذي فرضته السلطات التركية، فهل بدأت أنقرة تدفع ثمن احتضانها داعش بعد أن أخذت الطرق تضيق على التنظيم الإرهابي.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

عقد من الزمن والبلاد مطوقة بعقدة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.."سنة.. تنين.. عشرة.. ألف ومكملين" مكملين بحقيقة كأنها لم تبلغ حرفها الأول.. مكملين بمحكمة دولية ربما تسرق الشعار وتدوم ألف عام.. مكملين بتمويل المحكمة من دون حساب وعلى نفقة الشعب.. مكملين بالشهيد وعلى بلد الشهيد ولا قامت قيامة لشهداء مساكين ماتوا رؤساء ولم تنصفهم محاكم الدول.. من رشيد كرامي إلى رينيه معوض وبشير الجميل وقد اغتيلوا بين أرض وسماء.

وفي ربيع السلطة عقد من الزمن وورثة رفيق الحريري السياسيون يمضغون بالوطن ويلوكون الحقيقة.. إشتروا فيها انتخابات وابتاعوا منها زعامات ولما حط قطارهم كشهود في المحكمة الدولية شهروا بالشهيد وكشفوا أوراقه السياسية والمالية وما لم يدل به الراحل أمام الرأي العام راح يفنده غطاس خوري ويعريه مروان حمادة ويستكمله سليم دياب لكن الشهادة الأدهى كانت لأمين صندوقه عبد اللطيف الشماع الذي أجرى كشف حساب لم يسبقه إليه أحد وأعلن أن رفيق الحريري كان يدفع إلى رستم غزالة شهريا أربعين ألف دولار وقد أجرى له "زيادة على الراتب" ليصبح المبلغ الصافي سبعة وستين ألف دولار شهريا ومن عام ثلاثة وتسعين لغاية عام ألفين وخمسة كان غزالي قد استحصل على عشرة ملايين دولار بعد إضافة النثريات وإذا صدقت كشوفاته باعتباره مديره المالي يكون الشماع قد وضع الحريري في مقام الراشي الذي يمنح الأموال لشراء الرضى والسكوت أموال من دون إيصالات تخرج من خزنة الحريري إلى جيب رستم نقدا ماليا وعدا سياسيا و"ولا يهمك " فلماذا كان رئيس حكومة لبنان يدفع الى ضابط أمن سوري فاسد؟ وأي خدمات سددها هذا الضابط للرئيس في المقابل؟ على رواية الشماع فإن هذه الأموال كانت تبتغي الحرص على العلاقة ولإرضاء رستم غزالة لكن ما البديل الذي جناه الحريري من تعبيد طريق السلطة بالرشى؟ وكيف كان يسترضي مسؤول جهاز الأمن والاستطلاع بأموال اللبنانيين؟ وإذا كان رستم قد جنى عشرة ملايين دولار من خزينتنا فماذا عن بقية الغزلان السوريين الأرفع في الرتبة والراتب؟ من المؤكد أن الحريري ولدى وصوله إلى السلطة عام اثنين وتسعين لم يكن ليخرج من جيبه نثريات العلاج السياسي.. لأن ثروته كانت لم تتجاوز الملياري دولار فهو وصل إلى بيروت تاركا مصارف مفلسة في لندن.. وشركة هي سعودي أوجيه تنوء تحت العجز. لكن الله رزقه سلطة لا رقابة فيها إلا هو وفي سنوات الحكم نمت الثروة وترعرت في كنف غطاء سوري.. ورشوة غزالي وما يعادله من أصحاب السمعة السيئة راكمت الأرباح وأخذت بيدها لتصبح ستة عشر مليارا وسبعمئة مليون دولار لدى حصر الإرث بعد الاغتيال.

فمن من المسؤولين يملك اليوم قطع حساب عن مرحلة حكم الحريري؟ ربما اثنان فقط: رستم الذي يمتلك مفاتيح المال.. وغازي كنعان الذي أهداه رفيق الحريري مفتاح بيروت.. فأميت وبيده رمز مدينتنا.. أما اللبنانيون فإنهم يدفعون على جهتين: تسديدا لديون راكمها الشهيد.. ومحكمة أصبحت تضر بسمعة الشهيد وفي طريقها تلغي الإعلام اللبناني وتصادر استقلالية القضاء ودوره.. وأصبح تسكير حانتها فرض عين وواجبا وطنيا.. حسنة عن روح الشهيد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

مفارقة صارخة يعيشها لبنان هذه الأيام. عنوانها أن دولته توسع رقعة سلطتها الأمنية، فيما الدولة نفسها تقلص مساحة مؤسساتها الدستورية...

في الأمن، إنجازات عدة تحققت في الأشهر الأخيرة، بدءا بطرابلس، ثم سجن روميه، بعده عين الحلوة، أعقبتها إزالة الشعارات، والآن البقاع... سلسلة من السيطرات الأمنية التي لا يمكن إنكارها، رغم الملاحظات والثغرات... لكن في المقابل، استمرار في الشغور الرئاسي، إصرار على التمديد النيابي، وأمس هزة في البقية الباقية من العمل الحكومي...

ما الذي يفسر هذه المفارقة، أو هذا التناقض بين المسارين؟ البعض يقول إن خلف الأمر مؤامرة من أجل إظهار لبنان وكأنه يمشي بالأمن والأمنيين، لكنه لا يمشي بالسياسة والسياسيين... بعض آخر يقول إن السبب مؤامرة فعلا، لكنها من نوع آخر. فإنجازات الأمن مسجلة حتى الآن في رصيد نهاد المشنوق، حتى صار الرجل رئيس "حكومة ظل"، وهذا وضع لا يحتمله كثيرون، بدءا بأهل البيت والصف الواحد. فبدأت العراقيل تظهر، وقد تزداد في السياسة، كلما ترسخ العمل في تلك الوزارة...

المهم أن الأهم في مكان آخر. فالأهم موعد الاتفاق النووي، والأهم توقع المشهد اللبناني الجديد في الرياض. والأهم، ترقب الخطوات التالية على خط الرابية بعد عودة جعجع. والأهم انتظار ما سيقوله الحريري الإبن غدا، وما سيقوله السيد بعده بيومين...

في هذا الوقت تستمر السياسة في إجازة، ويستمر الأمن في الإنجاز، ولو بغلة 2 طن حشيشة في اليوم، كما كانت حصيلة حملة البقاع اليوم.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ينهار جيش لحد السوري في ريفي القنيطرة ودرعا... ويهرع تكفيريوه الى طلب النجدة من رعاتهم في كيان الاحتلال، ولكن ما من مجيب.

اليد الاسرائيلية مغلولة.. الانفاس مقطوعة... والقلق يتفاقم امام تقدم الجيش السوري في تلك المنطقة. لم يكد الاسرائيلي يكمل رهانه على عملائه التكفيريين.

لم يحسب ان يكون سقوطهم مدويا هكذا. سقطوا قبل ان يسترد فاتورة طبابتهم ورعايتهم. فعاملهم بادارة الظهر كما فعل في العام ألفين مع آلاف العملاء اللحديين الفارين من جنوب لبنان.

معركة الجنوب السوري ستحمل نتائج كبيرة في كل المنطقة: اكد نائب الامين العام لحزب الله. وفي ملف الداخل اشارة منه الى ان الحوار مع تيار المستقبل مستمر، ولن يكون هناك رد على حرتقات المتضررين.

الخطة الامنية في البقاع متواصلة والاهالي يتعاونون بشكل كبير. وعلى عين وزير الداخلية وسمعه انكشفت كل الحاجات التي تنتظر "مداهمة انمائية" سريعة.

اما العاصفة يوهان فتنحسر تدريجيا على خير وفير، وكثير من فضائح التلزيمات والتعهدات وعجز مؤسسات الدولة عن مواكبة اقل الكوارث. ويبقى بطء عجلة الحكومة محل معالجة، وكذلك الاتصالات لمنع تحول الاختلاف على آلية عملها الى خلاف يشلها.

 

الشرق الاوسط": اسرائيل تحذر حزب الله  وسـوريا وإيران من فتح جبهة الجولان

المركزية- ذكرت صحيفة "الشرق الاوسط" ان القيادات الإسرائيلية، العسكرية والسياسية وجّهت تحذيرات الى حزب الله وسوريا وإيران، من أن يتم تحويل هضبة الجولان السورية إلى جبهة حرب مع إسرائيل. وقالت إن جيشها مستعد للرد على أي عملية في هذه الجبهة كما لو أنها إعلان الحرب على قواتها. ولفتت الى ان هذا التحذير جاء في ضوء الأنباء عن النجاحات الأولية المحدودة التي تحرزها قوات النظام السوري وحزب الله ومستشارو الحرس الثوري الإيراني في جنوب سوريا، حيث تمكنت، من استعادة السيطرة على بعض القرى والبلدات، بعد احتلالها من قبل قوات المعارضة. واشارت الى انه حسب تقرير لمراسلي الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل وجاكي خوري، فإن تصريح وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قبل أيام بأن سوريا لن تسمح لإسرائيل بإقامة حزام أمني على الحدود بين البلدين، بواسطة المتمردين، يكمن وراء الهجوم. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن "مقرب من نظام الأسد في سوريا أن هجوما أوسع بدأ في جنوب سوريا، بهدف حماية العاصمة دمشق من جهتي الغرب والجنوب، بسبب تصعيد الهجمات من هناك، وفي الأساس بسبب الدعم الإسرائيلي العلني للمتمردين".

 

كتائب العزام تخطط لـ"اغتيال عدد من الشخصيات السياسية"

نهارنت/حذرت القوى الامنية عدداً من الشخصيات بالحد من تحركاتها وسط معلومات تشير الى "عمليات تفجير جديدة واطلاق صواريخ" قد تنفذها كتائب عبدالله عزام. ونقلت صحيفة "السفير"، الجمعة، عن مصدر امني واسع الاطلاع قوله ان "مجموعات تنتمي الى كتائب عبدالله عزام تحضر للقيام بعمليات تفجير وإطلاق صواريخ". وسيتم ذلك "في احدى المدن اللبنانية ومحيطها وأيضاً على اوتوستراد رئيسي يصل إحدى المناطق بالعاصمة بيروت". وبحسب المصدر، فقد اتخذت القوى الامنية اجراءاتها ومنها "إبلاغ عدد من الشخصيات السياسية وغير السياسية بضرورة الحد من حركتها واتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر". وفي السياق نفسه، لفت المصدر الى أن "المدعو (ف. ح. ش.) وهو سوري الجنسية ومن مواليد العام 1979 قد قام بتفخيخ ثلاث سيارات"، غير ان الجيش استطاع من احباط هذه المحاولة. كما رجح المصدر عبر "السفير"، الكشف عن المزيد من العبوات كانت "قد زرعتها المجموعات الإرهابية في البقاع". يشار الى ان الخطة الامنية انطلقت فجر الخميس في البقاع الشمالي كما وعد وزير الداخلية نهاد المشنوق، حيث بدأت القوى الامنية بالبحث عن المطلوبين للقضاء في بلدتي بريتال وحورتعلا، مسفرة في يومها الأول عن توقيف 10 مطلوبين و18 سيارة مسروقة، كما تمكن الجيش من تفكيك عبوة تبلغ زنتها 25 كيلوغراماً في عرسال البقاعية الحدودية مع سوريا. ويذكر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، قد اكد في الشهر الفائت ان الخطة الامنية، التي سبق واعلن المشنوق اتطلاقها في البقاع الشمالي "في وقت قريب"، "حاصلة ولن تكون كسابقاتها"، معلناً ان القوى العسكرية ستبقى متمركزة فيه، لأن "لا تساهل" في تنفيذها.

 

قهوجي "سيزور السعودية للمشاركة في اجتماع لرؤساء الائتلاف ضد داعش"

نهارنت/يتوجه قائد الجيش العماد جان قهوجي الاسبوع القادم الى المملكة العربية السعودية بغية المشاركة في اجتماع للقادة العسكريين ورؤساء الاركان لدول الائتلاف ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". وأفادت صحيفة "النهار"، الجمعة، ان قهوجي سيغادر بيروت منتصف الاسبوع المقبل الى الرياض للمشاركة في اجتماع للقادة العسكريين ورؤساء الاركان لدول الائتلاف ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي سبق له ان عقد اجتماعه الاول في واشنطن العام الماضي. ولفتت الى ان الاجتماع سيعقد يومي الاربعاء والخميس المقبلين. الى ذلك، اشارت "النهار"، الى ان قهوجي سيعقد لقاءات جانبية مع عدد من رؤساء الوفود العسكرية المشاركين وبعض المسؤولين السعوديين. يُذكر ان الزيارة التي قام بها قهوجي الى الولايات المتحدة الاميركية، العام الفائت، اثارت التباسات عدة، بسبب تزامنها مع اجتماع قادة جيوش التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، حيث شدد قائد الجيش على ان لبنان هو من اكثر الدول المعنية بمكافحة الارهاب. وعلى الرغم من ان لبنان ليس من ضمن دول التحالف الدولي ضد داعش، الا ان مشاركة قهوجي في هذا اللقاء لاقت انتقادات عدة، واتت بعد ان كان قد شارك وزير الخارجية جبران باسيل في ايلول الفائت في اجتماع لوزراء خارجية دول "التحالف الدولي". يُشار الى ان دول غربية وعربية عدة تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، حيث يشن غارات على مواقع التنظيم في البلدين.

 

حزب الله يخوض هجوم جنوب سوريا بـ"300 من عناصر النخبة" والعاصفة تبطئ تقدمه

وكالة الصحافة الفرنسية/عرقلت العاصفة الثلجية الخميس الهجوم الذي يقوده حزب الله مع الجيش السوري وقوات إيرانية على قرى خاضعة لسيطرة المعارضة قرب مواقع للجيش الاسرائيلي جنوب البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الجيزة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية" في محافظة درعا. بدوره أشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "الهجوم الذي يشنه حزب الله ابطىء بسبب تساقط الثلوج بشكل كبير". والهجوم الذي اطلق الاحد وينفذه الجيش السوري مع عناصر من حزب الله ومقاتلين ايرانيين يهدف الى استعادة السيطرة على محافظات درعا والقنيطرة وجنوب ريف دمشق. وهذه المنطقة مهمة جدا لانها تحد الاردن وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل وتقع بالقرب من العاصمة دمشق. وكانت القوات السورية مدعومة خصوصا بعناصر من حزب الله احكمت الثلاثاء سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمالي الغربي والتي كانت تخضع لسيطرة جبهة النصرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة وفصائل اسلامية مقاتلة اخرى منذ اكثر من عام، بحسب ما افاد مصدر ميداني سوري. ونقل التلفزيون السوري عن قائد ميداني قوله ان "العملية العسكرية التي بدا فيها الجيش السوري مستمرة بقيادة الرئيس السوري وبالتعاون مع محور المقاومة حزب الله وايران". وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها دمشق عن خوض قواتها معارك الى جانب عناصر من حزب الله وقوات اخرى ايرانية. ويقول عبد الرحمن الذي يقدر عدد عناصر حزب الله في سوريا بخمسة الاف، ان الحزب اوفد الى الجنوب 300 من عناصر النخبة لديه. وفي 18 كانون الثاني، قتل ستة عناصر من حزب الله والجنرال الإيراني محمد علي الله دادي في غارة اسرائيلية استهدفتهم في منطقة القنيطرة. وذكر حزب الله حينها ان عناصره الذين قتلوا مع الجنرال الايراني كانوا في مهمة "تفقد ميداني". ورد حزب الله بعد عشرة أيام بعملية داخل مزارع شبعا المحتلة ادت الى مقتل جنديين اسرائيليين وجرح سبعة في بيان "رقم 1".

 

توقيف اكثر من 50 باليوم الثاني لخطة البقاع الامنية ... والمشنوق: هدفنا منع عودة المطلوبين من سوريا

نهارنت/استكملت القوى الامنية المشتركة عملياتها في البقاع الشمالي في اطار الخطة الامنية، حيث تكمنت من توقيف عدد من المطلوبين، وضبط كميات من المخدرات. فقد توسعت الخطة الامنية صباح الجمعة فشملت قرى جديدة هي حزين والحمودية غربي بعلبك، وتعمل القوى الامنية على مداهمة بعض الاماكن وملاحقة المطلوبين بمذكرات امنية وقضائية وعدلية. وفي بيان صادر عن قيادة الجيش، ظهر الجمعة، أعلن عن انه وفي اطار مواصلة القوة الأمنية المشتركة إجراءاتها الأمنية المشددة في منطقة البقاع، تم توقيف 56 شخصاً من المطلوبين والمشتبه بهم والمخالفين. وتمكنت القوى من ضبط 18 سيارة من دون أوراق قانونية، وحوالى 2 طن من مادة حشيشة الكيف موضبة داخل مستودع في بلدة الحمودية، بالإضافة إلى كمية من الأعتدة العسكرية والذخائر وأجهزة الإتصال.

وقد تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة لإجراء اللازم. وقام وزير الداخلية نهاد المشنوق برفقة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بجولة على المناطق البقاعية، لتفقد سير الخطة الامنية. وفي مؤتمر صحافي عقده في ثكنة أبلح، أكد المشنوق على ان خطة البقاع الامنية تؤكد وجود الدولة في المنطقة، مشدداً على ان "خيار المواطنين في البقاع هو الدولة وهو ما تبدّى من خلال ترحيبهم بالدولة". واذ لفت الى ان "الخطة الامنية مستمرة لأيام في محاولة لإعلان منطقة البقاع خالية من المطلوبين ومن المخدرات ومن الادوات الجرمية"، أعلن قائلاً: "ندرك ان كبار المطلوبين انتقلوا الى سوريا، الا ان الخطة الامنية هي من أجل منع عودتهم او توقيفهم لدى عودتهم". وكشف عن ان خطة البقاع "تجمع للمرة الاولى بين الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام"، هذا الى جانب، انشاء "غرفة عمليات ثابتة في البقاع لمتابعة جميع المطلوبين". وفي اليوم الاول من انطلاق الخطة الامنية في البقاع الشمالي، الخميس، دهمت القوى الامنية بلدتي بريتال وحورتعلا، حيث تمكنت من توقيف 10 مطلوبين وضبط 18 سيارة مسروقة. ومساء الخميس أعلن الجيش في بيان أن الخطة شملت "تنفيذ عمليات دهم وإقامة حواجز ثابتة وظرفية، وتسيير دوريات في مختلف البلدات والقرى في المنطقة المذكورة". يُذكر ان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد كشف الاربعاء الى صحيفة "السفير"، عن أن "الخطة الأمنية التي جرى تنفيذها في طرابلس، ستستكمل خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة في البقاع، لتعود من بعدها إلى بيروت". ويُشار الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، قد اكد في الشهر الفائت ان الخطة الامنية، التي سبق واعلن المشنوق اتطلاقها في البقاع الشمالي "في وقت قريب"، "حاصلة ولن تكون كسابقاتها"، معلناً ان القوى العسكرية ستبقى متمركزة فيه، لأن "لا تساهل" في تنفيذها.

 

10 مطلوبين و18 سيارة مسروقة حصيلة اليوم الأول من خطة البقاع الأمنية

نهارنت/انطلقت فجر الخميس الخطة الامنية في البقاع الشمالي حيث بدأت القوى الامنية بالبحث عن المطلوبين للقضاء في بلدتي بريتال وحورتعلا، مسفرة في يومها الأول عن توقيف 10 مطلوبين و18 سيارة مسروقة. وعلى الرغم من الثلوج التي تغطي المنطقة، الا ان القوى الامنية المشتركة بدأت بالانتشار في بلدات البقاع الشمالي فجر الخميس. وذكرت وسائل الاعلام ان القوى الامنية المشتركة عملت "على تطويق بلدتي حورتعلا وبريتال بحثا عن مطلوبين". غير ان "صوت لبنان 100,5"، اشارت الى ان المطلوبين فروا من البلدتين من دون معرفة وجهتهم. ومساء الخميس أعلن الجيش في بيان أن الخطة شملت "تنفيذ عمليات دهم وإقامة حواجز ثابتة وظرفية، وتسيير دوريات في مختلف البلدات والقرى في المنطقة المذكورة". وقال البيان أنها "أسفرت عن توقيف 10 أشخاص مطلوبين بعدة وثائق، بالاضافة الى ضبط 18 سيارة مسروقة". وإذ ستستمر "لعدة أيام"، فإن هدفها "ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة البقاع، ومكافحة الجرائم المنظمة وملاحقة المشبوهين والمطلوبين الى العدالة"، دائما بحسب بيان المؤسسة العسكرية. وظهر الخميس، أفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، ان سرية الفهود والجيش انتشرا في بريتال، في وقت ان الجيش والامن العام والامن الداخلي انتشروا في حورتعلا. ولفتت الى انه تم توقيف مطلوبين من البلدتين وتم نقلهم الى احد الثكنات العسكرية. إلى ذلك كشفت قناة الـ"OTV" عن "صيد ثمين ألقي القبض عليه قبل يومين من الخطة الأمنية وتهمته نقل أموال إلى المسلحين في جرود عرسال". وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد كشف الاربعاء الى صحيفة السفير، عن أن "الخطة الأمنية التي جرى تنفيذها في طرابلس، ستستكمل خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة في البقاع، لتعود من بعدها إلى بيروت".

ويُشار الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، قد اكد في الشهر الفائت ان الخطة الامنية، التي سبق واعلن المشنوق اتطلاقها في البقاع الشمالي "في وقت قريب"، "حاصلة ولن تكون كسابقاتها"، معلناً ان القوى العسكرية ستبقى متمركزة فيه، لأن "لا تساهل" في تنفيذها.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 13 شباط 2015

الجمعة 13 شباط 2015

  النهار

قال ناشط سياسي مطّلع إن اللقاء بين العماد عون والدكتور جعجع ما زال بعيداً.

قال مسؤول أمني إن الأوضاع في المخيمات الفلسطينية ممسوكة الى حد متقدم ولا خوف حالياً من تفجرها.

علّق وزير سابق على الخطة الأمنية في بعلبك قائلاً "إنها لزوم ما لا يلزم بعدما فتحت الطريق لهروب المطلوبين".

تراقب أوساط سياسية وديبلوماسية باهتمام ما يجري من تحضيرات عسكرية على الأرض تحسباً ربما لاحتمال فشل المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

تردد أن الخلاف بين إيران والسعودية بات يدور حول الوضع في اليمن أكثر منه حول العراق وسوريا.

السفير

يجري التحقيق حاليا في الدوائر الجمركية بثماني معاملات لبضائع يُشتبه في انها تختزن موادّ مشعة، من قبيل حجارة الزينة ومعدات صناعية وقساطل كبيرة وغيرها!

تبدي قيادات سلفية استعدادها للحوار مع حزب إسلامي فاعل كانت على خصومة كبيرة معه في السنوات الأخيرة، وذلك على قاعدة "مواجهة مخاطر المرحلة المقبلة".

قال أحد المعنيين تعليقا على تأجيل جلسة الحوار المقررة مبدئيا اليوم الى الأسبوع المقبل: "العوض بسلامتكم إذا ربطنا الحوار بالمنابر"!

اللواء

أُبقي موعد استماع المحكمة الدولية لشخصية لبنانية وازنة قيد الكتمان، على أن تكون شهادته قريبة ومدوّية!

يصف مطلعون على خلفية وزير ناشط أداه بأنه يتسّم "بالشعبوية"، والقفز السريع إلى المواقع السلطوية!

يواجه رئيس تكتل امتحاناً صعباً في ما خص إدارة الانتخابات التنظيمية في تياره، والتي تحصل للمرة الأولى.

الجمهورية

وصفت جهات منظمة لمناسبة تقام غداً بأنها ستكون في منزلة وسطية بين "الإحتفال السياسي والمهرجان الشعبي" .

قالت أوساط إن مرجعاً سابقاً سيُوازن في كلمته بين مخاطبة جمهوره والشارع السنّي والراي العام لـ " 14 آذار" والحوار الجاري مع حزب سياسي.

تساءلت مصادر ما إذا كان تعليق أحد النواب عضويّته في تكتل نيابي موقتاً لحين تمرير العاصفة أم سيكون دائماً فيما أكدت أوساط في التكتل ذاته أن ما حصل هو نهائي ورسالة للجميع.

البناء

تساءل مراقبون ما إذا كان القضاء والمجلس النيابي سيتحركان من أجل رفْع الحصانة عن النائب خالد الضاهر الذي رفَع حلفاؤه السياسيون أخيراً الغطاء عنه، وذلك تمهيداً لمحاكمته أمام القضاء في عدد من الدعاوى المقدمة ضدّه على خلفية تصريحات كان أدلى بها في وقت سابق وتعرّض فيها للجيش، فضلاً عن إثارته النعرات الطائفية والمذهبية واتهامه أيضاً بإقامة علاقات مع مطلوبين للقضاء.

 

بري عرض العلاقات الثنائية مع سفير أرمينيا وعلي نقل عنه حرصه على التنسيق بين الحكومتين والجيشين لمواجهة الارهاب

الجمعة 13 شباط 2015

وطنية - إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، وعرض معه للتطورات الراهنة.

وقال السفير علي بعد اللقاء: "اللقاء مع دولة الرئيس كالعادة، كان جولة افق حول العلاقة بين البلدين، واوضاع المنطقة، والارهاب الذي يهدد المنطقة. وقد عبر عن سعادته للنجاحات التي يحققها الجيش السوري في مواجهة العصابات والمجموعات الارهابية خصوصا على الحدود مع فلسطين المحتلة والارهاب التكفيري المدعوم والمتكامل مع الاحتلال الاسرائيلي. الانتصارات التي يحققها الجيش السوري والشعب السوري يراها دولة الرئيس بري انها مقدمة امان وانتصار لهذا المحور لمواجهة الارهاب الذي يتهدد المنطقة".

أضاف: "تحدثنا ايضا على العلاقات بين البلدين، عن الحدودين، وعن الاجراءات التي يتم علاجها الآن. وحرص دولته على التأكيد بأن تكون الامور في ايقاع سريع لأن العلاقة بين البلدين وبين الشعبين، وبين الشعب الواحد في البلدين تفرض اخوة كاملة وتطبيقا امينا وتنسيقا بين الدولتين وبين الحكومتين. والتنسيق الاوجب هو بين الجيشين والحكومتين لمواجهة الارهاب ومخاطره التي رأى انها تعطي نتائج ايجابية لصالح الانتصار على هذا الارهاب، وبالتالي على الارهاب الاسرائيلي الظهير والداعم له".

وختم علي: "ان ما تحققه سوريا يشكل مخرجا وضمانة ونتائج تحتاجها المنطقة ودولها والامة بكاملها".

سفير ارمينيا

ثم استقبل بري السفير الارميني في لبنان اشوت كوتشاريان، وعرض معه العلاقات الثنائية.

واستقبل بعد الظهر، النائب السابق صلاح حنين.

 

سلام استقبل سفيري تركيا وارمينيا القصار: للفراغ الرئاسي آثار أمنية واقتصادية

الجمعة 13 شباط 2015 / وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، سفير تركيا إينان أوزيلديز، وتناولا الأوضاع العامة والتطورات. والتقى أيضا سفير أرمينيا آشوت كوتشريان وعرضا العلاقات الثنائية بين البلدين.

وزاره وفد من جمعية شراكة النهضة اللبنانية-الأميركية التي تقوم بدعم نشاطات عدة في لبنان. بعد اللقاء قال نائب رئيس الجمعية فادي فياض: "قررت الجمعية دعم مؤسسة الدفاع المدني اللبناني عن طريق شراء الفين من الألبسة المخصصة لعناصر المؤسسة لتقديمها لهم في السادس والعشرين من حزيران المقبل، وتمنينا على الرئيس سلام رعاية هذا الحدث".

كذلك التقى سلام النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود.

واستقبل لاحقا وفد الهيئات الإقتصادية برئاسة عدنان القصار الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة لدولة الرئيس سلام تأتي في سياق اللقاءات الدورية بهدف التنسيق والتشاور في الأوضاع التي تعانيها البلاد والآثار السابية المترتبة على النشاط الاقتصادي والتجاري، ولقد نقلنا في هذا السياق هواجسنا، ولا سيما جراء الركود المخيف الذي بدأ ينعكس على الإقتصاد اللبناني برمته. وأثنينا على الجهود التي يبذلها الرئيس سلام مع كل الأطراف السياسية في سبيل تفعيل العمل الحكومي، وأكدنا له وقوف الهيئات الإقتصادية الى جانبه وحرصها على التعاون معه من أجل تجاوز هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان. وشددنا على وجوب أن تتعاون جميع القوى والأطراف السياسية مع الرئيس سلام بما يؤدي الى أن تؤدي الحكومة دورا أكبر بعيدا من التعطيل والمناكفات، مما ينعكس إيجابا على المستويين الأمني والإقتصادي".

