المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 آذار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 29 و30 آذار/15  

حزب الله: مصدوم من “العاصفة” ويختبىء خلف الحوار/علي الأمين/جنوبية/30 آذار/15    

إلى نصر الله وحزبه: رحم الله امرىء عرف حجمه/عماد قميحة/30 آذار/15   

كيف تردّ إيران على قمة العزم بعد عاصفة الحزم/جورج سمعان/30 آذار/15  

ثلاثة أخطاء وقمّة/غسان شربل/30 آذار/15

أميركا باعت الأوهام لإيران/غازي دحمان/30 آذار/15

طهران تفاوض على حافة الهاوية وتشترط تلبية كل مطالبها/30 آذار/15

نتانياهو يحذر من اتفاق خطر ويندد بمحور إيران – لوزان – اليمن/وكالات/30 آذار/15  

غباء الثعلب المعزول حرق ابنه/عبد الرحمن الراشد/30 آذار/15

الروس والمنطق المعكوس/سلمان الدوسري/30 آذار/15

القنبلة الإيرانية الموقوتة/مايكل هايدن وأولي هينونين وراي تاكيه/30 آذار/15

لعنة علي عبد الله صالح/ديانا مقلد/30 آذار/15

لماذا فشلت الحركة الحوثية النسخة اليمنية لحزب الله/الشرق الأوسط/30 آذار/15

لبنان يُطبّق النأي بالنفس على اليمن ويؤيد إنشاء قوة عربية مشتركة/خليل فليحان/30 آذار/15

نصرالله استهدف "فرملة" بيروت عشية القمة والعملية السعودية تضع إيران أمام خيارين/روزانا بومنصف/30 آذار/15

خطر النظام السوري على سوريا ولبنان/خيرالله خيرالله/30 آذار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 29 و30 آذار/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/3/2015

البابا فرنسيس: لعدم نسيان المسيحيين المضطهدين

سلام عاد والوفد الوزاري من شرم الشيخ

عسيري: خطاب نصر الله تضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق السعودية والجهات ذاتها الداعمة له وتحرك الحوثيين لا تريد الخير لليمن

علي الأمين ينادي القمة: أطفئوا النار وعودوا للحوار

الحوت :وضع نصرالله صعب وكلامه الأخير لطمأنة جمهوره الرافض لمواقفه

الجوزو أشاد بموقف الملك السعودي: الفرس تمادوا في طغيانهم

علوش: نصر الله يدافع عن المعسكر الإيراني الذي يقبض منه

الراعي في أحد الشعانين: عازمون على حمل السلام لشعبنا رغم الظروف الضاغطة

غريغوريوس الثالث في رسالة الفصح: لنعمل على بناء ثقافة الحياة وليس آلية الموت والحرب والدمار

مطر في الشعانين: نطلب من المسيح أن يلهمنا المصالحة الضرورية

بو جوده في قداس الشعانين: نصلي ليفضي الحوار إلى انتخاب رئيس

قصارجي في احد الشعانين: نستقبل يسوع عساه يطرد العابثين خرابا بشرقنا الحزين

كاتشا راعيا عيد البشارة في النبطية: شعرت أنني في بيتي وسأخبر قداسة البابا أن السلام الذي ينشده ويكتب عنه لمسته هنا

دريان في افتتاح مسجد في شحيم: ممنوع على حوار المستقبل وحزب الله أن يتوقف ويجب أن يستكمل بحوار مسيحي مسيحي وآخر جامع لكل الفرقاء

محامو الطعن بالإيجارات ناشدوا الراعي وجعجع وعون التدخل لوقف تداعيات القانون الاجتماعية

اللجنة القانونية للمالكين توضح مواد في قانون الايجارات الجديد

شقيق العسكري المخطوف مغيط: لاطلاعنا على مصير المفاوضات

المطران سيمير مظلوم لـ”السياسة”: التوافق شرط للاستحقاق الرئاسي

نضال طعمة: رفع الشعارات الديموقراطية للخروج عن الإجماع العربي ذر للرماد

معوض: عاصفة الحزم أعادت الاعتبار الى الشرعية العربية

حوري: عاصفة الحزم لاعادة التوازن في المنطقة وسلام عبر عن موقف لبنان

قبيسي: اسرائيل المستفيد الاول مما يجري من اقتتال وفتن عربيا

دو فريج: ملف رئاسة الجمهورية يحل عندما ينتخب الرئيس بدل ان يعين

قاووق: للترفع عن لغة التحريض لتحصين وطننا ولا مبرر لأي لبناني ادعاء الحياد والنأي بالنفس

نعيم قاسم: سنستمر في الحوار وندعو الى الحل السياسي في اليمن وترك الشعب لخياراته

قاسم هاشم: خطورة المرحلة تستدعي التعاطي بوعي وعقلانية

نواف الموسوي: ليتذكر المغامرون أن خياراتهم جرت إلى البلد الأزمات

القادة العرب يقرّون إنشاء قوة عسكرية مشتركة ويؤكدون استمرار “عاصفة الحزم”

نتانياهو: الاتفاق الخطر حول النووي الايراني يؤكد مخاوفنا

بوتين الى القمة العربية: لتسوية الازمات على اسس القانون الدولي والفيصل يرد: كيف يمكن لروسيا ان تقترح حلولا وهي جزء من المشكلة ب

السيسي: قادة دول الجامعة العربية قرروا اعتماد مبدأ انشاء قوة عربية مشتركة

وزيرا خارجية المانيا وفرنسا يؤجلان مغادرة سويسرا لمتابعة المفاوضات مع ايران

لقاء مشترك بين مجموعة 5+1 وايران في سويسرا

عاصفة الحزم... قصف آليات ميليشيات الحوثي براً

إيران والإقليم... نصف قرن من القلاقل

مرشد الإخوان والشاطر على قوائم الإرهاب

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى21/من17حتى21/كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ

*الزوادة الإيمانية لليوم/الرسالة إلى العبرانيّين06/من01حتى09/الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً

*الياس بجاني/رايط ملاحظاتي الناقدة والفاضحة لخطاب نصرالله المعادي للبنان والعرب والسلم المشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

*بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم

*اضغط هنا لدخول صفحة التأملات على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

*بالصوت/فورماتWMA/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

Jesus’ Victorious Entry into Jerusalem -Palm Sunday/Elias Bejjani/March 29/*15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*أحد الشعانين: المعاني والعبر/الياس بجاني

*البابا فرنسيس: لعدم نسيان المسيحيين المضطهدين

*علوش: نصر الله يدافع عن المعسكر الإيراني الذي يقبض منه

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/3/2015

*علي الأمين ينادي القمة: أطفئوا النار وعودوا للحوار

*عسيري: خطاب نصر الله تضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق السعودية والجهات ذاتها الداعمة له وتحرك الحوثيين لا تريد الخير لليمن

*عكاظ": نصر الله عميل إيران.. بامتيار

*نواف الموسوي: ليتذكر المغامرون أن خياراتهم جرت إلى البلد الأزمات

*نعيم قاسم: سنستمر في الحوار وندعو الى الحل السياسي في اليمن وترك الشعب لخياراته

*قاووق: للترفع عن لغة التحريض لتحصين وطننا ولا مبرر لأي لبناني ادعاء الحياد والنأي بالنفس

*المطران سيمير مظلوم لـ”السياسة”: التوافق شرط للاستحقاق الرئاسي

*الراعي في أحد الشعانين: عازمون على حمل السلام لشعبنا رغم الظروف الضاغطة

*الحوت: وضع نصرالله صعب وكلامه الأخير لطمأنة جمهوره الرافض لمواقفه

*عون يهدد بالاستقالة وسحب وزرائه

*بوتين الى القمة العربية: لتسوية الازمات على اسس القانون الدولي والفيصل يرد: كيف يمكن لروسيا ان تقترح حلولا وهي جزء من المشكلة بسوريا؟

*ماذا حدث قبل انطلاق "عاصفة الحزم" بساعات؟

*كاتشا راعيا عيد البشارة في النبطية: شعرت أنني في بيتي وسأخبر قداسة البابا أن السلام الذي ينشده ويكتب عنه لمسته هنا

*كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم»/جورج سمعان/الحياة

*ثلاثة أخطاء وقمّة/غسان شربل/الحياة

*أميركا باعت الأوهام لإيران/غازي دحمان/الحياة

*طهران تفاوض على حافة الهاوية وتشترط تلبية «كل مطالبها»

*نتانياهو يحذر من “اتفاق خطر” ويندد بمحور “إيران – لوزان – اليمن”

*وسط أجواء تقدم في المفاوضات المكثفة ومعلومات عن تنازلات كبيرة من طهران

*غباء الثعلب المعزول حرق ابنه/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الروس» والمنطق المعكوس/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

*القنبلة الإيرانية الموقوتة/مايكل هايدن وأولي هينونين وراي تاكيه/الشرق الأوسط

*لعنة علي عبد الله صالح/ديانا مقلد/الشرق الأوسط

*لبنان يُطبّق النأي بالنفس على اليمن ويؤيد إنشاء قوة عربية مشتركة/خليل فليحان/النهار

*نصرالله استهدف "فرملة" بيروت عشية القمة والعملية السعودية تضع إيران أمام خيارين/روزانا بومنصف/النهار

*خطر النظام السوري على سوريا ولبنان/خيرالله خيرالله/المستقبل

*صلاة يوم الأحد أحد الشعانين/ماري القصّيفي/فيسبوك

*يا رب/ايلي صليبي/فيسبوك

*مؤتمر حركة امل يعيد انتخاب بري رئيسا ويجدد لهيئة الرئاسة

*حزب الله: مصدوم من “العاصفة” ويختبىء خلف الحوار/علي الأمين/جنوبية

*إلى نصر الله وحزبه: رحم الله امرىء عرف حجمه/ عماد قميحة/جنوبية

*عن جواد حسن نصر الله و«شراء الذّمم»/محمد جواد/جنوبية

*مريم البسام لجواد حسن نصر الله: أنت ولد تسيء لوالدكَ

*ما هي الوقائع التي قفز عنها السيّد نصرالله؟/فادي شامية/جنوبية

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية لليوم/إنجيل القدّيس متّى21/من17حتى21/كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ

تَرَكَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وخَرَجَ مِنَ المَدِيْنَةِ إِلى بَيْتَ عَنْيَا وبَاتَ هُنَاك. وبَيْنَمَا هُوَ رَاجِعٌ عِنْدَ الفَجْرِ إِلى المَدِيْنَة، جَاع. ورَأَى تِينَةً عَلى جَانِبِ الطَّريق، فَذَهَبَ إِلَيْهَا، ولَمْ يَجِدْ علَيهَا إِلاَّ وَرَقًا فَقَط، فَقَالَ لَهَا: «لا يَكُنْ فَيكِ ثَمَرٌ إِلى الأَبَد!». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً. ورَأَى التَّلامِيذُ ذلِكَ فَتَعَجَّبُوا وقَالُوا: «كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ حَالاً؟». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ كُنْتُم تُؤْمِنُونَ ولا تَشُكُّون، فَلَنْ تَفْعَلُوا مَا فَعَلْتُ أَنا بِالتِّينَةِ فَحَسْب، بَلْ إِنْ قُلْتُم أَيْضًا لِهذَا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، يَكُونُ لَكُم ذلِكَ. وكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ في الصَّلاةِ بِإيْمَان، تَنَالُونَهُ». وجَاءَ يَسُوعُ إِلى الهَيْكَل، وبَينَمَا هُوَ يُعَلِّم، دَنَا مِنهُ الأَحْبَارُ وشُيُوخُ الشَّعْبِ وقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هذَا ؟ ومَنْ أَعْطَاكَ هذَا السُّلْطَان؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «وأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُم سُؤَالاً وَاحِدًا، فَإِنْ أَجَبْتُمُونِي قُلْتُ لَكُم أَنا أَيْضًا بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا. مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنْ أَيْنَ كَانَتْ؟ مِنَ السَّمَاءِ أَمْ مِنَ النَّاس؟». فَأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم قَائِلين: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُولُ لَنَا:فَلِمُاذَا لَم تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس، نَخَافُ مِنَ الجَمْع، لأَنَّهُم كُلَّهُم يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا». فَأَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: «لا نَعْلَم!». قَالَ لَهُم هُوَ أَيْضًا: «ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هذَا".

 

الزوادة الإيمانية لليوم/الرسالة إلى العبرانيّين06/من01حتى09/الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً

"يا إخوَتِي، فَلْنَتْرُكِ المَبَادِئَ الأُولى في الكَلامِ عنِ المَسِيح، وَلْنَأْتِ إِلى مَا هُوَ أَكْمَل، ولا نَعُدْ إِلى وَضْعِ الأَسَاس، كالتَّوبَةِ عنِ الأَعْمَالِ المَيْتَة، والإِيْمَانِ بِالله، وطُقُوسِ المَعمُودِيَّة، ووَضْعِ الأَيْدِي، وقِيَامَةِ الأَمْوَات، والدَّيْنُونَةِ الأَبَدِيَّة. وذلِكَ مَا سَنَفْعَلُهُ بِإِذْنِ الله! فَإِنَّ الَّذِينَ ٱسْتَنَارُوا مَرَّةً، وذَاقُوا ٱلمَوهِبَةَ السَّمَاويَّة، وٱشْتَرَكُوا في الرُّوحِ القُدُس، وذَاقُوا كَلِمَةَ اللهِ الطَّيِّبَة، وقُوَّةَ الدَّهْرِ الآتِي، وسَقَطُوا، هؤُلاءِ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِم أَنْ يتَجَدَّدُوا ثَانِيَةً، لأَنَّهُم مِنْ أَجْلِ تَوبَتِهِم يَصْلِبُونَ ٱبْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً ويُعَرِّضُونَهُ لِلعَار! إِنَّ الأَرْضَ الَّتي شَرِبَتِ المَطَرَ النَّازِلَ عَلَيْهَا مِرَارًا، فأَطْلَعَتْ نَبْتًا نَافِعًا لِلَّذِينَ يَحرُثُونَهَا، تَنَالُ البَرَكَةَ مِنَ الله، أَمَّا إِنْ أَنْبَتَتْ شَوْكًا وحَسَكًا فَهِيَ مَرذُولَةٌ وقَرِيبَةٌ مِنَ اللَّعْنَة، ومَصِيرُهَا إِلى الحَرِيق. ونَحْنُ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، وإِنْ كُنَّا نُكَلِّمُكُم هكَذا، فإِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص."

 

نصرالله إيراني وليس لبناني

الياس بجاني/في أسفل رايط ملاحظاتي الناقدة والفاضحة لخطاب نصرالله المعادي للبنان والعرب والسلم المشورة اليوم في جريدة السياسة الكويتية

اضغط هنا لدخول جريدة السياسة وقراءة الملاحظات

http://al-seyassah.com/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%a7%d8%af/

التعليق والملاحظات بالصوت على موقعنا الألكتروني/اضغط هنا

http://eliasbejjaninews.com/2015/03/28/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8/

 

بالصوت والنص/عربي وانكليزي/الياس بجاني: قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم

اضغط هنا لدخول صفحة التأملات على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

بالصوت/فورماتWMA/قراءة وتأملات إيمانية في معاني وعبر أحد الشعانين، في ذكرى دخول المسيح أورشليم/29 آذار/15

Jesus’ Victorious Entry into Jerusalem -Palm Sunday/Elias Bejjani/March 29/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

أحد الشعانين: المعاني والعبر

الياس بجاني

29 آذار/15

"هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (المزمور 118/26)

في ختام الصوم الكبير، تحتفل الكنيسة المارونية بدخول السيد المسيح إلى أورشليم، وإعلانه ملكاً بعفوية الشعب والأطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها التي أشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق يفترض بنا أن نكون قد جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على إحلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا إلى الميناء، لندخل مع المسيح إلى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

يسوع يدخل أورشليم لآخر مرة ليشارك في عيد الفصح اليهودي، وكان مدركاً اقتراب ساعة آلامه وموته. وخلافاً لكل المرات، لم يمنع الشعب من إعلانه ملكاً، وارتضى دخول المدينة بهتافهم: "أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في الأعالي" (متى9:21)". دخل أورشليم ليموت فيها ملكاً فادياً البشر أجمعين، وليقوم من بين الأموات ملكاً إلى الأبد من اجل بعث الحياة فيهم. هذا يعني انه اسلم نفسه للموت بإرادته الحرّة.

نذهب إلى الكنائس يوم أحد الشعانين برفقة أولادنا وأحفادنا وهم يحملون الشموع المزيّنة بالزنابق والورود، كما نحمل سعف النخل وأغصان الزيتون، ونسير كباراً وصغاراً مع جموع المؤمنين رافعين الصلاة والترانيم في رتبة زياح الشعانين التي تتميز بالفرح والتواضع والمحبة.

 دخول يسوع إلى أورشليم مدون في الأناجيل الأربعة، (متى21/1-17)، و(لوقا 19/29-40)، و(يوحنا 12/12-19)، و(مرقص 11/01-11) . في إنجيل القديس يوحنا وردت الواقعة على النحو التالي (12/12-19): وفي الغد، سمعت الجموع التي جاءت إلى العيد أن يسوع قادم إلى أورشليم. فحملوا أغصان النخل وخرجوا لاستقباله وهم يهتفون: المجد لله! تبارك الآتي باسم الرب! تبارك ملك إسرائيل! ووجد يسوع جحشا فركب عليه، كما جاء في الكتاب: "لا تخافي يا بنت صهيون: ها هو ملكك قادم إليك، راكبا على جحش ابن أتان". وما فهم التلاميذ في ذلك الوقت معنى هذا كله. ولكنهم تذكروا، بعدما تمجد يسوع، أن هذه الآية وردت لتخبر عنه، وأن الجموع عملوا هذا من أجله. وكان الجمع الذين رافقوا يسوع عندما دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهدون له بذلك. وخرجت الجماهير لاستقباله لأنها سمعت أنه صنع تلك الآية. فقال الفريسيون بعضهم لبعض: "أرأيتم كيف أنكم لا تنفعون شيئا. ها هو العالم كله يتبعه".

نسمي يوم دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس "أحد الشعانين" وهو بداية أسبوع الآلام المقدس والأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح المجيد أي عيد القيامة.

كما يسمى هذا الأحد أيضاً "أحد السعف" والسعف في اللغة العربية هي أغصان النخيل وكان العرب في الجاهلية يحتفلون بما يعرف "بيوم السباسب" وهو كما يذكر بعض المؤرخين كان عيدا للمسيحيين يعرف باسم عيد الشعانين.‏

"هوشعنا مبارَك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل". هذا ما هتف به أهل أورشليم عندما دخل الرب يسوع إلى مدينتهم برفقة تلاميذه وأتباعه راكباً على ظهر جحش ابن أتان. دخل بمحبة ووداعة دون سلاح ومسلحين، ودون أبهة وجاه ومرافقين، ودون حراس ومراسيم. دخل بتواضع مبشراً بالسلام والتوبة والرجاء. ما دخل المدينة ليحارب وينتقم ويحكم ويحاكم، بل ليقدم ذاته فداءً عن الإنسان حتى يغفر له خطيئته الأصلية.

الفاتحون والعظماء والحكام كانوا في الأيام الغابرة يدخلون إلى المدن بكبرياء وتعالي واستكبار ممتطين الأحصنة أو واقفين على عربات تجرها الأحصنة، لأن الحصان في مفهوم العالم القديم كان يجسد معاني الحرب والعنف والقتل والاستكبار. أمّا يسوع فدخل بوداعة وتواضع وفرح. وقبل أن يدخل أورشليم توقّف في بيت عنيا حيث كان يسكن لعازر الذي أقامه من القبر مع شقيقتيه مريم ومرتا.، "بيت عنيا"، تعني بالعبرية "بيت الفقير، ودخول يسوع إليها قبل أورشليم هو علامة لقبوله الفقر وإفراغ الذات. فهو الفقير الذي افتقر لأجلنا وجاء ليقيم بين الفقراء، وليقيم الفقراء ويدخلهم ملكوته. لذا أضحت بيت عنيا الفقراء بشارة تذيع بالغنى الإلهي الذي حلّ فيها. ثمّ من بيت عنيا بالذات، كما في إنجيل لوقا، صعد الربّ إلى السماء حاملاً الفقراء ليجلس بهم عن يمين الله الآب.

بعد استراحة بيت عنيا دخل يسوع إلى أورشليم ليتمِّم كل النبوءات وكل عمل الرب أبيه منذ فجر التاريخ وكلّ مقاصده. كل هذه المقاصد اكتملت باستقرار الربّ يسوع لا على العرش السماوي، بل على عرش الحبّ المتمثِّل بالصليب. من هناك، من على الصليب، إذ كان على أهبة أن يسلم الروح قال: قد تمّ! قصد الله تمّ واكتمل. ثمّ أحنى رأسه وأسلم الروح.

سار الناس وراء يسوع عند دخوله أورشليم لتتم إحدى نبوات العهد القديم الواردة في سفر زكريا القائلة: "ابتهجي جداً يا صهيون، اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور، وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زكريا 9:9) . تبعته الجموع لأغراض كثيرة، بعضهم استمع إلى تعاليمه وآمن به، والبعض الآخر تبعه لغاية الشفاء وسد الاحتياج، لاسيما بعد أن سمعوا عن قدرته على صنع العجائب. فكان في نظرهم الشخص المناسب لسد احتياجاتهم المادية. والبعض الآخر اعتقد بأن المسيح سيأتي ملكاً أرضياً يخلّص الناس من حكم الرومان، ويجعل النصرة للأمة اليهودية، ولكن خاب ظن هؤلاء عندما قال لهم يسوع إن مملكته ليست من هذا العالم.

دخل المسيح إلى أورشليم لكي يموت فيها، وكان أعلن: "ينبغي ألاّ يهلك نبي خارج أورشليم" ( لو13/33)، لأنها العاصمة الدينية والسياسية للشعب اليهودي، ولان فيها قُتل جميع الأنبياء، بسبب تسييس الدين المترجم بالنظام السياسي التيوقراطي. وقد انذرها بقوله: "أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن اجمع بنيكِ، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، فلم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. فاني أقول لكم: لا ترونني بعد اليوم حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متى23/37-39)

يسأل البعض لماذا هتفت الجموع، "أوصنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب" والجواب لأن المسيح هو من نسل داود، لذلك يُشار إليه بابن داود. وأما معنى كلمة أوصنا في الأعالي فهو: "لتصرخ الملائكة في العلاء منادية لله، خلّصنا الآن"، وهي دعوة شعب متضايق يطلب من ملكه أو إلهه أن يهرع إلى خلاصه. ومعنى كلمة أوصنا بحد ذاتها هو خلصنا الآن، وهي مقتبسة من المزمور 118: "آه يا رب خلص، آه يا رب أنقذ" (مزمور25:118). أما معنى بقية التحية، "مبارك الآتي باسم الرب"، فهي أيضاً اقتباس من المزمور 118 "مبارك الرب الذي يأتي إلى أورشليم" (مزمور26:11)

أما فرش الثياب وأغصان الأشجار في الطريق أمام المسيح فكان طقس تقليد في العهد القديم يشير إلى المحبة والطاعة والولاء. ويذكر الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني أن الجموع فرشوا ثيابهم وأغصان الشجر وسعف النخل أمام "ياهو" أحد رجال العهد القديم عندما نصّب نفسه ملكاً (2ملوك13:9). وأيضاً عندما دخل سمعان المكابي وهو قائد ثورة المكابيين إلى أورشليم بعد انتصاراته على الحاكم (انتيخوس أبيفانوس) الذي نجّس الهيكل وذبح الخنازير على المذبح وجعل أروقته مواخير للدعارة، وكان ذلك سنة 175 قبل الميلاد.

في عيد الشعانين نجدد الثقة بالفادي الإلهي "يسوع المسيح سلامنا" (افسس 2/14)، ونلتمس منه السلام الآتي من العلى. إننا نلتزم بان نكون فاعلي السلام، ومدافعين عن كرامة الشخص البشري وحقوقه الأساسية، ومساهمين في تعزيز انسنة حقيقية شاملة للإنسان والمجتمع. وهكذا ندرك أن "الشخص البشري هو قلب السلام" (البابا بندكتوس السادس عشر).

لما أسلم الروح أكد أنّ الله محبّة، وأنّ الله نور، وأنّ الظلمة لم تدركه.

لما أسلم الروح نفخ الروحَ القدس في العالم فانشقّ حجاب الهيكل ومنذ تلك اللحظة لم يعد هناك ما يفصل الإنسان عن الله. لذا قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومة 08: "إنّي متيقّن أنّه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبَلة ولا علْو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربِّنا". الحجاب انشق وروح الله انسكب على العالَمين وبات بإمكان أيّ كان أن يصعد إلى ملكوت السموات بإيمان ابن الله، الذي هو الربّ يسوع إيّاه.

رموز أحد الشعانين

كلمة الشعانين: "هو شعنا"، أو "أوصنا" كلمة عبرية تعني، الله هو الذي أنارنا والذي لا يتركنا وهي هتاف شعبي يقول، "إن مجيء المسيح هو خلاص للعالم".

اغصان (السعف) النخل وأغصان الزيتون: كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة للفرح، وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون وكأن روح النصر قد امتزجت بروح السلام. سعف النخيل هي شعار للمدح وتعني الإنتصار. فقد كان الرب قادماً للانتصار على الموت بالموت، وأغصان الزيتون تشير إلى نبوات العهد القديم التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا، وشجرة الزيتون هي شجرة السلام في حين أن زيتها في العهد القديم اعتبره مقدساً وكان يمسح به الملوك علامة للخلود والأبدية.

تبارك ملك إسرائيل: لأنه هو في الحقيقة ملك سلام دون أي طمع أرضي ومملكته ليست من هذا العالم. بقيامته من بين الأموات نصّبه الآب ملكاً على جميع البشر.

أما تسميته "ملك إسرائيل" فهي ترمز إلى الملوكية عند اليهود. فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني. على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والبشر وبنوع خاص الفقراء.

صهيون: هي تلة في أورشليم، أما "بنت صهيون" فهو تعبير مرادف لأورشليم "الفردوس" في بعدها الديني والتي ترمز إلى السماء..

جحش ابن أتان: الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال. هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل وكانوا مثقلين بالأحمال يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها. الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً. لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل، أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين: يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها، ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره.

"أيها الرب يسوع، أعطنا اليقين إننا: عندما نكون في الضيق، نشعر بأننا أقرب إليك؛ عندما يسخر منا الناس، أنت تشرّفنا؛ عندما يحتقرنا الناس، أنت ستمجدنا؛ عندما ينسوننا، نشعر بأنك تتذكرنا؛ عندما يهملوننا، نشعر بأنك تقرّبنا إليك. وأنت يا مريم، إياك نعظّم، لأنك قدّمتِ بين يديك للعالم الكلمة النور والهداية للعقول، واليوم تقدمينه للعالم قربان فداء وخبزاً للحياة الجديدة. للثالوث المجيد الذي اختارك كل مجد وشكر إلى الأبد آمين".

