المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 02 حزيران/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 01 و 02 حزيران/15

سلام لـ {الشرق الأوسط}: أخشى على لبنان وكل ما فيه.. والقوى السياسية على المحك/02حزيران/15

عون : شعارات كبيرة ومطالب صغيرة/علي حماده/02 حزيران/15

حزب الله يستنسخ الحشد الشعبي/علي الحسيني/02 حزيران/15

الجنرال يدري أم لا يدري/راشد فايد/02 حزيران/15

الحكومة باقية إلى ما شاءت... إيران ولا انتخاب لرئيس إلا بتسوية إقليميّة/اميل خوري/02 حزيران/15

عشائر الأنبار وهزيمة «داعش»/الياس حرفوش/02 حزيران/15

ما طبيعة العلاقة بين إيران وداعش/سلطان العامر/02 حزيران/15

لماذا أدرج السعوديون "حرب" و"قبلان" على القائمة السوداء/ماثيو ليفيت/02 حزيران/15

نصائح لنصر الله بالكف عن إثارة الدبابير وسنة البقاع ومسيحيوه جاهزون للانضمام إلى الجيش اللبناني/حميد غريافي/02 حزيران/15

معركة سوريا بين مصر والسعودية/عبد الرحمن الراشد/02 حزيران/15

ربع الساعة الأخير والأقسى من الحرب في سوريا.. دقّ/أسعد حيدر/02 حزيران/15

صاروا يتحدثون مع الشيطان/طارق الحميد/02 حزيران/15

انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم/غسان الإمام/02 حزيران/15

حزب الله: الى الفتنة در/نديم قطيش/01حزيران/15

حوار شامل مع مُنسّق الأمانة لقوى 14 آذار حول مستقبل لبنان والرئاسة والتحالفات بين عون وحزب الله/01 حزيران/15

هل صار السيد حسن نصرالله عبئا على حزب الله/عماد قميحة/01 حزيران/15

مذكرات عن الضاحية الجنوبية وحروبها الكثيرة/حلا نصرالله/01 حزيران/15

الفرز الطائفي بقاعاً يضرب "سرايا المقاومة"/صبحي أمهز/01 حزيران/15

بري أيضاً على ضفة النهر.. ينتظر/ربيع حداد/ 01 حزيران/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 01 و 02حزيران/15
إسرائيل: اللبناني المحتجز في قبرص من شبكة لـ"حزب الله" لتنفيذ تفجيرات
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 1/6/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الاول من حزيران 2015

مجلس الوزراء يتابع البحث في مواضيع سابقة في جلسة الخميس المقبل
مجلس الوزراء رحّل المأزق إلى الخميس مقبل والمشنوق: قهوجي باقٍ حتى انتهاء الولاية
سمير قصير سنة عاشرة غياب عندما يتماهى الصحافي بالمؤرّخ...
الكاردينال مامبرتي زار سلام وباسيل: الوضع المؤسساتي يشغل المجتمع الدولي

إسرائيل: اللبناني المحتجز في قبرص من شبكة لـ"حزب الله" لتنفيذ تفجيرات
سلام استقبل مومبرتي والسفير الايطالي
المخطوفون لدى "النصرة" لن يُكملوا شهرهم الـ 11؟ ¶ إبرهيم: المفاوضات انتهت ¶ الأهالي: تبلّغنا وصول الوسيط
مقدِّمة أخبار "المستقبل":40 قتيلاً ل"حزب الله" في شهرٍ واحد

بري استقبل وفدا من كتلة زحلة عراجي: دولته أكثر حرصا منا على عرسال

“حزب الله” يشتري أراضي القصير والطفيل وسط عمليات فرز طائفي

عراجي لـ”السياسة”: تحريض نصر الله العشائر يؤدي إلى فتنة سنية – شيعية

السيد الحسيني لـ”السياسة”: حزب الله ليس لبنانياً ولا يمثل الشيعة إنه يقاتل في سورية دفاعاً عن الظالم
ريفي يطلب من النيابة العامة إجراء المقتضى بحق العراضة الميليشوية المسلحة.

مجلس الوزراء يتابع البحث في مواضيع سابقة في جلسة الخميس المقبل

الراعي: لايجاد المخرج التوافقي لانتخاب رئيس وعدم ربط العملية بالنزاع القائم في المنطقة ونتائجها

قهوجي رعى تكريم أطفال شهداء الجيش في نهر البارد من أبناء عكار

قهوجي عرض حاجات الجيش مع مقبل واستقبل مورابيتو

الجيش تسلم كمية من صواريخ II TAW ضمن برنامج المساعدات الأميركية

مقبل زار عوده: لفصل تعيين مدير الأمن الداخلي عن تعيين قائد الجيش

مسلحون حطموا محتويات مكتب الاونروا في عين الحلوة واجتماع لتطويق الحادث

وهاب زار مقبل: نتمنى ألا تثار النعرات المذهبية في ملف عرسال

علوش: التهديد بالعشائر «أرنب» نصر الله الجديد

حمدان: بيوت عرسال ليست أوكارا للارهابيين

جنبلاط: للتوافق على سلة متكاملة للتعيينات دون تجزئة ودون استفراد

رحمة: الظرف الخطير يتطلب تدابير استثنائية لانقاذ لبنان

المعلمون المستقلون: ما تحقق في انتخابات فرع بيروت يعتبر انتصارا لموقفنا بعيدا من المحاصصة والاحتواء

ندوة في جامعة القديس يوسف عن الدين على المواقع الإلكترونية

معلولي: الفراغ الرئاسي تعطيل لمؤسسات الدولة

بري يؤكد حرصه على عرسال وريفي يهاجم عراضة مسلحة من المطلوبين

سفير الإمارات الجديد وصل الى بيروت: بلادي كسرت البروتوكول واصرت على تعيين سفير

ريفي: العراضة المسلحة ومن وراءها تثير الفتن ونموذج وقح يراد تعميمه وطلبت من النيابة التمييزية إجراء المقتضى

إعلاميون ضد العنف" استنكروا تحريض الأسير على قتل عون: على النيابة العامة التحرك فورا

عائلة سعد الدين وأهالي المنية: أحمد قاسم قتل ظلما وهو شهيد المنية وببنين

جنبلاط استقبل رئيس معهد الشرق الاوسط وابرق معزيا الى بايدن بنجله والى كيري مطمئنا

جعجع عرض الأوضاع مع السفير الأميركي

حركة قرار بعلبك الهرمل: أهالي المنطقة ليسوا ميليشيا وعرسال ليست بلدة تكفيرية

حريق هائل في مخيم للنازحين في الجراحية البقاعية

وزير الداخلية، المشنوق، عرض التطورات مع السفير الاميركي

زهرا: من حقنا ان نطمح بحياة آمنة ومستقرة والا يكون اولادنا برسم الخطف

دو فريج: لابقاء التوتر في الاعلام ولعدم وصوله الى الحكومة

ابراهيم السيد: معركة لبنان أمام العدو الصهيوني والتكفيريين معركة كبرى بدأت تعم العالم

عمار الموسوي: الأكثر حاجة لإنهاء الوجود المسلح الإرهابي من عرسال هم أهل البلدة

نواف الموسوي : سنتحمل مسؤولياتنا في مواجهة التكفيريين في حال قصرت الحكومة

علامة فضل الله: منطقة بعلبك الهرمل قادرة على تجاوز اي فتنة طائفية

صفي الدين: معركتنا مع التكفيريين وليست مع اهل عرسال

فياض: سنمضي في معركتنا ضد الإرهاب التكفيري وسننتصر

الحاج حسن من بيت شاما: داعش والنصرة يعملان لصالح الصهاينة

أمل أحيت عيد المقاومة بحفل في بادربون الالمانية نصر الله: لتكوين رأي عام ضاغط على قاعدة نبذ الفتن

بلان قبلان من سحمر: لنتلاق جميعا على نبذ الفتنة ورفض الخطاب الطائفي والمذهبي

قبلان: بالتوحد ننتصر على الفتنة

المصري: لنبذ الفتنة وتعزيز الوحدة بين اللبنانيين

فنيش: لتحرير أرضنا وبلداتنا وتحصين وطننا من الخطر التكفيري

المردة في عيد المقاومة والتحرير: لا تحرير واستقلال وسيادة من دون المقاومة

اميل لحود: ما من منطقة لبنانية تشكل خطا أحمر أمام عملية استئصال الإرهاب منها

حميد: نجدد التزامنا باتفاق الطائف وبمواثيقنا

«حزب الله» يطالب الجيش بمواجهة «التكفيريين» وخصومه دعوا إلى عدم استنساخ تجربة العراق

الخوري طوني كرم احتفل بقداسه الاول في كنيسة مار جرجس الحدت: لنقل نعم للرب من دون خوف

مطر من الناعمة: نأمل ان تحذو المنطقة حذو لبنان فيسقطوا السلاح من ايديهم ويتلاقوا على الحوار والمحبة

مسيرة دينية للنازحين العراقيين والسوريين الى حريصا في ختام الشهر المريمي

"داعش" يتقدم على حساب نظام الاسد والمعارضة

رئيس البرلمان السوري يشيد في طهران بدور حلفاء دمشق الفاعل

كيري يعود الى الولايات المتحدة مصابا بكسر في الفخذ

الخارجية الأميركية: الحادث الذي تعرضه له كيري لن يبطئ المحادثات النووية مع ايران

العربي الجديد: التحالف يشن غارات جنوب اليمن والضالع تستعد لمعركة فاصلة

حوادث الطيران تدفع الماليزية للإفلاس وفصل 6 آلاف موظف

باحثون يدافعون عن الأقماح الكندية في مواجهة الانتقادات الاخيرة

أوباما يدعو بكين لاحترام القانون الدولي في بحر الصين الجنوبي

"يونيسف": منظمات الاغاثة في العراق بحاجة الى 500 مليون دولار

أردوغان يهدّد صحافياً تركياً كشف تهريب سلاح إلى سورية

العراق: مقتل 37 من قوات الأمن جراء هجوم انتحاري بمدينة سامراء

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس مرقس16/من15حتى20/فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان

*الزوادة الإيمانية/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى08/هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.

*"توك" أي نقطة ضعف لقاء سيدة الجبل الوحيد هو بركة الراعي له/الياس بجاني

*رفض الحريري الأب وجنبلاط والسنيورة القرار الدولي رقم 1559  رسخ احتلال حزب الله للبنان/الياس بجاني

*عون والراعي عنوانان لحالة البؤس والمحل المارونية/الياس بجاني

*بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع الإعلامي المميز علي حمادة تناول من خلالها دور حزب الله التدميري والإرهابي بكل تفاصيله في لبنان وسوريا/مقدمة للياس بجاني

*اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/من تلفزيون المر/فورماتMP3/مقابلة مع الإعلامي المميز علي حمادة تناول من خلالها دور حزب الله التدميري والإرهابي بكل تفاصيله في لبنان وسوريا/مقدمة للياس بجاني/01 حزيران/15

*بالصوت/من تلفزيون المر/فورماتWMA/مقابلة مع الإعلامي المميز علي حمادة تناول من خلالها دور حزب الله التدميري والإرهابي بكل تفاصيله في لبنان وسوريا/مقدمة للياس بجاني/01 حزيران/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*علي حمادة يشهد للبنان ويسمي من يعتدي علي نظامه ودستوره ورسالته وأمنه وانسانه/الياس بجاني

*المشنوق والمبادئ/الياس بجاني

*مقدِّمة أخبار "المستقبل":40 قتيلاً ل"حزب الله" في شهرٍ واحد

*هزيمة "حزب الله" في سوريا آتية/علي حماده

*في القلمون سقط زمن التضليل!/علي حماده/النهار

*“حزب الله” يشتري أراضي القصير والطفيل وسط عمليات فرز طائفي

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 1/6/2015

*إسرائيل: اللبناني المحتجز في قبرص من شبكة لـ"حزب الله" لتنفيذ تفجيرات

*لواء القلعة" المشابه للحشد الشعبي العراقي/محمد عبد الحميد بيضون

*دفن الشعور الوطني في "البيئة الحاضنة/محمد عبد الحميد بيضون

*حزب الله: الى الفتنة در/نديم قطيش/المدن

*عراجي لـ”السياسة”: تحريض نصر الله العشائر يؤدي إلى فتنة سنية – شيعية

*هل صار السيد حسن نصرالله عبئا على حزب الله؟/ عماد قميحة/جنوبية

*بري أيضاً على ضفة النهر.. ينتظر/ربيع حداد/المدن/

*الفرز الطائفي بقاعاً يضرب "سرايا المقاومة"/صبحي أمهز/المدن

*حركة قرار بعلبك الهرمل: ... عرسال ليست بلدة تكفيرية

*اقتراحات جنبلاط "للخروج من الحلقة المفرغة"

*لبنان ثالثاً بين الدول العربية الاكثر ذكاء

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الاول من حزيران 2015

*بري استقبل وفدا من كتلة زحلة عراجي: دولته أكثر حرصا منا على عرسال

*جعجع عرض الأوضاع مع السفير الأميركي

*الجيش تسلم كمية من صواريخ II TAW ضمن برنامج المساعدات الأميركية

*حركة قرار بعلبك الهرمل: أهالي المنطقة ليسوا ميليشيا وعرسال ليست بلدة تكفيرية

*"إعلاميون ضد العنف" استنكروا تحريض الأسير على قتل عون: على النيابة العامة التحرك فورا

*مقبل زار عوده: لفصل تعيين مدير الأمن الداخلي عن تعيين قائد الجيش

*ريفي: العراضة المسلحة ومن وراءها تثير الفتن ونموذج وقح يراد تعميمه وطلبت من النيابة التمييزية إجراء المقتضى

*عمار الموسوي: الأكثر حاجة لإنهاء الوجود المسلح الإرهابي من عرسال هم أهل البلدة

*واف الموسوي: سنتحمل مسؤولياتنا في مواجهة التكفيريين في حال قصرت الحكومة

*براهيم السيد: معركة لبنان أمام العدو الصهيوني والتكفيريين معركة كبرى بدأت تعم العالم

*مدان: بيوت عرسال ليست أوكارا للارهابيين

*نبلاط: للتوافق على سلة متكاملة للتعيينات دون تجزئة ودون استفراد

*ومبرتي التقى باسيل: قداسته قريب جدا من اللبنانيين ونأمل عبر الحوار تخطي الوضع المؤسساتي والتوصل الى إستقراره

*الراعي : لايجاد المخرج التوافقي لانتخاب رئيس وعدم ربط العملية بالنزاع القائم في المنطقة ونتائجها

هرا: من حقنا ان نطمح بحياة آمنة ومستقرة والا يكون اولادنا برسم الخطف/ماثيو ليفيت

*نصائح لنصر الله بالكف عن إثارة الدبابير وسنة البقاع ومسيحيوه جاهزون للانضمام إلى الجيش اللبناني/حميد غريافي: السياسة

*ما طبيعة العلاقة بين إيران و«داعش» / سلطان العامر/الحياة

*عشائر الأنبار وهزيمة «داعش»/الياس حرفوش/الحياة

*علوش: التهديد بالعشائر «أرنب» نصر الله الجديد

*حزب الله» يستنسخ «الحشد الشعبي»/علي الحسيني/المستقبل

*ربع الساعة الأخير والأقسى من الحرب في سوريا.. دقّ/أسعد حيدر/المستقبل

*عون: شعارات كبيرة ومطالب صغيرة/علي حماده/النهار

*الحكومة باقية إلى ما شاءت... إيران ولا انتخاب لرئيس إلا بتسوية إقليميّة/اميل خوري/النهار

*الجنرال يدري أم لا يدري؟/راشد فايد/النهار

*سلام لـ {الشرق الأوسط}: أخشى على لبنان وكل ما فيه.. والقوى السياسية على المحك

*قال عشية زيارته للمملكة إن السعودية تخوض حربًا واضحة لا لبس فيها ضد الإرهاب/الشرق الأوسط

*انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*صاروا يتحدثون مع الشيطان!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*معركة سوريا بين مصر والسعودية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*السيد الحسيني لـ”السياسة”: حزب الله ليس لبنانياً ولا يمثل الشيعة إنه يقاتل في سورية دفاعاً عن الظالم/السيد محمد علي الحسيني

*لقاء سيدة الجبل»: لا حلول فئوية لحماية لبنان/ربى كبارة/المستقبل

*لقاء سيدة الجبل: «صح النوم دكتور»

*سعيد وفرنجية: رفع الحرم البطريركي/مروان بوحيدر

*الوجوه نفسها تنتقل من مقر الأمانة العامة إلى فتقا مروراً بالبيال

*خلوة «سيدة الجبل»: انتخاب الرئيس مسؤولية وطنية مشتركة/غراسيا بيطار الرستم

*خلوة «سيدة الجبل»: حماية المسيحيين ليست بتحالف الأقليات

*بيان "لقاء سيدة الجبل": لوقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك

*الشرق الأوسط : "لقاء سيدة الجبل": ربط مصير المسيحيين بأنظمة مستبدة يضعهم في مواجهة مع الأغلبية المسلمة الإجتماع اللبناني ناقش دورهم في ظل التطورات الإقليمية.. وغابت عنه قوى "8 آذار"

*خلوة لقاء سيدة الجبل أوصت بعدم التمييز بين إرهاب وآخر والعمل مع المسلم من أجل عالم عربي متنور وديموقراطي وتعددي

*"لقاء سيّدة الجبل": لا تمييز في الإرهاب وحماية المسيحيّين ليس بتحالف الأقليّات

*لقاء سيدة الجبل: لوقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك/موقع الجديد

*جورج صبرا/شكراً لسيدة الجبل، سيدة الحكمة والشجاعة.

*حوار شامل مع مُنسّق الأمانة لقوى 14 آذار حول مستقبل لبنان والرئاسة والتحالفات بين عون وحزب الله

*مذكرات عن الضاحية الجنوبية وحروبها الكثيرة/حلا نصرالله /جنوبية

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس مرقس16/من15حتى20/فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان

"قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها. فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن». وبَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ٱلرَّبُّ يَسُوع، رُفِعَ إِلى السَّمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ ٱلله. أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات."

 

الزوادة الإيمانية/رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي02/من01حتى08/هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا.

"يا إخوَتِي، أَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً. ولكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تَأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر، بَلْ كَمَا ٱخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا. وهكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء."

 

"توك" أي نقطة ضعف لقاء سيدة الجبل الوحيد هو بركة الراعي له

الياس بجاني/01 حزيران/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

لا يمكن لأي لبناني سيادي ومخلص لوطنه ومؤمن برسالته الحضارية والتعايشية أكان في بلاد الانتشار، كما هو حالنا، أم في الوطن الأم المقدس والمبارك، إلا وأن يرحب بلقاءات من مثل لقاء سيدة الجبل الذي عقد أمس. من هنا نحن بمحبة وصدق نرحب بالقرارات وبالبيان ونشد بفرح وأمل على أيدي المنظمين والمشرفين والمشاركين، إلا أن خوفنا الوحيد على هذا اللقاء وهو خوف مبرر بمفهومنا المتواضع والعملي إيمانياً وتجربة وممارسات وفهاً للهرطقات والانحرافات والإستكبار وثقافة المؤامرة، هو الخوف من مباركة سيدنا البطريرك بشارة الراعي له بعد أن كان عاداه علنية ومنع اجتماعاته في مقره الأم. كنا نتمنى أن لا تأتي هذه البركة الملغومة تحت أي ظرف لخوفنا على اللقاء، ولكن بما أنها جاءت فلنصلي جادين أن لا يكون لهذه البركة أية مفاعيل غير إيمانية أو ارتدادات سلبية، ونقطة على السطر. كما أننا نحمد الله على أن لا المظلوم ولا النصار كانا من ضمن المشاركين. وفي سياق إيماني نوجه تحية كبيرة ومن القلب والوجدان للمطران ال عن جد مطران ووطني وبيخاف ربنا، الكبير يوسف بشارة.

 *الكاتب  ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني Phoenicia@hotmail.com

 

رفض الحريري الأب وجنبلاط والسنيورة القرار الدولي رقم 1559  رسخ احتلال حزب الله للبنان

الياس بجاني/31 أيار/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

لا بد من محاسبة كل مسؤول لبناني قصير النظر وغلّب مصالحه على مصالح الوطن والمواطن وضرب عرض الحائط بالمبادئ والقيم والأخلاق.

من المسؤولين والسياسيين الذين ارتكبوا الخطايا المميتة بحق لبنان نذكر تحديداً جنبلاط والسنيورة والحريري الأب كونهم عارضوا القرار الدولي 1559 ورفضوا أن يطبق وهو الذي طالب بتجريد حزب الله من سلاحه وقد تباهى كل من جنبلاط والحريري بهذا الأمر خلال شهادتهما أمام المحكمة الدولية وأعلنا تبرئهما الكلي من القرار هذا.

ومن الذين سيحاسبهم التاريخ أيضاً على أفعالهم الإسخريوتية الرئيس أمين الجميل الذي رضخ خلال فترة تولية الرئاسة الأولى لإرهاب الرئيس حافظ الأسد وألغى اتفاقية السلام مع إسرائيل وهو لو لم يفعل ذلك لما كان لبنان وقع تحت الاحتلال الإيراني ولما بقي حزب الله وسلاحه ودويلاته ولكان لبنان كمصر والأردن ينعم بالسلام دون نفاق لا مقاومة ولا ممانعة ولا هرطقات تحرير ومحررين.

وجريمة السنيورة وحكومته ومعهم جنبلاط هي جريمة كبيرة وهم الذين رفضوا أن يوضع القرار 1701 الدولي تحت البند السابع وابقيا لحزب الله السلاح والقرار وحرية الانتشار حتى ارتد إلى الداخل وحاله اليوم هو الكفر بعينه ولحمه وشحمه.

أما الذين تحالفوا مع حزب الله وسلموه أنفسهم وفي مقدمة هؤلاء الساقط في كل تجارب إبليس ميشال عون ومن معه من وصوليين ومنافقين وطرواديين فهؤلاء باعوا الوطن وتخلوا عن استقلاله مقابل تراب الأرض والنفوذ والمال. في هذا السياق الطروادي أطل علينا اليوم الصهر جبران من بعلبك شاكراً حزب الله على مقاومته ومقدماً العرفان بالجميل له، ومن الشمال صاح سليمان متعنتراً ومبدياً استعداه للقتال إلى جانب حزب الله.

أما غالبية النواب في 14 آذار الذين كانوا من أيتام النظام السوري وجراويه واتباعه ومن ثم بدلوا الطرابيش لا رجاء منهم لا اليوم ولا غداً ولا في أي يوم.

أما راعينا ومظلومنا والنصار فحدث ولا حرج.

في الخلاصة إن هذه الرزمة التعيسة من السياسيين ورجال الدين المتلونين لن تكون لا الخلاص ولا خشبته ونقطة على السطر...

ولأننا كما نحن يولى علينا فحالنا من تعيس إلى أتعس وعيس في زمن محل.

 

عون والراعي عنوانان لحالة البؤس والمحل المارونية

الياس بجاني/31 أيار/15

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

نعم نحن الموارنة نمر اليوم بحالة غير مسبوقة من تحكم قيادات ورجال دين بمصيرنا ومصير وطننا وهم لا ذمة ولا ضمير ولا وجدان ولا مخافة من الله. فالراعي المفترض أن يلتزم ثوابت صرحنا الذي أعطي له مجد لبنان ضرب عرض الحائط بالثوابت هذه وأحاط نفسه بالمظلوم المسيس سوريا وأسداياً وبرزمة من أيتام الأسد وأوباشه وأوقع نفسه في كل تجارب إبليس وأخوته. أما العون والأصهر الذين يدعون الدفاع عن حقوقنا فباعوا حتى ألبستهم ورهنوا القمصان وقبلوا التبعية والغنمية لمحور الشر السوري الإيراني مقابل تراب الأرض، ومن سمع المهووس عون اليوم وصهره العجيبة يتأكد أن هؤلاء كالغيوم التي لا ما فيها وكالينابيع القاحلة. إلا أن هؤلاء مارقين وبإذن الله لبنان سيعود لأهله وسيعود لنا نحن الموارنة من يمثلنا ويشبهنا ويتألم معنا من رجال الدين والسياسيين ويحس بأحاسيسنا ويحترم هويتنا وماضينا ورسالة وطننا المقدس. أيام محل وهي بإذن الله إلى نهاية ومعها كل رموز الذل.

 

بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع الإعلامي المميز علي حمادة تناول من خلالها دور حزب الله التدميري والإرهابي بكل تفاصيله في لبنان وسوريا/مقدمة للياس بجاني

اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة على موقعنا الألكتروني

بالصوت/من تلفزيون المر/فورماتMP3/مقابلة مع الإعلامي المميز علي حمادة تناول من خلالها دور حزب الله التدميري والإرهابي بكل تفاصيله في لبنان وسوريا/مقدمة للياس بجاني/01 حزيران/15

بالصوت/من تلفزيون المر/فورماتWMA/مقابلة مع الإعلامي المميز علي حمادة تناول من خلالها دور حزب الله التدميري والإرهابي بكل تفاصيله في لبنان وسوريا/مقدمة للياس بجاني/01 حزيران/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

علي حمادة يشهد للبنان ويسمي من يعتدي علي نظامه ودستوره ورسالته وأمنه وانسانه
الياس بجاني/01 حزيران/15/مقابلة رائعة مع الإعلامي المميز علي حمادة، كما دائماً وقد استعرناها من تلفزيون المر. الشكر لهذا الإعلامي والوطني والسيادي المميز على شهادته للبنان ولحق اللبنانيين في حياة حرة وكريمة دون نفاق مقاومة وهرطقات تحرير، والأهم دون احتلال إيراني ودون اجرام واغتيالات وارهاب جيش إيران في لبنان الذي هو حزب الله. نرى بثقة المؤمن إن الأمل في تحرير لبنان من الاحتلال الإيراني باق بقوة وعزم طالما أن خمائر طيبة من أمثال علي حمادة يحملون مشعله ويدافعون عنه ويتصدون لكل مهرطق ومارق. يقول حمادة إن "التحريض ضد عرسال سيف ذو حدين ... و استنساخ تجربة مليشيا " الحشد الشعبي " في لبنان ستقابله "صحوات" مقاتلة : لا تدمروا ما تبقى من البلد". حمادة تناول خلال المقابلة الوضع في عرسال، وحالة حزب الله الإنهزامية في سوريا، وهرطقات تكوين حزب الله لفرق قتالية من العشائر في بعلبك في استساخ لما يعرف بالحشد الشعبي العراقي، وحقيقة المواجهات الحربية في سوريا حيث أن حزب الله لم يقاتل ولو مرة واحدة داعش، والتناغم المفضوح بين نظام الأسد وحزب الله وإيران وداعش. حمادة أكد أن هزيمة حزب الله في سوريا حتمية وعرى خزعبلات الحزب الإعلامية بجرأة ومعرفة. كما تطرق إلى التعينات الأمنية وفند مقارابات عون الفاشلة والتسلطية لها اضافة إلى ملف الرئاسة وملفات داخلية متفرقة.

المشنوق والمبادئ
الياس بجاني/بكل راحة ضمير المشنوق اثبت منذ توزيره أنه استنساخ عن الساقط ميشال عون وهو من اعراض السرطان المصابة به 14 آذار...سرطانالانتهازية والتشاطر والتقلب وتبديل المواقف وهي أكثر من أن تحصى. باختصار حزب الله كارثة نعم، ولكنه باق ليس بقوته، بل لأن البدائل تعيسة والمشنوق من هذه البدائل الوهم.

مقدِّمة أخبار "المستقبل":40 قتيلاً ل"حزب الله" في شهرٍ واحد
١ حزيران ٢٠١٥/مقدِّمة نشرة أخبار "المستقبل" : 40 قتيلاً ل"حزب الله" سقطوا في شهرٍ واحد وِفق تعميمٍ داخلي صادر عنه ، 40 والداً وإبناً وصديقاً وخطيباً وحبيباً وأخاً وجاراً، 40 حكاية وصندوق ذكريات واحلاماً. أيار هذه المرة، ترك خلفه 40 عائلة ثكلى وآلاف الأقرباء يشعرون بحرارة الدم المسفوك على مذبح بشار الأسد تنفيذاً لتعليمات قاسم سليماني.40 قتيلاً، والعداد يسجل المزيد في كل يوم، والتقديرات تشير إلى أن قتلى الحزب في سورية قد تجاو الألف، منذ بدء الحرب على الشعب السوري، مع ما يقارب الـ5000 آلاف جريح والجمهور ينتظر المزيد من المذبحة، التي زج حزب الله نفسه واللبنانيين فيها. رغم هذا؛ يواصل الحزب مكابرته وتكبره، على اللبنانيين، فتارةً يحرض على عرسال واهلها، وطوراً يحرِّض على قوى 14 آذار. "حزب الله" الذي إستنجد بالعشائر البقاعية لم يجد من يلبي نداءه، غير الطُّفار والمطلوبين للعدالة، وأبرزهم تاجر المخدرات نوح زعيتر، الذي وضع نفسه بتصرف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ما دفع وزير العدل اللواء أشرف ريفي الى الطلب من النيابة العامة التمييزية، إجراء المقتضى القانوني، لحفظ أمن الوطن وصَون العيش المشترك."حزب الله" الذي شيعَّ 40 شاباً في 30 يوماً كان لديه الوقت لتنظيم ماراتون في الضاحية يوم الأحد، ماراتون ذكوري في إعلان إنفصال عن ماراتونات بيروت المختلطة التي تشبه لبنان.

هزيمة "حزب الله" في سوريا آتية
علي حماده /النهار/30 أيار 2015/كل إطلالات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخيرة لم تكفه لإخفاء حجم المأزق الذي أغرق نفسه فيه، ولم تكفه لكي يخفف ثقل الحمل الذي ألقاه الحزب على عاتق "البيئة الحاضنة" التي تدفع اليوم ضريبة دم تفوق تلك التي دفعتها في الحروب مع إسرائيل. نعم، ان السيد حسن نصرالله يفقد يوما بعد يوم صدقيته، حتى في الوسط المؤيد له، في ضوء إيغاله في توريط "البيئة الحاضنة" في مسلسل لا ينتهي من الحروب الداخلية والخارجية. ولعل هجومه غير المسبوق على معارضيه في البيئة الحاضنة مطلقا عليهم تسمية "شيعة السفارة" وناعتاً إياهم بـ"العملاء والخونة والأغبياء" يشي بأن الأصوات المعترضة التي بدأت تخرج من رحم "البيئة الحاضنة" تعكس مزاجاً معيناً ما عاد خفياً، رافضاً حقيقة أن "حزب الله" هو مشروع حروب دائمة في كل مكان، وانه في مكان ما يحمّل "البيئة الحاضنة" أكثر من طاقتها ولا سيما في الاشتباك الاقليمي الكبير على مساحة المشرق العربي. ثمة بدايات لوعي خطورة ما يقدمه "حزب الله" من آفاق مظلمة لمستقبل "البيئة الحاضنة". لقد تغيّر الوضع على الارض في سوريا. لم يعد الحديث في أروقة القرار الدولي المعني بالأزمة السورية يأخذ مسألة بقاء بشار الأسد في الاعتبار. لقد أصبح بشار وبطانته من الماضي. وأصبح "حزب الله" في سوريا من الماضي. انتهى وهم إنقاذ النظام والحفاظ على "الجسر السوري" بالرغم من رفض نصرالله وصحبه رؤية الحقيقة الساطعة. لقد اقترب موعد "حزب الله" القوة المحتلة مع الهزيمة المدوية في سوريا، وصار الامر مسألة وقت. فهل يتدارك حسن نصرالله ورفاقه الأمر ويحدون من الخسائر التي يستحيل ايقافها بمواصلة الهذيان في شأن تلة من هنا وتلة من هناك، أو بالتحريض الخطير المذهبي الأبعاد ضد مدينة لبنانية مناضلة وداعمة للثورة السورية على رؤوس الأشهاد هي عرسال؟ لقد طال وقت الهذيان ودنت ساعة العودة الى شيء من الرشد. فهل من يسمع صوت العقل في "حزب الله"؟ من الآن فصاعداً سيتراجع النظام ومعه الميليشيات الطائفية التابعة للإيرانيين، وفي مقدمها "حزب الله" في كل مكان. من الشمال إلى الجنوب مروراً بالعاصمة ومحيطها. لقد اقتربت ساعة تحرير سوريا من هذا النظام ومن الاحتلال الايراني المتعدد الوجه، وجل ما سيجنيه "حزب الله" من الاستمرار في التورط في قتل السوريين على أرضهم وفي احتلال أرضهم هو مزيد من النعوش العائدة من أرض الثورة في سوريا. لقد جاءت ساعة الحقيقة: هل يجنّب "حزب الله" بيئته مزيدا من مواكب التشييع العبثية؟ وهل يتواضع السيد حسن نصرالله قليلا فينزل عن عرشه ليرى كيف انه بعناد حزبه يدفع أهله إلى نكبة محققة لعقود من الزمن؟

في القلمون سقط زمن التضليل!
علي حماده/النهار/19 أيار 2015/شكلت إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الاخيرة على الشاشة مؤشرا جديدا يضاف الى جملة مؤشرات تفيد بأن "حزب الله" الذي عرفناه قبل العام ٢٠٠٠ انتهى. فقبل التورط في سوريا كان في وسع الحزب أن يلوي الحقائق والوقائع ويحرفها حسب مصالحه، وذلك بما تيسر له من قدرات تعبوية كبيرة في بيئته المؤيدة، مضافة اليها القدرات الكبيرة في مجالات الإعلام و"البروباغاندا" المشفوع بسلسلة من الشعارات الكبيرة التي كان لها وقع عميق في وعي الشارع ولا وعيه على حد سواء، كالزعم أنه حركة "مقاومة" لبنانية عربية عالمية لا تهدف الى تحرير الاراضي اللبنانية فحسب، بل تتعداها الى ادعاء قرب تحريرها للقدس وسائر فلسطين من البحر الى النهر. في حرب ٢٠٠٦ جر "حزب الله" لبنان بأسره الى حرب مع اسرائيل واضعا اياها تحت شعار "تحرير" أحد عشر أسيرا كلفوا لبنان ألفا وثلاثمئة ضحية جلهم من بيئة الحزب الحاضنة، ولا ننسى التدمير الهائل الذي لحق بسائر البنى التحتية اللبنانية التي هي ملك للشعب كله وليست لفئة دون الاخرى. والحق ان الحزب لم ينتصر في الحرب المشار اليها رغم كل الدعاية "الغوبلزية" التي مارسها، فانتصار الحزب كان على لبنان، وليس على إسرائيل لأن القرار ١٧٠١ جلب للاخيرة "سلاما" على حدودها الشمالية لا يقل استقرارا عن "السلام" الذي جلبه فك الاشتباك بين سوريا حافظ الاسد واسرائيل في اعقاب حرب تشرين. وشكلت حرب ٢٠٠٦ مناسبة تعبوية لـ"حزب الله" للانقضاض على الداخل اللبناني متسلحا بشرعية "انتصار" مزعوم ساهم الاعلام الاسرائيلي في تكبيره لتيسير استدارة الحزب نحو اللبنانيين تحت شعار "الانتصار الالهي". وزرع الحزب في بيئته "ثقة" عمياء بأنه قادر على غزو العالم والانتصار، وان عباءة امينه العام "المبلولة بعرقه" ان رماها يمكن ان تُركع البيت الابيض في واشنطن! منذ تورطه في قتل السوريين في سوريا اكتشف السيد حسن نصرالله وصحبه ان للتضليل حدودا دونها الحقائق المُرة التي تكبر ككرة ثلج فيستحيل اخفاؤها او تحويرها. اكتشف ان كذبة مقاومة اسرائيل ما عادت تؤتي ثمارا في الرأي العام، فلجأ الى شعار محاربة "التكفيريين" في سوريا. ولكنه بعد الف وثلاثمئة قتيل في صفوفه يكتشف ان من يسميهم "تكفيريين" هم سوريون يدافعون عن ارضهم في وجه غزو من خارج الحدود، ويكتشف ان ادعاء الانتصارات على الشاشات شيء ومسلسل مئات النعوش العائدة من سوريا شيء آخر. في القلمون التي يكذب فيها "حزب الله" بشأن عدد قتلاه الحقيقي، كما في كل مكان آخر في سوريا تتفكك منظومة التضليل يوميا وتتحول "الانتصارات" اضغاث احلام مع بدء ظهور آثار الكارثة التي زج بها "حزب الله" بيئته ولبنان! لقد انتهى زمن الكذب والتضليل!

“حزب الله” يشتري أراضي القصير والطفيل وسط عمليات فرز طائفي
السياسة” – خاص: كشفت مصادر بقاعية موثوقة لـ”السياسة”, أن “حزب الله” يقوم بشراء الأراضي في كل من القصير والطفيل على قدم وساق, مشيرة إلى حصول عمليات فرز طائفي في هذه المناطق وإن الأهالي قلقون جداً مما يجري, خصوصاً وأن “حزب الله” وشبيحة النظام السوري يستخدمون الأسلوب ذاته الذي اتبعته إسرائيل في العام 1948, عندما هجرت الفلسطينيين وطردتهم من فلسطين. وأشارت المعلومات إلى أن “حزب الله” شق طريقا, من النبي شيت عبر جرود القلمون دون المرور بالقرى السنية, بهدف الوصول إلى العمق السوري. وعُلم أن ملايين الدولارات تنفق على شراء الأراضي من قبل الحزب وعدد من المتمولين التابعين له وبعض الرأسماليين الإيرانيين, حيث أن التسابق على تملك الأراضي في هذه المنطقة قائم منذ مدة, فسكان المنطقة مضطرون لبيع أملاكهم, لأن عملية الشراء تتم بالتهديد والوعيد والترغيب والقول إن المنطقة عسكرية ولا مكان لهم فيها بعد اليوم.وأشارت المصادر إلى وجود خرائط جديدة للمنطقة ستكون الكلمة الفصل فيها لـ”حزب الله” وما تبقى من النظام السوري.

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الإثنين في 1/6/2015

الإثنين 01 حزيران 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عملية تدوير زوايا في مجلس الوزراء رافقها تأكيد الرئيس بري على التمسك بالحكومة وطرح النائب جنبلاط سلة تعيينات وتسوية رئاسية في وقت أعربت أوساط دبلوماسية عن إعتقادها بأن الإستقرار الأمني في لبنان سيبقى ثابتا بدليل إنشاء السفارة الأميركية مقرا جديدا لها بلغت تكلفته مليار دولار.

وتأمل هذه الأوساط أن يبقى الوضع الحكومي متماسكا وأن يتم التوافق على التعيينات الأمنية إقرارا أو تأجيلا وأن يأتي الصيف بموسم سياحي جيد.

ولقد تصدرت الصحف اليوم مشاهد من مهرجان شبابي في منطقة الحمرا دام ساعات طويلة وحمل أجواء ارتياح وتصميما لدى الشباب على أنهم يريدون الحياة.

وفي الحدود الشرقية البقاعية عزز الجيش انتشاره على التلال الإستراتيجية وأعطيت تعليمات للضباط بأن الجيش مسؤول عن حماية هذه الحدود.

هذا الوضع ساهم في تراجع السجالات حول عرسال حيث انتشر الجيش كما ساهم في تعزيز إمرة الجيش وبسط الأمن في البقاع وكل المناطق اللبنانية.

أما التعيينات الأمنية فهي مؤجلة الى أيلول وربما سبقها انتخاب رئيس للجمهورية في ظل اتصالات خارجية أميركية وأوروبية دافعة للانتخاب بمواكبة من الموفد البابوي واقترح نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل فصل تعيين المدير العام لقوى الأمن الداخلي عن تعيين قائد الجيش.

وفي شأن قضائي طلب وزير العدل أشرف ريفي من النيابة العامة إجراء المقتضى بحق العراضة الميلشيوية المسحلة واصفا المسلحين الذين هددوا بأنشطة مسلحة في لبنان بمجموعة من الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة ويضعون أنفسهم بتصرف مرجعية حزبية.

وفي الخارج برز هذا اليوم:

- في سوريا سيطرة داعش على طريق البصيري بين دمشق وحمص.

- في العراق هجمات للجيش والحشد الشعبي على داعش في الرمادي.

- في اليمن منع الحوثيين سفينة مساعدات دولية من الوصول الى شواطئ عدن وتكثيف التحالف غاراته الجوية.

إذن مجلس الوزراء ناقش موضوعي عرسال والتعيينات الأمنية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

40 قتيلا لحزب الله في شهر واحد وفق تعميم داخلي صادر عنه، 40 والدا وإبنا وصديقا وخطيبا وحبيبا وأخا وجارا، 40 حكاية وصندوق ذكريات واحلام.

أيار هذه المرة، ترك خلفه 40 عائلة ثكلى وآلاف الأقرباء يشعرون بحرارة الدم المسفوك على مذبح بشار الاسد تنفيذا لتعليمات قاسم سليماني.

40 قتيلا، والعداد يسجل المزيد في كل يوم، والتقديرات تشير إلى أن قتلى الحزب في سورية قد تجاوز الألف، منذ بدء الحرب على الشعب السوري، مع ما يقارب الـ5000 آلاف جريح والجمهور ينتظر المزيد من المذبحة، التي زج حزب الله نفسه واللبنانيين فيها. رغم هذا؛ يواصل الحزب مكابرته وتكبره، على اللبنانيين، فتارة يحرض على عرسال واهلها، وطورا يحرض على قوى 14 آذار.

حزب الله الذي استنجد بالعشائر البقاعية لم يجد من يلبي نداءه، غير الطفار والمطلوبين للعدالة، وأبرزهم تاجر المخدرات نوح زعيتر، الذي وضع نفسه بتصرف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ما دفع وزير العدل اللواء أشرف ريفي الى الطلب من النيابة العامة التمييزية، إجراء المقتضى القانوني، لحفظ امن الوطن وصون العيش المشترك.

حزب الله الذي شيع 40 شابا في 30 يوما كان لديه الوقت لتنظيم ماراتون في الضاحية يوم الأحد، ماراتون ذكوري في اعلان انفصال عن ماراتونات بيروت المختلطة التي تشبه لبنان.

وفيما حزب الله يحرض على عرسال واهلها تواصل الحكومة بحث مسؤولية الدولة في الحفاظ على امن عرسال والقرى المجاورة وسلامة السكان وهو ما اكد الرئيس نبيه بري انه ملف سحب من الحساسية المذهبية الى مسؤولية الجيش.

بري بعث برسالة واضحة الى ميشال عون، دون ان يسميه قائلا؛ سأكون في طليعة المدافعين عن الحكومة لانها آخر المؤسسات الدستورية التي لا تزال تعمل، وكرر موقفه بأنه اذا تعذر تعيين قائد جديد للجيش فلا مفر من التمديد للعماد جان قهوجي، وسأل عون؛ لماذا طرح موضوع التعيين الآن وفيما ولاية قائد الجيش تنتهي في ايلول، فهل المطلوب ان نكون امام قائدين للجيش؟

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

نجح مجلس الوزراء بالاختبار الجديد، فماذا ستحمل الجلسات المقبلة؟ رئيس الحكومة تمام سلام قرر فصل ملف عرسال عن التعيينات الامنية والعسكرية وهبة باردة لفحت جلسة اليوم خففت من سخونة الاجواء السياسية فظهرت مناعة حكومية مبدئيا بعدما ادخل رئيس مجلس النواب نبيه بري جرعة دعم في جهاز الحكومة شكلت حماية لها عبر تأهبه للدفاع عنها بكل ما اوتي من قوة، استنفار رئيس المجلس ناتج عن مسؤولية وطنية بوجود شغور رئاسي وتعطيل تشريعي اما الملف الامني فتتقدم فيه جرود عرسال التي ينفصل موضوعها عن البلدة. الجيش يتخذ اجراءات في عرسال لكن جرودها محتلة من قبل ارهابيين حرموا اهلها الاستفادة من اراضيهم، الجرود كما كل شبر محتل من لبنان يخضع الى معادلة الجيش والشعب والمقاومة لتحريرها واذا كانت قوى في 14 آذار طالبت بترسيم الحدود في الجرود فان الرئيس بري يقبل بترسيم اهل عرسال لانهم خير من يعرف حدود اراضيهم.

ملف التعيينات الامنية بقي اسير الحسابات السياسية ولم يظهر اي مؤشر لحل قريب باستثناء خطوة مرتقبة لوزير الداخلية حول التمديد للمدير العام للامن الداخلي الى شهر ايلول فماذا بعد؟ من هنا حتى ايلول اشهر قد تكون كفيلة بايجاد حلول خصوصا ان ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي مستمرة وتعيين قائد جديد بوجوده الآن لا يصب بمصلحة الجيش.

في ظل ظروف امنية تتطلب حزما عسكريا لا الانشغال بتفاصيل اخرى وفي الاول من حزيران يستعيد لبنان ذكرى استشهاد الرئيس رشيد كرامي ذلك الرشيد المناضل الوطني العروبي يستذكر اللبنانيون رجل الدولة فيه سياسي الحوار والتلاقي المقاومة لكل مشاريع التقسيم والتفتيت، ثوابت الرشيد يحتاجها لبنان اليوم في كل محاولات جر الوطن الى الضياع ضمن المشهد العربي الحالي.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

انغماس حزب الله في العقيدة الايرانية لم يعد يقتصر على الحرب في الداخل والخارج من اجل أهداف فئوية واقليمية. بل هو يتوسع في استنساخ وسائل الحكم الايراني. فعلى غرار "الباسيج" و"الباسدران" في ايران والحشد الشعبي ولواء أبو الفضل العباس في العراق وبعد اختراعه سرايا المقاومة، ها هو اليوم يطلق غب الطلب "لواء القلعة" الذي خصصه لتحرير عرسال. وهو مكون من عشائر وعائلات بقاعية اخافها خطابه وعبأها لتشكل ضغطا على الجيش والحكومة كي ينفذا أمر عملياته في جرود عرسال.

