المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 03 آيار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 30 نيسان و 02 و03 آيار/15

عون – نصرالله: إختلاف الأولويات/كبريال مراد/02 أيار/15  

ربيع الطبقة العاملة/محمّد علي مقلّد/02 أيار/15

"الحلّ الوحيد أمامكم/الـيـاس الزغـبـي/02 أيار/15

حركات الإسلام السياسي تخرج من التاريخ/السيد يسين/03 أيار/15

مواجهة الخطاب المذهبي/خالد الدخيل/03 أيار/15

خاطف النشطاء المدنيين قائد «جيش الإسلام» زهران علوش مستعرضاً جنده مقابل قصر الشعب/حازم الامين/03أيار/15

اللاجئون السوريون في لبنان... مأساة لا حل لها/جهاد الخازن/03 أيار/15

كوبا والتغيير الصعب/عبد الرحمن الراشد/03 أيار/15

كيف ومتى نتصدّى للخطر الدعائي الجديد في الغرب/أياد ابوشقرا/03 أيار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 30 نيسان و 02 و 03 آيار/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 2/5/2015

قيادة الجيش وأهالي بعلبك ودعوا الشهيد غسان الخرفان

أخبار عن مقتل نجل نائب حزب الله علي عمار في سوريا

قرى البقاع الشيعية فرغت من شبانها.. ومعركة القلمون خلال ساعات

"حزب الله": معسكرات تدريب للأطفال في القصير

ريفي استقبل الرافعي: الاستراتيجية الدفاعية يضعها الجيش فقط

حرب: حزب الله يعلم ان عون لن يصل الى الرئاسة وهو يعطل النصاب كي لا يصل غيره

تمشيط إسرائيلي لمحيط مواقع جبل الروس

جنبلاط: الخيار الوحيد المتاح لدروز سوريا هو الانضمام إلى ركب الثورة كما فعل أبناء ادلب

قتيلة و5 جرحى في سقوط دولاب هواء في مدينة ملاه في طرابلس

قوى الأمن: توقيف قاتل والدته في برج حمود

النائب عمار حوري لـ «الراي»: لا حظوظ لعون في الرئاسة

النصرة تسمح لاسير لديها "بلقاء ذويه" واهالي عسكريي عرسال يتراجعون عن التصعيد

الجميل يلتقي الراعي: ما نعيشه هو انقلاب على الدستور وبحثنا في مبادرات لانهائه

القوى الأمنية أزالت من حمانا اللافتات المطالبة بمنع إقامة سد القيسماني

تواصل الاحتفالات في بقاعركفرا في اليوبيل الذهبي لتطويب مار شربل

درباس: المسلمون هم الأكثر حماسة لانتخاب رئيس

جنبلاط: الخيار الوحيد المتاح لدروز سوريا هو الانضمام إلى ركب الثورة

الرئيس الجميل : ما نعيشه اليوم هو انقلاب على الدستور وانتحار

الرفاعي في احتفال لجبهة التحرير في بعلبك: مجلس النواب يتحمل مسؤولية عدم بت مطالب الفلسطينيين

حب الله من صور: نحل خلافاتنا بالحوار وليس بالقتال

موسى: لضرورة ايلاء موضوع الملف الرئاسي الاولوية وانجاز هذا الاستحقاق لبنانيا

أستاذ الفيزياء العراقي عبد الرحمن مصطفى يخلف البغدادي في زعامة داعش

قمة سعودية – مصرية بحثت في العلاقات والتطورات الإقليمية

رئيس وزراء كندا في كردستان لمباحثة استراتيجية البيشمركة

الولايات المتحدة تعزز انتشارها في مضيق هرمز بعد «مضايقات» إيرانية

بدء خطة أميركية - تركية لتدريب وتسليح مقاتلين سوريين الشهر الجاري

40 حالة اختناق بغاز الكلور في سراقب بريف إدلب

مقتل حوثيين بغارات ومعارك بالضالع وأبين وعدن

سعود الفيصل للملك سلمان: سوف أظل الخادم الأمين

الملك سلمان يلتقي عبدالفتاح السيسي في قصر_العوجا

لمشهد السوري الحالي: نهاية النظام

«داعش» و«بوكو حرام».. وجهان لعملة واحدة

ولد الشيخ أحمد.. مبعوث «الأمل» الجديد إلى اليمن

حصاد «الحزم».. نجاحات استراتيجية ودبلوماسية واقتصادية في 27 يومًا

ما بعد «عاصفة الحزم».. حقبة «تحالف المعتدلين»

كيري للتلفزيون الاسرائيلي: انتظروا تفاصيل الاتفاق النووي مع ايران

عراقجي: هدفنا التوصل إلى مسودة الاتفاق النووي الشامل خلال الأيام المقبلة

 

عناوين النشرة

*إنجيل القدّيس يوحنّا 21/من15حتى19/ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا: إِرْعَ حُمْلانِي، إِرْعَ نِعَاجِي، إِرْعَ خِرَافِي

*الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من01حتى10/ فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله

*بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيادي المميز علي حمادة/مقدمة للياس بجاني

*اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيادي المميز علي حمادة/مقدمة للياس بجاني/02 أيار/15

*بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيادي المميز علي حمادة/مقدمة للياس بجاني/02 أيار/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الإعلامي علي حمادة: "حزب الله" يحتاج الى عون لانه الغطاء الوحيد اللبناني غير الشيعي لديه

*أخبار عن مقتل نجل نائب حزب الله علي عمار في سوريا

*قرى البقاع الشيعية فرغت من شبانها.. ومعركة القلمون خلال ساعات/حسن حمّود/جنوبية

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 2/5/2015

*قتيلة و5 جرحى في سقوط دولاب هواء في مدينة ملاه في طرابلس

*جنبلاط: الخيار الوحيد المتاح لدروز سوريا هو الانضمام إلى ركب الثورة كما فعل أبناء ادلب

*قيادة الجيش وأهالي بعلبك ودعوا الشهيد غسان الخرفان

*الرئيس الجميل : ما نعيشه اليوم هو انقلاب على الدستور وانتحار

*حرب: حزب الله يعلم ان عون لن يصل الى الرئاسة وهو يعطل النصاب كي لا يصل غيره

*بالفيديو: جنبلاط إلى لاهاي لتقديم شهادته الاثنين أمام المحكمة الدولية

*هل تمنى بري على جنبلاط أن يكبح حصانه تحت قوس المحكمة؟!

