المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 29 آذار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 28 و29 آذار/15  

عاصفة الحزم تكثف غاراتها على قوات ومواقع الحوثيين وصالح/وكالات/29 آذار/15  

خمسة آلاف إيراني وعناصر من “حزب الله” وميليشيات عراقية في اليمن/وكالات/29 آذار/15  

قادة ست دول يؤكدون لخادم الحرمين دعمهم عاصفة الحزم/29 آذار/15  

الملك سلمان.. يد للسلم وأخرى للحزم/سلمان الدوسري/29 آذار/15

عاصفة الحزم: السعودية تنقذ اليمن/عبدالله بن بجاد العتيبي/29 آذار/15

المأمول بعد الحزم/مصطفى أحمد النعمان/29 آذار/15

عاصفة الحزم إنقاذ لليمن.. وبداية جديدة للمنطقة/إياد أبو شقرا/29 آذار/15

أنباء عن إنزال مظلي مصري لتأمين مضيق باب المندب والحوثيون يرفعون آية الكرسي مكان صور الرؤساء/الراي/29 آذار/15  

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 28 و29 آذار/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 28/3/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 28 آذار 2015

سلام في كلمة لبنان أمام القمة العربية: لتحييد بلدنا عن كل الصراعات الاقليمية التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على وضعه

بان كي مون من شرم الشيخ دعا الى حل سلمي للنزاع في اليمن

سلام شارك في مأدبة اقامها السيسي على شرف الوفود العربية

سلام عقد مع السيسي خلوة قصيرة في صالون الشرف

سلام التقى الرئيس العراقي

سلام التقى سعود الفيصل

سلام التقى وزير الخارجية الإماراتي

عسيري عاد إلى بيروت

سلام التقى الرئيس الفلسطيني في شرم الشيخ

سلام يلتقي أمير الكويت

الراعي خلال تولية معوض: لنعبر بوطننا الى حالة استقرار بانتخاب رئيس يحيي المؤسسات ويعيد الكرامة ويصون الدستور ووحدة الشعب

الراعي في قداس يوبيل القديسة تريزا الأفيلية: الحوار الحقيقي لا يحتاج إلى وساطة ووسيط بل يحصل بالمواجهة الشخصية

الرقيم البطريركي في وداع الفنان ميشال صقر: أعطى الكثير من وقته وفكره وعلمه لعالم الثقافة والفن

بو جوده يلتقي المقرر الخاص للامم المتحدة المعني بحرية الدين

بطريرك الكلدان الكاثوليك: السلام والاستقرار لا يتحققان بالحلول العسكرية وحدها

نجوم لبنان بجميع طوائفهم يحيون رتبة الغسل في حريصا

الجسر: لا مؤشرات خطر على الحوار مع حزب الله

القادري في إفطار في البقاع الغربي: ازدواجية نصر الله فاضحة وتدين عدوانية إيران ضد العرب

السنيورة استقبل وفدا من محافظة نينوى: سنبقى عربا في مواجهة الهيمنة والاخضاع من أية جهة أتت

كبارة: ما قاله نصرالله عن السعودية لا قيمة له ولا يستحق ردا

أنطوان حداد: عاصفة الحزم غيرت قواعد اللعبة الاقليمية

الحوت: لا انتخابات رئاسية في المدى القريب وحزب الله ليس مقتنعا بعون

مقبل عرض مع قهوجي الاوضاع الامنية والعسكرية

ألان عون: نحن مع تشريع الضرورة وسنشارك بأي جلسة تحمل هذا الطابع

الأحدب: على حزب الله عدم توريطنا بخطابات عالية السقف

فارس سعيد: نصر الله مرتبك وغير قادر على إيصال أي رسالة سياسية واضحة

كنعان: الحوار بين القوات والتيار متواصل وقطعنا شوطا كبيرا

زهرا لـ”السياسة”: “عاصفة الحزم” تسمح بإقامة تفاهمات صلبة بين متكافئين

النائب فادي الأعور لـ”السياسة”: عون سيسحب وزراءه إذا مددت الحكومة للقادة العسكريين

قتيل في محل صيرفة في شتورا برصاص مسلح مجهول

هيئة التنسيق حددت أماكن الإعتصامات الثلاثاء ودعت الى المشاركة الكثيفة

حسين: نصائح نصرالله تعصم دماء العرب والمسلمين من حروب عبثية

فتحعلي للعلماء المسلمين: التدخل العسكري في اليمن سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة

العلماء المسلمون أكدوا لفتحعلي رفض العدوان على اليمن

حمدان من ميفدون: النأي بالنفس ينبغي ان ينطلق من التأكيد على الوحدة الوطنية

المصري دعا العرب الى كلمة سواء وعدم تضييع بوصلة العدو

كنيسة المشرق الأشورية نعت مار دنخا الرابع

أوباما اتصل بالعاهل السعودي واكد له الدعم الاميركي للتدخل باليمن

السيسي أكد في القمة العربية الحاجة الى قوة عربية لمواجهة تهديد لم يواجه من قبل

الملك سلمان من شرم الشيخ: عملية اليمن ستستمر حتى عودة الامن والاستقرار

وزير الخارجية الالماني: بداية حلحلة بشأن النووي الايراني

وزير الخارجية اليمني: الرئيس اليمني لن يعود الان الى عدن

البحرية السعودية أجلت عشرات الدبلوماسيين العرب والاجانب من عدن

القوات الاميركية أنقذت طيارين سعوديين اثنين من مياه خليج عدن

“النصرة” وحلفاؤها يسيطرون بشكل كامل على مدينة ادلب

محادثات مكثفة في لوزان لإبرام تسوية قبل 31 الجاري/الدول الكبرى وإيران على وشك التوصل إلى اتفاق إطار

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا12/من12حتى22/أحد الشعانين-دخول يسوع إلى أورشاليم 

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي01/من01حتى13/وإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّ الَّذي بَدأَ فِيكُم هذَا العَمَلَ الصَّالِحَ سَيُكَمِّلُهُ حتَّى يَومِ المَسِيحِ يَسُوع 

*بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم

*بالصوت/فورماتMP3/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

*بالصوت/فورماتWMA/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

*أحد الشعانين: المعاني والعبر/الياس بجاني

*بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في خطاب نصرالله الخائب والمنافق واللا لبناني والمعادي لكل العرب ورسالة إلى القمة العربية

*اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في خطاب نصرالله الخائب والمنافق واللا لبناني والمعادي لكل العرب ورسالة إلى القمة العربية/28 آذار/15

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في خطاب نصرالله الخائب والمنافق واللا لبناني والمعادي لكل العرب ورسالة إلى القمة العربية/28 آذار/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*ملاحظات على خطاب السيد نصرالله/الياس بجاني

*سلام في كلمة لبنان أمام القمة العربية: لتحييد بلدنا عن كل الصراعات الاقليمية التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على وضعه

*فارس سعيد: نصر الله مرتبك وغير قادر على إيصال أي رسالة سياسية واضحة

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 28/3/2015

*التدخلات الايرانيـة تستنفر القادة العرب ودعوات للمواجهة عبر قوة مشتركة

*ارتدادات التطورات اليمنية داخليا لن تتعدى الاطار الكلامي والحوارات مستمرة

*14 آذار تخشى على لبنانيي الخليــج وتذكّر نصرالله بيد "السعودية" البيضاء

*انهاء التحضيرات لعقد القمة الروحية في بكركي الاثنين/مشروع البيان الختامي قيد الدرس لمناقشتـه واعلانه

*أنباء عن إنزال مظلي مصري لتأمين مضيق باب المندب والحوثيون يرفعون آية الكرسي مكان صور الرؤساء

*متى/ايلي صليبي/فيسبوك

*أبرز مواقف ضيوف حلقة "إنترفيوز" الاستثنائية، الوزير السابق الدكتورمحمد عبدالحميد بيضون الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله والأستاذة الجامعية والمحللة السياسية د. وسام باسندوة مع بولا يعقوبيان مباشرة عبر شاشة المستقبل وإذاعة الشرق.

*اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 28 آذار 2015

*سلام شارك في مأدبة اقامها السيسي على شرف الوفود العربية

*النائب فادي الأعور لـ”السياسة”: عون سيسحب وزراءه إذا مددت الحكومة للقادة العسكريين

*زهرا لـ”السياسة”: “عاصفة الحزم” تسمح بإقامة تفاهمات صلبة بين متكافئين

*أنطوان حداد: عاصفة الحزم غيرت قواعد اللعبة الاقليمية

*“النصرة” وحلفاؤها يسيطرون بشكل كامل على مدينة ادلب

*كبارة: ما قاله نصرالله عن السعودية لا قيمة له ولا يستحق ردا

*الأحدب: على حزب الله عدم توريطنا بخطابات عالية السقف

*الحوت: لا انتخابات رئاسية في المدى القريب وحزب الله ليس مقتنعا بعون

*الراعي في قداس يوبيل القديسة تريزا الأفيلية: الحوار الحقيقي لا يحتاج إلى وساطة ووسيط بل يحصل بالمواجهة الشخصية

*الضربات الجوية يمكن أن تستمر ستة أشهر وتوقعات بأعمال إرهابية إيرانية في الخليج

*خمسة آلاف إيراني وعناصر من “حزب الله” وميليشيات عراقية في اليمن

*الملك سلمان.. يد للسلم وأخرى للحزم/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

*عاصفة الحزم» إنقاذ لليمن.. وبداية جديدة للمنطقة/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*الراعي خلال تولية معوض: لنعبر بوطننا الى حالة استقرار بانتخاب رئيس يحيي المؤسسات ويعيد الكرامة ويصون الدستور ووحدة الشعب

*قادة ست دول يؤكدون لخادم الحرمين دعمهم “عاصفة الحزم”

*المأمول بعد «الحزم»/مصطفى أحمد النعمان/الشرق الأوسط

*عاصفة الحزم»: السعودية تنقذ اليمن/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

*عاصفة الحزم” تكثف غاراتها على قوات ومواقع الحوثيين وصالح

* القوات البحرية السعودية أجلت عشرات الديبلوماسيين من عدن في عملية “الإعصار”

* دخول إماراتي على خط الغارات وتحذير من استخدام الحوثيين المدنيين كدروع بشرية

*محادثات مكثفة في لوزان لإبرام تسوية قبل 31 الجاري/الدول الكبرى وإيران على وشك التوصل إلى اتفاق إطار

*نص خطاب السيد حسن نصرالله

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس يوحنّا12/من12حتى22/أحد الشعانين-دخول يسوع إلى أورشاليم 

ل"َمَّا سَمِعَ الجَمْعُ الكَثِير، الَّذي أَتَى إِلى العِيد، أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلى أُورَشَليم، حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: «هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل».ووَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْه، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «لا تَخَافِي، يَا ٱبْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَان». ومَا فَهِمَ تَلامِيذُهُ ذلِكَ، أَوَّلَ الأَمْر، ولكِنَّهُم تَذَكَّرُوا، حِينَ مُجِّدَ يَسُوع، أَنَّ ذلِكَ كُتِبَ عَنْهُ، وأَنَّهُم صَنَعُوهُ لَهُ. والجَمْعُ الَّذي كَانَ مَعَ يَسُوع، حِينَ دَعَا لَعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وأَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، كَانَ يَشْهَدُ لَهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا أَيْضًا لاقَاهُ الجَمْع، لأَنَّهُم سَمِعُوا أَنَّهُ صَنَعَ تِلْكَ الآيَة. فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُم لِبَعْض: «أُنْظُرُوا: إِنَّكُم لا تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هَا هُوَ العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ ورَاءَهُ!». وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع». فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع."

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي01/من01حتى13/وإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّ الَّذي بَدأَ فِيكُم هذَا العَمَلَ الصَّالِحَ سَيُكَمِّلُهُ حتَّى يَومِ المَسِيحِ يَسُوع 

"يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ وطِيمُوتَاوُس، عَبْدَي المَسيحِ يَسُوع، إِلى جَميعِ القِدِّيسِينَ في المَسِيحِ يَسُوع، الَّذِينَ في فِيلِبِّي، مع الأَساقِفَةِ والشَّمامِسَة: أَلنِّعْمَةُ لَكُم، والسَّلامُ منَ اللهِ أَبينَا والرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيح! أَشْكُرُ إِلهِي، كُلَّمَا ذَكَرْتُكُم، ضَارِعًا بِفَرَحٍ على الدَّوَامِ في كُلِّ صَلَواتِي مِنْ أَجْلِكُم جَمِيعًا، لِمُشَارَكَتِكُم في الإِنْجِيلِ مُنْذُ أَوَّلِ يَومٍ إِلى الآن. وإِنِّي لَوَاثِقٌ أَنَّ الَّذي بَدأَ فِيكُم هذَا العَمَلَ الصَّالِحَ سَيُكَمِّلُهُ حتَّى يَومِ المَسِيحِ يَسُوع. فَإِنَّهُ مِنَ العَدْلِ أَنْ يَكُونَ لي هذَا الشُّعُورُ نَحْوَكُم جَمِيعًا، لأَنِّي أَحْمِلُكُم في قَلبي، أَنْتُم جَميعًا شُرَكائِي في نِعْمَتِي، سَواءً في قُيُودِي أَو في دِفَاعِي عَنِ الإِنْجِيلِ وتَثْبِيتِهِ، فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لي كَمْ أَتَشَوَّقُ إِلَيكُم جمِيعًا في أَحْشَاءِ المَسِيحِ يَسُوع. وهذِهِ صَلاتي أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُم أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ في كُلِّ فَهْمٍ ومَعْرِفَة، لِتُمَيِّزُوا مَا هُوَ الأَفْضَل، فتَكُونوا أَنْقِيَاءَ وبِغَيْرِ عِثَارٍ إِلى يَوْمِ المَسِيح، مُمْتَلِئِينَ مِن ثَمَر البِرِّ بِيَسُوعَ المَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ ومَدْحِهِ.

أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ مَا حَدَثَ لي قَد أَدَّى بِالحَرِيِّ إِلى نَجَاحِ الإِنْجِيل، حتَّى إِنَّ قُيُودِي مِن أَجْلِ المَسِيحِ صَارَتْ مَشْهُورَةً في دَارِ الوِلايَةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ مَكَانٍ آخَر."

 

بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم

بالصوت/فورماتMP3/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

http://www.eliasbejjaninews.com/elias.audio15/elias chanien.mp3

بالصوت/فورماتWMA/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

http://www.clhrf.com/elias.editorials15/elias%20chaanien.wma

 

أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني

29 آذار/15

"هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

 دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه".

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس "أحد الشعانين" وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً "أحد السعف" والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف "بيوم السباسب" وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

"هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، "بيت عنيا"، تعني بالعبرية "بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: "ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم" ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، "أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب" والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن"، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب"، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو" أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي "يسوع المسيح سلامنا" (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن "الشخص البشري هو قلب السلام" (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: "إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا". الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: "هو شعنا"، أو "أوصنا" كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، "إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم".

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته "ملك إسرائيل" فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما "بنت صهيون" فهو تعبير مرادف لأورشليم "الفردوس" في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

"أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين".

 الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في خطاب نصرالله الخائب والمنافق واللا لبناني والمعادي لكل العرب ورسالة إلى القمة العربية

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في خطاب نصرالله الخائب والمنافق واللا لبناني والمعادي لكل العرب ورسالة إلى القمة العربية/28 آذار/15

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: قراءة في خطاب نصرالله الخائب والمنافق واللا لبناني والمعادي لكل العرب ورسالة إلى القمة العربية/28 آذار/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

ملاحظات على خطاب السيد نصرالله

الياس بجاني/28 آذار/15

لا يمكن وصف خطاب السيد حسن نصرالله أمس إلا برزمة من الكذب والنفاق والتحريض والاستخفاف بعقول وذكاء ومعرفة اللبنانيين والعرب وكل من يتابع أحداث الشرق الأوسط.

خلاصة كل معلقته العكاظية والجحودية والشوارعية والببغائية في خطاب الخيبة أمس كانت تهدف فقط وفقط لتبرير مبطن وحربائي يبين عملياً وقدرات عن عجز إيران التدخل عسكرياً في اليمن في مواجهة عملية عاصفة الحزم. من هنا جهد السيد في رسم صورة ملائكية لنظام الملالي المنزهين كما ادعى عن التدخل في شؤون وشجون الدول العربية حيث أدعى باطلاً أنه في كل مرة تدخلت إيران كان تدخلها لنجدة المظلومين والفقراء ليس إلا.

في الوضع اللبناني كل ما قاله السيد كان كذباً فاضح وتحريفاً موصوفاً للحقائق كافة. في حين أن الواقع المعاش على الأرض يؤكد كبه وذلك بدءاً من تعطيل انتخاب الرئيس وشل وتطيل عمل مجلسي النواب والوزراء، وتشريع الحدود، والحرب في سوريا، والسلاح المتفلت، والمربعات الأمنية، والغزوات، والسرقات، والتهريب على أنواعه، والتشبيح، والخوات، وتبيض الأموال، وسرقة ومصادرة الأراضي، واللعب بالديموغرافيا والجغرافيا، وكل أنواع المتاجرة بالممنوعات، ومصانع الكوبتاكون والأدوية المزورة، وتفريخ للزعران والقتلة تحت مسمى سرايا الدفاع ، وليس انتهاءً بأخذ طائفة بأكملها رهينة بالقوة والترهيب والتمذهب وتحويلها إلى معسكر وعسكر في خدمة مشروع إيران التوسعي والإمبراطوري والتضحية بشبابها في حروب إيران العبثية في سوريا والعراق والكثير من البلدان.

في سياق آخر تابع السيد تهجمه على المحكمة الدولية رافضاً تسليم المجرمين المطلوبين من قبلها وهم أعضاء بارزين في حزبه وهذا ما قاله حرفياً: ” “وأما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية وما قيل ويقال على منابرها فالكل في لبنان والعلم يعرف أننا قبل سنوات تحدثنا بوضوح وأعلنا موقفاً واضحاً وحازماً ونهائياً من موضوع أصل المحكمة وتركيبة المحكمة وأهداف المحكمة وأداء المحكمة وقوانين المحكمة ونتائج المحكمة، وهذا محسوم بالنسبة لنا، ولذلك لا يعنينا ما يجري في هذه المحكمة وإن كان قد تابع اللبنانيون الشهادات المطولة وسمعوا الكثير من القصص ولم يلحظوا حتى الآن أي كلام له قيمة قانونية”.

كما سفه جريمة منع إيران عن طريق الإرهاب والبلطجة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وهذا ما تبجح به من أكاذيب: “أنتم تعرفون أن الذي يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان هي السعودية. لماذا تحملون إيران التي لا علاقة لها بهذا الملف لا من قريب ولا من بعيد بالانتخابات الرئاسية اللبنانية. نحن نقرر ونحن ننتخب ونحن نحدد ولا يملي أحد علينا شيئاً لا من أصدقائنا ولا من غير أصدقائنا. اذهبوا أولا فليصبح قراركم ملك أيديكم دون أن تصغوا إلى فيتو من هنا وفيتو من هناك. حينئذ يمكن أن تصل الانتخابات الرئاسية في لبنان إلى خاتمتها الطبيعية والمنطقية

نشير هنا إلى أن التلحف الإيراني بغباء ونرسيسية وكفر وزبائنية ميشال عون وأقرانه من المزتزقة المحليين فهذا أيضاً يأتي ضمن مخطط تفتيت لبنان وزرع العملاء من أمثاله بعد خصيهم وطنياً وسياسياً في مواقع السلطة كونهم مجرد أتباع وأدوات ليس إلا.

وكعادته زايد السيد بقضية فلسطين ونصب نفسه وإيران معه حماة لها واتهم العرب بالتقصير والخيانة وهذا ما تقيأ به من كفر: “ولكن المؤلم أننا على مدى عقود نحن في فلسطين وشعوب المنطقة التي تعيش في جوار فلسطين وتكابد منذ 1948 إلى اليوم معاناة ومصائب وجود الكيان الإسرائيلي في فلسطين لم تهب علينا لا عاصفة حزم ولا نسمة حزم، كنا نحلم بنسمة عربية من هذا النوع، للأسف الشديد لم يحصل شيء من هذا”.

اقسم نصرالله اليمن باطلاً على أن عدد الإيرانيين في سوريا لا يزيد عن الخمسين. في أسفل رابط لتقرير نشر اليوم يبين نفاق قسمه والتقرير هذا يوثق بالصور والأسماء أكثر من 50 إيرانياً قتلوا في سوريا.

اضغط هنا لدخول صفحة التقرير المصور على موقعنا الألكتروني (سوريون يوثقون مقتل أكثر من 50 إيراني في سوريا بالصور والأسماء)

نرى جدياً أنه لم يكن من داعي مطلقاً لخطاب السيد نصرالله أمس وفي هذا الوقت بالذات ولهذا كان مجمل ما قاله غير ذي معنى أو قيمة ومسطح ومكرر وعدائي بامتياز ومتناقض مع كل خطاباته السابقة وتدخلاً سافراً في شؤون دول عربية يعمل فيها حوالي النصف مليون لبناني. ما يغيب عن فكر البعض أن السيد نصرالله لا صفة قانونية أو رسمية له في لبنان. فلا هو نائب ولا وزير ولا موظف حكومي، وبالتالي إطلالته أمس لتناول أمر عربي وإقليمي مهم ليس من صلاحياته.

طبقاً للقانون اللبناني السيد غير ذي الصفة قد تدخل بعدائية وعدوانية بشؤون دول عربية صديقة واعتدى على أنظمتها وحرض شعوبها على حكامها.

هاجم السعودية وحكامها من موقعه الإيراني وليس اللبناني ويجب قانوناً أن ينظر إلى كلامه على أنه جرماً وبالتالي من واجب المدعي العام اللبناني اعتباره بلاغاً رسمياً، واستدعائه والتحقيق معه واخضاعه للقوانين المرعية الشأن.

دافع عن إيران ونظامها وعن تعدياتها وتدخلاتها وعن مشروعها المذهبي والإرهابي والتوسعي وذلك على حساب أنظمة وقوانين ودساتير كل الدول العربية عموماً واللبنانية منها تحديداً وتصرف عملياً كمحامي إيراني قلباً وقالباً وخطاباً.

حاول إظهار إيران على غير حقيقتها الدكتاتورية والشمولية والدموية والغزواتية  والمذهبية مدعياً باطلاً أنها دولة ديمقراطية يحمها القانون وينعم شعبها فيها بالحريات والعيش الكريم وهذا نفاق وتزوير للحقائق.

عارض تدخل السعودية وباقي الدول التي تشاركها حلف عاصفة الحزم مدعياً أن لا إثباتات أن في اليمن خطراً يهدد الأمن السعودي، في حين هو برر لحزبه ولإيران ولا يزال ما حرمه ويحرمه على السعودية وغيرها من الدول من خلال تدخله في سوريا ومشاركة المجرم الأسد والميليشيات العراقية والأفغانية والحرس الثوري الإيراني في قتل وتهجير الشعب السوري.

اعتبر أن إيران دولة مسالمة لا أطماع لها وهي تحترم الدول الأخرى وتعامى عن عنجهية حكامها وعن تصريحاتهم المتكررة حول سيطرتهم على 4 عواصم عربية وعن حلم الإمبراطورية الفارسية التي أمست عاصمتها بغداد طبقاً لتصريح مستشار الرئيس الإيراني.

اعتبر أن الحكام العرب وأنظمتهم هم “تنابل” وهذا وصف ينم عن حقد دفين ضد العرب حكاماً وشعوباً .

حتى محمود عباس الرئيس الفلسطيني لم يفلت من هجوم وانتقادات نصرالله وزايد عليه فلسطينياً.

عملياً وواقعاً حزب الله جيش إيراني لا لبناني ولا عربي ولا حتى مسلم شمولي كونه مذهبي واسمه المقاومة الإسلامية وليس اللبنانية وهذا ما حاول نصرالله أمس نكرانه دون أن ينجح.

تباهى نصرالله بنصره عام 2006 على إسرائيل في حين واقعاً وارقاماً حزب الله لم ينتصر في تلك الحرب بل خسر وخسر معه لبنان. أما إذا كان الانتصار هو فقط بقاء من سكنوا في الجحور وعاشوا فيها حتى نهاية الحرب ثم خرجوا رافعين علامات النصر، فبؤس هكذا انتصار. السؤال هو: أين هو موقع مقولة” لو كنت أعلم” من هذا الانتصار الوهمي!.

على عكس ما ادعاه نصرالله فإن حزب الله يحتل لبنان باعتراف الإيرانيين أنفسهم وإن كان لا يحتله فكيف تكون حدود إيران وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط ووأمست على حدود إسرائيل كما يقول الخطاب الإيراني الرسمي؟

كل كذب نصرالله أمس يفضحه ويعريه كلام المسؤولين الإيرانيين من عسكر وملالي ورسميين. فكيف تكون إيران لا تتدخل في شؤون الدول العربية وتحتل لبنان وسوريا والعاراق وقسم كبير من اليمن، وكل هؤلاء القادة يؤكدون أن بلادهم تسيطر على 4 عواصم عربية وبإمكانها ضم عمان لهم بسهولة؟

في الخلاصة إن الله يمهل ولا يهمل وأن نهاية كل ظلم ومتجبر وغازي هي الإنكسار والخيبة.

 

سلام في كلمة لبنان أمام القمة العربية: لتحييد بلدنا عن كل الصراعات الاقليمية التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على وضعه

السبت 28 آذار 2015

وطنية - أعرب رئيس مجلس الوزراء تمام، عن حزنه لعدم وجود رئيس للبنان في القمة العربية، مشيرا إلى أن "التأخير المتمادي في انتخاب رئيس للجمهورية"، أدى "إلى تعثر عمل مؤسساتنا السياسية، وأنعكس سلبا على دورتنا الإقتصادية"، آملا نجاح "الحوار القائم بين الأطراف السياسية، الذي أشاع أجواء إيجابية في البلاد، في خلق المناخ المؤاتي لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري البالغ الأهمية، ليكون في مقعد لبنان في القمة العربية المقبلة رئيس الجمهورية اللبنانية، رأس دولتنا ورمز وحدة وطننا".

وبالنسبة لتطورات المنطقة، أعلن سلام ان لبنان "وإنطلاقا من حرصه على دعم الشرعية الدستورية في اليمن، وعلى الإجماع العربي ووحدة جميع البلدان العربية واستقرارها، يعلن تأييده أي موقف عربي يحفظ سيادة اليمن ووحدة أراضيه وتماسك نسيجه الإجتماعي".

وإذ أكد حرص لبنان الدائم "على المصلحة العربية العليا وتضامننا مع اشقائنا العرب في كل قضاياهم المحقة"، دعا إلى "تحييد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني".

كما أعلن تأييد لبنان ل"إنشاء قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب وصون الأمن القومي العربي".

نص الكلمة

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سلام أمام القمة العربية السادسة والعشرين المنعقدة في شرم الشيخ، واستهلها بالقول:

"فخامة رئيس جمهورية مصر العربية الأخ عبد الفتاح السيسي

أصحاب الجلالة والسمو والسيادة

يسرنا أن ينعقد هذا اللقاء العربي الشامل اليوم على أرض مصر، التي تخوض تحديات صعبة، من أجل إكمال متطلبات التحول الديموقراطي الذي أراده الشعب المصري، ورفع مستوى الإقتصاد الوطني، وجبه المخاطر الأمنية التي تتعرض لها البلاد على أيدي قوى التطرف والظلام.

وبهذه المناسبة، أتوجه بتحية تقدير الى الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يتولى دفة القيادة في واحدة من أدق المراحل في تاريخ مصر، متمنيا له التوفيق في المهمات الجليلة التي يتولاها باقتدار وحكمة، معتمدا على إرادة الشعب المصري وتصميمه، وعلى كبار من العرب حسموا خيارهم بالوقوف إلى جانب مصر، ومساعدتها على تخطي عثرات المرحلة الإنتقالية، التي أعقبت ثورة الخامس والعشرين من يناير".

أضاف: "السيد الرئيس: بمقدار ما يشرفني أن أجلس خلف علم بلادي لأخاطبكم باسم لبنان وشعبه، يحزنني أن لا أكون هنا بمعية رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي مازال مقعده شاغرا منذ قرابة عشرة أشهر، بسبب خلافات القوى السياسية.

لقد أدى التأخير المتمادي في انتخاب رئيس للجمهورية، إلى تعثر عمل مؤسساتنا السياسية، وأنعكس سلبا على دورتنا الإقتصادية. ونحن نتطلع إلى نجاح الحوار القائم بين الأطراف السياسية، الذي أشاع أجواء إيجابية في البلاد، في خلق المناخ المؤاتي لإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري البالغ الأهمية، ليكون في مقعد لبنان في القمة العربية المقبلة رئيس الجمهورية اللبنانية، رأس دولتنا ورمز وحدة وطننا".

وتابع: "يترافق مؤتمرنا هذا مع أحداث بالغة الأهمية يشهدها اليمن الشقيق، حيث أدت الصراعات السياسية، مدفوعة بتدخلات خارجية، إلى نشوء حالة من الفوضى الأمنية والسياسية، باتت تهدد ليس فقط وحدة اليمن كوطن والدولة اليمنية ككيان سياسي، بل باتت تشكل خطرا فعليا على الأمن في هذه المنطقة العربية الاستراتيجية.