هذه الضغوط معطوف عليها ضغوط "التيار الوطني الحر" من أجل إمرار العميد شامل روكز قائدا للجيش كافية لاطاحة الحكومة لولا دبلوماسية الرئيس سلام ودعم الرئيس بري لبقائها والذي يعكس الموقف الضمني لحزب الله.

في التفصيلي، وفي هدي هذا التكتيك طالب رئيس مجلس الوزراء بفصل قضية عرسال عن التعيينات الامنية.

وفي السياق علمت الـmtv بأنه اذا تمت الموافقة على فصل الملفين فإن بيانا سيتلى يشرّع هذه الصيغة، في وقت شدد وزيرا الاشتراكي على ضرورة التوافق على خطة "باء" تؤمن استمرار عمل المؤسسات الحيوية المدنية والعسكرية في حال تعطلت الحكومة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

تؤكد المعلومات أن إجماعا تحقق داخل الحكومة والأطراف السياسية التي تشكلها، على إدانة الدعوة التي أصدرها أحمد الأسير لذبح ميشال عون وشعبه... لكن الوقائع والمواقف تشير إلى نوعين من تلك الإدانة. البعض رفض دعوة الإرهابي الفار، انطلاقا من مبادئ إنسانية وأخلاقية وسياسية ووطنية وقانونية... أما البعض الآخر فلقد رفض الدعوة لأنها فضحت هدفه المبيت. استاؤوا من شيخ طريقتهم، لأنه كشف علنا ما يخططون له سرا. لأنه أفقدهم برعونته، عامل المباغتة والغدر. ولأنه فضح بالسكين، ما خططوا له في السياسة... كأن لسان حالهم يقول سرا للأسير السري: لو أنك تسكت قليللا، لننجز هدفنا... لو أنك تصمت، لنحقق ما تقوله، من دون ضجة ولا كلام... فما تريد أنت منه شبرا وذبحا، نريد منه نحن كل المسافة وحتى آخر الدرب، إلغاء وإفناء... تريد ذبح ميشال عون؟؟ نحن أيضا. لكن ذلك لا يتحقق بالصراخ. بل بالنفاق. والرجل لا يذبح بالعنف. بل باللطف... نحاوره، ثم نحاوره. وبعدها نماطل ثم نسوف ثم نؤجل... حتى تصل "داعش" إلى بيروت، أو إلى أي مكان آخر في لبنان. وهي أصلا ليست بعيدة. فهي هنا على مرمى حجر من مقالع عرسال. وهي في قلبك كما هي في قلوبنا كلنا... تريد ذبح ميشال عون وجماعته وشعبه؟ أسكت، وتفرج علينا وتعلم. هكذا يذبح هؤلاء. تماما كما نفعل نحن في التعيينات وفي الأمن، في الرئاسة وفي الحكومة... انتهى كلام الحلفاء الموضوعيين لأحمد الأسير، داخل الحكومة. فهل في هذا التصور تجن عليهم وعلى حكومتهم؟ الوقت كفيل بإظهار الحقيقة. ولتقطيع هذا الوقت.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

ضبطت جلسة مجلس الوزراء ساعاتها الثلاث على عقارب عرسال والتعينيات وبقرار من رئيس الحكومة جرى فصل الجسم عن الرأس وتوجيه عناية الوزراء إلى عدم الخلط بين الملفين مع اعتماد النقاش الذي يقود إلى تسوية سياسية في عرسال يأخذ فيها الجيش قرار الحل بالوسائل العسكرية أو سواها وتحت هذا السقف المنضبط سارت جلسة مجلس الوزراء وعين زيارة السعودية ترعاها إذ لا توجيه نحو افتعال أي خضة تسبق الحج السياسي إلى المملكة غدا واستشراف الحلول من بوابة المنطقة.

وعلى توقيت المحكمة العسكرية فإن غدا هو اليوم الأخير من مهلة الأيام الخمسة عشر التي يفترض أن يبت فيها التمييز في قضية ميشال سماحة وسط معلومات عن توجه لاعتماد نصف تمييز أي قبوله لناحية البراءة ورفضه في المواد الأخرى التي نال فيها سماحه أحكاما حيث لن يحق للتمييز تشديد العقوبة. لكل ملف ساعته إلا المخطوفين من أبناء الجيش والمؤسسة العسكرية وهو الجرح الذي يقترب في آب من سنويته الأولى لكن وعود اليوم لا تشبه أي وعد إذ أعلن مدبر التفاوض ولواؤه عباس إبراهيم أننا انتهينا وهم انتهوا في انتظار التوقيت والوسيط القطري ليحدد الموعد زيارة المدير العام للأمن العام لقلب كسروان انتهت بطلب اللواء إبراهيم إزالة صوره عن الطرقات بعدما أبدى فريق سياسي امتعاضه من الشعارات التي عدته رجل المهمات الصعبة لكن صاحب هذه الصفات يختزن في دفاتره إنجازات لن تكون في حاجة إلى شعارات لأن مدير الأمن العام "مكتر فعل ومقلل كلام" على حد ترحيب كبير زجالي لبنان موسى زغيب. والامتعاض كان أيضا من يوم له وقع الشهادة ويذكر الأيادي الممتدة إلى السماء بما اقترفته بتاريخ الأول من حزيران عام سبعة وثمانين. ثمانية وعشرون عاما على اغتيال رئيس مارس الحكم الرشيد وقطفوه من الفضاء أقتلعوا حكومته بانفجار في الجو. مات الرئيس وهو على رأس السلطة وفي سجلات حصر إرثه أن ثروته لم تزدد قرشا واحدا عما كانت عليه قبل الحكم إستشهد رشيد كرامي مع شقعة ظلم طالت عقوبة قاتله والعفو عنه بقرار تتحمل السلطة اللبنانية كلها مسؤوليته من أصغر معارض إلى آخر موال. واستمرت رحلة الظلم عندما دبرت محكمة دولية لغيره وهو لم يلو على تنفيذ قرار من المجلس العدلي محليا لكن العقوبة الأشد التي وقعت على الرئيس الشهيد كانت عبر منح قاتله الحق في الترشح للرئاسة وكأن شيئا لم يكن.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

بعيدا عن صراخ المتضررين، وتهويل الآذاريين، يكمل البقاعيون بعشائرهم وعائلاتهم، شحذ الهمم لدحر أي تكفيري، يراد له أن يشكل مطية لتنفيذ أجندات أعدت في ليل تآمري طويل.

التباكي على عرسال وأهلها، لا يمر على أحد، فكيف على أهالي البقاع عموما وعرسال خصوصا، الذين يرزحون - في ارزاقهم وامنهم - تحت ارهاب تكفيريي الجرود. فيما دعاة السيادة الجدد يؤمنون بمواقفهم التغطية لارتكابات من يرمون بإرهابهم الى تهيئة الارض لأسيادهم لضرب المقاومة وإنهاك لبنان. إنهاك يعمل عليه البعض، بكل ما أوتي من قوة التحريض الداخلي واملاءات الرهان الخارجي. فهدف هؤلاء مشخص منذ سنوات، وهو النيل من المقاومة. فإن عجز الاصيل المتمثل بالعدو الصهيوني زج بالارهاب التكفيري بديلا، لكن المعادلة التي هزمت جيشا وصف ذات يوم بأنه لا يقهر، تعيد الكرة مع الاذناب التكفيريين، وساحات القلمون خير شاهد.

تكفير يقتل بعضه بعضا في الشمال السوري، فصراع امراء الحرب يستعر ويتمدد بين داعش وخصومه، فيما طائرات ما يسمى التحالف الاميركي تنتقي اهدافا لا تسمن ولا تغني من جوع لإراحة السوريين او العراقيين..أما اليمنيون فعلى سواعدهم يعتمدون لرد عدوان يوغل في تدمير مقدرات شعب ودولة، وآخرها تدمير سد مأرب التاريخي..

 

إسرائيل: اللبناني المحتجز في قبرص من شبكة لـ"حزب الله" لتنفيذ تفجيرات

المصدر: (رويترز)2 حزيران 2015/قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون أمس إن كنديا من أصل لبناني اعتقل في قبرص بعدما عثرت السلطات على نحو طنين من نترات الامونيا في الطبقة السفلى لمنزله، وكان جزءا من مؤامرة لـ"حزب الله" لتنفيذ تفجيرات، موضحا انه تلقى المعلومات من السلطات في نيقوسيا. تحدثت وسائل الاعلام القبرصية عن علاقة محتملة بين المشتبه فيه البالغ من العمر 26 عاما الذي وصل في ايار وكان يقيم في مدينة لارنكا و"حزب الله". وبعد اعتقال الرجل الاربعاء امتنعت الشرطة عن التعليق على القضية. ووصف يعلون شقة المشتبه فيه بأنها "مخبأ... وفقا لما قالته السلطات القبرصية كانت تستخدمه شبكة الارهاب الدولية التابعة لجماعة حزب الله، كان الهدف منها على ما يبدو ان تكون جاهزة لشن هجمات علينا"، في اشارة الى الاسرائيليين أو اليهود في قبرص. وأضاف ان المتفجرات ربما كان القصد منها أيضا شن هجمات ضد أهداف غربية.

 

"لواء القلعة" المشابه للحشد الشعبي العراقي

محمد عبد الحميد بيضون/01 حزيران/15

حسب جريدة النهار اليوم بدأ حزب الله في إطار التصعيد يترجم كلام امينه العام الذي ركَّز على تحرك "أهالي بعلبك-الهرمل"في منطقة جرود عرسال، أعلنت "عشائر وعائلات بعلبكية"عن تشكيل "لواء القلعة" المشابه للحشد الشعبي العراقي وانه ملتزم اي قرار يصدر عن السيد نصرالله مشدداً على ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة ذهبية تحكم تحركات هذه الميليشيا المذهبية وتعتبرها الوسيلة الوحيدة للمواجهة"٠ إذاً علينا ان نهنئ اللبنانيين بولادة هذه الميليشيا الجديدة التي تنضم الى كوكبة من الميليشيات والعصابات المنظمة التي تعتدي على كرامة البلد وتنتهك سيادته او ما تبقى من سيادته منذ اكثر من عشر سنوات بإسم الثلاثية الذهبية او الخشبية او المذهبية على الأرجح ٠

السؤال الاول موجَّه الى القضاء وهل سيتحرك لملاحقة هذه العصابة والقائمين عليها ام انها ستصبح مثل "سرايا المقاومة" مجموعة تشبيح واستباحة وتسلط على المنطقة والمواطنين وبالأخص مجموعة لإرهاب الفئات السياسية المعارضة لحزب الله وتورطه في الدم السوري لحماية حكم العائلة٠

السؤال الثاني موجَّه للحوار في فندق عين التينة: أين هي الخطة الأمنية التي طبّلتم وزمرتم لها واعتبرتم انها النتيجة الاساسية للحوار؟ هل كلام ألليل يمحوه النهار وهل انتهت الخطط الأمنية ولكن يا فرحتنا بالحوار؟

اذا عدنا الى العراق نرى ان ميليشيا الحشد الشعبي المدعومة من ايران كان دورها اساسياً في نهب وسرقة وحرق كل المناطق التي تم تحريرها من داعش من عامرلي في الصيف الماضي الى تكريت مؤخراً٠لم توفر هذه الميليشيات اي بلدة او قرية من المناطق ذات الأغلبية السُنّية وصار التحرير مرادفاً للنهب والحرق والتهجير٠وطبعاً من ينسى قبلها ما حصل في مدينة القصير ومنطقتها وكيف تم نهبها وتهجير اَهلها وأين تم بيع المسروقات والغنائم التي "صادرتها الميليشيات العاملة باسم المقاومة٠

اليوم تم تحضير لواء سرقة ونهب وحرق عرسال فمبروك لكل ٨ آذار وحضّروا انفسكم لإقتسام المغانم ومحاصصة المسروقات ولكن لعرسال ربٌ يحميها وربما جيش على مستوى المسؤولية٠

 

دفن الشعور الوطني في "البيئة الحاضنة

محمد عبد الحميد بيضون/31 أيار/15

كيف صار تحرير القلمون السوري من أهله و تحرير جرود عرسال "المحتلة" اهم من تحرير مزارع شبعا او الجولان؟ هذا هو المسار الذي سلكه "شيعة ولاية الفقيه" من موقع المقاومة الذي هو موقع وطني لبناني في جوهره(كما اراده موسى الصدر) الى موقع الخوض في الحرب المذهبية المجرمة وصولاً الى عمليات "التطهير المذهبي"والعمل على إقامة مناطق صافية مذهبياً وصولاً أيضاً الى "شيعية الدولة او علوية الدولة"تيمناً بشعار "يهودية الدولة" (كم عظيم ان تقاوم من خلال سرقة شعارات العدو )٠ إنقلبت المقاييس: صار الاحتلال للمزارع مبرر وجود، بينما القلمون خطر وجودي٠نسي الحزب ومن معه الشعار الشهير "شعب واحد في بلدين"٠ صار العدو هو القرين وابن الشعب الواحد هو الغريب٠هذا هو تجسيد تحالف الأقليات ودفن الشعور الوطني في "البيئة الحاضنة"٠

 

حزب الله: الى الفتنة در

نديم قطيش/المدن/01/06/2015 

هل سقطت نظرية خوف حزب الله من الفتنة السنية الشيعية في لبنان؟ لطالما كان الرهان على هذا الخوف من العناصر التي يبنى عليها الإطمئنان الى أن الإنهيار الحاصل في المنطقة لن يطال لبنان. أقله لن يطاله بالسرعة التي يجتاح بها مدن المشرق العربي وبعض الخليج.

من لا يتفق مع نظرية خوف حزب الله من الفتنة السنية الشيعية كان يعزو حرص حزب الله على عدم الوقوع فيها الى أسباب موضوعية تتجاوز الخوف وتجعله بغنى عنها، وهي إطمئنان حزب الله الى قدرته على حماية التوازن السياسي في لبنان، بسبب قرار خصومه لا سيما تيار المستقبل عدم الانزلاق الى الفتنة. ويضيف آخرون حاجته الى بيئة مستقرة ينطلق منها في مهمة حماية النظام في سوريا.

الواقع أنه أياً تكن اسباب حرص حزب الله على تفادي الفتنة وحريقها في لبنان، فهي تبدو أنها تترنح، ويبدو الحزب سائراً بلا ضوابط تذكر نحو هذه الفتنة وكأنها باتت مشروعا له يمهد للتلاعب المجنون بالخريطة المذهبية في لبنان، كإمتداد للفكرة النامية بحماية سوريا العلوية المتاخمة له. فبعد خطابين لأمين عام حزب الله حسن نصرالله حرض فيهما العشائر في بعلبك الهرمل على الوقوف في مواجهة من أسماهم بالتكفيريين في جرود عرسال، انطلقت “عاميات” اهلية في المناطق المذكورة تترجم التوجه الذي عبر عنه نصرالله في خطابيه المذكورين، بلغة تنذر بتشقق أهلي وتصدع في علاقات المناطق في ما بينها، على نحو لم يعرفه لبنان حتى في ذروة احداث السابع من ايار عام ٢٠٠٨. 

ولعل البارز في هذه التعبيرات عدم اكتفائها بالملمح الأهلي الذي تمثله العشائر بل  الاصرار على استلحاق غير مباشر لجزء من البنية التحتية للدولة ممثلةً بالبلديات في مشروع فتنة مذهبية وأهلية. فقد دخلت البلديات مواربة على خط معركة “تحرير جرود عرسال” عبد بيان تلاه رئيس اتحاد بلديات بعلبك السابق بسام رعد يقول “إننا عائلات وعشائر منطقة بعلبك الهرمل من كل المذاهب والطوائف والأطياف، نؤكد لسماحة الأمين العام المؤتمن على الأرواح والدماء أننا رهن إشارته وملتزمون بأي قرار يصدر عن سماحته، واضعين الأرواح والأبناء والأموال في موقع الدفاع عن شرف وكرامة أبناء هذه المنطقة وكل لبنان لاجتثاث القوى الظلامية الإرهابية التكفيرية والصهيونية التي سنهزمها في وقت ليس ببعيد ومهما تطلب الأمر من تضحيات”.

فالإمرة في هذه المعركة التي قال البيان انها تهدف الى “مواجهة الإرهاب الذي يتهددنا جميعاً” بيد نصرالله، الذي لا نقول جديداً اذا أعدنا التذكير بأن بينه وبين تمثيل مصالح “الجميع” هوة كبيرة ليس بوسع كلام التطمين الإنشائي، والأخوة الزائفة والحرص المنتحل الصفة ردمها.

هذا واقع يدركه نصرالله قبل غيره على الرغم من الإصرار على تجاهله والمضي في تقديم إحتمالات المعركة وفرض الحماية على من لا يرون في مواصفاته ومواصفات حزبه ما يؤهله “لحمايتنا جميعاً”. 

وهو يعلم علم اليقين أن كل الرطانة الخطابية حول وحدة الحال بين أبناء المنطقة واشتراكهم في المصير نفسه حيال تمدد مفاعيل الحريق السوري الى لبنان، لم تنجح بتغييب المقارنة بين اعلان "عشائر وعائلات بعلبكية" عن قيام "لواء القلعة” وبين ميليشيات “الحشد الشعبي” الشيعية في العراق والتي تشكل مادة اضافية للانقسام الاهلي هناك كما هنا.

مخيف جداً أن لا يكون نصرالله متنبهاً الى الإحتمالات التي يفتحها مثل هذا الإستسهال في الركون الفاضح الى مكونات أهلية ذات طابع مناطقي ومذهبي ودفعها للدخول في حرب تتضح أكثر فأكثر صفاتها وخلفياتها ونتائجها المذهبية. المرعب أكثر ان يكون مدركاً أنه يدفع الامور بالإتجاهات هذه عن سابق تصور وتصميم. وهو الأرجح. لا بد وأنه خطر له إحتمال أن تقوم عائلات عرساليه بإعلان تشكيل ألوية موازية لما أعلن تشكيله تحت عباءة حزب الله حتى الان، ليس بغاية مواجهة ما أعلن عنه، بل بحجة محاربة المسلحين في الجرود؟ أو خطر له أن تقوم تشكيلات سنية بالإعلان عن انطلاق ألوية أخرى لمواجهه “الإرهاب الإيراني بحق أهل السنة” وهو عنوان رائج في أدبيات التنظيمات الاصولية السنية؟ سيل الأسئلة الذي يفتتحه هذا المسار لا يتوقف. ألا يمهد إعلان نصرالله الإستنهاض الأهلي لتحرير عرسال وجرودها لمشروعية مضادة قد يخطر لها أن تتنكب مهمة “تحرير الضاحية” من احتلال الحرس الثوري لها؟ لا سقف للجنون الأهلي حين ينطلق. ولا فرامل بوسعها وقف الإنزلاق نحو مهاوي هذا الحريق حين يعلن “الأهل” عن إستعدادات إنتحارية لبذل الارواح والدماء في رقصة موت مرعبة. ربما في حسابات نصرالله أن الحروب الأهلية تحتاج الى رعاة وخطوط امداد وسلاح ومال ورجال مستعدون للموت. وربما يظن أن ما يتوفر له في هذا المضمار لا يتوفر لمناوئيه. ويراهن بالتالي على أن اثمان كسرهم لن تتجاوز بعض “النق” الاعلامي والسياسي قبل القبول بالأمر الواقع والحقائق على الارض. من يقرأ توسع تنظيم داعش يعرف أنه مخطئ بالتأكيد. نصرالله نفسه يعرف أنه مخطئ لكنه يخطو عن سابق تصور تصميم نحو الحريق. وهو ربما بات يرى في الفتنة المذهبية مدخلاً لتوسيع أزمة الجميع وضمان جلوسه على طاولة الحلول في لبنان، إن أتت، من موقع التساوي مع الجميع في أزماتهم.

 

عراجي لـ”السياسة”: تحريض نصر الله العشائر يؤدي إلى فتنة سنية – شيعية

بيروت – “السياسة”: 02 حزيران/15

لم يبدد يوم الفرح الذي عاشه اللبنانيون (أول من أمس) من شارع الحمراء, إلى سباق الضاحية الجنوبية, والمسيرة الحاشدة لفوج المغاوير في الجيش اللبناني “مشوار مع مغوار” التي انطلقت بقيادة العميد شامل روكز ضمن نطاق محمية أرز الشوف, من نيحا إلى معاصر الشوف بطول 15 كيلومتراً, خوف البقاعيين من الآتي في ظل استمرار القتال الضاري والمواجهات العسكرية في منطقة القلمون-الزبداني التي تنذر بانتقال المعارك إلى عرسال وجرودها بعد مطالبة “حزب الله” المستمرة للجيش اللبناني بحسم هذا الموضوع وإلا سيضطر هو والعشائر البقاعية إلى الحسم, بناء على النداء الذي وجهه إليهم الأمين العام ل¯”حزب الله” السيد حسن نصر الله, ما جعل الأمور في المنطقة دقيقة وحرجة. وفي هذا السياق, أبدى عضو كتلة “المستقبل” النائب عاصم عراجي, في تصريحات ل¯”السياسة” قلقه من مغبة ما يحضَّر للمنطقة.

وقال عراجي إنه للمرة الأولى يشعر بالقلق والخوف من الآتي “الأعظم”, معتبراً أن مسألة تحريض العشائر والعائلات البقاعية ضد عرسال, لأنها, برأي الحزب, تؤوي الإرهابيين, خطيرة جداً ولا يمكن السكوت عنها. تساءل “من يقدر على إنقاذ المنطقة إذا ما بدأ التقاتل المذهبي السني-الشيعي كما دعا إليه خطاب نصر الله? وكيف يمكن أن تنتهي الأمور إذا ما بدأ الذبح على الهوية كما يحصل في سورية والعراق واليمن وليبيا?”, و”ما هو الغرض من مناشدة نصرالله? ولماذا يقحم “حزب الله” نفسه بكل هذه المشاريع المشبوهة?”. أضاف “هل يستحق النظام السوري كل هذه التضحيات من الحزب وجماهيره من أجل أن يستمر بشار الأسد في الحكم?! ألا يكفي “حزب الله” ما خسره من شهداء حتى يبدأ بتحريض العشائر بعضها على بعض? وإذا اشتعلت النيران كما يشتهي “حزب الله” فمن يستطيع إخمادها? وهل تتوقف عند حدود عرسال فقط أم تتعداها إلى مناطق أخرى? وهنا مكمن الخوف الكبير”. ورأى عراجي أن الجيش الموجود في عرسال ومحيطها قادر على حماية الاستقرار فيها من تحريض الأهالي على التقاتل, كاشفاً أن نداء نصرالله سببه أن “حزب الله” محشور جداً في القلمون, وهو حجز العديد من مستشفيات المنطقة لحسابه الخاص. واعتبر أن “الأمور في سورية متجهة إلى التقسيم, ويأتي التحريض على عرسال في هذا الاتجاه, من أجل ربط دمشق بالساحل السوري, وصولاً إلى طرطوس وبانياس واللاذقية, حيث تبقى العقبة الكبرى أمام تنفيذ هذا المخطط هي عرسال, ومن ثم حمص, ما يعني أن المعركة طويلة جداً”.

وحذر من ازدياد عدد النازحين السوريين إلى لبنان في حال انتقال المواجهات إلى قلب دمشق, وسأل “كيف يمكن بلدة مثل بر الياس يبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة أن تستقبل 70 ألف نازح سوري?!”, مؤكداً اعتراضه ورئيس البلدية على إقامة مخيم للاجئين السوريين ضمن خراج بلدتهم. استبعد نائب “المستقبل” حصول أزمة سياسية بخصوص التمديد للقيادات الأمنية, معرباً عن اعتقاده أن رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون سيكتفي بالاعتكاف في حال حصول ذلك, لأنه متيقن أن “حزب الله” لا يرغب بانتخابه رئيساً للجمهورية.

 

هل صار السيد حسن نصرالله عبئا على حزب الله؟

 عماد قميحة/جنوبية/الإثنين، 1 يونيو 2015  

تغيرت صورة حزب الله في عيون العرب بسبب وقوفه الى جانب بشار الاسد في حربه ضد الشعب السوري. السيد نصرالله قال انه مستعد للتضحية بثلاثة ارباع الحزب للانتصار على ارادة الشعب السوري، لكن حتى الان لم ينتصر. فهل هو على استعداد للتضحية بمنصبه، خصوصاً وان ذلك ما يفكر فيه صاحب القرار في طهران؟

 بجردة حساب بسيطة يبدو واضحا الخط البياني الانحداري الذي يسلكه مسار حزب الله. هذه الحقيقة الموضوعية التي وان حاولت قيادة الحزب ان يكفروا بها الا ان قلوبهم تستيقنها تماما وتتعايش يوميا مع مراراتها ومع ما وصلوا اليه.

فصورة حزب الله ومنذ الإعلان عن خوضه للحرب الى جانب بشار الأسد قد بهتت بشكل درامي وانتزعت منها كل الألوان الزاهية، التي رسمت على مر السنين بريشة المقاومة، وذهبت معها الكثير من المدلولات التي كانت توحيه هذه اللوحة الرائعة من افتخار وعنفوان. ولا ننسى أيضاً حالة التشظي الكبير الذي أصاب المنظومة الفكرية التي شكلت المحمول الثقافي للحزب.

وكان اخر مظاهر هذا الانحدار خروج الفار من وجه القانون والمطلوب بعشرات مذكرات التوقيف المدعو نوح زعيتر مع مجموعة من المسلحين لاعلان ” البيعة ” للحزب ولامينه العام. صحيح ان هذا الحدث الفاجعة حتما ليس بتوجيه مباشر من الحزب حتى يمكن القول انه بدون علمه، الا انه وبنفس الوقت ما كانت لتحصل هذه الخطوة لولا وجود إحساس عميق عند زعيتر وامثاله من المطلوبين بان هذه البيعة تنسجم تماما مع توجهات الحزب او انها قد تلقى ردود فعل مستنكرة منه ( وهذا ما كان ليحصل قبل سنوات). خطوة نوح هذه ليست بعيدة، عن البدعة الخطيرة جدا التي لجأ إليها الحزب في منطقة بعلبك الهرمل وعودته الى منطق العشيرة والقبيلة والرجوع بالمنطقة الى عهود التخلف وتحديداً الى جاهلية ما قبل الإسلام مما يدل مرة جديدة عن مستوى الإفلاس السياسي الذي وصل اليه خطاب التحريض المذهبي المقيت.

صورة حزب الله ومنذ الإعلان عن خوضه للحرب الى جانب بشار الأسد قد بهتت بشكل درامي

فاذا كان كل ما تقدم هو في كفة، ففي الكفة الأخرى يقع الكلام الذي قاله سماحة الأمين العام في اللقاء السنوي للجرحى والطلب بالاستعداد للتضحية بثلاثة ارباع الحزب في معركته التي قال عنها مرارا وتكرارا انه لا يمكن حسمها عسكريا!

قد يقول قائل هنا، بان المسؤولية وسوء التقدير انما تقع على عاتق أصحاب القرار الحقيقين في طهران، وليس على كاهل السيد، الا ان المعطيات والمعلومات في هذا المجال تؤكدان بأن قرار الحرب في سوريا انما هو قرار اخذ وابرم وفرض من السيد حسن شخصيا، وهذا ما المح اليه هو في خطابه الأخير بعيد المقاومة والتحرير في النبطية.

فعلى ضوء ما وصلت اليه الأحوال من اخفاق ميداني كبير، والابتعاد اكثر فاكثر عن تحقيق النصر الموعود منذ اربع سنوات، وفي ظل إصرار السيد بالغرق الى ما لا نهاية والوصول الى نقطة اللاعودة باعتبار انه صاحب الوعد الصادق دائما، يعني ان بقاء السيد حسن نصرالله على رأس قيادة الحزب هو بمثابة انتحار جماعي وبلا أي جدوى.

مبايعة المدعو نوح زعيتر المطلوب بعشرات مذكرات التوقيف مع مجموعة من المسلحين للحزب ولامينه العام

وهذه المحصلة صارت من المسلمات عند القيادة الإيرانية ويؤكدها مقربون من أصحاب القرار في ايران حيث صار الحديث شبه العلني بان السيد حسن بات يشكل عبئا ليس على الحزب فقط بل وعلى ايران أيضا، ومن المعروف عند الإيرانيين انهم في مثل هذه الأحوال، يعملون على التضحية بالشخص من اجل الحفاظ على الاستثمار الأكبر. فإن كان السيد لا يمانع بالتضحية بثلاثة ارباع الحزب فان للإيراني حتما حسابات مختلفة، وما المالكي عنا ببعيد.

 

بري أيضاً على ضفة النهر.. ينتظر

ربيع حداد/المدن/الإثنين 01/06/2015 

يعلم رئيس مجلس النواب نبيه بري أن له خصوصية في الحياة السياسية اللبنانية. ينطلق منها في عدم تماهيه مع "حزب الله" وسياساته، ويعتبر أن الحفاظ على وجوده ينطلق من التمايز هذا، فيقدم الإشارات، الواحدة تلو الأخرى، لتأكيد إختلافه، وللإحتفاظ بدور يستطيع لعبه كما يحلو له كوسيط، وإن كانت مواقفه دائماً تؤكد على الوقوف في صف المقاومة.

منذ بداية الحرب السورية وانخراط "حزب الله" فيها، وقف رئيس حركة "أمل" موقف المتفرج، جانب الإدلاء بأي موقف أو تصريح إزاء ذلك، مع الحفاظ على ماء الوجه، بمواقف متفرّقة حول التمسك بالمقاومة، وحماية لبنان، فلم يخرج عن ثوابت الطائفة الشيعية لجهة دعم المقاومة في صراعها مع العدو الإسرائيلي، لكن الرسالة بدت واضحة، وبصمته قال إنه ضد قتال "حزب الله" في سوريا، وبسياسة الـ"لا موقف" في اللحظات الحرجة، بدا وكأنه يقول الكثير، إلى أن إتخذت الأمور مؤخراً منحى آخر في الإعلان عن هذا التمايز وإن في تفاصيل معينة، لا يسقط من بينها إستقباله للسفير السعودي علي عواض العسيري في ظل التصعيد الخطير بين الرياض والضاحية.

يتجلّى تمايز بري اليوم بمواقف علنيّة. في وقت يسعى "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" إلى زعزعة الحكومة وتهديد فعاليتها وإنتاجيتها، بالإضافة إلى الضغط على الجيش والمؤسسة العسكرية من بوابة التعيينات الأمنية ومعركة عرسال وجرودها، يخرج برّي بموقف علني معبّراً عن حرصه على الحكومة والاستقرار. في هذا الموقف يبدو بري قادراً على تسويقه لدى "حزب الله"، والإيحاء بأنه صادر بحكم موقعه، تماماً كما سوق في السابق ضرورة مشاركته في جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية، على عكس الحلفاء، لكن اشارة بري إلى أنه "سيدافع عن الحكومة بكل ما أوتي من قوة"، بدت وكأنه يقول بقوة: أنا في جانب آخر.

تمايز بري هذا، ولأول مرة إنتقل الى الحيز العملي المرتبط بالأزمة السورية، فبعد النفي المتكرر والرسمي لمشاركة أي أحد من "أمل" في معارك القلمون، خرج بالأمس بموقف مما يحصل في عرسال، عندما قال إن "القضية على طريق الحلّ الذي تمتلكه المؤسسات الرسمية، لا سيما أن الجيش داخل البلدة وعلى أطرافها"، ليدحض بذلك كل محاولات التجييش المذهبي العشائري التي يقودها "حزب الله".

يرفق برّي بحنكة تصريحه هذا بآخر من أجل التوازن. يقول إنه مع استعادة أي أرض محتلّة، وبما أن جرود عرسال منطقة محتلّة فيجب تحريرها. حنكة ترى مصادر متابعة لـ"المدن" أنها تفرض عليه إعلان التمسك بالمقاومة لأنه يحاكي جمهور المقاومة وبيئتها، ليس لشأن مرحلي فقط، بل لشأن مستقبليّ أيضاً، ولذلك "يكسرها ويجبرها" في آن واحد.

حتى في موضوع التعيينات الأمنية، يبدو برّي الأكثر وضوحاً، يقول: "انا مع التعيين، ولكن في حال تعذّر فلا بد من التمديد، لأن الوضع لا يحتمل أي خضّة في المؤسسة العسكرية". يرفق موقفه هذا بالتنسيق الدائم والتاريخي مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، وبذلك يتناقض مع حليفه وحليف حليفه، اللذين يحاولان إبتزاز الجيش وقيادته من بوابة عرسال، وهو ما يرفضه برّي مطلقاً، وفق ما تشير المصادر.

لازمة واحدة يكرّرها برّي، بحسب المصادر: "الحفاظ على الإستقرار من بوابة الإستقرار". في هذا يريد إيصال رسالة أساسية مفادها انه يلتقي مع التوجه العربي في هذه المرحلة، ويترافق ذلك مع انعدام الحاجة الى جهد، خصوصاً بعد "عاصفة الحزم"، لإثبات موقفه غير المتماهي مع موقف "حزب الله" في نشاطاته الداخلية والخارجية.

في السياق العام، لا وجود لقوة شيعية غير بري وحركة "أمل" قادرة على مخاطبة الشارع الآخر، والطرف الآخر بلغة مغايرة للغة الحزب. ينتظر بري تلك اللحظة في ظل غرق "حزب الله" في القلمون وغير القلمون. يترقب ويجلس، منتظراً أي تطور دراماتيكي يسنح له، لتقديم المختلف، وتلقف الطائفة الشيعية، بعد السقوط، لا سيما أنه يعتبر اليوم الأكثر تحرراً من قبضة الإستخبارات السورية، ومن القبضة الإيرانية، وإن كان مقرباً، وبالتالي يعتبر نفسه المؤهل لقيادة الطائفة بعد سقوط "حزب الله"، ليشرع بعدها إلى الدخول في الحلّ السياسي.

 

الفرز الطائفي بقاعاً يضرب "سرايا المقاومة"

صبحي أمهز/المدن/الإثنين 01/06/2015 

قبل أزمة جرود عرسال الحالية، عمل "حزب الله" تحت ستار "سرايا المقاومة" على إنشاء قوة بديلة عابرة للطوائف للمساهمة في حروبه المتنقلة بين الداخل والخارج اللبناني. عملياً شكلت هذه السرايا المعتمدة أساساً على عناصر غير ملتزمة حزبياً بالحزب، أو حليفة، قوة رئيسية له، خصوصاً في المناطق غير الشيعية، وتحديداً في البقاع، المنطقة التي تعتبر أكثر حساسية للحزب اليوم. في البقاع أولى "حزب الله" الشباب من الطوائف المسيحية، والسنية، إهتماماً أساسياً، تحت شعار حماية الحدود. لهذه الغاية درب أعداداً كبيرة، وجهزها، ريثما تدق ساعة "المعركة" المطلوبة، لكن المفاجأة كانت في حالة التململ الواضحة والإنسحابات التي طالت، بحسب معلومات "المدن"، أعداداً كبيرة وتحديداً من القرى السنية التي حاول الحزب خرقها. وفي معلومات "المدن" أيضاً، نقلاً عن مصادر مطلعة، فقد وقع إنشقاق كبير جداً في صفوف "سرايا المقاومة"، في بلدة الروضة في قضاء البقاع الغربي. وأكدت المصادر أن "الانشقاق حصل على خلفية رفض مجموعة بأكملها الانخراط في أي عمل عسكري مباشر".

أما في سعدنايل، فقد كان لافتاً قبل أيام نشر أحد أبناء البلدة بياناً عبر صفحته الخاصة على "الفايسبوك"، يعلن فيه بالنيابة عن أخيه "توبته لله وحده من ما يسمى سرايا المقاومة طامعاً أن يغفر له خطأه بحق نفسه وأهله وبلدته".

لم يأت هذا البيان في سياق منفصل عما حصل في الروضة، أو ما يحصل من تحركات في سعدنايل، التي تضم ما يقارب المئة عنصر في صفوف السرايا. اذا علمت "المدن" أن هناك حراكاً ناشطاً جداً بغية سحب أكبر عدد ممكن من العناصر، وإقناعهم بترك السرايا خوفاً على حياتهم، ومن الفتنة التي تتربص بالبقاع، خصوصاً أنه في حال وقوعها يعتبرون الحلقة الأضعف في مناطقهم. وتقول مصادر من سعدنايل في هذا الإطار لـ"المدن" أنه "ليس مقبولا أن يكون أبناء البلدة وقودا لمشاريع خارجية".

وفي هذا الإطار أيضاً، علمت "المدن" ان هذه المساعي نجحت في سعدنايل، اذ أن عناصر السرايا الذين كانوا يتولون عملية رصد تحركات النازحين السوريين، أعلنوا، وفق المصادر، إنسحابهم من السرايا وتخليهم عن الإمتيازات التي منحهم إياها الحزب، والتي تتضمن إلى جانب الراتب الشهري (بين 400 و600 دولار أميركي)، قطعة سلاح كلاشنكوف، ورخصة حماية موكب.

ولفتت مصادر مطلعة إلى أن الخطابات الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "كان لها ردة فعل عكسية على العناصر المنضوية في صفوف السرايا بقاعاً، وهي التي دفعت العديد منهم إلى إجراء عملية إعادة تموضع هربا من تورطهم أكثر في التطورات الدراماتيكية، وإستشعاراً "بقرب دخولهم في فتنة مع بيئتهم المؤيدة للثورة السورية".

في هذا الإطار، يؤكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي لـ"المدن" ان "الحزب لجأ مؤخراً إلى تجنيد شبان من البقاع تحت مسمى سرايا المقاومة، بيد ان العديد منهم رفض ان تزج بلداتهم في فتنة غير محمودة العواقب، وبرزت حالات تململ واضحة، وخرجت إلى العلن"، خصوصاً أن هؤلاء "ربطهم بالحزب الراتب الشهري وليس الإنتماء السياسي"، وبالتالي "ليس مستغربا الحديث عن استقالات في صفوفهم لأنهم لن يذهبوا إلى القتال في سوريا حتى لو طلب الحزب منهم، بل يقتصر دورهم داخل بلداتهم".

بدوره، ينفي مصدر مقرب من "حزب الله" عبر "المدن" حصول انشقاقات على الساحة البقاعية. ويقول إن "ما يحكى عن طلب إرسال مجموعات سنية إلى القتال في سوريا هو عار من الصحة، فالدورات العسكرية التي خضع لها هؤلاء الشبان والتي تعرف "بمحو الأمية العسكرية"، لا تخولهم  الانخراط في أعمال عسكرية على الساحة السورية"، مؤكدا ان "الحزب لم يطلب من حلفائه إرسال شبان من الطوائف المسيحية أو الطائفة السنية إلى القتال في سورية، بسبب حساسية الموضوع على الساحة البقاعية".

 

حركة قرار بعلبك الهرمل: ... عرسال ليست بلدة تكفيرية

استعرضت "حركة قرار بعلبك - الهرمل" اثر اجتماع مكتبها السياسي، برئاسة المهندس علي صبري حماده، الأوضاع المحلية والاقليمية وتوقفت عند الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله الذي "حرض فيه أهالي منطقة بعلبك الهرمل وعشائرها كي يشاركوا في قتال، بدأه هو في سوريا ولم يعد يستطيع انهاءه". واعربت في بيان عن رفضها "بشدة دعوة أهالي منطقة بعلبك الهرمل الى القتال تحت عناوين تستعدي عرسال والطائفة السنية الكريمة، كما رفضت في السابق قتال حزب الله في سوريا"، معربة عن تمسكها "بمسؤولية الجيش والقوى الأمنية في حماية كافة المناطق والأراضي اللبنانية من أي اعتداء أو احتلال". واستغربت "كيف لا يتم ذكر منطقة بعلبك الهرمل الا في القتال وتقديم الدم والشهداء، ولكن حين يأتي وقت الانماء أو المشاركة في القرار السياسي ينوبها النسيان".

وقالت: "ان أهالي بعلبك الهرمل ليسوا ميليشيا وعرسال ليست بلدة تكفيرية، بل هي بلدة تحاول أن تبقى آمنة كالهرمل وبعلبك وغيرهم من البلدات اللبنانية، ولها حرمتها وعلاقات جوار ونسب مع محيطها الذي يعطيها ما يكفي من الحصانة. كما أن الجيش والقوى الأمنية هما الوحيدان المولجان حمايتها ودرء أي خطر عنها، تكفيريا كان أم ارهابيا". وحذرت الحركة مرة أخرى من "الاحتقان المذهبي وتزكيته لأنه سيؤدي حتما الى ما لا يحمد عقباه"، كما رفضت "تصنيف الناس عامة، والشيعة خاصة، بين شرفاء وعملاء. فليس من الأخلاق أن يكون الاختلاف بالرأي دعوة الى تكفير وتخوين اصحابه. فعهدنا بعلماء الدين أن يتمتعوا بما يكفي من التسامح ورحابة الصدر لقبول الرأي الآخر ومقارعته بالحجة، لا بهدر الدم. ولا يجب أن ننسى أن الطائفة الشيعية تميزت على مر العصور بالانفتاح والاجتهاد وقبول الآخر، بل كانت تتباهى بذلك، فلا تعاملوها كجماعة منغلقة لا أفق الى تطلعاتها". وتمنت أن "يلهم الله الجميع ليتحلوا بالحكمة والتعقل حتى نتمكن من ايقاف هذا المسلسل التدميري لبلدنا ومنطقتنا، قبل فوات الأوان، وحينها لن ينفع الندم".

 

اقتراحات جنبلاط "للخروج من الحلقة المفرغة"

أدلى رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الإلكترونية جاء فيه:

بالنظر الى التوسع التدريجي لحالة الشلل المؤسساتي والدستوري التي تكاد تصيب كل مفاصل الحياة السياسية اللبنانية وبالنظر الى تنامي حالة اللامبالاة وانعدام الثقة العامة من المواطنين بمختلف مكونات الطبقة السياسية بسبب هذه الحالة من الاهتراء والشلل؛ فاننا نقترح الاجراءات التالية علها تساعد في الخروج من الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ أشهر:

اولاً: التوافق على إجراء سلة متكاملة من التعيينات دون تجزئة ودون استفراد عل ذلك يساعد في تلافي الوصول الى مرحلة من الشلل الوزاري وبالتالي توسع دائرة الاهتراء على مختلف المستويات، بالاضافة الى تعريض الاستقرار الداخلي الى الخطر وحصول المزيد من التعقيدات على مستوى الأزمة الداخلية اللبنانية.

ثانياً: مع دخول الفراغ الرئاسي عامه الأول، آن الاوان للإقلاع عن المزيدات العبثية في الملف الرئاسي اللبناني والتوجه نحو تكريس منطق التسوية للوصول الى مرشح توافقي لإنهاء هذه الأزمة التي طالت وإعادة الاعتبار الى الدستور والمؤسسات وإفساح المجال أمام عودة العمل في المؤسسات السياسية بشكل منتظم وطبيعي. إن الظروف المحلية والاقليمية أثبتت حتى اللحظة ان هناك صعوبة لتحقيق اي من كبار المرشحين هدفه المشروع للوصول الى الرئاسة، لذلك فانه لا مفر من تكريس فكرة التسوية والذهاب الى مرشح توافقي والا سيبقى لبنان في هذا الافق المسدود الى ما لا نهاية!

ثالثا: إزاء تنامي المصاعب والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية ونظراً لتدهور علاقة لبنان مع بعض مؤسسات التمويل الدولية التي تهدد بسحب تمويلها لمشاريع تنموية في غاية الأهمية، فانه لا بد من الذهاب بشكل استثنائي الى المجلس النيابي وعقد جلسة تحت عنوان “تشريع الضرورة” لإقرار هذه المشاريع. ومن بين هذه المشاريع مشروع فائق الأهمية ينتظره اللبنانيون منذ عقود وهو مشروع سد بسري الذي يستفيد منه نحو مليون وثمانمائة ألف مواطن من بيروت الكبرى.

إن تضييع هذه الفرصة هي جريمة بحق اللبنانيين وبحق حماية الثروة الطبيعية التي نسعى جميعاً للحفاظ عليها. وغنيٌ عن القول ان هناك عدد آخر من المشاريع التي لا تقل أهمية كالأتوسترادات وتوسيع الطرقات وتأهيل قطاع الكهرباء لا سيما معملي الذوق والجية والصرف الصحي والإسكان والطاقة البديلة والمتجددة.