*ريفي: الاستراتيجية الدفاعية يضعها الجيش فقط

*ربيع الطبقة العاملة/محمّد علي مقلّد/المدن

*مات علي المملوك/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

*"الحلّ الوحيد أمامكم/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*عون – نصرالله: إختلاف الأولويات/كبريال مراد/المدن

*الملك سلمان يلتقي عبدالفتاح السيسي في قصر_العوجا

*حركات الإسلام السياسي تخرج من التاريخ/السيد يسين/الحياة

*مواجهة الخطاب المذهبي/خالد الدخيل/الحياة

*خاطف النشطاء المدنيين قائد «جيش الإسلام» زهران علوش مستعرضاً جنده مقابل قصر الشعب/حازم الامين/الحياة

*اللاجئون السوريون في لبنان... مأساة لا حل لها/جهاد الخازن/الحياة

*قمة سعودية – مصرية بحثت في العلاقات والتطورات الإقليمية

*السيسي هنأ خادم الحرمين بتعيين ولي العهد وولي ولي العهد

*كوبا والتغيير الصعب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*كيف ومتى نتصدّى للخطر الدعائي الجديد في الغرب/أياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

*رئيس وزراء كندا في كردستان لمباحثة استراتيجية البيشمركة

*النائب عمار حوري لـ «الراي»: لا حظوظ لعون في الرئاسة

 

تفاصيل النشرة

 

إنجيل القدّيس يوحنّا 21/من15حتى19/ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا: إِرْعَ حُمْلانِي، إِرْعَ نِعَاجِي، إِرْعَ خِرَافِي

"بَعْدَ الغَدَاء، قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُس: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّنِي هؤُلاء؟». قَالَ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ حُمْلانِي». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَانِيَةً: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». قَالَ لَهُ: «نَعَمْ يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ نِعَاجِي!». قَالَ لَهُ مَرَّةً ثَالِثَة: «يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي؟». فَحَزِنَ بُطْرُس، لأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ ثَلاثَ مَرَّات: أَتُحِبُّنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيء، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ». قَالَ لَهُ يَسُوع: «إِرْعَ خِرَافِي! أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُرِيد».قَالَ يَسُوعُ ذلِكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتِي سَيُمَجِّدُ بِهَا بُطْرُسُ الله. ثُمَّ قَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي!».

 

الزوادة الإيمانية لليوم/رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس02/من01حتى10/ فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله

"يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم، الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛ ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛ لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا، وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛ ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع، لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع. فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله. ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛ لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا".

 

بالصوت/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيادي المميز علي حمادة/مقدمة للياس بجاني

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيادي المميز علي حمادة/مقدمة للياس بجاني/02 أيار/15

بالصوت/فورماتWMA/من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع الإعلامي السيادي المميز علي حمادة/مقدمة للياس بجاني/02 أيار/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

الإعلامي علي حمادة: "حزب الله" يحتاج الى عون لانه الغطاء الوحيد اللبناني غير الشيعي لديه

موقع 14 آذار/15/رأى عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" علي حمادة ان "حزب الله" يحتاج الى النائب ميشال عون، "لانه الغطاء الوحيد اللبناني غير الشيعي لديه". حمادة وفي حديث الى تلفزيون "المستقبل"، قال: "احدى خلفيات الخلاف مع "التيار الوطني الحر" هو التمديد للقادة العسكريين. المعركة هي في موضوع قيادة الجيش وليست بالاستحقاق الرئاسي. الاستحقاق الرئاسي معلق والعقبات تتعلق بالداخل وايضا بالوضع الاقليمي. المعركة العاجلة هي قيادة الجيش وهناك سؤال عن خلفية هذه المعركة، عون مرشح للرئاسة وقد يصل اليها، وبالتالي هل يجوز ان يكون في بيت واحد رئيس جمهورية وصهر يقود الجيش وآخر كوزير؟".

وردا على سؤال، قال: "الرئيس الحريري قال لعون إن لا فيتو على شخص يتمتع بكل الكفاءة. ما يُقال لعون من "تيار المستقبل" هو التالي: احصل على كل الموافقات و"تيار المستقبل" لا مشكلة لديه. لم يحصل في تاريخ لبنان ان يكون رئيس الجمهورية وقائد الجيش من بيت واحد ولا اقول هذا لاقدم حظوظ احد على احد. ما قلناه ان لا فيتو لدينا على عون وعلى احقيته بان يكون رئيس الجمهورية ولكننا ايضا لا فيتو لدينا على غيره، ونصحناه ان يحصل على موافقة حلفائنا المسيحيين".

اضاف: "هناك وجهة نظر في البلد تقول إن البلد لا يتحمل الا رئيس تسوية. ما نقوله لعون كيف يمكن ان نثق بين انتمائه لمحور من حزب الله الى النظام في سوريا وايران في ظل الازمة في المنطقة ويقول انه يريد ان يكون رئيس الجمهورية. العماد عون عارض "عاصفة الحزم" وهو لم يخرج من تحالف 8 آذار ليتموضع في الوسط، لا نطلب منه ان يأتي لـ14 آذار بل ان يكون في الوسط".

 

أخبار عن مقتل نجل نائب حزب الله علي عمار في سوريا

 خاصّ جنوبية /جنوبية/السبت، 2 مايو 2015 /إنتشر منذ الصباح خبر عن مقتل نجل النائب عن حزب الله، علي عمار، في سوريا، أثناء قتاله إلى جانب حزب الله. تناقلت الخبر صفحات فيسبوكية قريبة من حزب الله، تكون عادة سباقة في نشر اخبار كهذه. ولم يصدر عن مكتب النائب أو عن حزب الله أي تأكيد أو نفي لهذا الخبر. وكان حزب الله قد نعى منذ أيام ببيان رسمي القاصر مشهور شمس الدين ابن الـ15عاماً   ومع تأكيد حزب الله انه قتل اثناء التدريبات العسكرية في الجنوب، إلّا أن ثمة من يقول انه قضى  بالغارة الإسرائيلية الأخيرة على منطقة القلمون .

 

قرى البقاع الشيعية فرغت من شبانها.. ومعركة القلمون خلال ساعات

 حسن حمّود/جنوبية/ السبت، 2 مايو 2015  

 يبدو أن معركة القلمون قد اقتربت من نقطة الصفر. وذلك لما يُحشد لها من شباب في البقاع بحيث أضحت قرة البقاع الشيعية فارغة من شبانها، بخسب شهود عيان. زد على ذلك النشاط الفيسبوكي لمناصري حزب الله، الذي يستعرض الحشود المستدعاة إلى أرض المعركة، فضلاً عن الأحاديث الجانبية بين الشبان الحزبيين الذين يدعون بعضهم لبعض بالتوفيق إضافة إلى طلب من القواعد الشعبية للحزب بقراءة سور محدّدة من القرآن، وأدعية لزوم المعركة.

