المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 17 شباط/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  16 و17 شباط/15

"حوار" و ثوابت/علي حماده/17 شباط 2015

البعد الطائفي واتساع الاستهدافات في الغرب يرسمان عنوان تصاعد المواجهة مع "داعش"/روزانا بومنصف/17 شباط/15

تعديل الموقف من الإخوان.. أبرز تغييرات العهد السعودي الجديد/فادي شامية/17 شباط/15

الاتفاق النووي بين إيران وأميركا قاب قوسين أو أدنى/الرأي/17 شباط/15

معركة إيران في جنوب سوريا ودلالاتها/رأي القدس/17 شباط/15

لأن لا إزاحة للأسد قبل الاتفاق على بديل المعارضات السورية تحاول استعجال التفاهم/اميل خوري/17 شباط/15

داعش": الفصل الأخير في تمزيق ليبيا/جويس كرم/17 شباط/15

صنعاء المحتلة والرئيس المحاصر/عبد الرحمن الراشد/17 شباط/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار16 و17 شباط/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 16/2/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 شباط 2015

سلام التقى قنصل موريشيوس وعرض مع وفد الرابطة الثقافية في طرابلس المشاريع المقررة للمدينة

سلام أبرق الى السيسي وتواضروس الثاني معزيا والتقى المشنوق وكيلي

الاحرار: المجتمع الدولي مطالب بعمل موحد لاستئصال الوحوش

جعجع حيا السيسي على قراره الشجاع: على جميع الدول التصدي لداعش

قاطيشا: نحن على ابواب اعلان نوايا بين “التيار” و”القوات” يتبعه لقاء جعجع وعون

سامي الجميل: التأقلم مع الفراغ لعب بالنار ومسؤولية المسيحيين الاتفاق على ضرورة انتخاب رئيس

الراعي التقى في روما أمين سر الفاتيكان ووزير الخارجية واحتفل ب"إثنين الرماد"

الراعي: الصوم طريق الى الحرية الحقيقية والتجدد والفرح

اعتصام في عكار احتجاجا على ادخال حجارة سورية الى لبنان بطرق غير شرعية

الخارجية: الإرهاب التكفيري جرثومة لن يبقى أحد بمنأى عنها

قهوجي عرض وسفير الاردن الاوضاع في لبنان والمنطقة والتقى انور الجمال

جنبلاط للأنباء: وقوف العالم متفرجا على ما يحدث في العالم العربي يفاقم الصراع القائم على الكراهية المتبادلة

عون التقى سفيرة السويد ورئيس المجلس العام الماروني الخازن: لقاؤه مع جعجع قريب وغياب الرئاسة الاولى أربك وضع الحكومة

لقاء سيدة الجبل دان العنف الممتد على مساحة العالم ودعا لوضع حد لنزاعات المنطقة

الحريري عرض وسفير المغرب العلاقات الثنائية وحرب يؤكد على اطلاق دينامية معينة ضمن 14 اذار

الحريري التقى هيل وسامي الجميل

الحريري دان اعدام 21 قبطيا : مشهد اسود يضاف الى السجل الدموي لتلك المجموعات الضالة

حزب التوحيد نعى عنصرا قضى في مواجهات في درعا

مجدلاني: الوصفة الطبية الموحدة ستشكل نقلة نوعية للمواطنين ونشكر المعنيين على انهاء الازمة والافراج عن هذا القانون

السنيورة: اعدام داعش الاقباط المصريين جريمة موصوفة ضد الانسانية جمعاء

ريفي اثنى على دعوة الحريري ونصرالله لعدم اطلاق النار: اطلاق النار العشوائي مرفوض حتى لو كان لي شخصيا

نصرالله: المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الارهاب دفاع عن الاسلام

يوحنا العاشر في رسالته الصومية: هذا المشرق وجد ليكون منارة القلب إلى كل الدنيا لا منخلا لكل الايديولوجيات المتطرفة

الراعي من روما: اعدام داعش للاقباط عمل وحشي وجبان وندعو الى التعاون الجدي لاستئصال الارهاب والتطرف

دريان اتصل بتواضروس مستنكرا إعدام الأقباط والتقى نواب المنية الضنية فتفت: لتعديل يسهل عمل الحكومة كي تكون أكثر فاعلية

شيخ العقل اتصل بالحريري مهنئا وعزى اقباط مصر: الظروف في المنطقة تستدعي نبذ الغرائز والتصرف بحكمة وحزم

صليبا: ما حصل في ليبيا أفظع مجزرة في التاريخ الحديث بحق المسيحيين والبشرية جمعاء

يونان من العراق: نحن أبناء الارض الأصيلون ولن نفقد الرجاء رغم الآلام

الجميل عزى بالمصريين الاقباط في ليبيا: تطلع الى دور مصر في مواجهة الجماعات المتطرفة

ريفي : سنتابع النضال على النقاط المختلف عليها بشكل حضاري وسياسي

المؤتمر السرياني الثالث عشر اختتم أعماله بحلقة تقويمية حددت الخطوط العريضة للمؤتمر المقبل

الاردن دان بشدة قتل الرهائن الاقباط في ليبيا

هولاند والسيسي: لانعقاد مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في ليبيا

مصر قصفت مواقع داعشية في ليبيا ردا على جريمة قطع رؤوس 21 قبطيا والسيسي توعد "القتلة" بالاقتصاص منهم 

مقاتلات إماراتية قصفت مصافي نفط يسيطر عليها "داعش"

البحرين نشرت طائرات مقاتلة في الاردن للمشاركة في الحرب ضد داعش

هولاند لنتانياهو: اليهود لهم مكانتهم في أوروبا وخصوصا في فرنسا

 

عناوين النشرة

*إنجيل القدّيس متّى06/05حتى15/مَتَى صَلَّيْتُم، لا تَكُونُوا كَالمُرائِين،    

*رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة15/من01حتى13/ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْمِلَ ضُعْفَ الضُّعَفَاء 

*ما من حبٍّ أعظم - No Greater Love  صلاة أبناء الله

*بالصوت والنص/من تلفزيون المر/مقابلة شيقة وشاملة مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني

*اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المر/مقابلة شيقة وشاملة مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/16 شباط/14

*بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المر/مقابلة شيقة وشاملة مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/16 شباط/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*ملخص مقابلة محمد عبد الحميد بيضون

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 16/2/2015

*قاطيشا: نحن على ابواب اعلان نوايا بين “التيار” و”القوات” يتبعه لقاء جعجع وعون

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 شباط 2015

*سلام أبرق الى السيسي وتواضروس الثاني معزيا والتقى المشنوق وكيلي

*سلام التقى قنصل موريشيوس وعرض مع وفد الرابطة الثقافية في طرابلس المشاريع المقررة للمدينة

*جعجع حيا السيسي على قراره الشجاع: على جميع الدول التصدي لداعش

*"حوار" و ثوابت/علي حماده/النهار

*الحريري دان اعدام 21 قبطيا : مشهد اسود يضاف الى السجل الدموي لتلك المجموعات الضالة

*الراعي التقى في روما أمين سر الفاتيكان ووزير الخارجية واحتفل ب"إثنين الرماد"

*الراعي من روما: اعدام داعش للاقباط عمل وحشي وجبان وندعو الى التعاون الجدي لاستئصال الارهاب والتطرف

*الاحرار: المجتمع الدولي مطالب بعمل موحد لاستئصال الوحوش

*دريان اتصل بتواضروس مستنكرا إعدام الأقباط والتقى نواب المنية الضنية فتفت: لتعديل يسهل عمل الحكومة كي تكون أكثر فاعلية

*العلامة السيد علي الأمين شارك في اجتماع مجلس حكماء المسلمين: الأمة تتطلع إلى علمائها لوقف الصراعات الدموية

*سامي الجميل بعد اجتماع المكتب السياسي : التأقلم مع الفراغ لعب بالنار ومسؤولية المسيحيين الاتفاق على ضرورة انتخاب رئيس للبنان

*أليخندرو خوري فارس  اجرى لقاءات اغترابية في باريس وبروكسل محورها توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

*الراعي: الصوم طريق الى الحرية الحقيقية والتجدد والفرح

*"الجريدة": حزب الله لم يفاجأ بخطاب الحريري

*جريج: للتوفيق بين تسيير القرارات وعدم التطبيع مع الشغور/"آلية العمـل اسـتخدمت لغيـر أهدافهـا فتعطلت الحكومـة"/ تعطيل الانتخابات الرئاسية يشل المؤسـسات ويهدد النظـام

*معطيات داخلية وخارجية يستند اليها عون في تفاؤله الرئاسي والحوار والتواصل مع القوى السياسية ورسائل سعودية مطمئنة

*عريجي: نفضل إبقاء صيغة "الاجماع"ونقــوّم خطـــاب الحريــري

*"الكتائب" لم تغب عن ذكرى الحريري والجميل له "وضع خاص"/ماروني: لبنان و"14 آذار" يحتـاجان بقاء زعيم "المسـتقبل"

*بيان 16 شباط 2015‏

*بقرادونيان: "الطاشناق" ثابت على تحالفاته وتوجهاته السياسية/الخـارج لـن يقـرّر الرئيـس وخطـاب الحريـري معتـدل

*بويز: الحريري خاطب حضور "البيال" كرجل دولة وعلى الحكومة ان تعتمد نظرية الحاجـة والضرورة

*غبريل: لاقتران عودة الحريري بإصلاحات ضرورية تجعـل مـن إيجابية الأولى مستدامـة لا موقتـة

*عمر حسـين لــــم يزر عيــن الحلـــوة ابــدا"وعائلة مطلق النار في كوبنهاغن غادرت المخيم عام 1985"

*جنبلاط: التغاضـي عن الجرائم الارهابيـة سيدخل اوروبا والغرب في ازمات متلاحقة

*مجدلاني: وفر الوصفـة الطبية الموحدة يشمل المريض والهيئات الضامنة والدولة

*الإدعاء على فضل شاكر

*الاتفاق النووي بين إيران وأميركا قاب قوسين أو أدنى

*نتنياهو يتوقع “سنوات صعبة” للجيش الإسرائيلي

*تعديل الموقف من الإخوان.. أبرز تغييرات العهد السعودي الجديد/ فادي شامية/جنوبية

*معركة إيران في جنوب سوريا ودلالاتها/رأي القدس

*ما جمع بين رفيق الحريري ومحمد البوعزيزي/سعيد علم الدين

*صنعاء المحتلة والرئيس المحاصر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*لأن لا إزاحة للأسد قبل الاتفاق على بديل المعارضات السورية تحاول استعجال التفاهم/اميل خوري/النهار

*داعش": الفصل الأخير في تمزيق ليبيا؟/ جويس كرم/الحياة

*البعد الطائفي واتساع الاستهدافات في الغرب يرسمان عنوان تصاعد المواجهة مع "داعش"/روزانا بومنصف/النهار

*نص خطاب السيد حسن نصرالله الإيراني والإستعلائي والإرهابي واللا لبناني بامتياز

 

تفاصيل أخبار النشرة

 

إنجيل القدّيس متّى06/05حتى15/مَتَى صَلَّيْتُم، لا تَكُونُوا كَالمُرائِين،    

قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صَلَّيْتُم، لا تَكُونُوا كَالمُرائِين، فَإِنَّهُم يُحِبُّونَ الصَّلاةَ وُقُوفًا في المَجَامِع، وفي زَوايا السَّاحَات، لِكَي يَظْهَرُوا لِلنَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَلَّيْتَ، فَٱدْخُلْ مُخْدَعَكَ وأَغْلِقْ بَابَكَ، وصَلِّ لأَبِيكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. وعِنْدَمَا تُصَلُّون، لا تُكْثِرُوا الكَلامَ عَبَثًا كَالوَثَنِيِّين، فَهُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم بِكَثْرَةِ كَلامِهِم يُسْتَجَابُون. فلا تَتَشَبَّهُوا بِهِم، لأَنَّ أَبَاكُم يَعْلَمُ بِمَا تَحْتَاجُونَ إِليْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوه. أَمَّا أَنْتُم فَصَلُّوا هكَذَا: أَبَانَا الَّذي في السَّمَاوَات، لِيُقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا في السَّمَاءِ كذلِكَ عَلى الأَرْض. أَعْطِنَا خُبْزَنا كَفَافَ يَوْمِنَا. وَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنا كَمَا غَفَرْنَا نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنا. ولا تُدْخِلْنَا في التَّجْرِبَة، لكِن نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّير. فَإِنْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِم يَغْفِرْ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيّ. وإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ فَأَبُوكُم أَيْضًا لا يَغْفِرُ لَكُم زَلاَّتِكُم.

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة15/من01حتى13/ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْمِلَ ضُعْفَ الضُّعَفَاء 

يا إخوَتِي، عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْمِلَ ضُعْفَ الضُّعَفَاء، ولا نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا، بَلْ لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ في سَبِيلِ الخَيْرِ مِنْ أَجْلِ البُنْيَان؛ لأَنَّ المَسِيحَ لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: « تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ». فَكُلُّ مَا كُتِبَ قَدِيْمًا إِنَّمَا كُتِبَ لِتَعْلِيمِنَا، لِيَكُونَ لَنَا رَجَاءٌ بِمَا في الكُتُبِ مِنْ ثَبَاتٍ وتَعْزِيَة. وَلْيُعْطِكُم إِلَهُ الثَّبَاتِ والتَّعْزِيَةِ أَنْ تَكُونُوا عَلى رَأْيٍ وَاحِدٍ بَعْضُكُم مَعَ بَعْض، بِحَسَبِ مَشِيئَةِ المَسيحِ يَسُوع، حَتَّى تُمَجِّدُوا بِفَمٍ وَاحِدٍ وَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ٱللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح! لِذلِكَ فَٱقْبَلُوا بَعْضُكُم بَعْضًا، كَمَا قَبِلَكُمُ المَسِيح، لِمَجْدِ الله. وأَنَا أَقُولُ لَكُم إِنَّ المَسِيحَ صَارَ خَادِمًا لأَهْلِ الخِتَانَة، لِيُظْهِرَ صِدْقَ الله، وَيُثَبِّتَ وُعُودَهُ لِلآبَاء، فَتُمَجِّدَ الأُمَمُ اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِهِ، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «لِذلِكَ أُسَبِّحُكَ بَيْنَ الأُمَم، وأُرَنِّمُ لٱسْمِكَ». ومَكْتُوبٌ أَيْضًا: «تَهَلَّلُوا، أَيُّهَا الأُمَم، مَعَ شَعْبِهِ». وأَيْضًا: «سَبِّحُوا الرَّبَّ، يَا جَميعَ الأُمَم، وٱمْدَحُوهُ يَا جَمِيعَ الشُّعُوب». ويَقُولُ آشَعْيَا أَيْضًا: «سَيَظْهَرُ فَرْعٌ مِنْ أَصْلِ يَسَّى، ويَقُومُ لِيَرْئِسَ الأُمَم، وإِيَّاهُ تَتَرَجَّى الأُمَم».وَلْيَمْلأْكُم إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ فَرَحٍ وسَلامٍ في إِيْمَانِكُم، لِتَزْدَادُوا في الرَّجَاء، بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس!

 

تعليق على الإنجيل/الطوباويّة تيريزيا الكالكوتيّة (1910 - 1997)، مؤسِّسة الأخوات مرسلات المحبّة

ما من حبٍّ أعظم - No Greater Love  صلاة أبناء الله

لا بدَّ للصلاةِ المثمرة من أن تنبعَ من القلبِ لتلمسَ قلبَ الله. تذكّر كيفَ علّمَ الربُّ يسوع تلاميذَه الصلاة الربّية. ففي كلّ مرّةٍ نتلو فيها "الأبانا"، يميلُ الله بناظرَيه إلى كفّيه حيثُ نقشَنا: "هاءَنَذا على كَفَّيَّ نَقَشتُكِ" (إش49: 16). ويتأمّلُ براحتَيه، فيرانا مشدودين إليه وملتحمين به. ما أروعَ حنوّ الله وعطفه! فلنصلِّ ولنتلُ صلاة "الأبانا". لنختبر هذه الصلاة في عمقها، فنصبحَ قدّيسين ممتلئينَ بروح القداسة. تختزلُ هذه الصلاة كلّ شيء: الله والذات والقريب. إذا غفرتُ للآخر، أصعدُ سلّمَ القداسة وتُفتح أمامي أبواب الصلاة على مصراعيها. إنّ جوهرَ الصلاة ينبعُ من قلبٍ متواضع؛ فمتى ملكنا هذا القلب، عرفنا كيفَ نحبّ الله ونحبّ ذواتنا ونحبّ القريب (راجع مت 22: 37-40). إنّ الأمرَ ليسَ معقّدًا على الإطلاق، ومع ذلك فإنّنا نعقّدُ حياتنا ونثقلُ كاهلها بالهموم والمشاكل، في حين أنَّ المطلوب واحدٌ وهو التحلّي بالتواضع والصلاة. فكلّما ازدادت صلاتكم أحسنتم الصلاة. لا يواجهُ الطفلُ صعوبة في التعبير عن أفكاره البريئة بعباراتٍ بسيطة تحملُ معانٍ عظيمة. ألم يجِب الرّب يسوع نيقوديمُس بأنّ "ما مِن أَحَدٍ يُمكِنَه أَن يَرى مَلَكوتَ الله إِلاَّ إِذا وُلِدَ مِن عَلُ"؟ (يو3: 3). إذا صلّينا مهتدين بتعاليم الإنجيل، سمحنا لله بأن يكبرَ فينا. صلِّ إذًا بروح المحبّة على طريقةِ الصغار وبرغبةٍ جامحة في أن تحبّ أكثر فأكثر وأن تجعلَ محبوبًا كلّ من هو غير محبوب.

 

بالصوت والنص/من تلفزيون المر/مقابلة شيقة وشاملة مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني

اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المر/مقابلة شيقة وشاملة مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/16 شباط/14

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المر/مقابلة شيقة وشاملة مع الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون/مقدمة للياس بجاني/16 شباط/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

ملخص مقابلة محمد عبد الحميد بيضون

رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان "الامر الاساسي بما طرحه الرئيس سعد الحريري بالامس اننا نقبل بالحوار لاننا مع الدولة، ونريد ان يوصل الحوار الى اعادة الاعتبار للدولة. كان الرئيس الحريري واضحا بالامس بموضوع تنفيس الاحتقان السني الشيعي". ولفت بيضون في حديث الى محطة الـ "MTV" الى أنه "يوجد فريقين، 14 و8 اذار، لا يعرف فريق 8 اذار ان يحكم وهو يقوم بالفوضى، وفريق 14 اذار لا يعرف يعارض، عادة من يعارض يحسن اداء الحكم والمؤسسات". وأكد أن "خطاب الرئيس سعد الحريري بالامس يعطي ثقة بالبلد. بينما اي خطاب من ثلاثي 8 اذار يخفض الثقة بالبل"، معتبراً أن "البلد بحاجة لعناصر ثقة على راسها وجود رئيس جمهورية يوحي بالثقة، وان يعود سعد الحريري الى لبنان، وهذا الامر بحاجة الى وضع جديد يؤمن له ضمانات".

وقال: "ما نشعر به اليوم ان الوصاية تزيد على لبنان، ذهب السوريون ويتفكك النظام السوري ورغم ذلك تزيد الوصاية على لبنان، لان السبب الرئيسي هو ان ايران تشد قبضتها على لبنان لانها بحاجة اليه كورقة اساسية ليس فقط في مفاوضات الملف النووي، ولكن ايضا بالمفاوضات حول مستقبل المنطقة وحول مصير بشار الاسد". وإذ اعتبر أن "ميشال عون هو مرشح الوصاية"، لفت بيضون الى أنهم "يريدون فراغا في الرئاسة، ما يستتبع فراغ حكومي، شلّ حزب الله المؤسسات الدستورية كي لا يكون هناك شرعية في البلد حتى تصبح الشرعية من سلاحه، وهو يغطي هذا الامر بالحوار، وكانه يحل محل المؤسسات الثلاثة، وهذا اول امر ربحه حزب الله، ولا اقول ان 14 اذار خسرها".

أضاف: "كما ان حزب الله لا يمكنه تحمل جبهة داخلية وهو ينشر مقاتليه في سوريا، لذالك يفيده الحوار للملمة الوضع الداخلي". وأشار الى أن "السعودية لديها مخاوف سعد الحريري نفسها اي المخاوف على شارعها وبالتالي فان عنوان الحرب على الارهاب الذي اعتبره عنوان خديعة جعل السعودية تسكت عن سياسات اوباما وقد تكون تتفهم تعاون اوباما مع ايران ببعض النقاط"، مؤكداً أن "الحرب على الارهاب شعار مخادع وخادع واصلا انتجه الاسرائيليين من اجل اخفاء المغزى الحقيقي لهم وهو الحرب على الفلسطينيين".

وتابع: "لقد اشار امس سعد الحريري ببلاغة وطلاقة كيف انتج الحكم في بغداد الذي هو طائفي وفئوي داعش وكل الموجة الشبيهة. اوباما عندما قال انه سيرسل الطائرات الى العراق تكلم عن حل سياسي وحل الميليشيات، فلماذا لا يتكلمون عن حل ميليشيات في لبنان واستيعاب كل المكونات ؟ هل الشارع السني بحاجة فقط الى حوار؟ اذا كان المسيحيين يتكلمون عن الدور المسيحي فكيف بالشارع السني؟". وشدد على أن "بيئة حزب الله بيئة مغلقة، الشيعية السياسية استطاعت الاستمرار لانها خلقت بيئة مغلقة. الانغلاق يزيد التعصب، وهذه البيئة لا تريد الانفتاح". واعتبر أن "داعش لم تخرق الحدود، فهي منتج لاحق، ايران هي من خرقت الحدود عندما ارسلت حزب الله من لبنان الى سوريا وارسلت ميليشيات عراقية من العراق الى سوريا، الغت حدود سايس بيكو، وهذا ما ارادته من الاساس".

وختم بيضون: "لدينا العديد من القنابل الموقوتة ومنها موضوع النازحين السوريين، ومع الاسف غرور السلاح عند البعض يمنع الدولة من القيام بمهامها، وانا اطلب منذ العام 2005 من 14 اذار اعادة هيكلة موضوع الامن والقضاء واجراء تغييرات جذرية".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 16/2/2015

الإثنين 16 شباط 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

معد الخبر ومقدمه، وربما صانعه في أوقات سابقة من الحرب والسلم، رحل والخبر بقي في توقف قلب أبي ياسر والخبر عن عرفات حجازي سيبقى متداولا طالما بقي الإعلام اللبناني نابضا.

لنا عودة الى الخبر المؤلم في سياق النشرة التي نبدأها من أخبار الساعة. هذه الاخبار بالطبع تمر بكلمة السيد حسن نصرالله التي جاءت مرنة وواضحة بعد يومين من مواقف الرئيس سعد الحريري، وفي الموقعين تشديد على الحوار وأهدافه.

وبرز في كلام السيد نصرالله تأكيده على مواساة عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذكرى اغتياله. كذلك برزت دعوته الى وضع استراتيجية وطنية لمواجهة الارهاب، مشيرا الى المواجهة مع داعش والنصرة في السلسلة الشرقية بعد ذوبان الثلج. وركز على الترحيب بتفاهمات بين المكونات اللبنانية على غرار تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر.

وفي الاخبار يبقى الحدث مرحلة المواجهة مع داعش والتي لم تبدأ عقب إعدام الأقباط المصريين الواحد والعشرين في ليبيا إذ انها بدأت منذ نشوء هذا التنظيم في سوريا وامتداده الى العراق وبلوغه ليبيا ومن المؤكد أن الرد المصري على مواقع داعش استقطب دعما عسكريا بغارات إماراتية وسياسيا بطلب فرنسا مع مصر انعقاد مجلس الأمن.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

صنعوا للحرب مجدا وتوافقوا على الرحيل في شباط.. الشهر الذي منحه الزمن قلادة الشهداء القادة من شيخهم راغب حرب إلى قائدهم الأول عباس الموسوي وليس ختاما إلى عماد مغنية صائغ جوهرة المقاومة. ثلاثية اتخذت هذا العام شعار العلم والعزم والجهاد وغلفت بالبالونات الصفر والبيض التي ارتفعت في سماء الضاحية كبديل من المفرقعات وإطلاق الرصاص وسجلت إطلالة السيد حسن نصرالله للمرة الأولى صفر رصاص بناء على مناشدة الأمين العام لمناصريه أول الكلام في خطاب السيد للسادة القادة هو جرح مصر.. وبحرها الأحمر حقا.. بدماء شهدائها من الأقباط الذين ذبحوا على أيدي تنظيم داعش فرع ليبيا هذا الفرع الذي بسط سلطته بدعائم الحلف الأطلسي وأصبح في ما بعد حاجة غربية عربية لإبقاء تنظيم داعش على خاصرة مصر وتونس والجزائر. وداعش في خريطة رسمها نصرالله تمتد من ليبيا إلى جرود عرسال.. وبموجب ما هو مرسوم فإن الدولة اللبنانية ستكون أمام استحقاق يعقب ذوبان الثلج إذ عليها أن تحزم أمرها لرد خطر الإرهابيين عن التلال والقرى.. فإذا كان الثلج قد منع حصول مواجهات فإن الأمر مختلف بعد تبدل المناخ نصرالله الذي توجه إلى عائلة الرئيس رفيق الحريري بمشاعر المواساة في الذكرى العاشرة لاستشهاده اقترح وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب معربا عن اعتقاده بأن القيادات اللبنانية قد تتفق على عدو واحد هو الإرهاب وتختلف على العداء لإسرائيل.

نصرالله هو مع الحوار الذي أوصل حزب الله الى نتائج إيجابية مع تيار المستقبل وهو مع دعم الحكومة ومواصلة عملها ولا خيار للبنانين سواها. ومع الحوار الداخلي لانتخاب رئيس للجمهورية وعدم انتظار الخارج لأن المنطقة ذاهبة الى مزيد من المواجهات ألمح الأمين العام إلى أن الحل هو في الرابية وعلق نصرالله على معادلة النأي بالنفس قائلا إن من يريد أن يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضرا في مصير المنطقة وإن كل الكرة الأرضية تتأثر اليوم بما يجري في منطقتنا.. ولبنان لا يمكن أن نعزله عن هذه الاحداث آخذا على السلطات في البحرين تهديدها بطرد اللبنانين ردا على موقف اتخذه حزب الله وقال نصرالله نحن عبرنا عن رأيا في مقابل آخرين تدخلوا بالمال والسلاح.. فلجأت الحكومة في البحرين الى وسيلة هزيلة ضعيفة وضيعة.

وعن خريطة داعش قال الأمين العام لحزب الله إن هدف هذا التنظيم التكفيري هو مكة والمدينة وليس القدس ولذلك فقد عين أبو بكر البغدادي اليوم أميرا له في مكة وآخر في المدينة واضاف إن داعش تخدم إسرائيل.. وفتشوا عن الموساد والسي آي أي والاستخبارات البريطانية خلف هذا التنظيم. ولا تزال كلمة نصرالله مستمرة حتى كتابة هذه السطور.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

السبت الفائت أطل الرئيس سعد الحريري خطيبا في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مجددا اصراره على مواصلة الحوار مع حزب الله ومجددا ربطه النزاع معه حول كل القضايا الخلافية. وفي الذكرى السنوية للقادة الشهداء في حزب الله اطل السيد حسن نصرالله مكررا ثوابت المقاومة وفي مقدمها التدخل العسكري في الخارج. وجدد تأكيده مواصلة الحوار مع المستقبل لأنه أوصل الى نتائج جيدة ضمن سقف التوقعات. يبقى أن الفارق بين اطلالات نصرالله السابقة واطلالته اليوم هو بالونات الابتهاج بديلا من رصاص الابتهاج.

في اليوميات، العبقريات السياسية تعتصر نفسها لانتاج وسيلة لادارة مجلس الوزراء في غياب رئيس للجمهورية، لكن الشطارة اللبنانية التي طالما نجحت في الالتفاف على القوانين وعلى الدستور تبدو عاجزة عن الابتكار حتى الساعة.

ولا تتوقف المشاكل هنا اذ يستعد لبنان لمواجهة مع التحالف الدولي الذي يدعمه بالسلاح لمواجهة الارهاب بامتناع وزير الخارجية جبران باسيل عن المشاركة بعد ايام في اجتماع واشنطن لمحاربة داعش في وقت يدق الخطر أبوابنا وفي وقت تلون بحر ليبيا بدماء 21 مصريا ذبحهم السفاحون من دون أن يرف لهم جفن.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

سجل تنظيم "داعش" الارهابي الحافل بالجرائم اضيفت اليه مجزرة جديدة تمثلت بذبح 21 مواطنا مصريا قبطيا عند شاطئ ليبيا.

الجريمة التي هزت العالم اثارت موجة من ردود الفعل المحلية والعربية والدولية، ليدينها الرئيس سعد الحريري ويصفها بانها مشهد اسود جديد يضاف الى السجل الدموي المريع لتلك المجموعات الضالة، التي تنشر جرائمها في مصر وليبيا وسوريا والعراق ولبنان واليمن.

مصر ردت على الجريمة المروعة بسلسلة غارات استهدفت مواقع لـ"داعش" في ليبيا متوعدة بمزيد من الهجمات على التنظيم الارهابي.