 

البابا فرنسيس: لعدم نسيان المسيحيين المضطهدين

الأحد 29 آذار 2015/وطنية - طلب البابا فرنسيس، أمام آلاف الاشخاص المحتشدين في ساحة القديس بطرس، عدم نسيان المسيحيين المضطهدين "شهداء اليوم". واقيم في قداس احد الشعانين الذي يمهد لأسبوع الفصح، دعا البابا فرنسيس الجموع الى التفكير في الاعداد الكبيرة من "شهداء اليوم، اخواننا واخواتنا المضطهدين لانهم مسيحيون". وفي صلاة التبشير، طلب البابا ايضا من العذراء مريم "احتضان ضحايا المأساة الجوية الثلثاء الذين كانت بينهم مجموعة من التلامذة الالمان".

 

علوش: نصر الله يدافع عن المعسكر الإيراني الذي يقبض منه

رأى القيادي في تيار 'المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش، إن 'الكل يعلم أن السيد نصر الله دوما يدافع ويقف في صف المعسكر الإيراني الذي يؤمن بقضيته ويقبض منه”، وأضاف أنه في السابق كان نصر الله يختبئ بالحديث عن العروبة والعرب لكن اليوم الأمور حسمت، وأصبح واضحا أنه في المعسكر الإيراني”. ورأى في تصريح لـ”الوطن” السعودية، أن 'نصر الله لطالما أحرج الحكومة اللبنانية ولا شيء قد تغير”، مؤكدا 'أن الدول العربية أثبتت أنها متفهمة أن الوضع القائم في لبنان هو وضع شاذ بما فيه وجود سلاح غير شرعي يتبع لدولة غير الدولة اللبنانية المتمثلة بحزب الله”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد في 29/3/2015

الأحد 29 آذار 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قبل الدخول في مقدمة نشرتنا، نشير إلى نبأ ورد من البقاع أن تنظيم "داعش" أعدم اللبناني يونس الحجيري الذي كان قد اختطف في عرسال في التاسع عشر من كانون الثاني 2015، وأن أقاربه تعرفوا على رأسه المقطوع من خلال صورة له، ودائما بحسب النبأ غير الرسمي.

دخول السيد المسيح قبل ألفي عام الى أورشليم وسط جموع الوادعين المؤمنين وبراءة الأطفال السائرين بسعف النخل والزيتون رفضا للظلم والخوف، أحياه المسيحيون في لبنان والمنطقة بأحد الشعانين، حيث ساروا بالسعف والشموع معتمدين على رجاء يسوع، ومعاني الحرية والتضحية والفرح التي تحدوا بها الخوف العام الناتج من استمرار الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين من جهة، وجراء الصراعات والحروب المتمذهبة وغير المتمذهبة في المنطقة من جهة ثانية.

في الغضون، تطورات المنطقة تتسارع من اليمن إلى إيران والعراق فسوريا. ففي موازاة محاولة اقتراب المفاوضين الايرانيين والغربيين من الوصول إلى اتفاق إطار حيال البرنامج النووي الايراني من جهة، ومن جهة ثانية استمرار عملية "عاصفة الحزم" على الحوثيين وبعض أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

تبنت القمة العربية السادسة والعشرون المحفزة بعملية "عاصفة الحزم"، تأليف قوة عربية مشتركة، "من أجل مواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي"، على ان توضع أطر تأليف القوة العربية في اجتماع قريب لرؤساء الأركان، تليها إحاطة قادة الدول بهذه الأطر، ثم يصار إلى إقرارها في اجتماع مجلس الدفاع العربي.

حتى ان تحفظ العراق عن نقطة تأليف القوة المشتركة، أوضحه وخفف من تأثيره الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الذي اشار إلى ان العراق وضع تحفظه وأقرنه بسبب محدد وهو أن فكرة تأليف القوة المشتركة يجب ان يسبقها حوار، بحسب وجهة نظر بغداد. وقال العربي: بالفعل هذا ما سيحصل في اجتماع رؤساء الأركان ثم اجتماع مجلس الدفاع المشترك.

في هذا الوقت، برز على المستوى المحلي اللبناني، موقف لافت لنائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أكد فيه استمرار الحوار بين "حزب الله" و"المستقبل"، لأنه طريق المحافظة على الاستقرار وتجنيب لبنان الفتن، وزاد: "موتوا بغيظكم، سنستمر في الحوار ولو لم يعجبكم".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

ماذا يجري في سويسرا؟. هل يبت الاتفاق النووي؟.

كل المؤشرات تصب في إيجابيات الدفع نحو إستيلاد اتفاق إطار، لكن لم تحسم المفاوضات حتى الساعة.

سباق مع الوقت. ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصل إلى جنيف لتظهير أي اتفاق مرتقب. تفاصيل تقنية عالقة وطهران ثابتة عند شروطها التي تبدأ برفع الحظر عن إيران، إلى عدم تخفيض أجهزة الطرد المركزي إلى أقل من ستة آلاف. ومن هنا جاء ضغط الأوروبيين تحت عنوان ضرورة ان تقدم طهران بادرات إضافية.

في ساعات الحسم الدولي، كان العرب يقررون في قمة شرم الشيخ تشكيل قوة مشتركة. لكن عناوينها وتفاصيلها تحكمها أزمات متنقلة، تحول دون وحدة العرب في وجه الإرهاب.

الأزمات تتوسع، وأحداث اليمن توحي بتصعيد في التأزيم، فيما المطلوب حلول سياسية وتسويات لإعادة ضبط التوترات.

صدى الاستنفار الدولي تردد في أروقة القمة العربية، بعد رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجاء الرد سعوديا يعكس التباين الذي خرج إلى العلن ولم يعد مخفيا بين الرياض وموسكو على خط الأزمة السورية تحديدا.

في لبنان ترقب ومواقف سياسية لم تؤثر على الحوار، بدليل تمسك القوى المعنية به سبيلا لإستقرار داخلي وبحثا عن بت الاستحقاقات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بتمثيل يمني منتهي الصلاحية وغياب لشرعية الدولة السورية، تبنت قمة شرم الشيخ العربية حربا على اليمن الدولة العضو في مجلس الجامعة، وكأن في المشهد تكرارا لما فعله العرب قبل سنوات أربع بإبعاد سوريا.

تبني الحرب جاء هذه المرة التزاما بقرار تصدرته وقادته المملكة السعودية، وجاء مذيلا بالإعلان عن إنشاء قوة عربية مشتركة، ولم تحتج قراءته إلى التذكير باتفاقية الدفاع المشترك، ولا بالكثير من الويلات التي كان الأبرز فيها غياب العرب أنفسهم، عن نجدة إخوانهم، وإن حضروا كان حضورهم للإصطفاف والتفرقة ونبش الأحقاد. فلا الحروب الأميركية انتهت ولا اعتداءات اسرائيل ـ ولعلها لم تعد عدوة ـ في وقت لا يشغل بال الجميع سوى رفع شعار الخطر من اتفاق ايران والسداسية الدولية لإقرار حقوق الجمهورية الاسلامية. حقوق شاخصة لا لبس فيها، بل نوايا واستهدافات لمنع ايران من انجاز سيادتها والاعتراف لها بمصاف الدول القادرة المستقلة.

انتهت قمة شرم الشيخ، ولولا دعوة الرئيس الروسي، لم يفتح فيها أي باب لحوار يمني أو دعوة إليه، فيما النزف متواصل لليوم الرابع، بغارات طالت مواقع للجيش وأخرى مدنية، والنتيجة أعداد إضافية من الضحايا على مذبح القادة. والسؤال: إلى أي ارض سيعود رئيس انتهت مدته ومعها شرعيته، وهو يحصي من مقر إقامته الجديد أشلاء لأبناء جلدته يتم انتشالهم من بين الدمار بعد غارات تعده في كل يوم بالتحرير والعودة منتصرا؟

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وأخيرا شرب العرب حليب السباع، وتحسسوا طاقاتهم المادية والعسكرية، فاكتشفوا انه من المعيب ان تكون سياداتهم وأرضهم وثرواتهم لقمة سهلة في فم كل باحث عن امبراطورية ضائعة أو مجد باطل.

أخيرا سيصير للعرب قوة عسكرية مشتركة، بحسب ما قررت القمة العربية في بيانها الختامي. وإذ رد العرب عسكريا بقيادة السعودية على الاعتداء الايراني على سيادة اليمن، فإنهم ردوا بخطاب سعودي أيضا عال النبرة على روسيا التي عرضت نفسها وسيطا في الصراعات القائمة، فسمعت من سعود الفيصل ما لا يرضيها.

في الشق اللبناني من الأزمة اليمنية، اعتبر السفير السعودي علي عواض العسيري ان خطاب السيد حسن نصرالله حفل بالافتراءات والمغالطات في حق المملكة ودورها.

وحدهما الحواران بين واشنطن وايران وبين "المستقبل" و"حزب الله"، سلما حتى الساعة من التراشق الناري الكبير، غير ان لبنان الذي نجح في الاختباء وراء التضامن العربي في المسألة اليمنية، لن يجد مخبأ يجنبه تهديد العماد عون بسحب وزرائه من الحكومة إذا مددت للقيادات العسكرية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ودخل السيد الى الهيكل. وكما قبل 2015 عاما، استقبله جمع الأطفال والأحرار بالهللويا. واستقبلته أكثرية السلطة بالتآمر والتواطؤ. هو كان آتيا من منفى الجليل، ليحررهم. وهم كانوا في أورشليم، عملاء النظام اليهودي الروماني المشترك، متسلطين على رقاب الناس، مستعدين لكل كذب وزور، من أجل أن يجهضوا تحريره وتحرر ناسه، أو من أجل أن يظلوا في سلطة الهيكل، بعد التحرر والتحرير.

هكذا تحالف قيافا وبيلاطس، وهكذا تقاطعت حسابات الهيكل، مع مصالح القيصر. لكنه فاجأهم بصرخة الحق في وجه الفاشل والفاسد والحاقد. وبفلس الأرملة، في وجه دنانير العمالة.

اليوم دخل يسوع الرب الهيكل، وبدأت درب الجلجة. وغدا سيأتي اضطهاد ومؤامرات. وبعد أقل من أسبوع، سيكون عذاب، وصلب، وموت. لكن الأكيد أن بعد ذلك كله يحين موعد الانتصار، وتكون القيامة.

ولكن، على رغم هذه الحقيقة الثابتة، هناك من يتصرف على قاعدة أن لا شيء تبدل، وانه في الأيام والأسابيع المقبلة، لا شيء سيتغير، على غرار ما يحصل في منطقتنا الحبلى بكل اضطراب، وبالعطش المستمر للدماء والسلطة. هناك بين شرم الشيخ واليمن، استبدلت سعف النخل وأغصان الزيتون بآلات القتل والبارود. هناك في قمة عربية، قايين يقتل هابيل مجددا.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

اختتم القادة العرب قمتهم في شرم الشيخ، متبنين قرارا بتشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة العربية.

أما في الشأن اليمني، فقد أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن التدخل العسكري للتحالف العربي في اليمن، لن يتوقف ما لم يقم المتمردون الحوثيون "بتسليم أسلحتهم" والانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها. وتزامن تصريح العربي مع إعلان السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، إن بلاده لا تفكر الآن في إرسال قوات برية إلى اليمن.

كما شهدت القمة اشتباكا روسيا- سعوديا، فبعد تلاوة رسالة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المجتمعين، رد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، مستغربا كيف تتحدث روسيا عن مآس في سوريا فيما هي جزء أساسي من المآسي التي تمس الشعب السوري.

اشتباك من نوع آخر شهدته بيروت، مع رد السفير السعودي علي عواض عسيري على الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله. عسيري رأى أن الخطاب يعكس ارتباك الجهات التي يمثلها نصرالله، والتي لا تريد الخير لليمن.

إيران، من جهتها، تبدو منهمكة بالمحادثات النووية في لوزان، والتي لا يزال أمامها يومان للتوصل إلى اتفاق. وقد استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الاتفاق بالقول: "إن محور إيران- لوزان- اليمن خطر جدا على البشرية ويجب إيقافه".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

بعد انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، حزم القادة العرب أمرهم، بانشاء قوة عربية مشتركة، خلال 4 أشهر، لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي.

القادة العرب أكدوا في البيان الختامي لقمتهم دعمهم لعملية "عاصفة الحزم"، التي تقودها المملكة العربية السعودية، حتى انسحاب الحوثيين وتسليم أسلحتهم إلى الشرعية اليمنية.

ومن بيروت، رد السفير السعودي على تهجمات أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله على المملكة، مؤكدا ان خطاب نصرالله عبر عن ارتباك لدى الجهات التي يمثلها، وتضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق المملكة، إضافة إلى الكثير من المغالطات التي تهدف إلى تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام. وذكر العسيري نصرالله بأن اللبنانيين يحملون "حزب الله" وحلفاءه والجهات الاقليمية التي تدعمهم مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ثلاث صفحات من بنود الاتفاق النووي، ستطوي صفحة ملتهبة من عمر المنطقة. طلائع الإيجابيات تصاعدت من لوزان، بما يهيء لعاصفة حزم نووية يوم الثلاثاء أول ما ستصيب الكيان الإسرائيلي الذي رأى أننا أمام أسوأ الاتفاقات.

نتنياهو المحتقن نوويا، يعوض له يمنيا. فعندما تدمر دول الخليج الصواريخ الحوثية الإيرانية في ميناء الحديدة، فإنها بذلك تقوم بعملية درء المخاطر عن إسرائيل. يضع نتنياهو خطر اليمن في موازاة أخطار الاتفاق النووي الدولي، فيطمئنه وزير خارجية اليمن رياض ياسين إلى أن الغارات منعت وصول الطائرات الإيرانية التي كانت تحمل معدات عسكرية للحوثيين، بينها ست كانت تحمل الصواريخ إلى الموانئ المصوبة مباشرة تجاه القواعد الإسرائيلية. وأمام حالة المنع فإن الحوثيين سيتجهون إلى خيارات أخرى تغير من وجهة الصواريخ التي لاتزال تحت قبضتهم.

وتدمير القدرات العسكرية للجيش اليمني، بمعزل عن الحوثيين، هو أيضا هدف عربي- غربي يذهب ريعه إلى إسرائيل. وتلك مسيرة بدأت مع سحق قوة الجيش العراقي بالتزامن مع الاحتلال الأميركي، واستكملت طريقها إلى ضرب الجيش الليبي قبل إسقاط القذافي. والمحاولات ذاتها مستمرة منذ خمس سنوات لتدمير قدرات الجيش السوري، تارة بتشجيع الانشقاق وطورا بإنشاء جيش رديف حر.

واليوم في اليمن، فإن أولى الضربات استهدفت الطائرات والمطارات العسكرية العائدة إلى الجيش، وإن سيطر عليها حوثيون، ندمر بالمفرق ونبحث عن إنشاء قوة عسكرية "بالجملة" العربية. وفي جوهر الفكرة فإن هذه القوة ربما كانت حلم كل عربي وطموحا يغني العرب عن إستعمار الغرب وطلب المؤازرة. لكن القوة المعول على عسكرها خرجت من الجامعة العربية بلا عدو أصيل هو إسرائيل، الانضمام إليها إختياري ويحق للأنظمة والحكام فقط طلب التدخل السريع، أي إنه إذا قامت ثورة في بلد ضد حاكم ظالم سيحق للسلطان الاستعانة بالمؤازرة العسكرية لسحق شعبه.

تتفكك الجيوش، تتحصن الأنظمة، وتبقى إسرائيل قوة عسكرية كبرى في المنطقة، نرفع عنها كل عبء يزعجها، وآخرها الصواريخ الحوثية الإيرانية من اليمن. لكن أهل اليمن باتوا اليوم أمام حربين: خليجية وداخلية بعدما بدأت القبائل بالتناحر ومعارك القرى تتجه الى حروب أهلية. فهل بات من المعيب علينا إذا توجهنا نحو بالدعوة الى عدم التقاتل الاهلي؟

إن إنتقاد الانفعالية هنا لم تصنفه القوانين على انه من باب الجنايات، والنقد لن يمحو من تاريخنا سجلات مجدها نصر الكلمة. وقد توجتنا الحروب أمراء في الوطنية والعداء لإسرائيل. نرتضي برد مهني سياسي حضاري التعبير، لكن ليس مسموحا للأولاد أن يلعبوا على مسارح الكبار، وحتى ولو امتطوا الجواد. نرتضي بردود من السادة ونتجادل معها بكل رقي، لكن الأبناء إذا أساؤا لتاريخ آبائهم القادة، سيصبح من الضروري أجراء عملية حجر عليهم ومنع التداول بلغتهم.

 

علي الأمين ينادي القمة: أطفئوا النار وعودوا للحوار

الأحد 29 آذار 2015/وطنية - دعا العلامة السيد علي الأمين إلى "وضع حد لما يجري اليوم في اليمن العزيز، ووقف إراقة الدماء وإخراج الخلاف بين الأطراف المتصارعين من الدائرة العسكرية إلى الإطار السياسي والعودة إلى الحوار بعيدا عن قعقعة السلاح وقرع طبول الحرب، وصب الزيت على النار، فليس من مصلحة العرب والمسلمين ولا من مصلحة الشعب اليمني العزيز استمرار النزاع القائم هناك لأن ذلك سيزيد من تأجيج الصراعات في المنطقة وإدخالها في أتون صراعات لا تؤدي إلا إلى مزيد من إضعاف الأمة عن مواجهة الأخطار المحدقة بها، وإبعادها عن بناء مستقبلها واستعادة دورها الريادي في المنطقة والعالم". وقال في نداء وجهه إلى القمة العربية في شرم الشيخ اليوم: "أيها العرب، أيها المسلمون، إنكم الإخوان في دين الله تجمعكم وشائج القربى وروابط التاريخ والمصير، إننا نناشدكم العمل السريع والعاجل على وقف العمليات الحربية في اليمن وبدء الحوار الوطني، ونذكر جماعة حركة "أنصار الله" وغيرهم بما قلناه عن الأحداث الدموية التي جرت في اليمن العزيز من قبل بأنكم حركة سياسية لها مطالب في السلطة والنظام ومن حق كل حركة سياسية السعي إلى تحقيق مطالبها المشروعة بالوسائل السياسية التي يقرها النظام والقانون وليس لها أن تفرض مطالبها بقوة السلاح، فإن الخروج المسلح سيؤدي حتما إلى إيقاظ الفتن النائمة، وهي فتن حالقة للدين وحارقة للدنيا وذلك هو الخسران المبين". أضاف: "المطلوب من غيركم في الخارج أشقاء وأصدقاء الإمتناع عن التدخل في شؤون الشعب اليمني الداخلية، والمطلوب منكم أنتم في الداخل التخلي عن المواجهة العسكرية في ما بينكم، وأن تبتعدوا عن التحركات التي تؤدي إلى النزاعات المسلحة وتعطيل النظام وإضعاف الدولة، وعلى جميع تلك الحركات السياسية ترك السلاح للدولة وحدها والرجوع إلى العملية السياسية والحوار والتزام السلم الأهلي والعيش الأخوي في ما بينكم والتمسك بالثوابت الوطنية وفي طليعتها وحدة الوطن والشعب ومرجعية الدولة اليمنية الواحدة بمؤسساتها القانونية والدستورية". وتابع: "يجب أن نعلم جميعا في الداخل والخارج أن الدم لن يحل المشكلة بل سيترك آثاره السيئة في النفوس كما قال أجدادنا العرب: "الدم يستسقي الدم"، ولن نجني منه سوى مزيد من الضعف في جسم الأمة المؤدي إلى التفكيك والإنقسام".

وختم: "ندعو إلى نبذ التفرق والتعصب والإقتتال".

 

سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي بن عواض عسيري: خطاب نصر الله تضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق السعودية والجهات ذاتها الداعمة له وتحرك الحوثيين لا تريد الخير لليمن

الأحد 29 آذار 2015 /وطنية - اعتبر سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي بن عواض عسيري، في بيان اليوم، "ان الخطاب الذي ألقاه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عبر عن ارتباك لدى الجهات التي يمثلها وتضمن الكثير من الافتراء والتجني في حق المملكة العربية السعودية إضافة إلى الكثير من المغالطات التي تهدف إلى تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام". وأضاف: "ان المملكة العربية السعودية مشهود لها انها لا تتكلم لغتين، وقد أعلنت مرات عدة على لسان مسؤوليها ان الرئاسة اللبنانية شأن لبناني بحت وهي لا تدخل في لعبة الأسماء والمرشحين بل تدعم كل ما ومن يتوافق عليه اللبنانيون، وتحميل السيد نصر الله المملكة بشخص وزير خارجيتها صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل مسؤولية ما في هذا الملف تهدف إلى ذر الرماد في العيون والهروب من مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية التي يحملها اللبنانيون ل"حزب الله" وحلفائه والجهات الإقليمية التي تدعمهم". وفي ما يتعلق بموضوع اليمن، قال السفير عسيري: "ان ما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - طوال المرحلة السابقة بمواكبة من الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي خير شاهد على رغبتها الصادقة في المساعدة على التوصل إلى حل يمني يمني يحفظ وحدة اليمن وسلامة شعبه، الا ان الجهات ذاتها التي تدعم السيد نصر الله وتحرك الحوثيين لا تريد الخير لليمن وكانت وراء تعطيل كافة الاتفاقات ودفع الوضع الأمني في البلاد نحو التصعيد والتدهور". أما في الشأن الفلسطيني، فقال السفير عسيري: "لا السيد نصر الله ولا أي جهة أخرى تستطيع المزايدة على المملكة في ما قدمته منذ عشرات السنين ولا تزال من دعم مختلف للشعب الفلسطيني الشقيق، وهي لا تمنن في ذلك لأن القضية الفلسطينية قضيتها، والقضية العربية المركزية ولكن العجب العجاب في من يدعون نصرة القضية الفلسطينية ويتاجرون بها في أسواق السياسة ويعملون دون كلل من اجل تجزئة المنظمات والفصائل الفلسطينية وتأليبها ضد بعضها وضرب كل محاولة صادقة او اتفاقية تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية". وختم عسيري بالقول: "ان مواقف المملكة العربية السعودية واضحة وصادقة ولا تحتاج إلى شهادة من احد وهي مواقف مقرونة بأفعال تقدرها الشعوب العربية والإسلامية وحبذا لو تتمثل بعض الجهات بحكمة قادة المملكة وحرصهم على الامتين العربية والإسلامية ونصرتهم للقضايا العربية والإسلامية بدل السعي إلى ضرب الوحدة العربية وتضليل الشعوب والمتاجرة بقضايا الأمة".

 

عكاظ": نصر الله عميل إيران.. بامتيار

عكاظ" السعودية: تتكشف المؤامرة الإيرانية ضد الأمة العربية يوما بعد يوم عبر عملائها الطائفيين في سوريا والعراق ولبنان.. ويتصدر مشهد العمالة الإيرانية في لبنان المدعو حسن نصر الله، الذي اختار العمالة لإيران بامتيار على حساب المصالح اللبنانية والعربية. إن كلام نصر الله البذيء الذي تفوه به ظلما وعدوانا يتنافى مع مصلحة لبنان والمصالح العربية، إذ دعمت الدول العربية والإسلامية عاصفة الحزم بقوة والتي جاءت استجابة لطلب الرئيس الشرعي منصور هادي ووفق اتفاقية الدفاع العربي المشترك.

إن هجوم رئيس حزب الله اللبناني حسن نصرالله على التحالف العربي لحماية الشرعية والاستقرار في اليمن، يؤكد على الترابط الواضح والوثيق بين الحزب وجماعة الحوثي التي تسببت في الأزمة السياسية وتردي الأوضاع الأمنية، من خلال رفضها الحوار ومحاولاتها لقتل الرئيس اليمني. إن حزب الله وجماعة الحوثي يندرجان ضمن المخطط الإيراني في المنطقة، والذي يشمل العراق ولبنان وسوريا واليمن لتخريب المنطقة وتحويلها لبؤرة صراعات طائفية. وليس هناك شك أن نجاح عاصفة الحزم أفقد حزب الله والحوثي توازنهما، ودفعت حزب الله إلى ترديد مجموعة من الأباطيل والأكاذيب والاتهامات التي لا تستند إلى أي دليل بل إن الواقع على الأرض يكذبها ويفضحها لأن عاصفة الحزم تستمد شرعيتها من طلب الرئيس الشرعي لليمن منصور هادي للحفاظ على أمن واستقرار اليمن. الموقف السعودي لدعم الشرعية، وإنقاذ اليمن من التغلغل الحوثي الإيراني في المنطقة جاء في الوقت المناسب، وهو ما أزعج طهران وحليفها نصر الله، فلم يجد أمامه سوى ترديد هذه الافتراءات. إن مخططات نصر الله ومؤامرات طهران لن تجدي نفعا لأن الدول سارعت للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولحماية المنطقة من تداعيات انقلاب الحوثي.

 

 نواف الموسوي: ليتذكر المغامرون أن خياراتهم جرت إلى البلد الأزمات

الأحد 29 آذار 2015

وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي في احتفال تأبيني في بلدة الطيري،أن "على اللبنانيين، في ظل التوتر السياسي الذي يضرب منطقتنا من أقصاها إلى أقصاها، ألا يغرقوا في ما بينهم في الصراعات الحاصلة، وأن يعملوا ما أمكنهم من أجل تحييد علاقاتهم الداخلية وبلدهم عن الصراعات الجارية، لتجري هذه الصراعات في جغرافياتها"، مشددا على "وجوب أن نحيط الجغرافيا اللبنانية بعوامل الحماية والاستقرار، وبدلا من أن تغرق القوى السياسية في سجال بينها، فإن على القوى السياسية التي تؤلف الحكومة وتشارك في المجلس النيابي أن تبذل الجهد لحل المشكلات التي يعاني منها المواطنون، فلا طائل من سجالاتنا الداخلية حول القضايا التي تدور في المنطقة، ومن الأفضل أن يبذل الجهد في إطار الحكومة للقيام بالإجراءات المناسبة، وأن يعاود المجلس النيابي عمله التشريعي في أقرب وقت من أجل إقرار مجموعة من مشاريع واقتراحات القوانين التي بات إقرارها لازما لتمكين اللبنانيين من مواصلة عيشهم الكريم".