 كان ظاهراً للعيّان من خلال المشاهدات والتحضيرات، وإلقاء الخطابات الجيّاشة على مسامع الشباب، والنهضة الفيسبوكية المفاجئة التي تحث القواعد الشعبية للحزب على الدعاء لطالبيها بالتوفيق والانتصار، ناهيك عن التعبئة العامة والاستنفار العام في القرى الشيعية بالبقاع، والاستنفار الإعلامي وآخر مظاهره لقاء السيد حسن نصر الله بالعماد ميشال عون. كلها إشارات إلى اقتراب بدء معركة القلمون، والتي يعتبرها الحزب والنظام السوري بمثابة سفينة النجاة.

وبحسب مصدر ميداني في البقاع الغربي، “القرى في البقاع الغربي خالية تماماً من الشباب كلهم، حيث جميعهم يتوجهون إلى البقاع الشمالي بغية التحضير لمعركة القلمون، وعلى ما يبدو أنها قريبة جداً، ويمكن خلال 48 ساعة، أي قبل نهاية الويك اند”.

وأضاف المصدر: “على ما يبدو أن هذه المعركة بالنسبة لحزب الله هي أمّ المعارك إذ يريد حزب الله من هذه المعركة تحرير القلمون بأي ثمن وحتى الجرود وإلى ما بعد الجرود”. وهنا يقع على عاتق الجيش اللبناني مصيبة المصائب، ومصيبتنا نحن أيضاً مع الجيش، ما يجعلنا نسأل: كيف استدعى الجيش كل المغاوير أمس الأول؟ وهل الجيش اللبناني سوف يدخل المعركة أم لا؟  أو أنه سيكتفي بحماية الحدود. هذه أسئلة كبيرة جداً. ولكن الأكيد أنه هناك أجواء معركة ضخمة جداً في البقاع الشمالي”.

وتابع المصدر: “يمكن أن تستنتج ذلك من زيارة النائب ميشال عون أمس إلى السيد حسن نصر الله والبيان الذي صدر عن الاجتماع عن التكفيريين والإرهابيين هو بمثابة غطاء مسيحي لمعركة القلمون، وطبعاً من البديهي لو كان المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني موجوداً، لكان حزب الله أخذ الغطاء السنّي أيضاً”. معركة القلمون آتية لا محالة، وقريبة أيضاً، ولكن ما سبب هذه المعركة وما الاستفادة منها في الغوص في الوحول السورية أكثر لا نعرف؟ وهل سيكون لها تبعات قاسية على الداخل اللبناني؟ لننتظر ونرى.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت في 2/5/2015

السبت 02 أيار 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

للمرة الأولى منذ بداية الحرب في سوريا، تدور معارك في ريف اللاذقية، بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على جسر الشغور.

وفي العراق، مواجهات بين البشمركة و"داعش"، وتقدم للجيش في شمال الأنبار.

وفي اليمن، معارك في عدن وتعز ومأرب، وكلام للمقاومة على أسرى إيرانيين.

وفي الرياض، الرئيس المصري يهنئ ولي العهد وولي ولي العهد، ويجري محادثات.

محليا، استعدادات لجلسات متتالية لمجلس الوزراء، اعتبارا من الثلاثاء، حول ملفات مهمة بينها الموازنة والتعيينات الأمنية.

أمنيا، تنفيذ متواصل لخطة الضاحية الجنوبية، وتفاؤل بطي ملف العسكريين المخطوفين. وفي بيروت والمناطق استمرار لتطبيق قانون السير.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

أزمة يفتعلها أصحاب الشركات وموزعو الكايبل، ليتهربوا من الالتزام بالقانون. للقنوات التلفزيونية اللبنانية حقوق، وعلى شركات الكايبل الالتزام بواجباتها.

تلك الشركات تسعى لخلق بلبلة وتزج المواطن بها. لكن القنوات التلفزيونية اللبنانية متكافلة متضامنة، لن تتراجع في تحصيل حقوقها، مهما صعدت شركات الكايبل بوقف بث محطة أو اثنتين، كما فعلت مع قناة ال"LBC" أمس و"الجديد" اليوم. أو سواء كررت هذه الخطوة مع المحطات الأخرى.

تلك الحقوق لا تريدها القنوات التلفزيونية من جيوب الناس، بل من شركات الكايبل حصرا، معلومات للـ"NBN" ان التلفزيونات ماضية في قرارها والأمور في عهدة وكيلها القانوني، داعية أصحاب شبكات الكايبل إلى الاسراع في انجاز معاملاتهم قبل انقضاء المهلة المحددة، لأنها لن تتراجع عن المسار الذي بدأته.

أما المسار السياسي فينتظر تحركات في الأيام المقبلة، الاثنين للحوار في عين التينة، محاطا بمبادرات لعقد الجلسة التشريعية، كما قال النائب جورج عدوان للـ"NBN" اليوم. فماذا تحضر "القوات" لتأمين ميثاقية الجلسة؟

أبعد من لبنان، كانت سوريا تشهد على تقدم الجيش على أكثر من محور في ريف إدلب. الجيش السوري يعيد تدريجيا الامساك بزمام المبادرة، في طريقه لاسترجاع ما خسره في الأيام الماضية. بلدة السرمانية المطلة على الريف الادلبي، تشهد على خسائر المجموعات المسلحة في الساعات الماضية.

سوريا التي تخوض معاركها الميدانية، تتمسك بسبل الحياة كوسيلة دفاع أو هجوم على المشاريع الارهابية، ومن هنا كان إطلاق دمشق للمهرجان السياحي.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تتبدل المسميات ويبقى العدوان سعوديا- أميركيا على اليمن. من مرحلة إلى أخرى، لم يتغير سوى عداد الشهداء، والمجازر التي باتت أكثر انكشافا رغم غبار الدمار.

وحشية الغارات والمجازر، لا توفر الولايات المتحدة الأميركية جهدا لتغطيتها، والتصدي لأي محاولة تغيث الشعب اليمني، بعدما رفعت المؤسسات الصحية والانسانية الصوت داخل اليمن وخارجه، محذرة من الموت جوعا لمن نجا من الغارات.