سياسيا، لا تزال اصداء مضامين الخطاب الذي القاه الرئيس الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تتردد في الاوساط السياسية والشعبية بفعل ما حمله من رسائل ووضع للنقاط على حروف القضايا المطروحة بدءا من الحوار وصولا الى مشاركة حزب الله في الحرب السورية ورفض التطرف والارهاب وقضية الشغور الرئاسي.

الرئيس الحريري اجرى سلسلة لقاءات واجتماعات متصلة بالقضايا الداخلية في ظل الخلاف الدائر في البلاد حول الية عمل الحكومة في وقت يستمر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في اتصالاته للتوصل الى الية جديدة تخرج مجلس الوزراء من مازقه وتتيح الدعوة مجددا لعقد جلسات المجلس.

وفي الداخل، ايضا كلمة يلقيها في هذه الاثناء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أل بي سي"

الطيران الحربي يلغي الحدود بين الدول العربية... من الجو. فغداة إقدام تنظيم الدولة الإسلامية على إعدام واحد وعشرين مصريا، نفذ الطيران المصري غارات داخل الأراضي الليبية استهدفت مواقع لداعش. وأربع وعشرون طائرة رافال فرنسية في طريقها إلى القاهرة.

بدورها، نشرت البحرين طائرات مقاتلة في الأردن. أما الإمارات، فانطلقت طائراتها من الأردن لتقصف مصافي نفطية تسيطر عليها الدولة الإسلامية. كل ذلك فيما تتابع طائرات التحالف الدولي ضرباتها في سوريا والعراق.

وفي ظل هذه الخرائط الجوية المتغيرة، وصف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، ما يجري في المنطقة بأنه "خبز وعجن" لها من جديد، وأن من يريد تقرير مصير لبنان يجب أن يكون حاضرا في مصير المنطقة. وإذا كان نصرالله قد انتقد موقف الرئيس سعد الحريري من البحرين من دون أن يسميه، فإنه أيد طرح الحريري وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، داعيا إلى مواصلة الحوار مع تيار المستقبل الذي حمل نتائج جيدة.

في غضون ذلك، الحكومة اللبنانية في إجازة، والرئيس تمام سلام مصر على إجراء تعديل في آلية اتخاذ القرارات قبل استئناف اجتماعات مجلس الوزراء، وذلك منعا للتعطيل الذي يمارسه وزراء عديدون استطابوا استخدام حق النقض.

وفي ظل الجمود السياسي، خبر سيئ حملته دراسة أعدتها منظمات دولية بالتعاون مع وزارة العمل اللبنانية، وخلصت إلى وجود أكثر من 1500 طفل يعيشون ويعملون على الطرقات، 73 بالمئة منهم أتوا من سوريا، و42 بالمئة منهم أميون.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

عناوين مقتضبة واضحة اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الالتزام بها مستندا الى قواعدها الوطنية، من هنا يأتي تأييد وضع استراتيجية لمكافحة الارهاب والحزم في اتخاذ قرار مواجهة الارهابيين المنتشرين على تلال حدودنا الشرقية، ثبت السيد نصر الله طريق الحوار الداخلي وضرورة بت الاستحقاقات الدستورية انطلاقا من التوافق الداخلي لان الازمات الخارجية تتسع وتشغل العواصم عن تفاصيلنا اللبنانية، اما الحفاظ على مصيرنا ووجودنا اللبناني فيقتضي عدم الغياب عن معركة تحديد الكيانات التي تجري على مساحة المنطقة.

الازمات تتسع بسرعة والارهاب يتمدد ويضرب مصر بـ 21 قبطيا قتلهم المتطرفون في جريمة تستكمل ما يرتكبه الارهاب اولا بحق المصريين عسكريين ومواطنين وجرائم القتل على مساحة العواصم العربية والعالم.

هذه الجريمة الجماعية التي ارتكبها الارهاب توسع من مساحة مخاطره التي تجاوزت سوريا والعراق وبات تنظيم داعش ومتفرعاته يشكلون الخطر الاول على الانسانية ما يفرض المواجهة الموحدة الواحدة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

وسط كل المشهديات المسرحية والتمثيلية، فلنتأمل مشهد المنطقة الماثل أمامنا. خصوصا مسرح ما يسمى منها بلدانا عربية: مصر قصفت اليوم أرضا ليبية. الأردن قصف قبل أيام أرضا سورية. السعودية والإمارات مشاركتان في تحالف الغارات الدولية على أرض عراقية. اليمن يقصف بعضه بعضا. السودان مقصوف منذ أعوام بين سودانين. لبنان يتقاصف ذاته بالأحقاد والإلغاءات ومشاريع الداعشيات السياسية والإعلامية...

كأن المنطقة كلها مرتدة على ذاتها. كأنها كلها مقلوبة على نفسها. لا تغرز أنيابها إلا في جلدها، ولا تعمل أظافرها والبراثن إلا في أبنائها. منطقة عربية كاملة، تحولت إلى نهش ذاتها، تسكر بدمائها، ترتوي بأرواحها، تختال بأمواتها وتضحك على حالها وعلى شعوبها وأوطانها...

وسط هذا المشهد، ثمة رجل واحد لا يزال يقاتل على جبهة أخرى. لا يزال يقاوم في المكان الأول، على المتراس الأصلي، على خط النار الأصيل. ثمة رجل لا يزال واقفا على الجبهة الصح. يقصف احتلالها ومحتليها، بالنار وبالكلام، بالصاروخ وبالموقف. بالعناد والعتاد والجهاد. حسن نصرالله، لا يزال وجهه وصوته وفوهته صوب فلسطين المحتلة. فيما كلنا نتقاصف. فهل لذلك يقصفونه؟ مشهد المنطقة ولبنان اليوم، ربما لا يفهم، إلا في ضوء مشهد ذبائح المسيحيين في ليبيا، ومن تمدد تهديد داعش في تلك المنطقة... فمن هناك البداية.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

ثلاثة وثلاثون عاما وما قبلها وما فيها وما هو آت كله مقاومة، شهادة وانتصار، حقيقة لا تحجب تبقى العين ومحط اليقين، اسرائيل سقطت والمقاومة في ريعان العطاء، قادتها شهداء سيد وشيخ وعماد، ومن بعدهم شجرة طيبة وغرس جهاد وآلاف القابضين على الزناد، الجاهزين لساعة الصفر، تقدمت أو تأخرت السادس عشر من شباط موعد تجديد الوفاء واتخاذ العبر يوم اجتياز الدم الحدود حدود الآفاق حيث المقاومة ستكون حيث يجب أن تكون ولسان المجاهدين في قوم قادتهم للأمين بعد الأمين الشهيد والشيخ المؤسس والعماد لن نتعب في حر أو برد ومنا كل الوعد فما بعد الجليل وحيفا بعد وبعد وعلى الحدود جاهزون ولبنان نحميه وثلاثية الذهب في القلب جيش ومقاومة وشعب في يوم اتصال الماضي بالحاضر والمستقبل قالها الأمين العام ابناء الجيل الأول للمقاومة ومن أعقبهم مسيرة ثابتة وبثبات الموقف جال السيد على شتى الملفات دعوة الى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب واستراتيجية الحوار من أفضل الخيارات الى وحدة مسار ومصير شعوب المنطقة ودولها أشار السيد نصرالله فمصير لبنان من مصير المنطقة بل مصير العالم يصنع في هذه المنطقة بمنطق الدليل ربط المشروع التكفيري بالصهيوني ومواجهة هذا المشروع دفاع عن الاسلام المحمدي الأصيل هدف داعش ليس في القدس بل مكة والمدينة وعلى المعنيين القراءة بموضوعية أما لشعوب المنطقة فلم يبق سوى المبادرة والمقاومة خير دليل من لبنان وفلسطين الى سوريا والعراق ولمن يدعو حزب الله للخروج من سوريا دعوة من السيد نصر الله تعالوا لنذهب الى سوريا والى العراق والى أي مكان نواجه فيه أي تهديد يتربص بلبنان تعالوا كحكومة وجهات رسمية الى التنسيق مع الحكومة السورية بوجه التهديدات التكفيرية وعود على بدء قوافل الشهداء تمضي وتصنع النصر وقوافل المجاهدين على العهد. في هذا اليوم الوطني قناة المنار تخصص في هذه النشرة عددا من التقارير تحية منها للشهداء القادة في يومهم التقارير تتضمن مواد خاصة تعرض للمرة الأولى وتتناول إضاءات على حياة الشهداء الجهادية والاجتماعية.

 

قاطيشا: نحن على ابواب اعلان نوايا بين “التيار” و”القوات” يتبعه لقاء جعجع وعون

موقع القوات اللبنانية/اشار مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا الى ان “الحوار بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” قطع شوطا كبيرا، ونحن اليوم على ابواب اعلان نوايا بين “القوات” و”التيار”. واضاف: “الورقة اليوم عند د. جعجع لابداء ملاحظاته النهائية، وسيتبعها اللقاء بينه وبين العماد عون”. واكد ان “الحوار سينتهي بتوقيع ورقة تفاهم على الطرفين الالتزام بها”. وعن الاحاديث التي تقول ان د. جعجع قبل بانتخاب عون مقابل مكاسب اخرى قال قاطيشا: “هذا الكلام غير صحيح، لاننا لسنا اصحاب مقايضة ولدينا مبادىء لقيام دولة، بالاضافة لذلك لم يصل الحوار لملف الرئاسة واعلان النوايا يتناول الرئاسة بشكل عام”. وتمنى قاطيشا ان توقع قريبا ورقة تفاهم على مبادىء قيام الدولة بين “التيار” و”القوات”.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 16 شباط 2015

الإثنين 16 شباط 2015

النهار

لوحظ رفع صور للرئيس رفيق الحريري في الضاحية الجنوبية للمرة الاولى منذ سنوات.

قدّر مسؤول أممي عدد المجموعات المعارضة المسلحة في سوريا بما يقارب الألف.

يكرر ديبلوماسي أوروبي القول إن توقيع الاتفاق النووي مع إيران قد يكون ثمنه باهظاً وعدم توقيعه قد يكون باهظاً أكثر.

تعتقد أوساط سياسية بأن نجاح الحوارات الجارية قد يؤدي الى قيام تحالفات انتخابية جديدة في أكثر من دائرة.

تجاهل تلفزيون "المنار" إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسجل تلفزيون الـ"او تي في" ملاحظات على كلمة الرئيس سعد الحريري في المناسبة.

السفير

أبدى وزير شمالي سابق انزعاجه من طريقة استخدام صورة الرئيس الراحل عمر كرامي في الوثائقي الذي عرض في البيال!

لاحظت مراجع غير مدنية أن وزيرا شماليا بارزا "كان الأكثر اعتراضا على خيار نزع الصور في عاصمة الشمال".

قرر توفيق سلطان المضي في خيار "حركة المحرومين" برغم الاتصالات السياسية والقضائية التي تلقاها لاقناعه باستخدام تسمية مختلفة.

المستقبل

يقال

إن مرجعاً حكومياً تمنى على وزراء هنّأوه بمرور سنة على تشكيل حكومته عدم عرقلة أعمال الحكومة بدل التهنئة.

اللواء

أكّد مرجع رسمي أن الخلاف حول آلية عمل مجلس الوزراء لن يصل إلى حدّ تفجير الحكومة الحالية، لأن لا أحد يتجرّأ على تحمّل مسؤولية الفراغ في السلطة الإجرائية!

فوجئت أوساط طبية بسماح وزارة الصحة لمنتجات نباتية محلية بالتواجد في الصيدليات بعد فترة منع إعلامية وتجارية في السنوات الأخيرة!

كشفت العاصفة "يوهان" أن مخطط الكهرباء بإعادة تأهيل معملي الذوق والجيّة بقي حبراً على ورق، لمصلحة تمديد العقود مع وكيل البواخر التركية رغم كلفتها المرتفعة!

الجمهورية

قالت أوساط متابِعة للحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" إنّ قرارَ استمراره هو مشترَك، وإنّ المصارحة ضرورية في محاولة لتحصينه لا العكس.

قال رئيسُ حزب إنّ مرجعاً حكومياً سابقاً وضعَ حداً لكلّ التشكيك في وحدة صفّ وأهداف "14 آذار"، وتوقّع أن يشكّل كلامُه دينامية جديدة.

قال وزير وسطي إنّ الاتفاق على آلية جديدة للعمل الحكومي أصبح ضرورياً، لأنّ الآلية الحالية أثبتت فشلها.

رأى ديبلوماسيّ عربيّ أنّ البوابة المصرية التي فُتحت أمام روسيا للدخول الى العالم العربي والشرق الأوسط يمكن ا?ن تغنيها عن البوابة السورية.

البناء

توقفت أوساط سياسية عند استهلال الرئيس سعد الحريري خطابه في ذكرى اغتيال والده أول من أمس بتأكيده مبايعة السعودية وملكها الجديد، وتساءلت: ألا يعني ذلك انخراط الحريري في المحور الذي تدور في فلكه السعودية والذي يخوض حرباً ضدّ محور المقاومة على أكثر من جبهة في المنطقة… من البحرين إلى اليمن والعراق وسورية وغيرها من الدول في السرّ والعلن؟ وهل يستقيم كلام الحريري هذا مع قوله إنّ لبنان لا يجب أن يدخل في سياسة المحاور؟

 

سلام أبرق الى السيسي وتواضروس الثاني معزيا والتقى المشنوق وكيلي

الإثنين 16 شباط 2015/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، واطلع منه على تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، وكذلك على زيارته الى الأردن ولقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

نينت كيلي

واستقبل الرئيس سلام ممثلة مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينت كيلي، وتناول البحث أوضاع وشؤون النازحين السوريين والتقديمات المقررة من قبل بعض الدول لمساعدتهم.

الحوت

والتقى الرئيس سلام رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط (الميدل - إيست) محمد الحوت الذي قال بعد اللقاء: "أطلعت الرئيس سلام على تطور الأوضاع داخل الشركة والأوضاع القائمة في مطار رفيق الحريري الدولي، ولا سيما لجهة المشاريع التطويرية التي تقوم بها الشركة لإنشاء مركز الشحن الجوي الذي سيحل معضلة كبيرة تتعلق بالإجراءات المطلوبة من الأوروبيين لجهة استمرار الشحن من لبنان الى أوروبا، وكذلك وصول جهاز الطيران التشبيهي وتركيبه في أكاديمية الشرق الأوسط للطيران والذي سيبدأ العمل فيه في شهر آذار المقبل، واستمعنا لتوجيهات دولة الرئيس سلام في هذا الخصوص". أضاف: "من اليوم خفضت شركة طيران الشرق الأوسط العلاوات على أسعار بطاقات السفر بسبب الإرتفاع الذي كان سائدا في أسعار النفط وقد خفضنا هذه العلاوات بنسبة 50 في المئة فمثلا بطاقة السفر الى أفريقيا في الدرجة السياحية إنخفض سعرها مئة دولار أميركي، وحوالى 85 دولارا الى باريس أوالى لندن وقد بدأنا بتطبيق هذا التخفيض من اليوم".

لقاءات أخرى

واستقبل الرئيس سلام رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، كما التقى رئيس مجلس الإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر، وبحث شؤونا مناطقية مع الوزير السابق الياس سكاف.

برقية الى السيسي

من جهة ثانية، أبرق رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معزيا بقتل واحد وعشرين مواطنا مصريا على يد إرهابيين في ليبيا، مؤكدا ثقته من تخطي الشعب المصري لمحنته بقيادة وحكمة وحزم الرئيس السيسي. وجاء في نص البرقية:"باسم اللبنانيين جميعا نتقدم منكم ومن الشعب المصري الشقيق بأحر التعازي وأسمى آيات التضامن، بخسارة واحد وعشرين مواطنا مصريا على أيدي قتلة إرهابيين في ليبيا. إن هذه الجريمة البشعة التي استهدفت أشخاصا أبرياء بسبب إنتمائهم الطائفي تظهر مستوى الإنحطاط الذي بلغه أصحاب الفكر الإجرامي المتطرف والمدى الذي يمكن أن تصل اليه الظاهرة الظلامية المستشرية في بلاد العرب والمسلمين. إننا واثقون من أن الشعب المصري بقيادتكم الحكيمة والحازمة، سيتخطى هذه المحنة الصعبة وسيلحق الهزيمة بمن يتربص به شرا.

حمى الله مصر وأهلها، وأبقاها واحة أمن وأمان وبؤرة إشعاع لا يهزمه ظلام ولا ظلاميون".

والى البابا تواضروس الثاني

كما وجه الرئيس سلام برقية مماثلة للبابا تواضروس الثاني استنكر فيها هذا العمل الدنيء الذي لا يقره عقل ولا دين. وجاء في البرقية:"تلقينا بكثير من الحزن والأسى، نبأ استشهاد عدد من أبناء رعيتكم على أيدي قتلة إرهابيين في ليبيا. إننا إذ نستنكر هذا العمل الدنيء الذي لا يقره عقل ولا دين، نتقدم من قداستكم ومن عائلات الشهداء وكذلك من أبناء الشعب المصري جميعا، بأحر التعازي وأسمى آيات التضامن، راجين المولى عز وجل ان يمدكم بالصبر والقوة ويعينكم على اجتياز هذه المحنة، وأن ينعم بالسلام على مصر وأهلها".

 

سلام التقى قنصل موريشيوس وعرض مع وفد الرابطة الثقافية في طرابلس المشاريع المقررة للمدينة

الإثنين 16 شباط 2015/وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام عصر اليوم في السراي الكبير، وفدا من الرابطة الثقافية في طرابلس برئاسة رامز الفري الذي قال بعد اللقاء: "لقد قمنا بزيارة دولة الرئيس كوفد من الرابطة الثقافية في طرابلس للثناء على دوره الوطني الكبير باعتبار ان دولة الرئيس يشكل صمام امان للجمهورية اللبنانية في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان والمنطقة على كل الصعد". أضاف: "تداولنا ايضا في كل المشاريع المقرر اعدادها في مدينة طرابلس وكان هناك نقاش حول هذه المواضيع ومدى صوابيتها وبعض الاعتراضات على بعض المشاريع. وقد وعد دولة الرئيس بدراسة معمقة لكل مشروع معد لطرابلس مبديا كل اهتمام ومحبة لمدينة طرابلس. ونحن انطلاقا من موقعنا في الرابطة تمنينا له كل التوفيق ووجهنا اليه الدعوة لزيارة الرابطة الثقافية لافتتاح معرض الكتاب السنوي في الأول من نيسان المقبل".

كرم

واستقبل سلام النائب العام الاستئنافي القاضي كلود كرم.

بيضون

كما استقبل قنصل عام جمهورية موريشيوس سالم بيضون الذي سلمه رسالة خطية من نظيره رئيس وزراء مورشيوس انرود جاغنات شاكرا له تهانيه بمناسبة استلامه منصبه من جديد كرئيس حكومة مورشيوس، مشددا على "توطيد علاقات الصداقة بين البلدين"، متمنيا "للرئيس سلام والشعب اللبناني الازدهار والخير والسلام". واطلع بيضون رئيس الحكومة على اجواء لقاءاته خلال لقاءات الاتحاد الافريقي التي انعقدت في آواخر الشهر الماضي في اديس ابابا.

 

جعجع حيا السيسي على قراره الشجاع: على جميع الدول التصدي لداعش

الإثنين 16 شباط 2015 /وطنية - وجه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع تحية الى رئيس جمهورية مصر العربية المشير عبد الفتاح السيسي على "قراره الشجاع والحاسم بشن ضربات جوية على مواقع تنظيم "داعش" في ليبيا بسرعة قصوى". واستنكر "جريمة إعدام تنظيم "داعش" في ليبيا لواحد وعشرين مواطنا مصريا بطريقة لم تعهدها أقبح عصور الهمجية والظلام". وشدد في بيان، على أن "داعش" هو تنظيم أقل ما يقال فيه إنه خارج عصر الإنسانية، ولا يمت الى الطبيعة البشرية ولا الى الدين الإسلامي، الذي عهدناه دين عدل ورحمة، بأي صلة"، داعيا "جميع الدول العربية والأجنبية الى التصدي بكل حزم لهؤلاء المجرمين من أجل القضاء على هذا الفكر الوحشي المعادي للبشرية". وختم: "إننا اذ نتوجه من رئيس جمهورية مصر العربية ومن الشعب المصري والكنيسة القبطية وعائلات الشهداء الأبرار بأحر التعازي، نسأل الله عز وجل أن يلهم المصريين جميعا الصبر والسلوان في مصابهم الجلل".

 

"حوار" و ثوابت

علي حماده/النهار

17 شباط 2015

كما كان ينبغي، جاء خطاب سعد الحريري في مهرجان البيال احياء للذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري متمسكا بمجموعة من الثوابت من ناحية، و من ناحية ثانية بـ"الحوار" مع الطرف الآخر على رغم عمق الخلاف حول قضايا جوهرية تمس ليس حاضر البلاد فحسب، بل مستقبلها خصوصاً. فقرار الدخول في "الحوار " مع "حزب الله" لم يتخذ بخفة، بل أتى على خلفية قراءة معمقة لواقع لبنان في قلب منطقة ملتهبة تشهد شلالات من الدم في كل زاوية من زواياها. وكان السؤال الاساسي الذي توقف عنده الحريري قبل اتخاذه قرار الدخول في "الحوار": هل يسهم الاستقلاليون في دفع لبنان نحو النار وشلالات الدم؟ ام على العكس يسهمون في منع ذلك؟ اضافة الى هذه النقطة الاساسية كانت اسئلة تتعلق بيوميات اللبنانيين في ظل الازمة الاقتصادية، والازمات الناشئة عن التوتر المذهبي الذي يجتاح المنطقة، وقد وصل الى لبنان محمولا على اكتاف "حزب الله" بالدرجة الاولى، بسبب ممارساته داخلياً وخارجياً. لم يكن سعد رفيق الحريري إلا ليتخذ قرارا يمنع لبنان من الانزلاق خلف "جنون" البعض المتوهم بانتصارات وهمية في حين انه لم يجلب للبنان ولبيئته سوى احقاد عميقة، وحروب دائمة في كل مكان. لكن قرار "الحوار" لم يكن ينطوي على الاستسلام للأمر الواقع لان الاستسلام، للأمر الواقع معناه أولاً وآخراً تحويل لبنان بحيرة من الدماء بفعل جر الجميع الى مشاريع الحديد والنار في سياق اجندات خارجية حولت الكثيرين في العالم العربي ضحايا ومشاريع ضحايا من العراق الى اليمن مروراً بسوريا ولبنان. بناء على ما تقدم، ساند جمهور الاستقلاليين قرار الحريري الدخول في حكومة واحدة مع "حزب الله" حتى قبل ان يكف عن تورطه في دماء السوريين، وقبل ان يقدم على خطوات ايجابية تخفف الاحتقان كمثل الاقدام على حل شلل "سرايا المقاومة" المسلحة. وكذلك سانده الجمهور عينه في قرار "الحوار" على قاعدة ان حماية البلد من الفتنة تتقدم كل شيء آخر، وان يكن الطرف الآخر لم يقدم شيئاً في الاساسيات.

اليوم يعلن سعد الحريري ان "الحوار" مستمر. وعليه فـ"تهدئة" المرحلية مستمرة، وان لم ترتقِ الى "تسوية"، ومن المبكر جداً ان تصل الى مستوى الحل للازمة اللبنانية . "الحوار" ضرورة؟ نعم لكن الاستسلام ممنوع، والمواجهة السياسية السلمية مع مشروع "حزب الله" يجب ان تستمر الى ان يعودوا الى الدولة بنزع سلاحهم غير الشرعي، والتحول الى مشروع سياسي لبناني يخضع للدستور، والقانون، والتوازنات الدقيقة. مواجهة مستمرة بوسائل سلمية، و"حوار" مستمر بروح انفتاحية، وإن كانت التجارب السابقة كلها تدفع العاقل الى عدم الوثوق اطلاقاً!

 

الحريري دان اعدام 21 قبطيا : مشهد اسود يضاف الى السجل الدموي لتلك المجموعات الضالة

الإثنين 16 شباط 2015 /وطنية - رأى الرئيس سعد الحريري في بيان انه " ليس هناك من وصف قبيح يمكن ان يكفي لإدانة المذبحة التي شهدها الشاطئ الليبي، واودت بحياة 21 مواطنا مصريا، وقعوا في قبضة شياطين الارهاب وفرق الموت التي تجتاح بلدان الربيع العربي، في واحدة من أقذر الحروب التي تستهدف قيم الاسلام ومكانة المسلمين في العالم". اضاف :"انه مشهد اسود جديد يضاف الى السجل الدموي المريع لتلك المجموعات الضالة، التي تنشر جرائمها في مصر وليبيا وسوريا والعراق ولبنان واليمن، وفي كل مكان من العالم يتغلغل فيه وباء الارهاب والتطرف ويتحول الى ساحات تبيح القتل باسم الدين، وتتخذ من اسماء الله سبحانه وتعالى، نداء للطعن بتعاليم الله وكتبه ورسله وأنبيائه". وتابع :"اننا اذ نعبر عن أعمق مشاعر التضامن مع الشعب المصري الشقيق، ومع الكنيسة القبطية خصوصا، نتوجه الى الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية، التي يتطلع اليها العرب في هذه المرحلة العصيبة من تاريخهم، معولين على قرارها الحاسم في استئصال بؤر الشر والارهاب، وانهاء تلك الظواهر الخبيثة التي تهدد ديننا وقيمنا واستقرار بلداننا. ونحن على يقين بأن مصر لن تقع في المحنة بل هي ستواجه المحنة، وستكون قادرة بإذن الله، وبوحدة ابنائها على تسطير صفحة مجيدة من صفحات الدفاع عن قيم العرب والمسلمين وارادة الحياة المشتركة مع اخوانهم المسيحيين".

 

الراعي التقى في روما أمين سر الفاتيكان ووزير الخارجية واحتفل ب"إثنين الرماد"

الإثنين 16 شباط 2015 /وطنية - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في روما، أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، ثم وزير الخارجية أمين سر العلاقات مع الدول المونسنيور بول غالاغير، في إطار متابعة البحث في التقرير المفصل الذي رفعه الراعي الاسبوع الماضي الى قداسة البابا فرنسيس والمؤلف من 18 صفحة، عن أوضاع الشرق الاوسط، وانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وصعوباته، وطلب وساطة الكرسي الرسولي بهذا الشأن، اضافة الى عدد من الشؤون الكنسية التي أثارها مع البابا. في المقابل، عبر كل من الكاردينال بارولين والمونسنيور غالاغير عن اهتمامهما وقلقهما حيال الاوضاع في الشرق الاوسط ونتائجها والوضع اللبناني، وخصوصا في ظل الفراغ الرئاسي، "الامر الذي يوصف بغير الطبيعي والغريب في بلد يتميز بنظامه الديموقراطي الفريد وبدوره الرائد في الحوار بين الاديان والعيش المشترك الاسلامي - المسيحي بالمساواة، وهو يشكل بذلك بابا للديموقراطية والحوار ونموذجا للبلدان المتنوعة ثقافيا ومذهبيا". واعتبرا أن "خسارة ميزة لبنان تعتبر خسارة كبيرة للشرق برمته وللمسيحيين فيه"، مؤكدين مواصلة الجهود والمساعي مع كل الدول المعنية "من أجل المساعدة في إجراء الانتخابات وبالتالي من اجل المحافظة على قيمة لبنان ومكانته في الاسرة الدولية". وفي الاطار عينه، سيلتقي الراعي بعد غد الاربعاء وكيل الشؤون العامة في أمانة سر الفاتيكان المونسنيور أنجلو بيتشو. وكان أنهى أمس مشاركته في اعمال مجمع الكرادلة في الفاتيكان برئاسة البابا فرنسيس، وقد انقسم الى قسمين: الاول "المجمع الخارق العادة"، 12 و13 شباط الجاري للبحث في قضايا الاصلاح في الكوريا الرومانية، وتنظيم الشؤون الاقتصادية، والثاني "المجمع العمومي"، 14 و15 الجاري، وقد تناول قضايا كنسية وروحية وترقية الكرادلة الجدد.الى ذلك احتفل الراعي برتبة "اثنين الرماد" اليوم في كنيسة مار مارون في روما، في حضور حشد من المؤمنين، وتمنى في كلمة له "صوما مباركا للجميع واستعدادا روحيا غنيا للعبور الى عيد القيامة بفعل الصلاة والتقشف وعمل الخير والمشاركة مع الاخوة المحتاجين والمتألمين".

 

الراعي من روما: اعدام داعش للاقباط عمل وحشي وجبان وندعو الى التعاون الجدي لاستئصال الارهاب والتطرف

الإثنين 16 شباط 2015/صدر عن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي البيان التالي: "تلقى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الموجود في روما، بألم شديد نبأ إعدام العمال الاقباط في ليبيا على يد تنظيم داعش الارهابي. وسأل الله في مطلع هذا الصوم المبارك، ان يرحمهم في ملكوته السماوي ويعزي اهلهم وعائلاتهم المفجوعة. وتوجه بالتعزية من قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية ومن ابناء الكنيسة القبطية الشقيقة، معربا عن تضامنه معهم وصلاته الدائمة للرب كي يضع حدا للعنف المتمادي في المنطقة، ولكي يحول دم الشهداء الابرار الى بذار سلام وقداسة تعطر الشرق بأريج انجيل المسيح الفادي، انجيل الاخوة والمحبة والسلام والخلاص للبشر اجمعين. واذ ادان الكاردينال الراعي هذا العمل الوحشي الجبان والمرفوض من قبل كل دين وانسان، دعا المجتمع الدولي ودول الشرق الى التعاون الجدي لاستئصال الارهاب والتطرف القاتل، الذي يزرع الاجرام والرعب ويهدد الاعتدال والاستقرار في كل بقعة من العالم".

