المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 شباط/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  22 و32 شباط/15

أوباما وثلاثة انقلابات/غسان شربل/23 شباط/15

السيسي يؤكد متانة العلاقات مع دول الخليج... والحاجة إلى قوة عربية موحدة/غسان شربل/23 شباط/15

«الدواعش» باقون حتى قيام الخريطة الجديدة/جورج سمعان/23 شباط/15

أحياناً... فضح الإرهاب الإيراني/عبدالعزيز السويد/23 شباط/15

الحريري لن يغادر إلا بعد إنعاش الحكومة لقاءاته مستمرة ويتوّجها مع سلام/خليل فليحان/32 شباط/15

لا معنى للحوارات إذا لم تنتهِ بالاتفاق على انتخاب رئيس وحلّ مشكلة السلاح/اميل خوري/23 شباط 2015

عون في "بيت الوسط" والضاحية معاً حوار "التيار" والقوات" وفاة غير مُعلنة وبهار وفولكلور/ايلي الحاج/23 شباط 2015

المرشح بين "الخطابين" كيف يوفّر التوافق؟ الحساسيات تتمدد نحو الاختزال الحكومي/روزانا بومنصف/23 شباط 2015

بحث عن مخرج يُوقف التعطيل دون تعديل الآلية التصويب على الحكومة يشتّت النظر عن استحقاق الرئاسة/سابين عويس/23 شباط/15

ورقة التّين... المارونيّة/بول ناصيف عكاري/23 شباط 2015

خلاص لبنان في يد مسلميه/انطوان شعبان/23 شباط 2015

مسيحيو لبنان: النأي بالنفس عن صراعات المسلمين/علي الامين/جنوبية/32 شباط/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار22 و32 شباط/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/2/2015

خطوات متسارعة في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين

أحمد الحريري يزرع شجرة أرز باسم الرئيس الشهيد في سيدني: نقاوم لبنان الساحة بلبنان الدولة

حزب الله يموّل مسلحين و يشرف على تنفيذ "مخططات ارهابية اميركية"

نتانياهو : ايران تفتح "جبهة ثالثة" على اسرائيل عبر حزب الله في الجولان

بري عن لقائه بالحريري: كان "ممتازاً" وتطرقنا الى الاستحقاق الرئاسي

الجيش يتصدى للمسلحين "بمدافع ثقيلة" في جرود بعلبك

آلية عمل الحكومة "مؤقتة" وسلام يسعى لإعادة "اطلاق عجلتها"

حرب: التمديد لقهوجي واقع "لا محالة"

كيروز: الحوار مع التيار الوطني يهدف لمحو تراكمات الماضي والتوافق على عناوين مسيحية ولبنانية

زهرا: الحوار لا يعني الانقلاب على التحالفات والقناعات

المشنوق التقى نائبة الرئيس الايراني: مشكلة المياه في المنطقة كبيرة وندرس الجوانب البيئية للسدود

القادري: نلمس كل يوم أهمية انتخاب رئيس

مجدلاني: استقالة الحكومة تفرغ لبنان من مؤسساته الدستورية

كنعان: الهدف الاساسي من الحوار إحداث خرق في جدار الأزمة

نضال طعمة: حوار القيادات رغم اهميته لا يجد الأثر المطلوب في الشارع

باسيل من المكسيك: نحن في لبنان من يحارب الارهاب ومن دون لبنان سيحتل الارهاب كل العالم

قاووق: فريقنا حسم مرشحه الرئاسي والكرة في ملعب الفريق الآخر

قاسم هاشم: تعطيل عمل الحكومة ينعكس سلبا على شؤون اللبنانيين

جابر: بري راعي الحوار بين حزب الله والمستقبل والمؤسس له

فنيش: الوضع لم يعد يسمح بالتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بعدم مسؤولية

حمدان: لتحصين الوضع الداخلي للتخفيف من خطر التكفيريين

سليمان من الشارقة: ما تنامي نزعة الارهاب إلا انعكاس سيىء لدفق المعلومات والاعلام

سليمان: لا نهدف الى تشكيل جبهة أو حشد

ريفي عرض مع وفد المجلس المدني لطرابلس شؤونا إنمائية

الراعي: لانتخاب رئيس اليوم قبل الغد والسعي لدى الدول المعنية والصديقة لتسهيله

يونان في مئوية مجازر سيفو: من حق المسيحيين العيش بروح المواطنة بعد تفاعلهم بلا مركب نقص مع الأغلبية الدينية

خليل ترأس قداسه الأول في البلمند: السلامة العامة تتطلب تكثيف الامن من حين الى آخر

بو جوده في قداس شاركت فيه الرابطة المارونية: لنتجرد من أنانيتنا من أجل إعادة بناء لبنان

دريان من السعودية: دور المملكة في لبنان داعم ومساعد

الجوزو: إيران وراء ما تمر به المنطقة من إرباك وفوضى

لحام دعا المسيحيين في ذكرى الاب المكرم ابو مراد الى التمسك بالجذور والارض ليبقى المسيح والانجيل

شيخ الازهر يدعو الى مراجعة الانظمة التعليمية لمواجهة الارهاب

عملية عسكرية تركية داخل سوريا لاجلاء حراس ضريح سليمان شاه

السيسي ينبه من الفتنة بين مصر والخليج

هادي يطالب بنقل الحوار من صنعاء

من هو سليمان شاه الذي قامت تركيا بعملية لنقل رفاته من سوريا؟

شقيق روحاني انضم إليها وكيري لوح بوقفها ومحادثات أميركية – إيرانية في جنيف

خلفان يدعو لإعادة إيران إلى المذهب السني

تانياهو: إيران تفتح «جبهة ثالثة» ضد إسرائيل في الجولان

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى06/من22حتى24/«سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن   

*رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى13/تَعَزَّيْنَا في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا بكم وتقوينا بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم

*بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/22 شباط/15

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/22 شباط/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الياس بجاني/شرح لهوتي لمعجزة شفاء الأبرص

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/2/2015

*نتانياهو: ايران تفتح "جبهة ثالثة" على اسرائيل عبر حزب الله في الجولان

*حزب الله يموّل مسلحين و يشرف على تنفيذ "مخططات ارهابية اميركية"

*الجيش يتصدى للمسلحين "بمدافع ثقيلة" في جرود بعلبك

*آلية عمل الحكومة "مؤقتة" وسلام يسعى لإعادة "اطلاق عجلتها"

*حرب: التمديد لقهوجي واقع "لا محالة"

*زهرا: الحوار لا يعني الانقلاب على التحالفات والقناعات

*بري عن لقائه بالحريري: كان "ممتازاً" وتطرقنا الى الاستحقاق الرئاسي

*كيروز: الحوار مع التيار الوطني يهدف لمحو تراكمات الماضي والتوافق على عناوين مسيحية ولبنانية

*الراعي: لانتخاب رئيس اليوم قبل الغد والسعي لدى الدول المعنية والصديقة لتسهيله

*النائب ياسين جابر: بري راعي الحوار بين حزب الله والمستقبل والمؤسس له

*قاسم هاشم: تعطيل عمل الحكومة ينعكس سلبا على شؤون اللبنانيين

*قاووق: فريقنا حسم مرشحه الرئاسي والكرة في ملعب الفريق الآخر

*فنيش: الوضع لم يعد يسمح بالتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بعدم مسؤولية

*الجوزو: إيران وراء ما تمر به المنطقة من إرباك وفوضى

*كنعان: الهدف الاساسي من الحوار إحداث خرق في جدار الأزمة

*وزير البيئة محمد المشنوق التقى نائبة الرئيس الايراني: مشكلة المياه في المنطقة كبيرة وندرس الجوانب البيئية للسدود

*سليمان من الشارقة: ما تنامي نزعة الارهاب إلا انعكاس سيىء لدفق المعلومات والاعلام

*خطوات متسارعة في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين/الوسيط القطري زار جرود عرسال واللواء إبراهيم في تركيا

*من هو سليمان شاه الذي قامت تركيا بعملية لنقل رفاته من سوريا؟

*شيخ الازهر يدعو الى مراجعة الانظمة التعليمية لمواجهة الارهاب

*شقيق روحاني انضم إليها وكيري لوح بوقفها ومحادثات أميركية – إيرانية في جنيف

*خلفان يدعو لإعادة إيران إلى المذهب السني

*الراعي لن يُبادر الآن لجَمع عون وجعجع

*أوباما وثلاثة انقلابات/غسان شربل/الحياة

*السيسي يؤكد متانة العلاقات مع دول الخليج... والحاجة إلى قوة عربية موحدة/غسان شربل/الحياة

*«الدواعش» باقون حتى قيام الخريطة الجديدة/جورج سمعان/الحياة

*تانياهو: إيران تفتح «جبهة ثالثة» ضد إسرائيل في الجولان

*أحياناً... فضح الإرهاب الإيراني/عبدالعزيز السويد/الحياة

*الحريري لن يغادر إلا بعد إنعاش الحكومة لقاءاته مستمرة ويتوّجها مع سلام/خليل فليحان/النهار

*لا معنى للحوارات إذا لم تنتهِ بالاتفاق على انتخاب رئيس وحلّ مشكلة السلاح/اميل خوري/النهار

*عون في "بيت الوسط" والضاحية معاً حوار "التيار" والقوات" وفاة غير مُعلنة وبهار وفولكلور/ايلي الحاج/النهار

*المرشح بين "الخطابين" كيف يوفّر التوافق؟ الحساسيات تتمدد نحو الاختزال الحكومي/روزانا بومنصف/النهار

*بحث عن مخرج يُوقف التعطيل دون تعديل الآلية التصويب على الحكومة يشتّت النظر عن استحقاق الرئاسة/سابين عويس/النهار

*ورقة التّين... المارونيّة/بول ناصيف عكاري/النهار

*خلاص لبنان في يد مسلميه/انطوان شعبان/النهار

*مسيحيو لبنان: النأي بالنفس عن صراعات المسلمين/علي الامين/جنوبية

 

تفاصيل أخبار النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى06/من22حتى24/«سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن    

قالَ الربُّ يَسوعُ: «سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا.وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام!لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال.

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي03/من06حتى13/تَعَزَّيْنَا في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا بكم وتقوينا بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم

يا إخوَتِي، لَقَدْ عَادَ طِيمُوتَاوُسُ مِنْ عِنْدِكُم إِلَيْنَا، وبَشَّرَنَا بإِيْمِانِكُم ومَحَبَّتِكُم، وبِأَنَّكُم تَذكُرُونَنَا عَلى الدَّوَامِ ذِكْرًا طيِّبًا، وَأَنَّكُم مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِنَا كَما أَنَّنَا نَحْنُ مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِكُم. لِذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم. وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَّبّ. فَأَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطيعُ أَنْ نُؤَدِّيَ إِلى اللهِ مِنْ أَجلِكُم، عَنْ كُلِّ الفَرَحِ الَّذي نَفْرَحُهُ بِكُم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا؟ ونَحنُ نَطلُبُ إِلَيهِ بإِلْحَاحٍ لَيْلَ نَهَار، أَنْ نَرَى وَجْهَكُم، ونُكَمِّلَ مَا نَقَصَ مِنْ إِيْمَانِكُم. عَسَى أَنْ يُقَوِّمَ طَرِيقَنَا إِلَيكُمُ اللهُ أَبُونَا نَفْسُهُ، ورَبُّنَا يَسُوع! وَلْيَجْعَلْكُمُ ٱلرَّبُّ تَزِيدُونَ وتَفِيْضُونَ مَحَبَّةً بَعضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلجَمِيع، كَما نَحْنُ نُحِبُّكُم! وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلهِنَا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه!"

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص

لدخول صفحة التأملات على موقعنا الألكتروني/اضغط هنا

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/22 شباط/15

 بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني تأملات إيمانية في عجيبة شفاء الأبرص/22 شباط/15
نشرة الاخبار باللغة العربية

نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

الياس بجاني/شرح لهوتي لمعجزة شفاء الأبرص

يحدثنا إنجيل القديس لوقا في الفصل الأول (من 35 حتى45) عن رجل أبرص شفاه يسوع، يقول: وكان في إحدى المدن، فإذا رجل مملوء برصاً، فلما رأى يسوع خرّ على وجهه وطلب إليه قائلاً: ”يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني“. فمدّ يده ولمسه قائلاً: ”أريد فاطهر“. وللوقت ذهب عنه البرص. فأوصاه أن لا يقول لأحد بل يمضي ويري نفسه للكاهن ويقدم عن تطهيره كما أمر موسى شهادة للآخرين. لفهم معاني العجيبة وخلفياتها الإيمانية لا بد من ادراك تاريخية الحدث والمعايير التي كانت سائدة في ذلك الزمن في البيئة التي عايش في كنفها السيد المسيح وهي التالية:

أولاً: تعريف مرض البرص طبقاً لمعايير ذلك الزمن.كان يعتبر البرص مرضاً خطيراً، إذا أُصيب به إنسان يُحكم عليه بالعزلة بعيداً عن الناس، وهذا ما يُشار إليه اليوم ”بالحجْر الصحي“، وإذا اقترب أحد من الأبرص سهواً كان عليه أن يصيح محذراً ”أبرص أبرص“ لكي يجنّب الغير من الإصابة بالعدوى. والأبرص الذي أمامنا كان مملوءاً برصاً بمعنى أن المرض كان منتشراً في كل جسمه.

ثانياً: بسبب خطورة المرض وانتشاره في تلك الأيام القديمة خصّص الوحي في شريعة موسى تشريعاً خاصاً في كيفية التعامل مع الأبرص في حال اكتشاف المرض في أحدهم وكان الكاهن هو من يقرر هذا الأمر ويقوم باجراءات العزل واعتباره شرعاً المصاب ميتاً. وفي حال شفاء المصاب عليه واجب تقديم نفسه إلى كاهن رعيته الذي عليه تقع مسئولية التحقق من ذلك وإعلان شفاء المصاب من مرضه. والشريعة في زمن العهد القديم، كانت تعتبر البرص نجاسة تُعفي صاحبها من القيام بواجبات العبادة كباقي أفراد المجتمع، فالنجاسة تفسد العبادة.

ثالثاً: يرى مفسرو الكتاب المقدس تشابهاً كبيراً بين البرص والخطيئة كلاهما وبأء وراثي

فالخطية طبيعة موروثة من آدم انتقلت إلى نسله على مرّ الأجيال، ولم يُستثنَ منها أحد. والبرص كذلك مرض معدٍ ينتشر بسهولة من المصاب إلى كل من يتعامل معه أو يلمسه عن قرب، سواء بالزواج أو التعايش معاً أو الاحتكاك العادي من خلال الطعام أو اللباس أو حتى عن طريق الهواء.

- كان البرص في عهد الشريعة الموسوية نجاسة ضد الطهارة أما في المسيحية فالنجاسة هي الخطية. الخطية نجسة تعيب الإنسان وتعيق استجابة الصلاة.

- التشابه الثالث بين الخطية والبرص هو استحالة الشفاء بالطرق التقليدية فالبرص لا شفاء له إلا إذا حصلت معجزة ربانية. وكذلك الخطيئة لا شفاء لها مسيحياً إلا بالتوبة المخلصة والرجوع إلى الله، عندها تُغفر الخطيئة على حساب دم المسيح الذي سال على الصليب فداء للبشرية.

- البرص والخطية يسببان العزلة فالأبرص يُحكم عليه قديماً بالعزلة عن مجتمعات الناس. فهو محجورٌ عليه لا يقترب منه أحد ولا يلامسه. والخطيئة كذلك تبني جداراً بين الله والإنسان. يقول الوحي في سفر إشعياء(تسعة وخمسون/اثنين): ”آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع“.

وهذه الحقيقة يؤكدها مشهد عرفناه عندما أخطأ آدم وخالف وصية الله فطُرد من الجنة وهناك حصلت العزلة بين الله والإنسان. لهذا جاء المسيح ليصالح الاثنين معاً - الله والإنسان - فصار هو الفدية والذبح العظيم.

كثيرون من المتعبدين لم تصلهم هذه المعلومة، وكثيرون منهم يمارسون العبادة ومعها يستمرون في ممارسة الكذب، والنفاق، والشتائم، والسرقة، والمكر، والبغضاء، والتعصّب... فكل واحدة من هذه تبني جداراً بين الله ومرتكبها.

- البرص والخطيئة كلاهما موت شرعي أو موت حيّ فالأبرص ميّت وهو حيّ. يُقال أن الأبرص كان يُلبس أكفان الموتى، وتتلى عليه صلاة الموتى قبل أن يُبعد أو يُحجر عليه بعيداً ليعيش في عزلته. والخاطي كذلك، هو حيّ بجسده لكنه ميّت روحياً وعلاقته بالله علاقة مقطوعة.

جاء أحدهم إلى المسيح وقال له يا سيّد أريد أن أتبعك لكن اذن لي أولاً أن أدفن أبي. فقال له: دع الموتى يدفنون موتاهم وتعال اتبعني، أي دع الموتى (الأحياء) يدفنون موتاهم.

ونعود للمشهد مع الأبرص: فهو عندما رأى يسوع عن بُعد خرّ على وجهه وقال: يا سيّد، إن أردت تقدر أن تطهرني. واضح من قوله هذا أنه كان يعرف يسوع ويعرف أن له سلطاناً على الأمراض ولو استعصت. فهو يشفي، لكنه لم يكن واثقاً من أن إرادة يسوع يمكن أن تشمله، وكأن يسوع مزاجيُّ الإرادة يمكن أن يريد أو أن لا يريد. المسيح ليس هكذا وهو القائل: ”تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيليّ الأحمال وأنا أريحكم“. وقال عنه الإنجيل: ”جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلّط عليهم إبليس“، وقال هو عن نفسه: ”من يُقبل إليّ لا أخرجه خارجاً“، بمعنى أنه لا يفشِّل أحداً يرجو مساعدته... فكان هذا الأبرص من أحقّ الناس للمساعدة في مأساته هذه!

والمسيح جاء لكل الناس لا لفرد دون آخر.

قال الأبرص: ”يا سيّد، إن أردت تقدر أن تطهّرني“. فردّ عليه يسوع بحنانه مستخدماً ذات الكلمة التي شكّك فيها الأبرص، فقال: ”أريد فاطهر“. وليس هذا فقط، بل زاد بأن مدّ يده ولمسه! ولعلّ هذه اللمسة بذاتها كانت بالنسبة لهذا المسكين هي معجزة... فهو منذ أن أصابه المرض عاش في عزلة عن الأهل والأحبة والأصدقاء، ولم يلمسه أحد طيلة أيام مرضه. فقد كان بحاجة للمسة حنان من قلب عطوف كقلب يسوع لتملأ فراغاً كان يفتقده. وأخال أن لمسة من يسوع لجسده أرعشته وأشعرته بأنه يوجد من يحبه، وبها عاد له الشعور بكرامته وكيانه.

لا شك أن كلمات يسوع للأبرص ”أريد فاطهر“ قد منحته الشفاء الأكيد من برصه، إذ يقول الإنجيل: ”وللوقت ذهب عنه برصه“. أما لمسة يد يسوع لجسده فمنحته شفاء آخر كان ضرورياً لم يغفل عنه يسوع، فيها شفى نفسيةً محطّمة بسبب العزلة والوحدة واليأس والحرمان والعواطف المسحوقة والمصير المحتوم.

في ذلك الزمن كان الأبرص يعيش خارج المناطق السكنية، إلى أن يتم الشفاء ويتم التأكد من ذلك. وبالتالي كان البرص يشكل نوعًا من الموت الديني والمدني، والشفاء منه كان بمثابة قيامة من الأموات.

يمكننا أن نرى في البرص رمزًا للخطيئة، التي هي عدم طهارة القلب الحقيقية، والتي تستطيع أن تبعدنا عن الله. فليس مرض البرص الجسدي، كما كانت تنص الشرائع القديمة، هو الذي يبعدنا عن الله، بل الخطيئة، الشر الروحي والأدبي. لهذا يهتف المرنم:

"طوبى للإنسان الذي غفرت معصيته وسترت خطيئته".(المزمورالثاني والثلاثين رقم واحد))

ثم يتوجه إلى الله: "لقد كشفت لك خطيئتي ولم أستر إثمي. قلت: سأعترف للرب بكل ذنوبي، وأنت أزلت إثمي وخطيئتي" (المزمور واحد وثلاثين/خمسة)

"أَبْتَهِجُ وَأَفْرَحُ بِرَحْمَتِكَ لأَنَّكَ نَظَرْتَ إِلَى مَذَلَّتِي وَعَرَفْتَ فِي الشَّدَائِدِ نَفْسِي" (المزمور واحد وثلاثين/سبعة)

إن الخطايا التي نرتكبها تبعدنا عن الله، وإذا لم نعترف بها بتواضع واثقين بالرحمة الإلهية، ستصل إلى إماتة النفس.

وبالتالي ترتدي هذه الأعجوبة طابعًا رمزيًا. فيسوع، كما تنبأ أشعيا، هو عبد الله الذي "حمل أوجاعنا، وآلامنا" (أشعيا04/53). في آلامه سيضحي مثل أبرص، تدنس بسبب خطايانا، مفصولاً عن الله: وسيقوم بكل هذا حبًا، لكي ينال لنا المصالحة، الغفران والخلاص. في سر التوبة، يطهرنا المسيح المصلوب والقائم، من خلال خدامه، برحمته اللامتناهية، ويعيد لنا الشركة مع الآب السماوي ومع الإخوة، ويقدم لنا هبة الحب، والفرح والسلام.

طلب المسيح من الأبرص بعد شفائه أن يذهب إلى الكاهن ويريه نفسه ليعلن هذا الأخير شفائه شرعاً ويعيد له حقوقه ويعيده إلى المجتمع الذي كان لفظه وعزله، كما أوصاه أن يقدم العشر كعربون وفاء وشكر للنعمة التي أعطيت له.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 22/2/2015

الأحد 22 شباط 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

حتى الساعة، لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الخميس، ما يعني أن الحكومة قد تمضي أسبوعها الثاني في إجازة، مع ترنح الوضع الحكومي عند عقدة آلية العمل، إلا إذا أثمرت الاتصالات الجارية على أكثر من خط، توافقا، فتنعقد الحكومة هذا الأسبوع، وبجدول عملها السابق، خصوصا أن الرئيس سلام الذي عاد عصرا إلى بيروت، سيستأنف مشاوراته غدا مع الكتل السياسية، للبحث في سبل الخروج من هذه العقدة، وإن كان مصرا على تغييرالآلية إلا أنه أكد انفتاحه على آليات أخرى تضمن قيام الحكومة بعملها.

وبعد اللقاء التشاوري الذي عقد في دارة الرئيس سليمان، والذي تمخض عنه التمسك بالآلية الحكومية، برز موقف البطريرك الراعي اليوم الذي دعا الحكومة إلى تصريف الأعمال، من دون ابتكار آليات تتنافى مع الدستور، وكأن الفراغ الرئاسي أمر عادي.

وإذا كانت تطورات الداخل مربوطة على إيقاع الخارج، فالأنظار إلى جنيف حيث يستأنف اليوم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف محادثاتهما حول الملف النووي الايراني.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

نعمة الطبيعة وبركة الحوار، استولدا راحة داخلية.

خرج اللبنانيون للاستمتاع في عطلة نهاية الأسبوع بمشهد أبيض كسا المرتفعات، فيما كانت تتزايد أعداد القادمين إلى لبنان، بدليل ما قاله المدير العام للطيران المدني في مطار بيروت إن شركات طيران عربية طلبت زيادة عدد رحلاتها إلى لبنان.

في السياسة، حرارة الحوار تنعكس بكل اتجاه، بانتظار بت الآلية الجديدة للعمل الحكومي.

مزايدات تؤخر البدء بالآلية، لكن الحاجة الوطنية تفرض الاستناد إلى الدستور لملء شغور رئاسي قائم حتى الساعة. من حيث المبدأ يفترض أن تنعقد جلسة لمجلس الوزراء في السادس والعشرين من الشهر الجاري، لكن وفق أي آلية؟ وهل يتراجع رئيس الحكومة عن طلب تغيير الآلية؟

تحضروا لاعتراضات من الشرق فأتتهم من الغرب. وأطلت كتلة وزارية معترضة على الآلية الجديدة لفرض نفسها أكثر مما هو، لتسيير شأن البلد. عندما يتفق المسيحيون على شخص رئيس الجمهورية الجديد، سيلتزم الجميع في لبنان بالوفاق المسيحي، لكن لا مصلحة لأحد الآن بتجميد عمل كل المؤسسات وشل البلاد.