مشروع ابادة ناعمة لملايين اليمنيين، تقوده واشنطن وحلفاء العدوان، عبر إحباط مشروع روسي لايصال المساعدات الانسانية. فيما القادم من العاصمة صنعاء مذهول لاستشهاد عشرات الأطفال والنساء تحت الركام.

موقف واشنطن لا يعفيها من مسؤولية الأزمة الانسانية في اليمن، قال المندوب الروسي فيتالي تشوركين على طاولة مجلس الأمن. فيما خرجت الأمم المتحدة عن صمت القبور حيال تفاقم الوضع الانساني وعدم وصول شحنات الغذاء والوقود وتدهور الرعاية الصحية.

وضع انساني لا يسبقه سوى الانحطاط في إنسانية المعتدي الهارب إلى الامام بمزيد من سفك الدماء.

ومع فشل الخيارات وعجز زوابع الوهم عن تحقيق مكاسب سياسية في الميدان، كانت الاستعانة بالمجموعات التكفيرية بوجه قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية التي تواصل تقدمها أمام الانهيار السريع لمسلحي "القاعدة" وجماعة منصور هادي، المدعومين بغارات العدوان وامداداته العسكرية.

كل ذلك، ودول في مجلس الأمن طلبت وقتا اضافيا لإعلان مواقفها من فظائع العدوان السعودي- الأميركي، لعل عداد الشهداء والمصابين وكم الدمار، لم يستفز في دول الديمقراطية الغربية وحقوق الانسان ما يدفع إلى قول: كفى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

استحضار سلاح المقاومة من زاوية الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية، مر بأقل ضجيج ممكن بفضل الوزير نهاد المشنوق الذي اعتبره سلاحا مقاوما بحسب ما تتوافق عليه الحكومات المتعاقبة في بياناتها، ولأنه أمر واقع أكبر من أي حكومة.

لكن التحضيرات الاعلامية العلنية لمعركة القلمون السورية، التي يعد لها "حزب الله"، وتظهر فيها الدولة كمشاهد، أحيت مجددا الحديث عن استراتيجية دفاعية التي عاد وطالب بها الوزير أشرف ريفي، ويوافقه الكثيرون، لما لهذه المعركة من مخاطر على لبنان، فمقولة السيد حسن نصرالله "لو كنت أعلم..." خلال حرب 2006، لا تستقيم هنا فهذه المرة هو يعلم جدا.

والمؤسف ان آخر من التقى السيد نصرالله من شخصيات الصف الأول، كان العماد عون. لكن عون، ورغم كلمته المسموعة لدى نصرالله، لم يسع لثنيه عن ركوب المغامرة القلمونية، لأن تأييد "التيار" للحزب في هذه المعركة، هو أساسي للحصول على تأييد الحزب في معركة عون على جبهتي تعيينات القادة العسكريين وتشريع الضرورة. والمؤسف أكثر ان غلة عون من الزيارة، جاءت متواضعة. وفي السياق مصير هذه الملفات في مهب التجاذبات.

تزامنا، يدلي النائب وليد جنبلاط بشهادته أمام المحكمة الدولية الاثنين، في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقد امتلأ النهر بجثث خصوم جنبلاط من أركان النظام السوري.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

غريب هذا النهار، أولى أخباره صباحا، شاب يقتل والدته في برج حمود. وآخر اخباره مساء، مقتل فتاة وجرح خمسة في حادثة في مدينة الملاهي في طرابلس. وما بينهما، خبر عن العثور على جثتي طفلين في مكب نفايات في صيدا.

وبين البنوة التي تقتل أما، والطفولة التي تنتهي في مكب نفايات، يصبح السؤال عن مصير الانسانية، لا فقط عن مصير البلد!

أمام أخبار من هذا النوع، وجدت السياسة نفسها غائبة اليوم. هدوء لافت، قد يسبق عواصف عدة مرتقبة، منها حكومية على خلفية التعيينات الأمنية، ومنها نيابية في ظل السجال على الجلسة التشريعية، ومنها سياسية في انتظار شهادة جنبلاط الدولية.

كلها محطات ستشكل عناوين الأسبوع المقبل، استراحت اليوم، فتكشف ستار المسرح الإخباري على أخبار فظائع انسانية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

"حزب الله" يشيع أطفاله وشبانه، والنظام السوري على موعد مع تشييع المزيد من قادته، بعد معلومات عن اقتراب اعلان وفاة اللواء علي المملوك، عراب مخطط ميشال سماحة الفتنوي. وهو ما نفته وكالة "سانا" السورية، كما نفى الاعلام السوري مقتل اللواء رستم غزالة سابقا.

فبعد الأطفال الذين قضوا الأسبوع الماضي، وأبرزهم ابن ال15 عاما مشهور شمس الدين الذي قال "حزب الله" إنه توفي في الجنوب وليس في سوريا، رغم معرفة الجميع أن لا أحداث أمنية في الحنوب، شيع "حزب الله" في الساعات الأخيرة مجموعة من الشبان الذين لا تزيد أعمارهم عن 21 عاما. ربما لا يحق لهم المشاركة في الانتخابات، لكنه أشركهم في المذبحة السورية إذ رمى بهم في الحريق السوري ليقتلوا ويقتلوا.

وليس بعيدا عن سوريا، التي يتساقط قادتها الأمنيون والسياسيون بالانتحار بخمس رصاصات في الرأس أو بالفسخ نصفين أو بأمراض نادرة ومجهولة، يقف على منصة الشهود في لاهاي النائب وليد جنبلاط، ناقلا معه خزانات من الأسرار ومفاتيح سياسية وصناديق من المعلومات، في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

ربما هي الشهادة الأهم ستكون بعد شهادة الرئيس فؤاد السنيورة والوزير مروان حمادة. محكمة قد ينتهي القاتل من قتل الذين تتهمهم قبل أن تصل إلى خواتيمها، في ما يشبه الاعتراف بالجريمة.