وأشار إلى أن "هناك سلسلة من المشاريع أمام المجلس النيابي التي تتطلب انعقادا قريبا للجلسة التشريعية، وهناك الكثير من المهمات التي على الحكومة أن تواصل العمل والنهوض بها"، وشدد على "ضرورة عدم نسيان مسؤوليتنا الوطنية في المبادرة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، والانتخاب يمكن أن يتحقق اليوم قبل الغد إذا استقل اللبنانيون بقرارهم الذاتي، واعتمدوا المنهج الميثاقي في اختيار من يشغل سدة الرئاسة الأولى، وإذا كان مطلوبا مراعاة الشروط الميثاقية في تشكيل الحكومة وفي تكوين المجلس النيابي، فإن الشرط الميثاقي في انتخابات رئاسة الجمهورية واضح ويقوم على أساس الاعتراف بحق الأكثرية المسيحية الشعبية والنيابية بملء مقام رئاسة الجمهورية، والأمور في هذا المجال واضحة وليست بحاجة إلى استدلال، بل هي تحتاج فقط إلى قرار بالنزول عند رغبة الأكثرية المسيحية الشعبية والنيابية، والمقصود الأكثرية الميثاقية لا العددية، لأن القانون الانتخابي السابق لم يكن يعكس بصورة دقيقة إرادة الناخب اللبناني على الوجه الصحيح".

لفت إلى أن "انفجار القنبلة العنقودية الذي وقع قبل أيام في الجنوب وأدى إلى إصابة بضعة أطفال كانوا يرتعون في ملاعب الصبا، يعيد إلى الأذهان واقع أن ما مساحته 22 مليون متر مربع ونيف من الأرض اللبنانية ما زال مليئا بالقنابل العنقودية، ما يعني عمليا أن هذه المساحة ما زالت محتلة، إذ إن أهلها ليسوا قادرين على الوصول إليها، وإلا فإن عاقبتهم التفجير والإصابة"، وطالب "الحكومة بأن تولي ملف تطهير أراضينا من القنابل العنقودية اهتماما كاملا، وإذا كان بإمكان العمل الدبلوماسي والتحرك السياسي لدى حوالي 90 دولة منضمة إلى هذه الاتفاقية أن يحركها ويقدم للبنان ما يحتاجه لتطهير أراضيه من هذه القنابل، فإن على الحكومة القيام بما يلزم في هذا الإطار، وإلا فإنها والمجلس النيابي مطالبان بأن يؤمنا الاعتمادات الكافية التي تسمح لفرق تفكيك القنابل والألغام بمواصلة عملها، ونحن في المقاومة قدمنا تضحيات بالغة في مواجهة المحتل الإسرائيلي حتى دحرناه، ومن أجل منعه من تحقيق أهداف عدوانه السياسية والعسكرية، وبات لزاما على الحكومة والمجلس معا أن يتحملا مسؤوليتهما".

وقال: "قبل عدة أعوام لدى مناقشة مشروع قانون الانضمام إلى اتفاقية حظر القنابل العنقودية في المجلس النيابي، سألنا رئيس الحكومة آنذاك الرئيس سعد الحريري، عن الميزات التي سنحصل عليها من جراء توقيعنا على هذه الاتفاقية، إذ لا مصلحة للبنان في أن يكبل أيديه باتفاقيات دولية لا يحصل منها على مقابل، كما سألنا عما إذا كان الانضمام إلى هذه الاتفاقية سيجنبنا في المستقبل إمكانية أن يعمد العدو إلى ارتكاب جريمة القصف بها مرة أخرى، وما إن كان الانضمام إليها يخولنا محاكمة العدو الصهيوني على جريمة الحرب التي اقترفها لأن استخدام القنابل العنقودية هو أمر محرم دوليا، ولا سيما أن الإسرائيلي استخدم هذه القنابل في اليومين الأخيرين، بقصد منع المدنيين من العودة إلى قراهم وحقولهم ومزارعهم وليس مواجهة المقاومين، وسألنا أيضا إن كان الانضمام إلى هذه الاتفاقية سيمكننا من الحصول على مستلزمات تنظيف مناطقنا من هذه القنابل العنقودية التي رماها الإسرائيليون وبلغ مجموعها 4 ملايين قنبلة، إذ تم تنظيف نصف المساحة المقصوفة أي بقي نصف مجموع هذه القنابل، وقد وقف آنذاك الرئيس الحريري وقال إن لبنان بانضمامه إلى هذه الاتفاقية موعود بالحصول على هبات ومساعدات من أجل تنظيف ما بقي محتلا بهذه القنابل العنقودية، فما الذي حصلنا عليه اليوم مقابل هذه الاتفاقية بعد مضي حوالى الأربع سنوات على انضمامنا إليها؟"

أضاف: "نحن أبناء نهج المقاومة علمتنا التجارب أنه لا يمكن لمن يعتدي على شعب مقاوم أن ينتصر، ويمكن للمعتدي أن يرتكب المجازر ويلحق أضرارا، لكن لا يمكنه قهر إرادة الشعوب المقاومة، ونحن واجهنا العدوان الإسرائيلي وهزمنا إرادته وكتبنا في الميدان والسياسة إرادتنا الحرة المستقلة المستندة إلى نهج المقاومة الذي بات اليوم هو النهج المعتمد من الشعوب الحرة في المنطقة، فلا يمكن لأي معتد أن يقهر إرادة تلك الشعوب، وإن الشعوب المقاومة هي المنتصرة حقا، وهذا ما نثق به وجربناه في مواجهة العدو الإسرائيلي والتكفيري".

وتابع: "إن اصطناع خطر جديد موهوم للعرب يشكل البيئة المناسبة لاستشراء الفكر التكفيري، وبالتالي فإن عمليات التحريض المذهبي والطائفي التي تمارسها أنظمة ومؤسسات إعلامية تابعة لهذه الأنظمة لن تفيد في حماية هذا النظام أو ذاك، بل ستؤدي إلى تعزيز نزعة التكفير والتطرف والانتحار، وستكون الأنظمة المحرِّضة أول الخاسرين من هذا التحريض، ولقد جربت هذا الأمر من قبل، وها هي تخطىء مرة أخرى، وقد كان من الأفضل أن تتبلور إرادة عربية إسلامية جامعة تستأصل الفكر التكفيري بدل أن يستبدل هذا المسار بمسار اصطناع أعداء وهميين لن يؤدي إلا إلى جعل العدو أعلى درجة من تلك الأنظمة، وإلى ما يمكن العدو التكفيري من التغلغل في البنية الإجتماعية لتلك الأنظمة".

وختم الموسوي: "عدونا هو العدو الصهيوني، ولم تحد البوصلة عنه إطلاقا، وما مواجهتنا مع العدو التكفيري إلا فرع لمواجهتنا مع العدو الصهيوني، لأن العدو التكفيري بات أداة من أدواته، والعالم كله يرى كيف ينسق التكفيريون سواء كان اسمهم النصرة أو غيره مع العدو الصهيوني في سوريا وفي غيرها، ومن هنا، نحن على نهجنا الواضح في مواجهة العدو الصهيوني والتكفيري لحماية بلدنا، وكل موقف اتخذناه كان يصب في حماية هذا البلد ومواجهة العدوان، وعلى المغامرين أن يتذكروا أن خياراتهم ومشاريعهم هي التي جرت إلى البلد أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، في حين أننا لم نحمل إلى هذا البلد إلا الحرية والعزة والكرامة".

 

نعيم قاسم: سنستمر في الحوار وندعو الى الحل السياسي في اليمن وترك الشعب لخياراته

الأحد 29 آذار 2015

وطنية - أعلن نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في حفل التكليف بالحجاب في مدارس المصطفى والبتول في قاعة الجنان، "اننا اخترنا الحوار بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، رغم معرقليه، لأنه الطريق للمحافظة على الاستقرار، ويجنب لبنان الفتن ويؤدي إلى تخفيف الاحتقان، وهذه من العناوين التي نحتاجها". وقال: "نحن نعلم أن الحوار لا يمكن أن ينجح إلا إذا كان الطرفان يريدانه وهذا ما هو عليه الأمر. صدرت بعض الأصوات لا تريد الحوار وقد أصبحت معروفة، وهم المتوترون والمفتنون في لبنان الذين يمكن كتابة لائحة بأسمائهم، بحيث أنك قبل أن تفتح الصحيفة أو تسمع نشرة الأخبار إذا قالوا، قال فلان، تستطيع أن تقول أنت ماذا قالوا مسبقا، لأنهم لا ينفخون إلا السموم، نقول لهؤلاء: موتوا بغيظكم، سنستمر بالحوار ولو لم يعجبكم، وسنستمر بكل عمل يؤدي إلى الاستقرار ولن ندعكم إن شاء الله تخربون هذا الاستقرار في لبنان". وأضاف: "نحن نعتبر أن اختيار رئيس للجمهورية قضية مفصلية في لبنان ومهمة جدا، وخيارنا منطقي وشعبي ووطني وينسجم تماما مع كل القواعد التي تتحدث عن حسن تمثيل الرئيس للواقع القائم، بينما من يعيق انتخاب الرئيس هو وجود جماعة ينتظرون فك الحظر الخارجي عن الرئيس الشعبي الجماهيري الذي يستحق أن يكون في سدة الرئاسة، بينما نختار من الموقع الوطني، يختار بعضهم من موقع انتظار الأوامر الخارجية، نحن ندعوهم أن يعودوا إلى ضمائرهم وأن يحكموا المصلحة الوطنية على مصالح بعض الدول الإقليمية لنسرع في انتخاب الرئيس". وتابع: "أما في مسألة المواقف من القضايا المختلفة التي تجري في منطقتنا، فعجيب أمر بعضهم: عندما نتخذ موقفا يقولون لنا: لماذا تتدخلون في شؤون الآخرين؟ وعندما يتخذون موقفا مغاليا ومؤيدا للمعتدي يعتبرون أنهم يقومون بالواجب الوطني والقومي! هذا لا يعذرهم بأنهم في مكان يكونون مع الباطل وفي مكان آخر مع العدوان وفي مكان ثالث مع الاحتلال، ولا يبرر لهم أنهم منسجمون مع المنظومة الدولية، ونحن نعرف أن المنظومة الدولية جائرة وظالمة ولا تعمل للحق".

وقال: "سنكون واضحين: وقفنا إلى جانب النظام والشعب السوري، لأننا لا نريد أن تنتقل سوريا المقاومة إلى سوريا الإسرائيلية، ووقف الآخرون إلى جانب داعش والنصرة والقاعدة والذين قتلوا الرجال والنساء والأطفال، ولا مبرر لهم على الإطلاق، واستقدموا قتلة من كل أنحاء العالم وسهلوا لهم، أيهما أشرف: أن نكون إلى جانب الشعب السوري والنظام، أو إلى جانب القتلة والذين يدمرون سوريا". واردف قائلا: "نحن أعلنا أننا مع خيار الشعب اليمني، وليتركوا الشعب اليمني لخياراته السياسية وللنقاشات الداخلية وللحلول السياسية، لماذا يفرضون عليه من الخارج ما يشكلون عليه في أماكن أخرى؟ إن ما يحصل في اليمن عدوان حقيقي، وفرض شروط على بلد يفترض أن يأخذ قراره بيده، نحن ندعو إلى الحل السياسي وأن يترك الشعب اليمني لخياراته". وتابع: "في مسألة فلسطين، قلنا مرارا وتكرارا أننا ضد الاحتلال ليس على الورق وإنما بالقتال والمقاومة وعدم التسليم لمطالب الاحتلال، فليقولوا لنا ما هي إنجازاتهم في مواجهة الاحتلال؟". وقال: "أما بالنسبة لإيران، فنحن نفتخر بأنها الدولة التي قامت بدور إيجابي في كل المنطقة، ودعمت المقاومين والشرفاء والأحرار، وكل النتائج التي ساهمت فيها إيران تشرف وترفع الرأس، وبالتالي من وقف مع المقاومة والشعوب المستضعفة يستحق كل تقدير، ونسأل الآخرين أين وقفوا؟ ومع من؟ وليعرضوا لنا أوسمة الشرف في نصرة المستضعفين والمقاومة! كما هي أوسمة الشرف تملأ صدر إيران بسبب عطاءاتها وتضحياتها".

 

قاووق: للترفع عن لغة التحريض لتحصين وطننا ولا مبرر لأي لبناني ادعاء الحياد والنأي بالنفس

الأحد 29 آذار 2015/وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، أن "المواجهة في لبنان مع الخطر التكفيري هي نفس المواجهة مع الخطر التكفيري على مستوى الأمة ، وأن الواجب الوطني يفرض على الجميع التمسك بعنوان قوة ومنعة وحصن لبنان في مواجهة هذا الخطر، وهو معادلة الجيش والشعب والمقاومة". وأكد خلال احتفال تأبيني في حاروف "أنه ليس أمام اللبنانيين إزاء الخطر الحقيقي القادم بعد ذوبان الثلج، إلا التمسك بضرورة هذه المعادلة ، وأنه لا يوجد أي مبرر لأي قوى وفئات سياسية باستهداف عنصر قوة ومنعة لبنان ، وأن على الجميع إذا أرادوا أن يحصَّنوا لبنان، أن يترفعوا عن لغة التوتير والتحريض حتى نحمي الوحدة الوطنية والإستقرار".

في ميس الجبل

وخلال احتفال أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة ميس الجبل الجنوبية، رأى قاووق "أن الإرهاب التكفيري فرض حربا مفتوحة على لبنان الذي تمكن بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة من أن يربحها، وأن يبعد خطر الإمارات التكفيرية نسبيا عنه، وأن يقطع طريق الفتنة، ويحاصر الفلول التكفيرية في جرود عرسال والقلمون". وأشار إلى "أن التكفيريين الإرهابيين ينتظرون ذوبان الثلج حتى يشنوا هجوما جديدا على القرى والبلدات اللبنانية ومواقع الجيش اللبناني فهذه حرب مفتوحة ومتواصلة"، وقال: "عندما يكون هناك عدوان خارجي إرهابي تكفيري على لبنان فإنه لا يستثني أحدا، ويطال كل اللبنانيين بمختلف مناطقهم وطوائفهم ومذاهبهم"، مشددا على أن "المسؤولية الوطنية تفرض على اللبنانيين جميعا أن يكونوا في خندق واحد لمواجهة الخطر القادم، فنحن لن نتخلى عن مسؤولياتنا في الدفاع عن أهلنا، وكما كنا السباقين في مواجهة الإرهاب التكفيري سنبقى السباقين في الميدان لا في الكلام، فهم ليسوا إلا فلولا هاربة مهزومة أمام ضربات المجاهدين في القصير وقارة ويبرود ورنكوس، وهم يدركون تماما أننا حيث نكون يكون النصر".

ولفت قاووق إلى "أن لبنان بأسره يتعرض لخطر عدوان تكفيري إرهابي"، وقال: "ان أقل وأضعف الواجب الوطني يفرض على جميع اللبنانيين أن يقوموا بواجباتهم ومسؤولياتهم الوطنية لمواجهة هذا الخطر، لأن المسألة ليست فريقي 8 و14 آذار، إذ لا يوجد أي مبرر لأي لبناني بأن يدعي الحياد والنأي بالنفس، حيث انه لا معنى لهما إذا كان التكفيريون الإرهابيون ينتظرون ذوبان الثلج ليهاجموا لبنان". وأضاف: "فخر لنا في حزب الله بأننا نقاوم دفاعا عن وطننا وسنقاوم مجددا، وشرف لنا أننا نضحي لحمايته وسنضحي مجددا، ولن يأتي اليوم الذي نساوم فيه على ذرة من الكرامة، وإذا كانت المنطقة تعصف بعواصف التكفير، فنحن بتنا نعرف من مع هذه العواصف". وفي موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، قال قاووق: "إذا كان لبنان يمر في مرحلة استثنائية، فإن خطورة التحديات التي يمر بها لبنان والمنطقة تفرض على اللبنانيين أن يتمسكوا بانتخاب الرئيس الأقوى مسيحيا ووطنيا، "وموقفنا هذا هو مبدئي وليس قابلا للمقايضة وللمساومة، ولا نقايض ولا نساوم على مبدأ أن نرشح الرئيس الأقوى مسيحيا ووطنيا"، مشيرا إلى أن الذي يتحمل مسؤولية إطالة أمد الفراغ، هو الذي يضع الفيتو على الرئيس الأقوى وطنيا ومسيحيا وشعبيا".

 

المطران سيمير مظلوم لـ”السياسة”: التوافق شرط للاستحقاق الرئاسي

بيروت – “السياسة”:30/03/15                         

قمة مسيحية - إسلامية في بكركي اليوم

تعقد اليوم في بكركي قمة روحية يحضرها رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في لبنان تبحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة, على أن يصدر في ختامها بيان مشترك يتطرق الى الملفات اللبنانية والاقليمية. وأكدت مصادر روحية قريبة من البطريركية المارونية لـ”السياسة” أن هذه القمة دورية وتعقد مرة أو مرتين سنوياً, بعدما عقدت القمة السابقة في دار الفتوى في سبتمبر من العام الماضي, مشيرة الى أن الاستحقاق الرئاسي سيكون في مقدمة أولويات البحث في هذه القمة, بما يؤكد على ضرورة إجرائه في أسرع وقت لأنه لا يجوز بقاء الفراغ في مقام الرئاسة الاولى, كذلك الأمر اجهة دعم المؤسسات الدستورية والعسكرية والامنية وتحقيق الوفاق واستكمال الحوار بين اللبنانيين والمحافظة على صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين, إضافة إلى التشديد على الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق.

وأكد المطران سمير مظلوم لـ”السياسة” أن جدول أعمال القمة الروحية سيركز على الاوضاع في لبنان والمنطقة, على ان يصار الى اتخاذ موقف مشترك من مجمل هذه الاوضاع, مشدداً على ان الملف الرئاسي سيكون بنداً أساسيا على جدول الاعمال, ومن الطبيعي ان يأخذ حيزا واسعا من البحث في ظل الشغور القائم في مقام الرئاسة الأولى. وقال مظلوم إن “كل ما يحدث في الوطن العربي يرتد سلباً على لبنان, كما تكون له تأثيرات على البلدان الاخرى, ونحن نأمل ان يتم وضع حد لما يجري في اليمن في أسرع وقت ممكن وان يعود المسؤولون العرب الى حل قضاياهم بالحوار والمحبة وليس بالحرب التي لا تحل شيئاً, بل إنها تزيد الأمور تعقيداً وتفرق الناس عن بعضها, وبالتالي لابد من سلوك طريق التفاهم والحل السياسي للتخفيف عن الشعوب قدر المستطاع”. ولفت المطران مظلوم الى ان الظروف حتى الآن لا تساعد على انجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب, ولا يبدو أن هناك معطيات جديدة يمكن ان تساهم في اجراء الانتخابات الرئاسية في فترة زمنية قريبة. واضاف ان الامور لازالت على حالها, معتبراً ان المواقف المتصلبة للفرقاء اللبنانيين لا تبشر بالخير, على اعتبار أن التوافق شرط أساسي لحصول الانتخابات الرئاسية, وطالما ان هذا الامر لم يحصل فإن الاستحقاق الرئاسي مازال بعيداً. وفي عيد الشعانين, شدد البطريرك بشارة الراعي على ان “رسالتنا كمسيحيين في المجتمع ان ننتزع الخوف المادي والصحي والسياسي والقلق في قلوب الناس وألا نكون سبباً كي يعيش الانسان بألم وحزن, بالرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها”. وللمناسبة عينها, أقيمت القداديس والصلوات في مختلف الكنائس في لبنان وسط اجراءات امنية مشددة, حيث أكدت العظات على ضرورة ملء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت ممكن.

 

الراعي في أحد الشعانين: عازمون على حمل السلام لشعبنا رغم الظروف الضاغطة

الأحد 29 آذار 2015

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداس احد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة بولس الصياح وحنا علوان وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور النائب القبرصي الماروني انطونيس حاجي روسوس، القنصل العام لجمهورية ملاوي انطوان عقيقي، رجل الاعمال كمال القاعي، الدكتور نزار يونس وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس ، ألقى الراعي كلمة تحدث فيها عن معاني الشعانين، وقال:" اليوم هو عيد الاطفال الذين حملوا الشموع وأغصان الزيتون تيمنا بدخول السيد المسيح الى اورشليم، وهذه الرموز تحمل معاني كثيرة نحملها معا الى الاجيال المقبلة، وهؤلاء الاطفال صرخوا هوشعنا في الاعالي مبارك الآتي باسم الرب". أضاف:"أهنىء الاطفال في عيدهم اليوم، وهذا ما يذكرنا بيوم عمادهم، وندعو الاهالي الى الحفاظ على أطفالهم وعلى إيمانهم، لان الشمعة المضاءة هي علاقة الايمان المتجدد والإستنارة بالسيد المسيح، وان الميرون يشركنا بألوهية المسيح يعني بملوكية السلام والمحبة والعدالة التي نحن مدعوون اليوم لنعيشها يوميا في حياتنا، وليحفظ الله أطفالنا وكبارنا لان السيد المسيح يقول "إن لم تعودوا كالاطفال لن تدخلوا ملكوت السماء". وتابع: "إن ملوكية السيد المسيح تتجسد بقوله: "لا تخافوا"، وهذا ما نحمله نحن كمسيحيين وفي هذا المجتمع كي ننتزع الخوف من قلوب الناس،أي الخوف السياسي والمادي والقلق الذي نعيشه اليوم، وهكذا يصبح لوجودنا ولحضورنا قيمة، لان الظروف التي نعيشها ضاغطة بسبب الهموم التي تحيط بنا، و على الرغم من كافة هذه الهموم، نحن نعلن اليوم اننا عازمون على حمل السلام والطمأنينة لشعبنا". وقال: "إن المسيح قام من بين الاموات وانتصر عليه وعلى أنواع ظلمات الحياة كافة"، مشيرا الى "ان زياح الشعانين هو علامة لكي نستقبل السيد المسيح في قلوبنا وأفكارنا ومنازلنا وبوطننا وفي هذا الشرق المعذب ، وليس ان نستقبله استقبالا خارجيا، إنما كاملا للسلام والطمأنينة والعدالة، وان نكون في هذا المجتمع علامة لحضوره. وهذا التطواف يعني ان لنا ملكا واحدا وزعيما وسيدا واحدا اسمه يسوع المسيح، وأمامه تذوب كل الزعامات الروحية والمدنية، لنا زعيم واحد وملك وسيد واحد نقتدي به اسمه يسوع المسيح، واعلانه هو التزام منا بعيش ملوكيته، وجعلنا معه ملوكا للحقيقة نحارب الكذب والضلال، وملوك سلام نحارب الحرب وملوك مصالحة نحارب النزاعات وملوك عدالة نحارب الظلم. وهذا التطواف هو التزام لكي نعيش ملوكيتنا في هذا المجتمع". بعدها، بارك الراعي أغصان الزيتون، ثم أقيم زياح الشعانين في الباحة الخارجية للصرح حيث حمل الاطفال الشموع وأغصان الزيتون مرددين "هوشعنا في الاعالي مبارك الآتي باسم الرب".

مهنئو العيد

بعد القداس، استقبل الراعي المهنئين بالعيد.

 

الحوت: وضع نصرالله صعب وكلامه الأخير لطمأنة جمهوره الرافض لمواقفه

الأحد 29 آذار 2015 /وطنية - اعتبر نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت، في حديث الى برنامج لقاء الأحد عبر اذاعة "صوت لبنان"- 93.3،" أن عملية عاصفة الحزم في اليمن وجهت رسائل عدة في كل الاتجاهات لا سيما الى ايران لوقف تمددها في المنطقة"، مشيرا الى "أن التحالف الذي تشكل في اليمن جاء نتيجة الاستفزاز والتعنت الايراني"، مشددا على "أن هناك بوادر مشروع مقابل للمشروع الإيراني قد يؤدي إلى التهدئة في حال نجح في فرض توازنه". ورأى الحوت "إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يعطي "دروسا" حول عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى لكنه لا يلتزم بها"، لافتا الى "أن وضع نصرالله في هذه المرحلة صعب، وأن كلامه الأخير محاولة لطمأنة جمهوره الرافض لمواقفه في كثير من الأحيان". وسأل الحوت: كيف يخاطر نصرالله من خلال هجومه الشرس على السعودية بمصير مئات العائلات الموجودة في المملكة؟ مؤكدا أن السعودية لم تأخذ أي قرار حتى الآن في حق اللبنانيين المقيمين هناك". من جهة ثانية، رأى الحوت "أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تثبت يوما بعد يوم أن العدالة ستأتي لا محالة ولو تأخرت"، مستبعدا "أن يتمكن أحد أو حدث ما من عرقلة عملها بعد الآن". وفي الملف الرئاسي، حمل الحوت "حزب الله والتيار الوطني الحر مسؤولية عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية من خلال عدم حضور نوابهما جلسات الانتخاب"، مشيرا الى "أن العماد ميشال عون يعتمد سياسة أنا أو لا أحد".

وأكد الحوت "أن حزب الله يدعم وصول عون الى الرئاسة ظاهريا الا أنه لا يثق به الى درجة تسليمه سدة الرئاسة"، قائلا: إن حزب الله قد يذهب باتجاه تسمية رئيس حزب المردة النائب سليمان فرنجية في حال كانت موازين القوى لصالحه". وقال:"أنا مع وصول النائب بطرس حرب أو الوزير السابق جان عبيد الى رئاسة الجمهورية، كما أنني لا أعترض على اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة". واعتبر النائب الحوت "أن التمديد للقادة الأمنيين كان أبغض الحلول"، محذرا من المؤتمر التأسيسي الذي يسعى البعض الى فرضه". وعن الحوار القائم بين "حزب الله" و"تيار المستقبل"، شدد الحوت على أنه "غير مقتنع بنتائجه خصوصا وأن هذين الفريقين لا يختزلان المذهبين الشيعي والسني"، معتبرا أنه "مجرد تمرير للوقت ومحاولة لتهدئة الأوضاع المشحونة". ودعا الحوت الى محاكمات عادلة لكل الموقوفين لاسيما الاسلاميين، مشيرا الى "أن الظلم الذي يصيب فئات معينة في المجتمع اللبناني يولد ردات فعل غير محسوبة".