هذا الواقع، حدا بالمملكة العربية السعودية، تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى قيادة تحالف عسكري عربي وإسلامي للحؤول دون تفاقم هذا الخطر، ولتثبيت الشرعية وإعادة الأوضاع في اليمن إلى نصابها الطبيعي".

وأردف معلنا "ان لبنان، وإنطلاقا من حرصه على دعم الشرعية الدستورية في اليمن، وعلى الإجماع العربي ووحدة جميع البلدان العربية واستقرارها، يعلن تأييده أي موقف عربي يحفظ سيادة اليمن ووحدة أراضيه وتماسك نسيجه الإجتماعي".

واستطرد قائلا "إننا، إذ نؤكد إيماننا بأهمية اعتماد الحلول السياسية للأزمات الداخلية بعيدا عن أي تدخل خارجي في شؤون الدول العربية، نأمل أن يعود الأمن سريعا إلى ربوع اليمن حفظا لأرواح أشقائنا اليمنيين وصونا لمقدرات بلدهم، تمهيدا لاستئناف الحوار في إطار عملية سياسية تستوعب الخلافات، وترمم العلاقات بين مختلف الأطراف، وتضع خارطة طريق للمستقبل".

وتابع: "إننا نؤكد حرصنا الدائم على المصلحة العربية العليا وتضامننا مع اشقائنا العرب في كل قضاياهم المحقة، وندعو إلى تحييد لبنان عن كل الصراعات الاقليمية التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على الوضع اللبناني".

وقال: "إن ما يحصل في اليمن هو واحد من المشاهد التي تدمي القلب، الجارية في أرجاء مختلفة من عالمنا العربي. ففي سوريا حرب بلا أفق تقضي على ثروات البلاد البشرية والمادية؛ وفي العراق مواجهات ضارية مع الإرهاب ومصادمات تهدد وحدة المجتمع العراقي؛ وفي ليبيا اقتتال عبثي تغذيه الأنانيات والمصالح والأطماع.

لكن أخطر ما أنتجته هذه الأحداث، هو ضرب مقومات العيش المشترك بين أبناء البلد الواحد، وتحويل التعدد القومي والديني والمذهبي والثقافي، الذي هو مصدر غنى للأوطان، إلى هويات متقاتلة تتمترس خلف أسوار من الخوف المتبادل".

أضاف: "هذا الواقع الأليم، الذي تغذيه مصالح وطموحات خارجية، بات يشكل تهديدا حقيقيا لتماسك المجتمعات ووحدة الكيانات.

إن السبيل لكبح هذا المسار الخطير، هو وقف دوامة العنف في مناطق الأزمات والتوجه نحو تسويات داخلية، تغلب المصالح الوطنية على أي مصالح فئوية ودخيلة، وتلبي طموحات الشعوب في العيش بحرية وكرامة، في فضاء أقليمي تحترم فيه الخصوصيات وتلتزم قواعد حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى".

وقال: "لقد أدت حالة عدم الاستقرار التي تعصف بمنطقتنا العربية إلى بروز وتضخم ظاهرة الإرهاب، الذي يزرع العنف في بلداننا باسم الاسلام، والإسلام منه براء. لقد تسلل هذا الإرهاب الأسود إلى منطقتنا من ثقوب الجهل، من وعي زائف للدين، من عسف السياسات المولدة للضغائن. وجاءنا من غرف التآمر ومعامل توليد الفتن، فعمم الفوضى وسمح بتدخلات خارجية متمادية في العديد من الدول العربية".

أضاف "إننا مدعوون، نحن الذين نتشارك الماضي والحاضر والهوية. نحن الذين نتشاطر الهم ونتلقى الأذى، إلى إقامة سد دفاعي أمني وسياسي وفكري في وجه هذه الحالة الشاذة. وهذا يتطلب قرارات حاسمة تجند لها كل الإمكانات، ويستدعي استنفار كل القوى التنويرية في مجتمعاتنا. من هذا المنطلق، فإننا نساند أي خطوة تتخذها قمتنا في هذا الاتجاه، ونؤكد تأييدنا إنشاء قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب وصون الأمن القومي العربي".

وتابع "تعلمون أن لبنان عانى، ولا يزال، من الإرهاب العابر للحدود. ولقد دفعنا ثمنا بشريا وماديا باهظا، قبل أن نتمكن من وضع حد لهذه الموجة بفضل قرارنا السياسي الحاسم، الذي التف حوله اللبنانيون، وبفضل صلابة ويقظة جيشنا وقواتنا الأمنية. ولا بد لي في هذا المجال من أن أتوجه، باسم اللبنانيين جميعا، بالشكر والعرفان إلى المملكة العربية السعودية، التي قدمت هبة مالية غير مسبوقة لتسليح قوانا المسلحة وأجهزتنا الأمنية. ونحن نؤكد أن لبنان لن ينسى هذه الوقفة الأخوية الصادقة، التي سبقتها وقفات كثيرة محفورة في ذاكرتنا الوطنية".

وأردف "إن العامل الأساس في تمكيننا من التصدي للموجة الإرهابية، هو المجتمع اللبناني الذي لفظ الإرهاب وأثبت بالملموس أنه لا يشكل بيئة حاضنة له. لا مكان في بلادنا وفي صفوف شعبنا لهؤلاء الظلاميين. نحن في لبنان متشبثون بنموذج العيش المشترك بين أبناء الطوائف المختلفة، الذي يتسع للحوار والتسامح وقبول الآخر، ونعتبره تجربة مضيئة مناقضة لنموذج التطرف والإقصاء والإلغاء، الذي تقدمه لنا منظمات الإرهاب، ولنموذج الصلف والعنصرية الذي تمثله اسرائيل".

وقال: "إلتزمت حكومتنا، ولا تزال، مبدأ النأي بالنفس عن الحريق السوري المستعر في جوارنا. ولقد سعينا، ولا نزال، لكي يكون الالتزام بهذا المبدأ كاملا، بحيث نجنب بلادنا تبعات هذه المأساة التي تعصف بسوريا الشقيقة، والتي نرى أن لا خلاص لها إلا بحل سياسي يتوافق عليه السوريون. لقد لفحنا الحريق السوري بقوة، وألقى في حضن لبنان أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري، مع ما يعنيه ذلك من تبعات وأعباء على كل المستويات، في بلد يعيش وضعا اقتصاديا صعبا، ويعاني أساسا من ضعف في بناه التحتية. إن الحكومة اللبنانية سوف تتقدم بخطة مفصلة لحاجات لبنان، في القمة الثالثة للدول المانحة للنازحين السوريين، التي ستتكرم دولة الكويت مشكورة باستضافتها بعد يومين. ونأمل أن تلقى هذه الخطة كل اهتمام ودعم من جانبكم".

أضاف "لقد أخفقت كل الجهود الدبلوماسية، التي بذلت على مدى سنوات، في فرض حل عادل للقضية الفلسطينية، وها هو المجتمع الاسرائيلي يكشف، كما بينت نتائج الإنتخابات الأخيرة، عن تجذر مشاعر التطرف والعنصرية في داخله، ويبلغ العالم أنه لا يريد التفاوض مع الفلسطينيين، ولا الاتفاق معهم، وأن سياسات الاستيطان وتغيير الديموغرافيا مستمرة، وأن الإحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية باق إلى الأبد. إن الرد العربي، وعلى رغم كل الهموم والانشغالات، يجب أن يكون واضحا لإسرائيل وللعالم، وهو: أن الشعب الفلسطيني ليس متروكا"، داعيا الفلسطينيين إلى "تزخيم خطوات المصالحة، ووضع خطة موحدة للتعاطي مع المرحلة المقبلة. ونعلن وقوفنا إلى جانب السلطة الفلسطينية، في أي مساع تبذلها في المحافل الدولية لتوسيع الإعتراف بدولة فلسطين، تمهيدا لقيام هذه الدولة بصورة ناجزة".

وتابع "على رغم كل المآسي المحيطة بنا. على رغم كل الضيم والوجع والأسى. نقول: العيش في الظلام ليس قدر العرب. والعجز ليس سمة موروثة فيهم. هذه الغمة المديدة ستنقشع، وسنخرج مما نحن فيه من ضيق، بوعينا لذاتنا، بإدراكنا مكامن قوتنا، بإيماننا بما في هذه الأمة من قدرات. نعم نحن قادرون. علينا أن نثبت ذلك، لكي نتمكن من النظر في عيون أطفالنا، ونقول لهم: لن تكونوا على قارعة العصر. نحن العرب، لنا تحت شمس هذا العالم، مكان ثابت وراسخ وفسيح".

وختم "شكرا لمصر على حسن الوفادة. شكرا للرئيس عبد الفتاح السيسي. والسلام عليكم".

 

فارس سعيد: نصر الله مرتبك وغير قادر على إيصال أي رسالة سياسية واضحة

صحيفة “الوطن” السعودية: رأى منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد، أن “كلام السيد حسن نصر الله جاء ردة فعل، من دون إيصال أي رسالة سياسية مفهومة، سوى أنه كان غاضبا على انقلاب الأحداث رأسا على عقب بعد أن تشكل هذا الائتلاف العربي لوضع حد للتمادي في اليمن من الحوثيين المدعومين من إيران وبالتالي كان مرتبكا وغير قادر على إيصال أي رسالة سياسية واضحة”. وأشار فس تصريح لـ”الوطن”، إلى أن تصريحات نصر الله لم يفهم منها سوى تمسكه بالحكومة ما يعني أنه حتى هذه اللحظة ليس هناك قرار إيراني للرد على ما حصل في اليمن من بيروت، مطالبا في الوقت نفسه بالحذر من حزب الله باعتباره جزءا أساسيا من المنظومة الأمنية العسكرية للحرس الثوري في لبنان وسورية والعراق وربما أيضا في اليمن”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 28/3/2015

السبت 28 آذار 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

القمة العربية في شرم الشيخ تاريخية ليس من حيث نتائجها مهما ستكون، لكن من حيث انعقادها وسط الأزمات في المنطقة، والتي بلغت حد تفكيك الدول وقهر الشعوب.

وإذا كان من وصف حقيقي لها، فإنه يكون قمة التضامن العربي، في ظل وصول ما هو مرسوم للمنطقة إلى خط ليس له لون حتى اللون الأحمر.

وإذا كانت أزمة اليمن فرضت نفسها بقوة على أعمال القمة. فإن الأزمات الأخرى مدرجة في تلك الاعمال.

وفيما حضر لبنان بوفد برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، التقت كلمات مهمة في جلسة الافتتاح على الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وهذا ما أكده الرئيس المصري، والأمين العام للأمم المتحدة الذي وصف لبنان بالبلد الفريد في العيش المشترك.

وفي لبنان، رد الجيش على قصف للمسلحين السوريين قبالة الزبداني باتجاه البقاع الأوسط وشرق بعلبك.

وبينما ترقب المحافل السياسية تطورات اليمن وما سينتج عن القمة، توقع السفير رياض طبارة اتصالات اقليمية ودولية لاجتراح حلول لأزمات المنطقة. ويبدو أن هذا التوقع على صلة بنتائج التفاوض الأميركي- الايراني الجاري في لوزان السويسرية، والتي تظهر خلال أيام معدودة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تحديات العرب فرضت نفسها على طاولة القمة العربية في شرم الشيخ.

الأزمات تضرب كل الساحات والمخاوف تتزايد، ولم يعد إلا الحوار سبيلا لإيجاد تسويات سياسية تخرج العرب من أزماتهم، وتوحد الجهود لمكافحة التطرف.

في سوريا، الأحداث الميدانية تكرر نفسها: المقاتلون التكفيريون من جبهات اسلامية تتزعمها "النصرة" دخلوا إلى ادلب يستجلبون معهم التدمير، كما حصل في مناطق سيطروا عليها سابقا قبل ان يستعيدها الجيش السوري. ها هي حمص اليوم شاهدة بفضل الانجازات العسكرية والمصالحات الوطنية، ووضع مخططات الاعمار بإنتظار التنفيذ القريب.

ما بين لبنان وسوريا بدأ الجيش السوري معركة جبال الزبداني، المدخل إلى الحسم القريب في جرود القلمون.

الإرهاب يتمدد مستغلا التباينات الاقليمية. عواصم المنطقة مشغولة بحساباتها، بينما دول القرار في العالم تنصرف لتدبير أمورها بإستيلاد الحلول السياسية، كما هو حاصل على خط المفاوضات النووية.

الغرب سلم بالتفاوض مع إيران، والساعات الجارية قد تدخل التاريخ إذا أبرم الإتفاق بين الجمهورية الإسلامية والدول الست الكبرى. الإتفاق مكون من ثلاث صفحات، بحسب المعلومات، تنطلق من إقرار الغرب بحق طهران في تشغيل موقع "فوردو" النووي، لكن البلورة النهائية تدور حول تفاهم سياسي قد يتوج غدا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

حضر القادة العرب على عجل، أخذوا الصورة التذكارية التي بدت جامعة على غير حال الكثير من القمم المصيرية في تاريخ الأمة. توزعوا على مقاعدهم لتنطلق بورصة المواقف المدفوعة بالبتروريال. ولأن أغلاها ثمنا تلك الداعمة للعدوان على اليمن، تسابق عدد من القادة على تعلية السقف طمعا بمكرمة الملك أو الأمير.

فبعد عقود من الهزائم والخيبات استفاق القادة الغيارى على واقع الأمة المرير. لم تعد فلسطين محتلة، ولا السودان سودانين، ولا ليبيا ليبيتين أو اكثر، ولا سوريا مكبا للجماعات التكفيرية، ولم يعد اليمنيون، العرب الأقحاح، عربا، بل عجم يجب تعبئة الجيوش لحربهم.

وعلى وقع المجازر على الأرض، تعاقب القادة على الحديث بلغة الضاد، فارتكب البعض مجزرة فيها احتاجوا معها إلى مترجمين.

الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي رصد بين نائم وضائع في التعبير، لكن ما فهم منه أنه باق خارج عدن إلى حين استسلام الحوثيين. إقامة يبدو أنها ستطول وتطول.

فبلغة عربية فصيحة لا تحتمل التأويل، وعد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله اليمنيين بالنصر. والتجربة أثبتت أنه صاحب الوعد الصادق، والميدان يثبت أن الثوار أهل للنصر.

تقدم على غير جبهة، وقواتهم تنتشر على ساحل عدن رغم الغارات الجوية من الدول التسع زائدا واحدا.

أما في لوزان السويسرية، فالدول الخمس زائدا واحدا تستعد لمفاوضات مصيرية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية. مفاوضات شهدت تطورا ايجابيا، ووزير الخارجية الايراني عبر عن ثقته بامكان حل الخلافات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

في شرم الشيخ قمة عربية عنوانها انشاء قوة عربية مشتركة لمحاربة الارهاب ولمواجهة النزاعات.

وفي اليمن قوة عربية مشتركة بقيادة السعودية تواصل، ولليوم الثالث، قصف الحوثيين ومناصريهم من الجو.

قرار القمة العربية في ما يتعلق بالقوة المشتركة لم يتضح بعد. فيما التحالف العربي في اليمن يحقق نتائج ميدانية واضحة، علما أن النتائج المحققة حتى الآن لا توحي ان الصراع سينتهي قريبا.

ففي حين أوردت معلومات ان الحملة العسكرية الجوية للتحالف العربي لن تنتهي قبل شهر على الأقل، كشف مسؤولون ديبلوماسيون في الخليج ان الحملة قد تستمر ستة أشهر يمكن خلالها توقع ردود فعل ايرانية قاسية لزعزعة الاستقرار.

في سوريا، النظام السوري تلقى صفعة قاسية بسقوط ادلب ذات الأهمية الاستراتيجية في يد "النصرة".

أما في لوزان فتتواصل المحادثات الأميركية- الايرانية لتظهير اتفاق حول الملف النووي الايراني قبل نهاية الجاري. واللافت اعلان وزير الخارجية الألماني عن بداية حلحلة، فهل ما يحصل في المنطقة هو للضغط على ايران لانتزاع اتفاق اللحظة الأخيرة؟

لبنانيا، خطاب السيد نصرالله ورد الرئيس الحريري عليه، لن يؤديا إلى سقوط حوار الحد الأدنى لأن سقفه محدد وضروري.

لكن وقبل تفصيل الوقائع السياسية نتوقف عند أمرين: الأول انه بدءا من منتصف هذه الليلة تقدم الساعة ساعة كاملة، والثاني اليوم هو الموعد السنوي لساعة الأرض التي ستحتفل بها "ام تي في" عبر اطفاء أضوائها بعد قليل، فابقوا معنا وتابعونا ولو على العتمة لأن عتمة الأستديو لبعض الوقت لن تطفئ نور الحقيقة.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

في آذار من العام 2003 انعقدت قمة عربية في شرم الشيخ عشية الغزو الأميركي للعراق. وفي آذار 2015 تنعقد قمة عربية في شرم الشيخ عشية اتفاق منتظر بين إيران وأميركا، وغداة العملية العسكرية الجوية على اليمن.

في العام 1990 أطلقت واشنطن "عاصفة الصحراء" ضد صدام حسين الذي احتل الكويت بعدما وقع في فخ ابريل غلاسبي بعد حرب مريرة مع ايران. وفي العام 2015 تطلق السعودية "عاصفة الحزم" في اليمن، على ايران التي تخوض حربا ديبلوماسية مع الأميركيين في لوزان ومعارك وجودية في العراق وسوريا واليمن مع التكفيريين، وحربا مفتوحة مخابراتية مع الاسرائيليين.

في العام 1976 قررت قمتا القاهرة والرياض تشكيل قوات الردع العربية لارساء السلام السوري في لبنان، بعد حرب السنتين، بمباركة عربية ورعاية أميركية وموافقة أوروبية. في 2015 تقترح مصر في قمة شرم الشيخ تشكيل القوة العربية المشتركة، أو قوة حفظ السلام العربية، لتوفير الغطاء ل"عاصفة الحزم" السعودية على اليمن.

منذ العام 1980، الحرب مفتوحة مع ايران، والجبهات مغلقة مع اسرائيل. منذ خمسة وثلاثين عاما التعبئة الاعلامية والسياسية حولت الصراع الاسرائيلي- العربي إلى نزاع فارسي- عربي، وجعلت ايران العدو بدلا من اسرائيل. كبرت الفتنة المذهبية وتقلصت الأحلام العربية، ونجحت الماكينة السوداء في اراحة اسرائيل وإشعال الحرب المذهبية بين السنة والشيعة.

السعودية تدخل الحرب للمرة الأولى في تاريخها، لكسر هالة ايران التي ساعدت "حزب الله" على كسر هالة اسرائيل. ايران ردت اليوم بتهديد العمق السعودي، في بيان منسوب ل"الحرس الثوري"، وقالت الخارجية الايرانية انها ارتكبت خطأ استراتيجيا، وكلام السيد نصرالله بالأمس رسالة إلى السعودية بأن الأمور سائرة نحو التصعيد.

ما سبق يعني ان كل رهان في الداخل اللبناني على الحوار السعودي- الايراني سقط، وان الملفات المرتبطة بالحوارات الدائرة تم ترحيلها إلى أجل غير مسمى، تماما كما الملفات التي أزاحها اليمن من درب القمة ليتصدر المشهد على حساب الارهاب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

هل تتجه القمة العربية إلى تشكيل قوة عربية مشتركة لليمن؟ يبدو ان القمة المحددة في يومين، إنتهت في اليوم الأول، فقيادة التحالف ضد اليمن والممثلة بالسعودية، غادر ملكها، الملك سلمان، القمة. والبلد المعني بالمناقشات، أي اليمن، غادر رئيسها مع الملك سلمان، وهكذا قد يصدر القرار غدا بعدما تم التفاهم عليه في الاجتماع الوزاري قبل القمة، وبعدما أكد عليه الملك سلمان قبل المغادرة.

القمة سجلت عدة مؤشرات، ومن أبرزها:الحفاوة المصرية بأمير قطر، السقف المرتفع الذي ميز كلمة الرئيس اليمني الذي وصف زعيم الحوثيين بدمية إيران ، خلو اليوم الأول من أي تباينات. فالهدف بات واضحا: المطلوب إعادة وضع اليمن إلى ما كان عليه قبل السيطرة الحوثية، ويبدو ان العملية العسكرية بدأت تحقق بعضا من الأهداف التي تتمثل في ضرب الأسلحة الاستراتيجية والثقيلة التي في أيدي الفرق العسكرية التي التحقت بالحوثيين.

وفيما المقعد السوري بقي خاليا سواء من النظام أو من المعارضة، فإن التطورات السورية تمثلت اليوم بسقوط إدلب بيد "جبهة النصرة"، ويأتي هذا التطور بعد سيطرة "داعش" بالكامل على الرقة.

في لوزان تتواصل المفاوضات النووية، والتي تبدو في سباق مع الوقت قبل آخر هذا الشهر، الموعد الذي تحدد افتراضيا للتوصل إلى اتفاق إطار بين الغرب وإيران.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

"عاصفة الحزم" مستمرة بطلب من الشرعية اليمنية وباجماع من القمة العربية. القادة العرب قالوا كلمتهم في مؤتمرهم، وأعادوا تذكير العالم بالأمة العربية وهم بدوا اليوم أكثر وحدة من أي وقت مضى.

أما عاصفة الكراهية، كما وصفها الرئيس سعد الحريري في رده على أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، فهي جاءت بناء على طلب ايراني مستعجل، وأعادت تذكير اللبنانيين بالدور التاريخي للملكة العربية السعودية في وقف الحرب الأهلية وإعادة إعمار لبنان وتمويل عمليات تسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية، مقابل تمويل ايران للميليشيات والعمل على ضرب الدولة وصولا لتباهيها ان حدودها تصل إلى جنوب لبنان. وفي نهاية هذه النشرة، سيفند نديم قطيش هجوم نصرالله عبر dna.

وبالتزامن مع "عاصفة الحزم"، نجحت المعارضة السورية في تحرير مدينة ادلب من كتائب بشار الأسد وعناصر "الحرس الثوري" الايراني و"حزب الله" الذي شيع هذا النهار المزيد من قتلاه الذين سقطوا على الأراضي السورية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على سبيل الرئيس، وقبل أن يحمل اللبناني الخنجر اليمني، من العبرة لفت انتباهه الانتخابي إلى أن نيجيريا دولة المئة والثلاثة والسبعين مليون نسمة، بلد "بوكو حرام" مولود "داعش" الشرعي، دولة الخطف واختفاء التلامذة، قد أجرت اليوم انتخابات رئاسية وفتحت صناديق الاقتراع حتى في أخطر الأقاليم الشمالية.

لكننا في لبنان، وبتعداد لا يربو على أربعة ملايين، نفتقد هذه الميزة وننقسم اليوم: هل نؤيد صنعاء أم نوالي عدن؟ قضية عربية مشتركة يحلها عربانها، فأي تيار يجرفنا إلى البحر الأحمر قبل أن نتدبر أمورنا على المتوسط، فننجز رئيسا ونطلق عاصفة لحزم السلسلة وعودة أبواب مجلس النواب إلى التشريع، وإقرار موازنة مفقودة منذ عشر سنين، والتفرغ لحل ملف العسكريين وتهدئة خواطر الناس.

لكن اليمين واليسار والوسط أصابهم دوار عشبة القات الخضراء، وبدأت حرب تناصر فريقا على آخر. وإذا كان دفاع الرئيس سعد الحريري عن سعوديته مفروغا منه، فإن ظهور الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله تعتليه الانفعالية، فهذا أيضا لا تبرير له سوى تقديم المنطق الإيراني.

لكن مفاوضات لوزان برؤوسها النووية، لم يعكر صفوها أنين اليمن. وها هم أطرافها، سواء من طهران أو المجتمع الدولي، يطلقون إشارات التقدم، حتى ان روسيا تحدثت عن نسبة من الايجابيات تجاوزت خمسين في المئة. فيما أكدت إيران ثقتها بحل كل القضايا في المفاوضات. فحرب اليمن لن تندلع في لوزان، لكن تأثير الملفين معا سيكون على إسرائيل حصرا، ومن هنا يفهم مدى أهمية اتصال بوتن بروحاني ونتانياهو من جهة، وتواصل الأميركيين مع إيران وإسرائيل من جهة أخرى.

وتؤكد حرارة الاتصالات الروسية- الأميركية أن إسرائيل هي المستفيد الأول والمعنية بما يجري على الساحة اليمنية، حفاظا على قاعدتها في إرتيريا والثانية في جيبوتي الأقرب إلى عدن.

وعليه فإن ما يحصل اليوم يحمي إسرائيل من وجود ايران في اليمن. على أن الإيرانين الذين يفقهون لعبة التفاوض بالنووي، لم يستفيدوا من التفاوض على تقدم الحوثيين في اليمن. أخذتهم نشوة الزحف نحو المضائق إلى أن طرق الخوف أبواب مدن الخليج. لم تفعل طهران حوار الحوثيين والسلطة اليمنية، فطاردت الرئيس بين القصرين، وحولت له جنة عدن إلى حطام، ولو وافق الإيرانيون على الحوار لاقتسم الحوثيون السلطة باعتبارهم من نسيج اليمن وليسوا قوة إرهابية مارقة.

أمام هذه الحسابات، جاءت إطلالة السيد نصرالله أمس غير مسبوقة لناحية الانجراف إلى التوتر، لأنه عندما يمني اليمنين بالنصر والقتال والنضال، فإن دعوته تلك ستضرب يمنيا بأخيه اليمني ما دام من يغزوهم جوا لم ينزل بعد على الأرض، فالشعب اليمني الذي يعاني الجوع والقهر، والممنوع عليه دخول مجلس التعاون، لن يكون في عوز إلى قتال أهلي أكثر مما هو موجود. ويضاف إليه اليوم الغارات العربية التي تقتل الجميع من حوثيين ومدنيين.

اليمن في عوز اليوم إلى التوافق والحوار، لا إلى تأجيج الحروب التي يدخل على خطها علي عبد الله صالح، لينتقم من سلطة ضاعت ونهب من أموالها ما يفوق على ستين مليار دولار، ويعود اليوم من باب الثورة التي أقلته سابقا إلى منزله.

فلا الحرب العربية على اليمن اليوم مشروعة، ولا التدخلات الخارجية محقة، وكفى هذا البلد.

 

التدخلات الايرانيـة تستنفر القادة العرب ودعوات للمواجهة عبر قوة مشتركة

ارتدادات التطورات اليمنية داخليا لن تتعدى الاطار الكلامي والحوارات مستمرة

14 آذار تخشى على لبنانيي الخليــج وتذكّر نصرالله بيد "السعودية" البيضاء

المركزية- لفحت رياح "عاصفة الحزم" الداخل اللبناني في الساعات الماضية، مكرّسة الشرخ الذي رافق العملية العسكرية التي تقودها السعودية لوضع حد للتمدد الحوثي في اليمن، منذ انطلاقتها، بفعل الهجوم غير المسبوق الذي شنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الرياض من جهة، ومسارعة رئيس تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري الى الرد مدافعا عن المملكة، من جهة أخرى... الا ان الهوة بين موقفي الطرفين، اللذين يختلفان اصلا في مقاربة معظم القضايا السياسية والاستراتيجية الداخلية والخارجية، لن تحول دون مضيهما قدما في الحوار القائم حاليا بينهما، وهو ما أكده الحريري ونصرالله شخصيا على هامش تصعيدهما الكلامي، حيث أعلن نصرالله الاستمرار في الحوار داعيا جمهوره الى الصبر، في موازاة تأكيد الحريري مواصلة الحوار لان "مصلحة بلدنا تعلو فوق كل اعتبار"، ما يدل الى حرص اقليمي ودولي على وضع سقف للسجالات الداخلية وابقاء لبنان في منأى عن الصدامات القائمة في المنطقة والمحافظة على حد أدنى من الاستقرار فيه، ما يتطلب صمود مناخ الحوارات، ولو للصورة فقط، رغم التباينات العمودية بين الاطراف المعنّية...

وتفيد أوساط دبلوماسية غربية متابعة لمسار الاوضاع على الساحة اللبنانية "المركزية، ان الايقاع اللبناني مضبوط من قبل الدول الممسكة بزمام ما يجري في المنطقة والراعية لمسار الامور على الصعيد الداخلي، مطمئنة الى ان انعكاسات المستجدات اليمنية لن تتعدى لبنانيا الاطار الكلامي الذي سُجل ليل أمس، متوقفة عند ما جاء في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في افتتاح القمة العربية اليوم حيث أكد ترحيب مصر بالحوار القائم بين مختلف القوى السياسية اللبنانية ما يخفف من الانقسام ويحقق الاستقرار الاقليمي المنشود، آملا أن تفضي هذه الجهود الى انتخاب رئيس...

وفي السياق، رأت أوساط متابعة للاوضاع اللبنانية ان مواقف الحريري ونصرالله عكست الانقسام الاقليمي الحالي، لكنها كرست أيضا أولوية لدى الطرفين تقول بضرورة استمرار الحوار وصون الاستقرار الداخلي، ورأت ان نصرالله وجّه بين سطور كلمته أمس رسائل في أكثر من اتجاه تحمل في باطنها دعوة الى تسوية، على قاعدة "اشتدي يا أزمة تنفرجي".