وبين سوريا ولبنان، رد وزير العدل أشرف ريفي على حملة "حزب الله" غير المبررة ضد تيار "المستقبل". فقال إن من لا يحضر الجلسات النيابية هو من يخطف رئاسة الجمهورية وليس قوى 14 آذار. وذكر بأن ما فعلته المملكة العربية السعودية سيضع حدا للغطرسة الايرانية، وكشف أن الحراك العربي الجديد سينعكس ايجابا على سوريا قريبا، مبشرا بأن النظام بدأ يتهاوى.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

"وبإيديهن غمر ووراق بيض وحمر ويلونوا هالعمرالولاد من نهر الفرح عم يشربوا، وكانوا عم يلعبوا في مدينة انتهت للتو من ألعاب الكبار، وأفردت ملاهيها لصغار الأزقة "الطالعين من حروب القناصة"، لكن الملاهي لم تحمل أمانيهم الكبيرة فسقطت بهم، وهوى دولاب الهوا بمن حمل، بأحلامهم وعناقيد أجسادهم، وعند المينا رست ضحية قتيلة وعدد من الأطفال الجرحى.

لعب طرابلس وإهمال صيانة مدينة الملاهي، أديا إلى حصيلة دامية اليوم. لكن الأطفال كانوا على موعد مع الموت اليوم، بحصاد عشرين سنة إلى الوراء، جثتا رضيعين وضعتا في مواد حافظة تستعمل لتحنيط الأعضاء البشرية، عثر عليهما اليوم في صيدا. جسدان متلاصقان حد العناق، ولدا معا وعاشا شراكة الموت معا عشرين عاما، لكن الفاعلين انفصل قلبهم عن جسدهم وارتكبوا جريمة ظنوا أنها ستبقى صامتة، فهل سيتسنى لهم اليوم إلقاء نظرة على ما اقترفته أيديهم؟ هذا سيكون أقل عذاب لهم إذا كانوا على قيد المشاهدة، سواء من صلة الرحم أو من مرتكبين متدخلين.

والجرائم على أنواعها، ولعل أخطرها اليوم هو كشف قناة "الجديد" عن مناطق عصية على الدولة والأحزاب معا. بؤر أمنية تفرض خوات، أسواق مفتوحة للمخدرات، زعران لا تقوى عليهم كل الخطط الأمنية للدولة، وأحياء ترزق مما تجنيه أيادي السوء. فهناك تطبق الخطة الأمنية لمن يعنيهم الأمر، وليس فقط على ريف الضاحية وأطرافها وبضع مركبات وفانات مخالفة.

بؤر أمنية أرضا، وبؤر احتيالية فضاء نفذت وعدها بقطع الرأس وأقدمت على حجب شاشة "الجديد" عبر موزعي الكايبل، وتعاملت مع محطات التلفزة كرهينة لديها، تصفي منها من تشاء، وكل له يومه. وكتبت شبكات الكايبل على شاشة "الجديد" اليوم، إن الهجوم المنظم قد يبدو ضدها، بينما هو في الأساس يستهدف المواطن اللبناني عبر تدفيعه ستة آلاف ليرة شهريا بدل مشاهدة، و"الجديد" تؤكد أن ما تروجه شركات الكايبل عن فرض مبالغ على المشاهدين، هو عار من الصحة ومحاولة من شركات القرصنة للتهرب من المبالغ التي وجب عليهم دفعها، فنحن أقدر من يتحسس ظروف الناس، ولنا معارك مع السلطة ضد فرض الأتاوات والضرائب.

ولكل المشاهدين ممن تسنى لهم متابعتنا اليوم، نؤكد أن الأموال التي تطالب بها محطات التلفزة هي حقها مقابل بث إشارتها. معركتنا هي مع موزعي الكايبل لا معكم، فلا تقعوا في فخهم وهم الذين استثمروا كل هذه السنوات على حسابنا وحسابكم، باعوا الهواء طويلا واليوم يأكلونه، وإن غدا لفضائنا قريب.

 

قتيلة و5 جرحى في سقوط دولاب هواء في مدينة ملاه في طرابلس

السبت 02 أيار 2015/وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في طرابلس عبد الكريم فياض أن دولاب الهواء في مدينة الملاهي "سيتي لاند" في ميناء طرابلس، انهار وأدى الى وفاة الشابة مريم الطباع (17 عاما) وإصابة 5 أطفال بجروح، نقلوا الى مستشفيات المدينة.

وحضرت القوى الأمنية الى المكان وفتحت تحقيقا بالحادث.

 

جنبلاط: الخيار الوحيد المتاح لدروز سوريا هو الانضمام إلى ركب الثورة كما فعل أبناء ادلب

السبت 02 أيار 2015/وطنية - وجه رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، في بيان وزعته مفوضية الإعلام في الحزب، "التحية الى فصائل المعارضة السورية على الانتصارات التي حققتها وتحققها على النظام السوري في المناطق السورية لا سيما في منطقة أدلب، حيث أثبت الشعب السوري اصراره على التحرر من ظلم النظام رغم همجيته وعدوانه وجرائمه المتمادية، بما يثبت بما لا يحتمل الشك ان هذا الشعب سوف ينتصر بتضحايته وشهدائه طال الزمن ام قصر، وبالتالي فإن الخيار الوحيد، الصائب والمتاح، أمام الشعب العربي السوري ومنه العرب المسلمون الموحدون الدروز، هو الانحياز إلى جانب أبناء شعبهم وحريتهم والانضمام إلى ركب الثورة لأجل سوريا جديدة عربية وديمقراطية، كما فعل أبناء أدلب الذين يعيشون بكرامة في ارضهم وبين شعبهم وفي ظل ثورتهم التي تعرف كيف تحافظ عليهم كمكون اصيل من هذه الثورة، لذلك فان اي كلام اخر او نداءات اخرى لا تعبر عن حقيقة الامور ولا تقع في موقعها الصحيح ولا يجب اخذها بعين الاعتبار".

 

قيادة الجيش وأهالي بعلبك ودعوا الشهيد غسان الخرفان

السبت 02 أيار 2015 /وطنية - شيعت قيادة الجيش وأهالي بعلبك، الجندي غسان خالد الخرفان، الذي استشهد يوم أمس، أثناء قيامه بواجبه العسكري في منطقة مجدليون – صيدا. وبعد تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، وإقامة الصلاة على جثمانه الطاهر، ألقى ممثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد المهندس جوزيف عبدو، كلمة بالمناسبة، نوه فيها بالمزايا العسكرية والأخلاقية للشهيد، وإخلاصه لمؤسسته ووطنه.