وأضاف: "جددنا الدعوة الى أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة، إذ لم يعد مقبولا أن تبقى البلاد أسيرة الفراغ الرئاسي، الأمر الذي ترك آثارا سلبية على المستوى الأمني وكذلك على المسوى الإقتصادي، إذ إن الحركة التجارية والسياحية والإستثمارية في تراجع مستمر منذ ما يزيد على ثلاث سنوات". وختم القصار: "أبلغنا دولة الرئيس سلام انه تم انتخاب رئيس جمعية تجار بيروت الأستاذ نقولا شماس رئيسا لجمعية متخرجي معهد "ماساشوستس" في العالم (MIT)، وهو منصب اقتصادي رفيع ومهم للبنان، ونقلنا اليه رغبة الهيئات الإقتصادية في أن يرعى الاحتفال التكريمي الذي سيقام للشماس في 30 آذار المقبل".

 

ذكرى اغتيال الحريري اليوم... عَقْد «صاخب» من التحوّلات في لبنان والمنطقة

الراي/بيروت - من ليندا عازار

«عشرة، ميّة، ألف مكمّلين». تحت هذا الشعار يحيي لبنان اليوم الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، تتويجاً لعقد من الزمن غيّر الوجه «الجيو سياسي» للمنطقة.

عشرة أعوام على ذاك «الاثنين الأسود» الذي أصاب بيروت في «قلبها» الذي «توقّف للحظات» عندما دوّى انفجار الـ 2 طن وأكثر، عند الواجهة البحرية لترتسم، حقيقةً مُرّة بدت أقسى من ان يصدّقها كثيرون حينها... مات الرئيس رفيق الحريري.

عقْد على الجريمة التي حصدت الحريري ورفاقه الـ 19 وأدخلتْ لبنان في مرحلة من «الكوابيس» السياسية والأمنية التي سرعان ما تشابكتْ مع «أحلام الربيع» العربي حتى بدت وكأنّها «ضربة استباقية» له.

عشرة أعوام على العملية الإرهابية التي أعطت إشارة مبكّرة الى «حرب» النفوذ التي استعرت في المنطقة «على المكشوف» في الأعوام الخمسة الأخيرة، والتي كانت «مقّدماتها» لاحت مع إسقاط نظام صدام حسين العام 2003 والمخاوف التي ارتسمت بعدها من وجود نية لتمدُّد «دومينو» حكم الأكثريات، فبدا 14 فبراير 2005 اللبناني، محاولة لوقف هذا «الدومينمو» عبر «زلزالٍ» فجّر بعد شهر من «افتعاله» اي في 14 مارس، «بركان الثورة»  في وجه سورية التي سرعان ما نفّذت «انسحاباً اضطرارياً» من لبنان كان القرار 1559 أصدر «أمر العمليات» الدولي بحصوله. هو 14 فبراير الذي شكّل المحطة الثانية في «روزنامة» القتل على «الهوية السياسية» بعد محاولة «تفجير» النائب مروان حماده، قبل ان «تكرّ سبحة» الاغتيالات لـ 12 شخصية سياسية وإعلامية وأمنية وتسابق مسار قيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وصولاً الى انطلاق المحاكمات الغيابية لخمسة متهَمين من «حزب الله»، وسط انقسام لبناني حول هوية «القاتل المتسلسل».

وللذكرى العاشرة التي سيتم إحياؤها في مجمّع «البيال» رمزية خاصة تتأتى من توقيتها، فيما الشهادات امام المحكمة الدولية ترسم «المسرح السياسي» لجريمةٍ أدخلت لبنان في صراعٍ مكشوف على التوازنات بلغ مراتٍ درجة «الصِدام» بين فريقيْ 8 و 14 آذار، وجاء امتداداً لعملية «ترسيم النفوذ» الخشِنة في المنطقة بين المحاور، والتي «انفجرت» بالكامل مع الثورات العربية التي أطاحت بأنظمةٍ، الى ان «وقفت» عند النظام السوري الذي يتّهمه خصومه اللبنانيون، بأنه «شطب» الحريري في إطار تَقاطُع مصالح مباشر مع ايران، ليمنع إخراج نفوذه من لبنان، وتالياً تهديد مصيره داخل حدوده ونسْف مشروع التمدُّد الايراني حتى المتوسط، فاذا بالرئيس بشار الاسد اليوم يخوض «حرب بقاءٍ» على أرضه، جنباً الى جنب مع حليفه الايراني و«حزب الله».

وتطلّ ذكرى الحريري اقليمياً على منطقة تقف على فوهة تحوّلات استراتيجية مع تسجيل ايران نقاطاً «ذهبية» في اليمن، وتقدُّمها في إدارة اللعبة في العراق ولبنان وسورية، واستعدادها لإبرام اتفاق حول ملفها النووي يخشى البعض ان يكرّسها، بفعل الأمر الواقع على الأرض و«استماتة» الادارة الاميركية لإنجاز هذا الاتفاق، قوة «متعددة الأذرع» في المنطقة.

اما داخلياً فتحلّ على وقع الانتكاسة الأكبر لاتفاق الطائف الذي يُعتبر الحريري من أبرز «عرّابيه»، وذلك نتيجة الفراغ المتمادي في رئاسة الجمهورية، وما أفرزه من ارتدادات على صعيد عمل سائر مؤسسات النظام الذي دخل في «أزمة»، وصولاً الى تشابُك الاستحقاق الرئاسي بالكامل مع «بازل» التعقيدات في المنطقة «اللاهبة».

والأهمّ ان 14 فبراير يأتي هذه السنة وسط حوار هو الاوّل من نوعه منذ سبعة اعوام، بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، انطلق اواخر ديسمبر ضمن اطار قرار خارجي كبير بـ «فكّ الاشتباك» بين الحالة اللبنانية، و«كرة النار» السورية - العراقية، التي يواجه لبنان «تشظياتها»، على شكل تفجيرات ارهابية وعمليات استهداف للجيش في الجرود المتاخمة للحدود السورية. وهو الحوار الذي يُعتبر استكمالاً لـ «ربْط النزاع» الذي أراده الرئيس سعد الحريري من خلال حكومة الرئيس تمام سلام، والتي مهّد الحريري لولادتها، بإعلان موافقته على «التعايش» مع «حزب الله»، على طاولة واحدة يوم انطلقت المحاكمات الغيابية في لاهاي، اي على قاعدة احتواء الاحتقان المذهبي، وتحييد الملفات الكبرى، وتحديداً سلاح «حزب الله»، وانخراطه في الحرب السورية والمحكمة الدولية.

في 14 فبراير 2015 يكون اكتمل عقد من «الزمن اللبناني»، طبعته محطات بارزة لعلّ أهمها أحداث 7 مايو 2008 حين نفّذ «حزب الله» عملية عسكرية في بيروت وحاول اقتحام الجبل الدرزي، لتقفل هذه الصفحة على توقيع إتفاق الدوحة الذي أمّن «خريطة الخروج» من «خط النار» وإنتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية حصلت فيها «8 آذار» على «الثلث المعطّل»، الذي اعتُبر بمثابة اول «مدماك» في اطار «مثالثة» (سنية - شيعية - مسيحية)، تشكل عملياً ضرباً لمرتكزات اتفاق الطائف ومجمل التوازنات الداخلية والخارجية التي عبّر عنها.

ولا يقلّ «انقلاب» يناير 2011 «الناعم»، أهمية عن حلقة 7 مايو 2008، بل اعتُبر «وجهه الآخر» وإن السياسي، اذ مع إسقاط حكومة الحريري، تلقّت قوى 14 آذار ضربة قويّة، وجدت معها نفسها للمرة الاولى منذ ولادتها خارج السلطة، وذلك بعدما فشل مسعى الـ «سين سين» (السعودية - سورية) حينها بإيجاد «بوليصة تأمين»، تساعد لبنان في الاحتواء السياسي لارتدادات جريمة اغتيال الحريري، والقرار الاتهامي الذي كان سيصدر في شأنها عن المحكمة الدولية، فكان ما اعتبرته 14 آذار انقلاباً سورياً - ايرانياً على المحور الاميركي - السعودي، من خلال «تطيير» حكومة الحريري.

الا ان التطوّرات الدراماتيكية في المنطقة في العامين الأخيرين، حتّمت العودة الى «المساكنة الاضطرارية» بين أطراف الصراع في لبنان، في انعكاس لقرار اقليمي بتركه بمثابة «صندوق بريد» لتبادُل الرسائل الايجابية او اقله «المهادنة»، باعتبار ان المواجهة الكبرى الدائرة في الساحات الاستراتيجية الأخرى ستكون كفيلة بتحديد هوية... «الغالِبين».

 

القنبلة في ببنين كانت موضوعة تحت سيارة هيونداي واحتراق مقدمة سيارة على بعد 500 متر من الحادث

الجمعة 13 شباط 2015 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ميشال حلاق، أن القنبلة التي انفجرت فجر اليوم في حي القاطع في بلدة ببنين كانت موضوعة في تنكة تحت سيارة هيونداي أكسنت حمراء رقم 657612/م تملكها شركة كروة لتأجير السيارات ومستأجرة من قبل المدعو جمال محمد البستاني اثناء ايقافها امام منزله. دون وقوع اصابات. وقد قام خبير المتفجرات في قوى الأمن الداخلي الرقيب أول ميشال سعادة بالكشف على مكان الانفجار والتحقيقات قائمة لمعرفة خلفيات الحادثة.

وفي سياق منفصل وعلى بعد حوالي ال 500 متر من مكان انفحار القنبلة في بلدة ببنين احترقت مقدمة سيارة مرسيدس 230 سوداء (أنقاض) تعود للمدعو محمد عدنان البستاني دون ان تعرف مسببات الاحتراق وتقوم الجهات الأمنية المختصة بالتحقيقات.

 

هيل زار ضريح الحريري: إنسان استثنائي منفتح علم اجيالا وصاحب رؤية لناحية الازدهار والنجاح والاستقرار

الجمعة 13 شباط 2015/ وطنية - زار سفير الولايات المتحدة الأميركية ديفيد هيل ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في وسط بيروت قبل ظهر اليوم، لمناسبة حلول الذكرى العاشرة لاستشهاده. وقال: "ان المرة الأولى التي التقيت رفيق الحريري كانت عام 1998، وكنت وقتها ديبلوماسيا مبتدئا وعضوا في وفد التقاه في دمشق، لكنني عملت مع رفيق الحريري بشكل أقرب في التسعينيات عندما أوكلت إلي مهمتي في لبنان، بحيث أتيحت لي الفرصة لأعرفه من قرب". وأضاف:"تأثرت بمدى انفتاح رفيق الحريري على ديبلوماسي يافع مثلي، والأهم مدى انفتاحه على جميع اللبنانيين. وأول ما لفتني برفيق الحريري انه كان إنسانا استثنائيا إضافة إلى الإرث الذي تركه وكرمه في ما يختص بتعليم الأجيال في لبنان، وهو كان صاحب رؤية لناحية الازدهار والنجاح والاستقرار، وكان يريد لبنان بلدا مستقرا، وبالتالي يتوجب على لبنان وأصدقاء لبنان المضي قدما في تحقيق هذه الرؤية". وختم: "أعتقد أننا بينما نحيي ذكرى رفيق الحريري ورفاقه التي توافق نهاية هذا الأسبوع، من المهم ان نحتفي بإرث رفيق الحريري، ولكن علينا ايضا ان نجدد مطالبتنا بالعدالة، فهذه الجرائم لا تستهدف شخصا معينا بل الدولة اللبنانية".

 

درباس: الحكومة "مش ماشية" ولم تعد صالحة لن نسـكت عن إهمـال طرابلـس بعد اليـوم

المركزية- أثبتت معطيات الساعات الاخيرة على الحلبة الحكومية ان صيغة "الاجماع" داخل مجلس الوزراء لم تعد صالحة، اذ تعرضت الحكومة الى "هزة" جديدة أطاحت جلستها أمس بعد سجالات حادة بين عدد من الوزراء حول آلية اتخاذ القرارات، رفع على أثرها رئيس الحكومة تمام سلام الجلسة. وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أكد لـ"المركزية" "ان لا خطر على مصير الحكومة الحالية، ولن أشكل هذا الخطر، لكن ما طرحته في ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية في طرابلس أمس في مجلس الوزراء يجب ان يكون موضع دعم واهتمام الجميع، هناك قانون صادر منذ العام 2008 ولم يعدّ يحتمل تأجيله ولا بدّ ان يكون هذا القانون موضع التنفيذ لان المنطقة الاقتصادية ستصبح أمرا واقعا خصوصا ان مجلس الانماء والاعمار بدأ بتلزيم ردم هذه المنطقة". وسأل "كيف سيلزمون هذه المنطقة ويردمونها وليس هناك من مجلس إدارة يُشرف على الاعمال؟ منذ أربعة أشهر وأنا أحاول وضع هذا البند على جدول أعمال مجلس الوزراء لكن التجاذبات تمنع ذلك. شخصيا، ليس هناك من أفراد يهمونني في هذا المشروع، همّي الوحيد تشكيل هذا المجلس، واتفقت مع وزيري العدل اللواء أشرف ريفي والمهجرين أليس شبطيني على عدم التوقيع على اي تعيينات، والدولة التي تستطيع تعيين فرد بإمكانها ان تعيّن مجلس إدارة". وقال درباس "هذه الصرخة أطلقتها بعد التشاور مع وزراء في الحكومة ونواب طرابلس ومعظمهم أيدوا قراري"، لافتا الى "ان هناك توجها لدى الدولة باهمال الشمال وطرابلس منذ زمن، ونحن كوزراء لعاصمة لبنان الثانية لن نسكت عن هذا الامر بعد اليوم وسنمارس واجبنا الذي يملي علينا الدفاع عن حقوق ومصالح المدينة التي هي جزء من لبنان، فكيف نعلن ولاءنا الى هذا البلد ولا تبادلونا الرحمة والمحبة؟". وعن الحديث ان رئيس الحكومة تمام سلام لن يدعو الى جلسة مقبلة قبل الاتفاق على آلية جديدة للتصويت، أجاب "حسنا يفعل الرئيس سلام ولا أعلم إذا كان لن يدعو الى جلسة مقبلة، لكن الامور بهذه الطريقة "مش ماشية" أنا لم أقصد تفجير الحكومة بل أردت وضع يدي على المشكلة كي يشعروا بهذا الألم، فالهدف من هذا الضغط على العصب التحذير والتنبيه لان الاهمال المتمادي لن يواجه بقبول متماد". وردا على سؤال، اعتبر درباس "ان ليست الصيغة الحالية للحكومة لم تعد صالحة بل كلّ الحكومة لم تعد صالحة، فمن المعيب ان منذ ايار 2014 وحتى الآن لم ننتخب رئيسا للجمهورية"، وأضاف "لا معطيات لدي عما إذا كان يحضر لصيغة حكومية معينة بين الرئيسين نبيه بري وسلام".

 

جعجع عاد من زيارة خاصة لاوروبا

الجمعة 13 شباط 2015 /وطنية - عاد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برفقة زوجته النائب ستريدا جعجع الى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي ليل أمس بعد أن قام بزيارة خاصة الى أوروبا .

 

لماذا بدأ «حزب الله» عملية «أخذ التماس» السوري مع إسرائيل؟

كتب ايليا ج. مغناير/الراي

رفع «حزب الله» من مستوى جهوزيته على مجمل مسرح عملياته الممتدّ من الناقورة الى شبعا في لبنان، فالقنيطرة في سورية، ونفض التراب عن صومعات صواريخه الاستراتيجية منذ الغارة الاسرائيلية على القنيطرة، ومن خلال العملية التي يشنها مع الجيش النظامي السوري، لاعادة السيطرة على ريف دمشق وريف القنيطرة وريف درعا، بغية استعادة التماس العسكري مع اسرائيل في تلك المنطقة، تأكيداً لمقولته ان جبهة الحرب اصبحت موحدة بين لبنان وسورية.

فبعد عملية القنيطرة التي اغتالت فيها اسرائيل قائد الحرس الثوري الايراني في لبنان وسورية الجنرال محمد علي الله دادي ومعه 6 من قياديي وافراد «حزب الله»، قرر الحزب خلط الاوراق واخذ التماس مباشرة مع اسرائيل، مما دفع الى الاستعجال في القيام بعملية ريف دمشق ودرعا والقنيطرة لاسباب عدة، منها:

1 - عملية القنيطرة التي ضربت فيها اسرائيل للقول لـ«حزب الله» انها لن تسمح بوجوده على محور القنيطرة - الجولان.

2 - رد «حزب الله» من شبعا اللبنانية ليقول لاسرائيل انه يضرب بعرض الحائط قواعد الاشتباك، التي لم يعد يعترف بها وان الجبهة كلها موحدة بنظره.

3 - اغتيال وحرق الضابط الاردني معاذ الكساسبة الذي جيش التعاطف الاردني والدولي ضد وحشية التكفيريين، فاغتنم «حزب الله» الفرصة لضرب «جبهة النصرة» التي تحمل العقيدة عينها، وتتماهى ايديولوجياً مع «داعش».

4 - الانتخابات الاسرائيلية على الابواب، ولا يستطيع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو اتخاذ اي قرار من شأنه الانزلاق الى الدخول بحرب شاملة، الامر الذي يحرمه من اي فرصة سياسية مستقبلية.

5 - توسع «جبهة النصرة» على الحدود السورية – اللبنانية من جهة حاصبيا والزبداني والمصنع والقلمون وعرسال، مما يشكل خطراً على المناطق اللبنانية على طول هذا الخط ويستنزف «حزب الله» والجيشين اللبناني والسوري.

وقالت اوساط معنية لـ «الراي» ان هذه العملية الاستباقية لم يكن توقيتها الآن، لأن الاولوية كانت لمحيط دمشق وحلب وريفهما، فمعركة الجنوب كانت مؤجلة لزمان آخر او لربما لسنة اخرى، الا ان تلاقي مصلحة سورية و«حزب الله» وايران في حماية بلادهم ومصالحهم والرد على اسرائيل، دفع بالعملية الى الامام بسرعة وجهز لها بوقت قياسي دفع بالوحدات الخاصة لـ«حزب الله» الدائمة الجهوزية، كرأس حربة، تبعتها القوى النظامية والدعم اللوجيستي والمشاة للتمركز في التلال والمدن التي تستعاد السيطرة عليها، لتكمل هذه القوات طريقها تاركة للجيش النظامي تثبيت النقاط والتموضع.

وتؤكد هذه الاوساط ان عامل الطقس يبطء سرعة الانتشار، وان القوات المهاجمة تأخذ مواقعها على التلال اولاً لتتم السيطرة النارية على المناطق التي تقع في المنحدرات، وان المهمة لن تتوقف حتى يقطع التواصل بين المسلحين، وخصوصاً «جبهة النصرة»، ليس فقط في ريف درعا، بل وصولاً حتى بيت جن المحاذية لحاصبيا اللبنانية، وان اسرائيل لن تستطيع التدخل لمساعدة «جبهة النصرة» لان دخولها في الحرب، كما طلبت منها قوات الجيش الحر، سيشعل المنطقة ليس فقط من الحدود اللبنانية – السورية، بل ان العراق هو جزء لا يتجزأ من المعركة، وانه من غير المستبعد ان تكون ايران زودت المقاومة العراقية بصواريخ «شهاب» التي اصبحت من الجيل القديم او حتى صواريخ «زلزال» لتتسع الجبهة، خصوصاً بعدما اعربت اسرائيل عن نيتها ضرب ايران لتخريب علاقتها مع الولايات المتحدة، مما سيدفع باسرائيل للتفكير ملياً قبل اتخاذ اي خطوة ضد «محور الممانعة والمقاومة»، نتيجة لتعدد الجبهات، والقوى المستعدة لدخول الحرب ومساندة بعضها بعضاً

 

فتحعلي: ايران اختارت أن يكون التقدم العلمي جناحيها للتحليق عاليا

الجمعة 13 شباط 2015 /وطنية - احتفلت جامعة المصطفى العالمية في لبنان بالذكرى الـ 36 لإنتصار الثورة الإسلامية في إيران، برعاية سفير الجمهورية الإسلامية في بيروت الدكتور محمد فتحعلي وحضوره ومشاركة حشد من أساتذة الجامعة وطلابها وطالباتها.

بعد آي من الذكر الحكيم تحدث السفير فتحعلي عن المناسبة، وقال: "إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أكون بينكم وفي مركز من مراكز العلم والتبليغ بين كوكبة كريمة ممن نذروا أنفسهم لطلب العلم ونشره وتبليغه التزاما بقوله تعالى في محكم كتابه العزيز: {يرفع الله الذين آمنوا والذين آتوا العلم درجات}، فكان العلماء الذين نهلوا من معين النبوة والإمامة وتفيأوا بظلال رسول البشرية محمد في جامعة حملت اسم جامعة المصطفى لتكون واحة للأخلاق والعلم والثقافة والفكر المحمدي الأصيل".

اضاف: "في عيد الثورة والحرية التي أطلق شعلتها الشعب الإيراني مقدما العظيم من التضحيات والذي شهد انتصار الحق على الباطل ونهضة القيم الإلهية وانبعاثها من جديد حيث انتصرت أمة استطاعت تحمل سنوات من ألم واضطهاد الظالمين دون أن ترتهن لأي قطب دولي مستعينة بسلاح الإيمان مقابل جميع أسلحة الطغاة، وممسكة مصيرها بيدها في وجه جميع الذين حاولوا تقييدها لمنعها من النهوض، مبينة للعالم أجمع أنه من الممكن أن ننتصر بالعقيدة الإسلامية وبقلوب مفعمة بالحب والإيمان والصبر نستطيع أن نقاوم الظالمين وننتصر عليهم". واعتبر انه "قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران لم تكن شعوب العالم ومستضعفوه تصدق أنه باستطاعة شعب أعزل إلا من الإيمان بقيادة أمينة مخلصة أن تغير تاريخ البشرية بشكل كلي".

وقال: "استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحقيق انجازات مذهلة على المستويين العلمي والتكنولوجي، وقد كان من النتائج الباهرة لهذه الثورة أن دفعت بهذا البلد لكي يصبح في مصاف الدول المتقدمة على الرغم من كل محاولات العزل والحصار الدولية التي توالت عليه، ولم يكن شعار (لا شرقية ولا غربية) الذي طرحه مفجر هذه الثورة العبد الصالح الإمام روح الله الموسوي الخميني مجرد انطلاقة لنهوض إيران وتقدمها سياسيا فحسب، بل كان أيضا الانطلاقة للنهوض والتقدم من الناحيتين العلمية والتقنية، باعتماد خيار الاتكاء على الذات والتثمير المدروس للخبرات المحلية، وبانكباب متواصل على ايقاظ الجهود الجبارة الكامنة في الداخل الإيراني، تعددت الانجازات العلمية والتقنية في شتى المجالات والميادين وحققت إيران قدرات أساسية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بعدما اختارت أن يكون التقدم العلمي جناحيها للتحليق عاليا حيث اعتبرت أن التخلف العلمي هو السبب الرئيسي وراء التسلط العسكري والسياسي للدول المتقدمة. كما اختارت تجاوز العقوبات الاقتصادية التي يفرضها المجتمع الدولي عليها منذ العام 1995، فبدل من أن تصبح هذه العقوبات تهديدا لاستمرار الحياة في إيران تحولت إلى فرص للنمو والازدهار في المجالات العلمية حتى باتت تتبوأ مكانة متصدرة في العالم في مجال التقدم العلمي وتحقيق معدلات للنمو العلمي تعتبر الأسرع في العالم بحيث لم يبق أمام المحافل العالمية سوى الاعتراف بها". وختم شاكرا جامعة المصطفى إدارة وأساتذة وطلابا ولكافة الذين شاركونا الفرحة بهذه المناسبة المباركة".

 

باسيل طلب إبلاغ بان كي مون تنفيذ لبنان تعهداته الدولية  

الجديد/وجّه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء كتاباً يطلب بموجبه إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبواسطته الدول الأطراف في "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" بشأن تنفيذ لبنان لتعهداته الدولية، وإتمام إجراءات الإبلاغ المترتبة على انضمام لبنان الى العهد الدولي، وذلك استنادا الى الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من العهد، لكونه عضوا مؤسسا وعاملا في منظمة الامم المتحدة وملتزما مواثيقها. وكان لبنان قد انضم الى هذا العهد بموجب المرسوم 3855 في تاريخ 1/9/1973، ودخل حيز التنفيذ في 23/3/1976. وتجدر الإشارة إلى أنّ لبنان خالف هذا العهد عندما اتخذ المجلس النيابي، الذي انتهت ولايته في 20 حزيران 2013، قرارا بالتمديد استثنائياً مرتين، خلافا للأصول الديموقراطية التي تنظم عمل المؤسسات، في المرة الاولى حتى 20 تشرين الثاني 2014، والمرة الثانية حتى 20 حزيران 2017، بحجة الظروف الاستثنائية التي تمنع إجراء الانتخابات. واستنادا الى المادة 25 من "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، يحق ويتاح لكل مواطن، دون أي تمييز بسبب أحد الاعتبارات المنصوص عليها في المادة 2، ودون أي قيد غير معقول، القيام بما يأتي:

  "أ- الإسهام في إدارة الشؤون العامة مباشرة أو بواسطة ممثلين مختارين بحرية.

  ب- الاشتراك اقتراعا وترشيحا في انتخابات دورية صحيحة نزيهة تجري على أساس الاقتراع العام المتساوي السري، وتضمن الإعراب الحر عن إرادة الناخبين.

  ج- تولى الوظائف العامة في بلده على قدم المساواة عموما".

 

"الوساطة مستمرة وعجلة الاتصالات تدور ولو ببطء وأهالي العسـكريين متفائلون وملتزمون التهدئــة

المركزية- نجح القيّمون على ملف العسكريين المحتجزين لدى "داعش" و"جبهة النصرة"، في ابعاده عن الأضواء الاعلامية والزواريب السياسية... الا ان تحليلات ومعلومات عن القضية تُنشر بين الفينة والأخرى في الصحف، رجّح آخرها صباح اليوم، ان تنعكس الوقائع العسكرية والمناخية الحالية في جرود القلمون، ايجابا على ملف العسكريين، حيث خفّض الخاطفون سقف مطالبهم وباتوا مستعدين لاطلاق سراح بعض العسكريين مقابل السماح بدخول امدادات غذائية اليهم، كما ذكرت المعلومات. من جهتهم، أهالي العسكريين على هدوئهم منذ لقائهم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في 15 كانون الثاني الماضي، وقد انكفأوا بدورهم عن الظهور الاعلامي واعتصموا بحبل الصمت وتمسكوا بخيوط الأمل، منتظرين ما ستحققه الدولة في ملف أبنائهم. وفي السياق، أفاد الناطق باسمهم حسين يوسف "المركزية"، "ان الوساطة مستمرة، وعجلة الاتصالات تتحرك ولو ببطء... وعن المعلومات التي تداولها بعض الصحف عن حلحلة قريبة في ملف أبنائهم، قال "نأمل ان تكون صحيحة ودقيقة، لكننا لم نبلغ رسميا بأي شيء من هذا القبيل". ولفت يوسف الى ان الاهالي لم يتواصلوا مع اي من الرسميين المعنيين بملف أبنائهم منذ لقائهم الاخير باللواء ابراهيم، حيث تأكدنا ان المفاوضات مستمرة، وان الدولة تعمل للحل، مشيرا الى "اننا ملتزمون التهدئة طالما ان الوساطة مستمرة ولا خطورة على اولادنا".وأعرب عن تفاؤل الاهالي بالوصول الى حل، متحدثا في الوقت عينه عن خشية من التطورات العسكرية على الحدود الشرقية وانعكاسها سلبا على ملف ابنائهم، مضيفا "نأمل ان يكون ما جاء في الصحف حقيقة وان يطلق ابناؤنا قريبا". وأكد يوسف ان "الوسيطين المكلفين رسميا هما الشيخ مصطفى الحجيري ونائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي الذي يتصل مباشرة باللواء ابراهيم"، الا انه لم ينكر امكانية وجود وسطاء آخرين يعملون في السر، لا نعرف نحن من هم".

 

حكومة الـ 24 «رئيساً للجمهورية» في لبنان «يتآكلها» التعطيل بعد عام على ولادتها

بيروت - «الراي/لم تحرف عاصفة «يوهان»، التي جعلت لبنان مرتعاً للرياح العاتية والابيض المترامي، الأنظار عن الحماوة السياسية والأمنية في بلادٍ يتنازعها القلق والاطمئنان في آن واحد، فثمة أصوات قلقة من الواقع السياسي «السيئ» ترتفع في بيروت، لكنها تبدو مطمئنة الى ان لبنان لن يذهب نحو الاسوأ، على غرار ما هو حاصل في سورية والعراق واليمن وليبيا وسواها من «ملاعب النار» في المنطقة.

وارتفاع القلق مردّه الى تمادي مظاهر «تعليق» الدولة ومؤسساتها رغم القرار الدولي - الاقليمي الكبير الذي يجعل من الاستقرار «خطاً احمر» يحول دون انضمام لبنان الى نادي «الدول الفاشلة» في المنطقة.