 

الاحرار: المجتمع الدولي مطالب بعمل موحد لاستئصال الوحوش

الإثنين 16 شباط 2015 /وطنية - استنكر حزب الوطنيين الاحرار "الجريمة البربرية البشعة التي ارتكبت عنوة في حق العمال المصريين الاقباط، والتي بالتأكيد لا تمت بصلة الى أي دين سماوي".وإذ رأى "أن مجرد الادانة والاستنكار لا يكفيان"، أكد أن "المجتمع الدولي مطالب اليوم بعمل موحد لاستئصال هؤلاء الوحوش الذين ارتكبوا هذه الجريمة في سياق عمل اجرامي متسلسل، وهم يتمادون في فعلتهم في ظل عجز دولي معيب".

 

دريان اتصل بتواضروس مستنكرا إعدام الأقباط والتقى نواب المنية الضنية فتفت: لتعديل يسهل عمل الحكومة كي تكون أكثر فاعلية

الإثنين 16 شباط 2015 /وطنية - دان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان "الجريمة الوحشية بإعدام واحد وعشرين مواطنا مصريا في ليبيا"، واجرى اتصالا بالانبا تواضروس الثاني بابا الاقباط في مصر مستنكرا هذا "الحادث الاليم الذي لا يمت الى الدين بصلة"، مؤكدا أن "الاسلام براء من هذه الاعمال الاجرامية التي اودت بحياة المصريين الاقباط في ليبيا"، معربا عن "تضامن اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة مع الشعب المصري الشقيق". ورأى ان "الهدف من اعدام المواطنين المصريين الأقباط هو إثارة النزاعات والصراعات الطائفية بين المسلمين والأقباط المسيحيين"، مؤكدا ان "وعي المسيحيين أقوى من هذه الاعمال الارهابية التي سوف تعود على من يقوم بهذه الاعمال الارهابية بالوبال والخسران". وقال دريان: "ان وحدة المسلمين والمسيحيين في العالم العربي اليوم يجب ان تكون اقوى من أي وقت مضى لإفشال المؤامرة الطائفية، والشعب المصري اليوم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يسقط المؤامرة وما يحاك لجمهورية مصر العربية من استهدافات بسياسته الحكيمة التي توحد المصريين مهما حاول الخبثاء جاهدين لزرع الفتنة".

نواب المنية الضنية

واستقبل مفتي الجمهورية في دار الفتوى، نواب المنية الضنية: قاسم عبد العزيز وكاظم الخير واحمد فتفت الذي قال بعد اللقاء: "اليوم كانت زيارة بخصوص انتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وعدم الاخذ بالاعتبار تمثيل منطقة المنية والضنية، وكذلك ضعف تمثيل منطقة عكار، وقد تلقينا وعدا من سماحته انه سيحاول معالجة هذا الموضوع ان استطاع تعديل المرسوم فيكون هذا شيئا جيدا، والا ستتم المعالجة اما بالانتخابات ثم بالتعيينات، حتى لا يكون هناك مناطق تمثل ثلث سنة لبنان غائبة عن الوجود فعليا في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى". أضاف: "كما جرى التداول في بعض الشؤون المتعلقة بالاوقاف الإسلامية وبعض الأمور الخاصة بموضوع المشايخ، وبالتأكيد جرى التطرق الى الوضع العام في البلد، وكان هناك تهنئة متبادلة بعودة الرئيس سعد الحريري، وتقييم إيجابي جدا للمهرجان الذي أقيم في الذكرى العاشرة لاغتيال دولة الرئيس رفيق الحريري والكلام المسؤول والمتقدم بالدفاع عن الدولة والمؤسسات لدولة الرئيس سعد الحريري".

سئل: كيف تنظرون الى التضامن الوزاري في الحكومة؟

أجاب: "موضوع الحكومة ضروري جدا، منذ البداية لم يكن من المفروض ان تسير الحكومة بهذه الالية التي هي فيها حاليا، لان فيها انتقاصا من صلاحيات رئيس الحكومة وشللا لعملها وتجاوزا لصلاحيات رئيس الجمهورية. ان رئيس الجمهورية يملك حق رد المراسيم، او حتى رد قرارات مجلس الوزراء ولكن لا يملك حق الفيتو بأي شكل من الاشكال، فانطلاقا من هذا المبدأ، نأمل ان يصبح هناك إمكانية تعديل لتسهيل عمل الحكومة لتكون فاعلة أكثر، ويكون عندنا دور أكثر فعالية واكثر انتاجا لهذه الحكومة، واعلم ان دولة الرئيس تمام سلام يقوم بجهد كبير جدا في هذا المجال وفقه الله، والله يعينه كذلك".

وردا على سؤال حول الخطة الامنية في البقاع، قال: "المواطن اللبناني يجب ان يكون مرتاحا للخطة الأمنية وليس نحن، ويرتاح عندما تعمم الخطة الأمنية على كل الأراضي اللبنانية، وسيادة الدولة اللبنانية تشمل كل الأراضي اللبنانية بدون أي استثناء، بألا يكون هناك مناطق ممنوعة تحت أي عنوان، اكانت مناطق امنية او غير امنية، وهذا الدستور ينص على ذلك، واتفاق الطائف ينص على ذلك، وجود سلاح غير شرعي، سيبقى غير شرعي بنظرنا كائنا ما كانت التسمية التي تطلق عليه، اكان اسمه سرايا المقاومة، او مقاومة، بالنسبة لنا سيبقى سلاحا غير شرعي، والشعب اللبناني سيرتاح يوم تعود كل الأراضي اللبنانية وكل السلاح الى حضن الدولة".

سئل: بعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت هل سيكون هناك اسراع في انتخاب رئيس للجمهورية؟

أجاب: "بصراحة، هذا قرار اصبح واضحا ان دولة الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وقوى 14 آذار قاموا بجهد كبير جدا في موضوع السعي لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال قرارها الذي ابتدأ به الدكتور سمير جعجع في حزيران الماضي، ثم كل قوى 14 آذار، بأن تسعى الى رئيس توافقي. للأسف الفريق الاخر يضع المزيد من العراقيل، نحن على قناعة بأن حزب الله بهذا الموضوع يتبع القرار الإيراني الذي يريد ان يؤجل هذا الموضوع ليساوم به سياسيا على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة في الملف النووي، وهذا شيء سيىء جدا، لذلك قلنا ربما يكون مخرج من خلال اذا حصل توافق مسيحي مسيحي لهذا الموضوع، ولكن هل الجنرال عون يملك قراره بالكامل أيضا ليكون هناك توافق مسيحي مسيحي؟ لا اعرف".

ايردوالتقى دريان مدير الوكالة التركية للتعاون والتنسيق ابراهيم ايردر، في حضور مصطفى عباس ومصطفى قندز، وقد ابدى مدير الوكالة التعاون والتنسيق الكامل مع دار الفتوى في تنمية وتجهيز المؤسسات الصحية والتربوية التابعة لدار الفتوى.

 

العلامة السيد علي الأمين شارك في اجتماع مجلس حكماء المسلمين: الأمة تتطلع إلى علمائها لوقف الصراعات الدموية

الإثنين 16 شباط 2015 /وطنية - قال العلامة السيد علي الأمين بعد مشاركته في اجتماع مجلس حكماء المسلمين الذي انعقد في أبو ظبي "ان الأمة تتطلع إلى علمائها وولاة أمرها، لبذل الجهود وتضافرها، لوقف الصراعات الدموية التي تعصف بوحدة الأمة في أكثر من قطر ومكان". ولمح إلى "وجود مشكلات وصعوبات في إيصال خطاب الاعتدال والتسامح، بحيث يكون مرجعية لعموم المسلمين، وأرجع ذلك إلى نتائج الصراعات التي طغت على سطح الأحداث، حتى أصبح الشباب معرضين لكثير من المشكلات في عصرنا الراهن".

وأوضح أن "على المؤسسات الدينية القيام بدورها، وعلى وجه الخصوص الأزهر الشريف الذي يشكل مرجعية كبرى للمسلمين في شؤونهم الدينية. ومجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر هو من المؤسسات المعقود عليها أمل الأمة في اتساع دائرة خطاب الاعتدال وانتشاره لمواجهة الفكر المتطرف والتصدي للعنف وإظهار الصورة الحقيقية للاسلام، والمطلوب من الدول المحبة للسلم الاجتماعي أن تحتضن هذا الفكر". وأشاد ب"موقف دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها الرائد في الوحدة بين المسلمين، والسعي الى جمع كلمتهم، وهي الدولة النابذة للعنف والتطرف بأشكاله كافة في أي مكان في العالم، وكان لها السبق في مساندتها ومساعدتها لنشر خطاب الاعتدال في محطات عديدة، ومنها موقفها الداعم للسلام والأمن وإظهار الصورة الحقيقية للاسلام الذي تجلى في أكثر من موقف، ومنها احتضانها مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي الذي تترأسه شخصية دينية تحظى بحب المسلمين واحترامهم وهو فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر".

وأكد أن مجلس حكماء المسلمين، ومقره أبوظبي، "يشكل خطوة مهمة من أجل ترسيخ مفهوم الاعتدال ومنهجه الذي يتميز به الدين الإسلامي والذي يسعى إلى وحدة المسلمين وجمع كلمتهم"، ودعا إلى "تضافر الجهود من أجل وحدة الأمة ولمواجهة ما يحاك ضد شبابها".

وأبرق العلامة الأمين اليوم الى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ورئيس الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثاني معزيا ب"ضحايا المجزرة الإرهابية التي ارتكبتها "داعش" في حق العمال المصريين الأبرياء في ليبيا، وقال: "نتقدم منكم ومن كل الشعب المصري بالتعازي والمواساة بالمجزرة المروعة التي ارتكبها المجرمون الأشقياء في حق أبناء مصر الأبرياء في ليبيا سائلين الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء".

 

سامي الجميل بعد اجتماع المكتب السياسي : التأقلم مع الفراغ لعب بالنار ومسؤولية المسيحيين الاتفاق على ضرورة انتخاب رئيس للبنان

موقع الكتائب/رفض النائب سامي الجميل ان يخيّر اللبنانيون بين انتخاب رئيس او تسيير شؤون البلاد، معتبراً ان هنالك توجها للتأقلم مع الفراغ الرئاسي ومحاولة لايجاد بدائل لتسيير البلد من دون رئيس.  ورأى في الأمر لعباً بالنار يضع الموقع الأول في لبنان بخطر يتحمل مسؤوليته الجميع لاسيما الأفرقاء المسيحيين، ودعاهم الى الاتفاق على النزول الى مجلس النواب لاختيار رئيس من بين الأسماء الأربعة او الخمسة الأقوياء برعاية بكركي . واعتبر الجميّل بعد اجتماع المكتب السياسي الكتائبي ان التوجه الى تنظيم الشغور الرئاسي والتحضير لبدائل للتأقلم مع هذا الواقع هو بدعة ترفضها الكتائب لأن اختيار رئيس للجمهورية يتم عبر عملية انتخابية تعبر عن ارادة الناس عبر عملية دستورية واضحة، معتبراً ان الخروج عن هذه الآلية يعني اننا نفتح الباب امام تدخل الدول الخارجية في اختيار رئيس للبنان في هذا الزمن الخطير الذي تمر فيه المنطقة . وتوجه النائب الجميّل الى المتحاورين لاسيما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية مؤكداً ضرورة ان يكون موضوع انتخاب رئيس للجمهورية من صلب الحوار الدائر بينهما وبين تيار المستقبل وحزب الله . واذ حمل المسيحيين بالدرجة الأولى مسؤولية انهاء الفراغ، قال ان لا احد يمكن ان يرفض المشاركة في العملية الانتخابية اذا ما اتفق المسيحيون على ضرورة النزول الى مجلس النواب لاختيار رئيس بغض النظر عن الاسماء .

ورأى الجميل ان هنالك قراراً اقليمياً بابقاء لبنان في الثلاجة وترك الأمور تحت السيطرة عبر تعطيل انتخاب رئيس في حين ان من يدفع الثمن هم اللبنانيون بشكل عام والمسيحيون بشكل خاص لأن الموقع يعنيهم بالدرجة الأولى.

 في ما يلي كلام النائب الجميّل كاملا:

لاحظ النائب سامي الجميّل بعد اجتماع المكتب السياسي الكتائبي أن هناك توجها من قبل الجميع لوضع آليات للتأقلم مع الفراغ الرئاسي، وهذا أمر مقلق جدا بالنسبة إلينا، مضيفا: أصبحنا ننظم الفراغ ونرى كيف نُسيّر البلد من دون رئيس للجمهورية.

وذكّر الجميّل الجميع بأن الدستور واضح جدا، فآلية اختيار الرئيس هي الية انتخاب يحصل في مجلس النواب من قبل النواب اللبنانيين.

وقال: "غضّينا النظر عن آلية الانتخاب وانتقلنا الى عملية اخرى لاختيار الرئيس عبر الاتفاق على الرئيس، وهي أسلوب جديد مرفوض بالنسبة الينا، لأنه في وقت ان الشعوب تقوم بثورات وتضحي بنفسها وبشبابها لتحقق نوعا من الديمقراطية وتستطيع اختيار حكامها ورؤسائها، فنحن في لبنان لدينا الالية والنظام الديمقراطي لكننا قررنا الذهاب الى الية خارجة عنه وهي الية مرفوضة.

ورأى أننا بطريقة تعاطينا ندعو القوى الخارجية للتدخل في شؤونا، لأن ألية الاتفاق بين بعضنا البعض على رئيس فشلت، إذ اننا منذ أشهر دون رئيس ولم ينجح الفرقاء في انتخاب رئيس وبالتالي يدعون القوى الخارجية الى انتخاب رئيس، من هنا لا يمكن ان نلوم الخارج، لأننا ندعوه الى التدخل بتخلينا عن دستورنا وعن الآليات التي وضعناها لحسن سير مؤسساتنا وحسن اختيار وزرائنا ونوابنا.

واستغرب الجميّل كيف اننا ننسى ان هدف الوصول الى السلطة ليس غاية بحد ذاتها بل وسيلة لخدمة الناس، مشددا على انه لا يمكن ان نضحي بالناس، لأننا نعتبر المنصب هو الغاية والهدف والأساس.

وقال: كلّما أردنا تشكيل حكومة تأخذ المسألة 9 أشهر أو أردنا انتخاب رئيس يحتاج الأمر الى 10 أشهر لأننا لا نقبل بالاليات والخضوع لارادة الناس من خلال انتخاب النواب أو انتخاب الرئيس من قبل النواب.

وأضاف: قررنا رفض الاليات الديمقراطية والذهاب الى منطق الاتفاق الذي تدخل فيه كل دول العالم التي تتدخل لاختيار رئيسنا.

وقال: لا يمكن للطموح الشخصي ان يتغلب على المصلحة الوطنية فيجب ألاّ ننسى ان الدولة ليست  فريقا منفصلا عن الشعب، فالدولة تجسد الشعب اللبناني من خلال ممثليها الذين يفترض بهم ان يكونوا في خدمة الشعب، انما ما نراه اليوم ان الشعب صار في ناحية والدولة في ناحية أخرى وصارت الدولة منفصلة عن الشعب، لأنها لا تلتزم بالقواعد الديمقراطية، فقد صارت تعيّن نفسها وتتفق مع نفسها لاختيار رؤساء واختيار مسارات تسلكها.

أضاف: صرنا نخترع "بدع" ليسير البلد من دون رأس الدولة وهو رمز وحدة الدولة وضمانة الدستور والذي أقسم يمين الحفاظ على الدستور وهو ضمانة وحدة لبنان وقد قررنا التخلي عنه، مضيفا: من الواضح أن كل الأفرقاء يهمهم ايجاد البدائل عنه، في وقت أن الوطن بخطر والمنطقة تتغير وفي وقت ان دولا تتفكك ودولا تركب وشعوبا تتحرك والخريطة ربما يُعاد رسمها والتطرف يأكل الناس، وهناك مهووسون يقطعون رؤوسًا في ليبيا وسوريا والعراق وقرروا ان يدخلوا الى لبنان ويواجهوا الجيش اللبناني الذي يدافع عن لبنان ويقدم الشهاء ليدافع عن البلد، في المقابل المسؤولون قرروا التخلي عن مسؤوليتهم تجاه الشعب باختيار رئيس للبلاد وتجاه الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

واكد ان الوقت ليس مناسبا للّعب بالنار وللّعب بموقع رئاسة الجمهورية وخصوصا في هذه المرحلة ولكننا نلعب بالنار.

وأضاف: بدلا من التفكير ببدائل آلية مجلس وزراء او رئاسة الجمهورية اتمنى ان يجيب كل واحد عن السؤال التالي: ما المانع من ان ننتخب رئيسا للجمهورية؟ وهذا سؤال برسم الرأي العام.

وكرّر: ما المانع من انتخاب رئيس وتشكيل حكومة واقرار قانون انتخابي وانتخاب نواب وان تسير الدولة ويستعيد لبنان ثقة المجتمع الدولي به؟

وأجاب:  المانع هو ان هناك نوابا قرروا عدم النزول لانتخاب رئيس، والأمور لا تتخطى هذا الحد، فلا مانع امنيا او دستوريا أو أخلاقيا أو مانع له علاقة بالطقس.

واردف: لا مانع من ان نسيّر الدولة على السكة الديمقراطية الا ارادة النواب بعدم الالتزام بالدستور وعدم الذهاب لانتخاب رئيس وهذا غير مقبول، معتبرا انه لا يمكن كمجتمع واحزاب ان نظل ساكتين.

وتابع: تحدثنا كثيرا وصرنا نهتم بشؤون الناس وكل الحجج هي انه بغياب الرئيس علينا ان نفكر كيف نُسيّر أمور البلد، ولكن لا يمكن ان نختار بين رئيس او ان يسير البلد، واكد اننا نريد المسألتين معا ولا سبب لعدم وقوف الدولة الى جانب جيشها.

واكد الجميّل أننا مستعدون للنزول الى  المجلس النيابي في أية لحظة بغض النظر عن المرشحين وعمن سينتخب رئيس وهويته، فسننزل وننتخب من نراه مناسبا ومن يربح نبارك له ونقول له: "نحن الى جانبك ونقطة عالسطر" ، وعلى كل كتلة نيابية ان تفعل الأمر نفسه فهذه هي اللعبة الديمقراطية، اذ لا يمكن ان تربط الانتخابات بربحك، وتابع: نحن نضع أنانيتنا ومشاريعنا الخاصة قبل مصلحة البلد ونلعب بهذا الموضوع من أجل مصالح خاصة، اما نوقف البلد للمجيء بوزراء او للمجيء برئيس، وسأل الى أين تأخذون البلد؟، وأردف: منذ 10 اشهر وانا ألتزم الصمت تجاه هذا الموضوع ولكن هناك محاولة تطبيع عدم وجود رئيس.

 الجميّل تطرق الى الحوارات القائمة متوجها الى التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية قائلا: كل ما سيصدر من اوراق عن المتحاورين سنعتبره إيجابيا لطي صفحة الماضي وتخفيف الاحتقان بين الشباب، واذا فككنا العقد هو أمر ايجابي لمستقبل البلد، ولكن لا يجوز الا يكون موضوع الرئيس عنوانا للحوار وعنوانا لحوار المستقبل وحزب الله.

اضاف: ان كنا لا نتكلم عن الرئيس الآن فمتى سنتكلم عنه؟ وتابع: ليس المطلوب الاتفاق على رئيس انما الذهاب لانتخاب رئيس، اذ لا بد من تطبيق الدستور لتحديد اطار ديمقراطي لمعالجة عدم الاتفاق.

أضاف الجميّل: إذا اعتبر البعض ان البلد سيسير من دون رئيس فهناك خطر على الموقع ويتحمل الجميع مسؤوليته داعيا الى وضع الملف على رأس اولوياتنا والا نكون نساهم ونخاطر بهذا الموقع، لأنه اذا تأقلم الجميع مع واقعة أن البلد يسير من دون رئيس ومرّت فترة اطول من دون رئيس فهناك خطر على هذا الموقع ويتحمل مسؤوليته الجميع.

ولفت ردا على سؤال الى ان وضع المنطقة بخطر وأحد لا يرغب بتولي الرئاسة، مشيرا الى الصراع على صعيد المنطقة في سوريا والعراق، وقال: الجميع متفق على تهدئة الوضع في لبنان وعدم تغيير موازين القوى انما هذا يحصل على حساب موقع الرئاسة.

وأشار الى الاتفاق بين محاور المنطقة على ان يبقى لبنان في الثلاجة وهذا على حساب موقع الرئيس، لأن ذلك سيعيد انتاج السلطة ونكون قد ردينا الكلمة للناس، وأضاف: لا يريدون العودة الى الناس من خلال النواب بل يريدون ترك الأمور تحت السيطرة ومن يدفع الثمن هم المسيحيون والناس لأن بلدهم واقتصادهم ووضعهم الاجتماعي وحكومتهم في الثلاجة، وهذه مسؤولية المسيحيين بالدرجة الأولى لأنهم ان اتفقوا على النزول واختيار مرشح فأحد لن يقول لهم لا وما من فريق سيرفض الاجماع المسيحي بالنزول الى المجلس او انتخاب مرشح.

وأردف: اذا قالوا اتفقنا على هذا الاسم من سيقول لهم لا؟ وتابع: ان كانوا لا يستطيعون الاتفاق على اسم فلينزلوا وينتخبوا رئيسا وان كانوا خائفين من وصول رئيس ضعيف، فلنتفق على انتخاب واحد من الأسماء الاربعة او الخمسة التي تمثل المسيحيين وليست هابطة بالمظلة.

وردا على سؤال قال الجميّل: الحل ليس بأن نخرج من الحكومة او نلغي دورنا فعلينا ان نلعب دورنا من الداخل.

 

أليخندرو خوري فارس  اجرى لقاءات اغترابية في باريس وبروكسل محورها توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم

الإثنين 16 شباط 2015 /وطنية - اعلن مكتب لبنان للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ان الرئيس العالمي للجامعة أليخندرو خوري فارس زار العاصمة الفرنسية باريس وأمضى ثلاثة أيام حافلة باللقاءات، وذلك بعد الزيارة التي قام بها للعاصمة البلجيكية بروكسيل واستمرت ثلاثة أيام حيث اجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والرئيس أحمد ناصر، وتم البحث في موضوع توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. والتقى في اليوم الأول أعضاء المجلس الوطني الفرنسي الذي يرأسه إدمون عبد المسيح، في حضور نائب الرئيس العالمي لأوروبا روجيه هاني والرئيس العالمي الأسبق بشارة بشارة. وقد عرض عبدالمسيح نشاطات الجامعة في فرنسا وآخرها الإعداد لمهرجان "أيام لبنان" الذي سيقام في 15 و16 و17 أيار المقبل والذي يتم بالتعاون مع الجمعيات اللبنانية في فرنسا التي دعيت للانضمام إلى الجامعة.

وقد شكر فارس المجلس الوطني على ما يقوم به وعرض ما تم من مباحثات بشأن توحيد الجامعة، كما تطرق لمشاريع الجامعة المستقبلية وعلى الخصوص مؤتمر الشباب الذي سينعقد في لبنان في تموز المقبل ويضم شبابا وشابات من مختلف أنحاء العالم.

والتقى الرئيس العالمي في مقر إقامته بعدد من وجوه الجالية اللبنانية في فرنسا، كما زار السفارة اللبنانية حيث أطلع القائم بالأعمال غادي خوري على ما وصلت إليه مباحثات التوحيد. وقد أثنى خوري على ما تقوم به الجامعة وشجع الرئيس على متابعة المفاوضات التوحيدية التي ستعود بالخير على لبنان وعلى الجاليات في كل أنحاء العالم. كذلك زار فارس مندوب لبنان لدى الأونيسكو السفير خليل كرم ثم مطرانية الموارنة حيث قدم للمطران مارون ناصر الجميل ميدالية الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس الجامعة (1959 - 2009).

وأقام المجلس الوطني في فرنسا حفل عشاء على شرف الرئيس العالمي، حضره القائم بالأعمال غادي خوري، السفير خليل كرم، راعي أبرشية فرنسا للموارنة المونسنيور مارون ناصر الجميل، مطران الروم الأورثودكس اغناطيوس الحوشي، ممثل المجلس الشيعي الأعلى في فرنسا السيد حسن الحكيم، الملحق العسكري في السفارة اللبنانية في باريس العميد جورج نادر، نائب الرئيس العالمي لأوروبا روجيه هاني، رئيس لجنة الإقتصاد والأعمال في الجامعة أنطوان منسى وأعضاء المجلس.

وألقى رئيس المجلس الوطني إدمون عبدالمسيح كلمة ترحيبية وبعده ألقى الرئيس العالمي كلمة شرح للجميع الخطوات التي وصلت إليها مباحثات توحيد الجامعة والجهود المبذولة من أجل ذلك. وقدم الرئيس العالمي ميدالية ذكرى الخمسين لتأسيس الجامعة لأدمون عبدالمسيح وشكره على ما يقوم به المجلس الوطني من نشاطات وعلى جهوده الشخصية في سبيل توحيد الجامعة. وتناول الحاضرون الكلام مشددين "على ضرورة توحيد الجامعة لما فيه خير الوطن".

 

الراعي: الصوم طريق الى الحرية الحقيقية والتجدد والفرح

الإثنين 16 شباط 2015

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس بداية الصوم يوم اثنين الرماد 16 شباط 2015، في كنيسة مار مارون في المعهد الحبري الماروني في روما وعاونه المطران فرنسوا عيد المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي ونائبه المونسنيور طوني جبران والوكيل البطريركي العام المونسنيور جوزف البواري ولفيف من كهنة المعهد، بحضور حشد من المؤمنين تقدمهم سفير لبنان لدى الفاتيكان العميد جورج خوري والقنصل البير سماحة، وخدمت القداس جوقة الرعية بقيادة الخوري فريد صعب.

بعد الانجيل القى غبطته عظة تأملية في معاني الصوم، جاء فيها: "يسعدنا اليوم ان نبدأ معا مسيرة الصوم الكبير التي هي زمن النعمة الذي فيه يعيش المؤمنون ثلاثة امور: الصوم والصلاة وعمل الخير، اي اعمال المحبة والرحمة التي تأتي بنتيجة الوقفة مع الذات ومع الله. نحتاج اليوم الى ترميم العلاقة مع ذواتنا ومع الله وبين بعضنا البعض من خلال سماع كلام الله والصلاة بروح التوبة بعد ان شوهتها خطيئتنا وتصرفاتنا التي لا تليق بنا. انه زمن الوقفة مع الذات لنعود فنصحح صورة الله فينا، وزمن المصالحة لترميم الاخوة مع كل الناس وخصوصا الاخوة المجروحة مع من نحن على خلاف معهم، والانسانية فينا مع الفقراء والحزانى والمتألمين بكل انواع الالم الجسدي والمعنوي والنفسي والاجتماعي. لذلك فان هذه الوسائل الثلاث: الصوم، الصلاة واعمال المحبة تشكل طريقنا للوصول الى القيامة الحقيقية."

واضاف البطريرك الراعي : "من غير المقبول ان نقول ان الصوم هو غير ضروري وهو لا يتعدى كونه انقطاعا عن الطعام، انما الصوم بما يتضمنه من تقشّف وقهر للذات هو طريق الى الحرية الحقيقية والتجدد والفرح. فالحرمان الذي نعيشه من اجل المساعدة يؤدي بي الى يسوع المسيح. فبالصوم وبسماع كلمة الله في الرياضات الروحية، تفتح ابواب السماء لانه بفضل استحقاقات كل من يصوم ويصلي ويتوب ويصنع الخير تكثر نعم الرب وخيرات السماء، ولذلك قال القديس بولس "ان زمن الصوم هو زمن النعمة"، ولو لم يكن كذلك لما صام يسوع المسيح اربعين يوما امضاها بالصلاة والحرمان كي يهيئ عمله الخلاصي." وختم الكردينال الراعي: "ما احوج عالمنا اليوم الى التجدد على كافة الصعد وفي كل مكان، في العائلات والمجتمعات والاوطان، في السياسة والاقتصاد وفي التعامل بين البشر. فلنعش هذا الزمن المقبول كما يجب، وكلنا أمل بأن المسيح قادر على تجديدنا كي نجدد كل شيء من حولنا، فلنتكل على نعمته في هذه المسيرة لنعبر معه الى الفصح والى الحياة الجديدة. ولنتذكر اننا لو سمعنا اليوم ان جسدنا من التراب والى التراب يعود، فان مصيرنا ليس الى التراب انما الى فوق للاتحاد من جديد بصورة الله التي علينا ان نعكسها على هذه الارض".