 

الرئيس الجميل : ما نعيشه اليوم هو انقلاب على الدستور وانتحار

حمّل الرئيس امين الجميل النواب الذين يقاطعون جلسات الانتخاب مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية معتبراً أن الوضع الذي نعيشه اليوم هو انتحار وانقلاب على الدستور وحسن سير المؤسسات و يشكل خطراً على الميثاق الوطني والوحدة الوطنية لاسيما ان هنالك تغيب لمكون لبناني اساسي محذراً من اللعب بالنار لأنها ستلتهم لبنان . كلام الرئيس الجميل جاء بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي في بكركي في زيارة وصفها بالتقويمية بعد الاجتماعات التي قام بها البطريرك الراعي في فرنسا والفاتيكان كاشفاً عن سلسلة تحركات ستجري في الأيام المقبلة لوقف المنحى المدمر الذي وصلت اليه الأمور.وقال الرئيس الجميل :" نحن ندرك ان المشكلة الداخلية مهمة ولكن البعد الخارجي للمشكلة اللبنانية يحتاج الى علاج ومن هنا التعويل على زيارات غبطته الى الخارج معتبراً ان هنالك قناعة مشتركة ان المشكلة بالأساس لبنانية واذا لم يساعد الداخل في حلها فلا يستطيع الخارج ذلك مشيراً الى ان ما نعيشه اليوم هو نوع من الانقلاب على الدستور وحسن سير المؤسسات وان الأمور بدأت تأخذ منحى مدمراً لا يكون هنالك امكانية للعودة عنه .

واشار الرئيس الجميل الى انه جرى البحث خلال اللقاء مع البطريرك في مجموعة من الحلول والمبادرات في الأيام المقبلة على الصعيد الداخلي بشكل اساسي اضافة الى التحرك الخراجي الخارجي للتوصل الى حل لانهاء الانقلاب على المؤسسات والدستور الذي نعيشه معتبراً ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ 25 ايار الماضي ، اي ما يقارب العام ، هو انقلاب على نية المشترع الذي نص المواد الدستورية للحفاظ على لبنان والنظام وحسن سير المؤسسات معتبراً ان استعمال المواد للانقلاب على كل هذه المفاهيم مدمر للبلد وانتحار اولاً على الصعيد المسيحي الماروني ومن ثم على الصعيد الوطني العام اذ يشكل خطراً على روح الميثاق الوطني والوحدة الوطنية لا سيما ان هنال مكون اساسي مغيّب . واعتبر الرئيس الجميل ان لبنان يمر بمرحلة دقيقة فيما الانظمة والحدود من حوله تهتز جراء الثورات التي نشهدها والتي لابد ان تؤثر على الوضع الداخلي وقال :" كفى لعباً بالنار لأنها ستلتهم لبنان وعندها لا ينفع الندم ." ورداً على سؤال عن امكانية قيام اي تحرك في الأيام المقبلة يلاقي تحرك البطريرك الراعي ابدى الرئيس الجميل استعداده واستعداد حزب الكتائب لكل مبادرة من شأنها ان تحل الأزمة حفاظاً على الدستور والمؤسسات مذكراً بالجولة التي قام بها الحزب على كل المسؤولين مسيحيين وغير مسيحيين مشدداً على ان المشكلة تكمن في الفريق المعطل الذي يرفض ان يستمع الى الضميروالمصلحة الوطنية والمسيحية .

 

حرب: حزب الله يعلم ان عون لن يصل الى الرئاسة وهو يعطل النصاب كي لا يصل غيره

السبت 02 أيار 2015 /وطنية - أكد وزير الاتصالات بطرس حرب، في حديث لإذاعة "صوت لبنان 100,3-100,5"، ان "من يعطل انتخاب الرئيس معروف من الجميع، وكل التبريرات التي تضع المسؤولية على المسيحيين فقط هي في غير مكانها". وقال: "ليس لدينا طموح في ان تصبح تسمية رئيس الجمهورية قرارا مسيحيا، بل لبنانيا، لكن ذلك لا يعني تغييب الرأي المسيحي. وان الصراع القائم يكمن في وضع الانتخابات بيد الظروف الاقليمية". أضاف: "ان حزب الله يعلم ان عون لن يصل الى رئاسة الجمهورية وهو يعطل النصاب كي لا يصل غيره". وشدد على ان "ضمانة الوجود المسيحي في لبنان تكمن في استمرارية الدولة وليس من خلال تعطيلها". وأكد ان "الجهود التي يقوم بها وزير الداخلية تظهر شجاعة في الموقف وقدرة على التحاور"، مرحبا بالخطة الامنية وداعيا الى "استمرارها لتشمل جميع المناطق دون اي استثناء". ورأى حرب ان "موضوع استعادة الجنسية يتطلب دراسة اكثر كي لا يأتي بنتائج عكسية"، معلنا "رفض المتاجرة السياسية بهذا الملف الدقيق". كذلك اعتبر ان "تعطيل دفتر شروط مناقصة الخليوي طيلة 8 اشهر كان له خلفية سياسية للحفاظ على الصفقات والتوظيفات".

ودعا مجلس الوزراء الى اقرار الموازنة، متمنيا على وزير العمل "إحياء مشروع الحماية الإجتماعية وضمان الشيخوخة الذي يوفر العناية الطبية للعامل بعد التقاعد".

 

بالفيديو: جنبلاط إلى لاهاي لتقديم شهادته الاثنين أمام المحكمة الدولية

الى لاهاي، حيث من المقرر ان تستمع المحكمة الدولية بدء من يوم الاثنين الى شهادة النائب وليد جنبلاط على مدى اربعة ايام. حاملا ملفات تختصر سنوات من المعركة السياسية الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري بوجه النظام السوري، توجه النائب وليد جنبلاط الى المحكمة الدولية للادلاء بشهادته. شهادة ينتظرها الكثيرون، خصوم جنبلاط قبل حلفائه.. فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي واحد من اكثر العارفين بتفاصيل الحياة السياسية في لبنان. وليست خبرة جنبلاط وحدها التي تعطي شهادته هذه الاهمية، فجنبلاط هو ابن الشهيد كمال جنبلاط المتهم بقتله النظام السوري، وهو النظام نفسه المتهم باغتيال الحريري.على مدى اربعة ايام على الاقل سيستمع فريق الادعاء وكل اللبنانيون الى شهادة وليد جنبلاط، والتي لن تكون الاخيرة من ضمن الشهادات السياسية الا انها من دون شك ستكون من الاهم.

 

هل تمنى بري على جنبلاط أن يكبح حصانه تحت قوس المحكمة؟!