ألا تستحق كل هذه المشاريع الحيوية الخروج من دائرة المزيدات العبثية وإقرارها في أسرع وقت لا سيما أنها تساهم في إنعاش الدورة الإقتصادية وخلق فرص عمل وتحقيق التنمية المفقودة؟

 

لبنان ثالثاً بين الدول العربية الاكثر ذكاء

حلّ لبنان في المركز الثالث بين الدول العربية الاكثر ذكاءاً، وذلك في تقرير صدر مؤخراً عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) حول المهارات الأساسية للسكان في دول مختلفة في العالم ويركّز على أهمية النظم التعليمية في صناعة الازدهار الاقتصادي على المدى البعيد. وأظهر التقرير أنّ المشاكل في السياسات وأداء النظم التعليمية في الدول المختلفة تؤدي إلى الركود الاقتصادي، ووضح الدول العربية الاكثر ذكاء. وأجرت المنظمة مقارنة بين 76 دولة لتصنيف البلدان الأكثر ذكاء في العالم وتلك التي تتمتع بالنظم التعليمية الأفضل بناءً على نتائج امتحانات أجراها التلاميذ في سنّ الخامسة عشرة في العلوم والرياضيات. واشتمل التصنيف تسعة دول عربية تعتبر دولاً ذات دخل متوسط أو مرتفع. الأردن حل في المركز الرابع عربياً بالقرب من تونس، السعودية، قطر وعُمان، اما الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الأكثر ذكاء في هذا السياق (45 في التصنيف العام)، وجاءت بعدها البحرين (57) في المركز الثاني، بينما حل في المركز الثالث لبنان (58) وحلّت المغرب في المركز الأخير من بين الدول العربيّة (73). ومن الجدير ذكره أن التقرير لم يشمل الدول العربيّة الأكثر فقراً، ومن بينها العراق ومصر. وتقع في أعلى قائمة الدول الأكثر ذكاء في العالم وفق هذا المقياس دول من آسيا: سنغافورة، هونغ كونغ، كوريا الجنوبيّة واليابان، والتي تتميّز النظم التعليمية فيها بالدقة المتناهية من قبل المعلّمين. تقع معظم الدول الأوروبية في المراتب بين 5 إلى 30، وعلى رأسها فنلندا المعروفة بنظامها التعليمي القوي، أستونيا، سويسرا وهولندا. وفي أسفل القائمة هناك الدول الإفريقية وأمريكا اللاتينية، وخصوصا هندوراس، جنوب إفريقيا وغانا. والجدير بالذكر في هذا السياق أن اليونان ذات الـ 11 مليون مواطن تترجم من الكتب الإنجليزية خمسة أضعاف ما تترجمه جميع الدول العربية مجتمعة.( لبنان 24 - وكالات)

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الاول من حزيران 2015

الإثنين 01 حزيران 2015

النهار

سأل نائب في "تيار المستقبل": كيف يطلب عون بعد الأخذ باقتراحاته العودة إلى مجلس نواب لا يعترف بشرعيته بعد التمديد له؟

لوحظ أن مدير شركة كبرى لم يذكر الرئيس إميل لحود في إطار تعداده أسماء الرؤساء السابقين.

السفير

قال وزير سيادي في معرض تبرير تجاوزه موظفين من لون مذهبي معين في وزارته إن "جماعة (...) ما بيستاهلوا يتسلموا أية ملفات"!

لوحظ أن عملية إبعاد لبنانيين من دولة خليجية تتم بوتيرة بطيئة.. ولكن منتظمة!

ترددت شائعات عن وجود رجل دين مطلوب في إحدى المدن الكبرى.

المستقبل

ان بكركي ستشهد اجتماعا روحيا موسعا غدا يجمع القيادات الروحية المسيحية كلها مع الموفد البابوي دومينيك مومبرتي الذي لا يحمل اي مبادرة بل سيستمع الى آرائهم في حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية بعد تنسيق فاتيكاني - فرنسي لهذه الغاية .

اللواء

تَبيّن أنّ من شروط الهبة السعودية للجيش عدم وجود أي عنصر من الصناعات الإسرائيلية في التجهيزات الألكترونية والتقنية للطائرات والآليات والقذائف الموجهة!

تمّ استقدام وفود حزبية على عجل إلى مقر رئيس تيّار سياسي لإطلاق سلسلة من المواقف لم تغب عنها لهجات التهديد والوعيد!

لوحظ غياب بعض أعضاء مجلس إدارة شركة وطنية كبرى عن الاحتفال المركزي الكبير لمناسبة عيد تأسيسها.

الجمهورية

لاحظت أوساط أنّ لبنان لم يتأثر في انفجار الصراع السعودي-الإيراني على رغم تحوّله إلى حرب إقليمية ضمنية باستثناء ارتفاع منسوب التوتر السياسي.

رأت مصادر أنّ التفاهم بين رئيس حزب وسطي وحزب مقاوم يشمل القضايا الداخلية الإستراتيجية.

قال ديبلوماسي خليجي إنّ مرشحاً رئاسياً أساسياً غير مطروح وصوله، والمسألة غير قابلة للتفاوض.

إعتبرت أوساط أنّ موقف رئيس تكتل من قضية ساخنة قد يؤخّر اللقاء بينه وبين مرشح آخر.

توقفت أوساط مراقبة أمام التقدّم الميداني المتواصل للمعارضة السورية، وتساءلت عمّا إذا كان من خطوط حمر أم أنّ الأمور مفتوحة نحو الحسم.

البناء

لوحظ أنّ قوى 14 آذار لم تصدر أيّ بيان أو موقف بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وتساءلت أوساط سياسية ما إذا كان هذا السكوت هو لعدم إغضاب مرجعيات هذا الفريق الخارجية التي تخوض حرباً شرسة ضدّ المقاومة، على حساب الوحدة الوطنية على الأقلّ في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" الذي لا خلاف على أطماعه في لبنان وتحضيراته المستمرة للانقضاض عليه.

 

بري استقبل وفدا من كتلة زحلة عراجي: دولته أكثر حرصا منا على عرسال

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة وفدا من كتلة زحلة النيابية ضم رئيس الكتلة النائب انطوان ابي خاطر والنائبين عاصم عراجي وايلي ماروني. وقال عراجي بعد الزيارة: "بحثنا مع دولته في أمور عديدة، وتعلمون أن قضاء زحلة لم يمثل في الحكومة، وبسبب هذا الامر فإن زحلة تعاني من عدم خدمات معظم الوزراء. وكانت شكوانا من هذا الاهمال لدولته الذي أبدى إيجابية للغاية، وسنتواصل معه لمتابعة بعض المشاريع في المدينة والقضاء". أضاف: "بحثنا أيضا في أمور تشريعية، وكانت جولة أفق حول المواقف المعارضة للتشريع والمؤيدة له، والسلبيات والايجابيات. كما تكلمنا في موضوع الساعة وهو موضوع عرسال، وكان هناك نسبة توافق مع دولته. وكما نحن حرصاء على البلدة فإن الرئيس بري حريص أكثر منا على وضع عرسال ومنطقة البقاع التي تمثل جزءا منها. وقد جرت جولة حول معظم الامور السياسية، واستفدنا اليوم في نقاشنا مع دولته". وكان بري استقبل ظهرا السفير الايطالي جيوسيبي مورابيتو في زيارة وداعية، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان. والتقى بعد الظهر رجل الاعمال سركيس سركيس والسيد ايلي الحاج، وجرى عرض لعدد من القضايا الانمائية والوضع العام في البلاد.

 

جعجع عرض الأوضاع مع السفير الأميركي

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب مع سفير الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل، الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة، في حضور مستشار رئيس الحزب للعلاقات الخارجية ايلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات" بيار بو عاصي.

 

الجيش تسلم كمية من صواريخ II TAW ضمن برنامج المساعدات الأميركية

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "تسلم الجيش اللبناني اليوم، عبر مطار رفيق الحريري الدولي كمية من الصواريخ نوع TAW II المضادة للدروع مع قواعد الإطلاق العائدة لها، بحضور عدد من ضباط الجيش ومن مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان.

وتأتي هذه الدفعة الجديدة من الأسلحة ضمن برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين".

 

حركة قرار بعلبك الهرمل: أهالي المنطقة ليسوا ميليشيا وعرسال ليست بلدة تكفيرية

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - استعرضت "حركة قرار بعلبك - الهرمل" اثر اجتماع مكتبها السياسي، برئاسة المهندس علي صبري حماده، الأوضاع المحلية والاقليمية وتوقفت عند الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله الذي "حرض فيه أهالي منطقة بعلبك الهرمل وعشائرها كي يشاركوا في قتال، بدأه هو في سوريا ولم يعد يستطيع انهاءه". واعربت في بيان عن رفضها "بشدة دعوة أهالي منطقة بعلبك الهرمل الى القتال تحت عناوين تستعدي عرسال والطائفة السنية الكريمة، كما رفضت في السابق قتال حزب الله في سوريا"، معربة عن تمسكها "بمسؤولية الجيش والقوى الأمنية في حماية كافة المناطق والأراضي اللبنانية من أي اعتداء أو احتلال". واستغربت "كيف لا يتم ذكر منطقة بعلبك الهرمل الا في القتال وتقديم الدم والشهداء، ولكن حين يأتي وقت الانماء أو المشاركة في القرار السياسي ينوبها النسيان".

وقالت: "ان أهالي بعلبك الهرمل ليسوا ميليشيا وعرسال ليست بلدة تكفيرية، بل هي بلدة تحاول أن تبقى آمنة كالهرمل وبعلبك وغيرهم من البلدات اللبنانية، ولها حرمتها وعلاقات جوار ونسب مع محيطها الذي يعطيها ما يكفي من الحصانة. كما أن الجيش والقوى الأمنية هما الوحيدان المولجان حمايتها ودرء أي خطر عنها، تكفيريا كان أم ارهابيا". وحذرت الحركة مرة أخرى من "الاحتقان المذهبي وتزكيته لأنه سيؤدي حتما الى ما لا يحمد عقباه"، كما رفضت "تصنيف الناس عامة، والشيعة خاصة، بين شرفاء وعملاء. فليس من الأخلاق أن يكون الاختلاف بالرأي دعوة الى تكفير وتخوين اصحابه. فعهدنا بعلماء الدين أن يتمتعوا بما يكفي من التسامح ورحابة الصدر لقبول الرأي الآخر ومقارعته بالحجة، لا بهدر الدم. ولا يجب أن ننسى أن الطائفة الشيعية تميزت على مر العصور بالانفتاح والاجتهاد وقبول الآخر، بل كانت تتباهى بذلك، فلا تعاملوها كجماعة منغلقة لا أفق الى تطلعاتها". وتمنت أن "يلهم الله الجميع ليتحلوا بالحكمة والتعقل حتى نتمكن من ايقاف هذا المسلسل التدميري لبلدنا ومنطقتنا، قبل فوات الأوان، وحينها لن ينفع الندم".

 

"إعلاميون ضد العنف" استنكروا تحريض الأسير على قتل عون: على النيابة العامة التحرك فورا

الإثنين 01 حزيران 2015 /وطنية - استنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان، "الكلام التحريضي الصادر عن الفار من وجه العدالة الشيخ أحمد الأسير، على قتل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون"، ووضعت هذا الكلام "في سياق ثقافة العنف المرفوضة شكلا وأساسا"، وأكدت بانها "ضد أي إساءة معنوية أو عملية يمكن أن تطال العماد عون أو أي شخص". واذ دعت "النيابة العامة للتحرك فورا، من أجل وضع حد لأدبيات القتل والعنف"،اعلنت انها ضد كل أنواع العنف أكان سنيا أم شيعيا أم علويا بلباس مدني".

كما دعت إلى "التمييز حتى حدود الفصل، بين الخلاف السياسي وبين الترهيب السياسي".

 

مقبل زار عوده: لفصل تعيين مدير الأمن الداخلي عن تعيين قائد الجيش

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل الذي قال بعد الزيارة: "سررت اليوم بلقاء سيادة متروبوليت بيروت المطران الياس عوده، وقد جئت لأخذ بركته وطلب صلواته من أجل أن يبعد الله عنا كل شر، ومن أجل إطلاعه على المستجدات".

سئل: ماذا عن موقف العماد عون من موضوع قيادة الجيش؟

أجاب: "حتى الآن الجنرال يمون. إنما أريد أن يعلم الجميع أن سمير مقبل الأرثوذكسي لا يخاف التهويل ولا التهديد. الجميع يعلم أن الجنرال يريد صهره في المركز لكن تصرفه يضر صهره أكثر مما ينفعه".

سئل: اليوم سيطرح الموضوع في جلسة مجلس الوزراء. ما سيكون رأي وزير الدفاع؟

أجاب: "أنا لا أحب التكرار. موقفي معروف منذ أكثر من شهرين، وما طمأنني أكثر هو تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أعتبره من أفهم رجال السياسة في البلد وأقواهم وأذكاهم، ورأيه كرأيي تماما".

سئل: وما هو رأيك؟

أجاب: "يجب فصل تعيين المدير العام للأمن الداخلي عن تعيين قائد الجيش ورئيس الأركان. ما زال أمامنا أربعة أشهر. إذا تم تعيين قائد اليوم ألا يصبح لدينا قائدان في الوقت نفسه؟ أنا مع التعيين، أما إذا حصل شغور فأنا مع التمديد".

 

ريفي: العراضة المسلحة ومن وراءها تثير الفتن ونموذج وقح يراد تعميمه وطلبت من النيابة التمييزية إجراء المقتضى

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - أصدر وزير العدل اللواء أشرف ريفي البيان التالي: "شاهد اللبنانيون منذ أيام مجموعة من الخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة، يقومون باستعراض ميليشياوي مسلح ويضعون أنفسهم بتصرف مرجعية حزبية متوعدين بالقيام بأنشطة مسلحة على الأراضي اللبنانية، في إنتهاك فاضح للقوانين ومس لهيبة الجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية المؤتمنين حصرا على حماية لبنان واللبنانيين. إن هذه العراضة المسلحة غير الشرعية التي قام بها هؤلاء ومن وراءهم، تؤدي الى إثارة الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية وتمس السلم اللبناني بالصميم حيث تشكل نموذجا وقحا يراد تعميمه تكمن خطورته في أنه يؤدي الى تفكك مظاهر الدولة وتقديم ميليشيات الأمر الواقع كبديل عن مؤسسات الدولة الشرعية. إن هذه المجموعات من المطلوبين للقضاء أصحاب السجلات الحافلة بأحكام الإدانة والمذكرات العدلية والملاحقين دوما من الأجهزة الأمنية التي لم تتمكن حتى يومنا هذا من جلبهم الى العدالة بفضل تغطية بعض ميليشيات الامر الواقع وحمايتها لها، هي في مواجهة دائمة مع العدالة التي تنتصر في النهاية". بناء عليه، طلب وزير العدل من النيابة العامة التمييزية إجراء المقتضى لتطبيق القانون وحفظ امن الوطن وصون العيش المشترك".

 

عمار الموسوي: الأكثر حاجة لإنهاء الوجود المسلح الإرهابي من عرسال هم أهل البلدة

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - رأى مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي في كلمة ألقاها في احتفال تأبيني في بلدة علي النهري، أن "الأكثر حاجة لإزالة وإنهاء الوجود المسلح الإرهابي من عرسال، هم أهل عرسال قبل أي أحد آخر"، وقال: "إن المسلحين حولوا عيش أهل هذه المدينة إلى جحيم، واستباحوهم وجعلوهم عرضة للارهاب والقتل والتهديد في شكل مباشر، إن أهل عرسال هم إخوتنا وأنسباؤنا، وهناك علاقات تاريخية تربط بيننا". وتوجه إلى "الذين يدعون الحرص على عرسال" فقال: "تذكرتم عرسال مرة واحدة عندما قررتم أن تكون موطئ قدم للتآمر على سوريا واستبحتم أرضها وأهلها للوصول إلى مآربكم. وإذا كنتم صادقين في حديثكم بأنكم حرصاء على عرسال وأنها خط أحمر، تعالوا لمقاتلة التكفيريين، أم أنكم تراهنون على بقاء الوجود المسلح الإرهابي في عرسال خنجرا في خاصرة حزب الله والجيش السوري والجيش اللبناني، فابشروا بأنه لن يبقى مسلح إرهابي واحد على بقعة من أرض لبنان". وختم: "نسأل الذين علا صوتهم من أجل عرسال ويدعون حرصهم على الجيش اللبناني ويتناسون من قتل جنوده وخطفهم، ونسوا أنهم هم من صنع الخطوط الحمر للجيش اللبناني بغية منعه من التقدم للأمام، ألستم أصدقاء المسلحين؟ فاعلمونا هل أنتم مع الدولة والجيش، أم تراهنون على المسلحين وداعش والنصرة؟".

 

نواف الموسوي: سنتحمل مسؤولياتنا في مواجهة التكفيريين في حال قصرت الحكومة

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع محمد حسين شقير وجهاد يوسف مزنر في حسينية بلدة مجدل سلم، في حضور نائب مسؤول المنطقة الأولى في الحزب الشيخ عبد المنعم قبيسي وعدد من العلماء والفعاليات وحشد من الأهالي، ان "بعض من في المنطقة قد تأخر عن إدراك الخطر التكفيري حتى وصل إلى حدود مقدساته، فوقف حينذاك ليدافع وأشرع قبضته، بينما نحن أدركنا بفضل القيادة الحكيمة والقادرة على تشخيص الوضع بدقة وتحديد التكليف المناسب، أن علينا أن نقاتل الخطر التكفيري من قبل أن تمتد سكينه إلى رقاب اللبنانيين جميعا دون تمييز بين طوائفه".

وقال: "لذلك فليسمح لنا البعض في لبنان أن يتوقف عن التضليل الذي يمارسه على جمهوره، فهو تارة يقول لهم: إنه ليس من خطر تكفيري يتهدد لبنان، بينما يرى الجميع أن هذا الخطر لا يتهدد لبنان فحسب بل يتهدد كل دولة في المنطقة والعالم، وقد وجهت الوفود الإسلامية والغربية التي استقبلناها بالأمس في لجنة الخارجية بالبرلمان اللبناني إلينا سؤالا، عن كيفية مواجهة الخطر التكفيري، وهم الذين يخشون من تمدده إلى بلدانهم بالرغم من أنها تبعد آلاف الأميال عن هذه المنطقة، فكيف لمن يعيش في لبنان أن يخدع جمهوره بالقول ليس ثمة خطر عليه". اضاف: "إننا نقول لشركائنا في الوطن ان قياداتكم وإن اختلفنا معكم في تأييدها إلا أنها تضللكم، فلبنان في دائرة الخطر وكان سيكون في قعر الهاوية لو لم نتمكن من إيجاد هذا الحزام الآمن على مدى الحدود اللبنانية الشمالية الشرقية، وهو الذي سنكمله بالعمليات المظفرة التي يقوم بها أبطال المقاومة من خلال مواصلة القضاء على أوكار التكفيريين في جرود القلمون وصولا إلى جرود عرسال، وفي المقابل فإن الخطاب التضليلي وفي حال اعترف أن ثمة خطر على لبنان، فإنه يقول إن هذا الخطر كان بسبب تدخل حزب الله في سوريا، وهنا نسأل هل لهؤلاء أن يشرحوا لنا ما هو سبب العدوان التكفيري على تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا والعراق من قبل أن نتدخل في سوريا، أو ما هو سبب الخطر التكفيري على دول أوروبية وعلى دول في القارة الأميركية والعالم بأسره، فلتتوقف هذه القيادات عن تضليل جمهورها، وتصارحه بالحقيقة التي أثبتت أنه لولا تدخل حزب الله في سوريا لكان التكفيريون يعيثون فسادا في كل بقعة من المناطق اللبنانية دون تمييز بين مسلم ومسيحي أو بين سني وشيعي ودرزي، أو بين كنيسة ومسجد وحسينية، بل كانوا سيأتون حتى على الآثار ليحولوها إلى قاع صفصف".

وتابع: "إن البعض في لبنان إذا اعترف أن ثمة خطرا عليه يقول لنا ان هذا الخطر ليس من مسؤوليتنا أن نتصدى له، ونحن نسأل هل تصدت الدولة اللبنانية للخطر التكفيري واعترضنا، ألم يجد هؤلاء أننا نقدم التضحيات من أجل صد هذا الخطر، أم أننا ممن يسترخص دماء أبنائه وإخوانه من أجل الدفاع عن لبنان وهو متوهم بوجود الخطر عليه، أو أن ثمة من يقوم بالدفاع بدلا عنه ثم يتصدى له رغم ذلك، فنحن ما تصدينا للخطر التكفيري إلاّ عندما رأينا أن من يجب أن يقوم بمسؤولياته لا يقوم بها، والدليل اليوم هو أن الفريق الآخر يعترف ويقول إن بلدة عرسال محتلة على لسان وزير داخليته، ولكن الحكومة اللبنانية لم تفعل شيئا لتحرير هذه البلدة وأهلها وجرودها من الاحتلال التكفيري، بل هي حتى الآن لم تتخذ قرارا حول كيفية مواجهة هذا الخطر، وقامت بتأجيل بحث هذا الأمر إلى يوم الإثنين، وكأنه يمكن للمخاطر أن تنتظر أياما وأشهر لتتم مواجهتها، في الوقت الذي يقوم به التكفيريون ببسط يدهم على المناطق التي يحتلونها ويقومون بتحصينها لمواجهة حملة تسعى لاستئصالهم منها".

وقال: "إننا سننتظر الحكومة لنرى ما هو القرار الذي ستتخذه حول كيفية مواجهة الخطر التكفيري، ونحن لن نتوانى عن القيام بمسؤولياتنا من أجل تحرير أرضنا، كما وأننا لا نقبل بعد كل التضحيات التي قدمناها لتحرير جرود القلمون أن تبقى جرود عرسال أو منطقتها منطقة آمنة للمسلحين التكفيريين يتخذونها قاعدة انطلاق للاضرار بأمن لبنان واللبنانيين، ونحن سنتحمل مسؤولياتنا في مواجهة هؤلاء التكفيريين في حال قصرت الحكومة اللبنانية في القيام بواجبها، والسؤال هو إذا لم تكن الحكومة قادرة على اتخاذ قرار بتحرير أراضيها، أو اتخاذ قرار بتعيينات ضرورية وأساسية، فأي قرارات ينتظر منها أن تأخذ، وما هو دورها وما هي الفائدة التي ترجى منها".

ورأى ان "ما وصل إليه البعض في لبنان في خطاب التضليل، هو الكذب على جمهوره بالقول إن حزب الله يساوي المجموعات التكفيرية، ونحن نقول إن هذا كلام كاذب ومضلل وينضوي على فتنة وقرار برفض العيش المشترك، لأن المجموعات الإرهابية التكفيرية هي مجموعات ممزقة للأوطان، وقد قالوا على الأقل بلسانهم إنهم سيعملون على مواجهة هذا الإرهاب واستئصاله، فهل ما لديهم هو قرار بمواجهة حزب الله واستئصاله، وإلا فكيف يساوون بين من هو شريك لهم في الحكومة والبرلمان والقرار الوطني بمجموعات تكفيرية إرهابية، وكيف يسيطرون على جمهورهم ويبررون لهم أن الإرهاب التكفيري الذي يعترفون بضرورة مواجهته مساوٍ لمن يجلسون معه إلى طاولة حوار، فهذه الإزدواجية والإنفصام بالسلوك والوعي السياسي تدل على تخلف أو على محاولات من تلك القيادات لاستغباء جمهورها الذي يظل مرة بعد أخرى يصاب بالإحباط بسبب خطاب الخداع والنفاق والكذب الذي تمارسه قيادته المضللة".

وشكر "صبر أولياء وآباء الشهداء الذي يفوق كل صبر، لأنه في الوقت الذي يقدمون فيه فلذات أكبادهم دفاعا عن الوطن والمواطنين جميعا يخرج البعض لينال من قدسية الشهداء حتى بعد استشهادهم، وهم الذين بذلوا أغلى ما لديهم دفاعا عن وطنهم وشعبهم، فإلى متى يمكن الصبر على خطاب إعلامي انحدر إلى أدنى المستويات بحيث لم يعد لديه لا خجل ولا وجل في التعاطي مع شريكه في الوطن حتى من موقع الشعور الإنساني الذي ينساق تلقائيا للتعاطف مع الذي يفقد عزيزا، وقد أصبح هناك نوع من التصحر في المشاعر على المستوى الأخلاقي الإنساني، ولا يأتينا من هذه الصحراء إلا ما هو معتد وبائس ومضر، ولكن ذلك لن يحول بيننا وبين مواصلة العمل في الدفاع عن أهلنا، لأننا نعرف أن الأمان الذي يعيش بظله أهلنا في الجنوب أو في البقاع أو في أي منطقة من لبنان اليوم، إنما هو بسبب الشهداء الذين سبقونا في درب الدفاع عن الوطن ومواجهة الخطر التكفيري".

اضاف: "إننا سنواصل المسيرة مع شركائنا المخلصين في وحدة موقف تتجلى في كل لحظة، ونعلن وقوفنا إلى جانب حلفائنا في التيار الوطني الحر في ما يعلنونه من حقوق شرعية نصت عليها الأعراف اللبنانية، ونحن إلى جانبهم للحصول على حقوقهم لأنها مرعية الإجراء بحسب الأعراف اللبنانية، كما نؤكد على أنه لا يؤخر إشغال شغور موقع رئاسة الجمهورية الذي هو الموقع الأول في النظام السياسي الدستوري اللبناني سوى حرص جهات إقليمية عبر قوى سياسية محلية على الهيمنة على قرار السلطة التنفيذية من خلال التحكم برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، ولكن لبنان لا يحتمل أن تكون التبعية السياسية لرئيس مجلس الوزراء هي نفسها لرئيس الجمهورية، لأن هذا يضر بالتوازن السياسي ومرتكزات الوفاق الوطني، وبالتالي من حق المكون الأساسي الذي يمثل موقع رئاسة الجمهورية أن يكون له الحق الأول والحاسم في تقرير من يكون رئيس الجمهورية، وبهذا المعنى فإن الخائن للوطن ليس من لا يقبل أن يكون رقما مضافا، بل هو الذي يريد مصادرة الإرادة المسيحية الأكثرية من خلال طوفان في أعداد لا تقدم ولا تؤخر في حقيقة التمثيل، وهو الذي يمتنع عن الإقرار بحق المسيحيين في تسمية رئيس الجمهورية، بل يصر على أن يصادر حقهم كما حاول من قبل مصادرة اتفاق الطائف، وتغييب طائفة بأسرها عن المشاركة بالحكومة من 11/11/2006 حتى ما بعد أيار عام 2008".

واكد ان "الإسم المستحق لشغل موقع رئاسة الجمهورية معروف، ولكن يحول دون وصوله فيتوات معروفة من جهات إقليمية تستند إلى وكلائها المحليين، بينما نحن أقمنا العلاقة السياسية مع شركائنا في الوطن على أساس ميثاق الوفاق الوطني الذي تشكل المقاومة جزءا صميميا منه، ونؤكد أن أي محاولة للانقلاب على المقاومة هي محاولة للانقلاب على اتفاق الطائف، كما أن أي محاولة لتجاوز المناصفة والنسبية الحقيقية بين الطوائف بمناصفة ونسبية صورية هو انقلاب على اتفاق الطائف أيضا، ونحن في المقاومة نؤكد تمسكنا بلبنان العيش المشترك والتعددي القائم على التوازن والشراكة الحقيقية، وسنواصل الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي كان سيواصل الإعتداء عليه لولا قدرات المقاومة الدفاعية الفعالة، كما أننا سنواصل دفاعنا عنه في مواجهة العدو التكفيري حتى القضاء عليه".

وختم الموسوي :"إن المقاومة كانت تقول لشعبها من عام 1982 إنها ستتمكن من تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وقد رأى هذا الشعب بأم العين في 25 أيار من العام 2000 كيف تحررت معظم هذه الأراضي، واليوم تقول المقاومة لشعبها إنها ستقضي على العدو التكفيري وسنرى بأم العين كيف سيتبدد هذا الخطر ويعيش الجميع في بلدانهم آمنين كرماء أعزاء كما أردناهم وعرفناهم دائما".

 

ابراهيم السيد: معركة لبنان أمام العدو الصهيوني والتكفيريين معركة كبرى بدأت تعم العالم

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - رأى رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد، في احتفال تأبيني في ذكرى أسبوع الشهيدين علي الحاج حسن والسيد محمد إبراهيم في بلدة النبي ايلا، أن "المنطقة اليوم أمام تهديدين أحدهما مباشر والآخر غير مباشر وفي النتيجة يلتقيان".

وأشار إلى "أننا اليوم نعيش في مرحلة التهديد المباشر ولكن نتيجة العمل وهذا الجهد والجهاد والمقاومة فإنه يؤثر في رفع التهديد غير المباشر أو مواجهته، وإلا فهذا رهن بالشعوب في المنطقة ودخولها في الحرب ضد هذه الجماعات التكفيرية". وأضاف: "نحن لا نستطيع الحرب عن كل الشعوب ولكن نحن نساعدها، وهذا رهن بمصير سوريا والجيش السوري والشعب السوري ووقوفهم الذي لا يزال مستمرا منذ خمسة أعوام وهذا ما لم يحققه جيش أو شعب". وأكد السيد أننا "إذا نظرنا الى المعركة في لبنان أمام العدو الصهيوني والتكفيريين نظن أننا وحدنا في هذه المعركة ولكن، في الحقيقة، هذه معركة كبرى بدأت تعم العالم".

 

حمدان: بيوت عرسال ليست أوكارا للارهابيين

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - زار أمين الهيئة القيادية في "حركة الناصريين المستقلين - المرابطون" العميد مصطفى حمدان على رأس وفد الرئيس سليم الحص، وهنأه في ذكرى المقاومة والتحرير، ونوه "بدوره في عملية تحرير الجنوب اللبناني عام 2000" ، مشيدا "بعطاءاته من خلال دعمه الدائم لرجال المقاومة ولأهل الجنوب بإرادة وطنية". واستذكر حمدان الرئيس الشهيد رشيد كرامي في الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاده، وطالب نواب كتلة المستقبل اليوم الذين يمثلون نوابهم أهل طرابلس في البرلمان اللبناني الممدد له بإعادة النظر بالعفو الذي صدر بحق جعجع في قضية اغتيال كرامي". ودعا "الى وجوب عدم إدخال جيشنا الوطني اللبناني في السجالات السياسية،" مؤكدا دعمنا "لأبنائنا في الجيش ووقوفنا مع العماد جان قهوجي في معركته ضد الارهاب لأنه يتحمل مسؤولية وطنية عالية في محاربة هؤلاء الارهابيين والمخربين".

وقال:"نحن مع أهل عرسال التي كانت وستبقى قلعة للقومية العربية والوطنية"، مشددا على "أن بيوت عرسال ليست أوكارا للارهابيين انما حاضنة وطنية لأبناء الجيش والوطن، وان الجيش يقوم بواجباته، ورجال الله والمقاومة يؤدون دورهم الوطني في القلمون دفاعا عن لبنان واللبنانيين، لذا علينا أن نتوحد جميعا في دعم جيشنا ومقاومتنا ضد سفاكي الدم اللبناني تحت مسميات مذهبية وطائفية".

 

جنبلاط: للتوافق على سلة متكاملة للتعيينات دون تجزئة ودون استفراد

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - رأى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الإلكترونية انه "بالنظر الى التوسع التدريجي لحالة الشلل المؤسساتي والدستوري التي تكاد تصيب كل مفاصل الحياة السياسية اللبنانية، وبالنظر الى تنامي حالة اللامبالاة وانعدام الثقة العامة من المواطنين بمختلف مكونات الطبقة السياسية بسبب هذه الحالة من الاهتراء والشلل، فاننا نقترح الاجراءات التالية علها تساعد في الخروج من الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ أشهر:

اولا: التوافق على إجراء سلة متكاملة من التعيينات دون تجزئة ودون استفراد عل ذلك يساعد في تلافي الوصول الى مرحلة من الشلل الوزاري وبالتالي توسع دائرة الاهتراء على مختلف المستويات، بالاضافة الى تعريض الاستقرار الداخلي الى الخطر وحصول المزيد من التعقيدات على مستوى الأزمة الداخلية اللبنانية.

ثانيا: مع دخول الفراغ الرئاسي عامه الأول، آن الاوان للاقلاع عن المزيدات العبثية في الملف الرئاسي اللبناني والتوجه نحو تكريس منطق التسوية للوصول الى مرشح توافقي لإنهاء هذه الأزمة التي طالت وإعادة الاعتبار الى الدستور والمؤسسات وإفساح المجال أمام عودة العمل في المؤسسات السياسية بشكل منتظم وطبيعي. إن الظروف المحلية والاقليمية أثبتت حتى اللحظة ان هناك صعوبة لتحقيق اي من كبار المرشحين هدفه المشروع للوصول الى الرئاسة، لذلك فانه لا مفر من تكريس فكرة التسوية والذهاب الى مرشح توافقي والا سيبقى لبنان في هذا الافق المسدود الى ما لا نهاية.

ثالثا: إزاء تنامي المصاعب والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية ونظرا لتدهور علاقة لبنان مع بعض مؤسسات التمويل الدولية التي تهدد بسحب تمويلها لمشاريع تنموية في غاية الأهمية، فانه لا بد من الذهاب بشكل استثنائي الى المجلس النيابي وعقد جلسة تحت عنوان "تشريع الضرورة" لإقرار هذه المشاريع. ومن بين هذه المشاريع مشروع فائق الأهمية ينتظره اللبنانيون منذ عقود وهو مشروع سد بسري الذي يستفيد منه نحو مليون وثمانمائة ألف مواطن من بيروت الكبرى".

وختم جنبلاط: إن "تضييع هذه الفرصة هي جريمة بحق اللبنانيين وبحق حماية الثروة الطبيعية التي نسعى جميعا للحفاظ عليها. وغني عن القول ان هناك عدد آخر من المشاريع التي لا تقل أهمية كالأتوسترادات وتوسيع الطرقات وتأهيل قطاع الكهرباء لا سيما معملي الذوق والجية والصرف الصحي والإسكان والطاقة البديلة والمتجددة.ألا تستحق كل هذه المشاريع الحيوية الخروج من دائرة المزيدات العبثية وإقرارها في أسرع وقت لا سيما أنها تساهم في إنعاش الدورة الإقتصادية وخلق فرص عمل وتحقيق التنمية المفقودة؟".

 

مومبرتي التقى باسيل: قداسته قريب جدا من اللبنانيين ونأمل عبر الحوار تخطي الوضع المؤسساتي والتوصل الى إستقراره

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل محافظ المحكمة العليا للتوقيع الرسولي الكاردينال دومينيك مومبرتي، يرافقه السفير البابوي غبريللي كاتشا على مدى ساعة وثلث الساعة.

بعد اللقاء قال مومبرتي: "من دواعي سروري ان اعقد لقاء مطولا مع الوزير باسيل الذي تعرفت اليه في الفاتيكان، في إطار عملي السابق كسكريتير للعلاقات الدولية. اتيت الى لبنان قبل كل شي من اجل أمور كنسية، ثم لإجراء لقاءات داخل المؤسسات الكنسية ولأنقل إليكم تحيات الأب الاقدس وقلقه في ما يتعلق بالأوضاع في المنطقة عموما وبشكل خاص وضع المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط، ولطمأنة اللبنانيين، في هذه المرحلة من تاريخهم، ان قداسة البابا يقف الى جانبهم دائما، والكرسي الرسولي يقدر كثيرا التركيبة اللبنانية التي قال عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، "بأن لبنان بلد الرسالة". اضاف: "لقد تحدثنا مع الوزير باسيل عن الوضع الدولي والاقليمي بشكل خاص، وكررت له ما انا بصدد التعبير عنه، ان الكرسي الرسولي يتطلع دائما بإهتمام كبير وبعاطفة كبيرة الى لبنان، وأنه قريب من بلدكم وخصوصا في ما يتعلق بإتصالاته الدولية. وهو يؤكد مجددا أهمية هذا البلد واهمية العيش المشترك بين مختلف الطوائف فيه من أجل ان نبني معا مستقبلا مشتركا له. انها رسالة مهمة قدمها لبنان في هذه المرحلة، في ان يستمر بأن يكون نموذجا في وسط عالم صعب يهيمن عليه العنف في غالب الأحيان، وانه يجب على هذا البلد الذي أعطى على مدى قرون نموذجا من العيش المشترك بين طوائفه المختلفة، أن يستمر في إعطاء هذا المثل." وتابع: "بالتأكيد، ان الوضع المؤسساتي يشغل بال المجتمع الدولي وبالنا أيضا، ونحن نأمل دائما أنه عبر الحوار سيكون من الممكن تخطي المرحلة الحالية والتوصل الى إستقرار أكبر للمؤسسات اللبنانية التي هي ضرورية جدا في ظل الاطار الاقليمي الذي ذكرته."

سئل: هل هناك من زيارة قريبة لقداسة البابا الى لبنان؟

اجاب: "في هذه السنة ليست هناك من زيارة على جدول أعمال قداسة البابا الى لبنان، ولكن اؤكد لكم مجددا ان قداسته قريب جدا من اللبنانيين، وهي الرسالة التي حملني اياها اليكم جميعا".

كاغ

كما استقبل الوزير باسيل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغفريد كاغ التي قالت بعد اللقاء: "لقد عقد لقاء بناء وعميقا مع الوزير باسيل، وتطرقنا الى مسائل أساسية، اذ اجريت متابعة للبيان الصادر عن مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان، والذي تضمن عناصر عدة لا سيما موضوع الرئاسة والدعم للبنان في وقت الأزمات، وتسريع تقديم الدعم للجيش اللبناني، ومساعدة لبنان في التعامل مع ازمة النازحين السوريين ومساعدة المجتمعات اللبنانية المضيفة والتعاون بين لبنان والامم المتحدة في كل المجالات. كما تحدثنا عن الإحاطة التي ستقدم الى مجلس الامن الدولي حول القرار 1701 والذي نراجع حاليا مدى التقدم في تنفيذه في إطار التقرير الذي يقدم كل ثلاثة أشهر". اضافت: "وأردت ان استطلع رأي الوزير باسيل حول هذه الأمور. ونحن نتطلع ايضا الى الوضع في الجنوب والى الاخطار والتهديدات للسيادة اللبنانية. إن لبنان هو محوري بالنسبة لنا، ولبنان الواحد هو أمر بالغ الأهمية. وكل هذه المحادثات التي نجريها بطبيعة الحال تشدد على الاهتمام الكبير الذي نبديه تجاه لبنان ودعمه، والامين العام للأمم المتحدة يرحب بكل الجهود المبذولة من قبل الحكومة للحفاظ على وحدة وسيادة الاراضي اللبنانية في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة تداعيات الازمة المستمرة". كما التقى الوزير باسيل وفدا برلمانيا بنغلادشيا، ثم عرض مع المدير العام للأونروا ماتياس شمالي لأمور تخص المنظمة.

 

الراعي : لايجاد المخرج التوافقي لانتخاب رئيس وعدم ربط العملية بالنزاع القائم في المنطقة ونتائجها

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - احتفل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بتدشين كنيسة سيدة الدوير الجديدة في الفيدار، التي تبرع بتشييدها الدكتور فرنسوا باسيل، وترأس قداسا احتفاليا دعا اليه كهنة ولجنة وقف الرعية، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح ورئيس اساقفة جبيل المطران ميشال عون ولفيف من الكهنة والرهبان، وحضره الرئيس ميشال سليمان، النائب الاول لرئيس حزب الكتائب شاكر عون ممثلا الرئيس أمين الجميل، النائب وليد الخوري ممثلا رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وزيرة المهجرين أليس شبطيني، غبريال جبرايل ممثلا الوزير جبران باسيل، النائبان عباس هاشم ونعمة الله ابي نصر، الوزيران السابقان العميد مروان شربل وناظم الخوري،المنسق العام لامانة 14آذار النائب السابق فارس سعيد، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزف طربيه، نقيب المحامين جورج جريج، القائمقام نجوى سويدان فرح، نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار المهندس نعمة افرام، رئيس بلدية الفيدار الدكتور نعيم باسيل، رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية في جبيل وكسروان الشيخ حسين شمص، عضو المؤسسة البطريركية المارونية للانماء الشامل انطوان ازعور، المحامي جان الحواط، المهندس ايلي باسيل وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير وفاعليات سياسية واجتماعية واقتصادية ومدعوون.

الرتبة

استهل البطريرك الراعي الحفل برتبة تكريس المذبح من أمام باب الكنيسة الرئيسي في الخارج فرسم عليه بالميرون ثلاث مرات في شكل صليب طارقا الباب المغلق ثلاث مرات، فسأل كاهن الرعية من داخل الكنيسة عن الطارق، فأجاب البطريرك: "أنا بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق وكاردينال الكنيسة الجامعة جئت أرسم هذا الهيكل المقدس على اسم العذراء مريم سيدة الدوير في بلدة الفيدار المحبة للمسيح"، ثم بارك الراعي الماء ودخل الكنيسة بمفرده لينضح زواياها الاربعة بالماء المبارك، وعاد الى الباب الرئيسي ودخل الكنيسة مع معاونيه بنظام طقسي على وقع قرع الاجراس وانشاد مزامير من وحي المناسبة.

الخوري

في بداية القداس، القى خادم الرعية الخوري طوني الخوري كلمة عرض خلالها مراحل بناء الكنيسة الجديدة التي وضع حجر أساسها البطريرك الراعي في العام 1996 عندما كان مطرانا على ابرشية جبيل الى ان ألهمت العذراء قلب الدكتور فرنسوا باسيل الذي قرر بناء الكنيسة وبيت الكهنة وأصبحت الفيدار من فيض محبته أحلى بهذا الصرح الديني وأصبحت جبيل بفضل فيض محبته ايضا أحلى وحصدت ما حصدته من جوائز عالمية.

رسالة البابا

ثم تلا المونسيور عبدو يعقوب رسالة البابا فرنسيس في المناسبة والتي وجه خلالها تحياته الى الرعاة والمؤمنين المجتمعين، وأكد لهم على صلاته الحارة الى السيدة مريم العذراء لكي تجعل هذا المجمع الراعوي بيتا يستقبل الجميع ليساهم في انماء العالم الجديد حيث الحياة تنتصر على قوى التفرقة والهدم والدمار، ومنح بركته الرسولية مستودعا للرعاة والمؤمنيين والمحسنين الذين ساهموا ببناء هذا المعبد.

الراعي

بعد الانجيل، القى البطريرك الراعي كلمة تحدث فيها عما قدمته بلدة الفيدار للبنان على الصعد الوطني والسياسي والاقتصادي والروحي والعسكري والتربوي، شاكرا كل الذين تعبوا وساهموا روحيا وماديا في سبيل تحقيق هذا الصرح الروحي لا سيما رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل الذي تفانى وسخا في بناء الكنيسة الجديدة وبيت الكهنة.واعتبر ان "ممارسة السلطة السياسية يجب ان تتم في اطار النظام الاخلاقي"، مشيرا الى انه "لا يمكن القبول بتحويلها الى وسيلة للتحارب السياسي وللتجاذب بين فريقين على حساب الخير العام والمواطنين والمؤسسات"، داعيا "رجال السياسة إلى إدراك كل هذه المفاهيم للدولة والجماعة السياسية وممارسة العمل السياسي، لكي يضعوا خير الجمهورية فوق كل اعتبار، ويعمدوا إلى التفاهم فيما بينهم بلقاءات عابرة للفريقين السياسيين من أجل إيجاد المخرج التوافقي لانتخاب رئيس للجمهورية، وعدم ربط عملية الانتخاب ونتائجها بالنزاع القائم في المنطقة الذي يبدو طويلا، فيما مؤسسات الدولة عندنا تتفكك، والفقر يتفاقم، والهجرة تتزايد ولاسيما من صفوف شبابنا وقوانا الحية، وعدد النازحين وعائلاتهم ومتطلباتهم تتكاثر".

وأعرب عن "تشجيعه كل مبادرة يقوم بها المجتمع المدني، من أجل تقريب وجهات النظر، والإصرار في المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية، احتراما ليس فقط للدستور والميثاق، بل وللنظام الطبيعي الذي وضعه الله، مع رفض الواقع الراهن ، مجددا دعوة الكنيسة للمسيحيين ليدركوا دورهم الخاص في الجماعة السياسية بحيث يشعون بمثلهم في الحس بالمسؤولية، وفي السعي الدؤوب إلى توفير الخير العام". وشدد على ان "الكنيسة، كجماعة منظمة تراتبية، تواظب على القيام برسالتها من خلال عملها الراعوي المثلث، التعليم والتقديس والتدبير، تعلم الجماعة المدنية أن العمل السياسي شريف بحد ذاته، ويقتضي من رجال السياسة أن يكونوا على مستوى هذا الشرف، فيكونوا دعاة وحدة وبناة دولة مدنية قادرة ومنتجة، وصانعي عدالة وإنصاف وسلام وإنماء"، معتبرا ان "المجتمع المدني يتعلم من مدرسة الكنيسة، واليوم كنيسة سيدة الدوير في الفيدار، المبادىء والأخلاقية لبناء عائلة ومجتمع ودولة ووطن، حيث ينعم الجميع بالسعادة والكرامة الشخصية".

عون

في ختام القداس، القى المطران عون كلمة اشار فيها الى ان كل زيارة راعوية يقوم بها البطريرك الراعي الى مختلف المناطق اللبنانية تحمل الى أبنائها جرعة أمل ورجاء وتزرع في قلوبهم فرحا يبلسم جراحات الايام الحاضرة ويزيدهم تمسكا بارضهم وبالعيش المشترك الذي هو ميزة لبنان"، وأعرب عن تقديره لمواقف البطريرك الراعي الوطنية لانه ما زال يعلي صوته حتى اصبح ضمير لبنان في مطالبته باحترام الدستور والميثاق وفي العمل الدائم لما يحقق مصلحة لبنان وخيره وطنا وشعبا"، شاكرا "صاحب القلب الكبير وصاحب الأيادي البيضاء الدكتور فرنسوا باسيل، ابن الفيدار البار، الذي أخذ على عاتقه بناء هذه الكنيسة المميزة بهندستها وبيت الكهنة التابع لها من ماله الخاص، وقد أنجز هذا العمل بكرم قل نظيره بروح المزمور القائل: "ماذا أرد إلى الرب عن كل ما كافأني به".