في الأمن، أزمة بين المسلحين على الحدود الشرقية، بعد تصفية قيادي "داعشي" لحسابات إرهابية داخلية تتعلق بالنفوذ والمغانم.

جبهة القلمون التي تميزت بوفاق "داعشي" مع "النصرة" على مسافة السنوات الماضية، إهتزت اليوم، ولن تقف عند حدود دفن الخلاف مع القتيل البانياسي.

داخل سوريا، كانت تركيا تستولد أزمة جديدة نتيجة تدخل عسكري لنقل رفات سليمان شاه، جد الحاكم الأول للدولة العثمانية. فما الذي فرض نقل الضريح؟. هل الخوف من وصول القوات الكردية التي تتمدد بسرعة على حساب "الدواعش"، أم بسبب تقدم الجيش السوري تدريجيا إلى الحدود الشمالية؟.

تنظيم "داعش" الذي أطاح بالمقامات ونبش الأضرحة في سوريا والعراق، لم يقترب أبدا من ضريح سليمان شاه، إلى حد الحديث عن وجود اتفاق لحماية الضريح، ما يعني أن ثمة مستجدات فرضت على تركيا نقل الرفات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

إلى مسمار جحا، تتحول رفات الجد الأكبر لبني عثمان. والهدف طبعا العبث في البيت السوري. انقرة التي لازمت الصمت أمام قيام تنظيم "داعش" بتهديم مساجد وكنائس وضرائح ونبش قبور لشخصيات يجلها المسلمون، استنفرت جيشها تحت جنح الظلام لنقل الرفات مع 40 جنديا يحرسونها، من منطقة قاراكوزاك في ريف حلب. لكن الأغرب هو عدم نقل الرفات إلى داخل الاراضي التركية لدفنها، بل اختيار بلدة سورية قريبة من الحدود لتكون مكانا لسليمان شاه.

ما جرى يطرح الكثير من الشكوك والتساؤلات، لماذا بقيت المدرعات التركية داخل الأراضي السورية؟ لماذا احتلال قرية سورية واعتبارها منطقة عسكرية: هل هي سياسة القضم التدريجي للشمال السوري؟ وهل هي نقطة انطلاق لاقامة منطقة عازلة تبعد الجيش السوري والأتراك عن الحدود؟

سؤال آخر طرحته الخارجية السورية، لماذا حافظ "داعش" على الضريح الواقع تحت سيطرته، فبقاؤه يعد شركا بشرع التنظيم الارهابي الذي يتآكل في العراق والشمال السوري ويأكل نفسه في القلمون؟

ف"داعش" قامت بتصفية أميرها في القلمون المدعو أبو عائشة البانياسي، إثر خلافات بين قياداته، ما ينذر بمعركة داخلية في وقت يسعى لبسط نفوذه في المنطقة وانتزاع البيعة من باقي الفصائل لمصلحة البغدادي.

مع هذا الغليان على الحدود، أي استراتيجية لمكافحة الارهاب سيتبناها لبنان؟ هل سيجمع القوم على منهجية موحدة لمكافحة الارهاب تقيه أي محاولة للعدوان مع قرب ذوبان ثلوج القلمون؟، سؤال يحتاج لاجابة سريعة فالارهاب يتحين الفرصة للانقضاض.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لا تغيير لآلية عمل الحكومة. هذا على الأقل ما توحي به المواقف السياسية لعدد من الأطراف المشاركة في الحكومة، لاسيما المسيحية منها.

وبعد مواقف وزراء الرئيس سليمان و"المردة" و"الكتائب" ومستقلي "14 آذار"، توج البطريرك الراعي المواقف الرافضة، باعلانه في عظة الأحد ان على الحكومة تولي تصريف الأعمال فقط، لا ان تقوم بمهامها وكأن الشغور الرئاسي أمر طبيعي.

واللافت أن موقف البطريرك، يستبق عودة الرئيس تمام سلام الليلة. فماذا سيفعل رئيس الحكومة؟. وهل يستمر في محاولة تغيير آلية عمل الحكومة، فتبقى اجتماعات مجلس الوزراء معلقة، أم يقر بالواقع ويعود إلى مبدأ التوافق والاجماع الذي حكم عمل الحكومة منذ بداية الشغور الرئاسي؟.

في هذا الوقت، الشغور يتمدد إلى كل المؤسسات الواحدة بعد الأخرى. فبعد الفراغ في رئاسة الجمهورية، ولافاعلية مجلس النواب، وتعليق أعمال مجلس الوزراء، مشكلة جديدة تبرز: انتهاء ولاية لجنة الرقابة على المصارف في 11 آذار المقبل. فهل سيتم تعيين أعضاء جدد للجنة؟، واذا حصل هذا الأمر الصعب، فأمام من سيقسم الأعضاء الجدد اليمين في غياب رئيس للجمهورية؟.

تزامنا، لاتزال قضية المريضة لوريس خليل التي لم يستقبلها مستشفى "أوتيل ديو" تتفاعل. فالوزير وائل أبو فاعور أكد للـ "ام تي في" انه لن يتراجع عن فسخ العقد مع المستشفى المذكور، وان ادارة المستشفى ستتبلغ رسميا فسخ العقد غدا "واذا لم يعجبهم الأمر فليقاضوني"، فهل نحن أمام معركة جديدة بين وزارة الصحة والمستشفيات؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

العملية العسكرية البرية التركية داخل الأراضي السورية، لاخلاء خمسين عسكريا مكلفين حماية ضريح سليمان شاه، جد مؤسس السلطنة العثمانية، ونقل رفات شاه إلى مكان أكثر أمنا داخل الأراضي التركية، ليست العملية الأولى من نوعها، لكنها الأولى المعلنة لاعتبارات ترتبط بالكبرياء الطوراني والمعنويات الأردوغانية والمعنويات العثمانية.

الضريح الذي يضم رفات شاه، والموجود في الرقة منذ مئات السنين، أيام كان سلاطين بني عثمان يسيطرون على الشام والجزيرة ولبنان، انتقل على عجل إلى داخل تركيا بالرغم من انه تحت حماية "داعش" حليف الاتراك، وهذا يعني 3 أمور:

الأول ان الجيش السوري وحلفاءه يتقدمون في الرقة، ويخشى الأتراك سيطرتهم على منطقة الضريح وازالته لاحقا في ضوء اشتداد المعارك وحدة المواجهات.

الثاني ان لا ثقة لتركيا بحليفها "داعش" المتراجع في معقله الأساسي وامارته الرئيسية في الرقة، وان مدة صلاحيته انتهت ولم تعد مطابقة للمواصفات التركية.

الثالث، والأهم ربما بنظر انقرة، هو اتفاق تركيا وواشنطن على تدريب معارضين سوريين لمحاربة "داعش" وليس الجيش السوري، وهذا يعني التخلي عن "داعش" تدريجيا الذي سيرد بأعمال انتقامية ضد انقرة وما يمت اليها، وضريح سليمان شاه أحد أهداف بنك الأهداف ال"داعشي".

وفي بيروت تزداد أعراض سن اليأس السياسي، وعوارض الشيخوخة الدستورية لدى جبهة "عدو عدو صديقي"، في وقت حسم المعنيون الأساسيون أمرهم باعتماد التوافق داخل مجلس الوزراء لحسم القضايا الخلافية ومد الحكومة بأسباب البقاء، فالبطريرك الراعي شدد من بكركي على التوافق، وتكتل "التغيير والاصلاح" متمسك بالتوافق، و"المستقبل" و"أمل" والحزب يدعمونه، وجنبلاط لا يمانع في التوافق الذي يرفضه اليوم من كان رأس حربة في محاربة من رفضه بالأمس.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

للمرة الأولى منذ بداية الصراع في سوريا، توغل الجيش التركي داخل الأراضي السورية. أما السبب، فنقل رفات جد مؤسس الامبراطورية العثمانية، سليمان شاه، وإجلاء نحو أربعين جنديا كانوا يحرسون ضريحه وباتوا محاصرين من قبل "تنظيم الدولة الإسلامية".

وإذ رفرف العلم التركي في الموقع الجديد للضريح داخل الأراضي السورية، وصف النظام السوري العملية بـ"العدوان السافر"، محملا أنقرة مسؤولية تداعياتها.

لبنانيا، وفيما لا تزال جلسات الحكومة معلقة، رفع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ما يشبه الفيتو في وجه تعديل آلية اتخاذ القرارات داخل الحكومة، قائلا إنّ لا مجال لممارسة أعمالها إلا بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال، لا بابتكار آليات تتنافى والدستور، وكأن الفراغ الرئاسي أمر عادي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بات من المسلمات عند القيادات السياسية، ان الاستحقاق الرئاسي قد دخل في دائرة الجمود، وان انجازه يحتاج إلى مزيد من الوقت ريثما تتبلور صورة التحركات والاتصالات داخليا وخارجيا.

والتسليم بهذه القضية، لم ينسحب على آلية العمل الوزاري، فالحكومة التي شلتها طريقة العمل وفق الآلية المتبعة، أضحت أمام مجموعة من الاقتراحات المتصلة بآلية عملها، الأمر الذي قطع الطريق، وفق مصادر وزارية، على أي اتفاق بشأن آلية العمل وبالتالي سيدفع بالجميع إلى العودة إلى الآلية المعمول بها، ريثما تجري الانتخابات الرئاسية.

وهذا ما ذهب اليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي لفت إلى ان المخالفة قد بلغت ذروتها في عدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ تسعة أشهر، وبالتالي في تعثر ممارسة صلاحيات المجلس النيابي وأعمال الحكومة التي تختلط صلاحياتها الدستورية بصلاحيات رئيس الجمهورية. وقال إن الطريق الأقرب والأسلم والأضمن لهاتين المؤسستين الدستوريتين، إنما هو انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد.

إقليميا، ظلت بارزة العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، والتي تم خلالها اجلاء جنود أتراك كانوا يعملون على حراسة ضريح سليمان شاه الذي نقلت رفاته موقتا إلى تركيا. وفيما اعتبر نظام الأسد ان العملية التركية على أراضيه عدوان صارخ، كان رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، يؤكد ان العملية التركية تمت بعلم "الائتلاف" رسميا وبالتنسيق مع "الجيش الحر".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

تركيا أحيت العظام وهي رميم، ونقلت ضريح سليمانها من سوريا إلى غرب "كوباني"، ورفعت العلم التركي فوقه. لكن جد مؤسس الدولة التركية سليمان شاه، كان بأمان وتحت حماية "الدولة الاسلامية"، ف"داعش" لن تقتل جدها أو تخرب ضريحه كما سائر المراقد والمقامات الدينية والكنائس التي حولتها إلى رماد.

الارهاب ضنين على مصالحه، ويراعي شؤون بعضه، ويحفظ لمؤسسيه مقاماتهم، لذلك فإن سليمان شاه كان ينعم بشبكة أمان "داعشية". لكن أنقرة أرادت من خلال سحب رمزها من سوريا، ان تخلي الساحة ل"الدولة الاسلامية" حتى لا تقيد عملياتها بضريح.

العملية اعتبرتها سوريا عدوانا تركيا على أراضيها. فيما أعلنت صحف تركية ان نحو أربعين جنديا كانوا يحرسون المقام، وبرعاية "الدولة الاسلامية" التي كانت تؤمن لهم الطعام. وعمليا فإن رفات سليمان باشا غير موجودة، لأن جد السلطنة العثمانية كان قد غرق في نهر الفرات عندما كان يحاول اجتيازه مع افراد عشيرته، فأقيم له مقام رمزي في حلب.

ومن سليمان شاه إلى ميشال سليمان رمز الجبهة الوزارية اللبنانية المنشأة حديثا لحماية الجمهورية، كما اصطلح على تسميتها. ويؤكد رئيس الجهورية السابق في حديث مع قناة "الجديد" من دبي، أن طرح تعديل آلية العمل في مجلس الوزراء قوبل بأصوات تدعو إلى عزل الوزراء المستقلين وعدم إعطائهم الحق في الكلام والقرار، في وقت نحن أحوج إلى التواصل.

واعتبر سليمان ان أي تغيير يستلزم بحثا بدقة متناهية، وأضاف: لو أردنا من وراء هذا التجمع ان نحصل على الثلث المعطل لوصلنا في العدد إلى أكثر من ثمانية وزراء، معلنا عن أسماء اضافية كانت تنوي الانضمام إلى هذا اللقاء. لكنه قال: نحن لسنا في صدد الحشد انما هي مساهمة إلى جانب رئيس الحكومة، للحفاظ على مكان وضرورة وجود رئيس للجمهورية.

أول الذين تحسسوا رؤوسهم من هذه الجبهة الوزراية، كان الدكتور سمير جعجع الذي سارع إلى هتاف الرئيس أمين الجميل للإطمئان إلى صحته. وفي واقع الأمر، كان قائد "القوات" يطمئن إلى صحته السياسية وترشيحه، ومدى تأثير هذه الكتلة على خياراته السياسية وورقة التفاهم مع العماد ميشال عون. ولفت في بيان جعجع عن الاتصال بالجميل، أنه دعا إلى الاسراع في اجراء الانتخابات الرئاسية وعدم التلهي بطروحات جانبية. فهل عد جعجع هذه الجبهة الوزارية ملهاة؟. وإذا كانت كذلك، فإن الرئيس سعد الحريري سيكون مشاركا في اللهو على طريقة مقنعة، حيث انه أعار الوزير ميشال فرعون إلى كتلة اليرزة الناشئة، وأودعه لدى الرئيسين سليمان والجميل، وهو المحسوب عليه سياسيا.

 

نتانياهو : ايران تفتح "جبهة ثالثة" على اسرائيل عبر حزب الله في الجولان

نهارنت/اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ان ايران تسعى الى فتح "جبهة ثالثة" ضد اسرائيل مستخدمة مقاتلي حزب الله في هضبة الجولان. وقال نتانياهو ان محاولات طهران للوصول الى حدود اسرائيل من اخطر التهديدات الامنية التي تواجهها الدولة العبرية. واضاف "الى جانب عمليات حزب الله في الشمال بتوجيهات ايرانية وحماس في الجنوب تسعى طهران الى فتح جبهة ثالثة في هضبة الجولان من خلال ارسال الاف المقاتلين من حزب الله الموجودين في جنوب سوريا وهم تحت امرة ايرانية مباشرة". وتابع نتانياهو لدى بدء اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي انه تم اطلاع الوزراء على "التحديات الامنية التي تتطور من حولنا وفي مقدمتها محاولة ايران توسيع وجودها عند حدود اسرائيل في اثناء تطويرها السلاح النووي". وكانت غارة اسرائيلية على هضبة الجولان اسفرت في 18 كانون الثاني عن مقتل ستة عناصر من حزب الله. ولم تنف اسرائيل او تؤكد مسؤوليتها عن العملية لكنها شنت في العامين الماضيين غارات مماثلة مشددة على انتهاجها سياسة لمنع نقل السلاح الى ناشطين تفاديا لتعرضها لهجمات محتملة. وقال نتانياهو ان " ارهاب طهران المستمر لم يمنع مواصلة المباحثات بين ايران والاسرة الدولية حول برنامجها النووي الذي سيتيح لها تطوير اسلحة نووية".

 

حزب الله يموّل مسلحين و يشرف على تنفيذ "مخططات ارهابية اميركية"

نهارنت/كشفت مصادر مطلعة ان ايران تدير عمليات " من اجل تنفيذ مخططات ارهابية اميركية" ذلك تحت اشراف حزب الله الذي يعد من جهته " بتمويل المسلحين". ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مصادر مطلعة، صباح الاحد، اشارتها الى " أدلة جديدة تؤكد دور إيران المحوري في إدارة أعمال تنظيم القاعدة وجبهة النصرة". ولفتت الى ان ايران "احتضنت عددا من المقاتلين القياديين، للتخطيط لأعمال إرهابية ضد أهداف أميركية في السعودية ودبي والأردن". واذ اكدت ان "المقاتلين كانوا يتنقلون بين مدن إيرانية، منها طهران ومشهد وزهدان"، سلطت مصادر "الشرق الاوسط" الضوء على ان "حزب الله يشرف على المخططات ويعد المقاتلين بالتمويل". الى ذلك، أوضحت المصادر أن " الشخص الأبرز الذي كان يدير عمليات تنظيم القاعدة من إيران" هو الزعيم السابق لكتائب عبد الله عزام، السعودي صالح القرعاوي المعروف بـ"نجم الخير" مشيرةً الى ان الاخير" نسق مع عدد من الاشخاص لاستهداف مصالح أميركية في السعودية". كذلك، خطط القرعاوي مع "السعودي عبد المحسن الشارخ (المدرج على لائحة العقوبات الدولية في مجلس الأمن الدولي)، لاختطاف مجموعة من الأجانب في السعودية، إلا أن المخطط لم ينفذ" وفقاً للمصادر. ومن ابرز ما خطط اليه نجم الخير ايضاً هو "تفجير مقر القوات الأميركية في الأردن، إلا أن العملية فشلت بسبب كشفها من قبل السلطات الأردنية". وشرحت مصادر "الشرق الاوسط"، انّ " احد الاردنيين و يدعى فراس، عرض على القرعاوي تنفيذ العملية عبر استهداف 3 سيارات في مقر سكن يرتاده الأميركيون للراحة بعد خوضهم الحرب في العراق"، الا ان ذلك لم يحصل. عليه، اشارت المصادر الى ان" القرعاوي دعم خطة لتفجير مقر السفارة الأميركية في دبي وكان ينتظر تنفيذ العملية من أجل إعلان مسؤوليتهم عنها، إلا أن العملية لم تنفذ أيضا". اما آخر ما قام به فكان التخطيط " لعملية تفجير ناقلة نفط يابانية في مضيق هرمز في 2010، وتفجير في مطار هيثرو في لندن"، وفقاً للمصادر.

 

الجيش يتصدى للمسلحين "بمدافع ثقيلة" في جرود بعلبك

نهارنت/تمكن الجيش ليل السبت - الاحد من احباط محاولة مسلحين الدخول الى تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك عبر استخدام "الاسلحلة الثقيلة والمتوسطة". ومساء السبت، افادت "الوكالة الوطنية للإعلام" ان الجيش "تصدى لمحاولة تسلل للمسلحين في تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك". واشارت الى انه استخدم اثناء العملية "الأسلحة المدفعية الثقيلة والمتوسطة". وفي 23 كانون الثاني الفائت، سقط ثلاث ضحايا من العسكريين وعدد من الجرحى، في اشتباكات مع مسلحين سيطروا لفترة على تلة الحمرا قبل أن يستعيدها الجيش ويحقق فيهم عشرات القتلى والجرحى. وحصلت في الثاني من آب الفائت معركة داخل عرسال بعدما اقتحمها جهاديون وقتلوا 20 عسكريا و16 مدنيا، كما خطفوا 35 عسكريا في قوى الجيش والأمن ولم يفرجوا إلا عن سبعة منهم. ومنذ ذلك الحين، يسعى هؤلاء الجهاديون المنتمون إلى تنظيمي "النصرة" و"الدولة الإسلامية" بشق طريق إلى الزبداني السورية، عبر جرود لبنان الواسعة، كونهم يسكنون في منطقة جردية عالية جدا عن البحر ويريدون منفذا لهم في الشتاء.

 

آلية عمل الحكومة "مؤقتة" وسلام يسعى لإعادة "اطلاق عجلتها"

نهارنت/كشفت مصادر سياسية ان الحكومة تعاود جلساتها الخميس المقبل للبحث بآلية عمل "موقتة"، وسط جهود رئيس الحكومة تمام سلام لإعادة "إطلاق عجلة مجلس الوزراء". والاحد، نقلت صحيفة "المستقبل" عن مصادر وزارية، قولها "أنّ مجلس الوزراء سيعاود جلساته والحكومة ستنعقد في 26 الجاري لكن حتى الآن لم يتم توزيع جدول أعمال". ولفتت الى ان البحث عن آلية لعمل مجلس الوزراء هو بحث عن "مسألة موقتة لن تدوم" شارحةً ان "الحل الأساسي هو في انتخاب رئيس للجمهورية". ويتّبع سلام مبدأ توقيع "كل الوزراء" على الملفات، الا ان الخلاف حول آلية التوقيع على المراسيم ادت الى تعليق عمل الحكومة الخميس الفائت. الى ذلك، اعتبرت مصادر "المستقبل" ان الحكومة الحالية هي عبارة عن "تكوين شديد الحساسية" موضحةً ان "أي وزير في حال قرر عدم التوقيع على المراسم، تتعرض الميثاقية للخطر". واكدت ان المشكلة بدأت عندما تشكلت الحكومة "على قاعدة محاولة درء الأخطار التي يتسبب فيها الفراغ الرئاسي"، غير انها اشارت الى ان "رئيس مجلس الوزراء تمام سلام يحاول جاهداً التوصل الى صيغة معينة لإعادة إطلاق عجلة المجلس".

كذلك، رأت المصادر ان "الدستور واضح، وهو ان مجلس الوزراء يحل محل رئيس الجمهورية وليس كل وزير يحل محله". عليه، انتقدت المصادر عبر "المستقبل"، ان الوزراء "متضامنون بسبب الخطر، لكن لا أحد يقوم بوضع خطط للخروج من المأزق". وختمت بالقول: " هذا الترف السياسي غير مسموح للمسؤولين به، فالحالة التي تحتمل الإهمال واللامبالاة يمكنها ان تستمهل المسؤولين وقتاً قليلاً، لكنها لا يمكنها الانتظار على الجميع كثيراً". ويعيش لبنان فراغاً رئاسياً مستمراً منذ ايار الفائت بسبب رفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته وفشل النواب في التوافق على اسم رئيس. ووفق الدستور فإن الحكومة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية.

 

حرب: التمديد لقهوجي واقع "لا محالة"

نهارنت/اكد وزير الاتصالات بطرس حرب ان التمديد لولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي "واقع لا محالة، برضى مسيحي وبترحيب اسلامي". وفي حديثٍ الى صحيفة "النهار"، صباح الاحد، اكد حرب انه "لا يجوز تعيين قائد جديد للجيش وفرضه على رئيس الجمهورية العتيد من دون ان يكون للأخير رأي فيه". كذلك اعتبر ان "ان التمديد لقهوجي واقع لا محالة برضى مسيحي وبترحيب اسلامي". ولفت حرب لـ"النهار"الى ان قهوجي "تمكن من المحافظة على الاستقرار من دون ادخال المؤسسة العسكرية في زواريب السياسيين". ومن المرجح أن يتم التمديد لقهوجي الذي تنتهي ولايته في ايلول المقبل، بعد ان كانت قد مُدّدت في ايلول 2013، لسنتين بدل ان يُحال الى التقاعد، غير ان رئيس تكتل " التغيير والاصلاح"ميشال عون يعتبر ان التمديد لاعضاء المجلس العسكري "غير قانوني" وذلك اثر قرار مقبل بالتمديد لأمين عام مجلس الدفاع الأعلى اللواء محمد خير، ما دفع بوزير الدفاع ان يعلن امس السبت عبر "النهار" قائلاً: "الجنرال بيمون"، مؤكداً انه اتخذ القرار "بحسب اقتناعاتي الشخصية لمصلحة المؤسسة العسكرية". ومن الجدير بالذكر ان السلك العسكري، تأثر بالفراغ الرئاسي الذي يعيشه لبنان منذ ايار الفائت، لرفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته وفشل النواب في التوافق على رئيس جديد، وذلك، مع اقتراب انتهاء ولاية عدد من الضباط والقادة العسكريين.