فمع مرور عام على تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، التي رأت النور في 15 فبراير 2014، بدا لبنان وكأنه يصارع الفراغ الذي أطاح بانتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ نحو 9 اشهر ويكاد ان يشلّ البرلمان ويجعل الحكومة أشبه بـ«مجلس بلدي» يعاني العجز والتعطيل.

وتزامن مرور عام على تشكيل حكومة الـ 24 وزيراً التي ورثت صلاحيات رئيس الجمهورية مع انتكاسة فعلية مردها الى «آلية عملها» التي تجعلها رهينة حق الفيتو الذي يتمتع به كل وزير ومن شأنه تالياً تعريضها للتعطيل.

هذا الواقع كاد ينفجر في آخر جلسة لمجلس الوزراء، اول من امس، مع استخدام الوزراء «فيتوات متبادلة» في اطار ما يشبه «النكايات» السياسية التي أغضبت الرئيس سلام، الذي «نفد صبره» فرفع الجلسة، ويتجه الى تعليق الدعوة لأي جلسة وزارية قبل التفاهم إما على تعديل آلية اتخاذ القرارات وإما على معاودة الالتزام بروحية التعاون.

واوضحت اوساط وزارية لـ «الراي» ان صعوبة تعديل الآلية المعمول بها حالياً والتي تجعل الحكومة وكأنها 24 رئيساً للجمهورية، مردها الى ان كتلاً برلمانية تعارض هذا الاتجاه الذي من شأنه تحويل الفراغ في رئاسة الجمهورية امراً عادياً يمكن التكيّف معه بأقل مشكلات ممكنة. ورأت هذه الاوساط ان مناقشات تجري لاتخاذ القرارات بما يوائم بين تمكين الحكومة من القيام بواجباتها من دون اي ايحاءات بتطبيع كامل مع الفراغ الرئاسي.

وفي موازاة ذلك، اتجهت الأنظار الى البقاع الشمالي حيث يتواصل تنفيذ الخطة الأمنية ولا سيما في مناطق موالية لـ «حزب الله» بحثاً عن مطلوبين بجرائم سلب وخطف على الفدية وقتل وتجارة مخدرات.

ورغم فرار كبار رؤوس العصابات الى الأراضي السورية بعد فقدان الخطة الامنية «عنصر المباغتة»، فقد حرص وزير الداخلية نهاد المشنوق على مواكبة الخطة على الارض اذ زار بلدة بريتال امس، يرافقه قادة الاجهزة الامنية قبل ان يعلن من أبلح أن «الخطة الامنية هي لمنع كبار المرتكبين من العودة، والذي يعود سيدفع ثمن ما ارتكبه»، مشدداً على أن «العملية الأمنية مستمرّة».

 

ابو فاعور في الرابية موفدا من جنبلاط: لتفاهمات لبنانية حول الرئاسة وتسيير عمل الحكومة

الجمعة 13 شباط 2015 / وطنية - التقى رئيس تكتل "الاصلاح والتغيير " النائب العماد ميشال عون اليوم في دارته في الرابية وزير الصحة وائل ابو فاعور موفدا من رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الخارجية جبران باسيل. بعد اللقاء الذي دام اكثر من ساعة، قال الوزير ابو فاعور: "تشرفت بلقاء العماد ميشال عون بتكليف من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في اطار حرص النائب وليد جنبلاط على التشاور مع العماد عون في كل الامور، خصوصا وان العلاقة الثنائية بدأت تسلك مسارا ايجابيا وتقدما نحرص الحفاظ عليه واستكماله بالنقاش حول كل القضايا". واشار ابو فاعور الى "ان الحديث كان مطولا وشمل القضايا كلها"، وقال: "أريد ان اشير فقط الى أمرين اثنين: الاول نأمل من الحوارات الجارية، سواء بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" وبين تيار "المستقبل" و"حزب الله"، ان تصل الى خواتم ايجابية. اذا كانت اللحظة الاقليمية يستعصي معها الوصول الى تفاهمات او تسويات عميقة، فالحد الادنى بالوصول الى التفاهمات اللبنانية ومن بينها الاستحقاق الرئاسي وهو من القضايا التي تحمي لبنان في هذه الفترة".

أضاف: "اما الموضوع الاخر فهو عمل الحكومة. ولا اعتقد ان بيننا من يريد ان يسقط هيكل الحكومة ومن يوجد فيها. فالحكومة تقوم بدور كبير بحكمة الرئيس سلام وبتفاهم كل القوى السياسية. المطلوب تسيير عملها والانتقال من التعطيل المتبادل الى العمل المتبادل. المطلوب التفاهم في كيفية تسيير امور المواطنين دون الدخول في سوابق دستورية جديدة او مواقف دستورية تربكنا مستقبلا او ينتج عنها صراعات دستورية او سياسية مستقبلا".

 

مجلس الشيوخ الاميركي وافق على تعيين آشتون كارتر وزيرا للدفاع

الجمعة 13 شباط 2015 /وطنية - وافق مجلس الشيوخ الاميركي امس على تعيين آشتون كارتر وزيرا للدفاع حيث سيشرف خصوصا على الحرب ضد تنظيم داعش حتى انتهاء ولاية الرئيس الاميركي باراك اوباما. وفيما يتواصل التصويت، صوت 81 سناتورا على الاقل من اصل مئة لصالح تعيين آشتون كارتر (60 عاما) الذي اختاره الرئيس الاميركي في 5 كانون الاول ليحل محل تشاك هيغل.

 

مصر اطلقت سراح صحافيي الجزيرة المسجونين منذ اكثر من عام

الجمعة 13 شباط 2015 /وطنية - اطلقت مصر في وقت مبكر من صباح اليوم سراح صحافيي الجزيرة محمد فهمي وباهر محمد المحبوسين منذ اكثر من عام اثر قرار قضائي بالافراج عنهما، حسب ما افاد اقرباء لهما "وكالة فرانس برس".

وكان القضاء المصري امر امس بالافراج عن الكندي محمد فهمي بكفالة 250 الف جنيه (قرابة 33 الف دولار) وبإطلاق سراح المصري باهر محمد بضمان محل اقامته، وذلك في اولى جلسات اعادة محاكمتهما.

 

العربي الجديد: خطّة أوباما توسيع الحرب على "داعش" لحماية الأردن والسعودية

الجمعة 13 شباط 2015 /وطنية - كتبت صحيفة "العربي الجديد " تقول: كشف مصدر مطلع في الكونغرس الأميركي من الحزب الديمقراطي لـ"العربي الجديد"، أن توسيع النطاق الجغرافي للحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وفقاً لمشروع القانون الذي طلب الرئيس باراك أوباما من الكونغرس التصديق عليه، يأتي بهدف الدفاع عن الأردن والسعودية بالدرجة الأولى، وليس لإرضاء الجمهوريين المنادين بإرسال قوات برّية.

وكان الرئيس الأميركي قد طلب تفويضاً منالكونغرس مدّته ثلاث سنوات، لإرسال قوات برّية إلى العراق في منتصف يونيو/حزيران المقبل، تكون مهامها محدّدة، مع العلم أنّ ولايته تنتهي في غضون سنة وعدة أشهر، إذ يرتقب أن تجري انتخابات رئاسية أميركية في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

لم يستبعد المصدر أن تؤدي النقاشات الساخنة بشأن القانون المقترح إلى تعديله عبر إزالة أي قيود على إرسال القوات البرية، ليكون استخدام القوة شاملا

ولم يستبعد مصدر "العربي الجديد"، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن تؤدي النقاشات الساخنة بشأن القانون المقترح إلى تعديله عبر إزالة أي قيود على إرسال القوات البرية، ليكون استخدام القوة شاملاً.

وقال إن "مشروع القانون يحدّد زمان الحرب بثلاث سنوات، ويوسع مكانها بمرونة كافية، بدليل أنه تضمن بنداً لعمل كل ما يمكن لمنع توافد المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق، ومعنى ذلك أن ضرب قواعد التطوع يمكن أن تشمل أي مكان في المنطقة الواقعة بين حلب في أقصى شمال سورية وعدن في أقصى جنوب اليمن، ومن بغداد حتى سيناء، ليشمل ذلك حماية الأردن والأراضي السعودية". ورداً على سؤال "العربي الجديد" عما إذا كان ذلك يعني أن الحرب تشمل قاعدة اليمن؟ قال المصدر إن معظم البنود تتحدث عن التنظيمات الإرهابية بشكل عام من دون تحديد، ولكن هناك مطالب بإدراج تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في القانون، مشيراً إلى أنّ هذه المطالب تصاعدت أول من أمس بمجرد توارد الأنباء عن خروج عناصر الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) من اليمن، وظهور الحاجة إلى تولي وزارة الدفاع "البنتاغون" زمام القيادة ضدّ الحرب على "القاعدة" و"داعش" في آن واحد ويتوقع مراقبون أن تكون النسخة النهائية لمشروع القانون عند صدوره من الكونغرس مختلفة كثيراً عن النسخة التي قدّمها البيت الأبيض، وقد يتضمن إعلان الحرب رسمياً، لأنّ العديد من المشرّعين لا يهمهم تحديد الزمان والمكان، بل تدمير "داعش" بأقصى سرعة ممكنة ومن دون أي قيود لشكل القوة المستخدمة". وفي الوقت الذي استخدم الرئيس الأميركي عبارة (تدمير داعش) في حديثه عن مشروع القانون المقترح لتفويض إدارته باستخدام القوة ضدّ التنظيم، انتقد جمهوريو الكونغرس المشروع، لأنّه، بحسبهم، يتراجع عن هدف "تدمير داعش" إلى "إلحاق الهزيمة بالتنظيم". واستدلوا على ذلك برسالة مرفقة بمسودة المشروع قال فيها أوباما لأعضاء الكونغرس "نسعى إلى تقليص قدرات تنظيم داعش وهزيمته، كي نبين للعالم أننا متحدون في عزمنا على مواجهة التهديد الذي يمثله". وفي حين علمت "العربي الجديد" أن بعض أبرز المشرعين الجمهوريين في الكونغرس أبدوا ارتياحاً لتوسيع النطاق الجغرافي، غير أنّ زملاء لهم وصفوا المشروع بالشكل الذي تقدم به أوباما بأنه "مقترح غبي". وطالبوا بتضمينه اتخاذ إجراءات قوية مفتوحة ضدّ "الإرهابيين" من دون تحديد أي زمان أو مكان. ويجب أن يوافق مجلسا النواب والشيوخ على اقتراح البيت الأبيض بعد تعديله في ختام جلسات استماع ومناقشات مكثفة في الكونغرس.

وفي ظل الانتقادات الموجّهة لمشروع القانون، قد يطول الجدل لعدة شهور قبل أن يصدر قانون إعلان الحرب، وهو ما يعني بالتالي ترحيل هذا الإعلان إلى الرئيس الأميركي المقبل. وكانت زعيمة الأقلية الديمقراطية في الكونغرس، النائبة نانسي بيلوسي، قد كشفت في وقت سابق، أن إدارة أوباما تسعى إلى نيل تفويض من الكونغرس للتعامل عسكرياً مع "داعش" على مدى ثلاث سنوات، وهو ما يعني عملياً أن خطة القضاء على "داعش" لن تنتهي في رئاسة أوباما، بل سيقوم بترحيل الملف إلى خلفه. وبالتالي، يتوقع أن تلعب هوية الرئيس المقبل الحزبية دوراً حاسماً في تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لخوض حرب برّية أم لا. وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصادر، أن التفويض الذي يسعى البيت الأبيض إلى الحصول عليه من الكونغرس يتضمن استخدام القوة ضد مقاتلي "داعش"، الأمر الذي يمهد الطريق أمام أعضاء الكونغرس للتصويت على الحملة المستمرة بالفعل منذ ستة أشهر. لكن الوكالة لم تشر إلى ما إذا كان الطلب سيتضمن قوات برّية أو قيوداً عليها أم لا ويتوقع أن يُنهي البت في هذا الطلب حالة الجدل عن تجاوز أوباما صلاحياته في شنّ عمليات عسكرية ضدّ "داعش" من دون تفويض واضح من الكونغرس، ولكن كون التأييد للحرب قوياً، فإن أوباما لم يواجه مساءلة جدية بشأن ما قام به، بل نجح في الدفاع عن قراره بالقول، إنه يستند إلى تفويض تم إقراره في عهد الرئيس جورج بوش الابن في 2002 لحرب العراق، وقبلها في 2001 لقتال تنظيم "القاعدة" والجماعات المرتبطة به. ولا يريد غالبية الديمقراطيين إرسال قوات برية، لكن عدداً من الجمهوريين يرون أنه من غير المناسب وضع قيود على القادة العسكريين.

 

عقوبة الجلد لم تنفذ في المدون رائف بدوي للاسبوع الخامس

وكالة الصحافة الفرنسية/ذكرت منظمة العفو الدولية ان الناشط والمدون السعودي رائف بدوي الذي حكم عليه بالف جلدة خلال عشرين اسبوعا بتهمة "اهانة الاسلام" لم يجلد الجمعة للاسبوع الخامس على التوالي. وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان على حسابها على تويتر ان "رائف لم يخضع اليوم لجلسة جلد. لا نعرف لماذا لكنه ما زال في السجن". واعتقل بدوي (31 عاما) في 17 حزيران 2012 وحكم عليه في ايار 2014 بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 الف دولار) والف جلدة موزعة على 20 اسبوعا. ونفذ الحكم باول خمسين جلدة امام مسجد الجفالي في جدة في التاسع من كانون الثاني. واثارت هذه القضية استياء في العالم ووصفت الامم المتحدة الحكم "بالوحشي وغير الانساني". وبدوي مؤسس "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة" مع الناشطة سعاد الشمري، وحائز جائزة جمعية "مراسلون بلا حدود" للعام 2014 عن حرية التعبير. واغلقت السلطات الموقع.

 

دي ميستورا: الأسد جزء من الحلّ في سوريا  

وكالات/أعلن موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أنّ "الرئيس بشار الأسد يشكّل جزءاً من الحلّ في سوريا بعد أربع سنوات من القتال الذي استفاد منه خصوصاً تنظيم داعش". وقال دي ميستورا في ختام لقاء مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، إنّ "الرئيس الأسد جزء من الحل وسأواصل إجراء مناقشات مهمة معه".

 

والد شاب من القدس قلق على مصير ابنه المتهم من قبل "الدولة الاسالامية" بالتجسس للموساد

وكالة الصحافة الفرنسية/اعرب والد شاب عربي من القدس الشرقية الجمعة عن قلقه على مصير ابنه الذي اتهمه تنظيم الدولة الاسلامية بالعمل لدى جهاز الموساد الاسرائيلي، مؤكدا براءة ابنه من هذه التهمة ومطالبا باطلاق سراحه. وقال سعيد مسلم (52 عاما) لوكالة فرانس برس "نحن مصدومون وقلقون على ابني محمد (19 عاما) الذي توجه الى تركيا ثم دخل سوريا في 24 تشرين الاول، دون علمي واتصل في من هناك ليعلمني انه ذهب ليحارب مع تنظيم داعش".  ونشرت الدولة الاسلامية امس الخميس عبر مجلتها الالكترونية التي تنشر بالانكليزية دابق صورا لمحمد سعيد اسماعيل مسلم من القدس الشرقية واتهمته بالتجسس لصالح الموساد الاسرائيلي بتشجيع من والده. وقال والد الشاب ان "ابني برىء لا يعمل في الموساد او في الشاباك وانا لا اعمل مع اي جهة امنية اسرائيلية". واضاف ان "تنظيم داعش اتهم ابني لانه حاول الرجوع والهرب منهم". ومحمد سعيد مسلم (19 عاما) من مدينة القدس الشرقية انهى مدرسته الثانوية ويحمل الجنسية الاسرائيلية ويسكن في مستوطنة نفي يعقوب التي تعتبرها بلدية القدس حيا فيها. وتطوع محمد في الخدمة المدنية الاسرائيلية في قسم الاطفاء لسنتين لكنه غادرها بعد سبعة اشهر وتوجه الى سوريا، بحسب والده. واكد والده ان "ابني ليس متدينا. لست ادري ربما نظموه عبر الانترنت. تصل بي عدة مرات من سوريا علمت منه انه تدرب عند داعش واخر مرة تحدث معي قبل حوالي شهر ونصف قال انه في الرقة ويريد العودة وشجعته وارسلت له نقود". ووصف الاب ابنه بانه "وسيم ومحبوب وخلوق وخجول "واشار سعيد مسلم الى انه اتصل بمدير الصليب الاحمر في سوريا محمد الفحام وطلب منه "مساعده ابنه للخروج من الرقة لكنه رد بانهم لا يستطيعون الوصول الى المنطقة لانها تحت سيطرة داعش". واضاف "قبل شهر اتصل بي شخص يدعى ابو زكريا من جوال تركي قال لي انه راى ابني في سجن تحت الارض في تل ابيض الذي تسيطر عليه داعش بالقرب من الحدود". وتحدث الاب عن مرض زوجته هند والدة محمد بعد ان سفر ابنها الى سوريا لان المنطقة منطقة حرب. وقال "نحن قلقون ونطالب داعش باطلاق سراح ابننا لانه برىء. عندما نشاهد ما جرى للصحافي الاسرائيلي الاميركي (ستيفن سوتلوف) وللطيار الاردني (معاذ الكساسبة) ينفطر قلبنا". وكان التنظيم اعلن في الثاني من ايلول اعدام سوتلوف (31 عاما). كما اعلن في الثالث من شباط احراق الطيار الاردني حرقا. من جهته قال متحدث باسم جهاز الامن الاسرائيي الشاباك لفرانس برس ان محمد مسلم "خرج بمبادرة ذاتيه للحرب في سوريا". واضاف "نحن لا نعطي تعليقا عن اي شخص ان كان يعمل لدينا ام لا؟".

 

سـلام يشغل محركاته لانتاج آلية جديدة للعمل الحكومــي

عودة جعجع تطلق الضـوء الاخضــر للقــاء عــون

الخطة الامنيـة بقاعا باشراف المشنوق وبصبوص وابراهيم

المركزية- من باب التنازع على النفوذ السياسي، انحسرت الفسحة الداخلية التي املاها الفراغ الرئاسي على الحكومة السلامية، ليتصاعد سجال وزاري محموم يشوبه التوتر من شأنه ان يثير شكوكا في كيفية ادارة الازمة في المرحلة المقبلة، خصوصا ان مجمل الطروحات والصيغ المعروضة من القوى السياسية حتى الساعة، لم يلق تجاوبا او اجماعا وبات في حكم شبه المؤكد بحسب مصادر حكومية مطلعة ان لا جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل.

بري سلام: واذا كان التوتر الذي اطاح بجلسة الامس استبق مساعي الرئيس تمام سلام لوضع آلية عمل جديدة للحكومة، فان اللقاء المتوقع عقده وفق معلومات "المركزية" يوم غد او الاثنين المقبل كحد اقصى بين الرئيسين تمام سلام ونبيه بري من شأنه ان يشكل محطة استراتيجية في مضمار البحث عن الآلية الكفيلة بتسيير الشؤون الحكومية من دون انفراط العقد الوزاري، علما ان الرئيسين يؤيدان هذا التوجه ويدركان محاذير خوض غماره نسبة لكمّ الخلافات المتوقع ان ينتج منه لا سيما لدى القوى السياسية المشاركة في الحكومة وغير الراغبة في التنازل عن ورقة "الفيتو" التي تمتلكها. الا ان الموضوع، على صعوبته، يوجب حلا سريعا يبدو بدأ البحث عنه بين المقار السياسية حيث باشر سلام جولة لقاءات واتصالات مع وزراء ومسؤولين سياسيين للتشاور في الآلية الواجب توافرها لاعادة دوران العجلة الحكومية. كما حضر الملف في اجتماعات عدة عقدت بين عدد من المسؤولين لا سيما في الرابية التي زارها وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور معلنا ان لا احد يريد ان يسقط هيكل الحكومة والمطلوب تسيير عملها والانتقال من التعطيل المتبادل الى العمل المتبادل والتفاهم من دون الدخول في سوابق دستورية جديدة تنتج صراعات مستقبلا. غير ان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس قال لـ"المركزية" ليست الصيغة الحالية للحكومة غير صالحة بل الحكومة كلها، والامور "مش ماشية"، لكنه اكد ان لا خطر على مصير الحكومة.

ذكرى الحريري: الى ذلك، وعشية المهرجان الذي يقيمه تيار "المستقبل" وقوى 14 اذار في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري عصر غد في البيال، حيث يلقي الرئيس سعد الحريري كلمة يركز فيها على الثوابت المعهودة واهمية الحوار الداخلي، كما يتوجه الى الشباب اللبناني لشد عصبهم واستمرار ثقتهم وأملهم بلبنان الغد، أمت ضريح الحريري في وسط بيروت اليوم شخصيات ووفود سياسية ودبلوماسية من بينها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والسفير الاميركي ديفيد هيل الذي اكد اهمية التمسك بالعدالة، في حين توالت البيانات الرئاسية والوزارية والنيابية مستذكرة الرئيس الشهيد.

الحوار الاسلامي: وفي اعقاب خطاب امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء الاثنين المقبل وما قد يتضمن من مواقف تتصل بالحوار ونتائجه الايجابية مع تيار "المستقبل" ومشروع الحزب السياسي والتطورات الاقليمية، يتوقع ان يحدد المتحاورون موعدا جديدا للجولة السابعة في عين التينة يرجح ان تكون في بحر الاسبوع المقبل.

عودة جعجع: في الاثناء، ومع عودة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى بيروت منهيا زيارة الى اوروبا، يوضع اللقاء المنتظر مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على نار حامية، بحيث توقعت مصادر متابعة ان يحدد موعده في وقت غير بعيد. وقالت لـ"المركزية" ان امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان سيلتقي مساء اليوم مع مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" ملحم رياشي على ان يزور خلال اليومين المقبلين معراب للاطلاع من جعجع على ملاحظاته المفترضة حول مسودة "بيان النيات" التي كان العماد عون وافق عليها بعد ابداء ملاحظاته. كما يبحث الرجلان في الموعد المفترض للقاء جعجع – عون المتوقع ان يتوج المرحلة الاولى من الحوار المرتكزة الى طي صفحة النزاع السياسي المزمن بين الفريقين المسيحيين، قبل فتح صفحة جديدة في المرحلة الثانية عنوانها استعادة حقوق المسيحيين وتعزيز دورهم في المؤسسات.

الخطة الامنية: من جهة اخرى، توسعت الخطة الامنية بقاعا في يومها الثاني لتشمل بلدتي حزين والحمودية غربي بعلبك، بعد بريتال وحورتعلا، الا ان غلتها بقيت خجولة مقارنة بحجم عمليات الخطف والسرقة والاتجار بالمخدرات التي كانت تطبع اليوميات البقاعية. وأسفرت عمليات الدهم التي نفذتها القوة الامنية المشتركة عن توقيف 56 شخصا من المطلوبين والمشتبه بهم والمخالفين، كما تم ضبط 18 سيارة من دون أوراق قانونية، وحوالى 2 طن من مادة حشيشة الكيف، بالإضافة إلى كمية من الأعتدة العسكرية والذخائر وأجهزة الإتصال، كما أعلنت قيادة الجيش.

المشنوق: وبعيد تفقده والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، سير الخطة الامنية، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق من ثكنة أبلح حيث رأس اجتماعا لمسؤولي الاجهزة بقاعا، أن "العملية الامنية مستمرة لأيام في محاولة لاعلان هذه المنطقة وبشكل نهائي خالية من المطلوبين والادوات الجرمية، وللتأكيد ان لا احد فوق القانون"، مشيرا الى "أننا في الجزء الثالث من الخطة الأمنية بعد صيدا وطرابلس، وسنتابعها في بيروت والضاحية، ولا غطاء سياسيا على أي مخالف منذ نشأة الحكومة"، واكد ان "الحملة العسكرية مدتها أيام، لكن المتابعة الأمنية بدأت منذ أشهر، ومستمرة وأنشأنا قوة مخصصة لمتابعة المطلوبين الفارين الذين توجه عدد كبير من بينهم الى سوريا، وستزداد قوة عبر غرفة العمليات المشتركة".

اضرار العاصفة: في المحور المناخي، بدأت العاصفة "يوهان" بالانحسار تدريجيا اعتبارا من بعد ظهر اليوم بعدما خلفت اضرارا بالغة وتسببت بقطع الطرق الجبلية وانهيار اخرى بحرية وانقطاع في التيار الكهربائي في عدد كبير من المناطق. وتوقعت مصلحة الارصاد الجوية ان يكون الطقس غدا غائما مع امطار متفرقة مصحوبة ببرق ورعد وثلوج على ارتفاع الف متر وما فوق. وتفقد وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر اعمال ردم الطريق البحرية في الضبية، معتبرا ان سبب انهيارها ليس موضوع صيانة فقط بل نتيجة خلل ما في التربة او اهمال في استكمال ملف الانماء والاعمار، كاشفا عن تأمين طريق موقته الى حين انتهاء الشركة من عملها الذي باشرته امس.

في الضفة الاقليمية، توقف المراقبون السياسيون عند اعلان موفد الامم المتحدة لسوريا ستيفان دو ميستورا "ان الرئيس بشار الاسد يشكل جزءا من الحل في سوريا بعد اربع سنوات من القتال الذي استفاد منه خصوصا تنظيم الدولة الاسلامية، وقوله في ختام لقاء مع وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس انه سيواصل اجراء مناقشات مهمة مع الاسد، علما ان دوميستورا سيقدم تقريره حول وقف النزاع في سوريا الى مجلس الامن الدولي الثلثاء المقبل.

 

"فاينانشال تايمز": اليمن على شفير حرب أهلية

المركزية- اعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية ان "اليمن على شفير حرب أهلية مع أعمال عنف ناجمة عن استيلاء الحوثيين على السلطة"، موضحة أن "العاصمة اليمنية صنعاء تشهد المزيد من أعمال العنف والفوضى مع تظاهر الآلاف ضد الحوثيين، كما هو الحال في مناطق أخرى في البلاد". ورأت الصحيفة أن "مما يزيد الفوضى في اليمن، هو استيلاء تنظيم "القاعدة" على قاعدة عسكرية كبيرة جنوبي البلاد"، مضيفة أن "الحوثيين الذين اجتاحوا صنعاء في أيلول الماضي، يواجهون معارضة من العشائر السنية ومن مسلحي "القاعدة" ومن الحركات الثورية الشبابية، مشيرة الى أن "الجماعات المطالبة بانفصال الجنوب تمثل عنصرا متفجرا آخر في البلاد". ولفتت الصحيفة الى أن انهيار السلطة المركزية في دولة ذات أهمية استراتيجية سيكون له تأثير كبير على الاستقرار في المنطقة، فبالإضافة إلى إعطاء المزيد من الزخم لـ"القاعدة" في جزيرة العرب، فإنه قد يهدد 4 ملايين برميل نفط يتم تصديرها يوميا عبر مضيق باب المندب الواقع بين اليمن والصومال".

 

المقدح قائدا للقوة الامنية الفلسطينية بدلا من الشايب و"الفصائل" تشـكل لجنة للتثبت من خروج المولــوي

المركزية- عُيّن نائب قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح، قائداً للقوة الامنية الفلسطينية المشتركة في لبنان بدلاً من العميد خالد الشايب. كما تم تعيين يوسف غضية قائدا للامن الوطني في منطقة بيروت وابو عماد الوني قائدا للامن الوطني في منطقة الشمال، على ان تجرى ترتيبات خاصة لمنطقة صيدا ومخيم عين الحلوة خلال ايام  وفي السياق، افادت مصادر فلسطينية مطلعة "المركزية" ان هذه التشكيلات تأتي في اطار ترتيب الوضع الداخلي الفتحاوي في ما يتناسب والوضع العام في لبنان خوصاً على صعيد امن واستقرار المخيمات، مشيرة الى ان هذه التعيينات كانت صدرت بقرار من المشرف على فتح في لبنان اللواء عزام الاحمد وقد مهد لها خلال زيارته الاخيرة الى لبنان. وقالت المعلومات ان قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب ابلغ المعنيين في الامن الوطني بالقرارات الجديدة. على صعيد آخر، عقدت "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" و"لجنة المتابعة الفلسطينية" في عين الحلوة اجتماعا موسعا في مقرالقوة الامنية الفلسطينية المتشركة. وحضر الاجتماع الذي ترأسه المقدح، مسؤول "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب، مسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ابو العيد تامر، مسؤول العلاقات السياسية للجهاد الاسلامي شكيب العينا، المسؤول التنظمي لأنصار الله ماهر عويد، العميد خالد الشايب، عضو قيادة الجبهة الشعبية مسؤولها في منطقة صيدا عبد الله الدنان، مسؤول حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل، عضو قيادة انصار الله ابو سليمان السعدي. وناقشت اللجنة الامنية ولجنة المتابعة الاوضاع في مخيم عين الحلوة، ووضع مشروع البنى التحتية في المخيم خاصة في ضوء المعوقات التي تعترض دخول مواد البناء الى المخيم. وعرض المجتمعون الاجراءات الامنية المشددة على حواجز الجيش اللبناني معتبرين انها تسبب ازمة سير خانقة وتؤخر الطلاب عن مدارسهم وجامعاتهم والعمال عن اعمالهم. واكد المجتمعون على امن المخيم والجوار وعلى الموقف الفلسطيني المحايد الذي لن يكون الى جانب فريق ضد فريق في التجاذب الداخلي اللبناني، وان المخيمات لن تكون شوكة في خاصرة لبنان، بل ستبقى كما كانت عنوانا وطنيا سياسيا يمثل حق العودة. وخلصوا الى تشكيل لجنة مصغرة للتأكد من مغادرة الفار من وجه العدالة شادي المولوي مخيم عين الحلوة حيث اعتبره المجتمعون لغما قد وضع للمخيم، تم تفكيكه بحرص وتأن شديدين، بفضل حرص كافة القوى الوطنية والاسلامية على امن المخيم وامن الجوار. كما شدد الحاضرون على تفعيل دور اللجنة الفلسطينية – اللبنانية، وتكثيف الحركة السياسية للقيادات الفلسطينية في اتجاه المرجعيات السياسية والحزبية اللبنانية.