وأعلن ان "الحبر الاعظم البابا فرنسيس أنعم على باسيل وساما رفيعا هو وسام القديس غريغوريوس الكبير من درجة الصليب الاكبر عربون شكر له وتقدير لما قدمه لبلدته الفيدار وما قدمه بسخاء في أماكن مختلفة من لبنان ولا سيما في مدينة جبيل"، مشيرا الى ان "الوسام سيزين صدره في احتفال لاحق يحدد موعده بالاتفاق مع البطريرك الراعي".

باسيل

والقى باسيل كلمة اشار فيها الى ان "المسيحية دخلت هذه المنطقة في اخر القرن الميلادي الاول وكان وادي الفيدار يحتضن مئات الأديرة القديمة ومعظمها في المغاور والكهوف، حين كانت المجاهرة بالإيمان وممارسة الشعائر الدينية خطرا يتهدد حياة المسيحيين، فكان أن صمد أبناء هذه الأرض الطيبة على مر العصور، في وجه كل الغزاة والطارئين المستبدين"، مؤكدا ان "تشييد هذا الهيكل للرب سيكون شاهدا على ديمومة شهادتنا وعلى استمرارية تعلقنا بمعتقداتنا الدينية".

واعتبر ان "تشييد كنيسة الدوير التاريخية العريقة التي ترقى الى القرن الثاني عشر، بحلة متجددة وبصورة عصرية، تكمن أهميتها الأساسية في كون مشروع بنائها يعزز الهوية الروحية للموارنة، وبخاصة لموارنة الفيدار ومنطقة جبيل، لان هذه الرعية تنتمي مارونيا الى جبة المنيطرة حيث أقام البطاركة الموارنة القاعدة المارونية الأولى في لبنان، وراح الموارنة يبنون الأديار والكنائس والمدارس وينشرون الإيمان ويغرسون في النفوس التعلق بالأرض ويرسخون في الضمائر عشق الحرية، بحيث بات لبنان موطن الأحرار في هذه البقعة من العالم".

وتمنى على "الجبيليين والجبيليات الابتعاد عن النزعة الفردانية وعن الأنانية، وان يتكاتفوا ويتعاضدوا في سبيل الخير العام والمصلحة العامة، ويوحدوا صفوفهم خلف أهداف سامية ومبادىء وبرامج عمل، لا خلف أشخاص وأصحاب خطابات رنانة، غوغائية، جوفاء، خالية من أيّ التزام فعلي بمشاريع ملموسة، مشاريع ذات أثر واضح وحقيقي على الحياة اليومية المعاشة لكل مواطن لان البلاد شبعت كلاما وهدما، وهي تواقة الى الأفعال والبناء ليس إلا".

ثم تسلم باسيل البراءة البابوية وتم تبادل الهدايا التذكارية وأزاح البطريرك الراعي وباسيل الستار عن اللوحة التذكارية التي أرخت بناء الكنيسة.

 

 زهرا: من حقنا ان نطمح بحياة آمنة ومستقرة والا يكون اولادنا برسم الخطف

الإثنين 01 حزيران 2015

وطنية - اشار عضو "كتلة القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا الى "حملات التهويل والتخويف التي نسمعها عن ان المنطقة تغلي واننا ذاهبون الى المجهول ونسمع تهديدات بالويل والثبور وعظائم الامور ومحاولات تخويف المسيحيين على مصيرهم، آخذين امثلة من الذي جرى في العراق وسوريا وانه اما ان نحتمي بأحد ما ونكون في ذمته، واما لا ندري ماذا سيحصل لنا." كلام زهرا جاء خلال تدشين مولد كهربائي في بلدة جبلا البترونية قدمته جمعية cddg مركز التنمية والديمقراطية والحوكمة والقوات اللبنانية، في حضور رئيس الجمعية وسام راجي، منسق القوات في البترون شفيق نعمه، مختار حبلا الياس ابي ضاهر ومهتمين. بداية عرض راجي للمشاريع التي تقدمها الجمعية وتحدث عن "القوات اللبنانية الجاهزة دائما بين ناسها واهلها ولجوئها الى التنمية لمساعدة الناس على الصمود" متعهدا "ان تبقى يد الجمعية مع يد النائب زهرا ومنسقية البترون لمساعدتهم على زيادة التنمية في المنطقة".

زهرا

ثم تحدث زهرا وقال :"نحن موجودون في لبنان لانه حصن الحريات ولا احد يعيش في حماية احد ونحن موجودون لانه على مدى 1400 سنة دفعنا كما هائلا من الشهداء وصولا الى ان كل "كمشة تراب" مخصبة بدم شهيد، وهذه ارض وهذا شعب لا يقال لهم يجب ان يحميكم احد لان الله وارادة شعبنا تحمينا، ونحن لسنا بحاجة الى حماية من أحد، ولا اعتقد ان احدا ذاكرته قصيرة وينسى انه من 40 عاما كان الخطر على كل لبنان وان مسيحيي لبنان هم من حافظ على الدولة ومنعوا الخطر وليس من يدعون اليوم انهم سيدافعون عن لبنان وعن المسيحيين."

وسأل :"أين كان هولاء عندما كان البلد في خطر والدولة تسقط؟ وبماذا كانوا يفكرون وماذا كانت مصالحهم يومها؟ والآن يريدون منا بالقوة ونتيجة اختراع عدو غذوه بتصرفهم وتطرفهم لان التطرف من الجهتين وجهين لعملة واحدة."

و ذكر بما قاله الدكتور جعجع "من انه اذا دعا داع او داعش او دواعش فنحن لها، وفي التاريخ اثبتنا اننا الوحيدون الذين يحلون محل مؤسسات الدولة عندما تغيب، وعندما يصبح هناك امل بأن تعود وتتولى زمام الامور فأننا ننسحب الى الظل وندعها تعمل، هكذا كنا وهكذا سنكمل". وتابع:"واذكركم بما قاله الحكيم في يوم الطالب من ان القوات اللبنانية وحدها تحمي الشرعية، وليس الشرقية، اي كل لبنان والدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية التي لم يعد جائزا ولا لحظة وتحت اية حجة او عنوان او خزعبلات تمارس كي يكون هناك تأخير في انتخاب رئيس، لان هذا البلد جسم كامل وممنوع ان يبقى بلا رأس لان المدخل الى كل الحلول هو انتخاب رئيس للجمهورية والباقي باطل الاباطيل وكل المعارك الاخرى وهمية ولا تبني دولة لانها معارك مصالح شخصية وعائلية وفردية، والمعركة الفعلية تبدأ بانتخاب رئيس وتأكيد سيادة الدولة على اراضيها ووحدة السلاح ووحدة السلطة وساعتها نعود بلدا محترما بين دول العالم."

وعلى المستوى الانمائي قال زهرا:"ان اول من تعاون معه الدكتور وسام وجمعيته ونفذنا مشروعا فاقت قيمته ال 300 الف يورو، والان كنا نتكلم عن مشاريع اخرى والفكرة، ان القوات اللبنانية التي هي ابنة البيئة الصامدة والمناضلة وهي التعبير الآني عن حالة نضالية عمرها 1400 سنة من اجل الحرية والسيادة والاستقرار والازدهار في لبنان والشرق ولا نستطيع ان نكون الا قرب وامام الشعب الذي انبثقنا منه والقوات مؤتمنة على مشروعه، وطموحه بناء الدولة وتأمين الاستقرار والدفاع دائما عن قدس اقداس لبنان وهي الحرية وكرامة الانسان."

اضاف :"شيء بسيط جدا ان توضع كل الامكانات التي تستطيع القوات ان تنالها من مؤسسات دولية واقليمية على دعم مادي للتنمية، خصوصا في المناطق الريفية من اجل تثبيت الناس في ارضهم فتسمح ظروف حياتهم بالابتعاد عن الهجرة الاولى نحو المدينة والتي تكون عادة المقدمة للهجرة الى خارج لبنان، وبالتالي فالخطوة الاولى هي التجذر في ارضنا للحفاظ على مجتمعنا وامنه واستقراره. ونحن لسنا منذورين ان نعيش الحروب على مر التاريخ وان نبقى دائما على حدود الخطر ومن حقنا ان نطمح بحياة آمنة ومستقرة، وان يعود اولادنا الى بيوتهم فلا يكونوا برسم الخطف والقتل كما نرى في محيطنا وكما يحرص جزء من اللبنانيين الى اعادة جر لبنان له وكأنهم لم يتعلموا من دروس التاريخ ان العنف هو اسوأ انواع التعبير عن الرأي وعن الموقف وانه من الضروري ومن الطبيعي ان يعيش الانسان الاستقرار والازدهار وان يعيش الامان". وأسف زهرا لأن "هذه المشاريع تذهب الى اماكن يفترض ان تكون مؤمنة من الدولة دون جميل او منة، ونحن يهمنا ان تكون هناك مشاريع تؤمن فرص عمل وتؤمن البنى التحتية، ويهمنا ربما ان نقيم مشروع طاقة متجددة او طاقة بديلة، ولا نعود الى ايام المازوت لان الدولة لا تجيد ان تحسم امرها وتصلح قطاع الكهرباء الذي رتب ثلث الدين العام في لبنان نتيجة الفساد والهدر ونتيجة انهم يضعون خطة لمعامل تعمل على الغاز، وفجأة هذه المعامل تشتغل على الفيول ولا تعود صالحة للعمل على الغاز ونكمل الهدر والصفقات والتلوث والتراجع الى الوراء، والمؤسف، اننا ناقشنا وتكلمنا كثيرا حتى صارت الشمس طالعة والناس قاشعة ومع ذلك لم يعالج هذا الملف." وتابع:"كون الدولة لا تحسم امرها وتعالج هذا الملف، فنحن مضطرون حيث نستطيع ان نساهم في سد الثغرات لتأمين شيء لائق لناسنا".

وختم زهرا:"أريد ان اهنئكم بتضامنكم كقرية واريد ان اشكركم على تاريخكم وحاضركم، وانا متأكد ان مستقبلكم في الخط نفسه، خط الصمود الوطني والايمان بالله وبلبنان وخط الناس الراضين بهذا الكم من التضحيات خصوصا من قرية صغيرة قدمت هذا الكم من الشهداء وهذه القرية، نرى انها تستطيع ان تحمينا وليس اصحاب ادعاء الحماية، والى اللقاء في خطوات مستقبلية في الانماء والازدهار والاستقرار وكل مناسبة وانتم بخير."

 

لماذا أدرج السعوديون "حرب" و"قبلان" على القائمة السوداء

ماثيو ليفيت/الاثنين 02زيران (يونيو) 2015

في الأسبوع الأخير من أيار/مايو فرضت المملكة العربية السعودية عقوبات على عنصرين رفيعي المستوى من «حزب الله» هما خليل حرب ومحمد قبلان، على خلفية ارتكابهما "أعمالاً إرهابية". فلدى العنصرين سجلان حافلان في سياق انتمائهما لـ «الحزب»، ولكنهما برزا بشكل خاص لاضطلاعهما بأدوار قيادية من ناحية الإشراف على عمليات «حزب الله» في منطقة محددة، وهي الشرق الأوسط. وفي خطوة لها دلالتها، جاء قرار السعودية بإدراج اسمي هذين العنصرين في «حزب الله» على القائمة السوداء في أعقاب التهديدات التي وجهها «الحزب» للسعودية بأنها سوف "تتكبد خسائر فادحة" و "تدفع ثمناً باهظاً" من جراء حملتها في اليمن. ونظراً لضلوع «حزب الله» مؤخراً في توسيع نطاق وجوده وعملياته في المنطقة، يأخذ السعوديون هذه التهديدات على محمل الجد.

واتهم الإعلان السعودي الرسمي حرب بقيادة "الوحدة العسكرية المركزية" التابعة لـ «حزب الله» وكونه مسؤولاً عن أنشطة «الحزب» في اليمن. وأشار إلى دور قبلان في أنشطة إرهابية في مصر واتهمه بـ"نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار". وينشط «حزب الله» منذ وقت طويل في الخليج، إلا أن هذا النشاط قد تُرجم بتوتر بلغ ذروته في الوقت الحالي. وعلى الرغم من أن الدول العربية السنية عمدت أحياناً إلى تضخيم الخطر الذي يطرحه خصمها الإقليمي المتمثل بإيران ووكيلها «حزب الله»، تُعتبر العقوبات المفروضة على هاتين الشخصيتين القياديتين في «حزب الله» مبررة. وفي الواقع، أكد مسؤولون في كل من «الحزب» وجماعة الحوثيين - الذين قابلتهم صحيفة "فاينانشال تايمز" في بيروت في وقت سابق من هذا الشهر - على الروابط بين الجماعتين. ووفقاً لأحد قادة «حزب الله»، قُتل ثمانية من عناصر «الحزب» حتى الآن في القتال الدائر في اليمن.

تجدر الإشارة إلى أن حرب هو قائد قديم في «حزب الله» ومستشار مقرب للأمين العام حسن نصر الله. وقد بدأ مسيرته مع العمليات الخاصة كنائب قائد الوحدة العسكرية المركزية في جنوب لبنان في أواخر الثمانينيات. وفي وقت لاحق، تولى حرب قيادة «الوحدة 1800»، التابعة لـ «حزب الله» والمكرّسة لمساندة الجماعات الإرهابية الفلسطينية العاملة في "دول الطوق" المحيطة بإسرائيل والقيام بعمليات تسلّل أفراد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية لشن هجمات إرهابية وجمع المعلومات الاستخبارية.

مسؤول اليمن

وفي عام 2012، أصبح مسؤولاً عن «الوحدة 3800»، التي أُنشئت في عام 2003 لدعم الجماعات المسلحة الشيعية العراقية في استهداف القوات المتعددة الجنسيات المتمركزة في البلاد، ولكنها سرعان ما توسعت لدعم مجموعات المقاتلين الشيعة في مناطق أخرى من المنطقة أيضاً. وفي وقت لاحق من عام 2012، "أصبح حرب مسؤولاً عن أنشطة «حزب الله» في اليمن وانخرط في الجانب السياسي من الملف اليمني لـ «الحزب»"، وفقاً للحكومة الأمريكية. ومنذ ذلك الصيف، شارك حرب "في نقل كميات كبيرة من الأموال إلى اليمن، عبر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة". وفي أواخر 2012، "أبلغ حرب زعيم حزب سياسي يمني بأن تمويل «حزب الله» الشهري البالغ 50 ألف دولار جاهز للتسليم".

ووفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، سافر حرب إلى إيران عدة مرات لتنسيق أنشطة «الحزب» مع طهران. ولا شك بأن تعيين حرب للعمل على ملف اليمن كمسؤول «الوحدة 3800» كان خطوة بديهية وفي محلها بالنسبة إلى قادة «حزب الله»، نظراً لتجربته في العمل مع المنظمات الإرهابية الأخرى، وعلاقاته الوثيقة مع الإيرانيين، وخبرته في العمليات الخاصة والتدريب، ومكانته باعتباره المستشار السابق لنصرالله، الذي من المفترض أن يوكل هذه الساحة الهامة لقائد متمرس.

قبلان: عمليات تخريب ضد قناة السويس

وبحلول عام 2005، كان قبلان قد أصبح قائداً رفيع المستوى وبات يوجه أنشطة «حزب الله» في مصر. وركزت مهمة «الحزب» الرئيسية في مصر على تهريب الأسلحة والأموال إلى «حماس» وجماعات فلسطينية أخرى في غزة عبر مصر، كجزء من «الوحدة 1800». وتم التخطيط لعدة هجمات إرهابية في مصر بعد اغتيال عماد مغنية في شباط/فبراير 2008، وهو الذي كان مسؤولاً عن عمليات «حزب الله» الخارجية الإرهابية، علماً أنه كان يحظى باحترام كبير داخل «الحزب». وفي حين كان من المفترض استهداف الإسرائيليين، إلا أن الهجمات التي تم التخطيط لها على المنتجعات السياحية المصرية كانت لتولد عواقب اقتصادية وخيمة وتؤدي على الأرجح إلى قتل أو جرح مصريين متواجدين لسوء حظهم في المكان والزمان الخاطئين. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه تم التخطيط لهجمات أخرى ضد أهداف مصرية على نطاق أوسع، بما فيها البنى التحتية الأساسية مثل قناة السويس. وقد نجحت السلطات المصرية في تفتيت الخلايا في تشرين الثاني/نوفمبر 2008، على الرغم من أن قبلان تمكَّن من الفرار من البلاد.

ووفقاً لأحد عناصر «حزب الله» الذي سبق أن ألقى المصريون القبض عليه في عام 2008، في عهد قبلان، كانت «الوحدة 1800» التابعة لـ «الحزب» تخطط حتى في ذلك الوقت لإنشاء شبكات ليس فقط في مصر، بل في سوريا والأردن أيضاً. ولضمان نجاح المكوّن المصري من الخطة، الذي يمكن القول أنه الأكثر أهمية بالنظر إلى الواقع الجغرافي لحدود غزة مع سيناء المصرية، اختار «حزب الله» قبلان كقائد عام حيث أنه كان قد زار مصر عدة مرات وقضى وقتاً في سيناء. وفي إحدى المرات، قصد قبلان شخصياً السودان "للاهتمام بمسائل لوجستية" مرتبطة بتهريب الأسلحة وحتى بتهريب عدد قليل من المقاتلين الأجانب إلى غزة. وأخيراً، أخبر العنصر الموقوف المحققين المصريين بأن قبلان كان يدرب انتحاريَيْن محتملَيْن من غزة على استخدام الأحزمة الناسفة ويساعدهما على التغلغل داخل إسرائيل في أيلول/سبتمبر 2008 (على الرغم من أن الشرطة الإسرائيلية كانت قد اعتقلت الإثنين قبل أن يتمكنا من تنفيذ عمليتهما).

والجدير بالذكر أن دعم «حزب الله» للمتمردين الحوثيين في اليمن ليس بجديد. وتشير تقارير إلى أن عناصر من «حزب الله» ومن «فيلق القدس» أخذوا ينسقون عملياتهم في اليمن منذ فترة، حيث يتكفل «حزب الله» بنقل الأموال وتدريب المتمردين الشيعة، بينما يتكفل «فيلق القدس» بنقل الأسلحة المتطورة مثل الصواريخ المضادة للطائرات. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2012، قال جون برينان، الذي كان في ذلك الحين مستشار شؤون مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وحالياً مدير "وكالة الاستخبارات المركزية" الأمريكية: "لقد علمنا بأن «حزب الله» يدرب مقاتلين في اليمن وسوريا". وأيد "مدير الاستخبارات الوطنية" جيمس كلابير هذه النقطة في تقريره الذي نُشر في كانون الثاني/يناير 2014 حول "تقييم التهديدات حول العالم"، لافتاً إلى أن "إيران ستواصل تقديم الأسلحة ومساعدات أخرى الى الفصائل الفلسطينية والمتمردين الحوثيين في اليمن، والمقاتلين الشيعة في البحرين لتوسيع دائرة النفوذ الإيراني ومجابهة التهديدات الخارجية المتصورة". وفي وقت سابق من هذا الشهر، أوضح مقاتل من «حزب الله» في لبنان ما يلي: "ربما يتعامل الإيرانيون مع بطاريات الصواريخ وأسلحة أخرى. أما نحن فخبراء في حرب العصابات، وبالتالي نسدي النصائح [إلى المتمردين الحوثيين] حول أفضل توقيت للرد على هجوم أو الامتناع عن ذلك".

ويُعد حرب وقبلان من بين العناصر الأكثر شهرة في «حزب الله»، ويعود ذلك جزئياً إلى أن اسميهما قد أضيفا إلى قائمة الإرهابيين المدرجين على لائحة [العقوبات الأمريكية] التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية في آب/أغسطس 2013. (أنظر أدناه) وفي ذلك الوقت أصدر ديفيد كوهين، الذي كان آنذاك وكيل وزارة الخزانة - والآن نائب مدير "وكالة الاستخبارات المركزية" بياناً تحذيرياً جاء فيه: "ما زال «حزب الله» يشكل تهديداً إرهابياً عالمياً بالغاً، سواء فيما يتعلق بنقل المقاتلين الأجانب إلى الخطوط الأمامية للحرب الأهلية السورية أو إدخال عناصر سرية في أوروبا والشرق الأوسط وأماكن أخرى". وقد أظهرت هذه الخطوة الأنشطة السرية لهؤلاء العناصر بصورة علنية، ولكن من الواضح أنها لم تردعهم من القيام بأعمال مماثلة.

وفي الواقع، يُزعم أن التهديد الذي أشار إليه كوهين في عام 2013 قد ازداد في العامين الماضيين، مع استمرار «حزب الله» بالتخطيط لشن هجمات في جميع أنحاء العالم (المحاولتان الأخيرتان أُحبطتا في تايلاند وبيرو)، وأصبح قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة أكثر بكثير مما كان عليه سابقاً في ضوء أنشطته في سوريا والعراق، وحالياً في اليمن. وكما ورد على لسان قائد في «حزب الله»: "لا يُفترض تسميتنا حزب الله. فنحن اليوم لسنا حزباً بل نرتدي طابعاً دولياً. نحن في سوريا، وفي فلسطين، وفي العراق، وفي اليمن. ونتواجد حيثما يحتاج إلينا المظلومون... «حزب الله» هو المدرسة التي يطمح كل ساعٍ للحرية إلى ارتيادها". ويبيّن تعيين عناصر ماهرين بمستوى حرب وقبلان وأقدميتهما لدعم المتمردين الحوثيين في اليمن الأهمية التي يعلّقها «حزب الله» على أنشطة الحركة في المنطقة بشكل عام، وفي شبه الجزيرة العربية بشكل خاص. وكما يخشى السعوديون، قد تشمل هذه الأنشطة حالياً استهداف مصالح سعودية، وهو أمر سبق أن قام به «الحزب» فيما مضى. ولكن على ضوء التجربة الماضية، لن تكفي تسمية هذين العنصرين على وجه الخصوص وتعييرهما علناً لمنعهما من محاولة تنفيذ التهديد الذي وجهه «حزب الله» إلى الرياض بأنها سوف "تدفع ثمناً باهظاً" مقابل الحملة الجوية التي شنتها ضد المتمردين الحوثيين.

**ثيو ليفيت هو زميل "فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، ومؤلف كتاب "«حزب الله»: التأثير العالمي لـ «حزب الله» اللبناني". (2013).

"ذي هيل"

 

نصائح لنصر الله بالكف عن إثارة الدبابير وسنة البقاع ومسيحيوه جاهزون للانضمام إلى الجيش اللبناني

حميد غريافي: السياسة/02 حزيران/15

عبر أحد وزراء حكومة تمام سلام اللبنانية عن قناعته بأن “حرب عرسال” في السلسلة الشرقية من جبال لبنان المحاذية لحدود سورية, باتت على شفا الانفجار بين المعارضات السورية المقاتلة من جهة و”حزب الله” ونظام الرئيس السوري بشار الأسد وآلاف مقاتليه الإيرانيين والباكستانيين والأفغان الذين أخذ نظام الملالي في طهران على عاتقه نقلهم إلى سورية “برواتب شهرية وامتيازات “مغرية”, حسب تقارير لحلف شمال الأطلسي في لندن, بحيث قد “يشهد ميدان القتال في جبال عرسال والمرتفعات المحيطة بها نزولاً حتى قلب البلدة, حضور نحو ألفي مقاتل من كل الأطراف, يتبعهم عدد مماثل في خطوط الدفاع أو الهجوم التالية”.

وقال الوزير اللبناني إن الجيش “أعلن حالة أوسع من التأهب والانتظار” في تخوم عرسال وفي تلال أخرى تمتد إلى رأس بعلبك والقاع, إلا أنه يحمل أوامر بعدم دخول الحدود السورية, وبالابتعاد عن تجمعات عصابات حزب الله الساعية بأمر من قيادتها إلى ايقاع المؤسسة العسكرية في شباكها الدامية, لنزع صفة الإرهاب عنها ومعاملتها على قدم المساواة مع تنظيم داعش والقاعدة والحوثيين, كما فعلت السعودية الأسبوع الماضي بإدراج اثنين من قياديي الحزب على لائحة الإرهاب”.

وأكد الوزير لـ”السياسة” أمس, أن “إقدام حزب الله على اجتياح عرسال من دون موافقة الدولة والحكومة وقيادات الجيش وقوى الأمن الداخلي, “سيحدث انشقاقات بين ضباط وعناصر هذه المؤسسات, وهو على ما تعتقد تلك القيادات هدف مركزي لحسن نصر الله وحلفائه أمثال نبيه بري وميشال عون وسليمان فرنجية, كما أنه قد يحفز مقاتلين سنة ومسيحيين على الانتقال إلى عرسال من الساحل الغربي والشمال والبقاع الأوسط لدعم الجيش وسكان هذه البلدة ذات الكثافتين السنيتين اللبنانية والسورية المهاجرة اليها من سورية”.

وأضاف إن هناك ضغوطاً محلية وعربية على سعد الحريري وسمير جعجع وأمين الجميل “من أجل مواجهة دعوة حسن نصر الله شيعة بعلبك والهرمل وتوابعهما الى التسلح وتشكيل “جيش” مستنسخ عن نموذج “الحشد الشعبي” العراقي الشيعي لمقاتلة “داعش”, “وفي طريقهم كل من هب ودب من السنة العراقيين, رافعين على قمم جبال عرسال ورأس بعلبك وسواها لافتات “لبيك يا حسين” كما رفع الحشد الشيعي العراقي اللافتات ذاتها قبل “تحريرهم” الأنبار وسواها”.

وأشار إلى أن استخبارات “حزب الله” وحركة أمل وبعض التنظيمات الدائرة في فلك النظام السوري في لبنان, “تقصف استخبارات الجيش اللبناني وقيادة قوى الأمن الداخلي عبر ادارة الأمن العام التابعة ل¯”حزب الله” بفيض من المعلومات الكاذبة عن عرسال وغير عرسال, في ما يشبه بروباغندا مضللة, إلا أن تنبه قائد الجيش ومعاونوه من كبار الضباط غير الشيعة الى محاولات نصر الله وعصاباته الزج بهم في اتون حرب طائفية-مذهبية في البقاع, فوت على وفيق صفا ومعلوماته في الحزب ومحمد رعد وحسين الحاج حسن ونائب الامين العام, نجاح أكاذيبهم وفبركاتهم, كما أن تنبه وزير الداخلية نهاد المشنوق من جانبه لهذه الفبركات, وضع حداً لمحاولات دق اسفين بين مؤسستي الجيش وقوى الأمن الداخلية اللتين سارعتا إلى ارسال قوات منهما إلى داخل عرسال وخطوط الدفاع الاولى عنها في المرتفعات”.

ونقل الوزير اللبناني عن مصادر روحية لبنانية رفيعة المستوى قولها “اننا ننصح نصر الله ورفيق دربه رئيس مجلس النواب نبيه بري, بالكف عن إثارة وكر الدبابير السنية والمسيحية في خطاباته ورسائله الى اللبنانيين, لانه اذا كان قادراً, حسب اعتقاده, على اصابة داعش وجبهة النصرة والجيش السوري الحر في مرتفعات عرسال ببعض الاصابات الطفيفة, إلا انه معرض للشلل في حال المساس بالشارعين اللبنانيين الاساسيين, كمدخل الى أن يدفن تحت أنقاض النظام السوري خلال ما تبقى من أشهر من هذه السنة”.

وأكدت المراجع الروحية للوزير اللبناني أن نصر الله قد “يبدأ بالتحرش ببعض القرى والمدن السنية والمسيحية في البقاع في حال لم يلب الجيش دعواته للغطس في أوحال معركته بمرتفعات عرسال, إلا أن القوى السنية والمسيحية باتت جاهزة للتصدي, وأهالي عرسال ورأس بعلبك والقاع ودير الأحمر وطليا, التي تحيط بها عصابات نصر الله الجديدة في بعلبك والهرمل وشمسطار وغيرها, أكبر مثال على عدم تمكن حزب الله من تحقيق أهدافه في تلك المناطق ولا حتى في مرتفعات عرسال وضد سكانها السنة”.

 

ما طبيعة العلاقة بين إيران و«داعش»

 سلطان العامر/الحياة/02 حزيران/15

في الأيام الماضية، شنّ تنظيم داعش عمليتين في المنطقة الشرقية، استهدفت الأولى مسجداً في بلدة القديح في القطيف، أما الثانية فأحبطها الأبطال عبدالجليل ومحمد الأربش ومحمد بن حسن بن عيسى قبل أن تصل إلى مسجد آخر في حيّ العنود في الدمام.

العمليتان تتبعان الأسلوب نفسه، الذي يتبعه «داعش» في أماكن انتشاره: السعي أولاً لإسقاط هيبة الدولة وقدرتها على حفظ الأمن وحماية أرواح الناس، وخلق حال من الاستقطاب على أساس طائفي بين المكونات الداخلية، وعبر هاتين الخطوتين تتشكل بيئة مناسبة لهذا التنظيم في أن يتدخل؛ لكي يطرح نفسه حامياً للسنة ضد أعدائها من المذاهب الأخرى.

اختلفت ردود الفعل إزاء هذه العمليات، فإلى جانب الكثرة التي حاولت أن تحمّل «التحريض الطائفي» جانباً كبيراً من مسؤولية العمل، كان هناك أولئك الذين يتفننون في لعبة «من المستفيد؟» من كل حدث، مستنتجين وقوف إيران خلف هذه الأحداث، بل خلف تنظيم داعش بأكمله. إذ تمضي الحجّة كالآتي: إن استهداف المملكة في هذا الوقت الحرج لا يفيد إلا إيران وأدواتها الطائفية في المنطقة، وعبر تبني سرديّة قوات الجيش الحر في سورية التي تحاول تقديم داعش؛ باعتباره عميلاً للنظام السوري، تجد هذه الحجّة الكثير من الأدلة على أن هذا التنظيم ليس إلا «بعبعاً»، خلقته إيران من أجل حماية تحالفاتها ومصالحها في المنطقة.

إضافة إلى العداء الوجودي مع الكيان الصهيوني، يجد العرب أنفسهم اليوم في حال صراع مع كل من إيران وتنظيم داعش، ولئن كان الصراع مع العدو الصهيوني واضحاً؛ باعتباره صراعاً مع محتل للأرض لا جدال حول شرعيّة مقاومته، فإن الصراع مع إيران و«داعش» يأخذ طبيعة مختلفة، ومن الضروري فهم طبيعة العلاقة بين هذين الكيانين، إذ من دون هذا الفهم الدقيق ستصبح كل المعالجات التي نتقدم بها بلا قيمة، بل قد تكون مضرة.

يمكن نقض الحجّة القائلة بأن «داعش» حليفةً لإيران بطريقتين: لنبدأ من سورية، فداعش هناك ينظر إلى نفسه باعتباره دولة قائمة. وهو بهذا التصوّر يختلف جوهريّا عن كل الكتائب العسكرية في سورية، التي ترى أن واجبها يكمن في انتزاع السلطة من النظام السوري. وهذا الفرق في التصوّر بين طبيعة عمل هذين الفريقين ينتج فرقاً في الأولويات والأهداف؛ فلئن كانت الأولوية لدى الكتائب الثورية السورية هو إسقاط نظام الأسد، فإن الأولوية لدى «داعش» هو مد نفوذ الدولة، وستختار الاتجاه الأسهل والأقل كلفة وضد الجهة التي تنافسها أكثر في تمثيل السنّة، لهذا يكون هذا التنظيم حريصاً على قتال هذه الكتائب أكثر من حرصه على قتال النظام؛ ليس لأنه عميل له، بل لأن تصوره عن نفسه كدولة يجعل من قتال الثوّار أولوية أكثر من قتال النظام.

بالنسبة إلى «داعش»، لو لم يتبق في الساحة إلا النظام السوري، فإنه يتصور أن كل السنة سيجدون فيه خياراً أفضل من النظام، ومن ثم تكون الأولوية قتال من ينافسه على تمثيل السنة. وبالنسبة إلى النظام السوري فهو يعلم أنه إذا لم يتبق في الساحة إلا «داعش»، فإن كل العالم سيفضله ويدعمه، ولهذا فإن مصدر التهديد الرئيس بالنسبة إليه هو الكتائب التي يصنفها العالم بأنها «معتدلة»، فهذه هي التي تقدم نفسها خَيَاراً أفضل للعالم، ومن ثم فإن الأولوية تقضي بإزالتها قبل «داعش»، ولاسيما أن التحالف الدولي يقصف هذه الأخيرة ليل نهار. فما يبدو أنه تواطؤ أو تحالف، إنما هو في حقيقة الأمر تماثل أولويات، فبطريقتين مختلفتين توصَّل النظام و«داعش» إلى أن أولوياتهما تكمن في قتال الكتائب، وهذه النتيجة لم تمنع وجود قتال بين الطرفين.

لننتقل إلى العراق الآن، فهنا يتجلى كيف أن الحجة التي تقول إن «داعش» حليف لإيران متهافتة، فالقتال هنا يتم -تحديداً- بين الكتائب الشيعية المدعومة من إيران وبين «داعش»، والقتال هنا ليس قتالاً عادياً، بل قتال شرس جديد زُهقت فيه أرواح المئات.

هل هذا يعني أنه لا رابط بين إيران و«داعش»؟ الجواب: بلى، والرابط هنا هو تقصير الدول العربية في أداء دورها. فإيران و«داعش» ما كان لهما أن يحظيا بما يحظيان به من نفوذ لو أن الدول العربية قامت بواجباتها تجاه أمتها وشعوبها، وهي الواجبات التي تتضمن الدفاع عن قضية فلسطين، ودعم القوى الثورية ضد الاستبداد، وإجراء الإصلاحات الضرورية نحو مزيد من الحريّة والعدالة. من دون تبني هذه السياسات، سيستمر «داعش» وإيران في استغلال الفراغ الذي يخلفه غياب الدولة العربية، والتنوع المذهبي من أجل تقديم أنفسهم مدافعين عن هذه الطائفة أو تلك، ومتبنين قضايا العرب الرئيسة.

إن الاعتداءات التي حدثت في المنطقة الشرقية لا يمكن فهمها من دون النظر إلى ما يحدث في المنطقة ككل، وإن الخطوة الأولى لمنع تكرارها وحماية الأوطان منها، هو بأن تتعاون الدول العربية بالقيام بالدور الإقليمي المطلوب منها، وإجراء الإصلاحات الضرورية التي تمنع وجود أي منفذ أمام القوى الأجنبية؛ لممارسة أي نوع من الهيمنة على الدول العربية.

فكما أن هذه الاعتداءات دفعت بالكثيرين نحو الالتفاف حول الرابطة الوطنيّة باعتبارها طوق النجاة، أمام محاولة تسييس الفروقات المذهبية، فإنها يجب أن تدفعهم إلى الالتفاف حول الرابطة القومية، وتأدية الدور الضروري؛ لإيقاف هذه الحروب بالشكل المنحاز للطرف الذي يحمل مشروعاً يتجاوز خياري «داعش» واستبداد النظام السوري.

 

عشائر الأنبار وهزيمة «داعش»

 الياس حرفوش/الحياة/02 حزيران/15

يتحدث الجنرال ديفيد بترايوس بخبرة العارف عن وضع العراق وعن تمدد «داعش». وبسبب هذه الخبرة ومعرفته بتعقيدات الوضع العراقي، فهو يرى أن مواجهة التنظيم الإرهابي لن تنجح فقط عن طريق استخدام القوة، بل لا بد أن ترافق ذلك خطوات سياسية باتجاه قيام علاقة جديدة بين الحكم في بغداد والسنّة في مناطق سيطرة «داعش»، وخصوصاً في محافظتي صلاح الدين والأنبار، كي يكونوا هم في موقع المواجهة الأساسية، وليكون ممكناً قطع الطريق على ادعاءات التنظيم انه يتحدث باسمهم ويدافع عن مصالحهم.

كلام مشابه قاله قبل فترة قصيرة الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة بعد زيارة قام بها إلى بغداد، قال: «عندما حلقت على متن مروحية فوق بغداد كان بالإمكان رؤية الكثير من الأعلام والشعارات التابعة لميليشيات شيعية معروفة من دون رؤية العلم العراقي بينها إلا نادراً... إن جهود الحرب ضد الدولة الإسلامية محكوم عليها بالفشل إذا لم تنجح حكومة بغداد في الالتزام بتعهداتها تجاه السنّة في أن تكون حكومة لجميع العراقيين».

مثل هذا الكلام كرّره كثير من المحللين، في إطار فهم ومعالجة الحالة التي نشأت بفعل تمدد «داعش» في مساحات أوسع في كل من سورية والعراق. لكن أهميته على لسان بترايوس تعود أساساً إلى أن الرجل خبر بنفسه المواجهة مع الإرهاب في العراق عندما كان قائداً للقوات الأميركية هناك خلال الاحتلال، بين عامي 2006 و2008. ومنذ غيابه عن المسرح السياسي، بعد استقالته من إدارة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إي) عام 2012 بسبب فضيحة أخلاقية، لم ينقطع اهتمام بترايوس بالشأن العراقي، من خلال زياراته المتكررة لهذا البلد، ولقاءاته مع المسؤولين في العشائر، الذين سبق أن عمل معهم في إطار مسؤولياته هناك.

في حديثه الأخير المسهب إلى هيئة الإذاعة البريطانية، يعقد بترايوس مقارنة بين «قاعدة» الزرقاوي و «داعش» البغدادي. وعلى عكس ما يظن كثيرون، يقول إن «القاعدة» كانت أشد خطراً من «داعش»، لأن جذورها كانت أكثر عمقاً في العراق وعدد عناصرها العراقيين أكبر، فيما يضم «داعش» عدداً أكبر من المقاتلين العرب والأجانب، وصلاته مقطوعة بالتالي مع العشائر السنّية، ما يعني أن إمكان استقطابها ضد التنظيم سيكون مهمة أسهل بكثير من تلك التي واجهت القائد الأميركي السابق. ويوضح أن من الضروري أن تكون لدى سنّة العراق دوافع لدعم قيام العراق الجديد بدلاً من دعم من يقاتلون ضده.

وبعكس ما صرح به وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أخيراً بعد سقوط الرمادي، من أن ضباط الجيش العراقي وعناصره لا يملكون النية للقتال، يرد بترايوس بأن هذه القوات قاتلت دفاعاً عن العراق، وماتت أعداد كبيرة من أفرادها في سبيل ذلك، وأكثر بكثير مما خسر الأميركيون، لكنها تحتاج الى قيادة جيدة وإلى دعم سياسي ومعنوي، وإلى قناعتها بأن هناك من يحمي ظهرها عندما تذهب إلى الجبهة.

هل وصلت هذه النصائح إلى إدارة الرئيس أوباما وإلى المسؤولين عن متابعة الوضع العراقي؟ لا يتردد بترايوس في الإجابة بأنه نقل مواقفه هذه، النابعة من تجربته، إلى المسؤولين قبل أكثر من عام، ولكن لم يأخذ بها أحد. كما لا يخفي خلافه مع الإدارة الحالية بشأن تقييم الدور الإيراني في العراق وفي سائر دول المنطقة. فعلى عكس الإيجابيات التي يرى أوباما أنه يمكن الحصول عليها من خلال التقارب مع طهران، يخلص بترايوس إلى القول: ايران تحقق التقدم في المنطقة من خلال الفوضى، فهي تستفيد من الفوضى وفي الوقت ذاته تنشرها لتحقيق هيمنتها الإقليمية. ويضيف أن هناك أسباباً كثيرة تدعو إلى الحذر البالغ من تطوير العلاقات الأميركية مع إيران.كلام خبير يعرف الوضع العراقي من كثب، كان يمكن أن تفيد تجربته في رسم سياسة أميركية أفضل، ليس في العراق وحده بل في مناطق أخرى أيضاً. لكن نصائحه لا تلقى إلا آذاناً صمّاء في واشنطن، كما يعترف بنفسه.

 

علوش: التهديد بالعشائر «أرنب» نصر الله الجديد

المستقبل/أشار عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش في حديث الى اذاعة «الشرق» امس الى أن «الأزمة التي يعيشها حزب الله وجودية، وهو يعبّر عنها بشكل واضح من خلال الخطابات التي يلقيها أمينه العام حسن نصر الله، وفي حديث المرافقين والمساعدين في ميليشيا الحزب»، موضحاً أن «الأرنب الجديد الذي أخرجه نصر الله من عباءته هو التهديد بقضية العشائر وغيرها، وهو عملياً تجمع مصالح أكثر مما هو تجمع عقائدي«.

 

«حزب الله» يستنسخ «الحشد الشعبي»

علي الحسيني/المستقبل/02 حزيران/15

لم يكن قد مضى الكثير من الأيام على استنجاد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله بأبناء العشائر في مناطق بعلبك الهرمل للوقوف الى جانب حزبه في الحرب العبثيّة التي يخوضها تحت مُسميّات متعدّدة، وذلك خلال خطابه الأخير، حتّى ارتفعت في معظم هذه المناطق شعارات مؤيّدة له وداعمة لمواقفه ومبدية استعدادها للانخراط في الحرب لكن من منطلق عشائري ومذهبي أراده الحزب أن يكون العنوان الأبرز لهذه التحرّكات التي حُكي أنّه أدارها تحت جنح الظلام.

في العودة الى أولى مراحل العلاقة بين «حزب الله» وعشائر بعلبك - الهرمل إبان وجود الاحتلال السوري في لبنان، يُمكن ملاحظة الشوائب العديدة التي طبعت العلاقة بينهما خصوصاً بعدما شعرت الأخيرة بالخطر الذي يتهدّد سُلطتها التي انقرضت مع الزمن لصالح الحزب بالإضافة إلى استبدال الأجهزة الأمنيّة السوريّة علاقتها معها لصالح أفراد مسؤولين في «حزب الله» الذي راح يقتسم المشاريع في مناطق الحرمان البقاعيّة ويقوم بتوزيع مردود محاصيل أراضيها الزراعيّة مناصفة بينه وبين شخصيّات نافذة من الأجهزة المذكورة من دون إغفال مساحات واسعة من هذه الأراضي قام بوضع يده عليها وأتبعها بدائرة مصانعه «الخاصّة» تحت إشراف أقارب قادة في صفوفه.

لكن وبعد مغادرة آخر جندي من النظام السوري في لبنان، عدل «حزب الله» عن قرار تحجيم هذه العشائر بعدما شعر بعدم قدرته على ضبطها بعكس «الضابط» السوري الذي كان يتولّى مهمة التنسيق بين الجهتين، فأخذ يستطلع آراءها وأوضاعها وإقامة مجالس صلح لفض النزاعات التي كانت تحصل بينها والتي كان هو من يقف وراء معظمها. ورغم محاولاته هذه ظلّ الحزب في نظر العديد من أبناء العشائر السبب الأساس في فقر حالهم وتراجع أوضاعهم المُستمّر لصالح جماعاته والمحسوبين عليه، حتّى عندما قرّرت الدولة اللبنانيّة تلف محاصيل نبتة «الحشيشة» بالقوّة، كان الأمر بالتنسيق مع الحزب لا مع أصحاب الشأن.

العديد من هذه المُمارسات الفوقيّة التي كان يُمارسها «حزب الله» بحق أبناء العشائر، كانت تنعكس قتالاً مُسلّحاً في العديد من المرّات بينهما سواء في البقاع أو في الضاحيّة الجنوبيّة وكانت تُسفر عن قتلى لكن دائماً كان يُحاول الحزب إعطاءها طابعاً فرديّاً. وهنا يقول العالمون في بواطن العلاقة التي تجمع بين الحزب والعشائر إنّ أساسها مبني على التهميش حتّى في شقّها السياسي بحيث ما زال حتى اليوم يمنع الحزب وصول أي مُرشّح لعدد من العائلات في الهرمل وبريتال وحور تعلا واليمونة، وكل هذا «التطنيش» على حد وصف أهالي بعلبك الهرمل من قبل الحزب، يجعلهم في صراع دائم معه، لكن يبدو أنه نجح أخيراً في كسب تأييد عدد منهم من خلال الترهيب والترغيب والوعود «العرقوبية» واللعب على غرائزهم المذهبيّة وتصويره اللبناني الآخر على هيئة سفّاح قادم لاجتثاث رؤوسهم عن أجسادهم.

وفي ظل محاولاته الدؤوبة للخروج من الأزمات التي ما زال يواجهها والتي كان آخرها من خلال محاولة إنشائه «الحشد الشعبي»، استعاد «حزب الله» بعض رموز زمن الحرب اللبنانية مثل المسؤول العسكري السابق في حركة «أمل» عقل حميّة وآخرين من المطلوبين بمذكرات توقيف للدولة يصل حكم بعض منها إلى المؤبّد، في خطوة شبّهها البعض وكأن هناك مُخطّطاً واضحاً يعمل عليه الحزب للعودة بالبلاد إلى زمن الحرب المذهبيّة وهذا ما بدا من خلال البيان الذي وزّعه أنصار أحد هؤلاء حيث استُحضرت فيه عبارات طائفيّة ومذهبيّة تعود إلى زمن معركة «كربلاء» وصولاً إلى حد التهديد بالقتل في حال لم يغادروا مدينة بعلبك خلال فترة محدودة. والأغرب أن «حزب الله» لم يُبادر إلى رفض أو استنكار هذا البيان الذي وقّع باسم «وجهاء العشائر البقاعية» خصوصاً أن الإعلان جاء من خلف عباءة نصرالله بحسب ما ورد في البيان.