القبس الكويتية/سيكون رئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط اعتبارا من يوم غد الإثنين حين يبدأ باٌدلاء بشهادته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الاكثر استقطابا للضوء في مدينة لاهاي الهولندية، دون ان يتم التأكد من صحة ما تتداوله بعض الجهات السياسية من ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو صديقه العزيز، قد تمنى عليه ان يكبح حصانه تحت قوس المحكمة (الحصان هنا اللسان كما هو معروف). وتقول هذه الجهات، كما نقلت صحيفة “القبس” الكويتية، ان الزعيم الدرزي قد يتفادى الاضاءة على دور اطراف داخلية وجه اليها القرار الاتهامي الاصابع بتنفيذ الجريمة، لكن موقفه الحازم ضد النظام السوري سيبلغ حدوده القصوى امام القضاة الدوليين، وهو يعرف اسرار النظام سواء من خلال المتابعة مع المراجع الاقليمية والدولية او من خلال علاقاته او لقاءاته بغازي كنعان او برستم غزالة وغيرهما.

وأشارت الجهات السياسية نفسها إلى أن جنبلاط امضى اياما يجمع أوراقه، وذكرياته ويدون ملاحظاته. ولفتت إلى أنه قد لا يكون الاقرب الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكنه من الاكثر احاطة بما كان يدور حول الرجل سياسياً وأمنياً، فهل يكون هو الصندوق الاسود الذي يفرغ ما في داخله ام يحتفظ بالكثير الكثير، لان الوضع الداخلي اللبناني لا يتحمل حتى نصف الحقيقة، فكيف له ان يتحمل كل الحقيقة؟

 

ريفي: الاستراتيجية الدفاعية يضعها الجيش فقط

وكالات/شدد وزير العدل اللواء أشرف ريفي، خلال استقباله رئيس بلدية طرابلس الجديد المهندس عامر الطيب الرافعي على رأس وفد من المجلس البلدي، في دارته في طرابلس، على أن "الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية أصبح من أدبيات سابقة، وأن السلاح غير الشرعي لا يمكن أن يشرع نهائيا، والاستراتيجية الدفاعية يضعها الجيش اللبناني فقط لا غير، فهو يمتلك القدرة الكافية لحماية بلدنا والدفاع عنه، وقوانا الأمنية الرسمية الاخرى تمتلك ايضا القدرة الكافية لتحافظ على الأمن وتمنع الجريمة، خاصة بعد الهبة السعودية التي بدأت تساهم في تعزيز قدرات الجيش اللبناني". وقال: "سعدت باستقبال رئيس بلدية طرابلس الجديد مع بعض أعضاء المجلس البلدي، لأقول لهم بأنني واياهم يدا واحدة لنقوم بواجبنا تجاه المدينة الحبيبة، والتي خرجت من التحدي الأمني، ونحن اليوم أمام تحد آخر اقتصادي إنمائي، والمجلس البلدي المعني الأول باقتصاد البلد وإنمائه، ونقول لهم نحن جنود في خدمة المدينة وابنائها، ونأمل ان نرى اعضاء المجلس يعملون بارادة مختلفة ويبتعدون عن الخلافات ويعملون لما فيه مصلحة طرابلس".

وردا على سؤال حول الكلام عن الاستراتجية الدفاعية قال: "برأيي هذا الكلام من أدبيات سابقة، وندعم الدولة ومؤسساتها الرسمية فقط، ولن نقبل ان نشرع اي سلاح غير شرعي، فالاستراتيجية الدفاعية التي نرضى بها هي التي يضعها الجيش اللبناني والقوى الرسمية، وأي طرف يمتلك السلاح هو سلاح غير شرعي وسيبقى كذلك إلى أن يحين وقت إخراجه، ولن نتواجه مع سلاح حزب الله نهائيا ولكن لا يحلم هو او سواه بأن نسمح بتشريع سلاحه غير الشرعي. وجيشنا لديه القدرة على حماية الوطن، وتكوين اي دويلة هو مناقض لطبيعة الأمور ولن نرضى به ولن نشرعه مهما كلف الأمر". وردا على سؤال آخر حول الكلام عن قرب معركة القلمون، قال: "سبق ووجهت كلاما واضحا لحزب الله بهذا الخصوص، ويكفيه هروبا للأمام. فليعترف بأنه أخطأ، وليخرج من سوريا وليعتذر من شعبها وليترك الجيش اللبناني يدافع عن الحدود، وإذا اضطر الامر فالقرار الأممي 1701 يسمح لنا بالاستعانة بقوات اليونيفيل، ما يعني دمج الشرعية اللبنانية الوطنية مع الشرعية الدولية لحماية البلد، أي سلاح غير شرعي لا يضيف قيمة مضافة للقوى اللبنانية نهائيا، بل هو قيمة وقوة سلبية له وللوطن، ويكفي وضع رأسنا في التراب كالنعامة ولا يوجد دولة في العالم تحتضن دويلة ببعض المفاصل هي أقوى منها ولن نرضى أو نقبل بها مهما كلف الأمر". وكرر ريفي تهنئته رئيس البلدية الجديد والأعضاء الجدد، وقال: "نراهن عليهم تماما، ليس فقط بالإنماء بل بإعادة الصورة الحقيقية للبلد. صورة تعايش كمسلمين سنة وشيعة وعلويين ودروز، هذه الصورة التي نريد إبرازها كذلك الأمر مسلمين ومسيحيين". بدوره قال الرافعي: "أتينا إلى دارة الوزير ريفي لنشكره بداية للوقفة التي وقفتها معنا القيادات السياسية لإحداث هذا التغيير في البلدية، والامر الآخر والأساسي أننا وخلال فترة 13 شهرا أمامنا نحاول إيجاد كل الوسائل المتاحة للاستفادة من محبة معالي الوزير للمدينة لنقدم ما نستطيع لها بهذه الفترة المتبقية من الولاية. ونأمل منه مساعدتنا في شتى المجالات لا سيما في الإدارات الرسمية لتسترجع المدينة بعضا من الحرمان التي عانت منه منذ أمد طويل".

 

ربيع الطبقة العاملة

محمّد علي مقلّد/المدن/02 أيار/15

عاما بعد عام، يتحول عيد العمال في العالم العربي إلى مناسبة باهتة تفقد رونقها وقيمتها النضالية وتختفي مضامين الصراع التي قامت عليها، وترمى طي النسيان التضحيات الكبرى بالعرق والدم التي دفعها عمال العالم قبل أن يحصلوا على جائزة الترضية تلك في شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر. وليس مبالغة القول إن الأول من أيار صار مناسبة عائلية تشبه عيد الأم في آذار أو عيد الأب في حزيران أو عيد الشجرة، وتختزل فيه الطقوس إلى حدها الأدنى، إلى يوم عطلة غير ملزمة إلا لطلاب المدارس والجامعات، واحتفالات تنظمها الحكومات وتلقى فيها الخطب الوزارية والرئاسية وتتلى فيها الوعود والبرامج الانتخابية.