 

زهرا: الحوار لا يعني الانقلاب على التحالفات والقناعات

الأحد 22 شباط 2015 /وطنية - شدد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا على أن "أي اتصال بين طرفين لبنانيين خطوة مباركة وايجابية"، معتبرا ان "الاتصال الانساني يكسر ثلاثة أرباع الحواجز، فيما تجزئة المشاكل تحلحل أجزاء كبيرة منها". ولفت في حديث الى تلفزيون "المستقبل"، إلى انه "لا يجب تعبئة حياتنا السياسية بتحميل كل موضوع الحد الاقصى بما لا يحتمله، فمثلا في موضوع الوزراء الممثلين للرئيسين ميشال سليمان وامين الجميل لا يتمكنون من رسم مسار الحكومة بشأن آلية العمل". وأوضح "ما سرب عن الاجتماع بمنزل سليمان يتحدث عن الاصرار بالنهج الحكومي الحالي وذلك غير دستوري وواضح ان الدولة لا يمكن ان تسير بشكل طبيعي بغياب رأسها". وسأل زهرا: "لماذا اختراع آليات خارج الدستور لمعالجة الفراغ الرئاسي؟ فلنطبق الدستور ولا يمكن تعميم ثقافة عدم تحمل المسؤولية في زمن الحوارات". ورأى ان "الحل موجود بالتئام المجلس فورا وانتخاب رئيس عملا بالدستور، فيما انه بعد مرور عام ما زلنا نختلف على "جنس الملائكة". وأوضح ان "لا حياة دستورية وسياسية إلا بدءا بانتخاب رئيس، وهذا ما اكدت عليه 14 آذار، كذلك الرئيس سعد الحريري في خطاب 14 شباط". وردا على سؤال، أوضح زهرا ان "التواصل بين القوات والكتائب لم ينقطع ولا لحظة، و80% من مواقفنا واحدة حتى من دون تنسيق"، لافتا الى انه "لا يمكن حصول حوار متعدد الاطراف من دون وجود رئيس". وعن الحوار مع "التيار الوطني الحر"، قال زهرا: "ان عنوان الحوار مع "التيار" هو الخروج من الحياة السياسية غير الطبيعية والحق بالاختلاف السياسي دون ان يتحول الى خلاف شخصي وتشهير وهذا حقق نجاحا". وأمل "حصول تفاهمات على مواضيع اخرى، وهذا غير مستحيل". أضاف:"اعتمدنا على الكتمان في حوارنا مع "التيار"، والمفاوضون من الفريقين مكلفون بالكلام عن مواضيع تهم الجميع، وثمة مبالغات لتحميله اكثر مما يحتمله، وقد يكون ذلك بهدف افشاله إما لنيات طيبة لدفعه قدما". ولفت الى ان "الحوار لا يعني الانقلاب على التحالفات والقناعات بدليل الكلام الذي قاله الحريري، اما تحويل الحوارات لبراءات ذمة تضليل للناس"، مشددا على ان "الاعلان عن الاتفاقات والاختلافات سيحصل بالوقت المناسب". وعن موقف البطريرك الراعي، اعتبر زهرا "ان البطريرك قلق، ويعبر عن ذلك بشكل دائم من الشغور الرئاسي، ونحن ايضا قلقون ومصرون على اجراء الانتخابات باسرع وقت". أضاف: "نقول للراعي اننا نحضر بكل الجلسات للانتخاب، وكل ما يجري بانتخابات الرئاسة لا علاقة له بالديموقراطية والدستور". ودعا الى ان "تجري الحوارات بالمجلس النيابي وتؤدي لانتخاب رئيس مهما بلغ عدد الجلسات من دون رفعها"، معتبرا "انه لو لم يتم تعطيل النصاب لما تدخلت الدول، وكانت ثمة فرصة للبننة الاستحقاق". وشدد على انه "من غير الواقع القول اليوم انه يمكن انتخاب رئيس من دون اتفاق عليه، ونعترف ان الآن ثمة تواضع بمواصفات الرئيس وهذا يؤلمنا". ورأى ان "حزب الله" أضاع فرصا عدة على لبنان، وهو يريد ان نعترف له بكل ما يرتكبه من خرق السيادة والقتال في سوريا، وهل يجب التذكير ان الثورة السورية كانت سلمية لأشهر طويلة ووجهت بالقتل والتدمير قبل ظهور الحركات التكفيرية؟ وان الحزب قال ان المسلحين سيهجمون على لبنان قبل الشتاء وتساقط الثلوج، أما اليوم يقول ان المسلحين سيهاجموننا مع ذوبان الثلوج، وكل ذلك خزعبلات وتخويف". وعن موضوع مكافحة الارهاب، قال زهرا: "نعم لاستراتيجية واضحة لمحاربة كل انواع الارهاب وليس فقط تصنيفات حزب الله للارهاب، ومكافحة الارهاب تكون حصرا للجيش والقوى الامنية، وكل كلام خارج هذا الاطار باطل ومرفوض وملتبس ومجتزأ". واعتبر ان "قيادة الجيش تعلم مصلحة الجيش والدولة، ولذلك لم تتورط بدعوات اعادة الربط مع الجيش السوري وهز صورتها عربيا ودوليا"، مشددا على انه "ليس باعادة ربط الجيش كما بزمن الوصاية، مع الجيش النظامي وحزب الله نؤمن مصلحة لبنان والجيش، فمصلحة الجيش ان يكون كما هو عليه الآن مستعدا للتضحية دفاعا عن السيادة ويحتكر وحده السيادة والامرة بمواجهة اي خطر"، مؤكدا أن "إعادة منظومات عفا عليها الزمن ستبوء بالفشل".

 

بري عن لقائه بالحريري: كان "ممتازاً" وتطرقنا الى الاستحقاق الرئاسي

نهارنت/وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري لقاءه الجمعة برئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري بـ"الممتاز"، مؤكداً انه ناقش معه موضوع الاستحقاق الرئاسي. وأكد بري في حديثٍ الى صحيفة "المستقبل"، الاحد، ان " اللقاء مع الحريري كان ممتازاً كما كل اللقاءات السابقة بيننا".

ومساء الجمعة، اجتمع الطرفان في عين التينة، حيث جرى عرض لمختلف الاوضاع المحلية وحضر اللقاء مدير مكتب الحريري نادر الحريري والمعاون السياسي لبري وزير المال علي حسن خليل. وحول العناوين الرئيسة التي تم تباحثها، اوضح للـ"المستقبل"، اننا "ناقشنا كيف نحمي مصلحة البلد وكيف ننتخب رئيساً للجمهورية". كما اشار للصحيفة عينها الى انه تم التداول بمسألة آلية العمل الحكومي، و"نحن متفقان على أنّ الدستور هو الأساس في هذا الموضوع" وفقاً لبري. يُذكر ان الحريري عاد من الرياض الى بيروت ليل 13 شباط للمشاركة في الذكرى العاشرة لاغتيال والده رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والخميس، اعلن في كلمة من "بيت الوسط" أمام السفراء العرب المعتمدين في لبنان، ان "العمل الحكومي سيعاود نشاطه قريبا، في ضوء الاتصالات التي أجريتها مع رئيس الحكومة تمام سلام".

وأدت الخلافات السياسية على آلية عمل الحكومة إلى تعليق جلساتها بفعل غياب رئيس الجمهورية. فمنذ الفراغ الرئاسي في أيار الفائت، بسبب رفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته وفشل النواب في التوافق على رئيس جديد للمرة التاسعة عشر، يوقع المراسيم 24 وزيرا مجتمعا بمن فيهم سلام. الى ذلك، تحفظ رئيس مجلس النواب عن اعطاء "المستقبل" تفاصيل اخرى حول اللقاء، مكتفياً بالقول: "أترك أمر الإفصاح عنها إلى الحريري وأنا أتبنّى سلفاً ما يقوله في هذا المجال".

 

كيروز: الحوار مع التيار الوطني يهدف لمحو تراكمات الماضي والتوافق على عناوين مسيحية ولبنانية

الأحد 22 شباط 2015/وطنية - أحيا "حزب القوات اللبنانية" في بلدة قنات- قضاء بشري، الذكرى السنوية لشهداء البلدة الذين "سقطوا خلال الهجوم الذي شنه جيش النظام السوري على البلدة في 13 شباط من العام 1980، بقداس ترأسه الخوري جاك حنا، وحضره النائب إيلي كيروز ومنسقو "القوات اللبنانية" ومسؤولو مكاتبها في القضاء، وأهالي الشهداء وحشد من أبناء البلدة والمنطقة. وألقى حنا عظة تناول فيها معنى الشهادة، معتبرا ان "شهداء القوات اللبنانية ماتوا ليحيا لبنان"، وقال: "أن تكون شهيدا في القوات اللبنانية ليست نهاية مطاف وليست راحة أبدية. أنت واحد في قوافل الشهداء القدماء، أنت المقتول، والبزنطي يسألك لماذا تركت إنطاكية؟ أنت المتمرد، والعربي لا يعرف لماذا أنت هنا؟ أنت الفدائي، وجارك المسيحي لا يعرف لماذا ريشارد نجاريان هو شهيد في معركة قنات؟ من بين الأسباب، إن ريشارد كان يعلم علم المتيقن، أن جيش النظام السوري يحاصره بدبابات ومدافع وهو لا يملك سلاحا فرديا، وعلى رغم ذلك تكبد عناء الرحلة الى قضاء بشري". وأكد أن "شهداء القوات اللبنانية ماتوا لأنهم أرادوا للمسيحيين أن يغنوا ويصلوا بصوت عال، ماتوا أيضا دفاعا عمن لا يحب الصلاة ولا يحب الغناء. ماتوا لكي لا نضمر أفكارنا بل لنعبر عنها، ماتوا ليقللوا من الأفعال المجهولة في لغتنا، ومن الضمائر المستترة في خطاباتنا. شهداء القوات اللبنانية لم يموتوا من أجل أرض ولم يموتوا من أجل مكاسب في الدساتير المتعاقبة، ماتوا من أجل القضية، ولكن ما هي القضية؟ قضيتنا أن التاريخ أرادنا قلة بين كثرة، أرادنا أن ننقص الفكر الأحادي الى درجة أننا نرتاح في أيام الأحاد. أرادنا أن نقوض شرعية الفكر الأكثري إذا ما ساد أو إستبد هذا الفكر، الأكثريات عربة أحصنة جامحة على غير هدى، ونحن الفوارس".

وبعد القداس إنتقل الجميع الى قاعة الكنيسة حيث كانت كلمات لكل من طوني خطار، رئيس بلدية قنات جورج بطرس وشادي بدوي عن مكتب قنات، كما ألقى أندرو حبيب قصيدة شعرية بالمناسبة.

كيروز

ثم تحدث كيروز، فانتقد "إستهتار البعض من اللبنانيين بأهمية إنتخاب رئيس للجمهورية"، معتبرا أن "الحوار مع التيار الوطني الحر في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تحدق بالمسيحيين ولبنان، يهدف الى محو تراكمات الماضي وبشاعات الأيام والتوافق على عناوين مسيحية ولبنانية"، ومؤكدا أن "من يريد المشاركة في حروب الآخرين خارج الحدود فليشارك فيها وحده، لأن دعوته لنا الى المشاركة في النزاعات الناشبة في سوريا والعراق دعوة مردودة لأن القوات حملت السلاح دفاعا عن لبنان وسيادته، دفاعا عن الإنسان اللبناني وحريته، وسلمت أمورها الى الدولة كي تكون لنا دولة بسيادتها الكاملة على أراضيها ومؤسساتها الناجزة". وقال: "إسمحوا لي أن أقف على عتبة هذه الأرض وأن أنحني أمام هذا التراب المجبول بدماء الشهداء. قنات بلدة الشهادة والبطولة والكرامة، بلدة التاريخ الذي صنع لنا جزءا مهما في غدنا. قنات التي جمعت بين حاراتها القرميدية وفي شوارعها وبطاحها خيرة مقاتلي القوات اللبنانية من أبناء قنات ومن كل القوات للدفاع عنها وعن الشمال في مواجهة جيش النظام السوري المحتل والذي يواصل اليوم قتل شعبه".

أضاف: "أقف اليوم بينكم وأستعيد معكم حكاية الراحلين منا الى السماء، ان شهداءنا لا يموتون، ونحن نتخلى عن تراثنا وذاكرتنا، فهم الذين يضخون الزخم في قلبنا وفي قلب رجائنا وحاضرنا وغدنا. إن مرحلة دقيقة وخطيرة تحدق بالمسيحيين ولبنان. من هنا قررنا أن نذهب الى الحوار مع التيار الوطني الحر من أجل محو تراكمات الماضي وبشاعات الأيام والتوافق على عناوين مسيحية لبنان".

وتابع : "إن الإستحقاق الرئاسي المغيب يمثل جزءا من محاولات متمادية لتغييب الدولة ومؤسساتها، من رئاسة الجمهورية الى المجلس النيابي الذي يستمر هيئة ناخبة حتى إنتخاب الرئيس، وصولا الى الحكومة التي تعصف فيها الخلافات والصراعات نتيجة تحويل صلاحيات رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا. وإن دل هذا الواقع على شيء، فعلى إستهتار البعض بأهمية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. تكفي نظرة الى هذه الأرض الطيبة، والى هذه الجبال المنيعة والسفوح المزدانة بمغاور النساك والقمم المرسلة بالأديرة والكنائس والصلبان، كي نقول: إنها بلادنا ولا نريد سواها داخل حدودها، أما من يريد المشاركة في حروب الآخرين خارج الحدود، فليشارك فيها وحده لأن دعوته لنا الى المشاركة في النزاعات الناشبة في سوريا والعراق هي دعوة مردودة، فنحن لسنا وكلاء لأحد أو أتباعا لنظام أو ولاية ولي. نحن مسيحيون لبنانيون، حملنا السلاح دفاعا عن لبنان وسيادته، دفاعا عن الإنسان اللبناني وحريته، وعلى رغم الخيبات والمرارات، سلمنا أمورنا الى الدولة لكي تكون لنا دولة بسيادتها الكاملة على أراضيها ومؤسساتها الناجزة التي سبق لنا أن إفتقدناها في يوم الخطر على لبنان لأن غيرنا أراد أن يقلب مجتمعنا وأن يغير قيمنا". وختم كيروز: "لقد شبعنا من الكلام الذي يمننا بأن هناك من يدافع عنا ويتصدى للإرهاب. نحن سبقنا الآخرين جميعا في المقاومة والدفاع عن لبنان. وإذا كان من فكر جهادي، فإن هذا الفكر لا يقتصر على جهادية واحدة بل يشمل الجهاديتين اللتين تتحدران من الشجرة الإصطفائية ذاتها، دون أن نهمل دور أنظمة القمع، الى جانب عناصر أخرى، في بروز الحركات العنيفة والتي ما زال النظام السوري يمثل أبشع نماذجها". بعد ذلك وضع كيروز والمشاركون إكليلا من الغار على النصب التذكارية لشهداء قنات.

 

الراعي: لانتخاب رئيس اليوم قبل الغد والسعي لدى الدول المعنية والصديقة لتسهيله

الأحد 22 شباط 2015 /وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، حنا علوان، سيمون فضول وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، السفير شربل اسطفان، الامينة العامة للمؤسسة المارونية للانتشار هيام البستاني، مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "ان شئت انت قادر ان تطهرني" (مر1: 40)، قال فيها:"إطلالة يسوع الأولى، بعد أن قضى أربعين يوما وليلة في الصوم والصلاة، كانت في عرس قانا الجليل، حيث حول الماء إلى خمر فائق الجودة. وبهذه الآية كشف عن أنه آت لإسعاد كل إنسان وتحويله إلى كائن جديد. في جو من الصلاة والكرازة بالملكوت وطرد الأرواح، أتاه أبرص بإيمان كبير متواضع، وارتمى على رجليه متوسلا: "إن شئت، أنت قادر أن تطهرني" (مر1: 40). أضاف: "نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، ونحن في بداية الصوم الكبير، زمن التجدد بنعمة الفداء وبفعل الروح القدس. ثلاثة وسائل مترابطة تضعنا في الطريق المؤدي إلى التوبة الداخلية وإلى التجدد، وتخلق لنا ولسوانا الجو الملائم لهذا التجدد، وهي الصيام والصلاة والصدقة أي القيام بأفعال المحبة والرحمة. لقد وجهت رسالتي الرابعة لزمن الصوم، التي ستوزع عليكم بعد القداس، وتوسعت في مفاهيم هذه الثلاثة. أرجو أن تساعدكم على الدخول في مسيرة الصوم، وأن نبلغ جميعا إلى التجدد الروحي". وتابع: "إني أحييكم وأرحب بكم جميعا، وبخاصة بعائلة المرحومة جانو بشاره مسابكي، أرملة المرحوم الدكتور فيليب سرحال. وقد ودعناها مع العائلة منذ أكثر من أسبوعين. وأعربنا عن مؤاساتنا لبناتها وابنيها وعائلاتهم. ونحن نذكرها اليوم معهم بالصلاة، في هذه الذبيحة الإلهية، ملتمسين لها، بشفاعة نسيبها الطوباوي الشهيد عبد المعطي مسابكي، الراحة في الملكوت السماوي، ولأسرتها العزاء. إننا نلتقي بعد عودتي من روما حاملا بركة وصلاة قداسة البابا فرنسيس الذي يحمل في قلبه وصلاته هم لبنان ومسيحييه وهم المنطقة وكل مسيحييها، وقد التقيته في مقابلة خاصة، قدمت له فيها تقريرا مفصلا بقسمين: الأول تناول قراءة تحليلية للأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، ولتداعياتها على المسيحيين المشرقيين، ولنتائجها الوخيمة على لبنان، سياسيا واقتصاديا وأمنيا. والثاني تناول شؤونا كنسية تختص بكنيستنا وبالكنائس الشرقية الكاثوليكية، كنا قد تداولناها مع إخواننا أصحاب الغبطة بطاركة هذه الكنائس". أضاف: "كما إني أحمل تحية قداسة البابا بندكتوس السادس عشر وصلاته وبركته. وقد التقيناه في بازيليك القديس بطرس، أثناء الاحتفال برتبة ترقية الكرادلة الجدد العشرين. وما إن سلمت عليه حتى هتف: "لبنان! أحبه وأصلي من أجله ومن أجل شعبه! إن ذكريات زيارتي له ما زالت حية في قلبي وخاطري!" فقلت له: "قداستك حاضر في قلوب جميع اللبنانيين وصلاتهم".

وقال: "إن شئت، أنت قادر أن تطهرني" (مر1: 40). هكذا التمس الأبرص شفاءه من الرب يسوع، بإيمان مميز. آمن بقدرة يسوع على شفائه، لكنه بتواضع وتسليم ترك القرار لإرادته. جميل هذا الإيمان! نتعلمه من هذا المصاب بالبرص، وقد أمرته شريعة موسى بأن يعيش بعيدا عن الجماعة البشرية لأن مرضه معد، وبعيدا عن هيكل الرب لأن إصابته بالبرص - كما كان يعتقد - كانت علامة لضربة من الله وقصاص بسبب خطيئته أو خطيئة والديه، وقد أضحى بالتالي "نجاسة"(راجع سفر الأحبار، 13). لكن الأبرص، بمجيئه إلى يسوع تحدى الشريعة، لا من أجل مخالفتها، بل لإيمانه بأن يسوع هو رب الشريعة". وتابع: "لما رآه يسوع، "تحنن عليه ومد يده ولمسه وقال، مستعملا كلمات الأبرص: "لقد شئت! فاطهر". فزال للحال برصه"(مر1: 41). كانت الشريعة تنهى عن لمس الأبرص وثيابه لئلا تصل، إلى من لمسه، عدوى النجاسة. يسوع بفعله هذا لم يخالف الشريعة بل كملها، إذ وصل بها إلى غايتها: خير الانسان وخلاصه. وهو الذي قال يوما: إن السبت جعل للانسان، لا الإنسان للسبت"(مر2: 27).

أضاف: "من يلمس الأبرص يتنجس، أما يسوع فعندما لمسه طهره. مد اليد هو علامة قدرة الله الفاعلة. لقد أصبح مد اليد أو اليدين معتمدا في الليتورجيا، في كل مرة يلتمس المحتفل نعمة من الله أو حلول بركته على الجماعة، أو نعمة شفاء. إن المسيح الرب في حالة لمس دائم لنفوسنا بكلمة الإنجيل، ونعمة الأسرار، وبجسده ودمه القربانيين عندما نتناولهما، فننال النعمة الإلهية الشافية والحياة الجديدة وكل الخير الروحي".

وقال: "بعد أن رفع يسوع الشريعة إلى أسمى غايتها وهي خلاص الانسان وخيره، أمر الرجل بأن "يذهب إلى الكاهن ويريه نفسه"، لأن الشريعة كانت تقضي بأن يعلن الكاهن الإصابة بالبرص، بعد التحقق منها؛ ويأمره بانفصاله عن الجماعة، معلنا انه نجاسة. وكانت تقضي، في حال شفاء المصاب، بأن يتحقق الكاهن من شفائه ويعلن عودته إلى الجماعة، ونهاية حالة نجاسته. وبموجب الشريعة أمره يسوع "بتقديم ذبيحة الشكر عن طهره". فلا يمكن نسيان عطية الله، بل تجب العودة إليه لاداء صلاة الشكر. هكذا فعل احد البرص العشرة الذين طهرهم يسوع، فطالب بالتسعة الآخرين الذين لم يشكروا (راجع لو 11:17-17). هذا كله كان "للشهادة" على عودة الرجل الذي شفي إلى دائرة حياته مع الله ومع الجماعة، من بعد انفصاله عنهما بحكم نجاسته الجسدية والروحية".

وتابع: "هذا إياه يجري في العهد الجديد، ولكن بطريقة ووسيلة أخريين: في سر التوبة ينال الخاطئ الغفران عن خطاياه، ويتصالح مع الله والذات والناس ومع الجماعة الكنسية التي ينتمي إليها؛ وفي سر القربان، في القداس، يقدم ذبيحة التعويض والتكفير، ويرفع صلاة الشكر، ويتناول نعمة جسد الرب ودمه للحياة الجديدة".

وقال: "يمثل الأبرص كل مريض في جسده، أو في أخلاقه، وكل مريض في روحه بالخطيئة والأميال المنحرفة، وكل مريض في تصرفاته وأعماله السيئة. ولا أحد من البشر منزه عن هذه الأمراض الشخصية التي تظهر في نتائجها السيئة: في خلافات ونزاعات الحياة الزوجية والعائلية والاجتماعية، كما تظهر في الممارسة السياسية السيئة، حيث تغيب خدمة الخير العام، ويحل محلها السعي إلى المصالح والمكاسب الشخصية والفئوية والمذهبية. وتظهر في مخالفة الدستور والميثاق الوطني وصيغة العيش معا بتعاون وتكامل. وقد بلغت هذه المخالفة ذروتها في عدم إنتخاب رئيس للجمهورية منذ تسعة أشهر، وبالتالي في تعثر ممارسة صلاحيات المجلس النيابي، وأعمال الحكومة التي تختلط صلاحياتها الدستورية بصلاحيات رئيس الجمهورية هذه التي تتولاها بالوكالة، ولا مجال لممارستها إلا بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال لا بابتكار آليات تتنافى والدستور، وكأن الفراغ الرئاسي أمر عادي. فالطريق الأقرب والأسلم والأضمن لهاتين المؤسستين الدستوريتين من أجل استعادة مسارهما الطبيعي والدستوري، إنما هو انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، ما يقتضي السعي مع ذوي الارادات الطيبة ولدى الدول المعنية والصديقة لتسهيل إجراء هذا الانتخاب، يجب ان نقر بالخطيئة السياسية، كما يجب ان نقر أن واحدا يشفي هو يسوع المسيح".

وختم الراعي: "زمن الصوم الكبير، إذا عشناه كلنا صياما وصلاة وصدقة، أصبح زمنا مقبولا، زمن النعمة (2كور6: 2). فبفضل الإلتزام بموجبات الصوم، وبفضل توبة العديدين واستحقاقاتهم، السماء مفتوحة، والخير السماوي فائض على الأرض، كما نصلي في ليتورجيتنا: "بالصوم تنفتح أبواب الفردوس". إننا نصلي معا من اجل أن تنفتح النفوس والقلوب على الله، لكي يتجدد الجميع بنعمته، وبتجددهم تتجدد حياة العائلة والمجتمع، وحياة الكنيسة والدولة. فنستحق أن نرفع من قلوب، مستها نعمة المسيح وشفتها، أناشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح الوزير السابق وديع الخازن الذي قال بعد اللقاء:" تشرفت بلقاء صاحب الغبطة بعد عودته من الفاتيكان ولقاءاته التي تمحورت على مستقبل المسيحية في الشرق ورصيدها المفرز في الانتخابات الرئاسية في لبنان. ولمست لديه انطباعا اكثر تفاؤلا من ذي قبل على جدية التعامل مع هذا الاستحقاق، اذ لا يمكن البحث بأي شأن وطني ومصيري كانتخاب رئيس جديد للجمهورية خارج السقف الروحي والوطني في الصرح البطريركي، لان بكركي ممر الزامي للجميع باعتبارها الحاضن الاول لميثاقية العيش الواحد".