البقاع الشمالي في حالة غليان كامل، هذا أقل ما يُمكن وصفه اليوم. العشائر البقاعية تداعت إلى اجتماع أمس الأول عبّرت خلاله عن استعدادها للقتال والموت في سبيل قُراها. اجتماع استحضرت فيه لغة تخوين امتهنها «حزب الله» وبرع في توجيهها منذ نشأته ولغاية اليوم. اللقاء لم يُنسب للحزب رغم أن قيادته هي من دعت اليه وهي التي نظّمته وأدارته من خلف الكواليس وكأنه أراد أن يُرسل من خلاله رسالة واضحة للدولة اللبنانية مفادها أنّ «الأهالي جاهزون لاقتحام بلدة عرسال وجرودها ما لم تتحركي وتقومي أنت بالدور ولكن تحت راية لواء القلعة«، ما يعني أن الفتنة قد بدأت قبل وقوع المعركة وهذا ما أراده نصرالله بالفعل عندما أشاد بـ»الحشد الشعبي» في العراق وتجربته التي اعتبرها بمثابة مشروع ناجح له في ما لو جرى تطبيقها في لبنان.

بكل تأكيد فإن ما قام به «حزب الله» مؤخراً، لا يمكن المرور عليه وكأنّ شيئاً لم يحصل، فالحزب بدأ يُعد العدّة بشكل كبير للمرحلة المقبلة وهذا ما يظهر جليّاً من خلال التجييش الذي يقوم به. استحضر «حزب الله» عبارات التخوين، استعاد رموزاً من زمن الحرب الأهلية ومنح غطاء واسعاً لعودة المطلوبين للقضاء الى قراهم والظهور على شاشات التلفزة وهم يتوعّدون فئة أساسيّة من الشعب اللبناني، وبهذا يكون لبنان أمام مرحلة صعبة وحرجة جدّاً أراد «حزب الله» أن يضعه فيها، وقد لا يكون الخروج منها إلّا بقتل أكثر من نصف مكوّنات الشعب اللبناني لا نصف طائفة كما وعد السيد نصرالله.

 

ربع الساعة الأخير والأقسى من الحرب في سوريا.. دقّ

أسعد حيدر/المستقبل/02 حزيران/15

تمرّ سوريا في «ربع الساعة «الاخير من أزمتها المفتوحة على جهنم. لا يعني ذلك ان النهاية اقتربت، وانه لم يبق الا القليل بعد انتهاء الأطول المليء بالدماء والدموع والخراب. بالعكس قد يكون ما تبقى الاصعب والاقسى والأكثر ألماً، لان سوريا تحولت منذ «عسكرة الثورة» وانخراط مختلف الدول الإقليمية والدولية في «حروبها»، الى ساحة صراع لتصفية الحسابات في ما بينها».

عَلى هذا الأساس فان المرحلة المقبلة التي ستمتد شهوراً وربما اكثر، ستشهد تصعيداً واسعاً ونارياً بين ما تبقّى من النظام الأسدي ومعه القوى التي تدعمه، اي ايران وميليشياتها («حزب الله« ولواء ابو الفضل العباس العراقي وغيره والافغان في فيلق الفاطميين الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم، و»الزينبيون» من الشيعة الباكستانيين) وموسكو، والمعارضات السورية من الجيش الحر وصولا الى «النصرة« و«داعش» في الضفة الاخرى ومعهم بحساب أعضاء التحالف وهم: السعودية وقطر وواشنطن وتركيا وفرنسا، في كل ارجاء سوريا وصولا الى العراق وداخله.

يكفي لتقدير مستقبل المواجهات التي تشتعل وستتصاعد الخسائر فيها اكثر فاكثر، ان معارك السنوات الأربع الاخيرة وان سقط فيها اكثر من مائتي الف قتيل فان معظمهم من المدنيين الذين سقطوا تحت البراميل المتفجرة. اما حاليا فانهيار معركة مشفى الشغور وحدها «سقط في داخله وفي محيطه من البساتين ضابطاً بينهم اللواء منصور قائد القوات الخاصة وعشرة عمداء وأحد عشر عقيداً وأربعة مقدمين وما تبقّى هم من النقباء والملازمين. الجيش السوري كمؤسسة وطنية لم يعد يتجاوز عديده الربع قبل «الحروب» والمطلوب سورياً ودولياً ان يبقى هذا الجزء سالماً حتى يمكن اعادة تشكيل الجيش السوري في المستقبل. من دون ذلك سـ«تتعرقن» سوريا في أحسن الأحوال اما في الاسوأ فإنها سـ«تتصومل».

خلف غبار المعارك في الداخل السوري، ستكون المفاوضات حامية ومتداخلة في مختلف العواصم المعنية. العقدة في هذا المشهد الدراماتيكي الطاحن، ان أيا من الفرقاء لم يقرر حتى الآن ماذا يريد فعلا الحصول عليه وما هو سقف مطالبه والحد المقبول لتنازلاته، اي الخط الأحمر الذي لا يمكن ان يكسره. مثالا على ذلك:

واشنطن تلعب منذ اربع سنوات دور «المقنن للأدوار وتدير الساحة من بعيد دون اي خسائر مادية او بشرية وهي تكاد تحقق صيغة الربح زائد الربح حيث الجميع بمن فيهم موسكو بحاجة إليها». ايران ستوقع الاتفاقية النووية التي قدمت الكثير من التنازلات التي لامست الخطوط الحمر لسيادتها. وموسكو تدرس الوضع لانه لا يمكنها الحصول على أوكرانيا وسوريا في وقت واحد. وهي تلعب لعبة جهنمية مع تنظيم «داعش« حيث لا تعمل على «اصابته الا بحساب». «داعش« ينقذها من المتطرفين الذين يشكلون خطرا داخليا عليها، «داعش« يريد فرض تطرفه وسلفيته داخل «دولته» ولا يفكر بالعمل على اختراق الحدود كما حصل مع «القاعدة». في هذه الحالة لن تحزن كثيرا على الضحايا من السوريين والعراقيين، ومن الشيعة والسنة، المهم بالنسبة للأميركيين ان يبقوا بعيداً عن خط النار.

اللعبة الأوبامية الأكثر خبثا في تاريخ الحروب، ان واشنطن تعلم ان الأسد استخدم السلاح الكيماوي مؤخرا وقد اعترف مسؤول أميركي بذلك في لقاء خاص في باريس بذلك، ولا تعمل شيئا وتتجاهله رسميا، والطائرات الأميركية تحلق ولا تقصف «داعش« الا ما يتناسب مع خططها وقد أكد ذلك المرشح السابق للرئاسة جون ماكين ( كشف ان من حمولة الطائرات تعود الى القواعد) كما ان الفرنسيين يشكون من ان طائراتهم لا تقصف في معظم الأوقات لان الأميركيين لم يعطوهم «بنك الأهداف». ايران وتركيا، اللاعبان الإقليميان الكبيران، يريدان الكثير لكنهما يعرفان ان «عيونهما بصيرة وأيديهما قصيرة»، بوجود الأميركي وحتى الروسي، لن يأخذ كل واحد منهما الا بحساب، خصوصا ايران بعد ان دخلت في صراع مكشوف مع المكون السني تحت شعار «الهلال الشيعي». يكفي ان تركيا تلعب تحت السقف الأميركي ولا تعمل على اختراقه مهما تذمرت. الجحيم فاض بالضحايا من السوريين، ولكنه قادر ايضاً على استيعاب الجميع..

 

عون : شعارات كبيرة ومطالب صغيرة

علي حماده/النهار/2 حزيران 2015

لا يختلف اثنان على ان احدى اهم ميزات العماد ميشال عون تتلخص في انه صاحب شعارات كبيرة ومطالب صغيرة في آن واحد . ففيما يطلق كلاما كبيرا يتعلق بالنظام والكيان وحقوق المسيحيين وشرعية مجلس النواب، نراه يخوض حربا طاحنة تارة للوصول الى سدة رئاسة الجمهورية، وطورا لإيصال صهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش. وكما في حمل الشعارات الكبيرة وطرح المطالب الصغيرة ذات البعد الشخصي، ففي مساراته تناقضات لا تخفى على المراقب. ففي حين ان مجلس النواب الممددة ولايته غير شرعي في عرف عون، نراه يطالبه (على الرغم من عدم شرعيته) بتشريع تأسيسي كتعديل الدستور في ما يتعلق بآليات انتخاب رئيس الجمهورية، هو اقرب الى تعديل في النظام اللبناني برمته. وفي حين يشن عون حملات المزايدة في تأييد الجيش، يعتبر ان قيادته غير شرعية، فيما ينتظر الجيش من الطبقة السياسية كل جهد لحماية معنوياته. وفي الوقت الذي يخوض معركة صهره شامل روكز للوصول الى قيادة الجيش، وبدلا من ان يشيع اجواء من الطمأنينة والثقة حول مرشحه الذي يبقى في نهاية المطاف جزءا من تركيبة عائلة - سياسية عونية، نراه يتصدر حملات التحريض على اقتحام بلدة عرسال، وتوريط الجيش في حروب "حزب الله" القلمونية والعرسالية بما يشيع مخاوف كبيرة حول نتائج وصول روكز الى الموقع العسكري الاول والاكثر حساسية في البلاد. فلماذا يطلق عون بنفسه النار على ترشيح شامل روكز؟

لقد قيل لعون قبل اكثر من عام ان ثمة مسارين لا ثالث لهما يفتحان له ابواب قصر بعبدا كمرشح يجمع عليه اللبنانيون. المسار الاول، ان ينفتح على نصف المسيحيين الذين لا يؤيدونه، وهم مسيحيو ١٤ آذار  ومعهم المستقلون من اجل انتزاع تأييدهم عبر الحوار والاقناع والخطوات السياسية الجدية. والمسار الثاني ان يثبت للنصف الآخر من اللبنانيين انه مرشح تسوية ، ويمكن ان يكون رئيسا وسطيا بين التيارين الكبيرين في البلد، ٨ و ١٤ آذار. بمعنى آخر ان يعيد تموضعه السياسي بخطوات فيخرج من ٨ آذار ولا يدخل 14 آذار، بل يقف في الوسط حكماً نزيها. لكن الواضح ان عون افترض ان ايقاف حملاته التحريضية ضد ١٤ آذار، و"تيار المستقبل"، ومسايرات الصالونات يمكن ان تعفيه من المهمّتين، فيبقى جزءا عضويا من ٨ آذار، وحليفا تاما لـ"حزب الله" ونظام بشار الاسد في لحظة اشتباك اقليمي كبير بين المنظومة العربية، والمشروع الايراني، وفي الوقت عينه يعلق خطابه المتوتر، ويكتفي بـ"تسهيلات" موضعية في الحكومة كثمن يدفعه للوصول الى الرئاسة.

شعارات كبيرة ومطالب صغيرة، ويتصدر عون وصهره الآخر الوزير جبران باسيل حملات التحريض ضد عرسال مواكبة لتحريض "حزب الله" وتهديدات امينه العام، والاعلان عن تشكيل ميليشيا مذهبية - عشائرية على غرار ميليشيا "الحشد الشعبي" السيئة الذكر في العراق ...  بعد ذلك، كيف يزعم انه مرشح توفيقي، او انه حقيقة يسهل وصول صهره الى قيادة الجيش؟ عجبا!

 

الحكومة باقية إلى ما شاءت... إيران ولا انتخاب لرئيس إلا بتسوية إقليميّة

اميل خوري/النهار/2 حزيران 2015

يعيش لبنان اليوم العصر الإيراني كما عاش من قبل العصر المصري والعصر الفلسطيني والعصر الاسرائيلي والعصر السوري، وكان الأطول، لأن الخلافات بين الزعماء اللبنانيين جعلتهم، ويا للأسف، لا يعيشون العصر اللبناني الصافي، فكان كل عصر من هذه العصور يسمي الرؤساء ويشكل الحكومات فاعتاد اللبنانيون ذلك بكل أسف أيضاً واكتفوا بالأمن والاستقرار وإن على حساب حريتهم وسيادتهم لأنهم يوضعون دائماً بين خيارين: إما كثير من الأمن وقليل من الحرية، وإما كثير من الحرية وقليل من الأمن، فاختاروا الأمن ليعيشوا بهدوء وراحة بال وما استطاعوا أن ينعموا بالأمن والحرية معاً...

وإذا كانت تلك العصور هي التي تعيّن الرؤساء والحكومات لأنها كانت تمتلك أكثرية نيابية تأتي بها قوانين تفصلها على قياس الموالين لها، فإن إيران التي تعذّر عليها الحصول على هذه الاكثرية لا في انتخابات 2005 ولا في انتخابات 2009 عمدت إلى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وأبقت باب تعطيل عمل السلطة التنفيذية والسلطة الاشتراعية مفتوحاً للتوقيت الذي تشاء... إلى ذلك فلا انتخابات رئاسية إلا إذا وافقت إيران على إجرائها ولا أحد يعرف متى، ولا تطيير للحكومة إلا بتوقيت إيران، ولا اتفاق على قانون جديد تجرى الانتخابات النيابية على أساسه إلا بقرار إيراني فيصار إلى التمديد للمجلس مرة ثالثة خوفاً من الفراغ الشامل. لذلك ليس "حزب الله" ولا "التيار الوطني الحر" يقرران تطيير الحكومة ليدخل لبنان دائرة الفراغ الشامل إنما إيران التي تنتظر طريقة التعامل معها سواء قبل الاتفاق على البرنامج النووي أو بعده، حتى إذا لم يعجبها فجّرت لبنان بالفراغ كما فجرت اليمن بالحرب وقبلها سوريا والعراق، وما إثارة الخلافات الحادة حول التعيينات الأمنية والعسكرية سوى "مقبّلات"، وما التهويل على مصير الحكومة سوى شكل من أشكال الضغط والمساومة والابتزاز إلى أن يحين وقت تعطي فيه إيران إشارة الإبقاء على الحكومة أو ترحيلها كما فعلت سوريا مع حكومة "الوحدة الوطنية" برئاسة سعد الحريري عندما أعطت إشارة إسقاطها خلافاً لاتفاق الدوحة، بإعلان استقالة الوزراء العشرة من دارة العماد ميشال عون في الرابية، وبالتالي إسقاط مبادرة "السين – سين" أيضاً. فلا دور إذاً لإيران في الوقت الحاضر سوى زرع الألغام في العراق وسوريا واليمن ولبنان لتفجيرها ساعة ترى أن الرياح لا تجري بما تشتهي سفنها في المنطقة، أو إزالة هذه الألغام إذا جرت كما تشتهي.

إن حكومة الرئيس تمام سلام تمّ تشكيلها بعد تسوية سعودية – إيرانية وبعد مرور 11 شهراً، وبقاؤها رهن باستمرار هذه التسوية أو زوال أسبابها، وما التعيينات العسكرية والامنية سوى اختبار لنيات ايران، وهل ستفجر الحكومة قبل الاجتماع الاخير للاتفاق على البرنامج النووي آخر الشهر الجاري ليشكل ذلك ورقة ضغط في يد إيران، أم أنها تفعل ذلك في ضوء نتيجة الاجتماع، فإما دمار وخراب في المنطقة، وإما حوار واستقرار وازدهار؟ وما تصرف "حزب الله" حيال التعيينات العسكرية والامنية، وحيال كل موضوع مثير للخلاف سوى انعكاس لموقف إيران. فإذا تضامن الحزب مع العماد عون، فإن ساعة ترحيل الحكومة تكون قد دنت وأبواب الفراغ الشامل تكون قد فتحت. وإذا لم يتضامن معه فإن الساعة لا تكون قد دقّت ويستطيع العماد عون القول عندئذ إن "قراره مستقل" ولكن من دون "أن يترك من يتركونه". فإلى متى يظل لبنان يعيش عصور هذا الخارج أو ذاك ولا يعيش عصره الصرف الذي لا غشّ فيه، ومتى يستطيع اللبنانيون أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم ولا يظلون محكومين أو مرتهنين لخارج سخّرهم لخدمة مصالحه، فلا حكومة تتشكل إلا بتسوية، ولا رئيس جمهورية ينتخب إلا بتسوية؟! لذلك فإن حكومة الرئيس سلام باقية إلى ما تشاء التسوية الإيرانية – السعودية التي جاءت بها، ولا انتخاب رئيس للبنان إلا بمثل هذه التسوية، ولا أحد يعرف متى وكيف، ومن الآن إلى أن تتمّ يخلق الله ما لا يعلم أحد...

 

الجنرال يدري أم لا يدري؟

راشد فايد/النهار/2 حزيران 2015

يعرف النائب ميشال عون ان ما يريده لن يتحقق: لن يكون رئيساً توافقياً أو وفاقياً، ولن يكون نسيبه قائدا للجيش بالاسلوب الذي يتبعه، وبنوده الاربعة للالتفاف على مجلس النواب وتزكية نفسه لا تقنع حتى متصحف الدستور، لا الفقيه به. اذاً، لمَ الاصرار والاستعجال فيما قيادة الجيش تشغر بعد 3 أشهر، وتسمية القائد تترك عادة لرئيس الجمهورية، الذي ينادي بتعزيز صلاحياته؟

يوضح الجواب ان لبنان ليس خارج الاضطراب الذي يجتاح المنطقة، وناره تحت رماد القلق. فاستقراره هش، وليس وليد ارادة داخلية جدية، بل سليل ضغوط قوى كبرى واقليمية. وما طاولات الحوار الثنائية إلا تعبير عن تدعيم لطاولة مجلس الوزراء، المهددة في كل جلسة. لن تسمح الدول راعية هذه الطاولة، بتحطيمها، وهي حاضرة لإنقاذ استقرارها، إذا هدده اعتكاف وزراء الجنرال، مثلاً، ولوّحوا بالاستقالة. عندها ستجد طهران موطئا على حلبة النقاش في وضع المنطقة عموماً، لتترجم سيطرتها على 4 عواصم عربية، منها بيروت، حيث تقف خلف الحزب، وتقرر له وعنه، والحزب يقف خلف الجنرال ويرعى توجهاته.

لن تستجدي طهران واشنطن لتدعوها الى البحث في خريطة النفوذ، بل هي تريد أن تستدعيها "تطورات ما" في المنطقة لـ" تجني" ثمرات زرعها. كادت المحاولة ان تنجح في آذار الفائت حين تدفق الحوثيون على عدن، وهددوا بالسيطرة على باب المندب، بالتوازي مع تقدم المفاوضات في الملف النووي الايراني. لكن "عاصفة الحزم" قلبت الموقف، وفيما ارجئ بت الملف النووي، سارت الأمور ميدانيا على عكس اشتهاء ايران، وفشلت محاولاتها للعب دور الناصح، كما فشلت في لعب دور المتحدي، بدليل تحويل سفنها إلى جيبوتي بعد ادعاء التمرد.

اليوم، وعلى وقع عودة المتفاوضين، واقتراب نهاية حزيران كموعد لانجاز الاتفاق النهائي، تحضر ايران لسيناريو تحريك النقاش في نفوذ تأمله يعطيها ما كان للشاه في ايام سطوته.

لن يكون حزب الامين العام هو أداة تفجير الازمة المخبوءة، بل سيكتفي بالمساندة، يقدمها الى اثنين: "لواء القلعة" الذي ابتدعه، وأحقية الجنرال المزعومة. وما اللافتات التي رفعت في البقاع لإعلان تلبية ندائه لاستيلاد "حشد شعبي لبناني" إلا نسخة سخيفة عن لافتات برع فيها "المكتب الثاني" في ستينات القرن الفائت، وانفضحت. فيما جولة الصهر الوزير في البقاع إشارة الى شعبية مدعاة قد تسمح بـ"لواء قلعة" مسيحي، يحضر الجنرال ما يشبهه في استدعاء وفود شعبية إلى دارته، في استعراض ممل للقوة. واذا كانت المراوحة الدموية الدولية – الاقليمية مستقرة على ما هي في سوريا والعراق واليمن، فما الذي يحرك النقاش سوى هز الاستقرار الهش في لبنان، بحيث يكون الحزب قريبا منها على بعد، وبعيداً على قرب؟

والجنرال يدري أم لا يدري؟

 

سلام لـ {الشرق الأوسط}: أخشى على لبنان وكل ما فيه.. والقوى السياسية على المحك

قال عشية زيارته للمملكة إن السعودية تخوض حربًا واضحة لا لبس فيها ضد الإرهاب

الشرق الأوسط/02 حزيران/15/بيروت: ثائر عباس

أبدى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أمله في أن تثمر المحادثات التي سوف يجريها اليوم، على رأس وفد رسمي موسع، مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، «مزيدا من التعاون السعودي - اللبناني في مجالات مختلفة»، مؤكدا أن السعودية هي من كبرى الدول العربية مكانة وقدرة، وهذا يتطلب التواصل معها وبحث كل هذه المستجدات التي ترخي بثقلها وسلبياتها على وضعنا العربي وشعوبنا العربية.

ADVERTISING

ورأى سلام أن المملكة العربية السعودية «تخوض حربا واضحة لا لبس فيها باتجاه الإرهاب وما يمثله من أذى وضرر على عقيدتنا ووطنيتنا وقوميتنا ومكانتنا كلنا. بالتالي علينا أن نتعاضد في مواجهة هذا الوضع». وعلق على تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بحق السعودية، معتبرا أن «لكل قوى سياسية أن تدلي بمواقفها ورأيها في أمر ما داخليا وإقليميا وخارجيا، لكن هذا لا يمنع أن نؤكد في كل مناسبة أنه على الرغم مما قد ينتج من أجواء غير مريحة لهذه المواقف، فإنه بالنسبة لنا، العلاقة مع السعودية هي علاقة عميقة ووثيقة وتتطلب مزيدا من التمتين والمتابعة».

وفي الملف الداخلي اللبناني، رأى سلام أن شغور موقع رئاسة الجمهورية منذ أكثر من سنة سبّب شللا جزئيا لعمل البرلمان، وأدى إلى تعثر في العمل الحكومي، وشدد على أن الوعي والإدراك مطلوبين من القوى السياسية كافة هما اليوم على المحك.

وقال سلام بخصوص بلدة عرسال إن «الجيش يعرف كيف يتصرف أمنيا لأن الحكومة والقرار الرسمي واضح، إذ هناك شعب لبناني وأراض لبنانية علينا جميعا أن نسعى للحفاظ عليهما وحمايتهما بكل الوسائل المتاحة». وفي ما يأتي نص الحوار:

*ما عنوان زيارتكم للمملكة العربية السعودية؟

- زيارة طبيعية تؤكد التواصل الدائم بين لبنان والمملكة العربية السعودية وتؤكد العلاقة العريقة والوثيقة الدائمة، التي تحتاج دائما إلى هذا التواصل وإلى هذه المتابعة. وصحيح أن هناك متابعة دائمة وحثيثة، خصوصا في ظل رعاية المملكة العربية السعودية للبنان في كثير من احتياجاته ومسائله وكثير من قضاياه، لذلك من واجبنا نحن اللبنانيين أن يكون لدينا عرفان بالجميل للمملكة، عبرنا وما زلنا نعبر عنه في كل المناسبات في ظل هذه الرعاية. بالتالي ستكون الزيارة مناسبة ليس فقط لتوطيد العلاقة، إنما لاستكشاف كل ما يمكن أن يساهم في تطوير هذه العلاقة وتثميرها بشكل نافع للبلدين وللشعبين وللمصلحة العامة وللمصلحة الوطنية والعربية العليا.

ونحن يهمنا أن نؤكد الموقف اللبناني الثابت، الذي يحظى بالتفاف لبناني واسع حوله، والذي يتلخص بالشكر العميق للمملكة لكل ما قدمته، وتقدمه – وستقدمه – للبنان. ونحن ندرك ونعي محبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للبنان وشعبه، وحرصهم على تعزيز وضع لبنان ورعاية اللبنانيين، وهذا ما عهدناه منهم ومن المملكة على الدوام.

*سوف يرافقك وفد رسمي رفيع.

- صحيح، سوف يكون معي وفد مؤلف من 5 وزراء، لمتابعة قضايا ثنائية بينهم وبين أقرانهم من المسؤولين السعوديين، وهذا شيء عادة يحصل عندما تكون هناك زيارات رسمية على هذا المستوى إلى بلد شقيق. وسيكون معي هذه المرة وزراء الدفاع والخارجية والداخلية بالإضافة إلى وزير الصحة ووزير الشباب والرياضة، وأنا أحرص على أن تكون الحكومة ممثلة من خلال الوزراء الذين يرافقونني في رحلات مثل هذه، ويتوقف تشكيل الوفود المشاركة معي في هذه الرحلات على طبيعة الزيارة والبلد الذي نزوره والموضوع الذي نحن بصدده والقضايا التي سوف نثيرها.

*تزورون المملكة في ظل وضع إقليمي صعب، وفي ظل كثير من التطورات في اليمن وسوريا، وغيرها. والأمور الإقليمية تتجه إلى مزيد من التعقيد، فكيف ترون الأمور حاليا؟

- لا شك أن هناك همّا كبيرا اليوم يطغى على كل الهموم، وهو ما يتعلق بالأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب أينما كان، والمملكة العربية السعودية تخوض حربا واضحة لا لبس فيها باتجاه الإرهاب وما يمثله من أذى وضرر على عقيدتنا ووطنيتنا وقوميتنا ومكانتنا كلنا. بالتالي علينا أن نتعاضد في مواجهة هذا الوضع لأن الأمة العربية لها تاريخها ولها وجودها ومستقبلها ويجب تعزيز كل ذلك من خلال وضوح الرؤية والتعاطي مع كل الدول العربية في ظل الجامعة العربية بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، والسعودية اليوم هي من كبرى الدول العربية مكانة وقدرة، وهذا يتطلب التواصل معها وبحث كل هذه المستجدات التي ترخي بثقلها وسلبياتها على وضعنا العربي وشعوبنا العربية.

هذه الشعوب تريد أن تحصل على ما يضمن كرامتها ويضمن حياتها واستمرارها، بشكل لائق كمجتمعات منتجة، وفي نفس الوقت تريد أن تعيش في راحة واطمئنان واستقرار، بالتالي كل الإجراءات والاتفاقات التي تحصل اليوم في عالمنا العربي بين الدول العربية هي مطلوبة لمواجهة هذا الواقع.

*مشروع القوة العربية المشتركة، هل وصل إلى لبنان؟ وما القرار اللبناني بشأنه؟

- ما زال في مجال البحث بين القيادات العسكرية. عُقد أول اجتماع وثاني اجتماع وسوف يكون هناك اجتماع ثالث بعد 10 أيام ربما، لتوضيح والاتفاق على صيغة لهذه القوة وبعض النقاط المتعلقة بالهدف من إنشائها وتحديد أدوارها، وكل هذا قيد البحث، لكن هذا أمر اتخذ فيه قرار في القمة العربية الأخيرة، ويجب أن يُعطى العناية الكافية لتعزيز الدور الأمني العربي في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة.

*ماذا تحملون معكم من لبنان إلى المملكة، خصوصا بعد أن مرّت فترة شاهدنا فيها بعض التشويش على العلاقة اللبنانية السعودية من أطراف لبنانيين، كحال خطابات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله؟

- كما تعلم نحن في بلد ديمقراطي، وهناك حرية لكل جهة ولكل قوى سياسية أن تدلي بمواقفها ورأيها في أمر ما داخليا وإقليميا وخارجيا، وهذا لا يمنع أن نؤكد في كل مناسبة أنه على الرغم مما قد ينتج من أجواء غير مريحة لهذه المواقف، إلا أنه بالنسبة لنا العلاقة مع السعودية هي علاقة عميقة ووثيقة وتتطلب مزيدا من التمتين والمتابعة. وما سننقله إلى المملكة هو في غاية الوضوح، بأننا بداية سنشكر الملك سلمان بن عبد العزيز وكل القيادة السعودية على رعايتهم للبنان واللبنانيين، اللبنانيين الموجودين في المملكة الذين يساهمون في نهضتها، واللبنانيين في داخل لبنان الذي عانى وما زال يعاني من أخطار كثيرة. وقد حرصت المملكة دائما على تزويده بما لديها من دعم معنوي ومادي، ومؤخرا دعم عسكري بشكل غير مسبوق لتعزيز وجوده الشرعي ووجوده الرسمي وسيادة البلد.

*ملف الهبة السعودية للجيش اللبناني بدأنا نلمس نتائجه على الأرض.

- أجل، الهبة العسكرية متقدمة جدا في توقيتها وفي حجمها وفي حاجة الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية اللبنانية إليها، في ظل الظروف الراهنة التي نواجه فيها جميعنا الإرهاب والإرهابيين بشكل مباشر. وهذا يساهم في تعزيز وتمتين المؤسسات الوطنية، وهذا ينعكس مباشرة على وحدتنا الداخلية، ونأمل أيضا أن تتابع المملكة هذا الدعم، خصوصا في المجال المدني والمجال الإنمائي، ودعم المجتمع اللبناني ودعم الاقتصاد والبنى التحتية في لبنان التي تواجه حالة مستجدة وغير مسبوقة بسبب وجود مليون ونصف مليون نازح سوري في رحاب لبنان. لذلك نحن بحاجة إلى كثير من الدعم لمواجهة هذا الوضع ومواكبته، خصوصا أنه مضى عليه اليوم 4 سنوات، وقد يستمر لفترة أطول، فنحن ثقتنا أن المملكة العربية السعودية لن تغفل أهمية هذا البعد الإنساني والمدني الذي يحتاج إلى دعم غير مسبوق بالحجم وفي التوقيت.

*بعد مضي سنة على شغور موقع رئاسة الجمهورية، تبدو الحكومة كآخر المؤسسات التي تعمل، لكنها مهددة بالانفجار من داخلها، فما العمل؟

- لبنان محصن من خلال اعتماد سياسة التوافق بين كل أبنائه وكل مكوناته، والمتمثلة بمواقف توافقية تحرص عليها القوى السياسية في ظل هذا الاهتزاز أو هذه المخاطر التي تحيط بنا في المنطقة. سيبقى البعد الميثاقي لوحدة اللبنانيين هو المرتجى من خلال التمسك بمؤسساتنا وبقواعد العمل الشرعية التي يرعاها الدستور. فما دمنا نحرص على وحدتنا الداخلية ونتجاوز خلافاتنا فسوف نحصن لبنان ونحميه، وفي هذا المجال يجب القول إننا نمر بأزمة سياسية استفحلت وأتعبتنا وما زالت، وانعكست سلبا في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي ظل الشغور الرئاسي، مما أدى بالتالي إلى شبه تعطيل للسلطة التشريعية، أي المجلس النيابي، وتعثر على مستوى السلطة التنفيذية، أي الحكومة وعملها، وهذا الأمر إذا ما استمر سيُراكِم كثيرا من الأجواء السلبية التي قد لا تساعد على الحفاظ على وحدتنا الداخلية في مواجهة الأخطار.

*هل تخشى على الحكومة؟

- أخشى على لبنان وكل شيء فيه، فالوعي والإدراك المطلوب من القوى السياسية كافة، هو اليوم على المحك، وكما يعلم الجميع هناك صراع سياسي يصب في أسماء وفي أشخاص وفي أمكنة بعيدة عما أنا شخصيا أراه في هذه المرحلة من ضرورة ممارسة سياسة التوافق، فلا مجال اليوم للمناكفات والصراع السياسي ولا لتسجيل مكسب من فريق على آخر أو انتصار من فريق على آخر، بل المطلوب اليوم التمسك بالتوافق الذي أفرج عن الحكومة منذ سنة ونصف، ويجب أن يفرج أيضا عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية. هذا التوافق في هذه المرحلة الصعبة هو السبيل والملجأ للخروج من الأزمة السياسة التي نتخبط فيها.

*ملف تعيينات القادة الأمنيين هو ما تلمح إليه، نحن نعلم أن وزراء تكتل العماد ميشال عون يطرحون تعيين قائد جديد للجيش، ويربطون مشاركتهم بالحكومة بهذا الموقف.

- أحد الملفات هو التعيينات، لكن يبقى الملف الأكبر والأبرز وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفي رأيي هذا يجب أن يتم إخضاعه إلى مقياس توافقي وإجراءات توافقية للخروج بشيء يساعدنا في هذه المرحلة. كما كان التوافق في تشكيل هذه الحكومة من خلال تسمية وتكليف رئيسها ومن خلال طبيعتها الائتلافية بمشاركة القوى السياسية كافة فيها.

*هذا الطابع الائتلافي في ظل غياب رئيس للجمهورية يعرقل عمل الحكومة في أماكن كثيرة.

- في الحقيقة، ما يعرقل عمل الحكومة هو تصرف ومواقف القوى السياسية، وهذه المواقف تعرقل كثيرا من الأمور وليس فقط عمل الحكومة، إذا ما اتخذت منحى حادا ومنحى تصادميا ومنحى تصفية حسابات.

*وضع الحكومة وتهديد وزراء عون بالاستقالة أو الاعتكاف، إلى أين يمكن أن يوصل؟

- هذا ما نسمعه في الإعلام وما يتم التداول فيه، لكن أنا شخصيا لم ألمس أي شيء جدي أو عملي في هذا الشأن، ونأمل أن لا تصل الأمور إلى أي تعطيل أو عرقلة.

*ماذا يعني لو حصل؟

- هذا يعني مزيدا من التعثر والضعف في مواجهة مرحلة صعبة جدا، لن نحصد منه سوى الضرر الكبير على الجميع في لبنان. ليس هناك من سيستفيد أو من سيخسر في هذا الموضوع.

*كيف تتم مقاربة ملف الوضع في بلدة عرسال الحدودية وجرودها من قبل الدولة اللبنانية؟ خصوصا أننا نرى طرفا لبنانيا يأخذ الأمور على عاتقه بمحاربة المسلحين الموجودين هناك، بينما الحكومة تؤجل اتخاذ القرار؟

- عرسال بلدة لبنانية صادف وجودها على تخوم حدودنا الشرقية مع حالة متمثلة بالإرهابيين الذين يرتعون في هذه التلال، وهناك طبيعة معينة تتمثل في وجود 80 ألف نازح سوري في البلدة وخارجها إلى جانب 35 ألف أبناء البلدة، ما نشأ عنه حالة من الصعوبة فرزها بحدة لأن هناك ناسا ومجتمعا وأبرياء، لا يمكن التصرف بشكل عسكري قاسٍ. ومع ذلك الجيش اللبناني أخذ الإجراءات اللازمة التي ربما أخذت بعض الوقت لحماية البلدة وأهلها ووضع حد لتحرك الإرهابيين في جرود عرسال. الجيش يعرف كيف يتصرف أمنيا لأن الحكومة والقرار الرسمي واضح، حيث هناك شعب لبناني وأراض لبنانية علينا جميعا أن نسعى للحفاظ عليهما وحمايتهما بكل الوسائل المتاحة.

*كيف هو تصوركم لمعالجة ملف النازحين السوريين في عرسال؟

- هذا أمر سوف يتطلب جهدا مميزا لمحاولة تخفيف هذا الوجود في هذه البلدة بالذات، وتوزيعه أو تخفيفه لحين إعادة النظر في توزيع هؤلاء النازحين في أماكن أخرى لتخفيف العبء عن عرسال نفسها. نتابع هذا الموضوع في الحكومة ونأمل أن يكون هناك بعض الخطوات الإجرائية التي تحقق هذا الشيء.

*من الواضح أن حزب الله وبشكل علني يخير الحكومة بين أن تقوم هي بإزالة هؤلاء من الجرود أو هو سيقدم على هذه الخطوة.

- قد يكون هناك مطلب أو موقف سياسي لقوى سياسية أو أخرى في هذا الأمر تعبر عنه من وقت إلى آخر، ولكن الأمر اليوم هو قيد البحث في مجلس الوزراء، وبرأيي علينا أن نستخلص الموقف الأفضل الذي يحمي شعبنا وأرضنا ويحقق سيادتنا في أفضل طرق، معتمدين في ذلك على جيشنا وعلى قوانا الأمنية ومؤسساتنا الشرعية.

*هو ليس موقفا سياسيا، بل موقف عسكري.

- ليس هذا الموقف العسكري بجديد، بل أصبح له فترة في ما يتعلق بالوضع الناشئ من التطورات في سوريا، وخصوصا ما يخصنا نحن منه.

*هل تقصد مشاركة حزب الله في الحرب السورية؟

- طبعا، على حدودنا الشرقية، وهذا أمر قيد المعالجة بشكل دائم بالوسائل المتوفرة، دون أن ينعكس بشكل سلبي أو مضر للبنانيين.

*هناك نمو لحركة جماعات مثل تنظيم داعش وكلامهم عن الوصول إلى البحر عبر لبنان، ماذا يعني لك هذا الكلام؟

- هذا الكلام ليس بجديد، منذ سنتين ونحن نسمع بهذا الكلام والتهويل وإطلاق التهديدات والوعيد. وسمعنا هذا الكلام، خصوصا في ظل الموضوع الذي أخذ دورا كبيرا وهو موضوع العسكريين اللبنانيين المحتجزين عند «داعش» و«النصرة»، وتم اللجوء إليه ابتزازا وتهويلا وتهديدا، وأخذ هذا الأمر حجما معينا، ولكننا في موقع الاستعداد للتعاطي كل هذا الأمر، وأبرز عناصر مواجهتنا لهذا الواقع هو ما يجب أن يتمثل بوحدتنا الداخلية، لأن أي ضعف أو أي تفكك أو تباين لن يساعدنا في مواجهة هذه التهديدات.

 

انهيار جيش النظام أمام ميليشيا التنظيم

غسان الإمام/الشرق الأوسط/02 حزيران/15

أنت اليوم، يا بنيَّ، في مسرح الدمى. مشاهد ومتفرج في مسرح للعبث. واللامنطق. واللامعقول. كل ما يتحرك أمامك مشدود إلى خيوط تمسك بها أيد تعرفها. ولا تراها. لكن الكل فقد القدرة على اختيار الاتجاه المناسب للحركة: الحكومة. المعارضة. الساسة. القادة. الجيوش. الميليشيات... وأنت أيضا، يا بنيَّ، تعبر جسر الحاضر إلى المستقبل، من دون أن تعرف ما ينتظرك؟! ما هو مصيرك؟! فأنت أيضا دمية محكومة بقوة فوضوية جبارة. قوة قادرة على القتل. القمع. الانتحار. الترويع. وليست قادرة على الحكم والتحكم بالظرف. بالحدث. بالمكان والزمان.

الحروب الأهلية أسوأ من الحروب النظامية. والحروب الدينية أسوأ الحروب الأهلية. لا قداسة للمقدس. لا رادع للغرائز الفالتة. في مسرح الدمى ينهار القانون. يتردى العرف. تتهاوى التقاليد. الجار عدو الجار. فقد ابتلع مسرح الدمى ذكريات تاريخ من الألفة. المحبة. التعاون. التعايش في أمن وسلام. المشاركة في فرح. والمواساة في عزاء. فما أسهل أن تغدو، يا بنيَّ، مرشحا للموت أسيرا بلا اعتبار لحياتك. لشبابك. لأطفالك! الكاتب لا يستطيع أن يكتب عما يجري في العراق، من دون أن يعرف ما يجري في سوريا. لبنان. مصر. ليبيا. السودان. اليمن... من المستحيل أن تحلل «داعش»، من دون أن تفسر الإرهاب الذي يجمع «النصرة». «القاعدة». «بوكو حرام». «حزب الله». الحوثية... الإعلام العربي يجد صعوبة بالغة في تقديم صورة حقيقية وأمينة إلى الرأي العام ورجل الشارع، عن الحياة داخل دولة التنظيم «الداعشي» أو «القاعدي». لأن لا «داعش» تسمح للإعلام بدخول دولتها. ولا الإعلام يملك الاستقلالية والحيادية، لتغطية الأحداث والتطورات في مناطق حدوثها وانفجارها.

كان ذلك ممكنا في الماضي. أوفدت دار «أخبار اليوم» المصرية المستقلة موفدين صحافيين لتغطية أحداث عربية وغير عربية. بنى الصحافي محمد حسنين هيكل شهرته على سلسلة التحقيقات (الريبورتاجات) التي أجراها في ميادين «حرب النكبة» (1949). ثم الحرب الكورية في أوائل الخمسينات.

كان بالإمكان رصد ظاهرة استراتيجية كبيرة. ظاهرة إخفاق الجيوش النظامية أمام «التنظيم». أخفقت الجيوش العربية في مواجهة التنظيمات اليهودية. لأنها كانت ضعيفة التسليح. ولا تملك قيادة عسكرية موحدة. بل ليست راغبة في الدفاع عن النظام العربي الذي لم يكن قد استكمل استقلاله في الأربعينات. حتى الجيوش الأميركية والأوروبية هزمت أمام التنظيمات الثورية المسلحة. هزمت أميركا وفرنسا في فيتنام والهند الصينية. أخفقت الصين في القضاء على تايوان. وها هي أميركا تنسحب أمام الميليشيات من الحروب التي شنتها في العراق. وأفغانستان. وهي تقاتل الإرهاب من الجو بتقنية الحرب الحديثة التي ابتكرت الطائرة المغيرة عشوائيا (النحلة / درون). تكررت هزيمة الجيوش العربية في حرب «النكسة». لأنها لم تكن راغبة في الدفاع عن نظام عربي مترهل في مصر. وسوريا. واضطر عبد الناصر والسادات إلى إعادة بناء الجيش المصري الذي ثأر لكرامته في حرب أكتوبر (1973). أما الأسد فعكف على بناء جيش طائفي يحمي نظامه الفاسد. ويرتكب المجازر في حماة وإدلب. ثم يؤسس مع ابنه بشار مؤسسة أمنية خانقة للشعب. ومراقبة للجيش الذي يتراجع، وينهار اليوم في الانتفاضة التي استولت عليها التنظيمات الدينية المتزمتة.

انهارت الدولة الشيوعية الروسية، بعد فشل الجيش الروسي أمام التنظيم الديني الذي سلحته أميركا في أفغانستان. وانهار النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية، لأن جيوش الآيديولوجيا رفضت الدفاع عنه. بعد الهزيمة المرة في الحرب العالمية الثانية، رفضت ألمانيا واليابان إعادة بناء جيوشها المهزومة. وقبلت بمظلة الحماية الأميركية في الحرب الباردة.

في حروب الانتفاضة العربية، رفض الجيشان التونسي والمصري مقاتلة الثوار والتنظيمات. في سوريا، كفل إلى الآن الحلف اللاطبيعي الفارسي / العلوي الحماية للنظام بارتكاب الترويع والمجازر. وها هو الجيش الطائفي ينسحب أمام التنظيم «الداعشي» و«القاعدي» من شرق سوريا. وشمالها الشرقي. ووسطها. وجنوبها.

جيوش إيران استخدمت على شكل ميليشيات في قمع الشباب الإيراني الرافض لنظام مذهبي خارج من تابوت التاريخ. إيران لم تهاجم إسرائيل. كلَّفت «حزب الله». فقتل 1200 لبناني بوحشية الطيران الإسرائيلي (2006). إيران سوف تقاتل في سوريا إلى آخر شيعي لبناني. فأعادت استخدام الحزب كمرتزقة في سوريا. وتحاول استخدام الجيش اللبناني لحماية خطوط الحزب اللوجيستية.

ستضحك، يا بنيَّ، على انهيار جيش المالكي الذي دربته أميركا. فقد اختفى مع ولادة «الدولة الداعشية» في الموصل. ثم انهار مرة ثانية في تكريت. ثم فرت فلوله للمرة الثالثة من الرمادي في حرب الأنبار الراهنة، تاركة وراءها في المرات الثلاث أسلحتها الثقيلة الروسية والأميركية.

لتغطية فشل أميركا أوباما في بناء جيش عراقي، فقد حمّل وزير الدفاع آشتون كارتر حكومة حيدر العبادي مسؤولية الفشل. ساخرا من جيش «لا يملك الرغبة وإرادة القتال». ثار العبادي على صراحة كارتر. فأعلن أن جيشه سيحرر الرمادي من «داعش» خلال ساعات. ثم خلال... أيام. ثم ترك فجأة للميليشيات العراقية العميلة لإيران، بقيادة «الحجي» قاسم سليماني، مهمة «تحرير» الرمادي (السنية) تحت شعارات مذهبية وصور إيرانية. المضحك المبكي أن الوزير الأميركي كارتر كف عن النقد اللامباح. وأعلن استئناف الطيران قصف «قندهار» العراق، مشكلا المظلة الجوية لميليشيات سليماني!

هل هزائم الجيش العراقي تشكل انتصارا لميليشيا «داعش»؟ على المدى الطويل سوف تفقد «داعش» زخم حماستها القتالية، نتيجة لحربها على أكثر من جبهة. ولتزمتها الداخلي المروِّع. وخسارتها الإعلامية للرأي العام العربي والدولي. ومحاولتها العبثية، لنقل حربها الإرهابية إلى الداخل السعودي.

ليست هناك تقنية أمنية متوفرة لأية دولة في العالم، أمام انتحاري مزنر بحزام الموت الجماعي. العرب الذين رفضوا استهداف «داعش» والميليشيات الشيعية للسنة، يرفضون استهداف «داعش»، لإخوتهم الشيعة في السعودية. أرسل العاهل السعودي ولي عهده ووزير داخليته، إلى الأخوة الشيعة، لطمأنتهم. ومواساتهم. فأمنهم من أمن السعودية أولا وأخيرا.

لكن هل التنظيم الإرهابي قادر على الحلول محل النظام العربي الذي فشل جيشه في سوريا. وتونس. ومصر. وليبيا. والسودان. واليمن؟ أجيب بأن فتح ملف التسويات النهائية في المنطقة العربية، لن يكون عمليا، إلا عندما تتوفر الإرادة العربية والدولية، لإنهاء وجود الميليشيات المسلحة. تماما كما حدث في لبنان، بعد إنهاء السعودية الحرب الأهلية، بموجب اتفاق الطائف الذي بقي صالحا، لإجبار سوريا على سحب جيشها، بعد اغتيال رفيق الحريري (2005). بقي «حزب الله». وأحسب أن التسوية النهائية مستحيلة في المشرق العربي، مع احتفاظ إيران بميليشيا حزبية مسلحة تعطل انتخاب رئيس ديمقراطي في لبنان. وتعرقل إزاحة رئيس ديكتاتوري في سوريا.