 

"الجريدة": حزب الله لم يفاجأ بخطاب الحريري

المركزية- نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر مقربة من "حزب الله" قولها ان "الحزب لم يفاجأ بخطاب رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري تجاهه، فمعظم التحليلات أشارت قبل أيام إلى مضمون الكلمة التي تمسكت بمبدأ الحوار مع البقاء على الخلاف في مجمل الملفات الاخرى انطلاقاً من نظرية ربط النزاع". وأشارت المصادر إلى أن "ما أثار الاستغراب هو تركيز الحريري في معظم الخطاب على الحزب، محملاً اياه نتائج الأزمات الداخلية والإقليمية التي تعصف بلبنان". وأضافت المصادر أن "حزب الله يعلم حساسية الشارع السني المتردّد تجاه حوار المستقبل معه، ولا يمكنه أن يتوقع من الحريري تنازلات أو تسويات في الصراع الذي أدى إلى انقسام مذهبي عمودي منذ بدء الاحداث في سورية"، لافتة إلى أن "لا الشارع السني يقبل ذلك ولا الحريري في وارد ذلك بدليل الهجوم الشرس الذي شنه على الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه".

 

جريج: للتوفيق بين تسيير القرارات وعدم التطبيع مع الشغور/"آلية العمـل اسـتخدمت لغيـر أهدافهـا فتعطلت الحكومـة"/ تعطيل الانتخابات الرئاسية يشل المؤسـسات ويهدد النظـام

المركزية- لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع. فالتمادي في تعطيل العمل الحكومي عبر لجوء كل وزير الى حق الفيتو لعرقلة اقرار اي بند لا يتناسب ومصالح فريقه، أدخل الشلل الى شرايين المؤسسة الدستورية الثالثة، وألحقها بركب رئاسة الجمهورية ومجلس النواب المعطلين. أمام هذا الواقع، ينكبّ رئيس الحكومة تمام سلام على ايجاد آلية عمل حكومي جديدة، وهو لن يدعو الى اي جلسة وزارية، قبل التوصل الى صيغة تسمح للحكومة بالانتاج مجددا. وفي هذا السياق، رأى وزير الاعلام رمزي جريج عبر "المركزية" ان "اعتماد مبدأ التوافق مخالف لآلية مجلس الوزراء، باعتبار ان الآلية المنصوص عليها في المادة 65 تقول ان القرارات في الحكومة تتخذ بالتوافق والا بالتصويت بأكثرية الحضور في الأمور العادية وبالثلثين في القضايا المهمة المحددة في الدستور. وفي هذه الحكومة، تم اعتماد آلية التوافق على كل المواضيع، بطلب من بعض الاطراف، انما استعملت هذه الآلية لغير أهدافها، فتعرقل العمل الحكومي". وأضاف "سلام رفع الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء ولم يحدّد موعدا لجلسة الجديدة، في انتظار التوصل الى آلية لتسيير الامور في الحكومة، بلا تعسّف في استخدام حق الفيتو المعطى لكل وزير وهو في صدد وضع تصور لآلية جديدة". الا ان جريج أكد ان "هناك اعتبارين لا بد من اخذهما في الحسبان: أولا، ضرورة تسيير امور الناس لان مجلس الوزراء هو المؤسسة الدستورية الوحيدة القائمة والعاملة حاليا. أما الاعتبار الآخر، فهو الا يمكن ان نتغافل عن شغور الرئاسة. فاذا كانت الاعمال تسير بشكل طبيعي جدا في ظل الفراغ، فهذا يعطي انطباعا لدى الرأي العام والطبقة السياسية، بأن يمكن الاستغناء عن الرئيس، في حين ان اولوية الاولويات انتخاب رئيس جمهورية، لانه رأس البلاد، والمؤسسات بلا رأس كالجسم بلا رأس، لا يمكن ان تعيش". وتابع "بين هذين الاعتبارين الذي يجب التوفيق بينهما، يحاول سلام بالتشاور مع الجميع التوصل الى آلية لتسيير العمل من جهة وتأخذ في الاعتبار الشغور الرئاسي من جهة أخرى"، مشيرا الى ان هناك طروحات عدة في سلة سلام". واعتبر جريج ان "الاولوية هي لانتخاب رئيس ولا يكفي ان نكرر المطالبة بانتخاب الرئيس في كل جلسة لمجلس الوزراء، بل على كل اللبنانيين ان يعرفوا ان تعطيل الانتخابات الرئاسية بسبب تعطيل النصاب وعدم حضور جلسات الانتخاب، يشل كل المؤسسات واستمراره سيهدد النظام السياسي كله". هل صحيح ان الوزراء المسيحيين يرفضون تعديل الآلية الحالية؟ أجاب "هذا الكلام غير دقيق، لا بل بالعكس، اذ هناك اتجاه عند عدد كبير من الوزراء لاعطاء الاولوية لانتخاب رئيس". وعن موقف وزراء الكتائب من تعديل الآلية، قال جريج "لم نتداول بعد في الموضوع لأنه لم يعرض علينا بعد، لكننا منفتحون على اي اقتراح وجاهزون لدرسه"، مضيفا "كما تم التوافق على اعتماد آلية الاجماع، يجب التوافق اليوم على تعديل هذه الآلية".

 

معطيات داخلية وخارجية يستند اليها عون في تفاؤله الرئاسي والحوار والتواصل مع القوى السياسية ورسائل سعودية مطمئنة

المركزية- لا يبارح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون رهانه ولا ايمانه بامكانات وصوله الى كرسي بعبدا، على رغم مرور ما يقارب تسعة اشهر على الشغور بفعل غياب التوافق السياسي على هوية الرئيس العتيد واخفاق تسع عشرة جلسة نيابية في تأمين النصاب لانتخاب اي من المرشحين من بين القادة المسيحيين الاربعة. وتقول اوساط سياسية في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" ان تفاؤل العماد عون ليس نابعاً من عدم بل يستند الى جملة مؤشرات داخلية وخارجية من شأنها اذا ما اكتملت مقوماتها كافة ان ترفع حظوظ انتخاب عون رئيسا للبلاد. وتنطلق هذه المؤشرات من الداخل عبر حركة الانفتاح التي تبديها القوى السياسية كافة في فريقي 8 و14 آذار على التيار العوني، بداية مع الحوار الذي انطلق مع القوات اللبنانية وسيتوج في اي لحظة بلقاء عون مع رئيس حزب القوات سمير جعجع بعدما شارف بيان "اعلان النيات" على صيغته النهائية في اعقاب اجتماع عقد مساء السبت الماضي في الرابية بين امين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان ومسؤول جهاز الاعلام والتواصل في القوات اللبنانية ملحم رياشي شارك فيه عون طارحاً بعض الافكار الاضافية ومبلوراً اخرى قبل ان ينقل رياشي الصيغة المنقحة الى جعجع لوضع ملاحظاته وتوقيعه على ان يحدد موعد لقاء الرجلين في ضوء انتهاء البيان. والى الحوار مع القوات، تشير اوساط التيار الوطني الحر الى تواصل مع قوى الوسط بلقاءات واتصالات تعقد بين نواب من التيار ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي كان اوفد الاسبوع الماضي وزير الصحة وائل ابو فاعور الى الرابية وتشاور مع العماد عون في مجمل التطورات، وليست الرئاسة بعيدة منها، وقالت الاوساط ان ابو فاعور حرص في اللقاء على شرح موقف جنبلاط المتصل بعدم حصر المشاورات الرئاسية بالمسيحيين والى ان عون ليس مستهدفا. كما يزور نواب آخرون مقار سياسية لفرقاء آخرين من بينها بنشعي لوضع الحليف المسيحي رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في اجواء الحوار مع القوات الهادف الى خلق مظلة مسيحية تحفظ حقوق الطائفة وتحصنها، وقد اكد فرنجية تكرارا وقوفه خلف عون في ترشحه للرئاسة. اما التواصل مع تيار المستقبل الذي كان شهد في مرحلة ماضية زخما قويا قبل ان يتوقف فبدا من مشهد الاحتفال بالذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في البيال السبت ان العلاقات على افضل ما يرام في ضوء نوعية الحضور نيابيا ان من تكتل التغيير والاصلاح او وزاريا بمشاركة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، حتى ان مصادر نيابية في التكتل قالت لـ"المركزية" ان العماد عون كان يعتزم الحضور في ما لو حضر الحريري شخصيا غير انه عدل عن قراره في اللحظات الاخيرة. وتبعا لذلك تقول الاوساط ان الارضية الداخلية بدأت تتهيأ لاستيعاب فكرة انتخاب عون رئيسا باعتباره توفيقيا وليس توافقيا ولكونه الزعيم المسيحي القوي المفترض وصوله الى بعبدا على غرار سائر الرؤساء الاقوياء داخل طوائفهم ان لدى الفريق السني او الشيعي. اما المؤشرات الخارجية التي تشكل اساسا لتفاؤل العماد عون فتقول المصادر ان ركنها يستند الى مسار المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وايران والتقدم الذي احرزته الملفات السياسية الكفيل بتحقيق انجاز توقيع اتفاق الاطار في آذار المقبل على ان يليه الاتفاق السياسي حول ازمات المنطقة بما فيها الازمة السورية، التي بدأت تظهر ملامح جديدة على خطها تطيح الرهان على تنحي الرئيس بشار الاسد وعدم وجوده في معادلة التسوية، وفق ما اعلن الموفد الاممي ستيفان دوميستورا بما يرجح كفة ميزان فوز مشروع المقاومة في المنطقة.

والى المفاوضات النووية تضيف الاوساط عاملا بالغ التأثير على المستوى الاقليمي يتمثل بالنقلة النوعية على مستوى الحكم في المملكة العربية السعودية مع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز والرؤية الجديدة التي يبدو انه سيرسيها في شبكة علاقاته مع الخارج وخصوصا ايران وتحدثت عن رسائل سعودية ايجابية نقلها زوار الرابية يمكن التأسيس عليها في الملف الرئاسي.

 

عريجي: نفضل إبقاء صيغة "الاجماع"ونقــوّم خطـــاب الحريــري

المركزية- بينما طغى خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري على المشهد اللبناني، واصل رئيس الحكومة تمام سلام المنزعج من صيغة "الاجماع" بذل جهوده للوصول الى حلّ يرضي القوى السياسية كافة، مؤكدا تعليق جلسات مجلس الوزراء الى حين الاتفاق على آلية جديدة. وزير الثقافة روني عريجي أكد لـ"المركزية" "ان لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، ومعالجة المسألة تتم عبر الاتفاق بين القوى السياسية على مقاربة الملفات داخل الحكومة ومن غير الضروري الوصول الى تعديل آلية عمل الحكومة، إذ ممكن ان نبقي على الآلية المعتمدة اي التوافق على الملفات كافة، لكن يقتضي والحال هذه أن نكون اكثر إيجابية ومرونة في التعاطي، وإذا توصلنا الى هذه النتيجة فأمر جيد".

وردا على سؤال عن عرقلة بعض الاطراف عمل الحكومة، قال "ليست عرقلة بل هي عبارة عن مقاربة مختلفة لبعض الملفات داخل مجلس الوزراء وإذا أردنا الاستمرار في هذه الحكومة في الفترة الاستثنائية يجب ان نكون إيجابيين اكثر"، مشدّّدا على "ان هناك مصلحة وطنية بالاستمرار في هذه الحكومة".  وعن موقف "المردة" من تعديل الآلية، لفت عريجي الى "ان مجموعة أفكار يتم التداول بها في شأن آلية الحكومة، وما يهمنا حاليا ان الآلية التي ستقرّ يجب ألا تعتبر نوعا من سابقة دستورية أو عرفا دستوريا وان تبقى أمرا استثنائيا لمرحلة استثنائية جدا"، مشيرا الى "اننا نفضل الآلية المتبعة حاليا ولكن نسمع بكل احترام وتقدير أفكار رئيس الحكومة تمام سلام وبعدها نقرّر". وعن قراءته لخطاب الرئيس سعد الحريري، أجاب "لا زلنا في مرحلة تقييم الخطاب، وحاليا لن نبدي رأينا في هذا الموضوع".

 

"الكتائب" لم تغب عن ذكرى الحريري والجميل له "وضع خاص"/ماروني: لبنان و"14 آذار" يحتـاجان بقاء زعيم "المسـتقبل"

المركزية- لماذا لم يكن حضور حزب "الكتائب" في مهرجان الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في البيال السبت الفائت على مستوى حضور الحلفاء في قوى "14 آذار"؟ وهل هناك من قطيعة بدأت تلوح في الافق بين اعضاء الحلف الواحد؟ "المركزية" سألت عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني فأوضح ان "الحزب حضر الحفل، اذ كانت عقيلة الرئيس امين الجميل السيدة جويس ممثلة عنه، ونائب رئيس الحزب شاكر عون ممثّلاً "الكتائب"، والنواب: نديم الجميل، سامر سعاده وفادي الهبر وامين عام الحزب اضافة الى عدد كبير من القيادات والكوادر الحزبية وممثلي "الكتائب" في الامانة العامة لـ"14 آذار". ولفت الى ان "الرئيس الجميل غاب عن الحفل بسبب "وضع خاص"، ونجله النائب سامي موجود في اميركا منذ مدة، وانا لم احضر لانني لم اتمكن من الوصول بسبب انقطاع طريق زحلة بالثلوج مؤكدا ان "الذكرى تعنينا لاننا فقدنا شهداء، والرئيس الشهيد رفيق الحريري رمز من كبار رموز البلد". ورداً على سؤال عن عودة ديناميكية "14 آذار" مع عودة الرئيس سعد الحريري، قال "هذه امنية جمهور "14 آذار" قبل ان تكون امنيتنا، ونأمل ان تسمح الظروف الامنية للرئيس الحريري بالبقاء في البلد لان لبنان في حاجة له كما قوى "14 آذار". من جهة اخرى، جدد ماروني تأكيده اننا "نريد خطة امنية للبقاع فاعلة وقادرة على احلال الاستقرار"، واشار الى ان "الاعلان المُسبق عن الخطة ادى الى فرار كبار المطلوبين"، واملاً ان "تُستكمل في المناطق كافة وان تكون شاملة وفاعلة لا "فولكلورية".

 

بيان 16 شباط 2015‏

عقد "لقاء سيدة الجبل" لقاءه وأصدر البيان الآتي:

يدين "لقاء سيدة الجبل" العنف الذي يمتد يوماً بعد يوم على مساحة العالم، والذي شمل لبنان وكان آخر فصوله القتل المتعمّد لمواطنين مصريين في ليبيا من قبل "داعش"، والاعتداءات التي حصلت في كوبنهاغن كما واحراق الطيار الاردني معاذ الكساسبة وغيرها من الاحداث المتنقلة. إن "لقاء سيدة الجبل" يقف إلى جانب كل مظلوم في عالمنا العربي، أكان ضحية ارهاب "داعش" أو النظام السوري المدعوم من "الحرس الثوري الايراني". فلا يمكن السكوت عن الظالم اياً كانت الظروف كما لا يوجد أي تمييز بين ارهابٍ وآخر ولا تفرقة بين ضحية وأخرى. فكل الضحايا مسلمين ومسيحيين يتساوون أمام الضمير والاخلاق والله، وهم شهداؤنا جميعاً. في هذا السياق، يدعو "لقاء سيدة الجبل" كل القوى الحية في لبنان وكل أنحاء العالم العربي للتوحّد في وجه من يمارس التطرف والعنف ضد المدنيين، وللسعي إلى خلق شبكة اتصال بين كل الجمعيات والمؤسسات والاحزاب التي تتشارك الرؤية من أجل تنظيم مواجهة سلمية ديموقراطية تثبّت سلام المنطقة بدءاً من سلام لبنان. يدعو اللقاء الجامعة العربية إلى التحرّك في اتجاه الأمم المتحدة من أجل وضع حدّ لنزاعات المنطقة، بدءاً بحل قضية فلسطين التي تعاني منذ 70 عاماً من ظلمٍ موصوف وصولاً لأزمة الشعب السوري الذي يقتل كل يوم في ظل صمتٍ مطبق منذ 4 سنوات.

 

بقرادونيان: "الطاشناق" ثابت على تحالفاته وتوجهاته السياسية/الخـارج لـن يقـرّر الرئيـس وخطـاب الحريـري معتـدل

المركزية- النائب أغوب بقرادونيان أمينا عاما لـ"حزب الطاشناق" وأفيديس غيدانيان نائبا له، تلك نتيجة المؤتمر العام الذي انعقد بدورته العادية (ينعقد كل عامين) السبت الفائت. فما هي العناوين العريضة للمرحلة المقبلة؟ وهل سيبقى الحزب الأرمني ثابتا على تحالفاته ومواقفه؟

 بقرادونيان أوضح لـ"المركزية" "ان المرجعية الاساسية في انتخابات "الطاشناق" تعود الى المؤتمر العام، ونحن كلّ سنتين نخوض انتخابات جديدة. أما ثوابت الحزب فهي العمل من اجل السيادة والاستقلال والحرية في لبنان والحفاظ على العيش المشترك والعمل في سبيل الحوار الذي هو الحلّ الوحيد لأزماتنا كافة، ونحن سنحاول تقريب وجهات النظر بين الاوساط السياسية"، مؤكدا "ان علاقتنا وثيقة مع مختلف الاطراف اللبنانية ويدنا ممدودة لهم للخروج من الأزمة التي نعيشها". وقال "سنبقي على التوجهات السياسية التاريخية للحزب عبر التعاون مع جميع الفئات وانتخاب رئيس الجمهورية من أولوياتنا، ونحن من أسس الحوار والداعمين له. إضافة الى ذلك، اللجنة المركزية داخل "الطاشناق" ستعمل على مجموعة قضايا تخصّ الطائفة الأرمنية ومناطق تواجدها محاولة تحقيق طموح الشباب اللبناني غير المسموع صوته". وعن تحالفات "الطاشناق" المستقبلية، قال بقرادونيان "نحن في "تكتل التغيير والاصلاح" مرتاحون بتحالفنا مع "التيار الوطني الحرّ" و"المردة" وسنبقى ضمن هذا التكتل وسنواظب على حضور الاجتماعات على رغم ان حجم المسؤوليات بات أكبر، لكن المسؤوليات التشريعية هي نصف المسؤولية والمسؤوليات الحزبية هي النصف الآخر". وردا على سؤال عن مؤشرات داخلية أو خارجية عن إمكانية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، أجاب "للأسف، حتى الآن يبدو اننا لسنا في وارد انتخاب الرئيس لكن الاهم اننا كلبنانيين علينا ان نعلم ان فرصة إنجاز هذا الاستحقاق بين أيدينا، والخارج يساعدنا على الاتفاق على رئيس لكنه لن يختار ولن يقرّر". وعن قراءة "الطاشناق" لخطاب الرئيس سعد الحريري، اعتبر بقرادونيان "ان خطاب الحريري معتدل وهو أكد اكثر من مرة انه متطرف للاعتدال ونحن أيضا متطرفون للاعتدال، وطبعا هناك بعض وجهات النظر المختلفة في ما بيننا في بعض القضايا السياسية الداخلية خصوصا المقاومة"، آملا "ان يستقر الحريري في لبنان وان يمارس عمله السياسي من هذا الوطن". ورأى "ان عودة الحريري تركت آثارا إيجابية على شريحة كبيرة من اللبنانيين".

 

بويز: الحريري خاطب حضور "البيال" كرجل دولة وعلى الحكومة ان تعتمد نظرية الحاجـة والضرورة

المركزية- اعلن الوزير السابق فارس بويز "ان عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان مطلوبة، وهي تبشر بجدّية الحوارات الحاصلة، وان كانت تنتظر انقشاعا اقليميا كي تتبلور اكثر، ولكنها ضرورية وعليها ان تهيئ الأجواء للحظة المناسبة والمؤاتية". ولفت في حديث لـ"المركزية" الى "ان خطاب الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شكل خطاب رجل دولة مسؤول ومدرك لضرورات ومقوّمات بناء السلم الاهلي والدولة، مع صراحته وثبات مواقفه حول عدد من النقاط، وانه لا يسعنا الا وان نقدّر عاليا موقف معظم القيادات السنية وعلى رأسها الرئيس الحريري في ما يتعلق بمواجهة الارهاب، وهذا ما انقذ لبنان وما أبقى وحدته الداخلية وحافظ على وحدة المؤسسات السياسية والعسكرية والامنية". وقال " بمواقفه الواضحة اثبت ان ولاءه الاول هو للدولة وللوحدة الوطنية وتجاوز اي اعتبارات اخرى". وردا على سؤال حول تعليق رئيس الحكومة لجلسات مجلس الوزراء قال "نعيش حالة استثنائية وازمة حقيقية، فلا دولة في غياب رئيسها يمكن ان تتصرف وكأن الامور طبيعية، فان كان صحيحا وقانونيا ان تتولى الحكومة في غياب الرئيس تسيير الامور منعا للفراغ، فان هذا يجب ان يتم بشكل حصري اولا ملبيا فقط الضرورات القصوى وليس الامور العادية التي يمكنها ان تنتظر، وذلك لا يمكنه ان يطاول الصلاحيات الشخصية التي تبقى مرتبطة بشخص الرئيس، ومن هنا ان النظرية الدستورية المبنية على الحاجة والضرورة، اي ضرورة المصلحة الوطنية العليا، هي التي يجب ان تتحكم بأعمال مجلس الوزراء، بحيث يقرّر ويُطرح على جدول أعماله ما هو فعلا ضروري للحفاظ على الأمن السياسي والاقتصادي، وعلى الا يكتسب طابع الممارسة بعدا عاديا وكأن غياب رئيس الجمهورية لا يؤثر على الحياة السياسية. ومن هنا جرت العادة في دول كثيرة وثبت الاجتهاد الدستوري بأن الحكومات التي تتولى مهام رئيس الجمهورية في غيابه تقتصر اعمالها وقراراتها على ما تمليه الضرورة والحاجة "la theorie de la nécessité et de l’urgence"، وما لا يمكن ان يؤجل دون الحاق الضرر الفادح بمصالح الدولة.

 

غبريل: لاقتران عودة الحريري بإصلاحات ضرورية تجعـل مـن إيجابية الأولى مستدامـة لا موقتـة

المركزية- أمل رئيس قسم الأبحاث الإقتصادية والمالية في بنك بيبلوس نسيب غبريل أن "تقترن عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، بإصلاحات ضرورية وعاجلة تحوّل الإيجابية الموقتة لعودته، إلى إيجابية مستدامة". وقال غبريل لـ"المركزية": إن عودة الحريري تشكّل في حدّ ذاتها، عامل ثقة ككل على الصعيد السياسي والأمني والإقتصادي، لكننا لا نعلم مدتها وعما إذا كانت عودة دائمة أو موقتة، مع الإشارة إلى أن عودته السابقة سجلت تحسناً ملحوظاً في المناخ العام في البلد، لكن ذلك غير كافٍ إذ أن هذا المناخ الإيجابي يجب أن يقترن بإصلاحات تجعل من هذا التحسّن الموقت مستمراً ولآماد طويلة ويترجم بالتالي بخطوات عملية. وحدّد أبرز تلك الخطوات بـ"تحسين ثقة المستهلك والمستثمر على السواء، إضافة إلى حل سياسي للجمود المستشري على الساحة الداخلية، وتحسّن الوضع الأمني، وتخفيف الأعباء التشغيلية على القطاع الخاص والأسَر أيضاً جراء عدم إصلاح الكهرباء وعدم تحرير قطاع الإتصالات، البنى التحتية... كلها أمور متراكمة أثرت ولا تزال سلباً على ثقة المستهلك في لبنان أولاً، وعلى أداء شركات القطاع الخاص ثانياً". وتابع: إننا نرزح تحت وطأة الشلل السياسي وفراغه في ظل عدم اتخاذ قرارات سياسية تعود بالنفع على لبنان واقتصاده، إلى جانب الوضع الأمني المتوتر. أما الأعباء التي يتكبدّها القطاع الخاص والأسَر لا تقل أهمية عن كل ما ذُكر، فمن الضروري إذاً، البدء بمعالجة كل تلك المشكلات لكون تلك الإصلاحات هي التي تعزز الثقة بالبلد بشكل دائم ومستدام. ولفت غبريل إلى أن "مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية حول "ثقة المستهلك في لبنان" أظهر أنه أصبح لدى المواطن اللبناني شكّ في أي خطوة يقوم بها المسؤولون السياسيون وفي كل قراراتهم أو تصريحاتهم، وبات حذراً منهم لأنهم خيّبوا آماله مرات عدة وفي مسائل متعددة، وبقيت وعودهم بعيدة من التنفيذ والتطبيق الفعلي، ولن تعود الثقة إن لم تقترن أقوالهم ووعودهم بأفعال إيجابية لا سلبية تعود بالنفع للمواطن اللبناني وتكون في خدمته". وفي المقلب الآخر، لفت غبريل رداً على سؤال حول مصير تعيينات لجنة الرقابة على المصارف، إلى ما أعلنه رئيس جمعية المصارف الدكتور فرانسوا باسيل أن "الجمعية تحبّذ التجديد لكل أعضاء اللجنة".

 

عمر حسـين لــــم يزر عيــن الحلـــوة ابــدا"وعائلة مطلق النار في كوبنهاغن غادرت المخيم عام 1985"

المركزية- تابعت القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة باهتمام، المعلومات التي تحدثت عن ان احد مطلقي النار على المعبد اليهودي في كوبنهاغن في الدانمارك، فلسطيني اصوله من المخيم. وذكرت مصادر فلسطينية لـ"المركزية"، ان مطلق النار يدعى عمر حسين والده عبد الحميد حسين فلسطيني من سكان عين الحلوة، والدته فلسطينية اردنية من عائلة ابو الهيجاء وكانا يقيمان في عين الحلوة قرب مصلي الهدى في حي حطين عند الطرف الجنوبي للمخيم، وقد هاجروا عام 1985 والشاب ولد عام 1992 هناك ولم يزر مخيم عين الحلوة او يبني اي علاقات فيه. وقالت المصادر ان السلطات الدانماركية ابلغت عائلته بمقتل ابنها عمر، مشيرة الى انها تجري تشريح الجثة وسيتم تسليمها لذويه بعد يومين.

 

جنبلاط: التغاضـي عن الجرائم الارهابيـة سيدخل اوروبا والغرب في ازمات متلاحقة

المركزية- أعلن رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان وقوف العالم متفرجاً على ما يحدث في العالم العربي من تطورات سلبية من شأنه أن يفاقم الصراع القائم على الكراهية المتبادلة. أدلى جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" وجاء فيه "غريبٌ كيف أن العالم بأسره تقريباً إلتزم الصمت شبه المطبق حيال جريمة قتل ثلاثة من الطلاب المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية رغم أن التحقيقات الأولية بينّت ان الدوافع لم تكن فردية أنما مستندة الى الكراهية والحقد والعداء الديني. حتى أن القسم الأكبر من الإعلام الأميركي لم يعر أي إهتمام لهذه الجريمة الشنيعة والمستنكرة، وكأن قتل المسلمين مُباح لمجرد تنامي الفجوة بين الغرب والعالم العربي والاسلامي بفعل الأحداث الدامية التي تشهدها المنطقة منذ نحو ثلاثة أعوام. إن هذا التغاضي الإعلامي الأميركي يكمل مسيرة طويلة من الإنحياز لإسرائيل وإغفال الحقوق العربية والإسلامية وذلك بفعل تغلغل مجموعات الضغط الصهيونية الى مراكز القرار السياسي والإعلامي الأميركي. لقد وقف العالم صفاً واحداً خلف فرنسا رفضاً للجريمة الإرهابية التي استهدفت العاملين في جريدة "شارلي إيبدو"، وهي وقفة كانت ضرورية ومطلوبة ومهمة. ولكن العالم لا يتغاضى فقط عن جريمة كتلك التي وقعت منذ أيام قليلة في الولايات المتحدة، إنما يغض النظر عن الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت في فلسطين من قبل إسرائيل وتلك التي ترتكب يومياً في سوريا بما يناقض كل المواثيق الدولية. إن وقوف العالم متفرجاً على ما يحدث في العالم العربي من تطورات سلبية من شأنه أن يفاقم هذا الصراع القائم على الكراهية المتبادلة، ومن غير المستبعد أن يؤدي الى تزايد ردود الأفعال العنفية من الاتجاهين، ما يؤسس للدخول في حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد، وهذا ما سيضرب الاستقرار حتى في أوروبا والغرب عموماً، ويدخلها في أزمات سياسية وامنية متلاحقة.

 

مجدلاني: وفر الوصفـة الطبية الموحدة يشمل المريض والهيئات الضامنة والدولة

المركزية– امل رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاطف مجدلاني، في تصريح اليوم في المجلس النيابي، الافراج عن الوصفة الطبية الموحدة التي ستشكل نقلة نوعية بالنسبة للمواطنين"، مشددا على اهميتها. وقال مجدلاني: "في 11 شباط الحالي، عقد اجتماع في وزارة العمل، جمع وزير العمل سجعان قزي ووزير الصحة وائل ابو فاعور وممثلي مؤسسة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وانتهى الاجتماع الى اتفاق على وضع حد للعرقلة التي كان يتعرض لها مشروع الوصفة الطبية الموحدة، من خلال التوافق على تسهيل تمرير التعديل المطلوب في مجلس ادارة الضمان، لكي يصبح بالامكان تطبيق القانون، والبدء بتنفيذه من خلال استخدام الوصفة الطبية الموحدة". اضاف: "في هذه المناسبة، اريد ان اتوجه بالشكر الى الاطراف الثلاثة، وزارة العمل وزارة الصحة والضمان الاجتماعي، ولو اننا كنا نتمنى حصول هذا التوافق قبل هذا التاريخ، لاننا اهدرنا اكثر من عام كامل ونحن ننتظر تطبيق الوصفة الطبية الموحدة التي عملنا عليها طويلا لكي نخرجها الى النور، لكن كما يقال ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي ابدا، وعليه، لا يسعنا سوى ان نشكر المعنيين على انهاء الازمة والافراج عن هذا القانون". وذكر مجدلاني "بمميزات الوصفة الطبية الموحدة التي جاءت نتيجة اقتراح تقدمت به شخصيا، وعملت عليه مع لجنة الصحة النيابية، من خلال تعديل المادتين 46 و47 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة. وقد تعاونت مع نقابة الاطباء ونقابة الصيادلة، ويهمني ان اؤكد هنا تجاوب النقابتين مع الاقتراح، الذي من شأن البدء في تطبيقه احداث نقلة نوعية في وصف الدواء واستهلاكه".