سلام: وليس بعيدا، وسعيا الى تفادي خلق اي خلافات اضافية في قلب حكومة المصلحة الوطنية، يستعد رئيس الحكومة تمام سلام لتحديد موقف لبنان الرسمي من التطورات في اليمن، خلال كلمة يلقيها عند السادسة والنصف من مساء اليوم في القمة العربية في شرم الشيخ، بعبارات مدروسة ومدوزنة حسب ما أبلغت مصادر وزارية "المركزية"، ستوفّق بين سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة، والتي نص عليها اعلان بعبدا، وحظيت بدعم أممي ودولي، عن القضايا التي لا تنال اجماعا عربيا، وبين دعم لبنان للشرعية الدستورية في اي دولة ورفض انتهاك سيادة اي منها. وكان سلام وصل الى شرم الشيخ قبل ظهر اليوم، واستقبله في صالون الشرف الرئيس السيسي، في حضور نظيره المصري ابراهيم محلب ورئيس جامعة الدول العربية نبيل العربي، واجرى مع السيسي خلوة قصيرة، على ان يلتقي الرجلان مجددا عند التاسعة ليلا.

القمة العربية: وفي افتتاح القمة في دورتها السادسة والعشرين - والتي غاب عنها الرئيس اللبناني المسيحي الوحيد في المنطقة بما يمثّله من تعزيز للعيش المشترك ولتفاعل الحضارات- فرضت الازمة اليمنية ثقلها وبدا لسان حال الزعماء العرب واحدا حيث أجمعت كلماتهم على أولوية وضع حد لتدخلات بعض الدول الاقليمية في الشؤون العربية وضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهتها. وفي السياق، وعد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز باستمرار "عاصفة الحزم" حتى عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن"، معتبرا أن "العدوان الحوثي يشكل تهديدا للأمن والسلم في المنطقة". واذ لاقاه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي داعيا الى استمرار العملية معتبرا أنها دعم عربي مباشر للشرعية في بلاده، طالب السيسي بانشاء قوة عربية مشتركة تمثل رادعًا لكل من يهدد الأمن العربي، فيما ناشد العربي القادة العرب الموافقة على مشروع قرار إنشاء القوة المذكورة لانها أولوية في هذه المرحلة. أما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، فأكد دعم شرعية الرئس اليمني هادي، مشيرا في سياق آخر، الى ان "لبنان لا يزال مثالاً فريدًا في مواجهة أثر الصراع السوري وهو يمثل نموذجًا للتعايش وأحثّ القيادة السياسية اللبنانية على تخطي نزاعاتها".

14 آذار: داخليا، استغربت أوساط بارزة في قوى 14 آذار عبر "المركزية" مواقف نصرالله الاخيرة واستمراره في مهاجمة دول الخليج، رغم اجراءات الترحيل التي طاولت عشرات العائلات اللبنانية في الامارات مؤخرا، متخوفة من ان تكون لمواقفه تداعيات سلبية اضافية على لبنانيي الخليج، مذكرة اياه في الوقت عينه، بالمليارات التي قدمتها المملكة لصالح الجيش مؤخرا ولمشاريع انمائية في لبنان على مر السنوات. واذ رأت ان نصرالله في مرافعته عن ايران أمس وفي تأكيده انها لا تتدخل في شؤون العرب، جافى الحقيقة في وقت يتحدث علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني عن امبراطورية إيرانية عاصمتها بغداد، وبعد ما قاله علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عن أن إيران "منعت سقوط بغداد ودمشق وأربيل، وأنها باتت على ضفاف المتوسط وباب المندب"، سألته ردا على اتهامه المملكة بتعطيل الاستحقاق الرئاسي "هل تمنع السعودية نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" من المشاركة في جلسات انتخاب الرئيس التي تخطّى عددها العشرين الى اليوم؟".

الحوار المسيحي: أما على خط الحوار القائم بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، فتبدو ورقة اعلان النيات في مراحلها الاخيرة. وفي السياق، أعلن النائب ابراهيم كنعان "أننا قطعنا شوطا كبيرا في الحوار مع القوات ووصلنا الى عتبة اعلان نيات تشمل اكثر من 17 بندا تتمحور حول وضع المسيحيين ومسائل سيادية وصولا الى الامور المتعلقة بلبنان". الى ذلك، أفادت مصادر مواكبة للتواصل "المركزية" ان "الخطوة اللاحقة بعد اقرار اعلان النيات تتضمن اعداد ورقة اللقاء بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات" سمير جعجع، تمهيدا لتحديد مكان وزمان اللقاء".

اجراءات استباقية: أمنيا، الجيش اللبناني ماض في تعزيز مواقعه على السلسلة الشرقية. وأفادت أوساط عسكرية "المركزية" ان هذه التدابير تأتي في اطار الاجراءات الاستباقية التي يتخذها الجيش في الجرود، مشيرة الى انه بات يبسط سيطرته على معظم التلال الاستراتيجية الكاشفة على الداخلين اللبناني والسوري.

الملف النووي: أما في لوزان السويسرية، فالتقى وزير خارجية اميركا جون كيري ونظيريه الفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك فالتر شتاينماير ظهرا، لبحث الملف النووي الايراني. وتحدث وزير الخارجية الالمانية عن بداية حلحلة في الملف. ومن المتوقع ان يصل وزراء خارجية الدول الست الآخرون الى لوزان مطلع الاسبوع المقبل لاستكمال المداولات في شأن المفاوضات النووية.

 

انهاء التحضيرات لعقد القمة الروحية في بكركي الاثنين/مشروع البيان الختامي قيد الدرس لمناقشتـه واعلانه

المركزية- تنطلق اعمال القمة الروحية المنتظر عقدها في الصرح البطريركي في بكركي يوم الاثنين المقبل، بعد ان أنجز القيمون عليها التحضيرات اللازمة، وأجروا اتصالات أكّدت حضور كافة رؤساء الطوائف، لبحث مواضيع هامّة يعيشها اللبنانيون في ظل الظروف القاسية التي تفرض نفسها اليوم نتيجة تطورات الاوضاع وتداعيات الازمات الناتجة عن الصراعات الدائرة في المنطقة، وبعد ان تكونت قناعة لدى الجميع ان بعد نصف عام على القمة الاخيرة، بات من الضروري الجلوس معا مجددا، لتقويم المرحلة والخروج بالقرارات المناسبة لمواجهة التحديات". وفي هذا السياق، أعلنت مصادر مواكبة للتحضيرات لـ"المركزية": ان القمة التي ستعقد مدة ساعة ونصف تقريبا في بكركي، سينتج عنها مشروع بيان ختامي، تم توزيع نصه على الجميع لوضع اللمسات الاخيرة عليه واجراء التعديلات اللازمة، ودرسه ومناقشته قبل اذاعته الاثنين"، واشارت الى "ان، من ابرز النقاط التي يمكن ان يتضمنه البيان هي تلك التي تتعلق بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت ممكن، والنزوح السوري، ومستقبل المسيحيين العرب، وما يهم اللبنانيين، اضافة الى الوضع الاقليمي".

واعلنت المصادر "ن من الطبيعي متابعة التوصيات المطروحة"، مشيرة الى "انه سابقا تم تشكيل لجنة تعنى بأمور المتابعة ستستأنف عملها لحمل المواضيع ضمن جولة خارجية".

 

أنباء عن إنزال مظلي مصري لتأمين مضيق باب المندب والحوثيون يرفعون آية الكرسي مكان صور الرؤساء

| صنعاء - من طاهر حيدر | | طهران - من أحمد أمين/الراي/29 آذار/15

• السعودية تهيِّئ أسطولاً من المروحيات الهجومية لضرب تجمعات حوثية بدأت بالتشكل قرب حدودها

دخلت أمس، عمليات «عاصفة الحزم» يومها الثالث، مستهدفة منصات الصواريخ الباليستية وتحركات الميليشيات الحوثية ما بين شمال وجنوب اليمن والتجمعات البرية التي حاولت حشدها جنوب الحدود السعودية (تفاصيل ص 56 و57).

وتزامنت هذه العمليات، مع تنفيذ قوات مصرية «إنزالاً مظلياً» لحماية ميناء مدينة المخا الساحلية، التابعة لمحافظة تعز اليمنية ومضيق باب المندب الاستراتيجي، وحسب التقديرات فإن هذه الخطوة تهدف إلى قطع الطريق على الحوثيين.

ونقلت تقارير عن مصدر محلي في مدينة المخا، إن قوات برية مصرية نفذت إنزالاً مظلياً لحماية ميناء المخا ومضيق باب المندب الاستراتيجي، وحفظ الملاحة البحرية فيه.

ووفق وكالة «الأناضول» للأنباء، أضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف اسمه، أن قوات التحالف تريد قطع الطريق على الحوثيين، قبل أن يستولوا على ميناء المخا أو مضيق باب المندب.

في غضون ذلك، أفاد مصدر سعودي، امس، أن المملكة العربية السعودية تهيّئ اسطولاً من المروحيات الهجومية لتوجيه ضربة للتجمعات الحوثية التي بدأت بالتشكل شمال اليمن قرب الحدود مع المملكة.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم كشف اسمه أن «الغارات الجوية دمرت كل قدرات الدفاع الجوي الأساسية التي يسيطر عليها الحوثيون، إلى جانب تدمير كل البنايات العسكرية التي تحيط بصنعاء».

واعلنت السلطات السعودية أمس وصول 86 ديبلوماسياً عربياً واجنبياً الى جدة قامت باجلائهم سفن القوات البحرية الملكية السعودية الخاصة من عدن.

كما أنقذت القوات الأميركية ليل الخميس - الجمعة، طيارين سعوديين من مياه خليج عدن بعدما قفزا من طائرتهما الحربية، وهي من طراز «اف-15»، كما افاد مسؤولون اميركيون.

من جهتها أكدت الرياض ان الطيارين انقذا «بالتعاون مع الجانب الاميركي»، مشيرة الى ان الحادث نجم عن اصابة الطائرة بـ «عطل فني».

في المقابل، دعا الحوثيون في اليمن المتقاعدين العسكريين والمسرحين من الخدمة إلى العودة إلى أعمالهم.

وأصدرت ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» قراراً، طلبت اللجنة رفع آية الكرسي في الوزارات والمؤسسات العامة للدولة كافة، وإزالة صور الرؤساء من الوزارات والمؤسسات العامة للدولة والشركات والمؤسسات الخاصة والشوارع والميادين.

وهزت مدينة عدن الجنوبية التي تعد ثاني مدن البلاد امس، سلسلة انفجارات قوية في مخازن اسلحة للجيش، فيما تصاعدت سحب الدخان فوق المستودع الذي اقتحمه سارقون منذ الجمعة الماضي.

من جهة اخرى قتل 54 شخصاً على الاقل واصيب 187 آخرون في المعارك الدائرة منذ ثلاثة ايام بين فصائل مسلحة متنازعة في عدن كما ذكر مدير مكتب الصحة الخضر الاصور.

من جهة اخرى، نشرت وسائل الاعلام الايرانية صوراً لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، وهو يجلس الى جوار القائد الاعلى آية الله السيد علي خامنئي، في حسينية الامام الخميني الملحقة بمقر اقامة القائد الاعلى، خلال مشاركته في مراسم العزاء التي يقيمها خامنئي في الذكرى السنوية لوفاة السيدة فاطمة الزهراء، وتستمر 7 ايام، داحضة بذلك صحة ما تداولته محطات تلفزيونية اقليمية وغربية عن توجه سليماني الى اليمن للقتال الى جانب الحوثيين.

 

متى

ايلي صليبي/فيسبوك

متى نزج بلصوص المال العام في سجون الظلام، وقد نهبوا مليارات الدولارات، وما زالوا ينهبون؟

متى ينتهي مسلسل 14 و8 أذار؟

متى نحاكم أصحاب الأيدي الملطخة بالدم والمال الحرام؟

متى نقتحم مغارة "علي بابا"، ونفرك مصباح "شبيك لبيك" ويأكل

المارد أقزام الوطن؟

متى نجرؤ على القول للأعور إنه بعين واحدة؟

متى نستعيد لبنان من أشداق "واوية" محليين، وذئاب خارجيين؟

متى نبصق إلى الأمام أو الوراء، وليس على "شواربنا" في الأعلى وعلى "ذقوننا" إلى تحت؟

قد يمر ألف عام ونحن نجتر السؤال "متى" ولا يحين أوان جواب واحد.

 

أبرز مواقف ضيوف حلقة "إنترفيوز" الاستثنائية، الوزير السابق الدكتورمحمد عبدالحميد بيضون الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله والأستاذة الجامعية والمحللة السياسية د. وسام باسندوة مع بولا يعقوبيان مباشرة عبر شاشة المستقبل وإذاعة الشرق.

الوزير السابق الدكتورمحمد عبدالحميد بيضون:

· العاهل السعودي الجديد لديه العزم الكافي للمضي قدماً في إستراتيجية المواجهة ضد التمدد الإيراني. إيران تُطبِق على السعودية من جهة العراق واليمن.

· هناك حضور عربي قوي فالتهديد بات يطال دول الخليج وأمنه.

· مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة هو أولوية بعد أن وضعت إيران يدها على العراق و اليمن.

· الحوثيون توجهوا إلى عدن كان بقرار إيراني إستراتيجي في اللحظات الأخيرة.

· إنتشار الميليشيات في العالم العربي بأغلبيته الإيرانية هو ما أدى إلى وقوع هذه المشاكل.

· إيران إستعملت ورقة المفاوضات مع الأميريكيين كغطاء لتمددها في المنطقة. هناك إستفاقة عربية وضغط على الرئيس أوباما.

· هدف بيان دول مجلس التعاون هو العودة الى التفاوض عكس ما يخفي الحوثيون.

· الخليجيون يسيرون في "ضربة عقلانية" دعماً للشرعية وليس لإسقاطها.

· لن تستطيع إيران أن ترد في لبنان رغم الضربات الموجعة التي طالتها اليوم.

· إيران عاجزة عن الرد في اليمن ولا أن تفتح جبهة على السعودية هناك. الرد قد يكون في سوريا.

· إيران المرشد والحرس_الثوري في مكان إيران والرئيس روحاني في مكانٍ آخر.

· هم ينشرون الفساد بإسم المقاومة.

· الأحداث في اليمن قد تكون سبباً لإفشال المفاوضات النووية رغم أنها أُنجِزَت.

· أي مسّ بالحدود السعودية وبالعاصمة صنعاء يعتَبر خطاً أحمراً.

· على مؤتمر القمة العربية أن يتخذ موقفاً واضحاً مما يحصل في اليمن.

· حجم اللقاءات والإتصالات التي قام بها العاهل السعودي أمرٌ لا يُستهان به في ظل الصراع القائم وإخراج المنطقة من الصراع المذهبي لا يتم إلا بقرار عروبي.

· الحرب في اليمن هي حرب ضد الميليشيات.أوباما سيصاب بخيبة كبرى في حال فشلت نتائج المفاوضات والمرحلة الجديدة إستدعت تدخلاً عربياً والشارع العربي مرتاح.

الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله:

· إختلطت السياسة بالمذهبية والشعارات التي رفعها الحوثيون هي غريبة عن اليمن.

· علي عبد الله صالح ساهم بدعم الحوثيين في بداية الأمر.

· اليمن عانى من حرمان مزمن طوال 50 سنة والعامل الأهم الذي أدى إلى تمدد الحوثيين خارج صعدة هي الثورة التي قام بها الشباب.

· إحتلال صنعاء كان منعطفاً تاريخياً في المنطقة.

· هدف إيران الحالي هو رفع العقوبات الإقتصادية بعد تسجيلها نقاط في المنطقة عبر وجودها في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

· السعودية أحسنت بإدخال السودان في "عاصفة اليمن".

· المشاركة المصرية التاريخية كانت لافتة أيضاً بحضورها العسكري في "عاصفة الحزم".

· إيران لا تقاتل بالإيرانيين بل تقاتل بالآخرين وباللبنانيين والفلسطينيين والسوريين.

· هي إضطُرَّت لأن تكون حاضرة في سوريا والحوثيون يتصرفون في اليمن كأنهم أصحاب السلطة والأرض.

· الحوثيون ظُلِموا تاريخياً لكنهم ليسوا كل اليمن ولا يستطيعون السيطرة على البلاد.

· العرب إتخذوا قرارهم وهم لن يتراجعوا. هم يعرفون أن إدارة أوباما هي شيء ميؤوس منه فهذه الإدارة عاجزة عن إتخاذ قرارات عقلانية.

· توجُّه قطع بحرية مصرية إلى اليمن هو جزء من إستعادة مصر لدورها الريادي في المنطقة.

· إيران لن تستطيع الرد في سوريا ولا في لبنان لأن الأمر لم يعد بيدها.

· لا قرار أميريكي حتى الآن بإسقاط دمشق. الهدف هو تفتيت سوريا فقط لا غير.

· القضية معقدة في اليمن ولا تقتصر على الحوثيين فقط. اليمن صار يمنَين الآن،شمالي وجنوبي.

· السعودية إتخذت قراراً غاية في الأهمية بقيادة شاب جريء هو وزير الدفاع وبإشراف الملك.

· لا حل في اليمن إلا بمؤتمر وطني جامع.

· اليمن يتغير بسرعة فائقة والبلد زئبقي "فاليمني فيكي تستأجري بس مافيكي تشتريه" ونحن نشهد العد العكسي لتقدم الحوثيين.

الأستاذة الجامعية والمحللة السياسية د. وسام باسندوة:

· الحوثيون إختطفوا اليمن وأخذوها رهينة وهم يتمترسون حول المواطنين بإستخدامهم دروعاً بشرية.

· اليمن كانت مُدرجة تحت الفصل السابع رغم أن الأمر لم يؤخَذ على محمل الجد.

· الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح هم من أوصلوا اليمن إلى هنا.

· التدخل العربي أتى بعد مهلة ال 6 أشهر التي أتيحت لإجراء المفاوضات. هم يتحملون مسؤولية كل قطرة دم تسقط وكل اذى يلحق بالمؤسسات.

· يحق للرئيس عبد ربه منصورهادي أن يطلب الحماية والتدخل العربي لإنقاذ اليمن.

· لا يزال هناك أمل من عودة الحوثيين وعلي عبدالله صالح لرشدهم في حال طلبوا هدنة للتوجه الى المفاوضات الجدية.

· دخول اليمن في منزلق الفوضى والميليشيات يشكل خطراً على الملاحة الدولية.

· لا شك أن جماعة القاعدة وداعش فرحون ف " أنصار الله " والحوثيون هم من ألد أعدائهم.

· نخشى من ألا يتم حسم العملية العسكرية جواً وأن يضطر الأمر اللجوء إلى الحلول البرية وهنا ستكون الطامة الكبرى.

· الضربات الجوية مستمرة. الحوثيون لم يخوضوا معركة حقيقية بل تمددوا بمساعدة علي عبد الله صالح وهم لا يزالون ينتظرون التدخل الإيراني.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم السبت في 28 آذار 2015

السبت 28 آذار 2015

النهار

قال سياسي في مجلس خاص إن البقاع لن يكون للبنانيين بعد عشر سنين إذا استمرّت وتيرة الولادات تتصاعد لدى اللاجئين.

وزير سابق اشترى عدداً من المتابعين لحسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

سرق مجهولون حساب "فايسبوك" لأحد الوزراء السابقين وكتبوا عبارة للإيقاع بينه وبين مسؤول في كتلته السياسية.

قال مرجع روحي إن الخلاف مع إيران ليس مذهبيّاً بل سياسي أولاً وبين عرب وفرس ثانياً.

تبيّن أن مستشفيات قبضت مبالغ أكثر من المستحقّة لها بالتعاقد مع إحدى الوزارات.

السفير

تمنى وزير سيادي ألا تكون خلف إبعاد اللبنانيين من دولة خليجية "أصابع أمنية لبنانية".

بلغت التحضيرات مرحلة متقدمة لعقد مؤتمر "حركي" بهدف إحداث نقلة نوعية على مستوى القيادات والمسؤوليات.

سمع مرجع غير مدني من نظيره الخليجي شكوى من المال الرسمي الخليجي الذي ينفق لمصلحة المجموعات المتطرفة.

المستقبل

يقال

إن إيرادات إدارة حصر التبغ والتنباك "الريجي" تراجعت نحو 250 مليون دولار العام الفائت، وستفرض عقوبات على الشركات التي "تتهاون" مع هذه المسألة.

اللواء

يتحدّث دبلوماسي شرقي عن "يالطا جديدة" استدعت الأحداث الأخيرة المتعلّقة بالساحة اليمنية..

استبعد مصدر نيابي الإتفاق على عقد جلسة نيابية طوال شهر نيسان المقبل..

يردّد مرجع سياسي كبير أن القيادات التاريخية ضَمُرت في لبنان، في معرض الحديث عن إنتخابات رئاسية في لبنان..

الجمهورية

قال سفير عربي إن طهران إذا كانت تسيطر، كما يُقال، على أربع عواصم فانها لا تحكم اربعة بلدان، بل أصبح انفلاشها في المنطقة مثقلاً با?عباء وصعوبات.

وضعت أوساط ديبلوماسية الموافقة الأميركية على العملية السعودية في سياق الرسائل التطمينية بأن الإتفاق النووي لا يعني تسليماً لطهران بنفوذ إقليمي.

تحدثت أوساط عن مساعٍ جديدة لإبعاد روسيا عن الموقع الذي هي فيه، وجعلها حلقة الوصل مع الخليج في ظل اليقظة القائمة

البناء

توقع خبير اقتصادي أن تتأثر سلباً البيئة الاستثمارية في دول الخليج، بسبب الحرب التي تشنّها على اليمن، مشيراً إلى أنّ لبنان قد يكون نقطة جذب واستقطاب مركزية لهذه الرساميل، خصوصاً لناحية الثقة الكبيرة والراسخة بقطاعه المصرفي، مؤكداً أن على المسؤولين السياسيين أن يبذلوا قصارى الجهد للحفاظ على الاستقرار والأمن، وأن يوفروا للجيش والقوى الأمنية كلّ الدعم اللازم للقيام بمهامهم على أكمل وجه..

 بان كي مون من شرم الشيخ دعا الى حل سلمي للنزاع في اليمن

السبت 28 آذار 2015

وطنية - دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في كلمته امام القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ اليوم، الى حل "سلمي للنزاع في اليمن".

وأمل أن يقوم القادة خلال هذه القمة العربية، "بتحديد خطوط إرشادية واضحة لتسوية سليمة للازمة في اليمن".

 

سلام شارك في مأدبة اقامها السيسي على شرف الوفود العربية

السبت 28 آذار 2015

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" الى شرم الشيخ لينا غانم ان رئيس الحكومة تمام سلام شارك في مأدبة الغداء، التي اقامها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على شرف الرؤساء والملوك العرب المشاركين في القمة العربية.

 

النائب فادي الأعور لـ”السياسة”: عون سيسحب وزراءه إذا مددت الحكومة للقادة العسكريين

بيروت – “السياسة”:29 آذار/15/هل يفعلها رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون ويفجر الحكومة اللبنانية من الداخل إذا لم تسر في ملف القادة العسكريين كما يريد, وفي مقدمهم قائد الجيش, أم أنه سيكتفي بالتحذير فقط بضرورة التعاطي مع هذا الملف بموجب الدستور, ولن يصل إلى حد طلب استقالة وزرائه في حال أصرت الحكومة على التمديد, الذي ألمحت إليه مواقف وتصريحات سابقة لوزراء خارج الفلك العوني, على أن يتضامن معهم وزيرا “حزب الله” محمد فنيش وحسين الحاج حسن؟

مصدر مقرب من العماد عون أكد لـ”السياسة” أن تهديد عون جدي ولا رجوع عنه, بعد أن لمس تحايلاً في الموضوع يتمثل بمحاولة إصدار مراسيم بالتمديد في اللحظة الأخيرة, على غرار ما فعله وزير الدفاع سمير مقبل, عندما وقّع على مرسوم التمديد للواء محمد خير, الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع.

وفي هذا السياق, أوضح عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب فادي الأعور في اتصال مع “السياسة”, أن “رئيس تكتل التغيير والإصلاح لم يهدد بسحب وزرائه من الحكومة إذا لم ينتخب رئيساً للجمهورية, بل كان تهديده مرتبطاً بموضوع التعيينات, التي هي من صلاحية الحكومة, أما انتخاب رئيس الجمهورية, فهو منوط بمجلس النواب”, مستغرباً “كيف تقوم الحكومة بتعيين هيئة الرقابة على المصارف ولا تقوم بتعيين بديل من القادة الأمنيين الذين بلغوا سن التقاعد, وتسعى إلى التمديد لهم تحت حجج واهية لا يقرها عقل”. وقال: “التهديدات جدية واحتمال سحب الوزراء التابعين للتكتل وارد جداً”.

وعن القول إن الوضع الأمني لا يحتمل حصول مناقلات وتعيينات في المراكز العسكرية الأولى في المؤسسات الأمنية, رأى أن “هذا الكلام حجة من نوع التكاذب”, مضيفاً: “بالعكس, الوضع الأمني ممتاز, والتعيينات لملء الشغور في المؤسسات العسكرية يجب أن تتم وفق الأصول وبموجب الدستور”. وفي رده على المطالبين بالتمديد, قال: “هناك فريق من السياسيين, وعلى رأسه تيار المستقبل, اعتاد سرقة كل المسائل على الساحة اللبنانية, ووجوده السياسي فاشل تاريخياً, وهذا التيار لم يجلب إلى لبنان سوى الديون والويلات”.

وعن إعادة تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله, أن العماد عون هو المرشح الأقوى على الساحة المسيحية لرئاسة الجمهورية وهو الذي يعيد التوازن إلى البلد, أشار الأعور, إلى أن “كلام نصر الله حقيقي وموضوعي ومنطقي, لأن العماد عون هو الممثل الأول والأقوى على الساحة, ويؤكد التزام الحزب بتأييد العماد عون, وبالتالي فإن ما قاله نصر الله بنظرنا هو من الثوابت ويؤكد متانة التحالف مع حزب الله”.

 

زهرا لـ”السياسة”: “عاصفة الحزم” تسمح بإقامة تفاهمات صلبة بين متكافئين

بيروت – “السياسة”: 29 آذار/15

أكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النيابية النائب أنطوان زهرا لـ”السياسة”, أنه من خلال الكلام الذي قاله الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله, بدا أن هناك واقعية جدية في مقاربة الحدث اليمني وأهميته وتداعياته, أي أنه رغم أن كلام نصر الله كان تحريضياً للشعوب العرب ضد قياداتها واستعادة لمواقفه من المسؤولين العرب في الـ2006, فإنه كانت هناك دعوة إلى الحل السياسي في اليمن وإلى الحرص على الحوار الداخلي في لبنان, وإن تولى كالعادة موقف الدفاع الكامل لتبرير الهيمنة الإيرانية بوصفها “جمعية خيرية” تلبي استغاثة شعوب المنطقة, لافتاً إلى أن نصر الله وفي الوقت الذي أعلن فيه أن العقل السعودي والعربي لا يعترف بالحدود, أعلن أنه يؤمن بولي أمر المسلمين الذي هو مرشد الجمهورية الإيرانية الذي لا يعترف بالكيانات والحدود, أي أنه كان يتحدث الشيء ونقيضه, وإن كنا لا نتوجس كثيراً في التداعيات على الوضع اللبناني لما يجري في اليمن.

وشدد زهرا على أن مصلحة لبنان تكمن في التوازن من التقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران, بحيث إنه لا يمكن الحديث عن تقارب بين من يدعي النصر ويدعي لغيره الهزيمة والاستسلام, فلا يمكن الحوار بين قوي وضعيف ومنتصر ومستسلم, فهذه الصورة التي عممتها إيران وأدواتها الإعلامية والسياسية في الشرق الأوسط على مدى الشهور المنصرمة لم يكن ممكناً أن تؤدي إلى إيجابيات, لأنه كان مطلوباً التسليم بالنفوذ الإيراني في العالم العربي وألا يكون هناك طرف آخر يرسم مصير هذا العالم غير إيران, وبالتالي تصبح التسويات مفروضة من فريق قوي على آخر منهزم. أما اليوم فيمكن القول إن “عاصفة الحزم” تعيد التوازن إلى المشهد الشرق أوسطي والعربي وتسمح بإقامة تفاهمات صلبة, بين متكافئين وليس بين قوي وضعيف إذا حصلت, معرباً عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة الأميركية تستفيد مما يجري في اليمن لزيادة الضغوطات على إيران وتخفيف شروطها من أجل التوصل إلى اتفاق نووي.

ورأى أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان معلق, مشيراً إلى أن كلام نصر الله بأن هناك مرشحاً وحيداً (يعني النائب ميشال عون) فإما أن تنتخبوه أو لا انتخابات, يؤكد ما نفاه وهو أن إيران تعطل الانتخابات بتسليمها الأمر إلى “حزب الله” الذي يتمسك بفرض مرشح وحيد وعدم احترام المعايير الديمقراطية في الانتخابات, لافتاً في المقابل إلى أن الحوار بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” يجري بشكل جيد جداً وقد تم قطع مراحل هامة على صعيد تطبيع العلاقات بين الطرفين, ضمن احترام أصول الاختلاف في الموقف السياسي, وأنه يجري السعي لتوحيد المواقف حيال الكثير من الملفات

 

أنطوان حداد: عاصفة الحزم غيرت قواعد اللعبة الاقليمية

السبت 28 آذار 2015

وطنية - رأى أمين سر "حركة التجدد الديموقراطي" الدكتور انطوان حداد أن "العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن تشكل انعطافة كبرى وتغييرا جذريا في قواعد اللعبة الاقليمية بمعزل عن التطورات والسيناريوهات اللاحقة، فما بعد "عاصفة الحزم" لن يكون ابدا كما قبلها". وقال في تصريح اليوم: "ان هذا التطور يأتي ردا على استعراض القوة الاقليمي غير المسبوق الذي قامت به ايران أخيرا من العراق الى اليمن بالتزامن مع قرب التوقيع على الاتفاق النووي، في محاولة للايحاء أن هذا الاتفاق سيضمن لها بسط نفوذها وتفوقها على كامل المنطقة، وذلك في ظل الانكفاء الاميركي انسجاما مع سياسة الرئيس اوباما التي تقوم على تغليب مبدأ ادارة الصراع عن بعد وعبر القوى الاقليمية والمحلية وبأقل كلفة أميركية".