 

صاروا يتحدثون مع الشيطان!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/02 حزيران/15

على الرغم من الشعارات الحوثية البالية، مثل {الموت لأميركا}، وكل ما يردده عبد الملك الحوثي، ومثله الثرثار حسن نصر الله، عن أميركا، والمؤامرة الأميركية، فإن الأخبار، وبحسب ما كشفته وكالة «رويترز»، تقول إن هناك وفدا حوثيا في سلطنة عمان يفاوض مسؤولين أميركيين لدفع جهود حل الأزمة اليمنية!

وكما نرى فإن إيران، وأتباعها، من حزب الله، والحوثيين، والمحسوبين عليها في العراق، يشتمون الشيطان الأكبر أميركا ليل نهار، ويتهمون الآخرين بالعمالة لأميركا، بينما يهرولون لمفاوضتها، وحتى الاستعانة بها. يحدث ذلك من قبل إيران نفسها التي تفاوض الإدارة الأميركية الحالية، وتزعم التشدد تجاه واشنطن، بينما يخرج الجنرال قاسم سليماني منتقدا التردد الأميركي بالتعامل مع «داعش» بالعراق، حيث يقول سليماني، وبحسب ما نشرته وكالة «مهر» الإيرانية، إن الرئيس «أوباما لم يحرك ساكنا حتى الآن لمواجهة (داعش).. ألا يظهر ذلك بأنه لا توجد رغبة في أميركا لمواجهته؟». مضيفا، أي سليماني، أن إيران هي التي ستتصدى لـ«داعش»! علما أن إيران كانت تنتقد التدخل الأميركي في العراق ضد «داعش» من خلال التحالف الدولي، وكانت تقول، أي إيران، إنها قادرة على القضاء على «داعش»، مما يظهر الارتباك الإيراني، والضعف، نتاج حرب الاستنزاف التي تخوضها إيران بالمنطقة، وتلك قصة أخرى. والحديث مع الشيطان الأكبر، أميركا، ليس هدف الإيرانيين وحدهم، أو أتباعهم في اليمن، ولبنان، والعراق، بل هو أيضا هدف المجرم بشار الأسد المستميت من أجل فتح ولو نافذة تفاوض سرية، أو تنسيق استخباراتي، مع الأميركيين لتسويقه على أنه نصر لنظامه المتهاوي، والقول بأن الغرب عاد يطلب وده، وكما فعل مرات عدة، قبل الثورة السورية، وبعدها. والحقيقة هي أن جميع من كانوا يهاجمون الأميركيين، ويتهمون خصومهم بأنهم عملاء للأميركيين، يسعون الآن للتفاوض، وفتح قنوات سرية، مع من كانوا يسمونها الشيطان الأكبر، وهذا ما ينطبق حتى على الجماعات الإسلامية بمنطقتنا، وعلى رأسها الإخوان المسلمون، ومن هم تحت مظلتهم، فالإخوان يستميتون الآن من أجل الوصول للأميركيين، والتأثير فيهم مجددا، وكما فعلوا في السنوات الماضية في أوائل سنوات حكم الرئيس أوباما، وأثناء سنوات الربيع العربي، حيث يريد الإخوان من الأميركيين الآن التدخل لإعادتهم للحكم في مصر، أو على الأقل استعادة بعض ما خسروه.

يحدث كل ذلك، أي مهاجمة أميركا الشيطان الأكبر، ثم محاولة الحديث معها، ورغم اتهام الآخرين بالعمالة وخلافه، لسبب بسيط وواضح وهو الاستماتة من أجل الوصول للسلطة مثل الحوثيين، أو البقاء بها مثل حماس، وآخرين، ومن أجل توسيع النفوذ في الحالة الإيرانية. خلاصة القول هي أن الجميع يشتم، ويخوّن، ثم يهرول للحديث مع الشيطان الأكبر، أميركا، هذه هي منطقتنا، وهذه هي طبيعة الأنظمة والميليشيات التي تدعي المقاومة والممانعة المزيفة، حيث لا يريدون تجريب العقل، وفرض المنطق، وحقن الدماء، ولو مرة واحدة!

 

معركة سوريا بين مصر والسعودية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/02 حزيران/15

لأكثر ما لفت انتباهنا أن وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير كان واضحا في التعبير عن الموقف من سوريا، بما يعكس ما دار في أول نشاط له بعد تقلده منصبه في القاهرة. قال إنه اتفق مع نظيره المصري على أنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد، ولا بد من «إخراجه» من أجل التوصل إلى حل سياسي، وأن الحل السياسي يقوم على المحافظة على المؤسسات العسكرية والمدنية هناك. وهذا دفع وزير إعلام الحكومة السورية إلى تغيير لغة الشتائم البذيئة هذه المرة باتجاه الجبير!

فإذا كانت السعودية ومصر فعلا اتفقتا على إخراج الأسد فإنه في نظري تطور نوعي ومهم، لأن الحكومة المصرية كانت دائما لا تحبذ الحديث عن تغيير في سوريا، بِما يوحي أنّها ضد الثورة هناك. كما أن حكومة دمشق تبرعت مرات كثيرة في السابق بالتعبير عن موقف مصر، مؤكدة أنها ضد التغيير ومع نظام الأسد، وضد الموقف الخليجي.

وقد ظل الموضوع السوري محل اختلاف هادئ بين الرياض والقاهرة حتى سمعنا ما نقله الوزير الجبير عن اتفاق حول سوريا دون الأسد، وفوق هذا اتفاق الجانبين على ضرورة إقناع روسيا بتغيير موقفها، كونها لاعبا مهما في الإقليم، وسببا رئيسيا في بقاء الحكم الأسدي كما هو حتى الآن.

لماذا التغيير؟ هناك ثلاث تطورات خطيرة وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية تفرض على الجميع تعديل مواقفهم. «داعش» نفذ عمليتين إرهابيتين كبيرتين لأول مرة داخل السعودية، وفرع «داعش» في ليبيا استولى على مدينة سرت النفطية، وقبل ذلك استولى التنظيم الإرهابي نَفْسُه على عاصمة محافظة الأنبار العراقية.

التشاور المصري السعودي، مع التصريحات الغربية المشابهة، المؤيدة لحل سياسي وسط، قد تعني أن الجميع باتوا مستعدين لتنازلات متبادلة، وأن هناك حلا معقولا قد يرضى به معظم الأطراف المختلفة. الاتجاه هو نحو بلورة نظام هجين لسوريا، حكومة من النظام الحالي مع المعارضة، دون الأسد، والمحافظة على هيكل الدولة، والمحفز للفرقاء المختلفين أن يتفقوا نحو تنظيم «داعش» الذي صار يحكم معظم سوريا، في حين بقي للنظام والمعارضة المعتدلة معًا نصف سوريا. وخطر تنظيم داعش بقدراته التي استولى عليها، وتمددّه إلى العراق، وأقرب امتحان لهذا الاختيار مؤتمر المعارضة السورية الذي تبنته القاهرة ويعقد على أرضها بعد أيام، ويشارك فيه مائتا شخصية، والذي لا يزال محل جدل كبير، خشية أن يكون مجرد فصل آخر من مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد قبل أسابيع في العاصمة الروسية وفشل فشلا ذريعا لأنه كان مجرد مسرحية لتلميع النظام والمعارضة المحسوبة عليه.

إذا نجح المصريون في جلب معارضة الداخل متعهدين بتأييد الحل الوسط، نظام هجين دون الأسد، سيُصبِح خطوة كبيرة ونجاحا كبيرا للسياسة المصرية. لكن من قوائم المدعوين الأولى تبدو أنها وجوه منتدبة من نظام الأسد، وستعمل بجهد كبير من أجل إفشال المؤتمر. هذه المعارضات محسوبة على النظامين السوري والإيراني، ولم يصدق أحد منذ البداية أنها أصلا معارضة، بل واجهات للحكم.

مع هذا يبقى لدى مصر قدرة على تنظيم مؤتمر ينسجم مع التوجه الدولي الجديد، وقد يمكنها إقناع روسيا بالقبول بحل النظام الهجين.

 

الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي يتهم نصرالله بإثارة الرعب في قلوب أنصاره

السيد الحسيني لـ”السياسة”: حزب الله ليس لبنانياً ولا يمثل الشيعة إنه يقاتل في سورية دفاعاً عن الظالم

السيد محمد علي الحسيني/بيروت – “السياسة”:02 حزيران/15

أعلن الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي العلامة السيد محمد علي الحسيني, أن “حزب الله” يخوض في سورية معركة دفاعية, ليس عن لبنان وإنما عن وجوده وعن النظام السوري, معتبراً أن هذه المعركة لا سند شرعياً أو أخلاقياً لها, لأن الإسلام يحثنا على نصرة المظلوم, أي الشعب السوري, وليس مساعدة الحاكم الظالم.

وإذ حمل “حزب الله” مسؤولية الوضع المأزوم في لبنان, بسبب تعطيل الانتخابات الرئاسية, فإنه حذر من أن تورط “حزب الله” في سورية, سيجلب الجماعات المسلحة إلى الداخل اللبناني.

وأكد أن عاصفة الحزم العربية في اليمن شكلت بداية نهاية المشروع الإيراني الفارسي في المنطقة, معرباً عن تفاؤله بقدرة العرب على هزيمة هذا المشروع.

مواقف الحسيني جاءت في حوار أجرته معه “السياسة” وهذا نصه:

* بعد عام على الشغور الرئاسي وفي ظل الوضع الأمني المتوتر, كيف تنظرون إلى الوضع اللبناني الآن?

- لا شك في أن الوضع خطير للغاية, نظراً إلى تراكم الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وما يعرفه اللبنانيون اليوم, أن ثمة جهة واحدة تقف خلف مأساة لبنان حالياً, وهي “حزب الله”, فالشغور الرئاسي, سببه تعنت العماد ميشال عون الذي يريد الكرسي لنفسه, ولكن المعطل الحقيقي للانتخابات الرئاسية هو “حزب الله”, الذي يدعم حليفه في عناده, وذلك لغاية في نفس يعقوب. وبطبيعة الحال, فإن الفراغ الرئاسي أدى إلى كل الأزمات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

أما على الصعيد الأمني, فإن التوتر معروف الأسباب أيضاً, وهو تورط “حزب الله” في الحرب السورية, وقد سبق أن حضر أعداء الحزب إلى لبنان بسياراتهم المفخخة, وهم اليوم يصدون هجماته على الحدود السورية ويهددون بنقل الحرب إلى لبنان.

* يقول “حزب الله” إنه يدافع عن لبنان, كي لا يجتاحه مسلحو “النصرة” و”داعش”, ما رأيكم?

- لا أحد يعرف بالتأكيد ما إذا كان لتلك الجماعات مخططات لاجتياح لبنان. ما نعرفه أنها تقاتل النظام السوري داخل أراضيه, ولم تحضر إلى لبنان, إلا عندما أرسل “حزب الله” مقاتليه إلى القصير والزبداني وغيرهما. وكان الأجدى ب¯”حزب الله” أن يدعم جهود الدولة اللبنانية لتسليح الجيش وتعزيز قواه, ليتمكن من الذود عن الحدود, إذا قرر المسلحون مهاجمتها. وفي أسوأ الأحوال, يمكن “حزب الله” المشاركة في القتال داخل لبنان, إذا حصل هذا الهجوم, عندها نصدق أنه يدافع عن لبنان.

* ما هو الموقف الشرعي والأخلاقي من تدخل “حزب الله” في سورية?

- هذا التدخل مرفوض شرعاً وأخلاقياً, أولاً لأن الإسلام علمنا نصرة المظلوم, أي الشعب السوري, وليس مساعدة الحاكم الظالم. وما يجري في سورية هو ثورة المظلومين ضد دكتاتور كافر ومتوحش. ووقوف “حزب الله” إلى جانب هذا الديكتاتور يتناقض مع تعاليم الإسلام وينسف كل تعاليم المذهب الشيعي, الداعية إلى نصرة الحق ونبذ الظلم. أما على المستوى الأخلاقي, فلا يمكن أياً كان أن يبرر مساعدة نظام يقصف شعبه بالأسلحة الكيماوية وبالبراميل المتفجرة وبأكثر أنواع الأسلحة فتكاً.

تابع للولي الفقيه

* لماذا يقاتل “حزب الله” إلى جانب النظام السوري وهو الذي يدعي تمثيل الشيعة?

- “حزب الله” ليس حزباً لبنانياً, ولا يمثل الشيعة اللبنانيين, إنه تابع كلياً للولي الفقيه الإيراني, فهو مصدر رزقه ووجوده. إنه يقاتل في سورية دفاعاً عن نظام بشار الأسد الذي تعتبره إيران رأس حربة فارسية في الجسد العربي, كما أن سورية ولبنان في المخطط التوسعي الإمبراطوري لبلاد فارس, هما مجرد قاعدتين إيرانيتين على البحر الأبيض المتوسط, وقد أعلن مسؤولون إيرانيون بارزون هذا الأمر من دون خجل. لقد خاض “حزب الله” حرب 2006 ضد إسرائيل, لتثبيت النفوذ الإيراني على طاولة التفاوض الإقليمي الدولي, واليوم يخوض الحرب في سورية للأسباب نفسها, ولكن مع فارق جوهري هو أن الحرب الأولى كانت هجومية لتعزيز الملف النووي الإيراني, أما الثانية فهي دفاعية, بعد أن قامت الثورة السورية لإسقاط أحد المعاقل الإيرانية على المتوسط.

* وما تداعيات ذلك على لبنان وعلى الشيعة خصوصاً?

- التداعيات سلبية وخطيرة على لبنان, لأن “حزب الله” يعرض هذا البلد لخطر الجماعات المسلحة, خصوصاً “داعش” و”النصرة”. والشيعة الذين هم جزء من الشعب اللبناني, سيدفعون ثمن المغامرات العسكرية خارج الحدود, فحتى قبل أن تنتهي المعركة, تسبب “حزب الله” بخسائر فادحة للطائفة الشيعية في الأرواح والأموال والمصالح.

أصيب لبنان نتيجة تورط “حزب الله” في سورية, بتعطيل مؤسساته الدستورية وتوقف الحياة السياسية فيه, وكذلك بشلل مرافقه الاقتصادية, وبات الناس يبحثون عما يسد رمقهم, بدلاً من التفكير بمستقبل مزدهر.

* يُقال إن “حزب الله” بدأ يشعر بالوهن بعد أربع سنوات من القتال في سورية, كيف قرأت الخطابين الأخيرين للسيد حسن نصرالله وتلويحه بإعلان التعبئة العامة?

- من المؤكد أن “حزب الله” خسر الكثير من قدراته البشرية والعسكرية في هذه الحرب, فقد بدأ تورطه بأعداد غير كبيرة من المقاتلين في عدد محدود من المناطق السورية. ولكنه اليوم موجود على امتداد مساحة سورية وبأعداد هائلة من المقاتلين, ورغم ذلك لم يمنع انهزام النظام السوري في الكثير من المحافظات السورية, بحيث بات وجوده ينحصر في ربع مساحة سورية فقط. كان “حزب الله” يتلقى هذه الهزائم بصمت, ولكن عندما سقطت جسر الشغور وبات الخطر قريباً من الحدود اللبنانية, بدأت التساؤلات الجدية داخل “حزب الله” نفسه, عن جدوى القتال إلى جانب نظام ينهار, وأصيبت الأوساط الداخلية في الحزب بالإحباط وبهبوط المعنويات, ونصرالله عبر عن ذلك بصراحة في خطاب يوم الجريح في 14 مايو, حين تحدث عن خطر وجودي يداهم الحزب, ورفض أن يصاب أحد من جماعته بالإحباط, مستخدماً كل وسائل التحفيز الديني والمذهبي من خلال التشبه بأهل البيت, داعياً إلى القتال حتى النهاية حتى “لو أدى إلى مقتل ثلاثة أرباعنا”, وهو كلام أثار الذعر في قلوب أنصاره, بدل الطمأنينة, لذلك سارع إلى تغيير لهجته بعد أيام قليلة, في خطاب احتفال ذكرى التحرير في 24 مايو, حيث كان لافتاً توجهه إلى المسيحيين والسنة خصوصاً بالتهويل والتخويف من خطر التكفيريين, ولم يركز على الشيعة كما في الخطاب الأول, كأنه يحاول أن ينقل الخوف من طائفته إلى الطوائف الأخرى.

الخلاصة أن الخطابين تعبويين يهدفان إلى رص الصفوف وشد الهمم, بعد أن وصل تورط “حزب الله” في الحرب السورية نقطة حرجة باتت تهدد فعلياً وجوده.

* كيف تنظرون إلى مواقف نصرالله من أحداث اليمن, وما سبب هجومه على المملكة العربية السعودية?

- ما يجري في اليمن لا يختلف عما يجري في العراق وسورية ولبنان, إنها حرب إيرانية على الدول العربية للاستيلاء عليها وضمها إلى الإمبراطورية الفارسية الحديثة. في اليمن وجدت طهران في الحوثيين خير سند لمخططاتها, فدعمتهم ومولتهم للانقلاب على الرئيس الشرعي الذي حملته ثورة شعبية سلمية إلى سدة السلطة. والهدف الإيراني ليس اليمن بحد ذاته, وإنما أرادوا لهذا البلد أن يتحول رأس حربة فارسية في الجسد الخليجي, وتهديد أمن منطقة الخليج كلاً, خصوصاً من خلال استهداف المملكة العربية السعودية.

كانت “عاصفة الحزم” العربية, نقطة تحول ستراتيجية في الصراع في المنطقة, لأنها شكلت شرارة الانطلاق لحملة عربية ناجحة, تتصدى للزحف الإيراني المقنع وتلجمه وتدحره, من هنا جاء الغضب الإيراني الذي عبرت عنه أبواق طهران, ومنها “حزب الله”. بالتأكيد لم يهاجم نصرالله المملكة العربية السعودية لأسباب لبنانية, فهي كانت ولا تزال في مقدم الداعمين للبنان, سياسياً وعسكرياً واقتصادياً, باستثناء أن “حزب الله” انزعج كثيراً من الهبة السعودية السخية للجيش اللبناني, فكانت سبباً إضافياً للتهجم عليها, فهو لا يريد للجيش اللبناني أن يقوى ويعزز قدراته بشكل يمكِّنه من تولي الأمن في لبنان داخلياً وعلى الحدود, لأن هذا يضيق على الحزب ويحد من مخططاته العسكرية.

* وما آفاق الصراعات في المنطقة وتأثيراتها على لبنان?

- رغم مأسوية الأوضاع الراهنة, أميل إلى التفاؤل بالمستقبل, وأعتقد أننا في بداية نهاية المأساة العربية المتمثلة بحروب هنا وهناك, فالنظام السوري يوشك على السقوط وسيسقط معه حليفه الإيراني المتحكم بلبنان. وفي اليمن, فإن الموقف العربي الحازم, لجَمَ التدخل الإيراني, وهو قادر على إعادة الأمور إلى نصابها. أما العراق, فقد شكل سقوط نوري المالكي, رجل طهران, بداية جديدة, ويمكن التخلص من خطر “داعش” في العراق إذا استمر الموقف العربي على ثباته وأجبر المجتمع الدولي على تكثيف حملته.

بطبيعة الحال, المعركة طويلة وتتطلب جهوداً استثنائية, لكن الشرط الأول لكسبها, توافر القرار العربي الموحد بشأن اليمن ولا بد أن يستكمل بقرار إنشاء القوة العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب, فإذا استمر هذا الحزم العربي, سيتمكن من فرض إرادته على مجلس الأمن, ليتبنى هذه المعركة وفقاً للشروط والمصالح العربية.

أما لبنان, فيعيش انعكاسات ما يجري في هذه الدول, ورهاننا هو على أن يتمكن العرب من هزيمة المشروع الإيراني في المنطقة, وتصفية ذيوله وأتباعه, وعندها يعود لبنان إلى عافيته, باحتضان من أشقائه العرب.

وقود الحروب الإيرانية

* تزعم الدعاية الإيرانية أن تدخل طهران في الدول العربية, هدفه حماية الشيعة العرب وأنتم تقولون إن النظام العربي قادر على هزيمة المشروع الإيراني, فما وضع الشيعة? وما مصيرهم?

- بداية, المشروع الإيراني لا يحمي الشيعة العرب, بل يستخدمهم وقوداً لحروبه, وطهران تدعم الأحزاب والجماعات التي تتمرد على دولها العربية من أجل اختراقها وإسقاطها. ومن ناحية ثانية, لا يمكن الحديث عن فئة شيعية عربية ككتلة موحدة تنصاع إلى المشروع الفارسي, فالشيعة العرب هم مواطنون في دول عدة, ويشكلون جزءاً من شعوبها ويتبعون أنظمتها ويشاركون في مؤسساتها الدستورية, كما في الكويت مثلاً, كما أنهم لا يشكلون حالة خاصة استقلالية أو انفصالية. ربما هذا ما تريده طهران منهم, ولكن لم نسمع أي جهة شيعية ذات وزن تسعى لذلك.

ونحن إذ نؤكد عروبة الشيعة في هذه الدول, ونجزم أن أكثريتهم الساحقة تدين بالولاء لأوطانها ولأنظمتها, ندعو المغرر بهم من أبناء الطائفة الشيعية إلى التنبه لمخاطر الانجراف وراء الدعاية الإيرانية الكاذبة, فنظرية الولي الفقيه مجرد بدعة إيرانية, ألبسوها لبوس الإسلام والتشيع لأهداف سياسية تتمثل في المشروع الإمبراطوري الفارسي. في الوقت نفسه, نحن نعمل على تنوير جماعتنا المذهبية إلى أن مصلحتها في استقرار دولهم ورخائها وازدهارها, ودليلنا على ذلك أنه حيث تتدخل طهران, إن في العراق أو سورية أو لبنان, فإن الشيعة هم الذين يدفعون الثمن غالياً, ولم ينالوا من “الرعاية” الإيرانية, سوى الموت والخراب.

* ما تقييمكم للدور الكويتي في أحداث المنطقة?

- تلعب الكويت بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح دوراً محورياً, من خلال سياستها الهادئة في مقاربة الأزمات في المنطقة. والكويت بحكمة أميرها منخرطة في الموقف الخليجي والعربي العام, وتشكل سنداً ستراتيجياً مهماً, وهذا ما عبرت عنه مشاركتها في عاصفة الحزم العربية, بالإضافة إلى ذلك, فإن دورها الإنساني, خصوصاً في دعم الشعب السوري, أهَّلها لتكون إمارة الخير بامتياز, ويكون الشيخ الصباح أمير الإنسانية بشهادة الأمم المتحدة. ونحن في لبنان نعرف حجم معاناة الشعب السوري الشقيق, ونعرف كم استطاعت دولة الكويت من خلال تنظيم ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين, من تخفيف معاناة هذا الشعب الجريح وبلسمة جراحه.

 

لقاء سيدة الجبل»: لا حلول فئوية لحماية لبنان

ربى كبارة/المستقبل/01 حزيران/15

اجمعت مداخلات الخلوة الحادية عشرة لـ»لقاء سيدة الجبل« التي انعقدت امس، على «ان لا حلول فئوية لحماية لبنان»، مشددة على ضرورة العمل على بلورة قراءة وطنية موحدة من اجل المساهمة في «ابتكار حلول وطنية لصالح الجميع، لان الحل الوحيد الممكن هو حل وطني يجب البحث والتفتيش عنه عبر هيئات وادوات منها على سبيل المثال لا الحصر، دور للمرجعية المسيحية بالتعاون مع سائر المرجعيات الدينية، خصوصا وان لبكركي سابقة مؤثرة في هذا المجال انطلقت عام 2000 بنداء المطارنة الموارنة المطالب بخروج الجيش السوري«، و لان «الوجود المسيحي يحول دون الانزلاق الى حرب مذهبية» كما قال احدهم. في مداخلته.

فحماية البلد تحتاج الى خطوات ومبادرات هي هدف الخلوة، التي انعقدت في دار سيدة الجبل- فتقا بعد غياب ثلاثة اعوام عن المقر الذي شهد تاسيسها وخلواتها السنوية حتى العام 2007، تسعى لمواجهة حملات التخويف المجاني من تمدد تنظيم «داعش« لان الهواجس والمخاوف تسكن ضمائر الاقليات وكذلك الاكثريات المعتدلة.

كما وان المعضلات، ومنها ازمة الرئاسة الاولى، لا يمكن ان تحل مسيحياً بمعزل عن المسلمين بما يعني ان لا رئاسة في المدى المنظور وبالتالي الدولة كلها في خطر بما يفسح المجال واسعا لاستشراء الحرب المذهبية. وانسحاب المسيحيين من الحياة السياسية باعتبار ان هذه الحرب لا تعنيهم يجعلهم من جملة الخاسرين عندما يفقدون البلد.

تميزت الخلوة الحالية بمشاركة مستجدة من المطران يوسف بشارة الذي كان لحضوره دور محوري في قيام «لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض، الذي فتح الباب لتجمع متنوع تجسد في «لقاء البريستول» قبل ان يتبلور في «قوى 14 آذار« بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وتمحورت مداخلة المطران بشارة حول نص بعنوان «الكنيسة المارونية والسياسة» من ضمن وثائق مجمعية صدرت منذ تسع سنوات وفيه «ان العيش المشترك ليس فقط قدر اللبنانيين ولكنه ايضا خيارهم الحر». وقد شدد على ان النص يبين ان تجديد تجربة العيش المشترك لا يوفر ضمانا لمستقبل لبنان وحسب بل يشكل ضرورة لمحيطه العربي فالتجربة اللبنانية «نمط حضاري راق لمجتمعات تتميز بالتنوع والتعدد ولتعريف العروبة كرابطة حضارية تقرب بين العرب». كما دعا الى تفعيل «لقاء سيدة الجبل» حتى ينتج «لقاءات لبنانية مشتركة في كل لبنان«.

واكد النائب السابق سمير فرنجية على اهمية «اعادة الاعتبار لاتفاق الطائف بعد ان شوهته سنوات الوصاية السورية» ليكون «نموذجا يمكن الاقتداء به لحل مشكلة التنوع الديني والعرقي الذي يميز الشرق العربي» بما يعني خروج الدول المأزومة مثل العراق وسوريا باتفاقات على غرار الطائف.

ولفت الى اهمية دور الانتشار في «وضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته» لان انهيار تجربة عيشنا المشترك ستساهم في تفاقم العنف «ليس في المنطقة العربية فقط بل ايضا في الغرب«.

ودعا المحلل والكاتب السياسي احمد الغز الى انتاج «قَسَم لبناني على الهوية» اسوة بالقسم الذي يتلوه الحائز على جنسية دول تحترم نفسها، مقترحا ان يستوحى من العبارة الواردة في رسالة بطاركة الشرق الاولى «ان المسيحيين يشكلون جزءا موضوعيا من الهوية الوطنية للمسلمين، مثلما يشكل المسلمون جزءا موضوعيا من الهوية الوطنية للمسيحيين فهم جميعا والحال هذه مسؤولون عن بعضهم امام الله والتاريخ«.

وذكر منسق الامانة العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد بقول المجمع البطريركي الماروني عام 2006 «ان الموارنة ليسوا اقلية ترتبط بعلاقات جوار وتساكن مع الآخرين بل جماعة لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كل الجماعات في رسم مستقبل مشترك» وقال «خلاصنا بوحدتنا، فاما ان ننجو موحدين واما ان نغرق فرادى«.

وقد شدد البيان الختامي للخلوة التي حضرها نحو 200 شخصية من ممثلي القوى السياسية وقادة الرأي على «ضرورة اعادة الاعتبار لاساسيات عيشنا المشترك عبر اعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، بحيث لا حلول فئوية لحماية لبنان«. وشدد على ان الرئاسة الاولى لا تعالج معضلتها من موقع مذهبي وكذلك امن الحدود وحماية البلد. ودعا الى مراجعة مسيحية «لاستكشاف اسباب تراجع المبادرة المسيحية بعد دورها المميز في التأسيس لانتفاضة الاستقلال، وذلك عبر تنظيم ورشات حوار وعمل».

وكان اللقاء إستهلّ بكلمة المطران يوسف بشارة، الذي قال فيها: «في إطار اهتمامات لقاء سيّدة الجبل الوطنيّة والمسيحيّة. وفي الجوّ الإقليمي المطبوع بالعنف والإرهاب وتمدّد الدولة الإسلاميّة، وما يخلقه من هواجس وتخوف لدى المسيحيين وتخويفهم، من جراء ما لحق بإخوانهم من تهجير وتقتيل في العراق وسوريا. وفي جو داخلي متأزم على أكثر من صعيد ولا سيما الفراغ في رئاسة الجمهورية وما تمثله من رمزية لدى المسيحيين وانتظام في السياسة.

تنحصر مداخلتي على تبيان هذه المفاصل الثوابت التي أبرزتها في ما بعد شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة وخصوصية لبنان والمذكرة الوطنية التي أصدرها نيافة الكاردينال البطريرك بشاره الراعي دون إغفال المواقف الوطنية المشرّفة والجريئة التي عبّر عنها نيافة الكاردينال البطريرك نصر الله صفير على مدى ربع قرن في ظروف صعبة التعقيد، محاطاً بمجلس الأساقفة الموارنة المتماسك«.

وضمّن بشارة كلمته محاور عدة. ففي الأول تناول النص المسار التاريخي للكنيسة المارونية في المجال السياسي منذ البدايات حتى المرحلة المعاصرة. وفي الثاني عالج مرحلة ما بعد الحرب واتفاق الطائف الذي كان للكنيسة دور في إرسائه وخاصة لأنه اعتبر العيش المشترك أساس العقد الاجتماعي بين اللبنانيين ولا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك. وأشار الى المذكرة المفصلة التي رفعها مجلس المطارنة الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري سنة 1998 يحلّل فيها الواقع المتدهور ويعرض أساليب المعالجة، الى أن يصل الى النداء الشهير الصادر في الديمان في 20/9/2000، عن مجلس المطارنة الموارنة برئاسة السيد البطريرك مطالباً بإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحرّ بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي). (وعلى أثر هذا النداء، نشأ لقاء قرنة شهوان الذي ضمّ نخبة من رجال الفكر والسياسة والأحزاب حتى يجسّدوا هذا النداء في مواقفهم ومواقعهم وحتى لا تكون السلطة الكنسية دائماً في الواجهة). وتطرق الفصل الثالث الى التحدّيات مركّزاً على العيش المشترك وبناء دولة ديموقراطية حديثة والمصالحة مع السياسة. سنتوقف على هذا الفصل ببعض التفصيل لأن طروحاته لا تزال صالحة لحلّ المشاكل التي تنتابنا اليوم.

فقد أكد أن «التحديات التي تواجه اللبنانيين تبدأ بالعيش المشترك، فالمسلمون كما المسيحيون، خبروا العيش المشترك، بحرية ومسؤولية على مدى قرون طويلة، فكانت حقبات مضيئة، لم تخلُ من بعض الصعوبات. لذلك فهم يتحمّلون مسؤولية ترسيخ هذا العيش، وتخطي ما لحق به من خلل ومشاكل، لأن ما يجمع بينهم هو أكثر مما يفرّق: العيش المشترك اذاً هو «مسؤولية نحملها معاً أمام الله، لأن الله هو الذي دعانا وأراد لنا أن نكون معاً، وأن نبني معاً وطناً واحداً. وجعلنا في هذا البناء المشترك مسؤولين بعضنا عن بعض»، مذكراً بأن «الحرب كادت تقضي على العيش المشترك. إنما قام استقلال لبنان من جديد في العام 2005 على موقف مشترك مسيحي وإسلامي يؤكدّ على أن اللبنانيين لهم الحق في وطن حرّ ومستقلّ يعيشون فيه مختلفين من حيث الانتماء الديني ومتساوين في مواطنيتهم ومصيرهم الواحد كما يبيّن أن رسالة لبنان في هذا المجال ضرورية «لأن التحدّي الأكبر الذي يواجه البشرية اليوم، هو مشكلة العيش معاً بين مختلف العائلات البشرية«.

وأشار الى أن «التحدي الثاني هو بناء دولة ديموقراطية حديثة تقوم على التوفيق بين المواطنية والتعددية. هذه الدولة المنشودة هي التي تؤمّن التمييز الصريح، حتى حدود الفصل بين الدين والدولة، بدلاً من اختزال الدين في السياسة أو تأسيس السياسة على منطلقات دينيّة، مثل الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات. ولفت الى الإنسجام بين حق الفرد في تقرير مصيره وحق الجماعات في خياراتها. والانسجام بين استقلال لبنان ونهاية كيانه وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم». وشدد بشارة على أن «التحدي الثالث هو في المصالحة مع السياسة. وهذا يتضمن ثلاثة عناوين: المشاركة في إدارة الشأن العام وفيه تفصيل لمفهوم السياسة وممارستها السليمة. الإلتزالم بالقيم الإنجيلية لتجدد روحي لدى الموارنة في الإلتزام السياسي وتفعيله وتجديد القيادات ومحاسبتها. ثم تعزيز الثقافة والممارسة الديموقراطية مع تركيز على دور الشباب والمرأة«.

الغز

ثم ألقى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الغز كلمة قال فيها: «جاءت الألفية الجديدة لتحمل معها بشائر امل جديد بعد سنوات طوال من الشيء ونقيضه.. وكنا نعيش بما يشبه الدولة.. ولدينا شيء من الامل باستعادة الدولة والوفاق والشراكة والانتظام. تميزت هذه الالفية الجديدة بالنداء الحدث الذي دق ساعة العمل لاستعادة الدولة بعد الوفاق والوحدة والاعمار، وليضع الأولويات الوطنية بعد الاحتلال والوصاية. وكان لقاء سيدة الجبل الاولى ثمرات ذلك النداء الوطني«.

أضاف: «اعترضت تلك الارادة الوطنية المتجددة استحقاقات كبيرة.. وانقسم لبنان بين مَن يريد السير بالدولة والمجتمع الى التقدم والحرية والسيادة والاستقلال والازدهار، وبين مَن يريد إعادة عقارب الزمن الى الوراء وفي احسن الاحوال البقاء حيث كنا، بين الدولة واللادولة والوطن واللاوطن والوحدة واللاوحدة. اننا نلتقي اليوم وبعد سنوات طويلة وثقيلة في لبنان والمشرق بشكل خاص الذي كان ولا يزال يشكل فيه نجاح التجربة الوطنية اللبنانية خلاصاً لمكوناتها التي تعيش أسوأ أيامها، اكثريات وجماعات. ان مجرد اللقاء في سيدة الجبل هذا العام يعتبر انتصاراً للارادة الوطنية الخلاقة في ابتكار آليات الاجتماع الوطني، بدلاً من النصوص والبيانات.. فالغاية الوطنية الكبرى الآن هي اجتماع اللبنانيين حول وحدتهم وبناء دولتهم«.

لقد راجعت خلال الايام الماضية الكثير مما هو مكتوب او موثق وصادر عن لقاءات سيدة الجبل.. وكانت كلها تقريباً تنطلق من النداء التاريخي للبطاركة الموارنة عام 2000.. ولقد لفتني ما جاء في البيان الختامي للقاء سيدة الجبل عام 2013، والذي انعقد تحت عنوان: «لاعادة تأسيس العيش معاً بشروط الدولة بدلاً من شروط الميليشيا».. واستوقفتني الفقرة التي تقول « ان المسيحيين في الشرق جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين كما ان المسلمين في الشرق جزء لا يتجزأ عن الهوية الحضارية للمسيحيين.. وانهم جميعاً من هذا المنطلق مسؤولون عن بعضهم البعض امام الله والتاريخ«..

ولقد وجدت في هذا النص المرجعي ما كنت أبحث عنه منذ وقت طويل.. وهو قسم او تعهد للهوية اللبنانية.. فعلى ماذا يقسم او يتعهد الفرد اللبناني اليوم كي يصبح مواطناً لبنانياً؟

واعطى الغز أمثلة كيف يصبح الفرد مواطناً في الامارات العربية المتحدة وفي استراليا وايطاليا وغيرها وكيف يقسم اليمين على الاخلاص لوطنه.

وقال: «انها نصوص حاكمة للهوية في هذه الدول.. وانني اتطلع ان يصدر عن هذا اللقاء الوطني في سيدة الجبل في 31 ايار 2015 نص مماثل يكون ملزماً لمن يوقعه.. ويكون بمثابة اعادة تجديد للهوية الوطنية. وانني اجد نصاً ملائماً في الفقرة التي ذكرناها عن رسالة بطاركة الشرق الاولى.. أي «ان المسيحيين يشكلون جزءاً موضوعياً من الهوية الوطنية للمسلمين، مثلما يشكل المسلمون جزءاً موضوعياً من الهوية الوطنية للمسيحين.. فهم جميعاً والحال هذه مسؤولون عن بعضهم امام الله والتاريخ..».

وختم: «اتمنى ان تستطيع هذه العامية الوطنية، المكونة من فلاحي المدنية اللبنانية، تحويل لقاء سيدة الجبل هذا العام الى معمودية مدنية للمواطنة اللبنانية عبر انتاج القسم اللبناني على الهوية..

فلقد عشنا سنوات طويلة كما يريد الآخرون.. وشهدنا سقوط دولتنا وتفكك مجتمعنا واحتلال أرضنا وزوال سيادتنا.. وشهدنا وكيف استُهدف بالقتل والاغتيال كل من حمل لواء وحدتنا واستقلالنا وحريتنا وتقدمنا.. وبذلك نكون حُرمنا من العيش كما نريد في دولة مدنية حديثة وبكرامة وحرية».

سعيد

ثم كانت مداخلة منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، الذي قال: «تنعقد خلوتنا الحادية عشرة اليوم في ظل تعقيدات أحداث المنطقة، هذه الأحداث التي تتطلّب منا توحيد القراءة السياسية وترتيب الأفكار والعناوين والأولويات ومن ثم المبادرة إلى إنقاذ لبنان بالشراكة الكاملة مع المسلمين وتحديد موقعه في عالمٍ عربي جديد ترتسم معالمه في ظل التشويش والفوضى. إن الخلاص الوحيد لنا جميعاً هو في ابتكار الحلول التي يجتمع حولها اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين، وليس هناك من حلولٍ فئوية لكل طائفة على حدة«.

أضاف: «إن مساعدة المسيحيين على الخروج من خوفهم وانسحابهم من الحياة الوطنية لا تتمّ عبر ابتكار وسائل مسيحية خاصة تمكّنهم من استعادة دور طليعي، ولا يمكن كسر احتكار حزب الله للطائفة الشيعية من خلال أدواتٍ شيعية صافية، كما يُخطئ السنّة إذا ظنّوا أن الإعتدال إذا بقي سنّياً هو قادرٌ على حصر التطرّف داخل طائفتهم. وقد برهنت سياسة الدروز، المشابهة لسياسة الموارنة في الإنكفاء، على أنها قاصرة أيضاً. لذا خلاصنا هو بوحدتنا، فإمّا أن ننجو موحّدين وإمّا أن نغرق فرادى«، مؤكداً أن «الموارنة أخطأوا عندما اعتبروا أن انتخاب رئيسٍ للبلاد هو من اختصاصهم، بحجّة أن رئاسة الحكومة اختصاص الطائفة السنّية ورئاسة المجلس النيابي اختصاصٌ شيعي. كما أخطأ المسلمون عندما قالوا ما معناه: «فليتفقوا ويبلغونا الجواب«، وكأنهم بهذا القول يساعدون المسيحيين في انسحابهم من الحياة الوطنية أو في مقاربتهم التبسيطية والتي لم ولن تنتج رئيساً بعد سنة من الشغور«. وختم سعيد: «إن انتخاب رئيسٍ جديد للبلاد هو مسؤولية وطنية مشتركة، وإذا نجحنا في وضعها حيث يجب أن تكون فسننتخب رئيساً من دون انتظار موازين القوى الإقليمية والمصالح الدولية. إن دورَنا يتجاوز قانون الإنتخاب والإنماء في المناطق، فحضورنا لا يرتبط بصلاحيات دستورية، وإذا سكنتنا هواجس الديموغرافيا والجغرافيا وموازين القوى فنحن إلى زوال«.

فرنجية

أما عضو الأمانة العامة لقوى «14 آذار« النائب السابق سمير فرنجية، فألقى مداخلة بعنوان «دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية«. فرأى أنه «في ظل الأخطار الداهمة التي تحدق بمنطقتنا، وانعكاساتها المريعة على الواقع اللبناني، وما يرافق ذلك من انهيار بنيوي في مكوّنات الدولة ومؤسساتها، وفي معنى الجمهورية، والعيش معاً، لا بد لنا من طرح سؤال: ما الذي ينبغي أن نفعله كمسيحيين وكلبنانيين لحماية وطن بات مهدداً بالسقوط؟«. وأكد أن «حماية الوطن تتطلب منا أن لا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا، وأن لا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم، بل أن نقدم فوراً على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة«.

وقال: «إن حماية الوطن تحتاج منا كمسيحيين، العمل على منع الحرب بين المسلمين، حمايةً للمسلمين وللمسيحيين، وللكيان اللبناني بعدما دخلت المنطقة العربية حرباً دينية تشبه إلى حدّ بعيد «حرب الثلاثين سنة» التي دمّرت المجتمعات الأوروبية، في مواجهات دامية ما بين الكاثوليك والبروتستانت خلال القرن السابع عشر. إن منع الحرب بين شركائنا في الوطن هو مسؤوليتنا«.

وشدد فرنجية على أن «هذه الحماية تحتاج الى إعادة الاعتبار الى النموذج اللبناني في العيش المشترك، هذا النموذج الذي يكتسب اليوم أهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنفٌ مجنون. فينبغي علينا، الآن، وأكثر من أي وقت مضى، تظهير فرادة التجربة اللبنانية في العالم عموماً، من حيث شراكة المسيحيين والمسلمين في إدارة دولة واحدة، وفرادتها في العالم الإسلامي خصوصاً، من حيث شراكة السنَّة والشيعة في إدارة الدولة ذاتها، ولا بد هنا من التذكير بأن الكنيسة المارونية، والكلام هنا للمجمع البطريركي الماروني، «ساهمت في بلورة الأسس والمفاهيم التي ارتكز عليها اتفاق الطائف (1989). ورأت أنه يثبّت أولويّة العيش المشترك على كلّ ما عداه، ويجعل منه أساسًا للشرعيّة«.

ودعا فرنجية الى «تنقية الذاكرة، كما ورد في الإرشاد الرسولي، وطيّ صفحة الماضي نهائياً وتحصين الوضع الداخلي من احتمالات العودة الى الوراء من خلال إتمام المصالحة الوطنية بصورة شاملة ونهائية على قاعدة الإقرار بالمسؤولية المشتركة عن خطايا الحرب«. وقال: «تأسيساً على ما تقدم وادراكاً منا بأن مصير كلّ واحد منا مرتبط بمصير الآخر، وأنّ خلاص لبنان يكون لكلّ لبنان أو لا يكون، ويقوم بكلّ لبنان أو لا يقوم، ذلك أنّه ليس من حلّ لمجموعة دون أخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى، ووفق ما جاء في المجمع البطريركي الماروني، نرى أن حماية لبنان في هذا الظرف الصعب تحتاج الى خطوات ومبادرات على أكثر من صعيد، منها: دعم الجهود التي تبذلها الكنيسة لدفع النواب الى تحمل مسؤولياتهم وانهاء الفراغ في سدة الرئاسة الذي بات يعرض مؤسسات الدولة الى خطر الانهيار. ودعوة الكنيسة الى التواصل مع القيادات الروحية المسيحية-الاسلامية في لبنان والعالم العربي والعمل معها على حماية الدين من خطر توظيفه في مشاريع سياسية تبريراً للعنف والتطرف ورفضاً للعيش مع الآخر المختلف«. وختم: داعياً الى «ضرورة دعوة الجامعة العربية الى اصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطاً لمواجهة التطرف والارهاب«.

http://www.almustaqbal.com/v4/article.aspx?Type=NP&ArticleID=662915

 

لقاء سيدة الجبل: «صح النوم دكتور»

سعيد وفرنجية: رفع الحرم البطريركي (مروان بوحيدر)

عقد لقاء سيدة الجبل خلوته الحادية عشرة في الدير الذي مُنع من دخوله لأربع سنوات. لم يأت البيان الختامي بأي جديد. الأهم في اللقاء كان «بركة» البطريرك بشارة الراعي الذي أنهى مقاطعته لهذا الفريق

ليا القزي

لم يسقط «الحرم المستور» الذي أصدره الكاردينال بشارة الراعي بحق النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد وما يمثلان لأنهما تلوا فعل «الغفران». ما حصل أن الراعي هو الذي بادر واتصل بالرجلين بعد أن قرر إعادة تفعيل علاقاته بمختلف القوى السياسية. التغيير الذي تشهده بكركي تمثل أمس بأن عاد لقاء سيدة الجبل في مؤتمره الحادي عشر إلى موقعه الأساسي. فقد استجابت راهبات الدير وفتحن أبوابه لسعيد ورفاقه. الأهم، بالنسبة إلى «الدكتور»، أن يُكلف الراعي المطران يوسف بشارة تمثيله، والأخير واكب انطلاق لقاء قرنة شهوان، ويوصف بـ«رجل المهمات الصعبة».