 

عون يهدد بالاستقالة وسحب وزرائه

السياسة الكويتية/هل يفعلها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ويفجر الحكومة اللبنانية من الداخل إذا لم تسر في ملف القادة العسكريين كما يريد, وفي مقدمهم قائد الجيش, أم أنه سيكتفي بالتحذير فقط بضرورة التعاطي مع هذا الملف بموجب الدستور, ولن يصل إلى حد طلب استقالة وزرائه في حال أصرت الحكومة على التمديد, الذي ألمحت إليه مواقف وتصريحات سابقة لوزراء خارج الفلك العوني, على أن يتضامن معهم وزيرا "حزب الله" محمد فنيش وحسين الحاج حسن؟

مصدر مقرب من العماد عون أكد لـ"السياسة" أن تهديد عون جدي ولا رجوع عنه, بعد أن لمس تحايلاً في الموضوع يتمثل بمحاولة إصدار مراسيم بالتمديد في اللحظة الأخيرة, على غرار ما فعله وزير الدفاع سمير مقبل, عندما وقّع على مرسوم التمديد للواء محمد خير, الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع. وفي هذا السياق, أوضح عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب فادي الأعور في اتصال مع "السياسة", أن "رئيس تكتل التغيير والإصلاح لم يهدد بسحب وزرائه من الحكومة إذا لم ينتخب رئيساً للجمهورية, بل كان تهديده مرتبطاً بموضوع التعيينات, التي هي من صلاحية الحكومة, أما انتخاب رئيس الجمهورية, فهو منوط بمجلس النواب", مستغرباً "كيف تقوم الحكومة بتعيين هيئة الرقابة على المصارف ولا تقوم بتعيين بديل من القادة الأمنيين الذين بلغوا سن التقاعد, وتسعى إلى التمديد لهم تحت حجج واهية لا يقرها عقل". وقال: "التهديدات جدية واحتمال سحب الوزراء التابعين للتكتل وارد جداً". وعن القول إن الوضع الأمني لا يحتمل حصول مناقلات وتعيينات في المراكز العسكرية الأولى في المؤسسات الأمنية, رأى أن "هذا الكلام حجة من نوع التكاذب", مضيفاً: "بالعكس, الوضع الأمني ممتاز, والتعيينات لملء الشغور في المؤسسات العسكرية يجب أن تتم وفق الأصول وبموجب الدستور". وفي رده على المطالبين بالتمديد, قال: "هناك فريق من السياسيين, وعلى رأسه تيار المستقبل, اعتاد سرقة كل المسائل على الساحة اللبنانية, ووجوده السياسي فاشل تاريخياً, وهذا التيار لم يجلب إلى لبنان سوى الديون والويلات". وعن إعادة تأكيد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله, أن العماد عون هو المرشح الأقوى على الساحة المسيحية لرئاسة الجمهورية وهو الذي يعيد التوازن إلى البلد, أشار الأعور, إلى أن "كلام نصر الله حقيقي وموضوعي ومنطقي, لأن العماد عون هو الممثل الأول والأقوى على الساحة, ويؤكد التزام الحزب بتأييد العماد عون, وبالتالي فإن ما قاله نصر الله بنظرنا هو من الثوابت ويؤكد متانة التحالف مع حزب الله".

 

بوتين الى القمة العربية: لتسوية الازمات على اسس القانون الدولي والفيصل يرد: كيف يمكن لروسيا ان تقترح حلولا وهي جزء من المشكلة بسوريا؟

الأحد 29 آذار 2015

وطنية - أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الجلسة الختامية للقمة العربية في شرم الشيخ، عن رسالة من الرئيس الروسي الى القمة العربية، تؤكد "ان روسيا تقف إلى جانب الشعوب العربية من دون أي تدخل خارجي"، وتدعو الى "معالجة القضية الفلسطينية وإقامة دولة متكاملة عاصمتها القدس الشرقية". واكد للمشاركين في القمة العربية انه "من المستحيل مكافحة الإرهاب من دون التطبيع الإقليمي وتسوية أزمات سوريا واليمن وليبيا"، مشددا على "تسوية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن على أسس القانون الدولي".

الفيصل

من جهته، هنأ وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل "مصر بنتائج القمة العربية ونتمنى دوام النجاح بكل المساعي". وتعليقا على رسالة بوتين، قال الفيصل: "بوتين يتكلم عن مشكلات الشرق الأوسط وكأن روسيا غير مؤثرة في المنطقة وخصوصا في سوريا"، مؤكدا "ان النظام السوري فقد شرعيته". وقال الفيصل: "كيف يمكن لروسيا ان تقترح حلولا وهي جزء من المشكلة بسوريا وتدعم النظام الذي فقد شرعيته؟". وطالب الفيصل "روسيا بالكف عن بيع السلاح للنظام السوري"، وقال: "روسيا ترسل الاسلحة الاستراتيجية للنظام السوري الذي يفتك بشعبه مع ان القانون الروسي يمنع ارسال هذه الاسلحة".

       

ماذا حدث قبل انطلاق "عاصفة الحزم" بساعات؟

ايلاف2015 - آذار 29

تكشفت معلومات تنشر للمرة الاولى عمّا سبق انطلاق عمليات (عاصفة الحزم) العسكرية في اليمن بساعات. وقالت قناة (العربية) إنها حصلت على معلومات تفيد أن ابن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، كان في الرياض قبل ساعات من عملية عاصفة الحزم، بعد أن طلب اللقاء مع المسؤولين السعوديين، والتقاه وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفي هذا اللقاء عرض أحمد علي عبدالله صالح مطالبه ووالده، مقدماً عدة تنازلات مقابلها. وعرض موقع (العربية) ماذا حدث قبل يومين من انطلاق عملية (عاصفة الحزم) العسكرية في اليمن، وذلك بعد يوم من خروج الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، بما اعتبره مبادرة سياسية لوقف عملية عاصفة الحزم.. مبادرة صالح هذه استرعت الانتباه ليتبين اليوم أن وراءها قصة.

دعم الشرعية

وقال الموقع إنه قبل يومين من إطلاق الملك سلمان بن عبدالعزيز إشارة بدء عملية (عاصفة الحزم)، التي تهدف إلى دعم الشرعية في اليمن، وصل نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح إلى الرياض بعد أن طلب لقاء القيادة السعودية، وفي استقباله كان الفريق أول ركن يوسف الإدريسي نائب رئيس الاستخبارات السعودية، لينتقلا إلى مكتب وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. ويشير موقع العربية إلى أن الأمير محمد بن سلمان جلس مستمعاً إلى فحوى ملفين جلبهما ابن صالح لعرضهما على السعودية. الملف الأول احتوى على مطالب صالح ونجله، أولها رفع العقوبات المفروضة على والده من قبل مجلس الأمن الدولي في وقت سابق، والتي شملت منعه من السفر، وجمدت أصوله المالية، ومنعت الشركات الأميركية من التعامل معه.

الحصانة ومحاربة الحوثيين

نجل صالح طلب أيضاً تأكيد الحصانة عليه وعلى والده، التي اكتسبها من اتفاق المبادرة الخليجية القاضية بخروجه من السلطة. كما عرض نجل صالح الانقلاب على الحوثيين مقابل الحصانة وإعادة أمواله كما عرض مقاتلة الحوثي بـ 100 ألف من الحرس الجمهوري.

مطالب صالح ونجله لم تقف عند هذا الحد، بل طالب بوقف ما وصفه بالحملات الإعلامية التي تستهدفه ووالده، عندها أغلق ملف الطلبات، ليفتح الملف الآخر الذي تعهد فيه نيابة عن والده في حال تحقيق المطالب بعدة أمور، يأتي في مقدمها، الانقلاب على التحالف مع الحوثي، وتحريك خمسة آلاف من قوات الأمن الخاصة الذين يوالون صالح لمقاتلة الحوثي، وكذلك دفع مئة ألف من الحرس الجمهوري لمحاربة ميليشيات الحوثي وطردهم.

تمسك بالمبادرة الخليجية

الجواب السعودي جاء حاسماً وقوياً، برفض عرض صالح ونجله، حيث أكد الأمير محمد بن سلمان على ألا مجال للاتفاق لكل ما طرحه ابن الرئيس السابق، مشدداً على أن السعودية لا تقبل سوى الالتزام بالمبادرة الخليجية التي تم الاتفاق عليها من كل الأطياف اليمنية.. وضرورة عودة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن من العاصمة صنعاء، محذراً في الوقت عينه من أي تحركات تستهدف المساس أو الاقتراب من العاصمة الموقتة عدن، معتبراً ذلك خطًا أحمر.

 

كاتشا راعيا عيد البشارة في النبطية: شعرت أنني في بيتي وسأخبر قداسة البابا أن السلام الذي ينشده ويكتب عنه لمسته هنا

الأحد 29 آذار 2015

وطنية - أحيت مدينة النبطية عيد البشارة، باحتفال حاشد رعاه السفير البابوي في لبنان المونسيور المطران غابرييل كاتشا، ونظمه النادي الحسيني في مدينة النبطية، مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك، بلدية مدينة النبطية وجمعية "مريم ملكة السلام"، في قاعة مار انطونيوس في ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في المدينة. حضره الاحتفال، النواب: عبد اللطيف الزين، ياسين جابر وميشال موسى، ممثل رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب هاني قبيسي محمد قانصو، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد الركن عبدالله حوراني، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم علي حطيط، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة النقيب طالب فرحات. وعن الجانب الروحي حضر: امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، راعي ابرشية صور للموارنة المطران شكر الله نبيل الحاج، راعي ابرشية صيدا للموارنة المطران الياس نصار، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد، ممثل متروبوليت صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك الخوري فيليب حبيب، وفد من مشايخ الموحدين الدروز في البياضة.

كما حضر: الرئيس الاول لمحاكم النبطية القاضي برنارد شويري، رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الانطونيات في النبطية الأم لوسي عاقلة، رئيس بلدية النبطية الدكتور احمد كحيل، رئيس جمعية العمل البلدي ل"حزب الله" في لبنان الدكتور مصطفى بدرالدين، ممثل حزب "البعث العربي الاشتراكي في النبطية فضل الله قانصو، رئيس لجنة الاهل في الثانوية احمد حايك، وشخصيات وفاعليات.

صادق

بعد قراءة من الانجيل للاب نقولا درويش، وآيات من القرآن تلاها كاظم شمس، عزفت الفرقة الهارمونية التابعة ل"كشافة المهدي" النشيد الوطني، ثم كلمة تقديم وترحيب من الدكتور عباس وهبي، وألقى بعدها صادق كلمة، اعتبر فيها ان "هذا الاحتفال يأتي ليضيء شمعة في طريق التعايش، الذي سلكته مدينة النبطية عبر تاريخها الحديث كله، ضاربة بذلك نموذجا ومثالا يحتذى به على الساحة اللبنانية، ساحة الوطن نفتخر ونعتز به". وقال: "ما أحوج العالم اليوم، الى ثقافة التعايش هذه، وتفعيلها لمواجهة الارهاب الذي انتشر، وبات يعيث فسادا، ليس في المنطقة وحسب، بل وفي كل مكان من الساحة العالمية، ولعل اخطر ما فيه انه يتستر بلبوس الدين، مما يضفي تسميما للفكر او نفورا من الدين او تشويها لقيم الدين ورسالته". أضاف "ما احوج الشعب اللبناني الى هذا التعايش وتفعيله للتخلص من معاناته، التي طالت وقست وجرعت ابناءه ألوان الغصص والمحن، وبددت طاقاته وقدراته وهجرت الكثير من شبابه، ما احوجه الى هذا التعايش وتفعيله لبناء دولته القوية العادلة ذات السيادة التي طالما تطلع الى اقامتها".

كحيل

ثم ألقى كحيل كلمة، اعتبر فيها انه " ليس غريبا على مدينة عاشت ومازالت وستبقى تعيش وتجسد القيم السامية بكل ابعادها، فهي مدينة الحسين ومدينة الشهداء ومدينة العلم والعلماء، ليس غريبا ان تحيي اليوم عيدا يوحد ولا يفرق، عيدا ملؤه المعاني النبيلة، ليرقى بنا الى ارفع درجات الانسانية، فنصبح بذلك اقرب الى الله. وهذا هدفنا في الحياة ومن الحياة". وختم "سنبقى نحمل شعلة القيم الانسانية في عقولنا وآدابنا وسلوكنا، فهذا ما علمنا اياه القران والاسلام والنبي محمد والائمة الاطهار",

شويري

وقال شويري في كلمة ألقاها: "مرة اخرى تجمعنا الطاهرة في الارض المقدسة، في النبطية، عاصمة جبل عامل، وموطئ اقدام الانبياء والصالحين، من قانا الجليل الى ابي ذر الغفاري الى نبلها. هذه المدينة شرف ان تكون مدينة الامام الحسين، ومرة اخرى ندخل الزمن المريمي، زمن المبشرة بالمخلص، بكلمة الله الذي خاطبها: الا تحزني قد جعل ربك من تحتك سريا. مرة اخرى ندخل زمن المبشرة من الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه، واسمه المسيح عيسى بن مريم، وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين. مرة اخرى نستشعر مع سيدة البشارة لحظة الفرح التي نعشقها كلما ذكر اسم مريم".

حبيب

واعتبر حبيب في كلمته ان "الشعب الحاضر ههنا، هو عائلة روحية واحدة. موحدة لله الواحد الاحد. وان الديانات السماوية تنبثق من مصدر واحد مكرمة ومصدقة لما اتى قبلها وما بعدها، وما فيها هو جامع بكل الشرائع السماوية والشرعية والوضعية، وبين قبب الكنائس ومآذن الجوامع، وبين اصوات النشائد وحناجر المشايخ نقول معا: الله اكبر الله اكبر الله اكبر".

الخوري

وألقى الامين العام "للقاء الاسلامي- المسيحي حول سيدتنا مريم" ناجي الخوري كلمة قال فيها: "ان العيد الوطني الجامع الذي اطلقناه معا عام 2010 مسلمين ومسيحيين، وصار محطة اساسية في حياتنا الوطنية، في ال25 من اذار، قد نشر اشعته في المشرق، ولن نكتفي بهذا. فإن وجود الاكثريات كما الاقليات سواء، واحدنا يغني الاخر، ويشكل بعدا حقيقيا له، لا غنى عن تشبثنا ببعضنا، ولا غنى عن امنا مريم الحاضنة الجامعة، وهي التي كانت تأتي الى مرجعيون لتنتظر ابنها وما زالت على ارضنا تنتظرنا جميعا، وتضمنا معا، دون تفرقة. وهنا في ثانوية الراهبات الانطونيات تتجلى الوحدة الوطنية الحقيقية، حيث يستقبل هذا الصرح تلاميذه من جميع الطوائف، لا بل بغالبيتهم المسلمة، لا لشيء بل ليؤكد أن الناس هنا على ثقتهم باخوانهم المسيحيين، ولتؤكد الرهبنة على مشاعرها الصادقة وانفتاحها على مكونات الوطن كافتها".

كاتشا

وأعرب راعي الاحتفال عن "سعادته وسروره لوجوده اليوم في هذه المدينة الرائعة، مدينة النبطية، وفي هذا الاحتفال الوطني المميز"، لافتا إلى أنه "تأثر جدا بما شاهده في النبطية اليوم".

وقال: "شعرت أنني في بيتي، لذلك سأخبر قداسة البابا أن السلام الذي ينشده ويكتب عنه لمسته في النبطية"، داعيا الى "الإبتعاد عن كل ما يؤول الى الموت والحزن والتفرقة"، مشيرا "وهذا من الواضح أنه طريقة عيش لديكم مع مريم".

وفي الختام، قدم كحيل درع المدينة لكاتشا، ثم قدمت جوقة مغدوشة وفرقة "كشافة المهدي" تراتيل واناشيد ومعزوفات من وحي المناسبة".

 

كيف تردّ إيران على «قمة العزم» بعد «عاصفة الحزم» ؟

جورج سمعان/الحياة/30 آذار/15

من «عاصفة الحزم» إلى «قمة العزم»، إلى قوة عربية مشتركة. هل «تحيا الأمة العربية»، كما كرر ثلاثاً الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؟ كلمة الرئيس المضيف للقادة العرب في شرم الشيخ، وكلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز شكلتا رسالة واضحة إلى إيران خصوصاً من دون عناء تسميتها، بوجوب وقف تدخلها في شؤون دول الجامعة. أطلقت القمة دينامية جديدة على وقع الرياح التي هبت على المنطقة مع إطلاق المملكة العربية السعودية «عاصفتها» جنوب شبه الجزيرة. رفع الرئيس المصري سيف «الصد والردع» حقاً لمواجهة أي تدخل يهدد هوية «الإقليم العربي». لذا، كان التحرك العربي لمواجهة الحوثيين «حتمياً». ومثله مشاركة مصر في هذا التحرك. كان يصادق على تأكيد الرياض أن حال اليمن حال البحرين. حال أي دولة عربية.

لم يتجاوز اللاعبون في اليمن الحديقة الخلفية لدول مجلس التعاون. كانوا في صحن الدار. تجاوزوا قواعد اللعبة والخطوط الحمر. لذا، لم يكن مفر من المواجهة العسكرية. لم يدرك الحوثيون وشركاؤهم معنى اللقاء الخليجي برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز في العوجا بمنطقة الدرعية، قبل نحو أسبوع. لم يستمعوا إلى الأمير سعود الفيصل الذي لوح بأن دول الخليج ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة من «عدوان» جماعة الحوثي. وجدد ربط أمن اليمن بأمن دول مجلس التعاون. كان لا بد من أن تخرج المملكة عن تحفظها وصبرها. لن تسمح بالمساس بأمنها الوطني وتعريض مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. لن تلتزم حدود رؤية أميركا. أثبتت أنها قادرة على تجاوز محاذير هذا الحليف الدولي الكبير وحساباته، بل هي قادرة على دفعه إلى تأييد سياستها، كما يحصل اليوم في اليمن. اللعب باستقرار شبه الجزيرة مكلف ولا يمكن أن يمر بلا حساب. لذلك، لم تكن الغارات مفاجئة لليمنيين وحدهم، بل شكلت صدمة لجميع المعنيين بشؤون المنطقة وأمنها. ولا بد لهؤلاء من أن يعيدوا النظر في حساباتهم وسياساتهم وخططهم. لن يكون بمقدور أي طرف دولي أو إقليمي، بعد اليوم، أن يستأثر برسم عناصر النظام الإقليمي من دون التوقف طويلاً أمام الكثرة الغالبة من أهل الإقليم، والمملكة في القلب من هذه الخريطة.

طوت المملكة العربية السعودية صفحة في الحرب الباردة مع إيران. الصراع يكاد يتحول، بعد قمة شرم الشيخ، وجهاً لوجه، بلا أقنعة وقفازات، أو توسل قوى محلية هنا وهناك، بل قبل ذلك، إن صور قاسم سليماني وعناصر «الحرس الثوري» في كل من العراق وسورية جعلت الكبار في الإقليم في مقدم المشهد وليس في الإطار البعدي أو الخلفي. إيران شريك رئيسي في الانقلاب الذي قاده الحوثيون ضد الشرعية وضد المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. دفعت وتدفع هؤلاء إلى الاستيلاء على كل اليمن، فيكتمل الطوق حول السعودية وشركائها في مجلس التعاون. والنشوة التي عبر بها مسؤولون إيرانيون عن انبعاث الإمبراطورية الفارسية وتمددها إلى أربع عواصم عربية، بدت تعبيراً فجاً عن استهتار بالأمن القومي العربي عموماً والخليجي خصوصاً. وما فاقم القلق العربي صمت أميركا الذي ازداد عمقاً مع اقتراب المفاوضات النووية من نهاياتها. لا ترغب الديبلوماسية الأميركية في أي تحرك أو لفتة أو إجراء يمكن أن يوتر الحوار مع إيران، لذلك غضت الطرف طويلاً عن «الحركات الإمبراطورية» في الإقليم!

المهم بعد «العاصفة» وبعد القمة، هل ترد إيران، أم تعيد النظر في حساباتها؟ وأين ترد؟ هل تفتح المواجهة على كل مساحة الإقليم، أم إن الصدمة التي أصابتها في اليمن قد تدفعها إلى مواقف أكثر واقعية؟ لن تتردد بإلقاء ثقلها من أجل حماية الحركة الحوثية كما فعلت وتفعل في سورية. لكن للجغرافيا فعلها. لا حدود مباشرة لها مع اليمن. لا يعني ذلك أنها ستتخلى ببساطة عن «أنصار الله». إن خوض حرب استنزاف للسعودية عبر حدودها الجنوبية ستكون مكلفة للطرف الأضعف، عسكرياً واقتصادياً. سواحل اليمن وأجواؤه باتت تحت سيطرة التحالف الجديد الذي لن يسمح بإيصال أية مساعدات إلى الحوثيين. ولن يكون يسيراً على طهران تحريك بعض القوى في منطقة الخليج. فقد رفعت الدول الخمس في مجلس التعاون وتيرة إجراءاتها الأمنية الداخلية تحسباً. كما أن اتساع رقعة الدول التي وقفت إلى جانب الرياض في حملتها يزيد إرباك موقع الجمهورية الإسلامية في الصف الإسلامي أولاً. وهي كانت حريصة دائماً على أن تكون الوجه البارز لهذا الصف. لن تجازف حتماً بالجنوح إلى مواجهة مكشوفة ومباشرة مع دول «العاصفة». لأنها لا تريد مزيداً من العزلة. مثلما لا ترغب في تعريض مفاوضاتها مع الدول الست الكبرى للانهيار، إضافة إلى عوامل أخرى لعل أبرزها أنها لا يمكن أن تحتمل تمويل جملة من الحروب في الإقليم فيما لا تزال تعاني من الحصار وآثاره تدني أسعار الطاقة.

لا يمكن أن تستهين إيران بالشركاء الكثر الذين خرجوا من مواقع عدّها بعضهم حيادية. من السودان الذي انتقل إلى المقلب الآخر من البحر الأحمر، إلى الأردنيين الذين خرجوا من ترددهم مثل المغاربة. من مصر التي لم تتخلَّ عن شعار أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، إلى الباكستانيين الذين حذر رئيس وزرائهم نواز شريف من «أن أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيثير رداً قوياً من باكستان». علماً أن تاريخاً طويلاً من الشراكات يجمعهم مع جيرانهم الإيرانيين. وحتى تركيا التي بينها وبين بعض أركان التحالف شيء مما صنع الحداد لم تكتفِ بالتأييد، بل أبدت استعداداً للمساعدة اللوجيستية وغيرها. رد فعل الأميركيين والأوروبيين أيضاً ربما فاجأ إيران التي راهنت على حرصهم على تحاشي ما يمكن أن يشوش على المفاوضات النووية فصمتوا وتعاموا عما جرى ويجري في الإقليم.

في أي حال الحسابات في بداية الحرب تختلف عنها أثناء العمليات. والساحة اليمنية مفتوحة على شتى التطورات، ومختلف أنواع التحالفات جنوباً وشمالاً. ولعل السؤال البارز هنا عن موقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح. هو يدرك الآن أنه بات الطرف الأضعف في الصراع القائم. لذا، يمهد للابتعاد عن الحوثيين، إذا صح البيان الذي نسب إلى حزب المؤتمر إثر انطلاق «عاصفة الحزم». وأياً كان موقفه لا يمكنه أن يستمر، أو أن يندفع مع الحوثيين لمقاومة العملية العسكرية. فالمعروف أن قوى كثيرة في صفه وحتى في صفوف الزيود عموماً ترتبط بعلاقات تاريخية مع السعودية، خصوصاً ودول الخليج عموماً. وقد لا ترى مبرراً للمجازفة بهذه العلاقات وما تنطوي عليه من تهديد لمصالحها. لعل الموقف الوحيد الذي يفيد الرئيـــس السابق، بعد التطور الأخير، هـــو العودة للانضواء تحت الخيمة الخليجية. علماً أن هذه المبادرة أخذ عليـــها كثيرون أنها تهاونت معه ومع فريقه ومنحته حصانة وحضوراً سياسياً لحزبه، لكنه انقلب عليها. وقد لا يكون أحد من الخليجيين على استعداد للتعاون معه مجدداً، بل ربما كان خروجه من المشهد السياسي مطلباً في أي تسوية مقبلة.

إن نجاح الحملة في اليمن سيضعف موقع إيران ويحد من اندفاعتها في شبه الجزيرة. ولا شك في أن قصور الحملة التي رعتها لتحرير تكريت من «الدواعش»، واستنجاد بغداد بقوات التحالف الدولي - العربي دليل على حدود قوتها وقوة حلفائها. وسيشكل قيام القوة العربية المشتركة تحدياً نوعياً لنفوذها في الإقليم. صحيح أن جبهة جديدة في اليمن فتحت لمصر التي ستفاقم عبء حملها بعد جبهتي ليبيا وسيناء. غير أن تزاوج القدرة البشرية والعسكرية المصرية مع القدرة الاقتصادية وتأثير المواقع الجغرافية لدول الخليج تؤسس لقوة قادرة على رفع التحدي، ودفع الآخرين إلى مراجعة حساباتهم. ولكن ليس إلى حد أن يراهن بعضهم على اعتبار هاتين «العاصفة» و «القوة المشتركة» نموذجاً سينتقل ببساطة من اليمن إلى تحرير «العواصم» الأخرى. إن ضرب الحضور الإيراني في صنعاء إذا تحقق، قد يدغدغ شهية التحالف الجديد للتقدم نحو مواقع أخرى. لكنه لا يعني أبداً أن طهران لا تملك ما يكفي من أوراق وقدرات، أو أنها ستكون سريعاً في موقع دفاعي. إن مثل هذا الرهان يشبه النشوة التي أخذت الإيرانيين بعيداً نحو تاريخهم الإمبراطوري، إثر اندفاعات الحوثيين، وقبلهم قوات «الحشد الشعبي» العراقي و «الدفاع الوطني» السوري. ما يحصل في اليمن قد يصلح نموذجاً لليبيا ربما إذا تعذرت التسوية السياسية وطال الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة. وهذا ما يمكن استخلاصه من كلمة الرئيس السيسي الذي لم يجد تناقضاً في العمل على المسارين: مواصلة الحوار وتصعيد الحرب على الفرق الإرهابية. لكنه لن يصلح لسورية. هذه لها حسابات غربية وتركية وروسية، بخلاف الحسابات الإيرانية.

يبقى أن الطريقة التي سيتعامل بها أهل «العاصفة» مع الحركة الحوثية وحجمها الديموغرافي والسياسي، إذا جنح الجميع نحو الحوار مجدداً، قد تشكل مؤشراً ومثالاً ربما شجع المتصارعين في الإقليم على البحث عن تسوية ليس في سورية فحسب، بل في العراق ولبنان... على قاعدة تحفظ للأقليات هنا وهناك حقوقها بعد أن تستعيد الأكثريات شرعيتها في السلطة والحكم حيثما يجب. نجحت القيادة السعودية الجديدة حتى الآن في إعادة ترتيب خريطة علاقاتها ومصالحها في المنطقة. ونجحت «عاصفة الحزم» في استنهاض دول الجامعة. وعاد إلى الشرق الأوسط الكبير التكتل السنّي في مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة. لم تعد السعودية وحيدة في هذه المواجهة من أفغانستان إلى سورية ولبنان وفلسطين واليمن... فهل يواصل «الهلال» الإيراني تجاهل هذا البساط العربي - السنّي الممتد من المغرب إلى باكستان مروراً بالشمال الأفريقي؟ هل تدفع «العاصفة» الجديدة في الإقليم الجميع إلى طاولة الحوار والتسويات، أم تتحول سريعاً إلى إعصار لا يبقي ولا يذر... ويكون اليمن نموذج الخرائط الجديدة في المنطقة؟

 

ثلاثة أخطاء وقمّة

غسان شربل/الحياة/30 آذار/15

في السابق لم يكن العربي مضطراً إلى متابعة سير القمة العربية. كان يعتقد أن الغرض منها لا يتجاوز إظهار القدرة على الاجتماع تحت سقف واحد. وأن المقررات هي في النهاية عبارات عمومية ستبقى حبراً على ورق. وأن القمة المقبلة ستعيد إنتاج قرارات القمة المنصرمة وتمنياتها. وكان مرد هذا الشعور لدى العربي إحساسه بأن الأمة سلمت بعجزها وتنازلت عن حقها في التأثير في مصيرها ومصير المنطقة التي تنتمي إليها.