وقال: "اليوم، وقد اقر مجلس ادارة الضمان التعديل المطلوب لكي يصبح في امكان المضمون قبض مستحقاته من سعر دواء الجنريك، استطيع ان اقول ان مساعينا في سبيل تحسين وتحصين استهلاك الادوية قد وصلت الى النتائج المرجوة، ولو ان التنفيذ يحتاج الى متابعة ومراقبة لضمان عدم حصول خروقات". واضاف: "في توضيح اضافي، اشير الى ان الوصفة الطبية الموحدة سوف تخفض من حجم فاتورة الدواء بنسبة لا تقل عن 30 في المئة. ومن المعروف ان هذه الفاتورة تبلغ مليارا و300 الف دولار سنويا. وتبين الاحصاءات ان المواطن يدفع حوالي 70 في المئة من حجم هذه الفاتورة. وعليه، يمكن تصور التوفير الذي سيشعر به المواطن وخاصة الفقير في فاتورة الدواء. والى جانب هذا الوفر على المواطن هناك وفر ايضا على الهيئات العامة الضامنة والدولة بشكل عام". وتابع: "ولا بد من التنويه ايضا بالايجابية التي تقدمها هذه الوصفة الى الطبيب نفسه من حيث مساعدتها على رفع معاشه التقاعدي بنحو 50%. وكما بات معروفا، تتكون الفاتورة الطبية الموحدة من ثلاث نسخ، واحدة تبقى مع الطبيب، واخرى تبقى مع الصيدلي الذي باع الدواء ونسخة مع المريض، وبالتالي ستكون المسؤوليات واضحة، ولا مجال للتهرب او الغش، وستتولى نقابة الاطباء طباعة وتوزيع هذه الوصفة الطبية التي تتضمن تفصيلا يتعلق باسم الدواء الذي يصفه الطبيب، مع خانة تخصصه لكي يضع فيها الطبيب اشارة، تدل على انه في الامكان استبدال الدواء الموصوف بآخر جنريك (او نظامي) ، سعره اقل بحوالى 40 او 50 في المئة. كذلك يستطيع الطبيب ان يضع اشارة تفيد بأنه يرفض استبدال الدواء الموضوف، يعود ذلك الى تقديرات الطبيب، بحسب الخانة ونوعية الدواء المطلوب". وختم: "في النتيجة، انتظرنا طويلا للافراج عن هذه الوصفة التي ستشكل نقلة نوعية سيشعر بجدواها كل المواطنين، وآمل ان لا تظهر معوقات جديدة، وان يحظى الناس بهذه الفرصة لخفض تكلفة الدواء".

 

 الإدعاء على فضل شاكر

المركزية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على فضل عبد الرحمن شاكر في جرم إثارة النعرات الطائفية وتعكير صلة لبنان بدولة أخرى عبر الفايس بوك. وأحال الادعاء الى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا.

 

الاتفاق النووي بين إيران وأميركا قاب قوسين أو أدنى

الاثنين 16 شباط (فبراير) 2015

"الرأي" الكويتية /واشنطن - من حسين عبدالحسين 

ودارت الأيام. وصار الرئيس باراك أوباما يتبادل الرسائل الودية مع مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، حسبما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال»، فيما يوصد أبواب البيت الأبيض في وجه رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يزور العاصمة الأميركية في الثالث من الشهر المقبل. التغيير الحاصل في السياسة الأميركية غير مسبوق،في وقت يرصد المتابعون اقتراباً مؤكداً نحو التوصل الى اتفاقية مع الإيرانيين، حول ملف طهران النووي، مع نهاية الشهر المقبل.

وتقول مصادر الإدارة الأميركية ان وفدي أميركا وإيران شبه انجزا الاتفاقية النهائية المبنية على فكرة رئيسية مفادها ان إيران ستقدم، بشفافية وفي أي وقت وبشكل مستمر، كل التأكيدات التي يطلبها المجتمع الدولي لإثبات ان برنامجها النووي «يحتاج الى سنة على الأقل لتحقيق الاختراق المطلوب لإنتاج المواد النووية لصناعة سلاح نووي».

وحاولت مصادر البيت الأبيض تقديم التسوية هذه على انها انجاز ديبلوماسي للإدارة، وقالت ان الحل الوحيد الممكن لمنع إيران من حيازة سلاح نووي هو القيام بذلك بالاتفاق مع الإيرانيين، اذ ان القضاء على البرنامج متعذر فعلياً «لأن إيران حازت على تقنية الصناعة النووية، وهذه لا يمكن وقفها لا بعقوبات ولا بعمل عسكري». وضرب المسؤولون الأميركيون المثال بكوريا الشمالية، وقالوا ان المجتمع الدولي لم يتمكن من وقف زحفها نحو السلاح النووي على الرغم من وضعها الاقتصادي المعدم.

بيد ان معارضي أوباما، خصوصاً من الحزب الجمهوري وأصدقاء إسرائيل، عبروا عن سخطهم الشديد للاتفاقية المتوقعة، وقالوا ان «أساس المفاوضات وقرارات مجلس الأمن بدأت على أساس تجميد إيران التخصيب وتفكيك البنية التحتية النووية». ويضيف هؤلاء: «اما الآن، فصارت الإدارة تتحدث وكأن صناعة إيران للسلاح النووي أمر ناجز، وان كل ما يمكن للمجتمع الدولي فعله هو ابعادها مهلة سنة واحدة عن صناعته».

وتابع المعارضون ان التاريخ يظهر ان إيران لم تلتزم ما وعدت به الأوروبيين في برنامجها النووي، وأنها بنت منشأة فوردو سرا، وانه من غير المستبعد ان تعد المجتمع الدولي بالبقاء بعيدة مهلة عام عن بناء السلاح النووي، لكن ان تسير نحو بنائه سرا.

بدورهم، يرد مسؤولو البيت الأبيض ان التوصل لاتفاقية مع إيران حول التسوية النووية استغرق وقتا لبناء الثقة. ومع ان الإدارة لا تفصح عن كيفية بنائها الثقة، لكن المعارضين يقولون ان ذلك بدا جلياً منذ الأشهر الأولى لتسلم أوباما الحكم، فهو «أشاح بوجهه» فيما قام النظام الإيراني بقمع الثورة الخضراء، ثم امتنع عن ضرب الرئيس السوري بشار الأسد كرمى لعيون الإيرانيين، وأخيراً تخلى أوباما عن حلفاء واشنطن في اليمن ليصبح وإيران في صف واحد.

والغضب الذي يسود صفوف معارضي أوباما، خصوصاً في موضوع إيران، لم يعد سراً، حتى ان غالبية الخبراء تعتقد ان زيارة نتنياهو وخطابه امام الكونغرس بغرفتيه هو بهدف تعطيل الاتفاقية المقبلة مع طهران بحجة «الخطر الوجودي» لأي برنامج نووي إيراني على إسرائيل.

لكن أوباما لا يكترث، وهو ساهم في المزيد من تأزيم العلاقة مع نتنياهو بإعلانه عدم استعداده استقباله، وهذه سابقة في تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية. كذلك، شن البيت الأبيض حملة داخل الحزب الديموقراطي لإقناع أكبر عدد ممكن من أعضاء الكونغرس بمقاطعة خطاب المسؤول الإسرائيلي. على ان مصادر في الكونغرس هزأت من محاولات أوباما هذه، وقالت انه حتى الساعة، لا يبدو ان عدد المقاطعين يتجاوز «دزينتين» من أصل 535 عضواً.

وتختم أوساط الجمهوريين بالقول انه لم يسبق ان نجحت أي من السياسات الخارجية أو المبادرات التي أعلنها أوباما على مدى السنوات الماضية، ولا داعي للاعتقاد ان اتفاقيته المقبلة مع الإيرانيين ستؤدي الى أي نجاحات تذكر، بل أنها ستكون اتفاقية بمثابة «التنازل للإيرانيين عن الدور الأميركي في الشرق الأوسط، وهو ما يهدد مصالح حلفاء أميركا تهديداً وجودياً». اما أوساط أوباما فتختم بالقول ان «الخوف من ان تكون إيران بعيدة مهلة سنة عن صناعة سلاح نووي قد يبدو امراً خطراً، نظراً للعداء السائد مع طهران، في الوقت الحالي، ولكن ما ان تتم التسوية وتتحول إيران الى دولة صديقة، يصبح كل الموضوع النووي ثانوياً، فلا اسرار بين الاصدقاء».

 

نتنياهو يتوقع “سنوات صعبة” للجيش الإسرائيلي

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إن الجيش الإسرائيلي سيواجه "سنوات صعبة"، وذلك في كلمة ألقاها في حفل تنصيب الرئيس الجديد لهيئة الأركان. وأوضح نتنياهو أن "السنوات الأربع القادمة ستكون أصعب بكثير من السنوات الأربع السابقة التي مرت" تحت قيادة رئيس هيئة الأركان السابق. وأضاف أن "الشرق الأوسط يتداعى والدول تتفكك وفي هذا الفراغ تزدهر إمبراطورية إيران التي تطمح إلى الحصول على السلاح النووي" وتحدث ايضا عن "قوى الإسلام المتشدد التي تتغلغل في كل صدع في الشرق الاوسط". غير أن ايزنكوت طلب خلال توليه قيادة الجبهة الشمالية من نتانياهو عدم شن هجوم على إيران بسبب برنامجها النووي، محذرا من أن شن مثل هذا الهجوم سيتسبب في حرب طويلة مع إيران وحزب الله اللبناني، كما سيضر بالعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

 

تعديل الموقف من الإخوان.. أبرز تغييرات العهد السعودي الجديد

 فادي شامية/جنوبية/الإثنين، 16 فبراير 2015  

تعاني السعودية من مخاطر كثيرة، الإرهاب، والمشروع الإيراني، والتذبذب الأميركي... إلا أن صناع القرار فيها رأوا أن الخطر الأكبر الذي يواجه المملكة هو "الإخوان المسلمون".

 منذ وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز، لم تعد التعيينات والإعفاءات في المملكة العربية السعودية شأناً داخلياً. كثير منها لم يكن كذلك من قبل، لكنها أصبحت أكثر أهمية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، ليس لأنها تأتي في مستهل عهد جديد، وإنما لأن حصيلتها المتحققة والمتوقعة ستفضي إلى تغيير كبير في السياسة الخارجية السعودية، ستكون له آثاره الهائلة على الإقليم.

تتمتع السعودية بموقع جيوسياسي هام جداً في المنطقة، ورغم أنها تعاني من مخاطر كثيرة، الإرهاب، والمشروع الإيراني، والتذبذب الأميركي… إلا أن صناع القرار فيها رأوا أن الخطر الأكبر الذي يواجه المملكة هو “الإخوان المسلمون”.

لم يكن في الأمر أي توازن، حتى لو اعتبرنا تجاوزاً أن “الإخوان” خطر على المملكة (ملوك السعودية بمن فيهم الأوائل استندوا إلى “الإخوان” في مسيرة استنهاض المملكة فكرياً وعلمياً)، فقد سارت المواجهة إلى حد اعتبارهم جماعة إرهابية، وعدواً أولاً، ثم بلغ الأمر مداه في تغطية الانقلاب العسكري في مصر ودعمه سياسياً ومده بالمليارات (التي لا يُعرف مصيرها اليوم)، وفي خذلان الغزيين أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير عليهم، في رغبة ظهرت في فلتات الألسن، هي القضاء على الفرع الفلسطيني لـ “الإخوان”، وفي دعم الحوثيين أو إشاحة النظر عن تحركاتهم، في خطة هدفها ضربهم بآل الأحمر (الزعماء التاريخيين لقبائل حاشد و”الإخوان المسلمين”)، فكانت النتيجة أن انسحب “الإخوان” من المواجهة، وسيطرت إيران على صنعاء، العاصمة العربية الرابعة وفق تصريحات النائب الإيراني عن طهران علي زاكاني (24/9/2014).

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، ففي زمن الحرب السعودية- الإماراتية على “الإخوان المسلمين”، تجمدت وعود دعم المعارضة السورية، وانتشى انقلابيو ليبيا إلى حد تدمير البلد، واضطرت حركة “النهضة” التونسية للتنازل عن المكتسبات الانتخابية التي جنتها بعد الثورة، والعزوف عن المنافسة على موقع رئيس الجمهورية، وبات التجرؤ على “الإخوان”، واعتبارهم تنظيماً إرهابياً -ولو إعلامياً-  أمراً رائجاً في لبنان، وفي بعض بلدان الخليج، فيما اعتبرت إحدى المحاكم المصرية حماس حركة إرهابية مؤخراً.

فوبيا “الإخوان” ضربت أيضاً جسد دول مجلس التعاون الخليجي، على خلفية اتهام قطر بدعمهم، لا سيما في مصر، ووصل الأمر -في سابقة خطيرة- إلى حد سحب السفراء من الدوحة، ما اضطر الأخيرة لتقديم تنازلات في مقاربتها الملف المصري. تركيا لم تكن بمنجاة أيضاً عن تداعيات الحرب على “الإخوان”، وعلاقتها مع كل من مصر والسعودية والإمارات تأثرت بشدة.

في نهاية عهد الملك عبد الله بدا الواقع العربي كئيباً جداً جراء هذه الحرب المفتوحة. النتائج كانت كارثية، استشراء الجماعات المتطرفة، وسيطرة إيران على أجزاء جديدة من الجسد العربي، ومحاصرتها للمملكة العربية السعودية في حزام ناري غير مسبوق، وضياع السياسة الأمريكية من المنطقة، وانهيار كل من ليبيا واليمن والعراق. من الواضح اليوم أن رئيس الديون الملكي خالد التويجري، المتحالف مع حكام الإمارات كان مسؤولاً رئيساً عن هذا الواقع، وأنه وحكام الإمارات كانوا يأملون في أن يمتد تأثيرهم إلى ما بعد الملك الراحل عبد الله، لكن رياح التغيير جرت بما لم تشته آمالهم، فظهرت الآثار المكبوتة لهذه السياسات الكارثية، بتغييرات جذرية في المواقع والرجال.

وفيما بات التويجري رهن الإقامة الجبرية (يتوقع أن تزداد المطالبات بمحاكمته بعد فضائح التسريبات الصوتية حول الأموال المعطاة لضباط الانقلاب في مصر)، أنجز الملك سلمان (كانت تروج حول قدراته الذهنية إشاعات تبين أنها صناعة ممن لم يكونوا راغبين بوصوله إلى العرش) ما يشبه “الانقلاب” على رجال العهد السابق، باستبعاده أولاد الملك الراحل عبد الله (عدا متعب)، وإخراج الشخصية المثيرة للجدل بندر بن سلطان من رئاسة جهاز الأمن القومي، وتعيينه ولياً لولي العهد (محمد بن سلمان)، حاسماً بذلك وجهة الانتقال إلى الجيل التالي.

ولان تغيير الوجوه يستتبع تغيير السياسات غالباً، فقد بدا انقلابيو مصر متوجسين منذ البداية، ووصل بعض القريبين منهم إلى مهاجمة المملكة اليوم، فيما تزيد ضغوط التسريبات الصوتية من فتور العلاقة مع السعودية، لا سيما في الشق المالي المتعلق بوعود السعودية والكويت، لأن الأمر بات مثيراً للرأي العام في كلا البلدين، ومن المقطوع به أنه لا يمكن أن يستمر على الحال التي كان عليها.

يقول المضطلعون على “ورشة” إعادة بناء السياسة الخارجية السعودية، إن الخيارات الجديدة لا تشبه كثيراً السياسات السابقة، ففي اليمن لم يعد الأمر ترفاً سياسياً، وخطره لا يقل عن الخطر الإيراني الذي تصدت له السعودية في البحرين قبل سنتين تقريباً، بل هو أشد، لأن البلد متجه نحو التفكك والحرب الأهلية والوقوع تحت رحمة الميليشيات الحوثية وانتشار “القاعدة”، ما يعني أن مصلحة المملكة اليوم إعادة مد الجسور مع آل الأحمر و”التجمع اليمني للإصلاح”، لا معاداتهم.

أما في مصر فتبدو الخيارات متناقضة تماماً، فتحْت مظلة الحرب على الإرهاب التي يحتاجها كل من عبد الفتاح السيسي وبشار الأسد للبقاء في الحكم، يتقارب الرجلان، فيما دعم الأسد الذي أصبح بيدقاً في الملعب السوري الخاضع لإيران، يتناقض مع المصالح الإستراتجية السعودية. وفيما تغرق مصر في مشكلات، يريد ضباط الانقلاب أن يحظوا بدعم خليجي لمواجهتها، تجد دول الخليج –عدا الإمارات- أن لا مصلحة لها في أن تجَر إلى أتون استنزاف مالي بلا أفق في زمن انخفاض أسعار النفط. وفي حين يتحول الانقلابيون في مصر أعداءً لحركات المقاومة التي تحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي، تجد السياسة السعودية الجديدة أن لا صالح لها في أن تترك القضية الفلسطينية لاستغلال إيران الخالص، بما يمنع من لعب أي دور في ترتيب البيت الفلسطيني لاحقاً، كما كانت تفعل السعودية في السابق.

في الواقع، فإن شراسة المخاطر التي تحدق بالخليج عموماً، وبالمملكة العربية السعودية خصوصاً، لا تترك مجالاً لتأخير إعادة ترسيم العلاقة مع “الإخوان المسلمين”، والعمل على احتوائهم بدلاً من معاداتهم، خصوصاً أن صقور مشروع اجتثاث “الإخوان” لم يفلحوا يوماً – لا في السابق ولا في الحاضر-.

وفيما يستمهل المضطلعون أشهراً قليلة لظهور نتائج التغيير السعودي، يبدو المشهد هائل النتائج بمجرد تخيله، فليس قليلا أبداً اقتراب السياسة الخارجية السعودية من قطر وتركيا، وابتعادها عن الإمارات ونظام الانقلاب في مصر (علاقة الملك سلمان وابنه بكل من الشيخ تميم ورجب طيب أردوغان جيدة جداً على عكس العلاقة بمحمد بن زايد)، وليس قليلاً وضع القدرات البشرية والسياسية للتنظيمات الإخوانية حول العالم في بوتقة تفاهم وتقاطع مصالح مع سياسة دولة بحجم المملكة العربية السعودية ومنظومة بحجم دول مجلس التعاون الخليجي، في زمن حرص الولايات المتحدة على مغازلة إيران أكثر من مراعاة مصالح حلفائها التاريخيين.

وبما أن الملف اليمني هو الأكثر حساسية هذه الأيام، فإن المعلومات تشير إلى عودة التواصل لجَسر ما تهدم من علاقة بين آل الأحمر والقيادة السعودية، سيما بعدما بدا واضحاً أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح متواطئ بما أفضى إليه الوضع في اليمن، ولعل التصريح “الصدمة” الذي نُقل عن لسان وزير الخارجية سعود الفيصل مؤخراً: “لا توجد مشكلة بين المملكة وجماعة الإخوان المسلمين، وإنما مع فئة قليلة”، وتوالي مواقف الشخصيات القريبة من الحكم السعودي الجديد في نفيها صفة الإرهاب عن الإخوان مؤشر -لن يكون يتيماً- لعودة التقارب، (فضلاً عن إقالة الملك سلمان للشيخ سليمان أبا الخيل وزير الأوقاف والعدو اللدود لـ “الإخوان”). ويحتمل أن يقوم “الإخوان” السوريون بتفعيل علاقاتهم مع القيادة السعودية الجديدة، لأن الملف السوري بات حساساً جداً هو الآخر بعد ازدياد تورط “حزب الله” والحرس الثوري الإيراني في المعارك، وإيعاز مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي للشباب الإيراني “التوجّه إلى كلّ من العراق وسوريا ولبنان للقتال إلى جانب الحلفاء” (4/2/2015). كما أن دعوة زعيم “الإخوان” التونسيين راشد الغنوشي للملك السعودي الجديد للقيام “بدور تصالحي في مصر وفي المنطقة وفي سوريا من أجل حقن الدماء وجمع الصفوف على كلمة سواء” لم تأت من فراغ، سيما أن الملك سلمان كان قد استقبل بنفسه الشيخ الغنوشي وبحث معه ملفات سياسية حساسة.

في المحصلة فإن التغيير قد حصل، والرهان هو على اكتماله، وفي صراخ الإعلام المصري، الممسوك من انقلابيي مصر، مؤشر واضح على “جنون” من يخشى تبعات تبدل الأزمان.

 

معركة إيران في جنوب سوريا ودلالاتها

رأي القدس

شهد الموضوع السوري حدثاً عسكريا وسياسياً بارزا تمثّل في الهجوم الكبير الذي تقوم به قوات من «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الإيراني على جنوب سوريا، كما يشارك فيه مقاتلون عراقيون وأفغان.

وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فإن قائد الحزب في معارك سوريا الجنوبية هو مصطفى بدر الدين، أحد المتهمين المطلوبين من المحكمة الدولية المختصة بمتابعة قضية قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، فيما يقود القوات الإيرانية الجنرال الشهير قاسم سليماني، وهو ما يحمّل هذه المعركة دلالات سياسية ورمزية مهمة.

أول نتائج هذا الحدث إن تبعية عتاد وجنود وقيادة هذه المعركة للتحالف الإيراني ـ اللبناني، يقارب تسليم النظام في دمشق لسيادته الافتراضية على البلد، ويعزّز هذه النتيجة ما رشح من أخبار عن إعدام الإيرانيين لـ13 ضابطاً من الجيش العربي السوري، وهو ما يعني كفّاً نظرياً ليد النظام عن جهاز العسكري نفسه.

يمكن للنظام السوري أن يعزّي نفسه بأنه يستخدم ورقة «حزب الله» وإيران لحسم معاركه الداخلية، كما فعل في حمص والقلمون من قبل، ولكنّ الواقع يقول إن من يتحكّم في معارك الأرض هو من يقرّر أين تبدأ خارطة السيادة السياسية لسوريا وأين تنتهي.

الدلالة السياسية الرمزية الأولى تتمثّل في تركّز المعارك حول درعا، المدينة التي انطلقت منها الثورة السورية، غير أن تنكّب الإيرانيين وحزب الله لمهمة إنهاء الثورة في مهدها الذي انطلقت منه يحوّل الثورة من حرب على النظام إلى حرب ضد قوى أجنبية، ولا يخفّف البتة من وقع فكرة «الاحتلال الأجنبيّ» هذه أن القوى المشاركة من طبيعة مذهبية شيعيّة، فالصراع السنّي ـ الشيعيّ كان يمكن صرفه بـ»العملات المحلّية»، لولا أن التدخّل الفارسي المعلن، يقوّض كافة الأركان السياسية والدينية في بلد يحتل بشار الأسد فيه منصب الأمين العام لحزب «البعث العربي الإشتراكي» ذي الرسالة الخالدة للأمة العربية الواحدة.

الدلالة السياسية الثانية تقصّد «حزب الله» تكليف مصطفى بدر الدين، المتهم بقتل رفيق الحريري، يحمل دلالة سياسية مهمة ثانية، فبعد ظهور بدر الدين المذكور في حفل عزاء جهاد نجل القائد العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية يأتي إعلان مشاركته السورية أثناء الاحتفال بذكرى اغتيال الحريري ليصبح الموضوع تعريضاً مباشراً بتيّار «المستقبل» وبسنّة لبنان، وهي رسالة تعني أن اغتيال القادة السياسيين والإعلاميين في لبنان، ودعم نظام الأسد في سوريا، وإعلاء راية إيران على المنطقة العربية، مشروع شامل لا تنفصم عراه عن بعضها البعض.

الدلالة السياسية الثالثة هي استخدام «حزب الله» عنوان معركة «شهداء القنيطرة»، وهي المدينة التي في أذهان السوريين رمز للصراع مع العدو الإسرائيلي في حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وبذلك لا يحتلّ «حزب الله» أراضي سورية، ويقاتل سوريين فحسب، بل يسرق من الشعب السوري أيضاً منظومة العداء لإسرائيل، كما فعل مع أحزاب المقاومة اللبنانية التي تم اغتيال قادتها وطردها بالقوة من معركة القتال مع إسرائيل وإلحاقها بـ»حزب الله» وحده.

إضافة إلى ذلك كله يستهدف الهجوم الثقل الأساسي للمعارضة العسكرية السورية «المعتدلة»، والمدعومة عربيّاً، كما فعل «حزب الله» في معارك القصير والقلمون، وهو ما يخلي الأرض عملياً وسياسيا للتنظيمات السلفية المسلحة، متمثلة بـ»جبهة النصرة» و»الدولة الإسلامية»، وهو الهدف الذي اشتغل عليه النظام السوري منذ بدايات الأزمة، ليفرض نفسه ضمن تقاطع مصالح موضوعي مع الدول العربية والغربية، التي ستضطر للتعامل مع الأسد وحلفائه للقضاء على تلك التنظيمات.

مشاركة الإيرانيين المباشرة تقول إن الهدف الأوسع للمعارك يتجاوز كسر المعارضة السورية المسلحة إلى السيطرة على حدود سوريا مع لبنان وإسرائيل والأردن، وهو ما سيؤمّن أوراقاً هائلة للعب في يد طهران قبل بدء مفاوضاتها مجدداً مع الدول الغربية، لكنّ الطموح الإيراني، سيصطدم بعقبة كأداء تتمثّل في السوريين أنفسهم الذين سيتفانون في قتالهم احتلالا أجنبياً، كما أنه قد يفعّل الجبهة العربية والغربية ضد إيران، فتصبح إيران و»حزب الله» الضحيّة الأخيرة لهدف مستحيل التحقيق.

 

ما جمع بين رفيق الحريري ومحمد البوعزيزي

سعيد علم الدين

الحبُ فراشةٌ ربيعيةٌ زاهيةُ الألوان ترفرف على شباك أفكاري، تذكرني لكي لا أنسى بجريمة عيد الحب والعشاق التي زلزلت لبنان، وأودت في 14 شباط 2005 ، بعملاق تاريخي من عمالقة بلاد الأرز والسنديان، غيلةً في وضح النهار على أيدي زعران بشار وغلمان ملالي ايران.

وعندما تمتد على العمالقة أيادي الصعاليك بالسوء، يخرج من رماده طائر الفينيق ومعه الملايين محلقا نحو شمس الحرية إلى فوق.

ولكن في البداية نعزي اهلنا الاقباط وشعب مصر بالجريمة البشعة التي ارتكبتها داعش بحق العمال الابرياء. انهم مشاعل نور على طريق الحرية. لا بد من سحق داعش جسديا وفكريا.

تحية إجلال وإكرام الى كل شهداء وشعوب دول الربيع العربي الكرام: مصر الكنانة، ليبيا الشهامة، اليمن السعيد، العراق العنيد، وسوريا ثم سوريا ثم سوريا قلب الربيع العربي النابض بالبطولة الأسطورية وتقديم التضحيات العظام من أجل نيل الحرية والكرامة وبناء المجتمع الديمقراطي التعددي العلماني الإنساني الحديث.

تحية حبٍ الى دوما وشعبها العظيم في مصابها الأليم على يد بشار البهيم وحسن اللئيم وخامنئي الذميم! يدوم عزك يا دوما! يا ثورة شعبٍ يصنع التاريخ بشريان دمه الزكي المتدفق فوق كل ربوع سورية لترتفع راية الكرامة والحرية والديمقراطية على القمع والظلم والعبودية!  

وما يجمع بين ثورة الأرز وثورة الياسمين حكاية بطولةٍ خلدها تاريخ قديم تجددت فصولها في القرن الواحد والعشرين .. عشق للكرامة وحنين .. أرواح شهداء ميامين .. تاريخ نضال عظيم .. حاكته السنين .. صداقةً عميقة وأخوة صادقة معمدةً بالدم منذ أيام الفينيقيين .. على ضفاف المتوسط بين الشقيقين لبنان وتونس، حيث تحول المتوسط في فترة من فترات التاريخ الى بحيرة فينيقية، امتدت حضارتها وخيراتها وتجارتها ومستعمراتها بسلام  وذكاء التاجر ودون حروب تذكر الى افريقيا واوروبا.

تاريخ مجيد مكلل بأكاليل الغار .. حملته من مدينة صور الأميرة أليسار .. مشعلَ حضارةً ومدنية وإعمار .. كُتِبَت بأسطر من نور ونار .. لنهضة حضارية سياسية .. اقتصادية تجارية .. عسكرية شامخة قوية لشعب قرطاجة الجبار.