 

قراءة اقتصادية بعد عشر سنوات على غياب رفيق الحريري/شماس: لنستعِد خطته الناجحة للإنتقال من التعثر إلى الإزدهار

المركزية- دعا رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس إلى العودة "إلى خارطة الطريق التي وضعها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكونها تصلح لنقل لبنان من ضفة التعثر إلى ضفة الإزدهار"، واعتبر أن "الإقتصاد اللبناني هُشّم وهُمّش بعد عشر سنوات على اغتياله"، لافتاً إلى أن "ما تبقى من خطة الحريري الناجحة، هو السياسة النقدية فقط، لأن هناك استمرارية مصرف لبنان".

كلام شماس جاء في حديث مسهب لـ"المركزية" حول الوضع الإقتصادي الراهن بعد عشر سنوات على غياب الرئيس رفيق الحريري، وقال: ناهزت كلفة الحرب اللبنانية، المباشرة وغير المباشرة بحسب البنك الدولي، نحو 100 مليار دولار، وتطلبت عملية إنهاض البلد خطة "مارشال" التي أفلح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تطبيقها، لكونه جسّد في شخصه تلك الخطة، وسبب نجاحه يعود إلى ارتكازه إلى ثلاثة عناصر:

- الرؤية: امتلك رؤية في كيفية استنهاض الإقتصاد اللبناني، وضخّ الحياة في شرايين القطاعات الإنتاجية التي كانت متعثرة آنذاك.

- الخطط: لم تكن نظرية بل عملانية وميدانية، متوسطة وطويلة الأمد، وهو تمكن من تطبيق جزء كبير منها، برغم العراقيل الداخلية والخارجية.

- فريق عمله الذي ضمّ أشخاصاً أكفياء ومؤهّلين للقيام بالدور المناط بهم، سواء داخل الحكومة أو خارجها.

مرتكزات النجاح: وعزا شماس أيضاً نجاح خطة الحريري إلى كونها كانت متوازنة وشاملة وتستند إلى خمسة مرتكزات:

- أولاً: الإنماء والإعمار: أدّت الحرب اللبنانية إلى قطع أوصال لبنان كلها، فكانت المهمة الاولى إعادة ربط تلك الأوصال سواء في الداخل كشبكات الطرق والإتصالات والكهرباء والمياه ومياه الصرف، أو مع الخارج عبر المرافئ ومطار بيروت الدولي. وبالنسبة إلى البنى التحتية، أعاد الحريري تجهيز لبنان ببنية تحتية حديثة على طول جغرافيا الوطن.

- ثانياً: السياسة النقدية من خلال الاستراتيجية التي تبناها المصرف المركزي منذ أكثر من 20 سنة، والتي آدّت إلى استقرار سعر صرف الليرة التي كانت في طور الذوبان أوائل التسعينات. فعمل على:

أ- لجم التضخم الذي كان في فترة من الفترات في حدود 100 في المئة عام 1992.

ب- حماية مدّخرات اللبنانيين وقدرتهم الشرائية.

ت- تقوية القطاع المصرفي الذي أصبح يليق ببلد متطوّر لا ببلد ناشئ كلبنان.

ث- توسعة السياسة النقدية لتفعيل النمو الإقتصادي ككل.

- ثالثاً: السياسة المالية. عند انتهاء الحرب كانت المالية العامة في مهبّ الريح، فركّز الرئيس الشهيد على إعادة تصويب السياسة المالية ونفض الغبار عن قوانين ضريبية عديدة، الأمر الذي ساعد الإقتصاد اللبناني في ما بعد.

- رابعاً: أعاد رفيق الحريري لبنان إلى الخريطة الإقتصادية والتجارية والسياحية والإستثمارية الإقليمية والدولية.

- خامساً: استطاع أن يقيم علاقات مميزة مع مسؤولين في دول مؤثرة بالإقتصاد اللبناني.

المقاربة الحالية: وعما بقي من تلك المرتكزات، أجاب شماس: عوامل النجاح الثلاثة الأولى التي ذكرناها، لم يبقَ منها شيء، لا رؤية ولا خطة ولا فريق عمل. كما أن البنية التحتية والإستثمارات العامة أصبحت في خبر كان، فلا السلطة المركزية تقوم بهذه المشاريع ولا البلديات قادرة على ذلك لأسباب عدة. وأضاف: أما بالنسبة إلى السياسة المالية فحدّث ولا حرج. لا يزال لبنان منذ عشر سنوات من دون موازنة. وبعدما كان لبنان مقصداً للإستثمارات من الخارج، أصبح اليوم مقصداً للنازحين الفقراء فقط، بعدما هجره السياح الأغنياء، وباتت معادلة "جاء الفقير وذهب الغني" كارثية اقتصادياً. وللأسف أيضاً، توترت علاقة لبنان بدول مؤثرة اقتصادياً، وتحديداً دول الخليج، كمن يصوّب المسدس نحو رأسه. وأبرز دليل على ذلك، أنه في عزّ معاناتنا المالية الناتجة عن النزوح السوري، لم يقف أحد منها إلى جانبنا.

واعتبر شماس أن "ما تبقى من خطة الحريري الناجحة، هو السياسة النقدية فقط، لأن هناك استمرارية مصرف لبنان. وهذه السلسلة من النجاحات التي بدأت منذ العام 1993 ومستمرة لغاية اليوم، تشكّل الداعم الوحيد المتبقي للإقتصاد اللبناني". ولفت إلى أن "الإقتصاد اللبناني هُشّم وهُمّش بعد عشر سنوات على اغتيال الرئيس الحريري، وربما كان ذلك أحد أهداف الإغتيال". وختم شماس: صحيح أن الوضع صعب، لكننا لن نيأس. فالتحدي الجديد هو إعادة إحياء مشروع الرئيس رفيق الحريري بمندرجاته ومحاوره، فالخطة كانت ناجحة وتوقفت في منتصف الطريق. علينا البدء من حيث توقفنا في 13 شباط 2005، والمباشرة بالعمل على الصعيد الإقتصادي، بعدما أضعنا عشر سنوات من التقدّم الإقتصادي وفرص العمل والإستثمار، في حين تقدّمت الدول الأخرى عشر سنوات. لدينا كل مقوّمات النجاح، فلنعُد إلى خارطة الطريق التي وضعها الرئيس الشهيد مع "تيْويمها"، لكونها تصلح لنقل لبنان من ضفة التعثر إلى ضفة الإزدهار.

 

دعـا عون الى بدء التغييـر والاصـلاح من عند بوصعب/حبيش: جمهور "المستقبل" مُنزعج من الحوار مع "حزب الله"

المركزية- اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش الى ان "جزءاً كبيراً من جمهور "المستقبل" مزعوج من الحوار مع "حزب الله"، لكن لا إمكانية اخرى غير الحوار مع الشريك في الوطن، ولا جدوى من البحث في سلاح الحزب لانه ملف اقليمي"، لكنه اكد في المقابل ان "خيارنا الدولة اللبنانية ولن نتخلى عن مطالبة "حزب الله" بالخروج من سوريا وتسليم سلاحه الى الدولة". وقال في تصريح "لا ننكر ان هذه الحكومة انتجت في بعض الاماكن، واليوم وفي ظل عدم وجود رئيس للبلاد، فان كل القرارات العادية اصبحت تتطلب إجماع الـ24 وزيراً، والمراسيم التي هي من صلاحيات رئيس الجمهورية لوحده اصبحت تتطلب توقيع الـ24 وزيراً"، موضحا ان "ما يُطرح اليوم هو العودة الى الآلية التالية، بمعنى ان القرارات التي يلزمها توقيع مجلس الوزراء تعود الى السير بالنصف زائداً واحداً والقرارات التي تتطلب الثلثين توقع بالثلثين". وعن الخلافات داخل مجلس الوزراء وآخرها بين الوزيرين الياس بو صعب وبطرس حرب، شدد حبيش على "محاكمة الوزير بوصعب في محكمة الوزراء والرؤساء"، وسأل "هل يدرك احد ماذا فعل هذا الوزير في وزارة التربية؟ هناك بعض الامور التي تحصل في وزارته وهدر للاموال العمومية وتجب محاسبته"، داعيا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الى "البدء بالتغيير والاصلاح من عند الوزير بوصعب". وعن ملف الانتخابات الرئاسية، اكد حبيش ان "الموضوع ليس عند رئيس الحكومة، فالرئيس تمام سلام يقوم بواجباته كاملة في هذا الموضوع. والمسألة متعلقة بالقوى السياسية التي ترفض النزول الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس"، محمّلاً المجتمع المدني مسؤولية عدم الضغط لانتخاب رئيس، فعندما تحرّك ضد التمديد للمجلس النيابي كان مُحقاً، لكن عليه ان ينزل ويعلن صراحة انه لن يسمح لأي نائب عندما تكون هناك جلسة انتخاب للرئيس ان يتغيب عن الجلسة".

 

سليمان: تدني الانتاج في الحكومة لا يعالج بتصحيح آلية العمل حالياً

المركزية- اكد الرئيس العماد ميشال سليمان ان الإنتخابات الرئاسية هي الاستحقاق الاساسي الذي من دونه لا ينتظم عمل كل المؤسسات الدستورية، والغريب انني اسمع بعض المتعاطين بهذا الشأن من اجانب او محليين يقول بأن على المسيحيين ان يتفقوا مع بعضهم البعض، هذا الامر كمن يلحس المبرد، رئاسة الجمهورية في لبنان ليست رئاسة مسيحية، بالاتفاق هي لمسيحي لكن ليست مسؤولية المسيحيين انما كل اللبنانيين.

ورأى الرئيس سليمان ان رئاسة الجمهورية هي ابعد من لبنان لان رئيس الجمهورية اللبنانية هو الرئيس العربي المسيحي الوحيد في الشرق الاوسط، لذلك هو استحقاق اوسع من لبنان، هو استحقاق عربي والمنتخبون هم اللبنانيون كافة. واعتبر ان الحوارات التي تجري مشجعة والتفاهمات عظيمة، لان وصول البلد الى وضع سيئ يمكن ان يكون نتيجة عدم تفاهم الاطراف التي تتحاور ان كانوا مسيحيين او مسلمين ومن الافضل ان يكون الحوار يضم الجميع، ولكن التفاهم لا يعني الاتفاق على رئيس ويقال هذا الذي اتفقنا عليه، الاتفاق يكون على حماية استقلال البلد وتطويره وعلى السيادة وتطبيق القوانين والدستور الذي هو غير مطبّق. وقال سليمان ردا على سؤال عن السجال الدائر حول آلية مجلس الوزراء: ان اول سؤال يطرح بعد تسعة اشه، هل وصلنا الى اليأس من انتخاب رئيس؟ ابدا لا يجوز ان ننتقل الى هذه المرحلة، والحكومة الاخيرة قبل الحالية صرّفت الاعمال احد عشر شهرا، أما الحكومة الحالية التي تجتمع فوضعها افضل بكثير على رغم انه في ظل حكومة تصريف الأعمال كان هناك رئيس للجمهورية، لذلك اقول ان تدني الانتاج في الحكومة لا يعالج بتصحيح آلية العمل في هذا التوقيت، فاين دور رئيس الجمهورية، الذي يطعن بالقوانين وردها الى مجلس النواب ورد قرارات مجلس الوزراء الى الحكومة.

وتناول الجهود المبذولة من الجيش والقوى الامنية قائلا ان ما يقومون به اليوم عبر تنفيذ الخطة الامنية في البقاع ، إضافة الى المهام الجسيمة الملقاة على عاتقهم ان كان في الجنوب لحماية الحدود او على الحدود الشرقية والشمالية وعبر التصدي للارهاب على رغم العوامل الطبيعية القاسية فانهم منخرطون في تنفيذ اعباء الخطة الامنية وهذا امر مهم جدا. الا ان عبارة رفع الغطاء السياسي غير كافية لضبط الامن لأن المرتكبين يعيشون ضمن بيئة معينة تؤمن لهم الحماية، لذلك من الجيد اعلان رفع الغطاء السياسي ولكنه غير كاف، على القوى والمرجعيات وفي كل الاتجاهات ان ترشد الدولة الى أمكنة المرتكبين، والا كيف نستطيع تحقيق السلم الاهلي اذا لم نطبق العقد الاجتماعي الذي نجمع عليه، كل مرتكب يجب ان يوقف ويحاكم وعدم محاسبته تورط أناساً آخرين في ارتكاب مماثل، فيجب ان نقابل تضحيات القوى العسكرية والامنية بارشادها الى المرتكبين على قاعدة ان كل مواطن خفير، اتمنى النجاح للخطة الامنية واهنئ رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على الجهود المبذولة في متابعة الوضع الامني، وهذا مايجب ان يحتل الاولوية قبل تعديل آلية عمل مجلس الوزراء التي تحتاج الى درس دقيق ومعمّق، وجميع الوزراء الذين التقيهم لهم رأي في هذا الموضوع مماثل للرأي الذي اعلنه.

كلام الرئيس سليمان جاء بعد سلسلة لقاءات عقدها في دارته في اليرزة شملت كل من: وزير الإعلام رمزي جريج والنائبين فؤاد السعد وغازي العريضي، الوزيرين السابقين طارق متري وابراهيم نجار، القائم بأعمال سفارة دولة الامارات العربية المتحدة في لبنان حمد محمد الجنيبي. جريج: وتحدث وزير الاعلام رمزي جريج فقال: تشرفت اليوم بمقابلة الرئيس سليمان وكانت مناسبة لكي نتبادل الرأي في الوضع اللبناني عموما والازمة الناتجة عن الشغور الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس جمهورية الذي يمثّل رأس البلاد ورمز الوحدة الوطنية وحامي الدستور.

اضاف: لقد تبادلنا الحديث حول العمل الحكومي وتعثّره في بعض الاحيان نتيجة الآلية المتبعة لدى المجلس والناتجة عن شغور مركز الرئاسة، كما تحدثنا عن شؤون الاعلام بصفتي وزيرا للاعلام، وكانت وجهات النظر متقاربة اذا لم أقل متطابقة، وانا دائما سعيد بلقاء الرئيس سليمان لأنه مرجعية وطنية كبيرة.

السعد: بدوره، قال النائب فؤاد السعد: ان زيارة الرئيس سليمان واجب وضرورة، كان عهده كله دفاعاً عن السيادة اللبنانية خصوصا وانه تميّز باعلان بعبدا الذي لو طبق لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه من فلتان امني وتسيّب سياسي ولم يكن الان فراغ في الرئاسة.

اضاف: عندما طالبنا بالتمديد للرئيس سليمان منذ اكثر من سنة كان ذلك وفقا لقناعاتنا وكنا بذلك تفادينا الفراغ في الرئاسة وهذا ما حذرنا منه مرارا وتكرارا. اما واننا اصبحنا الان نعيش هذا الفراغ الذي حذرنا منه لا يمكننا البقاء من دون رئيس ومع تقديرنا للجهود الخارجية التي تمارس لاسيما منها، الا ان الاتكال الاساسي يبقى على سواعدنا نحن.

العريضي: من جهته قال النائب غازي العريضي: اعتقد اننا امام مرحلة جد استثنائية، ابعاد وتداعيات ما يجري في المنطقة من اليمن الى العراق الى سوريا الى فلسطين حيث يجب الا ننسى الارهاب الاسرائيلي والتهديدات الاسرائلية الى استمرار الحديث حل التهديدات الاسرائيلية المتكررة والمتلاحقة الى ما يحضّر في الاسابيع المقبلة لمواجهة استحقاقات الانتخابات الاسرائيلية والتفاوض الايراني الغربي الاميركي الى لعبة الامم وصراع الدول والتنافس والتسابق على ابواب الملاحة البحرية في المنطقة والمصالح الكبرى ومواقع النفوذ وتوزيع الادوار وتقاسم المغانم، يبقى لبنان في قلب العاصفة ويجب ان تبقى العين على ابعاد وتداعيات ما يجري في المنطقة والتهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان، هذا يستوجب تفاهما وطنيا كاملا شاملا في لبنان بدءا من تفاهم وطني حقيقي فيه شراكة كاملة بين اللبنانيين الى موضوع الرئاسة وادارة الحكم والشراكة الحقيقية بيننا جميعا في البلد وحماية الامن والاستقرار واتخاذ القرارات التي تحمي لبنان.

 

لبنان الرسمي استذكر الحريري ورفاقه بعد عشر سنوات على الاغتيال: نفتقــد رجـــــل الاعتــدال والانفتــاح والعطــــــاء

المركزية- تُشكّل ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2015 مناسبة في كل عام لاستذكار ذاك الزلزال الذي ضرب لبنان ولا تزال تردداته تُصيب الحياة السياسية والامنية حتى اليوم.

فعشية الذكرى العاشرة لاغتياله، اجمعت القوى السياسية على الوفاء لمسيرته والمبادئ التي كان يؤمن بها، خصوصاً في ظل الغيوم السوداء التي تتلبد في سماء لبنان والمنطقة.

سليمان: وفي هذا الاطار، قال الرئيس ميشال سليمان في بيان "إن الرئيس رفيق الحريري كان له دور كبير جداً في الحياة اللبنانية وفي الحقبات التي مرّ بها لبنان، وكان رجل حوار بامتياز، وهذا ما ننادي به، وكان رجل اعتدال، وعندما كنت قائداً للجيش لدى اندلاع حوادث الضنية، زارني في قيادة الجيش واعطاني كل الدعم في مواجهة المرتكبين في الضنية، هذا الامر يتكرر اليوم عبر الرئيس سعد الحريري والتيار السنّي المعتدل، وهو امر مشكور ويطمئن الى ان البلد لا يستطيع ان يقوى عليه احد، وان الارهاب لن ينال منه، واتوجه في هذه المناسبة بالعزاء الى اللبنانيين".

سلام: واصدر رئيس الحكومة تمام سلام بياناً جاء فيه "قبل عشر سنوات امتدت يد الغدر الى قلب بيروت لتنال من قامة لبنانية وعربية كبيرة، طبعت الحياة السياسية في لبنان بطابع استثنائي على مدى سنوات طويلة، وقدمت نموذجا فذا في الأداء الاقتصادي والعمل الإنساني والتنموي. إننا، في مناسبة مرور عشر سنوات على استشهاد الرئيس الحريري، ننحني احتراما لذكرى من كان لبنان شغفه الأول والأخير، فبذل نفسه حتى الرمق الأخير ليحقق له السلام والأمن والعزة والرفعة والسيادة والاستقلال".

اضاف "في هذه المناسبة الأليمة ومن قلب واقعنا المأزوم، نستعيد تجربة رفيق الحريري ونتطلع الى تعميم وترسيخ مفاهيم الاعتدال والوسطية والحوار، التي اعتمدها في ادائه السياسي باعتبارها في حق الأعمدة الرئيسية للحكم الرشيد في بلد متنوع مثل لبنان. لقد شكّل رفيق الحريري دائما النموذج المعاكس لكل اشكال التطرف، وادرك مبكراً معنى الصيغة اللبنانية ودقتها، فأظهر طيلة مسيرته السياسية داخل السلطة وخارجها، حرصا شديداً على حفظ التوازن وصون العيش المشترك بين مكونات المجتمع اللبناني وفق الأسس التي رسمها اتفاق الطائف الذي كانت للرئيس الشهيد مساهمة كبيرة في ولادته".

وتابع "آمن رفيق الحريري بأن لا خلاص لأي فئة خارج إطار الدولة، حاضنة اللبنانيين بمختلف توجهاتهم، وعمل على تعزيز المؤسسات وآليات العمل الديموقراطي المنصوص عنها في الدستور. كما سعى إلى تقوية القوى والأجهزة الأمنية الشرعية التي اعتبر على الدوام انها وحدها المسؤولة عن امن لبنان واللبنانيين. لقد فقد لبنان، برحيل رفيق الحريري، زعيما استثنائيا وضعه على الخارطة العالمية، واعاد اليه موقعا متميزاً في قلب العالم العربي كانت قد افقدته إياه سنوات الحرب المشؤومة".

وختم الرئيس سلام "إننا في هذه اللحظة الحزينة، نتوجه بكل مشاعر التضامن إلى عائلة الرئيس الشهيد ومحبيه، آملين ان تصل العدالة الدولية الى اكتشاف القتلة والاقتصاص منهم، لوضع حدّ نهائي لجريمة الاغتيال السياسي في لبنان. رحم الله رفيق الحريري".

ميقاتي: كذلك، اصدر الرئيس نجيب ميقاتي، بياناً في المناسبة جاء فيه "عشر سنوات مضت على إستشهاد الرئيس الحريري ورفاقه، وسنة بعد سنة نشعر بحجم الغياب، ونشعر ان الكبار يتركون فراغا من الصعب تعويضه. عشر سنوات مضت ولبنان يعيش احلك الساعات والمنطقة تغلي والأمة تتعرض لأعتى موجات الشرذمة والتمذهب والاصطفافات الحادة. امام كل المفاصل نتذكر رفيق الحريري المسالم، المعتدل، الذي يعمل على منع الانقسامات والشرذمة، على الجمع وليس الفرقة، وعلى الوحدة في وجه كل انقسام. نفتقد الرجل الذي يعمل بكد وجد من اجل الاعمار والتعليم والتنمية والذي دفع دماءه حفاظا على وحدة وطنية مرتجاة".

اضاف "واليوم نؤكد اننا كنا وسنبقى على الدوام ضد العنف وضد الارهاب وضد الاغتيال، وسنسعى جاهدين لاعادة لبنان المنارة التي ارادها رفيق الحريري وكل قوى الخير في لبنان ممن سبقونا في المسؤولية".

وختم الرئيس ميقاتي "اتقدم من عائلة الرئيس الشهيد وعائلات كل الشهداء الذين سقطوا معه ومن اللبنانيين جميعا بالتعازي، سائلا الله ان يلهمنا جميعا الحكمة والصبر والاعتدال والوحدة لانقاذ وطننا والنهوض به بما يحقق أحلام اللبنانيين وتطلعاتهم".

ريفي: واصدر وزير العدل اللواء اشرف ريفي البيان الآتي "لا ينسى رفيق الحريري الانسان الذي بقى حتى آخر يوم يحلم ببناء وطن حرّ مستقل، وهو وضع اسس هذا البناء وشكّل حضوره حارسا للسلم الاهلي بعلاقاته الدولية والعربية وانفتاحه، وتمسكه بروح العيش الواحد. تحل الذكرى السنوية العاشرة على اغتياله ونحن احوج ما نكون الى حكمته وحنكته وصلابته وهو الذي وقف سدّاً منيعا في وجه الوصاية السورية كي لا تمعن في احكام قبضتها على كل مفاصل الحياة، فكان ان عانى من ممارساتها الشاذة الكثير. من اجل ذلك تحركت ايادي الشر في الرابع عشر من شباط 2005 للتخلص منه في اخطر جريمة نفذت بتفجير موكبه بطنين من المتفجرات، زلزلت المنطقة في ايام كان السلم والاستقرار عنوانها، وظن المجرمون يومها ان جريمتهم ستكون عادية كسابقاتها، وما علموا ان شعبا ثائراً كان مؤيداً ومناصراً يحمل مشروعه ويحلم بوطن مستقل وحرّ، بعد ان زرع فيهم ارثا كبيراً من العلم والثقافة والانفتاح والبناء".

اضاف "عشر سنوات مرت، نتذكر الشهيد رفيق الحريري وكل الشهداء الذين سقطوا على الدرب، وفي كل يوم لنا ذكرى مع مسيرة الشهداء الذين نذروا انفسهم من اجل ان نستمر، ووعدا منا بأننا لن نتخلى عن تضحياتهم ولن نتراجع مهما بلغ حجم الارهاب. وان المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة القتلة والتي كافحنا من اجل اقرارها تواصل عقد جلساتها والاستماع الى الشهود، وستأتي حتماً بالعدالة".

وختم ريفي "الطريق ما زال طويلاً لاستعادة سلطة الدولة، ونزع السلاح غير الشرعي، وتحقيق السيادة الكاملة، لهذا الوطن الذي استشهد رفيق الحريري من اجله، فكانت شهادته عنواناً لمسيرة لن تتوقف الا عندما تتحقق الاهداف التي من اجلها عاش واستشهد. رحمك الله ايها الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري، رحمك الله باسل فليحان، رحمكم الله شهداء ثورة الاستقلال".

درباس: وقال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في تصريح "لم ار غيابا اكثر حضوراً من غياب رفيق الحريري، هو الآن رفيق العشر سنوات التي مرّت ورفيق السنوات التي ستأتي، هو رفيق العدالة والنهضة للبنان. في كل حركة سياسية يلوح طيف رفيق الحريري ويشخص امامنا. في كل عثرة سياسية نفتقد رفيق الحريري كي يقينا منها. في كل عقدة سياسية كان فيها رفيق الحريري حلال العقد. اعتقد انه ربما الذين غيبوه يشعرون الآن بفداحة هذا التغييب".

جريج: واشار وزير الاعلام رمزي جريج، في بيان الى ان "هذه الذكرى تأتي في وقت لا يزال لبنان يتخبط بأزماته الداخلية الناتجة عن التدخلات الخارجية بشؤوننا، وفي ظل استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وهو شغور يهدد مقومات نظامنا السياسي".

وقال"اننا نتذكر في هذه المناسبة الرئيس الشهيد الذي حمل مشروع النهوض الاقتصادي بلبنان تمهيداً لارساء ركائز دولة الاستقلال الثاني وتحرير لبنان من اي احتلال او وصاية، تطبيقا لاتفاق الطائف الذي كان احد صانعيه. لقد كان الرئيس الشهيد رجل دولة بامتياز استثمر علاقاته وصداقاته الدولية من اجل لبنان، وكان داعما للحريات العامة، خصوصا للحرية الاعلامية وفي المرئي والمسموع".

اضاف "في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها الوطن نفتقد اليه، وهو الذي ترك بصماته في اكثر من مفصل في حياتنا السياسية، فكان رجل حوار واعتدال، وان الرئيس سعد الحريري سائر على النهج ذاته ويكمل مسيرة الرئيس الشهيد".

وامل جريج في هذه المناسبة، ان "تتوصل المحكمة الدولية الخاصة الناظرة في جريمة اغتيال الرئيس الحريري الى كشف الحقيقة كاملة، وان تتمكن من تحقيق العدالة، التي تكفل وحدها الاستقرار النهائي للوطن".

مجدلاني: عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني استذكر الرئيس الشهيد في بيان جاء فيه "بين نعمة النسيان والوفا صراع من عمر الزمن، النسيان غيمة بتختي زوايا من الذاكرة، والوفا شمس ساطعة شعاعها ما بينطفي بينوّر وبخلّد الغاليين بقلوبنا، ولأننا رجال الوفا يا سيد الشهداء اليوم متل مبارح وقبلو، بعدك عايش فينا، ولو عشر سنين مرقو مثل غفلة، وشو هني بعمر الزمن، وجع الفراق بعدو وجع. والشوق بعدو عم يزيد".

اضاف "غدرتنا لحظة الحقد بـ 14 شباط 2005، بس يا زمن ايامك ومهما كترت، رفيق الحريري قاهرك ورح يبقى الخالد، بحياتو واستشهادو هو بطل من بلادي. يا رفيق كل لحظة، يا رفيق كل موقف، يا رفيق كل تنهيدي بتسأل وينك يا رفيق، وينك يا هـ الانسان– الاعتدال، والتطرف فالش حالو ورجالك بوجّو، وينك يا هـ المارد والاقزام عم تحكي ورجالك بوجّن صخرة بتتكسّر عليها مشاريعن المستوردي".

وتابع "وينك يا النار اللي بتولّع فينا شراهة الاقتصاص. الاقتصاص من يد الاجرام، اللي رح تنقطع.

الاقتصاص من الدماغ اللي فكر ودبّر، والله معنا، والجنون مصيرو الاقتصاص من كل شرّ ضمرلَك وهو جهنّم بحياتو عايشو ومصيرو. تنين رح نضل نقاوم كرمالن، النهج اللي زرعتو فينا، وحلمك الكبير بالوطن الكبير السيد، الحر، المستقل والمتألق".