هي الوجوه نفسها تنتقل من مقر الأمانة العامة في الأشرفية إلى فتقا، مروراً بالبيال. حتى البيانات تعيد تكرار «النغمات» عينها مع بعض التنقيح، إلى حدّ أن الأمر التبس على الوكالة الوطنية للإعلام التي نشرت مقررات خلوة العام الماضي. رغم ذلك، يُصر سعيد على أن «هذه الخلوة أعادت وضع الأمور في نصابها الصحيح». أما فرنجية، فرأى أنه «أياً يكن مدى هذا اللقاء، فهو يبقى أفضل من الكلام الفارغ في من سيكون رئيساً للجمهورية».

عند التاسعة صباحاً بدأ المدعوون بالتوافد إلى فتقا. حضر ممثلون عن الأحزاب الآذارية، من بينهم النائب السابق غطاس خوري الذي اختلف مع سعيد سابقاً بسبب مؤتمر الدفاع عن المسيحيين في الشرق الأوسط، وقال له: «صح النوم دكتور». لقي خوري ترحيباً خاصاً، على العكس من حزبي الكتائب والوطنيين الأحرار وممثلة الائتلاف الوطني السوري في لبنان عليا منصور، الذين «تذكر» سعيد لاحقاً الترحيب بهم، فعلق أحد الموجودين: «القوات اللبنانية أجهضت ولادة المجلس الوطني وحاربته، لكنه لا ينساها على العكس من الأحرار الذي حضر بوفد كبير». قبل البدء بدقائق، توجه سعيد ناحية فرنجية ليسأل عن كيفية توزيع الكلمات ويُبلغه أن المطران طلب أن يلقي الدكتور إيلي رزق الله كلمة اقتصادية. «سأتكلم في النهاية»، قال فرنجية.

 

الوجوه نفسها تنتقل من مقر الأمانة العامة إلى فتقا مروراً بالبيال

افتتح الكلمات المطران بشارة الذي نقل تحيات الراعي وتمنياته بنجاح اللقاء. لم يكتم أحد رواد الأمانة العامة دهشته: «أوف، يتمنى لنا النجاح أيضاً؟». تحدث بشارة عن «العيش المشترك الذي هو نمط حياة». أما الهدف، فهو «الفصل بين الدين والدولة (...) والانسجام بين استقلال لبنان ونهائية كيانه وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم». بعد ذلك تتابعت الكلمات، فتحدث كل من: سعيد، رزق الله، الكاتب أحمد الغز وفرنجية الذي تقاطعت كلمته مع البيان الختامي وكأنه هو كاتبه.

طلب سعيد من الإعلام مغادرة القاعة لبدء الخلوة، إلا أن أوائل الخارجين كانوا المدعوين الذين أجمعوا على «رتابة اللقاءات، خاصة في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة». عضو الأمانة العامة نوفل ضو، كان «قائد فرقة المشاغبين»، فلم يملّ من تكرار انتقاده لرفع صور اللواء عباس إبراهيم على طريق كسروان «إجا افتتح غرفة بمخفر غزير فعلّقوا صوره». انتقاداته طاولت أيضاً العميد شامل روكز: «ما هي الإنجازات التي قام بها؟ تهريب شاكر العبسي وأحمد الأسير؟».

أما النقاش في الداخل، فقد استُكمل حول ضرورة التعاون بين المسلمين والمسيحيين. سألت عليا منصور: «لماذا لا ينظم البطريرك مؤتمر الاعتدال ويدعو الائتلاف إلى المشاركة؟». أما رئيس منظمة الطلاب في «الوطنيين الأحرار» سيمون ضرغام، فانتقد الراعي ودور بكركي الذي تقلص من وطني إلى الانشغال بأمور مثل كازينو لبنان والحوض الرابع في مرفأ بيروت ودواخين معمل ذوق مكايل.

عند الواحدة، تُرك سعيد وحيداً في القاعة يتلو المقررات الختامية: انتخاب الرئيس مسؤولية وطنية، إعادة الاعتبار إلى اتفاق الطائف، تنقية الذاكرة، دعم جهود الكنيسة لدفع النواب إلى تحمل مسؤولياتهم، دعوة الكنيسة إلى التواصل مع جميع القيادات الروحية في لبنان والعالم العربي، تشكيل هيئة تتولى التواصل مع المسيحيين العرب، مراجعة مسيحية لاستكشاف أسباب تراجع المبادرة المسيحية.

لا يبدو أن سعيد سيأخذ بنصيحة صديقه النائب السابق منصور البون الذي يقول له دائماً: «البيان أهم من الصورة. حرام كيف تقلص حجمكم من قرنة شهوان إلى هكذا لقاءات».

http://www.al-akhbar.com/node/234417

 

خلوة «سيدة الجبل»: انتخاب الرئيس مسؤولية وطنية مشتركة

غراسيا بيطار الرستم 01-06-2015

نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-06-01 على الصفحة رقم 3 – سياسة

في بداية الحرب اتخذت «الجبهة اللبنانية» من دير سيدة الجبل مقرا لها. كان خصوم الجبهة يصفونها ب»الانعزالية» لورود النظام الفيدرالي في طروحاتها. كشرت الحرب عن انيابها، فأنشأت «الجبهة»، التي كانت تضم حينها «الكتائب اللبنانية» و»نمور الاحرار» و»حراس الارز» و»التنظيم»، ذراعها العسكرية تحت إسم «القوات اللبنانية» بقيادة بشير الجميل. انتفت «الجبهة اللبنانية» على مرحلتين: الاولى بعد اغتيال طوني فرنجية وعائلته، والثانية بعد اغتيال داني شمعون وعائلته.

عندما ولد «لقاء سيدة الجبل» عام 2001 ودأب على التشديد لاحقا انه ليس ضمن الاطار التنظيمي ل «14 آذار»، انتقده خصومه لرمزية المكان: «يبدو ان فارس سعيد يسعى ان يكون خليفة كميل شمعون!». حافظ «اللقاء» على خلواته وخطابه طوال تلك السنوات وعقد امس الطبعة 11 منها».

رسالة واحدة انعكست في كل المداخلات التي ألقيت في الخلوة الحادية عشرة لـ «لقاء سيدة الجبل»، العلني منها والمغلق، ومفادها أن «انتخاب رئيس الجمهورية مسؤولية وطنية مشتركة لا يجب ان ترمى على عاتق المسيحيين وحدهم». يعتبر اللقاء ان «التفكير الأحادي، اي رئيس للمسيحيين ورئيس للشيعة ورئيس للسنة وآخر للدروز، اذا ما استمر على ما هو عليه فإن البلد سائر نحو حرب اهلية كما يحصل في اليمن وسوريا والعراق».

لم تشأ 36 شخصية، التقت في دير فتقا، ان تمارس ما يمكن تسميته «عرض عضلات» او سواه وإنما «تأكيد على الثوابت». لم يأت «اللقاء» على ذكر اي من المبادرة «البرتقالية» الرئاسية ولا مبادرة بعض الشخصيات من فريق «14 آذار» تجاه بكركي. يشرح النائب السابق فارس سعيد لـ «السفير»: «العماد ميشال عون لم يطرح مبادرة إنقاذية وإنما طرح إمكانية وصوله الى الرئاسة، وأما نواب 14 آذار فقصدوا بكركي لكي يتمنوا عليه أن يفرّق بينهم وبين غيرهم لناحية الحضور الى المجلس النيابي وعدم المقاطعة. الخلوة جاءت لتقول أن لا حلول فئوية وإنما الحل بالوحدة، فكل مرة توافق اللبنانيون صنعوا المعجزات كما حصل في 2005».

خلوة الدير تدعمها بكركي. الدعم الكنسي، على ما تقول اوساط البطريركية، ينطلق من دعم البطريرك بشارة الراعي لكل جلسات الحوار والنقاش من اجل الخروج من الشغور الرئاسي.

حضر المطران يوسف بشارة ممثلا الراعي، كما حضرت مجموعة من اهل الفكر والسياسة والإعلام والوجهان الأساسيان للقاء «الثنائي الذي لا يفترق»: فارس سعيد وسمير فرنجية.

يمكن اختصار التوصيات التي صدرت بعنوان أنَّ «المطلوب الشراكة الكاملة بين المسيحيين، فلا حل مسيحياً لأزمة المسيحيين ولا حل إسلامياً لأزمة المسيحيين». وورد في البيان الرسمي أنَّ «حماية لبنان تتطلب من المسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين، سنة وشيعة، حماية للكيان اللبناني. وأنَّ انتخاب رئيس جمهورية لبنان هو مسؤولية وطنية مشتركة، ولا يمكن أن تكون من مربع طائفي مسيحي».

وشدد البيان على ضرورة «إعادة الاعتبار لنموذج العيش المشترك في لبنان واحترام اتفاق الطائف وتنقية الذاكرة الوطنية عبر المصالحة الوطنية الشاملة على قاعدة الإقرار بالمسؤولية المشتركة عن خطايا الحرب». كما دعا «اللقاء» الى «دعم الجهود التي تبذلها الكنيسة لدفع النواب الى تحمل مسؤولياتهم لإنهاء الفراغ في سدة الرئاسة الذي بات يعرض مؤسسات الدولة الى خطر الانهيار». بالإضافة الى دعوته جامعة الدول العربية «إلى إصدار موقف يؤكد ضرورة التنوع الديني والعرقي الذي يميز العالم العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطاً لمواجهة الإرهاب. والشروع في مراجعة مسيحية لاستكشاف اسباب تراجع المبادرة المسيحية بعد دورها المميز في التأسيس لانتفاضة الاستقلال، وذلك عبر تنظيم ورشات حوار وعمل».

وكان سعيد أكد في كلمته انه «لا يمكن كسر احتكار حزب الله الطائفة الشيعية من خلال ادوات شيعية صافية، ويخطئ السنّة اذا ظنوا ان الاعتدال اذا بقي سنِّيا هو قادر على حصر التطرف داخل طائفتهم. فضلا عن ان الانكفاء اثبت قصوره لدى الدروز، والمسيحيين. ولذلك فإن الحل يكون بالوحدة».وبينما جاءت كلمة فرنجية كمسودة للتوصيات والتي ختمها بقوله «ليس قدر لبنان ان يكون منذوراً لحروب مستدامة»، خصص المطران بشارة مداخلته لتبيان «مفاصل الوثائق المجمعية التي اصدرتها الكنيسة».

http://assafir.com/Article/8/422824

 

خلوة «سيدة الجبل»: حماية المسيحيين ليست بتحالف الأقليات

  دولي الإثنين، ١ يونيو/ حزيران ٢٠١٥

بيروت - «الحياة»

أعلنت خلوة «لقاء سيدة الجبل» عن إنشاء «لجنة تحضيرية، للإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تحمي لبنان وسلامه الدائم»، مؤكدة أنها ستعمل على أساس «لا تمييز بين إرهاب وإرهاب، فلا يمكن أن نشعر بالاشمئزاز من جرائم «داعش» ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتَّم عليها». وأكد المشاركون في توصيات الخلوة السنوية الـ 11 في فتقا، بعنوان «انتخاب رئيس واجب ومسؤولية وطنية مشتركة»، ان «ارهاب «داعش» يستدعي أخلاقياً ومنطقياً أن ندين الارهاب الذي يمارس بحق الشعب في سورية والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة». وأكدوا أن «الإرهاب يطاول الجميع، الأقليات كما الأكثرية. صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد «داعش» إلا أن معظم ضحاياه من المسلمين. ومن يتعرض للقتل في سورية منذ 3 سنوات ليست الأقليات وإنما الأكثرية».

وشددوا على أن «حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الاقليات، وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حال حرب، مع الغالبية المسلمة»، لافتين إلى أن «ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار تحالف الأقليات، يشوِّه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديموقراطية، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وبدأ بالأفول». وأكدوا أن «ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه». وأشاروا إلى أن «التجربة اللبنانية في العيش معاً يمكن أن تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجاً يحتذى به» . وحضر الخلوة ساسين ساسين ممثلاً الرئيس امين الجميل، النائب أحمد فتفت ممثلاً الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، المطران يوسف بشارة ممثلاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، النائب ايلي عون ممثلاً النائب وليد جنبلاط، النواب جان اوغسابيان وغطاس خوري وأمين وهبي، النواب السابقون مصطفى علوش وجواد بولس وسمير فرنجية، الحاكم السابق لمصرف لبنان الشيخ ميشال الخوري، رئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي ممثلاً ر|ئيس الحزب سمير جعجع، وعليا منصور عن الائتلاف السوري المعارض وشخصيات حزبية ومستقلة. وكان المطران يوسف ذكَّر في كلمته «بوثائق مجمعية أصدرتها الكنيسة المارونية قبل تسع سنوات يجيب مضمونها على تساؤلات وهواجس المسيحيين واللبنانيين». ودعا منسق الأمانة العامة لـ «قوى 14 آذار» فارس سعيد الى «توحيد القراءة السياسية وترتيب الأفكار والعناوين والأولويات ثم المبادرة إلى إنقاذ لبنان بالشراكة الكاملة مع المسلمين وتحديد موقعه في عالم عربي جديد ترتسم معالمه في ظل التشويش والفوضى». ورأى أن «الموارنة أخطأوا في اعتبار أن انتخاب رئيس هو من اختصاصهم كما أخطأ المسلمون عندما قالوا ما معناه: فليتفقوا ويبلغونا الجواب، كأنهم بهذا القول يساعدون المسيحيين في انسحابهم من الحياة الوطنية أو في مقاربتهم التبسيطية والتي لم ولن تنتج رئيساً بعد سنة من الشغور». وقال فرنجية: «حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا وألا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم»، داعياً إلى «انتخاب رئيس فوراً مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة».

http://www.alhayat.com/Articles/9374189

 

بيان "لقاء سيدة الجبل": لوقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك

 أكد بيان الخلوة السنوية لـ"لقاء سيدة الجبل" تحت عنوان "دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية"، في فتقا، أن حماية لبنان تحتاج الى خطوات ومبادرات على أكثر من صعيد. وشدد البيان على ضرورة الاقرار بأن مصير كل منا مرتبط بمصير الآخر وليس هناك حل لمجموعة دون أخرى. ودعا البيان الى وقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك عبر إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، كما دعا لتشكيل هيئة تتولى التنسيق مع المسيحيين العرب.

http://www.aljoumhouria.com/news/index/235899

 

الشرق الأوسط : "لقاء سيدة الجبل": ربط مصير المسيحيين بأنظمة مستبدة يضعهم في مواجهة مع الأغلبية المسلمة الإجتماع اللبناني ناقش دورهم في ظل التطورات الإقليمية.. وغابت عنه قوى "8 آذار"

01 حزيران ، 2015

وال- كتبت صحيفة "الشرق الأوسط" تقول : أعلن المشاركون في الخلوة السنوية لـ"لقاء سيدة الجبل"، أمس، أن "حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات"، كونه "يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الأغلبية المسلمة"، مؤكدين أن "ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار "تحالف الأقليات"، يشوه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديمقراطية، ويحوله إلى شريك في التسلط الذي يمارسه نظام متهاو لن يطول به المقام، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وقد بدأ في الأفول".

وحملت الدورة العاشرة من اللقاء الذي يعقد منذ سنوات عنوان "دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية"، وحضره ممثلون عن البطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، إضافة إلى ممثلين عن قوى "14 آذار"، فيما غاب ممثلو قوى "8 آذار" المؤيدة لدمشق. وهدفت الخلوة إلى "بلورة قراءة وطنية موحدة من أجل المساهمة في ابتكار حلول وطنية لصالح الجميع، مسيحيين ومسلمين، في وطن ارتضوه نهائيا".

واتفق المشاركون على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم. وأعلن الأمين العام لقوى "14 آذار"، فارس سعيد، عن التوصيات التي أكدت أنه "لا تمييز بين إرهاب وإرهاب"، إذ "لا يمكن أن نشعر بالاشمئزاز من جرائم (داعش) ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتم عليها". وشدد على أن "إدانة إرهاب (داعش) تستدعي أخلاقيا ومنطقيا أن ندين الإرهاب الذي يمارس بحق الشعب في سوريا، والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة. الإرهاب مرفوض أيا كان مصدره".

واعتبر المشاركون أن "الإرهاب يطال الجميع، الأقليات كما الأكثرية". وقال سعيد "صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد (داعش)، إلا أن معظم ضحايا (داعش) هم من المسلمين. ومن يتعرضون للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليسوا الأقليات، وإنما الأكثرية". وإذ رفض اللقاء "حماية المسيحيين من خلال تحالف الأقليات"، قال سعيد إنه "ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه"، معتبرا أن "الحل بالنسبة للمسيحيين هو في العمل جنبا إلى جنب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنور، ديمقراطي وتعددي".

وشدد اللقاء على "تعميم التجربة اللبنانية"، معتبرا أن التجربة اللبنانية في العيش معا "يمكن أن تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجا يحتذى به، كما أن لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يصبح مصدر إلهام لعالم عربي متجدد. إن حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجب تعميمها على العالم العربي".

وكان سعيد أكد في كلمته الصباحية أن "انتخاب رئيس جديد للبلاد هو مسؤولية وطنية مشتركة، وإذا نجحنا في وضعها حيث يجب أن تكون فسننتخب رئيسا من دون انتظار موازين القوى الإقليمية والمصالح الدولية".

بدوره، تحدث النائب السابق سمير فرنجية عن دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية، قائلا إن "حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا، وألا نحولها لورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم، بل أن نقدم فورا على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة. حماية الوطن تحتاج منا كمسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين حماية للمسلمين والمسيحيين وللكيان اللبناني، بعدما دخلت المنطقة العربية حربا دينية تشبه إلى حد بعيد حرب السنوات الثلاثين".

وأكد أن "حماية الوطن تحتاج إلى إعادة الاعتبار إلى النموذج اللبناني في العيش المشترك، هذا النموذج الذي يكتسب اليوم أهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنف مجنون، فينبغي علينا الآن وأكثر من أي وقت مضى تطوير فرادة التجربة اللبنانية في العالم عموما من حيث شراكة المسيحيين والمسلمين في إدارة دولة واحدة وفرادتها في العالم الإسلامي، خصوصا من حيث شراكة السنة والشيعة في إدارة الدولة ذاتها".

ورأى أن "حماية لبنان في هذا الظرف تحتاج إلى دعوة الجامعة العربية إلى إصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطا لمواجهة التطرف والإرهاب".

http://www.walnews.com/index.php/article/111854

 

خلوة لقاء سيدة الجبل أوصت بعدم التمييز بين إرهاب وآخر والعمل مع المسلم من أجل عالم عربي متنور وديموقراطي وتعددي

الأحد 31 أيار 2015

وطنية - عقد لقاء سيدة الجبل خلوته السنوية ال 11 في دار سيدة الجبل فتقا، بعنوان "انتخاب رئيس جديد واجب ومسؤولية وطنية مشتركة"، في حضور المحامي ساسين ساسين ممثلا الرئيس امين الجميل، النائب أحمد فتفت ممثلا الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، المطران يوسف بشاره ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، النائب ايلي عون ممثلا النائب وليد جنبلاط، النواب جان اوغاسابيان وغطاس خوري وامين وهبي، النواب السابقين مصطفى علوش وجواد بولس وسمير فرنجية، الحاكم السابق لمصرف لبنان الشيخ ميشال الخوري، رئيس جهاز التواصل والاعلام في القوات اللبنانية ملحم الرياشي ممثلا الدكتور سمير جعجع، عليا منصور عن الائتلاف السوري المعارض، عضو نقابة محامي بيروت فادي مسلم، الدكتور داود الصايغ، رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض، رئيس مصلحة الطلاب في حزب الوطنيين الاحرار سيمون درغام ورجال الاعلام والصحافة وممثلي هيئات المجتمع المدني وحشد من المحازبين والمناصرين والناشطين في الشأن الحزبي والعام.

بداية النشيد الوطني فكلمة ترحيب من عريف الاحتفال بسام الخوري استهلها بقوله: "انتم مدعوون اليوم، وفي هذا الظرف الخطير الذي يمر به لبنان ولا مبالغة اذا قلنا انه ظرف مصيري لنا ولشعوب المنطقة، للمشاركة في اعمال الخلوة الحادية عشرة للقاء سيدة الجبل، الذي واكب نداء مجلس المطارنة الموارنة الاول في 20 ايلول 2000، وعمل على بلورة عناوين وطنية مشتركة وبناء جسور بين اللبنانيين. اليوم، وبالرغم من احداث المنطقة التي تنعكس بقوة على لبنان، ينظر اللبنانيون اليها من مربعاتهم المذهبية المسكونة بالخوف والتقوقع، والقلق على المصير والمستقبل بدلا من العمل المشترك لدرء مخاطرها".

وختم: "خلوتنا اليوم تهدف من خلال مشاركتكم الى بلورة قراءة وطنية موحدة من اجل المساهمة في ابتكار حلول وطنية لصالح الجميع، مسيحيين ومسلمين في وطن ارتضوه نهائيا".

بشارة

بدوره ألقى بشاره كلمة قال فيها: "في اطار اهتمامات لقاء سيدة الجيل الوطنية والمسيحية وفي الجو الاقليمي المطبوع بالعنف والارهاب وتمدد الدولة الاسلامية، وما يخلقه من هواجس وتخوف لدى المسيحيين وتخويفهم، من جراء ما لحق باخوانهم من تهجير وتقتيل في العراق وسوريا. وفي جو داخلي متازم على اكثر من صعيد ولاسيما الفراغ في رئاسة الجمهورية وما تمثله من رمزية لدى المسيحيين والنظام في السياسة. ومنذ تسع سنوات اصدرت الكنيسة المارونية الوثائق المجمعية التي تتضمن في ما تتضمن نصا بعنوان الكنيسة المارونية والسياسة ولان مضمون هذا النص بمفاصله الاساسية يجيب على تساؤلات وهواجس المسيحيين واللبنانيين على السواء، ستنحصر مداخلتي على تبيان هذه المفاصل والثوابت التي ابرزتها فيما بعد شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان والمذكرة الوطنية التي اصدرها نيافة الكاردينال البطريرك بشاره الراعي دون اغفال المواقف الوطنية المشتركة والجريئة التي عبر عنها نيافة الكاردينال البطريرك نصر الله صفير على مدى ربع قرن في ظروف صعبة التعقيد محاطا بمجلس الاساقفة الموارنة المتماسك".

أضاف: "في محاور النص، في فصل اول يتناول النص المسار التاريخي للكنيسة المارونية في المجال السياسي منذ البدايات حتى المرحلة المعاصرة منذ 1920 الى اليوم متوقفا على الاستقلال والميثاق الوطني مرورا باحداث 1958 وسنوات الحرب 1975 - 1989، وما خلقته من مآس وكوارث طالت جميع اللبنانيين وخاصة المسيحيين والموارنة وكانت تطيح بصيغة العيش المشترك والاستقلال. في فصل ثان يعالج النص مرحلة ما بعد الحرب واتفاق الطائف الذي كان للكنيسة دور في ارسائه وخاصة لانه اعتبر العيش المشترك اساس العقد الاجتماعي بين اللبنانيين ولا شرعية لاي سلطة تناقض العيش المشترك (عدد 29) ويشير النص الى المذكرة المفصلة التي رفعها مجلس المطارنة الى الرئيس رفيق الحريري سنة 1998 يحلل فيها الواقع المتدهور ويعرض اساليب المعالجة الى ان يصل الى النداء الشهير الصادر في الديمان في 20/9/2000،/ عن مجلس المطارنة الموارنة برئاسة السيد البطريرك مطالبا بانهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر بعد تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الاسرائيلي (عدد 32)، وعلى اثر هذا النداء نشأ لقاء قرنة شهوان الذي ضم نخبة من رجال الفكر والسياسة والاحزاب حتى يجسدوا هذا النداء في مواقفهم ومواقعهم وحتى لا تكون السلطة الكنسية دائما في الواجهة). يتطرق الفصل الثالث الى التحديات مركزا على العيش المشترك وبناء دولة ديمقراطية حديثة والمصالحة مع السياسة ستتوقف على هذا الفصل ببعض التفصيل لان طروحاته لا تزال صالحة لحل المشاكل التي تنتابنا اليوم".

وتابع: "في التحديات والعيش المشترك، يتأسس دور لبنان على تجربته المميزة في العيش المشترك الذي هو قدر اللبنانيين ولكنه ايضا خيارهم الحر، المسلمون كما المسيحيين خروا العيش المشترك بحرية ومسؤولية على مدى قرون طويلة فكانت حقبات مضيئة، لم تخل من بعض الصعوبات لذلك فهم يتحملون مسؤولية ترسيخ هذا العيش، وتخطي ما لحقه من خلل ومشاكل، لان ما يجمع بينهم هو اكثر مما يفرق؟ يجمع بينهم الايمان بالله الواحد، الانتماء الى وطن واحد والارتباط بمصير واحد (معا امام الله ص 27) العيش المشترك اذا هو مسؤولية نحملها معا امام الله، لان الله هو الذي دعانا واراد لنا ان نكون معا، وان نبني معا وطنا واحدا وجعلنا في هذا البناء المشترك مسؤولين بعضنا عن بعض (معا امام الله ص 59) (عدد 36)".

وقال: "يتخطى العيش المشترك مستوى التساكن او التعايش بين المجموعات اللبنانية، فهو نمط حياة يؤمن للانسان فرصة التواصل والتفاعل مع الاخر... دون الغاء الخصوصيات والفوارق التي تصبح في هذا الحال مصدر غنى للجميع، انه نمط حياة يقوم على احترام الاخر في تمايزه وفرادته، فلا يسعى الى الغائه او استتباعه، ولا يفرض عليه انصهارا يلغي خصوصيته، انه نمط حياة يقوم على احترام الحياة في تنوعها وغناها، انه نمط حياة لا يحدث في داخل الانسان ذاته شرخا بين انتماءاته المتعددة التي تتشكل منها هويته. والموارنة الذين ساهموا مساهمة اساسية في خلق هذا النمط المميز من الحياة من خلال اصرارهم التاريخي على التواصل والانفتاح، مدعوون دائما الى تجديد صيغة العيش المشترك (رجاء جديد للبنان العيش المشارك عدد 92) عدد 37. يذكر النص بان الحرب كانت تقضي على العيش المشترك، انما قام استقلال لبنان من جديد في العام 2005 على موقف مشترك مسيحي واسلامي يؤكد على ان اللبنانيين لهم الحق في وطن حر مستقل يعيشون فيه مختلفين من حيث الانتماء الديني ومتساوين في مواطنيتهم ومصيرهم الواحد (عدد 38) كما يتبين ان رسالة لبنان في هذا المجال ضرورية لان التحدي الاكبر الذي يواجه البشرية اليوم هو مشكلة العيش معا بين مختلف العائلات البشرية (عدد 39). كما يتبين ايضا ان تجديد تجربة العيش المشترك لا يوفر ضمانا لمستقبل بل يشكل ضرورة لمحيطه العربي، ان التجربة اللبنانية في صيغتها المتجددة هي نموذج يفيد منه العالم العربي.. انها نمط حضاري راق لمجتمعات تتميز بالتنوع والتعدد ولتعريف العروبة كرابطة حضارية تقرب بين العرب. (عدد 40) ويشدد النص ويقول من جديد:" يشكل لبنان من خلال عيشه المشترك المؤسس على الحرية والمساواة القائم على التنوع في وحدة تحترم الاختلاف على الصعيد العام حاجة مستمرة لتفاعل خلاق بين المسيحية والاسلام. ان هذه الحاجة اصبحت اليوم اكثر الحاحا من اي وقت مضى، بسبب المواجهة بين شرق وغرب وشمال وجنوب خاصة في شكلها الديني".

أضاف: "عن بناء دولة ديموقراطية حديثة، تقوم هذه الدولة على التوفيق بين المواطنية والتعددية اي على الجمع بين دائرتين اساسيتين في انتماء اللبنانيين، دائرة فردية مدنية تتحدد بالمواطنية والتعددية التي ينبغي ان تطبق على الجميع بالشروط نفسها ودائرة جماعية تتحدد بالطائفية التي تزيد الاعتراف بالتعدد (عدد 44) وان الجولة المنشودة هي دولة تؤمن التمييز الصريح فحتى حدود الفصل بين الدين والدولة بدلا من حترام الدين في السياسة او تاسيس السياسة على منطلقات دينية لها صفة المطلق، وتؤمن الحرية والمساواة في الحقوق والواجبات وانسجام بين حق الفرد في تقرير مصيره وحق الجماعات في خياراتها وانسجام بين استقلال لبنان ونهاية كيانه وبين انتمائه العربي وانفتاحه على العالم " (العدد 45)".

وتابع: "بالنسبة الى المصالحة مع السياسة، يتضمن هذا الباب ثلاثة عناوين المشاركة في ادارة الشان العام وفيه تفصيل لمفهوم السياسة وممارستها السليمة، الالتزام بالقيم الايجابية لتجدد روحي لدى الموارنة في الالتزام السياسي وتفعيله وتجديد القيادات ومحاسبتها ثم تعزيز الثقافة والممارسة الديموقراطية مع تركيز على دور الشباب والمرأة".

وختم: "في الختام لي ثلاث امنيات، قراءة النص المجمعي بكامله مع النصوص اللاحقة المشابهة ولاسيما ثوابت الكنيسة المارونية (6/12/2006) التي في مقدمها يبزر العيش المشترك ورسالة بطاركة الشرق الكاثوليك معا امام الله، تجديد وتثبيت الثقة بالخيار اللبناني للعيش معا والعمل على بث الوعي لهذه الحقيقة حتى تصبح خيار جميع اللبنانيين وتفعيل لقاء سيدة الجبل حتى ينتج لقاءات لبنانية مشتركة في كل لبنان".

سعيد

اما امين عام قوى 14 اذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد فاشار فقال كلمته: "في نهاية القرن السادس عشر حقق الموارنة حلما لطالما طالب احبارهم مدينة الغرب بتنفيذه فكانت المدرسة المارونية في روماالتي خرجت رجالا ترجموا الشرق الى الغرب، اذ عرفوا اوروبا بالتراث الشرقي السرياني والعربي، كما نقلوا الى الشرق مقومات النهضة الغربية الصاعدة ثم انهم ما لبثوا ان انخرطوا ومسيحيي الشرق في مشروع النهضة العربية، ابان القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فكانوا من دعامات هذه النهضة واعلامها وبذلك سموا لانفسهم دورا وقد يصح القول انهم "احتجزوا" لتنفسهم دورا فاعلا استمر لعقود وقام على تفاعل خلاق بين المسيحيين والمسلمين وعلى التزام بقضايا الانسان الاساسية في هذه المنطقة من العالم ومما لا شك فيه ان الكيان والاستقلال والميثاق كانت من الثمرات الحضارية الطيبة للدور والتفاعل والالتزام. ويقول المجمع البطريركي الماروني في العام 2006، ان الموارنة اقلية ترتبك بعلاقات جوار وتساكن مع الاخرين انهم جماعة لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كل الجماعات في رسم مستقبل مشترك لها ولهم".

أضاف: "تنعقد خلوتنا الحادية عشرة اليوم في ظل تعقيدات احداث المنطقة، هذه الاحداث التي تتطلب منا توحيد القراءة السياسية وترتيب الافكار والعناوين والاولويات ومن ثم المبادرة الى انقاذ لبنان بالشراكة الكاملة مع المسلمين وتحديد موقعه في عالم عربي جديد ترتسم معالمه في ظل التشويش والفوضى. ان الخلاص الوحيد لنا جميعا هو في ابتكار الحلول التي يجتمع حولها اللبنانيون مسلمين ومسيحيين، وليس هناك من حلول فئوية لكل طائفة على حدة. لقد اخطأ الموارنة عندما اعتبروا ان انتخاب رئيس للبلاد هو من اختصاصهم بحجة ان رئاسة الحكومة اختصاص الطائفة السنية ورئاسة المجلس النيابي اختصاص شيعي، كما اخطأ المسلمون عندما قالوا ما معناه: "فليتفقوا ويبلغونا الجواب"، وكانهم بهذا القول يساعدون المسيحيين في انسحابهم من الحياة الوطنية او في مقاربتهم التبسيطية والتي لم ولن تنتج رئيسا بعد سنة من الشغور".

وتابع: "ان انتخاب رئيس جديد للبلاد هو مسؤولية وطنية مشتركة واذا نجحنا في وضعها حيث يجب ان تكون فسننتخب رئيسا من دون انتظار موازين القوى الاقليمية والمصالح الدولية".

وختم: "اتمنى للمؤتمرين اليوم صفاء العقل ونقاوة القلب لمقاربات هادفة عملية ومفيدة. ان دورنا يتجاوز قانون الانتخاب والانماء في المناطق. حضورنا لا يرتبط بصلاحيات دستورية. بقدر ما نقدم للبنان جمالا وسلاما وثقافة واصرارا على العيش المشترك بقدر ما نربح واذا سكنتنا هواجس الديموغرافيا والجغرافيا وموازين القوى فنحن الى زوال. عاش لبنان بل الحرية والعدالة والعيش المشترك".

رزق الله

اما الدكتور البير رزق الله فقال: "النقاط الواردة في المذكرة الاقتصادية التي صدرت عن البطريركية المارونية صالحة لان تكون اساسا لبرنامج وطني اصلاحي مشترك. من نتائج الحرب الاهلية الاطول في المنطقة ان الشركات اللبنانية على اختلاف انواعها ومستوياتها تمكنت من الصمود ومن توسيع نطاق اعمالها في الخارج. واستطاعت المحافظة على اوضاعها داخل لبنان بالرغم من الظروف الصعبة التي ما نزال نعيشها".

واشار الى ان "الاقتصاد اللبناني متعاف بالرغم من تدفق النازحين السوريين الكبير والذي سبقه نزوح عراقي وقبله فلسطيني وقد حقق الاقتصاد نموا ايجابيا خلال السنوات الماضية". واقترح "اجراء مسح في كافة المناطق للوقوف على احتياجاتها ومشاريعها تمهيدا لتطويرها والطلب من رجال الاعمال دعم هذه المشاريع بدءا من المناطق الذاتية لزرع اللبناني في ارضه ووقف نزيف الهجرة لاسيما الشباب منهم". ودعا الى "العودة الى المعايير الاخلاقية في الحياة الاقتصادية الاجتماعية وبالتالي ادانة تفشي الفساد وسوء الاخلاق والمضاربات غير المشروعة وتحقيق اللامركزية الادارية والتنمية المتوازنة وتحقيق الاصلاح الاداري كما جاء في وثيقة الوفاق الوطني وايجاد نظام ضريبي عادل ياخذ من كل انسان ما يتناسب ومستوى دخله وثروته ولا يرتكز على الضريبة غير المباشرة وتفعيل قدرات الكنيسة من خلال تقوية وتعزيز مؤسساتها العاملة على مختلف المستويات والسعي الحثيث لاعادة المسيحيين الى مؤسسات الدولة بدلا من الانكفاء الذي احدث خللا كبيرا في بنيتها".

الغز

بدوره قال احمد الغز: "ان مجرد اللقاء في سيدة الجبل هذا العام يعتبر انتصارا للارادة الوطنية الخلاقة في ابتكار اليات الاجتماع الوطني بدلا من النصوص والبيانات، فالغاية الوطنية الكبرى الان هي اجتماع اللبنانيين حول وحدتهم وبناء دولتهم. لقد راجعت خلال الايام الماضية الكثير مما هو مكتوب او موثق وصادر عن لقاءات سيدة الجبل وكانت كلها تقريبا تنطلق من النداء التاريخي للبطاركة المطارنة الموارنة عام 2000 وقد لفتني ما جاء في البيان الختامي للقاء سيدة الجبل عام 2013 والذي انعقد تحت عنوان "اعادة تاسيس العيش معا بشروط الدولة بدلا من شروط الميليشيا"، واستوقفتني الفقرة التي تقول: كما جاء في الرسالة الاولى لبطاركة الشرق ان المسيحيين يشكلون جزءا موضوعيا من الهوية الثقافية للمسلمين، مثلما يشكل المسملون جزءا موضوعيا من الهوية الثقافية للمسيحيين فهم جميعا والحال هذه مسؤولون عن بعضهم البعض امام الله والتاريخ، وفي نص اخر ان المسيحيين في الشرق جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين كما ان المسلمين في الشرق جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين وانهم جميعا من هذا المنطلق مسؤولون عن بعضهم البعض امام الله والتاريخ". وتمنى ان "يكون هذا اللقاء الوطني في سيدة الجبل بمثابة اعادة تجديد الهوية الوطنية وتحويل لقاء سيدة الجبل هذا العام إلى معمودية مدنية للمواطنة اللبنانية عبر إنتاج القسم اللبناني من الهوية".

فرنجية

وتحدث النائب السابق سمير فرنجية عن دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الاقليمية، وقال: "حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر اخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة فيما بيننا وألا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم بل ان نقدم فورا على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الاولى منع انهيار مؤسسات الدولة. حماية الوطن تحتاج منا، كمسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين حماية للمسلمين والمسيحيين وللكيان اللبناني بعدما دخلت المنطقة العربية حربا دينية تشبه الى حد بعيد حرب الثلاثين سنة". أضاف: "حماية الوطن تحتاج الى اعادة الاعتبار الى النموذج اللبناني في العيش المشترك، هذا النموذج الذي يكتسب اليوم اهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنف مجنون، فينبغي علينا الان واكثر من اي وقت مضى تطوير فرادة التجربة اللبنانية في العالم عموما من حيث شراكة المسيحيين والمسلمين في ادارة دولة واحدة وفرادتها في العالم الاسلامي خصوصا من حيث شراكة السنة والشيعة في ادارة الدولة ذاتها". ورأى أن "حماية لبنان في هذا الظرف تحتاج إلى دعوة الجامعة العربية الى اصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطا لمواجهة التطرف والارهاب".

التوصيات

بعد الكلمات دعا سعيد الى اجتماع مغلق وجلسة حوار مع المشاركين اعقبها البيان الختامي الذي تضمن التوصيات الآتية:

"اتفق المشاركون في الخلوة العاشرة للقاء سيدة الجبل على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم. وذلك على الاسس الآتية:

اولا: لا تمييز بين ارهاب وارهاب، وهذا موقف اخلاقي قاطع، لا يمكن ان نشعر بالاشمئزاز من جرائم "داعش" ونتغاضى عن جرائم الاسد او نتكتم عليها. ان إدانة ارهاب "داعش" يستدعي اخلاقيا ومنطقيا ان ندين الارهاب الذي يمارس بحق الشعب في سوريا والارهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة. الارهاب مرفوض أيا كان مصدره. وليس هناك مجرم يتمتع بامتياز يخوله ان يرتكب المجازر دون ان يتحمل اللوم ودون ان توجه اليه أصابع الإتهام.

ثانيا: الارهاب يطال الجميع، الاقليات كما الاكثرية. صحيح ان المسيحيين والاقليات يتعرضون للارهاب والتهجير على يد "داعش" الا ان معظم ضحايا "داعش" هم من المسلمين. ومن يتعرض للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليست الاقليات وإنما الاكثرية. كما انه ليس هناك ضحية قيمتها أكبر من ضحية اخرى.

ثالثا: حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الاقليات، وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الاغلبية المسلمة. ان ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار تحالف الاقليات، يشوه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء انظمة مدنية ديمقراطية، ويحوله الى شريط في التسلط الذي يمارسه نظام متهاو لن يطول به المقام، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وقد بدأ بالأفول.

رابعا: ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه. الحل بالنسبة للمسيحيين، هو في العمل جنبا الى جنب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنور، ديمقراطي وتعددي.

خامسا: تعميم التجربة اللبنانية، ان التجربة اللبنانية في العيش معا يمكن ان تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجا يحتذى به كما ان لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يصبح مصدر إلهام لعالم عربي متجدد. ان حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجب تعميمها على العالم العربي".

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/161360/

 

"لقاء سيّدة الجبل": لا تمييز في الإرهاب وحماية المسيحيّين ليس بتحالف الأقليّات

1 حزيران 2015

عقد "لقاء سيدة الجبل" خلوته السنوية الـ 11 في دار سيدة الجبل في فتقا، بعنوان "انتخاب رئيس جديد واجب ومسؤولية وطنية مشتركة". وتوالى على الكلام المطران يوسف بشاره ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي ذكر باصدار الكنيسة المارونية "منذ تسعة اعوام الوثائق المجمعية التي تتضمن نصا بعنوان "الكنيسة المارونية والسياسة". وقال: "لان مضمون هذا النص يجيب في تساؤلات المسيحيين واللبنانيين وهواجسهم، ستنحصر مداخلتي على تبيان هذه المفاصل والثوابت التي ابرزتها في ما بعد شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة، وخصوصية لبنان والمذكرة الوطنية التي اصدرها الكاردينال الراعي دون اغفال المواقف الوطنية المشتركة والجريئة التي عبر عنها الكاردينال البطريرك نصر الله صفير".

وعدد مضمون الفصل الاول الذي "يتناول المسار التاريخي للكنيسة المارونية في المجال السياسي منذ البدايات حتى المرحلة المعاصرة منذ 1920 الى اليوم"، متوقفاً عند الاستقلال والميثاق الوطني مرورا باحداث 1958 وسنوات الحرب 1975 – 1989 (...) وفي فصل ثان يعالج النص مرحلة ما بعد الحرب واتفاق الطائف الذي كان للكنيسة دور في ارسائه". ويتطرق الفصل الثالث الى التحديات مركزا على العيش المشترك وبناء دولة ديموقراطية حديثة".

وتابع: "بالنسبة الى المصالحة مع السياسة، يتضمن هذا الباب ثلاثة عناوين هي المشاركة في ادارة الشان العام والتزام القيم الايجابية لتجدد روحي لدى الموارنة في الالتزام السياسي وتفعيله، وتجديد القيادات ومحاسبتها ثم تعزيز الثقافة والممارسة الديموقراطية مع تركيز على دور الشباب والمرأة".

بدوره، أشار الامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الى ان انتخاب رئيس جديد للبلاد هو "مسؤولية وطنية مشتركة، واذا نجحنا في وضعها حيث يجب ان تكون فسننتخب رئيسا من دون انتظار موازين القوى الاقليمية والمصالح الدولية".

وتطرق الدكتور البير رزق الله الى "النقاط الواردة في المذكرة الاقتصادية التي صدرت عن البطريركية المارونية والتي تبدو صالحة لتكون أساساً لبرنامج وطني اصلاحي مشترك". ولفت الى ان "الاقتصاد متعاف رغم تدفق النازحين السوريين الكبير والذي سبقه نزوح عراقي وقبله فلسطيني، وقد حقق الاقتصاد نموا ايجابيا خلال السنوات الماضية (...)".

وتمنى احمد الغز ان "يكون هذا اللقاء بمثابة اعادة تجديد الهوية الوطنية".

وتحدث النائب السابق سمير فرنجية عن دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الاقليمية، وقال: "حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر اخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة وألا نحولها ورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه، بل ان نقدم فورا على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الاولى منع انهيار المؤسسات".

ولاحقاً، تلي البيان الختامي الذي تضمن التوصيات الآتية:

"اتفق المشاركون على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان، وذلك على الاسس الآتية:

أولاً: لا تمييز بين ارهاب وارهاب، لا يمكن ان نشعر بالاشمئزاز من جرائم "داعش" ونتغاضى عن جرائم الأسد.

ثانياً: الارهاب يطال الجميع، الاقليات كما الاكثرية. صحيح ان المسيحيين والاقليات يتعرضون للارهاب والتهجير على يد "داعش" الا ان معظم ضحايا "داعش" هم من المسلمين. ومن يتعرض للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليست الاقليات وإنما الاكثرية.

ثالثاً: حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الاقليات، وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الاغلبية المسلمة. ان ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار تحالف الاقليات، يشوه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء انظمة مدنية ديموقراطية.

رابعاً: ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه.

خامساً: ان التجربة اللبنانية في العيش معا يمكن ان تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجا يحتذى، كما ان لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يصبح مصدر إلهام لعالم عربي متجدد. حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجب تعميمها على العالم العربي".

 

http://newspaper.annahar.com/article/241168-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D9%84-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%8A%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D8%A8%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA

 

لقاء سيدة الجبل: لوقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك

موقع الجديد - 31-5-2015

شدّد بيان الخلوة السنوية لـ"لقاء سيدة الجبل" تحت عنوان "دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية" في فتقا، على ضرورة الاقرار بأن مصير كل منا مرتبط بمصير الآخر وليس هناك حل لمجموعة دون أخرى.

وتلا منسق امانة 14 آذار فارس سعيد مقررات اللقاء، مؤكداً أن حماية لبنان تحتاج الى خطوات ومبادرات على أكثر من صعيد، داعياً إلى وقف التلاعب بأساسيات العيش المشترك عبر إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، وإلى تأليف هيئة تتولى التنسيق مع المسيحيين العرب.

 

شكراً لسيدة الجبل، سيدة الحكمة والشجاعة.

شكراً للبنان الذي نغرف من معينه ولا نكتفي.

شكراً لفارس سعيد الذي لو لم يكن له غير هذا الجهد المبدع مسيحياً ووطنياً لكفاه شرفاً.

قليل أن نحييكم، لكن هذا ما نستطيعه اليوم.