فتحية إجلال وإكبار الى شعب تونس، الذي أشعل في بداية عام    2011، انتفاضة تاريخية حضارية سلمية جماهيرية حقيقية عفوية ثورية أسقطت نظام بن علي الاستبدادي الفاسد بالإرادة الشعبية مطرودا من بلاد القرطاج، وجاءت ثورة الياسمين في سياق تاريخي مفصلي لتُتَمم ما بدأته انتفاضة الاستقلال اللبنانية عام 2005، التي اسقطت أيضا حكومة كرامي ومعه النظام الأمني الاسدي الايراني الاجرامي بالإرادة الشعبية، وأدت الى طرد جيش المجرم بشار الخسيس ومخابراته وفساده وطغيانه واستبداده وبلائه واستعباده من بلاد الارز.

انتفاضة الارز انطلاقتها كانت مليونية شعبية سلمية مدنية جبارة تم كبحها ولجمها ومحاصرتها والانقضاض عليها تخوينا وتفجيرا واغتيالا لرموزها، وقتلا وإرهابا وترويعا لأنصارها من قبل ميليشيات الثورة المسلحة المضادة الخسيسة بقيادة حزب حسن الحرس الايراني وباقي عصابات بشار وأزلامه وألغامه التي فخخ بها لبنان لتنفجر حسب توقيته، وسكاكينه المسمومة تحملها زعرانه من صعاليك اللبنانيين تطعن بها بحقد دفين احرار وشرفاء اللبنانيين.

ثورة الياسمين التي امتدت شرارتها الى مصر وبعض الدول العربية نفضت عن كاهل أمة بأكملها غبارا رزحت تحته تخلفا وتشرذما مئات السنين، خنقها وما زال ومنذ منتصف القرن العشرين بأنظمة استبدادية دكتاتورية فاشية عنصرية تعسفية دموية أمنية مخابراتية سلطوية مجرمة حقيرة حاقدة، ودول فاشلة أرهقت شعوبها وأفقرتها لمصلحة تلك الأنظمة، وهجرت شبابها وزجته في السجون والمعتقلات لإراحة الأنظمة من الأصوات الحرة المطالبة بالتغيير والإصلاح، وأذلت إنسانها الى درجة أنه أحرق نفسه ثأرا لكرامته المداسة بأرجل أدوات تلك العصابة الحاكمة .

انها ثورة شبابية عفوية بتداعيات حضارية مزلزلة ما زلنا نشهد تداعياتها وارهاصاتها وزلازلها وأمواجها وعواصفها التي ستستمر لسنوات قادمة قبل ان ترسو على بر الأمان، أزالت طواغيت وزلزلت تقاليد وعادات اجتماعية وهزت ثوابت إسلامية ما زالت تتحكم بالمجتمع استبدادا يستغلها الطغاةُ في قمع الشعب استعبادا.

 ثورة كرامة وعزة نفس اشتعلت بجسد البطل الشهيد محمد البوعزيزي لتشعل ثورات شعوب كانت خامدةً تحت البساط تنتظر فقط عود ثقاب.

وما جمع بين رفيق الحريري الذي احترق بانفجار السان جورج من أجل كرامة لبنان، ومحمد البوعزيزي الذي احرق نفسه ثأرا لكرامة الانسان، والأميرة أليسار التي أحرقت نفسها من أجل شرفها وكرامة شعبها، هي كلمة الكرامة وعزة النفس بكل معانيها ومراميها، ترتفع أعلام الكرامة فوق أضرحة هؤلاء الأبطال الميامين ولسان حالهم يردد قول الشاعر:

عيشةٌ بالذل لا نرضى بها     وقبر بالعز أفضل منزل

نحيا بكرامة ورأسنا مرفوع .. نموت بكرامة ليرتفع رأس الشعب المقموع. هذا الكلام هو لسان حال كل الشهداء الأحرار الذين احترقوا ثأرا لكرامتهم وكرامة شعوبهم.

فالكرامة بما تحمله هذه الكلمة من معاني إنسانية سامية في وجه الاضطهاد والظلم والذل جمعت بين الشهيد رفيق الحريري رئيس كتلة الكرامة النيابية، والشهيد محمد البوعزيزي الذي انتحر احتراقا ثأرا لكرامته الإنسانية. 

فتحية الى الشعب التونسي الذي انتصر لثقافة الحياة والتجدد واختار الطريق الديمقراطي الصحيح، لبناء تونس الحرية والديمقراطية والعلمانية والتعددية الحزبية والفكرية والثقافية.

وتحية أيضا للرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي احترم اللعبة الديمقراطية ليقدم للعالم العربي ولأول مرة بعد لبنان رئيسا يسلم السلطة لخلفه ويذهب الى بيته كمواطن عادي وبكل احترام.

وكما صنع هنيبعل المعجزات العسكرية صاعدا بالأفيال الى أعالي الجبال  محققا الانتصارات على روما، ايضا صنع شعب تونس المعجزات الحضارية بشرارة الكرامة والحرية التي أشعل بها الشهيد البطل محمد البوعزيزي جسده لتهب رياح الكرامة والحرية على كل الدول العربية بربيع عربي شبابي مشرق يحاول الخريف الاسلامي الكهل المترهل خنقه والقضاء عليه لتعود شعوبنا من جديد الى حظيرة الاستبداد الاسلامي متحالفا مع السياسي لخلق أنظمة استبدادية فاشلة قوية على شعبها هجينة أمام العدو وتحديات العصر.

 

صنعاء المحتلة والرئيس المحاصر

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/17 شباط/15

رغم الإجماع النادر في مجلس الأمن حول اليمن، برفض استيلاء ميليشيات تنظيم الحوثيين على الحكم، فإنه لا توجد رغبة في التخلي عن خيار المصالحة الذي يدور به ممثل الأمم المتحدة جمال بنعمر، والتحول إلى الخيار العسكري. وهناك أكثر من سبب لتحاشي المواجهة العسكرية والاكتفاء بالحل السياسي. السبب الأول أنه يمكن من خلال استخدام القوة الخارجية إضعاف ميليشيات الحوثيين وإنهاكهم في كل المدن والمواقع التي يتمركزون فيها، لكن لن يكون كافيا لتفعيل الشرعية المتمثلة في الحكومة الانتقالية، ولا حتى في انتخاب بديلة لها، بل سيتسبب ذلك في تقوية الجناح المتآمر الثاني، وهو فريق الرئيس المعزول علي عبد الله صالح الذي لا يزال يلعب دورا تخريبيا، والمفارقة أنه يطالب برفض الحوثيين، بعد أن مكّنهم من احتلال العاصمة، وتتويجه رئيسا، لأنه القوة الوحيدة في صنعاء. وبالتالي فالخيار العسكري قد يطرد الحوثيين، لكنه لن يحرر العاصمة. والسبب الثاني أن لا أحد يريد تحويل اليمن إلى أفغانستان أخرى، بالاستعانة بقوات خارجية لحسم النزاعات الحزبية والقبلية، فهذا طريق طويل ووعر، والنجاح فيه غير مضمون. والسبب الآخر، أن خيارات الحل السياسي لا تزال قائمة رغم إخفاقات الوسيط الأممي، ورغم نكث الحوثيين بوعودهم.

ماذا لو أن لعبة الوقت التي يمارسها الغزاة الحوثيون مكنتهم من الاستيلاء الفعلي على مفاصل الدولة الرئيسية، هل يمكن قلعهم خاصة بعد استبعاد الحل العسكري الدولي؟

في نظري سينقض الصنعانيون على الحوثيين، الغزاة الذي أتوا من الشمال، وهناك حركة واضحة ليقظة القبائل من يمن الشمال، ضد الحوثيين، يُضاف لهم الإعلان الصريح من يمن الجنوب برفضهم، والاستعداد لمواجهتهم في الجنوب، وحرمانهم من الموارد البترولية. هذه القوى الثلاث ستتعب ميليشيات عبد الملك الحوثي، الذي أظهر أنه عاجز عن تقديم مشروع سياسي يمكن لليمنيين على اختلاف توجهاتهم أن يشاركوه الحكم. هذا الرجل يظن نفسه زعيما، وأنها ثورة، والحقيقة هو ليس إلا قائد ميليشيا، وما يحدث سطو مسلح نتيجة حدوث فراغ بين إقصاء نظام صالح وتأسيس نظام يمني بديل يقوم على المشاركة والتحديث. وحتى بدعم الإيرانيين، وعون المعزول صالح، لن يستطيع الحوثيون تأمين أبسط حاجات الشعب اليمني الذي يعاني معيشيا منذ اندلاع الثورة على نظام صالح في مطلع عام 2011.

 

لأن لا إزاحة للأسد قبل الاتفاق على بديل المعارضات السورية تحاول استعجال التفاهم

اميل خوري/النهار

17 شباط 2015

يقول ديبلوماسي عربي لو أن الدول المعنية عجلت في حل الأزمة السورية لما كان استمرارها اشعل حروباً داخلية تحولت حروب الآخرين على أرضها، ولا كانت التنظيمات الارهابية والتكفيرية أطلت برأسها وأخذت تتمدد في المنطقة وتهدّد ليس أمن الدول فيها إنما أمن دول العالم فتقرر مواجهتها باقامة تحالف دولي.

لذلك لن يكون حل للفوضى العارمة التي تسود دولاً في المنطقة ما لم يستعجل الحل في سوريا، وهو ما جعل روسيا تتحرك بحثاً عن هذا الحل، وجعل الائتلاف السوري المعارض يرص صفوفه بعدما فرقتها الخلافات وافقدته فاعليته، وجناحه العسكري يتوحد أيضاً استعداداً للدخول في حوار مع المعارضة السورية الداخلية توصلاً الى اتفاق على رؤية مشتركة لمستقبل سوريا، اذ لا سبيل الى جعل الرئيس بشار الأسد يتخلى عن السلطة ما لم يتم التوصل الى اتفاق بين المعارضين في الداخل وفي الخارج على حكم بديل لئلاً تدب الفوضى في سوريا كما دبّت في دول عربية بسبب صراع القوى المتعددة فيها على السلطة وعلى النظام الذي ينبغي اعتماده، خصوصاً ان الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الاوروبي باتت مقتنعة بأن لا مصلحة لأحد في جعل الرئيس الأسد يتنحى عن السلطة قبل ان يكون قد تمّ التوصل الى اتفاق على حكم بديل، وهو ما جعل المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دوميستورا يقول إن الأسد سيكون جزءاً من الحل، ويقصد الحل الأولي وليس النهائي الذي يقرره الشعب السوري.

الى ذلك، يقوم رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا بزيارات لعدد من الدول الصديقة والشقيقة بهدف التوصل الى اتفاق على دعم المعارضة الخارجية وبعد التفاهم مع المعارضة الداخلية والقوى التي ستشارك في البحث عن صيغة حل للأزمة المتفاقمة في سوريا كي يصبح في الامكان طلب تخلي الرئيس الأسد عن الحكم، وإلا ظلت الحرب سجالاً في سوريا ولا نهاية لها، والارهاب يضرب فيها وفي كل مكان في المنطقة وخارجها.

لقد باتت الدول المعنية بأوضاع المنطقة على اقتناع بأن يبدأ اطفاء نار الارهاب في سوريا ليصبح في الامكان اطفاؤها في كل المنطقة ولا تظل جسر عبور للارهاب الى دول العالم. فمتى قام في سوريا حكم جديدتشارك فيه كل القوى السياسية الأساسية ليكون قادراً على فرض الامن والاستقرار، ولا يعود في استطاعة أي دولة ان تتخذ منها نقطة انطلاق للتدخل في شؤون دول أخرى، وان أول من ينعكس قيام هذا الحكم الجديد ايجاباً عليه هو لبنان. ومن دون ذلك فان اشتداد صراع المحاور يصبح قادراً على تهديد أمن دول الخليج انطلاقاً من استمرار الحرب في سوريا وسيطرة الحوثيين في اليمن وتحريك المذهبية في البحرين وفي غير دولة.

لذلك بات من مصلحة كل دولة في المنطقة ومن مصلحة كل دولة معنية التعجيل في ايجاد حل للحرب السورية التي لن يكون فيها غالب ومغلوب، بل يكون المغلوب، اذا طالت، هو الشعب السوري، والغالب هو الدمار والخراب. فهل يتعاون الجميع بصدق على انهاء الحرب في سوريا بالتوصل الى حل سياسي عادل ومتوازن ما دام الجميع يعلن أن لا حل عسكرياً لما يجري في سوريا.

وفي المعلومات ان هذا الحل يبدأ بتحقيق وحدة الصف داخل الائتلاف السوري المعارض وداخل الفصائل العسكرية في "الجيش السوري الحر" كي يكون للمساعدات التي تتلقاها جدوى وفاعلية، على أن يتحقق التقارب والتفاهم مع المعارضة السورية الداخلية توصلاً الى اتفاق على سوريا المستقبل ينهي الحكم الحاضر ويمحو آثار الماضي.

وعندما يتحقق ذلك يصير في امكان الدول المعنية في المنطقة وخارجها التوصل الى اتفاق على ما يكون قد اتفقت عليه معارضة الداخل ومعارضة الخارج السوريتان، الا ان بعض المراقبين لا يرى سهولة في التوصل الى حل للحرب السورية ما لم يكن قد تحقق التقارب الأميركي – الايراني الذي يكون المدخل لتحقيق تقارب ايراني – سعودي. فهل تكون سنة 2015 سنة بداية الانفراج في المنطقة لأن الانفجار لن يكون فيه غالب سوى الدمار والخراب، والمغلوب هو الشعب.

 

داعش": الفصل الأخير في تمزيق ليبيا؟)

 جويس كرم/الحياة/17 شباط/15

الإعدام الجماعي لـ21 مواطنا مصريا على يد سفاحي تنظيم "داعش" في ليبيا، يعكس مستوى المرض الذي وصلت اليه الحالة الليبية، ووقوف الدولة بمكوناتها الاجتماعية والسياسية على عتبة التمزيق في حال عدم تشكيل حكومة وحدة تنقذ البلاد.

ليس مفاجئاً حلول "داعش" على السواحل الليبية، فحيث الفوضى والنزاعات الداخلية والتمويل الخارجي، تنثر بذور التنظيم لتهميش البنية المركزية المتآكلة أصلا، واستخدام لاعبين إقليميين هذه الدول كمسرح لشراء نفوذ وأوراق للمقايضة فوق النيران الملتهبة. فليبيا لديها اليوم "العناصر نفسها لتنزلق الى الحضيض الذي نشهده في العراق وسورية" وفق ما حذّر المبعوث الدولي برنارد ليون، مستدركا ان الفارق الوحيد بين طرابلس من جهة ودمشق وبغداد مِن جهة أخرى هو ان ليبيا تقف "على بضعة أميال عن أوروبا."

الموقع الجغرافي لليبيا والـ 400 كلم التي تفصل طرابلس عن السواحل الإيطالية قد تنقذ "بلاد الثوار" من التحول معقلا للارهابيين وخصوصا مع دق القارة الأوروبية ناقوس الخطر حول داعش  بعد اعتداءات باريس وبروكسيل وكوبنهاغن نهاية الاسبوع.  فلا أوروبا ولا مصر أو الجزائر أو المغرب او تونس، قادرة على احتواء فرع جديد لملثمي "الدولة" في حديقتها الخلفية.

وإن كانت الولايات المتحدة ورئيسها الدائم التردد باراك اوباما متحفظة عن العودة عسكريا الى ليبيا، فالواقع مختلف بالنسبة الى الاوروبيين والجيش المصري الذي نفذ ضربات جوية بعد جريمة الأمس، فيما لوحت إيطاليا بتحرك عسكري. أما واشنطن فاستعجلت الحل السياسي وطالبت القاهرة بإبلاغها بأي تحرك عسكري، وأقرت ضمنا بتراجع نفوذها والاتكاء على الامم المتحدة. ويشير مسؤول أميركي الى ان إشكالية التمويل والتسليح من دول اقليمية لميليشيات ليبية فتحت الباب امام "داعش" اليوم، ويقول ان هذا الامر فاقم "كثيرا الأزمة ونحن أبلغناها (هذه الدول) بذلك".

إلا ان القوة العسكرية وحدها والضربات الجوية غير قادرة على إنقاذ ليبيا وسط تشرذم البلاد بين حكومتين ومجلسي نواب وتطرف أقصى الحكومة الوطنية في طرابلس الصيف الفائت، وفتح النافذة لارهاب ضد مدنيين وصحافيين وبعثات اجنبية وفنادق وصولا الى إعدام المواطنين المصريين. هذا الانقسام الداخلي في ليبيا قد يفرض نفسه بشطر البلد بين شرق وغرب، وخصوصا في حال عدم التوصل الى حكومة وحدة وطنية ومصالحة بين التنظيمات المتنازعة. هذه الحكومة، مع استراتيجية عسكرية وبرعاية دولية وإقليمية لمنع "داعش" من إيجاد منفذ على المتوسط، هي السبيل الوحيد للحفاظ على ما تبقى مِن النسيج المركزي لليبيا.

فليبيا، أغنى دولة نفطية في القارة الافريقية وبين العشر الاوائل عالميا، غير قادرة على بناء جيش كفؤ اليوم لدحر ميليشيات ومقاتلين ممولين من الخارج. هذا الواقع وفي حال عدم استدراكه دوليا واقليميا وفي حكومة جامعة وخريطة طريق وطنية، سيشرع شواطئ المتوسط أمام "داعش" ويطوي صفحة الدولة الليبية كما عرفناها في العقود السبعة الفائتة.

 

لأن لا إزاحة للأسد قبل الاتفاق على بديل المعارضات السورية تحاول استعجال التفاهم

اميل خوري/النهار

17 شباط 2015

يقول ديبلوماسي عربي لو أن الدول المعنية عجلت في حل الأزمة السورية لما كان استمرارها اشعل حروباً داخلية تحولت حروب الآخرين على أرضها، ولا كانت التنظيمات الارهابية والتكفيرية أطلت برأسها وأخذت تتمدد في المنطقة وتهدّد ليس أمن الدول فيها إنما أمن دول العالم فتقرر مواجهتها باقامة تحالف دولي. لذلك لن يكون حل للفوضى العارمة التي تسود دولاً في المنطقة ما لم يستعجل الحل في سوريا، وهو ما جعل روسيا تتحرك بحثاً عن هذا الحل، وجعل الائتلاف السوري المعارض يرص صفوفه بعدما فرقتها الخلافات وافقدته فاعليته، وجناحه العسكري يتوحد أيضاً استعداداً للدخول في حوار مع المعارضة السورية الداخلية توصلاً الى اتفاق على رؤية مشتركة لمستقبل سوريا، اذ لا سبيل الى جعل الرئيس بشار الأسد يتخلى عن السلطة ما لم يتم التوصل الى اتفاق بين المعارضين في الداخل وفي الخارج على حكم بديل لئلاً تدب الفوضى في سوريا كما دبّت في دول عربية بسبب صراع القوى المتعددة فيها على السلطة وعلى النظام الذي ينبغي اعتماده، خصوصاً ان الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والاتحاد الاوروبي باتت مقتنعة بأن لا مصلحة لأحد في جعل الرئيس الأسد يتنحى عن السلطة قبل ان يكون قد تمّ التوصل الى اتفاق على حكم بديل، وهو ما جعل المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دوميستورا يقول إن الأسد سيكون جزءاً من الحل، ويقصد الحل الأولي وليس النهائي الذي يقرره الشعب السوري.

الى ذلك، يقوم رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا بزيارات لعدد من الدول الصديقة والشقيقة بهدف التوصل الى اتفاق على دعم المعارضة الخارجية وبعد التفاهم مع المعارضة الداخلية والقوى التي ستشارك في البحث عن صيغة حل للأزمة المتفاقمة في سوريا كي يصبح في الامكان طلب تخلي الرئيس الأسد عن الحكم، وإلا ظلت الحرب سجالاً في سوريا ولا نهاية لها، والارهاب يضرب فيها وفي كل مكان في المنطقة وخارجها.

لقد باتت الدول المعنية بأوضاع المنطقة على اقتناع بأن يبدأ اطفاء نار الارهاب في سوريا ليصبح في الامكان اطفاؤها في كل المنطقة ولا تظل جسر عبور للارهاب الى دول العالم. فمتى قام في سوريا حكم جديدتشارك فيه كل القوى السياسية الأساسية ليكون قادراً على فرض الامن والاستقرار، ولا يعود في استطاعة أي دولة ان تتخذ منها نقطة انطلاق للتدخل في شؤون دول أخرى، وان أول من ينعكس قيام هذا الحكم الجديد ايجاباً عليه هو لبنان. ومن دون ذلك فان اشتداد صراع المحاور يصبح قادراً على تهديد أمن دول الخليج انطلاقاً من استمرار الحرب في سوريا وسيطرة الحوثيين في اليمن وتحريك المذهبية في البحرين وفي غير دولة.

لذلك بات من مصلحة كل دولة في المنطقة ومن مصلحة كل دولة معنية التعجيل في ايجاد حل للحرب السورية التي لن يكون فيها غالب ومغلوب، بل يكون المغلوب، اذا طالت، هو الشعب السوري، والغالب هو الدمار والخراب. فهل يتعاون الجميع بصدق على انهاء الحرب في سوريا بالتوصل الى حل سياسي عادل ومتوازن ما دام الجميع يعلن أن لا حل عسكرياً لما يجري في سوريا.

وفي المعلومات ان هذا الحل يبدأ بتحقيق وحدة الصف داخل الائتلاف السوري المعارض وداخل الفصائل العسكرية في "الجيش السوري الحر" كي يكون للمساعدات التي تتلقاها جدوى وفاعلية، على أن يتحقق التقارب والتفاهم مع المعارضة السورية الداخلية توصلاً الى اتفاق على سوريا المستقبل ينهي الحكم الحاضر ويمحو آثار الماضي.

وعندما يتحقق ذلك يصير في امكان الدول المعنية في المنطقة وخارجها التوصل الى اتفاق على ما يكون قد اتفقت عليه معارضة الداخل ومعارضة الخارج السوريتان، الا ان بعض المراقبين لا يرى سهولة في التوصل الى حل للحرب السورية ما لم يكن قد تحقق التقارب الأميركي – الايراني الذي يكون المدخل لتحقيق تقارب ايراني – سعودي. فهل تكون سنة 2015 سنة بداية الانفراج في المنطقة لأن الانفجار لن يكون فيه غالب سوى الدمار والخراب، والمغلوب هو الشعب.

 

البعد الطائفي واتساع الاستهدافات في الغرب يرسمان عنوان تصاعد المواجهة مع "داعش"

روزانا بومنصف/النهار

17 شباط 2015

عشية انعقاد مؤتمر قمة مواجهة الارهاب الذي دعت اليه واشنطن يومي غد وبعد غد، والذي اطلقه الهجوم الارهابي على مجلة شارلي ايبدو في باريس في 7 كانون الثاني الماضي، سُجل عمل ارهابي جديد تمثل في ذبح تنظيم الدولة الاسلامية 21 من الاقباط المصريين، وقد اعتبر البابا فرنسيس انهم استهدفوا كونهم مسيحيين، ما اضفى بعدا آخر يفترض ان يستدرج ادانة وتعاطفا كما جهدا اكبر من اجل تطويق مفاعيل هذا العمل الاجرامي نظرا الى انعكاساته الخطيرة في المنطقة في شكل اساسي. فثمة تركيز سياسي واعلامي على استهداف مراكز اليهود في اوروبا ما حدا برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على توظيف ذلك في دعوة اليهود الغربيين الى الهجرة الى اسرائيل. ومع ان تنظيم الدولة الاسلامية اعدم في سوريا رهائن غربيين، فان هويتهم شكلت اساس استهدافهم وليس طائفتهم التي لم يشر اليها في اي من الاحوال. لكن مع قتل الاقباط المصريين، يسلط الضوء مجددا على البعد الطائفي على رغم ان هذا البعد كان حاضرا مع اندفاعة التنظيم ضد الايزيديين والمسيحيين في الموصل والمدن العراقية الاخرى، ولكنه يوازي في هذه الحال بين كل الطوائف خصوصا بعد قتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة، ما يفيد بان الجميع مستهدفون. فهل يطلق ذلك نقلة نوعية في مواجهة التنظيمات المتطرفة في المنطقة وصولا الى ليبيا ( ما يؤدي الى تعويم الاهتمام بها ) حيث كانت تتخبط وحدها في العامين الاخيرين، على غرار ما أدى الاعتداء على الايزيديين والمسيحيين في العراق في تحفيز تحالف دولي لبدء مساعدة العراق؟

البعد الآخر غير الطائفي وهو تزايد الحوادث الارهابية منذ الاعتداء في باريس في اتجاه دول اوروبية وغربية عموما كان آخرها الدانمارك وكندا وقبلهما اوستراليا والمانيا وصولا الى قتل ثلاثة شبان مسلمين في ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة بدت كلها كأنها تندرج في سياق تصاعدي واستباقي للمؤتمر ضد الارهاب المقرر في واشنطن. وهذه جميعها شكلت مؤشرات خطيرة بالنسبة الى مراقبين سياسيين من بينها انتقال الارهاب الى غير البيئات التي تم السعي الى حصره فيها في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، أي الدول التي تشهد صراعات دموية على السلطة كسوريا والعراق واليمن. وقد اهتمت الدول الغربية خلال العامين الماضيين بمحاولة مساعدة الدول المجاورة لبؤر انطلاق ارهاب تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ولا تزال تعتقد انها احتوت الى حد بعيد مفاعيله ومنعت انتقاله بكثافة الى لبنان او الاردن او سواها من الدول التي تتمتع باستقرار نسبي قياسا بهذه الدول، الى ان فاجأتها الاعتداءات الارهابية على دول اوروبية. الامر الذي يجدد اثارة اسئلة جدية اذا كان يمكن فعلا احتواء الارهاب من دون حلول سياسية مرافقة او موازية تساهم في القضاء على اسباب تصاعد التطرف، علما ان الرئيس الاميركي حصل الاسبوع الماضي على تفويض من الكونغرس الاميركي لثلاث سنوات بسلطة واسعة من اجل محاربة تنظيم الدولة الاسلامية والارهاب في اي مكان في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ما يفيد ان الامر يظل مقتصرا على البعد العسكري والامني من دون السياسي وان الحرب طويلة بما سيتجاوز الولاية الثانية للرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض. ومن غير المستبعد في ظل المعطيات الاخيرة ان تفوض دول العالم التي ستجتمع في واشنطن قيادة تحالف اوسع وبصلاحيات كبيرة من اجل مواجهة الارهاب انطلاقا من ان العمل معا هو السبيل الاساسي لمواجهة الارهاب من خلال تنسيق وتبادل المعلومات والاجراءات. فهل تكون هذه الحوادث مبررا كافيا للاعتماد على قوى برية وفق ما فهم كثر من طلب اوباما التفويض الاخير من الكونغرس، اذ شهدت الاسابيع الاخيرة انخراطا اوسع على غرار الهجمات العسكرية التي شنها الاردن على اثر قتل تنظيم داعش الطيار الاردني وتضامن دول عربية عدة مع الاردن في هذه المواجهة او الهجمات التي شنتها مصر في ليبيا على مواقع للتنظيم لقتله الاقباط المصريين الـ21، بما ينذر بمرحلة جديدة حتى بالنسبة الى الدول العربية المنخرطة اصلا في مواجهة الارهاب والتي تتطلب التطورات الاخيرة منها مزيدا من الانخراط في هذه المواجهة وربما على اسس وقواعد مختلفة. فهذه الحوادث شكلت ايضا مؤشرات خطيرة من حيث اتخاذها طابعا طائفيا ولو ثمة جهد للقفز فوق العامل الطائفي الى عوامل اخرى سياسية او سواها. كما كانت حافزا لمطالبة جميع الدول بالانضمام الى مواجهة داعش على غرار ما يطلب من قطر وتركيا مثلا.

وتالياً فان جملة اسئلة اخرى تحفزها هذه التطورات المتمثلة في اتساع الهمجية التي يمارسها داعش في مقدمها ما اذا كانت ستكون نقطة تحول جذرية ان في المنطقة او بالنسبة الى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بناء على الحشد الذي سيكون في المؤتمر وتزايد المخاطر خلال الشهرين الاخيرين في الدول الغربية. ومن بين هذه الاسئلة اذا كان نجاح الضربات التي تلقاها داعش في كوباني في شمال سوريا واستعادتها على يد الاكراد مع البلدات المحيطة بها وتراجع التنظيم في بعض البلدات في العراق وعجزه عن التقدم بالوتيرة التي كان يقوم بها وإخفاقه في مناطق سيطرته هي وراء تصاعد اجرامه وتوسعه نحو الانتقام في الخارج. البعض يعتقد ذلك.

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله الإيراني والإستعلائي والإرهابي واللا لبناني بامتياز

 

نصرالله في ذكرى الشهداء القادة: نؤيد الدعوة لوضع استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب وسنواصل الحوار مع تيار المستقبل

الإثنين 16 شباط 2015 الساعة 23:21

وطنية - القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في احتفال ذكرى الشهداء القادة قال فيها:" في البداية أرحب بكم جميعا في هذه المناسبة العزيزة والجليلة والكريمة، في يوم القادة الشهداء.لكن اسمحوا لي في البداية: الأمر جلل في الحقيقة. يجب أن أعبر باسمنا وباسمكم بقوة عن إدانتنا الشديدة للجريمة النكراء والبشعة والوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش التكفيري في ليبيا بحق العمال المصريين المظلومين، (الجريمة) التي لا يمكن أن يتحملها أو يطيقها عقل أو قلب أو ضمير أو دين أو اخلاق أو إنسانية. باسمكم جميعا أتقدم من عائلاتهم المظلومة والمستضعفة بالعزاء والمواساة، من الشعب المصري، من الحكومة المصرية ومن الكنيسة القبطية، ونعبر عن مواساتنا وعزائنا وحزننا لهذه المصيبة التي لحقت بهم، والتي ـ في الحقيقة ـ أصابتنا جميعا، أصابت الإسلام والمسيحية، والمسلمين والمسيحيين، وكل إنسان فيه عقل وضمير وفطرة، ولنا عودة إلى هذا الموضوع في سياق الخطاب.