أعطت قمة شرم الشيخ انطباعاً مختلفاً. أوحت أن الأمة التي شعرت بحجم التهديدات المحدقة بها وخطورة الحرائق المندلعة بين ضلوعها قررت استجماع إرادتها لتفادي إكمال رحلتها نحو الهاوية. والحقيقة أن لا مفاجأة في التئام شمل القمة. ولا في القرارات التي صدرت عنها. كان متوقعاً أن تعطي القمة شرعية عربية كاملة لـ «عاصفة الحزم» وأن تظهر العزلة العربية الكاملة لمنفذي «الانقلاب» في اليمن وداعميهم. وكان متوقعاً أيضاً أن تقر مبدأ تشكيل «قوة عربية مشتركة».

المتابع لأعمال قمة شرم الشيخ استوقفته ثلاث محطات وبضع جمل. إعراب الملك سلمان بن عبدالعزيز عن الأمل في «أن يعود مَنْ تمرد على الشرعية لصوت العقل، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز، والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب». المحطة الثانية تمثلت في الهجوم العنيف الذي شنه الرئيس عبدالفتاح السيسي على إيران وإن من دون تسميتها. قال أن «الظروف أغرت أطرافاً في الإقليم وفي ما وراءه ، وأثارت مطامعها إزاء دول عربية بعينها، فاستباحت سيادتها واستحلت مواردها واستهدفت شعوبها...». ولم يسبق لمصر السيسي أن وجهت مثل هذه الانتقادات إلى ايران. والمحطة الثالثة كانت مداخلة الأمير سعود الفيصل رداً على رسالة الرئيس فلاديمير بوتين والانتقادات الصارمة التي وجهها إلى سياسة روسيا في سورية.

يمكن تفسير مناخات قمة شرم الشيخ بالالتفات إلى ثلاثة أخطاء كبرى ارتكبت في اليمن. الأول ارتكبته مجموعة «أنصار الله» حين اعتبرت أن من حقها قلب الطاولة اليمنية على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية. وأي قراءة هادئة للتركيبة اليمنية وتعقيداتها ولموقع اليمن وحساسيته تظهر أن الحوثيين ارتكبوا مجازفة بالغة الخطورة.

الخطأ الثاني ارتكبه يمني طالما اشتهر بالبراعة واستعذب ممارسة السلطة على قاعدة «الرقص على رؤوس الثعابين». مشاعر الثأر تغتال التحفظ والكيدية تعطل البراعة. قد يكون علي عبدالله صالح استمتع برؤية غريمه هادي محاصراً في منزله يرسل كتاب استقالته. وقد يكون سخر من اضطراره إلى الفرار إلى عدن. لكن البراعة جانبته حين سهّل للحوثيين الاستيلاء على صنعاء وأسلحة الجيش وحين زايد عليهم في الرغبة في طرد الرئيس من عدن. ارتكب علي صالح مجازفة كبرى.

يمكن القول أيضاً أن إيران التي كانت منخرطة في المفاوضات النووية ارتكبت في اليمن خطأ يمكن اعتباره مجازفة خطرة. وقد تكون استندت إلى نجاحها سابقاً في انتهاك الخطوط الحمر في أكثر من مكان من دون التعرض لهجوم مضاد. لا إسقاط صنعاء بسيط ولا مهاجمة عدن ولا وضع اليد على باب المندب. وتناقض الغلطة الإيرانية في اليمن تاريخاً من البراعة أظهرته السياسات الإيرانية في التقدم والتمكن في أنحاء أخرى من الإقليم.

القاسم المشترك بين مرتكبي الأخطاء الثلاثة هو سوء تقديرهم لرد فعل السعودية المجاورة. أغلب الظن أنهم اعتقدوا أن السعودية لا تملك غير سياسات الصبر، وأن الحكمة ستدفعها إلى قبول الأمر الواقع المفروض حتى ولو كان يشكل أخطاراً على أمنها واستقرارها. لم يتخيل مرتكبو الأخطاء الثلاثة أن السعودية وفي ضوء محاولة تطويقها وتحجيم ثقلها ودورها ستتخذ قراراً استراتيجياً مخالفاً لتحفظها التقليدي. والقرار هو توظيف قدراتها العسكرية وثقلها العربي والإسلامي وترسانتها من العلاقات الدولية في خدمة سياسة رادعة في الإقليم المضطرب. ولعل مرتكبي الأخطاء الثلاثة اعتقدوا أن مصر الحالية المنشغلة بأمنها وجوارها واقتصادها لن تتخلى عن سياسة مهادنة إيران أملاً في لعب دور الوسيط في الأزمة السورية. إنه سوء تقدير مكلف.

أدت الأخطاء الثلاثة، إضافة إلى الأوضاع السورية والعراقية والليبية، إلى تغيير في المقاربة السعودية وكذلك في مقاربة الدول المشاركة في «عاصفة الحزم» وبينها مصر. تساعد الأخطاء الثلاثة في فهم مناخات قمة شرم الشيخ وأبرز المواقف التي أطلقت خلالها. الأكيد أنه لولا الحدث اليمني وما شهده من أخطاء لما كانت قمة شرم الشيخ مختلفة.

 

أميركا باعت الأوهام لإيران

غازي دحمان/الحياة/30 آذار/15

إذا صحّت التسريبات من كواليس المفاوضات الأميركية– الإيرانية والتي تنطوي على قبول إيران التوقيع على الاتفاق بالشروط الأميركية مقابل اعتراف هذه بالنفوذ الإقليمي لإيران في المنطقة، أو أقله في العراق وسورية، فإن هذا سيكون أغرب اتفاق عرفته الدبلوماسية في العصر الحديث، ذلك أنه لم يسبق لطرف دولي أن اشترى الوهم وقبض الريح في المقابل، كما أنه لم يسبق أيضاً أن استثمر طرف بمحرقة مثلما تفعل إيران.

بعد سنوات من «الصبر الاستراتيجي»، كان يتوقع أن تتركّز مطالب إيران من المجتمع الدولي على عناصر تشكل قيمة مضافة ورافعة لتطورها ونهوضها، خاصة أن إيران تعرضت لعزلة وحصار جمّد كل إمكاناتها لدرجة وصلت معها إلى حد تحوّلها بلداً يعتاش على ما يبيعه من النفط والغاز، وإذا كانت قيادة الملالي قد نجحت في تخفيض توقعات الإيرانيين وتغيير نمط حياتهم إلى حد التقشف، فإن ذلك ليس بالإنجاز الاستثماري ولا الدائم، ولا شك في أنه تكيّف آني لن يطول به المقام قبل أن ينفجر في وجه صانعيه، لا أن تعتبره القيادة الإيرانية نموذجاً قابلاً للبناء والاستمرار في السير فيه.

ومنذ سنوات وإيران بلد مهمّش في السياسة الدولية ودورها معطل في صناعة التاريخ، وجلّ ما صنعته في هذه الفترة كان عبارة عن مشاغبات تحوّلت مع الخبرة والتكرار إلى ما يشبه ممارسات أزعر الحارة، أو السياسات الضبعية، التي تنتظر حصول فراغ أو اضطراب في بلد معين لتزرع فيه الخراب والدمار وتقف على تلته معلنة أنّه صار جزءاً من نفوذها الإقليمي، كما حصل في العراق ولبنان وسورية وغزة، ولم تجد النخبة الإيرانية خيراً من هذه الممارسات لتعمل على تطويرها وتقدم من خلالها نموذجاً فريداً غير ممكن القبول أو الانتشار إلا في ظل حالات الفوضى والاقتتال.

لكن كل تلك الصفات لهذا السلوك لا تنفي تحقيقه انتصارات دولية مدويّة، إذ سيسجّل له وبجدارة تعريته قشرة القيم والمبادئ في السياسة الأميركية وتعجيله تظهير هذه الحقيقة وتسريع الكشف عنها، إذ في ظروف عادية كانت أميركا ستستمر في المراوغة وتغليف سلوكها باللبس عقوداً قادمة، أو أقله سنوات طويلة، وكانت ستبقى متلطية خلف شعارات الحرية وحقوق الإنسان فيما تتصرف في سياستها ومصالحها بسلوك انتهازي فاضح يتنافى مع المسؤولية التي قبلتها كقوة عظمى في حفظ السلام والأمن الدوليين.

لكن أميركا أيضا أثبتت أنها البلد الذي تتحول فيه كل فكرة، مهما كانت غرابتها، إلى منتج حتى للأوهام، وتصبح منتجاً قابل للبيع، وها هي تبيع الوهم على شكل جغرافيا وديموغرافيا، وتمنح معه بطاقة لاستنزاف مديد، فيما إيران المتلهفة لكل ذلك تصبح زبوناً راغباً في الشراء ومستعداً للدفع المباشر نقداً. لن تجد واشنطن أفضل من هذه الصفقة وهي تودع المنطقة، من ناحية تضمن أمن إسرائيل إلى عقود قادمة، ومن الناحية الأخرى تضمن انشغال المنطقة بنفسها وإشغالها جزءاً من العالم في الوقت الذي يتسنى لأميركا إعادة تموضعها في شرق آسيا لصياغة ميزان قوى عالمي جديد بعد أن بدأ هذا الميزان يختل لغير صالحها، فمن جهة تعمل على ضبط الصين ومراقبة صعودها وتشذيبه، ومن جهة أخرى تضمن نفاد قوة وجهود روسيا وإيران في صراعات تدرك أميركا بحكم خبرتها التاريخية أنها لن تنتج غير الكوارث عليهما.

بيد أن اللافت هو اندفاع إيران إلى هذه المحرقة مدفوعة بإغراءات تكتيكية وهمية حققتها من خلال انتصارات ظرفية ناتجة في الأغلب من مواطن ضعف في الساحات التي تقاتل فيها إيران ولا تشكل انعكاسا لقوتها، مما يثبت أن طهران سلمت مفاتيح تفكيرها الإستراتيجي لعسكريين من أمثال قاسم سليماني صاحب التكتيكات المتواضعة، ولرجال دين من نمط أئمة قم المهجوسين باعتبارات تاريخية ثأرية ليست لها عوائد إستراتيجية مفيدة.

لكن كيف صار للوهم حيثيات ومعطيات واستدراج عروض الشراء والبيع؟ ولماذا لم يتم منح هذا العطاء لقوى حليفة، كتركيا وإسرائيل مثلاً؟ الواقع أن إيران قدمت عرضاً بأرخص الأسعار ضمنته أولاً التكفل بمحاربة القوى الأصولية السنية من دون أن تكلف أميركا شيئاً، وضبط الحدود مع إسرائيل وتأمنيها، أما الآليات التنفيذية لهذا العرض فهي المنظومة القتالية الضخمة التي أسستها إيران في المنطقة عبر عشرات الميليشيات المسلحة والتي تنتظم جميعها في غرفة عمليات واحدة تحت إشراف القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني والقادرة بالتالي على الانضباط وفق الالتزامات الإيرانية لواشنطن، والتي لا تشمل هنا طبيعة سلوك هذه المنظومة القتالية وممارساتها في سورية والعراق ومناخ الفوضى والدمار الذي تصنعه في هذين البلدين.

أميركا باعت بلاداً لم تملك منها شيئاً في الماضي وليست لديها الرغبة في الالتزام تجاهها في المستقبل بعد أن ترمّدت، وإيران بذهنية قادتها اشترت المنطقة لتعيد التاريخ إلى ما قبل 1400 سنة وتبني سردية جديدة لتاريخها ليس فيه القادسية وذي قار ولا حتى سعد بن أبي وقاص.

كاتب سوري.

 

طهران تفاوض على حافة الهاوية وتشترط تلبية «كل مطالبها»

لوزان - رندة تقي الدين { طهران – محمد صالح صدقيان/الحياة

في ربع الساعة الأخير من المفاوضات الماراتونية «النووية»، اشترطت إيران لإبرام اتفاق مع الدول الست المعنية بملفها النووي، استجابة «كل مطالبها»، فيما حضها الغرب على اتخاذ «خيارات مؤلمة»، معتبراً أنها «تفاوض على حافة الهاوية»، وسط أنباء عن تشدد طهران خلال المفاوضات في مدينة لوزان السويسرية، ورفضها التنازل في مسائل أساسية قبل انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى الاتفاق آخر الشهر (للمزيد).

وأسِف سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، لأن «مأساة» اليمن «تؤثر في مناخ المفاوضات» النووية، معرباً عن أمله بألا «يؤدي الوضع في اليمن إلى تغيير في موقف مشاركين» في المحادثات. لكنه اعتبر أن فرص التوصل إلى اتفاق «تجاوزت 50 في المئة»، مؤكداً أن «الفشل ليس مسموحاً». وسرّعت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) المفاوضات في لوزان، اذ التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي عقد اجتماعين منفصلين مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير. وعقد كيري وفابيوس اجتماعاً، ثم شاركهما الوزير الألماني غداء عمل. وبعد لقاء فابيوس ظريف، التقى كيري وفابيوس وشتاينماير مجدداً.

وقال ظريف بعد لقائه شتاينماير وفابيوس: «نحن نتقدم. يمكننا إحراز تقدّم لازم لنتمكّن من تسوية كل القضايا وبدء صوغها في نص سيصبح اتفاقاً نهائياً». وأضاف: «في المفاوضات، يجب أن يُظهر الجانبان مرونة. نحن مستعدون للتوصل إلى صفقة جيدة بالنسبة إلى الجميع، وننتظر استعداد نظرائنا» في الدول الست. وتابع أن «ألمانيا وفرنسا جديّتان في التوصل إلى اتفاق»، مستدركاً أن «وزيرَي خارجيتهما يدركان أن العقوبات والضغوط و(إبرام) اتفاق، لا تسير معاً. على شركائنا في المفاوضات اتخاذ قرارات».

وقال فابيوس بعد لقائه نظيره الإيراني: «نحاول التقدّم، إننا نعمل». وكان الوزير الفرنسي شدد بعد وصوله إلى لوزان، على أهمية «المضمون» وضرورة وضع آليات «مراقبة وشفافية» للتحقق من «احترام الالتزامات» في أي اتفاق. أما شتاينماير فتحدث عن «بدء نهاية اللعبة، بعد نحو 12 سنة من المفاوضات مع إيران».

لكن مصدراً فرنسياً أشار إلى احتمال التوصل خلال يومين إلى إطارٍ لتفاهم في ورقة تتضمن نقاطاً غير معلنة، تُمدّد المفاوضات إلى حزيران (يونيو) المقبل.

وفيما كان كيري متجهاً إلى متجر لشراء شوكولا، سألته طالبة إيرانية تدرس في لوزان عن احتمالات إبرام اتفاق، فأجاب «إن شاء الله».

أما عباس عراقجي، نائب ظريف، فقال لشبكة تلفزة يابانية إن «التوصل إلى اتفاق شامل ممكن، شرط أن تؤخذ في الاعتبار كل مطالب إيران». وزاد: «إذا لم تُلبَّ مطالبها، ومهما كان الطرفان قريبين من التوصل إلى اتفاق، فإن إيران لن تصادق عليه».

وكان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي أشار إلى «تعقيدات تشوب مسألة أو اثنتين»، فيما ذكر حميد بعيدي نجاد، مساعد ظريف، أن العقوبات المفروضة على إيران ونشاطات البحث والتطوير في برنامجها النووي، هي «من نقاط الخلاف في المفاوضات». ونفى مجيد تخت روانجي، وهو مساعد آخر لظريف، إعداد «وثيقة اتفاق» من صفحتين أو ثلاث، بعدما أفادت وكالة «رويترز» بأن إيران والدول الست تأمل بالتوصل إلى اتفاق من صفحتين أو ثلاث، تشكّل أساساً لتسوية بعيدة المدى.

وأبلغ مصدر قريب من المفاوضات «الحياة» أن إعلان التوصل إلى تفاهم في شأن إطارٍ لاتفاق نووي سيتم في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، بمشاركة وزراء خارجية إيران والدول الست.

لكن شبكة «سي أن أن» الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين وديبلوماسيين غربيين أن إيران ترفض التراجع في قضايا أساسية تتمحور حول البحث والتطوير، ووتيرة تخفيف العقوبات. ونسبت إلى مسؤول أميركي بارز قوله إن «الإيرانيين متشددون جداً في المسائل الأكثر صعوبة». وذكر ديبلوماسي غربي أن الوفد الإيراني واجه ضغوطاً بعد عودته إلى طهران اثر الجولة الأخيرة من المحادثات في لوزان، وعاد بموقف تفاوضي أكثر تشدداً، وزاد: «الإيرانيون لا يتحركون، الأمر صعب جداً ولا يسير كما يرام. نحن في نقطة حيث على الإيرانيين أن يقرروا هل يريدون (إبرام اتفاق) أم لا». وربط ديبلوماسي غربي التوصل إلى اتفاق باتخاذ طهران «خيارات مؤلمة»، وأشار إلى أن «الإيرانيين يودون التفاوض على حافة الهاوية، وهم يحسنون فعل ذلك».

 

نتانياهو يحذر من “اتفاق خطر” ويندد بمحور “إيران – لوزان – اليمن”

وسط أجواء تقدم في المفاوضات المكثفة ومعلومات عن تنازلات كبيرة من طهران

لوزان (سويسرا), القدس – وكالات: السياسة/30 آذار/15

وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمس, تحذيراً شديد اللهجة من “اتفاق خطير” يجري التباحث بشأنه بين ايران والقوى الكبرى في لوزان بسويسرا, فيما تتكثف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق-اطار قبل المهلة المحددة غداً الثلاثاء.

وقال نتانياهو, في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية العامة, ان “الاتفاق الخطر الذي يتم التفاوض عليه في لوزان يؤكد مخاوفنا كافة وأكثر من ذلك”, مضيفا ان “محور ايران-لوزان-اليمن خطير جداً بالنسبة للبشرية ويجب التصدي له وإيقافه”.

وبحسب نتانياهو, فإنه “بعد محور بيروت-دمشق وبغداد, تعمل ايران من اجل الاستيلاء على الشرق الاوسط كله واحتلاله”.

وفي لوزان, بدا ان إحدى النقاط التي تم التفاهم في شأنها تتصل بعدد أجهزة الطرد المركزي التي تتيح تخصيب اليورانيوم, ووافقت إيران على خفضها الى ستة الاف وربما أقل من ذلك, بحسب مصدر غربي.

كما يبدو أن طهران وافقت على تصدير كامل مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب أو جزء منه الذي يقدر بنحو ثمانية آلاف طن, لكن مصادر ايرانية اعتبرت أن هذه المعلومات “تكهنات صحافية”.

وأوضح ديبلوماسي أن موقع فوردو تحت الارض المجاور لمدينة قم سيتوقف عن تخصيب اليورانيوم, ملمحاً إلى ان الموقع قد يستمر لأغراض اخرى.

لكن ديبلوماسيين آخرين أشاروا إلى ان هذه التسوية ليست نهائية والأمور قد تتغير.

وقال ديبلوماسي ايراني ان “تفاصيل المفاوضات هي داخل قاعة التفاوض ولا يسمح لاحد بتسريبها الى الخارج, لكن قواعد المفاوضات تبقى احتفاظنا بالتخصيب وامتلاكنا عددا كبيرا من اجهزة الطرد المركزي وعدم إغلاق اي موقع وخصوصا موقع فوردو”.

وقضية تخصيب اليورانيوم في صلب الملف النووي الايراني, فالقوى الكبرى تريد التأكد من عدم حيازة ايران قنبلة نووية عبر الحد من انشطتها النووية في شكل كبير, مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وبحسب ديبلوماسيين إيرانيين وغربيين, فإن رفع العقوبات وقضية البحث والتطوير في المجال النووي هما الموضوعان الرئيسيان اللذان ما زالا يطرحان مشكلة حتى الآن.

ويبدو أن ثمة خلافاً بين الطرفين بشأن الفترة الزمنية التي لا تستطيع فيها إيران استخدام أجهزة طرد أكثر تطوراً.

وسط هذه الأجواء, تتواصل المفاوضات الشاقة في لوزان, حيث انه باستثناء الوزيرين الروسي سيرغي لافروف والبريطاني فيليب هاموند اللذين وصلا أمس, فإن وزراء خارجية الدول الاخرى في مجموعة “خمسة زائد واحد” كانوا موجودين في المدينة السويسرية.

وآخر الواصلين كان وزير خارجية الصين وانغ يي الذي حضر الى القصر المطل على بحيرة ليمان حيث تجري كل المحادثات.

وقال الوزير الفرنسي لوران فابيوس, أمس, “لا يزال هناك عمل كثير للقيام به”.

وعلى غرار نظيريه الاميركي جون كيري والالماني فرانك فالتر شتاينماير, قرر فابيوس تغيير جدول اعماله للبقاء في لوزان.

وقال مصدر ايراني “إذا تمكنا من تسوية المشاكل المتبقية اليوم (أمس) او بحلول يومين او ثلاثة, فسنتمكن من البدء بصياغة نص. لكن في الوقت الراهن نحن لا نزال نتباحث”.

من جهته, قال مفاوض إيراني كبير, مساء أمس, “لم يتم التوصل الى اي اتفاق وهناك مسائل عالقة لا تزال تتطلب حلاً. بدل محاولة إشاعة هذا المناخ, على الاطراف المعنيين ان يتخلوا عن مطالبهم المبالغ فيها ويتخذوا قراراً ستراتيجياً ويقولوا اذا كانوا يريدون الاتفاق او الضغط”.

والموعد المحدد للتوصل الى اتفاق نهائي يشمل كل الملحقات التقنية لهذا الملف المعقد هو 30 يونيو المقبل, لكن نهاية مارس الجاري تشكل “مرحلة بالغة الاهمية” تتيح استمرار المفاوضات, وفق عدد كبير من الديبلوماسيين.

ولا أحد يعرف بعد الشكل الذي سيتخذه هذا التفاهم, في حال تم التوصل إليه, هل سيكون “لائحة” من الثوابت التي تطال النقاط في صلب التفاوض? هل سيكون وثيقة غير معلنة وغير موقعة لكنها تحدد بشكل دقيق الاهداف التي يجب بلوغها?

وقال مصدر ايراني ان التفاهم قد “يأخذ شكل إعلان يدلي به كل الاطراف”.

وقال علي واعظ الخبير في المركز الفكري مجموعة الازمات الدولية “أعتقد ان الخيار المرجح هو ان يقدموا إعلاناً ويقولوا انه تم التوصل الى اتفاق بشأن النقاط الاساسية وانهم سيمضون الاشهر الثلاثة المقبلة في كتابة مسودة هذا الاتفاق وخطة تنفيذه”.

 

غباء الثعلب المعزول حرق ابنه!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/30 آذار/15

مع أن أكثر من نصف جسم الرئيس اليمني المعزول علي صالح محروق، إلا أنه العقل المدبر وراء الفوضى التي تهب على اليمن منذ أشهر وحتى اليوم، متحالفا مع جماعة الحوثيين الموالية لإيران. الثعلب صالح خانته نباهته، ولم يستوعب بعد أن قطار الحكم فاته يوم خرج آلاف اليمنيين يطالبون بإنهاء حكمه السيئ الذي دام نحو أربعين عاما، ولم يتبق له شرعية أو مصداقية. ومثلما احترق في الثورة، يتسبب الآن في حرق المستقبل السياسي لابنه البكر أحمد، الذي سير من أجله المظاهرات في صنعاء قبل أسبوع يدعو اليمنيين إلى تتويجه.

والذي حرق طبخة صالح التآمرية، تسريب تفاصيل الرسالة السرية التي بعث بها سابقا مع ابنه أحمد لوزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان. وسبب تسريب الرسالة خروج صالح على تلفزيون يمني بعد بدء قصف التحالف على قواته، زاعما أنه كان دائما مع الحل السياسي، وألا مطامع له أو أفراد أسرته في الحكم، مدعيا الحياد والوطنية. ظهر مثل الحمل الوديع أمام الشعب اليمني، متبرئا من الانقلاب والحرب التي هو سببها. كذبه دفع الرياض إلى تسريب تفاصيل الرسالة السرية التي أرسلها مع ابنه أحمد لوزير الدفاع الأمير محمد. ذكر تقرير تلفزيون «العربية» كيف أن صالح، وقبل يومين من شن الهجوم العسكري بقيادة السعودية، أرسل ابنه يساوم السعوديين على صفقة: مستعد أن يقف معهم ويبيع حليفه الحوثي، مقابل سلسلة مطالب، كلها شخصية له. طلب رفع عقوبات مجلس الأمن المفروضة عليه، مثل منع السفر وتجميد ثرواته في البنوك اليمنية والخارجية، وكذلك السماح لابنه بالحكم. الكشف عن الرسالة كان هدفه التوضيح للشعب اليمني أن «هذا صالح وهذا ما ساومنا عليه»، وعدم تلبية مطالبه الشخصية فيه ابتزاز بأنه سيكمل تحالفه مع الحوثيين للاستيلاء على الحكم على كل اليمن، وتخريب العملية الانتقالية التي رعتها الدول الخليجية والأمم المتحدة. السعودية رفضت الصفقة ونفذت الحملة العسكرية.

في الماضي، كنا نصف صالح بأنه ثعلب اليمن، وهو كان يقول عن نفسه «حاوي الثعابين»، لأنه حكم البلاد لعقود بالدهاء، وليس بالمؤسسات، حتى انتفض ضده الشعب اليمني في عام 2011. لم يقبل بالتنحي إلا مجبرا، محروقا في انفجار استهدفه في المسجد. وعندما عاد من السعودية التي عالجته، تآمر عليها، وتحالف مع خصومها الإيرانيين، وجماعتهم الحوثيين، ليتسبب في انفجار الأوضاع المحلية، وتخريب اليمن، وتهديد أمن الشرق الأوسط، ودفع الخليجيين للتصادم مع إيران.