وختم مجدلاني "نهجك اللي صار فعل ايمان، الايمان بلبنان الموحد مهما تسللت مشاريع، وهي الى زوال.

الايمان بعروبة لبنان، ولو صار العرب اليوم اشلا متقاتلين عن مصالحن الصغيرة، الايمان بالاعتدال والاعتدال ورح نبقا رأس الحربي بقهر التطرق والموجات الغريبي عن حضارتنا وثقافتنا وتقاليدنا".

حبيش: اما عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش فاكد اننا "حافظنا كتيار "مستقبل" على ما اراده الرئيس الشهيد من خلال مشروعه في لبنان، لكننا لم نتمكن من تحقيق ما حققه خلال فترة توليه الحكم، لأن الظروف التي مرّ بها لبنان في السنوات العشر بعد استشهاده لم تكن طبيعية".

وقال في تصريح "عنوان "المستقبل" وتحالف "14 آذار" العريض الاسلامي- المسيحي مشروع بناء الدولة والمؤسسات، لكننا لم نحقق ما اردنا الوصول اليه، حيث تعرّض اللبنانيون لمصائب وكذلك جمهور وقيادات 14 آذار".

وهبي: واستذكر عضو كتلة "المستقبل" النائب امين وهبي الرئيس الشهيد، فوجّه في تصريح تحية إلى روحه، مؤكدا ان "الشعب اللبناني لا يزال يصرّ على ان قضية رفيق الحريري ستنتصر".

وقال "لن نقبل عن الدولة اللبنانية كاملة السيادة بديلا، ولن نقبل عن الجيش اللبناني وحصر السلاح بيده بديلا ولن نقبل عن الدستور اللبناني بديلاً".

طعمة: وعلى هذا الخط ايضاً، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة في تصريح "وهج حضورك يجتاز ظلمة الغياب، نبراس نهجك ماثل في تحديات اليوم ليقود الحكماء في الليالي الحالكات، إنجازاتك ماثلة في البال والوجدان، وافياء حجارتها تقول، لكل من تنهد إعجابا وتقديراً لإرادة الحياة رغم غطرسة ثقافة الموت، من هنا مرّ رجل لا يتكرر في تاريخ لبنان الحديث، من هنا مرّ من نسج العروبة بشعاع الانفتاح، ومن كان سفيراً لوجه لبنان الرسالة في اصقاع الدنيا، من هنا مرّ رفيق الحريري".

اضاف "مرّت السنون ثقيلة بإيقاع ضياعها من الرؤى الواثقة بالغد الأفضل، ولكن صلابة الأوفياء لنهجك شدت الركب بعزيمة تحدي رسل الموت في قلب بيروت، ليقولوا لكل العالم ان رفيق الحريري ارسى ثقافة لا تهزم، ارسى مساراً لا يموت، زرع إرادة لا تشيخ، فحملها جيل جدد شبابه ليرفع هوية المواطنة الحقة، مضمخة بقبول الآخر، محترمة حق التمايز الذي يغني، ففي نهج الشهيد الكبير لا فضل للبناني على آخر إلا بإرادة التضحية. وترجم كبيرنا تضحيته تقوى حملتها شموع الراهبات، في مهابة الذكر الكريم، وكأني به برحيله يؤكد بقاء القيم الروحية والدينية جمالات جامعة، تدعو جميع الشرفاء إلى التسربل بعمقها، رافضين كل قشور التعصب والتقوقع والظلامية والتكفير".

وختم طعمة "كلنا ثقة ان الرئيس سعد رفيق الحريري مصرّ على رفع الراية عينها، وكرامة كل اللبنانيين مرفوعة عليها، وما الاحتضان السعودي العربي الأخوي المشكور لدولته، والمؤازرة الدولية الأممية الشرعية التي نجح في المحافظة عليها من خلال ثقة القيمين على عواصم القرار بدوره المفصلي، إلا مؤشر ان حلم رفيق الحريري لم يقتل، فبؤرة الصبح الطالعة من فجر الأمل عصية على وحش الغيوم السوداء، ومهما طالت العاصفة فالربيع آت لا محال".

حسن: من جهته، دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في تصريح اللبنانيين جميعا الى "استلهام العبر مما مرّت به البلاد من ازمات وخضّات وتجارب، كان اخطرها محطة 14شباط 2005، التي استشهد فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

واستذكر الشيخ حسن في بيان "دور الرئيس الشهيد الرائد، فهو الذي حمل لبنان في عقله وقلبه وعمل لإنمائه وتطوره في مختلف المحافل، وكانت جهوده حصنا اساسيا لحماية الوطن من الأخطار التي ما فتئت تطل برأسها على لبنان، وابرزها المخططات والاعتداءات الإسرائيلية، اضافة الى التحديات الأخرى، الداخلي منها كما الخارجي".

وشدد الشيخ حسن على ان "لبنان هذه الأيام، كما الأمتين العربية والإسلامية، بأمسّ الحاجة لقيم الاعتدال والحوار والتفاهم وتقبل الآخر التي امتاز بها الرئيس رفيق الحريري، في حين تعيش اليوم الدول العربية بغالبيتها، اوضاعا خطيرة ومقلقة ومؤسفة، تملأها الأحقاد والتطرف والظلم"، راجيا من الله ان "يُعيد إلى ربوع الوطن والعالم العربي تباشير السلم والاستقرار، وان يمنح قياداتنا السياسية روح المبادرة لحل مشاكلنا بأنفسنا، وتحصين بلادنا بوجه المخاطر، وما اكثرها".

محفوض: واعتبر رئيس "حركة التغيير" عضو الامانة العامة لقوى "14 آذار" ايلي محفوض ان "غياب الرئيس الحريري، خسارة للمسيحيين قبل المسلمين لما كان يتمتع به الرجل من رؤية مستقبلية واستشراف للمستقبل وضمانة للعيش الواحد في لبنان التعددي"، مؤكدا ان "احكام العدالة الدولية ستعيد للبنان جزءاً من اعتباره الذي فقده بالاغتيالات التي طالت نخبة الانتلجنسيا".

وقال في تصريح "عرفنا قيمة وأهمية الرئيس الشهيد بعد استشهاده، وعرفنا بالملموس انجازاته ليس العمرانية فحسب، انما على المستوى البشري".

وختم محفوض "رفيق الحريري باني لبنان الحديث، وباستشهاده ولد جيل ثورة الارز، والنضال مستمر ولن يتوقف طالما ان حلم قيام الدولة القادرة والقوية لم يتحقق بعد".

 "انماء طرابلس": ولفتت "جمعية انماء طرابلس والميناء" بعد اجتماع برئاسة روبير الفرد حبيب، الى ان "ذكرى استشهاد الحريري تأتي في مرحلة مفصلية يمرّ بها لبنان، وهي تتطلب التمسك بثوابت وخيارات الرئيس الشهيد الذي كان رمزاً للاعتدال والعيش المشترك، الامر الذي يفرض على الجميع التمسك بتلك الثوابت من اجل اخراج البلد من محنته التي يتخبط بها بفعل العواصف التي تضرب المنطقة".

وشددت على ان "التمسك بمشروع الدولة هو الردّ على التحديات الراهنة، فالرئيس الشهيد تميّز برؤية ادت الى اعادة بناء لبنان ومؤسساته بعيداً من الحسابات الطائفية والمذهبية".

وختمت "كم نحن في حاجة الى رؤية متجددة على هذا الصعيد، علما ان الرئيس سعد الحريري يتابع السير على خطى والده في عملية البناء والانقاذ والوحدة الوطنية".

 "الاحرار": ولفت حزب "الوطنيين الاحرار" في بيان اصدره اثر الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الأعلى برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الاعضاء الى انه "ولمناسبة مرور عشر سنوات على اغتيال الرئيس الشهيد قدم حياته على مذبح الوطن فاستحق له استعادة سيادته وكرامته، فلا ننسى ان اغتياله كان في اساس ثورة الأرز العابرة للمناطق والطوائف والتي اعادت الى الثوابت اللبنانية معناها ووهجها رغم الاعتبارات التي حالت حتى الساعة دون التزامها كاملة".

ودعا جمهور "14 آذار" الى "رصّ صفوفه ضمانا لحماية لبنان من العنف والتطرف ولترسيخ وحدته في ظل دولة واحدة موحدة، بعيداً من منطق الدويلة التي تسعى الى تقويضها واستتباعها، وان يظل يعمل على قاعدة لبنان اولا رافضا التدخل في شؤون الدول الأخرى ونائيا بنفسه عن الإنخراط في الصراعات والمحاور الإقليمية".

زيارة الضريح: ومن امام ضريح الرئيس الشهيد، اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ان "في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذا الإنسان الكبير والنبيل، يكون علينا الاعتراف بأن الغيوم والعواصف تتلبد في سمائنا وعلى ارضنا، وفي لبنان، وسائر انحاء المشرق العربي. لقد مددنا لمجلس النواب مرتين. وتعذر علينا لقرابة العام انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والمؤسسات تتصدع. وامن الناس غير مستقر، بسبب الحرب في الجوار الملتهب. ووسط هذا الهول الهائل، تطل علينا ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، فلا نيأس ولا تزداد الدنيا اسوداداً بل يتجدد لدينا العزم على الإنجاز، وعلى التشبث بالوطن والدولة، والعيش الواحد في الوطن الواحد".

وقال خلال زيارته على رأس وفد كبير ضم مفتين وقضاة شرع وعلماء، ضريح الرئيس الشهيد في وسط بيروت، حيث كان في استقبالهم ممثل كتلة نواب "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني ومدير العلاقات العامة في مكتب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عدنان فاكهاني، "تحل الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ولبنان في ازمة ومحنة. وكما يقول الشاعر العربي: "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر". فقد اصبح الرئيس الحريري، في حياته وبعد استشهاده رمزاً لاستقرار لبنان وامنه، ورفاهه، والمستقبل المزدهر لدولته وشبابه، ومرابعه وعمرانه وحضارته. وعندما نقارن اليوم بين ما كانت عليه البلاد في زمن الحريري، وما هي عليه اليوم، يكون الحريري رمزاً بالفعل لكل المعاني التي ذكرناها للأوطان والعمران والإنسان".

اضاف "لقد اجتمعت في الرئيس الحريري ثلاث سمات: الزعامة المحبة للناس، كل الناس، والرؤية الكاشفة للمشكلات والحلول، والإرادة العازمة على إنفاذ الرؤية لصالح الناس، ولصالح الوطن والدولة. ولقد شهدناه وشهدنا حركته الدؤوبة على مدى عشرين عاما واكثر، فشهدنا بالفعل، كيف تكونت التجربة، وكيف بدأت الرؤية تتحرك بإرادة الإنجاز، وكيف استطاع بالقدوة الحسنة ان يدفع السواد الأعظم من المواطنين في اتجاه المستقبل الواعد والزاهر. واذكر انه رحمه الله، كان يكرر هذا التشبيه او المثال: "يمكن ان يكون اللبنانيون قد اختلفوا على الماضي صورة وواقعا، لكنهم اجمعوا على بناء وطن واحد ودولة واحدة، تصون حاضرهم، وتفتح آفاقا شاسعة لمستقبل ابنائهم".

وتابع "لقد ركز رفيق الحريري، شأن النهضويين الكبار، على امور: التعليم اولا، والعمران ثانيا، وإعادة الروح والفعالية إلى مؤسسات الدولة، واستعادة دور لبنان ورسالته المنفتحة والتنويرية بأمته وبالعالم. وفي كل هذه الأمور الداخلة في رؤيته الشاملة، خطى خطوات واسعة، جمعت من حوله اللبنانيين، واحيت الآمال بلبنان من جانب ابنائه واشقائه والعالم الأوسع. ففي التعليم، خرّجت مؤسسة الحريري زهاء الأربعين الف طالبة وطالب، مضوا في بعثات في جهات العالم الأربع. كما كان هناك نهوض في التعليم الرسمي والعام، وفي المؤسسات التعليمية الخاصة التي حظيت سائرها بدعمه وحماسه".

واردف المفتي دريان "وفي العمران: ازال الحريري، رغم الصعوبات والعقبات الجمّة، من الداخل والخارج، خراب الحروب الداخلية والإسرائيلية، وجدد ازدهار المدن، واعطى الحراك اللبناني المعروف في المال والأعمال، ابعاداً جديدة وهائلة. ويكفي ان نستعرض المؤتمرات والندوات، والاجتماعات العربية والدولية في بيروت، منذ اواسط التسعينيات، لكي ندرك كيف توافق حلم الحريري، مع احلام اللبنانيين الناشطين والمبدعين وجوابي الآفاق منذ القديم. بيد ان المهم ايضا في ما انجزه الحريري، هو استعادة الإيمان بالدولة وإمكاناتها وإمكانياتها. ولقد كان هذا العمل صعبا جداً ايضا. فالدولة وعي وإرادة وشراكة. وعمل الحريري ليلاً نهاراً، على إعادة هذا المزيج إلى ذروة اتساقه وفعاليته. وهو عندما كان يمضي في اتجاه الوطن والدولة وروعتهما، كان يسير ضمن كوكبة من اللبنانيين المتميزين في اتجاه العرب، وفي اتجاه العالم. وهناك تجلّت القدرة الوطنية والإنسانية في الإقبال المتبادل من جانب العرب على لبنان القديم المتجدد، ومن جانب العالم المعاصر على لبنان، ذي الآفاق الشاسعة والمعهودة".

واشار المفتي دريان الى ان "في الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نعرف له وطنيته وعروبته وإنسانيته، وقبل ذلك وبعده، إيمانه الكبير بالله، وثقته بربه ووطنه وبني قومه، وبالطبيعة الخيرة والمعطاءة للناس في بلادنا وامتنا. لقد كانت لديه شجاعة حب الحياة، وشجاعة التضحية، وشجاعة الفرح بالعطاء والإنجاز. وهي ثلاثة وجوه كبيرة وعريقة في الإنسان الكبير، والحر والكريم والنبيل".

وختم "رحم الله الرئيس رفيق الحريري. وحفظ جل وعلا اسرته الصغيرة والكبيرة، ووفقنا لعدم تضييع البوصلة، والتركيز على الأولويات: الدولة والوطن، والعيش الواحد، وصون امن المجتمع وامانه. لقد كان الرئيس الشهيد يقول: ما في حدا اكبر من بلده! ونحن في ذكرى الحريري الشهيد الحي عند ربه نسأل الله الرحمة للفقيد الكبير، والتوفيق لكي نكون اهلا لنعمة الوطن، ونعمة العيش الواحد فيه، بأمان واستقرار ومحبة".

هيل: وللمناسبة ايضاً، زار السفير الاميركي في لبنان دايفد هيل ضريح الرئيس الحريري، كما قدم واجب الاحترام الى روح الشهداء الوزير محمد شطح، واللواء وسام الحسن، ورفاقهم الراقدين هناك.

وقال "كنت افكر في المرة الأولى التي التقيت فيها بالرئيس الحريري في العام 1988، كنت في حينها دبلوماسيا مبتدئا وجزءاً من وفد اجتمع معه في دمشق، وعملت معه في شكل وثيق في التسعينيات. وعدت الى لبنان بعد ان تمّ تعييني هنا لمرتين، فأتيحت لي الفرصة لرؤيته اكثر عن قرب. وكنت دائما مندهشا من سهولة الوصول إلى رفيق الحريري، حتى لدبلوماسي يافع مثلي في ذلك الحين، ولكن الأهم للشعب اللبناني، وقد رأيت بنفسي، كم كان هذا الرجل مميّزا".

اضاف "الرئيس الحريري كان ايضا فاعل خير عظيما، والإرث الذي تركه من حيث السخاء في تعليم اجيال من اللبنانيين كان حقا رائعاً جداً. كما كانت لديه رؤية رائعة للبنان مُزدهر ومستقر ومستقل يحتاج الذين من لبنان واصدقاء لبنان الاستمرار في العمل للوصول اليها حتى يومنا هذا". واشار هيل الى اننا "في فقدان رفيق الحريري ورفاقه، من المهم ان نحتفل بتراثهم، ولكن ايضا من المهم ان نجدّد مطالبتنا بالعدالة والمساءلة عن هذه الجرائم. إنها لم تكن مجرد جرائم ضد افراد، بل ضد دولة لبنان".

 "اطفاء بيروت": كذلك، زار قائد فوج الاطفاء في مدينة بيروت العميد منير المخللاتي على رأس وفد من الفوج ضريح الرئيس الشهيد ووضع اكليلا من الزهر.

 

من موقع “القوات اللبنانية”/التعريب الكامل لمقال “نيويورك تايمز” عن دور مغنية باغتيال الحريري (الجزء الأول)

تعريب: صوفي شماس/13 شباط/15

كتب المحلل العسكري رونن بيرغمان في صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً تناول فيه عملية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق الرئيس رفيق الحريري ذكر فيه معلومات دقيقة ومفصلة تنشر للمرة الأولى، عن المراحل التي سبقت عملية الإغتيال والتحضيرات لها.

يبدأ المحلل مقاله بوصفه أحمد أبوعدس، الشاب الذي شغل الرأي العام والإعلام لمدة طويلة، بصفته الانتحاري الذي نفذ عملية الاغتيال، لينتقل بعدها إلى عمل المحققين الدولي والمحكمة، حيث يظهر مدى الاحتراف الذي يتمتع به الذين عملوا ويعملون في هذه القضية.

يعود المحلل في سرده للأحداث إلى بداية الحرب اللبنانية والاحتلال السوري للبنان والقمع الذي مارسه  بحق كل من حاول مقاومته، ويروي لقاءات الحريري المتوترة مع الرئيس السوري والتهديدات التي تلقاها قبل اغتياله، ثم تفاصيل يوم الاغتيال دقيقة بدقيقة. كما يلقي الضوء على الغزو الإسرائيلي للبنان وظروف إنشاء “حزب الله”، وبروز عماد مغنية في الحزب.

الملفت في المقال، الدور الريادي والحاسم الذي لعبه النقيب الشهيد وسام عيد في استخلاص بيانات الهواتف المحمولة لمنفذي عملية الاغتيال وتتبع المكالمات الهاتفية قبل وأثناء عملية الاغتيال، ما أدى إلى كشف معلومات خطيرة دفعت بالمتضررين إلى اغتياله.

رابط حزب الله

الجزء الأول

أحمد أبو عدس

في العام 2005، كان أحمد أبو عدس في الثانية والعشرين  من عمره  لا يزال يعيش مع والديه في بيروت، لبنان. لقد كان طيبا ويحب الناس، وقال أصدقاؤه في وقت لاحق للمحققين، إنه كان بسيطاً، كريماً وساذجاً قليلاً. كان جسديا ضعيفاً جداً. مسلم سني من أصل فلسطيني، اهتم في الفترة الأخيرة بالدين وأصبح يقضي ساعات طويلة في مسجد الجامعة العربية بالقرب من منزله.

ذات يوم، اقترب منه رجل بعد إداء الصلاة، ادعى أن اسمه محمد، وهو رجل مسلم توفي والداه عندما كان صغيراً، ونشأ وترعرع في دار أيتام مسيحي. لكنه يرغب اليوم في العودة إلى الإسلام، وتعلم كيفية الصلاة، والزواج من امرأة مسلمة. وطلب من أبو عدس مساعدته على تحقيق ذلك.

فى 15 كانون الثاني من العام 2005، اتصل محمد بأبو عدس، وأخبره أنه يحمل إليه مفاجأة. في صباح اليوم التالي، توقفت سيارة أمام منزل أبو عدس، وصعد فيها. قال لوالديه إنه سوف يعود بعد قليل لمساعدتهم على تنظيف السجاد، كما وعد. خرج أحمد من المنزل ولم يأخذ أياً من أغراضه. في اليوم التالي، اتصل محمد بعائلة أبو عدس وأخبرهم أنه ذاهب إلى العراق للانضمام إلى المقاتلين السنة هناك، وقد لا يراهم مجدداً.

تجري اليوم محاكمة خمسة عناصر من “حزب الله” غيابياً بتهمة تنفيذ الهجوم في العام 2005. المتهمون: حسين حسن عنيسي، سليم جميل عياش، أسد حسن صبرا، حسن حبيب مرعي ومصطفى أمين بدر الدين.

بعد أربعة أسابيع، في 14 شباط 2005، عند الساعة 12:55 ظهراً، دوى انفجار أمام فندق السان جورج هز وسط بيروت. دمر الانفجار قافلة من السيارات تقل إحداها  رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري، ما أدى إلى استشهاده مع ثمانية من مرافقيه و13 شخصاً مدنياً من المارة.

بعد وقوع الانفجار بفترة قصيرة، اتصل شخص مجهول ادعى أنه يتحدث باسم تنظيم “النصرة والجهاد في بلاد الشام”، وأبلغ مراسل “قناة الجزيرة” في بيروت بوجود شريط فيديو وضعه الانتحاري على شجرة في ساحة رياض الصلح، على بعد بضعة أبنية من مكان الانفجار، وإن لم يتم أخذه في غضون 15 دقيقة، فإنه سوف يختفي. وجد فني “الجزيرة” الشريط، لكن القناة تريثت في بث محتوياته حتى الساعة الخامسة من بعد الظهر بعد اتصال تهديد من الشخص المجهول نفسه.

في التسجيل، بدا أحمد أبو عدس شاحباً، هزيلاً وملتحياً، وهو يقرأ ورقة مرتدياً ملابس رياضية سوداء وعمامة بيضاء. “بسم الله،  وللانتقام من الشهداء الأبرياء الذين قتلوا على يد قوات أمن النظام السعودي الكافر، أقسمت جماعته على إنزال  العقاب العادل على وكيل ذلك النظام وأداته الرخيصة في بلاد الشام، الخاطئ، وصاحب المكاسب غير المشروعة، رفيق الحريري”. وقد أرفق التنظيم المجهول رسالة بالشريط أوضحت فيها أن الحريري، وهو مسلم سني، كان يجب أن يموت لأنه خان زملاءه السنة، وأن أبو عدس، وهو أيضا مسلم سني، هو الانتحاري الذي قتله. أصاب الاعتراف عائلة أبو عدس بالذعر، فهم لم يصدقوا الرواية.

أرسلت الأمم المتحدة فريقاً من الخبراء للمساعدة في التحقيق، وبدأ المحللون في الطب الشرعي من هولندا إعادة تجميع ما تبقى من هيكل شاحنة الميتسوبيشي كانتر التي كان يقودها الانتحاري. تمكنوا من إخراج رقم الهيكل D33-J01926، واستخلاص أن الشاحنة سرقت في اليابان، وتم شحنها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث اشتراها، قبل الهجوم، تاجر سيارات مستعملة في طرابلس، لبنان، معقل الحركات الإسلامية السنية، التي يقيم بعضها علاقة مع تنظيم “القاعدة”.

عند استجوابه من قبل محققي الأمم المتحدة في طرابلس، أوضح التاجر أن رجلين جاءا إلى متجره، وبعد مناقشة حول السعر، قدموا أسماء وأرقام هواتف وهمية لإنهاء المعاملات الرسمية. لم يكن من قبيل الصدفة أنهما اختارا معرضاً للسيارات لا يضع كاميرات مراقبة، فبدا الأمر واضحاً جداً: إنه تفجير آخر ينفذه الجهاديون السنّة.

لكن ظلت الشكوك تساور المحققين ليس فقط بشأن التصرف الغريب الذي قام به الرجل اللطيف أحمد أبو عدس والذي تمثل بقراره الفجائي بارتكاب مجزرة جماعية. فالخبراء الذين فحصوا اعترافه المسجّل لاحظوا أن النبرة والإنتاج اللذان ظهرا في الشريط لا يتطابقان مع تسجيلات الجماعات الجهادية السنيّة. كما عثر الباحثون على تناقضات خفية، أيضا، بين الشريط والرسالة، كما لو أن أحدهم خشى ألا يكون الشريط الذي تم تسجيله قبل فترة طويلة ربما من وقوع حادثة الاغتيال، وأراد أن يدعم الرواية. ثم هناك مسألة الوسائل. من الواضح أن سائق شاحنة الميتسوبيشي كان ماهرا. فقد وصل إلى موكب الحريري بدقة متناهية على الرغم من حركة المرور الكثيفة في وسط بيروت. في حين يؤكد أصدقاء أبو عدس، كما عائلته، أنه لم يقد سيارة في حياته. فهو لم يعرف حتى أن يركب دراجة.

أخيراً، كانت هناك مشكلة أدلة الحمض النووي. جمع خبراء الطب الشرعي مئات الأجزاء من الأجساد في الموقع، وجرى تحديد أكثرها بأنها تعود إلى الحريري، ومرافقيه والضحايا الأخرى المعروفة. توافقت أكثر من 100 عينة وراثيا مع بعضها البعض، ولكن ليس مع الضحايا التي تم تحديدها. أظهر النمط المبعثر لتلك الأجزاء أنها تعود إلى الشخص الأكثر قرباً من  الانفجار. كان ذلك الانتحاري. قارن المحققون هذا الحمض النووي للمادة الوراثية المأخوذة من فرشاة أسنان ابو عدس. وكانت النتائج لا لبس فيها: لم يكن أبو عدس هو الانتحاري.

دعا فريق الأمم المتحدة مزيداً من الخبراء والمتخصصين الجينيين الذي أخضعوا الرفات لتحليل النظائر – وهي عملية يمكنها أن تحدد أين عاش الشخص، ماذا كان يأكل، والهواء الذي كان يتنفسه. وخلصوا إلى أن الانتحاري أمضى الستة أشهر الأخيرة في القتال أو في التدريب العسكري، لأن جسده امتص كميات كبيرة من الرصاص. وكان أكبر جزء من الجسم تم العثور عليه هو أنفه، الذي دفع بعض المحققين إلى الاعتقاد بأنه جاء من إثيوبيا، أو الصومال أو اليمن. وقال محقق بارز طلب عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف بشأن سلامته الشخصية إن فريق التحقيق احتفظ بالأنف في محلول الفورمالين.

المحكمة

“أنف من هذا؟” أصبحت الإجابة عن هذا السؤال المروع منذ ذلك الحين الشغل الشاغل لأحد أغلى وأهم التحقيقات الجنائية، وأكثرها إثارة للجدل التي أجريت على الإطلاق.أنشأت الأمم المتحدة المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي لمتابعة التحقيق، وأصدرت النيابة العامة لوائح اتهام في العام 2011 ضد أربعة عناصر من “حزب الله”، وهي المنظمة المتشددة الأقوى في لبنان، وفي العام 2013 ضد عضو خامس. ببساطة، كانت المحكمة ضرورية بسبب الدور الفريد لـ”حزب الله” في لبنان والعالم: على الرغم من أن وزارة الخارجية الأميركية تصنّف هذا الحزب كمجوعة أجنبية إرهابية، فهذا الحزب هو أيضا حزب سياسي لديه شعبية في لبنان، وبالتالي، فمن الصعب، وربما من المستحيل، على لبنان أو على أي دولة أخرى توفير المكان المناسب لإجراء المحاكمة. لكن أمور كثيرة أخرى هي على المحك. إنها أول محاكمة دولية كبرى تتعلق ببلد عربي، وأحد أكبر التحديات التي تواجه أعضاء النيابة العامة ومحامي الدفاع على حد سواء هو، ببساطة، إظهار أن تحقيق العدالة هو أمر ممكن.

بدأ القضاة الخمس في المحكمة سماع المدعي العام ضد عياش، بدر الدين، مرعي، عنيسي وصبرا في 16 كانون الثاني 2014. وبعد سنة كاملة من الإجراءات، تمكنوا من الاستماع إلى جزء بسيط فقط من مئات الشهود والآلاف من المستندات التي تنوي النيابة العامة تقديمها. وحتى الآن، ساهمت 28 دولة، بما في ذلك لبنان والولايات المتحدة وفرنسا، بما يقارب النصف مليار دولار لتمويل التحقيق والمحاكمة التي ستكلف ربما مئات الملايين الإضافية حتى يتم إغلاق القضية، التي ستستمر على الأرجح سنتين أو ثلاث سنوات. وسوف يواجه المتهمون عقوبة السجن مدى الحياة في دولة يحددها رئيس الحكمة، في حال ثبتت إدانتهم في جميع التهم – أعمال مختلفة من الإرهاب، 22 اتهاماً بالقتل، و231 تهمة الشروع في القتل.

اتخذت المحكمة مبنى من الإسمنت مكون من سبعة طوابق كان يضم فيما مضى مكاتب الاستخبارات العامة والأمن الهولندية، وحولت ملعب كرة السلة إلى قاعة محكمة. في مستودع كبير قريب من المبنى، وضعت المستندات، بما في ذلك حطام سيارة الحريري وشاحنة الانتحاري. المجمع كبير جداً وباهت إلى حد ما. “إنه يذكرنا بقاعات المحاكم في ألمانيا الشرقية،” أحد محامي الدفاع، من باب الدعابة.