اضاف:" لقد بذل غبطته اقصى ما يحتمل حتى انعكس هذا على وضعه الصحي ، فهو منذ تسلم مهامه البطريركية لم يترك اي وسيلة او باب الا ولجأ الى استخدامه لاعادة العافية الى العلاقات بين القادة الموارنة والقيادات الاخرى اللبنانية، واذا كان من فضل له، فهذه اللقاءات الوطنية التي تعبر عن ان التحاور لا بد وان يفصل الخلافات فيها النظرة الاستراتيجية بانتظار رئيس جديد للجمهورية ".

وفد كفرحي والبلدات المجاورة

واستقبل بعد ذلك، وفدا من بلدية كفرحي والبلدات المجاورة في وسط البترون برئاسة رئيس بلدية كفرحي المهندس جورج عقل. وشرح الوفد لغبطته ملاحظاته على مشروع المنطقة الحرة واسباب اعتراض الاهالي عليه، كما قدم الوفد افكارا ايجابية بديلة لانماء المنطقة الوسطى وبخاصة كفرحي.

زوار

ومن الزوار على التوالي للتهنئة بسلامة العودة من روما، نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام والامينة العامة للمؤسسة هيام بستاني، قنصل مولدافيا ايلي نصار، الشيخ سعد فوزي حمادة، السفير شربل اسطفان، الدكتور شربل عازار، نائب رئيس المجلس الالماني للشرق الاوسط جورج دحدح ووفود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية.

وفود

والتقى ايضا وفدا من عائلة المرحومة جانو بشارة مسابكي لشكره على مواساته ، ثم وفدا من النجف من المرجع آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي وجه له دعوة لزيارة النجف، ثم وفدا من المركز الصحي الاجتماعي لمستوصف سيدة لورد - غادير جونية برئاسة جورج بشير وجه له دعوة لرعاية الاحتفالات بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس المستوصف والتي ستقام خلال الاسبوع الاخير من شهر آذار المقبل.

 

النائب ياسين جابر: بري راعي الحوار بين حزب الله والمستقبل والمؤسس له

الأحد 22 شباط 2015/وطنية - اعتبر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر "ان اللقاء بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ليس مستغربا وهو لقاء طبيعي، هناك علاقة جيدة جدا اليوم تربط الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، وبين كتلتي "التحرير والتنمية" و"كتلة المستقبل"، والرئيس بري هو راعي الحوار الذي يجري اليوم بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، وهو المؤسس له". وقال خلال لقاءاته في منزله في النبطية وفودا شعبية ورؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء جمعيات واندية وفاعليات: "نحن طبعا نشجع الحوار بين أي طرف وطرف آخر لاجل الوصول الى انصهار وطني أكبر والى وحدة وطنية، لان حجم التحديات التي يواجهها لبنان اليوم كبيرة جدا، كلنا اصبحنا اليوم على وعي ومعرفة انه قد يكون هناك تحد امني كبير وارهابي، وهناك التحدي الارهابي الداخلي الذي يتصدى له الجيش اللبناني والقوى الامنية، والذين نوجه لهم التحية على جهودهم لاجل محاربة هذا الارهاب الذي يحاول التغلغل في داخل بلدنا".وتابع جابر: "هناك تحد كبير، هو كيف ندير الموضوع الاجتماعي بالنسبة لاستيعاب النزوح السوري الذي اصبح يشكل عبئا كبيرا؟ وهناك تحد اقتصادي - مالي يواجه لبنان. العالم في ضائقة كبيرة، اذا اليوم لم نستطع ان نوحد جهدنا وان نتحاور في ايجاد الحلول للخروج من هذه الازمة ولمواجهة هذه التحديات، فمتى؟ اذا نحن نريد فعلا خدمة لبنان وشعبنا اللبناني الذي انتخبنا وأولانا المسؤولية، فيجب أن نكون على قدر هذه المسؤولية".

 

قاسم هاشم: تعطيل عمل الحكومة ينعكس سلبا على شؤون اللبنانيين

الأحد 22 شباط 2015 /وطنية - لفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم الى ان "بعض الاشارات التي يبعث بها البعض بما يتعلق بالحكومة وآلية عملها والتشدد بذلك ما هو الا من باب المزايدات السياسية وزيادة في تعطيل وشل عمل الحكومة".

وقال خلال لقائه فاعليات من شبعا والعرقوب في دارته في شبعا: "هذا لا يجوز تحت اية ذريعة كانت، لان هناك اصولا دستورية تحكم عمل الحكومة في مثل هذه الظروف الاستثنائية، فآلية عمل الحكومة يجب ان تستند الى المادة 65 من الدستور، وان غيرة البعض على موقع رئاسة الجمهورية والتذرع بها لتعطيل شؤون الناس لا يصب في خدمة العمل المؤسساتي، لان مصالح الناس يجب ان تكون في اولوية الاولويات، وتعطيل عمل الحكومة في هذه الايام ينعكس سلبا على كل ما يتعلق بشؤون اللبنانيين".

واضاف: "ما نشهده بعد العاصفة الثلجية من آثار سلبية وما اصاب المزارعين في منطقة حاصبيا ومرجعيون هو الدليل القاطع على عدم فعالية الحكومة في كيفية مواجهة تداعيات هذه العاصفة، لان ما اصاب المواسم الزراعية وخاصة على ضفاف الحاصباني واشجار الزيتون يستدعي التفاف الحكومة والعمل على تعويض المزارعين في ما اصابهم من اثار هذه العاصفة. ونسأل لماذا لا يتحرك المعنيون في شكل سريع لوضع خطة للتعويض ولانشاء مراكز ثابتة لجرف الثلوج تكون جاهزة بآليات متخصصة".

 

قاووق: فريقنا حسم مرشحه الرئاسي والكرة في ملعب الفريق الآخر

الأحد 22 شباط 2015 /وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "الحرص الكامل على التمسك بالحوار"، وقال: "قرارنا ألا نستدرج إلى أي سجال إعلامي وسياسي فضلا عن أي سجال تحريضي ومذهبي". أضاف خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب في الكفور للشهيد حسين أمين قعون: "نتفهم ان الذين يستهدفون "حزب الله" يوميا إنما يفضحون أنفسهم، لأنهم يعبرون عن خيبتهم من فشل الرهانات في سوريا ومن استكمال الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل". واعتبر ان "ركائز قوة لبنان هي في استكمال الحوار وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية الإستقرار الداخلي"، لافتا إلى أن "من ضرورات المصلحة الوطنية انتخاب رئيس للجمهورية، والحزب منذ البداية لم يناور في موقفه تجاه الإستحقاق الرئاسي، ففريقنا السياسي حسم مرشحه الرئاسي بشكل نهائي ولكن الطرف الآخر لم يحسم حتى الساعة اسم مرشحه بشكل نهائي، لذا فإن الكرة في ملعب الفريق الآخر". وأكد إمام البلدة الشيخ عبدالهادي عاصي في كلمة ان "الشهداء هم الحاضرون في وجداننا وفي حياتنا الجهادية". وتخلل الاحتفال عرض فيلم لوصية الشهيد ومجلس عزاء حسيني.

 

فنيش: الوضع لم يعد يسمح بالتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بعدم مسؤولية

الأحد 22 شباط 2015 /وطنية - رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن "ما يجري اليوم في لبنان من حوارات، يعطي الغطاء السياسي الكامل للجيش للقيام بدوره وواجبه لتفكيك الشبكات التكفيرية والتصدي لمشروعها، وهذا فيه مصلحة يفترض أن تكون للجميع، وبذلك أيضا يتم التخفيف من الاحتقان المصطنع والتحريض المفتعل لغايات سياسية، كما ننتهي من مسألة استغلال واستفادة المجموعات التكفيرية من هذا الواقع التحريضي"، وأمل أن "تسود أجواء الحوار والتواصل ليس فقط بين "حزب الله" وتيار المستقبل بل بين جميع القوى السياسية الأخرى". وقال خلال لقاء سياسي أقامه "حزب الله" في الرمادية: "الوضع في لبنان لم يعد يسمح بأن نتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بعدم مسؤولية ومعرفة بتأثير من نختاره على مجمل الأوضاع السياسية من خلال أوضاع المنطقة، فنحن مرشحنا واضح وكذلك موقفنا، ولكن لا يعني ذلك أن تقفل الناس أبوابها على بعضها البعض وتقطع التواصل، بل يجب أن نبحث جميعا مع الأوفر حظا والأكثر تمثيلا ونتحاور معه وتتحاور القوى السياسية مع بعضها البعض لعله يحصل تطور أو انفراج ما فنستفيد منه جميعا".

واعتبر أن "ما يجري في المنطقة اليوم من خلال الحرائق المشتعلة فيها من جهة، ووجود المجموعات التكفيرية الإرهابية والخطر الإسرائيلي ومشروع إعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة يحضر من خلال هذه الأزمات من جهة أخرى، لا يمكن أن نجعل أنفسنا بمنأى عما يجري فيها أو من أن يكون لنا حضور ودور، وكنا نتمنى أن تكون الدولة هي صاحبة الحضور والدور، ولكن هذه مسألة تاريخية، فلم تبن في لبنان دولة بالشكل المطلوب ولا حتى قوات وقدرات مع كل احترامنا وتقديرنا لتضحيات جيشنا الوطني الذي يلعب دورا أساسيا اليوم في ضبط الأمن، ولكنه غير قادر بمفرده على مواجهة كل هذه التحديات، سواء ما تفرع عن أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، أو ما استجد من خطر تكفيري يحيط بلبنان الذي بات هدفا لهذه المجموعات التكفيرية التي يكمن مشروعها في إثارة الفتن والتغلغل والإنتشار في كل المجتمعات".

أضاف: "لبنان اليوم مهدد من الناحية الأمنية بسبب وجود المجموعات التكفيرية على حدوده، ولكنه أقل عرضة وتأثيرا منها بسبب وجود عدة عوامل أساسية، فمن الناحية السياسية لم يعد هناك إمكانية للرهان على دور هذه المجموعات، ومن الناحية الدولية والإقليمية بدأ هناك قلق حقيقي من دور هذه المجموعات لأنها خرجت عن السيطرة، ومن الناحية الميدانية هناك قوة مقاومة تبذل كل جهد وهي حاضرة، كما تتصدى للعدو الإسرائيلي، أن تتصدى لأدواته في الدفاع عن لبنان وفي حماية مشروعها". وأكد أن "المقاومة في لبنان لا تغفل ولا يغيب عن بالها وعن اهتمامها ما يمثله العدو الإسرائيلي من خطر، وما يحاول أن يتحينه من فرص لتغيير المعادلات في المنطقة من أجل إما محاصرتها أو إلغائها وإشغالها، وما جرى في القنيطرة من استهداف لمجموعة من المقاومين يكشف عن مدى دور الإسرائيلي في الأزمة السورية، ولكن رد المقاومة كان بليغا وأعطى جوابا واضحا للعدو أنه من غير المسموح أبدا إسقاط منظومة الردع التي باتت بعد عملية مزارع شبعا تمتد ليس فقط في جنوب لبنان بل حتى لأبعد منه، لأن العدو الإسرائيلي ليس مكتفيا فقط بأنه موجود على أرض فلسطين ومقابل حدودنا في جنوب لبنان، بل هو يمتد بحركته وسياساته وتدخله إلى أبعد من المسألة اللبنانية".

 

الجوزو: إيران وراء ما تمر به المنطقة من إرباك وفوضى

الأحد 22 شباط 2015 /وطنية - انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في تصريح اليوم، خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "فهو شن هجوما شديدا على ممارسات "داعش" واعتبر أن هذه الممارسات لا يقرها دين ولا أخلاق، في حين لم يذكر شيئا عن الجرائم الوحشية والبشعة التي يقوم بها بشار الأسد". وقال: "الدماء تسيل في سوريا أنهارا، والحرس الثوري الإيراني يصب الزيت على النار. نحن أمام كارثة تاريخية والحقد الإيراني يزداد يوما بعد يوم، وحزب الله استدرج "داعش" و"النصرة" إلى لبنان". ورأى أن "إيران تقف وراء ما يمر به العالم العربي من إرباك وفوضى واضطرابات، فأصل الإرهاب في المنطقة ليست "داعش" بل إيران وبشار الأسد".

 

كنعان: الهدف الاساسي من الحوار إحداث خرق في جدار الأزمة

الأحد 22 شباط 2015 /وطنية - أوضح النائب ابراهيم كنعان ان "الهدف الاساسي من الحوار هو إحداث خرق معين في جدار الأزمة، إضافة الى تنظيم العلاقة مع "القوات اللبنانية" وتعزيز الحوار والمساهمة في القرار، خصوصا على الصعيد المسيحي"، مشيرا الى ان "المسألة تحتاج المزيد من الوقت، ليس من باب المماطلة إنما لا يمكن ان ننسى ان هناك ثلاثين عاما من الخلافات السياسية يجري تذليلها من خلال ورقة التفاهم التي تضم سبعة عشر بندا". وإذ لفت في حديث لبرنامج لقاء الأحد من "صوت لبنان" الى أنه لم يتم وضع جدول زمني للقاء عون - جعجع، إلا أنه أكد أن دخول المرحلة الثانية من الحوار سيقرب حصول هذا اللقاء. وردا على سؤال عن آلية جديدة لعمل مجلس الوزراء، قال كنعان: "إن تكتل التغيير والإصلاح ينتظر عودة الرئيس تمام سلام لطرح سلسلة حلول على طاولة النقاش في ما خص هذا الملف"، لافتا الى "وجود معيارين هما: عدم شل الحكومة لان لبنان بوضع استثنائي يحتم استمرار الحكومة بمهامها، ولكن في ظل الشغور الرئاسي ولحين ملئه لا بد من ان تكون هناك اجراءات دستورية استثنائية".

 

وزير البيئة محمد المشنوق التقى نائبة الرئيس الايراني: مشكلة المياه في المنطقة كبيرة وندرس الجوانب البيئية للسدود

الأحد 22 شباط 2015 / وطنية - التقى وزير البيئة محمد المشنوق قبل ظهر اليوم، في اطار زيارته الرسمية الى ايران، نائبة الرئيس الايراني رئيسة "منظمة حماية البيئة" الدكتورة معصومة ابتكار وعرض معها لقضايا بيئية وسبل التعاون بين لبنان وايران في مجال تبادل الخبرات وسبل تطوير التعاون في المجال البيئي والوصول الى اقتصاد أخضر وبيئة خضراء. وعقد وزير البيئة لقاء مع وزير الطرقات وبناء المدن الدكتور أخوندي، وتفقد مركز إعداد وفرز النفايات واطلع على سبل معالجة النفايات في ايران وخصوصا بعدما أقر مجلس الوزراء اللبناني الخطة الوطنية للنفايات الصلبة وبدأت المناقصات للتلزيم. وكان وزير البيئة التقى وزير الطاقة والمياه الايراني المهندس تشيت جيان وتداول معه في قضايا بيئية وتنموية، وقال في مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء: "نحن مسرورون بوجودنا في وزارة الطاقة مع معالي الوزير وكانت لنا فرصة للتعرف أكثر على خبرة الجمهورية الاسلامية الايرانية في قضايا معالجة المياه. ونحن ندرك تماما أننا وسط ارتفاع الحرارة في الشرق الاوسط فإن مشكلة المياه أصبحت كبيرة لجميع بلدان هذه المنطقة. واغتنمناها فرصة للاطلاع على هذه الخبرة الطويلة في كيفية معالجة مشاكل المياه في ايران، كما حصلنا ونحن فخورون بذلك ايضا على وعد معالي الوزير بتقديم كل الخبرات الموجودة في اطار المياه للبنان إذا كانت هناك من حاجة للمياه. لقد كانت فرصة للتباحث في كل مجالات التعاون وهي تتشابك بين المياه والبيئة وأملنا أن نتابع ذلك في المستقبل القريب". أضاف: "إن قياس حجم الانجازات يكون بحجم المشكلات التي تجاوزتها، وقد اطلعنا فعلا على الكثير من انجازات قامت بها وزارة الطاقة وهذا يتصل بالاستراتيجية الموضوعة لتأمين التنمية المستدامة وهذا موضوع نعتز به جميعا".

وردا على سؤال عن مصير سد بلعا قال المشنوق: "إن مجموعة من السدود لديها مشاكل وبعضها تحسنت اوضاعه، ونحن في وزارة البيئة ندرس كل الجوانب البيئية للسدود. وإن سد بلعا في المكان الذي بدأ العمل فيه برزت فيه للأسف بواليع جديدة بحدود 7 بواليع، ويتم حاليا العمل على تطويق هذه المشكلة لايجاد بديل في طريقة المعالجة".

 

سليمان من الشارقة: ما تنامي نزعة الارهاب إلا انعكاس سيىء لدفق المعلومات والاعلام

الأحد 22 شباط 2015 / وطنية - الشارقة - أكد الرئيس العماد ميشال سليمان ان "تنامي نزعة الإرهاب والتطرف وإلغاء الآخر وقتله، والتي قوبلت بالانعزال والتقوقع ورفض الآخر، ما هو إلا انعكاس سيىء لدفق الأنباء والمعلومات والإعلام، والتحول في السلوك العام فرض تغيرا في طبيعة العلاقات بين الشريكين، الحكومة والجمهور، ورسم أسلوبا مميزا في ممارسة الحكم يعتمد بشكل أساسي على الاتصال بين الشريكين". ورأى أن "تحقيق الاتصال الناجح والمفيد بين الحكومة والشعب لا يجد سبيلا إلا عبر ممارسة مميزة عصرية تعتمد على اللامركزية".

مواقف سليمان جاءت خلال افتتاح اعمال "المنتدى الدولي للاتصالات الحكومي 2015" في امارة الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة حيث حل ضيف شرف، والقى كلمة الافتتاح في حضور عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وشخصيات ومسؤولين من دول عربية واجنبية ووفود من المؤسسات الاعلامية والفكرية والبحثية وحشد من المدعوين. وكان في استقبال كبار الضيوف في المركز الاعلامي لامارة الشارقة القاسمي الذي عقد خلوة مع سليمان، تناولت عددا من المواضيع المتصلة بالمنتدى والاوضاع العامة، ليدخل الجميع الى قاعة المنتدى، حيث اقيم الافتتاح الذي بدأ بالنشيد الوطني الاماراتي، تلاه تقديم للاعلامي جورج قرداحي، وتحدث رئيس مركز الشارقة الاعلامي الشيخ سلطان بن احمد القاسمي.

سليمان

ثم ألقى سليمان كلمة قال فيها: "نأتي اليوم إلى إمارة مشرقة في إمارات مشرقة، على وجهها المنير إمارات أمل وتباشير بأن الإنجاز العربي ممكن، بل هو الآن واقع رائع. صاحب السمو، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أيها الحفل الكريم، يسرني أن أحل ضيف شرف على دياركم، في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، وألقي كلمة الافتتاح، وسط نخبة من رجال السياسة ورواد الفكر والاجتماع والإعلام، من كل أنحاء العالم".

أضاف: "شرح جان جاك روسو بعد أرسطو وأفلاطون، فلسفة العقد الاجتماعي، على أن الدولة والسلطة هي نتاج اتفاق عقدته الجماعة، تقوم بموجبه الحكومة بإدارة حياة أفرادها وتقديم الخدمات لهم وفض نزاعاتهم، وحمايتهم من الأخطار الداخلية والخارجية. وعندما أصبحت نظرية العقد الاجتماعي، نظرية علمية متكاملة، لم يتبادر إلى ذهن واضعيها، أن سلوك أفراد الشعب وتطور ذهنياتهم الناتجة من التقدم العلمي، سيبلغ هذا الحد الذي نشهده اليوم. كما أن تنامي الحاجات البشرية في أشكالها المختلفة، سيتطلب من الحكومات ممارسة أسلوب مميز في الحوكمة، يعتمد بشكل أساسي على الاتصال، في وقت ستجد هذه الحكومات نفسها مدعوة الى جبه تحديات جمة، في مناخ من العولمة وتسابق الإنسان مع الآلة".

وتابع: "بالنسبة إلى أهمية التواصل بين الحكومة والشعب، إن تطور المجتمع الناتج من التقدم العلمي، وبخاصة في مجالي تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصال، أثر بشكل فعال على أسلوب حياة الأفراد وذهنياتهم وتصنيف القيم لديهم. فالمجتمع المعاصر هو مجتمع استهلاكي معولم، تطورت فيه روح الانتقاد، وتنامت كذلك الحاجة الى فهم الأمور والمعضلات. كما أن نزعة الانتقاد هذه، غالبا ما تنقلب الى روح عدائية تجاه الحكومات والقادة والسلطة. وفيما أصبح التسلط مرفوضا، فالتهاون وقلة الاكتراث والديماغوجية، باتت مرفوضة بشكل أكبر. دخل الإعلام المباشر وغير المباشر، إلى عقول البشر وبيوتهم. دخل إلى أماكن العمل، إلى الحقل والمصنع والمؤسسة، دخل إلى الثكنة وحفر الجنود والخنادق، وأصبح الفرد يسمع ويرى المسؤولين يتوجهون إليه مباشرة. لم يعد هناك دور للوسيط، كي يطلع الناس على مجريات الأمور والمستجدات، وأصبح الفرد مجبرا على اتخاذ موقف معين بين طرفي نزاع، حتى من دون معرفة أي طرف منهما. وما تنامي نزعة الإرهاب والتطرف وإلغاء الآخر وقتله والتي قوبلت بالانعزال والتقوقع ورفض الآخر، إلا انعكاس سيىء لهذا الدفق من الأنباء والمعلومات والإعلام. هذا التحول في السلوك العام، فرض تغيرا في طبيعة العلاقات بين الشريكين، الحكومة والجمهور، ورسم أسلوبا مميزا في ممارسة الحكم او الحكومة، يعتمد بشكل أساسي على الاتصال بين الشريكين".

وقال: "في أسلوب الحوكمة - القيادة المعاصر، إن تحقيق الاتصال الناجح والمفيد بين الحكومة والشعب، لا يجد سبيلا إلا عبر ممارسة مميزة عصرية تعتمد على اللامركزية، المشاركة والاتصال (Communication). والمركزية في الحكم ترهق الحكومات والقيادات، وتبعدهم عن الواقع الذي يعيشه الشعب، وبالتالي عن تكوين رؤية شاملة للأهداف. فيما تتيح اللامركزية، الاتصال اللصيق بالشعب وحاجاته وآرائه. واللامركزية في هذا المعنى، تخفف الأعباء عن الحكومة المركزية، وعبر إدامة الاتصال مع القاعدة، تحقق الليونة وتعمل على ربح الوقت وزيادة التحفيز، وتأتي قرارتها أكثر ملاءمة للاوضاع المتغيرة، ولكن يقتضي الاحتفاظ بوسائل الاسترجاع (Feedback)، لمعرفة الأحداث التي تجري والمستجدات، والقدر المناسب من الصلاحيات، لتمكين الحكومة المركزية من القيام بواجب تنفيذ متطلبات العقد الاجتماعي، عندما يتجاوز الوضع قدرة الحكومات اللامركزية. هذه اللامركزية تتطلب أيضا إشراك المختصين والمسؤولين والهيئات الشعبية في صنع القرارات".