واوضح أن "عاصفة الحزم اعادت المبادرة الى السعودية التي يبدو انها، وبالتزامن مع تولي الملك سلمان، كيفت سياستها الاقليمية لتتلاءم مع قواعد اللعبة الاميركية الراهنة وباتت تتصرف كلاعب اقليمي اساسي لا تستطيع واشنطن ان تتجاهله بل تجد نفسها مضطرة لتغطية تحركاته". واشار الى ان "انخراط واشنطن في عملية عاصفة الحزم، حتى من دون مشاركة ميدانية مباشرة، ومبادرة السعودية الى تشكيل حلف اسلامي - عربي يمتد بشكل او بآخر من باكستان الى المغرب ومن تركيا الى السودان مرورا بمصر وقطر، قلص هامش التحرك الايراني وخيارات الرد على العملية السعودية الذي بات محصورا عمليا بالساحة اليمنية فحسب. من هنا اهمية مراقبة التطورات الميدانية هناك وقدرة الحوثيين وحلفائهم على الحفاظ على المكاسب الميدانية الواسعة التي اوصلتهم الى مشارف العاصمة الموقتة عدن، في مقابل قدرة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي على الصمود من دون الحاجة الى قوات برية من تحالف "عاصفة العزم"، بانتظار تبلور اطار الحل السياسي الحتمي للأزمة حيث ان السعودية تقول بوضوح انها لا تستهدف الحوثيين بوجودهم بل بتحالفاتهم الاقليمية".

واعرب عن اعتقاده ان "لبنان لن يكون ساحة ساخنة في هذه المرحلة. فرغم رؤية الفريقين المختلفة الى الصراع في المنطقة، ما زال لهما مصلحة مشتركة في ربط النزاع ومتابعة الحوار وتبريد الساحة الداخلية. وهذا ما نلحظه على السواء في خطاب الفريقين، حزب الله وتيار المستقبل، رغم قوة الانحياز الى هذا الطرف الاقليميي او ذاك".

وقال: "إن تأييد النائب وليد جنبلاط للسعودية ليس مفاجئا ولا يؤثر على علاقته بحزب الله لان هذا التأييد، كما موقف الرئيس سعد الحريري، يندرجان في اطار ربط النزاع المتفاهم عليه منذ تشكيل الحكومة الحالية وحتى اشعار آخر اي حتى يحصل تحول نوعي في الازمة السورية". بالنسبة الى موقف "النأي بالنفس" الذي اتخذه لبنان في اجتماع الجامعة العربية، اشار حداد الى ان "الدول العربية تتفهم وضع لبنان الذي تحكمه حكومة ائتلافية، والوزير جبران باسيل صاغ هذا الموقف بالتنسيق مع رئيس الحكومة تمام سلام الذي يتوقع ان يكون له الموقف نفسه خلال القمة العربية الحالية في شرم الشيخ". واكد ان "شهادة الرئيس فؤاد السنيورة امام المحكمة الدولية فيما يتعلق بما اسر له الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن حصول محاولات متكررة لاغتياله، هذه الشهادة تتمتع بمصداقية عالية نظرا لمكانة الرجل المحلية والدولية وللعلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بالرئيس رفيق الحريري، كما ان السنيورة رفض توجيه الاتهام المباشر الى حزب الله رغم محاولات فريق الدفاع استدراجه الى ذلك او الى الادلاء بمعلومات متناقضة لضرب مصداقيته".

 

“النصرة” وحلفاؤها يسيطرون بشكل كامل على مدينة ادلب

دمشق – أ ف ب:29 آذار/15

سيطرت “جبهة النصرة” وحلفاؤها, أمس, بالكامل على مدينة ادلب الستراتيجية شمال غرب سورية والحدودية مع تركيا لتكون ثاني مدينة تخرج عن سيطرة النظام الرئيس بشار الأسد بعد مدينة الرقة بالشمال, معقل تنظيم “داعش”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان “سيطرت حركة أحرار الشام الاسلامية ومقاتلو جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وتنظيم جند الأقصى وفصائل اسلامية أخرى, على مدينة إدلب بشكل شبه كامل, عقب اشتباكات عنيفة استمرت لنحو خمسة أيام, مع قوات النظام والمسلحين الموالين له”.

كما اعلنت الجبهة على حسابها في موقع “تويتر” للتواصل الإجتماعي, عن “تحرير” المدينة, حيث اضطرت القوات السورية النظامية الى التراجع أمام تقدم مقاتلي المعارضة.

وبثت الجبهة صورا على موقعها تظهر مقاتليها أمام مبنى المحافظة ومجلس المدينة والسجن البلدي ومخفرا للشرطة في المدينة.

بدورها, بثت القناة التابعة لـ”جبهة النصرة” أشرطة فيديو على موقع “يوتيوب”, تظهر مقاتلين لها يمزقون ويدوسون صورا للرئيس بشار الاسد في شارع قالت إنه داخل ادلب.

ويظهر شريط آخر مقاتلين ومدنيين يعبرون عن فرحتهم هاتفين “الله اكبر”.

وقبل ساعات, أقر مصدر أمني سوري بأن “مجموعات ارهابية تسللت الى اطراف” المدينة.

وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن, إلى وجود “مجموعة من عناصر النظام الذين لا يزالون يقاتلون في المربع الأمني للمدينة لكنهم لن يتمكنوا من تغيير الوضع الميداني”.

وأضاف إن السيطرة السريعة على المدينة تعود إلى أنه على رغم من شن النظام 150 غارة على المدينة خلال الأيام الأربعة الماضية, فإن “ألفي مقاتل شنوا هجومهم من جميع الأطراف على متن 40 حاملة جنود”.

وأشار, من جهة اخرى, إلى أن النظام استبق الهزيمة “حيث بدأ, منذ أسبوعين, بنقل المكاتب الادارية لمدينة ادلب الى مدينة جسر الشغور”.

وأكد أن عددا كبيراً من سكان المدينة فروا منها لكن عددا كبيراً أيضا اضطروا الى البقاء فيها من دون أن يحدد عدد هؤلاء.

وأضاف إن الاشتباكات أسفرت منذ فجر أمس, “عن أسر وقتل عدد من عناصر قوات النظام, إضافة إلى مصرع سبعة مقاتلين على الأقل, من الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة”, وبذلك تصل الحصيلة الى 130 قتيلا من الطرفين منذ بدء الهجوم الثلاثاء الماضي.

وبسيطرتها على مدينة ادلب باتت “جبهة النصرة” تسيطر على معظم محافظة ادلب الحدودية مع تركيا, باستثناء جسر الشغور واريحا التي لا تزال, بالاضافة الى مطار أبو الضهور العسكرية وقواعد عسكرية اخرى, في ايدي قوات النظام.

وتعد مدينة إدلب, التي يناهز عدد سكانها المئتي ألف نسمة قبل اندلاع النزاع السوري منذ أربعة أعوام, لكنه تضخم جدا بسبب تدفق النازحين من مناطق أخرى إليها, ثاني مركز محافظة يخرج عن سيطرة قوات النظام بعد مدينة الرقة التي خرجت عن سيطرتها قبل نحو عامين.

وفي هذا الإطار, قال خبراء إن “جبهة النصرة” تسعى الى اقامة كيان خاص بها مواز لـ”الخلافة” التي أعلنها تنظيم “داعش” في مناطق أخرى في شمال وشرق سورية وشمال وغرب العراق.

 

كبارة: ما قاله نصرالله عن السعودية لا قيمة له ولا يستحق ردا

السبت 28 آذار 2015

وطنية - سأل النائب محمد كبارة في بيان اليوم: "هل يصدق السيد حسن نصرالله ما قاله هو في كلمته المتلفزة التي حدد موعدها من دون مناسبة؟ لو كان نصرالله يلقي كلمته على الأموات في المدافن، لخرجوا من قبورهم وهتفوا "هذا كذب، هذا إفتراء". فعلا هل يصدق نصرالله الكلام الذي قاله؟" أضاف: "معك حق يا سيد حسن، إيران لم تضطهد الشعب العراقي، بل قتلته يا سيد حسن. وإيران لم تضطهد الشعب السوري، بل قتلته يا سيد حسن، وقتلته معها. إيران، يا سيد حسن، لم تضطهد الشعب اللبناني بل قتلته وأنت معها في بيروت وعبرا وطرابلس والبقاع وعرسال وفي كل مكان. إيران لا تحتل لبنان ولا سوريا ولا العراق، بل اللبنانيون والسوريون والعراقيون يحبون إيران ويحترمون إيران، بحسب زعمك. بربك، هل تصدق كلامك هذا يا سيد حسن؟" وتابع: "الحوثيون في اليمن ملائكة، لم يتعرضوا لأحد ولم يقتلوا أحدا ولم ينقلبوا على النظام وما حاصروا الرئيس عبد ربه منصور هادي في العاصمة صنعاء التي ما احتلوها ولا قتلوا أهلها. نحن لا نصدق كلامك يا سيد حسن ولكن بالله عليك أتصدق أنت ما قلته؟ أما المملكة العربية السعودية فما قلته عنها يا سيد حسن لا قيمة له ولا يستحق ردا ولا تعليقا، إذ بدا واضحا أنه أولى نتائج الحزم مع من لا يفقه الحكمة القائلة: "إحذروا غضب الحليم". وختم: "إستخفيتم بالحلم فجاءكم الحزم. "ويمدهم في طغيانهم يعمهون". (البقرة-15) تعمهون، يا سيد حسن، أنتم تعمهون".

 

الأحدب: على حزب الله عدم توريطنا بخطابات عالية السقف

السبت 28 آذار 2015

وطنية - رأى رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب أن "الأحداث الأخيرة أثبتت أن الاتفاق النووي شيء والتسليم بالنفوذ الإيراني داخل الدول العربية شيء أخر، فمن الطبيعي للمملكة العربية السعودية أن تستعين بأمريكا، هذا إن استعانت، كما استعان بها قاسم سليماني في تكريت عندما فشل في اقتحامها". وقال في بيان اليوم: "إن الإجماع العربي والإسلامي والقرارات الجريئة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، طمأنت الرأي العام العربي، لأنه أصبح من الضروري وضع حد لسياسة التمدد التي تنتهجها إيران في الدول العربية، وهي سياسة التدخل المبطن عبر دعم وتسليح فصيل سياسي داخل الدولة ليصبح أقوى منها ويسيطر عليها، من خلال فرض حوارات بين قوى غير متكافئة، تكرس بالسلاح هيمنة فريق على آخر يتم استضعافه ليشرعن سيطرتهم، وذلك بإقرار مسؤوليها الذين يتباهون بالسيطرة على أربع عواصم عربية، ويعلنون قيام إمبراطورية عاصمتها بغداد". وتابع: "مشكورة ايران على تعاطفها مع القضية الفلسطينية، إلا أن ذلك لا يبرر لها وضع اليد على الدول العربية والسيطرة على مؤسساتها السياسية والعسكرية. وقد تبين في ما بعد أن المقاومة في لبنان والتي فقدت عذريتها عندما شاركت النظام السوري في قمع وقتل الشعب السوري تحت ذريعة الممانعة ومحاربة التكفير، كانت على تنسيق تام مع الولايات المتحدة الأمريكية على المستويات كافة". وختم: "نتمنى على الإخوة في حزب الله عدم توريط اللبنانيين بمزيد من المشاكل وضرب مصالحهم في الدول العربية، بخطابات ذات سقف عال كلما استفزت إيران من المملكة العربية السعودية".

 

الحوت: لا انتخابات رئاسية في المدى القريب وحزب الله ليس مقتنعا بعون

السبت 28 آذار 2015

وطنية - رأى النائب في "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت، في حديث عبر إذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"، أن "لا انتخابات رئاسية في المدى القريب، وتحديدا قبل العام 2016"، معتبرا أن الإستحقاق "لا يزال ورقة تفاوضية".

وقال: "ان حزب الله ليس مقتنعا بعون رئيسا للجمهورية، لكنه يكسب الوقت للمماطلة عبر الإصرار عليه".

وأعلن أنه "مع التمديد للقيادات الأمنية لفعل الضرورة إذ لا يمكن ترك البلد دون قيادات".

واعتبر أن "إفادة السنيورة أمام المحكمة الدولية كانت موجودة أثناء التحقيقات الأولية وليست جديدة ولن تطيح بالحوار".

وعن الموازنة قال انها "تقر في مجلس الوزراء، لكن الأهم أن تقر في المجلس النيابي، مشددا على أن "السلسلة مرتبطة بالموازنة ويجب التفكير بكيفية إعطاء هذا الحق للمواطن". أضاف: "الجماعة الإسلامية كغيرها من الكتل ترفض التشريع إلا في حال الضرورة، ولا يزال هناك خلاف حول تشريع الضرورة".

وحذر من "خطورة التمدد الزائد لإيران الذي يشكل خطرا على جميع الدول"، مستبعدا "امتداد المواجهة العسكرية إلى لبنان". وأشار إلى أن "الجميع يقدر موقع لبنان الذي لا يخوله أن يكون مع أي طرف من المحاور". وأكد على "أهمية عاصفة الحزم في إيقاف التمدد الإيراني، فهي لم تشكل أساسا لعودة لم الشمل العربي بل هي حالة طبيعية منتظرة".

واعتبر أن "أي موقف يصدر عن الرئيس نبيه بري له حساباته الخاصة، لكنه لم يكن يوما على انقطاع مع المملكة السعودية ولم يضع نفسه في محور ولاية الفقيه. وان دور بري ضروري ومفيد لحزب الله لأنه يؤمن له الخروج من الأزمات".

واستبعد أي عمل عسكري في لبنان "لأن حزب الله عانى من عزلة جراء دخوله الحرب في سوريا ولم يعد مستعدا للعودة إلى هذه العزلة"، مؤكدا على "استمرار الحوار الداخلي لأنه قرار إقليمي وليس محليا، كما أنه يخفف الإحتقان".

واستغرب كلام الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله عن تدخل السعودية في اليمن "وهو الذي قاتل ضد الشعب السوري". وقال: "هناك معاهدة الدفاع العربي المشترك وما حصل في اليمن هو تطبيق لهذه المعاهدة بطلب من الرئيس اليمني".

وحول تدخل "حزب الله" في الحرب السورية، شدد على أن "الشباب الذي يذهب للقتال في سوريا هو لبناني ويجب الحفاظ عليه"، معتبرا أنه "زُج في المعركة". أضاف "ان دور الشباب هو في بناء لبنان وليس في الذهاب للدفاع عن النظام في سوريا والموت دفاعا عن غير الوطن".

وختم: "الجيش اللبناني قادر على القيام بدوره إذا أمن له الغطاء السياسي. ويجب تفعيل دور المجتمع المدني للخروج من المشاكل السياسية، فالمجتمع المدني لا يمارس دوره الفعلي اليوم".

 

الراعي في قداس يوبيل القديسة تريزا الأفيلية: الحوار الحقيقي لا يحتاج إلى وساطة ووسيط بل يحصل بالمواجهة الشخصية

السبت 28 آذار 2015

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا لمناسبة المئوية الخامسة لولادة القديسة تريزا الافيلية، على مذبح الكنيسة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه الرئيس الاقليمي للاباء الكرملين الاب مخول فرحا والاباء: عبود عبود، ايلي برمو، وريمون عبدو، بمشاركة لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والرهبان والراهبات، وحضر القداس النائب هادي حبيش، الوزير السابق فوزي حبيش، سفيرة اسبانيا وحشود من الفاعليات والمؤمنين.

في بداية القداس، ألقى الأب فرحا كلمة قال فيها: "عشية دخول الكنيسة في اسبوع الالام، سيدخل غدا سيدنا يسوع المسيح الى اورشليم، على اصوات "التهليل والهوشعنا، للاتي باسم الرب"، وفي هذا اليوم المبارك ايضا، تحتفل الرهبانية الكرملية في العالم، بعيد المئوية الخامسة لولادة القديسة تريزا ليسوع الأفيلية".

أضاف: "ان القديسة تريزا ليسوع هي امرأة افيلية، كرملية، صوفية، وانسانية، وهي تأملية وعملية، وكاتبة عصامية، وقديسة ومعلمة وأم روحية منفتحة على الصداقة وعلى الشراكة مع الاخرين. تألت تريزا كثيرا في معنى حياتها والريشة في يدها، في ايام الصراعات والمعاكسات والازمات. لكن من دون ان تحيد عن وجهتها الوحيدة، المتماهية مع دعوتها الرهبانية: انها لمنة عظيمة ان تكون راهبة. ولكن ليس من دون علم ولا حياة صالحة". ولم تدرك معنى وجودها الا في مرحلة نضوجها، وجعلته متماهيا مع اختبارها الصوفي ورسالتها النبوية".

وختم "لندع كلمة الله فينا جميعا، ونحن نحتفل في ذبيحة الشكر هذه، كما فعلها بواسطة الروح القدس، في نفس تريزا ليسوع الافيلية، وقدمت لنا اختبارها الروحي للصلاة والتأمل في كتاباتها، كذخيرة حية لكل نفس تفتش عن اللقاء بالله، مصدر كل خير، لمن يحيا معه ولاجله. والله وحده يكفي".

الراعي

وألقى الراعي عظة بعنوان "الماء الذي أعطيه أنا، يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية" (يو4: 14)، استهلها بالقول: "الرب يسوع على بئر يعقوب عطشان جسديا إلى ماء، ولكنه عطشان روحيا ليروي ظمأ المرأة السامرية والسامريين بمائه الإلهي الذي من يشرب منه، يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية" (يو4: 14). القديسة تريزا ليسوع الأفيلية شربت من هذا الماء الإلهي فتفجر فيها معينا روت منه رهبانيتها الكرملية بالإصلاح الرهباني الكبير، وروت بالروحانية أبناء الكنيسة وبناتها ومؤسساتها، على مدى خمسماية سنة، وما زالت. فكانت كوكبة من القديسين والقديسات الكرمليين".

أضاف "يسعدنا أن نحتفل، مع الأسرة الكرملية، بهذه الليتورجيا الإلهية، احتفاء باليوبيل المئوي الخامس لميلاد القديسة تريزا الأفيلية في 28 أذار 1515. بعد الاستعداد الروحي له في الأديار، الرجالية والنسائية، لمدة خمس سنوات، من سنة 2009 إلى 2015. فغرفتم، أيها الكرمليون والكرمليات، الروحانية من كتابات القديسة تريزا، سنة بعد سنة. وكانت الغاية من التحضير، على المستوى الشخصي والجماعي، تجديد الاتصال بينكم وبين أمكم القديسة تريزا، قبل أن تكون تنظيم احتفالات ليتورجية وثقافية ومبادرات روحية وراعوية، كما كتب رئيسكم العام في حينه".

وتابع "فإننا نهنئكم بهذا اليوبيل وبالثمار الروحية التي أفيضت عليكم، رهبانا وراهبات وكرمليين علمانيين، وعلى الكنيسة. ونحيي كل الجماعات في أدياركم ومؤسساتكم، وبخاصة في لبنان وسوريا ومصر. ونحمل في صلاتنا الراهبات الكرمليات التأمليات المحصنات في كل من دير كرمل والدة الإله والوحدة في حريصا، ودير كرمل والدة الإله والقديس يوسف في كفرمسحون، ودير جبل الكرمل في الأراضي المقدسة، ودير كرمل سيدة سوريا في حلب. إن الكنيسة في هذا المشرق تتكل على صلاتكم وشهادة حياتكم، وبالأخص على صلاة المتوحدات وإماتاتهن وتقشفاتهن في الأديار".

وأردف "أعطيني لأشرب"(يو4: 7). بهذا الطلب بدأ الرب يسوع حواره المحيي مع السامرية. فهو العطشان يلتمس ماء منها ليشرب، وهي ترفض لأن الشريعة والعادات تمنع التخالط بين اليهود والسامريين. هذا هو "الحرف الذي يقتل". أما يسوع فتخطى الرفض وتفهم المرأة، لكنه عرض عليها بالمقابل "الماء الذي إذا شرب منه أحد لن يعطش ثانية"(يو4: 13). وفي الواقع شربت منه وراحت تخبر أهل السامرة عن هذا "النبي" الذي يعرف كل مجرى حياتها المنحرفة، وهي "العطشانة" إلى الماء الإلهي ليغسلها من خطاياها، ويروي عقلها وقلبها. وبفضل شهادتها آمن بالمسيح الكثيرون من أهل السامرة".

واعتبر أن "هذا هو الحوار الحقيقي مع المسيح على المستوى الروحي، وبين الناس على المستوى الاجتماعي. إنه حوار من دون أفكار مسبقة، ومن دون التمسك برأي أو رؤية، مع الاستعداد لقبول الرفض والمعاكسة وإيجاد مخرج آخر أفضل. والحوار الحقيقي هو الذي لا يحتاج إلى وساطة ووسيط، بل يحصل بالمواجهة الشخصية واللقاء والاتصال وجها لوجه، ما يدل على حرية الإرادة والعقل والقلب. الحوار الحقيقي ينبع من الحب في القلب، الذي يرغب في الوصول إلى الحقيقة التي تجمع".

ورأى أن "القديسة تريزا دافيلا دخلت في مثل هذا الحوار الشخصي العميق الصافي بينها وبين المسيح، عبر الصلاة والتأمل النابعين من قلب يحب. وهي القائلة: لا تقوم الصلاة على كثرة التفكير، بل على وفرة الحب" (كتاب المنازل 4، 1، 7). "والصلاة نهل من الله وسكب على النفوس" (كتاب الأعمال الكاملة). وتعلمنا أن الحوار مع المسيح يبدأ بمبادرة منه، وهو يحييه ويوجهه، كما فعل مع المرأة السامرية، لكنه ينتظر منا فقط نظرة إليه (كتاب طريق الكمال، 25، 3). وكأننا بهذه النظرة نقول له بدورنا: "أعطني لأشرب" (يو4: 7). في كل ظرف صعب أو في أي حيرة وتردد، إذا نظرنا إلى يسوع، إذا قلنا له "أعطني لأشرب"، وجدناه حاضرا، لأنه لهذه الغاية أتى إلى العالم. فهو ليس بعيدا عن كل واحد وواحدة منا. وتقول قديستنا "إنه جالس على عرش قلوبنا، وهو عرش كثير الثمن" (كتاب طريق الكمال، 28، 9)".

ودعا الحضور "فلنتذكر تريزا عندما فقدت أمها، وهي في الثالثة عشرة من عمرها، وأحست بالضياع، كيف لجأت إلى السيدة العذراء ووقفت أمام تمثالها تصلي بدموع حارة، طالبة أن تكون هي أمها. ولنتذكرها عندما مرضت، بعد أن فقدت أعمال التقوى، كيف أنها رجعت تطالع الكتب الروحية، فنمت في قلبها رغبات قوية في القداسة والتكرس لله، ودخلت دير التجسد للراهبات الكرمليات بعمر عشرين سنة. وكان حوار المسيح معها لم ينته. وفي الواقع لن ينتهي مع أحد. وتتوالى الظروف من أجل هذه الغاية. تمرض تريزا من جديد مرضا خطيرا، ما اضطرها للخروج من دير التجسد للمعالجة. فعادت تتعمق في الشؤون الروحية، وتعلمت ممارسة التأمل الذي أفهمها ما يحدث في داخلها من رغبات وصراعات. فكان مرضها مناسبة لتبدأ مسيرة ارتداد روحي سيقودها إلى قمة الاختبار الصوفي".

وقال: "في مرحلة ثالثة حاسمة، بعد عشر سنوات متأرجحة بين الحرارة والفتور حدث التحول الجذري في حياتها، عندما وقفت بكل وجدانها أمام تمثال المسيح المصلوب المثخن جراحا، وهي بعمر تسع وثلاثين سنة. حصلت يومها من المسيح على نعمة الأمانة الكاملة له، وقرار عدم الإساءة إليه أبدا. عاشت تريزا في تلك المرحلة غمرة من الاختبارات الروحية السرية والصوفية، جعلتها تشعر أن الله يقود حياتها حقا ويجددها، وأنه حاضر في حياتها بشكل لا يقبل الشك".

أضاف "الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية" (يو4: 14) هذا الماء هو روح المسيح لحياتنا الأبدية، الروح القدس الذي يروي طبيعتنا البشرية الضعيفة (فم الذهب وكيرلس الاسكندري). ماء المسيح هو الإنجيل، قدرة الله الفاعلة، والذي فيه كلام الحياة يغذي العقول والقلوب، ويحرر الإرادات، وينقي الضمائر. وهو الكلمة الذي صار جسدا وذبيحة فداء ووليمة إلهية للنفوس".

وتابع "المرأة السامرية ارتوت من هذا الماء فتفجر فيها معين ماء. "تركت جرتها عند البئر"، ومضت إلى المدينة تحمل نعمة لا ماء. تلك التي أتت إلى البئر خاطئة، عادت إلى المدينة مبشرة. تركت جرتها ومضت حاملة ملء المسيح. عادت إلى المدينة من غير ماء، لكنها عادت بنبع الخلاص. في الواقع عندما نادت المرأة أهل السامرة: "هلموا انظروا رجلا قال لي كل ما فعلت! فلعله المسيح! خرجوا من المدينة وأقبلوا إليه... فآمن به عدد كبير جدا من السامريين...وطلبوا إليه أن يقيم معهم. فأقام هناك يومين"(يو 4: 29 و39و40-41). هكذا كسر يسوع الحاجز الذي كان قد أقيم بين اليهود والسامريين، والذي كان في الأساس سبب رفض المرأة إعطاء يسوع ليشرب. وهو يدعونا لنكسر بدورنا كل الحواجز العائلية والاجتماعية والسياسية التي نقيمها نحن، أو نرثها من غيرنا، لكي نكون مسيحيين حقا".

وأردف "والقديسة تريزا دافيلا عندما شربت من ماء المسيح، تفجر فيها معين ماء ارتوى منه الكثيرون. فحملت راية الإصلاح الكرملي سنة 1562، واشتهرت بأنها "معلمة الصلاة والتأمل، وأم الروحانيين"، وأصبحت المؤسسة للأديار، والملهمة لنوع جديد من الحياة الرهبانية، رجالا ونساء، والكاتبة الكبيرة، حتى أعلنها الطوباوي البابا بولس السادس "معلمة الكنيسة"، سنة 1970. أجل لقد روت منذ خمسماية سنة وما زالت تروي الأجيال الرهبانية والمسيحية بكتاباتها الصوفية كتبا روحانية رفيعة للغاية، ضمنتها اختباراتها الروحية العميقة مع المسيح، وتقارير ورسائل وأشعارا، نقلت كلها إلى اللغة العربية ونشرت في مجلد واحد بعنوان "القديسة تريزا الأفيلية: الأعمال الكاملة" بفضل رهبانية الآباء الكرمليين في لبنان، مشكورين".

وختم "هذه كلها مدرسة القديسة تريزا دافيلا، "معلمة الكنيسة" و"ابنة الكنيسة". وهذا هو معين الماء الحي الذي جرى من عمق قلبها وفكرها، بفضل ارتوائها من كلام الله، وتناولها جسد المسيح ودمه، وامتلائها من الروح القدس، وانخطافها الروحي في الصلاة والتأمل، واختباراتها الصوفية السامية. إننا ننظر إليها كمرآة تعكس وجه النفوس النقية والمنقاة بنور وجه المسيح، لكي نحن بدورنا، نسلك الطريق الملوكي الذي شقته لنا ومشته قبلنا، لمجد وتسبيح الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

 

الضربات الجوية يمكن أن تستمر ستة أشهر وتوقعات بأعمال إرهابية إيرانية في الخليج

خمسة آلاف إيراني وعناصر من “حزب الله” وميليشيات عراقية في اليمن

عواصم – ا ف ب, رويترز: 29 آذار/15

كشف مسؤولون ديبلوماسيون من الخليج ان الحملة العسكرية الجوية التي يشنها التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن يمكن ان تستمر لفترة تصل الى ستة أشهر, وقالوا إنهم يتوقعون ردودا ايرانية بشكل أعمال لزعزعة الاستقرار.

وفي بادئ الأمر, كانت السعودية وحلفاؤها يراهنون على حملة جوية تستمر شهراً لكن “ذلك يمكن ان يستمر خمسة الى ستة اشهر”, كما قال مسؤول خليجي, مشيداً بنتائج الغارات التي اطلقت منذ الخميس الماضي وأتاحت تدمير 21 صاروخ سكود.

وندد ب¯”الدعم اللوجستي والعسكري” الذي تقدمه طهران للحوثيين قائلا انه بحسب التقديرات “هناك خمسة آلاف ايراني وعناصر من حزب الله (اللبناني) وميليشيات عراقية (موالية لطهران) على الارض في اليمن”.

وقال ديبلوماسيون في الخليج ان السعودية وحلفاءها قرروا الرد ضد الحوثيين حين أظهرت صور الاقمار الاصطناعية في نهاية يناير الماضي تحريك صواريخ “سكود” نحو الحدود السعودية, مع قدرة يمكنها ان تبلغ الاراضي السعودية.