لأن الصواريخ يمكن أن تطير من خلال النوافذ، فقاعة المحكمة تخلو من النوافذ. حتى المدرجات العالية، التي كانت الجماهير تشاهد مباريات كرة السلة منها فيما مضى، غطيت بزجاج مضاد للرصاص، وتم تعتيم الجزء السفلي منها لحجب الشاهد الذي يقف تحتها. هذه التدابير ليست علامة على جنون العظمة: قد تم تهديد عدد من الشهود، واغتيال أحد المحققين.

ربما الشيء الأكثر نفوراً في هذه القاعة الراقية هو ما ليس موجودا: قفص الاتهام للمتهمين. قد لا تتمكن السلطات اللبنانية – أو قد لا تلقي  القبض على المتهمين الخمسة، ولقد تعهد أمين عام “حزب الله”، السيد حسن نصر الله، بأن الأمم المتحدة لن توقفهم مطلقا، لا في شهر،”ولا حتى في 300 سنة”. لهذا السبب، قررت المحكمة عقد محاكمة دولية غيابية للمرة الأولى منذ محكمة الحلفاء في نورمبرغ في العام 1946 حين حكمت على  مساعد هتلر، مارتن بورمان بالإعدام. يعتبر البعض أن هذه المحاكمة ليس سوى ممارسة فارغة. فبموجب القانون الدولي، لدى المتهمين المدانين غيابيا الحق في إعادة المحاكمة، ما لم تكن النيابة العامة للسلطات الي قبضت عليهم في النهاية يمكن أن تظهر أن المتهمين كانوا يعرفون أنهم كانوا في لائحة الاتهام. أما الحجة المضادة، بطبيعة الحال، هو أن المحاكمة الثانية لن تكون ممكنة من دون العمل الذي سبق لهذه المحكمة أن قامت به.

يتميز  قضاة المحكمة – وهم استرالي، وإيطالي، وجماييكي، ولبنانيان – بالسترات الحمراء التي يرتدونها فوق عباءاتهم ذات الأكمام الحمراء أيضا. يترأس الجلسات القاضي الاسترالي ، ديفيد ري، وهو قاض مخضرم  في المحاكم الدولية خاصة للبوسنة والهرسك ويوغوسلافيا السابقة. العديد من القضاة والمحامين الآخرين الذين يتعاطون في القضية، هم مثل ري، لديهم خبرة مهنية طويلة في الخدمة في هذه المحاكم الدولية.

تسمح موازنة المحكمة للمحامين بتقديم مستنداتهم في أوضح صورة ممكنة. خلال بعض جلسات الاستماع، قدم المدعون العامون نماذج ملفتة بدقتها لمكان التفجير لما قبل وبعد عملية الاغتيال على طاولة هائلة في وسط الغرفة. ركز صناع النموذج، الذين أمضوا أسابيع لبنائها، تركيزاً خاصاً على استنتاج دقيق للدمار، حتى الأضرار التي لحقت بالأشجار. تتم الإجراءات باللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية، ويتم التدوين في جميع اللغات الثلاث.

من المرجح أن تنشى العملية في لاهاي سوابق جديدة في قناعات القتل على أساس الأدلة الظرفية أيضا. مقابل مئات الملايين من الدولارات التي أنفقت على التحقيق، لم تنتج النيابة أي دليل مباشر، ناهيك عن تأمين التعاون مع أي من المتهمين أو شركائهم المحتملين. تستند قضيتها إلى حد كبير إلى سجلات العشرات من الهواتف المحمولة التي تدعي أنها استخدمت من قبل القتلة، ومن بينهم المتهمين الخمسة.

حضر العديد من الجرحى في الانفجار وأفراد عائلات الذين قتلوا جلسة افتتاح المحاكمة. لقد اعتبروه يوماً مبهجاً، عندما يبدأ ظهور الحقيقة. كانت ندى عبد الساتر-أبو سمرا، من لبنان، أحد المحامين الذين وظفتهم المحكمة لتمثيل مصالح الضحايا. “على مدى أكثر من 40 عاما، قيل لنا إن علينا أن نغفر وننسى وفتح صفحة جديدة. طي صفحة؟ أي صفحة، إن كنا لم نقرأها حتى الآن؟ ننسى؟ ننسى ماذا؟ كيف يمكننا أن ننسى شيئاً ان كنا لا نعرفه؟ نغفر؟ يغفر لمن؟”.

رفيق الحريري

لفهم اغتيال رفيق الحريري، يجب أن نعود إلى عقود خلت، إلى العام 1975، عندما هددت الحرب الأهلية التي بدأت بين المسيحيين الموارنة والفلسطينيين بتمزيق لبنان. طلبت الحكومة من الجارة سوريا إرسال قوات، والسوريون، الذين رأوا لبنان دائماً جزءاً من سوريا الكبرى، فرحوا بهذا الالتزام. طال بقاء القوات السورية، وسرعان ما ركب حافظ الأسد، الرئيس السوري، دمى سياسية خاصة به في موقع السلطة.

إجتاح الصراع في نهاية المطاف المسيحيين والدروز، واللاجئين الفلسطينيين والمسلمين الشيعة والسنة – حرب خماسية الولاءات متغيرة باستمرار – خلفت ما لا يقل عن 120ألف شخص، ومئات الآلاف من الجرحى أو بلا مأوى. فر أكثر من مليون لبناني إلى خارج البلاد، حتى أن إيران والعراق وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وخصيصاً سوريا جعلت منه رهينة لأجندات إقليمية خاصة بها. مع استمرار الحرب، بدّل السوريون ولاءاتهم الخاصة بحسب ما يرونه مناسبا، طالما أنهم يستمرون بإدارة البلاد. استفاد رجال الأعمال السوريون من البنية التحتية المالية الأكثر تقدما في لبنان، ودخلوا تحت حماية القوات المسلحة، وانخرط الجيش السوري في تجارة المخدرات اللبنانية المتنامية.

في العام 1982، غزت إسرائيل لبنان عبر حدودها الشمالية، في مسعى منها لاجتثاث عناصر منظمة التحرير الفلسطينية. دمّر الجيش الإسرائيلي كافة المناطق حتى بيروت وأجبر منظمة التحرير الفلسطينية على الخروج من لبنان. كما هزم أيضا الجيش السوري وخاصة سلاح الجو حينما تواجه معه. عندما أدرك أنه لا يستطيع الانتصار في حرب تقليدية ضد الإسرائيليين، أتخذ الأسد، وهو مسلم علوي، مساراً مختلفاً ومفاجئاً إلى حد ما: سحب معارضته لخطة كان قد اقترحها رجال الدين الموالين لآية الله روح الله الخميني في إيران، وترتكز على إنشاء حزب سياسي شيعي في لبنان. وكان يفترض بالتنظيم الجديد أن يوفر للأقلية الشيعية بديلاً للحكومات المسيحية – السنية التي مارست التمييز ضدهم، وتأمين منظمة تعليمية، ودينية، واجتماعية، وخاصة عسكرية ممولة تمويلاً جيداً. أطلقت المنظمة التي حققت نجاحاً باهراً على نفسها اسم “حزب الله”. أمل الأسد في أن تتمكن الميليشيا الشيعية من ضرب الجيش الإسرائيلي الذي كان لا يزال يحتل “منطقة أمنية” في جنوب لبنان. وهكذا كان، فكان الرد إسرائيل باغتيال الأمين العام لحزب الله الشيخ عباس الموسوي، في شباط من العام 1992.

خلف الموسوي رجل الدين الشاب الكفوء، حسن نصر الله، وعيّن نصر الله بدوره عماد مغنية لإدارة الجناح العسكري لـ”حزب الله”. كان مغنية عبقري في الإرهاب. جعل من التفجير الانتحاري سلاحاً استراتيجياً، وسيد تكتيكات حرب العصابات، والهجمات الخاطفة والعبوات الناسفة التي يتم التحكم بها بواسطة الراديو. استنبط أيضا هدية للدعاية: كان حزب الله أول من بدأ تسجيل هجماته وبث نتائجها. هناك رأي سائد بأن عماد مغنية هو خطط ونفذ تفجير ثكنة البحرية الأميركية في العام 1983 الذي قتل 241 جندياً أميركياً و 58 جندياً فرنسياً وستة مدنيين وأدى إلى انسحاب جنود بحرية  الولايات المتحدة في العام 1984. وفي العام 2000، نجح بقيادة ميليشيا صغيرة في إجبار الجيش الإسرائيلي، أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، على الانسحاب من جنوب لبنان.

مات الأسد في ذلك العام نفسه، واستلم ابنه بشار الأسد، الحكم في سوريا. لاحظ بشار الأسد كيف أن الشراكة بين نصرالله وعماد مغنية نجحت حيث العالم العربي بأسره، بما في ذلك والده، قد فشل، فجعل من رابط سوريا مع “حزب الله” – ورعاته في طهران – المكون المركزي للعقيدة الأمنية له. (تمت مكافأة الأسد لرهانه على حزب الله في العام 2013، عندما أرسل نصر الله قواته التي عززت الحكومة السورية ضد المتمردين عليها).

لكن داخل لبنان، بدأ الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000 يرفع الآمال بانسحاب سوري قريب. مقابل خشية قادة “حزب الله” والعديد من السياسيين المدعومين من سوريا، بدأ يتشكل تحالف مناهض لسوريا يجمع مسيحيين ودروزاً  وشخصيات سنية. وكان السياسي الأبرز في هذه المجموعة رفيق الحريري.

ولد الحريري في أسرة سنية فقيرة في جنوب لبنان في العام 1944 وجنى بسرعة ثروة كبيرة. بعد الحصول على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة العربية في بيروت عام 1965، انتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث أظهر موهبة بارعة في استكمال مشاريع ضخمة – مساجد وقصور ومراكز تسوق – بكفاءة وفي الوقت المحدد، جعلته المفضل لدى العائلة المالكة. في أوائل العام 1980 عاد الى لبنان مليارديرا لديه علاقات واسعة. في العام 1992، ترشح لمنصب رئيس الوزراء وفاز به، تحت راية تحرير الاقتصاد اللبناني. استمر في منصبه حتى العام 1998، ثم ترشح مجددا بعد عامين وتولى منصبه من العام 2000 حتى 2004.

كرئيس للوزراء، لم يواجه الحريري “حزب الله” أو السوريين بطريقة مباشرة، ولكنه في المقابل أجج هذا الصراع. واصل الجيش السوري احتلاله للبنان من الشمال، ولم تساعد كثيراً معارك “حزب الله” مع اسرائيل في الجنوب معظم الشعب اللبناني. أمنت ثروة الحريري وشعبيته – ناهيك عن تأثيره كمالك لمجموعة متنامية من الصحف اللبنانية والفرنسية ومحطات إذاعية وتلفزيون – سمعة تخطت لبنان. أراد أن يجعل من بيروت العاصمة المالية لمنطقة الشرق الأوسط، كما كانت قديماً، ووأراد أن يجعل من لبنان بلدا ليبراليا، موجها نحو الغرب. سعى الأسد للحفاظ على الوضع الراهن، عبر سيطرته على لبنان ووجود “حزب الله” كأقوى قوة عسكرية فيه.

بدأت شبكة من الناشطين مع هواتف محمولة  بمراقبة الحريري، والبقاء على مقربة منه ليلاً ونهاراً. في يوم التفجير، توقف حوالى 63 هاتفاً فوراَ ولم تعاود العمل مطلقاً.

في النهاية، انتصر الأسد – إن لم يكن في المسألة الكبرى أي الوجود السوري في لبنان، فعلى الأقل في ما إذا كان هو أم الحريري من سيحدد النتيجة. فالنضال من أجل السيطرة وجد هدفه في نزاع حول مصير اميل لحود، رئيس لبنان منذ العام 1998، الذي كان على وشك انهاء الفترة الأخيرة من ولايته. كان دور الرئيس شرفي الى حد كبير، ولكن لحود، وهو مسيحي، ساند طويلاً التورط السوري في لبنان، وقرر الأسد أن من المهم إبقاءه في منصبه، وهي خطوة تتطلب تعديل الدستور في لبنان. وقد عارض الحريري التعديل بحزم، وكان السوريون أيضا مقتنعون بأنه، ووليد جنبلاط، زعيم الدروز المعارض، كانا يعملان وراء الكواليس على مساعدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإصدار القرار رقم 1559، الذي يدعو لنزع سلاح “حزب الله” وانسحاب سوريا من لبنان.

يوم 26 آب 2004، استدعى الأسد الحريري إلى القصر الرئاسي في دمشق ليوجه إليه إنذاراً. “يجب أن يبقى لحود في منصبه”، قال الأسد، “حتى لو كانت الولايات المتحدة وفرنسا لا ترغبان في ذلك”. اعترض الحريري، ولكن الأسد حسم الموضوع،  “سيبقى لحود”. إن حاول الحريري أو جنبلاط منعه من ذلك، قال أحد الحاضرين في الاجتماع للمحكمة، سوف يدمر لبنان فوق رأسيهما. ثم كرر تهديه للحريري، “سوف أدمر لبنان على رأسك وعلى رأس جنبلاط، لذا من الأفضل لك أن تعود إلى بيروت وترتب الأمر على هذا الأساس.” (يومها نفى الأسد أن يكون قد هدد الحريري بأي شكل من الأشكال).

عاد الحريري إلى بيروت – أخبر أحد حراسه في وقت لاحق محققي الأمم المتحدة أن رئيس الوزراء شعر بالصدمة من جراء اللقاء لدرجة أن أنفه بدأ ينزف –وتوجه على الفور إلى منزل جنبلاط. كان والد الأسد أمر باغتيال والد جنبلاط، زعيم المعارضة اللبناني كمال جنبلاط، في العام 1977، وكان أيضا على الأرجح وراء اغتيال بشير الجميل، رئيس جمهورية لبنان المسيحي المنتخب في العام 1982. فكان للحريري وجنبلاط سبب وجيه للشك أن الأسد سوف يفعل الشيء نفسه معهما. ازداد الخطر في 2 أيلول، عندما أصدر مجلس الأمن القرار 1559، واشتبه السوريون أن الحريري متورط في الموضوع.

خسر الحريري تصويت البرلمان على التمديد للحود، وهدد عدد من الوزراء المدعومين من سوريا بالاستقالة، وإسقاط الحكومة، ما لم يتنح الحريري بنفسه. في أوائل أيلول، قبل موعد حفل نيله جائزة من الأمم المتحدة لإعادة إعمار لبنان، أعلن الحريري استقالته. غادر منصبه في 20 تشرين الأول 2004، وركز اهتمامه على الفور على الانتخابات النيابية المقررة في غضون ستة أشهر. من المؤكد أن حكومة جديدة، قال له مستشاريه ، سوف تضعه مرة أخرى في مكتب رئيس الوزراء.

 الاغتيال

عاش الحريري وعمل في مجمع مترامي الأطراف، مكون من تسعة طوابق، قصر قريطم. في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم 14 شباط 2005، أخبر حراسه أنه سوف يغادر إلى موعد. كان يحب أن يقود السيارة بنفسه، حتى عندما كان رئيساً للوزراء. إنما وهو في منصبه كان يتنقل  مع 50 حارساً من قوى الأمن الداخلي. لديه الآن أربعة حراس فقط من الأمن الداخلي، ألحق بهم فريق أمنه الخاص، بقيادة يحيى العرب، المعروف باسم أبو طارق، الذي رافق الحريري منذ العام 1975، مرتديا النظارات الشمسية الداكنة وتعلو وجهه تعابير قاسية. يحمل جميع الحراس مسدسات ويضعون سماعات راديو متصلة بشبكة خاصة تحت إشراف أبو طارق. كانت سياراتهم مجهزة ببنادق آلية وجهاز التشويش على إشارة الراديو (لمواجهة الهجمات التي تشنها أجهزة التحكم فيها عن بعد)، ووفقا لأحد المصادر، قذائف صاروخية وقاذفات صواريخ.

عند الساعة 10:41 صباحا، توجه موكب الحريري إلى ساحة النجمة، مبنى البرلمان اللباني. وصل بعد حوالي 13 دقيقة، وقضى الحريري الساعة التالية في التحدث مع عدد من أعضاء البرلمان، بما في ذلك شقيقته بهية الحريري. بدا في الصور الأخبارية التي التقطت في ذلك الوقت، هادئاً وسعيداً. عند الساعة 11:56 صباحا، عاد الحريري إلى موكبه، وبدأ حراسه بدخول سياراتهم، في انتظار أمر من أبو طارق للعودة إلى المنزل.

في تلك اللحظة نفسها، أجريت عدة مكالمات من هواتف محمولة من على مقربة من مبنى البرلمان إلى مجموعة أخرى من الهواتف متمركزة على مسافة ميل شمال غرب. بعد فترة وجيزة من هذه الاتصالات، سجلت الكاميرات الأمنية في نفق الرئيس سليمان فرنجية، في نفس المنطقة تقريبا، تحرك شاحنة  ميتسوبيشي كانتر شمالاً، نحو فندق السان جورج. كانت الشاحنة تحمل طنين من المتفجرات العسكرية  تسمىRDX  ، ما يكفي لإحداث انفجار يعادل تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995.

بينما كان الحريري يهم بدخول سيارته، أخبره أبو طارق أن نجيب فريجي، المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيروت، يجتمع مع بعض الصحافيين في ساحة النجمة، في مقهى مقابل للشارع. قرر الحريري عدم المغادرة،. وسار بدلاً من ذلك، بخفة نحو المقهى. أخبر أبو طارق الحراس الشخصيين بواسطة الراديو بالتأخير. انطلق سلسلة أخرى من المكالمات الغامضة عبر الهواتف المحمولة، وانعطف سائق شاحنة الميتسوبيشي نحو اليمين بعد خروجه من النفق وتوقف. أمضى الحريري 45 دقيقة في المقهى، تحدث فيها مع فريجي والصحافيين، فضلاً عن عدد قليل من المارة. ظلت الهواتف المحمولة صامتة، والشاحنة متوقفة، تنتظر.

كان مع الحريري ضيف، باسل فليحان، مسيحي، شغل منصب وزير الاقتصاد والتجارة في الحكومة اللبنانية.  بناء على طلب الحريري، قطع فليحان عطلة التزلج في سويسرا للتشاور حول بعض المسائل الاقتصادية. كان قد حجز رحلتين منفصلتين لعودته إلى سويسرا – واحدة يوم الأحد، قبل يوم من الهجوم، وأخرى لليوم الذي يليه. اختار  الموعد الثاني لأنه كان يريد المشاركة في مناقشة برلمانية.

غادر الحريري أخيرا المقهى، وعاد إلى سيارته. جلس فليحان في المقعد بجانب السائق، وفتح الحريري زجاج السيارة ملوحاً بيده ومبتسماً لحشد صغير من الناس. في صورة هذه اللحظة، والتي كانت آخر صورة للحريري وهو على قيد الحياة، انعكاس لبرج ساعة البرلمان على زجاج نافذة المرسيدس النظيفة.  أدار المحققون الصورة ورأوا الوقت المحدد لانطلاق موكب الحريري: 10 دقائق قبل الساعة الواحدة ظهرا.

يتألف موكب الحريري من ست سيارات. انطلق عناصر قوى الأمن الداخلي في المقدمة في جيب أسود تويوتا لاند كروزر، تبعهم مباشرة حراس الأمن الخاص في سيارة  مرسيدس بنز 550 إس سوداء. لحق بهم الحريري، يقود سيارته المرسيدس 600 إس (مع فليحان)، تتبعه سيارتا مرسيدس 500 إس في داخلهما حراس أمن خاص آخرين. ظهرت في المؤخرة سيارة زرقاء داكنة من نوع شيفروليه سوبربان أعيد تجديدها كسيارة اسعاف. من السيارة الرابعة، أبلغ أبو طارق لاسلكيا فريق قوى الأمن الداخلي الذي يقود الموكب بالطريق التي أراد أن يسلكها. لحق السائقون الآخرون بالسيارة التي تقود الموكب.

عندما انطلق الموكب، فتحت الهواتف المحمولة مجدداً، وعادت  شاحنة الميتسوبيشي إلى السير. التقطت الكاميرا الأمنية عند مخرج نفق  الرئيس سليمان فرنجية الشاحنة مرة أخرى وهي تتجه إلى  فندق السان جورج. كانت الساعة 12،51. التقتت كاميرا أمنية أخرى موضوعة على مبنى بنك  HSBC، شاحنة الميتسوبيشي، وهي تتحرك الآن ببطء شديد، أبطأ بكثير من السيارات الأخرى.

اقتربت الشاحنة من فندق السان جورج، ومرت أمام كاميرا أمنية أخرى. بعد ثانية واحدة من مغادرة شاحنة الميتسوبيشي المنطقة التي تغطيها الكاميرا ظهر موكب الحريري. كانت السيارات الستة تسير بسرعة حوالي 45 ميلاً في الساعة، وفقا لأنظمة الأمنية. مرت السيارات على مسافة حوالى 20 قدما كل واحدة عن الأخرى، ثم خرج الموكب من المنطقة التي تغطيها الكاميرات الأمنية.

عند الساعة 12:55 ظهرا، ومع اقتراب الموكب من الشارع الذي يفصل بين فندق السان جورج ومبنى بيبلوس قيد الإنشاء، تجاوزت السيارة الأولى شاحنة الميتسوبيشي. ربما طُلب من المهاجم تفجير نفسه بجانب السيارة الثالثة التي كان الحريري يقودها. تأخر عنها لجزء من الثانية، وانفجرت الشاحنة تماما عند بدء مرور السيارة الرابعة.

في لحظة واحدة، أصبح الشارع جحيما. أحدث الانفجار حفرة كبيرة حوله، وامتزجت ألسنة اللهب والدخان والغبار، والسيارات المحترقة، وجثث الموتى والمحتضرين، وأجزاء أجساد، ومن المباني المدمرة، مئات الآلاف من شظايا الزجاج. رأى الناس الذين كانوا يشاهدون البث المباشر من البرلمان المنبر يهتز والمتحدث ينكمش خوفا.  كان واضحا أن هذا لم يكن زلزالاً، وعندما لم يتم سماع الانفجار الثاني، أيقن النواب أنه لم يكن دوياً قوياً من الطائرات الإسرائيلية التي تطير دائماً أزواجاً. وسمع عضو البرلمان يصرخ، باللغة العربية، “قنبلة!”

أبو طارق، الذي كان في السيارة الرابعة، والأقرب إلى الانفجار، تلقى القوة الكاملة للانفجار. كل ما استطاع المحققون إيجاده من رفاته كانت 38 قطعة من اللحم. وقد ألقى الانفجار تلك السيارة وما تبقى من ركابها في الطوابق السفلى من مبنى بيبلوس. السائق، محمد درويش، قطعت يديه ورجليه. أولئك الذين بقوا محاصرين في مقاعدهم في سيارات أخرى لم يلقوا مصيرا أفضل. أظهرت لقطات الفيديو النيران تأكلهم، وظهرت جماجمهم  البيضاء بعد ذوبان فروة رؤوسهم.

قذف التفجير جثة الحريري إلى الخارج وبالتأكيد توفي على الفور. اعتاد حراس الحريري تقبيل يده عربون ولائهم له. وقال أحد الحراس للمحكمة في وقت لاحق، “عندما عدت، رأيته على الأرض، وكنت قادرا على التعرف عليه من خلال خاتم زواجه.”

وسام عيد

بدأ تحقيقان على الفور: فريق أولي من الأمم المتحدة ما أصبح في نهاية المطاف المحكمة من جهة، ووسام عيد، نقيب في قوى الأمن الداخلي درس هندسة الكمبيوتر قبل الالتحاق بقوى الأمن الداخلي، التحقيق المحلي من جدهة ثانية. صرفت الأمم المتحدة عدة ملايين من الدولارات للتحقيق في الجريمة، وترقب العالم كله عواقب لا يمكن تصورها للمنطقة. لكن عيد هو الذي طرح السؤال الذي فتح القضية في النهاية: لماذا لا ننظر إلى سجلات الهاتف المحمول؟

في ذلك الوقت، كانت منظمات تطبيق القانون في جميع أنحاء العالم أقل تطوراً مما هي عليه اليوم في ما يتعلق بما يمكن استخلاصه من استخدام الهاتف المحمول. كانت بعض العناصر الإجرامية تدرك أن جهاز مخابرات قد يكون قادراً على التنصت على المكالمات، لكن مجموعة صغيرة منهم فرت في قيمة البيانات الخلفية، المعلومات التي تبدو بسيطة حول متى وأين تم إجراء المكالمة أو حتى موقع الهاتف في تلك اللحظة. (يمكنك الاتصال على الهاتف المحمول والحصول على الجواب في غضون ثوان،لأن الهواتف المحمولة، عندما تعمل، تتحقق باستمرار من أي برج خلية يكون الأقرب إليها).

بناء على طلب عيد، أمر قاض شركتي الهاتف المحمول في لبنان، شركتي Alfa و MTC تاتش، لاستخراج سجلات المكالمات والرسائل النصية في لبنان في الأشهر الأربعة قبل التفجير. ثم درس عيد السجلات سراً لعدة أشهر. ركز على سجلات هاتف الحريري ومرافقيه، وتحقق من الذين اتصلوا بهم، وإلى أين ذهبوا، من التقوا ومتى. وتتبع أيضا أين أمضى أبو عدس، الانتحاري المفترض، الوقت قبل اختفائه. تحقق من كل الاتصالات التي أجريت على طول الطريق الذي سلكه مرافقو الحريري يوم الاغتيال. بحث دائماً عن السبب والنتيجة. قال محقق كبير في الامم المتحدة ، “كان رائعاً، رائعاً وحسب”. “من تلقاء نفسه، وضع برنامجاً بسيطاً لكن فعال بشكل مثير للدهشة لاستخراج بنك البيانات الهائل هذا”.

كشف نظام العد العشري البسيط بسرعة وجود نمط غريب. في تشرين الأول 2004، بعد استقالة الحريري، بدأت مجموعة معينة من الهواتف المحمولة بملاحقته وملاحقة عناصر موكبه الذي تم تقليصه أينما ذهبوا. بقيت هذه الهواتف قريبة منهم ليلاً ونهاراً، حتى يوم التفجير – حيث توقف حوالى 63 هاتف في المجموعة فوراً ولم تعاود العمل مطلقاً.

أمضى عيد سنة في استخراج النماذج من البيانات. ثم بدأ في تقديم سلسلة من التقارير السرية لرؤسائه وفي النهاية، إلى فريق الأمم المتحدة. كان متأكداً من أن فريقا كبيراً من الناشطين المدربين تدريباً جيداً استخدم شبكة من الهواتف المحمولة لتنفيذ عملية الاغتيال. كما خلص عيد لاستنتاج أولي وخطير. كانت لديه أدلة تربط شبكة الهاتف بمسؤولين كبار في “حزب الله”. وتعززت هذه الشكوك عندما تلقى مكالمة هاتفية من مسؤولين في “حزب الله”، علموا بطريقة أو بأخرى عن تحقيقاته. ووفقا لتقرير بثته “سي بي سي” نيوز بعد سنوات، أكد ناشطون أن بعض الهواتف تعود إلى عناصر في “حزب الله”، لكنه ادعى أنهم كانوا يستخدمونها للتحقيق في مؤامرة اسرائيلية.

بشجاعة، عكف عيد على عمله.  في 5 سبتمبر 2006 انفجرت قنبلة على جانب طريق قرب موكب مؤلف من سيارتين تقلان قائد عيد، المقدم سمير شحادة، ومرافقيه في جنوب لبنان. نجا شحادة، ولكن الانفجار أسفر عن مقتل أربعة من حراسه الشخصيين. (انتقل شحادة في وقت لاحق للاستقرار في كيبيك). بدأ عيد يتلقى تهديدات بالقتل. واصل عمله، يتتبع من هاتف إلى آخر، ويؤلف روابط جديدة. طلب من شقيقه أن يصوره وهو يعمل، وصنع أيضا نسخة احتياطية من عمله ومن السجلات غير المجهزة.

في المقابل أحرز فريق الأمم المتحدة، تقدما بسيطاً. في تشرين الأول 2005، وبعد ثمانية أشهر على الهجوم، أصدر ديتليف ميليس، المحقق الألماني الذي أرسلته الأمم المتحدة للإشراف على القضية، تقريراً عاجلاً يستند في المقام الأول على شهادة شاهدين، ادعيا أنهما كانا موجودين عندما خططت مجموعة من الضباط اللبنانيين للهجوم بالاشتراك مع ضباط في المخابرات السورية. اعتقلت السلطات اللبنانية الجنرالات، الذين نفوا بشكل قاطع أي تورط. سرعان ما بدأت القضية تنهار. بعد مرور أشهر، ثم سنوات، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ووزارة الخارجية الأميركية في نهاية المطاف والأمم المتحدة نفسها لبنان إلى إطلاق سراح الجنرالات، وهذا ما حدث بعد سنوات عدة ، بعدما سحب أحد الشهود شهادته على برنامج أخبار تلفزيوني .