فشل دهاء صالح في إغراء السعوديين بالصفقة، فهم يعرفون الثعلب المحتال شخصا وتاريخا لسنين طويلة، وقرروا أن الأفضل لهم وللشعب اليمني السير في مشروع المصالحة، والحل السياسي الذي تبنته الأمم المتحدة، لأنه الضمانة الوحيدة لكل اليمنيين، وليس لصالح وابنه فقط. وكان أيضا هو الخيار الأفضل لصالح لو فكر بتعقل، فالانخراط في المصالحة، بدلا من تخريبها، من أجل استقرار اليمن، كان سيجعله أبا يحتكمون عنده، ويعزز مستقبل ابنه أحمد الذي كان يمكن أن يكون أحد الزعماء المحتملين لقيادة البلاد مستقبلا.

غباء الثعلب المعزول حرق حاضره ومستقبل ابنه. فهو أخفق في حساب ردة الفعل السعودية منذ البداية. دهاؤه الشرير قاده إلى استخدام الحوثيين، لأنه كان واثقا أنهم، مثل «حزب الله» في لبنان، يستطيعون أن يغتالوا ويدمروا ويحتلوا ويلغوا الشرعية ولن يردعهم أحد، فيما هو يقوم بنقل الحكم لنفسه وابنه. إنما فاجأته سياسة الحزم السعودية، واكتشف أنها أكثر دهاء وحكمة مما تصوره. فقد راهن صالح على أن أي عمل عسكري خارجي ضده شبه مستحيل، فالاختلاف الخليجي الخليجي سيفشل أي تعاون، وأن الأميركيين لن يقبلوا بالتدخل السعودي حتى لا يغضبوا الإيرانيين، وهم يفاوضونهم نوويا في سويسرا. بوغت صالح بأن الرياض رتبت ضده واحدة من أفضل العمليات العسكرية والسياسية والقانونية. حملة «عاصفة الحزم» جمعت عسكريا القطريين مع الإماراتيين، وحصلت على دعم المصريين مع تأييد الأتراك، ورأى كيف أن الأميركيين سارعوا مؤيدين علانية، حيث هاتف الرئيس الأميركي العاهل السعودي الملك سلمان مؤيدا، وقدموا خدماتهم الاستخباراتية واللوجيستية. وتحولت القمة العربية إلى مؤتمر مؤيد بأغلبية ساحقة للحملة، وتم الاحتفاء بشرعية الرئيس هادي، الذي جلس أمام العالم على كرسي رئيس اليمن، وألقى كلمة عن الشعب اليمني. هذا كله يجري في وقت اختبأ فيه الثعلب صالح هاربا من العمليات العسكرية التي استهدفت قواته، ومختفيا عن القبائل التي تطارده للقبض عليه وتقديمه للمحاكمة بعد أن خرق عهود المصالحة وضمانات الحصانة.

 

الروس» والمنطق المعكوس

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/30 آذار/15

شاء القدر أن يكون منطق السيد فلاديمير بوتين رئيس روسيا، وما أدراك ما روسيا، نفس منطق السيد حسن نصر الله رئيس ميليشيا حزب الله؛ كلاهما يحارب ويقتل شعباً أعزل في سوريا، كلاهما يتدخل ضد إرادة ملايين السوريين منذ نحو أربع سنوات، ثم يأتي ليحاضر عن الحلول السلمية والممكن والصواب والخطأ، لكن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اختصر الرد على الاستفزاز الروسي، في رسالته للقمة العربية أمس، بالقول: «عندما تكون أنت المشكلة لا يمكن أن تكون جزءاً من الحل».

فات السياسة الروسية أنها تبتعد شيئاً فشيئاً عن القوانين الدولية وتستفرد بتأسيس قوانين خاصة بها، ووفقاً عليها تقرر سياستها المتخاصمة مع العالم بأسره، موسكو تحتل جزءاً من أوكرانيا بقوة السلاح، وتناصر نظاماً فقد شرعيته في سوريا، وفي الوقت نفسه، وتحت ذريعة الحلول السلمية، تريد أن تعطي الفرصة لميليشيا الحوثي لأن تعيث في أرض اليمن فساداً، كما تفعل ميليشيا حزب الله في سوريا، إنه المنطق المعكوس لدى بوتين وإدارته.

موسكو تريد أن يصل الحال في اليمن كما بلغه في سوريا؛ نظام غير شرعي (الحوثي) مدعوم من قوى أجنبية (روسيا وإيران) يحتل البلاد، ويُسيَّر من عاصمة أجنبية.

كيف يفسر فخامة السيد بوتين احتلال ميليشيا لدولة بأسرها وأسر الرئيس ورئيس الحكومة وإلغاء كافة مؤسسات الدولة والاستيلاء على جيش البلاد، ناهيك عن الإمداد الإيراني بالأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت تمر عبر 14 رحلة يومية مباشرة من طهران إلى صنعاء، كما تفعل تماماً طهران وموسكو مع نظام بشار الأسد، فهل توقف السيد بوتين وبلاده عن إمداد النظام السوري بالأسلحة التي تفتك بالشعب السوري قبل أن يطالب بالحلول السلمية؟!

ولنعرف حجم التناقض الروسي الذي بلغ مستوى غير مسبوق في تاريخ هذه الدولة التي كانت يوماً ما دولة عظمى، اقرأوا ما قاله المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، لوكالة «نوفوستي»: «روسيا تعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وتؤكد على ضرورة وقف استخدام القوة من قبل جميع الأطراف ووقف إطلاق النار والقصف والهجمات المتبادلة والجلوس إلى طاولة المحادثات». لنقارن هذا التصريح العظيم في معناه، مع الموقف الروسي في أوكرانيا وسوريا، لنعرف أن شعوب العالم ملت من الازدواجية بين النظرية والتطبيق التي تبْرع بها موسكو.

لا يمكن لأي مراقب عدم ربط التنسيق الروسي الإيراني، الذي ابتدأ في سوريا ولن يتوقف على الأزمة اليمنية، وانعكاسه على المصالح الإيرانية في المنطقة، كما في موقف موسكو من «عاصفة الحزم» أو القلق الروسي من انعكاس ما يجري في اليمن من هزيمة للهيمنة الإيرانية على المفاوضات النووية، ويمكن القول إن هدف الطرفين، موسكو وطهران، مساومة دول الخليج العربية في ملفات متعددة، ناهيك أن روسيا وجدت نفسها في موقف الحليف مع القوى الشيعية المحسوبة على إيران ضد القوى السنية الأخرى.

إذا كانت روسيا دولة كبرى ومهمة لدول المنطقة ولا يمكن استبعادها أو الاستغناء عنها، فإن تضارب مصالحها مع هذه الدول، وارتباطها الوثيق بالمصالح الإيرانية، لن يمكنها من لعب دور الدولة الموثوق بها مستقبلاً، على الأقل بالنسبة للدول الخليجية

 

القنبلة الإيرانية الموقوتة

 مايكل هايدن وأولي هينونين وراي تاكيه/الشرق الأوسط/30 آذار/15

يبدو أن جون كيري وزير الخارجية الأميركي استقر على اتخاذ موقع الدفاع عن أي اتفاق يُبرم مع إيران في الوقت الذي تتقدم فيه المفاوضات بينها وبين القوى العظمى؛ حيث تقضي شروط الاتفاق بفترة سماح إيرانية تبلغ العام قبل تمكنها من صناعة والحصول على القنبلة النووية، مما يتيح للعالم فترة كافية بالتالي لاتخاذ ردود الفعل المناسبة حيال أي انتهاكات تُسجل من الجانب الإيراني. ويبدو أن المقصود من وراء تلك المفاوضات إشاعة شعور بالطمأنينة، خصوصا في ما يتعلق بظهور قدرات التخصيب الحقيقية والتسليم أو الاعتراف بما يعنيه فعلا بند «غروب الشمس» الشهير بالاتفاقية. غير أن التقدير الحذر والسليم للموقف، رغم أي شيء، يفصح عن أن فترة السماح لمدة عام واحد قد لا تكون كافية بحال لاكتشاف ومواجهة الانتهاكات النووية الإيرانية.

بمجرد ما يثور الدليل لدى واشنطن حيال أي انتهاكات إيرانية للاتفاق المبرم، تبدأ على أثرها وعلى الفور عملية بيروقراطية لازمة للتحقق من المعلومات الواردة. وقد تمر شهور قبل نمو شعور بالثقة الكافية لدى مدير وكالة الاستخبارات المركزية حتى يطرح ملف القضية على طاولة البيت الأبيض ليتخذ الرئيس الأميركي قراره حيالها. كما يتطلب الأمر من مختلف وكالات الاستخبارات الأميركية، برفقة وزارة الطاقة هناك مع المختبرات النووية الوطنية، توافر الفرصة الكافية للتحقق من واستعراض البيانات المتاحة حتى درجة الاقتناع التام بوقوع خرق فني حقيقي لبنود الاتفاق. وعقب الانتهاء من تلك المراجعة المنهجية المضنية يمكن لمدير وكالة الاستخبارات حينها زيارة البيت الأبيض وبحوزته مجموعة محددة من النتائج والتوصيات.

وباعتبار أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف تكون المؤسسة المعنية بمهام التفتيش من أجل التحقق من الامتثال لبنود الاتفاقية، فلا بد أن تُحاط الوكالة علما بالمعلومات المتوافرة لدى الولايات المتحدة حول ذلك الشأن. وبطبيعة الحال، سوف تتأثر سرعة ومدى مشاركة الولايات المتحدة بواقع الحاجة إلى حماية مصادر المعلومات البشرية أو الفنية الحساسة للغاية. عند هذه المرحلة فقط يمكن لممثلي الوكالة الدولية للطاقة الذرية البدء في محادثاتهم مع نظرائهم الإيرانيين إزاء السماح بالدخول إلى المواقع النووية أو الاطلاع على الأنشطة النووية المتنازع عليها. ويخبرنا التاريخ بأن الإيرانيين سوف يخوضون في مفاوضات مطولة، ويلحقون الأدلة التي لديهم بكم هائل من التساؤلات والتشكيك. وفي نهاية الأمر يمكن لإيران السماح بقدر ما من الوصول إلى بعض المواقع أو الأنشطة في حين أنها تُبقي البيانات والشخصيات الرئيسية طي الكتمان. وسوف يكون للوكالة الدولية للطاقة الذرية وبعد مناقشات مرهقة أن تعلن عن عدم رضائها حيال ردود الفعل والاستجابة الإيرانية. وتلك العملية في حد ذاتها قد تستغرق شهورا.

وإذا ما صدرت الإشارة إلى الانتهاكات الإيرانية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فالولايات المتحدة، على غرار ما سبق أن أشرنا إليه، سوف تطلب الفرصة للتحقق من النتائج بنفسها، مما قد يستهلك مزيدا من الوقت بطبيعة الأمر.

في حال توصلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى قرار بعدم الامتثال الإيراني، فسوف يتعين عليها رفع الشكاوى إلى مجلس الأمن للفصل فيها. كما سوف يتعين على الولايات المتحدة محاولة إقناع الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية والمعنية بالاتفاق المذكور بأنه قد جرى انتهاك الاتفاق المبرم مع إيران ويتحتم إثر ذلك اتخاذ الإجراءات الفعالة. وقد يضيع الوقت في الجدال والنقاش حول مختلف وجهات النظر المتباينة، مع انتظار كثير من النتائج المحتملة. وحينها فقط يمكن للعقوبات الاقتصادية الجديدة أن تُفرض على إيران. وبذلك يُضاف إلى ما سبق مزيد من الشهور.

هل يكون للعقوبات الدولية ذلك التأثير الحقيقي على إيران في أي وقت من الأوقات، إنْ وجدت، في حال استمر سيناريو العام الواحد المزمع؟ إن أي حزمة من العقوبات سوف تستغرق وقتها حتى تسبب الضغط المطلوب على الاقتصاد الإيراني. بطبيعة الحال، لن تنتظر الولايات المتحدة حتى يبرز التأثير الحقيقي للضغوط الاقتصادية على إيران وسوف تجنح إلى استخدام القوة ضدها ومن دون موافقة الأمم المتحدة إذا لزم الأمر. الحقيقة تفيد بأن أي انتهاكات أو غش من الجانب الإيراني يحمل طبيعة تدريجية وليست فجائية أو فظيعة.

في خضم حالة النشاز السياسي الصادر عن واشنطن حول مدى التقدم في المفاوضات، فإن ما نفتقده هنا هو أن أي اتفاق يُبرم بين الولايات المتحدة وإيران هو أهم وأكبر اتفاق للحد من التسلح لفترة ما بعد الحرب الباردة. ومن شأنه تحديد درجة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والتأثير على قواعد عدم الانتشار النووي العالمية. ومع ارتفاع الرهانات، فإننا في حاجة إلى نقاش وطني حول طبيعة ومعاملات أي اتفاق مزمع. والمكان الملائم لعقد مثل ذلك النقاش لن يكون إلا في قاعات الكونغرس الأميركي.. فلن يمكن وصف أي اتفاق بأنه ملائم أو مستدام إلا من واقع ذلك التصديق والاستحسان التشريعي.

خدمة «واشنطن بوست»

 

لعنة علي عبد الله صالح

ديانا مقلد/الشرق الأوسط/30 آذار/15

بعد الإطاحة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، زرتُ اليمن مرتين، آخرهما قبل 3 أشهر.

في الزيارتين كثيرا ما استوقفتني تلك الصور الممزقة للرئيس السابق التي كانت تملأ صنعاء، لكنها بعد سقوطه بهت لونها وتآكلت أجزاء منها. مرت أشهر على سقوطه، وبقيت الصور تعاند الاهتراء الكلي، فيجد المتجول في حارات صنعاء القديمة كثيرا منها متناثرا هنا وهناك.

تشبه الصور حال صاحبها تماما، وتشبه علاقتها بالجدران التي لا تزال ملتصقة بها علاقة اليمنيين بإرث هذا الرئيس الذي حكمهم لثلاثة وثلاثين عاما. فليس مجازا القول إن تلك الصور الممزقة تشبه هذه الحقبة الطويلة والقاسية من تاريخ اليمن، التي ترفض الزوال تماما. وليس افتراء أبدا القول إن اللحظة الخطرة التي يعيشها اليمن يتحمل فيها علي عبد الله صالح مسؤولية أولى ومؤسسة قبل الحديث عن مسؤوليات الآخرين.

بقي صالح في اليمن بعد سقوطه عام 2011. قضت التسوية ببقائه فلم يُحاكم، واستمر ممارسا السياسة والأمن، وكثف من حضوره الإعلامي ونشاطه، ودأب على إطلاق مواقف ناقدة للسلطة، وكأنه من خارج سياق الوضع المتدهور الذي وصل إليه اليمن.

خلال الأيام الماضية تم تسريب تسجيل صوتي لصالح، وفيه يُسمع بوضوح صوت الرئيس السابق وهو يحرض قياداته العسكرية وتلك الموالية له على المواجهة، شاتما الشعب اليمني وداعيا إلى تدمير «كل شيء جميل» في اليمن، حرفيا.

هذه الدعوة تستدعي القلق والغضب كما تثير السخرية، إذ لم يترك صالح الكثير ليُدمّر في اليمن. ألا يكفي أنه هو نفسه، وبعد محاولة اغتياله قبل 3 أعوام، لم يجد طبابة ملائمة في اليمن، فاضطر إلى السفر لتلقي العلاج. كان ذلك دليلا له قبل أي أحد آخر على أنه لم يفعل لليمن شيئا سوى أنه راكم ثروات قدرتها الهيئات الدولية بالمليارات، فيما شعبه من الأفقر والأكثر حاجة في العالم.

ما كان للانعطافة الأخيرة في اليمن، أي سيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، أن تحصل، لولا دعم وتواطؤ صالح.. ظهر ذلك عبر تسجيلات مسربة له، وثبت بالوقائع العسكرية التي رافقت تمدد مقاتلي الحوثي، من خلال امتناع ألوية في الجيش اليمني لا تزال تدين لصالح بالولاء، عن الدفاع عن السلطة الهشة للرئيس هادي. وظهر ذلك التواطؤ علنا حين اقتربت تلك الميليشيات من عدن.

لقد خاض صالح ست معارك دامية ضد الحوثيين، حين كان رئيسا لليمن، وهي حروب خلفت مائة ألف قتيل. لكن تعلقه المرضي بالسلطة ومحاولاته المستميتة للحفاظ على موقع ما، لم تمنعه من التحالف معهم لتقويض سلطة هادي الهشة والضعيفة أصلا.

بدا تحالف صالح مع الحوثي، ورغم كل تناقضاته، محاولة للانتقام؛ فهو حاقد على خصومه من قيادات القبائل، خصوصا آل الأحمر الذين ساهموا في سقوط حكمه، وحاقد على الشباب والشابات الذين تظاهروا ضده عام 2011.

سياق الأحداث منذ العام الماضي، أظهر بوضوح ضلوع علي عبد الله صالح في جر اليمن نحو الهاوية. بدا الرجل كمن يسعى للانتقام من شعبه، وما قوله في التسجيل المسرب له: «دمروا كل شيء جميل» سوى تعبير بالغ عن حقيقة ما ارتكبه.

اليمن أمام مفترق خطير، وعلى قدر ما للمصالح الإقليمية من دور يبقى أن لا مستقبل لليمنيين ما لم يقترن غدهم بطي صفحة علي عبد الله صالح بشكل حقيقي.

 

لماذا فشلت «الحركة الحوثية».. النسخة اليمنية لحزب الله

خبراء لـ {الشرق الأوسط} : كان لا بد للسعودية من المبادرة لكسر طوق المشروع الإيراني

الدمام: عبيد السهيمي/الشرق الأوسط/30 آذار/15

أكد خبراء ومحللون أن إيران عملت ومنذ قيام ثورة الملالي، على أسلوب محدد في السيطرة على الدول، من خلال مد نفوذها في «المناطق الرخوة»، والاستثمار في بناء ميليشيات «محلية» عقائدية مسلحة في الدول المضطربة، بحيث لا يمكن للدولة أن تستعيد عافيتها وتعيد سيطرتها وهيبتها وبسط نفوذها على أراضيها. وأشار هؤلاء إلى أن «الأمثلة تمتد من لبنان مرورًا بالعراق وسوريا، لكن مشروع إيران الإمبراطوري الفارسي توقف في اليمن».

ويحسب للشعب اليمني تسامحه من الناحية المذهبية، فهو لا يركن في صراعاته للخلافات المذهبية والعقائدية التي تمثل حجر الزاوية في مشروع طهران أو حل الإمبراطورية الفارسية.

وتحدث خبيران لـ«الشرق الأوسط»، هما الدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى السعودي والخبير الأمني، والدكتور أشرف كشك مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة والموجه الأكاديمي في كلية الدفاع بحلف الناتو. وأشارا إلى أن إيران تسعى إلى استبدال الدول بتنظيمات عقائدية أو تلك التي ترتبط بمصالح مع طهران كأوراق تلعب بها في إطار صراعها الإقليمي والدولي، وهي ذات السياسة التي اتبعتها في العراق وسوريا وقبلها لبنان، وحاولت أن تتبعها في اليمن. كما أكد الخبيران أن إيران خلال العقود الماضية لم تتحول من فكرة الثورة إلى فكرة الدولة، حيث يقول الدكتور فايز الشهري: «إن السياسة الإيرانية تقوم على فكرة المذهب والمصلحة والمذاهب الدينية تتطلب قدرًا من الأخلاق لا تلقي لها إيران أي اعتبار».

ويضيف: «بدلا من تحول إيران إلى دولة صناعية وزراعية، عطفًا على إمكاناتها التي تتمتع بها مثل الدول الإسلامية المتطورة، فضلت أن تسلك طريقا آخر ولم تفعل ذلك منذ قيام الثورة، حيث لم تستطع التحول من مفهوم الثورة الدينية الطائفية إلى مفهوم الدولة». ويتابع: «لذلك تولت إيران دعم التطرف المذهبي من كلتا الطائفتين (الشيعة والسنة)، وغذت التطرف المذهبي منذ قيام ثورتها، واحتضنت قادة (القاعدة) أحد رموز التطرف السني منذ ظهور التنظيم، وهو ما يقصد به المصلحة هنا وليس المصالح التي ترعاها الدول وتدافع عنها».

ويوضح الشهري: «المصلحة التي تعليها إيران والمقصود بأنها قرينة المذهب قد تكون في دعم التطرف السني ورعاية واحتضان قادة التنظيمات والجماعات المتطرفة». بدوره يقول الدكتور أشرف كشك: «إيران تعمل على استبدال مفهوم الدولة في الدول الرخوة بالجماعات العقائدية والتنظيمات المرتبطة بطهران عقائديًا أو مصلحيًا، وتكريس هذه المجاميع والتنظيمات في صراع وظيفي لمنازعة الدول وظيفتها ومهامها لتمثل من خلالها شبكة قوى لبسط سيطرتها إقليميًا ودوليًا في إطار صراعها مع دول الإقليم أو المجتمع الدولي».

ويتابع: «إيران لم تتحول من فكرة الثورة إلى فكرة الدولة، والملف النووي هو أحد أقوى أوراق صراعها الإقليمي والدولي»، فإيران تستمد قوتها من موقعها الجيواستراتيجي الذي مثّل ميزة وعبئا في ذات الوقت، فالدول الكبرى لم تتخطَّ إيران في ملفات أفغانستان والعراق وسوريا وحتى لبنان، لذلك لم تتخلّ إيران عن فكرة الإمبراطورية، وحاولت جهدها في استثمار الدور والموقع لصالح حلمها الإمبراطوري بمد أذرعها (الميليشيات المدعومة إيرانيًا) التي تنهض على مفهوم الآيديولوجيا أو المصلحة وفق متطلبات المرحلة».

ووصف الدكتور فايز الشهري، السياسة الإيرانية بالبرغماتية «التي استثمرت في الإرهاب والتطرف، وهو استثمار لا يمكن أن يعبر عن احترام فكرة الدولة، لذلك إيران تعمل على أنها الدولة المركزية واستبدال دورها بتجمعات عقائدية أو مصلحية تابعة لها».

ويتابع الشهري: «مع ظهور ما يسمى الربيع العربي وفشل مفهوم الدولة في أكثر من بلد عربي، حاول الإيرانيون الاستثمار في هذه البلدان والمواقع، وكل بلد كان لهم فيه وجود ثقيل أصبح معزولا عن محيطه العربي وتحول إلى ساحة قتال مذهبي وعرقي، والثمرة الوحيدة التي جنتها هذه البلدان من التدخل الإيراني هي الفوضى وتهجير الملايين من أوطانهم».

وعن الوضع في اليمن، يقول الدكتور فايز الشهري: «إن محاولات الإيرانيين الدخول إلى شبه الجزيرة العربية لم تكن وليدة اللحظة، بل منذ سنوات طويلة ومنذ الأيام الأولى لثورة الملالي في طهران، فقد حاولت إيران مع اليمن الجنوبي، كما حاولت التغلغل في المجتمع اليمني عبر بوابة المذهب الزيدي وفي مراحل معينة وظفت إيران بعض المخالفين للمذهب الزيدي، وتحديدًا الحركة الحوثية، واستضافت بعض رموزها في طهران وقم، ورعت تدريب القيادات والعناصر الحوثية في لبنان بإشراف من حزب الله».

ويشير الدكتور فائز الشهري إلى أن إيران في فترة التسعينات من القرن الماضي بدأت في رعاية الحركة الحوثية ودعتها إلى التحول إلى حزب سياسي، ودعمت الحركة لنشر المذهب الاثني عشري ونشر ثقافة الكراهية بين أبناء اليمن، فتحولت الحركة الحوثية من حركة دينية ثقافية بحتة إلى مشروع طائفي تمثله أحزاب مثل حزب الحق وحزب اتحاد القوى الشعبية، وأصبحت الحركة لاعبًا رئيسيًا في الملف اليمني ولكن ضمن تنسيق واضح مع ملالي طهران.

ويشدد الدكتور الشهري على أن الشيء الذي لم يدركه الحوثيون، وهو ما استحث عاصفة الحزم، أن إيران حاولت جعل اليمن المفتت والمنقسم جسرًا للوصول إلى السعودية رمز الاعتدال والدولة التي تقف ضد المشروع الإيراني الذي يقسم المنطقة العربية ضمن أجندته القومية عبر المشروع الطائفي لجعل الدول العربية دولا فاشلة في حالة من الفلتان كما هو الحال في سوريا والعراق الذي تملك فيهما إيران القرار الأول.

من جانبه، يقول الدكتور أشرف كشك: «إن المشروع الإيراني لم يتمكن من اختراق دول مثل مصر وتركيا لسبب أساسي وهو أن لدى هذه الدول جبهة داخلية قوية تستعصي على المشروع الإيراني».

ويضيف: «لماذا فشل المشروع الإيراني في اليمن؟»، ويجيب: «لأن الأمر لو ترك لإيران لأن تكمل مشروعها في اليمن كانت ستستهدف الأمن الإقليمي والعالمي، فقضية السيطرة الإيرانية على 4 عواصم عربية في منطقة فيها الشرايين الحيوية للاقتصاد العالمي كان بمثابة فرض الأمر الواقع على القوى العالمية».

ويشدد على أن ترك المشروع الإيراني ينجح، يعني - فيما يعنيه على المستوى الإقليمي - التسليم بالواقع والقبول بالسياسات الإيرانية وغياب السيادة الوطنية والقرار الوطني، لذلك كان لا بد أن تبادر السعودية ودول الخليج إلى كسر هذا الطوق على الرغم من عدم وجود توجه دولي للتدخل في اليمن، لكن - والكلام للدكتور كشك - كانت هذه الحرب (عاصفة الحزم) ضرورية من أجل استعادة التوازن الإقليمي الطبيعي الذي تقوم عليه معادلة أمن الخليج العربي وأمن دول مجلس التعاون منذ استقلالها وحتى الآن، الذي فقد منذ عام 2011، وحاولت إيران الاستثمار فيه.

ويرى الدكتور فايز الشهري أن إيران استغلت الطموح لدى عبد الملك الحوثي المتأثر بحسن نصر الله، ودعته ليتولى قيادة الحركة التي تمثل المشروع الإيراني في الجزيرة العربية التي رعتها على مدى سنوات طوال رغم وجود من هو أكبر منه من إخوانه، ورغم عدم إكمال تعليمه.

ويضيف: «السعودية لم يكن لها في يوم من الأيام أية أطماع في اليمن ولم تتعامل معه من مبدأ طائفي وإنما كان التعامل مع الدولة اليمنية والقيادات اليمنية كقيادات وطنية لا علاقة للسعودية بخلفياتها المذهبية، لكن بعد أن استنفدت السعودية كل السبل أدركت أن الحوثيين لا يملكون قرارهم في اليمن وإنما يدارون ويوجهون من الخارج لإحداث الفوضى التي يقوم عليها المشروع الإيراني، فكانت عاصفة الحزم قوية وسريعة ومباغتة وحققت أهدافها وحظيت بدعوة القيادة الشرعية اليمنية، كما حظيت بترحيب شعبي عريض ومشاركة خليجية واتفاق عربي ورضا دولي بشكل واسع».