وقال هؤلاء المسؤولون انهم يتوقعون مع بدء الحملة الجوية التي أطلقتها السعودية وحلفاؤها, “رد فعل ايرانيا” ليس على شكل عملية عسكرية وإنما للدفاع عن الحوثيين لكن أيضا بشكل أعمال تزعزع الاستقرار.

وقال احدهم ان “الايرانيين سيردون عبر أعمال إرهابية في الخليج”, مشيراً خصوصاً الى البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية, ويحتمل “عواصم” خليجية أخرى.

في سياق متصل, اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه لا يمكن لإيران ان تقدم نفسها على انها “قوة سلام” لا تنوي على الاطلاق صنع قنبلة ذرية, وتقدم في الوقت نفسه الدعم لتمرد الحوثيين في اليمن.

وقال فابيوس في مقابلة مع قناة “فرانس 24 الفرنسية “ان المواضيع (المعارك في اليمن والمفاوضات بشأن النووي الايراني) منفصلة من حيث المبدأ. الا أنه من الملاحظ ان ايران تعلن من جهة انها قوة سلام, ونرى من جهة ثانية ما يحصل في اليمن”.

واضاف: “نرى انه من غير المشروع ان تقدم ايران هذا الدعم (للحوثيين) في حين ان هناك رئيسا قائما لا يمكن طرده بهذه الطريقة”, مشيراً إلى أنه “من الممكن ان يصل كل ذلك الى مجلس الامن, لذلك نقول انه لا بد من اعادة الرئيس الشرعي, واجراء محادثات للتوصل الى حل”.

من جهته, أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان بلاده ستقدم مساعدة تقنية الى السعودية في تدخلها العسكري في اليمن في اطار العلاقات العسكرية الوثيقة بين البلدين.

وقال هاموند للصحافيين في واشنطن ان بلاده تدعم عملية التحالف الاقليمي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين, و”سنقدم كل ما يمكننا لعملية السعوديين ومجلس التعاون الخليجي, لكننا لن نشارك في عمل عسكري”.

ورداً على سؤال عن طبيعة المساعدة, أجاب “مساعدة سياسية بالتأكيد, مساعدة لوجستية وتقنية”, مضيفاً ان “صلات قوية تربط بريطانيا بالقوات الجوية السعودية. إننا ندرب طياري هذه القوات وقسم كبير منهم مزود طائرات بريطانية من طراز تورنادو وتايفون مع ذخائر بريطانية”.

وعن موقف بلاده من العملية العسكرية, قال هاموند ان “الموقف البريطاني يتطابق عموماً مع الموقف الاميركي: نحن نؤيد العملية السعودية لأنها عملية شرعية تجري باسم الحكومة الشرعية لليمن. ان الايرانيين دعموا الحوثيين بوضوح”.

لكنه اعتبر أن “الحوثيين ليسوا فعلا ايرانيين بالوكالة على غرار “حزب الله” الشيعي اللبناني”, لافتا الى ان “الحوثيين هم شعب في ذاته”.

وأضاف: “لا نستطيع أن نكون متساهلين حيال العلاقة بين الحوثيين وايران, لكن من الخطأ القول على الارجح أن ايران تسيطر تماما على الحوثيين في الوقت الراهن”.

وأكد أن “السعوديين قلقون للغاية من فكرة نظام مدعوم من ايران في اليمن… لا يمكنهم قبول فكرة أن يسيطر نظام مدعوم من ايران على اليمن ولهذا شعروا أن عليهم التدخل بتلك الطريقة”.

 

الملك سلمان.. يد للسلم وأخرى للحزم

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/29 آذار/15

«في الوقت الذي لم نكن نتمنى اللجوء لهذا القرار (عاصفة الحزم) فإننا نؤكد أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره»، هكذا أعلنها واختصرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمته أمام القمة العربية، أمس، وهي سياسة السعودية منذ تأسيسها على يد الراحل الملك عبد العزيز، فهي ليست دولة حرب ولا تسعى لها، وخيارها كان ولا يزال السلام. أما وميليشيا الحوثي «تمضي قدما بعدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية، وتهديد أمن المنطقة»، كما قال العاهل السعودي، فلم يكن هناك بد من اتخاذ قرار الحرب على المعتدين، ولكن السعودية في الوقت نفسه تفتح للحوثيين باب العودة عن عدوانهم، وإغلاق باب الحرب بأيديهم. أهداف «عاصفة الحزم»: إيقاف العدوان الحوثي واحتلاله للعاصمة صنعاء، وتعطيله لاستكمال المبادرة الخليجية التي اتفق عليها الفرقاء اليمنيون، ثم استبدل الحوثيون بهذه المبادرة، اتفاق ما يسمى «السلم والشراكة»، ومتى ما تحققت هذه الأهداف فستتوقف الضربة العسكرية ضد الحوثيين وحلفائهم، بإمكانهم إيقافها اليوم أو غدا أو بعد أسبوع. من يتخيل: خصمك في الحرب يعطيك الفرصة لإيقافها في أي وقت تشاء وهو الطرف الأقوى، ومع ذلك تصرّ على استمرارها يوما بعد يوم. في النهاية ستتوقف الحرب بعد أن تحقق أهدافها السابقة، وبعدما تكون قوة الحوثيين التي استقووا بها على الشعب اليمني قد دُكت، وحصونهم دمّرت، ولن يعود معهم ما يملكونه من قوة يفرضون بها هيمنتهم مجددا. سيذكر اليمنيون، والعرب، أن التحالف العربي الدولي الذي تقوده السعودية، لم ينقذ اليمن فحسب، بل أنقذ الجزيرة العربية والمنطقة من تمدد إيراني، اتخذ النفس الطائفي وسيلة لزعزعة استقرار شعوبها.

لقد عاش أهل الخليج واليمن، سنتهم وشيعتهم، عقودا في سلام ووئام، ولم يعرفوا تنامي المنسوب الطائفي إلا بعد وصول الخميني للحكم في بلاده، نظام طهران عاما بعد الآخر يزداد غيّا بتدخله في شؤون الدول العربية بشكل مباشر، مستغلا خلاياه، المستيقظة منها والنائمة، بشكل فجّ وواضح، وإلا من يصدق أن اليمن الذي عاش الزيدية والشافعية أزمانا وأزمانا من التعايش غير المسبوق، يصحو واجدًا من يتحدث بطائفية، ويحارب بها، ويستقوي على الآخرين باسمها. ليست المشكلة بين السنة والشيعة، بل في من أيقظ الفتنة بينهما. فتش عن إيران تجدها أساس كل بلاء ومصيبة وفتنة. إن الرياض وهي تنجح في حشد هذا الإجماع العالمي تأييدا لـ«عاصفة الحزم»، لا تستغل الحرب ولا ترغب في الاستفادة منها، ولولا ما تحمله دول العالم من احترام وتقدير وثقة في السياسة السعودية لما أيدتها بهذه الدرجة غير المسبوقة. إن دول العالم تعي أن الرياض ترغب فقط في عودة الاستقرار لليمن، لا أقل من ذلك. لا تدخل في شؤون اليمن، ولا تحقيق مآرب أخرى. يقول الملك سلمان: «نأمل الاستماع لصوت العقل، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني، والتوقف عن الترويج للطائفية». هل يستمع الحوثيون لصوت العقل؟ هل يستمرون في استقوائهم بإيران؟ هل يتوقفون عن الترويج للطائفية؟ الكرة في ملعب الحوثيين بالاستسلام وايقاف الحرب ضدهم.

 

عاصفة الحزم» إنقاذ لليمن.. وبداية جديدة للمنطقة

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/29 آذار/15

كان لا بد من الحسم مع من لا يفهم سوى القوة، ولا يحترم عهودا ومواثيق، ولا يرى الحوار سوى غلالة رقيقة الغاية منها المناورة بهدف كسب الوقت.

لقد جعل الحوثيون، ومَن يحركهم من الخارج ويحالفهم ويتستر بهم في الداخل، من عبارة «مُخرجات الحوار الوطني»، نكتة سمجة.. عند كثرة من إخوتنا في اليمن، ومعظم المهتمين بالشأن اليمني على امتداد الوطن العربي الكبير.

وبمرور الوقت، ومع حرص دول مجلس التعاون الخليجي على إعطاء التسويات السلمية الفرصة تلو الفرصة، ولدى النظر إلى حالتي الانقسام والعجز العربي إزاء محنة سوريا، تولّد عند الحوثيين وأصحاب المخطط الإقليمي الذي يخدمه الحوثيون، صلفٌ فظيعٌ انعكس في تصريحات إيرانية لا يمكن أن تصدر عن ساسة عقلاء.

وكما هو معروف، تجلى هذا الصلف الإيراني بالتباهي صراحة بالهيمنة على أربع عواصم عربية، وتجوال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» علانية بين جبهات الأنبار ونينوى وصلاح الدين بغرب العراق وجبهات القتال السورية وكأنه في بيته وبين جنوده... ثم قول علي يونسي، مستشار الرئيس حسن روحاني، إن بغداد عادت عاصمة للإمبراطورية الإيرانية العائدة والمتمددة. وكان طبيعيا أن ينحدر هذا الصلف نزولا إلى أن يغدو جزءا من خُطب كل أتباع طهران وممارساتهم في كل الأقطار العربية الساقطة، أو المهددة بالسقوط، تحت هيمنتها.

في العراق، أخذت تتكشف ليس فقط حقيقة ممارسات «فيلق بدر» وقائده هادي العامري.. بل أيضا ممارسات «الحشد الشعبي» الذي يظهر الآن على حقيقته أي «ميليشيا مذهبية» لا تصلح في الظروف الراهنة نواة لـ«حرس وطني» يُعيد اللحمة الوطنية إلى العراق. وللعلم، إعادة اللحمة الوطنية هي الخطوة الضرورية لنهوض العراق وعودته وطنا سليما لجميع مكوناته، ومن ثَم، كسب الحرب على الإرهاب بعد إزالة مرارة الغبن والتهميش في جانب، وإنهاء الغطرسة والتبعية للخارج في الجانب المقابل.

وفي اليمن، غدت إطلالات عبد الملك الحوثي نسخا طبق الأصل لإطلالات السيد حسن نصر الله أمين عام «حزب الله» في لبنان شكلا ومضمونا. وتبَيّن تماما كيف طبّق الفريقان التابعان لمرجعية واحدة «السيناريو» نفسه، ولا سيما ادعاء الحرص على الحوار والتعايش، مقابل الاستقواء بالسلاح تحت ذريعة التصدّي لـ«التكفيريين»: «حزب الله»، و«القاعدة» (الحوثي)، وهي الذريعة المركزية في استراتيجية طهران في استدراج عروض التطبيع الإقليمي مع واشنطن. والملاحظ أن هذا «السيناريو» يطبّق بصورة مماثلة في الساحتين العراقية والسورية.

غير أن العنصر الذي عجّل باتخاذ قرار «عاصفة الحزم» هو انفضاح الدور الخطير للرئيس السابق علي عبد الله صالح المنخرط في لعبة تدمير كاملة لليمن تقوم على تحالفات تكتيكية وتبادل منافع ولو على حساب وحدة البلاد واستعادة استقرارها. وهنا كان الهجوم على تعز، بالذات، مؤشرا خطيرا للغاية، ناهيك من القصف الجوي لمقر الرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن والزحف على لحج والضالع والسيطرة على قاعدة العند القريبة من عدن. ولقد زاد من خطورة «انقلاب» صالح تلاقيه – ولو بصورة غير مباشرة – مع «استثمارات» طهران المُزمنة في قوى جنوبية عائلية تقليدية وحزبية راديكالية.. مما وفّر للتحالف التكتيكي بين الحوثيين وصالح امتدادا مفيدا و«قنبلة موقوتة» في الجنوب، كان من الممكن تفجيرها فيما لو سقطت عدن وشبوة.

في ضوء هذا الواقع، كان من شأن السماح بإسقاط الرئيس هادي، الرئيس الشرعي الضامن لتطبيق «المبادرة الخليجية» المدعومة دوليا، والسكوت عن قيام كيان إيراني الولاء يسيطر على عدن ومضيق باب المندب وجزيرة سقطرى، إحداث تغيير استراتيجي ضخم في جنوب شبه الجزيرة العربية له تداعيات مستقبلية غير مسبوقة وغير محسوبة.

وهكذا، لم يترك «التحالف» بين عسكريي علي عبد الله صالح ومشروع التوسّع الإيراني – ممثّلا بالحوثيين ومتذرّعا بمواجهة «القاعدة» – أي خيارات للأسرة الخليجية، بل كل عربي يقف مذهولا إزاء تدهور أوضاع المنطقة، سوى التحرّك بسرعة وحزم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

الموقف الإيراني الفوري كان متوقعا يلخَّص باستنكار «التدخل»، والحرص على «سيادة» اليمن، والدعوة إلى «الحوار»، ومكافحة «التطرف».

متوقع، لأنه يكرّر «لازمة» طهران المألوفة لتبرير تدخلها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بل والبحرين وكل مكان تصل إليه. والطريف أنها لا ترى أن «تدخلها» الحربي المباشر عبر ظهور سليماني العلني، ومشاركة الفصائل التابعة له في معارك سوريا والعراق، يلغيان «السيادة» المتباكى عليها. أما عن دعوات طهران للعودة إلى «الحوار» ومكافحة «التطرّف»، فإن مواطني المنطقة يعرفون جيدا هوية الجهات التي رفضت الحوار في العراق وسوريا، وأيضا في لبنان واليمن، وما زالت ترفضه.

وهم يعرفون كذلك أي سياسة طائفية تمييزية تهميشية أسهمت في نشوء بيئات يائسة تسلل إليها التطرّف الإرهابي، بل ومَن شجّع هذا التسلل، وفي أحيان كثيرة مَن رعاه وأمدّه بأسباب الحياة، لكي يستثمره لاحقا بابتزاز العالم بتطرفه وفظائعه.. وعند حكومة نوري المالكي وأجهزة نظام بشار الأسد الخبر اليقين.

عود على بدء..

بالأمس اتخذ القرار الشجاع بإنقاذ اليمن من المصير المظلم الذي كان يُقاد إليه. وهو خطوة لا بد منها لإعادة وضع قطار الحوار الحقيقي – لا حوار استسلامي أمام فوهات البنادق – على السكة الصحيحة. وهو أيضا خطوة يتوجّب على المجتمع الدولي دعمها بقوة لكي تتوقّف مسيرة الهيمنة العرقية والطائفية الإقليمية المتسبّبة بإنتاج التطرّف واستيلاد الإرهاب.

لقد دفعت منطقة المشرق العربي ثمنا باهظا من أمنها وكرامتها القومية والوطنية، ثمنا لاسترضاء إيران وإقناعها بالتفاهم على ملفها النووي، واستغلال حكام طهران محاولات الاسترضاء لفرض حقائق احتلالية - تفجيرية على الأرض فوق أنقاض التعايش والتسامح والتفاهم بين مختلف شعوبها. آن الأوان لإدراك أهمية التعامل مع ملفات المنطقة الشائكة بصورة مختلفة، فالإرهاب والتطرّف اللذان يشغلان المجتمع لا يواجهان إلا ضمن استراتيجية سياسية أمنية مكتملة، وجاء أول الغيث من «عاصفة الحزم».

 

الراعي خلال تولية معوض: لنعبر بوطننا الى حالة استقرار بانتخاب رئيس يحيي المؤسسات ويعيد الكرامة ويصون الدستور ووحدة الشعب

السبت 28 آذار 2015

وطنية - احتفلت أبرشية زحلة المارونية، بقداس تولية راعي الأبرشية الجديد المطران جوزف معوض، في كاتدرائية مار مارون في كسارة، في حضور مطران الأبرشية الأسبق جورج اسكندر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومكلفا منه تسليم المطران الجديد عصا رعاية الأبرشية وتجليسه على عرشها، إضافة إلى أساقفة الكنيسة المارونية ومجلس اساقفة زحلة والبقاع، وممثل السفير الباباوي في لبنان، وكوكبة من الكهنة والرهبان والراهبات.

كما حضر القداس: منى الياس الهراوي، النواب: روبير غانم، ايلي ماروني، زياد قادري، عاصم عراجي، جمال الجراح، انطوان سعد، أمين وهبة، وممثل النائب نقولا فتوش بيار فتوش، الوزراء السابقون: رئيس "الكتلة الشعبية" ايلي سكاف، خليل الهراوي، سليم وردة، غابي ليون وشكيب قرطباوي، النائبان السابقان: سليم عون وهنري شديد، ممثل محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان رئيس بلدية المريجات فيليب مشعلاني، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس جوزف دياب المعلوف، الى جانب فاعليات قضائية وأمنية وعسكرية وبلدية واختيارية وهيئات إجتماعية واقتصادية.

كلمة الراعي

بدأ القداس بكلمة الراعي، القاها النائب العام المونسنيور جورج معوشي، وقدم من خلالها المطران الجديد "الذي اختاره اساقفة الكنيسة المقدسة والروح القدس، خلفا للمثلث الرحمة المطران منصور حبيقة، الذي ترك بغيابه المبكر جرحا بالغا في القلوب".

وجاء في كلمة الراعي: "لقد سبق وعرفتم عن قرب سيادة المطران جوزف معوض في مدة الأشهر الأربعة، التي تولى فيها خدمة الأبرشية، بصفته مدبرا بطريركيا، أثناء شغورها. فاكتشفتم خصاله الروحية والأخلاقية ومحبته وعلمه وأحببتموه وأحبكم".

وبارك المطران الجديد "الذي يدخل مدينة زحلة في ذكرى دخول الرب يسوع مدينة أورشليم بحب وتواضع وروح سلامي"، معربا للأبرشية عن تمنياته الحارة "لأسبوع آلام مقدس ولبلوغ الاحتفال بالسر الفصحي، سر موت المسيح لفدائنا من خطايانا وقيامته لتقديسنا"، راجيا أن "يكون فصح كل واحد وواحدة منا، نعبر فيه الى حياة جديدة بالمسيح، ويعبر وطننا لبنان الى حالة استقرار بانتخاب رئيس للجمهورية يحيي مؤسساتها الدستورية والعامة، ويعيد الكرامة للوطن ويصون الدستور ووحدة الشعب، وكذلك أن تعبر بلدان منطقة الشرق الأوسط من حالة الحرب والنزاع، إلى حال السلام والمصالحة".

معوض

وألقى المطران معوض عظة جاء فيها: "يشرفني أن أتسلم في هذا الاحتفال، بدون استحقاق، بل بعطية من الله، رعاية أبرشية زحلة المارونية، بانتخاب سينودوس أساقفة الكنيسة المارونية، برئاسة غبطة أبينا السيد البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى".

وقال: "يأتي هذا الاحتفال عشية عيد الشعانين، عيد دخول السيد المسيح الى أورشليم، حيث استقبلته الجموع بالفرح والهتافات، حاملة سعف النخل، ومعلنة انه الملك. والسيد المسيح هو حقا ملك بالمعنى الروحي للكلمة. وقد ظهرت ملوكيته على الصليب، الذي احتمله، بعد دخوله المبهج والمحتفى به الى اورشليم، والذي به وهب ذاته في سبيل البشر ليحررهم من الخطيئة والموت، ويقودهم الى المجد الأبدي، وهذا ما لا يستطيع أن يحققه أي ملك او سلطة بشرية".

أضاف "واليوم، أسأل السيد المسيح، في دخولي راعيا الى أبرشية زحلة، أن يقدرني على هبة الذات في سبيلها على مثاله. هذه الأبرشية التي كان اول من رعاها منذ ان استقلت سنة 1977، صاحب السيادة المطران جورج اسكندر السامي الاحترام. رعاها لربع قرن، بتفان، وبث فيها روحا راعويا ورسوليا، متعاونا مع العلمانيين، ولا سيما الشبيبة، بروح المجمع الفاتيكاني الثاني. وباشر فيها مسيرة البناء والانماء، فأرسى اساسات المطرانية وأعلاها"، متوجها إلى المعوشي "ولا شك يا صاحب السيادة، أنكم تتابعون رعايتكم للأبرشية، بصلاتكم، ومشورتكم العزيزة علينا، وبما تقدمون على نيتها من صبر على آلام الحياة. حفظكم الله، وأمدكم بالصحة والقوة".

وتابع "بين سنة 2002 و2014 تولى رعاية الأبرشية المثلث الرحمة المطران منصور حبيقة، الذي غادرنا باكرا الى بيت الآب، ولا تزال ذكراه حية في الأبرشية، وقد ترك أثرا بشخصيته الرزينة والهادئة، وحكمه الصائب، وادارته الرشيدة. وأكمل مسيرة البناء في الأبرشية، فكانت هذه الكاتدرائية بإسهام خاص من المغفور له الرئيس الياس الهراوي".

وأردف "تستمر رعاية الأبرشية عبر الخدمة الأسقفية، وهي خدمة في طبيعتها راعوية، تشمل التعليم والتقديس والتدبير، ويطل الأسقف من خلالها على مختلف قضايا المجتمع"، مشيرا إلى أن "خدمة الأسقف الراعوية في لبنان، وفي عصرنا، تستمد منهجيتها وروحانيتها من محطات ووثائق طبعت الكنيسة الجامعة والمحلية، وهي المجمع الفاتيكاني الثاني، والمجمع البطريركي الماروني (المنعقد سنة 2006)، والارشادان الرسوليان "رجاء جديد للبنان" (الصادر سنة 1997)، "والكنيسة في الشرق الأوسط" (الصادر سنة 2012)، والوثائق الأخرى، ولا سيما الارشاد الرسولي "فرح الانجيل"(الصادر سنة 2013)، واللاحق لسينودوس الأساقفة حول الاعلان الجديد للانجيل. كل هذا يوجه الخدمة الراعوية في أبرشية زحلة الى عيش هوية الكنيسة الشركة، والالتزام بالاعلان الجديد للانجيل، والتعاون مع الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية، والحوار مع الأخوة المسلمين".

وأشار إلى ان "الكنيسة هي شركة بين جميع ابنائها اكليروسا ورهبانا وعلمانيين. وفي هذه الكنيسة الشركة يؤلف الأسقف مع الكهنة جسما كهنوتيا واحدا، ليتعاون معهم في الخدمة الراعوية على صعيد الرعايا والأبرشية"، وأحيي الكهنة على خدمتهم وأمانتهم للكنيسة. وفي الكنيسة الشركة، تؤدي الرهبانيات والجمعيات والرهبانيات في زحلة رسالة روحية وراعوية وثقافية مثمرة. وفي المناسبة أحيي الرهبان والراهبات مثمنا شهادتهم".

وقال: "والمؤمنون العلمانيون بدورهم يساهمون، بفضل معموديتهم، ببناء الكنيسة، ويشاركون في رسالتها في حياتهم الاجتماعية والسياسية، وفي المنظمات والهيئات الكنسية. ويلتزم الأسقف في خدمته الراعوية بالاعلان الجديد للانجيل الذي يتوجه، بحسب الارشاد الرسولي، فرح الانجيل(عدد 14 )، الى فئة المؤمنين الملتزمين لتنمية ايمانهم، والى فئة المعمدين الذين لا يعيشون مقتضيات المعمودية، لدعوتهم الى التوبة والالتزام بالايمان المسيحي، والى فئة الذين يجهلون المسيح لدعوتهم لقبول الانجيل. ان اعلان الانجيل الموجه الى الجميع يتطلب راعوية الخروج والرسالة وفق ما قاله السيد المسيح للرسل: "انا اخترتم وأقمتكم لتمضوا وتثمروا ويدوم ثمركم"(يو 15/16)"، معتبرا أن "هذا الاعلان هو ثابت بجوهره، لأنه يعلن على مدى الدهور، محبة الله المتجلية بابنه يسوع المسيح، ولكنه جديد بالتعابير والطرق الخاصة التي يخاطب بها الله كل انسان".

أضاف "يقوم الأسقف بخدمته الراعوية في زحلة، بالتعاون مع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية. إني أحيي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بشخص أسقفها المطران عصام درويش، والتي ننتمي واياها الى كنيسة واحدة تجعلنا في شركة تامة، دعانا الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" الى العيش بمقتضاياتها (عدد 8)، وأحيي الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة، كنيسة الروم الملكيين الأرثوذكس بشخص أسقفها المتربوليت اسبيريدون خوري، وكنيسة السريان الأرثوذكس بشخص أسقفها المطران بولس سفر. معا نتابع العمل بروح مسكونية وأخوية خبرتها في مجلس أساقفة زحلة، بصورة خاصة على الصعيد المسكونية الروحية والمسكونية الخدمية، على أمل الوصول الى الشركة الكاملة".

وتابع "تقود الخدمة الراعوية الى الحوار مع الاخوة المسلمين، فأبرشية زحلة هي نموذج مصغر للنموذج اللبناني المتعدد الطوائف المسيحية والاسلامية. يتعزز هذا الحوار بفضل ما يجمعنا من مواطنة واحدة، مصير واحد،وحياة اجتماعية، وقيم دينية وأدبية كالصلاة والصوم والصدقة، واكرام للسيدة العذراء مريم". وختم "مع بداية هذه المسيرة الراعوية في زحلة، التي زدت معرفة بها في فترة التدبير، والتي أعطت وجوها مشرقة في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية، أتوجه بالشكر الى جميع المشاركين في هذا الاحتفال، أصحاب السيادة، والآباء، والرهبان والراهبات، والمسؤولين، وأبناء الأبرشية، والأهل، وكل الحاضرين، الآتين من قريب أو بعيد، والى جميع الذين عبروا عن محبتهم بطرق مختلفة، ومعكم أضع خدمتي الأسقفية تحت شفاعة القديسة مريم، سلطانة الرسل، ومار مارون، وأسأل السيد المسيح في عيد دخوله الى أورشليم، أن يشرف خدمتي بدخوله عبرها الى أبرشية زحلة ليمنحها الفرح والخلاص. آمين".

 

قادة ست دول يؤكدون لخادم الحرمين دعمهم “عاصفة الحزم”

عواصم – وكالات: السياسة/29 آذار/15

أعرب قادة الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا وباكستان, خلال اتصالات هاتفية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز, دعمهم المملكة في عملية “عاصفة الحزم” العسكرية التي تنفذها في اليمن.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”, مساء أول من أمس, أنه “جرى اتصال هاتفي بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي باراك أوباما, تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية”.

وأكد أوباما “دعم الولايات المتحدة الأميركية الكامل للمملكة العربية السعودية في عملية عاصفة الحزم”, معرباً عن استعداد بلاده التام ل¯”الدفاع عن أمن وأراضي المملكة متى ما طلب منها ذلك”, واستعداده ل¯”تقديم كافة أنواع الدعم الذي تحتاجه المملكة”.

من جهتها, قالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي برناديت ميهان في بيان ان الرئيس الاميركي “جدد التأكيد على متانة الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية وشدد على دعم الولايات المتحدة للتحرك الذي تقوم به السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ودول اخرى ردا على الطلب الذي تقدم به الرئيس (اليمني عبد ربه منصور) هادي ودعما للحكومة الشرعية في اليمن”.

واضافت ان الزعيمين اتفقا على ان “الهدف المشترك هو التوصل لاستقرار مستديم في اليمن ترعاه الامم المتحدة وتشارك فيه كل الاطراف كما تنص عليه مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي”, مضيفة ان “الرئيس أكد على التزامنا أمن السعودية”.

كما جرى اتصال هاتفي بين الملك سلمان وملك اسبانيا فيليب السادس الذي أعرب عن “دعم بلاده المملكة في عملية عاصفة الحزم”.

بدوره, أكد رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي للعاهل السعودي, وقوف بلاده “مع المملكة في عملية عاصفة الحزم”, معرباً عن “استعداد إسبانيا لتقديم أي دعم تطلبه المملكة”.

كذلك, أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للملك سلمان “وقوف فرنسا مع المملكة في عملية عاصفة الحزم”, مبديا “استعداد فرنسا لتقديم كافة ما تحتاجه المملكة من جميع النواحي”.

كما أعرب رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون, خلال اتصال هاتفي مع الملك سلمان عن “دعم بريطانيا التام للمملكة في عملية عاصفة الحزم, وعن استعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم الذي تحتاجه المملكة”.

وجرى أيضاً اتصال هاتفي بين العاهل السعودي ورئيس وزراء باكستان محمد نواز شريف, الذي أبدى دعم باكستان التام للمملكة في عملية “عاصفة الحزم”, مؤكداً أن الجيش الباكستاني هو جيش المملكة العربية السعودية, كما أن الجيش السعودي هو جيش جمهورية الباكستان الإسلامية, وأن كافة إمكانات الجيش الباكستاني مسخرة للمملكة العربية السعودية.

بدورها, أبدت مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل للعاهل السعودي, “تأييد ألمانيا التام للمملكة في عملية عاصفة الحزم”, معربة عن استعداد ألمانيا ل¯”تقديم كافة أنواع الدعم الذي قد تحتاجه المملكة”.

وشكر الملك سلمان بن عبد العزيز جميع قادة الدول الذين جرت اتصالات معهم, مؤكداً متانة العلاقة بين المملكة وبلدانهم.

كما جرى خلال كل اتصال على حدة استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

في سياق متصل, أعربت السنغال وغينيا عن دعمهما العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وقال الرئيس السنغالي ماكي سال في بيان اثر اجتماع لمجلس الوزراء في دكار انه “يشيد بالتدخل العسكري السعودي استجابة لطلب الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي, للدفاع عن البلد إزاء ميليشيات تهدد استقراره واستقرار دول الجوار”.