في أواخر العام 2007، عاد فريق الأمم المتحدة أخيراً إلى سجلات الهاتف. في البداية تجاهل الفريق عمل عيد الأولي، الذي كان موجوداً في ملفاته منذ عام 2006. بدلاً من ذلك، ووفقاً للتقرير الصادر عن “سي بي سي نيوز”، استخدم فريق الأمم المتحدة شركة بيانات بريطانية مستقلة لتحليل بيانات الهاتف – وكما فعل عيد قبلهم – اكتشفت بسرعة نموذجاً واضحاً. هناك مجموعة من الهواتف تتبعت الحريري لعدة أشهر قبل وفاته، ثم توقفت عن العمل بعد الهجوم.

كان عيد قد ذهب أبعد من ذلك بكثير، متخذاً عدة قفزات منطقية سمحت له بالمباشرة في بناء هيكلية قيادة كاملة. اهتم فريق الأمم المتحدة أخيرا بعمله ودعاه إلى اجتماع في كانون الثاني عام 2008. كان الاجتماع مثمراً، لذا اجتمعوا مرة أخرى في الأسبوع التالي. في 25 كانون الثاني 2008، وبينما كان عيد وحارسه يقودان السيارة على الطريق السريع في شرق لبنان، انفجرت سيارة ملغومة، ما أسفر عن مقتله، ومقتل حارسه الشخصي وشخصين آخرين صادف وجودهم على الطريق في ذلك اليوم. كان عيد يبلغ من العمر 31 عاما فقط.

بعد فترة وجيزة، أعلنت السلطات اللبنانية أنها غير قادرة على متابعة أي جزء آخر من التحقيق، وأنها نقلت جميع المواد التي في حوزتها، والتي تتسع لحمولة شاحنتين، إلى فريق الأمم المتحدة. (يبتع جزء ثان)

 

وائل كامل الأسعد لحزب الله: لا نحتاج الى فيزا منكم لزيارة الجنوب

 خاصّ جنوبية/الجمعة، 13 فبراير 2015  

 نشرت جريدة الأخبار اللبنانية مقالاً تحت عنوان "الطيبة تفتح أبوابها لآل الأسعد: أهلاً بكم... من دون البكوية"، ورد فيه بحسب المعني بالمقال وائل كامل الأسعد الكثير من التحريف والمغالطات. وينشر الأسعد الردّ عبر "حنوبية" بعدما رفضت الأخبار نشر ردّه، مخالفة قواعد الصحافة التي تقضي بـ"حق الرد". 

 نشرت جريدة الأخبار اللبنانية مقالاً تحت عنوان “الطيبة تفتح أبوابها لآل الأسعد: أهلاً بكم… من دون البكوية“، ومفاده أن أحمد الأسعد، نجل الراحل، بعثر تاريخ العائلة وضيّع ما تبقى من أنصاره وأن أبناء الأسعد غير مرحّب بهم في بلدتهم الطيبة.

وبحسب المعني بالمقال وائل كامل الأسعد، ورد الكثير من التحريف والمغالطات فيما نشرت الأخبار. وقد نشر الأسعد الردّ في جريدة “الأخبار”…

وأتى الردّ كما يلي:

عطفًا على التحقيق المنشور في «الأخبار» (9 شباط 2015) تحت عنوان: «الطيبة تفتح أبوابها لآل الأسعد»، وردت بعض المغالطات، جراء اجتزاء بعض المقاطع من حديثنا وكذلك بسبب الربط غير المتناسق لبعض ما أدلينا به، الأمر الذي يأخذ الحديث بعيداً عن مقاصدنا الواضحة.

أولاً: لم نكن غير مرحب بنا في بلدتنا يومًا، حتى يكون لنا اليوم ترحيب مشروط (دون البكوية) أو أي شرط آخر، لكنّ الدمار الذي لحق بدارنا قبل الاحتال الإسرائيلي وخلاله وبعده، لم يتح لنا الإقامة فيها. الا اننا لم ننقطع عن البلدة، وفي عام 2000 أقام الوالد أول مهرجان سياسي في الدار، ونحن نتردد على البلدة منذ أكثر من سنة لمتابعة شؤون أملاكنا وحقوقنا. وما أرادته كاتبة التحقيق(عزلة آخر الزعماء الوائلين) نراه ويراه العارفون اعتزالا ونأيا بالنفس عما لا يمكن التعايش معه.

ثانيًا: إن دفن جثمان الوالد في جوار السيدة زينب (ع)، جاء تنفيذاً لوصيته حيث أراد الأمر تبرّكا بجوار أهل البيت ورغبة في الرقود إلى جانب والدته، وليس للأمر ارتباط بموقف أهل الطيبة من آل الأسعد.

ثالثًا: لم يرد على لساني كلمة اتفاق الذل بل سميته كما هو معروف (17 أيار).

رابعًا: إن ابتعاد كامل الأسعد عن السلطة لم يكن كما يتوهم البعض بل الأغلب إقصاء من أحد، بقدر ما كان تنحيًّا واعيًا ومسؤولاً عن أدوار لا يمكنه تأديتها ولا تغطيتها، بدءاً بلعبة الدم، مروراً بتقويض المؤسسات، وصولاً إلى تجيير القرار اللبناني فإلغاء الكيان.

خامسًا: إن شعورنا بأن هناك حساسية في التعامل معنا، يعود لتحفظ الناس وخوفهم على مصالحهم ووظائفهم وليس لمجرد أننا أبناء كامل الأسعد. وقد أشرت لكاتبة التحقيق أن ما نسمعه في السَر يجعلنا نزداد فخراً بأننا أبناء كامل الأسعد وأحفاد أحمد الأسعد، وهو حتمًا غير ما نسمعه في العلن.

سادسًا: في قول الكاتبة أننا لم نعد بكوات كأجدادنا، جعلني استغرب إغفالها قولنا لها بأن تلك الألقاب لا تعنينا ولا تزيد من قيمتنا، وأن الوالد رحمة الله هو من شطب لقب البيك عن هويته.

سابعًا: صحيح أن الرئيس نبيه بري أوفد موفداً يعرض المساعدة، لكنا شكرنا المبادرة ولم نطلب شيئا. فقد عاش والدي ورحل ولم يكن يومًا مديناً سوى لخالقه.

ثامنًا: نستغرب أن يكون ترددنا إلى بلدتنا بحاجة إلى فيزا. وعليه، أربأ بالنائب الصديق الدكتور علي فياض ومن خلاله بقيادة حزب الله، أن يكون تعاطيهم معنا محكومًا بالهواجس والترسبات السياسية لدى هذا الطرف أو ذاك. فإما أن يكون هذا التعاطي نابعًا من اقتناع تام بأن العلاقة بنا علاقة سليمة ومشرفة للطرفين، وإلا فالأمر سيّان في حالتيّ التعاطي والمقاطعة.

 

محكمة جرائم الحرب الدولية والنظام السوري

داود البصري/السياسة/14 شباط/15

 لم يسجل تاريخ البشرية المعاصر نظاما سياسيا بلغ من الإجرام مبلغا وارتكب من الجرائم ما تنوء بحمله كل ملفات ومحاكم الدنيا أكثر من النظام السوري الإرهابي, عبر حقبه وأطواره ومراحله المختلفة, والتي بدأت سجلاتها الأولى والتمهيدية بعد انقلاب اللجنة العسكرية البعثية في 8 مارس 1963, والتي دشنت مسيرة سلطوية بعثية حافلة بالإرهاب والقمع, وتدمير حياة السوريين وتحطيم اقتصادهم, وتهشيم مجتمعهم عبر فرض اشتراكية اللصوص والتفقير, وتحويل البلد العربي السوري الناهض لمعتقل كبير تقتلع فيه العيون, وتدار داخل أسواره أفظع أشكال التعذيب والامتهان, وتسرق موارده لصالح جمهرة من العصابات السلطوية الاستخبارية التي تسلطت بالحديد والنار والدم على مقدرات شعب صبر طويلا وثار مرارا وتعرض لنكسات إنسانية كبرى, صمت أمامها العالم الذي تجاهل نداءات الشعب السوري الدموية, وتسلط ضباع الفاشية عليه بدرجة لم تحدث حتى مع أعتى الأنظمة الشيوعية قمعا وإرهابا, باستثناء حالة كوريا الشمالية. لقد فرض الفاشيون في سورية حزاما صارما من الإرهاب والرعب والترويع, وباشروا بسياسات وتدمير لمكونات الشعب السوري, وفرضوا ديكتاتورية دموية سوداء أقضت مضاجع السوريين, ودفعت الملايين منهم للهروب خارج أسوارتلك الحديقة الفاشية التي سقيت بدماء السوريين.

فمن عهد اللجنة العسكرية وصراعات عناصرها الدموية, لعهد ماعرف بحركة التصحيح, وماجرى خلالها من مجازر مروعة سواء بين الرفاق أنفسهم, أوبينهم وبين جماهير الشعب السوري المنتفض, ووصولا لتنصيب الوريث بشار على كرسي والده الرئاسي في خطوة أثارت سخط واستهزاء العالم, كان النظام السوري في ممارسة مستمرة للجرائم المروعة, سواء على المستوى القمعي الداخلي وحيث التفنن في فتح السجون وإنشاء فروع المخابرات المرقمة والمشفرة أو في العمل في مجال الإرهاب الدولي في المنطقة والعالم, بالتعاون مع العصابات الإرهابية المختلفة بدءا من جماعات اليسار الثوري في سبعينات القرن الماضي, وصولا للعصابات الطائفية العراقية واللبنانية وغيرها من أتباع المشروع الإيراني المعروف, حتى تحولت أرض الشام لمعسكر إرهابي كبير, مارس بلطجته على دول المنطقة واجتاح لبنان الصغير العام 1976 فارضا حالة احتلال عسكري واستخباري معلنة لم تنته حتى اليوم, رغم هروب القوات السورية من لبنان بعد قتل النظام السوري لرئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في تلك الجريمة, وفي مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات عجاف من القتل والتقتيل والنهب. لقد صمت العالم طويلا ومطولا على جرائم النظام الإرهابية السابقة على كافة المستويات, وسكت العالم نفسه عنه اليوم وهو يمارس منذ أربعة أعوام بالتمام والكمال مهمة قتل السوريين الأحرار, الذين أشعلوها ثورة ضد الظلم والطغيان, ورفعوا شعار إسقاط النظام ومازالوا يعملون لتحقيق ذلك, رغم تبدل معادلات الصراع ودخول النظام في سباق طويل لتدمير الشام, وكل سورية على رأس شعبها, وتحويل الشعار الفاشي بجعل سورية أرضا من دون شعب لحقيقة ميدانية يساعده في ظل صمت الدول الكواسر وعدم اهتمام العالم بمعاناة السوريين, رغم بشاعتها التي تجاوزت كل الحدود, وكل ماهو مألوف من تداعيات الصراع الداخلي. النظام السوري يخوض اليوم حربا دولية إرهابية شاملة ضد شعبه مستعينا بحلفائه المعروفين من الروس والإيرانيين والعصابات الطائفية اللبنانية والعراقية التابعة لهم ومستعملا شتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا من أمثال القنابل الفراغية أوالبراميل والغازات الكيماوية, التي تجاهل العالم استعمالها العام 2013 في غوطتي دمشق الثائرتين.

لا نتعجب من مواقف الدول الكبرى أو الصغرى المصلحية والمنافقة, ولكننا نعجب من صمت المنظمات الحقوقية الدولية التي تقيم الدنيا لاعتقال شخص ما في العالم, بينما تصمت صمت الموتى عن الإعدام الجماعي للسوريين, وعن حملات الإبادة الممنهجة التي يقوم بها النظام, والتي تصاعدت بشكل تدميري هائل في غوطة دمشق وفي مدينة دوما تحديدا. لقد اهتز الضمير الأوروبي المنافق وحتى الدولي لمصرع خمسة من صحافيي “شارل إيبدو” الباريسية, وخرجت التظاهرات الكونية المستنكرة, بل وتشكل تحالف دولي لمحاربة “داعش” وأخواتها, بينما بلغ عدد قتلى النظام السوري أكثر من نصف مليون إنسان, ولم تخرج تظاهرة دولية واحدة تصرخ “كلنا الشعب السوري الحر”, نفاق مريض ومدمر لكل من يراهن على الضمير الدولي الميت. أين اتحاد المحامين العرب الذي لم نسمع منه همسا أوحتى كلمة عتاب? وحده المحامي اللبناني الحر الشجاع طارق شندب كان عنوانا للكرامة والتحرك, وإعلان الصوت العالي في استنكار ومتابعة جرائم وحش الشام وغلمانه الطائفيين, بينما صمت أهل القانون العرب وهم يتابعون المأساة ويغطون بصمتهم على جرائم الفاشيين والمجرمين في الشام. ما يحصل فضيحة وعار لسجل المنظمات القانونية والإنسانية, ولابديل عن متابعة ملف النظام الإرهابي السوري والمطالبة بتحويله لمحكمة جرائم الحرب الدولية, فقد آن أوان تحويل نظام دمشق لمزبلة التاريخ, فذلك هو مكانه.

 

لماذا يساعد أوباما إيران على دخول حرب اليمن؟

سليم نصار/الحياة/14 شباط/15

بعد مرور أكثر من نصف قرن على انقلاب العقيد عبدالله السلال في اليمن، قرر الحوثيون الاستيلاء على النظام الذي صنعه العسكريون بمساندة قوات جمال عبدالناصر (26-6-1962). وقد أيَّد ذلك الانقلاب قادة الاتحاد السوفياتي الذين أعلنوا اعترافهم الرسمي بشرعية «الجمهورية العربية اليمنية» خلال أول 24 ساعة. وربما كان الدافع الحقيقي، وراء ذلك الاعتراف السريع، دعم أول نظام تابع لمصر الناصرية... وتطويق منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط، وبكل الطاقات المطلوبة لتحريك عجلة صناعات الدول الغربية.

ولما فشلت القوات المصرية في نشر الاستقرار والأمن داخل حدود الجمهورية الجديدة، ركزت موسكو اهتمامها على اليمن الجنوبي الذي كان محتاجاً لاقتصادها وتنظيمها ورعايتها. وسرعان ما تحولت عدن إلى محطة مركزية للحزب الشيوعي السوفياتي الذي استخدمها كمنطلق لنشر نفوذه وعقيدته. ولولا مجزرة 13 كانون الثاني (يناير) التي فجّرها الرئيس السابق علي ناصر محمد، لبقيت هذه «الدويلة» الصغيرة عصيَّة على الانضمام إلى الوحدة التي فرضها الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ولما عجزت القوات المصرية، طوال ثماني سنوات، عن منع الاقتتال الداخلي بين العشائر، تدخلت السعودية عام 1970 لإطلاق مفاوضات ناجحة بين الجمهوريين والملكيين، قادت إلى خروج أسرة الإمام محمد البدر بضمانات عبدالله الأحمر والقاضي عبدالكريم الارياني.

الأسبوع الماضي دخلت جمهورية اليمن في نفق سياسي مظلم يصعب تقدير نهايته. والسبب أن الحوثيين، الذين هبطوا من جبال صعدة، أكملوا إحكام سيطرتهم على مرافق الحكم في اليمن، اثر استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي. عندها وجد محمد الحوثي، رئيس اللجنة الثورية، الفرصة المناسبة لنشر «الإعلان الدستوري» واتخاذ قرار بحل مجلس النواب الحالي، واستبداله بمجلس وطني يتألف من 551 عضواً. كذلك أطلق على هذه الحركة اسماً يُذكر بتاريخ دخول العاصمة: «ثورة 21 سبتمبر 2014»، معلناً تشكيل مجلس رئاسي مؤلف من خمسة أشخاص.

واستلهم هؤلاء في تمددهم القاعدة الشيوعية التي تقول: «خطوة إلى الوراء... خطوتان إلى الأمام». لذلك باشروا التفاوض يوم الثلثاء الماضي، برعاية مكتب الأمم المتحدة، في وقت كانت السفارة الأميركية تغلق أبوابها تمهيداً لمغادرة بلاد يصعب التكهن بمستقبلها وكذلك فعلت بريطانيا. ثم تبعتهما فرنسا على رغم التعزيزات العسكرية التي أرسلتها إلى السواحل الشرقية والجنوبية منذ فترة قصيرة. كل ذلك لحماية مصالحها، كونها تُعتبَر من أكثر الدول المستثمرة في اليمن. ذلك أن شركة «توتال» الفرنسية تملك أكبر حصة في مشروع الغاز المسال في منطقة بلحاف.

أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فان إدارة أوباما كانت ترى في الحوثيين أعداء لتنظيم «القاعدة». هذا ما دفع الرئيس الأميركي إلى القول في مؤتمر صحافي أن الرئيس هادي يساعده على طرد إرهابيي منظمة «القاعدة» من اليمن.

وتسيطر مخاوف داخل واشنطن من انهيار الأجهزة الأمنية التقليدية في حكومة صنعاء. ويرى مسؤولون أن حدوث ذلك سيمنح تنظيم «القاعدة» مساحة أكبر للنشاطات المعادية، شبيهة بالنشاطات الإرهابية التي استهدفت مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة.

ورأى الحوثيون في الفراغ الديبلوماسي الأميركي فرصة للانقضاض على تنظيم «القاعدة» الذي يمثل لهم ولإدارة أوباما عدواً مشتركاً يجب إبعاده عن الساحة. وكانت الاستخبارات الأميركية قد اغتالت الأسبوع الماضي مرشد «القاعدة» والقيادي البارز حارث النظاري، في غارة نفذتها طائرة من دون طيّار.

ومع حصول التحول السياسي في اليمن، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها من تنامي نفوذ هذه الحركة، ومدى تأثيرها على الأمن القومي والمصالح القائمة. لذلك أثار هذه القضية أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، أثناء زيارته للرياض يوم الأحد الماضي، واتفق الاثنان على عمق خطورة إثارة الصراعات الطائفية والمناطقية في الخليج.

ومنذ أعلن الإمام الخميني تصدير ثورته إلى دول المنطقة، أنشأت إيران عام 1982 وكالات حصرية كانت تزودها بالمال والسلاح وقوات التدريب على القتال. وقد تولى بعدئذ «الحرس الثوري» هذه المهمة في لبنان وسورية والصومال واليمن والعراق.

عام 1991 نشرت صحيفة «رسالات» حديثاً مع مرشد النظام آية الله علي خامنئي، قال فيه: «هل نحن نسعى للحفاظ على وحدة أراضي دولتنا أم لتوسيعها؟» وأجاب هو على السؤال الذي طرحه بعبارة بسيطة: نحن بالتأكيد ملزمون بالسعي إلى توسيع نفوذ إيران عبر الوكالات التي نؤسسها في الخارج!

ومثل هذا الطموح يعكس إلى حدٍ بعيد السياسة الخارجية التي تطبقها إيران في لبنان وسورية والعراق واليمن. والصحيح أن اليمن كان المظهر البارز للتوسع الإيراني في المنطقة خلال هذه السنة، ذلك أن العاصمة صنعاء سقطت تحت حكم الحوثيين بدعم إيراني واضح. وفي حال نجحوا أثناء تقدمهم في تطويق دول الخليج من الجنوب، وتهديد مصالحها وأمنها، فان ذلك يمكنهم من السيطرة على باب المندب. ومعنى هذا أن إيران ستفرض نفوذها على أهم مضيق بحري استراتيجي بواسطة وكلائها الحوثيين. تماماً مثلما تفرض سيطرتها على مضيق هرمز.

ويشهد هذا التدخل العسكري الواسع على تصميم إيران على تثبيت مكانتها كقوة مهيمنة في الشرق الأوسط. خصوصاً بعد الاستيلاء على أهم الطرق البحرية التي تنقل النفط عبر المحيط الهندي والبحر الأحمر، الأمر الذي يجعل من طهران حارساً للاقتصاد العالمي.

في ضوء المستجدات التي تثيرها الاشتباكات المسلحة داخل صنعاء وحضرموت والبيضاء والمكلا، ترتفع في المنطقة أسئلة سياسية يتمحور أكثرها حول مستقبل «أنصار الله»... وما إذا كان هذا الحزب يمثل في اليمن ما يمثله «حزب الله» في لبنان!

بالنسبة إلى المرجعية العقائدية التي تبناها الزعيم الحوثي الأول بدر الدين، فان الثورة الخمينية ظلت تمثل المنارة الفكرية لورثته في الزعامة، وآخرهم عبدالملك الحوثي. وبما أن الوضع الديموغرافي - الطائفي لا يسمح لـ «حزب الله» بالتمدد على كامل الأراضي اللبنانية، فان حوثيي اليمن لن يتأثروا بهذه العوامل. والسبب أن المرونة التي أظهرتها إيران في اجتذاب المناصرين تركت لها هامشاً واسعاً من التحرك تستطيع بواسطته احتضان منظمتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» السنيّتيْن في غزة، إضافة إلى منظمة «الشباب» السنيّة في الصومال.

ويقول مراقبون إنه لا يوجد أي شك في أن الولايات المتحدة تتعاون استراتيجياً مع إيران، الداعم الأساسي للحوثيين في قتالهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). لذلك تتحرك إدارة أوباما بحذر شديد في تعاملها مع القضايا التي تهم إيران، خشية التأثير على محادثات الملف النووي.

وفي هذا السياق، يطرح سؤال مهم: هل هذا وضع نهائي بالنسبة لأهل اليمن الذين شارف تعدادهم على 28 مليون نسمة؟

تؤكد المعلومات أنه في حال انتصر «أنصار الله» الحوثيون، فإن المشاركة في الحكم، كما يمارسها «حزب الله» في لبنان، لن تكون متوافرة بطريقة سهلة. والسبب أن «الحراك الجنوبي» باشر الحديث عن خطة انفصال عن الشمال، لأن ظروف الضمّ بالقوة، مثلما فرضها الرئيس السابق علي عبدلله صالح، لم تعد قائمة. ومن المتوقع أن ترفض القبائل الأخرى هذا الواقع، الأمر الذي يشير إلى احتمالات حدوث حرب أهلية يغرق في أتونها الأتباع والأنصار. وتلمح صحف المنطقة إلى ظهور ولايات منفصلة ومستقلة، مثلما حدث في العراق بعد الحرب.

على الصعيد السياسي، اجتمع في ميونيخ أفراد منتدى الدول الست الكبرى، في ظل مؤشرات أرسلتها واشنطن لتأكيد التزامها التوقيع على اتفاق الإطار مع إيران قبل نهاية شهر آذار (مارس) المقبل.

والثابت أن واشنطن وافقت على أن تحتفظ إيران بالجزء الأكبر من أجهزة الطرد المركزي الموجودة لديها. ومن شأن هذا التطور أن يقرب إيران من القنبلة الذرية بدلاً من إبعادها عنها. وهذا دليل آخر على أن الرئيس باراك أوباما عازم على تحويل اتفاقه مع طهران إلى هدف أساسي يمكنه تسويقه كبرهان على نجاحه - ولو بصورة جزئية - في تأمين استقرار مرحلي لمنطقة الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، ردَّ المرشد الأعلى علي خامنئي على بادرة أوباما بإعلان قبوله أي اتفاق نووي مع الدول الست الكبرى لا يحصل فيه أيّ من الجانبين على كل ما يريد. واعتبر خامنئي أن هذه القاعدة تعزز موقف المفاوضين الإيرانيين الذين يتعرضون دائماً لانتقادات قاسية من المحافظين، وخصوصاً وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وهذه المرة الأولى التي يدعم فيها خامنئي الرئيس حسن روحاني بهذه الطريقة العلنية.

المشككون في نيات الدول الغربية يعتبرون انفتاح الرئيس أوباما على إيران فخاً شبيهاً بالفخ الذي نصبته واشنطن للرئيس جمال عبدالناصر عام 1962 بهدف إغراق قواته في مستنقع اليمن. وكانت النتيجة هزيمة عسكرية على جبهة المواجهة مع إسرائيل عام 1967.

واليوم، يستعد زعماء العشائر والقبائل المسلحة لشن حرب أهلية طويلة ضد هيمنة الحوثيين والإيرانيين، ربما تطول مدتها أكثر من المدة التي حددها أوباما لإنهاء «داعش».

ومن المؤكد أن «الحرس الثوري» الإيراني سيهرع للمساندة والدعم في اليمن، مثلما يفعل حالياً في سورية والعراق. وهذه عملية مرهقة تحتاج إلى مواصلة الدعم اللوجستي المكلف، للحفاظ على خطوط جبهة ممتدة من لبنان حتى اليمن.

وتتوقع الدول المستفيدة من هذا الوضع اندلاع انتفاضة شعبية داخل إيران، يغذيها انخفاض أسعار النفط، وفرض حال التقشف على المواطنين الذين أرهقتهم الثورة بطموحاتها طوال 35 سنة!

 

إعادة كتابة تاريخ العلاقة مع الإرهاب

اياد ابو شقرا/الشرق الأوسط/14 شباط/15

زرت ولاية نورث كارولينا الأميركية لأول مرة عام 1992. وأكثر ما أحببت فيها مدينة تشابل هيل الجامعية الجميلة الوادعة، فهي نسخة أميركية عن المدن الجامعية الأوروبية كأكسفورد ولايدن وتوبينغن ولوفان (لوفن). ولئن كان العنف ظاهرة مألوفة في الأحياء الشعبية في كبريات المدن الأميركية فهو نادر في بيئات أكاديمية راقية مثل تشابل هيل. كذلك إذا كانت العنصرية المشوبة بالتعصب الديني حقيقة في أجزاء من ولايات «الجنوب القديم» وما يسمى بـ«حزام الإنجيل» المحافظ، توجد الآن في هذه الولايات واحات من التسامح والانفتاح، وبالأخص، بعدما كبُرت مدن كثيرة، مثل أتلانتا وتشارلوت، صارت ذات طابع «كوزموبوليتاني» وفقدت الكثير من طبيعتها المحافظة الضيقة.

مع هذا، في ظل الأجواء السياسية العامة، لم أفاجأ بوقوع جريمة تشابل هيل الثلاثية التي قتل فيها الشاب السوري ضياء بركات وعروسه الفلسطينية يسر أبو صالحة وأختها رزان - رحمهم الله -، كما أنني لم أفاجأ بـ«الفتور» الأولي في تعاطي الإعلام الأميركي معها. ومع أنني لا أود الانجرار لنظرية «التحامل على المسلمين» - كون الضحايا الثلاثة مسلمين والقاتل أبيض - لاحظت في الساعات الأولى لوقوع الجريمة، على الأقل، تواضعا في مستوى التغطية الإعلامية مقارنة بجرائم مماثلة وقعت في الولايات المتحدة خلال العامين الأخيرين.

وهنا أشير إلى أن صديقة بريطانية كتبت لي قبل فترة قصيرة بعد إقدام «داعش» على ذبح الرهينتين اليابانيين مطالبة بموقف حازم من العالم الإسلامي ضد «هذا الإجرام المقزّز قبل فوات الأوان». وتابعت أن ما يُرتكَب باسم الإسلام من فظائع «داعش» إلى جريمة «شارلي إيبدو» في باريس يؤجّج المشاعر المعادية للإسلام والمسلمين «وما عادت المسألة إلا مسألة وقت حتى نرى ردّات الفعل عليها في شوارع مدن الغرب».

صديقتي على حق، لأنني لو كنت مواطنا عاديا بريطانيا أو فرنسيا أو أميركيا، وأيضا لو كنت يابانيا، لما تردّدت في الإدانة الجماعية. فليس كل مواطن في الغرب أو في اليابان ملمّا بهموم منطقتنا ومجتمعاتنا، وليس الجميع مستعدا للغوص في مناقشة ما نشكو منه من سوء معاملتنا على أيدي الاستعمار الغربي. المواطن العادي يحلّل الأمور كما يفهمها، وفي القرن الـ21 لا يمكن أن يقبل أي إنسان سوي جرائم الذبح بدم بارد أمام الكاميرات، ولا يجوز مطلقا تبريرها.

ثمة من يُرجع تحامل هوليوود على العرب والمسلمين إلى زمن بعيد. وفعلا روّجت السينما الأميركية صورة نمطية سيئة عنهم. فهؤلاء عادة متعصبون أو جشعون أو منهمكون بالملذات، ولاحقا إرهابيون وقتلة. وبين أحدث الأفلام التي يرى نقاد أنها تعزّز سلبيّات الصورة النمطية، أو قُل التبسيطية، عن العربي والمسلم فيلم رشّح هذا العام فقط لجوائز أوسكار هو «القناص الأميركي» الذي انتقدت «اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» توقيت عرضه بحجة أنه يأتي في فترة تزايد التهديدات للعرب والمسلمين. لكن إذا كان تأجّج المشاعر في الشارع خطرا، فماذا يقال في تأثر قيادات كبرى بهذه الصورة النمطية وبنائها استراتيجياتها على أساسها؟

بالأمس، قرأت عن اعتزام الرئيس الأميركي باراك أوباما نشر الوثائق العائدة لاعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة بالأسماء. وأحسب أن مثل هذا العمل من حقّ الرئيس الأميركي، وبخاصة، أن الاعتداءات قضى فيها مواطنون أميركيون أبرياء. غير أن ما هو ليس من حقّه أبدا تزوير التاريخ وإعادة كتابته على هواه، وبمفعول رجعي.