أود أن أتحدث أولا عن المناسبة وإحيائها، وثانيا نتحدث قليلا في موضوعات الشأن اللبناني، ومنه أدخل إلى إطلالة عامة وموقف عام حول الوضع في المنطقة.

في كل سنة، في مثل هذا اليوم، نحيي سنويا ذكرى القادة الشهداء، العائلة القائدة، الشهيد السيد عباس الموسوي، أميننا العام وقائدنا وأستاذنا وحبيبنا وملهمنا وزوجته العالمة المجاهدة الشهيدة السيدة أم ياسر وطفله الصغير حسين، وسماحة شيخ شهداء المقاومة الاسلامية الشهيد الشيخ راغب حرب والقائد الجهادي الكبير الشهيد الحاج عماد مغنية، الذين هم عنوان ثباتنا وانتصارنا، ودائما نحيي هذه الذكرى من أجلنا، من أجل أبنائنا وأحفادنا وأجيالنا وليس من أجلهم هم نحيي هذه الذكرى ليبقى الماضي القريب الذي عشناه وعايشناه بل شاركنا في صنعه سويا، هذا الماضي القريب المتصل بالحاضر والمطل على المستقبل ليبقى في وعينا نحن الذين عايشنا المرحلة كلها وليسكن ويتمكن في وعي أبنائنا وأحفادنا والأجيال القادمة لأن هذه الحقبة الزمنية، خصوصا منذ قيام دولة اسرائيل منذ العام 1948، وما حصل بعدها من حروب 67 و73 وأحداث لبنان والمقاومة التي أعلنها الشعب الفلسطيني ولاحقا المقاومة التي أعلنها سماحة السيد موسى الصدر أعاده الله بخير ورفيقيه، إلى كامب ديفيد إلى انتصار الثورة الاسلامية في إيران التي في مثل هذه الأيام كان انتصارها الإلهي والتاريخي المدوي بقيادة سماحة الامام الخميني (قدس سره الشريف)، إلى الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، وما بعد الاجتياح إلى اليوم من حروب ومواجهات وأحداث ومؤامرات، هذه مرحلة غنية جدا، ولا يمكن ـ لا نحن ولا أبناؤنا ولا الأجيال الآتية ـ أن تقارب الحاضر وتحديات الحاضر بشكل منطقي وموضوعي وعلمي وصحيح وسليم بمعزل عن كل هذا الماضي وعن كل تلك المرحلة بما تحمل من تجارب وتحديات وإخفاقات وانتصارات وما أنتجته من معادلات وانجازات وما فيها من حقائق وأوهام وعقل وجنون ورهانات بائسة وخيارات صحيحة وما فيها من انتظار لسراب لم يأت ولن يأتي، ومن انتظار لنصر يصنعه الرجال والنساء بإرادتهم وتصميمهم بما فيها من معنويات وتضحيات ودموع ودماء وآمال وآلام. هذه الحقبة الزمنية وما فيها تمثل مدرسة إنسانية وثقافية وجهادية وإيمانية عظيمة لشعبنا وأمتنا، وقد كان هؤلاء القادة الشهداء من أبرز عناوينها وقادتها وهم شهودها الشهداء ثانيا لأننا نحن بحاجة دائما وعلى مدى السنة أن نرجع إليهم، إلى السيد عباس، إلى أم ياسر، إلى الشيخ راغب وإلى الحاج عماد، كقدوة وأسوة لنا، نحتاج الى أن نتعلم منهم الزهد عندما تقدم الدنيا علينا بجاهها ومالها وترفها وأن نتعلم منهم التواضع بل التذلل وخفض الجناح عندما نصبح أقوياء ونتعلم منهم الشجاعة عندما نواجه الزلازل والأعاصير ونتعلم منهم الحكمة عندما نقابل الفتن التي تضيع فيها العقول وتتيه البصائر، نأخذ منهم ونستلهم منهم الهمة العالية عندما يتعب من يتعب، والإقدام عندما يتردد البعض حين يجب أن يقدم، ونستلهم منهم ونتعلم منهم التضحية بلا حدود عندما يتطلب الموقف ذلك ، نتعلم منهم أن نثق بالله وبأمتنا وبشعبنا وبأنفسنا وبمجاهدينا عندما يستيئس الناس وتحيط بهم الشدائد والصعوبات والتحديات من كل جانب، نأخذ منهم الأمل والثقة والبصيرة كما سمعتم قبل قليل عندما كانت إسرائيل تحتل أرضنا كان السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد سابقا ولاحقا لا يتحدثون عن رؤية تقول إن إسرائيل ستخرج من الجنوب بل عن رؤية تقول إن إسرائيل ستنتهي من الوجود وهم كانوا يحتلون أرضنا ويسجنون رجالنا ونساءنا، وكنا في ضعف وكانوا في قوة. هكذا نستمد الرؤية والبصيرة والثقة والأمل، والأهم أن نتعلم منهم الإخلاص والصدق وأن نتحمل وأن نكون بمستوى المسؤولية، مسؤولية الحفاظ على إنجازات الشهداء والمقاومين ومسؤولية مواجهة تحديات الحاضرالصعبة ومسؤولية صنع المستقبل العزيز والكريم واللائق لشعبنا ووطننا وأمتنا، ولذلك نحرص دائما على ان نتحدث عنهم وعن سيرتهم وسلوكهم وأخلاقهم وأعمالهم، عن جهادهم وتضحياتهم، لنتعلم ويتعلم الأبناء والأحفاد والأجيال. هذا ما يجب أن نحرص عليه مع كل الشهداء، عندما نعرض يوميا وعلى مدارالسنة في إعلامنا المقاوم صورهم وأسماءهم ونستعرض سيرهم ووصاياهم، لأنهم باتوا يمثلون بحق مدرسة فكرية وجهادية كاملة يجب التعريف بها والتعرف عليها.

منذ 33 عاما وإلى اليوم تقدم جيل من الشباب في ذلك الوقت، كانوا شبابا 18 19 20 23 25 حدا أقصى من علماء ومجاهدين ورجال ونساء وحملوا المسؤولية وتقدموا، منهم من استشهد في مراحل الطريق ومنهم من كان له باع طويل في ميادين الجهاد وتحمل المصاعب والجراح وتوفاه الله بعد معاناة المرض، عديد من كوادرنا الأوائل، وكان آخرهم قائد عزيز من قادة المقاومة الأوائل، المرحوم الحاج مصطفى شحادة رحمه الله، ومنهم من أسر وعانى من قيود الاعتقال، ومنهم من جرح وما زال يكابد جراحه، ومنهم من ما زال يواصل الطريق ويحمل دمه على كفه. عنوان هذا الجيل الأول الذي كان السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد رمزه وعنوانه وأم ياسر هو "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" .

من الشباب ومن أبناء الجيل الأول الذين عاهدوا وصدقوا وثبتوا وقضى كثير منهم شهداء، وآخرهم الذين قضوا في عملية القنيطرة في العدوان الإسرائيلي على القنيطرة.

كان أبناء الجيل الأول أيضا مساهمين كبار في صنع الإنتصارات. تأتي ذكرى القادة الشهداء هذا العام وفيها شاهد على ما أقول. من على هذا المنبر وقف نجل القائد الشهيد عماد مغنية، جهاد ليبايع ويعاهد ويعلن إنتماءه وهويته وخياره بملء إرادته، وهو الذي لم يلزمه أحد بذلك، كان يستطيع أن يكمل جامعته و(هو) شاب ولطيف ومستقبله أمامه والحياة أمامه والدنيا كلها أمامه، ولكن ابن الحاج عماد الذي يحمل في جنباته روح الحاج العماد وروحية الحاج عماد ومعرفة وعشق الحاج عماد، إبتعد عن هذا كله وذهب إلى أين؟ إلى الجولان، إلى القنيطرة، إلى هناك، ثم يختم له بالشهادة، هكذا الشهداء من أبناء الشهداء. لقد أحيت دماء الشهيد جهاد مغنية قبل أيام وإخوانه في القنيطرة بقوة ذكرى شهادة القائد الحاج عماد مغنية، أحيته من جديد، نحن شعرنا بتلك اللحظة أنه من جديد استشهد الحاج عماد، هذا الإحساس الوجداني المعنوي الأخلاقي، الناس شعروا هكذا، الناس تعاطفوا هكذا، وأعادت هذا القائد الفذ والألمعي والتاريخي إلى صدارة الأحداث من جديد، وأكدت أن ذكره ما زال الأعلى وأن حضوره ما زال الأقوى في وجدان الصديق وفي وجدان العدو الذي ما زال يطارده دم عماد مغنية وسيبقى يطارده دم عماد مغنية.

أيها الإخوة والأخوات، في هذا اليوم العظيم والعزيز بالنسبة إلينا ومن موقع أمانة القادة الشهداء ومن موقع المسؤولية نطل على بعض المسائل التي تعنينا في لبنان وبعض المسائل التي تعنينا أيضا في المنطقة.

أولا: نتكلم لبنانيا بضع كلمات.

أولا: وبمناسبة أيام هذا الشهر شهر شباط وما حصل فيه من أحداث خصوصا في الرابع عشر من شباط أتوجه إلى عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإلى محبيه وإلى تياره وإلى أنصاره بالتعبير أيضا عن مشاعر المواساة والعزاء بسبب هذه الحادثة الأليمة التي هزت لبنان والمنطقة وما زالت تداعياتها قائمة حتى الآن، وكذلك إلى عائلات ومحبي جميع الشهداء في ذلك اليوم من الرجال والنساء الذين قضوا في تلك الحادثة المؤلمة والمؤسفة والخطيرة جدا.

ثانيا: أمام خطر الإرهاب الذي يتهدد لبنان والمنطقة، نحن في حزب الله، في هذا اليوم أيضا، نؤيد الدعوة إلى وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، وأعتقد أن القوى السياسية اللبنانية والقيادات اللبنانية تستطيع أن تتفق، قد لا يكون صعبا بقدر الإستراتيجية الدفاعية في مواجهة إسرائيل، لأننا قد نتفق على عدو هو الإرهاب ونختلف للأسف على عدو هو إسرائيل، للأسف. بكل الأحوال، من دون "لكوزة شمال ويمين"، نحن نؤيد الدعوة إلى وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب.

الآن هذا الأمر كيف يمكن أن يعمل به؟

إننا نأخذ نتيجة الرصاص لنرى حصل هناك رصاص أو لا، الآن المفترض أنتم في المجمع لم تسمعوا شيئا، أنا يجب أن أتوجه بالشكر إلى كل الكرام إلى أهلنا في الضاحية وفي بيروت وفي الضواحي وفي كل المناطق الذين إلتزموا بالمناشدة وبالرجاء، ودائما هذا هو المتوقع وهذا هو حسن الظن بكم دائما ويجب أن نتعاون بين هلالين إن شاء الله أن ننتهي من هذه الظاهرة، يعني ليس بكل إحتفال يجب أن نصدر بيانا ونقيم الدنيا ونقعدها، حتى نقول أبقاكم الله لا تطلقوا الرصاص، هذا موضوع يجب أن نتعاون جميعا فيه، بتشييع الشهداء، بمواكب الشهداء بالإحتفالات المختلفة، هذه عادة قديمة في لبنان يجب أن نتعاون إعلاميا ثقافيا سياسيا تعبويا حتى ننتهي منها إن شاء الله، فالشكر لكل الذين لبوا والتزموا، ممنون، ممنون كثيرا.

إذا نحن مع وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب، الآن هذا الأمر من يعمل به، تعمل به الحكومة، مجلس النواب يقدم مبادرة، يعمل حوارا وطنيا، المفترض أن يتابع، الآلية بحاجة لنقاش ، ولكن بالمبدأ نحن ندعو إلى ذلك ونؤيد ذلك.

النقطة الثالثة: موضوع الخطة الأمنية في البقاع، نجدد تأييدنا المطلق لها وبلا حدود، ونعتبر أنها جاءت متأخرة وندعو إلى تواصلها وإلى تفعيلها، ليس جمعة جمعتين، شهر شهرين وإنتهينا. منطقة البقاع عانت من اللصوص، من المجرمين، من المفسدين في الأرض، من جماعة الذين يخطفون من أجل الفدية، من الذين يرهبون الناس. طبعا هذه مرحلة إن شاء الله تكون قطعت. بين هلالين يمكن كان هناك مطالبات شعبية أن نأتي نحن ونتحمل المسؤولية، حزب الله وحركة أمل، القوى السياسية الموجودة في البقاع، هذا لم يكن صحيحا، يعني أقول لأهلنا في البقاع لم يكن صحيحا ولا في المستقبل صحيح، الصح هو أن الدولة هي الأقدر وهي الأكفأ، هذه مسؤوليتها، ونحن جميعا يجب أن ندعم ونساند ونقف خلف الجيش والقوى الأمنية والحكومة لضبط الوضع الأمني. ولذلك الخطة الأمنية هي بحاجة إلى مواصلة، قيل إن المطلوبين هربوا، جيد، ليبق الجيش والقوى الأمنية فاتحين أعينهم وجديين حتى لا يرجعوا، طالما هم خارج المنطقة معنى ذلك أن المنطقة سوف ترتاح من اللصوص والمجرمين والمفسدين والقتلة. فلا يصبح هناك تساهل في المستقبل في هذا الأمر.

إلى جانب الخطة الأمنية في البقاع نحن نحتاج إلى أمرين، طبعا أنا سأكتفي بعناوين حتى نلحق النقاط كلها. الأمر الأول، هو الخطة الإنمائية للبقاع، الدولة إذا كانت تريد أن تبسط سيطرتها وسلطتها لا يكفي أن تبعث الجيش وقوى الأمن يجب أن تبعث إنماء، مستشفى ومدرسة وطريقا وماء وكهرباء وفرصة عمل، وكل شيء ممكن أن تقوم به حتى يعيش هؤلاء الناس الكرام والشرفاء بكرامة ويبقون في أرضهم ويثبتون. البقاع خصوصا بعلبك الهرمل، الشمال خصوصا عكار، بحاجة إلى العين الإنمائية والروح الإنمائية واليد الإنمائية وأن لا تكتفي الدولة بالعين واليد الأمنية.

والأمر الثاني هو حل مشكلة عشرات آلاف المطلوبين بمذكرات توقيف أو استنابات لأسباب تافهة أو بسيطة أو قديمة عفى عليها الزمن، وهذا الأمر لم يتم إيجاد حل له ويجب أن يحصل له حل، وليس صحيحا أن عشرات الآلاف يصبحون مطلوبين ومطلوب توقيفهم على الحواجز لأسباب بسيطة جدا.

هناك أمر ثالث وهو استحقاق داهم وقادم، الآن لن أتكلم عنه في التفصيل، أتركه لوقت آخر، فقط أريد أن أشير إليه لأننا نتكلم عن البقاع، هذا الاستحقاق قادم عندما يذوب الثلج. اليوم على السلسلة الشرقية هناك في الطرف المقابل، في الجبال والتلال في جرود عرسال، يوجد داعش والنصرة، داعش الممتدة من ليبيا لتلف وتذهب إلى المكان التي تريده حتى تصل لجرود عرسال. حسنا الآن يوجد ثلج ويوجد طقس عاصف ويوجد ظروف مناخية حدت أو منعت حصول مواجهات، لكن عندما يذوب الثلج، يوجد استحقاق، الدولة يجب أن تحزم أمرها والشعب اللبناني يجب أن يحزم أمره، كيف سيتعاطى مع هذا الخطر وهذا التهديد الموجود على التلال وعلى الجبال والذي يتهدد القرى والجميع؟ طبعا، يستطيع الإنسان أن يكون له موقف وبكل بساطة، عندما نريد أن نتكلم عن المنطقة نرجع لهذا الموضوع، هؤلاء يمكن إلحاق الهزيمة بسهولة بهم، لكن الأمر يحتاج إلى قرار وإلى إرادة وطنية.

هذه المرحلة نحن مقبلون عليها، المطلوب أن نأخذ موقفا فيها. بهذه المناسبة أيضا يجب أن نجدد التحية، اليوم نحن في شهر شباط كان هناك عواصف، وأسماء العواصف تكثر لم نعد نستطيع حفظها، في الثلج والبرد والصقيع كان الشباب في أعالي الجبال في القمم علو 2000 متر، 2500 متر، ضباط وجنود الجيش اللبناني والقوى الأمنية، رجال المقاومة، أيضا في الجانب الآخر ضباط وجنود الجيش العربي السوري ورجال المقاومة، هؤلاء الموجودون في هذه المنطقة، الذين يحولون دون الاعتداءات الإرهابية وإرسال السيارات المفخخة إلى مختلف المناطق اللبنانية، لهم في يوم القادة الشهداء كل التحايا والسلام والتقدير لصبرهم وثباتهم وصمودهم في وجه العواصف والثلوج والصقيع.

رابعا: في الذكرى السنوية لتفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر، لأنه أيضا في شباط، تتضح يوما بعد يوم أهمية هذا التفاهم وهذا الإنجاز الكبير، وآثاره أيضا تتضح على الأوضاع السياسية في لبنان، بل على المنطقة، لأن من أهم آثار هذا التفاهم، هو انعكاس الموقف المرتبط بالمقاومة، التي هي جزء من كل تحديات ونتائج وانتصارات المنطقة. ندعو إلى تعميق هذه العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وترسيخ هذا التفاهم، وندعو إلى عقد تفاهمات مشابهة على المستوى الوطني، نحن كنا نحلم في ذاك الوقت أن نفس هذا التفاهم يتوسع وينضم إليه آخرون، الآن يمكن بعض البنود قد تثير بعض الحساسيات أو هناك بعض القضايا الشكلية البروتوكولية، لنبقها جانبا.أي جهتين، تيارين، مكونين، ثلاثة، "يعملوا بين بعضهم" تفاهمات مثل هذا التفاهم الوطني، قد يطرح تفاهم جديد ننضم إليه جميعا، ولا يسمى لحزب الله وللتيار الوطني، وإنما نكون نحن من جملة الذين يشاركون في صنعه وفي توقيعه، هذا كله جيد، كل ما يمكن أن يجمع وأن يقرب ويكثر نقاط التلاقي، ونبحث عن مخارج لنقاط الحوار، يوجد (فيه) مصلحة وطنية كبيرة وأكيدة.

خامسا: بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي، ندعو ـ ليس إلى مواصلة الجهد الداخلي، أصلا لا يوجد جهد داخلي ـ العالم "قاعدة" وكل واحد يراوح مكانه، ولا يقوم أحد بأي جهد داخلي، "إلا من بعيد لبعيد"، ندعو إلى معاودة الجهد الداخلي الوطني ومفهوم أين وكيف ومع من. يعني لا يوجد داع "نغمق" ونفصل، مفهوم، أصحاب العلاقة كلهم يعرفون، ومجددا لكل الحريصين على منع الفراغ وعلى إعادة إنتاج المؤسسات في لبنان، أقول لهم لا تنتظروا المتغيرات في المنطقة والمتغيرات في الخارج، لا تنتظروا لا ملفا نوويا إيرانيا لا حوارا أميركيا إيرانيا، ولا حوارا إيرانيا سعوديا، ولا تنتظروا أي شيء في المنطقة، بالعكس، المنطقة، وسنتكلم عن المنطقة بعد قليل، والمنطقة ذاهبة إلى المزيد من الأزمات والمزيد من المواجهات، يوجد جبهات جديدة تفتح.

إذا في السابق كنا نقول إنه في مكان (ما حدا فاضي لحدا) وإلى الأمام (لن يكون أحد فاضي لأحد) ولذلك حتى لا يطول هذا الفراغ وإذا كنا جادين وكل واحد منا يدعي أنه استقلالي، وهو سيادي وصاحب القرار وهو يأخذ القرار في كتلته وهو يصوت لمن يشاء، تفضلوا لنعاود الجهد الداخلي الوطني لننهي هذه المسألة وننجز هذا الاستحقاق.

سادسا: بالنسبة إلى الحكومة، نحن مع دعمها ومع مواصلة عملها، وهذه حاجة وطنية، بل لا يوجد خيار أمام اللبنانيين سوى هذا.البديل هو الفراغ، البديل هو الضياع، وأنا لا أعتقد أن أحدا يوافق أو يناسبه هذا البديل. هناك إشكالات تعترض طريقها، يجب التعاون لحل هذا الاشكالات، موضوع آلية اتخاذ القرار، نحن سنتعامل بإيجابية مع هذه الحلول، مع بعض الحلول المطروحة، وبعضها معقول ومناسب، وندعو إلى التعاطي الايجابي من قبل القوى المشاركة في الحكومة لتجاوز هذه المشكلة. لتنعقد الحكومة من جديد، وتعمل وتتحمل مسؤولياتها.

سابعا: إن شاء الله سنواصل الحوار مع تيار المستقبل، والذي نرى أنه أوصل إلى نتائج جيدة وإيجابية حتى الآن ضمن سقف التوقعات منذ البداية. يعني من البداية نحن وهم قلنا إن حجم هذه التوقعات هو بهذا المقدار، والآن دعكم من الذي يحكى على المنابر، توقعات واضحة، جدول الاعمال متفق عليه وواضح وضمن التوقعات، وضمن جدول الأعمال النتائج جيدة ونحن نأمل إن شاء الله بالجدية الموجودة من الطرفين أن نصل إلى خاتمة جيدة ومعقولة لمصلحة لبنان واللبنانيين جميعا في هذا الحوار. نحن مستمرون به، الآن ازعاجات من هناك، أناس مزعوجون، يوجد أناس يتكلمون كلاما خارج المناسب، هذا كله جميعا، مع جمهورنا وأناسنا، يجب أن نتحمله ونتجاوزه، لأجل مصلحة البلد.

بالنقطة الاخيرة محليا: كما نجدد تشجيعنا وتأييدنا لأي حوار بين أي مكونات سياسية لبنانية، مهما كان عنوان الحوار، ومهما كانت نتائجه، ولو كانت متواضعة، فهو أفضل السبل المتاحة أمامنا كلبنانيين.

حسنا، هذا محليا، فلندخل قليلا إلى المنطقة ولكن من مدخل لبناني، هنا يوجد نقطة حساسة مفصلية، يعني أتمنى أن نقف عندها قليلا. يعني منذ عقود من الزمن، والآن بالمرحلة التي عايشناها وواكبناها، إلى اليوم، يوجد خلاف، يوجد منطقان في لبنان، وأنتم تسمعونهم في الاحتفالات والمناسبات:

يوجد منطق يقول: نحن نريد لبنان بمعزل عن المنطقة، بمعزل عن أحداث المنطقة، النأي بالنفس عما يجري في كل المنطقة، عدم التدخل في شؤون المنطقة. هذا منطق، طبعا كلام جميل، وبمعزل عن أن من يقول هذا الكلام هل هو ملتزم به أم لا، ونحن نتكلم نظريا، نظريا يوجد منطق يقول لك عدم التدخل لا سياسيا ولا إعلاميا ولا عسكريا، النأي بالنفس، لبنان لا يتحمل، وظروف لبنان معقدة وصعبة، وتعقيداته لا أدري كيف هي، فيجب أن يكون لبنان بمنأى ويجب أن لا نزج بلبنان بأي محور من المحاور، وهذا منطق آخر، وأعود لأقول إنه عمليا هو أو أصحاب هذا المنطق، هو يعني من يقول هذا المنطق، كائنا من كان، لأن كثيرين في البلد هم جزء من محور أو ليسوا كذلك، هم يتدخلون في شؤون المنطقة أو لا يتدخلون، هذا بحث آخر.

المنطق الآخر نظريا يقول: لا يمكن، يعني هذا المنطق الذي تتفضلون به جميل، كلام جميل ولكن (لا تواخذوني) هذا إنشاء عربي لأنه جميل وأدبي، لكن هذا غير واقعي. الواقع لا يقول هذا، الأرض، الميدان، التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا والأمن والسلام والعيش وكله، تماما مثل مسائل الطبيعة، في أثناء قدوم العاصفة وهي تحمل الثلوج لا يمكنك أن تقول لها نحن اللبنانيين نقف ونقول لها على مهلك نحن بمنأى عن العواصف وبمنأى عن الثلوج وبمنأى عن الأمطار، لنا ثلوجنا ولنا أمطارنا ولنا مناخنا ونحن قطعة من الجنة وليس لنا دخل بأحد. حسنا هذا أين يصرف، يعني هذا الشيء واقعي وصحيح ؟

دائما كان لبنان ـ شاء اللبنانيون أم أبوا ـ يتأثر بما يجري في المنطقة، قيام دولة إسرائيل واغتصاب فلسطين تركا آثارا عظيمة على لبنان وعلى المنطقة، وكل ما حصل في المنطقة ينعكس على لبنان. لا يستطيع أحد أن يقول: ابتعد، نحن لا نستطيع ولا نريد أن نتأثر بانعكاساتك، لا يستطيع، يعني هنا نريد ان نتكلم وهنا يحضر العقل والجنون، أن ما هي الحقيقة ؟ وما هو الواقع؟ هذا هو الواقع.

بالعكس، اليوم المنطقة، اليوم لبنان متأثر بما يجري في المنطقة أكثر من أي وقت مضى، اليوم مصير لبنان لا يصنع في لبنان فقط، الآن مصير لبنان وسورية والعراق، الأردن ومصر وليبيا والسعودية والبحرين واليمن ووو... كله يصنع في المنطقة كمنطقة، لا يوجد الآن مصير يصنع في بلد لوحده، يوجد منطقة جبلت من جديد خضت "خلينا نحكي بالعامي، انخضت، تخربطت، صار عاليها سافلها، انعجنت وعم تنخبز من جديد". من يريد أن يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضرا في مصير المنطقة، ومن يغيب عن مصير المنطقة يقول للآخرين اصنعوا مصيرنا، نحن لا نستطيع أن نفعل شيئا، نحن لا نستطيع ذلك، اليوم مصير دول المنطقة يصنع في المنطقة، بل أكثر من ذلك، مصير العالم الآن يصنع في المنطقة.

الآن نصل إلى داعش وليبيا وإيطاليا وأوروبا، حسنا المنطقة الآن، على ضوء هذا المخاض، ستحدد كيانات، تبقى هذه الكيانات أو تذهب على ضوء هذا المخاض تبقى هذه الشعوب أو تذهب، ستبقى هذه الأمور هكذا أو سيصبح هناك ضم وفرز أو ذاهبون إلى دمار لسنوات أو لعقود من السنين، ما هو المستقبل، هذا كله يصنع في المنطقة، لدول وكيانات وشعوب المنطقة، والعالم كله يتأثر بذلك. لا يستطيع أحد أن يأتي ويقول أنا لبناني ونحن أبصر ماذا، هذا لا يصح. هنا ليس موضوع ترف فكري وترف سياسي. يوجد مصير شعبنا ومستقبل بلدنا، هناك كرامتنا ومستقبل أجيالنا في هذا الموضوع.

في السابق ـ على سبيل المزاح ـ كان يوجد لدينا مشكلة، انه عندما كنا نتناقش مع بعضنا كلبنانيين، نريد أن نقنع بعض اللبنانيين أنه يا أخي لبنان جزء من المنطقة العربية ومن بلاد الشام ومن الشرق الأوسط ومن الصراع العربي الإسرائلي ويقول لك كلا، نحن ـ لبنان ـ جزيرة في المحيط الهادي، نعيش على مهلنا ولا نتأثر بأي شيء، وليس "على بالنا شيء. الآن الموقف تطور سلبيا أكثر، أصبحنا نريد أن نقنع بعض اللبنانيين أن لبنان جزء من الكرة الأرضية وليس جزءا من المريخ، اليوم كل الكرة الأرضية تتأثر بما يجري في منطقتنا، كل الكرة الأرضية. هذا المنطق هو حقيقة كان دائما نقطة خلاف ويؤدي إلى خلافات، نحن نقارب الموضوع بهذه الذهنية، لأننا نعتبر أن هذا مصير، ما يجري في المنطقة مصير لبنان، مصير شعب لبنان. مستقبل لبنان، إرادة لبنان، وأمن لبنان، ولقمة خبز لبنان، واقتصاد لبنان لا يمكن عزله عن الأحداث والتطورات التي تحصل في المنطقة.

قبل أن أتكلم عن المنطقة، سأقارب المنطقة بالمجمل وليس بشكل تفصيلي.أريد فقط أن أعلق تعليقا صغيرا وأنا أرى أنه من المناسب أنه يجب أن أعلق عليه، هو أن من ينتقد مثلا موقفنا من البحرين ويعتبر أن هذا الموقف يسيء إلى علاقات لبنان مع دولة شقيقة وعزيزة اسمها البحرين، طبعا هي دولة عزيزة وشقيقة والبحرين مثلها مثل أي بلد عربي بالنسبة إلينا كبلد عربي.