ويتابع: «الخطاب الحوثي تجاه السعودية كان يرتكز على 3 عناصر (التحريض، والتأثير، والتهديد المباشر مع نشوة الدعم الإيراني)، لهذا فإن المرحلة السابقة يمكن تسميتها بالهدوء الذي سبق عاصفة الحزم».

بدوره يقول الدكتور أشرف كشك: «إن الخطوة التي اتخذتها السعودية كانت ضرورية واستباقية، لكنها تحتاج إلى خطوات أخرى بعيدة المدى لتحصين المنطقة ضد التدخلات الإيرانية؛ فلا بد من التفكير الجدي في ربط دول الجوار الاستراتيجي التي تمثل عمقًا استراتيجيًا لدول الخليج بمنظومة مجلس التعاون من خلال سياسات متقدمة مثل تحويل المساعدات الاقتصادية إلى استثمارات».

وعلى المستوى الأمني إيجاد صيغ أمنية عدة إقليمية، مثل إقامة منتدى أمني مشترك لدول الجوار الاستراتيجي، وعلى المستوى السياسي أن تعمل دول الخليج على مساعدة هذه الدول لاستقرارها سياسيًا عبر التحول التدريجي من خلال المؤتمرات ومشروعات المصالحة الوطنية.

ويعتقد الدكتور كشك أن مواجهة السعودية وتصديها للمشروع الإيراني في اليمن يمكن أن ينفذ في عواصم عربية أخرى، لكن ليس بذات الصيغة التي حدثت في صنعاء.

وأضاف: «يحتاج إنقاذ العواصم العربية إلى أن تمد دول مجلس التعاون أيديها لهذه العواصم، وأن تتعاون معها وتساعدها في التحول التدريجي إلى مركز الثقل العربي بدلا من الارتماء في الحضن الإيراني والدفع بالسياسة مع هذه الدول إلى آفاق أرحب».

 

لبنان يُطبّق النأي بالنفس على اليمن ويؤيد إنشاء قوة عربية مشتركة

خليل فليحان/النهار/30 آذار/15

نفّذ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مهمتين ديبلوماسيتين: الاولى في شرم الشيخ والثانية في نيويورك، فالعودة الى شرم الشيخ لاستكمال المهمة في مدة زمنية هي 74 ساعة مجتازا 11600 ميل لإلقاء كلمة لبنان التي استغرقت 11 دقيقة تقريبا. نورد تلك التفاصيل اللوجيستية، لأن ما من وزير خارجية رافقناه منذ سنوات لتغطية زياراته الرسمية، كان له مثلها، حتى أن وزير خارجية الاردن ناصر جودت أبدى استغرابه عندما ابلغه باسيل انه متوجه الى نيويورك وعائد الى الشرم لحضور القمة، فسأله "ألديك صاروخ لهذا الانتقال السريع؟".

بدأت المهمة الاولى في المنتجع المصري بتمثيل لبنان في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي مهّد للقمة العربية الدورية الـ26 الخميس الماضي. اما الثانية ففي نيويورك. وكان شارك في اليوم الاول من مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الشرم وتوجه الى نيويورك تلبية لدعوة من نظيره الفرنسي لوران فابيوس الذي دعا الى مناقشة الموضوع الذي اختاره بصفة بلاده الرئيسة الدورية لشهر آذار وهو بعنوان "ضحايا الهجمات وابتزاز العرقيات والأديان في الشرق الاوسط".

وكان باسيل ناقش أسباب التوترات الطائفية التي يعيشها الشرق الاوسط وباتت تهدد الامن والاستقرار الدولي والاقليمي، وذلك مع كل من وزراء خارجية فرنسا فابيوس وإسبانيا خوسيه غارسيا مارغايو اي مارفيل ووزير التعاون الدولي البريطاني تودياس إلوود ووزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتز بعد إلقاء كلمة لبنان في مجلس الامن حول مأدبة غداء دعا اليها فابيوس في مقر "معهد السلام الدولي" القريب من مبنى الامم المتحدة، ومناقشة اسباب التوترات الطائفية التي يعيشها الشرق الاوسط والتي باتت تهدد الامن والاستقرار الإقليميين.

قدّم باسيل شرحا تاريخياً لما كان يجري فقال: "ان تحفيز هجرة المكونات الاساسية في المنطقة ولا سيما هجرة المسيحيين يؤدي الى نتيجتين، تزايد نمو الحركات المتطرفة في الغرب والرافضة للمسلمين الذين ينتمون الى اي دولة اوروبية، وافراغ الشرق من مسيحييه ومن أقلياته، بما يؤسس لقيام تكتلين مسيحي في الغرب ومسلم في الشرق، فيؤدي الى توتر واضطراب والى حالة عدم استقرار بينهما ليست في مصلحة أحد".

ووازن في عرض غني بالعبر بين "ما عاشته المنطقة منذ قرن ونصف قرن والوضع اليوم، ولم تستقر الحالة سياسيا وأمنيا الا عندما كان يحصل تقاسم لمصالح الدول مثلما حصل في لبنان من حمايات فرنسا للموارنة والنمسا للكاثوليك وبريطانيا للدروز(...)".

ولمس من المشاركين في المأدبة اهتماما اذ استفسروا عن نقاط محددة ادت الى تفاعل وتبادل أفكار يؤمل ان تساعد في وقف ما يجري في عدد من الدول العربية لتستقر على قواعد ثابتة سياسيا وأمنيا.

ولاحظنا من خلال مرافقتنا له الى كل من نيويورك، اتصالاته الدائمة مع عضو الوفد اللبناني السفير شربل وهبه لمتابعة الموقف من التدخل العسكري العربي في اليمن جواً وبحراً واستعداداً لتدخل عسكري مصري بري اذا اقتضى الامر.

وعلمت "النهار" ان باسيل كان على اتصال دائم برئيس الحكومة تمام سلام لصياغة موقف لبنان من التدخل في عدن خلال الانتقال الجوي من شرم الشيخ الى نيويورك وخلال العودة الى الشرم حيث سجل موقفه خطيا في ختام نص القرار الذي صدر عن القمة، وهو النأي بالنفس على غرار ما يقرر بالنسبة الى الأزمة السورية وهنا نص القرار:

"موقف الجمهورية اللبنانية في موضوع اليمن: "إن لبنان، تأكيدا منه للموقف العربي الجامع والقائم على دعم الشرعية الدستورية في اي بلد عربي، وعلى اعتماد الحلول السلمية السياسية للازمات العربية وعلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، يشدّد على السير بأن يقوم على الاجماع وينأى عن اي خطوة لا تحظى بالإجماع او التوافق العربي، ويؤكد ضرورة الاسراع في انشاء قوة عربية مشتركة لصون الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب".

وحصلت "النهار" من مشارك في جلسة المشاورات السرية التي عقدت مساء السبت برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من رؤساء الوفود ووزراء الخارجية على اجواء المناقشات التي جرت حول تشكيل القوة العربية المشتركة. فاستهل السيسي الجلسة بشرح اهمية هذه القوة ومهمتها لجهة حسم اي خطر تتعرض لها اي دولة عربية واستعداد بلاده لوضع 10 في المئة من مجموع جيشه، "أقوى جيش لدى الدول العربية"، بحسب تعبيره كنواة لهذه القوة. وافاد المشارك ان ممثلي دول الخليج في الجلسة لم يبدوا حماسة لاقتراح انشاء تلك القوة، فتدخل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ثلاث مرات خلال الجلسة وبرّر تأخر عدم تأييد انشاء مثل هذه القوة، مذكراً بقوات الردع العربية التي كلفت الامن في لبنان وكيفية تحولها الى قوة سورية اساءت الى لبنان. ولم يكن موقف وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد أفضل، ولا الموقف العراقي الذي اعترض على مثل هذه القوة . ونقل ان السيسي كان يعقّب على كل مداخلة، مشددا على تبني اقتراحه الذي لم يتراجع عنه، وان الرئيس سلام أيده. وانتهت الجلسة بتشكيل لجنة متابعة لترجمة الاقتراح الى واقع عملي يغني عن الاستعانة بأي قوة اجنبية او تابعة للأمم المتحدة، وفق تعبير السيسي.

وافاد مصدر في الوفد اللبناني ان أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد كرّر ثلاث مرات خلال استقباله سلام مساء السبت في مقر المؤتمر ان العماد ميشال عون حضر الى تونس والآخرين لم يحضروا خلال المساعي العربية التي بذلت لوقف القتال وارساء الاستقرار. وفي ختام الاجتماع، قال سلام لباسيل الذي شارك في المقابلة "لم ينس الامير موقف الجنرال".

 

نصرالله استهدف "فرملة" بيروت عشية القمة والعملية السعودية تضع إيران أمام خيارين

روزانا بومنصف/النهار/30 آذار 2015

الايجابية الوحيدة التي يتفق مراقبون عديدون على استنتاجها من خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي أظهر فيه على نحو غير منتظر حجم الرهان الايراني الهائل على تقدم الحوثيين في اليمن والاستياء الكبير من الحملة التي بدأتها مجموعة من الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية دعما للشرعية هناك، انما تتصل بالقرار حول استمرار الحوار الداخلي بينه وبين تيار المستقبل ما يفترض انه يقي الاستقرار اللبناني هزة جديدة على وقع التطورات الجديدة في المنطقة. ومع انه لا يتوقع الكثير من الحوار مع اتساع صراحة التعبير عن الاصطفافات الداخلية مع المحاور الاقليمية اكثر فأكثر، فان ثمة معطيات تفيد عن قلق عميق سابق للتطورات الأخيرة في اليمن المتمثلة في "عاصفة الحزم" من انعكاسات درامية للتقدم الحوثي في اليمن وسيطرته على الوضع هناك على المنطقة ولبنان من ضمنها كونه سيثبت او يكرس هيمنة اقليمية معينة. الأمر الايجابي المتجدد في هذا الاطار اعادة تأكيد الحزب على ألسنة مسؤوليه للحوار "ولو مات الآخرون غيظاً" كما قال نائب الامين العام للحزب وذلك بعد كلمة لبنان في القمة العربية التي كانت داعمة ضمنا وبلباقة للاجماع العربي على نحو لا يناسب توجهات الحزب وكذلك بعد عاصفة من الردود العربية العنيفة على الامين العام للحزب وما ساقه من اتهامات ضد السعودية والدول العربية وتوليه هذه المهمة بالنيابة عن المسؤولين الايرانيين الذين لم يصلوا في مواقفهم الى هذا الحد من التهجم بما يفيد عن قطعه على المستوى الشخصي شعرة معاوية التي اضحت بينه وبين دول المنطقة منذ تدخله في الحرب دفاعا عن النظام السوري.

برر السيد نصرالله تناوله موضوع اليمن بأنه "كان يتابع المعلومات ورأى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي تحدث عن تدخل ايراني في لبنان وان الافرقاء اخذوا موقفهم ونحن لنا حقنا في التعبير عن موقفنا المختلف" كما قال. وكان الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط عبّرا صراحة عن دعمهما الحملة السعودية للوقوف في وجه محاولات المد الايراني الذي صم المسؤولون الايرانيون الآذان عنه منذ اشهر عدة باعلان سيطرتهم على اربع عواصم عربية هي العراق وسوريا وبيروت واليمن، من دون ان يعقّب اي مسؤول في الحزب رفضا لهذا الكلام او دفاعا عن كرامة لبنان وسيادته. وتعتبر مصادر حليفة للحزب ان الامين العام للحزب ما كان ليترك لبنان يعبر عن نفسه في اتجاه دعم الخطوة السعودية بل على العكس هو يعبر عن رأي مناقض لفرملة احتمال اندفاع لبنان في هذا الاتجاه عشية انعقاد قمة عربية تمحورت حول التطورات اليمنية وقدمت كل الدعم لها ورفع سقف هجومه على السعودية ما يفهم منه جملة امور من بينها: وجوب الا تنزلق بيروت لتكون العاصمة الثانية التي قد تخسرها ايران معنوياً بعد الحملة السعودية لوقف المد الايراني في اليمن وتالياً في المنطقة، في حال اظهار ممانعة قوية لذلك ووجود رأي مؤثر ومناقض في هذا الاتجاه والابقاء على حال التوازن السياسي الاقليمي قائما في لبنان على اقل تقدير ان لم يكن ترجيح كفته لمصلحة المحور الايراني.

المفارقة ان ما اضافته المواقف الاخيرة في الداخل في ضوء التطورات اليمنية ان الوضع اللبناني واستحقاقاته كان مرتبطاً خلال الاشهر الاخيرة وعلى تفاوت بمصير التطورات في العراق على وقع التغيير السياسي الذي طرأ على طبيعة الحكومة هناك والتخلي عن نوري المالكي فاضحى مرتبطاً بعد حين بتطورات الحرب السورية من جهة ورصد ما سيكون عليه مصير النظام وبين المفاوضات على الملف النووي الايراني بين ايران والدول الخمس الكبرى زائد المانيا من جهة اخرى. ولم يلبث في ضوء الاحداث الدرامية في اليمن ان اصبح وضعه يرتبط بتطورات هذه الاحداث ونتائجها خصوصاً ان اللعبة الاقليمية باتت تلعب على المكشوف. فالعملية العسكرية التي بدأتها المملكة السعودية في اليمن ضمت تحالفاً من عشر دول اسلامية ذات غالبية سنية ولم تتأخر حركة حماس ايضاً، وليس الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحده الذي انتقده الامين العام للحزب، في تأييد الشرعية السياسية في اليمن في ما قرئ تقارباً مع المملكة وسعيا الى المصالحة مع الدول العربية الاخرى، فيما سجل في المحور الآخر الى جانب ايران الداعمة للحوثيين كل من العراق والنظام السوري و"حزب الله". ولم تخف مجموعة دول التحالف العربي لا قبل القمة العربية ولا اثناءها حساسية الموقف من سعي ايران الى مد نفوذها فيما تمت دعوتها على ألسنة قادة عرب في القمة الى حسن الجوار، ما يفيد ان طهران وضعت امام خيارين: اما الذهاب الى حرب مع جيرانها بحيث تغلق من جهة ملف عداء واستنزاف لها نتيجة العقوبات المفروضة من الدول الغربية مع التوصل الى اتفاق حول ملفها النووي ثم تفتح ملفاً مماثلاً انما في اتجاه آخر اي مع الدول المجاورة أكانت هذه الحرب مباشرة او بالواسطة في ظل رهان على محاولة اطالة زمن العملية العسكرية من اجل استنزاف القدرات العربية او اضعافها او فكفكة التحالف العربي - الاسلامي ضدها، او الذهاب الى محاولة الاتفاق على قاعدة توازن سياسي ارسته التطورات الاخيرة. لكن اليمن بات البوابة التي يمكن ان تقود الى اي من الخيارين بحيث تنطلق منه الامور لتشمل ساحات الاختلاف والتنازع العربي - الايراني في المنطقة من بغداد الى سوريا فبيروت.

 

خطر النظام السوري على سوريا ولبنان

خيرالله خيرالله/المستقبل/30 آذار/15

ليس سرّا أنّ الرئيس فواد السنيورة كان صديقا للرئيس الشهيد رفيق الحريري. هناك علاقة عمر بينهما عائدة إلى أنّهما من صيدا وأنّهما يعرفان بعضهما بعضا منذ الصغر، إضافة إلى أنهما تشاركا في الإنتماء إلى حركة القوميين العرب في مرحلة معيّنة.

الأهمّ من ذلك كله أن السنيورة، مع الوزير السابق باسم السبع والنائب الحالي غازي يوسف، وهما من المقربين من رفيق الحريري أيضا، رسموا، من خلال معرفتهم بالرئيس الشهيد، الإطار الذي اغتيل فيه الرجل مع رفاقه، قبل عشر سنوات، في الرابع عشر من شباط ـ فبراير والظروف التي رافقت الجريمة.

من خلال متابعة التطورات، بما في ذلك ملء ايران الفراغ الأمني الذي خلّفه الانسحاب العسكري السوري من لبنان نتيجة إغتيال رفيق الحريري، كشفت الشهادات التي أدلى بها فؤاد السنيورة وباسم السبع وغازي يوسف، وقبلهم مروان حماده، أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تفاصيل دقيقة تتعلّق بالمرحلة التي مهّدت لعملية الاغتيال.

لم يكشف الأربعة العلاقة بين النظام السوري والاغتيال، أو على الأصحّ العلاقة بين «ولد« اسمه بشّار الأسد والجريمة فحسب، بل كشفوا أيضا حقيقة النظام السوري والخطر الذي شكلّه على سوريا والسوريين قبل لبنان واللبنانيين.

وعبارتا «ولد سيحكم سوريا« و«الله يساعدنا« وردتا في الشهادة القيّمة لباسم السبع، وذلك نقلا عن رفيق الحريري، بعد اللقاء الأوّل الذي عقده رئيس الوزراء اللبناني وقتذاك مع بشّار الأسد الذي كان يعدّ نفسه لخلافة والده الذي توفّى في العام .

ما يربط بين شهادات الشخصيات اللبنانية الأربع، إضافة إلى شهادات لشخصيات أخرى مثلت أمام المحكمة الدولية التي تشكّلت بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هو إصرار النظام السوري على تعطيل أي تقدّم في لبنان. لم يكن من همّ لدى النظام السوري سوى الإستثمار في عملية العرقلة، كي لا يتمكّن لبنان من استعادة عافيته.

لم تكشف المحاكمة التي تجري في لاهاي الظروف التي مهّدت لاغتيال رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما والسياق الذي وقعت فيه الجريمة فقط. كشفت خصوصا طبيعة النظام السوري وتكوينه والأسباب التي أدّت إلى وصوله إلى ما وصل إليه الآن. النظام إنتهى ولم يعد أمامه سوى تسليم كلّ سوريا لإيران في مقابل عدم تحرير دمشق...

تساهم المحاكمة في فهم أمور كثيرة، خصوصا لدى من يحاول فهم عقلية النظام الذي دمّر سوريا كلّيا بعدما فشل إلى حدّ ما في تدمير لبنان. من بين هذه الأمور لماذا «إنتحر« غازي كنعان ولماذا فُجّر آصف شوكت مع آخرين ولماذا «استشهد« جامع جامع ولماذا انتهى رستم غزالة بالطريقة التي انتهى بها في ظلّ اشاعات متناقضة لا هدف لها سوى تغطية الجانب الأهمّ في القضية المرتبطة بضابط فاسد، من سقط المتاع، كان ينفّذ اوامر بشّار الأسد في لبنان.

يتمثّل الجانب الأهمّ في موضوع رستم غزالة، في نهاية المطاف، في الإنتهاء من رجل يعرف الكثير عن لبنان من جهة وكيفية إكتمال السيطرة الإيرانية على سوريا، خصوصا على دمشق ومحيطها والمنطقة المحاذية لخط وقف النار مع اسرائيل من جهة أخرى.

بعد الذي رواه الشهود بالتفاصيل أمام المحكمة، وبعد نقل فؤاد السنيورة عن الرئيس رفيق الحريري قوله له في السيارة التي كان يقودها «أبو بهاء« أنه كُشفت محاولات عدّة لإغتياله «خطّط لها حزب الله«، بدأت تكتمل الصورة لبنانيا وسوريا. بدأ يتكشّف الخوف لدى النظام من أي نجاح يتحقّق في لبنان. لذلك كان لا بدّ من التخلّص من رفيق الحريري الذي يظلّ في النهاية رمزا للنجاح. هل كان مطلوبا أن يبقى شبح الموت والدمار مخيّما على بيروت كي يبقى رفيق الحريري حيّا؟

لم تعد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مجرّد محكمة تستهدف كشف الحقيقة تمهيدا للإقتصاص من القتلة. فمن خلال شهادات الشهود، بدأت ترتسم صورة كاملة لنظام عمل منذ ما يزيد على خمسة واربعين عاما على تخريب لبنان ونشر البؤس فيه وإرهاب السوريين. إنّه نظام لم يؤمن يوما سوى بمقولة واحدة هي أن الإنتصار على لبنان بديل من الإنتصار على اسرائيل. فمنذ كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع بين و، لم يكن لديه من همّ سوى إغراق لبنان بالسلاح. أراد دائما الإنتقام من لبنان كي لا تنتقل عدوى قصة النجاح اللبناني إلى سوريا والسوريين.

لا توجد جريمة أكبر من جريمة دفع الفلسطينيين إلى حمل السلاح في لبنان وخوضهم حروبا مع المسيحيين أوّلا. لا توجد جريمة أكبر من جعل «جيش التحرير الفلسطيني«، بألويته الموالية للنظام السوري، يرابط على طول ما كان يسمّى «الخط الأخضر« الفاصل بين المسيحيين والمسلمين في وسط بيروت المدمّر.

يخشى النظام من أي نجاح لبناني، كما يخشى من أي نجاح سوري. مطلوب في كلّ وقت نشر البؤس في لبنان كي لا تنتقل عدوى الإزدهار إلى سوريا. فالإزدهار يعني مطالبة المواطن بالمزيد، خصوصا بالحد الأدنى من الحياة الكريمة والكرامة والمزيد من الحرّية والإحترام. كان همّ حافظ الأسد، وبعده بشّار الأسد، منصبا على إفقار المواطن وتيئيسه وتذكيره بأنّ تمرّده سيعني بالنسبة إليه العيش في بلد تسوده شريعة الغاب، كما كانت عليه الحال في لبنان بين العامين و من القرن الماضي.

تمرّد اللبنانيون فدفعوا الثمن غاليا. إغتيل رفيق الحريري. لم يدر النظام السوري أن الجريمة سترتد عليه، تماما كما ارتدّت جريمة غزو الكويت على صدّام حسين. لم يدرك يوما بشّار الأسد أن ثمن دمّ رفيق الحريري سيكون في هذا الحجم. لم يدرك أوّلا أنّه سيخرج من لبنان. لم يدرك أنّه سيتحّول شيئا فشيئا إلى تابع لإيران...في لبنان أوّلا وفي سوريا لاحقا. مثلما خرج النظام من لبنان، سيخرج من سوريا، لا لشيء سوى لأنّه لم يتصوّر يوما أن الجريمة ستُكشف وأنّها ليست مجرّد «رذالة« على حد تعبير إميل لحود الذي إعتقد أنّ رفيق الحريري ذهب ضحيّة حادث سير.

هل يخرج بشّار الأسد من سوريا لتحلّ مكانه ايران؟ هل هذا ممكن؟ هل هذا منطقي؟ هذا هو السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلا أم آجلا في ظلّ استمرار الثورة السورية وجلسات المحكمة الدولية...

 

صلاة يوم الأحد أحد الشعانين

ماري القصّيفي/فيسبوك

يا يسوع! بعد أن شاركت الناس أفراحهم في عرس قانا الجليل وبعد أن شفيت مرضاهم وبعد أن باركت خبزهم وأطفالهم حقّ لك أن تستقبَل كملك...ملك يعرف أنّ الخيانة قد تقوده إلى الموت! علّمِ الساعين إلى المُلك والرئاسة والزعامة والسلطة

في السياسة والعسكر والدِّين أنّ الكرسي ليس أكثر من ظهر جحش ابن أتان!

 

يا رب

ايلي صليبي/فيسبوك

يا رب اسمح لمرَّة، على الأقل، في الأسبوع، أن نفعل أفعالهم، ولا نسمع أقوالهم.

 

مؤتمر حركة امل يعيد انتخاب بري رئيسا ويجدد لهيئة الرئاسة

 الأحد، 29 مارس 2015/جنوبية

 ذكرت مصادر اعلامية انه تم انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيساً لحركة امل خلال المؤتمر العام للحركة، كما تم التجديد لاعضاء هيئة الرئاسة. يذكر ان الرئيس نبيه بري يترأس حركة امل منذ العام 1980.

       

حزب الله: مصدوم من “العاصفة” ويختبىء خلف الحوار

علي الأمين/جنوبية/الأحد، 29 مارس 2015  

ردّ الفعل السعودي في اليمن لم يكن محسوبا. فاجأ حزب الله كما ايران المنهمكة بالاستعداد للاحتفاء بالصفقة النووية مع الغرب. ذلك ان عنصرا جديدا دخل في المعادلة الاقليمية، كان غائبا طيلة 15 سنة مضت، هو عنصر الصحوة العربية التي تتمثل بالنظام الاقليمي العربي. وهي بدأت تتحول الى عنصر مؤثر في المعادلة الاقليمية اسوة بإسرائيل وايران وتركيا.

 في خطابه الأخير اتهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السعودية بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، وردّ السفير السعودي علي عواض العسيري على اتهام نصرالله بتأكيد دعم بلاده خيار اللبنانيين في انتخاب رئيس للجمهورية. في المقابل اكد نصرالله على تمسكه بالحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل. التمسك بالحوار من قبل نصر الله تلاه موقف لنائبه الشيخ نعيم قاسم متوجها الى من سماهم “المفتنين” بأن “موتوا بغيظكم، سنستمر بالحوار ولو لم يعجبكم، وسنستمر بكل عمل يؤدي إلى الاستقرار ولن ندعكم إن شاء الله تخربوا هذا الاستقرار في لبنان”.

لغة التمسك بالحوار التي اعاد تردادها حزب الله في لحظة كان الكثيرون يترقبون ردّ فعله بعد “عاصفة الحزم” في اليمن، لم يكن الرئيس سعد الحريري اقل تشبثاً بها. فهو، رغم اعتراضه الشديد على خطاب نصرالله الذي هاجم السعودية وحلفائها في تدخلهم العسكري باليمن، اكد انه متشبث بالحوار مع حزب الله.

خلاصة المشهد بعد الصفعة المعنوية التي تلقتها ايران من خلال التحالف الذي نشأ ضدها في اليمن برعاية سعودية، المحافظة على ورقة التوت المسماة “حوار” في لبنان اليوم. وهي لا تعني ان ثمة استعداداً للانتقال الى مرحلة جديدة في الحوار، اي البدء بانتخاب رئيس للجمهورية بل تعكس مرحلة من التصلب والتشدد. ففي وقت تتعرض مواقع النفوذ الايراني الى اهتزاز، بدءاً من اليمن، ومع تراجع ميليشيا الحشد الشعبي عن جبهات قتال تنظيم داعش في العراق بضغط اميركي، وصولا الى التقدم الذي احدثته المعارضة السورية بالجنوب السوري في بصرى الشام، وسيطرتها على مدينة ادلب… كل ذلك يمنع ايران وبالتالي حزب الله من تقديم ايّ تنازلات. ولأن الايديولوجيا هي التي تتحكم، وليست التسويات، بسلوك الحرس الثوري القتالي، فإن مرحلة من التصعيد والتشدد ستحكم ردّ فعل ايران وأذرعها على هذه الصحوة العربية غير المحسوبة ايرانيا ولا عربياً.