إن «القاعدة» التي يتهم الرئيس أوباما اليوم أطرافا عربية ومسلمة بدعمها وتمويلها كانت ثمرة «جهد مشترك» ونتاج «حرب إسقاط الاتحاد السوفياتي» في أفغانستان. وهي الوريث الفعلي لحركات «المجاهدين الأفغان» الذين جعلهم الإعلاميون والكتّاب الغربيون «أسطورة» روّجوها في كتب وتحقيقات في أوروبا وأميركا. ولا يعقل أن الولايات المتحدة، بكل معاهدها العليا ومراكز أبحاثها وخبرائها وجواسيسها، قد اكتشفت فجأة خطورة الإسلام السنّي الأصولي. كذلك يصعب أن يكون العقل الغربي البراغماتيكي قد بوغت بـ«العودة إلى الدين» في الشرق الأوسط وغيره، بعدما اعتمدت سياسة الغرب إبان «الحرب الباردة» تأييد إما العسكر أو الجماعات المحافظة والمتديّنة في العالم الثالث ضد اليسار، عدوه المباشر يومذاك.

كانت الولايات المتحدة هي التي وضعت خلال عقد الخمسينات استراتيجية تطويق الاتحاد السوفياتي السابق بالأحلاف العسكرية، ومنها حلف «السنتو» (حلف بغداد سابقا) وحلف «السياتو» (جنوب شرقي آسيا) وكانت باكستان عضوا في الحلفين. ثم كانت باكستان، الدولة التي أسّست عام 1947 كـ«دولة إسلامية»، الحاضنة الأساس لـ«المجاهدين» الأفغان عبر استخباراتها ومدارسها الدينية. وحتى خريف 2001 ظلت الاستخبارات الباكستانية النصير الأول لحركة «طالبان» التي كانت واشنطن سعيدة بقدرتها على ضبط فوضى تعدّد الحركات المتطرفة لدى طرح مشروع مد أنابيب نفط «يونوكال» من آسيا الوسطى عبر أفغانستان. وحتى، فيما يخصّ إيران، الحليف القديم – الجديد، دعمت واشنطن قيادة العراق «السنّية» طويلا ضد إيران «الملالي» الشيعة، ولم يتغيّر الموقف الأميركي من صدّام حسين إلا بعد غزوه الكويت.

بعدها، غيّر «المحافظون الجدد» توجّه السياسة الأميركية إزاء الشرق الأوسط والتنافر بين «السنّية السياسية» و«الشيعية السياسية» بإسقاط صدام وتسليم العراق لأتباع إيران. ثم تسارعت الأحداث، ونجحت إيران عبر النظام السوري في تأسيس شراذم سنّية متطرّفة كانت استثمارا مجزيا، أولا في العمليات التي عجّلت بسحب القوات الأميركية من العراق، وثانيا في استخدامها لتفجير الثورة الشعبية السورية من الداخل وابتزاز العالم بـ«تطرّفها التكفيري» بينما تطرح إيران نفسها «حليفا للغرب» في حربه على الإرهاب السنّي.

واضحة جدا كلمات حسن روحاني بالأمس عن دور إيران في محاربة الإرهاب، وقبله كلام عبد الملك الحوثي عن دوره في مواجهة «القاعدة»، وحسن نصر الله عن قتال «التكفيريين». ويبدو أن ثمة في إسرائيل من يرحّب بهذا «السيناريو» كرئيس أركان جيشها السابق دان حالوتس. وها هو لجم «التوتر» بين إيران وإسرائيل على جبهة الجولان - جبل الشيخ يؤدي إلى إعطاء طهران وأتباعها الضوء الأخضر للزحف جنوبا وتأمين الجبهة الجنوبية وخط وقف إطلاق النار.

بعد 36 سنة.. مات الشيطان الأكبر!

 

بوتين: أسير ماض عفّى عليه الزمان

أمير طاهري/الشرق الأوسط/14 شباط/15

في الوقت الذي يعتبر فيه استقاء الدروس من التاريخ من أول واجبات أي رجل دولة كفء، ينبغي عليه كذلك الحذر من استقاء دروسه الخاطئة.

أحد الأمثلة على ذلك هو سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبناء استراتيجية وطنية مربوطة بلحظات تاريخية معينة ولت دون رجعة منذ زمن بعيد.

في هذا السياق، أمر بوتين بإقامة احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى مرور 70 عاما على عقد مؤتمر يالطا التاريخي في شهر فبراير (شباط) عام 1945 الذي قام فيه الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والزعيم السوفياتي جوزيف ستالين بتقسيم أوروبا في فترة ما بعد الحرب إلى مناطق نفوذ. ورفع الستار عن تماثيل جديدة مصنوعة من البرونز تصور «الثلاثة الكبار» في أحد المنتجعات في شبه جزيرة القرم، في مناسبة جديدة تستغلها روسيا للتأكيد مجددا على ضمها لشبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود.

ومن قبيل المصادفة أن تحل ذكرى مؤتمر يالطا بالتزامن مع ذكرى مرور 40 عاما على اتفاقيات هلسنكي عام 1975، وهي محاولة لتقديم ما يسمى استراتيجية الانفراج ذات السند القانوني. وبينما يستدعي بوتين ذكريات مؤتمر يالطا كوسيلة للدعاية للمكانة الخاصة التي تحظى بها روسيا وسط دبلوماسية «الجوار القريب»، يشدد قادة الاتحاد الأوروبي، وخصوصا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على أهمية اتفاقيات هلسنكي.

وتكمن المشكلة في أنه لا مؤتمر يالطا ولا اتفاقيات هلسنكي تعكس الحقائق الجديدة التي تواجه أوروبا الحائرة بين الرغبة في إعادة التوحد والتعطش للتأكيد على الذات القومية حسبما يظهر ذلك من خلال الحركات الانفصالية في اسكوتلندا وكاتالونيا إلى جانب مناطق أخرى في الاتحاد الأوروبي.

تحولت، بموجب مؤتمر يالطا، خطوط وقف إطلاق النار التي نتجت عن هزيمة ألمانيا النازية إلى حدود دائمة تخضع لضمانة القوى التي تسيطر عليها. كانت هذه الحدود مصطنعة في كثير من الحالات، ولكن هذه الحدود لم تكن، في بعض الحالات الأخرى، سوى إملاءات فرضها المنتصر مثل تقسيم ألمانيا إلى دولتين. ومع ذلك، أصرت اتفاقيات هلسنكي على وجوب احترام تلك الحدود المصطنعة بشكل كامل.

ولكن تلك الحدود تغيرت مرة أخرى على مدى الأربعين عاما الماضية. فانقسم الاتحاد السوفياتي إلى 15 جمهورية مستقلة وتوحدت الألمانيتان. وانضمت 3 جمهوريات كانت تابعة للاتحاد السوفياتي السابق إلى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. وانفرط عقد يوغوسلافيا إلى 6 جمهوريات منفصلة مع اعتبار كوسوفو دويلة سابعة. وانقسمت تشيكوسلوفاكيا إلى جمهورية التشيك وسلوفاكيا.

تعتبر وثيقة هلسنكي الختامية إطارا للقطة تاريخية لم تعد موجودة حاليا. ولذلك فإن آمال ميركل في إحيائها تعتبر مضيعة للوقت في أحسن الأحوال، كما أنه تصعيد للمخاطر المرتفعة التي تواجه الأمن الأوروبي في أسوئها.

كما أن وهم يالطا الذي يتعلق به بوتين يعتبر مناورة أكثر خطورة.

في البداية، لا تحظى فكرة وجود «منطقة نفوذ» روسية إلا بقليل من القبول بين الشعب المعني بهذا الأمر بشكل مباشر. وفقا لعدة استطلاعات رأي، حتى في روسيا نفسها، تعرب الأغلبية عن شكوكها في أفضل الأحوال بشأن ما يراه كثيرون استراتيجية ذات مخاطر مرتفعة. ومن المؤكد أن غالبية الروس يريدون أن تعود دولتهم لتتبوأ مكانة القوة العظمى ذات النفوذ الكبير الذي كانت تتمتع به على الساحة الدولية. إلا أن الأغلبية، عند سؤالها عما إذا كانت مستعدة لشن حرب بغية تحقيق هذا الهدف، تتبنى موقفا متناقضا في أحسن الأحوال.

كما أن فكرة إحياء مناطق النفوذ بموجب مؤتمر يالطا تحظى بقبول أقل حتى في المناطق التي يستهدفها بوتين بشكل مباشر. في أوكرانيا، يؤيد 16 في المائة من الشعب إنشاء اتحاد جمركي مع روسيا، مقارنة بنسبة 57 في المائة يرغبون في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وربما يكون الأهم من ذلك هو وجود تلك الأغلبية الضئيلة التي ترغب في انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو. وحتى في روسيا البيضاء، التي تعتبر الأكثر تأييدا لروسيا من بين الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفياتي السابق، يزيد التأييد للانضمام لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي بمقدار الضعف عن نسبة التأييد لتوثيق العلاقات مع موسكو.

وفي منطقة القوقاز، تبلغ نسبة التأييد للانضمام لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي ما بين 70 و80 في المائة في جورجيا وأذربيجان. وحتى في أرمينيا، التي تعتبر أكثر موالاة لروسيا من بين الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفياتي السابق، تميل الأغلبية بنسبة الثلثين إلى توثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بدلا من موسكو.

كثيرا ما لمح بوتين إلى أن خطوته المقبلة ستكون ضد مولدوفا حيث يسيطر على إقليم ترانسدينستر، الذي يسمي نفسه جمهورية، عناصر موالية لروسيا. ومع ذلك، توجد كذلك أغلبية تسعى للاندماج مع الاتحاد الأوروبي.

كيف يمكن لبوتين أن يأمل في إعادة فرض أسلوب «مناطق النفوذ» الذي تبناه مؤتمر يالطا في الماضي، بينما لا يوجد في الجمهوريات التابعة للاتحاد السوفياتي السابق من يرغب في التصويت لصالح ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ناهيك عن الاحتلال الروسي لمقاطعتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عام 2008.

نجح ستالين في السابق في إنشاء منطقة نفوذ بموجب مؤتمر يالطا بسبب عدد من العوامل التي لم تعد موجودة حاليا.

في عام 1945، كان كثير من الدول الموجودة في شرق أوروبا ووسطها تنظر إلى الاتحاد السوفياتي باعتباره قوة تحرير ساعدت، بغض النظر عن جوانبها البغيضة، في دحر الوحش النازي. وفي الوقت ذاته، كان ينظر إلى الاتحاد السوفياتي من قبل شريحة لا بأس بها من اليسار الأوروبي باعتباره معقلا للاشتراكية في عالم غير يقيني بعد إسدال الستار عن الحرب. كانت هناك أحزاب شيوعية في جميع دول أوروبا الشرقية والوسطى، كان بعضها يتمتع بقواعد شعبية حقيقية. وفي أوروبا الغربية، كانت الأحزاب الشيوعية الموجودة في إيطاليا وفرنسا قوى سياسية رئيسية مخصصة لتأييد النفوذ السوفياتي ضد «الإمبريالية الأميركية». ولكن مشروع بوتين الخاص ببناء إمبراطورية، لا يحظى بمثل هذا التأييد على مستوى القواعد الشعبية في أي مكان من المناطق التي يرغب في مد نفوذه إليها. ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى أن استراتيجية بوتين تفوح منها رائحة قومية القرن التاسع عشر. فلماذا يرغب مواطن مولدوفي، على سبيل المثال فقط، يتمنى أن يخسر استقلاليته التي حصل عليها مؤخرا فقط لمساعدة بوتين على تشييد دعائم إمبراطوريته؟ ونحن نعلم حاليا أن ضم شبه جزيرة القرم جاء بناء على عملية روسية عسكرية خفية على نحو رقيق وليست نتيجة انتفاضة شعبية قام بها مواطنون ناطقون بالروسية. فالروس يطلقون على هذا النوع من العمليات «ماسكيروفكا» أو «الحرب المقنّعة». وهذا هو سبب معاملة روسيا لشبه جزيرة القرم على أنها أرض محتلة بوضع نقاط تفتيش في كل مكان وفرض قيود على الحريات الأساسية للأهالي.

ففي حين تستند استراتيجية بوتين في دبلوماسية «الجوار القريب» إلى أوهام مؤتمر يالطا، تدفعه رحلاته إلى منطقة الشرق الأوسط إلى تبني وهم آخر: التحالف السوفياتي مع الأنظمة العربية التي كانت تحت حكم العسكر أثناء الحرب الباردة. يتصور بوتين أن جمال عبد الناصر ما زال في سدة الحكم في القاهرة وأن حافظ الأسد بيده مقاليد الحكم في دمشق وصدام حسين هو الزعيم في بغداد وأن معمر القذافي هو القائد في طرابلس.

وينتهز بوتين فرصة توفرها له سياسة الرئيس باراك أوباما التي تقوض المكانة القيادية التي ظلت الولايات المتحدة تحظى بها على نحو تقليدي خلال فترة ما بعد مؤتمر يالطا. ومع ذلك، لا يوجد لدى بوتين ضمان بأن الولايات المتحدة ستبقى دائما على مسارها التائه الحالي.

سيظل الرفيق بوتين أسيرا للماضي نظرا لقراءته الخاطئة للتاريخ. وليست هذه أخبارا سيئة لروسيا وحدها، بل للعالم بأسره.

 

إيران من الثورة إلى الانتداب

مصطفى فحص/الشرق الأوسط/14 شباط/15

اعتبر الرئيس الإيراني، الشيخ حسن روحاني، أن بسط السلام والاستقرار واستئصال الإرهاب في الشرق الأوسط يمران عبر الجمهورية الإسلامية. وأضاف روحاني في الخطاب الذي ألقاه يوم الأربعاء في الذكرى الـ36 على انتصار الثورة، أن إيران هي الدولة الوحيدة التي ساعدت شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن لمواجهة المجموعات الإرهابية.

ولكن بعد 36 سنة على الثورة الإيرانية، وادعاءات طهران بمكافحة الإرهاب وصناعة الاستقرار، تدفعنا مشاهد أشلاء الأطفال المتناثرة، في مدينة دوما في ريف دمشق، التي تمر أمام أعيننا منذ عدة أيام، وقبلها المجازر المتنقلة بين المدن والقرى والأحياء على كامل التراب السوري، التي يرتكبها نظام بشار الأسد، وبينها عودة حمزة الخطيب من صف القراءة إلى حضن أمه، وحضن التراب مقطع الأعضاء، وخروج الرضيع بلال فرزات الديلاتي من تحت أنقاض البيوت التي سقطت فوق رؤوس قاطنيها في دوما، والحصار المستمر لمخيم اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك، إلى الشروع بمراجعة جدية لقناعاتنا والتزاماتنا، ليس فيما يتعلق بحاضرنا فقط، بل بماضينا القريب أيضا، من منطلق إنساني وأخلاقي بعيد من العصبيات القومية والمذهبية والسياسية، لعلنا بذلك نتمكن من أن نتعاطى بطريقة أكثر واقعية مع إيران الثورة والنظام.

يقال إن الفرد لا يمكن أن يسقط، وإن تعثر، حين يلزم نفسه بموقف أخلاقي، وقد تسقط الأنظمة إن لم تدافع عن مصالحها، أو حين تبالغ في الدفاع عنها. والدول مصالح وليست مؤسسات خيرية أو قيما أخلاقية، لذلك فهي، أي الدول أو الأنظمة، في خضم تصديها لا تحتاج إلى مسوغات أخلاقية كي تحمي نظام مصالحها. كما أنها حين تستشعر العظمة نتيجة تراكم قدراتها، أو ضعف خصومها، فإنها ترفع تفوقها إلى مستوى الآيديولوجيا، وتحولها إلى رأس حربة في خدمة مشاريعها.

لكن ثورة الشعب السوري عرّت كل خبايا طهران، ووضعتها وجها لوجه في مواجهة مع الشعوب العربية قبل أنظمتها، فثورة المستضعفين على المستكبرين تستضعف الآن المواطنين في سوريا واليمن والعراق ولبنان وتستكبر عليهم، وتقوض مطالبهم بالعيش بكرامة وحرية، كأن لا حق للشعوب العربية بالثورة ونعمة الحرية، إلا بما أمرت وما اكتسبت وما سوف تكتسب.

إيران بعد 36 عاما على ثورتها ضد الاستبداد، هي لا تسمح حتى الآن للعراقيين، وخصوصا الشيعة، بأن يبنوا دولتهم الوطنية، رغم سقوط صدام حسين، عدوها، مستعينة بالميليشيات التي صنعتها على الدولة التي أجهضتها، واختزلت سوريا ببشار الأسد وربما المنطقة كلها، فاستباح بلاده وشعبه، وأحرق ما حوله بتغطية ومباركة كاملة منها، وصلت طهران إلى اليمن أيضا، فمزقت ما تبقى من النسيج الاجتماعي اليمني الجاهز للانفجار والتشظي، أما في لبنان، رغم دورها الإيجابي بدعم المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها تجر شبان الطائفة الشيعية إلى المحرقة السورية، وتعطل الاستحقاقات الوطنية، وتربطها بمستقبل مفاوضاتها النووية مع الغرب.

في الذكرى الـ36 على الثورة، يبقى الرهان على أن تعود إيران دولة وطنية تهتم بشؤون مواطنيها، وتنمية قدراتها واستثمار إمكانياتها لصالح الداخل الإيراني، وإنهاء خلافاتها مع جوارها العربي، من خلال دور بناء، يعيد دمجها مع المكونات السياسية والعرقية والمذهبية لجوارها العربي والإسلامي، بعد أن تسبب طموحها بنفوذ إمبراطوري إلى إفلاسها ماديا وعزلها سياسيا.

 

أميركا في اليمن على خطاها في العراق؟ التعايش مع إيران يُطبّع نفوذها الإقليمي

روزانا بومنصف/النهار

14 شباط 2015

صاغ الرئيس الايراني حسن روحاني ما دأب المسؤولون العسكريون في الحرس الثوري او سواهم من المحيطين بالمرشد الايراني على تكراره في شأن النفوذ الايراني المتمدد في اتجاه العراق وسوريا ولبنان واليمن باسلوب ديبلوماسي مقدما صياغة اكثر دماثة وغير استفزازية لهذه الصيغة نفسها من خلال قوله ان "الدولة التي ساعدت شعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن" كما قال "لمواجهة المجموعات الارهابية هي جمهورية ايران الاسلامية". وطرح المعادلة على لسان روحاني يشير بوضوح الى وجود رؤية موحدة حولها في الداخل الايراني بين المتشددين والمعتدلين لجهة الطموح الايراني الاقليمي في المنطقة بما يدحض وجود مقاربات مختلفة في التعاطي الايراني في المنطقة بين الطرفين. قال روحاني في الذكرى الـ36 للثورة الاسلامية "ان بسط السلام والاستقرار واستئصال الارهاب في الشرق الاوسط يمر عبر الجمهورية الاسلامية" بمعنى ان ايران هي مفتاح اساسي للوصول الى هذه الخلاصات ولو انها توحي في الوقت نفسه ان ايران استخدمت ما يستخدمه النظام السوري من اشعال للحريق ومن ثم طرح نفسه مساعدا اساسيا في اطفائه على ما هي الحال بالنسبة الى المجموعات الارهابية في سوريا مثلا وعلى ما كان يفعل في لبنان ابان الحرب ووصايته عليه، فلا احد ينكر على ايران دورها المهم في المنطقة انما على قاعدة ما يعتقده مراقبون انه دور تخريبي على مستوى منطقة الشرق الاوسط من خلال توظيف العنصر المذهبي وفق ما حصل في العراق ولبنان ودعم الرئيس السوري وكذلك في البحرين واخيرا في اليمن ولو ان ايران تقول بلاطائفيتها وذلك من اجل استثمار تدخلها في تحسين النفوذ الايراني وهيمنته في دول المنطقة.

اللافت الذي يتوقف عنده مراقبون متابعون للموقف الايراني هو اقرار الرئيس الايراني المعتدل بالتدخل الايراني في اليمن وليس فقط في دول اخرى معروف حجم وطبيعة تدخلهم فيها كما هي الحال بالنسبة الى العراق عبر سيطرتهم على احزاب وميليشيات ومفاتيح في السلطة او في سوريا حيث ساهمت في بقاء النظام ومده بامكانات الاستمرار واعادة تحقيق مكاسب على الارض او في لبنان عبر "حزب الله"، وذلك في الوقت الذي لم يصدر اي موقف اميركي يجزم بالتدخل الايراني لا بل يطرح شكوكا ازاء حصوله. وهو أراد بذلك توجيه الرسالة حول الشراكة التي تتوقعها ايران وتريدها في كل هذه الملفات في حال شاءت الولايات المتحدة ايجاد حلول لها. ومع انه سبق لمسؤولين ايرانيين عسكريين ان قالوا بذلك، فإن اعلان الرئيس الايراني من شأنه ان يدحض اي شك لا تزال تبديه واشنطن على رغم ان معلومات استخبارية كانت ترصد دعما ايرانيا للحوثيين وتحركهم العسكري منذ اكثر من ثمانية اشهر، وتأكيد روحاني ذلك يحرج واشنطن من زاوية انها لا تستطيع ان تغض النظر بعد الان عما يحصل في اليمن وتتعامل معه على انه تطور داخلي على خلفية الصراع السياسي الداخلي فحسب فيما تطرح طهران نفسها الشريك الذي لا غنى عنه من اجل احلال السلام والاستقرار في هذه الدول التي عددها روحاني ومن ضمنها اليمن فيما وجهت رسائل مزدوجة ازاء التطورات هناك. فروحاني يذكر واشنطن باعتبارها من سيقر بنفوذ ايران في المنطقة بان نفوذها يجد طريقه الى التمدد فيما المفاوضات على الملف النووي الايراني تجري على خط اخر وفي ظل رفض ايراني من الاساس وفق ما يقول قريبون من طهران لاي بحث يتناول شؤون المنطقة جنبا الى جنب مع الملف النووي. فيما الرسائل الاميركية المزدوجة تكمن في واقع اقفال السفارة الاميركية في صنعاء بذريعة التطورات الامنية والتي شكلت في ذاتها دعوة لدول اوروبية للقيام بالمثل في الوقت الذي بقي مستشارون امنيون ومدربون يساعدون القوى الحكومية اليمنية في ظل تساؤلات عن اي قوى هي المقصودة وهل هي التي باتت تخضع للحوثيين ام لا، ولعل هؤلاء المستشارين يعوضون تغييب اميركا نفسها عن التماس مع الواقع الميداني في اليمن علما ان واشنطن والدول الاوروبية ساورها الندم في مراحل مختلفة من الازمة السورية لاقفال السفارات بما ساهم في افقادها المعلومات المباشرة او ممارسة التأثير اللازم، وتاليا فإن التساؤلات التالية تتعلق باحتمالات عدة من بينها هل ان الانسحاب الاميركي من اليمن سيكون استكمالا للانسحاب الاميركي من شؤون المنطقة الذي ادى الى سعي كل من ايران وتنظيم الدولة الاسلامية في الدرجة الاولى الى ملء الفراغ الذي تركه الانسحاب الاميركي او اذا كان التجاهل الاميركي الذي كان قائما حول التدخل الايراني في اليمن هو من اجل عدم دحض امكان التعاون مع واقع جديد هناك بناء على ما يعلنه الحوثيون، وروج له روحاني، اي محاربة الارهاب المتمثل في تنظيم القاعدة في اليمن، فتستعاد في اليمن الصيغة نفسها التي سادت في العراق في الاشهر الاخيرة حول التعايش الايراني الاميركي من خلال عودة مستشارين اميركيين الى العراق من اجل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية عبر قبول انقلاب الحوثيين في اليمن والتعاطي معهم كامر واقع من اجل محاربة تنظيم القاعدة باعتباره العدو الاول للاميركيين هناك وفي المنطقة، وذلك على رغم ان الوضع في اليمن لا يمكن ان يستتب بالتعاون الاميركي الايراني فحسب لان هناك لاعبين مؤثرين اخرين وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية خصوصا متى كان اليمن على شفير حرب اهلية.

 

الحريري ونصرالله: الفراق الأخير

احمد عياش /النهار

14 شباط 2015

مرور عشر سنوات على استشهاد الرئيس رفيق الحريري لم يغيّر حتى اليوم المسار الذي يظهر التعايش على مضض بين مشروعيّن: مشروع الحريري الذي يريد للبنان الحياة بكل طاقة البناء، ومشروع إيران العابر من بحر قزوين حتى البحر المتوسط غير آبه بالبلدان التي يمرّ بها إذا بقيت أم لم تبق على قيد الحياة في حال مانعت بقاءه.

الرمزان الكبيران لهذين المشروعيّن في الوطن الصغير هما اليوم: نجل الشهيد الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. كلاهما ينطق بلغة مشروعه فإذا بهما خطان متوازيان لا يلتقيان.

الحريري عشية الذكرى العاشرة لاستشهاد والده قال عبر قناة LBC: "... أقول للشباب والشابات ولكل المؤمنين بمشروع رفيق الحريري انه... بنى حين كان الناس يهدمون".

أما نصرالله وفي آخر إطلالة له في 30 كانون الثاني الماضي في احتفال شهداء القنيطرة قال: "منذ العام 1982 ... المقاومة وحدها هي الرد".

لا داعي للتشكيك في صدق ما يقوله الرجلان، لا بل على العكس فإنهما يرسمان معالم الحدود التي وضعت لبنان منذ عشرة أعوام على مفترق مصيري: هل أن لبنان بلد مستقل بموجب خريطة سايكس – بيكو التي أنشأت كل دول الشرق الأوسط تقريباً باستثناء إسرائيل؟ أم أن لبنان منصة لإيران بموجب الخريطة التي وضعها وليّ الفقيه عام 1983؟

كثيرون يتذكّرون في ذلك العام أن ورش الحريري أنهمكت بكل طاقاتها لإزالة آثار الاجتياح الاسرائيلي بدءاً من بيروت في وقت كان الحرس الثوري الايراني يضع اللمسات الاولى لفرعه اللبناني الذي صار لاحقاً "حزب الله". كان جهد الحريري فريداً في ذلك الوقت لإعادة إعمار ما دمرته الحروب بشراً وحجراً. أما جهد إيران فكان واحداً من جهود عدة تتنافس عسكرياً فكانت مثلاً مجازر الصراع المهولة بين "حزب الله" وحركة "أمل" عام 1989 في إقليم التفاح لتأكيد هيمنة طهران على القرار الشيعي.

اغتيال الحريري في 14 شباط 2005 جاء بعد 22 عاماً من مسيرة مشروع غيّر معالم لبنان في شكل لا مثيل له منذ إنشاء لبنان عام 1943 مما يفسر كيف أن الحشد الأضخم في تاريخ لبنان قد التأم في 14 آذار بعد شهر على وقوع الجريمة ليؤكد انتماءه لمشروع الحريري. أما مشروع إيران بنسخته اللبنانية فقد بلغ أقصى طاقته جماهيرياً في 8 آذار 2005 تحت عنوان الوفاء لنظام بشار الاسد. واليوم بعد عشر سنوات على الجريمة يصارع مشروع الحريري من أجل البقاء كي يبقى ما أنجزه على قيد الحياة فيما يصارع مشروع إيران من أجل البقاء أيضاً ولو اقتضى ذلك سفك دماء لبنانيين الآن في جنوب سوريا. المشروعان يتلاقيان مرحليا كي يبقى لبنان على قيد الحياة لكنهما الى فراق نهائي لا محالة.

 

توجيه التهمة رسميا لرئيس الارجنتين بالتستر على تفجير استهدف مركزا يهوديا

وكالة الصحافة الفرنسية/وجهت التهمة رسميا الجمعة الى رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر بالتدخل لمنع محاكمة مسؤولين ايرانيين في قضية تفجير مركز يهودي في بوينوس ايريس في 1994، وفق النيابة. ومن شأن القرار دفع القضية ضد كيرشنر والتي كان يتولاها النائب العام البرتو نيسمان الذي توفي في ظروف غامضة عشية جلسة للبرلمان لعرض اتهاماته. ويعود الى القاضي الذي ينظر في القضية دانيال رافيكاس ما اذا كان سيستدعي كيرشنر للادلاء بافادتها. وتعرضت كيرشنر لانتقادات حادة منذ وفاة نيسمان بعد ان اتهمها بالتستر على تورط مسؤولين ايرانيين كبار في التفجير مقابل الحصول على النفط. ووافق النائب العام الجديد الذي يتابع القضية جيراردو بوليسيتا على الاستنتناجات التي توصل اليها نيسمان واتهم كيرشنر ووزير الخارجية هكتور تيمرمان ومسؤولين حكوميين آخرين بالتستر والاخلال بواجباتهم، وفقا لبيان اصدره. يذكر ان نيسمان (51 عاما) وجد ميتا بطلقة في الراس في شقته في بيونيس ايريس في 18 الشهر الماضي. واعتبرت وفاته انتحارا في اول الامر لكن الشبهات حامت حول حكومة كيرشنر. وكانت الرئيسة اعلنت ان مسؤولين سابقين في الاستخبارات تلاعبوا بنيسمان قبل ان يقتلوه لتلطيخ سمعتها.