من جهتها, أعلنت حكومة غينيا انها تتابع “بقلق عميق الاحداث المأسوية الدائرة حاليا في اليمن حيث تعتدي قوات متمردة على سيادة هذا البلد العضو في منظمة التعاون الاسلامي وشرعيته الدستورية”.

وأكدت “تضامنها مع الشعب اليمني … والدعم الحازم للجهود التي تبذلها الدول الصديقة خصوصا المملكة العربية السعودية التي استجابت لدعوة الحكومة الشرعية في صنعاء لاستعادة النظام الدستوري” في اليمن.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اعلن في نواكشوط ان بلاده تدعم العملية العسكرية في اليمن.

 

المأمول بعد «الحزم»

مصطفى أحمد النعمان/الشرق الأوسط/29 آذار/15

لا أشك لحظة واحدة أن قرار قادة دول مجلس التعاون المشاركة في «عاصفة الحزم» كان أقسى ما أجبروا على تجرعه، ليس لصعوبة تنفيذه، ولكن لأنهم يدركون أن السلاح العربي لا يجوز استخدامه في عمليات عسكرية داخل بلد عربي، والمؤكد أيضا أن حساباتهم قرأت - وإنْ متأخرا - تعاظم الخطر القادم من وراء حدود المنطقة حتى أصبح خطرا داهما يتهدد جوار اليمن، كما أن استمرار الطفولة السياسية للحوثيين مقرونة بالقوة والغرور لم يبق للمجلس خيارات مفتوحة كثيرة. وكم كان غريبا أن يقرر «السيد» إجراء مناورات على الحدود السعودية، فالمشارك فيها ليس جيشا نظاميا، وإجراؤها في تلك اللحظة برهان إضافي على قلة التدبير والافتقار إلى الحكمة وعدم الإدراك لتبعات هذه الأعمال الاستفزازية.

توجهت ميليشيات الحوثيين صوب تعز محتقرة رغبات الناس فيها بل توسلاتهم المتكررة بإبعاد مدينتهم، التي لا تعرف السلاح ولا تستخدمه، عن الصلف وعدم إقحامها في أتون معارك لا طائل من ورائها إلا جلب المزيد من الفرقة والحزن والوهن وقسوة العيش، ثم واصلت سيرها نحو «قاعدة العند» التي تقع في الطريق الذي يربط بين تعز وعدن، وحينها توقعت توقف زحفها وأن تكتفي بما تراءى لها انتصارا، لكن لم يتوقف قادتها لحظة واحدة لمراجعة النفس واسترجاع مسلسلات الدم التي مرت بها منذ قرر «السيد» أن الحكم لا يكون إلا لمن يراه هو وحده كفؤا له، حيث كان يدبر أمرا آخر لليمن واليمنيين.

منذ أربع سنوات والكل يلهث وراء «السيد» ليسترضيه ويحصل على موافقته على كل ما يتوافق عليه اليمنيون، لكنه كان دوما يرفع من سقف طموحاته غير المشروعة في حسابات الأوطان، والكل يذهب إليه كلما عرقل ممثلوه اتفاقا توصلت إليه الأغلبية، والكل يحاول تهدئة خاطره حتى لا تذهب البلاد إلى هاوية الحروب الداخلية. ومن الواضح أن هذا الوضع قد ملأ نفس الشاب غرورا فهو لم يعرف في حياته سوى نطاق مدينته صعدة متنقلا بين قراها وكهوفها هربا من حملات ظالمة ضدها، وهو لا يفهم أن الأوطان لا تديرها النزوات والرغبات الشخصية والأهواء المارقة، وهو لا يستوعب أن استخدام السلاح ضد أشقاء الوطن لا يكفل سلاما له ولا يمنحه أكثر من القبول المؤقت بمنطق القوة.

كانت حماقات الحوثيين مبنية على مؤشرات خاطئة وعوامل غير ثابتة لم يفهموا آثار تقلباتها، لأن المتأثرين والمؤثرين بنتائجها تتغير مصالحهم وتتبدل توجهاتهم، فاستمروا في العيش بوهم أن الكل سيخضع لهم بالقوة في الداخل، وأن الخارج سيتعامل معهم وسيتقبل تصرفاتهم الطائشة، وما لم يضعه «السيد» في ميزان قراراته أن الوضع قد يكون مقبولا قسرا داخليا، لكن امتداد تبعاته إلى خارج الحدود هو فعل يدفع ثمنه من لا يفهم كيف تدار الشعوب والأوطان.

لن أعود إلى ممارسات الحوثيين التي فرضوها على الناس فهي معروفة، ولن أتحدث هنا عن ارتباطاتهم بإيران فهم يعلنونها، ولن أدخل في تفاصيل ما كان يجب عليهم وما كان واجبا تركه، ولن أتناول الدور الذي لعبه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.. ما يدور في بال اليمنيين هو سؤال واحد: متى ستنتهي «عاصفة الحزم».. وماذا سيصير بعدها؟

بعد انطلاق الحملة الجوية انقسمت مشاعر الناس بين مرحب مبتهج ومعارض غاضب، وللأسف أن ذلك يحدث بتمايز مذهبي ومناطقي، فالجنوبيون سعداء بتوقف ما يسمونه حملة الحوثي - صالح، وأبناء المناطق الشافعية يتمنون أن ترفع عنهم «الحزم» غبنا تاريخيا أبعدهم عن حق المواطنة الكاملة لعقود طويلة، وأبناء شمال الشمال يرون أن الدمار الذي لحق بهم هو عقاب جماعي على فعل ترفضه الأغلبية منهم ولم يرتكبوه. بين هذه المشاعر المتناقضة تكمن أخطار ما بعد «العاصفة». وفي تعليق على ما جرى كتبت الأستاذة ميساء شجاع الدين فكرة جديرة بالتأمل: «على اليمنيين ألا يبالغوا في ردود فعلهم الحماسية ضد هذا التدخل، لأنه ضمن الأعراف الدولية تدخل مشروع، وبقوانين السياسة هو خيار مفهوم بعد انسداد الأفق السياسي من طرف يمارس العبث السياسي، ولديه متلازمة القذافي، ويتحكم بموقع استراتيجي. والحل هنا في وقف الحرب من خلال الضغط داخليا لوقف عبث الحوثيين من خلال عمل سياسي وشعبي منظم».

ما من حروب من دون كلفة وضحايا، والحوثيون أكثر اليمنيين دراية بمآسيها، واليمنيون أيضا جربوا آثار الدمار ودفن قتلاهم ثم الاستعداد لجولات تالية.. وكم يأسى المرء أنهم لا يتعظون منها ولا يتذكرون فصولها، ويمعنون في إعادة إنتاجها كلما سنحت لهم الفرصة. فالقبائل المسلحة خصوصا في شمال الشمال تتخذ من الحروب مهنة تعيش عليها، وتكرست هذه الظاهرة المدمرة في سنوات ما بعد 26 سبتمبر (أيلول) 1962. وإذا كان لليمنيين أن يعيشوا في سلام فإن المنطلق هو في إعادة المناطق التي يهيمن عليها كبار زعماء القبائل إلى سلطة الدولة عبر تنميتها وإحلال القانون السائد على الجميع محل أحكام الشيخ والفقيه والسيد، وحينها سيكون نزع السلاح أمرا طبيعيا، ولا بد أن المواجهة ستكون قاسية بعد انتهاء حملة «الحزم»، إذ سيكون قوام الجيش اليمني قد انتهى، ومعداته قد تم تدميرها بالكامل، والخشية هي أن الميليشيات المسلحة ربما تصبح هي المسيطرة على الأرض، فهي بلا قواعد ثابتة ولا منشآت معروفة، وهنا ستصبح السلطة القادمة مفرغة من أي سلطة وطنية عسكرية نظامية، وستحتاج إعادة تكوينها إلى سنوات طويلة، لأن ما حصل على الأرض هو اجتثاث لكل مفاصل القوة التي كان الرئيس السابق يحكم سيطرته عليها واستعان بها الحوثيون في تحركاتهم خلال الفترة الماضية.

البعد الأخطر الذي يجب الالتفات إليه هو الاعتراف بأن اليمن يعيش اليوم في مفترق طرق، بين إعادة البناء على أسس جامعة أو شتات مناطقي، ومن الطبيعي أن أغلب المواطنين يتمنون الابتعاد عن سطوة المركز المقدس في صنعاء، لكن هذا لن يتم بالاستجابة العشوائية لكل رغبة جامحة، ومن الأهم البدء في الحوار الحقيقي الجاد بعيدا عن عبث السنوات الثلاث الماضية، والتركيز على إعادة بناء مؤسسات الدولة ببعدها الوطني، فكل حديث الآن عن تقسيم للبلاد دون وجود مؤسسات تتحكم في حركة الأقاليم المتوخاة والمطلوبة هو مقدمة لجولات متجددة من الصراعات التي أنهكت البلاد وأتت على مخزونها البشري وثرواتها الطبيعية.

بعد انتهاء «عاصفة الحزم» سيكون من الواجب الاعتراف العملي من دول مجلس التعاون بأن اليمن هو جزء أصيل منها، ومن غير المعقول ولا المتوقع أن تنسى عواصم الجزيرة والخليج أن هذا البلد هو مخزونها البشري الآمن والمستقبلي دون حاجة إلى انتظار محنة أخرى ليتذكروه.

 

عاصفة الحزم»: السعودية تنقذ اليمن

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/29 آذار/15

بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بدأت معركة «عاصفة الحزم» لإنقاذ الدولة اليمنية والشعب اليمني من إرهاب ميليشيا الحوثي والعناصر الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي لم يدخر جهدا في تخريب اليمن في الفترة الماضية.

لقد نجحت السعودية في بناء تحالف خليجي عربي إقليمي دولي لإنقاذ اليمن دولة وشعبا، وأحسنت التوقيت وظفرت بالنصر، وهذا التحالف نشأت بوادره الأولى من خلال استنقاذ السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للدولة المصرية من براثن الأصولية والفوضى التي كانت تقودها جماعة الإخوان المسلمين المتحالفة مع إيران قبل سنتين.

يمكن لمن كان متابعا للأخبار وراصدا للأحداث أن يكتشف المستوى العالي من الدقة والفاعلية والعمل الاستراتيجي سياسيا وعسكريا الذي قامت به السعودية، وكذلك التحضير المتأني وبناء التكامل المطلوب، إنْ على مستوى مشروعية التحرك دوليا وإقليميا وعربيا وخليجيا، وإنْ على مستوى بناء التحالفات الإقليمية المؤثرة، وإنْ على مستوى التحالفات الدولية الناجعة.

السعودية تعلن بهذا الحدث التاريخي أنها دولة قوية وقادرة على حماية مصالحها وبناء التحالفات المطلوبة لإنجاز المهام وتنفيذ الأهداف، وهي ليست وحدها في هذه المعركة بل معها دول الخليج، الإمارات والكويت والبحرين وقطر، ومعها عربيا الأردن ومصر والمغرب والسودان التي تسعى لإثبات عودتها إلى رشدها، وقد أكد مجلس وزراء الخارجية العرب على أن الإجراءات العسكرية في اليمن تستند إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك، كما أنها استفادت من التحالف الذي بنته منذ عقود مع دولة باكستان، وقد عرضت تركيا المساعدة في المعركة، وفوق هذا تأييد دولي من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا.

إن النموذج السعودي الجديد يمنح أملا وحلما للمخلصين في العالم العربي وفي العالم الإسلامي بأنها دولة قوية التأثير في العالم وفي المنطقة وهي قادرة على الوقوف في وجه المشاريع المعادية للعالم العربي في المنطقة وعلى رأسها المشروع الإيراني وذيوله في الدول العربية التي اكتشفنا في اليمن أنها ليست أكثر من نمور من ورق.

هذا النموذج المحكم في كافة تفاصيل المعركة يؤكد أن ثمة استعدادا لمواجهة أي ردة فعل قد تقدم عليها إيران أو تدفع لها أتباعها في الدول العربية التي تحتلها إيران في العراق وسوريا واليمن، ويؤكد أن هناك قدرة عالية على التعامل مع سيناريوهات متعددة تمكن من احتواء وإجهاض أي ردود فعل غير محسوبة العواقب.

هذا النموذج الجديد والتحالف العربي القوي يجب أن يتم تطويره والبناء عليه في التعامل مع ملفات المنطقة الشائكة وفي الدول العربية التي تشهد استقرار الفوضى، وليبيا خير مثال في هذا السياق، حيث لم تزل الحركات الإرهابية تعربد خرابا ودمارا في الدولة الليبية وهي حركات تشبه حركة الحوثي، حيث الإرهاب والميليشيات المسلحة تعبث باستقرار الدولة.

هذا التحالف إن تم تطويره عربيا سيكون مخلب العرب ونابهم الذي يعيد لهم هيبتهم في المنطقة ويحمي مصالحهم ويدافع عن شعوبهم ويرد على أي مغامرات إقليمية تسعى للغض من قدرهم والتدخل في شؤون دولهم الداخلية. أحد أهداف هذه الحرب هو القضاء على الإرهاب المستشري في اليمن وعلى جماعات الإرهاب التي اتخذت من اليمن منطلقا لمحاربة العالم والتخطيط لعمليات الإرهاب في كل مكان، ففي اليمن تنشط ثلاثة تنظيمات إرهابية تهدد السعودية وتهدد العالم بأسره، وهي: تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، اللذان يمثلان الإرهاب السني، وجماعة الحوثي التي تمثل الإرهاب الشيعي.

لم يعارض هذه الحرب العادلة في العالم إلا إيران وحلفاؤها كروسيا أو أتباعها في الدول العربية المحتلة في العراق وسوريا ولبنان، وهي معارضة غير مجدية على كل حال، ذلك أن مشروعية هذه الحرب قد أحكم بناؤها عبر مطالبة رسمية من الرئيس اليمني الذي يمثل الشرعية في اليمن عبد ربه منصور هادي، ومن خلال مطالبات ملحة من الشعب اليمني تمثلت في أحزاب سياسية ومشيخات قبائل وشخصيات عامة ومجموعات مدنية، كما أنها تمثل تهديدا خطيرا على السعودية. وبالتالي، فلها كامل الحق في الدفاع المشروع عن حدودها وأمنها واستقرارها.

الانتصار في هذه الحرب مضمون والسعودية وحلفاؤها من دول الخليج والعرب قادرون على إنهاء الحرب بأقل الخسائر وبأكبر إنجاز، وبعد تطهير اليمن من الإرهاب وعملاء إيران واستعادة الدولة اليمنية سيكون من الواجب إطلاق مشروع تنموي شامل يوقف الدولة اليمنية على قدميها ويعيد للشعب اليمني حقوقه في العيش الكريم والخدمات الكاملة، وهو مشروع يجب أن يكون كبيرا وتشارك فيه كل دول العالم، ويقدم لليمن ما تم تقديمه لمصر في المؤتمر الاقتصادي الأخير.

بعبارة أخرى نحن أمام مشروع يشبه مشروع «مارشال» الذي أطلقته الدول الغربية لإعادة بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فأمن اليمن هو جزء لا يتجزأ من أمن دول الخليج العربي والدول العربية عموما، ومع التأكيد على أن المهمة في اليمن ستكون أصعب من المهمة في مصر إلا أن التوافق الكبير تجاهها سيكون خير معين على إنجاح المطلوب.

ثمة أمر يجب التركيز عليه، وتحديدا في مخاطبة الدول الغربية والعالم، وهو حركات الإرهاب الشيعي في المنطقة التي تديرها إيران. نعم، إيران تدعم الإرهاب السني، ولكن يجب ألا يقتصر التركيز على الإرهاب السني الذي يحاربه العالم أجمع، بل يضاف لذلك الإرهاب الشيعي الذي تمثله الميليشيات الطائفية المسلحة التابعة لإيران كـ«حزب الله» في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن والميليشيات الشيعية التي تعيث فسادا وتخريبا في العراق وسوريا، ويجب على وسائل الإعلام العربية أن تبذل قصارى جهدها في إيصال هذه الفكرة المهمة لوسائل الإعلام الغربية وصانع القرار هناك ورجل الشارع.

هذه الحرب الفاصلة ستعيد ترتيب الخطاب العربي المعاصر سياسيا وثقافيا، فالتيارات اليسارية والقومية وجماعات الإسلام السياسي ستتضح مواقفها إما مع الدول العربية في حربها العادلة وإما مع الأطماع الإيرانية التوسعية في العالم العربي. لن تكون هناك منطقة رمادية يختبئ فيها عملاء إيران، وسيكون على الجميع حساب مواضع أقدامه ومواقفه في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الدول العربية.

أخيرا، السعودية وحلفاؤها من دول الخليج والدول العربية يصنعون تاريخا عربيا جديدا، والملك سلمان بن عبد العزيز هو قائد هذا النموذج العربي الجديد، وكل الأمل للشعب اليمني بدولة مستقرة وعيش رغيد.

 

“عاصفة الحزم” تكثف غاراتها على قوات ومواقع الحوثيين وصالح

* القوات البحرية السعودية أجلت عشرات الديبلوماسيين من عدن في عملية “الإعصار”

* دخول إماراتي على خط الغارات وتحذير من استخدام الحوثيين المدنيين كدروع بشرية

صنعاء, الرياض – “السياسة “والوكالات:29 آذار/15

قصفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بكثافة, أمس, مواقع المتمردين بصنعاء, في اليوم الثالث من عملية “عاصفة الحزم” العسكرية في اليمن, التي لقيت ترحيباً واسعاً من الدول العربية والغربية والمجتمع الدولي.

وقبل بدء “عاصفة الحزم” الخميس الماضي بمشاركة تسع دول عربية, أجلت البحرية السعودية من عدن عاصمة الجنوب اليمني التي تشهد حالة من الفوضى, عشرات من الديبلوماسيين السعوديين والعرب والأجانب الذين وصلوا أمس إلى ميناء جدة في السعودية.

وذكرت قناة “الإخبارية” السعودية, أمس, ان القوات البحرية الملكية السعودية نفذت “عملية الاعصار لاخلاء عشرات الديبلوماسيين بينهم سعوديون, من عدن”.

من جهتها, أوضحت وكالة الانباء السعودية ان “عملية الإجلاء تمت صباح الاربعاء (الماضي) وبلغ عدد من تم اجلاؤهم 86 شخصا” على متن سفينتين, مشيرة إلى أنها جرت “في المياه المواجهة لميناء عدن وبمشاركة الطيران البحري وعناصر من وحدات الأمن الخاصة”.

واضافت ان السفينتين وصلتا صباح امس إلى قاعدة الملك فيصل البحرية في جدة, لافتة إلى أن “العملية نفذت بكل احترافية وإتقان من دون وقوع أي أضرار أو إصابات”.

وكان في استقبال الديبلوماسيين قائد المنطقة الغربية اللواء الطيار الركن سعد بن علي القرني وقائد الأسطول الغربي اللواء البحري الركن سعيد بن محمد الزهراني وقنصل دولة الإمارات العربية المتحدة وقنصل دولة قطر وعدد من منسوبي وزارة الخارجية.

ميدانياً, أفاد شهود عيان بأن انفجارات دوت لليلة الثالثة على التوالي, ليل اول من امس, حول صنعاء حيث بدت الغارات الأكثر كثافة منذ بدء العملية العسكرية فجر الخميس الماضي.

وقالت سيدة اجنبية تعمل لمنظمة انسانية “كانت ليلة من القصف الكثيف”, موضحة ان “الزجاج اهتز”. واضافت ان “كثيرين يريدون الرحيل لكن ليست هناك طائرات لمغادرة اليمن”.

وأكد مصور من وكالة “فرانس برس” ان عمليات القصف استمرت طوال الليل وتوقفت نحو الساعة السادسة صباحاً, فيما أفاد شهود من سكان العاصمة ان الغارات الجوية استهدفت بطاريات صواريخ في مطار صنعاء ومواقع عسكرية شرق صنعاء وغربها وجنوبها.

كما طال القصف صباح أمس, بحسب شهود, كتيبة تابعة لقوات الدفاع الجوي اليمني في محافظة مأرب شرق اليمن, بعدما استهدف اول من امس معسكر الدفاع الجوي الواقع شمال غرب حقل صافر النفطي في المحافظة نفسها, ما أدى إلى تدمير منصة الصواريخ, والرادار التابع له.

من جهتها, أفادت مصادر محلية أن القصف استهدف معسكرات الجيش وتجمعات للحوثيين في معسكر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان ومواقع عسكرية في دار الرئاسة ومعسكر قوات الاحتياط الذي نتج عنه مقتل ثلاثة وإصابة 14 من حراس مستشفى 48 المجاور له, كما استهدف القصف قاعدة الديلمي الجوية ومخازن للأسلحة في معسكرات للجيش منها معسكر الصباحة التابع للقوات الخاصة, وكلية الطيران والدفاع الجوي المجاورة لمنزل الرئيس عبدربه منصور هادي في شارع الستين بصنعاء, ومعسكر صبرة جنوب صنعاء, فيما ذكرت قناة “المسيرة” التابعة لجماعة الحوثي أن السعودية قصفت أمس بالصواريخ معسكراً تابعا للجيش في منطقة المنزلة بمديرية الظاهر بمحافظة صعدة الحدودية مع المملكة.

وأفادت مصادر أخرى أن القصف طال مقراً لجماعة الحوثي في محافظة الجوف شمال شرق اليمن.

وفي مؤتمر صحافي مساء أول من أمس, أكد المتحدث باسم التحالف العميد احمد العسيري ان “القوات الجوية الاماراتية (كانت) حاضرة بكثافة اليوم (اول من امس الجمعة)”, مشيراً إلى أن العمليات “استمرت باستهداف أسلحة الدفاع الجوي, سواء منظومات صواريخ سام او المدفعية المضادة للطائرات”, كما “استمرت باستهداف منصات الصواريخ البالستية”.

وعرض العسيري تسجيلات مصورة لضرب اهداف بما في ذلك عملية نفذتها المقاتلات الاماراتية, كما جدد التأكيد أن قوات التحالف تسيطر بالكامل على المجال الجوي اليمني, وأن الطائرات التي كان يسيطر عليها الحوثيون دمرت منذ بداية العملية.

وأكد أن الغارات استهدفت قاعدة العند الجوية شمال عدن التي كان سيطر عليها الحوثيون في وقت سابق, موضحاً أنها طالت مدرج القاعدة “لمنع الميليشيات الحوثية من استخدام” القاعدة.

وإذ أشار إلى قطع طريق الامدادات بين صنعاء ومعقل الميليشيات الحوثية في صعدة شمال اليمن, أكد العسيري ضرب “تحركات محدودة (للحوثيين) على الحدود الشمالية لليمن تم استهدافها باستخدام طائرات اباتشي (مروحيات) ومدفعية الميدان”, لافتاً إلى أنه “لا يوجد الآن أي تحركات لعمليات برية من هذه التجمعات بالقرب من الحدود في شمال اليمن”.

ورداً على سؤال بشأن إمكانية سيطرة الحوثيين على عدن, قال العسيري “سنقوم بما هو ضروري لحماية شرعية الحكومة” في المدينة التي اعلنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عاصمة موقتة للبلاد.

وطالب العسيري اليمنيين ب¯”الابتعاد عن التجمعات الحوثية” والابتعاد عن المركبات التي تنقل تموينات عتاد لأن قوات التحالف ستهاجمها, محذراً من سعي الحوثيين إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية.

وأكد أن قوات التحالف تتحقق قبل قصف أي أهداف للتأكد من أنها ليست مدنية, مشيراً إلى أن “عاصفة الحزم” ستستمر “حتى تحقيق الأهداف المخططة للحملة”.

من جهتها, ذكرت الإمارات, في بيان, أن طائراتها الحربية استهدفت منظومات الدفاع الجوي في كل من صنعاء وصعدة والحديدة اضافة الى منظومة صواريخ ارض – ارض ومراكز للقيادة والسيطرة ومستودعات امداد ومركز امداد فني في منطقة مأرب, قبل ان تعود الطائرات المقاتلة إلى قواعدها سالمة.

 

محادثات مكثفة في لوزان لإبرام تسوية قبل 31 الجاري/الدول الكبرى وإيران على وشك التوصل إلى اتفاق إطار

لوزان (سويسرا) – رويترز, ا ف ب:

مع دخول المفاوضات مراحلها الأخيرة, اقتربت إيران والدول الكبرى من التوصل إلى اتفاق إطار من صفحتين أو ثلاث صفحات تتضمن أرقاماً محددة تشكل الأساس لاتفاق طويل المدى. ومع وصول وزراء إلى لوزان بسويسرا للانضمام إلى المحادثات المكثفة بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف, حذر مسؤولون غربيون وايرانيون من أن احتمال أن تمنى المفاوضات بالفشل لا يزال قائماً. ويتواجد كيري وظريف في مدينة لوزان منذ أيام في محاولة للتوصل إلى اتفاق اطار بحلول مهلة تنقضي في 31 مارس الجاري بين ايران من ناحية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين من ناحية أخرى. وقال مسؤول ايراني كبير مطلع على المحادثات, طالباً عدم ذكر اسمه, ان “الجانبين قريبان جدا جدا من الخطوة الاخيرة وقد يتم التوقيع أو الاتفاق والاعلان شفهيا”, فيما كرر مسؤولون آخرون التصريحات نفسها, بيد أنهم حذروا من أنه لا تزال هناك الكثير من النقاشات المحتدمة بشأن عدد من القضايا الحساسة. وإثر لقائه أمس نظيريه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس كلا على حدة, أبدى ظريف تفاؤلاً, معرباً عن ثقته بإمكان حل الخلافات. وقال للصحافيين “اعتقد اننا احرزنا تقدما. اننا نتقدم واعتقد انه بامكاننا احراز التقدم اللازم للتمكن من حل كل القضايا وبدء صوغ نص سيصبح الاتفاق النهائي”, مضيفاً “نحن مستعدون للعمل بوتيرة سريعة للمضي قدما وأعتقد أن كل المؤشرات” متوافرة لتحقيق ذلك, لكنه كرر أن “إيران اتخذت قراراً سياسياً من أجل التزام في إطار الكرامة. اعتقد ان شركاءنا في المفاوضات يحتاجون الى اتخاذ قرارات”. واوضح ان “ألمانيا وفرنسا جديتان حقا للتوصل الى اتفاق, وآمل ان نستطيع العمل معا لبلوغ اتفاق”.

من جهته, اكتفى فابيوس بالقول بعد مشاورات مع ظريف استمرت أكثر من ساعة “نحاول التقدم. اننا نعمل”. في غضون ذلك, شبه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير, المفاوضات النووية مع إيران بتسلق قمة جبال الألب السويسرية, مضيفاً “أوشكنا على نهاية اللعبة وبدأت حلحلة بعد 12 عاماً من المحادثات”. وقال إن “الوصول إلى القمة هو الأصعب, وبالنظر إلى ما وصلنا إليه خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة, والإرادة الجدية التي أظهرتها الأطراف, فإننا لن نتخلى عن جهودنا للوصول إلى اتفاق”.

وإذا تم الاتفاق, فإن الوثيقة ستغطي أرقاماً رئيسية لأي اتفاق نووي في المستقبل بين ايران والدول الست, مثل الحد الاقصى لعدد وأنواع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي يمكن لايران تشغيلها, وحجم مخزونات اليورانيوم التي يمكنها الاحتفاظ بها, وأنواع الابحاث النووية والتطوير التي بوسعها القيام بها, وتفاصيل رفع العقوبات التي شلت اقتصاد ايران. ورجح مسؤولان أن يعلن معظم محتوى اتفاق الاطار رغم أن بعض البنود ستكون قيد السرية, فيما نفى عدد من المسؤولين الايرانيين أن تكون ايران على وشك التوصل لاتفاق اطار, لكن ديبلوماسيا غربياً أكد أن تصريحاتهم غير صحيحة وتستهدف الجماهير في الداخل. ومن بين الارقام الرئيسية في الاتفاقية, هي المدة التي قال المسؤولون انها لا بد أن تستمر أكثر من عشر سنوات. وفور انتهاء أجل الاتفاقية الرئيسية فمن المرجح أن تكون هناك فترة من المراقبة الخاصة للامم المتحدة للبرنامج النووي الايراني. ومن المفترض أن يأتي بعد اتفاق الاطار, اتفاق شامل بحلول 30 يونيو المقبل يتضمن كل التفاصيل الفنية بشأن الحدود التي ستضعها ايران على الانشطة النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات.

 

نص خطاب السيد حسن نصرالله

نصرالله: ايران لم ولن تتدخل في الانتخابات الرئاسية ندين العدوان السعودي على اليمن وجيشه وندعو إلى وقفه والذهاب إلى الحوار

السبت 28 آذار 2015

وطنية – القى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم كلمة متلفزة قال فيها:”في الحقيقة قبل أيام كنت أحضر لحديث تلفزيوني معكم بعد غياب لأسابيع وكان هدفي استعراض بعض القضايا المحلية وإطلالة عامة على وضع المنطقة. ولكن لا شك أن التطور الخطير الذي حصل في المنطقة من خلال بدء حرب عدوانية على اليمن سيطغى على حديثي كما طغى على الاهتمامات السياسية في المنطقة والعالم، ولذلك أنا في الموضوع الداخلي والمحلي سأكتفي بنقطتين وباختصار شديد وأدخل إلى الوضع المستجد الذي يتطلب موقفا وتحديد مسؤوليات.

بطبيعة الحال، لكل لبناني كما لكل عربي كما لكل إنسان في العالم أن يحدد موقفه من تطور بحجم العدوان على اليمن. في لبنان نحن أتينا متأخرين أيضاً، لأنه كي لا يأتي أحد ويعتب ويقول أنتم تعبرون عن مواقف ولبنان يتحمل أو لا يتحمل. أنا بالصدفة كنت أحضر في منتصف الليل، أرى آخر الأخبار فأول خبر عاجل على قناة العربية الذي أعلن بدء العدوان تقريباً منتصف الليل على اليمن وبدأت تتتالى المواقف، ويمكن بعد أقل من ساعة من بدء العدوان رأيت الرئيس سعد الحريري يحكي ويعقب، وأيد العدوان السعودي وأدان الجماعة في اليمن وحكى عن تدخل إيراني وقال ما قال.

حسناً، في لبنان كذلك، كل الناس “لحقت حالها” وأخذت مواقف وهذا حق طبيعي، مؤيد، معارض، ضد، مع، ليس هناك مشكلة. أيضا لنا حقنا أن نعبر عن موقفنا وعن رؤيتنا المختلفة، وكما نحترم حق غيرنا في التعبير عن رأيه وموقفه، وبالأدبيات التي يراها مناسبة وهي أدبيات تستفزنا بالتأكيد، وكذلك من حقنا ولا يجوز من أحد أن يصادر لنا هذا الحق في أن نعبر عن موقفنا، وبالأدبيات التي نراها مناسبة. لكن ما أتمناه أن لا يؤدي هذا الاختلاف الجديد أو الانقسام السياسي الجديد من هذا التطور في الخليج لأن يوتر البلد عندنا في لبنان أو يؤدي لانعكاسات على مستوى موضوع الحكومة. طبعاً الحكومة يجب أن تراعي مختلف الاتجاهات والآراء اللبنانية في هذه المسألة وأن لا يأخذ البلد إلى احتقان جديد أو يؤثر على الأوضاع العامة .

نقطتان سأتحدث بهما النقطة الاولى في الوضع المحلي سريعاً

النقطة الأولى: الحوار والمحكمة وما يقال فيها: منذ البداية نحن اخترنا الحوار لمصلحة وطنية، لمصلحة بلدنا، أن يجلس (مسؤولو) حزب الله وحزب المستقبل ويتكلموا مع بعض والمصلحة أن يجلس كل الناس ويتحدثوا مع بعضهم في لبنان، كل القوى السياسية والاتجاهات السياسية والسقف كان منطقياً وواقعياً وهو تخفيف الاحتقان المذهبي خصوصاً ومنع انهيار البلد وبالملفات التي نستطيع أن نتعاون وأن نتفاهم وأن ننجز، فليكن ذلك .

منذ البداية، كان هناك جهات سياسية في لبنان، قوى سياسية خارج تيار المستقبل وداخل تيار المستقبل، كان هناك شخصيات ترفض هذا الحوار وتعارضه بشدة وتعمل على تخريبه، منذ اللحظة الأولى لانطلاق هذا الحوار وما زالت تعمل وتستغل كل فرصة في سبيل هذا الهدف، ومنها مجريات ما يدلى به من شهادات في المحكمة الدولية .

بالنسبة إلينا نحن لا نعير هذه الاصوات وهذه المواقف أي اهتمام، نحن سنواصل هذا الحوار طالما أنه يمثل مصلحة وطنية وليس حاجة فئوية في الحقيقة، ونتحمل كل هذه الاستفزازات وصدرنا رحب ونستطيع أن نتحمل كل هذه الاستفزازات. ولذلك أنا أدعو خصوصاً جمهور المقاومة إلى الصبر والتحمل وعدم الاعتناء بهذه الأصوات، لأن هدفها إعادة التحريض الطائفي والمذهبي وإحياء الفتنة، ولأن هؤلاء لا مكان لهم إلا في ظل الفتنة، في ظل الانقسامات الحادة، في ظل الصراعات الداخلية، لذلك نحن لا نريد أن نحقق لهم ما يريدون. الأمر يحتاج فقط إلى بعض التحمل وتجاهل كل هذه الاستفزازات التي تحصل .

وأما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية وما قيل ويقال على منابرها فالكل في لبنان والعلم يعرف أننا قبل سنوات تحدثنا بوضوح وأعلنا موقفاً واضحاً وحازماً ونهائياً من موضوع أصل المحكمة وتركيبة المحكمة وأهداف المحكمة وأداء المحكمة وقوانين المحكمة ونتائج المحكمة، وهذا محسوم بالنسبة لنا، ولذلك لا يعنينا ما يجري في هذه المحكمة وإن كان قد تابع اللبنانيون الشهادات المطولة وسمعوا الكثير من القصص ولم يلحظوا حتى الآن أي كلام له قيمة قانونية.

أنا لست معنياً لا بالدخول في النقاش أو التعليق على هذا الأمر ولكن أود أن أذكر فقط أننا لا نعلق على كل ما يقال في المحكمة لأن المحكمة أصلاً وتفصيلاً وفرعاً وابتداء اًو نهاية، موقفنا منها حاسم وواضح. وعندما يكون الشيء بأكمله مرفوض بالنسبة إلينا، نحن لسنا بحاجة إلى أي تعليق، ولذلك “ما حدا يطلع ويقول”: قال الشاهد الفلاني كذا، ولكن حزب الله لم يعلق، وقال الشاهد الفلاني كذا وحزب الله ما قال شيئاً. لا يعنينا كل ما يقال في هذه المحكمة وهذا أمر منته .

النقطة الثانية المحلية أنه خلال الأسابيع الماضية أيضاً شهدنا حملة جديدة أو مستجدة في موضوع توجيه اتهامات بالنسبة لتعطيل انتخابات الرئاسة.

لا شك أن الفراغ الرئاسي أمر مؤذ للبنان وأن إجراء انتخابات رئاسية أمر مهم جداً، ولكن البعض يحب أن يحيل المسؤولية على الآخرين. ما يعنيني هنا ما قيل خلال الأيام القليلة الماضية من اتهام لإيران وبالتالي لحزب الله ـ لكن الاتهام موجه لإيران ـ بأنها هي التي تعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان. بكل صراحة أكتفي بالقول إن إيران لا تتدخل في الانتخابات الرئاسية في لبنان ولم تتدخل ولن تتدخل.

الفرنسيون اتصلوا بالإيرانيين وحثوهم كثيراً، والإيرانيون أحالوهم على اللبنانيين وقالوا لهم إن هذا شأن لبناني داخلي وإيران لا تضع أي فيتو على أي شخصية لبنانية للوصول إلى الرئاسة. لمعلومات الجميع، هي لم تسم أحداً ولم ترفض أحداً ولم تناقش معنا اسماً. ولذلك هي ليست مسؤولة عن التعطيل. المسؤول عن التعطيل – الآن اليوم صار يجب أن نحكي الأمور كما هي – الذي يعرفه اللبنانيون كثيراً وجيداً وفي الإعلام وفي الكواليس وفي الدوائر السياسية أن هناك دولة معينة سأحكي اسمها بعد قليل تضع فيتو على المرشح الأقوى والطبيعي والمنطقي الذي يمكن أن يحقق التوازن والاستقرار في لبنان ويمثل الحيثية المسيحية والوطنية الكبرى. هي تضع فيتو وتمنع الانتخاب وهي المملكة العربية السعودية وبالتحديد وزيرالخارجية سعود الفيصل، وهذا كل الناس تعرفه. أنا شخصيا استنتاجي ان قيادة تيار المستقبل في مكان ما قد لا تمانع، رئيس تيار المستقبل في مكان ما في المناقشات الضمنية هنا وهناك أو في قناعاته الذاتية قد لا يمانع بهذا الخيار. لكن المشكلة عندنا في لبنان أن هناك دولة وضعت فيتو على رئيس.

جيد، أنتم تعرفون ان الذي يعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان هي السعودية. لماذا تحملون ايران التي لا علاقة لها بهذا الملف لا من قريب ولا من بعيد بالانتخابات الرئاسية اللبنانية. نحن نقرر ونحن ننتخب ونحن نحدد ولا يملي أحد علينا شيئاً لا من أصدقائنا ولا من غير أصدقائنا. اذهبوا أولا فليصبح قراركم ملك أيديكم دون أن تصغوا إلى فيتو من هنا وفيتو من هناك. حينئذ يمكن أن تصل الانتخابات الرئاسية في لبنان إلى خاتمتها الطبيعية والمنطقية.

أكتفي بهاتين النقطتين في الموضوع اللبناني لأدخل إلى الموضوع الكبير والمستجد..

عندما سمعنا في الأخبار في منتصف الليل أن الحرب السعودية بدأت على اليمن وشنت الغارات وعمليات قصف واسعة، وبعد ذلك قيل إن هناك عشر دول وما شاكل، وتحالف تشكل، وسميت الحملة بـ “عاصفة الحزم”.. دعونا نتكلم في البداية وجدانيات وندخل على السياسة، ولم يخطر ببالي أنا، أنا واحد من الناس خطر ببالي، منذ تلك اللحظة إلى الآن وأنا أتابع الأخبار والتعليقات، وجدت أن الكثيرين يقولون هذا. الذي خطر في البال هو التالي: ما الذي حصل حتى هبت عاصفة الحزم عند النظام السعودي وعند حلفائه، وأصبحنا نرى وجود حزم عربي وشهامة عربية وشجاعة عربية وبطولة عربية وإرادة عربية، ما شاء الله، شيء ملفت حقيقةً. ولكن المؤلم أننا على مدى عقود نحن في فلسطين وشعوب المنطقة التي تعيش في جوار فلسطين وتكابد منذ 1948 إلى اليوم معاناة ومصائب وجود الكيان الاسرائيلي في فلسطين لم تهب علينا لا عاصفة حزم ولا نسمة حزم، كنا نحلم بنسمة عربية من هذا النوع، للأسف الشديد لم يحصل شيء من هذا.

حسناً، إذا الموضوع استصراخ، فإن الشعب الفلسطيني يستصرخكم منذ عقود وما زال يستصرخكم. في لبنان، في العام 82 نعم الشعب اللبناني استصرخكم لكن بعدها يئس منكم، في العام 2006، أنا قلت لا نريد منكم شيئاً فقط “حلوا عنا”، لكن الشعب الفلسطيني ما زال يستصرخكم ويناديكم ويستغيث بكم، في الحرب الأخيرة، حرب 51 يوماً على غزة، بيوت آلاف الغزاويين تدمر وتقصف، نساؤهم وأطفالهم تذبح وهؤلاء مسلمون سنة “بالاذن نحكي هذه اللغة”، وكانوا يستغيثون ويستصرخون وينادون ملوك العرب وأمراء العرب والزعماء العرب ولم تحركوا ساكناً، فمن أين جاءت هذه الهمة والحمية وهذه الشجاعة وهذه الشهامة والحزم. هذا طبعاً أمر يستحق التفاجؤ ويستحق التألم بنفس الوقت، وأكيد هناك شيء مهم وكبير وخطير أهم من كل ما جرى على منطقتنا خلال عقود من الزمن كل ما حصل في منطقتنا من حروب ومن مظالم ومن ومن ومن ومن.. لم يستدع تدخلاً عسكرياً سعودياً وعاصفة حزم سعودية، صار شيء استدعى هذا الأمر، دعونا نرى ما هو هذا..

إذا كان الهدف هو إنقاذ الشعب اليمني، فلماذا تركتم الشعب الفلسطيني عقوداً من الزمن ولم تحركوا ساكناً، بل تآمرتم عليه ومزقتموه وخذلتموه وبعتموه للاسرائيليين والاميركيين.

ثانياً: إذا كان الهدف إعادة السلطة الشرعية متمثلة بحسب ادعائكم بـ عبد ربه منصور وحكومته فلماذا لم تبذلوا جهداً لاستعادة ما هو أهم من سلطة وهي أرض فلسطين ومقدسات الأمة في فلسطين وقبلة المسلمين الأولى في فلسطين.

ثالثاً: أنتم تقولون إن الوضع الجديد في اليمن يهدد أمنكم وأمن منطقة الخليج وأمن السعودية، مع أنه وضع جديد وبعد ما اتضح ما هي إمكاناته وقدراته، لم يتشكل بشكل نهائي وتقولون إنكم استشعرتم الخطر وبادرتم إلى هذا العدوان.

حسناً، ألم تستشعروا خطر وجود إسرائيل وهي تمتلك أقوى جيوش العالم وهي على حدود موانئكم وبحاركم ومحيطاتكم وبلدانكم. هذا يعني أيها العرب أيها المسلمون هذه شهادة عربية جديدة أن اسرائيل ليست الآن عدواً، وهي ما كانت عدواً، لم تكن في نظر هؤلاء في يوم من الأيام عدواً أو تهديداً يستدعي أو يستلزم همة وعاصفة من هذا النوع.

على كل حال، تعالوا لنناقش الحجج. أنا طبعا مسؤوليتي أن أشرح هذا الموضوع لنختم بموقف ودعوة.

لنر هذه الحجج التي أطلقت، هل تسوغ، هل تجوز لهم أن يشنوا حرباً قاسية ومدمرة؟ الآن بيوت تهدم وبنية تحتية تدمر، مدنيون يقتلون، نساء وأطفال، هل هناك داع، هناك سبب، هناك حجة؟

وهذا ينسحب أيضاً حتى على تلك الجهات العلمائية التي تريد أن تضفي شرعية على هذه الحرب،

ما هي الحجج التي طرحت حتى هذه اللحظة للعدوان على اليمن وعلى شعب اليمن ؟

هي ثلاث حجج بشكل أساسي، سأترك الحجة الكبيرة لآخر الكلام لأنها تتطلب تعليقاً واسعاً.

الحجة الاولى: أنه يوجد رئيس شرعي منتخب باعتقادهم، مع أن الرجل استقال ثم عاد عن الاستقالة، مع أن مدته انتهت بحسب المبادرة الخليجية.. حسناً، بدون هذا النقاش، لنفترض أنه ليس هناك مشكلة، لا هو مستقيل ولا مدته انتهت ولا أي شيء، هناك رئيس شرعي كامل وطلب منهم: ساعدوني لتعيدوني رئيساً، لتعيدوا حكومتي لحكم البلد. هذه هي الحجة، هل هذه حجة كافية لتشنوا حرباً على اليمن.

أنتم سابقا لم تفعلوا شيئاً من هذا. مثلاً عندما قام الشعب التونسي على زين العابدين بن علي وهرب إلى السعودية وهو ما زال في حماية السعودية، وغضب في ذلك الوقت الملك السعودي وكان له مواقف وللسعودية مواقف قاسية جداً وحادة جداً من ثورة الشعب التونسي وحاول أن يعيد الرئيس زين العابدين بن علي ولكنه فشل أمام الإرادة التونسية ولم ينشئوا تحالفاً ولا ائتلافاً عربياً ودولياً و”أن قوموا إلينا نريد أن نشن حرباً على الشعب التونسي من أجل أن نعيد الرئيس الشرعي والحكومة الشرعية” .

مثل آخر وأكتفي بالأمثلة.

في مصر كلنا يعرف أن موقف المملكة العربية السعودية من ثورة الشعب المصري التي أطاحت الرئيس حسني مبارك موقف معادي وسلبي جداً وموقف علني وقيل إنه حصل سجال بينهم وبين الأميركيين، لأنهم اعتبروا أن الأميركيين متهاونون ومتساهلون أو متواطئون، وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجل حسني مبارك. وهذه مصر إلى جواركم ومهمة جداً لكم، ولم تنشئوا تحالفاً دولياً ولم تقولوا “قوموا الينا نريد أن نعتدي على مصر ونضرب أولئك المتمردين” على الرئيس الشرعي بحسب اعتقادكم حسني مبارك، لم تقوموا بشيء كهذا.

لماذا في اليمن؟ معناها ليست هذه هي القصة. هذه الحجة غير صحيحة، هذه مجرد حجة واهية، ذريعة، كذبة من الأكاذيب لشن الحرب. بعدها لماذا فعلوا هذا؟ إذا كانوا يريدون إعادة الرئيس الشرعي فإن الأمر يبدأ بالعقوبات وبالضغوط السياسية والضغوط المالية والضغوط الاقتصادية ويستدعون الناس إلى الحوارات ويستفيدون من كل الصداقات والعداوات الموجودة في العالم، وفي آخر المطاف يلجأون إلى هذا الخيار. ما هو سر هذه المسارعة الغريبة العجيبة المفاجئة لعمل عسكري بهذا الحجم؟

إذاً ليست المسالة مسألة رئيس وحكومة يريدون إعادتها إلى اليمن بل المسألة أعمق من هذا بكثير.

 الحجة الثانية أن الوضع الجديد في اليمن، يعني هذا الوضع الجديد حتى لا أستخدم كثيراً من الأسماء سأقول الوضع الجديد في اليمن، المقصود فيه هذه الثورة الشعبية العارمة التي تتقدمها حركة أنصار الله وبالتعاون والتآزر والتكافل مع الجيش اليمني وكثير من شرائح وقبائل الشعب اليمني على اختلاف اتجاهاته ومذاهبه، هذا الوضع الجديد.

إن الوضع الجديد في اليمن يهدد أمن السعودية وأمن دول الخليج وأمن البحر الأحمر! حسناً، هل هذا صحيح؟ هل لديكم دليل تقدمونه للمسلمين وللشعوب الإسلامية وللسادة العلماء وللمفتين الذين يفتون لكم، دليل قطعي، لأنك أنت تبني حرباً، حرباً فيها سفك دماء. مرة أنت تريد أن تحاسب الناس على نواياها التي تفترضها أنت، فهذا ليس من الانسانية بشيء، ولا من دين الله بشيء. هذا دين جورج بوش، الذي يحاسب على النوايا. ألديكم دليل أن هذا الوضع الجديد في اليمن يهدد السعودية ويهدد دول الخليج أولا، لا يوجد دليل.

ثانياً، الكل يعرف أن مشاكل اليمن الداخلية مشاكل كبيرة، الأمنية، داعش والقاعدة، المشاكل الجهوية، المشاكل المناطقية، موضوع التنمية، الموضوع الإقتصادي، الموضوع الإجتماعي، الموضوع المعيشي، المالي، السياسي، إعادة تكوين السلطة والنظام ووضع دستور جديد. هذا يعني أن الشعب اليمني والقوى السياسية في اليمن لديها عمل من الآن إلى 20 – 30 سنة “يالله تخلص فيه”. والمقدرات العسكرية اليمنية واضحة كم هي، وأكثر أناس يعلمون المقدرات العسكرية في اليمن هم السعودية.

هذا اليمن، هل بدر منه ما يفيد بأنه يهدد أمن السعودية أو يهدد أمن الخليج!؟ الأكثر من ذلك، ما أعرفه أنا، ولا أدري إذا كان طرح في الإعلام أم لا، أن الإخوة في حركة أنصار الله كان لديهم اتصال مع المملكة العربية السعودية ومع قطر ومع دول الخليج، كان هناك اتصالات وكان هناك مفاوضات، وعشية وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز كان هناك وفد من أنصار الله في الرياض، وجلسوا هم والمخابرات السعودية “عم يأخذوا ويعطوا ويتكلموا”.

مات الملك، جاءت تركيبة جديدة، انقطع الإتصال. حسناً، يوجد أناس يقولون نحن حاضرون أن نجري حوارا سياسياً. ذهبوا إلى الحوار السياسي في صنعاء، لم يقبلوا أن يذهبوا إلى عدن. قلتم الرياض، قبلوا أن يذهبوا إلى مسقط، لماذا رفضتم مسقط؟ إذاً هناك جماعة أولويتهم اليمن، ولم يصدر منهم أي شيء، ومستعدون أن يجروا اتصالات ويعقدوا حواراً سياسياً حول مستقبل اليمن في مسقط أو في دولة محايدة، ولم يعتدوا عليكم بشيء، ولم يبدأوكم بقتال، ولم يعلنوا عليكم حرباً، بل كانوا دائماً يخاطبونكم بود، ويقولون لكم: ما يجري في اليمن من تهديد داعش والقاعدة يطال الأشقاء في السعودية كما يطال الشعب اليمني. ماذا بدر من هؤلاء حتى تعلنوا الحرب عليهم وتحكموا عليهم بأنهم يهددون أمن السعودية وأمن الخليج وأمن باب المندب وأمن البحر الأحمر وما شاكل؟

أيضاً هذه الحجة حجة واهية وكاذبة ولا أساس لها من الصحة. أنا أتمنى أن يسمعني الناس حتى بعد ذلك كل واحد يضع عصبيته جانباً، عصبيته المناطقية، وعصبيته الحزبية، وعصبيته الطائفية، وعصبيته المذهبية ليحاول أن يفهم. أنا أقدم مشهداً وناقشونا بهذا المشهد، أقدم وقائع، وقائع معلنة وبعضها غير معلن. عندما تريد أن تؤيد حرباً، عندما ترضى، أي إنسان في العالم يرضى بهذه الحرب هو شريك فيها، شريك في إثمها يوم القيامة، لكل مسلم يفتش عن براءة الذمة، مطلوب أن يجلس ويدقق، ليس أن السعودية أخذت قرارا فيجب على المسلمين كلهم أن يلحقوا بها! لماذا هذا القرار؟ وقرار على من؟ لو كان على إسرائيل نحن حاضرون أن نكون جنوداً في هذه المعركة، لكن على شعب عربي وشعب مسلم، لا. كل واحد يجب أن يجلس ويفكر قبل أن يقول كلمة يتحاسب عليها في يوم القيامة، في الدنيا يمكن أن لايحاسب أحد أحداً .

الحجة الثالثة وهي الأهم، وهي حجة واهية أيضاً بالمنطق، لاحقاً سأقول لكم السبب الحقيقي ماذا هو، السبب الحقيقي لهذه الحرب.

الحجة الثالثة وهي الأكثر إعلاناً الآن وتسويقاً في الإعلام السعودي والخليجي والعربي وكل الإعلام الممول سعودياً ومن حلفاء السعودية أنه لماذا هم ذاهبون ليشنوا حرباً في اليمن، الحجة هي أن اليمن أصبحت محتلة من إيران، الهيمنة الإيرانية على اليمن، التدخل الإيراني في اليمن، اليمن أصبحت إيران وهذه يمن عربية ويجب أن نستعيدها وهذه جزء من شبه جزيرة العرب التي طبعاً ولا يوم قبلوا أن يدخلوها إلى مجلس التعاون الخليجي، لأنهم يعتبرونها دولة صنف ثاني ودرجة ثانية وشعب فقير وعبء، ماشي الحال، أنه يجب أن نستعيدها من الإحتلال الإيراني والهيمنة الإيرانية والسيطرة الإيرانية. وهذه من أكبر الأكاذيب التي يعمل على إشاعتها اليوم من خلال هذه الهجمة الإعلامية الشرسة الأقوى من الهجمة العسكرية.

حسناً، أيضاً نتكلم قليلاً بهدوء وبمنطق، ومن هذه النقطة في الحقيقة أنا سأوسع الإطلالة قليلاً على المنطقة وأعود إلى اليمن في آخر الكلام. أين هو الدليل والشاهد على أن اليمن محتل من إيران؟ الإحتلال له وجوه، لكن أهم وجه من وجوه الإحتلال الأبرز هو وجود جيوش إيرانية تحتل اليمن، قواعد عسكرية إيرانية موجودة مثلاً في بلد ما فنتهم إيران باحتلال البلد، هل هناك جيوش إيرانية في اليمن؟ هل هناك قواعد عسكرية إيرانية في اليمن؟ هل حقيقة إيران تحتل اليمن عسكرياً؟ هذه من الأكاذيب الواضحة جداً جداً جداً جداً، والتي لا تحتاج إلى نقاش.

حسناً، يقول لك إنه ليس إحتلالاً بالمعنى العسكري، هناك هيمنة إيرانية وسيطرة إيرانية على اليمن. جيد، هذه نقطة جديرة بالنقاش ليس فقط من أجل اليمن بل من أجل فهم كل ما يجري في منطقتنا.

اسمحوا لي هنا أن أطرح مشكلة جوهرية في عقل النظام السعودي ومن معهم، هناك مشكلة بالعقل، وهي عدم الإعتراف بشيء إسمه شعوب، شعب، شعب تونسي، شعب مصري، شعب يمني، حتى شعوب خليجية، حتى شعب سعودي، شعب عراقي، وحركات شعوب، وإرادة شعوب، وقضايا شعوب، ولذلك هم يمكن أنهم ملوك وحكام و(مقتدرون) بين هلالين، هم ينظرون إلى الناس كلهم رعايا، بالتالي الرعية لا يمكن أن يكون عندها إرادة مستقلة أو قضية مستقلة أو ماهية مستقلة أو هوية مستقلة وإذا في يوم من الأيام تمردت فإذاً هي جزء من المحور المقابل وتصنف في الصراع الإقليمي أو الدولي، هكذا يعني هذه المشكلة جوهرية. ولذلك هم تعاطوا مع موضوع تونس كذلك، وتعاطوا مع موضوع مصر بالطريقة نفسها، ومن الأول يتعاطون مع اليمن ومع ليبيا ومع العراق ومع سوريا ومع كل المناطق بنفس الأسلوب. هذا الفهم، هذا العقل إلى أين يوصل؟ يوصل إلى مواقف خاطئة، سياسات خاطئة، وبالتالي إلى نتائج خاطئة، وإلى فشل متراكم. يعني إذا أخذنا من 20-30 سنة إلى اليوم، نأخذ مثلاً السياسة الخارجية السعودية، لا أريد أن أتكلم في الشأن الداخلي، ونأخذ الديبلوماسية السعودية، أتوا لي بنجاحات، أتوا بإنجازات ونجاحات؟ فشل متراكم. الآن أيضاً يأتي في السياق، لماذا؟ الفشل نتيجة سياسات خاطئة، السياسات الخاطئة نتيجة قراءة خاطئة، القراء الخاطئة نتيجة عقل يفكر بشكل خاطئ أو لديه تعقيدات غير صحيحة. في الأصل، هذه السياسات وهذه الطريقة الخاطئة هي التي توصل إلى..، فلنتكلم بصراحة، أن تصبح المنطقة مفتوحة أمام إيران، حتى لو إيران لم تبذل جهداً ضخماً وكبيراً. أنتم، والآن سأذكر شواهد، أنتم الذين تدفعون شعوب المنطقة إلى إيران، المشكلة عندكم ليست عند إيران، المشكلة عندكم، فشلكم، بعقلكم، بإدارتكم، بطريقتكم، بإسلوبكم، بخططكم، بفهمكم.

حسناً، سأعطي أمثلة قليلة، أعيد من خلالها قراءة المنطقة. في لبنان، نأخذ لبنان، نبدأ بلبنان، عام 1982 عندما احتلت إسرائيل أجزاءً كبيرة من لبنان ودخلت إلى العاصمة بيروت، تخلى العرب كلهم عن لبنان إلا سوريا، بعض الدول العربية كان لها موقف سياسي مشكورة عليه، الجزائر، السودان، على ما أذكر، بعض الدول الأخرى، لكن عموماً العرب الذين لديهم فلوس ولديهم مال ولديهم نفوذ والذين يشترون بمئات مليارات الدولارات سلاح وطائرات ومدافع، تخلوا عن لبنان، وكان من حق اللبنانيين أن يقاوموا الإحتلال الإسرائيلي، وبحثوا عن من يساعدهم ومن يساندهم ومن يتعاطف معهم، كانت سوريا وكانت إيران. حسناً، إيران جاءت من آخر الدنيا وكانت هناك حرب مفروضة عليها، أنتم لكم علاقة بهذه الحرب المفروضة على إيران، إيران لم تقف وقالت نظام صدام حسين يحاربني وبدعم عربي ودعم خليجي إذاً فليقلع اللبنانيون شوكهم بأيديهم، لا، لبت استغاثتنا وإستصراخنا، وجاءت وساعدت اللبنانيين، ونقلت إليهم الخبرة والتجربة، وقدمت إليهم المشورة وأعطتهم المال والسلاح والتقنيات ووو.. ولكن المقاومة في لبنان كانت لبنانية، رجالها، نساؤها، قادتها، شهداؤها، أسراها، أبطالها، جرحاها، أيتامها، عوائل شهدائها، قضيتها، حركتها، قرارها، كان لبنانياً مئة بالمئة، لم تكن مقاومة إيرانية. لكن لأنكم لا تعترفون بشعب إسمه لبنان، شعب لبناني ومقاومة لبنانية وحركة لبنانية وإرادة لبنانية، وصفتم هذه المقاومة منذ البدايات إلى اليوم أنها مقاومة إيرانية أو مقاومة تابعة لإيران وهي ليست كذلك وليس لديكم دليل أنها كذلك، ولدي ألف دليل أنها ليست كذلك، ولكن تتصرفون أن المقاومة في لبنان هي مقاومة إيرانية، ليست مقاومة لبنانية وليست مقاومة عربية، حتى عندما جئنا بالنصر لنهديه للعرب وللأمة العربية لم تقبلوا، وتعاطيتم أن هذا نصر إيراني وهذا نصر مذهبي ونحن أردنا هذا النصر لكل العرب ولكل المسلمين ولكل شرفاء العالم.

حسناً هذا مثل. تقول لي: إيران لها إحترام في لبنان، طبعاً، عند فريق واسع ووازن وكبير ولها تأثيرها ولها نفوذها، هذا صحيح، لكن إيران تحتل لبنان؟ لا. إيران تهيمن على لبنان؟ لا. إيران تفرض خياراتها على لبنان؟ لا، أبداً، وأعود إلى هذه النقطة بعد قليل.

هذا لبنان. أما فلسطين، أنتم الحكومات العربية وبالتحديد النظام السعودي ودول الخليج تخليتم عن شعب فلسطين، كما تحدثنا في البداية، وخذلتموه، وتركتموه لإسرائيل، تقتل وتذبح وتشرد وتقصف وتدمر وتنتهك وتأسر وتعتقل، وتركتموه لأميركا تعمل له حل سياسي، من خلال المفاوضات التي لم تؤد إلى نتيجة على الإطلاق ويبحثون فيها عن سراب. لم تفعلوا شيئاً للشعب الفلسطيني. يا أخي، لا تحاربوا من أجل الشعب الفلسطيني، أليس لديكم فلوس! مليارات الدولارات لديكم! لماذا يعيش الشعب الفلسطيني بهذا البؤس في المخيمات، في الشتات، في داخل فلسطين؟ لماذا الشعب الفلسطيني غير قادر حتى الآن أن يعيد بناء ما هدمته الحروب على غزة، ليس الحرب الأخيرة فقط؟ لماذا يضطر المقدسيون إلى الهجرة من القدس والضفة الغربية، إلى الهجرة من الضفة الغربية؟ لماذا، لماذا، لماذا؟ وأنتم لديكم فلوس، لا نريدكم أن تقاتلوا، ولا نريد ضباطكم ولا جنرالاتكم ولا جنودكم ولا طائراتكم ولا عاصفة الحزم “تبعكم” ضد إسرائيل، القليل من الفلوس التي تصرفونها في أوروبا وبأميركا، كل العالم يعرف أين، أعطوها لهذا الشعب الفلسطيني، تتحننوا عليه. لم تتحننوا عليه، تركتموه ليس فقط للاحتلال وإنما للفقر وللجوع وللمهانة وللشتات أيضاً. حسناً إن هذا الشعب الفلسطيني إستنجد بإيران، وعلى الرغم من أن إيران مفروض عليها حرب أيضاً من جنابكم، حرب ثماني سنوات، وبعدها مفروض عليها عقوبات وحصار أيضاً بفضل جنابكم. إيران أغاثت الفلسطينيين، وقدمت ما تستطيع أن تقدمه لهم من المال والسلاح والمساعدات، ونقل الخبرة والتدريب، وانتقال التجربة والتقنيات، وفي الموقف السياسي العالي الحاسم الجذري. إذاً لماذا الشعب الفلسطيني لن يتعاطف مع إيران ويحب إيران؟! لأنها تعاطفت معه وأحبته وساعدته وأعانته بالرغم من كل مشاكله.

تأتون وتقولون: النفوذ الايراني في فلسطين، أصبح الملف الفلسطيني ملفاً ايرانياً، يجب أن نعمل لاستعادة الملف الفلسطيني ليكون ملفاً عربياً.

من هو الذي أخذه منكم؟ من الذي نافسكم عليه؟ من صارعكم من أجله؟ أنتم تركتموه وخذلتموه وأهنتموه، وجاءت إيران وطبعاً سوريا كان لها دائماً موقف سياسي ومادي ومعنوي وميداني ومشرف في الموضوع الفلسطيني، ولكني الآن أتكلم عن موضوع إيران لأن سوريا ليست متهمة باليمن.

من بعدها، نريد أن نستعيد الملف الفلسطيني، أصبح ملفاً ايراني، لكن إيران لا تهيمن على الفلسطينيين، ولا تسيطر عليهم، ولا على قرارهم، ولا على حراكاتهم، ولا على قياداتهم، على الإطلاق، أيضاً أعود اليها في خاتمة واحدة للكل.

نذهب إلى العراق، هذا العراق، تقولون النفوذ الإيراني في العراق، الهيمنة الإيرانية في العراق، الاحتلال الإيراني.

أولاً: لا يوجد احتلال إيراني في العراق

ثانياً: النفوذ والتأثير والحضور (الإيراني) في العراق ..

لنر ماذا فعلتم أنتم بالعراق، ماذا فعلت السعودية ومن معها؟

أولاً صدام حسين كان لديه كل الحوافز والدوافع الكافية للاعتداء على ايران، ولكن أنتم شجعتموه ومولتموه بحسب اعتراف الأمير نايف لأحد المسؤولين الإيرانيين وجهاً لوجه. قال له: نحن أعطينا لصدام حسين 200 مليار دولار، ولو كنا قادرين لأعطيناه أكثر، عندما كان المليار دولار مبلغ كبير في وقتها، وأنتم تعرفون كيف كانت أسعار النفط وما هي إمكانات السعودية في ذلك الوقت، 200 مليار دولار فقط من السعودية، وحرضتموه على الحرب وذهب إلى الحرب فدمرت ايران ودمر العراق وما زال البلدان والشعبان يعانيان من آثار تلك الحرب الظالمة التي هي من بركاتكم أيها النظام السعودي.

من بعدها أنتم شجعتم وحرضتم وساعدتم ودعمتم جورج بوش من أجل احتلال العراق، جاء الجيش الأميركي واحتل العراق، وأنتم كنتم جزءاً من هذه العملية العسكرية والأمنية والميدانية واللوجستية والسياسية، طبعاً من باب التسهيل، أنتم لم تقاتلوا، لم يكن عندكم لديكم عسكر ليقاتل، ولم يكن المطلوب منكم عسكر يقاتل.

جاء الأميركي واحتل العراق، حينما بدا أن الشعب العراقي لن يستسلم للاحتلال الاميركي ويستغل فرصة التخلص من نظام صدام حسين لاستعادة قراره ومكانته وموقعه وسيواجه الاحتلال سواء بالسياسة أو بالمقاومة، أدخلتم عليه كل جماعات القاعدة والجماعات التكفيرية. وأنا أعرف، والعراقيون يعرفون، وبعضهم قال هذا في وسائل الاعلام وأنا دائماً كنت أطالب ولا زلت أطالب الآن العراقيين بأن يملكوا شجاعة أن يظهروا الحقيقة للشعب العراقي ولكل الشعوب العربية وشعوب العالم أن الذي كان يرسل الانتحاريين إلى العراق وكان يدير إرسال السيارات المفخخة إلى العراق والذي كان يمول عمليات القتل في بغداد وفي المدن العراقية في الشمال وفي الجنوب وفي الوسط، لا فرق بين كرد وعرب وتركمان وسنة وشيعة ومسلمين ومسيحين هي المخابرات السعودية، وجنيتم على هذا الشعب العراقي، وآخر جناياتكم كانت داعش التي أتيتم بها أنتم وحلفاؤكم وأتيتم بهم من كل أنحاء العالم من أجل أن تسقطوا نظام الرئيس بشار الأسد وحكومة المالكي.

هل هذا أمر مخبأ؟ كل العالم يعرف ذلك.

لا أريد أن أقول الحكومة الفلانية فيه، سأقول عداؤكم كان في العراق مع شخص (ماشي الحال).

آخر الأمر جلبتم لهم داعش، ومخابراتكم و”بندركم” هو الذي جاء بداعش ومول داعش وسلح داعش، ثم انقلب السحر على الساحر وأرعبتكم داعش التي خرجت من قبضتكم ومن سيطرتكم كما خرجت القاعدة في السابق. هذا العراق.

ماذا رأى الشعب العراقي منكم؟ من النظام السعودي؟ ماذا رأى على مضى عقود من الزمن عندما كان صدام حسين يذبح الشعب العراقي، ويرتكب مجازر عامة بالشعب العراقي ويبيد أهل الشمال وأهل الجنوب، ويعتدي على أهل الوسط، ألم تكونوا تدعمون صدام حسين ونظام صدام حسين؟

هذا الشعب العراقي المظلوم، منذ بداية الاحتلال الاميركي، رأى أن هناك أناساً يقفون بجانبه اسمهم ايران، يقفون إلى جانبه بالسياسة، يقفون إلى جانبه بالموقف الدولي، بالموقف الاقليمي، وحتى في المقاومة، وهذه كانت جرأة وشجاعة ايرانية بالغة ومنقطعة النظير.

لأنها تدعم مقاومة في العراق ضد الجيش الاميركي وليست فقط تدعم مقاومة في لبنان وفي فلسطين ضد الجيش الاسرائيلي.

والأميركيون هددوا، هددوا بقصف إيران وهددوا بقصف قوة القدس ـ التي باتت الآن مشهورة ـ وهددوا بقصف ثكناتها وكانوا يعرفون أين يتدرب المقاومون العراقيون في إيران.

وأخيراً عندما هجمت داعش وانهارت أمامها المحافظات، وكادت أن تسقط بغداد وأن تسقط أربيل وأن يسقط الجنوب وأن يصلوا إلى حدود السعودية والكويت وغيرهم، من أول من بادر لمساعدة الشعب العراقي؟ وأرسل فلذات أكباده وأرسل المال والسلاح والذخيرة والخبراء ولم ينتظر أحداً في هذه الدنيا، ولم يفرق، مثلما دعم شيعة في الجنوب دعم الكرد في الشمال، وكانت لهفته على كل الشعب العراقي، شيعة، سنة، كرد، تركمان وغيرهم. أليست إيران؟

ماذا فعلتم أنتم لتدافعوا عن الشعب العراقي في مواجهة داعش؟ بل ماذا فعلت أميركا التي جاءت فيما بعد وأنشأت تحالفاً دولياً وائتلافاً وجلبوا الطائرات؟ وإلى الآن اللعبة واضحة.

لأي سبب لن يحترم الشعب العراقي إيران ويحب ايران ويصبح لإيران حضور وتأثير في العراق؟ وهي التي وقفت إلى جانبه وهي التي ساعدته وهي التي ساندته وهي التي دافعت عنه في الأشهر القليلة في المعركة التي كادت أن تستأصل وجوده وكيانه ببركة دعمكم لداعش.

من بعدها تخرج قناة العربية والجزيرة والمسؤولون العرب ويقولون: النفوذ الإيراني في العراق.

أنتم “تنابل”، أنتم كسالى، أنتم فاشلون، أنتم لا تتحملون مسؤولياتكم تجاه الشعب العراقي، ويوجد أحد ما موجود ونشيط ولديه همة ويتحمل مسؤولية وسريع الحضور، رغم أن الايرانيين بالعادة هادئون وباردون.

مع ذلك لماذا لا يكون لدى الإيراني حضور ونفوذ وتأثير.

كذلك في سوريا، عندما أتيتم بكل وحوش الأرض، ليس لنصرة الشعب السوري، وإنما لإسقاط النظام وللهيمنة على سوريا، أنا أعرف التفاصيل ولكن الآن لا يوجد وقت، ربما بعد أسبوع أو عشرة أيام نتكلم. إن الهدف الحقيقي كان أن تصبح سوريا تابع، أن الرئيس بشار الاسد رئيس شاب وبوضع معين ويريد أن يحكم ويوجد وضع اقتصادي، أنا أعرف ماذا بذلت السعودية وقطر وتركيا وما كانت السياسة المعتمدة مع الرئيس الأسد من أجل استيعاب الرئيس الاسد لتصبح سوريا تابعاً للسعودي أو للقطري أو للتركي، ولكن سوريا أرادت أن تبقى دولة مستقلة، تعتقد بقيمتها الإقليمية وبقوتها وتأثيرها الإقليمي.

جمعتم كل الدنيا لتقاتل سوريا من أجل إسقاط الرئيس الأسد والنظام، دمرتم سوريا وقتلتم سوريا وذبحتم سوريا وترفضون الحل السياسي في سوريا.

يا أخي كل الناس في سوريا، الناس الناس، أهل سوريا، شعب سوريا، اذهبوا وأجروا الآن استطلاع رأي في الداخل والخارج، ستجدون إجماعاً لدى الشعب السوري أن الجميع يريدون حلاً سياسياً، كفى، وأن هذه الحرب لن تؤدي إلى إسقاط النظام بل إلى مزيد من الخراب والدمار.

من الذي يمنع الحل السياسي في سوريا؟ من الذي يحرق ويزيد الحريق في سوريا؟ المملكة العربية السعودية وحلفاؤها، لأن الهدف لم يتحقق.

من الطبيعي أن يصبح هناك احترام لإيران في سوريا، لأن إيران جاءت في سوريا ووقفت وساعدت وساندت، ولا يوجد جيش إيراني، عدد الإيرانيين في سوريا هو عدد محدود جداً، لا أعرف 20، 25، 30، 40، على ذمتي لا يصلون إلى الخمسين، على ذمتي، عداً ونقداً يعني، أنا أعرف أنهم على الأكيد ليسوا أكثر من خمسين نفراً، ومن بعدها يخرج سعود الفيصل ويقول: سوريا محتلة من إيران، الأمر المضحك أكثر، محتلة من حزب الله!

إيران دولة إقليمية، ممكن، ولكن حزب الله هل يستطيع أن يحتل سوريا؟

هذه عقلية التجاهل بأن هناك شعب سوري ويوجد جيش سوري ويوجد نظام له حاضنة شعبية كبيرة، تجاهل. أن الذي يقاتل في سوريا هم الإيرانيون، والذي يقاتل في سوريا هم حزب الله! ما شاء الله، حزب الله يقاتل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، من الشرق للغرب، أو الإيرانيون. ما هذا الكلام؟ هذا تلفيق وتزوير وكذب.

لنعد إلى اليمن.

هذا لبنان، أنا أدعي أننا نحن حزب الله منذ الـ 1982 عندنا علاقة مع إيران وصداقة ومحبة، بل أنا لا أخفي هذا: أنا أؤمن بأن سماحة الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي إمام المسلمين وولي أمر المسلمين، إنه إمام المسلمين وولي أمر المسلمين، ومع ذلك أقول لكم وبكل صدق، و”إذا أردتم أن أحلف يمين، أحلف يمين” أن إيران لم تأمرنا بأمر، ولم تبلغنا بقرار، ولم تطلب منا أي طلب، لا في الشأن المحلي ولا في الشأن الإقليمي، أبداً. نحن قيادة مستقلة، نحن ندرس، نحن نقرر، نحن أحياناً نسترشد بآرائهم وبخبرتهم، ولكن لم يعطونا في يوم من الأيام قراراً: إفعل، لا تفعل، إقبل لا تقبل، كما تتعاطى السعودية مع أصدقائها أو أحبائها في العالم، لا أريد أن أتكلم عن لبنان.

انا اتمنى من الإخوة في حماس والإخوة في الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية ـ القيادة العامة وبقية الفصائل الفلسطينية التي لديها علاقات قديمة مع الجمهورية الاسلامية فليقولوا لنا، هل طلبت منكم إيران في يوم من الأيام قراراً، أملت عليكم موقفاً “افعل لا تفعل قاتل أوقف القتال اعترض ناقش” أبداً، كذلك الأمر في سورية وفي العراق.

حسناً، هذه هي الحقيقة ولكن أنتم لا تستطيعون أن تستوعبوا هذه الحقيقة، وهذا طبعاً شيء ليس غريباً، لأن إيران ليست الإمبراطورية الفارسية، لأن إيران ليست دولة الشاه محمد رضا بهلوي حليفكم وصديقكم بل سيدكم في الماضي، لأن إيران الجمهورية الاسلامية، دولة الإسلام، دولة الإمام الخميني، دولة الشعب المسلم المناضل والمجاهد، والذي عنده الاسلام يعلو على كل اعتبار قومي وفارسي وعرقي وطائفي وما شاكل. لأن إيران هي كذلك نعم تستغربون، كيف أن إيران تساعد لبنان وفلسطين وتساعد سورية والعراق وتساعد في أماكن أخرى وهي لا تملي ولا تقرر ولا تتدخل ولا تهيمن.

لا تريدون أن تصدقوا؟ حسنا لا تصدقوا، لأنكم غير قادرين على أن تستوعبوا هذا النوع من العقل أو الأخلاق أو الفكر أو المسار.

حسناً، نأتي هنا إلى اليمن، نعود في خاتمة المطاف إلى اليمن.

في يوم من الأيام كان هناك وفد من قيادة حماس بالرياض، وهم قالوا لي هذا ونحن ليس لدينا مشكلة في هذا الكلام، عندما طالبهم سعود الفيصل بالعلاقة مع ايران قالوا له بصراحة: إيران تقدم لنا المال وتقدم السلاح والتدريب، قدموا لنا ما تقدمه إيران نقطع علاقاتنا مع ايران، وهم قالو لي هذا وهذا الموضوع ليس معيباً.

ولكن هم يريدون محاربة النفوذ الإيراني في فلسطين، هذه حماس وقتها قالت لكم، لم يقدموا لها وقتها لا المال ولا السلاح ولا التدريب ولن يجرؤوا أن يقدموا لها، لأن في الموضوع إسرائيل، في الموضوع أميركا. ولذلك أنا قلت للكثير من القيادات الفلسطينية في أجواء الربيع العربي، قلت لهم يا إخوان يا أحباء ويا أعزاء: شرقوا غربوا و”افتلوا الدنيا” كلها، اذهبوا الى المريخ، انزلوا إلى الأراضين السبع، لن تجدوا في الكرة الأرضية أحداً يقدم لكم السلاح والذخيرة والخبرة والتقنية العسكرية، من الممكن أن تجدون أحدا يقدم لكم المال لتبنوا بيوتاً، هذا ممكن، ولكن لن تجدوا من يقدم لكم السلاح على وجه الكرة الأرضية من الدول إلا إيران وسورية، والآن وصلوا إلى هذه النتيجة ويصلون.

حسناً في اليمن، ماذا فعلتم أنتم في اليمن؟ هل ال’ن هناك جريمة ترتكبها قوة وازنة ووطنية في اليمن، وانتم اتيتم لتعاقبوها؟ حسنا أنتم ماذا فعلتم؟ المملكة العربية السعودية ماذا فعلت في اليمن؟ هي تهيمن على اليمن منذ عشرات السنين، تتدخل في كل شيء في اليمن، في الإدارة والسياسة والأمن والاقتصاد وفي الجيش والقبائل وحتى بالمذاهب، ألم تعملوا وتنفقوا أموالاً طائلة لتحويل قبائل من مذهب إلى مذهب؟ دون أن ندخل في الأسماء، ألم تلعبوا على كل التناقضات اليمنية من أجل أن تبقوا هيمنتكم وسيطرتكم على اليمن؟ ماذا فعلتم بعد عشرات السنين من سلطتكم؟ أين الاقتصاد في اليمن؟ أين البنية التحتية وأين الاستقرار في اليمن؟ كيف تتعاملون مع اليمن، رفضتم أن تضموا اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، اعتبرتوه عبئاً، ألم تتعاطوا ـ ويقولها اليمنيون انفسهم ـ دائماً مع الشعب اليمني باستعلاء وباستكبار وبإهانة؟ حسناً، وبالنسبة لأنصار الله، للحوثيين كما تقولون، ألم تدعموا أنتم، المملكة العربية السعودية، ستة حروب على هؤلاء المظلومين المستضعفين المحاصرين في محافظة صعدة لإفنائهم وأبادتهم واستئصالهم؟ ألم تهجموا أنتم عليهم وهزمتم؟ وبعد أن أصبح هؤلاء لهم كلمة كبيرة وأولى في البلد، أتوا إليكم وتجاوزوا كل الماضي وقالوا تعالو لنتفاهم ونتحاور ونحكي، هذا لم تعملوه؟ ألم تفعلوه أنتم في اليمن؟ ماذا قدمتم لليمن وللشعب اليمني؟ نعم انفقتم مليارات الدولارات على اليمن، ولكن على شراء الذمم وتغيير المذاهب، ودعم الجماعات التكفيرية وشراء الولاءات. هذا الذي فعلتموه في اليمن.

في نهاية المطاف، بعد عقود من الزمن، هذا الشعب اليمني وصل إلى مكان من الوعي، من الارادة، من العزم، لانه كل شعوب المنطقة لم تعد تقاس كما كانت عليه في الماضي، وهو أخذ قراراً أن يستعيد بلده ودولته وحدوده وسلطته وكيانه ووجوده وكرامته.

حسناً، بالمقابل، سوف أتكلم تفاصيل، لأنها حرب كبيرة الآن، الإخوة الحوثيون أو أنصار الله سموهم ما شئتم، لم يكن لديهم علاقة مع إيران إلى ما قبل الحرب السادسة أي ما قبل سنوات قليلة، كانت لديهم علاقات مع دول عربية، ومن جملة الدول العربية قطر، وهذا قاله لي مسؤولون قطريون.

حتى أنا لم يكن لدي اتصال مع الحوثيين، ولا حزب الله ولا أحد حتى الحرب السادسة لم نكن نعرفهم ألا بالاعلام، ومتعاطفون معهم إعلامياً، نراهم مظلومين ولكن لم يكن يوجد اتصال، ولم يكن هناك معرفة قريبة.

حسناً هؤلاء المظلومون تعاطفت معهم ايران ووقفت إلى جانبهم، واعترفت بحقهم ولذلك هم يحبون إيران ويحترمونها، نعم ولكن ايران لا تتدخل في اليمن ولا في قرار اليمن. اليوم اليمنيون هم الذين يقررون وقرروا كيف يتعاطون مع هذه الحرب، بل أقول لكم أكثر من ذلك، الجمهورية الاسلامية لا تملي ولا تتدخل، وحتى إذا أراد أحد أن يسألها لا تجيب، وتقول للكل، في اليمن، في لبنان، في العراق، في كل مكان، في سورية، هذا القرار لكم. لا يوجد هيمنة ولا تدخل فيه. نعم يوجد احترام لإيران في اليمن، بعد كل هذه العقود من المصائب التي شاهدها الشعب اليمني بسبب أدائكم وسياستكم. نعم أنتم الآن تدفعون كل اليمن إلى حضن إيران، كما فعلتم بالعراق، كما فعلتم بسورية، كما فعلتم بجزء كبير من الفلسطينيين. استعادة اليمن ليس بشن الحرب على اليمن، استعادة اليمن باستيعاب اليمن، بالتعاطي بأخوة مع اليمن، بالحوار مع اليمنيين، بالتواضع لليمنيين، بالتعاطي العاقل مع اليمنيين، وليس بـ”عاصفة الحزم” وإنما بالحلم، بالعطف، بالمحبة. أما “عاصفة الحزم”، سأقول إلى أين تصل.

الحقيقة، السبب الحقيقي أيها العرب، أيها المسلمون، يا شعوب العالم وأيها اليمنيون وأيها الشعب السعودي، أيتها الشعوب العربية التي تريد بعض حكوماتكم أن ترسل أبناءكم ليقاتلوا هناك، السبب الحقيقي أن السعودية فشلت في اليمن وخسرت في اليمن، وفقدت الهيمنة والسيطرة على اليمن، ويئست من خياراتها الداخلية ومن جماعاتها في اليمن، ومن الجماعات التكفيرية في اليمن، وشعرت بأن اليمن أصبح ملك شعبه، ملك قوى وطنية حقيقية سيادية مستقلة لا تخضع لوصاية أحد.

هي السعودية لا تتحمل ذلك. هدف الحرب هو استعادة السيطرة والهيمنة على اليمن، نقطة على أول السطر، والذي لديه كلام اخر يتفضل للنقاش، هذه هي أهداف الحرب، واليوم المطلوب من أجل أن يستعيدوا ـ واسمحوا لي بهذا التعبير، أنا أقول السعودية والمملكة السعودية والنظام السعودي، لمرة واحدة اليوم في الخطاب أريد أن أقول ـ من أجل أن يستعيد أمراء آل سعود الهيمنة على اليمن المطلوب أن يسفك الدم السعودي من أبناء وضباط الجيش السعودي ومن أبناء الشعب اليمني ومن أبناء الشعوب العربية ضباطا وجنود، فقط لأن الملك فلان والأمير فلان فقدوا السيطرة والهيمنة على اليمن.

هذه كلمة حق لله سبحانه وتعالى، وأعرف أن هذا القول الحق له تبعات، وأنتم تعرفون أنه سيترتب عليه تبعات، ولكن كان يجب أن يقال في هذا الموقف وفي هذه الساعة.

بناءً على ما تقدم:

أولاً: نحن ندين العدوان السعودي الأميركي الظالم على اليمن وشعبه وجيشه ومنشآته وحاضره ومستقبله.

ثانياً: ندعو إلى وقف هذا العدوان من الآن. في كل لحظة ندعو إلى وقف هذا العدوان.

ثالثاً: ندعو إلى استعادة مبادرات الحل السياسي في اليمن وهو أمر ممكن.

قبل العدوان وبعد العدوان، قال الإخوة في اليمن إنهم يقبلون الحوار في مسقط أو في دولة محايدة، تفضلوا إلى الحوار. أنا لا أعرف قرارهم الآن، هل يقبلون الذهاب، ولكن هذا ما أسمعه في الإعلام، عندما يذهب الناس إلى الحوار ويصلون إلى نتيجة، بعدها يصلون إلى ترتيب العلاقات الإقليمية وأخذ كل الضمانات التي تطمئن دول الخليج إلى وضعها مع الوضع الجديد في اليمن.

رابعاً: دعوة شعوب الدول التي تشارك حكوماتها في العدوان إلى مراجعة ضمائرهم ودينهم وعقلهم ومصالحهم، هل تقبلون أن يسفك دماء أبنائكم من أجل أن يستعيد أمير مرفه مترف سلطانه وسيطرته على شعب مظلوم عزيز فقير مناضل كادح؟ هذا سؤال للأردنيين وشعوب دول الخليج وللشعب السعودي وللشعب المصري وللشعب السوداني وللشعب المغربي وللشعب الباكستاني. بالحد الأدنى هذه هي الأسماء التي هي الآن تتداول من الدول. هل هي مصالحكم؟

ولندع كل الدول جانباً، أنا متفاجىء جداً من موقف السلطة الفلسطينية في رام الله، من موقف الرئيس محمود عباس، هل مصلحة الشعب الفلسطيني يا أبو مازن أن تدعم حربا على شعب؟ أن تدعم عدواناً على بلد؟ ما هو منطقك من الآن الذي ستكلم به الناس؟ في المستقبل إذا عاد الإسرائيليون ليعتدوا على الضفة وعلى غزة، ليس لديك منطق، أنت دعمت حرباً على شعب، “خلص” فلتذهب إلى منزلك، لم يعد لديك منطق بعد.

أما الدول الأخرى، فلتفكروا بمصالحكم ومصالح شعوبكم، هل هذه هي المصلحة؟ فقط من أجل فلوس السعودية ومجاملة السعودية تذهب المنطقة كلها إلى حرب، من أجل أمر يمكن أن يعالج بالسياسة وبالمفاوضات وبالوسائل الممرحلة؟ مبادرة إلى الحرب!

خامساً: من حق الشعب اليمني، من حق الشعب اليمني المظلوم والمضطهد والعزيز والشريف والشجاع والحكيم وصاحب العزم والإرادة، من حقه أن يدافع وأن يقاوم وأن يتصدى وهو يفعل ذلك وسيفعل ذلك ـ وأنا أقول لكم ـ وسينتصر.

هذا الشعب اليمني المظلوم المجاهد المقاوم سينتصر لأن هذه هي سنن الله وقوانين الله وسنن التاريخ.

هل الجيش السعودي ومن سيلحق به أقوى من الجيش الأميركي، أين هو الجيش الأميركي في العراق؟ أين هو في أفغانستان، أين هو في لبنان عندما جاء بـ 82، هل الجيش السعودي أقوى من الجيش الإسرائيلي، أين هو الجيش الإسرائيلي في كل معاركه الأخيرة؟

على طول التاريخ الغزاة يهزمون، والغزاة تلحق بهم المذلة. والسعودية، الحكام في السعودية، ما زال لديهم فرصة أن لا تلحق بهم هزيمة وأن لا تلحق بهم مذلة وأن يعيدوا النظر بسياساتهم الخاطئة وأن يتعاطوا كأخوة مع اليمنيين ويذهبوا إلى الحوار وهذه الأبواب كلها مفتوحة.

وهذه هي عاقبة هذه المعركة، من الآن معروفة، يعني لا تفرحوا ببعض غاراتكم الجوية، في العراق سابقاً ولاحقاً وفي أفغانستان وفي غزة وفي لبنان وبتموز وقبل تموز، كل الدنيا الآن، المدارس العسكرية في الدنيا، تعرف أن القصف الجوي لا يصنع نصراً ولا يحسم معركة. حسناً، تفضل، أين الجيش السعودي، طبعاً الجيش السعودي لا يريد أن يقاتل، يريد أن يأتي بالباكستانيين ليقاتلوا عنه، يريد أن يأتي بالمصريين ليقاتلوا عنهم، يريد أن يأتي بالأردنيين ليقاتلواعنه.

هنا الشعوب لها مسؤولية كبيرة وحاسمة، مدعوة للتضامن، مدعوة لوقفة، مدعوة لمنع حكوماتها من التورط والولوغ في دماء اليمنيين، ومدعوة للابتعاد عن معركة مصيرها حاسم وواضح:؛ هزيمة السعودية النظام، الشعب السعودي نحترمه ونعزه ونجله وهو من الشعوب المظلومة في أمتنا، والإنتصار القاطع والحقيقي للشعب اليمني لأن هذه هي سنن التاريخ، ومن يعرف هذا الشعب يعرف أن هذا الشعب لن يتحمل هذا العدوان وهذا الإذلال وهذه الإهانة وسيقاتل دفاعاً عن كرامته ووجوده وأرضه وعرضه.

لكن ما زال الأوان متاحاً والفرصة قائمة، الدول العربية غداً، جامعة الدول العربية، بدل أن يتحول رؤساء الدول العربية إلى شركاء في سفك دماء الشعب اليمني وتدمير اليمن فليتحملوا مسؤوليات تاريخية ولتكن مبادرة عربية ومبادرة إسلامية أو دولية لوقف العدوان والذهاب إلى الحل السياسي وإلا الهزيمة والعار مصير الغزاة.