تحياتي للجميع

جورج صبرا – رئيس المجلس الوطني السوري السابق

 

 

https://www.aljadeed.tv/arabic/news/local/3105201520

Sous le parrainage de Bkerké, Saydet el-Jabal dit « non » à l’alliance des minorités

L’éveque Youssef Béchara, représentant le patriarche maronite au séminaire de Fatqa, devant un parterre de personnalités chrétiennes et musulmanes. Photos Émile Eid

Sandra NOUJEIM | OLJ01/06/2015

Jamais la finalité de la Rencontre de Saydet el-Jabal (Notre-Dame de la Montagne), celle de convertir l'action chrétienne en action nationale, n'a paru plus nécessaire ni plus complexe. Le défi n'est plus d'initier un combat souverainiste transcommunautaire, fondé sur des valeurs de partenariat national profondément assimilées, mais de tracer désormais une ligne directrice, salvatrice, qui neutralise le réflexe de crispation identitaire de minorités tourmentées par l'émergence d'une violence démentielle.

Le 11e congrès de Saydet el-Jabal, hier à Fatqa, qui a réuni des dizaines de personnalités de différents horizons sociocommunautaires, chrétiens et musulmans, a désavoué les discours sur la protection des chrétiens basée sur la théorie de l'alliance des minorités.

Le ton est dès le départ donné par l'ancien député Farès Souhaid, parrain du Rassemblement : « Ce ne sont pas des moyens exclusifs aux chrétiens qui les sortiront de leur peur, ni des moyens chiites purs qui briseront le monopole du Hezbollah sur sa communauté, ni une modération émanant exclusivement des sunnites qui limiteront le fanatisme dont ils souffrent. » Selon cette approche, il était erroné, « pour les maronites, de considérer que la présidentielle est strictement de leur ressort (...) et pour les musulmans de leur demander de s'entendre sur un président et de leur communiquer le résultat de leurs concertations », ajoute l'ancien député.

(Pour mémoire : Les Églises premières d'Orient, preuve d'un passé fondé sur le vivre-ensemble)

À la victimisation, au repli et à la peur, se sont ainsi substituées deux certitudes.

La première est l'incompatibilité de la citoyenneté et, avant tout, de la modération, avec la quête d'une quelconque protection au niveau de la communauté. Le problème que soulève l'ancien député Samir Frangié dans son intervention est, au contraire, celui de savoir « quelle action commune les chrétiens et les musulmans peuvent-ils mener pour protéger une nation qui menace de s'effondrer ? ».

Textes fondateurs de Bkerké

La seconde certitude est l'appui de Bkerké à des solutions nationales fondées sur le vivre-ensemble, présenté comme « modèle » pour la région : cet appui émane de textes élaborés par le patriarcat, en l'occurrence les documents conciliaires de 2006, que l'évêque Youssef Béchara, ancien parrain du Rassemblement de Kornet Chehwane et représentant hier le patriarche maronite Mgr Béchara Raï au séminaire de Fatqa, expose comme des « textes fondateurs du vivre-ensemble ».

Le choix de Bkerké de déléguer un éminent acteur de la lutte contre l'occupation syrienne, qui s'était retiré depuis 2006 de la vie publique, est doublement significatif : le parrainage par le patriarcat maronite de la rencontre de Saydet el-Jabal s'est rétabli sur la base d'une nécessité de parer au repli chrétien et de renouer avec l'esprit qui avait fait de l'Église maronite le fer de lance du rétablissement du binôme unité-indépendance face à l'occupation syrienne.

Sélectionnant, des documents conciliaires de 2006, un texte relatif à l'Église maronite et la politique, dont il donne lecture de certains extraits, Mgr Béchara déclare au préalable que leur contenu « a été repris par le document national élaboré par le patriarche Raï, et par les positions honorables et audacieuses du cardinal Nasrallah Sfeir pendant un quart de siècle ».

De la coexistence au vivre-ensemble

C'est dans le chapitre 3, relatif aux « défis », que Youssef Béchara puise ensuite des références « au vivre-ensemble, l'édification de l'État démocratique moderne et la réconciliation avec la politique ».

En traitant du vivre-ensemble, le texte dépasse la coexistence et la contrainte qu'elle connote : « Vivre ensemble est le sort des Libanais, mais il est aussi leur choix libre. » Et la définition qui en est donnée consacre l'individu : « Le vivre-ensemble dépasse le seuil de la cohabitation entre des groupes libanais : il s'agit d'un mode de vie par lequel l'homme a la chance d'interagir avec l'autre... sans abolir ses spécificités ni ses différences qui sont source de richesse pour tous. Ce mode de vie se base sur le respect de l'autre, unique, qu'il ne tend donc ni à éliminer ni à soumettre...Ce mode de vie est fondé sur le respect de la vie dans sa diversité et sa richesse. » Cette approche fait qu'en définitive, « aucune scission ne se produit au sein de l'individu entre les multiples appartenances qui composent son identité ».

La reconnaissance de l'identité plurielle de chaque individu se transpose sur la définition de l'identité libanaise. L'éditorialiste Ahmad el-Ghozz appelle, dans ce cadre, à rédiger un serment dont la prestation accompagnerait, comme dans d'autres pays, l'acquisition de la nationalité libanaise. Et c'est dans le premier message des patriarches d'Orient, repris par le document final de Saydet el-Jabal en 2013, que Ahmad el-Ghozz puise une ébauche de ce texte : « Les chrétiens sont une partie objective de l'identité culturelle des musulmans, tout comme les musulmans sont une partie objective de l'identité culturelle des chrétiens. » Il n'est donc pas anodin que le nom d'Ahmad Farès el-Chidiac, figure symbolique de cette appartenance civile dépassant tous les clivages communautaires, revienne souvent au cours du débat.

« La diversité, seule arme face au terrorisme »

Par ailleurs, le document de Bkerké a d'ores et déjà décrit le système qui doit servir de moule au vivre-ensemble : « L'État démocratique moderne, fondé sur une distinction franche, jusqu'à la séparation, entre la religion et l'État (...) ; la liberté et l'égalité dans les droits et les devoirs ; l'harmonie entre le droit de l'individu à l'autodétermination et le droit des communautés à disposer de leurs choix ; l'harmonie entre l'indépendance du Liban et la finalité de son entité, d'une part, et son appartenance arabe et son ouverture au monde, d'autre part », déclare l'évêque Youssef Béchara.

Préserver le vivre-ensemble et véhiculer « ce modèle », qui pourrait servir de repère aux pays rongés par les problèmes de gestion du pluralisme, relève à la fois de la responsabilité des chrétiens, notamment les maronites, et des musulmans, ajoute Mgr Béchara, toujours en citant les documents conciliaires. Ceux-ci devraient, en somme, servir de « référence non seulement aux acteurs politiques, mais aussi aux citoyens », conclut-il, préconisant une action qui commence par la base populaire.

Aux fins de cette action, Samir Frangié propose notamment de « soutenir les efforts de Bkerké pour combler la vacance présidentielle » et appelle à une « révision, par les chrétiens, des raisons du recul de leur rôle national depuis l'intifada de l'indépendance ». En outre, « préserver la religion de l'instrumentalisation politique qui justifie la violence » nécessite une « interaction islamo-chrétienne au Liban et dans le monde arabe », renforcée par « une position de la Ligue arabe en faveur du pluralisme comme seule arme de lutte contre le terrorisme ». L'idée selon laquelle les chrétiens devraient jouer le rôle de médiateurs de paix dans le cadre du conflit sunnito-chiite est également avancée.

Dans ses résolutions, Saydet el-Jabal amorce cette action sur l'affirmation claire du rejet du projet de « l'alliance des minorités » : « La protection des chrétiens ne se fait pas par le biais de l'alliance des minorités. » Elle réaffirme enfin « le refus, d'abord moral, de distinguer entre un terrorisme et un autre », et rappelle que « la majorité est autant victime du terrorisme que les minorités ».

http://www.lorientlejour.com/article/927609/sous-le-parrainage-de-bkerke-saydet-el-jabal-dit-non-a-lalliance-des-minorites.html

 

 

حوار شامل مع مُنسّق الأمانة لقوى 14 آذار حول مستقبل لبنان والرئاسة والتحالفات بين عون وحزب الله

الاثنين,1 حزيران 2015 الموافق 14 شعبان 1436هـ

غالبية المسيحيين ليسوا مع عون لأنه يؤمن بتحالف الأقليات

لا يستطيع عون تخريب البلد كما حدث عام 1988 وحزب الله يريد تلعيبه هذا الدور

المبادرة العونية لإنقاذ صاحبها وحزب الله يحتجز الرئاسة اللبنانية

حزب الله ذهب إلى اليمن وسوريا والعراق ليكبر حجمه في لبنان

المجلس الوطني عابر للطوائف ومحرَّر من القيد الطائفي..

الأولوية عند نصر الله حماية بشار الأسد وحزب الله يبرّد مع إسرائيل

إلغاء عرسال لإقامة حزام أمني شيعي من ريف دمشق للساحل السوري

الحريري وحّد لبنان بدمه وأخرج السوريين منه

الدكتور فارس سعيد، ليس بحاجة إلى بطاقة تعريف، فهو مُنسّق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار منذ نشأتها قبل عشر سنوات، وهو الذي لعب ولا يزال دوراً مميزاً في الحفاظ على وحدة هذا التحالف الوطني العريض رغم كل الظروف الصعبة والدقيقة التي مر بها، وهو الناطق الرسمي باسم هذه القوى، وصاحب المواقف الوطنية التي تجمع ولا تفرق، وهو بعد هذا وذاك المثقف السياسي الذي تشهد ميادين وساحات 14 آذار له بذلك، لذلك كلّه فإن الحوار معه في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتصيب لبنان ليس ممتعاً وحسب بل هو مفيد نظراً لما يملكه من معلومات من جهة، ولفراسته القوية في قراءة الأحداث وما بعدها واستخلاص الحلول والنتائج منها من جهة ثانية.

وفي حوارنا معه تناول الأمين العام لقوى الرابع عشر كل الأحداث التي تمر بها المنطقة ويمر بها لبنان برؤية صاحب المعرفة الواسعة، وبنظرة بعيدة لما هو حاصل وما سوف يحصل في المستقبل القريب والبعيد، فاعتبر أن أمين عام حزب الله بتدخله في سوريا والعراق يريد أن يدفع بلبنان للإنزلاق في الحريق العربي والإقليمي لتدميره حتى يكبر حجمه في هذا البلد، ويعتبر أن هناك مخططاً لإنهاء عرسال وإقامة حزام أمني شيعي - علوي من ريف دمشق حتى الساحل العلوي، مما يجرُّ هذا البلد إلى فتنة مذهبية وتحديداً سنية - شيعية، مؤكداً أن وحدة اللبنانيين فقط هي القادرة على حماية الجماعات الطائفية وليس ما يفكر به عون ويعمل به من أجل تحالف الأقليات، وينهي المنسق العام لأمانة 14 آذار إلى أن لبنان هو أمانة برقبة المسلمين علماً بأن المسلمين اخطأوا عندما فوضوهم اختيار رئيس الجمهورية.

وفي ما يلي الحوار:

حوار: د. عامر مشموشي وحسن شلحة

تصعيد نصر الله

{ نبدأ بهذا الوضع الساخن بعد خطاب السيّد حسن نصر الله والذي حمل رسائل كبيرة وخطيرة في كل الاتجاهات، وتصرّف وكأنه «الأمر لي» في هذا البلد، ما هو موقفكم كقوى 14 آذار من هذا التهديد الخطير والذي يخرج عن كل قواعد الحوار السياسي والخلاف السياسي؟

- بداية، الخلاف مع السيّد حسن نصر الله هو خلاف كبير في هذه المرحلة، من طبيعة سياسية وربما أيضاً من طبيعة اخلاقية، نحن نعتبر ان الأولوية هي لحماية لبنان وحتى لا ينزلق لبنان في الحروب القائمة في المنطقة، أكانت في العراق أو في اليمن أو في سوريا، بينما الأولوية لدى السيّد حسن هي حماية بشار الأسد بطلب من إيران. السيّد نصرالله يجازف من خلال انخراطه، وبطلب من إيران في الحرب الداخلية السورية، بتعريض لبنان بشكل عام، والبيئة التي ينتمي إليها بشكل خاص، إلى الانزلاق باتجاه العنف، وهذا موضوع خطير، ويجب ان ينتبه اللبنانيون إلى ان ما يقوم به نصرالله هو خطوة في اتجاه المجهول وسيضع لبنان في مواجهة حتمية بين الاستقرار وبين العنف خدمة لإيران، بينما ما تريده 14 آذار وما تحاول ان تقوم به هو المحافظة على الاستقرار من خلال حكومة الوحدة الوطنية أو المصلحة الوطنية، من خلال الحوار القائم بين تيّار المستقبل وبين حزب الله، من خلال إصرار نواب 14 آذار على المشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية.. ما تقوم به 14 آذار تقوم به باتجاه العنوان الأساس ألا وهو الاستقرار في لبنان، ما يقوم به السيّد حسن نصرالله عنوانه عدم الاستقرار. من هنا، ان التباين بيننا وبينه يتجاوز الموضوع السياسي والخيار السياسي، حتى نصل إلى موضوع اخلاقي، مَن يريد ان يدمر لبنان وأن يدخله في أتون حرب أهلية يجازف بأرواح اولادنا وبأرواح أهل هذا البلد، وبالتالي سنتصدى له بكل الوسائل المتاحة، الديمقراطية والسلمية.

الحرب على عرسال

{ ولكن السيّد نصرالله تجاوز كل هذه الاعتبارات التي تحدثت عنها وأخذ قراراً بإعلان الحرب على ما يسميه الإرهاب في جرود عرسال، أي انه أعلن الحرب على عرسال وبالتالي ادخل لبنان في أتون مجهول النتائج؟

- هناك من يحاول ان يقول ان تهجير عرسال أو القضاء على عرسال سيفسح في المجال لإقامة حزام أمني شيعي علوي من ريف دمشق حتى الساحل العلوي. انا اعتقد بأن هذا الكلام مبالغ به كثيراً ولن يؤدي إلى أي نتيجة، أولاً عرسال ليست تفصيل، عرسال هي مدينة وطنية لبنانية بقاعية عربية، على علاقة ممتازة مع الجوار، بينها وبين اللبوة على سبيل المثال هناك زواج مشترك وعلاقات مشتركة.. الدخول إلى عرسال والكلام بأنهم يريدون إلغاء عرسال أو تطبيع عرسال أو وضع اليد على عرسال هذا كلام.. ليس هناك من مصلحة لأن تتحوّل عرسال إلى (رمادي) جديدة، أو إلى أي مدينة تتعرض إلى ضغط من قبل الحشد الشعبي، بين هلالين عرسال مدينة وطنية وهي في كنف الاهتمام اللبناني وفي دائرة اهتمام جميع اللبنانيين، ليس فقط السنّة لأنها مدينة سنية، وعلى الدولة اللبنانية وعلى رأسها حكومة لبنان ان تتحمل مسؤوليتها من خلال نشر الجيش اللبناني على كافة الحدود اللبنانية السورية، ومؤازرة هذا الجيش من قبل القوات الدولية، كما يتيح القرار 1017 والطلب من حزب الله الانسحاب الفوري من القتال الدائر في سوريا. هكذا نحمي عرسال، ضمن هذه الثلاثية.

عرسال عنوان لانزلاق لبنان

{ الجيش موجود في عرسال، في قلب عرسال ويحيط بها ويقوم بواجبه في حماية الأمن هناك، ألا يعني كلام نصرالله انه اسقط كل الاعتبارات، ودخلنا فعلاً في فتنة مذهبية؟

- عرسال ستكون عنواناً لدخول لبنان أو انزلاقه في فتنة مذهبية، ونحن نتكلم عن منطقة اسمها البقاع، منطقة تميّزت بالعيش المشترك، وبالتنوع. العيش المشترك الإسلامي - المسيحي من جهة، والإسلامي الإسلامي من جهة أخرى، البقاع الغربي بغالبيته يتكون من مسلمين سنة والبقاع الشمالي بغالبيته من المسلمين الشيعة وفي الوسط هناك زحلة، ونضيف إلى ذلك تواجد اللاجئ السوري الذي أصبح بأعداد كبيرة في المنطقة، وبالتالي ليس من السهولة ان يدخل حزب الله بعملية مواجهة مباشرة مع عرسال تأخذ طابعاً مذهبياً حاداً سنياً شيعياً، هذا الموضوع سينعكس على الحزب على مساحة البقاع، وربما أيضاً على مساحة لبنان.. إذا كان يطلب من الجيش اللبناني ان يدخل عرسال، وهو موجود فعلاً هناك من أجل تنفيذ مهمة حصرية الدفاع عن لبنان، وامتلاك السلاح من أجل هذه الوظيفة، فعلى حكومة لبنان ان تعطي الأوامر للجيش اللبناني ان ينشر قواته على الحدود اللبنانية السورية ومؤازرة هذا الجيش بالقرار 1017.

جدوى الحوار

{ بالأمس نشرت وسائل إعلام صوراً لحزب الله ينقل أسلحة ومعدات عسكرية متطورة إلى جرود عرسال والقلمون من أجل الاستعداد للهجوم على هذه المدينة السنية كما تقول.. هل يمكن القول ان ثمة جدوى بعد الآن من الحوار بينه وبين المستقبل؟

- انا اعتقد ان هذا الحوار له رمزية أكثر من كونه صاحب جدوى، رمزيته بأن هذه طاولة الحوار الوحيدة في العالم العربي وعلى مساحة العالم الإسلامي التي تجمع سنة وشيعة، يعني الذي يُشارك في طاولة الحوار كسني بوصفه سنياً والشيعي بوصفه شيعياً.. يعني ليس هناك في اليمن وفي البحرين وفي سوريا وفي العراق وفي السعودية طاولة حوار سنية - شيعية، وبالتالي رمزية هذه الطاولة كبيرة.. وأنا اعتقد بأن هناك مصلحة وطنية لبنانية كبيرة ان تبقى طاولة الحوار، اما جدوى الحوار اليوم مع حزب الله، لا اعتقد انه سيؤدي إلى أي نتيجة.

عودة سيّدة الجبل

{ عقدتم اجتماع سيّدة الجبل.. ثمة أمور خطيرة كما يستنتج المراقب من هذا الاجتماع.. لماذا هي وما هي أهدافها، وما هي الأسباب الخطيرة التي دعت إلى إحيائها؟

- ينظر اللبنانيون بعين القلق، ومن خلال مرجعياتهم المذهبية والطائفية إلى احداث المنطقة، واحداث المنطقة تفتعل لدى الجماعات الطائفية في لبنان ردّات فعل أو قراءات مختلفة بين طائفة وأخرى، أو بين مذهب وآخر..

وأعتقد بأن أهمية سيّدة الجبل في هذه اللحظة هو إطلاق دينامية نقاش وحوار داخلي من أجل إعادة توحيد القراءة السياسية والتركيز على ان فقط المساحة الوطنية المشتركة هي التي تنقذ كل اللبنانيين. وليس ان تكون هناك حلول جزئية لهذه الطائفة أو لتلك الطائفة، وعلى سبيل المثال يخطئ السنة إذا ظنوا بأن بروز تيّار معتدل داخل الطائفة السنية قابل لوحده ان يواجه التطرف السني.. إذا لم يكن هذا التيار جزءاً من تيّار أوسع على مساحة الوطن وعابر للطوائف وله أصدقاء وله شركاء في الوطن يتشاركونه معه النظرة الواحدة من أجل إنقاذ لبنان.. نخطئ جميعاً إذا اعتبرنا بأن كسر احتكار حزب الله للطائفة الشيعية يتم من خلال أدوات شيعية صافية من داخل الطائفة. هذه الحالة الاعتراضية لحزب الله من داخل الطائفة الشيعية إذا لم تكن جزءاً من حالة وطنية عابرة للطوائف لا يمكن ان تواجه هذا الاحتكار، الانسحاب المسيحي من الحياة الوطنية الذي يبرزه المسيحيون اليوم نظراً لتخوفهم من احداث المنطقة لا يمكن ان يعالج من خلال تشجيع المسيحيين من مربع مسيحي لعدم الاستقالة، يجب ان تكون هناك حالة احتضان وطنية واسعة لمن يخشى ماذا يحصل في هذه المنطقة، وباختصار ما نريده من سيّدة الجبل اليوم هو ما اردناه من 14 آذار البارحة، عندما اتفق المسيحيون والمسلمون على مساحة مشتركة اسمها إخراج جيش النظام السوري من لبنان، اخرجنا جيش النظام السوري في العام 2005.

اليوم على المسيحيين والمسلمين سنة وشيعة ودروزا وعلويين ان يدركوا بأن وحدتنا الداخلية هي مساحتنا المشتركة، فقط ارادتنا الوطنية الجامعة هي القادرة على حماية كل الجماعات الطائفية في لبنان والمواطنين اللبنانيين، هذه بنظري طوباوية، لأن حزب الله المرتبط ارتباطاً عضوياً بإيران، أخذ القرار، وأنتم بالنسبة إليه خونة تتعاملون مع أميركا، كما خوّن الجزء الشيعي الذي يقف في وجه مخططاته.

{ شيعة السفارة؟

- نعم.

طوباوية 14 آذار

{ ولكن.. نفس الكلام كان يقال لنا قبل 2005 تجاه سوريا؟

- عندما كنا نقول ان سوريا ستخرج من لبنان، كان يقال لنا هذا كلام طوباوي، لأن سوريا موجودة في لبنان بقرار أميركي وبقرار عربي وبقرار دولي، ولن تخرج سوريا من لبنان إلاَّ من خلال هذا القرار.. عندما نجحنا في إعادة جمع اللبنانيين حول هذا الموضوع اثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري الذي بدمه وحّد لبنان ولم يفرقه، وهذا هو المعنى الحقيقي لهذا الاستشهاد الكبير لهذا الرجل الكبير من أجل لبنان، نجحنا في إخراج الجيش السوري من لبنان وكسرنا هذه الطوباوية.

{ كسرتموها على دم.. دم الرئيس الحريري ودم الشهداء؟

- لا على حدث تأسيسي.. كسرناها بحركة سلمية، لم نحمل السلاح على اثر اغتيال الرئيس الحريري، حملنا اعلامنا ونزلنا إلى ساحة الحرية وطالبنا بإخراج الجيش السوري، ودخلنا إلى دائرة التأثير العربي وإلى دوائر القرار الخارجية الذين تكاملوا مع المطلب الوطني اللبناني في ساحة الحرية.. اليوم هذا البلد مخطوف من قبل حزب الله.. لا يمكن ان تحارب حزب الله من مربعك السنّي لأن هذا الموضوع سيدخل لبنان في مواجهة سنية شيعية، لا يمكن ان تحارب حزب الله من منطلق مسيحي، لأن هذا الموضوع لن يؤدي إلى أي نتائج. على جميع الأحوال نصف المسيحيين بقيادة ميشال عون هم يؤيدون هذا المكوّن الغريب العجيب الذي اسمه حزب الله.. لا يمكن ان تواجه حزب الله إلا من خلال وحدة داخلية، سيّدة الجبل ستقارب موضوع رئاسة الجمهورية، حماية البلد.. الحفاظ على العيش المشترك. دور لبنان في عالم عربي متغيّر من خلال مساحة وطنية مشتركة وبمشاركة شخصيات إسلامية ومسيحية تفكر بالمصلحة الوطنية قبل ان تفكر بالمصالح المذهبية والطائفية.

استثناء عون

{ كل ما تفضلتم به عن أهداف سيّدة الجبل معني بها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة العماد ميشال عون.. لماذا تم استثناؤه من حضور الاجتماع؟

- ميشال عون يرفع في هذه المرحلة عنوانا اسمه حقوق المسيحيين المسلوبة من قبل المسلمين، أولاً نعتبر نحن ان هذا العنوان خاطئ.. ليس هناك من مسلمين يسلبون حقوق المسيحيين، وليس هناك من حقوق للمسيحيين أو للمسلمين. الحقوق هي للمواطن الفرد وليست للجماعات، الجماعات تطلب ضمانات من الدولة ولا تطلب حقوقاً.. الحقوق لا تختزل في وصول هذا أو ذاك إلى سدة رئاسة الجمهورية، ليس صحيحاً إذا وصل ميشال عون وصلت حقوق المسيحيين، وليس صحيحاً إذا لم يصل عون إلى سدة الرئاسة انتهكت حقوق المسيحيين.. أتى إلى لبنان زعماء (مع احترامي لميشال عون) أكبر بكثير من ميشال عون، كميل شمعون كان أكبر بكثير من عون وبشارة الخوري كذلك فؤاد شهاب كان أكبر بكثير من عون، وما وصلت للمسيحيين حقوق في قرى ومناطق جبل لبنان، فبقيت فقيرة مثلما كان الشيعة ومثلما كانت بعض القرى السنية.. ليس صحيحاً ان حقوق الطوائف تصل من خلال وصول هذا الرمز أو ذاك.. ثالثاً نحن ضد ميشال عون لأنه يؤمن بعملية تحالف الأقليات.. وأن على المسيحيين والشيعة والعلويين في هذه المنطقة ان يتحدوا في مواجهة المد السُنّي، وهذا يضع المسيحيين في دائرة الخطر ويضع المسيحيين في حالة لا تُحمد عقباها.

وهو أيضاً يحاول القول بأنه علينا ان ننسحب مما يجري من حولنا، وهذا الانسحاب أيضاً هو خطير على المسيحيين، لأن من يتخلّى عن دوره الجامع بين المسلمين والمسيحيين، والجامع بين المسلمين أنفسهم، ليس له مكان في مستقبل البلد.. لفتني كلام السيّد نصرالله منذ شهرين تقريباً، قال: الذي يريد ان يلعب دوراً في لبنان عليه ان يكون له دور في المنطقة.. هو حاضر في اليمن وفي العراق وفي سوريا والقلمون، ويحاول من خلال هذا الوجود ان يكبّر حجمه أو دوره بداخل لبنان.

سعد الحريري ينتقل من عاصمة إلى أخرى، وهو جزء من نسيج عربي واسع، وهو أيضاً جزء مما يجري في المنطقة.. لا يمكن ان يبقى المسيحيون بعناوين محلية وبعناوين إنمائية وبعناوين انتخابية.. المسيحيون هم مثل المسلمين.. أباء فكرة العيش المشترك في لبنان وفكرة الدولة في عام 1920، هم أباء فكرة لبنان الكبير في العام 1920، وكانوا هم في طليعة من طالب بالاستقلال عن الانتداب، رغم ما قدّمه الانتداب لهم من امتيازات ثقافية وإنمائية، ناضلوا من أجل التوصّل إلى اتفاق الطائف عام 1989.. وتعرضت احزابهم إلى حرب الالغاء، وتعرضت كنيستهم للشتيمة من قبل ميشال عون، وكانوا في طليعة من ناضل لإخراج الجيش السوري من لبنان.. اليوم عليهم ان يكملوا هذا الطريق، وأن يتصرفوا وكأنهم أم الصبي فعلاً وهم حريصون على جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وليس فقط على مصالحهم داخلياً.

ليست مكسر عصا

{ سعد الحريري، الذي تحدثت عن دوره الذي يقوم به لإنقاذ لبنان، قال في كلمته رداً على نصر الله وعلى حزب الله بأن عرسال ليست مكسر عصا.. فهل هذا الكلام هو ردّ على تهديد حزب الله؟

- هو يريد القول من خلال هذا الكلام: «انتبهوا.. إذا كنتم تدقّون في عرسال فيعني انكم تدقّون فيّ شخصياً».. وهذا كلام قد يفيد من أجل ردع بعض الشهوات التي تريد الذهاب إلى اقتحام عرسال من قبل حزب الله.

مبادرة عون ليست للإنقاذ

{ تأخذون موقفاً من ميشال عون في الوقت الذي قدّم فيه حلاً للخروج من أزمة الفراغ في رئاسة الجمهورية بانتخاب الرئيس من الشعب.. لماذا هذه الحملة؟ ولماذا لا توافقون على هذه الدعوة لإنقاذ الجمهورية؟

- أولاً ما قدمه ميشال عون من مبادرة هي لإنقاذ وضعه وليس لإنقاذ الوضع الشائك في لبنان، ما يريده ميشال عون هو الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ويقدم حلولاً من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ولكنها حلول غير منطقية واخطر ما فيها انها غير دستورية، الانتقال من النظام الديمقراطي البرلماني إلى النظام الرئاسي، أي الاستفتاء، إعطاء بعض المواطنين أحقية الانتخاب مرتين وبعض المواطنين مرة واحدة، وكأن هناك مواطن بيضته بصفارين ومواطن آخر بيضته بصفار واحد، كل هذا الموضوع برمته يُؤكّد القلق السياسي على مصيره الشخصي، فيحاول بالتالي ان يقول كلاماً لا يمكن ان تكون له أي نتائج سياسية..

معارضة برّي

{ كيف قرأت موقف رئيس مجلس النواب في التعامل مع هذا الطرح من قبل العماد ميشال عون.. أولاً هو لم يستقبل اللجنة التي ارسلها عون، بل أحالها إلى كتلته النيابية. ثانياً في خطاب نصرالله وكأن هناك اعتراض على موقف الرئيس برّي من مبادرة عون؟

- أوصى السيّد حسن نصرالله الطبقة السياسية باستقبال مبادرة عون بجدية، ونتيجة هذه التوصية، كان من المفترض ان يتلقف التوصية من هو صديق السيّد نصرالله، أي الرئيس برّي، وأن يستقبل مبادرة عون بجدية على الأقل بالشكل أكبر مما هي عليه.. عدم وجود الرئيس برّي مع هذه اللجنة النيابية العونية يعني انه غير موافق على هذه المبادرة، وأنا اعتقد بأن الرئيس برّي لا يريد إدخال لبنان في مغامرة دستورية في هذه المرحلة وهو على حق في ذلك. نحن لسنا على موجة سياسية واحدة مع الرئيس برّي، ولكن في هذا الموضوع الرئيس برّي على حق بألا يقحم لبنان في مغامرة دستورية.

ولدت ميتة وعون ليس عنيداً

{ قيل عن هذه المبادرة انها ولدت ميتة، لأن أكثرية اللبنانيين بمن فيهم الرئيس برّي ضدها؟ كيف يمكن ان يتصرف العماد عون؟ هل يعود إلى الحظيرة المسيحية ويقبل بما هو مطروح من اتفاق مسيحي على رئيس أم يستمر في عناده وتعنته؟

- أولاً انا لا اصف العماد عون بالعنيد، هو ليس بالعنيد، بدليل عندما قيل له في الدوحة بشكل جامد بأنه  سينتخب الرئيس ميشال سليمان وليس هو، قَـبِل بذلك.. ثانياً هو لا يملك أدوات عناده، في عام 1988 كان يمون عون على نصف الجيش اللبناني.. إذا عاند اليوم.. أكثر شيء يستطيع ان يفعله هو اعتراض سياسي سلمي ديمقراطي ولكنه لا يستطيع ان يخرب البلد مثل ما حدث في عام 1988، أتصور ان موقف ميشال عون ناتج من ان حزب الله يريد ان يلعب عون هذا الدور.. الحزب، بطلب من إيران، يحتجز رئاسة الجمهورية ظناً منه بأنه يعطي إيران ورقة إضافية تفاوضية مع الجانب الأميركي في المفاوضات الدائرة اليوم بين أميركا وإيران، وبالتالي يستخدم حزب الله ميشال عون كأداة داخلية من أجل تعطيل موضوع رئاسة الجمهورية، وفي لحظة ان تفرج إيران عن ورقة رئاسة الجمهورية، هناك من يعرف العماد عون عن كثب وقادر على القول له يجب ان تخرج من اللعبة الرئاسية، وسيخرج العماد عون من اللعبة الرئاسية.

عون المعطّل

{ من المعروف ان العماد عون يعطل رئاسة الجمهورية بطلب من حزب الله، وبكركي مهتمة بموضوع إنجاز الاستحقاق بأسرع وقت لأن بقاء لبنان بدون رئيس يُشكّل خطراً على الكيان وعلى الوجود المسيحي في لبنان. البعض يعتبر أن موقف بكركي غير كافٍ حتى الآن، لأن البطريرك لم يشر بالاسم إلى الجهة التي تعطل هذا الاستحقاق.. يتحدث عن شكليات ولم يدخل بعد في صميم المشكلة؟

- ليس المهم أن يوصّف، المهم أن تكون بكركي قادرة على الفعل، فهي يجب أن تكون الشريك المسيحي الحقيقي الذي يأتي إليه الشريك المسلم من أجل إبرام تسوية تاريخية إسلامية - مسيحية حول انتخاب رئيس، حماية البلد، حماية الدستور، حماية العيش المشترك.. هذه هي الضمانة الثابتة، القوى السياسية في لبنان هي قوى عابرة ظرفية، بينما بكركي هي قدرة وطنية ومعنوية ثابتة، وبالتالي التعامل معها يجب أن يكون تعاملاً ثابتاً بغض النظر عمن هو في سدة البطريركية اليوم أو البارحة أو يوم غد.. هي الكنيسة المهمة وليس فقط الأشخاص هم المهمين.. بكركي أخطأت هي والأحزاب المسيحية عندما قالوا منذ سنة بأن موضوع رئاسة الجمهورية هو اختصاص مسيحي.. وبأننا سنجتمع فيما بيننا وسنبلغ المسلمين بنتائج تشاوراتنا، وسيأتي المسلمون نزولاً على رغبة المسيحيين لانتخاب من نريده نحن رئيساً للجمهورية، كما أخطأ المسلمون في المقابل عندما قالوا بما معناه فليتفق المسيحيون ويبلغوننا مَن هو رئيس الجمهورية، وكأنهم بهذا الكلام أداروا ظهرهم للمسيحيين وقالوا نحن بأمان لأننا مدّدنا لمجلس النواب برئاسة رئيس شيعي وأنشأنا حكومة برئاسة رئيس سنّي وعلى المسيحيين أن يحلّوا مشاكلهم مع بعضهم البعض. برأيي أن الجهتين أخطأتا، اليوم ما هو المطلوب؟ الخروج من الخطأين، الخطأ المسيحي الذي ارتكب، والخطأ الإسلامي الذي ارتكب في مواجهته، والتوصل مع بكركي ومع بعض القيادات المسيحية الواعية، وعلى رأسهم سمير جعجع.. إلى مقاربة وطنية لانتخاب رئيس للجمهورية، لأن البلد لا يمكن أن يستمر بهذا المنحى الذي هو عليه.

الرئاسة مسؤولية وطنية

{ كيف يكون الوصول إلى الموقف الوطني الواحد، علماً بأن الوزير وليد جنبلاط صرّح بأن انتخاب رئيس الجمهورية هو مسؤولية وطنية، وليست مسؤولية المسيحيين؟

- يعني هو مسؤولية وطنية، نعم ومسؤولية المسيحيين داخل هذه المسؤولية الوطنية قد تكون أكبر من غيرهم في هذا الموضوع.. نعم هي مسؤولية وطنية، ولكن على المسيحيين أن يقوموا بواجبات من أجل إنجاز هذه المسؤولية الوطنية، وجعلها إنجازاً وطنياً، لبنان أمانة برقبة المسيحيين، لبنان العيش المشترك. سلمهم إياها البطريرك الحويك في العام 1920، كان يمكن أن يذهب باتجاه لبنان وطن قومي مسيحي وأن يكون لبنان على غرار إسرائيل بلداً مسيحياً عنصرياً يلجأ إليه كل مضطهد مسيحي في المنطقة.. رفض الحويك هذه المقولة وذهب باتجاه لبنان كبير المرتكز على العيش المشترك.. هذا العيش المشترك الإسلامي - المسيحي والإسلامي - الإسلامي هو أمانة في عنق المسيحيين.

مصير المجلس الوطني

{ منذ أشهر خرجتم بقرار مهم وهو بعث الحياة في المجلس الوطني.. أين أصبح هذا القرار؟ ومتى يزف هذا الخبر إلى اللبنانيين الذين استقبلوه بترحاب وتأييد؟

- في 14 أيار الماضي نظمنا في الأمانة العامة مؤتمراً صحافياً قلنا فيه ما هي النتائج التي توصلنا إليها من أجل إنشاء المجلس الوطني، وقلنا انه كانت هناك بعض المشاكل من طبيعة إدارية وتنظيمية حالت دون أن يكون هناك مجلس وطني يضم المستقلين وكل أحزاب 14 آذار، وذهبنا إلى صيغة إنشاء مجلس وطني لمستقلي 14 آذار، والأسبوع القادم إن شاء الله ستتقدم الهيئة التحضيرية للرأي العام اللبناني بنتائج بطاقة التعريف التي وضعوها، وبتحديد موعد لدعوة الهيئة العامة من أجل انتخاب رئيس وهيئة مكتب، أهمية هذا المجلس الوطني أنه عابر للطوائف ومحرر من القيد الطائفي.

{ تعني هذه الأهداف، أن المجلس ليس مفتوحاً لكل اللبنانيين هو مفتوح للذين يؤمنون بمبادئ 14 آذار فقط؟

- هو سيشارك في أول هيئة عامة، مَن شارك بخلوات 14 آذار منذ العام 2011 حتى اليوم، إن كانت خلوات المناطق أو خلوات المركز ومن ثم من خلال رصانته ومساحته المفتوحة سيمد اليد إلى كل اللبنانيين الذين يؤمنون بمبادئ 14 آذار. وما هي هذه المبادئ؟.. هي التي ترتكز على اتفاق الطائف وعلى جوهر ومعنى لبنان القائم على العيش المشترك وعلى موقع لبنان المميّز في عالم عربي جديد، ولا أعتقد بأن هذه موضوعات ستكون خارج اهتمام كل اللبنانيين.

مهمّات المجلس الوطني

{ ما هي أبرز المهمات التي سيتصدي لها المجلس؟

الأهداف داخل 14 آذار يجب أن تكون توصيات تصدر عن هذا المجلس، وهذه التوصيات هي من طبيعة وطنية أكثر مما هي من طبيعة سياسية.. أهمية هذا المجلس أنه في لحظة الاستقطاب المذهبي الدائر في المنطقة وفي لحظة الاقتتال الإسلامي - الإسلامي وفي لحظة تخويف وخوف المسيحيين على استمرارهم وبقائهم في هذه المنطقة، وفي لحظة العنف الذي يمتد من المشرق إلى المغرب العربي، يأتي اللبنانيون بمشهد مساحة مشتركة ومشهد إسلامي - مسيحي، وفي إطار يُشارك فيه لأول مرّة مسيحيون ومسلمون، مسلمون سنّة وشيعة ودروز وعلويون في إطار واحد.. هذه هي الأهمية القصوى لهذا المجلس.

 

مذكرات عن الضاحية الجنوبية وحروبها الكثيرة

 حلا نصرالله /جنوبية/ الإثنين، 1 يونيو 2015  

 عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري انتهت حرب تموز. بَقِيَت المقاتلات الاسرئيلية تجوب سماء لبنان 33 يوماً، ونفذت اسرائيل خلالها 17750 طلعة جوية بمعدل 520 طلعة يومياً. وقتلت ما يقارب 1300 لبنانياً.

 كنت قد شهدتُ سابقاً حرب نيسان. لم يكن عمري قد تجاوز الأربع سنوات. رغم هذا احتفظت ذاكرة الطفولة لديَّ بصورة امرأة وقعت أرضاً بُعَيّد إنفجار ضخم كان سببه صاروخ اسرائيلي استقر داخل مبنى مؤلف من تسع طبقات.

يقع منزلي في بئر العبد. اخبرتني جدتي أنها كانت منطقة مأهولة بالمسيحيين وكانت تنتشر في أرجائها أشجار الصنوبر والسرو، ويوم اختفت الأشجار اختفى المسيحيون معها، أي بداية عام 1980 وعلى ما أظن فهو عام ملتبس. والآن وأنا أبلغ 23 من عمري، لم أصادف ولو مرة واحدة رجلاً مسيحياً أو امرأة مسيحية يسكونون الضاحية. أكانوا من آل شويفاتي أو من آل دكاش، ما عدا أثراً بسيطاً يُذكر المسلمين الذين استقروا في أمكانهم أن هناك طائفة غير مسلمة كانت تسكن منازلهم الحالية، فيما حافظ شارع دكاش على اسمه.

المواطن اللبناني يختلف عن المواطن الألماني. لا ينسى الماضي ولكنه لا يفضل تمثيله

وفي شارع الرويس الكائن بالضاحية الجنوبية، فجرت جبهة النصرة سيارة داخل حي مدني. كانت سحابات الدخان تتصاعد آتية نحوي من عدة جهات. ليست قدرة الطبيعة من عبثت هنا إنما وحوش إنسانيين. كان نصف جسد إنسان يتدلى من عن سقف متجر، وصادفت بقايا جثث وأنين وبكاء ونداءات استغاثة وأفراد يرتدون قمصان كتب عليها إنضباط. مُنعت من المرور، واضطررت للعودة إلى الوراء والإنسحاب نحو شارع مجاور خصص للمارة ولسيارات الإطفاء والإسعاف.

وعام 2004، سنح لي القدر بالوقوف محاذاة بقايا سيارة انفجرت بغالب عوالي؛ المسؤول السابق في المقاومة الإسلامية، فتنشقت رائحة الموت. كانت الرائحة مقززة. مزيج من الدم المحروق مع الحديد وتشبه كثيراً الزفر. أدركت حينها أن اسرائيل مرّت من هنا.

وقبل يوم واحد من إندلاع حرب تموز. أنجز حزب الله مشروع المربع الأمني الجديد في منطقة بئر العبد. قام بتجديد الأبواب الحديدية مضيفاً شادر ازرق تمر من تحته السيارات، كما وارتفع فوق الأبواب السوداء هيكل حديدي ضخم طوله يقارب الأربع امتار، وبداخله فتحات صغيرة جداً. ظن حزب الله أن هذه الألواح الحديدية ستحمي مراكزه من التفجيرات ولم يكن يتوقع من 12 تموز 2006 بأنه سيحمل له الحرب، فنشر راياته الصفراء وإلى جانبها رايات سوداء مكتوب عليها يا فاطمة الزهراء.

عندما انتهت الحرب، فهمت أيضاً ان المواطن اللبناني يختلف عن المواطن الألماني. لا ينسى الماضي ولكنه لا يفضل تمثيله بالمتاحف وبصور الضحايا، لا سيما قتلى الحرب الأهلية اللبنانية الاكثر أهمية من غيرهم، نظراً لما يمر به لبنان. وفي عام 2007 ظهرت محاولات جادة ومتكررة لإنتاج كتاب موحد يتناول تاريخ لبنان الحديث، غير أن الوجوه التي خاضت هذه الحرب سابقاً والتي بالغت في فصل المناطق اللبنانية بعضها عن بعض، هي نفسها من إعترض على الإقدام نحو خطوة خطيرة تحدد هوية لبنان الحالي. ولليوم، لا تاريخ للبنان بينما ألمانيا نعمت بتاريخها واتُهمت النازية ومازالت حكومة ميركل تلاحق أفراد الحركة النازية الجديدة.

لقد جعلت الجرائد التي أركن بينها طيلة أيام الأسبوع من رأسي أرشيفاً صغيراً. وجدت نفسي أحفظ كل ورقة تتحدث عن حدثاً تاريخياً. يجب أن أحفظه. كنت قد قرأت شيئاً عن الإتجار بالبشر في سينغافورة، وعن النزاع القائم في أوكرانيا وعن دولة بوروندي التي امتلأت شوارع عاصمتها بوجومبورا بالمواطنين المحتجين على إعادة ترشح بيير نكورونزيزا للولاية الرئاسية الثالثة. وبعد مرور ساعات على استنكارهم، تمكنت الجموع الغاضبة من الامساك بشرطية، فإقتادوها نحوهم وانهالوا عليها بالضرب. لكن بوروندي تبتعد عن الشرق الأوسط آلاف الأميال ويختلف نظامها الديكتاتوري عن النظام القائم في معظم دول الوطن العربي ويستحيل تصورها دون تخيُّل سجونها السرية الشبيهة بتلك الموجودة في سورية والعراق والمغرب، وبوروندي تبتعد عن الضاحية الجنوبية أيضاً. هذا المكان الذي تتجول فيه، فيشعرك الجميع بتوجه واحد ومحتوم. لا مكان للغرباء.

وللان أتساءل، هل كل هذه الأمور حدثت فعلاً؟. هل حط المستعمر الفرنسي رحاله داخلها يوماً ما؟ وهل سكنها المسيحيون ثم استولى لاحقاً المسلمون عليها؟ وهل وحدها أجهزة الإستخبارات الأميركية من يقف وراء تدمير موكب العلامة الشيعي محمد حسين فضل الله في منطقة بئر العبد عام 1985. ولماذا قُتل كل أولئك الرجال والنساء والأطفال والشيوخ حينها، وبقيَ فضل الله حياً. هذه المشيئة ليست عادلة إطلاقاً. إذ ان الحروب تظلم. ودائماً يتعدى ضحاياها قاعدة الهدف الخاطئ. كذلك، فلا أعتقد أن طالبان الأفغانية كانت قد استهدفت بالخطأ باصاً مكتظ بركاب ينتمون إلى أقلية دينية. على العكس، كان الركاب افغانيون وتعود أصولهم الدينية إلى الأقليات وهذا الأمر كافٍ كي يصبحوا هدفاً صحيحياً. وعلى هذا النحو، استطاعت الضاحية النجاة اكثر من مرة من الموت. وفي كل الأحوال، يخاف سكان الضاحية من الإرهاب. إنهم متخوفون فعلاً. كانت كتائب عبدالله عزام استهدفت سابقاً بئر حسن بإنفجار مزدوج وأصيب 6 أطفال بجروح. التفجير عُدَّ رسالة واضحة لإيران وقد أطلقت على العملية اسم “غزوة المستشارية الإيرانية في بيروت“، وقالت إنها “ردٌ على حزب الله وعلى استمرار اعتقال الشباب المسلم في سجون لبنان”. حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها، أن عبدالله عزام عندما انتقمت من إيران وحزب الله، قتلت المدنيين.