أضاف: "في المشاركة، إن مناخ العولمة يسود الكون وينتشر كالنار في الهشيم، ليطاول كل نواحي الحياة الاجتماعية، الثقافية، السياسية والحياتية، حيث أدى الى تقارب في مفاهيم كثيرة والى تباعد ساحق في أخرى. هذا المناخ ألبس المشاركة لباسا فضفاضا، يبدأ بإشراك المرؤوسين والموظفين والعمال والفلاحين، إلى إشراك المؤسسات إلى جانب بعضها البعض، وصولا إلى إشراك الشعب في اختيار ممثليه وتقرير مصيره، وإشراك الهيئات المنبثقة منه في التعبير عن رأيها في إدارة الشأن العام. ولن نغالي إذا قلنا إن هذه المشاركة أصبحت ملزمة ايضا، مع الحكومات الأخرى والمنظمات العالمية، لإيجاد حلول للمعضلات الكبرى، كالبيئة والفقر والصحة والطاقة، والإرهاب والتطرف وغيرها. وفي يومنا الحاضر نجد لزوما على المجتمع الدولي وعلى الامم المتحدة وخاصة مجلس الامن والدول الخمس الدائمة العضوية التي تحتكر استخدام حق النقض الفيتو ان تعمد الى حل المشكلات المتراكمة، من مشكلة الحرب الباردة وقضية فلسطين واعطاء الفلسطينيين حقوقهم وازالة الظلم والاضطهاد الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، ومحاربة الارهاب وعدم ترك هذه الظاهرة الظلامية لتفتك بالعالم والانسانية وتذبح امام اعين الجميع فهذا لا يجوز ويجب التحرك بشكل فاعل مع الدول العربية مجتمعة للقضاء على هذه الظاهرة المرعبة. هذه المشاركة في داخل الكيانات، يجب أن تراعي كل مكونات الدولة، دون النظر فقط الى أحجامها العددية أو قدراتها الاقتصادية، بل أيضا وأولا قدراتها الحضارية والثقافية والانسانية. إن إشراك كل الشرائح التي سبق ذكرها يحقق الاتصال بين الحكومة والجمهور، وعلى الحكومة تأمين إدامة هذا الاتصال توخيا للفائدة القصوى".

وتابع: "في الاتصال، تقوم الحياة البشرية برمتها على الاتصال، أي العلاقات الانسانية، بما في ذلك العلاقات العاطفية والدينية والعسكرية والسياسية، كذلك التجارية والمهنية والعائلية والاجتماعية. فإذا كان على الحكومة من جهة إقناع الجمهور بأهدافها، فعلى الجمهور من جهة ثانية، دفع الحكومة الى تبني هواجسه وتطلعاته، وتلبية حاجاته المتزايدة. فلا سبيل الى ذلك إلا في الاتصال. ورغم أن الإعلام ما يزال وسيلة ناجحة في الإقناع، فهو يبقى عملا في اتجاه واحد، وبخاصة إذا لم تكن الوسائل الإعلامية حرة وموضوعية. إما الاتصال فهو فكرة أغنى وأكثر إنسانية، هي التبادل وردة الفعل والمشاركة. وإن كانت أبلغ اشكال الاتصال هي اللغة والكلام الانساني، والوجه الذي هو نافذة "الأنا" على الآخرين، والايماءات والحركات والمظهر الخارجي والصوت، فلم يعد الاتصال يقتصر على الخطابة فقط، بل على الوسائل الحديثة وأساليب الحكم العصرية أيضا.

من هنا، يشكل انعدام أقنية الاتصال، وتهرب الحكام والقادة والحكومات من الدخول في الاتصال مع الجمهور والفئات العاملة، ابتعادا ذهنيا وماديا (جسديا) ويخلق حواجز تؤدي الى البيروقراطية في الادارة والمؤسسات. والاتصال المرجو المبني على الثقة والفاعلية، ينبغي أن يجيب عن حاجات الجمهور، ليتلاءم مع مستوى الإدراك والاهتمام لدى الذين يتوجه اليهم، ويتميز بالصراحة والدقة والشفافية والموضوعية المفترضة. وينبغي أيضا أن يكون سهل الاستيعاب، مستداما، شاملا، وفي الوقت المناسب. إذا كان الاتصال الممنهج يمهد الطريق للامركزية والمشاركة، فإن استعمال الأساليب الملائمة يعبد هذا الطريق إلى أسلوب أفضل للحوكمة والقيادة".

وقال سليمان: "بالنسبة إلى أساليب الاتصال، إن الانسان هو العنصر المحوري في تحقيق الإتصال، ومن المهم جدا إشراك المرأة إلى جانب الرجل في هذه العملية، وعلى الحكومات والقادة توفير الأساليب والوسائل، وعلى الجمهور ايضا مسؤولية الانخراط والتفاعل مع الحكومة عبر هذه الوسائل والأساليب، لإقناعها بمطالبه. وجل ما نبتغيه في مؤتمرنا هذا، هو بناء "ثقافة التواصل"، اي ثقافة الحياة والبناء، انطلاقا من برامج العلاقات العامة للتواصل الحكومي للقيام بوظائف الحكومة، الاعلامية، التفسيرية، التسهيلية، التثقيفية، الاقناعية والتقييمية. ينبغي الاعتماد ليس فقط على التقنيات الحديثة، بل ايضا على الطرق المتنوعة وحتى التقليدية منها، التي مارسها منذ القدم الملوك والأمراء والشيوخ ورؤساء العشائر عبر اللقاءات والتجوال بين الناس بالأزياء التنكرية. وأبرز الوسائل والأساليب هي: اللقاءات والاجتماعات وجلسات الحوار (الديوانيات) والخطابات، الاعلام بالاتجاهين عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة والاعلام الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة، الهيئات الناظمة الموازية مثل حكومات الظل وبرلمانات الشباب ووسيط الجمهورية والنقابات والمجالس الاقتصادية المدنية والجمعيات وهيئات المجتمع المدني وغيرها. وسأتوقف هنا، لأن غدا ستظهر وسائل اخرى أكثر تطورا، الأمر الذي يفرض تحديات جمة على القادة والحكومات، كما يلقي ايضا مسؤوليات كبرى على عاتق المرجعيات الوطنية والدينية حتى لا يقودنا الاتصال الى الشر وتدمير المجتمع والخروج من جوهر العقد الاجتماعي".

أضاف: "بالنسبة إلى التحديات التي تواجه الاتصال الحكومي، إن تأثير الاعلام أدى الى غياب الوسيط بين الجمهور والقيادات، وبالتالي الى الشعور بالعزلة لدى الأفراد، وعلى الحكومات والقادة واجب إزالة الحواجز والمسافات المادية والنفسية، التي تفصلهم عن المواطنين عبر الاتصال. وفي مناخ العولمة، يدفع جنون الاستهلاك والتحريض الاعلامي القيم الى الحضيض كما نرى في هذه الايام، ويبقى في ضمير المسؤولين والقادة والحكومات، واجب المحافظة على حقوق الانسان والحريات المسؤولة والقيم الانسانية والاخلاقية والسياسية التي تتطلب حضورا أكبر للدولة. ان بناء ثقافة التواصل لدى المسؤولين والجمهور وتهيئة البيئة المناسبة لذلك عبر فصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وتحقيق توازنها لأن الدمج يقود الى الاستبداد وسن القوانين التي تحمي الاتصال من الغطرسة السياسية وهيمنة الافكار الرجعية التي تخشى أحكام الجمهور وإزالة الرقابة الصارمة عن الاعلام وعدم تكبيل الصحافة بعقائد ديكتاتورية وهدم الابراج العاجية التي تحيط بالمسؤولين والابتعاد عن الغطرسة واعتماد الشفافية عبر اتاحة السبل للجمهور من خلال الاتصال والتعرف الى عادات وتقاليد القادة الذين يتولون شؤونه كما الاطلاع على طريقة حياتهم ومعيشتهم وفهم عواطفهم وردود فعلهم".

وتابع: "التطور مستمر والاجيال تتفاعل معه، افرادا وجماعات. يتسابق الانسان مع التقنية وتتجه المؤسسات نحو نظام التحكم الآلي، لكن يبقى الانسان صمام الأمان، يمنع الشر ويقدم الخير، يقف بوجه الباطل ويعلي شأن الحق. يبقى القادة الذين يعيشون حاضر أمتهم ليسيطروا على الآلة ويقودوا سفينتهم الى شاطىء الأمان من خلال تحميل المواطنين المسؤولية بتطبيق اللامركزية ومشورتهم والحوار معهم عن طريق السماح لهم بالمشاركة واقناعهم بالاهداف المرجوة بتأمين الاتصال الدائم معهم".

وختم سليمان: "منتداكم الدولي هو الاول من نوعه على مستوى المنطقة والعالم. أنا واثق من أنه سيكون على قدر الهمم والعزائم والتطلعات، مساهما في تقدم مجتمعاتنا وأمتنا العربية، وإعطاء الصورة النقية عن هذه المنطقة وعن الاسلام والمسيحية، في وقت تمعن الظلامية والارهاب في تشويه قيمنا وشيمنا. صاحب السمو، أحيي ريادتكم في كل المجالات واشكر لكم مبادرتكم. والسلام عليكم".

وكانت كلمة الختام لعضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، بدأت بعدها جلسات العمل.

من جهة أخرى، شارك سليمان في غداء أقامه حاكم الشارقة على شرف المدعوين.

 

خطوات متسارعة في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين/الوسيط القطري زار جرود عرسال واللواء إبراهيم في تركيا

بيروت - علي الحسيني/الراي

برز تطور لافت خلال الساعات الماضية في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» حمل مدير الأمن العام اللبناني اللواء عبّاس ابراهيم على التوجه إلى تركيا، على ان يعرّج بعدها إلى قطر، لمتابعة آخر التطورات المتعلقة بهذه القضية العالقة منذ الثاني من اغسطس الماضي. وأكدت مصادر موثوقة لـ «الراي» أن «الموفد من قطر (السوري) أحمد الخطيب، العامل على خط التفاوض في ملف المخطوفين، زار لبنان مطلع الاسبوع الماضي، وتحديداً جرود عرسال، حيث التقى مسؤولين عن (داعش) وحصل على ضمانات بالسير بشكل جدّي في عملية التفاوض، التي ارتفع منسوب التفاؤل فيها بعد سماح (داعش) لوالد الجندي المخطوف محمد يوسف، بالصعود إلى الجرود، بطلب من الوسيط القطري، لكن من دون أن يتمكّن من رؤية ولده لأسباب قال لـ (الراي) انها تقنيّة بحتة، وسط تأكيد مَن التقاهم أن ابنه بخير». وفي الوقت الذي رفض فيه أحد المفاوضين الأساسيين مع «داعش» نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي، التحدث في الموضوع نظراً لحساسيّة «اللحظة»، أكد الشيخ مصطفى الحجيري لـ«الراي» أن «الملف سيشهد انفراجات قريبة جدّاً، وهناك آلية عمل جديدة للوصول الى حل، اعتمدت بين الحكومة اللبنانية والجهة الخاطفة، عبر قنوات اتصال غير مباشرة، تنازل فيها الطرفان عن شروط مُسبقة، في طليعتها خفض عدد السجناء الإسلاميين الذين سيُفرج عنهم من سجن رومية، مقابل كل عسكري لبناني مخطوف، إضافة إلى حصول (النصرة) على وعد بتسريع هذه العمليّة والموافقة عليها من الحكومة اللبنانية مجتمعة». وقال الحجيري: «من الواضح أن الأطراف جميعهم يُريدون إنهاء هذا الملف بصدقية. وشخصيّاً لمست من مسؤولي (النصرة) في الجرود تجاوباً صريحاً وواضحاً بهذا الشأن، وما أعرفه أن الجميع متفقون على الصيغة التي وضِعت، لكن يبقى هناك تفصيل حسّاس جدّاً متعلّق بعدد العسكريين اللبنانيين الذين سيتم الإفراج عنهم في عمليّة التبادل، التي يبدو أنها ستجرى على مرحلتين أو ثلاث».

 

من هو سليمان شاه الذي قامت تركيا بعملية لنقل رفاته من سوريا؟

النهار/اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان تركيا نظمت عملية عسكرية واسعة واعادت بدون معارك اربعين جنديا تركيا كانوا يحرسون ضريح سليمان شاه الواقع في منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية. وقد قالت تركيا انها اعادت رفات الشخصية التركية موقتا الى تركيا. لكن من هو سليمان شاه؟ سليمان شاه بالتركية (SüleymanŞah)،هو ابن قتلمش ووالد أرطغل الذي هو والد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية سنة 1299. ويحكى أن المغول غزوا امبراطورية سليمان شاه بغتة، فلقي حتفه غرقاً في نهر الفرات اثناء محاولته الفرار سنة 1227 ودفن بالقرب من المكان المسمى حالياً ترك مزاري في قلعة جعبر في سوريا. ويشكك بعض المؤرخين في الروايات الرسمية عن ضريح شاه قائلين إنها ربما لُفقت لاحقًا لإثراء هوية تركية امبراطورية ثم هوية وطنية.

وبحسب المادة التاسعة من معاهدة أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا (في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا) سنة 1921، اتُفق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، وحالياً يعتبر هذا المزار، الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود الدولة، ويسهر على حماية المزار جنود أتراك. في سنة 1973، كانت مياه سد الفرات ستغمر الضريح، بعد مفاوضات تركية - سورية تقرر نقل الضريح إلى منطقة أخرى مسيجة على شريط من الأرض ناتئ في ماء نهر الفرات قرب قرية قره قوزاك على بعد 25 كم من تركيا مساحتها 8,797 متر² داخل محافظة حلب. يذكر أن الأرض المحيطة بالضريح أرض قاحلة ليس فيها سوى بعض القرى المبعثرة هنا وهناك، وتتولى كتيبة تركية تتمركز قرب الحدود السورية تدوير الوحدات التي تحرس الضريح. كما انه بني مركز شرطة سوري إلى جانب موقع الضريح، وفي عام 2010 قررت اللجنة المشتركة لبرنامج التعاون السوري - التركي وضع لوحات وشاخصات دلالة للموقع وصيانة الطريق المؤدية إلى الضريح باعتباره مقصداً سياحياً للزوار الاتراك وخلال زيارة الرئيس التركي عبد الله غول إلى حلب زار وفد رسمي تركي الضريح وقرر اقامة أعمال صيانة وترميم فيه .

 

شيخ الازهر يدعو الى مراجعة الانظمة التعليمية لمواجهة الارهاب

نهارنت/دعا شيخ الازهر احمد الطيب الاحد في افتتاح "مؤتمر الاسلام ومحاربة الارهاب" في مكة المكرمة، الدول الاسلامية الى مراجعة برامجها التعليمية لـ"تصحيح المفاهيم المغلوطة" المرتبطة بالجهاد والتكفير في المدارس والجامعات. من جهته، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الى "تشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم". وقال شيخ الازهر في كلمته "أتمنى لو أن مقرراً دراسياً في مدارسنا وجامعاتنا يعنى عناية خاصة بتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة حول قضايا شغلت الأذهان والعقول مثل قضية الجهاد وقضية التكفير وخطر الفرقة والتنازع". واضاف شيخ الازهر "ما لم نحكم السيطرة التعليمية والتربوية في مدارسنا وجامعاتنا على فوضى اللجوء إلى الحكم بالكفر والفسق على المسلمين فإنه لا أمل في أن تستعيد هذه الأمة قوتها ووحدتها وأخوتها وقدرتها على التحضير ومواكبة الأمم المتقدمة". وشدد الشيخ احمد الطيب على "الأثر المدمر لنزعة التكفير في تمزيق وحدة المسلمين، وما تثمره هذه النزعة المقيتة من أشواك الكراهية والأحقاد بين المسلمين، وما يترتب على ذلك من التشرذم والانقسامات".

وشن شيخ الازهر هجوما عنيفا على التنظيمات الجهادية من دون ان يسميها داعيا "للتصدي لهذا البلاء الشديد الذي ابتليت به منطقتنا العربية، والمتمثل في جماعات العنف والإرهاب الغريبة عن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وتاريخاً وحضارة". واضاف "ومن المؤلم أن هؤلاء قساة القلوب غلاظ الأكباد قد خرجوا عن السيطرة، حتى كدنا نعتاد أساليبهم المتوحشة وممارساتهم اللاإنسانية في تنفيذ جرائمهم البشعة، وكأنهم يتحرقون تحرق الظمآن إلى القتل وقطع الرؤوس وحرق الأبرياء وهم أحياء"، في اشارة خصوصا الى قتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا وتوزيع شريط فيديو حول عملية القتل. ودعا شيخ الازهر الى عدم قيام اتباع المذاهب والطوائف بالترويج لمذاهبهم وطوائفهم في مناطق تدين لمذاهب اخرى. وقال "أدعو إلى مؤتمر نخرج منه بإقرار سلام في ما بيننا أولاً نحن أهل العلم والمنتسبين إليه، بمختلف مذاهبنا ومشاربنا، نستثمر فيه ما هو ثابت بيننا من الأصول المشتركة نجتمع عليها (...) وألا يروج لهذا المذهب أو ذاك في البلاد التي تتجافى عنه بالمال واستغلال الفقراء والمعوزين وتجنيدهم ليكونوا أنصاراً لتلك الطائفة أو ذاك المذهب". والقى الامير خالد الفيصل بن عبد العزيز امير منطقة مكة المكرمة كلمة العاهل السعودي الذي ندد بتنظيم الدولة الاسلامية من دون ان يسميه عندما قال "ان هؤلاء الإرهابيين الضالين المضللين قد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالإسلام (...) أن يطعنوا في ديننا القويم الحنيف ويتهموا أتباعه الذين يربو عددهم عن المليار ونصف المليار بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الإسلام من قريب أو بعيد". واوضح العاهل السعودي انه دعا لعقد هذا المؤتمر "لتشكيل منظومة إسلامية جماعية تتصدى لتشويه الإرهاب صورة الإسلام والمسلمين في العالم وتدرأ خطره العظيم على كيان أمتنا الإسلامية بل وعلى العالم أجمع بوضع خطة إستراتيجية فاعلة نلتزم بها جميعا لمكافحة هذا الداء الوبال الذي هو صنيعة الفكر المتطرف لهؤلاء الجهال والعملاء". وكالة الصحافة الفرنسية

 

شقيق روحاني انضم إليها وكيري لوح بوقفها ومحادثات أميركية – إيرانية في جنيف

جنيف – وكالات: تجري الولايات المتحدة وإيران محادثات حاسمة بشأن ملف طهران النووي, وتسعيان لتضييق هوة الخلافات الكبيرة أملاً بالتوصل إلى اتفاق قبل نهاية مارس المقبل ينهي النزاع ويتيح التوصل إلى تسويته سلمياً. ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى جنيف مساء أمس للقاء نظيره الايراني محمد جواد ظريف, حيث يفترض أن يجريا محادثات ليومين في فندق فخم على ضفاف بحيرة ليمان, ويواصلان بذلك سلسلة من الاتصالات جرت في الاسابيع الأخيرة في مناسبات عدة. وفي مؤشر على تكثيف الجهود من أجل إقرار اتفاق في ما تبقى من وقت, انضم للمحادثات للمرة الأولى وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز, ورئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي وحسين فريدون شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني ومستشاره الخاص. لكن التصريحات التي سبقت المحادثات لم تعكس تفاؤلاً بإمكانية تحقيق اختراق, حيث أكد ظريف أمس ان المفاوضات الثنائية التي جرت على مستوى متوسط, خلال اليومين الماضيين, أسفرت عن “مناقشات جيدة من دون التوصل لاتفاقات”, مشيراً إلى استمرار الخلافات. وقال إن “الفجوة الاساسية في رأيي نفسية, إذ تعتقد بعض الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة أن العقوبات أساسية ووسيلة للضغط على ايران. طالما استمر هذا التفكير سيكون من الصعب للغاية التوصل لتسوية”. بدوره, عبر كيري عن حذر حيال إمكانية تحقيق اختراق, مؤكداً وجود “ثغرات كبيرة حتى الآن وطريق طويلة” قبل التوصل الى اتفاق. وقال بعد لقاء مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن, اول من امس, ان “الرئيس (باراك) اوباما ليس لديه اي نية لتمديد هذه المفاوضات الى ما بعد الفترة التي تم تحديدها … وأنا واثق بأن الرئيس اوباما مستعد تماما لوقف هذه المفاوضات” إذا شعر بأن طهران غير مستعدة لاتفاق. وحرص كيري على تأكيد وحدة مجموعة “5+1 في المفاوضات مع ايران, قائلاً “ليس هناك أي خلاف بشأن ضرورة أن تثبت طهران أن برنامجها النووي سيكون سلمياً مستقبلاً”. وبشأن مشاركة وزير الطاقة الأميركي للمرة الأولى في المحادثات, قال كيري ان “هذه المفاوضات تقنية جداً. ولأننا نعمل من اجل التوصل الى اتفاق حول بعض القضايا الصعبة جداً تقرر انه من الضروري والمناسب وجود طاقمنا التقني”, لكنه أضاف إن “وجود هذا الطاقم لا يدفعني الى استنتاج” ان التوصل الى اتفاق بات وشيكاً. وكان الجانبان اتفقا على جدول زمني من مرحلتين للتوصل الى اتفاق سياسي قبل 31 مارس المقبل ثم لوضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية قبل نهاية يونيو المقبل, لكن طهران تطالب باتفاق واحد يتضمن الجانب السياسي والتفاصيل في الوقت نفسه. ومن النقاط الاساسية في الاتفاق النهائي كمية اليورانيوم التي سيسمح لإيران بتخصيبها وعدد ونوع أجهزة الطرد المركزي التي يمكنها امتلاكها, إضافة إلى وتيرة رفع العقوبات الدولية عنها.

 

خلفان يدعو لإعادة إيران إلى المذهب السني

السياسة/شن نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان هجوماً شديداً على إيران, داعياً إلى إعادتها للمذهب السني. وقال خلفان في سلسلة تغريدات بصفحته على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي, أمس, إن “سعي إيران الدؤوب إلى زعزعة أمن واستقرار دول الجوار أمر غريب.. الجار دائماً له حق, لكن تدخل إيران يفسد العلاقات على الدوام”, مضيفاً أنها “تدخلت في العراق ودمرته, وتدخلت في سورية ودمرتها وحالياً تسعى لتدمير اليمن بعد فشلها في البحرين والمنطقة الشرقية”. وطالب المسلمين في تغريدة ثانية بأن “يعيدوا إيران إلى المذهب السني الذي كانت عليه قبل إسماعيل الصفوي”, في إشارة إلى مؤسس الدولة الصفوية في الجمهورية الإسلامية, مضيفاً “يصلون السنة في بيسمنت (سرداب) للسفارات والقنصليات الخليجية, وممنوع فتح مسجد للسنة في طهران.”وفي تغريدة ثالثة, قال خلفان “لا تنسوا أن إيران ولاية من ولايات الدولة الإسلامية في عهد عمر رضي الله عنه”.

 

الراعي لن يُبادر الآن لجَمع عون وجعجع

الجمهورية/كثُر الكلام عن مبادرةٍ لبكركي تهدف إلى جمع القادة الموارنة بعد عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الفاتيكان، لإعادة البحث عن حلول رئاسيّة بنكهة مارونية. عاد الراعي الى بكركي من الفاتيكان أمس الأول، وفي ذهنه حقيقة راسخة بعدما إلتقى البابا فرنسيس والموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، وهي أنّ فرنسا والفاتيكان لم يتخلّيا عن موارنة لبنان، بل إنّ الموارنة تخلّوا عن أنفسهم ودخلوا زمن المناكفات السياسيّة والحروب الإلغائيّة التي لا تعرف النهاية. في زمن الحوارات، عُقد إجتماع مجلس المطارنة الموارنة، وفي وقت كان ينتظر أن يركّز في بيانه الختامي على جمع القادة الموارنة، ودعم الحوار القائم بين رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع، وُجّهت بوصلة البيان نحو رفض إدخال لبنان في المحاور الإقليميّة وإختزال كلمة اللبنانيين، في ردّ على كلمة الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي إنتقد سياسة النأي بالنفس وحياد لبنان. في الشقّ المسيحي الداخلي، علمت «الجمهورية» أنّ الاجتماع «لم يتطرّق الى الحوار القائم بين عون وجعجع نهائياً، بل تمّ التشديد على دعم الحوارات القائمة بين جميع اللبنانيين. وعندما إنتهى الإجتماع، سُئل البطريرك الراعي: هل ستجمع عون وجعجع، وهل هناك مبادرة ما، وفي أيّ وقت ستتم؟ فكان جوابه: «لستُ مستعدّاً الآن لجمعهما، وعندما أرى الظروف ملائمة ومهيّئة لهكذا لقاء، لن أوفّر أيّ جهد في هذا المجال».

وتقول أوساط بكركي، إنّ «الراعي يراقب حوار عون وجعجع، وهو جَمَعهما مع بقية القادة عندما كان الخلاف الماروني يبلغ مرحلة القطيعة والخلاف الشخصي، وقد نَجَح في كسر الجليد بينهم، لكنه أصيب بالخيبات مرّات عدّة، وبما أنّ الحوار قائم على قدم وساق بينهما، فلن يتدخّل الراعي إلّا إذا دعت الضرورة، لأنّ بكركي لا تبحث عن دورٍ سياسي، وكلّ ما تتمنّاه أن يتفق الموارنة قريباً على رئيس، وهي ستبارك هذا الاتفاق مهما كان، وهي بهذا تعطي القادة كلّ ثقتها، وبالتالي عليهم أن يكونوا على قدر الثقة الممنوحة لهم».

أمّا في ملفّ زجّ لبنان في نزاعات المحاور، فترى الأوساط أنّ «نظرية حياد لبنان هي نظرية قديمة جدّاً وتطرحها بكركي حلاً للأزمات المتتالية، أما كلام نصرالله عن ذهاب الجميع الى الحرب في سوريا والعراق، فهو يناقض العقيدة المسيحيّة اولاً، واللبنانية ثانياً. فـ»حزب الله» يملك عقيدته الخاصة، بينما نحن متمسّكون بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، ونرفض تحويله ورقة في يد أيّ دولة، خدمة لمصالح تُناقض مصالح أبنائه». وتدعو أوساط بكركي، «حزب الله»، الى «العودة الى لبنان، وعدم أخذ اللبنانيين الى مكان لا يرغبون بالذهاب إليه، فلا يحقّ لفريقٍ الإستفراد بالقرارات والحلول مكانَ الدولة التي تملك وحيدة حقّ تقرير الحرب والسلم». وفي إنتظار نضوج الحوارات والتسويات، تبقى صورة الإستحقاق الرئاسي سوداويّة وقاتمة، إذ إن لا شيء قريباً يوحي بفرج رئاسي، وقد تشاور الراعي في مطار روما مع الرئيس تمام سلام في العوائق الرئاسيّة، ووضع الدولة ككل، والعمل الوزاري، وسط شلل المؤسسات، إضافة الى المسائل التي تشغل بال المسيحيين، من قضية ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وصولاً الى ملف الحوض الرابع. وسيستكمل مشاوراته في بيروت مع سفراء الدول الكبرى، إضافة الى سفيرَي إيران والسعودية، وسيستكمل إتصالاته مع الرئيس سعد الحريري وبقيّة الافرقاء. أما عدم تدخله في حوار جعجع وعون حالياً، فلا يعني أنّه لن يعقد لقاءات منفردة مع الزعماء الموارنة، وهي لقاءات بدأت منذ نحو الشهرين. من هنا، كلّ اقنية الإتصالات مفتوحة، خصوصاً أنّ بكركي تعوّل على حراك الحريري وحواره مع «حزب الله»، علّه يلاقي حوار المسيحيين.

 

أوباما وثلاثة انقلابات

غسان شربل/الحياة/23 شباط/15

حين دخل البيت الأبيض كان يحلم بأيام اخرى. كان يأمل بإعادة الجنود الأميركيين وطي صفحة الحروب التي أطلقها جورج بوش واستنزفت الكثير من الدم والبلايين. ولعل باراك اوباما كان يتمنى أن يكتفي بقتل أسامة بن لادن ومطاردة أنصاره بطائرات من دون طيار. حروب بوش أقنعته بأن مهمة تغيير العالم أكبر من قدرات أميركا منفردة، وبأنه ليس من مسؤولية بلاده اقتلاع هذا الديكتاتور أو ذاك بواسطة جيشها، خصوصاً بعدما تبدى أن زراعة الديموقراطية باستخدام الدبابات ليست محمودة العواقب.

وخلافاً لما تمناه، يسبح أوباما اليوم في عالم أشد خطورة لا يملك رؤية واضحة لاحتواء مفاجآته وانهياراته. سياسته تشبه محاولة التكيُّف مع آثار الزلازل ومطلقيها أكثر مما تشبه ضبط الاتجاهات ومحاولة التحكم بمسار الأحداث. فجأة وجد نفسه كَمَنْ يلعب بالقنابل، وها هو يواجه امتحانات متلاحقة في ثلاثة انقلابات كبيرة ومكلفة.

الانقلاب الأول يقوده رجل اسمه فلاديمير بوتين، كان يفترض أن يكون شريكه ومنافسه تحت سقف العالم الذي ولد غداة اندحار الاتحاد السوفياتي وانتحاره. أخفى بوتين طويلاً مراراته وأظافره بانتظار اللحظة المناسبة. ما زال يعتبر الولايات المتحدة عدواً وخطراً داهماً، بسياساتها وإمكاناتها ونموذجها.

من وجدوا صعوبة في فهم التشدد الروسي في الملف السوري يستطيعون الآن العثور على التفسير. في الملف السوري أراد بوتين أن يثبت أن مرحلة القوة العظمى الوحيدة المطلقة الصلاحيات قد انتهت. وأن روسيا لن تسمح لأميركا بالتدثُّر بعباءة مجلس الأمن لاقتلاع نظام هنا أو هناك. قدَّم على الأرض السورية دليلاً على محدودية القوة الأميركية بعد حربَيْ أفغانستان والعراق. ساعده الالتزام الإيراني القاطع بمنع إسقاط النظام السوري.

مع اندلاع الأحداث في أوكرانيا تبيَّن ان بوتين تخطى تسجيل الاعتراضات والمواقف والمشاكسات إلى إطلاق انقلاب على التوازنات التي قامت غداة تواري الاتحاد السوفياتي. بضلوعه الواضح في عملية تفكيك أوكرانيا، بعث بوتين برسالة صارمة الى الدول المجاورة لبلاده وهي رسالة صارمة أيضاً لأميركا وأوروبا وحلف «الناتو». انتقلت روسيا من الدفاع الى الهجوم. تحاول رسم مجال حيوي لن تسمح للدول الواقعة فيه بالتحول بيادق أطلسية أو منابر للترويج للثورات الملونة.

كانت القارة الأوروبية تعتقد بأنها ودَّعت هذا النوع من السياسات والممارسات. لعلها أساءت تقدير أن يكون الكرملين في عهدة كولونيل سابق في «كي جي بي» كان يرسل تقاريره بالحبر السرّي من قرب جدار برلين. عاودت رياح الحرب الباردة هبوبها، وها هم جنرالات الأطلسي يتولّون تحديث خطط قديمة، وها هي دول البلطيق تتحسس خرائطها وأقلياتها الروسية فيما تعاود بولندا البحث عن ضمانات ضد أشباح التاريخ.

الانقلاب الثاني يقوده المرشد الإيراني صاحب الكلمة الأخيرة بغض النظر عن قبضة أحمدي نجاد أو ابتسامة روحاني. المفاوضات النووية لم تلجم الاندفاعة الإيرانية في الإقليم، والدليل المجازفة الحوثية في اليمن. قد تكتفي إيران بامتلاك القدرة على صنع القنبلة في هذه المرحلة من دون انتاجها، لكن ذلك لا يلغي التغييرات الفعلية التي أجرتها في عدد من دول المنطقة. المسؤولون الإيرانيون أنفسهم يفاخرون بامتلاك التأثير الحاسم في أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. هذه التغييرات تشكّل انقلاباً صريحاً على التوازنات التي كانت قائمة في المنطقة قبل سقوط جدار صدام حسين.

الانقلاب الثالث يقوده «الخليفة» ابو بكر البغدادي، وهو انقلاب على التوازنات الإقليمية والقيم العالمية وعلى التعايش والحدود الدولية. عوامل عدة سهّلت للبغدادي إطلاق انقلابه. ويلات الحرب السورية. سياسات الثأر في بغداد. انتكاس العلاقات السنّية - الشيعية في الإقليم. الخوف من نجاحات البرنامج الإيراني.

أرغم انقلاب «داعش» إدارة اوباما على إعادة طائراتها ومستشاريها الى المنطقة التي حاولت الفرار من وحولها. لا خيار أمام أميركا غير إلحاق الهزيمة بـ «داعش». ثمة من يعتقد بأن اقتلاع «دولة» البغدادي سيؤدي الى ما يشبه اقتلاع نظام صدام. أي أن إحباط الانقلاب الثالث سيساهم في تعزيز موقع الانقلاب الثاني. وثمة من يرى أن الحسابات الروسية والإيرانية ليست متطابقة في سورية والمنطقة، وأن أي صفقة فعلية بين ورثة الخميني و «الشيطان الأكبر» ستشكل خسارة فعلية لروسيا.

لا يملك أوباما استراتيجية واضحة ومقنعة في التعامل مع الانقلابات الثلاثة. يراهن على إلحاق الهزيمة بـ «الخليفة» مهما تأخّر الوقت. يراهن على تسوية مع المرشد تاركاً للإيرانيين أنفسهم مهمة دفع الثورة الى التقاعد في ظل دولة طبيعية، وإن تأخّر الموعد. يراهن على ان تؤدي أوجاع الاقتصاد الروسي الى لجم الميول الانقلابية لقيصر لم ينسَ الانقلاب الأميركي الذي أطاح جدار برلين ودفع الاتحاد السوفياتي الى المتاحف.

 

السيسي يؤكد متانة العلاقات مع دول الخليج... والحاجة إلى قوة عربية موحدة

غسان شربل/الحياة/23 شباط/15

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الأحد) إن هناك حاجة "ملحة" إلى تشكيل قوة عربية موحدة للتصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة، وذلك في إشارة إلى تصاعد أعمال العنف التي يرتكبها متطرفون في دول عدة. وشدد أيضاً على أن علاقات بلاده بدول الخليج لا تزال قوية ومتينة، وذلك رداً على تكهنات بتضرر العلاقات بعد تسريبات مزعومة له تتضمن إساءات لبعض الدول في المنطقة. وشنت مصر الأسبوع الماضي غارة جوية على أهداف قالت إنها تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ليبيا بعد بث التنظيم تسجيلاً مصوراً يظهر عملية ذبح 21 عاملاً مصرياً مسيحياً خطفوا في ليبيا. وقال السيسي في كلمة تلفزيونية مسجلة أذيعت مساء اليوم "نحن لا نعتدي، لا نهاجم، لا نغزو. ما نفعله هو أننا نحمي بلادنا". وأوضح أن الطائرات المصرية استهدفت 13 هدفاً درست بعناية ودقة، ونفى أن تكون استهدفت مدنيين. وذكر أن الكثير من الدول العربية أعربت عن تضامنها مع مصر بعد حادث ليبيا وبعضها عرض تقديم دعم عسكري مثل الأردن والإمارات.

وقال إن "الحاجة إلى قوة عربية موحدة أصبحت اليوم ضرورة ملحة، لأن دولنا تواجه تحديات ضخمة، لن نستطيع التغلب عليها من دون أن نتحد". وفي وقت سابق هذا الشهر بثت قناة "الجزيرة" ومواقع تابعة لجماعة "الإخوان المسلمين"، التي أزاحها الجيش من السلطة العام 2013 إثر احتجاجات شعبية، تسريبات مزعومة يتحدث فيها السيسي وأحد مساعديه حين كان وزيراً للدفاع بطريقة غير لائقة عن بعض دول الخليج. وتدهورت العلاقات بين مصر وقطر بشدة بسبب الدعم الذي تقدمه الدوحة لجماعة "الإخوان" واستضافتها لعدد من قادتها.

وأثيرت تكهنات حول وجود خلافات بين مصر من جهة والسعودية والكويت والإمارات من جهة أخرى. وشدد السيسي اليوم على متانة العلاقات مع دول الخليج ونفى أن تكون مثل هذه التسريبات صحيحة، وقال "لا يمكن أبداً أن نسيء لكم".

وأضاف أن الدعم الذي قدمته الدول الثلاث "هو أحد الأسباب الرئيسة التي مكنت مصر من الوقوف والصمود أمام كل التحديات التي واجهتها". وأثناء الفواصل التي تخللت كلمة السيسي عرضت صوراً له مع قادة خليجيين وعرب من بينهم عاهل السعودية الراحل الملك عبدالله والعاهل الجديد الملك سلمان وغيرهما من حكام المنطقة. وعلى صعيد الجهود المبذولة للقضاء على خطر المتشددين في شبه جزيرة سيناء حيث يتمركز متطرفون موالون لـ "داعش" قال السيسي إن قوات الجيش والشرطة تبذل جهوداً كبيرة لاستعادة السيطرة الكاملة على المنطقة الاستراتيجية على الحدود الشرقية للبلاد. وأكد أن "سيناء لن يتم إعمارها من دون وجود أمن واستقرار، ولن تنتهي جهودنا إلا بانتهاء البؤر الموجودة هناك". وقتل مئات من رجال الجيش والشرطة في الهجمات التي يشنها المتطرفون منذ عزل مرسي. وتعهد السيسي في كلمته اليوم بالإفراج عن مجموعة من الشبان المحتجزين في قضايا تتعلق بالاحتجاجات، وقال إنه سيتم الإفراج خلال الأيام المقبلة عن الدفعة الأولى منهم. وحاول السيسي في كلمته طمأنة الشعب المصري بأن الحكومة تمضي في الطريق الصحيح فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والاقتصاد بعد سلسلة من الحوادث الدامية التي شهدتها البلاد أخيراً. وإلى جانب ذبح العمال في ليبيا، قُتل 22 مشجعاً في أحداث عنف قبل مباراة لكرة القدم في وقت سابق هذا الشهر، وقتل 30 على الأقل من قوات الجيش والشرطة في هجمات متزامنة في سيناء الشهر الماضي.

 

«الدواعش» باقون حتى قيام الخريطة الجديدة

جورج سمعان/الحياة/23 شباط/15

كلما تمددت «الدولة الإسلامية» ازدادت الحرب على الإرهاب تعقيداً. وبات القضاء على تنظيماته رهن تسويات وحلول لأزمات قديمة أو جديدة مستعصية. لم تعد الحملات العسكرية هي الرد الوحيد والعلاج الناجع على جماعة راديكالية تجاوزت تنظيم «القاعدة» وبرنامجه في نشر فروع للتنظيم إلى إعلان دولة لا تعترف بالحدود الجغرافية وبالمفهوم الحديث للعلاقات بين الدول، ولا بالأعراف التي تحكم بين المكونات المختلفة للمجتمعات. الجدل القائم حول سبل مواجهة «التنظيم» الإرهابي في ليبيا لا يكشف جديداً، بمقدار ما يكرس قواعد يصعب توافرها لقيام مواجهة دولية شاملة وناجعة للقضاء على الجهاديين والمتطرفين. استجابة المساعي المصرية للرد على التحدي الخطير على حدودها الغربية بات رهن توافق القوى السياسية الليبية على حكومة اتحاد وطني. هذا ما تريده صراحة الولايات المتحدة ودول أوروبية ودول عربية مثل الجزائر وتونس وليس قطر فحسب التي تجدد الخلاف بينها وبين مصر.

ربط التوافق على عناصر المواجهة مع «داعش» بتسوية سياسية يحمل في طياته مجازفة كبيرة. لن يكون الوقت عاملاً مساعداً. فماذا لو أرسى «داعش» من سرت ودرنة نوعاً من الوحدة أو التفاهم مع «أنصار الشريعة» في بنغازي؟ ماذا لو توافق الطرفان على توحيد الجهود والعمليات مع فروع «القاعدة» في مالي ودول الصحراء وجماعات «بوكو حرام» الناشطة في وسط أفريقيا؟ ستكون لها بلا شك «دولة إسلامية» بحجم «دولة أبي بكر البغدادي» في بلاد الشام وربما أكبر إذا تمددت نحو «الشباب المجاهدين» في القرن الأفريقي والصومال. لكنها تتجاوزها خطراً ليس على دول الجوار فحسب، بل على أوروبا التي تجاهد يومياً لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين. فقد يحمل هؤلاء في مراكبهم غداً جهاديين يتمثلون بما فعل زملاؤهم في باريس وكوبنهاغن. ولم يبالغ رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تحذيره من «التهديد المباشر الذي يمثله قيام معقل جديد للجهاد الإرهابي تحت أعيننا وليس بعيداً من حدودنا». يقصد «داعش» ليبيا.

لا تضع الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى قواعد جديدة لإطلاق الحرب على التنظيم الإرهابي في ليبيا. لكنها لا تعتمد أيضاً على معايير واحدة موحدة. عندما قامت «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية. تمسكت الإدارة الأميركية بشروط سياسية عدتها ضرورية لقيام التحالف الدولي - العربي الحالي. أصرت على تغيير حكومة نوري المالكي الذي حمله الرئيس باراك أوباما متأخراً مثلما حمل الرئيس بشار الأسد مسؤولية نمو التطرف وانتشاره وقيام «الدولة الإسلامية». وضع قواعد وشروطاً غير عسكرية يجب توافرها قبل شن الحرب على الإرهاب. وهكذا لنجاح الحملة في العراق لا بد من أن يصلح حيدر العبادي وحكومته ما أفسده سلفه في الحياة السياسية ومفهوم الشراكة والمحاصصة. ولتفعيل الغارات على التنظيم في سورية لا بد من تسوية لأزمة هذا البلد، وإيجاد شريك على الأرض. وحتى ذلك الحين لا بأس بخطة طويلة الأمد تقوم على تدريب مجموعات «معتدلة» للمساعدة في احتواء «داعش» ووقف تمدده وليس ضرب النظام في هذه المرحلة. وهكذا مثلاً، لقتال «بوكو حرام» في أفريقيا شمالاً ووسطاً لا بد من التنسيق مع نيجيريا، وتفعيل قرارات قمة ياوندي وبناء القوة المشتركة للكاميرون وتشاد والغابون والكونغو وغينيا الاستوائية وجمهورية أفريقيا الوسطى. على غرار التحالف في بلاد الشام. وعلى غرار قوات البعثة الأفريقية التي تقاتل حركة «الشباب المجاهدين» في الصومال. وعلى غرار ما كان في أفغانستان. حيث هناك حكومة مركزية يمكن البحث في تجنيد الحملات. أما في غياب التوافق الداخلي فلا بد من الانتظار!

ما يسري على سورية يسري إذاً على ليبيا. لا بد من التسوية السياسية أولاً، وإن كانت شكلية، إذ إن التغيير السياسي في بغداد ظل إلى اليوم قاصراً عن الأهداف التي توختها الإدارة الأميركية. والدليل أن القوى السنّية تتردد في خوض الحرب، بل تتعالى الاتهامات من منظمات دولية وقوى محلية، رسمية وأهلية لميليشيات «الحشد الشعبي» بارتكاب جرائم حرب. وتحذر من سياسة واضحة بغية تغيير ديموغرافي في مناطق كثيرة حتى تلك التي لم يصل إليها «داعش». أبعد من ذلك، يتحدث أهل «التحالف» عن غياب الاستراتيجية الواضحة لهذه الحرب وأهدافها النهائية. التحالف يضم دولاً لا تشارك في الحملة (قطر وتركيا...) أو تشارك على طريقتها وهواها، وبعضها يشارك بانتظار أن تساعده الظروف على فرض أجندته. فيما تنخرط في الحملة دول وقوى (إيران وميليشيات شيعية) هي خارج صفوف التحالف.

ما دامت ليبيا لم تهتد إلى حكومة وحدة وطنية وإن شكلية، فلن يهتدي المتضررون من «داعش» إلى ما يقيهم خطر الإرهاب. يجب استعجال نجاح المصالحة بين المتصارعين في الشرق الليبي وغربه وما بينهما. وعلى مصر والجيران الآخرين أن يتريثوا، وإن دهمتهم متاعب ومشاكل ومجازر. لن يسمح المجتمع الدولي برفع حظر السلاح عن الحكومة الشرعية وجيشها الوطني. تخشى دول غربية أن يستخدم السلاح في الصراع بين القوى التي تتنازع السلطة وتتقاتل للسيطرة على النفط، حقولاً ومنابع وطرق وموانئ تصدير... يجب أن ينتظر الجميع نجاح مهمة المبعوث الدولي برناردينو ليون. الليبيون منقسمون سياسياً وعسكرياً وجهوياً وقبلياً. الخلاف بين قوتين تزعم كل منهما احتكار الشرعية. وتحول نزاعهما قبلياً وجهوياً. وتركز في بنغازي، وفي محيط العاصمة طرابلس، وفي مناطق جنوبية. ليس بين قبائل بعينها ككتل واحدة. ثمة قوى من الشرق والغرب تقف مع حكومة عبدالله الثني والبرلمان المنتخب أخيراً. ومثلها قوى من الشرق والغرب تقف مع المؤتمر الوطني الذي انتهت ولايته والحكومة التي تنبثق منه. وواضح أن هذه القوى والتيارات تتلكأ في الحوار، بانتظار أن يحقق طرف خرقاً أو انتصاراً كبيراً على الطرف الآخر يعزز موقفه التفاوضي. أو بانتظار توافقات خارجية تدعم هذا الطرف أو ذاك.

في ظل هذا الانقسام لا يمكن الليبيين أن يجمعوا على تدخل خارجي، حتى وإن كان مصرياً. ومثل هذا التدخل سيضعف القوى السياسية التي تلتف حول الجيش الوطني واللواء خليفة حفتر. وأصلاً مثل هذا التدخل ليس وارداً. وليس في برنامج الرئيس عبدالفتاح السياسي وحكومته أي توجه نحو تدخل ميداني في أزمة ليبيا. فالقوات المصرية تخوض مواجهتها الخاصة في سيناء ومدن مصرية أخرى، ولا يمكنها أن تتحمل حرب استنزاف قد يكون ثمة من يسعى إلى جرها إليها. لذلك، تركز القاهرة على حض أوروبا على التدخل وإكمال المهمة التي كان «الناتو» بدأها وتوقفت مع إسقاط العقيد القذافي. لا تريد أن تتدخل، مثلها مثل الجزائر التي لا تزال تتذكر صور حربها الأهلية. ولا تزال تتذكر ما حصل قبل سنتين في الهجوم الإرهابي على المجمع الغازي في أميناس بالصحراء. ومثلها مثل تونس التي تسعى إلى تمتين جبهتها الداخلية سياسياً للوقوف في وجه المتطرفين المقيمين والوافدين عبر حدودها البرية.

تمدد الإرهاب في ليبيا يطرح أخطاراً جمة على دول الجوار كلها، وعلى مصر خصوصاً. وبدأ يؤثر في أمنها واستقرارها. الأبواب مفتوحة أمام العناصر والسلاح إلى سيناء وغيرها. والغارات على مواقع «داعش» في درنة ليست تغييراً في سياسة القاهرة الحذرة جداً من التدخل وتداعياته. لا تود الخوض في وحول الوضع الليبي. ما تريده هو أن يقف العالم خلف البرلمان المنتخب حديثاً وحكومته والجيش الوطني. لا تريد رؤية «الإخوان» يعودون إلى صدارة المشهد كما كانت حالهم مع قوى الإسلام السياسي الأخرى في المرحلة الانتقالية والمجلس الوطني. إنها تبحث عن غطاء ودعم دوليين لخليفة حفتر. في حين أن القوى الغربية لا ترغب في أن تخلط بعض الأنظمة العربية بين موقفها من الإرهاب وموقفها من معارضيها الآخرين سواء كانوا إسلاميين من «الإخوان» أو غيرهم. لا تريد مصر الانخراط ميدانياً. حتى الغارات الجوية التي أدت أغراضها في الداخل المصري وهدأت من روع الأقباط، قد لا تتكرر. تخشى أن يكون ما أقدم عليه تنظيم «داعش» بذبحه مصريين أقباطاً مجرد فخ لاستدراجها وإنهاكها وإلهائها. في حين لا يغيب عن بال المصريين ما يحدث في اليمن. لا يريدون تكرار تجربة عبدالناصر والتدخل عسكرياً في هذا البلد أو ذاك. واستعجالهم صفقة الطائرات مع فرنسا هدفه الاستعداد لأي تطورات قد تعرقل الملاحة من باب المندب إلى قناة السويس. فيما النظام وحكومته يعلقان آمالاً كبيرة على إنجاز القناة الثانية في السويس من أجل رفع الدخل القومي للبلاد ومعالجة الأزمة الاقتصادية.

ربط قيام حروب شاملة وحاسمة على الحركات الإرهابية بالتسويات السياسية وصفة لإطالة عمر هذه الحروب والحركات. فالأزمات في الشرق الأوسط وفضائه بعضها مقيم وبعضها الآخر مستجد أو متجدد. وإذا كان النصر على «الدولة الإسلامية» وفروعها ومثيلاتها لن يتحقق قبل حل كل هذه الأزمات، فإن دولة «أبي بكر» ستعمّر بحدودها المفتوحة في كل اتجاه. إذا كان المذعورون من سيوف «داعش» لن ينتظروا حل القضية الفلسطينية، فإنهم بالتأكيد سيظلون على خوفهم إلى أن تنطفئ نار الصراع المذهبي في الإقليم وتقوم الخريطة الجديدة لدوله ومستقبل مكوناته العرقية والجهوية والقبلية، خصوصاً الدينية «الداعشية» وغيرها. وإلى أن تتوافق الدول الإقليمية من إسرائيل وإيران وتركيا على عناصر أمنها الوطني ومصالحها. وتضمن الدول الكبرى مصالحها الاستراتيجية في المنطقة... وحتى ذلك الحين لا بد من أن يتكيف العالم مع «دولة الخلافة» وانتشار «الدواعش» في طول المنطقة وعرضها.

 

تانياهو: إيران تفتح «جبهة ثالثة» ضد إسرائيل في الجولان

وكالات/الحياة/أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم (الأحد) أن إيران تسعى إلى فتح "جبهة ثالثة" ضد إسرائيل مستخدمة مقاتلي "حزب الله" في هضبة الجولان. وقال نتانياهو إن محاولات طهران للوصول إلى حدود إسرائيل من أخطر التهديدات الأمنية التي تواجهها الدولة العبرية. وأضاف "إلى جانب عمليات حزب الله في الشمال بتوجيهات إيرانية وحماس في الجنوب تسعى طهران إلى فتح جبهة ثالثة في هضبة الجولان من خلال إرسال آلاف المقاتلين من حزب الله الموجودين في جنوب سورية وهم تحت إمرة إيرانية مباشرة". وتابع نتانياهو لدى بدء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي أنه تم إطلاع الوزراء على "التحديات الأمنية التي تتطور من حولنا وفي مقدمتها محاولة إيران توسيع وجودها عند حدود إسرائيل في أثناء تطويرها السلاح النووي". وأشار إلى إن "إرهاب طهران المستمر لم يمنع مواصلة المحادثات بين إيران والأسرة الدولية حول برنامجها النووي الذي سيتيح لها تطوير أسلحة نووية

 

أحياناً... فضح الإرهاب الإيراني

عبدالعزيز السويد/الحياة/23 شباط/15

فشل الإعلام العربي في فضح الإرهاب الإيراني، على رغم أن هذا الأخير لم يعد يعمل بسرية، فخفف بشكل ملحوظ استخدام القضية الفلسطينية والقدس ساتراً لأهدافه. والمراوغة الإيرانية المندسة كشرت عن أنيابها. تنوعت أعمال إيران الإرهابية الطائفية من قوات احتلال مغطاة بمليشيات في العراق وسورية إلى خبراء وأسلحة في اليمن! من جانب آخر تستغل طهران حاجة اللاجئين الأفغان على حدودها، فتستخدمهم جنوداً في ميليشيات تدفعها إلى أرض العرب، وتستغل زيارات أماكن مقدسة للشيعة في جلب قوات ميليشيات. ماذا يعني تجنيد واستغلال اللاجئين وموجات زيارات دينية سوى تصدير للإرهاب؟ والغرب، الذي يلاحق شبهات تمويل إرهاب في مؤسسات خيرية أو رجال أعمال، يغض الطرف هو وإعلامه عن عمل إرهابي منظم. لماذا فشل الإعلام العربي - رسمياً كان أم خاصاً - في فضح الإرهاب الإيراني؟ سؤال جدير بالطرح! من الجوانب المهمة أن هذا الإعلام انشغل بالحروب الداخلية العربية، فأصبح سلاحاً بين العرب ضد بعضهم البعض، دولاً، أحزاباً وجماعات، يستخدم من هنا وهناك في الجانب الثاني أن هذا الإعلام في واقعه العريض هو إعلام تجاري ترفيهي بعيد عن الجدية تأسس لهذا الغرض، وحينما يأتي إلى السياسة فهو يقنع بالمتاح، ومعظمه صادر عن إعلام غربي له أهداف لا تتطابق مع ما يمس مصلحة الأمة العربية، إن لم تتعارض معها. هناك شبه اتفاق «عربي» أن إرهاب إيران الطائفي خطر على استقرار الدول والمجتمعات العربية، إلا أنه لا يعطى الأولوية، بل إن الإعلام العربي على تنوعه - من حيث يعلم أو لا يعلم - في تناحره وإهدار طاقاته أمكن هذا الإرهاب من تحقيق أهدافه وخلط الأوراق.".

 

الحريري لن يغادر إلا بعد إنعاش الحكومة لقاءاته مستمرة ويتوّجها مع سلام

خليل فليحان/النهار

23 شباط 2015

يحاول الرئيس سعد الحريري المساعدة على إنعاش حكومة الرئيس تمام سلام بعد مطالبة الأخير بتغيير آلية عمل الجلسات، لأن كل وزير له حق الفيتو الذي يعطل أي مشروع مطروح على الحكومة، ليس لأنه غير مجد، بل لحسابات الخصومة السياسية، مما جعله يرفع آخر جلسة احتجاجاً، واعداً بأنه لن يعود الى عقد أي جلسة في ظل استمرار استخدام الوزراء قوة الفيتو المعطلة للمشاريع، وهذا ما جعل الكثير منها في ادراج الانتظار. وأفاد "النهار" مصدر من "بيت الوسط" ان الحريري انطلاقاً من تحسسه لخطورة تعطيل العمل الحكومي في ظل الفراغ الرئاسي، قرر أنه لن يغادر بيروت قبل أن يؤمّن عودة الحياة الى جلسات مجلس الوزراء. لذا كثّف اتصالاته بالمعنيين من أجل إيجاد مخرج للمأزق ضمن أحكام الدستور ووفق أحكام المادة 56 منه، يرضي جميع الأطراف.

وقال انه سيطرح المخرج الذي استخلصه من المشاورات حول البديل من الآلية، على سلام الذي عاد الى بيروت أمس وسيحضر اليوم الى مكتبه في السرايا، وهو على استعداد لمناقشة أي جديد يمكن أن يجعل الحكومة تنتج. ولم يحدد بعد أي موعد للقاء بين الرجلين، في انتظار استكمال الحريري مشاوراته، ومن بينها لقاء قريب مع رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، الذي لم يجتمع اليه منذ عودته الى بيروت، ليدرس معه موقف الحزب في ضوء اشتراك نائبه وزير العمل سجعان قزي في اجتماع دعا اليه الرئيس ميشال سليمان يوم الجمعة الماضي في دارته وصدر بيان عنه لم يرق الحريري، مما استدعى ايفاد مدير مكتبه نادي الحريري للاستفسار عن هدف الاجتماع، ولا سيما أن لهجة البيان لا تساعد الاتصالات التي يبذلها رئيس "تيار المستقبل" لإعادة الروح الى العمل الحكومي.

والمستغرب وفقاً للمصدر المستقبلي أن الوزراء المجتمعين ينتمون الى 14 آذار أو انهم مقربون من سليمان غير البعيد عن توجه الحريري السياسي، وخصوصاً بعد نهاية ولايته الرئاسية. وتوقف المصدر عند تصريح قزي بعد الاجتماع، وقال انه "لا يمكن تسميته ولادة جبهة ولا لقاء، إذا ما عساه يكون؟". وختم المصدر بأنه لم يعد من الجائز ترك الوضع في البلاد يصل الى هذه الحالة من الاهتراء وتفكك المؤسسات المكونة للوطن. ولفت الى ان الحريري طمأن بعض المستغربين من مؤيديه انه مع التمديد للحكومة وغير مستعجل على انتخاب رئيس للبلاد، وهذا مناف للحقيقة.

 

لا معنى للحوارات إذا لم تنتهِ بالاتفاق على انتخاب رئيس وحلّ مشكلة السلاح

اميل خوري/النهار

23 شباط 2015

شبّه سياسي مخضرم حال لبنان بحال مريض كلما تدنت درجة حرارته يفرح الأهل، لكنهم ينسون انه لا يزال مريضا ولم يتوصل الأطباء الى وصف العلاج الشافي له، إما لأنه غير موجود، وإما لأن لا قدرة للأهل على دفع ثمنه.

لقد فرح اللبنانيون عندما توقف الاقتتال في ما بينهم، لكنهم نسوا ان هذا لم يتم بارادتهم انما بارادة الخارج الذي أخضعهم لوصاية سورية دامت 30 عاما. ولبنان الذي تدنت درجة حرارته بفضل هذه الوصاية ظل مريضا ولم يشفَ من مرضه ويغادر سريره ويصير قادرا على أن يحكم نفسه بنفسه من خلال دولة قوية لا دولة سواها. وها ان اللبنانيين يفرحون اليوم بإزالة الصور والشعارات من شوارع المدن وبتنفيذ خطة أمنية في الشمال وفي البقاع وبحوارات تجرى بين متخاصمين، وكل جلسة تنتهي بالقول إنها كانت "صريحة ومثمرة وودية"... من دون أن يرى الناس شيئاً من ذلك على أرض الواقع سوى تدني درجة التوتر السياسي والمذهبي والحزبي، وقد بات ذلك إنجازاً مهماً لأنهم لم يعودوا يطلبون أكثر من الأمن والاستقرار ويشعرون أنهم يعيشون في راحة مقارنة بما يجري حولهم من قتل وذبح ودمار ونزوح إلى أماكن آمنة أو العيش في مخيمات على أراضي دول مضيفة، ويرضون العيش على الكحل خوفاً من العمى، وينسون أن لبنان لا يزال مريضاً ولم يتفق الأطباء المعالجون بعد على وصف الدواء الشافي له. وهذا الدواء هو الذي يمكّن من قيام الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فلا يكون قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها. وهذا الدواء الشافي بات معروفاً وإن لم يكن أصبح بعد في متناول المريض.

الواقع انه ما دام السلاح موجوداً خارج الدولة وفي مناطق يحظر عليها الدخول اليها، وما دام في لبنان مطلوبون للعدالة يتخذون من هذه المناطق ملاذاً لهم، وما زال رأس الدولة غائباً أو مغيّباً، فإن لبنان سيظل يعاني من مرضه المزمن ولا شفاء له إلا إذا أُزيل كل سلاح خارج الدولة، وأصبح كل قرار مهم تتخذه الدولة وحدها وليس أي حزب أو مذهب وتحميل الآخرين عواقب اتخاذه. ولكي يرتاح لبنان من احتمال عودة المرض اليه، لا بد للقادة فيه من أن يتفقوا على السياسة الواجب اعتمادها حيال الدول القريبة والبعيدة. هل هي سياسة الانحياز إلى هذا المحور أو ذاك، وهي السياسة التي اعتمدها لبنان منذ عام 1943 فدفع ثمنها غالياً من استقلاله وسيادته وحريته لا بل من اقتصاده واستقراره وازدهاره، فصار لا بد من الاتفاق على اعتماد سياسة النأي بالنفس عن كل ما يجري حوله ترجمة لـ"إعلان بعبدا" الذي هو العلاج الشافي الوحيد لإبقاء صحة وحدته الوطنية جيدة وعيشه المشترك ثابتاً ودائماً واستقلاله مصاناً واستقراره راسخاً.

ولا عذر لمن يقول إن لبنان لا يستطيع جغرافياً اعتماد هذه السياسة، مع أن دولاً أخرى مثل سويسرا وفنلندا والنمسا اعتمدتها رغم موقعها الجغرافي، فنعمت بالأمن والأمان والاستقرار ولم يؤثر موقعها الجغرافي على اعتماد هذه السياسة.

لذلك فلا معنى لحوار سني – شيعي إذا اقتصر على إزالة الصور والشعارات وبقي السلاح بكثرة خارج الدولة، أو على خطة أمنية تنفذ هنا ولا تنفذ هناك، لأن هذا السلاح قادر في أي لحظة على إعادة الصور والشعارات إلى أماكنها وعلى انهاء وجود أي خطة أمنية.

ولا معنى، من جهة أخرى، لحوار مسيحي – مسيحي إذا لم ينته الى اتفاق على وحدة الهدف كي يصير في الإمكان الاتفاق على وحدة الصف، إذ لا وحدة صف حقيقية من دون وحدة الهدف خصوصاً في لبنان حيث الخلافات السياسية تتحول خلافات شخصية والخلافات الشخصية تتحول أحقاداً وكراهية وتبادلاً للاتهامات. كذلك فإن الحوارات تبقى من دون إنجازات مهمة إذا لم تتوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وإلى حل مشكلة السلاح خارج الدولة، وإلى تحييد لبنان عن صراعات المحاور، وإذا اقتصرت "إنجازاتها" على تنزيل درجة حرارة لبنان المريض من دون التوصل الى شفائه فيبقى يتنقل وهو في المستشفى من غرفة عادية الى غرفة العناية المركزة.

 

عون في "بيت الوسط" والضاحية معاً حوار "التيار" والقوات" وفاة غير مُعلنة وبهار وفولكلور

ايلي الحاج/النهار

23 شباط 2015

يستعجل كنسيون ورجال سياسة أيضاً انتهاء المحادثات الدائرة بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" سلباً أو إيجاباً في شأن رئاسة الجمهورية بعدما بات تطويلها عائقاً أمام البحث الجدي في مخرج من الدائرة المقفلة منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 أيار 2014. يستند أصحاب الدعوة إلى أن البحث في تأييد مرشح ثالث متعذر حالياً لأن النائب الجنرال ميشال عون وأعضاء فريقه يقفلون على الموضوع. "مهلاً هناك إمكان لأن يؤيد حزب "القوات" ترشيحي، فلنعطِ الحوار مزيداً من الوقت"، يقولون. في الموازاة نشطت الاتصالات واللقاءات بين قيادتي "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" وتوّجها لقاء "بيت الوسط" الذي جمع الرئيس سعد الحريري والنائب عون وتخلله تقديم قالبي حلوى لمناسبة عيد ميلاد الجنرال.

كانت ذريعة الحريري لعدم تأييد ترشيح عون أنه لم يلتقِ حلفاءه المسيحيين في قوى 14 آذار ويعرض عليهم برنامجه وأنه لا يمكن أن ينوب عنهم في قضية رئاسة الجمهورية الحساسة. الأرجح أنه تلقى الرسالة الجوابية خلال لقاء العيد: "لقد حققت ما اقترحته"، مسقطاً بذلك حجة أخرى لعدم تأييده بعدما سلّف الجنرال الرئيس الحريري موقفاً غالياً بتسهيله "حكومة المصلحة" برئاسة الرئيس تمام سلام مخلصاً بذلك رئيس "المستقبل" من حكومة تصريف الأعمال والأمر الواقع برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي. موقف لا يُنسى يوازي ويمحو إساءات لفظية ومكتوبة في حق أحياء وأموات يُجمع الأفرقاء بروح تطهري على نسيانها والغفران، ثم أن الجنرال عون زار السعودية زيارة تحمل دلالتها وإن اقتصرت أسبابها على تقديم التعزية بمليكها السابق الراحل عبدالله بن عبد العزيز. وكان وأعضاء فريقه تلقفوا دعوة أطلقها الدكتور سمير جعجع إلى حوار بينهما على أساس أن يؤدي إلى اتفاق إما على دعم أحدهما أو على دعم مرشح ثالث، والتوجه تالياً إلى مجلس النواب والتصويت للاسم المتفق عليه وبذلك تنتهي أزمة الفراغ الرئاسي.

يتوجب على جعجع الاعتراف بالمهارة الإعلامية لماكينة "التيار العوني". مهارة حصرت الحوار في خلاصة وحيدة: هل يؤيد رئيس "القوات" ترشيح الجنرال للرئاسة أو لا؟ سقط تلقائياً من الأذهان الخيار الآخر الذي كان يجب أن يكون موازياً وبالثقل نفسه، أي احتمال تأييد عون لترئيس جعجع. حتى فكرة الذهاب إلى البحث في اسم ثالث سقطت على الطريق.

يجب أن يكون المرء سيئ النية جداً ليفكر في أنّ كلاً من الرجلين كان يضع في حسبانه أنه قد يضطر يوماً إلى قطع طريق على حلفائه من خلال لقاء سياسي مع خصمه اللدود في طائفته كما فعلا قبل اليوم الأخير من انتهاء ولاية الرئيس السابق أمين الجميّل عام 1988. التقيا وقلبا الطاولات على الجميع وخصوصاً على النائب آنذاك مخايل الضاهر الذي كان يتحضر للانتقال إلى قصر بعبدا فسبقه إليه رئيس الحكومة الموقتة وبقي فيه ولم يخرج إلا بالقوة. أيام وذكريات تدفع إلى مزيد من الثناء على أداء الرئيس تمام سلام الدقيق المراعي لكل أنواع التوازنات والتوجسات الطائفية في البلد الصغير الشديد التعقيد.

"قبل رئاسة الجمهورية فلنتفق على الجمهورية" أي ما يجب أن يكونه برنامج الرئيس، كانت هذه فكرة الدكتور جعجع وسار معه الجنرال عون. سرعان ما غرق الحوار في أوراق ذاهبة وأوراق آتية بين معراب والرابية، تعديل من هنا وتعديل من هناك. وهكذا دواليك قبل الوصول إلى "لب الموضوع": هل يستطيع الجنرال فك تحالفه "التكاملي" مع "حزب الله" والعودة إلى شعاره الأثير في ما مضى: "الدولة لا الدويلة" والذي بنى عليه عون شعبيته وغطى به مرحلة الصدام بين الوحدات العسكرية المؤيدة له مطلع التسعينات و"القوات اللبنانية" التي كانت ميليشيا آنذاك على غرار "حزب الله" اليوم؟ لسخرية القدر والأزمان لا يستطيع جعجع اليوم أن يتراجع عن شعار رفعه خصمه الذي ذهب بعيداً في الاتجاه المعاكس تماماً!

لذلك تحديداً توقفت المحاورات عملياً بين "التيار العوني" و"القوات" عند ما يمكن وصفه بـ"البنود السيادية" في مشروع ورقة التفاهم بينهما. بنود تحدد الموقف من حصرية امتلاك السلاح واستعماله للجيش اللبناني والأجهزة الشرعية الأخرى، من سلاح الحزب الشيعي الحليف لعون، من إرساله وحدات قتالية إلى سوريا والعراق وغيرهما، من "إعلان بعبدا"، وما يجري في سوريا.

توقفت كما تغرز إطارات سيارة في الرمل أو الثلج. حالة وفاة غير معلنة. الباقي أخبار ونكران وبهار في العيون وفولكلور. لا يستطيع ممثلو الجنرال عون التصفيق لخطابي "البيال" والضاحية الجنوبية في آن واحد وإقناع المشاهدين.

 

المرشح بين "الخطابين" كيف يوفّر التوافق؟ الحساسيات تتمدد نحو الاختزال الحكومي

روزانا بومنصف/النهار

23 شباط 2015

على رغم مراوحة ازمة الشغور الرئاسي ضمن المعادلات السياسية القائمة من دون اي تغيير، فان جديدا طرأ على تعديل المفاهيم او العناوين المطروحة للرئاسة. فخلال الاسبوع الماضي ادلى الرئيس سعد الحريري في الذكرى العاشرة لاغتيال والده الشهيد رفيق الحريري خطابا ضمنه رؤيته ورؤية فريقه لموقع لبنان في سياق التطورات في المنطقة والقائم على الدفاع عن كيان لبنان بعيدا من المحاور الاقليمية. كما ادلى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بخطاب في ذكرى قادة الحزب ضمنه رؤيته ايضا لموقع لبنان في المعادلة الاقليمية داعيا الى الانخراط في الدفاع عن المنطقة بعدما كان ربط بين الجبهات. وغداة هذا الخطاب الاخير توجه العماد ميشال عون الذي كان اعلن الموقف الاسبوعي لكتلته المتمحور حول رفض التمديد للضباط الى عشاء لدى الرئيس الحريري في بيت الوسط والذي صادف مناسبة عيد ميلاده. واذ يفترض كثر ان موقف عون ينبغي ان يكون اقرب الى موقف الرئيس الحريري من حيث رؤيته لموقع لبنان في ظل ما تشهده المنطقة على الاقل بناء على المنطق الذي قدمه تبريرا لانفتاحه على النظام السوري، اي ان ذلك حصل بعدما باتت "سوريا في سوريا" ولم تعد في لبنان ولو انه لم يتطرق الى ذلك، فانه لم يفت مراقبين سياسيين مدى حراجة ان يحدد اي مرشح يريد الحصول على توافق جميع الافرقاء لانتخابه رئيسا على غرار ما يطمح اليه زعيم التيار الوطني الحر اي من الاتجاهين يمكن ان يعتمد. فازاء الصراع الكبير والاتجاهات المتناقضة على الصعيد الاقليمي، لا يستطيع اي مرشح يطمح الى ان ينتخب بتوافق الافرقاء الاساسيين ان يأخذ طرفا او ان يكون طرفا. والخيار المتاح امامه هو اما ان ينأى بنفسه عن اي من الاتجاهين او ان يحاول ان يجد قاعدة مشتركة بينهما على صعيد موقع لبنان على رغم الصعوبة الفائقة لذلك في ظل الظروف الراهنة، او ان ينأى بنفسه كما فعل العماد عون بالنسبة الى تجاهله الدخول بين موقفي الحريري ونصرالله والذهاب الى الاهتمام بالشأن الداخلي الذي يبقى مهما وحيويا وضروريا، خصوصا انه يدرك انه لا يستطيع تغيير الامور وان التطورات الاقليمية اكبر من لبنان بحيث لن يغير شيئا فيها تحديد اي موقف يحبذه باستثناء اثارة حفيظة طرف ضد ترشيحه اكثر فاكثر. لكن ذلك يجعل في الوقت نفسه اي رئيس في ظروف مماثلة رئيسا لا يمكن ان يخرق المواصفات التي يفترض ان يتحلى بها موقف الرئاسة من اجل التوفيق بين اتجاهات متخاصمة ومتضاربة اذا اراد ان يحكم بالحد الادنى بمعنى انه ينتخب لكي يدير الازمة حتى يأتي اوان ظروف افضل، ما من شأنه ان يضعف تزكية رئيس قوي يمكنه ان يخرج لبنان الى مكان آخر، أقله في الوضع الراهن. والاهم ان هناك واقعا يعبر عن نفسه اكثر فاكثر على نحو مؤسف لجهة تراجع قدرة المسيحيين عموما ولا سيما المرشحين الطامحين للرئاسة على المساهمة في المجاهرة علنا بأي موقع يريدونه للبنان او قدرتهم على لعب اي دور في هذا الاطار في ظل المعطيات المذكورة، ما قد يكون احد اهم الاسباب التي يشعر بنتيجتها المسيحيون بالاحباط والتهميش اكثر من اي وقت مضى.

الجانب الآخر الذي تبلور في سياق الاتصالات والمساعي الجارية من اجل تأمين توافق داخلي بين الافرقاء المسيحيين على موضوع الرئاسة استفز المكونات المسيحية من باب ان التعويل على حوار عون ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع يختزل المسيحيين ويختصر كل الاحزاب فضلا عن المستقلين. حلفاء "حزب الله" من الطائفة السنية الذين يلوذون به كانوا اعترضوا لدى الاعلان عن انطلاق الحوار بين الحزب وتيار المستقبل من باب ان ذلك يختزلهم من خلال الاعتراف بالتمثيل الاكبر وشبه الحصري لتيار المستقبل لدى الطائفة السنية. وفيما استطاع الحزب ان يمون على حلفائه للضرورات التي املت عليه ذلك، ان لجهة انخراطه في الحرب السورية او لجهة تداعيات ذلك على صعيد الداخل اللبناني وفي ازدياد الاحتقان مع الشارع السني وتسعير التطرف، فان ذلك لا يبدو تبليعه سهلا للافرقاء المسيحيين الذين يرفضون بالاصل وصول عون للرئاسة نظرا الى تجاربه السابقة معهم، وهي تجارب غير مشجعة، ورفضهم مسعاه منذ كان منفيا في باريس في اختزالهم او اعتباره الممثل الاوحد لهم والمتحدث باسمهم، وهو امر لم يبد الافرقاء السياسيون المسيحيون في اي وقت رغبتهم في ذلك. كما انهم يرفضون مسبقا اي دفع لاتفاق بين عون وجعجع على طريقة اقتسام الحصص المسيحية في السلطة والحكم على غرار ما يعتبر كثر ان الاجتماع الذي حصل في منزل الرئيس السابق ميشال سليمان عبر عنه بوضوح من خلال الايحاء بثلث معطل لا يسلم باي اتفاق على آلية لتسيير مجلس الوزراء قيل ان الحريري وعون توصلا اليها في عشاء بيت الوسط. والاعتراضات في هذا الشأن ابلغت كما افادت المعطيات الى المعنيين انطلاقا من ضرورة عدم اختصار ادوار احد او تجاوزه في سياق الحوارات القائمة التي يفترض ان تؤدي الى خلاصات ايجابية ما يشي بخشية من ان تتوافر ظروف اقليمية لاستثمار امكانات الحوارات القائمة للدفع في اتجاه تحالفات سياسية جديدة تختزل مواقع بعض الافرقاء ان لم تؤد ايضا في وقت ما الى انتخاب رئيس جديد.

 

بحث عن مخرج يُوقف التعطيل دون تعديل الآلية التصويب على الحكومة يشتّت النظر عن استحقاق الرئاسة

سابين عويس/النهار

23 شباط 2015

لم تعد مشكلة الحكومة في البحث عن توافق سياسي مفقود يدفع نحو تعديل آلية عمل مجلس الوزراء، بل أصبحت في الواقع، وبعد إصرار القوى على مواقفها، في البحث عن المخارج التي تسمح لرئيس الحكومة بالدعوة الى جلسة جديدة في ظل الآلية المعتمدة حالياً.

قد يمضي أسبوع آخر قبل ان تتبلور المخارج أمام رئيس الحكومة تمام سلام من اجل توجيه الدعوة الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء. ليس واضحا متى باعتبار ان سلام عاد مساء أمس الى بيروت، ويرتقب أن يستأنف اتصالاته ومشاوراته اعتبارا من اليوم. ولكن ما بات واضحاً ان لا جدول أعمال جديدا سيوزع على الوزراء، لأن جدول الجلسة المقبلة سيكون محصورا بملف واحد من خارج الجدول الموزع سابقا، ولم يستكمل درسه في الجلسة الماضية بسبب تعليقها بفعل الخلافات الوزارية التي شهدتها.

هذا الملف سيكون حصراً في شأن مسألة التعطيل التي يشهدها مجلس الوزراء والمقاربة الجديدة التي سيدعو سلام الوزراء الى البحث فيها من اجل التوصل الى مقاربة موحدة تقي الحكومة التعطيل وتسهم في تفعيل عملها.

لا يخفي سلام أمام زواره انزعاجه من الأجواء الأخيرة التي تسود جلسات مجلس الوزراء. فقد قبل الرجل، في إطار سعيه الى تسهيل عمل حكومته وتفعيله، باعتماد التوافق والاجماع داخل مجلس الوزراء، ولو على حساب تغيير الآلية الدستورية المتبعة في ممارسة الحكومة لصلاحيات رئيس الجمهورية في حالة الشغور الرئاسي. ورغم ذلك، قوبل بالتعطيل على قاعدة ان كل فريق في الحكومة يعتقد انه اصبح ملكاً للساحة وقادراً على تعطيل القرارات، مما أدى الى تحول قوة الاجماع بهدف الإنتاج الى قوة تعطيل بهدف الشلل.

لا يمكن إنكار الحرص الذي يبديه رئيس الحكومة على عدم تحويل الشغور الرئاسي الى حالة دائمة، على ما ينقل زواره عنه، لكن ما هو حاصل عملياً، انه في إطار المزايدة المسيحية في التمسك بصلاحيات الرئاسة، يجري تعطيل الحكومة من دون ان يحقق المسيحيون أي مكسب من جراء هذا التعطيل، بل يتم استدراجهم تحت ستار الصلاحيات الى التعطيل.

وفي هذا السياق، ينقل زوار سلام عنه رفضه أي مزايدة في شأن الرئاسة. فالمسألة بالنسبة اليه وطنية في الدرجة الأولى قبل ان تكون مسيحية، علما ان المسيحيين، ويا للأسف، لا يقيمون لذلك اعتباراً، بل يمضون في مجاراة الآخرين في التعطيل بدلا من أن يصبوا كل قواهم ويضافروا جهودهم مع رئيس الحكومة من أجل انتخاب رئيس.

لا تشي الانطباعات التي يخرج بها زوار السرايا بأن سلام قد يئس من محاولاته من أجل الدفع نحو مقاربة حكومية جديدة تسهم في وقف التعطيل. وهذا ما سيكون عنوان اتصالاته، وخصوصا أن الرجل بات أسير موقفه بعدم الدعوة الى جلسة مقبلة قبل معالجة مسألة الآلية.

من هنا ترى مصادر وزارية بارزة ان العمل جارٍ الآن في اتجاه إيجاد المخرج الذي يحفظ لسلام موقفه وموقعه ولا يبقيه أسير ما ارتضاه سابقا بهدف التسهيل.

وتكشف عن اتصالات جانبية تجري جديا بين الأطراف المعنيين ويقودها الوزير علي حسن خليل عن حركة "أمل" والوزير جبران باسيل عن "التيار الوطني الحر"، من اجل تجاوز الخلافات والسعي الى وضع اولويات للحلحلة والخروج من التعطيل وخصوصا ان غالبية القوى تعي ان لا بديل من الحكومة في المرحلة الراهنة، في ظل الظروف السياسية والأمنية الدقيقة وتعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وإذ تبدي المصادر أسفها لما يشوب العمل الحكومي من تعطيل، ترى ان ترك "القوات اللبنانية" الساحة الوزارية للكتائب وجعلها رأس حربة في الدفاع عن مصالح المسيحيين الى جانب الشخصيات المستقلة في ١٤ آذار، فتح الباب واسعا أمام التنافس مع وزراء "التيار الوطني الحر"، مما أضعف الموقف المسيحي وأفقده الثقل المطلوب ان يمثله الى جانب حلفائه في الحكومة. وفي رأي هذه المصادر، ان المسألة ليست في الصلاحيات وحماية حقوق المسيحيين، بل هي أعمق وأخطر. إذ بدلا من التركيز الهادف على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي، يجري التلهي بمعارك وهمية على الجبهة الحكومية، كأن المعركة هنا وليست هناك.

 

ورقة التّين... المارونيّة

بول ناصيف عكاري/النهار

23 شباط 2015

لبنان الكيان أضحى "الرّجل المريض" في هذا الشّرق، ينتظر بني صهيون وأزلامهم التّكفيريّين للإقتراع على ثيابه. لبنان بلا رأس والرّأس هو المحرِّك الأساسيّ للجسم؛ فإذا انعطبَ انحلّ الجسم وافترسته الضّباع.

بكلّ أسىً، صار الرّأس صناعةً مارونيّةً شكلاً، واقليميّة دولية مضموناً. يجب أن يتّفّق جميع الأطراف المتنازعين عالمياً في ما بينهم ليُنتجوا رئيساً للبنان العظيم... وانتظر يا لبنانيّ! وقد أَوكل من أُوكل، وبالشّكل أيضاً، الى المرشَّحين المارونيَّين "القويَّين" المتنافسَين... أن يتفاهما على إنتاج رئيسٍ لكلّ اللـّبنانيّين والعالم أجمع. بدأت أوراق العمل تتطاير بينهما وانتقلا الى التّفاهم على جنس الجمهوريّة والرّئيس يأتي لاحقاً... وانتظر يا لبنانيّ!

كلّ ذلك ضوضاء في الفضاء ولن يستوي شيءٌ إلّا عندما يتصالح الموارنة مع الحقيقة والحقّ ومع أنفسهم. عند ذلك يغدو سهلاً عليهم أن يتصالحوا مع الجميع. لبنان الرّسالة والكيان هو نتاج مارونيّ عمره 1600 سنة من الجهاد الايجابيّ مبنيّ على الحرّيّة والانفتاح والودّ والتّفاعل مع المحيط... هذه هي الجمهوريّة. الموارنة معنيّون بمصيرهم كشعبٍ مميّز بين شعوب مميّزة، وهم مرتبطون بهذه البقعة المميّزة ارتباطاً وثيقاً وهم روّادها. المحافظة عليهم واجب، وواجبٌ عليهم أن يعودوا الى الجذور لممارسة دورهم التّاريخيّ المبنيّ على ثقافة الانفتاح والاعتدال والتوسّط مع المحافظة على إيمانهم وخصوصيّتهم... هذا هو الرّئيس.

في ظلّ الضّياع والهجمة الشّرسة على الوطن من أزلام اله هذه الأرض، الداخليّين والخارجيّين، أثبتت الأحداث أنّ الرّئيس سلام وبكلّ جدارة أضحى ضمانة الحدّ الأدنى من الاستقرار وبرهن أنّه رجل دولة. كلّ ذلك لأنّه وطنيّ متجرّد وعروبيّ ومعتدل ووسطيّ ونظيف الكفّ وذو أخلاق عالية. ليس لديه حزب أو كتلة نيابيّة بل ينتمي الى كتلة أزكتة وأوصلته ودعمته. همّه الأوّل والأخير وصول لبنان الرّسالة الى برّ الأمان... هذا رجلٌ قويٌّ! بما أنّ هذا النّهج أثبت صحّته كخيار وطنيّ، فلماذا لا يُؤتى برئيس من النّهج نفسه؟

الخطأ الّذي أقحم الموارنة أنفسهم فيه هو تصنيف المرشّحين المحتملين "بالأقوياء"، وبالتّالي أُدخلت لعبة التّسميات مجدّداً. تلقائياً صُنّف الباقون "ضعفاء" ضمن الصفّ الثّاني وما دون. المسيح نهى البشر عن الحكم على بعضهم أو تصنيف بعضهم بعضاً. إنّ الأمّة المارونيّة تزخر بالرّجالات المعتدلين ذوي الكفاءات العالية ونظافة اليد. أقوياء بانتمائهم الى مدرسة مار مارون وبإيمانهم بلبنان الرّسالة.

واجبٌ على الرّئيس المارونيّ أن يستشرق من الظّلمة نوراً. مواصفاته أن يكون ابن رعيّة مترعرعاً على المحـّبة والصّلاة لأنّ رجل الصلاة هو القويّ بقوّة الله الّذي لا يرفض له طلباً، وهو أقوى من الملوك والحكّام إذا ظلّ متّكلاً على ربّه (يوسف بك كرم). أن يكون حرّاً أي متحرراً من كلّ قيد، أكان داخليّاً أم خارجيّاً، لا يضبطه شيءٌ إلاّ مخافة الله والضّمير الوطنيّ (الرّئيس رنيه معوّض). أن يكون جهادياً ضدّ الذّات متجرِّداً غير متعلّقٍ بالشّخصانيّة، وأن يقف سدّاً منيعاً ضدّ الفساد والمفسدين (الرّئيس فؤاد شهاب). أن يكون منفتحاً مؤمناً بالتّنوع وأن يكون جسراً خيِّراً يجمع ولا يفرّق (البطريرك الحويك). أن يسعى للبننة المقاومة وحمايتها وإظهار الحقيقة في الاغتيالات. وأخيراً أن تكون قوميّته عروبيّةً مشرقيّةً (أنطون سعاده).

الحلّ بسيط يبدأ بانسحاب "الأقوياء" بكلّ محبّة وتجرّد ومن بعدها يزكّي كلّ من 8 و14 آذار، بالاضافة الى البطريركيّة المارونيّة، مرشّحه الخاصّ القويّ مطابقاً للمواصفات أعلاه، وتأخذ اللّعبة الدّيموقراطيّة مجراها... وهنيئاً للرابح... وهكذا يكون اللبنانيّون قد أنتجوا رئيساً لبنانيّاً صرفاً من غير منّة من الخارج. عندئذ لا لزوم لأوراق عملٍ مارونيّةٍ، بل لزوم العمل الوطنيّ الجامع لإيصال السّفينة الى برّ الأمان. أمّا إذا لم يتمكّنا من الاتّفاق فإنّ ورقة التّين هي الّتي سوف يستعينان بها للخروج من جنّة لبنان.

 

خلاص لبنان في يد مسلميه

انطوان شعبان/النهار

23 شباط 2015

أكثر فأكثر يرتفع منسوب الهواجس، التي تتبدى حقيقة لا لبس فيها، وهي ان تغييب الدور المسيحي السياسي الوازن في لبنان، وهو ما تبقى من دور للمسيحيين مؤثّر في الشرق الاوسط عموما، هو قرار دولي. وصار واضحا بلا شك ان المطلوب لإتمام ما يخطط دوليا للشرق الاوسط هو الاجهاز على الدور العلماني الاكثر استقلالية وقومية عربية ومدنية ورقيا وفكرا جامعا موحدا، لتتحول هذه المنطقة البائسة مشاعات صهيو – اميركية، وجماعات دينية اسلامية مذهبية متخلفة متحاربة بهمجية الى يوم الدين لا يجمع بينها جامع. ولا يزال العنوان الرئيسي الذي وضعته الدول الكبرى لما يجري على ساحاتنا المشتعلة هو إطالة أمد الحرب الدائرة مباشرة او بالواسطة لإتمام العالم المتحضر عملية حرق "نفاياته" في المحرقة السورية – العراقية تحديدا، وترحيل ما يشكل خطرا على دول هذا العالم وشعوبها وحضارتها ونمط عيشها الى الاتون المشتعل في العالم الاسلامي، وعلى خط مواز ترحيل معاكس لمسيحيي الشرق المنسجمين مع الحضارة العالمية وقيمها وتقاليدها.

وتوافقا مع هذا السياق تتكرّس في لبنان صيغة حكم سنية شيعية بغطاء اقليمي دولي كأمر واقع، لا حول ولا قوة لمواجهته، وعليه يسقط لبنان كليا في قبضة المرجعيتين الاقليميتين السنية والشيعية: ايران والسعودية، وحكما يسقط ما تبقى من استقلال لبنان وسيادته وحياده الايجابي ونأيه بنفسه، وتنفتح الساحة اللبنانية على انواع المخاطر والفتن جميعا، وذلك انعكاسا للخلاف المقدر له ان ينشب بين هاتين المرجعيتين الاقليميتين، انسجاما مع القرار الدولي بإطالة أمد الفتنة السنية – الشيعية وتأجيج نارها.

لكن ذلك على خطورته لا يعني ان الامل في المواجهة وتغيير ما تخطط له الدول بات معدوما كليا. فإرادة الشعوب تسقط المؤامرات، أو على الأقل تخفف شرّها وأذاها.

فالكرة الآن لخلاص لبنان وإنقاذه هي في يد القادة السياسيين المسلمين. فعندما يحكم المسلمون، من دون سواهم عمليا، لبنان بغطاء دولي تكون النية المضمرة خطرا اكيدا على مصيرهم ووجودهم، فتصبح الساحة اللبنانية، وفق ذلك جزءا من الساحة الاقليمية، وتلك المشاهد المقززة التي تتوالى على مسارحها بكل همجية وبربرية.

الأمل معقود على المسلمين في لبنان ليبادروا طوعا، وهم في أوج قوتهم، بدفع المسيحيين الى مقدمة السلطة وتعزيز موقعهم السلطوي الاول وحمايته. فالوجود المسيحي السياسي الوازن هو الضمان الاكيد لوجود المسلمين الآمن في وطن سيد حر مستقل مدني راق مختلف ومميز بجميع مكوناته الطائفية عن ميحطه الغارق في تخلّفه ورجعيته، السائر حتما الى حتفه.

ان استمرار السياسيين المسلمين في تشجيع التنافس التاريخي المرضي للسياسيين الموارنة الاقوياء، وهوس وصولهم الى السلطة بأي ثمن، ولو على حساب خراب البلد، صار لعبة مكشوفة، قاعدتها: "بطيخ الموارنة يكسّر بعضه بعضا"، ولا تشي بنية لوصول رئيس ماروني الى قصر بعبدا. فإن صفت النيات، الامر في غاية البساطة: يدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة انتخاب رئاسية بعد ان يتعهد النواب المسلمون بالنزول الى المجلس، وفي مقدمهم "حزب الله"، فيتأكد والحال هذه المقاطعون من النواب المسيحيين ان لا جدوى من مقاطعتهم، فينتخب الرئيس من بين المرشحين الموارنة جميعا. القرار التاريخي للخلاص هو في يدكم الآن، يا مسلمي لبنان، او تصبحون على فتن ونحر وذبح وحرق وتكفير وإرهاب وفقدان ما تبقى من سيادة كيان دولة جامعة.

 

مسيحيو لبنان: النأي بالنفس عن صراعات المسلمين

 علي الامين/جنوبية/الأحد، 22 فبراير 2015  

 الأداء الأقلوي هو الذي يطغى على الخطاب السياسي المسيحي. فالحرارة القديمة تجاه فكرة الدولة بردت لصالح فكرة "نحن جماعة مستهدفة في وجودها". فمنذ لحظة سلخ المارونية السياسية عن الدولة بعد اتفاق الطائف، أخذ يضعف مفهوم الدولة عند الجماعة المسيحية، وانحسر ولاؤها للدولة، إلى درجة ولائها لأسباب "وجودها" فقط. فبات خطاب المتصارعين على الضفتين المسيحيتين هشٌّ دينياً، على عكسه لدى الأطراف المسلمة وأكثر طائفية من الخطاب الطائفي المسلم.

ربما زاد في إغراء حزب الله بالقتال في سورية تراجع الأصوات المنادية بعودة مقاتليه إلى لبنان، المطالبة بالتزامه سياسة النأي بالنفس التي كانت الحكومة اللبنانية أعلنت التزامها بها منذ رئاسة نجيب ميقاتي. ولسان حال خصوم حزب الله داخل الحكومة أنّ الحرب السورية طويلة ولن تسمح بانتصارات حاسمة. يضاف إليها اطمئنانهم إلى أنّ الرئيس بشار الأسد لن يبقى رئيسا في مرحلة التسويات. وساهم انطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في تحييد هذه الاشكالية، بإحالتها إلى مرحلة لاحقة تقرّرها المسارات الاقليمية بشأن الأزمة السورية.

على أنّ السيد حسن نصر الله، وهو يقول إنّ مقاتلي حزبه موجودون في العراق أيضاً، اعتبر بعد إعلانه عن “الحدود المفتوحة” في مواجهة الإرهاب، أنّ مصير لبنان يُقرّر في هذا القتال، وأنّ الدول القوية هي من تخرج من حدودها لتقرّر مصيرها، ناسباً خروجه من الجغرافيا اللبنانية باتجاه سورية والعراق على أنّه خروج من أجل مستقبل لبنان. من غير أن يشير إلى أنّه في أحسن الأحوال قائد فصيل مقاتل داخل فيلق القدس، لا رأي للبنان ولا للبنانيين في استراتيجيته ولا في تكتيكاته، لا على أرض لبنان ولا خارج حدودها.

بعفوية وببساطة وبصدق فإنّ إحدى المعجبات بشخصية السيد حسن نصرالله من اللبنانيات المناصرات للعماد ميشال عون قالت، وهي المثقلة بالخوف على مستقبل مسيحيي الشرق ومصيرهم: “بتّ أخاف على مستقبل لبنان، سواء انتصر حزب الله والرئيس بشار الأسد، تماماً كخوفي من نتائج هزيمة حزب الله وسقوط الأسد”. وأكملت من دون أن تنتظر سؤال من تخاطبه: “أخاف إذا انتصر حزب الله عمّا سيحمل معه إلى لبنان وأيّ لبنان سيرضي انتصاره وكيف سيصفّي حساباته والأسد مع من عارض قتاله في سورية. وأيّ لبنان الذي سيكون على صورة حزب الله. أما إذا انهزم حزب الله والنظام في سورية فماذا سيكون عليه الحال في لبنان وأيّ مصير سينتظرنا؟ هل سيلحق لبنان بسورية؟ أو ستبدأ حرب داخلية لبنانية عنوانها تصفية الحسابات؟”.

قد يرى البعض في هذه الهواجس أو المخاوف لدى مواطنة لبنانية مسيحية ما لا يستحقّ التوقف عنده. لكنّها تعبّر عن قلق المجموعات اللبنانية على اختلاف توجّهاتها، وتعارض مصالحها، وعن خوف الأقليات الوجودي، في زمن سقوط الخيارات الكبرى ضمن مركز الثقل العربي المستند إلى الأكثرية السنية، وسقوط المشروع القومي والعجز عن الانخراط في العولمة، وغيرها من التحديات الحضارية…

الأداء الأقلوي هو الذي يطغى على الخطاب السياسي المسيحي. فالحرارة القديمة تجاه فكرة الدولة بردت لصالح فكرة “نحن جماعة مستهدفة في وجودها”. فمنذ لحظة سلخ المارونية السياسية عن الدولة بعد اتفاق الطائف، أخذ يضعف مفهوم الدولة عند الجماعة المسيحية، وانحسر ولاؤها للدولة، إلى درجة ولائها لأسباب “وجودها” فقط. فبات خطاب المتصارعين على الضفتين المسيحيتين هشٌّ دينياً، على عكسه لدى الأطراف المسلمة وأكثر طائفية من الخطاب الطائفي المسلم. وهذا يعبّر عن حسّ أقلويّ أكثر ما يبرز في الرغبة بالهجرة وترك البلد.

وعلاقة المسيحيين مع حزب الله لم تنشأ على قاعدة مواجهة الهيمنة الأميركية أو الغرب في المنطقة، ولا على قاعدة تحرير القدس وإنهاء المشروع الصهيوني بالمنطقة. فالعماد ميشال عون، بعدما تبنّى خطاباً لبنانياً مع مشروع الدولة بمواجهة الوصاية السورية خلال منفاه الفرنسي، عاد إلى لبنان ليتبنّى خطاب الهوية وسلوك الأقلية المعنية بحماية نظام مصالحها الخاصّ. واقترابه من حزب الله لم يتأسّس على مشروع تحرير القدس وعلى أسس نظام الممانعة، بل نتيجة شعور متبادل لبنانياً بأنّ الاقليات في المنطقة يجب أن تتساند.

تورّط حزب الله في الحرب السورية كشف خزّان طاقته للتعبئة الدينية، ما أقلق بعض المسيحيين، خصوصاً النخب، إذ كشفت كم أنّ العنوان الديني هو أساس الهوية الأقلوية لدى حزب الله. فيما المسيحيون ليسوا كذلك. فالخطاب السياسي المسيحي ليس معبّأً دينياً لكنّه خطاب طائفي مهجوس بمصير الجماعة المسيحية وليس بالرغبة في إبادة غيرها والحكم من خلال الخطاب الديني… لذا راح الموقف من سورية وأزمتها يغيّر في العلاقة بين حزب الله وحلفائه المسيحيين. فالموقف المسيحي هنا يذهب نحو الحياد أكثر، مشوب بقلق، ويسعى إلى أن يقف على مسافة واحدة بين المتنازعين.

أزمة الأقليات في المنطقة وارتباكها يعبّر عنه المسيحيون اللبنانيون اليوم، الذين دخلوا في مرحلة انعدام وزن، خلال لحظة أزمة الثقل السنّي العربي الذي يعيش صراعات في داخله، بين خيارات كبرى في بنيته الاجتماعية والسياسية والفكرية هي وحدها من يرسم صورة المنطقة العربية وخياراتها. ولهذا فإنّ المسيحيين اللبنانيين اليوم أخذوا يبتعدون عن خيارات حزب الله الإقليمية، وعن خيارات خصومهم وعن “مناصرة” حزب الله أو تيار المستقبل. وباتوا أقرب إلى خيارات الدروز، المنتظرين على ضفّة النهر الإقليمي.