ردّ الفعل السعودي في اليمن لم يكن محسوبا. فاجأ حزب الله كما ايران المنهمكة بالاستعداد للاحتفاء بالصفقة النووية مع الغرب. ذلك ان عنصرا جديدا دخل في المعادلة الاقليمية، كان غائبا طيلة 15 سنة مضت، هو عنصر الصحوة العربية التي تتمثل بالنظام الاقليمي العربي. وهي بدأت تتحول الى عنصر مؤثر في المعادلة الاقليمية اسوة بإسرائيل وايران وتركيا. وكشفت قمة شرم الشيخ في بيانها الختامي امس ان الأنظمة العربية باتت مندفعة الى خيار وجود قوة دفاع مشترك، ولو من باب توفير الحماية للانظمة عبر فرصة التصدي للنفوذ الايراني في اليمن. خصوصا ان “عاصفة الحزم” حظيت بتأييد شعبي عربي واسع فاجأ السلطة السعودية قبل ان يفاجىء خصومها. وهي لذلك مرشحة الى مزيد من التأييد بين الدول العربية بسبب جماهيرية هذا الخيار. اذ ليس من العادي والطبيعي الا يجد تحالف الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ايّ تأييد له في العالم العربي فلم تخرج ايّ تظاهرة منددة بعملية “عاصفة العزم” ومؤيدة للتحالف الحوثي – صالح، حتى في بيروت او بغداد او دمشق.

كل ذلك يشير الى ان مرحلة جديدة بدأت المنطقة العربية تنخرط بها، هي بالتأكيد لم تصل بالمنطقة الى مرحلة التنسيق والتعاون على اساس الدولة. بل ثمة مصالح انظمة عربية تقاطعت من اجل تحصين وجودها، ومن المبكر الحديث عن منظومة عربية تتكون من دول. خصوصا ان الربيع العربي لم ينته بعد ولم تزل مخاضاته في أوجّها. لكن بالتأكيد هناك استجابة من قبل النظام العربي للردّ على الاختراقات الاقليمية. وقد انفجرت في وجه ايران التي بالغت في تمددها واختراقاتها خلال العقد الاخير، داخل الدول العربية. ربما لأنها كانت تعتبر ان النظام العربي جثة هامدة، لكنها فوجئت اخيرا بأن النظام العربي لم يزل فيه نبض.

في المشهد اللبناني ليس تمسك حزب الله بالحوار تعبيرا عن رغبة في انجاز انتخاب رئيس للجمهورية بشروط التسوية. المرحلة المقبلة هي مرحلة التأقلم مع مؤسسة جديدة بديلة من الرئاسة هي “مؤسسة الحوار”. فحزب الله يدرك ان خصومه لن ينتخبوا مرشحه للرئاسة كما هو لا يتبنى مرشح خصومه. وبالتالي فإن ما سيسمعه اللبنانيون في المرحلة المقبلة هو المزيد من أناشيد الحوار، مترافقة مع المزيد من تغييب الرئاسة الاولى. والخلاصة هو تمديد دور مؤسسة الحوار القائمة بين تيار المستقبل وحزب الله، مع هامشها المتمثل بحوار التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.

 

إلى نصر الله وحزبه: رحم الله امرىء عرف حجمه

 عماد قميحة/جنوبية/الأحد، 29 مارس 2015  

 كان السيد حسن نصر الله وحزبه، خلال كل تلك الفترة السابقة، يعتبر النصائح - التي توجه له والتمنيات والترجي التي كنا نتلوها عليه ليلا ونهارا سرا وجهارا باتباع الحكمة والابتعاد عن فرض خياراته على الآخرين - انما هي مجرد نصائح من مغرضين او "عملاء" ولم يكن يملك حتى قابلية الاستماع للنصيحة.  بدا واضحا من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حجم الصدمة التي سببتها عاصفة الحزم العربية في اليمن. حتى ان السيد نفسه عبّر في بداية كلمته بشكل واضح عن مفاجأته بحجم الحضور العربي، وبهذا التوثب العربي، والقدرات العربية العسكرية والأمنية وحتى السياسية والإعلامية التي سبقت وترافقت ولحقت هبوب “عاصفة الحزم” .

ولعل هذه الصدمة “المباركة” هي اكثر ما يحتاجها محور الممانعة الذي يُعتبر حزب الله وعلى رأسه امينه العام واحدا من اهم ركائزه والناطقين باسمه. وعليه فإننا من هنا يمكن التأكيد بأن ذبذبات الصدمة وموجاتها تلك لم تصب واحدا من فروع هذا المحور فقط، بل لعلها اصابت كامل الجسم الممانع وبكل تشعباته وصولا طبعا الى القلب في طهران. واحدة من تجليات هذه الحالة الجديدة التي بدت في الخطاب هي ما لمسناه من فجوة واسعة بين سماحة السيد من جهة وبين الوقائع والمستجدات من جهة أخرى. حتى ظهر كأنه يتحدث بعيدا عن كل المجريات والتحولات التي مر ويمر بها الحزب، فيتحدث مثلا عن مصير الغزاة متناسيا ان قواته ومحازبيه يغزون القرى والمدن داخل الأراضي السورية، ويتناول موضوع حقوق الشعوب بتقرير مصيرهم وكأنه لم يساهم، هو نفسه وحزبه معه، في قلب المعادلة التي أرادها وسعى اليها الشعب السوري بتغير نظامه. فنّد نصر الله وابطل كل الاعذار السعودية بشن هجمات على الحوثيين متهما إياها بمحاسبة النوايا، قافزا فوق حقيقة انه يخوض حربا “استباقية” في سوريا .

كذّب مقولة التمدد الإيراني والسيطرة الإيرانية بالمنطقة غاضا طرفه عن التصريحات التي ادلى بها كبار المسؤولين الإيرانيين، وتبجحهم بالحديث عن الإمبراطورية الإيرانية وعاصمتها بغداد، مستحضرا شماعة فلسطين والمقاومة مستذكرا للأسف دور النظام السوري ضاربا بعرض الحائط رأي أصحاب القضية بهذا النظام وما فعله ويفعله بهذه القضية وشعب هذه القضية.

هكذا ظهر الأمين العام لحزب الله، بخطابه، على غير عادته، مستعجلا وبدون تحضير دقيق لمواده والاهم من كل ذلك كان غياب النبرة التصعيدية وما تعودنا عليه من تهديد ووعيد وسحق ومحق للاعداء ووعد بالنصر المؤزر وتأكيد على صحة خيار المواجهة ونهاياتها التي طالما كانت انتصارات بجيبته الصغيرة. لا شك ان حالة من ضباب الرؤية كانت، الى ما قبل هبوب العاصفة، تسيطر على عيون وعقول محور الممانعة من رأس الهرم فيه الى قواعده الشعبية البسيطة. هذا الضباب الكثيف الذي كان مسيطرا انما هو نتاج حالة غرور فرضتها خلو الساحة العربية من أي فريق حقيقي مترصد له… ما أوجد خللاً كبيراً في موازين القوى أدى الى خلق هذا الشعور الوهمي بفائض القوة . وهو ما جعل من هذا المحور ليس فقط لا يصدق بل ويستبعد أي احتمال لامكانية ان يقف بوجهه احد ليقول له: “حدك ع الزعرورة”!

من هنا كان السيّد خلال كل تلك الفترة السابقة يعتبر النصائح – التمنيات التي كنا نتلوها عليه ليلا ونهارا سرا وجهارا باتباع الحكمة والابتعاد عن فرض خياراته على الآخرين – انما هي مجرد آراء مغرضين او “عملاء” ولم يكن يملك حتى قابلية الاستماع للنصيحة.

ألا وقد وقعت الواقعة لا يسعنا في هذا المجال الا تكرار ما كنا نقوله للاخوة الإيرانيين أولا وللاخوة في حزب الله ثانيا، ولكل الشيعة أولا كذلك: “رحم الله امرء عرف ‘حجمه’ فوقف عنده”. مع الرجاء هذه المرة ان تكون صدمة “عاصفة الحزم” قد فتحت آذانهم وبردّت قليلا تلك الرؤس الحامية لتفكر هذه المرة بهدوء بعيدا عن الاستعراضات واخذ الصور الباهتة.

 

عن جواد حسن نصر الله و«شراء الذّمم»

محمد جواد/جنوبية/الأحد، 29 مارس 2015  

لا يجوز أن يخاطب أيّ سياسيّ صحافياً معروفاً بأن يدعوه إلى احترام “الراتبين اللذين تقبضهما”. وهو ما قاله نجل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله متوجّها إلى مديرة الأخبار في قناة “الجديد” مريم البسام عبر تغريدة من حسابه على تويتر.

كلّ أهميّة جواد نصر الله أنّ والده هو السيّد حسن نصر الله، أي أنّه ليس أكثر من اسم ثلاثيّ: جواد حسن نصر الله، وإلا لما كان لتغريدته كلّ هذا الصدى. اللافت صمت حزب الله. والسكوت عادة من علامات الرضى.

لا يجوز أن “يربّح” حزب الله مناصريه “جميل” الرواتب. خصوصاً أنّ السيد حسن نفسه عاب في خطابه الاخير على المملكة العربية السعودية أنّها “تشتري الذمم” في اليمن وغيرها. بعد ساعات قليلة خرج ابنه ليقول إنّ حزب والده، حزب الله، يشتري ذمّة مريم البسام براتبين. فهل شراء الذمم يختلف عن “رواتب” شراء الذمم؟

 

مريم البسام لجواد حسن نصر الله: أنت ولد تسيء لوالدكَ

 خاصّ جنوبية /الأحد، 29 مارس 2015  

"ليس مسموحاً للأولاد أن يلعبوا على مسارح الكبار"، هكذا ردّت مريم البسام على جواد حسن نصر الله.

 “ليس مسموحاً للأولاد أن يلعبوا على مسارح الكبار”، هكذا ردّت مديرة الأخبار مريم البسام في مقدّمة نشرة الأحد 29 آذار 2015 على جواد حسن نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الذي كان هاجمها ليل أمس بعد نشرة السبت 28 آذار 2015، لأنّها انتقدت خطاب والده ووصفته بالانفعالي. ثم ردّ عليها كاتبا على تويتر بعد نشرة الأحد: “هذا منطق #جنون_العظمة ومن يدخل في الشخصي يسقط لا تستحق الرد”.

وكانت مقدّمة الجديد قالت التالي: “فهل بات من المعيب علينا إذا توجهنا نحو الدعوة الى عدم التقاتل الاهلي، إن إنتقاد الانفعالية هنا لم تصنفه القوانين على انه من باب الجنايات والنقد لن يمحو من تاريخنا سجلات مجدّها نصر الكلمة وقد توجتنا الحروب آمراء في الوطنية والعداء لإسرائيل. نرتضي برد مهني سياسي حضاري التعبير لكن ليس مسموحاً للأولاد أن يلعبوا على مسارح الكبار وحتى ولو أمتطوا الجواد. نرتضي بردود من السادة  ونتجادل معها بكل رقي. لكن الابناء إذا أساؤا لتاريخ آبائهم القادة سيصبح من الضروري أجراء عملية حجر  عليهم ومنع التداول بلغتهم”.

فيما لا يزال التويتر والفيسبوك يشهدان تضامنا مع نصر الله بوجه البسام التي لم تحظَ بأيّ تعاطف يذكر سوى من بعض الصحافيين القلائل.

هنا نصّ مقدّمة الجديد ليل الأحد 29 آذار 2015:

“ثلاثُ صفحاتٍ من بُنودِ الاتفاقِ النوويِ ستَطوي صفحةً مُلتهبة من عُمرِ المِنطقة  طلائعُ الإيجابياتِ تصاعدتْ من لوزان بما يُهيئُ لعاصفةِ حَزمٍ نوويةٍ يومَ الثلاثاء  أولَ ما ستُصيبُ الكِيانَ الإسرائيليَ الذي رأى أننا أمامَ أسوأِ الاتفاقات  نتنياهو المحتقِنُ نووياً  يُعوَّضُ له يمنياً  فعندما تُدمِّرُ دولُ الخليجِ الصواريخَ الحوثيةَ الإيرانية في مِيناءِ الحُديدة فإنها بذلكَ تقومُ بعمليةِ دَرْءِ المخاطرِ عن إسرائيل  يَضعُ نتنياهو خطرَ اليمن في موازاةِ أخطارِ الاتفاقِ النوويِ الدولي  فيُطمئِنُهُ وزيرُ خارجيةِ اليمن رياض ياسين إلى أنّ الغارات مَنعت وصولَ الطائراتِ الإيرانيةِ التي كانت تَحمِلُ مُعدّاتٍ عسكريةً للحوثيين  بينها ستٌ كانتْ تَحمِلُ الصواريخَ إلى الموانئِ المُصوَّبةِ مباشرةً تُجاهَ القواعدِ الإسرائيلية  وأمامَ حالةِ المَنعِ فإن الحُوثيينَ سيَتّجهونَ إلى خِياراتٍ أخرى تُغيّرُ من وُجهةِ الصواريخِ التي لاتزالُ تحتَ قَبضتِهم  وتدميرُ القُدُراتِ العسكريةِ للجيشِ اليمني بمَعزِلٍ عن الحوثيين هو أيضاً هدفٌ عربيٌ غربيٌ يَذهبُ رَيعُهُ إلى إسرائيل  وتلكَ مسيرةٌ بدأتْ معَ سحْقِ قُوةِ الجيشِ العراقيِ بالتزامنِ معَ الاحتلالِ الأميركي  واستَكملت طريقَها إلى ضربِ الجيشِ الليبي قبلَ إسقاطِ القذافي  والمحاولاتُ ذاتُها مستمرةٌ منذُ خمسِ سنواتٍ لتدميرِ قُدُراتِ الجيشِ السوري  تارةً بتشجيعِ الانشقاق وطوراً بإنشاءِ جيشِ رديفٍ حُر  واليومَ في اليمن فإنّ أُولى الضَرَباتِ إستهدفتِ الطائراتِ والمطاراتِ العسكريةَ العائدةَ إلى الجيش  وإنْ سيطرَ عليها حوثيون  نُدمِّرُ “بالمفرّق  ونَبحثُ عن إنشاءِ قُوةٍ عسكريةٍ “بالجُملة” العربية  وفي جَوهرِ الفِكرة فإنّ هذه القُوة ربما كانت حُلُمَ كلِ عربيٍ وطُموحاً يُغني العربَ عنِ إستعمارِ الغربِ وطَلبِ المُؤازرة  لكنّ القُوةَ المُعوَّلَ على عَسكرِها خَرجت منَ الجامعةِ العربية بِلا عدوٍ أَصيلٍ هو إسرائيل  الانضمامُ إليها إختياري  ويَحُقُ للأنظمةِ والحُكّامِ فقط طلبُ التدخلِ السريع  أي إنّه إذا قامتْ ثورةٌ في بلدٍ ضِدَ حاكمٍ ظالمٍ سيَحُقُ للسلطانِ الاستعانةُ بالمؤازرةِ العسكريةِ لسَحْقِ شعبِه   تَتفككُ الجيوش  تَتحصّنُ الأنظمةُ  وتَبقى إسرائيلُ قُوةً عسكريةً كبرى في المِنطقة نرفعُ عنها كلَ عِبءٍ يُزعِجُها  وآخرُها الصواريخُ الحوثيةُ الإيرانيةُ من اليمن  لكنّ أهلّ اليمن باتوا اليوم أمام حربين   خليجية وداخلية بعدما بدأت القبائل بالتناحر ومعارك القرى تتجه الى حروب أهلية   فهل بات من المعيب علينا إذا توجهنا نحو الدعوة الى عدم التقاتل الاهلي  إن إنتقاد الانفعالية هنا لم تصنفه القوانين على انه من باب الجنايات  والنقد لن يمحو من تاريخنا سجلات مجدّها نصر الكلمة وقد توجتنا الحروب آمراء في الوطنية والعداء لإسرائيل  نرتضي برد مهني سياسي حضاري التعبير  لكن ليس مسموحاً للأولاد أن يلعبوا على مسارح الكبار وحتى ولو أمتطوا الجواد  نرتضي بردود من السادة  ونتجادل معها بكل رقي   لكننا الابناء إذا أساؤا لتاريخ آبائهم القادة سيصبح من الضروري أجراء عملية حجر  عليهم ومنع التداول بلغتهم”.

 

ما هي الوقائع التي قفز عنها السيّد نصرالله؟

 فادي شامية/جنوبية/الأحد، 29 مارس 2015  

 صوت نصر الله المعاكس لارادة الشعوب العربية بالموافقة على عاصفة الحزب العربية لم يزده إلا انعزالاً عن ضمير الأمة، وحجج دفاعه فضحته أكثر من السابق، وتمجيده إيران في الوقت الذي أصبحت في نظر كثيرين عدواً زاده هبوطاً، وقد صدق حينما قال بلسانه في الخطاب إياه: "دائماً في التاريخ الغزاة يهزمون، والغزاة تلحق بهم المذلة".

 على طريقة محامي الدفاع، جنّد نصر الله إمكاناته لتجميل المشروع الإيراني، وتبسيط جرائمه، وتخفيف مخاطره. لم يظهر مرة قبل ذلك مستميتاً في الدفاع عن قضية بقدر ما ظهر في خطابه الأخير. استخدم كل أسلوب ممكن، وقفز عن كل حقيقة محرجة، وقلب كل واقعة ظاهرة… بهدف تشكيل حشد شعبي يحرج الدول المشاركة في “عاصفة الحزم”، لكنه لم يظهر مرة بلا تأثير حقيقي كما ظهر في خطابه ذاك، ليس لأنه بات فاقداً المنطلقات الأخلاقية في الدفاع عن المظلومين بعد التورط بدم السوريين فحسب، وإنما لأن ما يقوله يناقض ما ينبض به إحساس الجمع الأعظم من أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وهم يرون ويسمعون ويقعون ضحايا المشروع الإيراني.

لم يكن نصر الله قادراً على التهديد هذه المرة، لا باسمه ولا باسم إيران. لم يكشف عن “مفاجآت”، ولم يعلن عن خطوات سيقوم بها. انحصر الأثر المادي للخطاب على تحميس الأنصار على مزيد من الكراهية، أما الآخرون، فلم يكن يعوزهم أكثر من ترداد قوله تعالى: “أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم”. ينطبق هذا الحكم على الخطاب الديني لنصر الله كما ينطبق على الخطاب السياسي.

خطاب ديني وسياسي فاقد للمصداقية

وانظروا التحذير باسم الدين وبأن “أي إنسان في العالم يرضى بهذه الحرب هو شريك فيها، شريك في إثمها يوم القيامة… وهذا ينسحب أيضاً على تلك الجهات العلمائية التي تريد أن تُضفي شرعية على هذه الحرب” (نصر الله- 28-3-2015). أليس أكثر ما ينطبق هذا التحذير على قتل السوريين، والوقوف إلى جانب طاغيتهم، الذي يمطرهم بالبراميل المتفجرة ويقصفهم بالكلور – بعدما قصفهم بالغازات السامة قبلا، ويعذب منهم مئات الآلاف منهم، ويشرد الملايين، وقد قتل وجرح نحو مليون سوري؟!

أليس نصر الله شريكاً رئيساً في إدامة الأزمة وصناعة مأساة العصر. أليس هو الذي دفع حزبه للعدوان على السوريين بدعوى “مهاجمة التكفيريين قبل أن يهاجمونا”، في حرب استباقية رفضها في معرض ضرب الحوثيين لأنه “ليس من الإنسانية بشيء، ولا من دين الله بشيء، وإنما دين جورج بوش، أن تحاسب الناس على النوايا”؟

أما في الخطاب السياسي، فإن وضع القضية الفلسطينية بوجه العرب لإحباطهم عن مواجهة المشروع الإيراني هو محض خداع. فالتقصير العربي في مواجهة الصلف الإسرائيلي، لا يعني – ولا يجوز أن يعني – القعود عن مواجهة المشروع الإيراني. كما أن تشكيل تحالف دولي لإعادة التوازن إلى العملية السياسية في اليمن، لا يجوز أن يقَارَن – من حيث القدرة – بتشكيل تحالف للقضاء على “إسرائيل” المدعومة دولياً. وفي كل الأحوال فإن إيران التي يدافع عنها نصر الله لم تفعل أكثر من خطابات التنديد والشجب، وهي لم تفتح حرباً مع “إسرائيل” مرة، رغم أنها تردد كل يوم شعار “الموت لإسرائيل”، تماماً كما هو نهج الحوثيين في ترداد هذا الشعار، فيما سلاح الموت موجه إلى شركائهم في الوطن، وليس إلى أميركا ومصالحها في اليمن.

تزييف الوقائع والتاريخ

وفي الخطاب إياه عوار الدفاع نفسه يظهر في اعتبار انقلاب الحوثيين “ثورة شعبية عارمة” واعتبار الثورة في سوريا مشروعاً سعوديا ً- قطرياً – تركياً “أتى بوحوش الأرض، لإسقاط النظام وللهيمنة على سوريا”. وفي مطالبة العراقيين بإعلان الجهة التي ترسل الانتحاريين إلى العراق (يقصد السعودية) والقفز فوق إعلان حليفه نوري المالكي صراحة أن نظام بشار الأسد هو من كان يرسل الانتحاريين لدرجة أنه أراد رفع شكوى عليه لمجلس الأمن بعد تفجيرات بغداد الدامية، لولا تدخل إيران (آب 2009). وفي قوله لدول الخليج: “أنتم شجعتم وحرضتم وساعدتم ودعمتم جورج بوش من أجل احتلال العراق”، قافزاً فوق وقائع مشهورة منها قول نائب رئيس الجمهورية الإيرانية محمد علي أبطحي، من دبي مطلع العام 2004: “لولا المساعدة الإيرانية، لما نجحت أمريكا في غزو العراق وأفغانستان”، وتصريحات مشابهة للرئيسين محمد خاتمي ومحمود احمدينجاد، والسيد هاشمي رفسنجاني، وتحريم المرجعية الدينية في العراق قتال الأميركيين، واعتبار حزب الدعوة الذي حكم العراق بعد الغزو يوم سقوط بغداد يوماً وطنياً (9/4/2003)، وتكريم رئيس الحكومة إبراهيم الجعفري (يحمل الجنسية الإيرانية) دونالد رامسفيلد، المتورط في فضيحة سجن أبو غريب، وإهدائه سيف الإمام علي، وصولاً إلى تشكيل فرق الموت الطائفية.

ومثل ذلك يقال في نفي نصر الله التدخل الإيراني في العراق ثم قوله بعد ذلك: “عندما هجمت داعش وانهارت أمامها المحافظات… إيران أول من بادر لمساعدة الشعب العراقي وأرسل فلذات أكباده وأرسل المال والسلاح والذخيرة والخبراء ولم ينتظر أحداً في هذه الدنيا”، وفي ذمه التفاهم العربي مع أميركا، وقبوله بالتفاوض الإيراني معها على مصير المنطقة، ومن ثم وجود مستشاريها جنباً إلى جنب مع الأميركيين، في قتالهم داعش بالعراق، وصولاً إلى الاستنجاد بالطيران الأميركي بعد هزيمة الميليشيات التي يقودها احد قادة الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني على أبواب تكريت.

الوقائع التي قفز عنها نصر الله أكثر من أن تحصى في مقالة واحدة، فالخطر الإيراني في اليمن ليس وهماً ولا تفتيشاً في النوايا. النائب عن طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي هو الذي قال: “ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية”، وهو نفسه قال بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين إنها “رابع عاصمة عربية تسقط بيد إيران (بعد بيروت ودمشق وبغداد)” (22/9/2014)، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الجنرال علي شمخاني هو من قال: “إن إيران منعت سقوط بغداد ودمشق وأربيل بأيدي متطرفي داعش، وقد باتت إيران الآن على ضفاف المتوسط وباب المندب” (10/3/2015)، والحوثيون أنفسهم مَن أعلنوا عن مناورة على حدود المملكة العربية السعودية قبل أيام واعتبروها: “رسالة واضحة لمن يريد أن يعبث باستقرار وأمن البلاد من القوى الداخلية والخارجية”، كما أن أحد أشهر أعضاء المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي، هو من أعلن عبر قناة “الجزيرة” لدى تعليقه على كلام وزير الخارجية السعودي: “إن درع الجزيرة جيش كبسة، وإن الحوثيين سيحررون نجد والحجاز” (22/3/2015).

كما أن الحديث عن الحوثيين بوصفهم جماعة سياسية هو مغالطة كبيرة بحد ذاته، فجماعة الحوثي ميليشيا ابتلعت الجيش اليمني بعد التحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وجرائمهم في اليمن جعلت الناس ترقص في الشوارع فرحاً ببدء الغارات عليهم… وعلى سبيل المثال لا الحصر، ووفق منظمات حقوقية دولية، فقد قتل الحوثيون أسراهم في اليمن بدم بارد، ونهبوا أملاكاً عامة وخاصة، وخطفوا وزراء، وحبسوا رئيس البلاد، ودمروا عشرات دور تحفيظ القرآن الكريم لأسباب مذهبية، واقتحموا مساجد وفرضوا معتقدهم عليها، وأطلقوا النار وقتلوا وجرحوا وخطفوا عشرات الشبان السلميين في تعز.

وفوق التناقضات والقفز عن الوقائع…. امتلأ خطاب نصر الله بما لا يستلزم شرحاً لبيان عدم انطباقه على الواقع، لعل أوضحه زعمه أن “عدد الإيرانيين في سوريا هو عدد محدود جداً، على ذمتي، لا يصلون إلى الخمسين نفراً”. أو ادعاءه أنه “من الطبيعي أن يصبح هناك احترام لإيران في سوريا”، أو قوله لحركات المقاومة: “هل طلبت منكم إيران في يوم من الأيام قراراً، أو أملت عليكم موقفاً” (الجدال حول زيارة خالد مشعل لإيران وقائمة الشروط، ومن قبلها اشتراطات المال التي أعلنها محمود الزهار… مشهورة في الإعلام).

للحق فإن الغالبية العربية الساحقة كانت تراكم المعطيات التي جعلتها يائسة من إمكان قيام أية عملية لإيقاف السرطان الإيراني في جسد الأمة، حتى كانت “عاصفة الحزم”. ما يفسر أن “الهاشتاغ” المؤيد لها أصبح في يوم واحد الأول عربياً والثاني عالمياً. صوت نصر الله المعاكس لم يزده إلا انعزالاً عن ضمير الأمة، وحجج دفاعه فضحته أكثر من السابق، وتمجيده إيران في الوقت الذي أصبحت في نظر كثيرين عدواً زاده هبوطاً، وقد صدق حينما قال بلسانه في الخطاب إياه: “دائماً في التاريخ الغزاة يهزمون، والغزاة تلحق بهم المذلة