أنا أقبل أن ينتقد موقفنا وله حق أن ينتقد موقفنا من يلتزم بهذه السياسة، وهي سياسة عدم التدخل، أما مثلا من يتدخل في بلد عربي آخر علاقته مع لبنان أهم وأخطر من علاقة البحرين مع لبنان والتي هي سوريا، أمننا، اقتصادنا، طريقنا، سماؤنا، بحرنا، مياهنا، وشعبنا، وعائلاتنا ما بين لبنان وسوريا. معروف منذ بداية الأحداث في سوريا وإلى الآن، هناك من تدخل وكان جزءا من المعركة على سوريا، وعلى حكومتها، وعلى نظامها، وعلى جيشها، وعلى خيار جزء كبير من شعبها، إعلاميا، وسياسيا، وأدخل السلاح، ودفع المال، وما زال. من يفعل هذا في سوريا لا يحق له أن ينتقد موقفنا من البحرين.

وما الذي فعلناه نحن في البحرين؟ أخذنا موقفا سياسيا. لم نقم بإرسال السلاح إلى البحرين ، ولم نحرض على العنف في البحرين، ولم ندع إلى إسقاط النظام في البحرين. بالعكس كنا دوما نساند دعاة الحركة السلمية وندعو إلى الحوار وإلى الإصلاح في البحرين، وإلى نبذ العنف وإلى عدم الانفعال بالعنف والقمع الخاص بالنظام.

هذا الموقف الخاص بنا الذي يجب أن تشكره حكومة البحرين العمياء الصماء، وأن يشكره كل حريص على بلد عربي. لأنه عندما تخرج أي جهة سياسية في أي بلد وتخاطب في بلد عربي آخر وتقول لهم:

مطالبكم محقة، استخدموا الوسائل السلمية، لا تذهبوا إلى العنف، اذهبوا إلى الحوار، اقبلوا بالتسوية.

هذا الموقف يجب أن يقدر، لكن لأنه يوجد في البحرين حكومة مرعوبة وتخاف من أي كلمة حق وتحسب كل صيحة عليها، فهي تتوتر وتبدأ بتهديدك، بماذا؟ بطرد اللبنانيين من البحرين. هذه وسيلة السلطات الضعيفة الوضيعة الهزيلة، تتصرف بهذه الطريقة، أي أنه يوجد لبنانيون أريد أن أطردهم من البحرين إذا استمر فلان بالكلام.

على كل حال، وإن كنا الآن في أيام شباط في الذكرى السنوية للانتفاضة السلمية المدنية الحضارية لشعب البحرين الذين نوجه إليهم أيضا في هذا اليوم تحية إكبار وإجلال وإعزاز على صبرهم وثباتهم ووعيهم وحكمتهم.

ولذلك من يوجه النصائح والمواعظ عليه أولا أن يلتزم بها، بعدها نستطيع أن نأتي ونتكلم مع بعضنا إذا كان المطلوب منا أن نلتزم بها أو لا، وإذا كان الذي نفعله صح أو خطأ.

أدخل إلى وضع المنطقة في كلمتين، وضع المنطقة الآن إلى جانب التهديد الإسرائيلي ـ نتكلم بالجديد ولا نريد أن نعيد القديم ـ برز بقوة وفي ساحات جديدة وميادين جديدة الخطر والتهديد الذي يمثله التيار التكفيري الذي أصبح عنوانه الأبرز "داعش".

تكلمنا في السابق أن هذا التهديد هو ليس تهديدا لبعض الحكومات بل هو لكل الحكومات، هو ليس تهديدا لبعض الأنظمة بل هو لكل الأنظمة، لكل الكيانات، لكل الشعوب، لكل الجيوش، هذا ليس تهديدا للأقليات الدينية أو المذهبية أو العرقية، هذا تهديد للكل.

بل وقلنا ذلك مبكرا، هذا تهديد للاسلام، الإسلام كـ "دين"، الاسلام كـ "رسالة".

من يومها إلى اليوم، كل الوقائع التي حصلت تؤكد هذا الفهم الذي تكلمنا به مبكرا كلنا سوية.

اليوم كل العالم قد سلم أنه نعم، هذا التيار التكفيري وعنوانه داعش بات يشكل تهديدا لأمن المنطقة ولأمن العالم، هل يوجد أي شخص في هذا العالم يناقش هذا الأمر؟

يوجد إسرائيل فقط التي لا تعتبره خطرا ولا تهديدا، رأيتم قبل عدة أيام وزير الحرب الاسرائيلي يعالون وقد جاء إلى الجولان ليتفقد الأوضاع هناك وقال إن داعش لا تشكل تهديدا، لا تشكل خطرا. النصرة؟ لا تشكل تهديدا ولا تشكل خطرا. ممتاز.

يوجد إسرائيل فقط الآن تعتبر أن داعش والنصرة لا تشكل خطرا ولكن دول العالم الآن ـ ولو بحسب الظاهر ـ تعتبر داعش، ونعود في ما بعد لموضوع النصرة، تشكل خطرا وتهديدا على أمن المنطقة وعلى أمن العالم.

ومن حق إسرائيل أن تعتبر أن داعش لا تشكل خطرا لأن كل الذي فعلته داعش حتى الآن وكل ما تفعله داعش يخدم مئة بالمئة مصالح إسرائيل، علمت داعش أم لم تعلم.

ما الذي يحصل؟ جبهات جديدة تفتح، أشكال جديدة من الوحشية والإجرام ـ جلبوها من هوليوود أو من مكان آخرـ الطريقة التي أحرق فيها الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة هي أمر مفجع، الطريقة التي ذبح بها العمال المصريون المستضعفون المظلومون وقد رأيناها على التلفزيونات هذا امر مخز ومرعب، ذبح الرهائن بهذا الشكل الذي يحصل ثم فتح جبهات جديدة ووضع أهداف جديدة...

ليس لداعش أي عمل في فلسطين وليس لديها أي عمل في بيت المقدس، لذلك يقول يعالون إنه لا توجد مشكلة. هدف داعش الحقيقي هو مكة والمدينة، أدعو الأخوة في المملكة العربية السعودية ليهدأوا قليلا. الهدف هو مكة والمدينة، واليوم أنا قد شاهدت في الأخبار، ولأكون دقيق لست متأكدا بأن يكون اليوم قد قام بتعيين ولاة جدد م أنهم يتكلمون عن تقرير قديم ـ لأحتاط ـ الذي سمعته أن أبا بكر البغدادي خليفة داعش عين أميرا لمكة وأميرا للمدينة.

الهدف مكة والهدف المدينة، وليس الهدف بيت المقدس، لماذا؟ لأن خليفة داعش "لا تظبط" خلافته بدون الحرمين الشريفين. هذه هي المعركة التي نحن ذاهبون إليها.

ماذا قال الذين ذبحوا العمال المصريين "الأقباط" في ليبيا؟ هدفهم روما! خياراتهم بعيدة كثيرا.

تظل مكة والمدينة أقرب نسبيا من روما، ويستطيعون أن يقولوا نذهب إلى مكة والمدينة، ومن هناك نأتي من الأردن ونذهب إلى فلسطين. يا أخي أنت ذاهب إلى روما! إلى روما؟

ما هي الحروب والجبهات؟ من يخدم هؤلاء؟ لمصلحة من يقاتل هؤلاء؟ وهنا ولأول مرة أجرؤ بقوة أن أقول: ابحثوا عن الموساد الإسرائيلي، فتشوا عن ال CIA، ابحثوا عن المخابرات البريطانية، لم نرد أن نتكلم سابقا عن نظرية المؤامرة ولكن الآن أقول ابحثوا.

كل شيء يخدم قوة إسرائيل وهيمنة إسرائيل على المنطقة، كل شيء يخدم قوة وهيمنة اميركا على المنطقة تفعله داعش، ويفعله التيار التكفيري.

بالإضافة إلى استفزاز أوروبا، تصوروا مثلا، إيطاليا منذ يومين، قالت وزيرة الدفاع الايطالية: نحن جاهزون لأن نقود ائتلافا دوليا لمواجهة الإرهاب في ليبيا.

هنا نفتح "بين هلالين لبناني" لماذا يا سيدة تريدين أن تقومي بهجوم دولي لمحاربة الإرهاب في ليبيا؟

تقول وزيرة الدفاع ـ إن شاء الله أن لا أكون مخطئا وتكون وزيرة دفاع عن جد، ولا تكون وزير دفاع ـ تقول: لأن الإرهاب ـ اسمعوا جيدا واتمنى بأن يسمع فريق 14 آذار جيدا ـ بات على بعد 350 كلم من الحدود الإيطالية. فقط 350 كلم.

والسيدة وإيطاليا الدولة الحضارية والإتحاد الأوروبي يفكرون كيف سيقومون بعمل عسكري في ليبيا لأن الإرهاب بات على بعد 350 كلم، و"نحن الارهاب وين؟ بالجرود فوق"! وبالقصير وبالقلمون وبالتلال وبالسيارات المفخخة. وبعدها تتكلم معي بالحق وبالواجب وبالصح وبالخطأ. الدنيا هكذا، كل الدنيا هكذا.

أمام هذا الواقع الذي في الحقيقة لا يوجد فيه تضخيم، هناك حقيقة اسمها أنه يوجد خطر جدي حقيقي.

كنا بسوريا، بتنا بسوريا والعراق، الآن ليبيا، أيضا في سيناء يقولون إن أنصار بيت المقدس قد بايعوا داعش وشيئا من هذا القبيل، وفي أماكن أخرى، اليوم في تونس يوجد استنفار طويل عريض، في اليمن القاعدة وجزء منها الذي بايع داعش وبايع خليفة داعش يتقدم ويحتل معسكرات في المحافظات الجنوبية في اليمن.

يوجد تهديد حقيقي ويوجد ذبح ويوجد قتل، يا أخي هذه ليست أفلام. هؤلاء يقومون بأفلام الواقع. الأكيد الأكيد أن هؤلاء الأناس قد قدموا من هوليوود بعقلهم وبروحيتهم وبوحشيتهم، هذه ثقافة هوليوود.

ما هي ثقافة هوليوود؟ هل يوجد شيء آخر عن الذبح والقتل؟ هل هذه منا؟ من الشرق، من الاسلام؟ من المسيحية؟ من الأنبياء؟ من الخلفاء من الصحابة من أهل البيت (ع)؟. أعوذ بالله.

واضح أين هو المنشأ.أين صنع هذا الذي نراه الآن على الشاشات أمام أعيننا.

أمام هذا الخطر الذي يتهدد الجميع، نحن ندعو شعوب وحكومات المنطقة إلى العمل سويا في مواجهة هذا التهديد الإرهابي التكفيري الخطير والكبير.

ومجددا نقول إننا جميعا قادرون على إلحاق الهزيمة به وبمن يقف وراءه سواء كان الذي يقف وراءه الموساد الإسرائيليون أم الأمريكان أم الإنكليز.

أيها الأخوة والأخوات: الاستراتيجيات المتبعة حتى الآن من التحالف الدولي ومن المجتمع الدولي هي استراتيجيات قاصرة، هذا إذا أحسنا الظن، وإذا أسأنا الظن نقول من قال هم يريدون أن يخلصوا من داعش. لنتكلم جديا، هذه أعود إليها ببند لوحدها. لذلك الأمة، شعوب الأمة، دول المنطقة، الحكومات، العلماء، الأحزاب السياسية، قوى المقاومة، الجيوش، كلها معنية بهذا التهديد الذي هو أخطر وأكبر من أي تهديد باستثناء التهديد الإسرائيلي.

لذلك أنا أريد أن أقول بندين ثلاثة بسرعة.

البند الأول: اعتبار أن المواجهة الفكرية والسياسية والإعلامية والميدانية مع هذا التيار التكفيري هي دفاع، اعتبارها دفاعا عن الإسلام، لم تعد دفاعا عن محور أو نظام أو دولة أو طائفة أو مذهب أو أقليات. هؤلاء يتهددون الجميع، ويتهددون الإسلام بالدرجة الأولى.

أي سلوك ـ أتمنى على الجميع وعلى كل من يسمع ـ أي سلوك يبادر إليه إنسان مسلم يدعي الإسلام إذا كان يتناقض مع الفطرة الإنسانية، لا يمكن أن يكون من الإسلام، محال أن يكون من الإسلام. الله تعالى يقول "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها" منذ بدأ الخلق لا تبديل لخلق الله".

من الأول للآخر يوجد فطرة إنسانية واحدة، "ذلك الدين القيم"، الدين القيم هو الدين المنسجم المتطابق مع هذه الفطرة الإنسانية. لا يمكن أن يكون عملا إسلاميا أو دينيا، العمل الذي تشمئز منه العقول والقلوب والأرواح والبشرية كلها مهما اختلفت أفكارها وآراؤها واتجاهاتها العقائدية والسياسية.

إذا، هذه المعركة هي دفاع عن الإسلام وأنا أقول لكم اليوم بكل إعتزاز وبكل افتخار: نحن الذين نشكل أو نعتبر أنفسنا جزءا من هذه المعركة في وجه التيار التكفيري نعتبر أنفسنا أننا ندافع عن إسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا ندافع عن الشيعة أو عن السنة أو عن هذه الطائفة أو تلك الطائفة.

والكل يعرف أنه عندما تصبح المعركة هي معركة دفاع عن دين الله وعن مقدسات الله سبحانه وتعالى حينئذ يكون عطاؤنا بلا حدود وصبرنا بلا حدود وتحملنا بلا حدود، وإستعدادنا للذهاب إلى النهاية بلا حدود، كما فعل إمامنا وسيدنا أبو عبد الله الحسين في كربلاء.

ثانيا: وطبعا أنا أقول نحن نفعل ذلك ولكن أنا أدعو الجميع، كل المسلمين مدعوون إلى أن يدافعوا عن دينهم، العلماء، المراجع، الإعلام، الكتاب، ليس شرطا بالسلاح، يا أخي أقبح تشويه في تاريخ البشرية لدين إلهي هو الذي تفعله داعش الآن، لا يوجد هكذا شيء في التاريخ.

ثانيا: يجب أن يقول العالم، وإذا لم يقول العالم، دول المنطقة في الحد الأدنى والذين يشعرون بهذا التهديد وبهذا الخطر، يجب أن يقولوا لبعض الدول الإقليمية التي ما زالت تدعم داعش، بالسلاح والمال والتسهيلات وحتى بالإعلام، في الظاهر ترى هذه الفضائية لا تدعم داعش، لكن إذا استمعت جيدا (تجدها) تدعم داعش، الآن ليس وقت أن أشرح هذا الموضوع. يجب أن يقال لهؤلاء: اللعبة إنتهت، المنطقة، شعوب المنطقة، حكومات المنطقة لن تعود قادرة على احتمال هذا المستوى من الإجرام والوحشية الذي يتم باسم الإسلام وعلى حساب كل شعوب المنطقة.

ثالثا: وهذه نقطة مهمة جدا، سأتكلم فيها بصراحة وبالأسماء، يجب أن لا نخدع أنفسنا وأن لا نسمح لأحد أن يخدعنا بالتفريق بين داعش وجبهة النصرة، وطالما تكلمنا في السابق، لا أريد أن أعيد، هم جوهر واحد، حقيقة واحدة، فكر واحد، ثقافة واحدة، روح واحدة، أهداف واحدة، سلوك واحد، وأنا أتمنى أن يبرز أحد من اللبنانيين أو من العرب ليشرح لنا الفرق بين جبهة النصرة وداعش، وكيف تكون داعش إرهابية وتكون جبهة النصرة ثوار. يعني هذا نتمنى أن أجد أحدا خصوصا في لبنان، يشرح لنا هذا الموضوع، على التلفاز أو عندما يجلس هو وأخواننا.

لا ننخدع بهذا الموضوع، هذا تيار واحد، خلافهم كان خلافا تنظيميا على الزعامة، ولكن المحصلة هي محصلة واحدة. ولذلك اليوم نعم، يوجد دعوات أنه يجب مواجهة التيارات التكفيرية بدون تمييز، هذا صحيح، هذا الموقف هو السليم. الأردن، الحكومة الأردنية لا تستطيع أن تقاتل داعش في العراق وتدعم جبهة النصرة في سوريا، بعض الدول الخليجية لا تستطيع أن تشارك في التحالف الدولي لقتال داعش في العراق، وتقدم المال والسلاح والإمكانات والتسهيلات لجبهة النصرة، يعني أخ وأخت داعش التي هي جبهة النصرة، كيف، بأي منطق؟ يجب أن نأخذ هذا التيار بكله وكلكله الذي يشكل فعلا هذا التهديد.

رابعا: أن تعمل الحكومات في المنطقة والدول في المنطقة على تجميد ومعالجة الصراعات القائمة، كم يمكننا أن نساعد، يجب أن يبادر أحد، الآن يمكن أن تقول سيدنا أنت تنظر زيادة عن اللزوم، لكن في النهاية، هذه مرحلة يجب أن نتكلم فيها بمسؤولية، الآن ماذا "يطلع بإيدنا بإيد غيرنا"، لا أعرف. اليوم يوجد أولويتان يجب أن تكونا: أولوية مواجهة المشروع الصهيوني "المكمل" في فلسطين بهدم البيوت وبالمستوطنات وإلخ.. وتهديد غزة وتهديد المنطقة، والمشروع التكفيري الذي يهدد الكل. حسنا، هذا معناه أنه يجب أن نعمل له أولوية، معناه يجب أن نكون واقعيين بالملفات الأخرى.

المطلوب من بعض الدول العربية، وبالخصوص الدول الخليجية، أن تقارب ملفات المنطقة قليلا بطريقة مختلفة، لأنه يا جماعة أنتم في دائرة تهديد، يعني أن لا تأخذكم العزة بالإثم والإنفعال والغضب والحقد، دعوا هذا يهدأ قليلا واجلسوا وتأملوا. بالنهاية اليوم في العراق مثلا، عندما قام الشعب العراقي والقوات العراقية والحشد الشعبي والقوات الكردية والعشائر الشيعية والسنية وقاتلوا داعش وأوقفوا داعش، هم منعوا داعش من أن تصل إلى الكويت، ومنعوا داعش من أن تصل إلى السعودية، وإلا عينها ليس فقط على بغداد، كما تكلمنا قبل قليل، عينها على مكة والمدينة، لذلك تعالوا وقاربوا موضوع العراق بطريقة مختلفة. اليوم في العراق يوجد عملية سياسية، عاد الشيعة والسنة والأكراد والتقوا بشكل أو بآخر، أحيانا يحصل بعض الخلل، أحيانا تحصل بعض الجرائم، بدل النفخ في الفتنة الطائفية والمذهبية في العراق من خلال فضائياتكم، تعالوا ساعدوا ليبقى العراقيون مجموعين وموحدين، حتى يستطيعوا منع داعش من التمدد مجددا حتى يستطيعوا مواجهة داعش ويقضوا عليها، وهم يدافعون عنكم، عن عروشكم وعن نفطكم.

في العراق قوموا بمقاربة مختلفة قليلا واخرجوا من حقد شيعي وسني وطائفي وما طائفي.

باليمن أيضا اجلسوا، أنتم فشلتم في اليمن، اذهبوا وأبحثوا عن أسباب فشلكم بعدما دفعتم مليارات الدولارات، لأنه لا يبنى نفوذ على الفساد المالي وعلى شراء الذمم وعلى وعلى وعلى وعلى.

لكن مع ذلك أجروا مقاربة مختلفة لليمن، اليوم في اليمن هناك ثورة شعبية حقيقية لا يمكنكم تجاهلها، وهذه الثورة هي التي تقف حقيقة في وجه القاعدة وفي وجه داعش التي تتهددكم جميعا، وهذه الوثائق كلها تتحدث أن مشروع القاعدة الأصلي كان السيطرة على اليمن والسيطرة على سورية والانطلاق من اليمن وسورية إلى مكة والمدينة.لا تريدون أن تقرأوا يا جماعة الخليج، يا حكام الخليج، ليس لديكم من يقرأ لكم، أقرأوا قليلا.

مقاربة اليمن ليست في دفع اليمن إلى الانفجار الداخلي ولا في تحريض اليمنيين على بعضهم البعض ولا في الاستنجاد بمجلس الأمن الدولي على الشعب اليمني أو على جزء كبير من الشعب اليمني وإنما مقاربة هادئة سلسة، وأنصار الله وقيادة أنصار الله لهم من الشجاعة والحكمة والوعي والمسؤولية الوطنية ما يمكنهم من التفاهم والتحاور، ويتم استيعاب هذا الوضع كله. وإلا فالانفعال والغضب سيأخذ باليمن إلى ما لا تحمد عقباه والذي سيدفع الثمن هو دول الخليج لأنها ستحول اليمن في جوارها إلى بركان وستعطي مساحة واسعة للقاعدة ولداعش.

في البحرين اذهبوا وتحدثوا مع هؤلاء الجماعة، آل خليفة، ليهدأوا قليلا ويتعقلوا قليلا ويوقفوا القمع ويفتحوا باب الحوار ويخرجوا المعتقلين. الناس تريد تسوية بالبحرين، تريد إصلاحا بالبحرين. طبعا ربما بعض الإخوة في البحرين لا يقبلون بهذا الكلام لكن عموما...

تعالوا في سورية، انتهت اللعبة في سورية، استمرار القتال في سورية كأن أحدهم "يدق رأسه بالجبل بس هيك عناد" أنه والله نحن قلنا كلمة ويجب أن تنفذ كلمتنا ولو دمرت سورية، ويزداد عدد القتلى والجرحى في سورية.

هناك واقع في سورية، أنظروا إليه بعين الواقع، يفتح باب الحل السياسي، يسمح للمعارضة ـ غير التكفيرية الممنوعة من الدخول في تسوية ـ يسمح لها بأن تدخل في تسوية. النظام جاهز للدخول في تسوية. لنر إذا كان هناك إمكانية أن يجلس الناس ويهدأوا قليلا، وتعالج شؤون المنطقة. نعم نستطيع أن نقوم بنوع من الوضع الذي يساعد الكل على مواجهة الخطر الذي يتهدد الكل.

وحتى في لبنان، إرفعوا الفيتو بالموضوع الرئاسي، أنتم ـ بعض دول الخليج المعروفين من هم ـ ارفعوا الفيتو واسمحوا للبنانيين بالجلوس والتفاوض فيتفاهموا لإبرام تسوية على قضية الرئاسة وكل التركيبة بالبلد، ما المشكلة (في ذلك)؟

يعني بتعبير آخر بهذا البند "اعملوا معروف دعوا الناس تعيد أولوية وتتصرف على أساسها".

خامسا: أن لا تنتظر شعوب المنطقة وحكومات المنطقة استراتيجية دولية ولا تنتظر استراتيجية حلف أطلسي ولا استراتيجية أمريكية ولا شيء.

يجب أن نبادر كما بادرنا بالفعل في سورية، في لبنان، في العراق، في أماكن أخرى، كما تحصل مبادرات في أكثر من بلد عربي، يجب أن نبادر لمواجهة هذا التيار وعدم السماح له بالتمدد وبالاستقواء وبالتثبيت وبالتمكين وما شاكل.

ننتظر من أمريكا، أول الكلام أن أمريكا تود أنهاء داعش هذا فيه نقاش، من قال إن أمريكا تود أن تنتهي من داعش؟ انظروا للوضع الحالي، كيف أن أمريكا مستفيدة، تنهب النفط تحت عنوان أن أمريكا تحمي دول المنطقة، (تأمر الأنظمة) خفضوا لي سعر النفط، فخفضوا سعر النفط، أطلقوا النار على أنفسهم وعلى كل أحبائهم وأصدقائهم وأخصامهم.

تنهب المنطقة بالنفط وتنهب أموال المنطقة، مئات مليارات الدولارات تحت عنوان العبء الحربي لقوات التحالف الدولية. فقط من خلال داعش أمريكا تنهب النفط وتنهب الدولارات وأمريكا تستنزفنا وجيوشنا وشعوبنا ودولنا وأعصابنا.

أمريكا تؤسس من خلال داعش لأحقاد وعداوات ليس معلوما إن كانت تنتهي بعقود من الزمن، تدمر المنطقة كلها لمصلحة همينتها ولمصلحة قوة إسرائيل وثبات إسرائيل وحماية إسرائيل.

على ماذا تستعجل أمريكا؟ وفي أحسن الأحوال إذا تبين مع الأمريكيين أنهم يريدون إنهاء الموضوع، فعلى مهلهم، للانتخابات الرئاسية الأمريكية، لماذا الآن؟ يأتون قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يقومون ببعض الأمور، يضربون داعش كي يفوز الحزب الديمقراطي. إذا نحن ـ العراقيين والسوريين واللبنانيين ـ الذين تقف داعش على حدودهم بالقلمون وفي جرود عرسال، والمصريين والليبيين والتونسيين واليمنيين وكل شعوب المنطقة يجب أن يبقى سكين داعش على رقابنا من الآن وحتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لنرى الأمريكيين إذا كانوا يودون القيام بشيء.

أيها الإخوة والأخوات: من يراهن على الأمريكيين يراهن على سراب، يا أخي تراهن أنت على من ينهبك ومن يتآمر عليك ومن صنع لك هؤلاء وأرسلهم إليك؟

لا يجوز أن ننتظر لا الأمريكيين ولا المجتمع الدولي كما فعلت المقاومة، مقاومة الإمام موسى الصدر ومقاومة اللبنانيين، المقاومة اللبنانية والمقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية، مقاومة السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، كما صنعت المقاومة في لبنان والمقاومة في غزة والمقاومة في فلسطين، لم تنتظر لا استراتيجية عربية موحدة ولا استراتيجية دولية موحدة، وانتصرت.

لننتظر الأميريكيين؟ لن ننتظر الأمريكيين ولن ننتظر الحلف ألاطلسي. في العراق لم ينتظروا، في العراق المرجعية الدينية وعلماء الدين والحكومة والجيش وقوى الأمن وحشد شعبي شيعة، وسنة، وأكراد وعشائر حملوا السلاح ونزلوا وقاتلوا، وحتى الآن الأمريكيون لا يعطونهم السلاح المدفوع ثمنه، ولا يوجد أموال. السلاح والذخيرة كله يأتي من إيران ومن هنا ومن هنا ومن هنا.

لم ينتظروا أحدا، هزموا داعش في محافظة ديالى، وهزموها في أغلب محافظة صلاح الدين، وهزموها في جرف الصخر ويهزمونها الآن في الأنبار، وسيهزمونها في الموصل. لم لا؟

في سورية أيضا حصل هذا الأمر ويحصل في كل يوم مع "داعش المنيحة وداعش المش منيحة" لأن الاثنين داعش، وفي القصير والقلمون وفي جرود عرسال.

إذا لا يجوز أن ننتظر أحدا، يجب أن نبادر، يجب أن نتحمل المسؤولية، ولذلك أقول ـ ستستغربون قليلا النتيجة ـ من خلال هذه النظرة لوضع المنطقة أقول لمن يدعونا للانسحاب من سورية: أدعوكم لنذهب سويا إلى سورية.

بل أدعوكم ـ نحن لم نتحدث عن العراق سابقا ولو الآن لدينا حضور متواضع في المرحلة الأولى المرحلة الحساسة في العراق ـ وأقول أيضا تعالوا لنذهب إلى العراق.

بل تعالوا ـ سيقولون السيد ذهب بعيدا ـ تعالوا لنذهب لأي مكان نواجه فيه هذا التهديد الذي يتهدد أمتنا ومنطقتنا لأننا هكذا ندافع عن لبنان وهكذا ندافع عن شعب لبنان وهكذا تتصرف القوى الكبرى في العالم والدول المحترمة في العالم والجيوش القوية في العالم.

لكن لن نأخذكم إلى أوكرانيا.

لذلك أنا أقول: على ضوء الوضع في المنطقة نعيد النظر، نعم تعالوا لنناقش منطقكم ومنطقنا، دليلنا ودليلكم، لا يخافن أحد من قصة أنه أذا انتهى الوضع في سورية إلى تسوية، ستعود الإدارة السورية والوصاية السورية، هذا بات من الماضي، وأنتم تعرفون كل ظروف هذا الماضي، أنتم ادرى منا فيه.لا داعي لنضع هذا النوع من المخاوف أمام أخطار حقيقية وجدية تتهدد الجميع.

أنا أدعو قبل أن يذوب الثلج على حدود السلسلة الشرقية إلى تنسيق بين الجيش اللبناني والجيش العربي السوري، وأنا أدعو الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية في ملف اللاجئين أو المهجرين وفي الملف الأمني.

اليوم الخطر أكبر بكثير من كل الحسابات الحزبية والمذهبية والطائفية ونحن أيضا ندعو إلى نظرة شاملة على هذا الصعيد.

نحن كتب علينا أن نقاتل دفاعا عن لبنان والأمة منذ عام 1982، منذ أن كنا شبابا صغارا، حتى لحانا لم تكن ظاهرة، ولكننا تحملنا هذه المسؤولية وتقدمنا وقضى منا شهداء وأكملنا الطريق من ال82 لل2000 ولل2006.

اليوم على طريق القادة الشهداء، عنوان ثباتنا وانتصارنا، قوافل شهدائنا تمضي وتصنع بدمائها النصر، وبقيت المقاومة وستبقى هي الرد، وسنبقى نحمل المسؤولية ونصنع الانتصارات بثباتنا وبدمائنا وباستلهام قادتنا السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد وأم ياسر وكل الشهداء حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته.