المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 12 كانون الثاني/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  و11 و12 كانون الثاني/15

لدى اللبنانيين الكثير يقولونه لفرنسا والغرب ومسلمي العالم على أبواب الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال/ايلي الحاج/12 كانون الثاني/15

أميركا وحزب الله: تصنيف يُعيد التشدّد/روزانا بومنصف/12 كانون الثاني 2015

ايران بين هاشم السلمان والشيخ علي سلمان/عماد قميحة/12 كانون الثاني/15

بيان لمثقفين عرب: مسؤوليّتنا أمام الإرهاب باسم الإسلام/وكالات/12 كانون الثاني/15

حول سليماني والتخادم الأميركي – الإيراني في العراق/داود البصري/12 كانون الثاني/15

تساؤلات على التصريحات الأخيرة لحسن نصر الله/بدرالدين حسن قربي/12 كانون الثاني/15

أيام العز لـ”حزب الله” في أميركا الجنوبية باتت معدودة/السياسة/12 كانون الثاني/15

وزير الداخلية البحريني راشد آل خليفة: من يوالي إيران ويرتبط بها من الأفضل له مغادرة المملكة/وكالات/12 كانون الثاني/15

غزوة باريس تستعجل «الثورة الدينية/جورج سمعان/12 كانون الثاني/15

الحرب العالمية الثالثة/غسان شربل/12 كانون الثاني/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار 11 و21 كانون الثاني/15
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/1/2015

توقيف 3 اشخاص تربطهم علاقة بالانتحاريين

طرابلس تشيّع شهداءها وأهالي الانتحاريّين يتبرأون منهما وتوقيف مشتَبهين بارتباطهم بالمفجّرين والجيش يعزز إجراءاته

لبنان يغرق بالدماء قبل النفايات

"النصرة" لأهالي جبل محسن وحزب الله: سنضربكم في عقر دياركم

تسعة قتلى و37 جريحاً في تفجير انتحاري مزدوج في جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان

اجتماع في منزل الجسر في طرابلس للبحث في تفجيري

المشنوق من طرابلس: المرحلة المقبلة صعبة

أميركا تدين تفجير جبل محسن: سنواصل دعم القوات الأمنية في لبنان

العربي يدين بشدة تفجيري جبل محسن

ونوس لـ”السياسة”: التفجير استهداف لكل لبنان

علوش لـ”السياسة”: الأخطر أن منفذَيْ الهجوم من طرابلس

طلال المرعبي استنكر جريمة جبل محسن: المؤامرة مستمرة على وحدتنا

حرب حيا تظاهرة باريس وطالب بملاحقة مخططي ومرتكبي تفجيري بعل محسن

المنامة تستدعي القائم بالأعمال اللبناني احتجاجاً على تصريحات نصرالله العدائية العدائية

مراقبون: "حزب الله" أعجز من تهديد مجلس التعاون وكلام نصر الله رسالة إرهاب إيرانية إلى البحرين ودول “الخليجي”

مليون دولار شهرياً من السفارة في بيروت الى دمشق عبر الحقيبة الدبلوماسية...

جعجع رجح التوصل الى طائف سوري: بشار الاسد ميت سياسياً

جعجع: إجماع ضد التطرف والتقارب مع عون بدأ يعطي مفعوله/نظام الأسد إنتهى وموسكو وطهران تبقيانه على التنفس الاصطناعي..

قاطيشا: خبر “دير شبيغل” عن المجمع النووي السوري في القصير يحتمل قراءتين

الرياشي: المفاوضات مع “الوطني الحر” تتناول كل الملفات الخلافية من بداياتها

عسيري: لبذل جهود جماعية دولية جادة للتعامل مع ظاهرة الارهاب

الراعي: لنضاعف صلاتنا الى الله كي يؤتينا رئيسا قادرا على قيادة الدولة وانهاضها من ازماتها

يوحنا العاشر من البلمند: صوت السلام يجب أن يعلو على لغة الإرهاب

افرام الثاني في ذكرى مجزرة سيفو: ما يتعرض له أبناء سوريا والعراق هو جريمة إبادة حقيقية

تكريم الإمام الصدر في طهران في حضور ممثلي روحاني وبري وشخصيات

جريج في وقفة تضامنية مع شارلي إيبدو: على جميع الأحرار أن يقفوا سدا واحدا في وجه الارهاب

أمين الجميل: لا بد من وصول ملف النفايات إلى الحل المنشود

فضل الله: لندفع الفتنة بالتنازل لحساب الوطن

سليمان استقبل مطر ووفد مشايخ طرابلس واتصل بعاصي والشعار معزيا: موقف أهالي الشهداء ساهم في منع الفتنة

3 ملايين في «انتفاضة» فرنسية - دولية ضد الإرهاب

مشاركة قادة وزعماء من نحو 50 بلداً حول العالم ومسيرة مليونية تاريخية في باريس ضد الإرهاب

بالصور: مسيرة “الجمهورية” المليونية في باريس بمشاركة 50 من قادة الدول تنديدا بالارهاب

حياة بومدين في سورية

قادة عرب وغربيون في مقدمة "مسيرة باريس"

باسيل شارك في مظاهرة باريس: كل يوم لدينا شارلي في الجيش والإعلام والعائلة اللبنانية وفي كل كنيسة وجامع

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية/انجيل القدّيس يوحنّا 05/39-47/الشهادة للمسيح

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في مقابلة المطران بولس مطر أمس عبر تلفزيون المستقبل ورد على ما جاء فيها من أخطا وخطايا

*بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ (متى/05/37)

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في مقابلة المطران بولس مطر عبر تلفزيون المستقبل ورد على ما جاء فيها من أخطا وخطايا/11 كانون الثاني/15

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة في مقابلة المطران بولس مطر عبر تلفزيون المستقبل ورد على ما جاء فيها من أخطا وخطايا/11 كانون الثاني/15

*لسماع وقراءة رد سابق لنا على كلام مماثل للمطران بولس مطر في 08/12/14/اضغط هنا

*بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل مقاتبلة مع المطران بولس مطر بثت بتاريخ 10 كانون الثاني/15

*بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل مقاتبلة مع المطران بولس مطر بثت بتاريخ 10 كانون الثاني/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الياس بجاني: رد على أخطاء وخطايا المطران بولس مطر

*للنصيرية وحزب إيران… “جبهة النصرة”: لن ندخر جهداً لضربكم في عقر دياركم وستدفعون ثمن جرائمكم

*طرابلس تشيّع شهداءها وأهالي الانتحاريّين يتبرأون منهما وتوقيف مشتَبهين بارتباطهم بالمفجّرين والجيش يعزز إجراءاته

*جعجع: إجماع ضد التطرف والتقارب مع عون بدأ يعطي مفعوله/نظام الأسد إنتهى وموسكو وطهران تبقيانه على التنفس الاصطناعي..

*الراعي دعا النواب ان يقوموا بواجبهم وينتخبوا رئيسا يتعالى عن مصالحه الشخصية

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/1/2015

*إفتتاحيات الصحف ليوم الأحد 11 كانون الثاني 2015

*عشرات القتلى والجرحى جراء تفجيرين انتحاريين بمقهى في طرابلس.. “النصرة” تعلن تبنيها مسؤولية هجوم مزدوج استهدف علويين شمال لبنان

*تسعة قتلى و37 جريحاً في تفجير انتحاري مزدوج في جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان

*إجماع على ضرورة توحيد الصف لمواجهة التطرف وحماية السلم الأهلي في لبنان

*علوش لـ”السياسة”: الأخطر أن منفذَيْ الهجوم من طرابلس

*جبهة النصرة: هكذا فجّر مقهى جبل محسن

*سلام ترأس اجتماعا أمنيا في حضور المشنوق وريفي

*المشنوق من طرابلس: المرحلة المقبلة صعبة

*ونوس لـ”السياسة”: التفجير استهداف لكل لبنان

*قاطيشا: خبر “دير شبيغل” عن المجمع النووي السوري في القصير يحتمل قراءتين

*الرياشي: المفاوضات مع “الوطني الحر” تتناول كل الملفات الخلافية من بداياتها

*ايران بين هاشم السلمان والشيخ علي سلمان/عماد قميحة/جنوبية

*مشاركة قادة وزعماء من نحو 50 بلداً حول العالم ومسيرة مليونية تاريخية في باريس ضد الإرهاب

*السعودية لمواطنيها في باريس: ابتعدوا عن التجمّعات المشبوهة

*المغرب لم يشارك في تظاهرة باريس

*نواب طرابلس: نرفض كلّ عمل إرهابي في كلّ بقعة من لبنان

*حياة بومدين في سورية

*بيان لمثقفين عرب: مسؤوليّتنا أمام الإرهاب باسم الإسلام

*في المحكمة الدولية: الادعاء يحضر لإتهام جديد

*مراقبون: "حزب الله" أعجز من تهديد مجلس التعاون وكلام نصر الله رسالة إرهاب إيرانية إلى البحرين ودول “الخليجي”

*المنامة تستدعي القائم بالأعمال اللبناني احتجاجاً على التصريحات العدائية

*تساؤلات على التصريحات الأخيرة لحسن نصر الله/بدرالدين حسن قربي/السياسة

*حول سليماني والتخادم الأميركي – الإيراني في العراق/داود البصري/السياسة

*وزير الداخلية البحريني راشد آل خليفة: من يوالي إيران ويرتبط بها من الأفضل له مغادرة المملكة

*أيام العز لـ”حزب الله” في أميركا الجنوبية باتت معدودة

*الراعي: لنضاعف صلاتنا الى الله كي يؤتينا رئيسا قادرا على قيادة الدولة وانهاضها من ازماتها

*الحرب العالمية الثالثة/غسان شربل/الحياة

*«غزوة باريس» تستعجل «الثورة الدينية»؟ /جورج سمعان/الحياة

*3 ملايين في «انتفاضة» فرنسية - دولية ضد الإرهاب

*لدى اللبنانيين الكثير يقولونه لفرنسا والغرب ومسلمي العالم على أبواب الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال/ايلي الحاج/النهار

*أميركا و"حزب الله": تصنيف يُعيد التشدّد/روزانا بومنصف/النهار

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية/انجيل القدّيس يوحنّا 05/39-47/الشهادة للمسيح

قالَ الربُّ يَسوعُ (لليهود):«إِنَّكُم تَبْحَثُونَ في الكُتُب، لأَنَّكُم تَحْسَبُونَ لَكُم فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّة، وهِيَ الَّتي تَشْهَدُ لِي. ولا تُريدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِليَّ لِتَكُونَ لَكُمُ الحَيَاة. أَنَا لا أَسْتَمِدُّ مَجْدًا مِنَ النَّاس. وأَنَا أَعْرِفُكُم، فَلَيْسَ فِيكُم مَحَبَّةُ الله. أَنَا بِٱسْمِ أَبي أَتَيْت، ولا تَقْبَلُونَنِي. وإِنْ أَتَى آخَرُ بِٱسْمِ نَفْسِهِ، فَإِيَّاهُ تَقْبَلُون. كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تُؤْمِنُوا، وأَنْتُم تَقْبَلُونَ مَجْدًا بَعْضُكُم مِنْ بَعْض، والمَجْدَ الَّذِي مِنَ اللهِ الأَوْحَدِ لا تَطْلُبُون؟ لا تَحْسَبُوا أَنِيِّ سَأَشْكُوكُم أَنَا إِلى الآب، بَلْ لَكُم مَنْ يَشْكُوكُم، هُوَ مُوسَى الَّذي جَعَلْتُم فِيهِ رَجَاءَكُم. فَلَو كُنْتُم تُؤْمِنُونَ بِمُوسَى لَكُنْتُم تُؤْمِنُونَ بِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عنِّي. فَإِنْ كُنْتُم لا تُؤْمِنُونَ بِمَا هُوَ كَتَب، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ بِكَلامِي؟».

 

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في مقابلة المطران بولس مطر أمس عبر تلفزيون المستقبل ورد على ما جاء فيها من أخطا وخطايا

http://eliasbejjaninews.com/2015/01/11/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8/

بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ (متى/05/37)

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في مقابلة المطران بولس مطر عبر تلفزيون المستقبل ورد على ما جاء فيها من أخطا وخطايا/11 كانون الثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias.mataar%20rad11.01.15.mp3

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: قراءة في مقابلة المطران بولس مطر عبر تلفزيون المستقبل ورد على ما جاء فيها من أخطا وخطايا/11 كانون الثاني/15

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/elias.mataar%20rad11.01.15.wma

لسماع وقراءة رد سابق لنا على كلام مماثل للمطران بولس مطر في 08/12/14/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/2014/12/08/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8/

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل مقاتبلة مع المطران بولس مطر بثت بتاريخ 10 كانون الثاني/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/matter bishop10.01.mp3

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل مقاتبلة مع المطران بولس مطر بثت بتاريخ 10 كانون الثاني/15

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/matterbishop10.01.15.wma

Arabic LCCC News bulletin for January 11/15نشرة الاخبار باللغة العربية

http://www.10452lccc.com/aaaaanews15/arabic.january11.15.htm

English LCCC News bulletin for January 11/15نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

http://www.10452lccc.com/aaaaanews15/english.january11.15.htm

 

الياس بجاني: رد على أخطاء وخطايا المطران بولس مطر

الياس بجاني

11 كانون الثاني/15

بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ (متى/05/37)

يوم أمس وخلال مقابلة له مع تلفزيون المستقبل اقترف، نعم اقترف، المطران بولس مطر وعن سابق تصور وتصميم جملة من الأخطاء والخطايا طاولت الحق والحقيقة والحريات والإعلام السيادي والكيان اللبناني والدستور والعقد الاجتماعي ومصداقية القيمين على كنيستنا المارونية.

أخطاء وخطايا لا يحق لأي إعلامي يحترم نفسه ومتابع للوضع اللبناني من الموقع السيادي والإيماني أن يمر عليها مرور الكرام ويتركها دون التمني على المطران التقليل من إطلالاته الإعلامية غير الموفقة، واحترام كرامات الغير، والتقيد بالقانون اللبناني، والالتزام بثوابت بكركي التاريخية، والتوقف عن إهانة عقول وذكاء وإيمان اللبنانيين عموماً والموارنة تحديداً.

بما يخص الكيان اللبناني والمؤسسات والقوانين والدستور وثوابت الصرح، اعتبر المطران مطر وبنبرة الواثق أن سلاح حزب الله هو سلاح مقاومة، ورأى أن الحوار الجاري حالياً بين تيار المستقبل وحزب الله هو لمعالجة أمره، علماً أن القاصي والداني في لبنان وخارجه يعرف حق المعرفة، أن الحزب اشترط والمستقبل قبل، أن لا يتم التطرق في حوارهما لأمر المحكمة الدولية وسلاح ودويلات الحزب وسراياه الميليشياوية وحربه في سوريا. فأين مصداقية وجدية كلامه هنا؟

كما يعرف المطران المحترم أن السواد الأعظم من اللبنانيين يعتبرون دستورياً واعتماداً على ثوابت الصرح الماروني الذي أعطي له مجد لبنان، أن هذا السلاح هو إيراني كامل الأوصاف وإرهابي وإجرامي وغزواتي، وان حامليه وأصحابه ومستخدميه يحتلون لبنان لمصلحة حكام إيران ويغتالون قادته ومثقفيه الأحرار ويرهبون أهله ويشرعون حدوده للقاصي والداني ويقتلون الشعب السوري ويمنعون قيام الدولة اللبنانية واستعادة السيادة والحريات والديموقراطية والاستقلال، ويحولون بالقوة والبلطجة دون تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوطننا الجريح وفي مقدمها القرارين 1559 و 1701، كما يعطلون بواسطة سلاحهم هذا عمل المؤسسات ويعرقلون انتخاب رئيس ماروني للجمهورية، كما إقرار قانون انتخابي عادل.

أما أخطر ما جاء على لسان المطران وطاول القوانين المرعية الشأن ومصداقية القيمين على كنيستنا المارونية فهي إفادته وبصوت عال ودون أي تردد أو تشكيك بأن أحد الصحافيين اخبر البطريرك أن هناك جهات معينة عرضت عليه المال مقابل مهاجمته والكنيسة.

نشير هنا إلى أن هذا الكلام غير السوري كان وسبق للمطران نفسه أن قاله وبنفس الأطر التعموية والإسقاطية والتبريرية قبل ما يقارب الشهر في مقابلة له مع إذاعة الشرق. هذا ونقل المطران انزعاج وعتب البطريرك الراعي من وعلى الإعلاميين والناشطين المنتقدين بعض ممارساته المتعلقة بإدارة أملاك الوقف على أساس أنهم لا يتعاطون مع المراجع الكنسية ذات الشأن ولا يطلبون الحقيقة من مصادرها.

طبعاً هذا ادعاء غير دقيق وليس فيه أي شيء من الحقيقة، وكنا ومعنا عدد لا باس به من الصحافيين والناشطين الأحرار في لبنان وبلاد الإنتشار تطرقنا له عشرات المرات وبالتفاصيل المملة دون أية نتيجة، ولم نحصل إلا على المزيد من الاتهامات الغبية والاستكبار الفاقع والعدائية غير المبررة.

بحزن وخيبة أمل نقول إنه لو أن في لبنان دولة وقانون واحترام للكرامات وللقانون وللإعلام السيادي وللإعلاميين الأحرار لكان كلام المطران عن ذلك الصحافي الذين ادعى أن جهات ما عرضت عليه المال لمهاجمة البطريرك الراعي والكنيسة قد تم اعتبار إخباراً  للنيابة العامة ووجب التعاطي معه على هذا الأساس.

أدبياً وقانونياً وحتى يكون لكلام المطران مصداقية وجدية المطلوب منه ومن بكركي الإعلان فوراً عن أسم الصحافي وكذلك عن الجهات المتآمرة التي عرضت عليه المال، ولأن المطران وبكركي لم ولن يقومان بهذه الأمر، فالقضية هي للأسف غرق في ثقافة المؤامرة بقصد الإسقاط والتعمية، ونقطة على السطر.

في الخلاصة، وبصدق ودون مواربة نرى أن كلام المطران مطر المشار إليه في أعلى هو تعموي واسقاطي وتبريري بامتياز، كما أنه يفتقد إلى الجدية والمصداقية وكل الأصول القانونية ويجافي الحقيقة ويُجهل مرتكبي ممارسات مخالفة لقوانين الكنيسة ومتعارضة مع الدستور اللبناني. هذا وللمرة الألف نُذكِّر القيمين على كنيستنا المارونية أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وفي زمن قداسة البابا المتواضع والتقي والشفاف فرنسيس وليس في زمن محاكم التفتيش، ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

للنصيرية وحزب إيران… “جبهة النصرة”: لن ندخر جهداً لضربكم في عقر دياركم وستدفعون ثمن جرائمكم

وكالات/نشرت “جبهة النصرة” على صفحتها الرسمية عبر “twitter” بيان حمل الرقم 22 وجاء فيه ما يلي: مرّت الأيّام والأشهر ونسي الكثيرون أو تناسوا دماء أهل السنة التي أريقت باستهداف النصيرية في جبل محسن لمساجد أهل السنة في طرابلس الشام والذي نتج عنه ارتقاء قرابة خمسة وخمسين شهيداً وأكثر من ثلاثمائة جريح ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وقد تغاضت حكومة لبنان عن هذه الجرائم بتركها مجال الهروب مفتوحاً أمام هؤلاء المجرمين الذين نفذوا هذا العمل الدنيء، ضاربين بمشاعر أهل السنة في لبنان عرض الحائط.. فانبرى فرسان جبهة النصرة لأهل الشام مقدمين على هذا العمل المبارك انتقاماً لأهلهم المسلمين المستضعفين في بلاد الشام الذين يعانون أشد المعاناة تحت قهر الرافضة والنصيرية، وذلك ليثبتوا للعالم بشكل عام ولحلفاء إيران بشكل خاص أن الغيورين من المسلمين سيثأرون لكل قطرة دم مسلمة أريقت على أيدي الروافض والنصيرية وأعداء الدين. وتابع البيان: مع بزوغ شمس يوم السبت 10-01-2015م، انتفض شابان من شباب أهل السنة الميامين ثأراً لدماء أهلهم التي أريقت في سوريا ولبنان، وكانا قد قضيا ليلتهما قائمين وأصبحا صائمين وانطلقا مستهدفين أحد معاقل ما يسمى بالحزب الوطني الديموقراطي النصيري في جبل محسن. واضاف: بعد الرصد الدقيق والمتابعة الحثيثة تم اختيار الساعة المناسبة للعملية.. فتقدم البطل المقدام أبو عبدالرحمن تقبله الله مقتحماً المقهى وكبّر ثم فجّر حزامه الناسف في جموع النصيرية المتواجدين فيه، وانتظر البطل الهمام أبوحسام تقبله الله بضع دقائق ثم فجر هو الآخر حزامه بمن تجمع من عناصرهم الأمنية التي هرعت لمكان الإنفجار الأول، فارتقى البطلان مثخنين في أعداء الله أيما إثخان نسأل الله تعالى لهما المغفرة والقَبول. وختاماً، نقول للنصيرية وحزب إيران وحلفائهم: أننا والله لن ندخر جهداً لضربكم في عقر دياركم وستدفعون ثمن جرائمكم المستمرة التي ترتكبونها بحق أهل السنة واعتداءاتكم على مقدساتهم في أرض الشام، وسنغزوكم أينما كنتم بإذن الله، فانتظروا إنا معكم منتظرون.

 

طرابلس تشيّع شهداءها وأهالي الانتحاريّين يتبرأون منهما وتوقيف مشتَبهين بارتباطهم بالمفجّرين والجيش يعزز إجراءاته

 المستقبل/لا تزال عاصمة الشمال طرابلس، تحت هول صدمة التفجير الإرهابي المزدوج الذي ضرب منطقة جبل محسن ليل السبت الماضي، والذي أسفر عن سقوط تسعة شهداء وعدد كبير من الجرحى الأبرياء، الا أنها حاولت أمس لملمة جراحها، خصوصاً بعد التعرّف على هوية الإنتحاريين اللذين فجّرا نفسيهما في مقهى عمران. في وقت إستمر الجيش اللبناني بتسيير دوريات مؤللة في مختلف مناطق المدينة وشوارعها وضواحي طرابلس بالإضافة لإقامة حواجز متنقلة مشددة. كما نفذت وحدات الجيش اللبناني مداهمات في منطقة المنكوبين لمنازل منفذي الهجوم الإنتحاري وتم إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص هم: علي خير الدين ومنذر شمسين ووائل أفيوني، المشتبه بعلاقتهم وقربهم من الإنتحاريين طه الخيال وبلال محمد مرعيان. كما أعلنت عائلة الخيال أنها «تتبرّأ من هذا الإرهابي وأهل جبل محسن أهلنا«.

وفي جوّ من الحزن والأسى، تجمّع أمس أبناء جبل محسن كباراً وصغاراً توافدوا لإستقبال الشهداء عند الشارع الرئيسي، حيث رفعت الرايات السوداء، وقرابة الثانية بدأ وصول الجثامين من المستشفيات حيث سجيت وسط بكاء العوائل وأهاليهم في القاعة الإجتماعية لينقلوا بعدها الى مسجد الزهراء حيث ترأس الشيخ أسد عاصي الصلاة على جثامين الشهداء، بمشاركة فاعليات طرابلسية وحشد شعبي شارك في الصلاة. بعدها نقلت الجثامين الى مدافن الشهداء في جبل محسن ووريت في الثرى.

وفي إطار المتابعة والوقوف على الأضرار وبناءً لتوجيهات رئيس الحكومة تمام سلام توجه رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الى مكان الإنفجار يرافقه رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي، وبعد تفقد المكان قال خير: «رحم الله الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، وإن شاء الله تكون آخر حادثة في تاريخ لبنان والإنتقال الى مرحلة جديدة كما كل مواطن يتمنى ذلك، ونتمنى من كل قلوبنا أن تتكرر هذه الحوادث التي كانت تحدث وكلكم تعرفونها. نحن قمنا بتوجيهات الرئيس تمام سلام وأن تتم إغاثة المنطقة بأقصى سرعة وأية حادثة«. أضاف خير: «سنكون جاهزين بالتنسيق مع وزراء ونواب المنطقة وفعالياتها والمفتي عاصي، للوقوف الى جانب عائلات الشهداء والجرحى، لقد أتينا لتفقد المنطقة بكل طاقات الهيئة العليا للإغاثة وفق تعليمات دولة الرئيس وبالتنسيق مع العماد قهوجي والجميع من قيادة الجيش والحكومة ساهراً للوقوف بجانب أهل طرابلس« .

الشيخ عاصي قال بدوره: «تعقيباً على كلام سيادة اللواء، نحن نؤمن بهذه الدولة ونحن خلف راية الجيش اللبناني، أما منطقة المنكوبين فهي بريئة طالما العائلة تبرأت من القاتلين، نحن مع العائلة لأن الإرهابي هو الغريب وحده الغريب فقط. أما لبنان الشرفاء، لبنان العقل، لبنان الأرز، نحن وإياه سواء ونعمل من أجل مصلحة الجميع والشهداء نخصهم بالرحمة والجرحى بالشفاء العاجل بإذن الله ونشكر دولة الرئيس تمام سلام لأنه ينظر بعين المسافة للجميع، وإن شاء الله على خير ونحن ندعو بضبط النفس بإذن الله تعالى« .

الى ذلك، نعت أمس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، شهيدها العريف يوسف علي عبدو الذي استشهد بالتفجير الإرهابي في جبل محسن. ووزعت المديرية نبذة عن حياته وجاء فيها: الشهيد يوسف علي عبدو من مواليد 1/1/1980 جبل محسن، متأهل وأب لولدين ـ دخل السلك بتاريخ 27/11/2006، وتدرج بالرتبة حتى رتبة عريف بتاريخ 1/9/2012 ـ خدم في عدة مراكز منها: معهد قوى الأمن الداخلي _ سجن رومية ـ المجموعة الامنية الخاصة _ مفرزة طوارئ طرابلس ـ مجموعة فصائل السوق ـ مخفر بكفيا ـ مفرزة سير الجديدة ـ مفرزة سير زغرتا ـ حائز أوسمة: الحرب ـ الجرحى ـ الاستحقاق اللبناني درجة رابعة. وميداليات: الجدارة ـ الامن الداخلي ـ العسكرية ، وتهنئة خطية صادرة عن وزير الداخلية والبلديات«.

 

جعجع: إجماع ضد التطرف والتقارب مع عون بدأ يعطي مفعوله/نظام الأسد إنتهى وموسكو وطهران تبقيانه على التنفس الاصطناعي..

السياسة الكويتية/أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ان انتخاب رئيس جديد للبنان يمكن أن يتم في الثامن والعشرين من الجاري، موعد الجلسة المقبلة للانتخاب الذي حددهُ رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو في أي يوم قبل هذا التاريخ، إذا ما قررت الكُتل النيابية المقاطعة التوجُّه الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد.

وشدد جعجع في تصريحات إلى صحيفة “السياسة” الكويتية على أن “مقاطعة جلسات الانتخاب أمرٌ مرفوض وغير مقبول كلياً، باعتبار أن هذا الواقع الذي يفرضه النواب المقاطعون يشل البلد على الصعد كافة”، مجدداً التأكيد أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الرئاسية هو “بنزول كل النواب الى البرلمان والتصويت لمن يريدونه رئيساً وأياً يكن الرابح نهنئهُ جميعاً ونتعامل معه على أنه رئيس البلاد، فتنطلق بعدها الحياة السياسية من خلال تشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون انتخابي جديد وإجراء انتخابات نيابية، ومن ثم ننكب على العمل في الاصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية وكل المشاكل التي نعاني منها”.

وعن الحوار المرتقب بينه وبين العماد ميشال عون، أكد جعجع “ان الحوار انطلق عملياً من خلال الموفدين بين الطرفين وعبر تبادُل أوراق العمل بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، ونكرر أننا “لا نريد حواراً شكلياً وللصورة فقط”، مشيراً الى ان “هذا التقارب الحواري بدأ يُعطي مفعوله من خلال سحب الدعاوى القضائية بين الطرفين ما ساهم في تنفيس الاحتقان بيننا، فالحوار لا يقتصر فقط على موضوع الرئاسة بل يتعداه الى أمور جوهرية وأساسية سيتم مناقشتها للخروج بتصور واضح، وبعدها لكل حادث حديث”.

وطمأن جعجع إلى ان “الوضع الامني في لبنان سيستمر مستقراً، ليس لأن هناك رعاية دولية تحمي لبنان، بل لأن الاحزاب الكبيرة متفقة على الحفاظ على الاستقرار، وهناك إجماعٌ على مواجهة كل الجماعات المتطرفة”، لكنه جدد دعوته “حزب الله” للخروج من سوريا اليوم قبل الغد “لتفادي تبعات القتال الدائر هناك وكل ما يستجلبه علينا من ويلات، سواء خطف الجنود اللبنانيين أو خضات أمنية في الداخل أو مزيد من النزوح”.

وإذ ناشد المجتمع الدولي مساندة لبنان في ملف اللاجئين السوريين “لأن البنى التحتية في لبنان لم يعد بإمكانها الاحتمال أكثر”، اعتبر جعجع أن “نظام الأسد انتهى منذ العام 2012 وليس هو الحاكم اليوم في دمشق، وإنما من يحكم هي القوى العسكرية التي استُعين بها لإبقاء الوضع كما هو”، مضيفاً ان “الايرانيين والروس يبقون هذا النظام على التنفس الاصطناعي الى حين ايجاد من يؤمن لهم نفوذاً ومكاسبَ توازي تلك التي كانت لهم إبان وجود الأسد، وحين يعطيهم أحد نفس النفوذ الذي كان يؤمنه لهم الأسد يتخلون عنه في لحظة، فبشار الأسد ميت سياسياً ويوجد أكثر من بديل له”.

وجزم جعجع بأنه سيكون هناك نظام جديد في سوريا وإن طال الوقت، مرجحاً أن يتم التوصل إلى اتفاق “طائف” سوري (على غرار اتفاق الطائف اللبناني الذي أنهى الحرب الأهلية) يجمع السنة والعلويين والمسيحيين والدروز، وربما سيكون للأكراد نوع من الحكم الذاتي على طريقة كردستان العراق، “ولكن لا أعتقد ان هناك تقسيماً وتغييراً في الحدود السورية اذ لا بديل عن لم الشمل السوري”.

 

الراعي دعا النواب ان يقوموا بواجبهم وينتخبوا رئيسا يتعالى عن مصالحه الشخصية

وكالات/جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ادانته لتمادي النواب في عدم انتخاب رئيس جديد، طالباً من الله ان يزودنا بسياسيين “يؤمنون بالمؤسسات”. وأمل في عظة قداس الاحد في بكركي ان “يزوّدنا الله بسياييين يؤمنون بالمؤسسات وعملها أولها رئاسة الجمهورية”، شاجباً “التمادي في عدم إنتخاب رئيس”. وتابع: “رئيس البلاد، الذي وحده يقسم اليمين على حماية الدستور والشعب هو بمثابة “الأب للأمة””. ودعا لإنتخاب “رئيس غني بالمحبة الاجتماعية والتجرد من الذات وبالقدرة على قيادة الدولة وإنهاضها من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، مجدداً دعوته النواب ان “يقوموا بواجبهم وينتخبوا رئيسا يتعالى عن مصالحه الشخصية ويشهد له حاضره وماضيه”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 11/1/2015

الوكالة الوطنية للإعلام

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

مشهد واحد في مواجهة الارهاب، تنقل اليوم بين باريس وطرابلس، مرورا بوسط العاصمة بيروت التي شهدت وقفة اعلامية تضامنية مع التظاهرة المليونية الباريسية.

مواجهة الارهاب عنوانا عالميا وحد التناقضات، ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو تعمد الزج بنفسه في صفوف قادة العالم، وبينهم قادة عرب، في محاولة لاظهار نفسه شريكا في مواجهة الارهاب، ضمن تظاهرة مليونية في باريس رفضا للهجوم الارهابي الذي استهدف صحيفة “charlie hebdo”.

وبالتزامن مع اجتماع لوزراء الداخلية في الاتحاد الاوروبي بباريس اليوم، على هامش المشاركة في التظاهرة المليونية، أعلن وزير العدل الأميركي عن استضافة بلاده لاجتماع عالمي لدرس سبل مواجهة التطرف في شباط المقبل.

ولبنان الذي دفع ثمنا غاليا في مواجهة الارهاب ولايزال يحفظ استقراره بدماء شهدائه الابطال من الجيش والمؤسسات الامنية، حضر اليوم بباريس ممثلا بوزير الخارجيه جبران باسيل بعد تكليفه من الرئيس تمام سلام، وفيما كانت طرابلس تشيع شهداء التفجيريين الانتحاريين بوقفة وطنية جامعة تجلت باعلان الرئيس الحريري دفع التعويضات للمتضررين في جبل محسن.

أما المواقف الداخلية، فركزت على مواجهة المتضررين من الحوار والانفتاح الداخليين بمزيد من الوحدة، وخرج اجتماع فاعليات المدينة ببيان حاسم بان لا ذريعة تبرر الاجرام، مؤكدين ان المدينة ستبقى مثالا للعيش المشترك.

وبعيدا عن السياسة، انحسار العاصفة يعيد الطلاب إلى مقاعد الدراسة بدءا من الغد بقرار من الوزير ابوصعب الذي ترك لادارات المدارس التي تقع على ارتفاع أكثر من ثمانمئة متر تقييم الوضع، كاشفا عن المباشرة بتوزيع كميات مادة المازوت على المدارس الرسمية.

طرابلس لفها الحزن في تشييع شهداء التفجير الارهابي، والجريمة إلى المجلس العدلي على ان يتقدم وزير العدل أشرف ريفي بطلب لمجلس الوزراء بهذا الصدد.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ”nbn

بالوحدة الوطنية تتغلب طرابلس على التطرف. جبل محسن لا يهزه إرهاب، ولا جريمة انتحارية مزدوجة أرادت للجبل أن ينجر إلى الفتنة.

الأهالي كانوا على قدر المسؤولية الوطنية. سقط شهداء وسالت دماء، وما بدلوا تبديلا.

هو جبل محسن في طرابلس، جزء منها، لا ينفك نسيجه عنها. لا مخططات الإرهاب فصلته عن الفيحاء ولا طرابلس أبعدته عنها.

لبنان استنفر بمؤسساته العسكرية والأمنية، ومواقفه السياسية الجامعة التي حيت ووقفت إجلالا وإحتراما لدماء شهداء الوطن.

الجريمة الإرهابية قربت اللبنانيين من بعضهم، فيما كان العالم يرصد مسيرة الجمهورية الفرنسية ضد الإرهاب. زعماء وقادة شاركوا يتقدمون مسيرة شعبية، تذكر بحشودها بمسيرات الجمهوريتين العربيتين السورية والمصرية التي كانت في السنوات الماضية ترفع الصوت في الميادين والساحات وتتفرد بالمواجهة ضد الإرهاب. لم تقتنع عواصم العالم حينها، أو رفضت أن تعترف، بأن الإرهاب يتمدد ويتوسع، وها هو يصل إلى عواصم أوروبية، وتجهز له واشنطن قمة أمنية الشهر المقبل لمحاربة التطرف.

كانت باريس قبلة العالم اليوم في الشكل، لكن في الجوهر: ليس في المسيرة وحدها يحارب الإرهاب.

ومن هنا تدرس العواصم الأوروبية اتخاذ إجراءات جديدة على تأشيرات السفر ال”شنغن” للحد من تنقل الإرهابيين، وينتظر الغرب قرارات قمة واشنطن التي يمكن أن تغير من الاستراتيجية المعتمدة في الشرق الأوسط، حيث يسرح التطرف ويمرح من سوريا إلى العراق وليبيا وسيناء مصر ويهدد حدود لبنان، ولا يستبعد السعودية ولا الأردن أو دول المغرب العربي.

التفاف العالم لمحاربة الإرهاب مهم، وإن جاءت مسيرة باريس متأخرة، لكن ماذا عن تقدم زعيم الإرهاب العالمي بنيامين نتنياهو في واجهة مسيرة العاصمة الفرنسية؟

بئس هذا الزمن الذي صار فيه الإسرائيليون يستنكرون ما يصنعون من إرهاب يومي شهدته غزة وتشهده الأراضي المحتلة.

بئس الزمن الذي يسير فيه نتنياهو في مسيرة ضد الإرهاب، بعد ان تقاسم الإسرائيليون مع عصابات “النصرة” و”داعش” الإجرام، فمنهم من يقتل بالسلاح ومنهم من يقتل بالسكين، والمستهدف واحد هو الإنسان.

خدع نتنياهو العالم بمشاركته في المسيرة الفرنسية، لكن هدفه أبعد وهو تحريض اليهود للمجيء إلى إسرائيل، كما خاطبهم بعد حادثة المتجر اليهودي، مركزا على الدعوة للهجرة من فرنسا إلى تل أبيب. هنا يبرز تكامل الإرهاب. تطرف ينفذ وإسرائيلي يوظف. وجهان لعملة واحدة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

لم يضع التكفيريون خطوطا حمرا ليتجاوزوها، فهم والارهاب صنوان، ولد أحدهما من رحم الآخر، ورايتهم حمراء مصبوغة بدماء ضحاياهم. باسم الدين ضربوا بنيانه وباسمه يذبحون ويقصون كل من ينتمي اليه، لا ضوابط اخلاقية ولا دينية ولا مذهبية رادعة.

تكفير يجر وراءه انتحارا وقتلا أكان لابن الملة أو لقريب بالدم والرحم. مرة أخرى فشل الارهابيون في واحدة من خططهم، فقتلهم لـ 11 مسلما علويا في جبل محسن، وحد حول الجبل اخوانه السنة ومعهم كل اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين، حتى أخصام الأمس في التبانة توحدوا في المصاب مع جيرانهم أولي القربى.

من يقرأ في سيرة ارهابيي جبل محسن، يدرك ان بين “النصرة” و”داعش” أنابيب انعاش تغذيها أفكار واحدة، وما التزاحم في تبني الارهاب إلا ترجمة للتنافس، القاتل المتجول بين لبنان وسوريا.

زحمة الوجوه العالمية في تظاهرة فرنسا، لم تخف حقيقة ان بين المتظاهرين ضد الارهاب بعض صناعه ومموليه، وبينهم من تعمد صدارة الواجهة كحال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وما استغلال التضامن ضد الارهاب لتكرار نشر الصور المسيئة لنبي الرحمة “ص” الا إمعان في عنصرية يستغلها الصهاينة في تحريض مضاد لاحياء الهجرة اليهودية الفرنسية إلى فلسطين المحتلة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ”mtv

باريس استحقت لقبها اليوم، فهي كانت حقا عاصمة العالم. أكثر من مليون ونصف مليون فرنسي نزلوا إلى الشوارع والساحات، وأكثر من خمسين قائدا من قادة الدول انضموا إلى الرئيس الفرنسي ليعبروا عن استنكارهم للارهاب.

هكذا، وكما ذكرت جريمة “شارلي أيبدو” بما حصل في الحادي عشر من ايلول 2001، فإن التضامن العالمي مع فرنسا اليوم ذكر بالتضامن العالمي مع الولايات المتحدة الأميركية. فالعنوان في الحدثين واحد: الارهاب، لكن الفاعل اختلف، ففيما كان اسمه عام 2001 “القاعدة”، صار اسمه اليوم تنظيم “داعش”. والسؤال انطلاقا من هنا: ماذا بعد: هل ينجح العالم هذه المرة في التصدي للارهاب، أم تكون النتيجة كما حصل بعد العام 2001، عندما أدت الحرب على “القاعدة” إلى ولادة تنظيم أخطر وأكثر دموية هو تنظيم “داعش”؟

المشهد اللبناني لا يختلف كثيرا عن المشهد الفرنسي. فاليوم شيع جبل محسن الشهداء التسعة الذين سقطوا ضحية العملية الدموية التي نفذها اثنان من الجماعات التكفيرية. وقد لقيت العملية الانتحارية استنكارا شاملا من جميع اللبنانيين، ما يفوت على الارهاب تحقيق النتائج السياسية والأمنية التي يطمح اليها.

سياسيا الأنظار مشدودة إلى جلسة مجلس الوزراء غدا لحل ملف النفايات. وقد رجحت مصادر وزارية لل “ام تي في” التوصل إلى “تخريجة” تحفظ ماء الوجه للجميع، وخصوصا ان كل الأطراف لا تريد تطيير الحكومة ولا آلية توقيع الأربعة وعشرين وزيرا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ”otv

أسفر السبت الأسود في جبل محسن عن سقوط تسعة شهداء بالاضافة الى الانتحاريين الطرابلسيين، لكنه أسفر كذلك عن اعادة ربط النزاع بين طرابلس والحريق السوري، على حد تعبير الوزير نهاد المشنوق، وأدى إلى تصدع خطير في جدار الخطة الأمنية في المدينة، وأعاد التذكير بمشهد التفجيرات الانتحارية التي توقفت منذ أشهر بعد السيطرة على مناطق حساسة في القلمون السورية، والتي عادت بعد معارك ضارية حصلت منذ أكثر من اسبوع على تلك الجبهة بين “حزب الله” و”النصرة”.

وإذا صحت المعلومات عن مقتل أحد المشتبه بتورطهم في تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس في آب 2013، سمير الآغا، فإن التفسير الأكثر منطقية للاعتداء هو الثأر للتفجيرين، والرد بالمثل بمفعول رجعي والانتقام من الآغا ومن جبل محسن، بالتزامن مع صدور مذكرة توقيف غيابية بحق النائب السابق علي عيد، وحوار “المستقبل”- “حزب الله” الذي يخضع لمعمودية دم، والخطة الأمنية التي تتعرض لأصعب اختبار منذ دخول الجيش إلى باب التبانة، والوحدة الطرابلسية والوطنية التي تجلت في وداع رجل الدولة الرئيس عمر كرامي.

ما حصل في جبل محسن يؤكد ان هناك سباقا حاميا بين أجندة اقليمية ارهابية وبين أجندة داخلية تسووية، وأن هناك سعيا لضرب التفاهمات قبل أن تنضج، والحوارات قبل أن تثمر، وأن غرفة العمليات الخارجية تتحكم باللعبة الداخلية.

وفي فرنسا، شهدت باريس أكبر تظاهرة شعبية في تاريخها، منذ تحرير باريس من النازيين عام 1944 ومنذ الاحتجاجات الطالبية في أيار 1968، ردا على جريمة “شارلي ايبدو”، بحضور زعماء ورؤساء ومسؤولين دوليين وعرب للتضامن مع فرنسا في وجه التطرف والارهاب الذي ضرب واحدة من اكثر المدن استقرارا وأمنا وازدهارا في العالم، واسقط فيها 12 ضحية في حصيلة اعتبرها الفرنسيون كارثية ومؤلمة وغير مسبوقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ”lbci

من غرفة الأخبار في مجلة “شارلي إيبدو” إلى مقهى الأشقر في جبل محسن إلى كفرذبيان في كسروان، تتعدد الجرائم والإرهاب واحد.

ومن الاخوين سعيد وشريف كواشي اللذين ارتكبا مذبحة “شارلي إيبدو”، إلى طه الخيال وبلال المرعيان اللذين فجرا نفسيهما في مقهى الأشقر، إلى شربل موسى خليل وشربل جورج خليل وجوليانو سعادة الذين يشتبه بهم، بين محرض ومنفذ، بأنهم ارتكبوا جريمة إطلاق النار على الشاب إيف نوفل ورفاقه، تتعدد التسميات والضحايا تتشابه.

الذين سقطوا في غرفة الأخبار في “شارلي إيبدو”، ذهبوا ضحية إرهابيين فصلوا عدالة على قياسهم لكنهم لوحقوا وسقطوا. والذين سقطوا في مقهى الأشقر في جبل محسن فصلوا عدالة على قياس معتقداتهم لكنهم سقطوا بأنفسهم من خلال العملية الإنتحارية. والشاب الذي سقط في كفردبيان، إيف نوفل، ذهب ضحية “زعرنة” متهورين من أصحاب السوابق ويعتقدون أنفسهم بأنهم فوق القانون وفي ظل محميات سياسية لا تصل إليها يد الدولة.

الأخوان كواشي نالا عقابهما بعدما سقطا في مواجهة مع الشرطة الفرنسية. طه الخيال وبلال المرعيان عاقبا نفسيهما بالعملية الانتحارية. أما شربل موسى خليل وشربل جورج خليل وجوليانو سعادة، ومنهم المحرض ومنهم المنفذ، فمن يعاقبهم؟ إذا كانت هناك من حماية سياسية وضعت لهم، ويبدو انها غير موجودة أو لم تعد موجودة، فأين الأجهزة المعنية تلاحق أولا من يحمي المجرمين لتصل إلى توقيف المجرمين أنفسهم؟

إنه الإرهاب العابر للقارات، أحيانا يلبس لباسا عقائديا، وأحيانا أخرى لباسا دينيا، وحينا لباسا غرائزيا كما في كفرذبيان، إنه القتل بدم بارد على يد الرؤوس الحامية التي لم تجد بعد من يردعها فتظل من أصحاب السوابق بدلا من أن تصبح عبرة لغيرها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”

من باريس إلى طرابلس، الارهاب واحد وهو موجه بالدرجة الأولى ضد الاسلام والمسلمين.

فرنسا توحدت، ومعها العالم، من خلال مسيرة تاريخية شارك فيها إلى جانب الشعب الفرنسي زعماء ورؤساء عرب وأجانب.

طرابلس أيضا توحدت، وبصوت واحد رفض أهالي جبل محسن وأهالي المنكوبين الارهاب، مصرين على العيش الواحد.

وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي انتقل إلى الشمال، حيث تفقد موقع الاعتداء، بعد ان ترأس اجتماعا أمنيا، كشف ان الانتحاريين على صلة بمنذر الحسيني، الذي كان على علاقة بشبكة “داعش” في فندق ال”دي روي”. كما كشف عن تلقيه إتصالا من الرئيس الرئيس سعد الحريري أبلغه فيه ان “مؤسسة الحريري” ستتكفل بمعالجة الأضرار الناجمة عن تفجير جبل محسن.

وفيما عقد اجتماع موسع لنواب وفاعليات المدينة، أعلن وزير العدل أشرف ريفي انه سيتقدم من مجلس الوزراء بطلب إحالة هذه الجريمة إلى المجلس العدلي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

يا جبل محسن ما يهزك ريح الارهاب، فبشهدائه التسعة ارتفع الجبل ولم ينحن للفتنة. شيع بنيه بالحكمة، ومد اليد لنصفه في طرابلس بعد أن تبرأ ذوو الانتحاريين من جريمة الأبناء. وكالجبل مشى أهل الجبل إلى وداع شهدائهم، حيث يؤكدون برفعتهم أن من انتحر بهم ليزرع الشقاق من جديد مع حاراتهم الطرابلسية، لم يجن سوى الموت واللعنة من أهله قبل كل طرابلس.

وأد الفتنة، ساهمت به زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى جبل محسن، وتفقده موقع التفجير. ومن هناك كرر المعطيات الأمنية التي بحوزته عن ان “داعش” تقف وراء العملية، وارتباط المنفذين بالارهابي منذر الحسن، وذلك بخلاف ما أعلنته “جبهة النصرة” بالأمس.

نواب طرابلس كانوا تحت سقف الموقف الوطني، فتقدموا بالتعزية إلى أهالي جبل محسن، وأكدوا من منزل سمير الجسر أن أهل السنة يرفضون منطق الثأر لأنه من موروثات الجاهلية.

وبرقية التعازي وصلت لذوي الضحايا عن بعد من الرئيس سعد الحريري الذي طالب بملاحقة المرتكبين ومن يقف وراءهم. وفي بيانه لم يبد على الرئيس الحريري انه على علم بأن الانتحاريين إنتحرا وقضيا أشلاء. ولم يظهر أيضا ان الحريري سيحرك العشرين مليون دولار التي تبرع بها من هبة المليار إلى أهالي طرابلس وسائر المناطق الخارجة من القتال. وهو بإسثناء العشرين مليونا للشمال والخمسة عشر مليارا لعرسال، لم يكن قد وهب اللبنانيين أي تبرعات أعقبت التفجيرات الدامية في غير منطقة. مسامح هو بما مضى من تفجيرات، فما قبل عمولات المليار ليس كما بعدها، لكن طرابلس ما زالت تنتظر.

الارهاب المقيم على أرضنا لم تخرج له إلا تظاهرة نخبوية من أمام ساحة الشهيد سمير قصير في وسط بيروت، ولولا أننا نتضامن مع فرنسا لما خرجنا، على الرغم من ان لبنان سباق في المأساة وعدد التفجيرات وتقديم الشهداء وتخريج الانتحاريين. لم تنتفض النخبة لتقول “je suis بير حسن” أو “je suis رويس” أو “je suis مسجدي التقوى والسلام” أو “je suis الاعتداءات الدموية على الجيش”.

هم قالوا “انا شارلي إيبدو”، وواكبوا تظاهرة سار فيها حشد هائل في باريس يتقدمهم أربعون زعيم دولة من العالم. وأكثر تعبير مطابق لمواصفات التظاهرة العالمية جاء عبر الوزير وائل ابو فاعور الذي قال: “مسيرة ضد الارهاب يتصدرها نتنياهو لا ينقص الا إستدعاء شارون من الجحيم، اللعنة على عدالة يقودها مجرم”.

سار نتنتياهو ببراءة، وهو الذي يختزن على كتفيه قتل اطفال غزة ولبنان وحرق الكنائس في فلسطين. وسار معه زعماء من العالم كان الارهاب صنيعتهم، وصدروه إلى سوريا ودربوه في تركيا، وحاربوا فيه في ليبيا، واستفاقوا لضربه في العراق بعد خراب البصرة، ولما ارتد الارهاب على صانعيه تظاهروا ضده. وقبل ان يتظاهروا هل سأل كل زعيم ماذا فعل ليرد عنه خطر الارهاب؟ فرنسا دللته، بريطانيا كانت السباقة في تأسيس خيرة شبابه، ألمانيا راحت تعد النازحين من إرهابها إلى سوريا.

 

إفتتاحيات الصحف ليوم الأحد 11 كانون الثاني 2015

النهار

الضربة الارهابية الاولى في السنة 2015 انتحاريان من المنكوبين.. والجبل لن ينجر

في أواخر تشرين الاول من العام الفائت تمكن الجيش اللبناني عبر عملية وقائية واسعة في طرابلس والمنية وبعض انحاء الشمال الاخرى من تسديد ضربة قوية للتنظيمات الارهابية وخلاياها وإعادة الأمن والاستقرار الى عاصمة الشمال، الامر الذي استتبع فترة امتدت اكثر من شهرين من تراجع العمليات الارهابية في الداخل. ومساء امس عاد الارهاب ليضرب لبنان من شماله وتحديدا من منطقة بعل محسن ذات الغالبية العلوية في طرابلس عبر عملية انتحارية حملت بصمات التنظيمات الارهابية المتطرفة التي سبق لها ان نفذت عمليات مماثلة في مناطق لبنانية اخرى.

إذن في اليوم العاشر من السنة الجديدة عاد لبنان الى هاجس الاستهدافات الارهابية من البوابة الداخلية باعتبار ان هذا الهاجس لم يغب اطلاقا من البوابة الحدودية الشرقية حيث تستمر ازمة العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي “داعش” و”النصرة” تلقي بكل أوزارها على الهموم الرسمية والأمنية والعسكرية والسياسية والشعبية .

ورسمت العملية الانتحارية في جبل محسن ظلال تداعيات خطرةعلى الواقع الأمني اللبناني خصوصا لجهة تزامن هذه العملية مع هجمة ارهابية شرسة على فرنسا بما يخشى معه ان تكون التنظيمات الارهابية قد أدرجت لبنان مجددا الى جانب دول اخرى في اطار توسيع اطار استهدافاتها الارهابية بعدما تمكن الجيش اللبناني من اقفال كل منافذ التسلل والتحرك بين منطقة عرسال والجرود الامر الذي دفع بهذه التنظيمات الى العودة الى عمليات التفجير في الداخل .

ولعل ما جعل هذا الاحتمال هو الأكثر ترجيحا انه بعد دقائق من حصول تفجير بعل محسن سرت معلومات مسربة عن مسؤولية تنظيم “داعش” عن هذا التفجير لكن جبهة النصرة سارعت الى اعلان مسؤوليتها عن تفجير “مقهى للحزب الوطني الديموقراطي النصيري ثأرا لأهل السنة في سوريا ولبنان “. كما ان وكالة “الأناضول” نقلت عن قيادي في “النصرة” ان منفذي العملية من منطقة المنكوبين هما في صفوف الجبهة وتلقيا تدريبات في منطقة القلمون السورية.

ولعل ما اثار صدمة واسعة واكبت التفجير ان الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية نشرت ليلا اسمي مواطنين لبنانيين من منطقة المنكوبين هما سمير كيال وبلال ابرهيم قالت انهما نفذا العملية الانتحارية علما ان مقهى ابو عمران لا يبعد سوى عشرات الامتار عن منطقة المنكوبين . واذ علم ان بعض الجرحى تعرفوا على هويتي الانتحاريين، قال مصدر إسلامي في طرابلس ان طه سمير كيال وبلال ابرهيم معروفان بفكرهما المتشدد وان احدهما مطلوب للعدالة .

اما في التفاصيل وفي انتظار اكتمال الصورة الاولية للتحقيقات الجارية في التفجير فقد ثبت ان التفجير نفذه شخص انتحاري بواسطة حزام ناسف كان يحمله بعدما دخل الى مقهى ابو عمران في بعل محسن . وتردد ان الانتحاري رمى اولا قنبلة يدوية وما ان تجمع الناس ورواد المقهى حول مكان الانفجار الاول فجر الانتحاري نفسه بالحزام الناسف الامر الذي أدى الى سقوط تسعة شهداء وأكثر من 36 جريحا على الاقل .

ولكن عددا من الشهود تحدثوا لاحقا عن قيام انتحاريين بالعملية وان احدهما تولى إلقاء قنبلة داخل المقهى ولما هرب رواد المقهى فجر الانتحاري الثاني نفسه في الخارج موقعين اكبر عدد ممكن من الضحايا والجرحى . وقد نقل اكثر من عشرين مصابا الى مستشفى السيدة في زغرتا وحده فيما عمم وزير الصحة على المستشفيات باستقبال المصابين ومعالجتهم على نفقة الوزارة .

وفي وقت طوَّق فيه الجيش مكان التفجير ومسرحه وباشرت الخبراء العسكريون والمحققون الكشف على المكان وسط نقل الضحايا والجرحى سارع محافظ الشمال رمزي نهرا بناء على توجيهات وزير الداخلية نهاد المشنوق الى اصدار قرار بمنع التجول في منطقة جبل محسن حصرا حتى السابعة صباح اليوم الاحد . كما ان الجيش نفذ انتشارا واسعا في منطقتي التبانة والمنكوبين حيث طوَّق منزلي الانتحاريين.

وبات في حكم المؤكد عقب هذا التطور الأمني ان يفرض التفجير بتداعياته واستهدافاته والاحتمالات الخطرة التي يرتبها نفسه بندا عاجلا وطارئا واوليا على جلسة مجلس الوزراء التي كان دعا رئيس الوزراء تمام سلام الى انعقادها في الخامسة مساء الاثنين المقبل والتي كانت مخصصة حصرا لبند ملف النفايات الصلبة الذي اثار خلافات وزارية حالت دون تسوية هذا الملف حتى الان .

ومع ان الاوساط السياسية والرسمية اجمعت على الاعتقاد بان التفجير الانتحاري استهدف اشعال فتنة مذهبية في طرابلس والشمال فان هذه الاوساط ابدت ثقتها بان هذا الهدف لن يتحقق اطلاقا وثمة اطمئنان واسع الى ان طرابلس بكل مناطقها وفعالياتها وقواها لن تنجر الى فخ الفتنة وهي التي اجتازت الكثير من التجارب والأفخاخ المماثلة سابقا ولم تقع في هذا المحظور . وقالت مصادر شمالية بارزة ان تورط شخصين من ابناء منطقة المنكوبين في التفجير الاجرامي اذا صح تورطهما لن يؤدي الى نجاح خطة اثارة الفتنة لانها ليست المرة الاولى التي ينكشف تورط أفراد من هذه المنطقة مع تنظيمات ارهابية وليس هناك اي غطاء سياسي او بيئة حاضنة لهذا الارهاب وكما سقطت كل المحاولات السابقة لاشعال الفتنة المذهبية فإنها ستفشل الان ايضا.

ولفتت الى ان استنفارا عسكريا وأمنيا واسعا نفذ وسيتواصل في الايام المقبلة كما ان الاتصالات السياسية نشطت بين مختلف الاطراف والقوى لاحتواء الموقف بسرعة وتجنيب المدينة اي ردود فعل انفعالية . وقد اجمعت ردود الفعل القيادية والسياسية والدينية على هذا البعد من خلال التشديد على نبذ الفتنة واحباط أهداف الارهابيين وهو ما برز خصوصا في بيان للمجلس العلوي دعا الى التمسك بمنطق الدولة والعيش المشترك وتفويت الفرصة على المتضررين من الجو التحاوري بين الافرقاء مطالبا أهالي جبل محسن بالتحلي بأعلى درجات ضبط النفس.

الديار

انتحاريان من حي المنكوبين فجّرا مقهى عمران وسقوط 9 قتلى و35 جريحاً..

“داعش” على خط طرابلس و”النصرة” من القلمون تبنت التفجير المزدوج في المدينة

هزّ مدينة طرابلس مساء أمس تفجير انتحاري مزدوج في مقهى عمران في جبل محسن، ادى الى مقتل 9 اشخاص وجرح 40 اخرين، بعضهم في حالة الخطر الشديد. وقد تبنت «جبهة النصرة عبر تغريدة على «تويتر العملية. وقالت «انها استهدفت مقهى للحزب العربي الديموقراطي النصيري في جبل محسن بعملية استشهادية مزدوجة ثأراً لاهل السنة في سوريا ولبنان. كما دخل تنظيم الدولة الاسلامية «داعش على خط مدينة طرابلس بتبني التفجير الانتحاري واعلن ان منفذ العملية يمني الجنسية.

كيف حصل التفجير المزدوج؟

ونقلت الزميلة في طرابلس دموع الأسمر ان انتحاريين زار احدهما مقهى مجذوب والثاني دخل الى مقهى ابو عمران في جبل محسن، وهذا المقهى تتردد اليه فئات شعبية مختلفة من جبل محسن والاحياء المجاورة، خصوصا انه مشهور بأرجيلة المعسل على صعيد مدينة طرابلس. وما حصل انه لحظة كان المقهيان مكتظين بالرواد، اقدم الانتحاري الاول على تفجير نفسه في مقهى مجذوب، فتحول الى اشلاء وسقط معه عدد من القتلى والجرحى. ثم حاول الانتحاري الثاني في مقهى عمران ان يفجر نفسه، لكن عندما دوى الانفجار في مقهى مجذوب وهرع رواد المقهى لمعرفة ما حصل، أخلي المقهى بسرعة، ما اضطره الى الخروج وتفجير نفسه بين المواطنين الذين احتشدوا امام المقهى، ما ادى الى وقوع المزيد من القتلى والجرحى. واللافت ان رأس الانتحاري الثاني بقي سليما، مما ساعد على كشف هوية الفاعلين.

على الفور، سارعت سيارات الصليب الاحمر وعملت على نقل المصابين الى مستشفيات طرابلس وزغرتا، كما حضر الجيش وضرب طوقا امنيا، وباشرت فرق التحقيق الجنائية التحقيق، ومنع الجيش المواطنين من التوجه الى جبل محسن حيث اقفل جميع المفارق. واصدر محافظ طرابلس قرارا بعدم التجول حتى صباح اليوم.

وعرف من القتلى: يوسف عبدو، علي ابراهيم، علي الزيبار، يحيى عبد الكريم، علي خضور. ومن بين القتلى سمير آغا المطلوب بمذكرة توقيف بقضيتي تفجيري التقوى والسلام. ومن الجرحى: علي حسن وفتحي حسن وحسن صالح وحسن احمد، وجعفر طيبة وعمران ابن صاحب المقهى ابو عمران، سليمان الحسن، علاء خليل، خضر خضر، فتحي احمد، زين حامد، رجب ابراهيم، وعمران صالح.

وخلال تصريح لرفعت عيد عبر احدى القنوات، قال ان توقيت الانفجار مشبوه بعد اصدار مذكرة توقيف جديدة في حق علي عيد. واكد ان حوار تيار المستقبل – حزب الله لا يمكن ان يحل الامور التي وصلنا اليها، وجبل محسن دائما كان في عين العاصفة.

وفي المعلومات، انه قبل ايام، أثار خبر سحب مذكرة التوقيف في حق علي عيد سخطا في طرابلس. كما شاع في المدينة حديث عن مهرجان شعبي سيقام خلال ايام في جبل محسن احتفالا بعودة علي عيد الى جبل محسن. ومن الروايات ان من بين المطلوبين بتفجيري التقوى والسلام، سمير اغا الذي كان يتردد الى هذا المقهى. وحسب اوساط جبل محسن ان التكهنات والروايات كثيرة، لكن ما جرى على الارض هو ان الارهاب ضرب قلب منطقتهم، ما يعني ان الوضع بات هشا والمطلوب من الجيش والقوى الامنية المزيد من الاجراءات.

وكشفت «الديار ان الانتحاريين هما من منطقة المنكوبين. الاول هو طه سمير كيال والانتحاري الثاني هو بلال محمد ابراهيم. وعلى الفور داهم الجيش منزلهما في المنكوبين. وفي معلومات «الديار ان الانتحاريين كانا في سوريا يقاتلان الى جانب صفوف جبهة النصرة في القلمون، ووصلا منذ ايام. واشارت المعلومات الى انه منذ لحظة وصولهما لم يظهر عليهما اي اشارات، وكانا يلتزمان بالصمت حيال اي سؤال يوجه إليهما. وبعد عملية التفجير داهم الجيش منزلي الانتحاريين في المنكوبين، وعلى الفور سلم والد طه كيال نفسه للجيش اللبناني، وهذه العائلة معروفة بآل الخيال في المنكوبين وليس كيال.

واعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان انه «بتاريخه حوالي الساعة 19.30، استهدف أحد المقاهي في منطقة جبل محسن بتفجير انتحاري أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين. على الأثر توجهت قوة من الجيش إلى المكان وعملت على عزل المنطقة المستهدفة، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين الذين باشروا الكشف على موقع الانفجار لتحديد حجمه وملابساته، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق لكشف هوية الفاعلين

ردود فعل مستنكرة

وصدرت ردود فعل مستنكرة للتفجير الارهابي، من الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وتمام سلام وسعد الحريري وقادة طرابلس والنائب وليد جنبلاط.

ودان حزب الله بشدة الجريمة المروعة التي ارتكبها الارهاب التكفيري في منطقة جبل محسن، ودعا بيان الحزب الى عزل هذه المجموعات التكفيرية.

المستقبل

حوار عون ـ جعجع: كنعان يؤكد بلورة القواسم والرياشي يشير إلى أنّ التتويج لم يعد بعيداً..

الإرهاب يهزّ جبل محسن: 7 شهداء وعشرات الجرحى

هو الإرهاب الأعمى نفسه، وإن تعددت أشكاله من لبنان إلى سوريا والعراق والسعودية وباكستان وصولاً إلى باريس، ضرب مجدداً ليل أمس على الوتر المذهبي والطائفي الحساس مستهدفاً هذه المرة ساحة جديدة من ساحات الوطن بهجوم انتحاري مزدوج داخل مقهى عمران في جبل محسن فحصد 7 شهداء وعشرات الجرحى بالإضافة إلى مقتل منفذَي الهجوم. في حين سارع القيّمون على الأمن الأهلي في الشمال إلى وأد شرارات الفتن في أوكارها عبر التأكيد على «الوقوف بقوة خلف الجيش والقوى الأمنية رداً على هذه الجريمة الإرهابية النكراء كما دعا الرئيس سعد الحريري، والتشديد على وجوب «تفويت فرصة زعزعة العيش الواحد التي يريدها الارهابيون وفق ما ناشد المجلس الاسلامي العلوي أهالي المنطقة المستهدفة.

أما على الضفة المقابلة، فحاول تنظيم «جبهة النصرة الذي تبنى الهجوم نكء العصبيات المذهبية والمناطقية من خلال إشارة أحد قيادييه عبر وكالة الأناضول التركية في معرض تبني العملية إلى أنّ الانتحاريين اللذين نفذاها «لبنانيان ينتميان إلى الجبهة، هما طه كيال وبلال ابراهيم، كان قد جرى تدريبهما في القلمون السورية وإرسالهما إلى طرابلس للتنفيذ

على الأثر وبينما فرضت مخابرات الجيش طوقاً عسكرياً حول منزلي الانتحاريين في محلة المنكوبين في طرابلس، أفادت مصادر أمنية «المستقبل أنهما يدعيان طه سمير خيال وبلال محمد مرعياني الملقب «ابراهيم، مؤكدةً أنّ «الأجهزة الأمنية تعمل على كشف كامل ملابسات وخيوط هذا الهجوم الإرهابي

ولفتت المصادر في هذا السياق إلى أنّ «والد الانتحاري طه خيال يخضع للتحقيق لدى شعبة المعلومات لاستيضاح معطياته عن الجريمة، موضحةً رداً على سؤال أنّ حصيلة الهجوم النهائية بلغت 7 شهداء، بالإضافة إلى أشلاء الانتحاريين، و36 جريحاً غادر بعضهم المستشفيات بعد تلقي العلاج المناسب. مع الإشارة إلى كون مجلس الأمن الفرعي سينعقد صباح اليوم في سرايا طرابلس بحضور القادة الأمنيين والمدعي العام الاستئنافي في الشمال لبحث التدابير المتخذة في مواجهة التطورات.

الشرق الأوسط

حوار عون ـ جعجع

سياسياً، برز على صعيد المساعي الجارية لتوطيد أواصر الانفتاح والتحاور على الجبهة الداخلية تفعيل وتيرة المحادثات الدورية بين الرابية ومعراب حيث التقى أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية سمير جعجع على مدى 3 ساعات أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح

النائب ابراهيم كنعان، موفداً من رئيس التكتل النائب ميشال عون، في حضور رئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات ملحم رياشي.

كنعان

ووصف كنعان لـ«المستقبل اللقاء بأنه كان «جدياً وصريحاً وقد جرى خلاله نوع من مراجعة أوراق العمل التي سبق تبادلها بين الجانبين الأسبوع الفائت، لافتاً إلى أنّ المحادثات الجارية بين الرابية ومعراب «تهدف إلى بلورة القواسم المشتركة والتوصّل إلى تحديد وإعلان هذه القواسم.

كنعان الذي أكد «استكمال المحادثات الأسبوع المقبل، وآثر عدم الخوض في تحديد المواعيد في ما يتصل باللقاء المرتقب بين عون وجعجع، اكتفى بالقول: «الجهود منصبّة حالياً على الجوهر والمضمون لأنّنا نريد أن يكون اللقاء مثمراً وأن تكون له تداعيات إيجابية على الساحتين المسيحية والوطنية.

رياشي

بدوره، وصف رياشي لقاء معراب أمس بـ«البنّاء، وأوضح لـ«المستقبل أنّ «النقاش تناول خلاصات ورقتَي العمل المتبادلة بين الطرفين في سياق انطلاق الجزء الثاني من المرحلة الأولى للمحادثات، لافتاً الانتباه رداً على سؤال إلى أنّ «اللقاءات والمحادثات الجارية غير مرتبطة بتوقيت أو جدولة زمنية محددة بل هي متصلة جوهرياً بالإنتاجية المتوخاة منها، وأردف: «ما يمكن تأكيده في هذا الإطار أنّ نسبة انتاجية المرحلة الأولى من المحادثات باتت مرتفعة وسوف يتم تتويج هذه المرحلة بعقد لقاء، لم يعد بعيداً ولن يكون الأول ولا الأخير، بين الزعيمين جعجع وعون.

«المعايير الأربعة

توازياً، علّقت مصادر مواكبة للمحادثات العونية القواتية على مسار هذه المحادثات بالقول لـ«المستقبل إنّ «ما يحصل بين ضفتي الرابية ومعراب ليس تفصيلاً عابراً على الساحة المسيحية بالاستناد إلى تأكيد كل من عون خلال مقابلته المتلفزة الأخيرة، وجعجع خلال مؤتمره الصحافي الأخير، عزمهما على طي الصفحة نهائياً مع الماضي مهما كان الثمن.

وفي حين كشفت أنّ محادثات معراب ستستكمل مساء غد الاثنين في الرابية حيث سيستقبل عون رياشي بحضور كنعان، فنّدت المصادر «المعايير الأساس لهذه المحادثات بـ«أربع نقاط، هي أولاً المصارحة في كل شيء، وثانياً الاستثمار الإيجابي للنقاط المتفق عليها، وثالثاً عدم تحويل أي اختلاف أياً كان إلى خلاف من جديد بين الجانبين، وأخيراً تحصين وتحسين آداب المخاطبة السياسية بينهما بما يليق بالمسيحيين واللبنانيين عموماً.

«شوكولا قواتية في الرابية

وفي ختام لقاء معراب أمس، علمت «المستقبل أنّ جعجع حمّل كنعان «شوكولا العيد مدموغة بشعار «القوات اللبنانية وطلب منه نقلها إلى الرابية وإهداءها نيابةً عنه إلى عون.

«النفايات تقر الإثنين

حكومياً، أفادت مصادر وزارية «المستقبل أنّ الاتصالات التي جرت خلال الساعات الماضية أفضت إلى قرار شبه حاسم بعقد جلسة لمجلس الوزراء غداً الاثنين وعلى جدول أعمالها إقرار بند ملف النفايات بتوافق أعضاء المجلس، أما إذا تعذر التوافق بالإجماع فسيتمّ إخضاع البند للتصويت وإقراره بأغلبية الأعضاء مع تسجيل أي تحفظ أو اعتراض يبديه أي من الكتل الوزارية.

مشاورات عربية في بيروت

على صعيد منفصل، وغداة كشفها عن زيارة مرتقبة غداً للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أوضحت مصادر ديبلوماسية لـ«المستقبل أنّ الصباح سيزور بيروت غداً برفقة كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد تكدي، مشيرةً إلى أنّ زيارة وزير الخارجية الكويتي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للقمة العربية ونظيره الموريتاني الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس الوزاري العربي، برفقة الأمين العام للجامعة العربية، إنما تهدف إلى وضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء وتداعيات فشل مجلس الأمن الدولي في إقرار المشروع الذي كانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد تقدّمت به للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتحركات العربية الجارية في المقابل على الساحتين الدولية والإقليمية، والأفكار والمقترحات المطروحة عربياً حيال الخطوات الواجب اتخاذها في سبيل دعم القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة. تجدر الإشارة إلى أنّ الجامعة العربية ستنعقد بشكل استثنائي على مستوى وزراء الخارجية في 15 الجاري بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على أن يسبق ذلك اجتماع في القاهرة للجنة الوزارية العربية المختصة بمتابعة المبادرة العربية للسلام بغية التشاور، في حضور عباس أيضاً، في آخر تطورات ومستجدات القضية الفلسطينية.

 

عشرات القتلى والجرحى جراء تفجيرين انتحاريين بمقهى في طرابلس.. “النصرة” تعلن تبنيها مسؤولية هجوم مزدوج استهدف علويين شمال لبنان

فجر انتحاري نفسه في مقهى شعبي بحي جبل محسن ذي الأغلبية العلوية في مدينة طرابلس اللبنانية، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص على الأقل وسقوط عشرات الجرحى من أبناء المنطقة، في عودة لمسلسل التفجيرات التي ضربت لبنان مطلع عام 2014. وتبنت {جبهة النصرة في بيان على «تويتر التفجير الانتحاري المزدوج مساء أمس.

وكان انتحاريان قد فجّرا نفسيهما وسط تجمع في أحد المقاهي الشعبية في محلة جبل محسن، التي شهدت خلال الأعوام السابقة قتالا عنيفا بين جماعات سنية وأخرى علوية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وأتى هذا التفجير بعد ساعات على صدور مذكرة توقيف بحق مسؤول الحزب العربي الاشتراكي الذي يمثل العلويين، علي عيد، للاشتباه بضلوعه في تفجير استهدف مسجدين سنيين عام 2013. وتردد أن المدعو سمير آغا الذي يشتبه بضلوعه في تدبير تفجير المسجدين قتل خلال التفجير.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن التفجير ناتج عن هجوم مزدوج نفذه انتحاريان هما طه سمير كيال وبلال محمد إبراهيم من منطقة المنكوبين ،أحد أحياء طرابلس.

وقالت الوكالة الوطنية إن انتحاريا فجّر نفسه في مقهى عمران في جبل محسن، وعندما تجمع الناس في المكان أقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه أيضا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن وقوع 9 قتلى و36 جريحا معظمهم نقلوا إلى مستشفى السيدة في زغرتا، جراء انفجار المقهى بجبل محسن، بينما أعلنت قيادة الجيش عن «استهداف أحد المقاهي في منطقة جبل محسن بتفجير انتحاري أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين

وقال البيان إن قوة من الجيش توجهت إلى المكان وعملت على عزل المنطقة المستهدفة، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين الذين باشروا الكشف على موقع الانفجار لتحديد حجمه وملابساته، بينما تولت الشرطة العسكرية التحقيق لكشف هوية الفاعلين

وروى زهير الشيخ الذي أصيب بجروح طفيفة نتيجة الانفجار نقل على إثرها إلى مستشفى زغرتا في الشمال، – حسب وكالة الصحافة الفرنسية – إنه كان «موجودا في المقهى مع آخرين، عندما سمعنا انفجارا أول. ثم وقع انفجار كبير لم نعرف ما هو

وفرض الجيش اللبناني طوقا في مكان الحادث ومنع الصحافيين من الاقتراب منه. وتزامن التفجير مع شائعات عن وجود سيارة مفخخة في شارع سوريا ذي الغالبية السنية، ما أدى إلى توتر شديد في المنطقة التي شهدت اقتتالا دمويا لأكثر من سنتين، ما حدا بالسلطات اللبنانية إلى فرض حظر للتجول في المنطقة.

ومن جانبه أدان الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان في بيان له «الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة مدنيين لبنانيين، وقال إن «الإرهاب مهما حاول لن ينجح في جر طرابلس وأبناء طرابلس إلى الفتنة التي لا تخدم أي لبناني بقدر ما تخدم أعداء لبنان، في هذه اللحظات المفصلية التي تعيشها البلاد، وفي ظل «الحوار المطلوب، علهيؤدي إلى تخفيف الاحتقان المذهبي من جهة، وانتخاب الرئيس من جهة أخرى

وشدد سليمان على «ضرورة وحدة الصف لمواجهة الإرهاب بالتكاتف والتضامن ونشر الوعي والعمل ليل نهار على تعزيز القواسم المشتركة بين جميع الأطراف، وهي كثيرة، لقطع رأس التنين الآتي على صهوة الأحزمة الداعشية الناسفة، ولطرابلس الدور الكبير في دحر الفتنة، وهي حتما كانت ولا تزال أقوى من التجارب الدموية الأليمة

وبين مايو (أيار) 2007 ومارس (آذار) 2014 وقعت 20 جولة قتال بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن في طرابلس، أوقعت مئات القتلى والجرحى.

وشهد الصراع بين المنطقتين تصعيدا على خلفية النزاع السوري وتأييد الغالبية السنية في لبنان للمعارضة السورية مقابل انحياز الأقلية العلوية التي توجد خصوصا في جبل محسن إلى النظام السوري. ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) ينتشر الجيش بكثافة في المدينة وقام بمئات التوقيفات ومنع كل ظهور مسلح، ما أثار ارتياحا في المدينة.

 

تسعة قتلى و37 جريحاً في تفجير انتحاري مزدوج في جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان

إجماع على ضرورة توحيد الصف لمواجهة التطرف وحماية السلم الأهلي في لبنان

بيروت – من عمر البردان: السياسة

أطل شبح الفتنة مجدداً في طرابلس شمال لبنان حيث استهدف الإرهاب منطقة جبل محسن العلوية, من خلال تفجير انتحاري مزدوج ليل اول من امس تبنته “جبهة النصرة” ونفذه لبنانيان من منطقة المنكوبين المجاورة هما طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان.

وتزامن حصول الجريمة مع إصدار القضاء اللبناني مذكرة توقيف غيابية في جريمة تفجير المسجدين في مدينة طرابلس, فيما حذرت أوساط شمالية من أن يكون ما جرى في جبل محسن محاولة لاشعال فتيل الحرب المذهبية بين السنة والعلويين في الشمال, وتصوير عملية التفجيرين الانتحاريين في جبل محسن بأنها رد على تفجير مسجدي التقوى والسلام في العام ,2013 بعدما حمل القضاء نتيجة التحقيقات “الحزب العربي الديمقراطي” برئاسة علي عيد مسؤولية التفجيرين.

ووقع التفجيران في مقهى علوان (يعرف شعبياً باسم مقهى أبو عمران) في جبل محسن الذي كان يعج برواده من كل الأعمار, ما أدى الى استشهاد تسعة أشخاص وجرح 37 آخرين إصابات بعضهم خطرة, ووقوع أضرار مادية جسيمة في المحال والأبنية المجاورة.

وأكدت قيادة الجيش في بيان ان العملية الإرهابية نفذها انتحاريان هما طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان, فيما قدرت زنة الحزامين الناسفين اللذين كانا بحوزتهما بأربعة كيلوغرامات من مادة “تي ان اتي” شديدة التفجير.

والشابان من منطقة المنكوبين ذات الغالبية السنية الواقعة في المدينة نفسها وتبعد نحو خمسمئة متر عن جبل محسن.

وأفاد مصدر أمني أن أحد الانتحاريين وصل حوالي الساعة السابقة والنصف مساء أول من امس إلى المقهى الواقع في حي مأهول بجبل محسن وفجر نفسه بواسطة حزام ناسف. وبعد نحو سبع دقائق, وفيما كان الذعر سائداً في المكان, وصل الانتحاري الثاني وفجر نفسه, ما تسبب بمقتل تسعة مدنيين واصابة 37 آخرين.

وسارعت “جبهة النصرة” (فرع تنظيم “القاعدة” في سورية” إلى تبني التفجيرين على حسابها الرسمي على موقع “تويتر”, مشيرة الى انهما يستهدفان :الحزب العربي الديمقراطي”, أبرز حزب ممثل للعلويين في لبنان, ومقر قيادته في جبل محسن.

وذكر مصدر امني في الشمال أن طه الخيال “في العشرين من عمره, ومطلوب بمذكرات توقيف بتهمة المشاركة في معارك” بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن اللتين شهدتا على مدى السنوات الماضية عشرين جولة قتال.

واضاف ان الخيال “متوار عن الانظار منذ ثلاثة اسابيع”, مشيرا الى معلومات عن وجوده لفترة في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود اللبنانية من جهة الشرق حيث تدرب مع تنظيمات متطرفة.

وأكد ان الخيال “معروف بارتباطه بتنظيمات متطرفة, وهو كان قريباً من منذر الحسن” الذي فجر نفسه العام الماضي خلال مداهمة للجيش مبنى كانت تختبئ فيه مجموعة مسلحة في طرابلس.

أما بلال المرعيان, فهو في السادسة والعشرين من عمره, متزوج وله ولد, ولا سوابق له.

وبعد استدعاء والد أحد الانتحاريين سمير الخيال للتحقيق معه, أوقف الجيش امس ثلاثة أشخاص على ذمة التحقيق وتبين أن لهم علاقة صداقة تربطهم بالانتحاريين, تزامناً مع فرضه إجراءات أمنية مشددة في طرابلس حيث استقدم تعزيزات وسيّر دوريات مؤللة بشكل مكثف في المدينة والشوارع الداخلية منعا لحصول ردات فعل.

ولاقت الجريمة استنكاراً واسعاً في الاوساط السياسية والشمالية, حيث كان إجماع على ضرورة توحيد الصف ونبذ الارهاب والتطرف لحماية السلم الاهلي في لبنان ومنع أعداء البلد من تحقيق اهدافهم من خلال اثارة الفتنة بين اللبنانيين.

وأكد وزير العدل اشرف ريفي انه سيطلب خلال جلسة الحكومة المقررة اليوم الاثنين احالة جريمة تفجيري جبل محسن على المجلس العدلي.

من جهته, دان رئيس الحكومة تمام سلام التفجيرين الارهابيين, معتبرا انهما محاولة جديدة لزرع بذور الفتنة في طرابلس. ورأى ان هذه الجريمة تشكل تحديا للدولة وقواها الامنية التي نجحت في وضع حد لمعاناة طرابلس.

كذلك, لفت رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري إلى ان التفجير يندرج في اطار اثارة البلبلة وتأجيج الفتنة وزعزعة الامن في عاصمة الشمال, داعياً الجميع الى الوقوف بقوة وراء الجيش اللبناني والقوى الأمنية.

بدوره, استنكر رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة الجريمة, معتبراً ان المطلوب مكافحة الارهاب والتصدي له بوحدة اللبنانيين خلف الدولة واجهزتها الوطنية الامنية والسياسية.

كما دان مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الانفجارين, مشددا على ان الاعتداء الآثم الذي استهدف الامنيين هو فعل اجرامي يستهدف الامن والاستقرار والعيش الواحد في طرابلس ولبنان. وحذر من استغلال هذا التفجير لاشعال نار الفتنة بين اللبنانيين مؤكدا ان التصدي للفتنة واجب ديني ووطني. من جهته, لفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الى ان محاولات اقامة امارة اسلامية في طرابلس لا تزال مستمرة, مشددا على ان لا بيئة حاضنة للارهاب والتكفير

 

علوش لـ”السياسة”: الأخطر أن منفذَيْ الهجوم من طرابلس

بيروت – “السياسة”: رأى القيادي في “تيار المستقبل” النائب السابق عن مدينة طرابلس مصطفى علوش في اتصال مع “السياسة” ان ما حصل في المدينة يعد تطوراً خطيراً بعد دخول الانتحاريين الى الساحة, “والأخطر من ذلك ان المنفذين هما من ابناء المدينة”, رابطاً ما حدث بفورة الارهاب وجنونه وبالوضع المتفجر في المنطقة “للقول إن جبهة النصرة تأخذ بحق أهل السنة المستضعفين”. وتمنى على أهالي طرابلس ان يكونوا واعيين لما يخطط لمدينتهم, وان يتصالحوا جديا مع ابناء جبل محسن لقطع دابر الفتنة, معتبراً ما جرى بأنه ضد اي حوار يؤدي الى الاستقرار. من جهة ثانية, وصف علوش الحوار القائم بين “المستقبل” و”حزب الله” بأنه حوار المراوحة والانتظار ويلزمه الكثير من الصدق والجدية ليبعث على الارتياح في نفوس الناس, مشيراً إلى أن هناك اجراءات في الطب تخفف من الألم لدى المري, لكنها لا تستأصل المرض إلا بعد اجراء عملية جراحية.

 

جبهة النصرة: هكذا فجّر مقهى جبل محسن

أصدرت "جبهة النصرة" بياناً روت فيه تفاصيل العملية الانتحارية التي استهدفت مقهى في جبل محسن أمس السبت، وأكدّت فيه أنّ التفجير جاء رداً على "تغاضي الحكومة اللبنانية عم محاسبة المسؤولين عن تفجير مسجدي التقوى والسلام".

وتوعدّت النصرة في البيان حزب الله وحلفائه "بدفع ثمن جراءمكم"، وقالت: "لن ندخر جهداً لضربكم في عقر دياركم، وستدفعون ثمن جرائمكم المستمرة التي ترتكبونها بحق أهل السنة واعتداءتكم على مقدساتهم في أرض الشام... فانتظرونا إنا معكم منتظرون..".

وفي تفاصيل العملية العملية الانتحارية، جاء في البيان: "مع بزوغ شمس يوم السبت 10-01-2015، انتفض شابان من شباب أهل السنة الميامين ثأراً لدماء أهلهم التي أريقت في سوريا ولبنان،.. وانطلقا مستهدفين أحد معاقل ما يسمى بالحزب الوطني الديموقراطي النصيري في جبل محسن". وتابع البيان: "بعد الرصد الدقيق والمتابعة الحثيثة تم اختيار الساعة المناسبة للعملية،.. فتقدّم أبو عبد الرحمن مقتحماً المقهى، وكبّر ثم فجّر حزامه الناسف بالجموع، وانتظر أبو حسام بضع دقائق ثم فجّر هو الآخر حزامه بمن تجمّع من عناصرهم الأمنية التي هرعت لمكان الإنفجار الأول".

 

سلام ترأس اجتماعا أمنيا في حضور المشنوق وريفي

ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، في دارته في المصيطبة، اجتماعا أمنيا حضره وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وشارك في الاجتماع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان.

 

المشنوق من طرابلس: المرحلة المقبلة صعبة

السياسة/لفت وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى أن “الامر المطمئن هو أن أهل طرابلس, وأهلنا في جبل محسن, هم أهل لكل شهيد وهم يد واحدة بمواجهة الارهاب, وما حصل لا يوجد فيه شيء من الايمان والطمأنينية واللبنانية”, مؤكدا أن “التنسيق بين الاجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش قائم على قدم وساق لأن مواجهة المرحلة المقبلة ستكون صعبة ومن أجل ذلك طلبت التمديد لمجلس النيابي, والمؤسسات الامنية قادرة ومستمرة ولن تتأخر عن القيام بواجبها”. وفي مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس الامن الفرعي في سرايا طرابلس, أمس, شدد المشنوق على أن “اللبنانيين وأهل الشمال يد واحدة بوجه التطرف والتكفير وكل من يقف عائقا أمام رغبتهم في الحياة وفي وجه المؤسسات الامنية”, مضيفاً “لدي ثقة كبيرة سببها النجاح في فرض الخطة الامنية بأقل ضرر, والتي تبين منها أن اللبنانيين وأهل طربلس أهل دولة وليسوا أهل تكفير”. وأكد أن “أهل طرابلس والشمال هم أهل الدولة والداعمين للمؤسسات الامنية والخطة الامنية, والجريمة الكبرى تؤكد التكاتف والتماسك”, لافتا الى أنه “هذه ليست أول أيام صعبة تمر على الشمال, وهم أكدوا أنهم أهل الدولة”. وأشار المشنوق الى أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري اتصل به وأبلغه أن “مؤسسة الحريري ستتولى تصليح الاضرار ودفع التكاليف في جبل محسن”, معتبرا أن “هذه خطوة كريمة من الحريري ووطنية يراد منها طي صفحة الماضي والاقدام نحو التوافق الوطني ودعم الدولة والمؤسسات الامنية”.

ورأى أنه “طالما الحريق في سورية مستمر الازمة ستزداد, ولكن بالوعي والتضامن مع الجيش والتماسك بين المواطنين هو المواجهة الحقيقية القادرة على تعطيل التفجيرات”, كاشفا أن “المعلومات المبدئية تفيد أن تنظيم “داعش” هو وراء التفجير

 

ونوس لـ”السياسة”: التفجير استهداف لكل لبنان

بيروت – “السياسة”: رسمت العملية الانتحارية المزدوجة التي وقعت في أحد المقاهي في جبل محسن بمدينة طرابلس وأودت بحياة العشرات بين شهيد وجريح, أكثر من علامة استفهام بشأن المغزى من عودة مسلسل الإرهاب لإفشال الخطة الامنية التي ينفذها الجيش اللبناني في المدينة منذ أشهر ولاقت تجاوباً من قبل المواطنين. وفي هذا السياق, وصف النائب العلوي بدر ونوس في اتصال مع “السياسة” تفجير جبل محسن بـ”العمل الارهابي الجبان” الذي يستهدف كل لبنان وليس طرابلس وحدها, “وذلك بعد ان بلغنا مرحلة متقدمة من الامن والامان في المدينة”. وأشار إلى ان المقهى الذي حصل فيه الانفجار كان يرتاده شبان من كل الاعمار ومن كل احياء المدينة, “ما يعني ان الاهالي تجاوزوا الخلافات الطائفية والمذهبية”. وقال ونوس إن “طرابلس من الأساس بعيدة كل البعد عن الخلافات المذهبية والطائفية, وما جرى في السنوات الماضية بين الجبل وباب التبانة كان مفتعلاً وكنا نحذر منه باستمرار”. ووصف ما جرى في طرابلس بأنه “فتنة كبيرة”, متمنيا عدم تفاقمها ومقدراً وقفة أهالي المدينة التضامنية مع هذا الحادث الأليم. واستبعد ان يكون الهدف من ورائه استهداف الطائفة العلوية, لأن العلويين والسنة في الشمال على احسن ما يرام ولا يستطيع احد ان يفرق بينهم وهناك الكثير من القرى المنتشرة في عكار مختلطة بين سنة وعلويين وهناك زيجات متعددة بين الطائفتين.

 

قاطيشا: خبر “دير شبيغل” عن المجمع النووي السوري في القصير يحتمل قراءتين

المصدر: عكاظ/أكد مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد وهبي قاطيشا أنه حتى الآن ليس لدينا معلومات مؤكدة حول ما نشرته صحيفة “دير شبيغل”، عن قيام الأسد ببناء مجمع نووي مع إيران بشكل سري في منطقة القصير ويحرسه “حزب الله”.

إلا أن قاطيشا لفت، في تصريح لصحيفة “عكاظ” السعودية، إلى أنه يمكن قراءة هذا الأمر من زاويتين: الأولى، أنه منطقي، خاصة أن المنطقة المذكورة جبلية وعلى الحدود مع لبنان وتحت سيطرة “حزب الله”، وبالتالي يمكن الدفاع عنها لو سقط النظام في دمشق.

والثانية، أنه يمكن التشكيك، خاصة أن الوقائع الميدانية أثبتت أن المعارضة السورية قادرة على الوصول وتوجيه ضربات مؤلمة لكافة المواقع التابعة للنظام و”حزب الله”.

 

الرياشي: المفاوضات مع “الوطني الحر” تتناول كل الملفات الخلافية من بداياتها

المصدر: السياسة الكويتية, المستقبل/أوضح رئيس “جهاز الإعلام والتواصل في القوات اللبنانية” ملحم الرياشي أن ما يقوم به مع عضو “تكتل التغيير والإصلاح” النائب إبراهيم كنعان، “هو مفاوضات بكل معنى الكلمة وعلى كل الملفات الخلافية”. وأشار الرياشي، في اتصال مع صحيفة “السياسة” الكويتية إلى أن هذه المفاوضات تتطرق لمجمل مواضيع الخلاف القائمة بين “القوات” و”التيار” من بداياتها، وسيكون اللقاء المرتقب بين رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ورئيس “التيار” العماد ميشال عون جزءاً من مسار هذه المفاوضات”. ولم يحدد الرياشي موعداً محدداً للقاء “جعجع – عون”، مكتفياً بالقول إنه ليس ببعيد، ومشيراً إلى جدية ورغبة في مناقشة كل المسائل المختلف فيها بين الطرفين للوصول إلى الخواتيم السعيدة التي يأملها الفريقان. ووصف رياشي لقاء معراب السبت بـ”البنّاء”، وأوضح لـ”المستقبل” أنّ “النقاش تناول خلاصات ورقتَي العمل المتبادلة بين الطرفين في سياق انطلاق الجزء الثاني من المرحلة الأولى للمحادثات”، لافتاً الانتباه رداً على سؤال إلى أنّ “اللقاءات والمحادثات الجارية غير مرتبطة بتوقيت أو جدولة زمنية محددة بل هي متصلة جوهرياً بالإنتاجية المتوخاة منها”. وأضاف الرياشي: “ما يمكن تأكيده في هذا الإطار أنّ نسبة انتاجية المرحلة الأولى من المحادثات باتت مرتفعة، وسوف يتم تتويج هذه المرحلة بعقد لقاء، لم يعد بعيداً ولن يكون الأول ولا الأخير، بين الزعيمين جعجع وعون”.

 

ايران بين هاشم السلمان والشيخ علي سلمان

عماد قميحة/جنوبية/الأحد، 11 يناير 2015  

عوّدنا حزب الله ان يختبيء دائما في مقاراباته للموضوعات الإقليمية خلف شعارات دينية او إنسانية، من اجل تبرير دوره في التدخل بشؤون الاخرين، والتي سرعان ما نكتشف بعد ذلك ان المصالح الإيرانية هي وحدها المحرك الأساسي ولا شيء غير ذلك.

 أن يفرد الأمين العام لحزب الله اكثر من حوالي 13 دقيقة من كلمته للحديث عن ازمة البحرين في خطاب مدته حوالي الساعة الواحدة مؤشر يدل إلى ان الهدف الأساسي من الاطلالة التلفزيونية هو البحرين وان كانت المناسبة الفعلية هي مناسبة الحديث عن الايتام وجمعيتهم “امداد الامام الخميني”، وفي أجواء ولادة رسول الإسلام محمد بن عبدلله (ص) بحسب التاريخ الشيعي.

وبمقارنة بسيطة بين ما جاء في الخطاب المذكور وما كان قد اعلنه الحزب في بيانه الذي أصدره قبل أيام قليلة بمناسبة اعتقال امين عام جمعية الوفاق البحرانية الشيخ على سلمان والذي جاء في فقرته الأخيرة دعوة واضحة هادئة للتوافق الداخلي و”لضرورة العمل لايجاد حل سياسي للازمة يرضي طموحات أبناء الشعب البحريني ويحقق التوافق الداخلي” وبين اللهجة التصعيدية التي وصلت الى حد التلميح بالتهديد كما جاء بخطاب نصر الله الأخير، ندرك سريعا ان التكليف الشرعي الإيراني قد صدر من ولي الامر لاعلان “الدفاع المقدس و”حماية مقام” المصالح الإيرانية في وجه غزوة النفط التكفيرية.

ومن المفارقة هنا هذا التشابه بين اسم الشيخ المظلوم علي السلمان وبين الشهيد المظلوم هاشم السلمان الذي سقط غدرا امام السفارة الإيرانية في بيروت والذي هو الاخر كان يمارس حقه الطبيعي بالتظاهر السلمي والحراك السلمي مع مجموعة سلمية من المواطنين ولم يلجأ هو الاخير لا الى العنف ولا الا الإرهاب، ويا ليته كان لقي نفس مصير الشيخ البحراني فاعتقل من قبل حراس السفارة الإيرانية وسجن ولم يغتال امام أبوابها وبقي ينزف حتى الاستشهاد.

ولا بد من التذكير هنا ان سماحة السيد يومها وتعليقا على “الحادثة” كان له موقف متقدم من الاستنكار والشجب والمطالبة بتسليم الجناة وهذا ما لم يحصل حتى الساعة، مما يسمح لنا بالادعاء ان دفاع حزب الله المستجد وبعد فترة طويلة من نفض اليد والهدنة الإعلامية اتجاه حراك شعب البحرين الثائر وما تخلل هذه الفترة من اعتذار علني لمحطة المنار عن لا موضوعيتها في نقل الاحداث البحرينية.

وهذا كله انما كان كنتيجة للتقارب السعودي الإيراني حينها، مما يعني مرة جديدة ان حزب الله يؤكد ما هو مؤكد بان مؤشر التصعيد او التخفيض في مواقف الحزب محكوم فقط للمصالح الإيراني وان كان يُغّلف هذا الدور بالكثير من القيم الدينية مرة وبحقوق الانسان مرة اخرة لان هذه الحقوق نفسها التي يحاول الحزب امتطاءها في مقاربته للموضوع البحريني رأيناها مدرجة بدمائها امام السفارة الإيرانية عندما اقتضى الدفاع عن السياسة الايرانية ذلك.

 

مشاركة قادة وزعماء من نحو 50 بلداً حول العالم ومسيرة مليونية تاريخية في باريس ضد الإرهاب

السياسة/12 كانون الثاني/15

* كاميرون: تهديد التطرف المتعصب عاش معنا سنوات عدة وسيستمر لسنوات مقبلة

* واشنطن تستضيف قمة في 18 فبراير للبحث في سبل “محاربة التطرف في العالم”

* اتفاق على التعاون مع مشغلي الإنترنت لسحب ما ينشر ويحرض على الحقد والقتل

* اسبانيا تؤيد تعديل اتفاقية شنغن للسماح بمراقبة الحدود الداخلية لدول الاتحاد الأوروبي

باريس – وكالات: خطفت باريس, أمس, أنظار العالم وتحولت إلى عاصمة مكافحة الإرهاب مع مشاركة مئات الآلاف في مسيرة تاريخية تقدمها قادة وزعماء ومسؤولون من نحو 50 بلداً لتأكيد التضامن في مواجهة الإجرام والتطرف, بعد الاعتداءات التي أودت بحياة 17 شخصاً في فرنسا سقطوا ضحايا ثلاثة متطرفين, بين يومي الأربعاء والجمعة الماضيين.

وبعد تجمع مئات الآلاف في باريس, انضم إليهم عصر أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع نحو خمسين من قادة الدول الاجانب, فيما استقبلت الحشود وصول القادة بتصفيق حاد.

وظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المسيرة إلى جانب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا العبد الله على بعد أمتار من رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, فيما تقدم القادة بصفوف متراصة وأمسك عدد منهم بأيدي بعضهم البعض, وقام عدد منهم بتحية الحشود, وخاصة الذين كانوا على شرفات الجادة التي تقدمت فيها المسيرة.

وكان من أبرز المشاركين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إضافة إلى رؤساء حكومات وممثلين عن دول أوروبية وغربية وافريقية وعربية.

وقبل التوجه إلى المسيرة, قال هولاند أمام أعضاء الحكومة في اجتماعهم بقصر الاليزيه ان “باريس هي اليوم عاصمة العالم”, فيما أكد رئيس الوزراء مانويل فالس أن المسيرة “تظهر قوة وكرامة الشعب الفرنسي الذي يهتف بعشقه للحرية والتسامح”.

وسادت مشاعر التأثر شوراع العاصمة الفرنسية قبل انطلاق المسيرة المليونية, إذ تدفق آلاف الاشخاص بعضهم بعيون دامعة الى ساحة الجمهورية نقطة انطلاق المسيرة.

وكتب على لافتات رفعها المتجمعون ترحماً على ضحايا الاعتداءات الارهابية بباريس, “ارفعوا أقلامكم” و”حرية, مساواة, ارسموا, اكتبوا”.

وسارت أسر الضحايا في مقدمة المسيرة التي جرت وسط اجراءات امنية مشددة بوجود قناصة على طول الطريق في العاصمة الفرنسية التي انتشرت فيها قوات الامن.

وبدأت “مسيرة الجمهورية” في ساحة لا ريبوبليك (الجمهورية) قبل ان تصل الى ساحة لا ناسيون (الامة). وتفصل بين الساحتين ثلاثة كيلومترات.

وتزامناً مع التجمع البشري الضخم في باريس, نظمت تظاهرة في مدن فرنسية أخرى شارك فيها نحو 350 ألف شخص, كما خرجت تظاهرات في مدن أوروبية تنديداً بالإرهاب.

وأثناء انضمامه إلى المسيرة التاريخية, حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن عنف المتطرفين سيظل يشكل تهديداً لسنوات عدة, قائلاً “نحن في بريطانيا نواجه تهديدا مماثلا هو تهديد التطرف المتعصب .. وهو تهديد عاش معنا سنوات عدة وأعتقد انه سيستمر معنا لسنوات مقبلة عدة”.

من جهته, وعد رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي بأن أوروبا “ستكسب التحدي ضد الإرهاب”, مضيفاً إن “أوروبا أقوى من الخوف … ونحن هنا جميعاً لتوجيه رسالة مفادها أن أوروبا ستكسب تحدي الارهاب”.

وقبيل انطلاق المسيرة, أعلن وزير العدل الاميركي اريك هولدر ان الولايات المتحدة ستستضيف قمة في 18 فبراير المقبل للبحث في سبل “محاربة التطرف في العالم”.

وقال هولدر من باريس إن القمة ستعقد في واشنطن وسترمي الى “توحيد امكاناتنا”, و”إذا عملنا معاً من خلال تقاسم معلوماتنا ومواردنا سنكون في نهاية المطاف قادرين على الانتصار على الذين يحاربوننا ويحاربون قيمنا الاساسية”.

من جهته, أعلن البيت الابيض, في بيان, ان القمة ترمي الى تسليط الضوء على “الجهود المبذولة على المستويين الداخلي والدولي لمنع المتطرفين وأنصارهم من التشدد وتجنيد افراد او مجموعات في الولايات المتحدة او في بلد آخر بهدف ارتكاب اعمال عنف”.

وأشار إلى أن القمة ستبحث أيضاً في “مواضيع تحمل القادة الروحيين مسؤولياتهم ودور القطاع الخاص والتكنولوجيات”.

وخلال اجتماع امس في باريس, اتفق وزراء داخلية 11 بلدا اوروبيا ووزير العدل الاميركي اريك هولدر على تعزيز مكافحة الارهاب خصوصاً بتشديد أكبر لمراقبة الحدود الداخلية للاتحاد الاوروبي.

ورأى الوزراء ان التعاون مع مشغلي الانترنت “أمر ملح” لكشف وسحب “كل ما ينشر ويحرض على الحقد والقتل” سريعاً.

من جهتها, أعلنت اسبانيا على لسان وزير داخليتها خورخيه فرنانديز دياز أنها تؤيد فكرة تعديل اتفاقية شنغن للسماح بمراقبة الحدود الداخلية للاتحاد الاوروبي للحد من تحرك المقاتلين المتطرفين العائدين إلى أوروبا.

وقال الوزير ان سهولة التحرك حالياً داخل الاتحاد الاوروبي “يسهل تنقل (المتطرفين) إلى أي بلد”, مشيراً إلى أن ثلاثة آلاف مقاتل أوروبي قد يعودون إلى بلادهم ويطرحون تهديدا.

وأوضح أن مدريد ترغب في تطبيق “عمليات مراقبة لا تتناقض مع مبدأ حرية التنقل ترمي الى عدم السماح للاشخاص الذين يطرحون تهديدا او الذين تحوم شبهات حولهم بأنهم ارهابيون … بأن يستفيدوا من حرية التنقل على حساب حريتنا وامننا”.

يشار إلى أن اتفاقية شنغن تنص على حرية التنقل داخل فضاء شنغن الذي يضم حالياً 26 بلداً في أوروبا منها 22 من الاتحاد الاوروبي.

من جهته, دعا وزير داخلية بلجيكا جان جانبون الى وضع “لائحة أوروبية للمقاتلين الاجانب” الذين ينضمون الى تنظيمات متطرفة.

 

السعودية لمواطنيها في باريس: ابتعدوا عن التجمّعات المشبوهة

حذّرت السفارة السعودية في فرنسا مواطنيها من التجمعات المشبوهة أو الأماكن التي قد تسبّب لهم حرجاً وإشكاليات. وقالت السفارة في بيان مقتضب نشر على موقع وزارة الخارجية إنّ سفارة الرياض تؤكّد على السعوديين تجنّب الأماكن والتجمعات المشبوهة، وعدم الدخول في نقاشات، أيا كانت، عن الأحداث الأخيرة، مطالبة إياهم بالاتصال فوراً بالسفارة في حال تعرضهم لمضايقات. ويشارك وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار بن عبيد مدني في التظاهرة الدولية ضد الإرهاب في باريس.

 

المغرب لم يشارك في تظاهرة باريس

اعلنت السفارة المغربية في باريس في بيان الاحد ان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لم يشارك في التظاهرة الضخمة التي جرت في باريس تنديدا بالارهاب "بسبب رفع رسوم مسيئة" للنبي محمد خلال هذه التظاهرة.

وجاء في البيان ان "الوفد المغربي قدم في الاليزيه تعازي مملكة المغرب الحارة الاحد الا انه لم يشارك في المسيرة في باريس بسبب رفع رسوم مسيئة للنبي" محمد.

 

 نواب طرابلس: نرفض كلّ عمل إرهابي في كلّ بقعة من لبنان

أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب الممدّد لنفسه سمير الجسر أنّ نواب طرابلس أعلنوا رفضهم لكلّ عمل إرهابي في كلّ بقعة من لبنان أو العالم. وشدّد النواب على أنّ أبناء المدينة لا يقبلوا بأيّ ذريعة تقدّم، وأن طرابلس كانت وستبقى لجميع أبنائها ومضرب مثل في العيش المشترك. وأكدوا في بيان تلاه الجسر بعد اجتماع لهم في منزله بطرابلس أنّ المدينة ملتزمة بمشروع الدولة ومتمسّكة بالخطة الأمنية ولا تقبل المساس بها، مشدّدين على أنّها لا تقبل بأيّ أمن إلا الأمن الذي تؤمنه الدولة. وأعلنوا أنّ "أهل السنة يرفضون منطق الثأر لأنه من مورثات الجاهلية"، متوجهين بالتعازي إلى أهالي جبل محسن، وداعين إلى التحلّي بالصبر الذي عُرف عنهم. وطالبوا كلّ الناس وقيادات المجتمع المدني والقيادات السياسية بالتضامن مع الجيش اللبناني، كذلك طالبوا الحكومة بالإيعاز إلى المعنيين بالعمل على عدم السماح بالتفلت الأمني والإسراع في مسح الأضرار والتعويض على المتضررين.

 

حياة بومدين في سورية

انقرة – أ ف ب: أعلن مصدر أمني تركي أن حياة بومدين رفيقة محتجز الرهائن الذي قتلته الشرطة في باريس الجمعة, دخلت تركيا في الثاني من يناير الجاري, الا انها اصبحت على الارجح في سورية. وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه “لقد دخلت تركيا في الثاني من يناير ونعتقد انها كانت في اورفا (جنوب شرق) بعد أسبوع من دخولها من دون أن نكون على يقين من ذلك”. وأضاف المصدر ان حياة قدمت بتذكرة ذهاب واياب مدريد – اسطنبول. وأوضح أن تركيا لم تعتقلها لعدم وصول معلومات تتعلق بها من باريس.

وقال “ليس هناك تبادل معلومات ولهذا لم يكن بوسعنا منع” دخولها تركيا, مضيفا “لا يمكننا منع أي شخص من دخول البلاد من دون معلومات” تبرر ذلك. وكان مصدر أمني فرنسي قال في وقت سابق إن الشابة الفرنسية (26 عاما) موجودة في تركيا “منذ بداية يناير” من دون تحديد تاريخ دخولها تركيا. وهي رفيقة اميدي كوليبالي الذي قتل بيد الشرطة في عملية احتجاز رهائن بمتجر بباريس.

 

بيان لمثقفين عرب: مسؤوليّتنا أمام الإرهاب باسم الإسلام

الأحد 11 كانون الثاني (يناير) 2015

يشهد عالمنا حربا تشنّها عليه أفراد وجماعات تنتسب إلى الإسلام. إنّها الحرب نفسها، في سوريا والعراق وتونس وفرنسا، وإنّها تتمّ باسم قراءة معيّنة للإسلام، وتحتّم علينا، نحن مثقّفي ومثقّفات العالم العربيّ الإسلاميّ، أن لا نبقى مكتوفي الأيدي، بل أن نتحمّل مسؤوليّاتنا وأن نكون فاعلين في مناهضتنا لكلّ ما يؤجّجها.

لا بدّ من إجراء إصلاحات حقيقيّة داخل العالم العربيّ الإسلاميّ للوقوف في وجه هذه الحرب. ولا نرى سبيلا إلى ذلك إلاّ بإقرار المواطنة والمساواة وحرّيّة الضّمير ودولة القانون وحقوق الإنسان.

إنّ الرّدّ على هذه الحرب اليوم لا يتمثّل في القول بأنّ الإسلام براء منها، لأنّ هذه الأعمال الإرهابيّة تتمّ باسم قراءة معيّنة للإسلام. بل لا بدّ من الاعتراف بتاريخيّة مجموعة من النّصوص التي يتضمّنها موروثنا الدّينيّ، ولا بدّ من التّأكيد على عدم إمكان تطبيقها اليوم، ومن تحمّل تبعات هذه الاستحالة.

إنّ معسكر الأعداء الذين يخوضون هذه الحرب العالميّة ليسوا مجموعة من التائهين المغرّر بهم، بل هم مقاتلون متعصّبون ومصرّون على القتل والتّخريب.

وهؤلاء المقاتلون ينهلون من معين نصوص إسلاميّة تدعو إلى العنف، ومثل هذه النّصوص يوجد في أديان أخرى، وتنتمي إلى سياق آخر، وعصر آخر تجاوزناه، فلا يمكن تطبيقها اليوم.

إنّنا ندعو إلى البدء في عمليّة إصلاح حقيقيّ للحقل الدّينيّ في كلّ البلدان، تتطلّب تطويرا للتّشريعات في مجالات عدّة.

وإنّ علينا أن ندين تفعيل هذه المدوّنة من النّصوص القديمة، واستخدامها مهما كانت الأسباب الدّاعية إلى ذلك، ويجب أن تكون الإدانة صريحة من قبل السّلطات ومن قبل القائمين على شؤون الدّين، والمجتمعات المدنيّة، ونرى وجوب اضطلاع المنظومتين التّعليميّة والإعلاميّة بهذه الإدانة.

وإنّ من واجبنا مناهضة تفعيل هذه المدوّنة، وكلّ الآليّات التي تؤدّي إلى هذا التّفعيل.

ولا بدّ من تجريم كلّ الخطابات والأعمال التي تنشر التّعصّب والحقد والعنصريّة.

ولا بدّ أن تكون البرامج المدرسيّة والخطابات الإعلاميّة والخطب الدّينيّة متطابقة مع المثل الكونيّة المتعلّقة بحريّة الضّمير وبالحقوق الفرديّة.

لا توجد ديانة أفضل من الأخرى. والإنسانيّة واحدة لا تقبل التّجزئة.

يتعهّد كلّ الموقّعين لهذا البيان بالنّضال من أجل إعلاء كلمة القانون وحقوق الإنسان والمواطنة.

قائمة الموقّعين

- رجاء بن سلامة، جامعيّة ومحلّلة نفسيّة، تونس

- علي المزغنّي، أستاذ مبرّز في القانون، تونس

- فتحي بن سلامة، محلّل نفسيّ، أستاذ جامعي، فرنسا/ تونس

- صلاح الوديع، رئيس مؤسّسة "ضمير"، المغرب

- هالة الحبيب، صحفيّة، تونس

- نصر الدّين العفريت، صحفيّ، تونس/ المغرب

- أحمد عصيد، كاتب، المغرب

- أحمد مهيو، أستاذ قانون، عميد سابق، الجزائر

- أحمد هنّي، أستاذ جامعيّ، فرنسا

- تبريزي بن صالح، أستاذ القانون الدّوليّ، عميد شرفيّ، الجزائر

- توفيق علاّل، منسّق "بيان الحرّيّات"، فرنسا

- جواد بولس، شاعر وكاتب، فلسطين

- جورج طرابيشي، كاتب ومترجم، سوريا، فرنسا.

- حاتم مراد، أستاذ جامعيّ، تونس

- حبيب الغراري، أستاذ بجامعة آكس، مرسيليا

- حمّادي الرّديسيّ، أستاذ جامعيّ، تونس

حمّد حام، محلّل نفسيّ، أستاذ جامعيّ، فرنسا

- حمد نذير، محلّل نفسيّ، فرنسا

- خديجة الشريف، جامعيّة، تونس

- دلندة الأرقش، مؤرّخة، تونس

- رجاء ستيتو، محلّلة نفسيّة وأستاذة بجامعة مونبيليه 3

- سالم حمزة، طبيب نفسيّ، فرنسا/تونس

- سعيد لكحل، باحث، مناضل جمعويّ، المغرب

- سعيد ناشيد، كاتب صحفي، المغرب

- سلمى الحجري، طبيبة، تونس

- سلوى الشّرفي، أستاذة إعلام، تونس

- سليم اللّغماني، أساتذ قانون، جامعة قرطاج، تونس

- سليمان بدراني، أستاذ جامعيّ، الجزائر

- سهير بالحسن، صحفيّة، تونس

- شريف بالنّاجي، أستاذ جامعيّ، الجزائرّ،

- شريف فرجاني، أستاذ جامعيّ، فرنسا/ تونس

- صوفي بسّيس، مؤرّخة، تونس/فرنسا

- عبد الباسط بن حسن، رئيس المعهد العربيّ لحقوق الإنسان

- عبد اللّطيف اللّعبي، شاعر، المغرب

- عبد اللّه الحريري، فنّان تشكيليّ، مدير فنّيّ، المغرب

- عبد المطّلب الهوني، مثقّف، ليبيا

الجزائر

- عزّ الدّين العلاّم، أستاذ جامعيّ، المغرب

- عزيز العظمة،جامعيّ، سوريا

- علي بنشنب، أستاذ متميّز، الجزائر

- علي مقودي، محلّل وطبيب نفسيّ، فرنسا

- عياض بن عاشور، نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتّحدة، عميد سابق، ورئيس سابق للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثّورة، تونس

- غالب بنشيخ، باحث في الإسلاميّات، فرنسا

- فايقة مجاهد، محللة نفسيّة، الجزائر

- فوزيّة العسولي، مناضليّة جمعويّة، رئيسة فيدرالية الرابطة الدّيمقراطيّة لحقوق المرأة، المغرب

- قمر بن دانة، مؤرخة، تونس

- كاظم جهاد حسن، كاتب وأستاذ جامعيّ، العراق/فرنسا

- كلوديت فرجانيّ، ناشطة جمعيّاتيّة، فرنسا

- كمال الحبيب، مناضل جمعويّ، المغرب

- لحسن زيتون، أستاذ فنون الرّقص وسينمائيّ، المغرب

- لطفي بن سلامة، طبيب، فرنسا/ تونس

- ليفة أحرار، ممثّلة، المغرب

- مارسال خليفة، فنّان، لبنان

- محمد علي الشريف، سينمائيّ

- منعم الفقير، شاعر، العراق

- منيرة نسّاح، أخصّائيّة نفسيّة، فرنسا

- موليم العروسي، كاتب، المغرب

- نادرة بن إسماعيل، محلّلة نفسيّة

- نبيل فارس، محلّل نفسيّ وكاتب، فرنسا

- نور الدّين السّعديّ، كاتب، فرنسا/الجزائر

- هواري باقي، محلّل نفسيّ، فرنسا

- وسيلة تمزالي، كاتبة، الجزائر

- ياسين عدنان، شاعر، المغرب

 

في المحكمة الدولية: الادعاء يحضر لإتهام جديد

يكثر الكلام في السياسة في أروقة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقاعتها الاساسية منذ بدء الشهادات السياسية مع النائب الممدد لنفسه مروان حماده ومن بعده الصحافي فيصل سلمان.

مع تحديد الادعاء موضوع هذه الشهادات باظهار طبيعة العلاقة بين الرئيس رفيق الحريري بالسوريين خلال فترة حكمه وقبيل اغتياله طلب فريق الدفاع وقف هذه الشهادات لأن سوريا غير مذكورة في القرار الاتهامي، غير أن المحكمة قررت المضي في الشهادات.

من هذه الشهادات ينطلق أحد محامي فريق الدفاع في المحكمة الدولية جاد خليل المكلف الدفاع عن حقوق ومصالح المتهم حسن مرعي، لافتاً إلى أنّ "الملف كبير ومتشعب والمفاجآت التي يقدّمها لنا المدعي العام كالشهود الجدد الذي يستدعي التحضير للاستجواب المضاد لهؤلاء الشهود الذين لا نعرفهم".

ويقرأ خليل محامي الدولة اللبنانية على لائحة المحكمة الجنائية الدولية، في طلب الادعاء الاستماع الى هذه الافادات السياسية، ويوضح ان "المدعي العام يستند على أدلة ظرفية سياسية لكي يتهم جهة معينة غير واردة في القرار الاتهامي"، متسائلاً "متى كانت السياسة مادة أو قاعدة لقرار اتهامي؟!"..

ويلفت خليل الى عدم استخدام المحكمة الدولية لأصول المحاكمات الجزائية لتستبدله بقواعد الاجراءات والاثبات والنتيجة أن القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية ليس له أي قاعدة ثبوتية، ويقول "قبل أن تصدر قرارها هذه الهيئة تقوم بالتحقيقات الاستنطاقية، إذ يمتثل المتهم أمامها ويستعين بمحام للدفاع عنه، والوكيل المحامي يقدم دفوعه الشكلية، وفي بعض الاحيان يمكن على هذه الهيئة أن تستدعي الشهود للاستماع اليهم وبعد ذلك يصدر القرار الاتهامي قوي ذو قاعدة قانونية سليمة، بينما القرار الاتهامي الذي يصدر من قبل المحاكم الدولية، فيصدر المدعي العام قراره الاتهامي ومن بعد ذلك يقدم الدفاع دفوعه الشكلية ويأتي المدعي العام الادعاء، من بعد اصدار قراره الاتهامي بشهوده الخاصة ويتم استجوابهم".

يعطي خليل مثالاً على الفارق بين القرار الاتهامي الصادر عن احدى هيئات الاتهام اللبنانية وعن القرار الاتهامي الصادر من المحكمة الدولية، ويقول ان النائب العام التمييزي اللبناني أخذ قراراً بتوقيف الضباط الاربعة ولكن بناء على تحقيقات وإفادت حصلت أمام لجنة التحقيق الدولية، "أي هناك تسجيلات ربما تكون اعترافات، ولكن بالنسبة للمتهمين الخمسة الحاليين فإنه لا يوجد أي عريف في أي مخفر قد أخذ افادة أي متهم!!".

إلى ذلك، لا يستبعد خليل تعديلاً في القرار الاتهامي او استبدالاً له خصوصاً وان قانون المحكمة يتيح ذلك.

 

مراقبون: "حزب الله" أعجز من تهديد مجلس التعاون وكلام نصر الله رسالة إرهاب إيرانية إلى البحرين ودول “الخليجي”

“السياسة” – خاص: رغم أجواء التهدئة النسبية التي يعيشها لبنان بفعل الحوارات الداخلية وأهمها بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”, أكد أمين عام الحزب حسن نصر الله مرة جديدة, من خلال هجومه على البحرين, أن حساباته ليست لبنانية وأنه ينفذ التعليمات الإيرانية وأن حساباته المذهبية تفوق حساباته الوطنية, سواء على صعيد الداخل اللبناني أو الخارج. وما يؤكد أن كلام نصر الله عن البحرين تنفيذ لأمر عمليات إيراني, هو أن خطابه مساء الجمعة الماضي كان تهدوياً في ما يتعلق بالداخل اللبناني قبل أن يتحول إلى ناري عند الحديث عن البحرين, وكان لافتاً أنه لم يتطرق إلى الأوضاع في المنطقة سوى من باب العموميات فيما خصص جزءاً كبيراً من الخطاب للبحرين. وتعليقاً على تصريحات نصر الله التي دانتها دول مجلس التعاون الخليجي باعتبارها تضمنت تحريضاً على العنف, قالت مصادر لبنانية معارضة لـ”حزب الله” لـ”السياسة” ان نصر الله هو آخر من يحق له الحديث عن حقوق الشعوب المشروعة, لأن حزبه من أكبر المساندين لنظام الأسد في مجازره المرتكبة ضد الشعب السوري منذ مارس .2011

واضافت المصادر ان نصر الله يواصل تنفيذ السياسات الايرانية بغض النظر عن انعكاساتها السلبية على لبنان, متسائلة “من أعطاه الحق ليتدخل في شؤون البحرين?”, سيما أن دول مجلس التعاون الخليجي هي أكثر الدول الداعمة للبنان سياسياً واقتصادياً.

وإذ وصفت كلام نصر الله بالطائفي والمذهبي والفتنوي, حذرت المصادر من أن أخطر ما جاء في الخطاب هو تأكيد أمين عام “حزب الله” أنه ليس من الصعب إيصال أسلحة ومقاتلين إلى البحرين أو إلى أي دولة أخرى في العالم, وإشارته إلى أن مجموعة مسلحة صغيرة قادرة على تخريب الأوضاع في أي بلد.

وقالت المصادر ان هذا الكلام يحمل في طياته رسالة إيرانية مفادها أن طهران قد لا تتورع عن تنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية في البحرين, خاصة بعدما ثبت سابقاً أن “الحرس الثوري” درب وسلح عناصر كانت مكلفة بتنفيذ مثل هذه العمليات في البحرين, خلال العامين الماضيين, إلا أن سلطات المملكة نجحت في إحباطها بضربات استباقية. ورجحت أن تكون طهران تعمدت إرسال هذه الرسالة الإرهابية عبر نصر الله بحيث يمكنها التملص منها لاحقاً, على جري عادتها, وذلك لأنها لا تريد العودة إلى اللغة الخشبية التي كانت تستخدمها إبان عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد, سيما في ظل استمرار المحادثات مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي.

ودعت المصادر “حزب الله” إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة, ووقف تنفيذ السياسات الإيرانية المدمرة, محذرة إياه من مغبة الانخراط في أي عمل تخريبي في البحرين أو أي دولة أخرى في المنطقة, لأن التداعيات ستكون كبيرة على لبنان ولا قدرة له على تحملها. وشددت على أن كلام نصرالله يعبر عن موقف حزبه وموقف إيران ولا علاقة للبنان به, معربة عن أملها ألا يؤثر على علاقات لبنان الوثيقة بدول مجلس التعاون الخليجي, كما دعت الحكومة اللبنانية إلى إصدار موقف واضح يرفض أي إساءة للبحرين.

وتوافق مراقبون مع توصيف المصادر اللبنانية بأن كلام نصرالله جاء بأمر عمليات من طهران, لكنهم قللوا من أهميته نظراً لاعتبارات عدة أهمها أن “حزب الله” أعجز من تهديد البحرين أو أي من دول مجلس التعاون الخليجي, كما أن إيران تدرك جيداً أن أي خطوة إرهابية من جانبها ستواجه برد حازم وحاسم ليس من البحرين فقط وإنما من دول مجلس التعاون مجتمعة.

وانتقد المراقبون بشدة النفس الطائفي والمذهبي في كلام نصرالله وادعاءاته الفارغة واتهاماته الباطلة, مشددين على أن البحرين ماضية في طريقها ولا يستطيع شخص مثل نصر الله أو غيره تحريض شعبها على العنف من خلال إثارة الفتنة, سيما أن هذا الشعب أثبت وعيه الكبير في جميع المناسبات, وآخرها من خلال مشاركته الكبيرة والواسعة في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وجزم المراقبون بأن تحريض نصرالله على العنف لا يمكن أن يلاقي آذاناً صاغية في البحرين التي تمضي بثبات وقوة في مسيرة الإصلاح بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة, أما بالنسبة لإيران فالأولى بها إطعام شعبها والعمل على إنقاذ اقتصادها المنهار نتيجة العزلة التي تعاني منها بسبب سياساتها العدوانية الخرقاء, بدل توجيه رسائل وتهديدات عبر منظمات إرهابية.

 

المنامة تستدعي القائم بالأعمال اللبناني احتجاجاً على التصريحات العدائية

المنامة – بنا: استدعت وزارة الخارجية البحرينية أمس, القائم بأعمال سفارة الجمهورية اللبنانية لدى المملكة إبراهيم إلياس عساف, وذلك إثر التصريحات العدائية الأخيرة التي أدلى بها أمين عام “حزب الله” الإرهابي حسن نصر الله. وطالب وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله عبداللطيف عبدالله لدى استدعائه القائم بالأعمال اللبناني بإدانة واضحة لهذه التصريحات, وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة والحاسمة تجاهها كونها تتنافى تماماً مع طبيعة العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين, ولا تنسجم أبداً مع مساعيهما لتطوير هذه العلاقات وتنميتها في مختلف المجالات. وأكد السفير عبدالله أن تلك التصريحات تعد تدخلاً مرفوضاً في الشأن البحريني والخليجي وتتضمن تحريضاً واضحاً على العنف والإرهاب وهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو التهاون تجاهه. وشدد وكيل الوزارة على أن المملكة إذ تلتزم بعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير, وتحرص على تطوير العلاقات الإيجابية مع كل الدول الشقيقة والصديقة, فإنها لا يمكن أن تقبل بأي تدخل في شؤونها من أي جهة كانت, وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتعزيز أمنها واستقرارها.

إلى ذلك, أعلن رئيس مجلس النواب البحريني أحمد بن إبراهيم الملا, رفض مجلس النواب, التصريحات السيئة والتدخلات السافرة للمنظمة الإرهابية “حزب الله اللبناني”, وتهديده للأمن في مملكة البحرين. واكد الملا, في تصريح نقلته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية, أن تلك التصرفات “غير مبررة, ومكررة ومستمرة من تلك المنظمات التي أثبتت الأدلة والبراهين, المحلية والخارجية, عن وجود الدعم والتدريبات الذي تقدمه هذه المنظمة الإرهابية من أجل زعزعة أمن مملكة البحرين”. وأضاف أن “مملكة البحرين تفخر بنظامها القضائي ومؤسساتها الدستورية, وهي دولة مؤسسات وقانون, والجميع له حقوق وعليه واجبات, ولم ولن يرهب مملكة البحرين, أي ممارسات إرهابية وتهديدات مرفوضة, بل ان مثل تلك التصريحات تكشف دعم عمليات العنف والتحريض, والمعايير المزدوجة التي تنتهجها تلك المنظمات الارهابية, التي لن تنال من أمن وسلامة البحرين واستقرارها, وحفاظا على وحدتها الوطنية”. وأعرب الملا عن “ثقته بالسلطات في جمهورية لبنان الشقيقة في اتخاذ الاجراءات المناسبة لمثل هذه التصريحات العدائية, وهي اتهامات باطلة ومعلومات مغلوطة, ولن تفرق شعب مملكة البحرين تلك التحريضات والاتهامات”. وشدد الملا على أن “مملكة البحرين وبقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أثبتت للعالم أجمع أنها قادرة على حل أي مشكلة وتجاوز كل التحديات من دون تدخل من أي جهة”.

 

تساؤلات على التصريحات الأخيرة لحسن نصر الله

بدرالدين حسن قربي/السياسة

12 كانون الثاني/15

في كلمة له خلال الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي يوم الجمعة الماضي, تعرض حسن نصر الله فيها للهجوم الذي كان على مقر مجلة “شارلي ايبدو” الفرنسية, وتسبب بقتل اثني عشر شخصاً قبل يومين, وقال ما مختصره: “بسبب سلوك بعض الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تنسب نفسها إلى الإسلام وإلى رسوله ورايته, والتي من خلال أقوالها وممارساتها اللا إنسانية والوحشية, أساءت إلى دين الله ورسوله وكتابه وإلى أمة المسلمين أكثر مما أساء إليه أولئك الذين اعتدوا على رسول الله من خلال كتبهم وافلامهم ورسومهم, بل أساؤوا إليه كما لم يتم الإساءة له طوال التاريخ”. ومن ثم, فقد دعا الدول الإسلامية للتكاتف في مواجهة هذه الجماعات لأنها: “تشكل تهديداً لشعوب المنطقة ولدولها وخريطتها, وللدماء والأموال والأعراض والكرامات والمصائر والمستقبل والحاضر”.

ابتداءً, لا نختلف على عموم ما قاله حسن نصرالله, ولكنه كلام يوجب علينا تنقيط حروفه, وجمل تستوجب وضع علامات الترقيم فواصلَ وإشارات, لئلا يخطئ البعض في قراءتها أو يتوه, ونضعَ يدنا أيضاً على فتاوى التكفير والتكفيريين الذين ينعتون غيرهم به إن صدقاً وإن كذباً وهم أهله وصانعوه ومصدروه.

أحدث صدور كتاب “آيات شيطانية” للكاتب البريطاني الهندي سليمان رشدي موجةً عارمة من الاحتجاجات في حينها, انتهت بفتوى وافقت يوم الحب من فبراير عام 1989, أصدرها المرشد العام للثورة الإيرانية الإمام الخميني, بهدر دم الكاتب وكل مترجمي كتابه وناشريه مع تخصيص جائزة مليونية لمن يقتل الكاتب نفسه. وللتأكيد, فقد أعقب ذلك باشهر محاولة فاشلة لاغتيال سلمان رشدي بواسطة كتاب مفخخ, حاول تمريره عنصر من “حزب الله” يدعى مصطفى مازح, وإنما انفجار الكتاب بشكل مبكر أدى إلى مقتل الأخير وتدمير طابقين من الفندق الذي كان فيه. تبع ذلك قتل المترجم الياباني, وفشل محاولات عدة استهدفت المترجم الإيطالي والتركي, والناشر النرويجي, فيما بعد سواء بالطعن أو بإطلاق الرصاص, فضلاً عما رافق هذه الفتوى من موجة كبيرة من الاحتجاجات والهجمات والتهديدات لدور الطباعة والنشر, التي نتج عنها حرق وتفجير بعضها ومقتل العشرات بسبب ذلك.

وإنما للملاحظة, ما كان سعير هذه الفتوى يخمد قليلاً حتى يعلو من جديد بمناسبات متتابعة, يتجدد معها التهديد والوعيد. فبمناسبة نشر صحيفة دنماركية رسوماً ساخرة ومسيئة عن النبي (عليه السلام) أواخر عام 2005 , أكد حسن نصر الله في كلمة له مساء الثلاثاء 31 يناير 2006 أمام الآلاف من أنصاره بمناسبة عاشوراء في الضاحية الجنوبية من بيروت, وهم يلوحون بقبضاتهم “لبيك يانصر الله”: “لو قام مسلم ونفذ فتوى الإمام الخميني الصادرة منذ 17 عاماً بإهدار دم سلمان رشدي لما تجرأ اليوم أحد من هؤلاء السفلة على أن ينالوا من الرسول, لا في الدنمارك ولا في النرويج ولا في فرنسا”, وقد تبع ذلك لاحقاً إعلان رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي أن فتوى الإمام الخميني لا تزال سارية, وغير قابلة للتعديل. ثم وبمناسبة نشر الفيلم الهولندي المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) أيضاً أواخر عام 2012, أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي مجدداً على سريان الفتوى خلال مخاطبته حُجاجاً كانوا يستعدون للمغادرة إلى مكة المكرمة. وقد زادت بهذه المناسبة أيضاً مؤسسة خيرية إيرانية حكومية كبيرة فيها قيمة جائزة القتل لتصبح 3.3 مليون دولار اميركي, مع تأكيد رئيسها حسن صانعي: “ان هذا الفيلم ما كان ليظهر, ولا الرسوم والمواد الصحافية المسيئة من قبله لو أن فتوى الإمام الخميني بقتل رشدي تم تنفيذها”.

وعليه, فإذا كان ما حصل من هجوم على مقر المجلة الفرنسية, هو كما وصفه نصرالله تأثيراً وآثاراً وتهديداً لشعوب المنطقة ولدولها وخريطتها ودمائها وأموالها وأعراضها ومستقبلها وحاضرها كفراً وتكفيراً, فماذا يمكن اعتبار فتوى الخميني وما ترتب عليها من قتل عشرات الناس إلا من هذا الصنف, إلا إذا كان القتل والإرهاب والتكفير بفتوى الخميني مرخصاً ومرحباً به ومعتبراً سلوكاً إنسانياً, وهو غيره إرهاب الأفراد والجماعات المتطرفة وسلوكها اللاإنساني.

وإذا كانت إساءات مَنْ أساء للنبي محمد من كتبٍ وأفلامٍ ورسوم لا تبرر ما فعله الشابان الفرنسيان من جريمة, وخصوصاً أن النبي لا يحتاج لمن ينتقم له كما أشارت التصريحات الرسمية الإيرانية, فلماذا تكون مظنة الاعتداء على قبرٍ أو مقامٍ ما من مقامات آل البيت الكرام في سورية مثلاً مبرراً لدخول جماعة نصرالله والكثير من الميليشيات الشيعية, بآلافها, لقتل السوريين والاعتداء على دمائهم وأعراضهم وأموالهم, إلا إذا كان ذلك مقاومة وممانعةً فأمره مختلف?

وأخيراً, لسنا هنا لمناقشة فتاوى التكفير والقتل والإرهاب, صواباً وخطأً, وتبادل الاتهام والتصريحات, وإنما للتنبيه والتذكير ان التكفير ونغمته وفتاويه ومعه تصدير الثورة وتكفير حزب البعث العراقي لا السوري, وتهديد شعوب المنطقة وخريطتها ليست شأنا جديداً, بل هي قديمة كانت مع بدايات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وليس غيرها, ولها وعليها مع حلفائها وأشياعها إثم تأسيسه وتصديره, وأنهم أهله وناسه وصانعوه بعلاماته المسجلة والمميزة.

كاتب سوري

 

حول سليماني والتخادم الأميركي – الإيراني في العراق

داود البصري/السياسة

12 كانون الثاني/15

لم تكن مفاجئة ولا غريبة تصريحات رئيس الأركان الاميركي الجنرال مارتن ديمبسي عن رضاه وإدارته الديمقراطية جدا جدا! حول الدور الإيراني في العراق, وهو دور بات متعاظما ومتورطا, وتجاوز كل الخطوط, الصفراء والحمراء وما فوق الحمراء أيضا ? فاحتلال الحرس الثوري للعراق بات حقيقة ميدانية تعبر عن عزم الأمور, كما أن تحول جنرال »فيلق القدس« الحرسي الإرهابي »السردار« قاسم سليماني لوزير دفاع عراقي تنفيذي لم يعد يثير الإدارة الأميركية, ولا قيادة قوات التحالف الدولي رغم تصنيف ذلك »السردار« دوليا انه ارهابي, ومنعه من السفر خارج إيران نظريا ولكنه يتجول علنيا في العراق والشام أو في أي منطقة نفوذ إيرانية, وليس بعيدا أن نراه في جبال صعدة اليمنية أوعلى الحدود السعودية ¯ اليمنية, ولربما في البحرين أيضا! لم لا إذا كانت البنتاغون باتت تعتمد على قوات الحرس الثوري الإيراني لإدارة معاركها وتصفية حساباتها في الشرق التعيس.

وأعتقد أن الكلمة الفضائحية التي ألقاها قائد »فيلق بدر« الحرسي العراقي هادي العامري في طهران والتي تشيد بالدور الإيراني المباشر في حماية وترسيخ حكومة بغداد, هي دليل مضاف على طبيعة وآلية عمليات التخادم الاميركي ¯ الإيراني في العراق, والتي توجت وتعززت اخيرا بتنصيب الإرهابي الدولي والمحكوم بالإعدام في الكويت والمطلوب للسلطات الكويتية والأميركية أبومهدي المهندس أو جمال جعفر إبراهيمي قائدا ميدانيا مباشرا لقوات الحشد الشعبي الطائفية التي تدير عمليات القتل والنهب والمصادرة لأرواح وممتلكات وبيوت أهل السنة في محافظات ديالى وسامراء والأنبار وصلاح الدين وغيرها! وهي عمليات لصوصية إستفزت حتى آية الله السيستاني الذي دان تلك العمليات, كما اعترف بها وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان نفسه, رغم كونه من قيادات عصابة هادي العامري المنفذة لتلك الانتهاكات المعروفة للجميع لربما إلا لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الذي نفى تطوعا ووجوبا! وجود الجنرال الإيراني قاسم سليماني وإدارته للعمليات في العراق, وهو نفي مضحك ومثير للسخرية! لكون ذلك الوجود أضحى معروفا وموثقا بالصوت والصورة عبر العالم رغم أن السيد الوزير العراقي يدعي عدم رؤيته المباشرة للجنرال سليماني في ساحات المعارك, فهل تواجد السيد الوزير أصلا في تلك الساحات? وماذا يمكن أن نسمي الاتفاقيات العسكرية التي وقعها مع نظيره وزير الدفاع الإيراني التي أضفت الشرعية القانونية على تدخل الجيش الإيراني في العراق?

لقد بات الوجود والنفوذ الإيراني في العراق بمثابة تحصيل حاصل لعملية تخادم دولية, ونجاح واضح لكل الجهود الاستخبارية الإيرانية التي تعززت مع احتلال وتدمير العراق أميركيا, وتسليم البلد بكل مقدراته وعن طريق الأحزاب الطائفية العراقية التعبانة لقمة سائغة لإيران وعصاباتها.

تصريح رئيس الأركان الاميركي حول استفادة إدارته من الجهد العسكري والاستخباري الإيراني يحمل علامات خطيرة حول أهداف السياسة الاميركية في المنطقة التي تدعي محاربة الإرهاب, بينما تساند وتدعم إرهابيي النظام الإيراني المعروفين على المستوى الدولي مثل أبومهدي المهندس وأمثاله من القتلة والإرهابيين, وفي ضوء التآمر الإيراني الفظ الواضح على مملكة البحرين وأمن الخليج العربي, تبدو صورة المواقف الاميركية محيرة ومثيرة للتساؤل, أما جهل وزير الدفاع العراقي بأماكن تواجد السردار قاسم سليماني, فهو جهل ديبلوماسي محض لكون السيد الوزير يعلم تفصيليا بكل الملفات التخادمية, والمسألة أكبر منه بكثير لكونها عملية تخادم دولية قديمة توضحت مفرداتها للعيان تطبيقيا وواقعيا, فكل الشعارات الإيرانية حول »الموت لأميركا وإسرائيل وللاستكبار العالمي« مجرد يافطات نيون خداعية تجعل العطشان يحسب السراب ماء! وقد رفعت الأوراق وجفت الصحف, وتبينت حقائق ومفردات التخادم الإرهابي الاميركي ¯ الإيراني على جثة العراق المحتضر!

 

وزير الداخلية البحريني راشد آل خليفة: من يوالي إيران ويرتبط بها من الأفضل له مغادرة المملكة

* مخالفات علي سلمان كانت على مرأى من الجميع والتهم الموجهة له واضحة

* الملك حمد بن عيسى قاد سفينة الوطن نحو بر النجاة في أصعب الظروف

المنامة – وكالات: أكد وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة, أن المخالفات التي ارتكبها الامين العام لجمعية “الوفاق” المعارضة علي سلمان, كانت على مرأى من الجميع, وأن التهم التي وجهت له كانت واضحة “وهو اختار أن يكون في هذا الموقف”.

وقال الشيخ راشد في حوار صحافي مع رؤساء تحرير الصحف البحرينية, مساء أول من أمس, إن “الملك حمد بن عيسى آل خليفة, قاد سفينة الوطن نحو بر النجاة في أصعب الظروف”, داعيا الجميع للوقوف صفا واحدا متماسكا خلف قيادته, ومعتبراً “أننا نحن أمام مرحلة جديدة, تتطلب جهد المخلصين من أبناء الوطن”.

وأشار إلى أن نهاية العام 2014 تعتبر مرحلة أمنية مهمة وذات خصوصية من حيث طبيعة الأحداث وتنوعها وكيفية تأثيرها على الموقف الأمني, فقد كان هناك عمل متواصل منذ العام 2011 وحتى اليوم, تخللها العديد من الإنجازات وتوجت في نهاية الأمر بنجاح الانتخابات النيابية والبلدية والتي يجب البناء على ما تحقق فيها من توافق وطني, فالبحرين بلد للمحبة والتسامح وأيادينا ممدودة بالخير دائماً ولا نؤمن بتفرقة أو تشدد ومتمسكون بمشاركة الجميع والمصلحة العامة هدفنا الأسمى.

واستعرض الوزير عددا من الإحصائيات الأمنية وذلك بمقارنتها بين الأعوام 2012 و2013 و2014 والتي أكدت تحقيق مستوى أمني متقدم نتيجة تعزيز السيطرة الأمنية, حيث شهد العام 2014 تراجعاً في أعداد الفعاليات السياسية والمشاركين فيها مبيناً بأن ذلك يعود لأسباب عدة منها الإصلاحات السياسية والتدابير الأمنية المكثفة التي اتخذتها الوزارة وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين, كما بينت الإحصاءات تراجع أعداد إصابات رجال الأمن بسبب زيادة الخبرة في التعامل وتوفير التجهيزات الأمنية التي عززت الحماية لرجال الأمن, كما بينت الإحصائيات أيضاً تراجع عمليات الحرق الجنائي وحوادث إغلاق الطرق وحوادث الاحتكاكات الطائفية.

كما استعرض الوزير خلال اللقاء 26 قضية تم تصنيفها من القضايا الأمنية الخطرة التي تم الكشف عن مرتكبيها والقبض على معظم عناصرها, مبيناً بأنه يتم ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة بالتعاون مع “الانتربول” الدولي.

وردا على سؤال بشأن توقيف الأمين العام لجمعية “الوفاق”, أكد الوزير أن “من ينكر الإصلاح في البحرين لا أعتقد أنه جاهل بذلك ولكن أجندته الحقيقية ليست سياسية”, منوها إلى أن “المخالفات التي ارتكبها أمين عام الوفاق كانت على مرأى من الجميع والتهم التي تم توجيهها له كانت واضحة, وهو من اختار أن يكون في هذا الموقف, علما أنه سبق أن تم اتخاذ إجراءات تحذيرية بحقه, لكنه لم يقدر ذلك فالمستغرب هو عدم توقيف أمين عام الوفاق وليس العكس, وقد قمنا باتخاذ الإجراءات اللازمة لفرض القانون وذلك بهدف تحقيق العدالة”.

وبشأن توقيت توقيف سلمان, أكد وزير الداخلية أنه “منذ العام 2011 وحتى اليوم كانت البحرين تمر بمرحلة اختبار سياسي, ولله الحمد نجحنا بفضل الملك حمد والحكومة الرشيدة والمواطنين”.

واستعرض الأحداث التي مرت فيها المملكة منذ تشكيل اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق واعتماد الملك حمد لتوصياتها والتزام الحكومة بتنفيذها, بعدها تم إطلاق حوار التوافق الوطني بهدف مشاركة جميع الأطياف للوصول إلى حل يرضي الجميع, حيث خرج بالعديد من التوصيات وتم على أثره إدخال تعديلات دستورية كان من بينها 5 تعديلات سبق أن طرحتها جمعية الوفاق في مجلس النواب. وأضاف أنه “تم استكمال الحوار الوطني من دون التوصل إلى نتيجة, بعد ذلك تم إطلاق مبادرة التوافق الوطني والتي رفضتها للأسف الجمعيات السياسية والتي لم ترتض بالحل التوافقي”.

وأشار إلى أنه رغم النتائج الإيجابية للمبادرة, “فقد أقامت جمعية الوفاق 76 فعالية بهدف دعوة المواطنين لعدم المشاركة في الانتخابات, ومع ذلك جاءت النتائج لتوفر الأمن والاطمئنان للجميع, وتحملنا الكثير نتيجة عدم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أمين عام الوفاق قبل الانتخابات وهذا ما يعكس تمسك الدولة بمشاركة الجميع”.

ورداً على سؤال بشأن ما جاء في بيان الخارجية الأميركية, أكد الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة, “أنهم يتحدثون عن السلمية على الرغم أن هناك 14 شهيدا و2887 مصابا من رجال الشرطة, في حين أنه حين توفي شرطي أميركي تم عمل استنفار أمني ونشر الشرطة في الشوارع”.

وفي ما يتعلق بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين, أكد الوزير أن “إيران ليست حريصة على المواطنين البحرينيين أكثر من الملك وحكومته, ومن الأفضل لإيران أن تركز على رعاياها, فنحن نعيش في المملكة بخير ولله الحمد وأعتقد أن من مصلحة إيران احترام دول الجوار بدلا من التدخل في شؤوننا الداخلية, ومن يرى ولاءه وارتباطه مع إيران فمن الأفضل له مغادرة البحرين, فالبحرين للبحرينيين”.

وبشأن موقف أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصر الله وتصريحاته الأخيرة بشأن الشأن البحريني, أكد الوزير أن “تصريحات نصر الله تسيء له, فنحن نحمي البحرين منه ومن غيره وعليه أن يركز على رسالته التي كان قد حددها في البداية بدلا من التدخل في الشأن البحريني”, مضيفا أن “حزب الله أصبح منظمة إرهابية نتيجة ممارساته تجاهنا وتجاه غيرنا”.

وشدد الوزير على أنه “ليست هناك أي محاباة في التطرف, فللخطر لون واحد والوزارة اتخذت إجراءاتها بشأن الأشخاص الذي يشاركون أو شاركوا في أعمال قتالية في الخارج”.

 

أيام العز لـ”حزب الله” في أميركا الجنوبية باتت معدودة

السياسة/12 كانون الثاني/15

“بريميرو كوماندو دا كابيتال” أو ما يعرف اختصاراً بـ “PCC” هو اسم العصابة المُجرمة التي تعمل في كل أنحاء البرازيل, التي تم أخيراً الحديث عن صلة بينها وبين “حزب الله”. هذه العصابة هي الأكبر بين عصابات الجريمة المنظمة البرازيلية, وناشطة في 22 ولاية من أصل 27, وعلى الرغم من وجود قادتها في السجن, لا تزال الشبكة ناشطة وتجني قرابة الـ32 مليون دولار في السنة.

وانتشر في نهاية العام 2014 تقرير في الصحيفة البرازيلية الشهيرة “أو غلوبال” تُحدث عن اعتقاد الاستخبارات في البرازيل بوجود أعضاء من “حزب الله” في البلد على علاقة بعصابات إجرامية برازيلية, يؤمنون لها أسلحة ومتفجرات, وفي المقابل, يحظى الحزب بحماية اللبنانيين السجناء في السجون البرازيلية التي تسيطر عليها العصابة.

ووفق موقع “لبنان الآن” قد لا تبدو هذه الصفقة عادلة, لكن عندما تتعامل مع عصابة منظمة مجرمة تسيطر على بلد بأكمله تقريباً, بما فيها سجونه, يجب أن تحتمي تحت جناحها لكي يُسمح لك بالوجود.

وقد كان لهذا التقرير تداعيات كبيرة في البرازيل, سيما في ظل وجود الكثير من التقارير عن تواجد “حزب الله” في المنطقة الريفية من فنزويلا.

وجرى الحديث عن هذه الصلة عقب اعتقال رجل لبناني اعترف بانتمائه إلى هذه المجموعة في ليما, في البيرو.

وأهم ما كشفته التحقيقات الأولية, تقارير ومزاعم عن وجود تعاون مع “كارتيل لوس زيتاس” المكسيكي, حيث أظهرت الوثائق, التي سربتها الشرطة البرازيلية الى الصحافة, وجود تحول سياسي مهم في السياسة الوطنية والاقليمية.

ووفقاً للتقرير الفيدرالي كما ورد في الصحيفة البرازيلية “فإن تمركز عدد كبير من السجناء في سجون تخضع لحماية أمنية عالية, ساعد على الجمع بين سجناء لديهم مصالح مشتركة, ما سهل الاتصال بين مجموعات ارهابية من أصل عربي وعصابة الـ”PCC”, الموجودة بكثافة في سجون مقاطعة ساو باولو”.

وشدد التقرير كذلك على أن العلاقات الدولية للمهربين اللبنانيين خدمت مصالح مهربي المخدرات في البرازيل, ما أدى الى حسن معاملة الأجانب المسجونين داخل السجون البرازيلية.

وبعد المزيد من التحقيق في كيفية عمل الشبكات, ومع شهادات المخبرين في مدن المنطقة ثلاثية الحدود, مثل فوز دي اغواسو في البرازيل, وإيغوازو في الأرجنتين, وسيوداد ديل استي في الباراغواي, أكدت وحدة الاستخبارات في الشرطة الفيدرالية البرازيلية بأن المهربين اللبنانيين هم قنوات اتصال تحصل عبرهم عصابة “PCC” على أسلحة من الخارج, بينها متفجرات مسروقة من الباراغواي.

وظلت نشاطات “حزب الله” في أميركا الجنوبية غامضة, فقط بسبب أن الكثير من الدول في تلك المنطقة, وخصوصاً البوليفاريين الذين تقودهم فنزويلا, كانوا معادين للولايات المتحدة وأصدقاء لإيران, وبالتالي مع “حزب الله”, واختارت الحكومة البرازيلية أيضاً أن تتجنب التدخل في هذه المسألة.

ولكن الأمور تتغير بشكل تام في المنطقة فالرئيس هوغو تشافيز, أشهر عدو لأميركا في المنطقة, رحل, وأيام حصول أفراد “حزب الله” على أوراق فنزولية للسفر إلى الولايات المتحدة وكندا ولت على الأرجح.

أما كوبا, وهي أكثر بلد يميل إلى صحبة إيران, فقد شهد أخيراً تحسناً لم يسبق له مثيل في العلاقات بينه وبين الولايات المتحدة.

وبعد كل تلك الأحداث, فإن “حزب الله” ليس سعيداً بهذه التطورات. وبهذه الطريقة هنأ مسؤول العلاقات الدولية في “حزب الله”, عمار الموسوي, هافانا, قائلاً: “إن إنجازات كوبا, التي كانت ثابتة على مبادئها, هي درس لكل شعوب العالم التي تعاني من الهيمنة الأميركية”, داعياً النظام الى “إحباط الحصار السياسي والاقتصادي والعسكري الذي تفرضه واشنطن على كوبا منذ أكثر من نصف قرن”.

ولكن لدى الموسوي سبباً لكي يستاء من هذا التغيير: فهذه التحولات ستعني تعاوناً أقل مع حكومات أميركا الجنوبية, ووكالات الاستخبارات قد تبدأ بفتح الدفاتر القديمة, والشرطة قد تكف عن غض الطرف, والجالية التي كانت تساهم في الحفاظ على خزينة الحزب قد تبدو أقل ميلاً الى المخاطرة في الاستمرار بذلك. وقصارى القول إن أيام عز “حزب الله” في أميركا الجنوبية باتت معدودة.

 

الراعي: لنضاعف صلاتنا الى الله كي يؤتينا رئيسا قادرا على قيادة الدولة وانهاضها من ازماتها

الأحد 11 كانون الثاني 2015 الساعة 16:01

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح، عاد ابي كرم وجورج شيحان، القيم البطريركي العام الاب جوزف البواري، أمين سر البطريرك الاب نبيه الترس، الاب جان مارون الهاشم، في حضور قائمقام جبيل نجوى سويدان، قنصل مولدافيا ايلي نصار، جمعيةآل مشروقي وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يو 1:9)، قال فيها: "هذه هي شهادة يوحنا المعمدان عن الرب يسوع، بعد ان عمده بالامس في نهر الاردن، فظهر مرة انه ابن الله، وظهر سر الثالوث الالهي، الآب بالصوت الذي اتى من السماء: انت هو ابني الحبيب بك، رضيت، والابن الالهي بشخص يسوع الانسان والروح القدس يشبه جسم حمامة نزل عليه (راجع لو 3:22)، فلما رأى يوحنا في الغد يسوع مارا شهد امام تلاميذه بوحي من الروح: هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يو 1:29) واصبحت شهادته جزءا يختتم الطلبات الليتورجية ثلاث مرات يا حمل الله الحامل خطايا العالم".

أضاف: "يسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الالهية، في هذا الاحد الاول من زمن الغطاس او الدنح، لفظة "غطاس" تعني النزول في الماء للمعمودية، ولفظة الدنح السريانية تعني ظهور سر المسيح وسر الثالوث القدوس، انا نرحب بكم جميعا، وبخاصة بجمعية آل مشروقي ورئيسها المحامي القنصل الفخري كميل فنيانوس، نصلي لكي نعيش مقتضيات معموديتنا التي اصبحنا بها ابناء الله بالابن الوحيد يسوع المسيح، واخوة واخوات بعضنا لبعض، وصرنا اعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، وبالتالي هياكل للروح القدس، ونصلي ايضا لكي نعيش دعوتنا بان نعكس وجه المسيح وكلامه واعماله على ما يقول بولس الرسول: انتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح (غل 2:27)".

وتابع: "لقد آلمنا وجميع اللبنانيين واهل مدينة طرابلس حدث التفجيرين الانتحاريين مساء الامس اللذين تعرض لهما سكان جبل محسن، وأوديا بحياة تسع ضحايا وسبعة وثلاثين جريحا من اهل المحلة، اننا نصلي لراحة نفوس هؤلاء الشهداء وعزاء اهلهم، ولشفاء الجرحى، ولضبط نفس ابناء المنطقة، والمحافظة على الامن والاستقرار في طرابلس العزيزة وفي جبل محسن ونضم صوتنا الى جميع الذين دانوا هذه الحادثة المؤلمة، وقبحوا جرم الارهابيين، مطالبين الدولة بمطاردة الارهابيين والقضاء على الارهاب وبانزال اشد العقوبات بهم. ونصلي من اجلها لهذه الغاية ومن اجل حماية الجيش وسائر القوى الامنية في مهامهم الوطنية الشريفة".

أضاف: "كم آلمتنا بالامس ايضا حادثة قتل الشاب ايف نوفل في كفردبيان هل يظل القتلة أيا كانوا يعتدون على الله في خلقه، ويتنكرون لوصيته الصارمة، لا تقتل (خر20:13 متى 21 5:21) هو الذي يتعقب القاتل ليل نهار ويسائله بقلق ضميره، وهو صوت الله في اعماقه، اين اخوك (تك:4:9) وآلمتنا ايضا جريمة قتل تسع ضحايا في داخل مبنى ادارة HEBDI CHARLIE، في باريس على يد ارهابيين، ونعود لنكرر لا يستطيع الناس والشعوب والدول ان يعيشوا بسلام، وهم يعتدون على شريعة الله، وعلى حرمة الدين وعلى اخلاقية العيش معا، وما يؤلم بالاكثر ان الكائن البشري يقتل كعصفور، علما ان الناس يلتزمون بشريعة منع صيد الطيور ولا يلتزمون بشريعة الله التي تمنع قتل الانسان جسديا وروحيا ومعنويا، فيا لوصمة العار في جبين هذا الجيل".

وقال: "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم (يوا: 29) شهادة يوحنا المعمدان تثبت ان يسوع لم يعتمد منه بسبب خطيئته، بل ليتضامن مع الخطأة لكي يكفر عن خطاياهم، ويرفع خطايا العالم (يوحنا فم الذهب) غاسلا اياها بدمه، دم الغفران، ومقتديا كل الجنس البشري، وتعلن شهادته ان الحمل الذبيح اللاعيب فيه، الذي كان يوحنا يعد له الطريق قد جاء وبذلك انتهى عمل يوحنا ومعموديته (كيرللس الاسكندري). وقال:" علي ان انقص وعليه هو ان ينمو (يو3:30) تماما كما الفجر يغيب امام الشمس".

وتابع: "يسوع بناسوته هو حمل الفصح الجديد، الذي قدم ذاته طوعا ذبيحة فداء للحياة الجديدة في العالم قائلا:"لا احد ينتزع حياتي مني، بل انا اجود بها من تلقاء نفسي، فلي سلطان ان اجود بها، ولي سلطان ان استرجعها (يو:10:18)".

وقال: "نكشف شهادة يوحنا عن المسيح الحامل خطايا العالم انجيل الرحمة الالهية التي ظهرت في سر الفداء ببعده الاجتماعي ايضا. يقول قداسة البابا فرنسيس في ارشاده الرسولي "فرح الانجيل" بموت المسيح وقيامته، لا يفتدي الله الانسان الفرد بل ايضا العلاقات الاجتماعية بين البشر فاصبحت الكرازة بالانجيل وبسر المسيح تشمل الحياة الجماعية والالتزام في خدمة الاخوة وترقيهم الانساني، تعلمنا كلمة الله ان نجد في كل انسان اخا واختا، وامتدادا دائما لتجسد ابن الله الذي قال:" في كل مرة صنعتم ذلك الى احد اخوتي هؤلاء الصغار فالي صنعتموه (متى 25:40)، ويضيف البابا فرنسيس ان الاولوية المطلقة هي الخروج من الذات نحو الاخوة من اجل خدمة المحبة، التي هي بعد مكون لرسالة الكنيسة، وتشكل تعبيرا لجوهرها الداعي الى الحب والعطف المتفهم والمساند والمنمي (فرح الانجيل 178-179).

أضاف: "عندما حمل المسيح خطايا العالم، لكي يغسلها بدمه على الصليب، أرد ان يجعل الحياة الاجتماعية بين الناس فسحة اخوة وعدالة وسلام وكرامة للجميع، وعندما ارسل رسله الاثني عشر اساقفة العهد الجديد، فوضهم ان يذهبوا الى العالم كله، وينشروا بالانجيل الخليقة كلها. ويعني بالخليقة جميع مظاهر الطبيعة البشرية، وكل ابعاد الوجود والاشخاص وجميع قطاعات الحياة الاجتماعية وجميع الشعوب (راجع فرح الانجيل 181)".

وتابع: انني أحيي جميع مؤسسات الكنيسة والرهبانيات التي تؤدي رسالة الكرازة بالانجيل وخدمة المحبة للاخوة الصغار، في مختلف الحقول التعليم والتربية والاستشفاء، العناية الاجتماعية، العناية بالمسنين والمعوقين وذوي الحاجات الخاصة، اننا نقدر تفاني الكهنة والرهبان والراهبات وكل العاملين في هذه المساحات وسائر المتطوعين ونقدر مساعداتهم المالية لغير القادرين، ونحن على بينة شاملة منها، كما نحيي كل المؤمنين والمؤمنات والمحسنين، افرادا ومؤسسات الذين يخدمون المحبة بمجانية وسخاء فمن خلال هؤلاء جميعا تتجلى عناية الله ورحمته ومحبته، ويطل الله الرحوم منظورا وحاضرا في مجتمعنا، ونود ان نشكر كل الذين قاموا بمساعدات مالية وعينية للعائلات المحتاجة بمناسبة الاعياد الميلادية، والذين قاموا بمبادرات انسانية تجاه النازحين الذين يعانون من البرد القارس في هذه الايام، ومن نقص في وسائل حياتية اخرى، نسأل الله ان يكافئهم بفيض من خيراته ونعمه، وان يمكنهم من مضاعفة جهودهم ومساعدتهم في هذه الظروف الصعبة، وبذلك نعيش رسالة الكنيسة الروحية والاجتماعية والثقافية بابهى وجهها".

أضاف: "في هذا السياق، يذكرنا تعليم الكنيسة الاجتماعي ان المحبة شريعة شاملة، وانها المبدأ ليس فقط لعلاقات الصداقة بين الناس، بل ايضا وبخاصة للعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فنصلي الى الله لكي يزودنا بسياسيين تحركهم محبة داخلية للاهتمام بالمجتمع والشعب وحياة المواطنين الفقراء، سياسيين يؤمنون بالدولة ومؤسساتها ويعملون على قيامها وتطويرها وتفعيل دورها، وفي مقدمة هذه المؤسسات رئاسة الجمهورية فنكرر شجبنا لهذا التمادي اللامسؤول والهدام، في عدم انتخاب رئيس للجمهورية، ففي كل دورة انتخابية فاشلة من الدورات السبع عشرة، كنا نشعر مع المواطنين المخلصين بانتهاك عميق لكرامتنا الوطنية، ونتساءل ما معنى وقيمة هذه الدورات المقرر مسبقا فشلها بعدم اكتمال نصابها من جهة، وبعدم القيام باي مبادرة فعلية من الكتل السياسية والنيابية لانجاحها من جهة ثانية، أليس من الافضل عدم عقد مثل هذه الدورات الفاشلة، المذلة والمضحكة بانتظار القرار الخارجي، كما بات معروفا".

وتابع: "في كل حال كيف يمكن ان تقوم دولة من دون رأس؟ ودولة تسهر على تفعيل الاقتصاد، وتحقيق العدالة الاجتماعية والانصاف، وتعزز كرامة المواطنين، وتوطد السلام الاجتماعي والغذائي والبيئي والصحي، وتعيد للمؤسسات الدستورية حيويتها وشرعيتها؟ وبخاصة للمجلس النيابي الذي لا يستطيع القيام بمهامه التشريعية، ومجلس الوزراء الذي يفرض عليه الدستور اتخاذ قراراته مجتمعا، اي باجماع كل اعضائه، وهذا امر صعب للغاية، ما يقتضي اولا انتخاب رئيس للجمهورية وفورا، وثانيا وبانتظار ذلك ان تلتزم الحكومة باتخاذ القرارات اللازمة بالتجرد من المصالح الشخصية والفئوية والمذهبية، وبحماية مبدأ الشفافية، واعتماد الاصول القانونية والادارية".

أضاف: "إن رئيس البلاد، الذي وحده يقسم اليمين على حماية الدستور والشعب، هو بمثابة "الاب للامة" وبالتالي هو السهران الاول على ان يتأمن الخير العام اي مجموع الظروف الاقتصادية والتربوية والاجتماعية والامنية والصحية التي تساعد كل مواطن والجماعات على تحقيق ذواتهم تحقيقا افضل، فنضاعف صلاتنا الى الله كي يؤتينا رئيسا غنيا بالمحبة الاجتماعية والتجرد من الذات وبالقدرة على قيادة الدولة وانهاضها من ازماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما يشهد ماضيه وحاضره".

وختم الراعي: "اننا ندعو مؤسساتنا الكنسية، مدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا، وسائر مراكزنا الاجتماعية، كما ندعو المجتمع الاهلي لمضاعفة الجهود من اجل استيعاب حاجات شعبنا، والقيام بمزيد من المشاريع التي توفر فرص العمل وتعزز انماء الشخص البشري والمجتمع، وبذلك نستطيع ان نحمل ضعف الضعفاء، كما حمل الرب يسوع خطايا البشر وضعف كل واحد منا من أجل تحريرنا واطلاقنا الى الحياة متجددين بنعمته. ومن قلوب تملأها محبة المسيح والناس وبخاصة تجاه الفقراء والمحتاجين، نرفع نشيد المجد والشكران للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، امين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي في صالون الصرح المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

كما التقى المهنئين بالاعياد، واستقبل على التوالي: السفير شربل اسطفان وعقيلته، مدير عام مستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار، قائمقام جبيل نجوى سويدان، قنصل مولدافيا ايلي نصار، الفنان امير يزبك، تجمع عائلات بيروت الارثوذكسية برئاسة نقولا تويني، قائد فوج طوارىء شرطة بيروت العميد فؤاد حميد الخوري ووفود شعبية من مختلف المناطق.

كما التقى اولاد المرحومين صبحي ونديم الفخري اللذين سقطا في جريمة بتدعي.

 

الحرب العالمية الثالثة

غسان شربل/الحياة

12 كانون الثاني/15

لا غرابة في حجم المشاركة الدولية الواسعة التي شهدتها المسيرة التاريخية في باريس أمس. لم يعد باستطاعة أحد تجاهل حجم المشكلة وحجم الأخطار. ولم يعد باستطاعة أحد الزعم بأن المشكلة تخص الآخرين، وأن بلاده ستبقى بمنأى عن هذا العنف المجنون. عبّر حجم المشاركة الدولية عن تزايد القناعة بأن العالم ينزلق نحو حرب عالمية ثالثة إن لم يكن انزلق إليها فعلاً.

  للوهلة الأولى يبدو تعبير الحرب العالمية ضرباً من المبالغة. فنحن لا نرى جيوشاً كبيرة تتطاحن. ولا نرى خطوط قتال تتوزع على جانبيها آلاف الدبابات والطائرات. إنها حرب عالمية مختلفة عن الحربين اللتين روّعتا العالم في القرن العشرين. حرب متعددة المسارح، تشنّها مجموعات صغيرة تنتمي إلى جيوش صغيرة. وأخطر ما في هذه الجيوش أنها ترفض فكرة الحدود الدولية كما ترفض فكرة التعايش بين المتحدّرين من ينابيع مختلفة. حرب مختلفة لأنها لا تدور في عالم الدول المقفلة والحدود الصارمة والمعسكرات المرسومة بوضوح شديد. حرب يمكن أن تدور على حدودك، أو في عاصمتك، أو في مطارك، وأحياناً يكفي انتحاري واحد ليهز الاستقرار ويشيع الرعب.

حرب مختلفة تماماً. ليست هناك دولة في العالم تستطيع مراقبة كل مصادر الأخطار، أو حماية كل الجسور والمرافق المهمة والمعالم البارزة. ثم إن الجيوش الصغيرة العمياء يمكن أن تضرب متجراً أو مدرسة أو عابري سبيل.

ليس بسيطاً ما شهده العالم أخيراً. سكاكين تحز الأعناق، وسيارات مفخخة تستهدف أعراساً وجنازات ومصلّين. مسلحون جوّالون ينتهكون سيادة دولة وينفّذون أحكاماً بالإعدام على أرضها. يحاولون تغيير نظامها ونمط عيش أهلها. وكلما تراجع وجود السلطة المركزية في بقعة، تحوّلت معسكر تدريب ومصنع كراهية، ثم بدأت بتصدير الموت إلى المناطق القريبة والبعيدة.

يدفع العالم اليوم ثمن ممارسات رجالٍ فاشلين وسياسات فاشلة. ثمة رجل فاشل اسمه باراك أوباما. من حقه أن يعيد الجنود الأميركيين من الحروب التي أرسلهم إليها سلفه جورج بوش، لكن من واجبه أيضاً أن يتذكّر المسؤولية الدولية للقوة العظمى الوحيدة. غادرت قواته العراق من دون أن يوفّر ضمانات الحد الأدنى لتفادي النزاع المذهبي الذي لم يكن سراً. الطريقة التي تعاطى بها مع النزاع الدموي في سورية لم تتصف بالمقدار اللازم من المسؤولية أو العقلانية. سلوك إدارته كان بين الأسباب التي أتاحت سيطرة المتطرفين على جزء واسع من الأراضي السورية وإطلالة «داعش» من الموصل.

ثمة فاشل آخر لا يمكن تجاهل مسؤوليته، على رغم ما دبّج من كتابات عن ذكاء القيصر الجديد. سمعتُ أيضاً سيلاً من الإشادات بذكاء وزير خارجيته سيرغي لافروف من رجال عملوا معه. يمكن القول أن فلاديمير بوتين كان بارعاً في الثأر من أميركا، ورداً على ما اعتبره إهانة أطلسية لبلاده في ليبيا. لكن بوتين لم يتصرف بالتأكيد بموجب المسؤولية الدولية التي يحتّمها موقعه. بدا زعيماً شرهاً أكثر بكثير مما بدا زعيماً يُدرك حجم مسؤولياته الدولية. الدم السوري يلمع على أصابع بوتين كما يلمع على أصابع أوباما. لم يكن يحق لهما ترك سورية تغرق في هذا الجحيم، فيما يتدفق المقاتلون الجوّالون إلى أراضيها مستفيدين من رغبة السلطان التركي في الثأر.

يدفع العالم اليوم ثمن فشل دول الشرق الأوسط الرهيب في الانتماء إلى العصر. سياسات قديمة رُسِمت بحبر الاستبداد. وأنهار من الكراهية للآخر المختلف. وعقود من التحريض والمدارس المتعصبة. فشل اقتصادي وظلم واستبداد وأزمات هوية حادة سهّلت للمتعصبين خطف الجامعات والشاشات وانتزاع حق التحدث باسم الجموع.

إننا في بدايات الحرب العالمية الثالثة. وهي مسؤولية دولنا قبل أن تكون مسؤولية الغرب وحلف الأطلسي. حرب ستدور بالوسائل الأمنية والعسكرية والفكرية والأيديولوجية. على الدول تحسس سياساتها وكتبها وخططها الإنمائية، وعلى قوى الاعتدال أن تتقدم الصفوف كي لا تكون الحرب الحالية أشدّ هولاً من سابقاتها.

 

«غزوة باريس» تستعجل «الثورة الدينية»؟

جورج سمعان/الحياة/12 كانون الثاني/15

الإرهاب الذي ضرب باريس قبل أيام لم يكن مفاجئاً. الصدمة في الضحايا - الهدف. وكان الهدف إقفال هذا الصوت الساخر للمجلة «شارلي ايبدو». نجح المهاجمون ولم ينجحوا. تماماً كما هي حال الحرب الدائرة بلا توقف في مواجهة حركات التطرف منذ أحداث 11 سبتمبر 2001. نجحوا في تصفية «اعمدة» المجلة، لكنهم استنهضوا العالم دفاعاً عن حرية الرأي، في تظاهرة أمس. ما حصل في العاصمة الفرنسية مشابه لما حدث من قبل في عدد كبير من العواصم طوال عقد ونيف. مسرح العمليات مفتوح على امتداد القارات. ومفتوح للمشاهدين في كل أنحاء المعمورة. أولاً بفضل انتشار هذه الحركات. وثانياً بفضل تكنولوجيا الاتصال الحديثة المتوافرة في كل زاوية وجيب. وهكذا كانت «الغزوة» الأخيرة التي تابعها العالم في شوارع العاصمة الفرنسية فصلاً آخر من تلك الفصول التي بدأت في نيويورك وواشنطن وحتى قبلهما، ثم تكررت في إسبانيا وبريطانيا وأماكن أخرى من أفريقيا إلى بالي في إندونيسيا. وكانت فصلاً من حرب ستطول وتتشعب، ما دام التكفيريون ينهلون من أزمات بلدانهم وسياسات نظمها من جهة، ومن سياسات الآخر الغربي وما تتركه من تداعيات وتطرحه من تحديات من جهة ثانية.

جريمة باريس تؤكد مجدداً أن الحرب «الكونية» على الإرهاب التي أطلقتها الولايات المتحدة بعد «غزوتي» نيويورك وواشنطن لم تصل إلى نهاياتها في حصار حركات التطرف والقضاء عليها ومنع تمددها وانتشارها. حققت نجاحات في مناطق وأخفقت في أخرى. لكن إخفاقها الكبير كان ولا يزال أنها لا تتمتع بقواعد واسعة في بلاد المسلمين. لــــو تحقق لها هذا لكان على الغرب أن يحسب ألف حساب. ولو قدر لها أن تستولي على الحكم في بلد هنا وبلد هناك لكان على العالم أن يستعد لصراعات دينية وحضارية واسعة. لو كانــــت تتمتع بحواضن حقيـــقية، أو بمجتمعات كاملة، لما كانت هذه الحـــروب التــــي يشهدها العالم اليوم تدور بمعظمها في بلاد العرب والمسلمين، قبل أن تكون حدثاً إجرامياً في هذه العاصمة الغربية أو تلك. تدور بين المتشددين المتطرفين وأولئك المعتدلين الرافضين لهم ولأفكارهم وفتاواهم وإيديولوجيتهم وعنفهم. لو توافرت لهم قاعدة واسعة وسط بليون ونصف بليون مسلم ماذا كان سيحل بالسـلم والاستـقرار الدوليين؟

لكن هذه الصورة لا تخفي ما كان عليه العالم العربي ولا يزال من تخلف عن مواكبة متطلبات الحداثة وثورة التكنولوجيا والعولمة بكل تجلياتها، على رغم استثناءات هنا وهناك. لم يشهد العرب التغييرات التي شهدتها أوروبا الوسطى أو الشرقية ووسط آسيا وأميركا اللاتينية بعد انهيار الحرب الباردة الذي تزامن وهذا التقدم العلمي الهائل. ولا حاجة إلى الحديث عن أرقام الأمية في وسط 340 مليون عربي. وبقدر ما شكلت أحداث 11 سبتمبر صدمة للغرب، شكلت هزة كبيرة للحكومات والمجتمعات العربية. ويمكن القول إن الحرب على الإرهاب حققت في العقد الماضي بعض النجاحات. في أفغانستان التي لا تزال تكافح إلى اليوم. وفي العراق حيث قضي على «دولة الزرقاوي». وفي شمال أفريقيا حيث لم تستطع «قاعدة المغرب» من تنفيذ برامجها وأهدافها. وفي شبه الجزيرة العربية سرعان ما طوقت المملكة العربية السعودية وفككت مجموعات لم يتسن لها إكمال برنامجها في هز الاستقرار. كان هدف «القاعدة» ضرب الاستقرار في طول العالم العربي وعرضه وتقويض النظم القائمة ودفعها إلى صدام مع الغرب. حصل خلاف ذلك. لم تكتف دول عربية كثيرة بانخراطها في مواجهة التطرف. تقدمت نحو إصلاحات في برامج التعليم وتحديث كثير من القوانين والبنى من أجل إقفال البؤر والبيئات التي توفر ساحة لنمو أفكار التكفير والتطرف. وقدمت دول أخرى نفسها عصا طويلة وغليظة في مكافحة الإرهاب من دون أن تتخلى عن العنف والسجن والطرد والاضطهاد. أعفت نفسها من إعادة الحياة السياسية وما ينشأ في كنفها من قوى وحريات وديناميات تؤسس لعدالة ومساواة ومكافحة الفساد... وتعامت عن الإصلاح. وسياسة كهذه وفرت أرضية صالحة لقيام حركات الجهاد والتطرف واستمرارها.

هكذا ظلت موجة الإصلاح الخجولة في العالم العربي قاصرة ودون ما أمل به جيل الشباب الذي يشكل الغالبية في المجتمعات العربية. ظل التغيير خجولاً. وحتى الآمال التي أوقدها «الربيع العربي» سرعان ما خبت وحملت خيبات جديدة. ولا شك في أن أحداث السنوات الأربع الأخيرة وتداعياتها وفرت أجواء وفرصاً لإعادة بعث الروح في الحركات التكفيرية. في شمال أفريقيا تبخر ما حققته الحرب على هذه الحركات. تفكك الدولة الليبية بعد سقوط معمر القذافي، وفترة الاضطراب التي رافقت وترافق المرحلة الانتقالية في تونس، عززتا حضور «الجهاديين» والتكفيريين» في المنطقة وفي دول الصحراء ووفرتا لهم السلاح على أنواعه. وهذا ما دفع فرنسا إلى التدخل في مالي لإعادة الأوضاع إلى نصابها، بعدما شارف هذا البلد على السقوط في أيدي جماعات «القاعدة» وأخواتها. وهذا ما يدفع بعض الأصوات العربية والأوروبية إلى المطالبة بالتدخل الخارجي في ليبيا التي تتحول قاعدة خطيرة لكل أنواع «القواعد». ومثل هذا حدث ويحدث في مصر. لم يجد «الإخوان» الذين رفضتهم «ثورة 30 يونيو» سوى التوكؤ على شرائح مهمشة في شبه جزيرة سيناء وغيرها تحولت سلاحاً في أيدي جهاديين من فلول حركات مصرية قديمة، ومن قطاع غزة والشمال الأفريقي برمته.

إلى كل هذه الفوضى التي تعم أنحاء كثيرة في المشرق العربي، كان لقيام «الدولة الإسلامية» أثر كبير في تجديد الفكر التكفيري، أو إعادة بعث «قاعدة» جديدة أكثر عنفاً وتشدداً. وبالطبع كان للسياسة التي نهجتها واشنطن وطهران... ثم نوري المالكي في العراق أثر في تأليب السنّة وكثير من القوى التي شعرت بالاضطهاد. فغضت الطرف عن فلول «دولة الزرقاوي». ومدتها بشباب لم تفتح أمامهم أبواب للعمل والشعور تالياً بالحرية والعدالة والمساواة. ومثل هذا حصل في سورية حيث سياسة الظلم والقهر والتضييق وخنق الحريات والفساد ولدت هذا الجيش من الناقمين والمتطرفين الذين فاقم أعدادهم تلكؤ المجتمع الدولي عن تسوية أزمة حصدت حتى الآن ما يفوق مئتي ألف ضحية فضلاً عن تدمير بلاد بأكملها، وتهجير أكثر من نصف أهلها. وفاقمه أيضاً شعور المنتفضين بأن الغرب وحتى الأشقاء العرب تخلوا عنهم. وكان شعارهم ولا يزال «ما لنا غيرك يا الله»! مثل هذه الأوضاع تفتح الطريق واسعة أمام اليائسين لرفد «أبي بكر البغدادي» و»أبي محمد الجولاني» بالمدد اللازم.

أما اليمن، من حيث صدر «بطلا» الجريمة الأخيرة في باريس، فيقيم في فوضى لم تتوقف من عقدين. بل تفاقمت في السنوات الأخيرة وازدادت تدهوراً في الأشهر الماضية. لم تفلح حرب الطائرات الأميركية من دون طيار في تحجيم انتشار «القاعدة» في جنوب شبه الجزيرة العربية. بل إن الصراعات القبلية والجهوية والمذهبية على السلطة وفرت بيئة مواتية لنمو الإرهاب والفوضى. والتغيير الذي طاول رأس النظام، في ضوء المبادرة الخليجية والمباركة الدولية، لم يكتمل. وسقط اليمن في صراع آخر يهدد وحدته ومستقبله. الحركة الحوثية التي تتلقى دعم إيران تسيطر على مناطق الشمال والعاصمة. ودفع استيلاؤها على هذه المناطق خصومها القبليين والدينيين والسياسيين إلى التحالف مع «القاعدة» والمتشددين.

الجريمة الأخيرة ستحرك مشاعر شرائح واسعة من التيارات القومية المتعصبة في المجتمعات الغربية نحو مزيد من الكراهية للآخر المهاجر والوافد. ولكن يصعب تخيل اندلاع حرب أهلية في المدن والعواصم الغربية التي ستشهد عمليات إرهابية بين حين وآخر لا يغذيها الفكر التكفيري فحسب، بل هذا الكم من الحرمان والتهميش والبطالة التي يعيشها المهاجرون على أطراف العواصم والمدن الغربية. فضلاً عن موجة الاستياء التاريخية من السياسات الغربية حيال الشرق العربي وقضاياه. قد تلجأ أوروبا، كما فعلت أميركا بعد 11 سبتمبر، إلى إجراءات وقوانين مشددة تمس بعض الحريات خصوصاً في مجال التنقل والسفر. وربما رضخت لمطالبات القوميين في الحد من موجات المهاجرين على رغم الحاجة الماسة إلى مثل هذه الموجات لتجديد شباب القارة العجوز وضخ دماء في اقتصاداتها وتوفير عمالة فتية في آلتها الصناعية... أما الحروب فستظل هنا في العالم الإسلامي. فبعيداً عن الحرب في جنوب السودان بين «الإخوة الأعداء» وصراعهم على السلطة والنفوذ. وبعيداً عن الحرب في أوكرانيا بين روسيا الطامحة إلى استعادة مجدها التليد وأوروبا «الناتو». بعيداً عن هاتين الحربين تبقى لنا هنا الحروب كلها: من الصومال حيث «حركة الشباب». إلى نيجيريا حيث «بوكو حرام» تتطلع نحو الكاميرون والنيجر وتشاد. إلى ليبيا حيث «أنصار الشريعة» وعشرات المسميات لحركات تدور في فلك «القاعدة» و«داعش». إلى سيناء حيث «أنصار أو سرايا بيت المقدس». ومن اليمن حيث «قاعدة شبه الجزيرة»، إلى «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية و»جبهة النصرة» في سورية. فضلاً عن حروب «طالبان» التي لم تتوقف لا في أفغانستان ولا في باكستان. كلها حروب تعمق الفوضى والوحشية وتقدم ساحة واسعة لنمو التطرف. وتصدير «المجاهدين» إلى الغرب. وتقدم أجيالاً أخرى من الشباب المسلم يسقط بلا أهداف خصوصاً في أرض «الخلافة».

وإذا لم يكن هناك رابط تنظيمي واحد بين كل هذه الحركات، إلا أن ما يجمع بينها هو أيديولوجية دينية واحدة ومراجع فقهية تكاد تكون واحدة أو متشابهة في قراءتها أو تفسيراتها وفتواها الدينية. هذا الإنفلاش وعدم الارتباط بهيكلية واحدة يحولان دون احتواء هذه الحركات والقضاء عليها في حرب خاطفة وسريعة. وما دامت هذه تصدر عن أزمات وسياسات كثيرة في بلادنا وبلاد الآخرين ستظل الحرب تتشعب وتطول. وما دامت هذه تصدر عن فكر متشدد منحرف لا بد أولاً وأخيراً من «ثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله»... كما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي العلماء في مصر. فهل حان وقت هذه الثورة؟

 

لدى اللبنانيين الكثير يقولونه لفرنسا والغرب ومسلمي العالم على أبواب الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال

ايلي الحاج/النهار

12 كانون الثاني 2015

تعيد مشاهد التظاهرات الشعبية الضخمة في باريس والمدن الفرنسية تلقائياً إلى الأذهان مشاهد تظاهرة سبق الشعب اللبناني أن قدمها إلى العالم سنة 2005 مثبتاً فيها تشبثه بقيم الحرية والديموقراطية، وأيضاً بوحدته الوطنية فوق كل شيء، وحدة بها انتصر بتحقيق مطالبه تباعاً من انسحاب للجيش السوري إلى إنشاء للمحكمة الدولية وإنهاء عهد الوصاية.

وعلى رغم أن تظاهرات الأمس حملت رسالة تضامن البشرية مع فرنسا في الحرب على الإرهاب، لن يستطيع المسؤولون وقادة الرأي فيها تجاهل وجه آخر للمعضلة وهي وجود نحو ستة ملايين فرنسي أو مقيم مسلم على أرضها، مما يجعل دينهم الثاني عدديا هناك، ويفرض البحث في السبيل الأنجح للتعامل مع هذا الواقع. فرنسا دولة علمانية صحيح، ولكن كيف توفق بين علمنتها واحترام الخصوصيات الثقافية للجماعات الدينية في ضوء صعود التشدد الإسلامي وجاذبيته، وعدم قدرة نسبة كبيرة من المجنسين والمتحدرين منهم على التأقلم مع حضارة الغرب؟ بعض المحللين يتوقعون هنا صعوداً شعبيا، وسياسياً لاحقاً للمتشددين الفرنسيين في رفض "الفرنسي المختلف"، على غرار "الجبهة الشعبية" بقيادة مارين لوبان، إلا أن إرادة الحفاظ على الوحدة الوطنية والرهان على التعايش بين أتباع الديانات والإتنيات في ظل مبادئ الجمهورية تظل أقوى في رأي آخرين، ما لم يطرأ ما ليس في الحسبان.

لدى اللبنانيين الكثير يقولونه في هذا المجال للعالم، المسيحي والمسلم، ولشعب كل دولة متعددة الدين. تحديداً للأوروبيين وفرنسا في اللحظة التاريخية التي يتواجهون فيها مع الإرهاب، انطلاقاً من خبرة طويلة في تعامل المسيحيين والمسلمين بعضهم مع بعض، وبالأحرى عيشهم معاً طوال أجيال وأجيال بحلوها ومرّها، حروباً وهدنات وحقبات سلام، إلى أن استقر اقتناع في وجدان الغالبية منهم بأن التمسك بالسلام والوحدة والتعايش في ما بينهم ليس مجرد قدر، بل هو خيار اختبر اللبنانيون قدرته على تخليصهم من أكبر الأخطار وانتصارهم على أعتى التحديات. فوق ذلك يستطيع اللبنانيون المسيحيون خصوصاً بما لهم من علاقات وثيقة تاريخية ربطتهم بفرنسا حتى سموها في حقبة من الزمن بـ"أمنا الحنون" أن يمارسوا دوراً يعز نظيره في تسليط الضوء على جوانب مهمة لايدركها العقل الغربي العلماني لفهم خصوصيات الإسلام والمسلمين والتوصل إلى علاقة صحية وسليمة معهم كمواطنين مثل غيرهم، على قدم المساواة مع بقية المواطنين في وطنهم. بدورهم المسلمون اللبنانيون سيكون عليهم مع بقية مواطنيهم إيصال رسالة إلى العالمين العربي والإسلامي أن الصراع السنّي – الشيعي كارثة بكل المعايير سواء في لبنان أو في العالم العربي.

من هذه الخلفية، وأيضاً بدافع من اقتراب ذكرى مرور عشر سنوات على "انتفاضة الاستقلال"، تدور مناقشات مغلقة في دوائر فكرية - سياسية داخل قوى 14 آذار تعيد قراءة ما جرى من مقدمات لهذه الانتفاضة وما تلاها في السنوات العشر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم تحت وطأة الانقلاب البطيء الذي نفذه أنصار النظامين الإيراني والسوري، كما تقارن بين انتفاضة لبنان وبين انتفاضات أخرى بعضها أحبط وتراجع وغرق في الدم كالنموذج السوري، وبعضها نجح كما في تونس. قراءة تبحث في العلاقة مع الرأي العام الذي كان الصانع الرئيسي للتحرك الاستقلالي ودور الأحزاب والقيادات السياسية، على أمل التوصل إلى إعادة تحريك المياه الراكدة وفتح كوة تطل على تيار يدعو إلى مجتمع مدني وحديث يتجاوز الطوائف ويتلاقى عند أهداف مشتركة تعزز فرصها في النجاح أزمات عميقة تتخبط فيها الطوائف وأحزابها ومرجعياتها على السواء.

لا يغفل المشاركون في هذا التوجه أن قوى 14 آذار ليست في أحسن أحوالها إطلاقاً، فسياسات أطرافها كثيراً ما تتباعد، وقياداتها التي أحسنت الانتصار بدفع شعبي فاق ما كانت تتخيله لم تحسن إدارة مرحلة ما بعد الانتصار. إلا أن ذلك كله يجب ألا يغيّب أهمية أن تظل قوى الاعتدال هي الأقوى في الشارع. على سبيل المثال: البديل من "تيار المستقبل" هو جماعات التطرف المسلح، أو الانتهازيون الذين لا يتورعون عن مساندة المتطرفين لغايات شخصية. والبديل من "القوات اللبنانية" أو حزب الكتائب هم الحالمون بفصل بين المسيحيين والمسلمين يبدأ في سوريا ويشمل لبنان، أو الانتهازيون الذين لا يمكن التسليم لهم بحكم لبنان على ما أثبتت التجارب معهم.

لا يغفل المشاركون ذلك وهم يقرأون مرة أخرى في مقالة سمير قصير "انتفاضة على الانتفاضة".

 

أميركا و"حزب الله": تصنيف يُعيد التشدّد؟

روزانا بومنصف/النهار

12 كانون الثاني 2015

في المذكرة التي وزعتها وزارة الخارجية الاميركية قبل يومين ودعت فيها رعاياها الى الحذر في كل مناطق العالم بعد الاعتداءات الارهابية في فرنسا التي طاولت هيئة تحرير صحيفة "شارلي ايبدو"، قالت الخارجية الاميركية ان المعلومات الحالية تشير الى ان داعش وتنظيمات ارهابية اخرى تخطط لشن هجمات ارهابية ضد مصالح اميركية وغربية في اوروبا وضد مصالح اميركية في الشرق الاوسط. وهي سمت في هذا الاطار الى داعش في سوريا والعراق، "حزب الله" وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الناشط في اليمن. ووضع الحزب في موقع واحد مع هذه التنظيمات يعاكس ويناهض بالحد الادنى الجهد الاعلامي والسياسي الكبير الذي بذله الحزب منذ صعود نجم تنظيم الدولة الاسلامية من اجل ان يضع نفسه في موقع مضاد لتنظيم يصنف ارهابيا على الصعيد العالمي وتقوم حملة من دول عدة تترأسها الولايات المتحدة من اجل مواجهته والقضاء عليه وذلك على رغم ان الحزب نفسه لا يزال مصنف ارهابيا على اللوائح الاميركية. واذ سعى الحزب الى توظيف العنوان او الشعار الذي رفعه الرئيس السوري بشار الاسد اي مواجهته الارهاب في سوريا من اجل ان يبرر خوضه الحرب الى جانبه وضد تنظيمات دينية معارضة تقف في المقلب الاخر وهي في غالبيتها من الطائفة السنية، فان عوامل عدة ساهمت او ساعدت الحزب في هذا التوظيف من اجل السعي او الايحاء بالتموضع خارج هذا التصنيف. فكانت المفاوضات الجارية بين الدول الخمس زائد المانيا مع ايران حول ملفها النووي من جهة عاملا بارزا في تغييب الاشارة الى الحزب كما ان الصمت الدولي وحتى الاميركي عن الاصرار على مسألة تدخل الحزب في الحرب السورية وصولا الى دعوة وزير الخارجية الاميركية جون كيري خلال زيارته لبنان في حزيران 2014 الحزب الى المساهمة ايجابا في المساعي مع النظام الاسدي في الوقت الذي تقول مصادر معنية ان الهاجس الاكبر التي باتت تشكله تنظيمات اصولية تفرعت عن القاعدة حجبت الاهتمام كليا عن الحزب فضلا عن حرص الخارج على ابقاء الداخل اللبناني والذي يساهم فيه "حزب الله" هادئا.

ومع ان الموقف الاميركي يمكن ان يعتبر مبدئيا خصوصا ان الولايات المتحدة لم تبدل موقفها من الحزب وربما لا يضير الحزب ان يظهر في موقع العداء المستمر مع اميركا، الا انه كان لافتا في الوقت نفسه انه على اثر الموقف الذي اعلنه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي تعليقا على الاعتداء على صحيفة "شارلي ايبدو" والذي اعتبره تشويها للسلام، عرضت بعض المحطات التلفزيونية لما صدر عن الحزب في اطار الاشارة الى اجماع المسلمين على الادانة، الا ان المعلقين السياسيين والاعلاميين المشاركين لم يعيروا اهمية كبيرة لموقف ادرجوه في اطار التوظيف السياسي الذي يعتمده الحزب من ضمن الحرب المذهبية بين السنة والشيعة وفي اطار الموقف الايراني الرسمي الذي كان صدر على النحو نفسه.

بعض المصادر يقول ان تناول الامين العام للحزب في المناسبة نفسها التطورات في البحرين من زاوية مذهبية محض لم يساعد على تقويم موقفه خارج اطار التوظيف السياسي المذهبي علما ان اشارته الى ما اعتبره استيطانا يجري في البحرين حيث يؤتى بالناس من كل انحاء العالم ويعطون جنسية ووظيفة يصح توصيفه على ما جرى ويجري في قرى سورية تغيرت طائفتها كليا بعد سيطرة الحزب عليها، ما يعتبر مقدمة لما تقدم عليه المنطقة.

 

3 ملايين في «انتفاضة» فرنسية - دولية ضد الإرهاب

الحياة/12 كانون الثاني/15تحوّلت باريس أمس، عاصمة مناهضَة الإرهاب في العالم، اذ شهدت مسيرة تاريخية تكريماً لضحايا الإرهاب الذي ضربها، اجتاح خلالها الفرنسيون المسافة الفاصلة بين ساحتَي «لا ريبوبليك» و»لا ناسيون»، والتف حولهم قادة محليون وحوالى 70 شخصية عربية وعالمية. وقُدِّرت الحشود في فرنسا بأكثر من 3 ملايين (المزيد).

وقُتل 17 شخصاً في باريس في هجمات شنّها 3 مسلحين إسلاميين، استهدفت مقرّ صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة ومتجراً يهودياً، وانتهت بقتلهم في عملية لكوماندوس فرنسي. وأعلن احد المنفذين الثلاثة أحمدي كوليبالي ولاءه لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، فيما دانت زوجة شريف كواشي الذي شارك في الهجوم مع شقيقه سعيد، أعماله مبدية تعاطفها مع الضحايا.

وأعلن روجيه كوكيرمان، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا، أن الرئيس فرنسوا هولاند تعهد أن يؤمّن الجيش مزيداً من الحماية للمدارس والمعابد اليهودية في البلاد، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حضّ اليهود الفرنسيين على الهجرة إلى الدولة العبرية معتبراً أنها «وطنهم أيضاً».

وعلى هامش مسيرة باريس، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستستضيف في 18 شباط (فبراير) المقبل، قمة تناقش سبل «محاربة التطرف في العالم»، فيما اتفق وزراء الداخلية الأوروبيون على تعزيز التعاون لإحباط مزيد من الهجمات الإرهابية، علماً أن إسبانيا طرحت فكرة تعديل اتفاق شنغن، من أجل إتاحة مراقبة الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي، والحدّ من تحرك الجهاديين العائدين إلى القارة.

وقدّر منظمون أن حوالى 1.5 مليون شخص شاركوا في مسيرة باريس، فيما تحدثت وزارة الداخلية عن تعبئة «تُعتبر سابقة». وفي مدن فرنسية أخرى تظاهر اكثر من مليون شخص، بينهم أنصار حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف الذي قاطع تجمّع العاصمة احتجاجاً على امتناع رئيس الحكومة مانويل فالس عن دعوة «الجبهة» رسمياً. وقدّرت وكالة «فرانس برس» المشاركين في التظاهرات بحوالى 3.3 مليون.

وشهدت مسيرة باريس مشاركة فرنسيين من كل المعتقدات والأوساط، صغاراً وكباراً، أعلنوا بصوت واحد «لا للإرهاب» ونعم «للحرية وحرية التعبير». وعبّر المتظاهرون، بهدوء وخشوع، عن تمسكهم بقيم جمهوريتهم والعيش المشترك، اذ أنشدوا النشيد الوطني بصوت واحد وأطلقوا بالونات بيضاء وأعلاماً، متدافعين على شكل أمواج بشرية، وسط غياب للشعارات واللافتات السياسية، مجسدين تلاحماً شبّهه كثيرون بالأجواء التي سادت البلاد غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ووسط تدابير امن استثنائية، تصدر المسيرة ذوو الضحايا، وسارت وراءهم الطبقة السياسية وشخصيات عربية ودولية، أمسك عدد منهم بأيدي بعضهم بعضاً. وتوسط المشاركين الرئيس فرنسوا هولاند الذي اعتبر أن «باريس هي عاصمة العالم» أمس، والى جانبه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وزوجته الملكة رانيا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الشؤون الخارجية السعودي نزار بن عبيد مدني والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إضافة إلى نتانياهو والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وشهدت دول أخرى تظاهرات تضامن مع فرنسا، بينها بلجيكا وألمانيا وإسبانيا وأستراليا والسويد وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة، وكذلك مدينة رام الله في الضفة الغربية.

في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بعد ترؤسه اجتماعاً ضم وزراء داخلية أوروبيين وأجانب، منهم وزير العدل الأميركي اريك هولدر، اتفاقاً لتعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب، خصوصاً عبر تشديد مراقبة الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي. وقال هولدر إن الولايات المتحدة ستستضيف في 18 شباط، قمة تناقش سبل «محاربة التطرف في العالم»، هدفها «توحيد إمكاناتنا». وأضاف: «إذا عملنا معاً من خلال تقاسم معلوماتنا ومواردنا، سنكون قادرين على الانتصار على الذين يحاربوننا ويحاربون قيمنا الأساسية».

أما وزير الداخلية الإسباني خورخيه فرنانديز دياز فطرح فكرة تعديل اتفاق شنغن، لإتاحة مراقبة الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي بهدف الحدّ من تحرك الجهاديين العائدين إلى أوروبا