بين احتفالات يحييها رؤساء ووزراء وأرباب عمل، ويكابد العمال فيها لأن المحتفلين يجعلونه عيدا للعمل لا للعمال (لبنان)، أو يجعلون الطبقة العاملة جمهورا يصفق لدوام الاستبداد، وأخرى تنظمها أحزاب صادرت العمال ونقاباتهم وانتزعت تمثيلهم السياسي ونطقت باسمهم، لكنها كانت تحسب العيد يوما للنضال ومناسبة لتأكيد الحقوق، مستقوية بقوة الجبار السوفياتي وقنابله النووية وصواريخه العابرة للقارات ونفوذه المترامي على أربع أرجاء الكرة الأرضية.

مع أن المنشأ أميركي والرعاية أممية، كانت للعيد نكهاته المحلية، إذ تتباهى النقابات باستقلالية مزعومة كما في لبنان أو تونس، أو تتجاهل وقوعها ضحية التدجين في ظل أنظمة الحزب الواحد أو الجمهوريات الوراثية أو الانقلابات العسكرية ، كما في مصر وسوريا والعراق والجزائر وسواها، أما سائر بلدان العالم العربي  فقد كان فيها العيد مجرد فكرة أو ضربا من التخيل أو حلما بعيد المنال.

حين انهارت الرافعة الأممية، صار العيد بلا سند عالمي، وتفككت الأحزاب اليسارية وضاعت بوصلتها السوفياتية الصينية، لكنها ظلت على موقفها من عدو معقد التركيب يتمثل ب "الاستعمار والصهيونية والامبريالية ورأس المال المتوحش"

محنة الطبقة العاملة هي الأخرى معقدة التركيب، فهي مبتلية بوهم اعتناق الماركسية، مع أنها لم تستخدم من هذا الفكر إلا مفهوم الصراع الطبقي، وسلاحها الضغط بالاضراب لحرمان رب العمل من بعض أرباحه، ولهذا الصراع  في نظرها وجهة واحدة تتمثل بالمواجهة مع رأس المال وأصحابه  بصرف النظر عن مستوى تطور علاقات الانتاج وتطور القوى المنتجة.

وهي مبتلية بتعصب شوفيني لانتماء لا يمكن أن يتشكل إلا مقترنا بالوعي. فالعمال لا يشكلون طبقة إلا إذا كانوا على وعي بموقعهم الطبقي، وفي غياب هذا الوعي يكتفون من التضامن بالتعصب الذي يسهل توظيفه في صالح الحزب كما في صالح الطائفة أو الزعيم ، حتى لو كان ذلك على حساب المصالح الحقيقية الطبقية للعمال، ما يفسر أن وقود الحروب الأهلية هم "البروليتاريا الرثة"، بحسب القاموس الماركسي، أي فقراء الطبقة العاملة الذين يختارون، في الأوقات الحرجة، الالتحاق بالطوائف والمذاهب، أو يجدون الأمان في حضن القبيلة أو العشيرة، خشية هبوب رياح  قد تطيح  بالتوازنات والتحالفات والمساعدات وكل أشكال الرشاوى النضالية المادية أو المعنوية.

الابتلاء الأكبر الذي يصيب العمال يتمثل بالأحزاب، وبالأخص تلك التي تزعم تمثيلهم تمثيلاً حصرياً فتصادر دورهم النضالي وتلغي استقلاليتهم ، و تقيم التحالفات باسمهم وترسم، بالنيابة عنهم، خطوط التماس السياسي والإيديولوجي مع الخصوم، وتحدد استراتيجيات المعارك وتكتيكاتها، انطلاقاً من التفسير الاقتصادي الأحادي الجانب للظاهرات والأحدات والتطورات. وليس ذلك إلا صورة من صور الاستبداد التي ابتكرتها أحزاب سمت نفسها أحزاب الطبقة العاملة.

إذا كانت ثورات الربيع العربي قد انفجرت في وجه الاستبداد السياسي والديني، فالطبقة العاملة تحتاج، كالأوطان والشعوب، إلى ربيع يزيح عن كاهلها كابوس نقابيين لا يمثلونها، وكابوس  استبداد حكومي يضيق عليها، و حزبي يصادرها ويلغي دورها ، لتتحرر من تسلط السياسي على النقابي، وتستعيد حقها في تقرير شؤونها وفي اختيار قياداتها، على أن يكون في طليعة برامجها النضال لا من أجل زيادة أجورها ومداخيلها فحسب، بل، قبل ذلك، من أجل زيادة نسبة النمو وزيادة الدخل الوطني. 

 

مات علي المملوك!

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/02 أيار/15

فقط في سوريا وفي دول الممانعة يعرِف القارئ والمشاهد والمستمع بالخبر قبل حصوله.

بعد أقل من ستة أشهر على بداية الثورة في سوريا (آذار 2011) أطّل وزير خارجية النظام وليد المعلم في مؤتمر صِحافي معلناً القضاء  على الفتنة.

وبعد سنة ونصف على شرارة الثورة أكد الرجل السمين أن بلاده أقوى من أي وقت.

ومن باب عمرو في حمص أعلن سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد في كانون الأول 2012 بالصوت والصورة إنتصار سوريا. وغداة انتخابه لولاية جديدة من سبع سنوات (2014) توجّه إلى مناصريه بالقول "هنيئاً لكم ثورتكم وانتصاركم".

لكن وإنصافاً للحقيقة فإنّ أوّل من تحدث عن انتصار سوريا كان فخامة الرئيس السابق العماد إميل لحود. (راجع حلقات حكواتي الجمهورية في الـ"أو تي في" وقناة "الميادين" و"المنار" والـ"أن بي أن" سي أن أن لبنان!) كيف عرف الديّوس؟

بات القارئ والمستمع والمشاهد على إدراك بأن "الإنتصار" ليس سوى عدم السقوط النهائي للمنتصِر. وبين الإنتصار السوري الأول والإنتصار الأخير طارت ثلاث أرباع سوريا.

في اليمن أُبلِغنا مسبقاً بالفشل الحتمي لـ"عاصفة الحزم" وانتصار الحوثيين في الأسبوع الأول. أبلغ مرشد الجمهورية جمهوره الحبيب بالخبر اليقين. إذاً قُضي الأمر وفشل الإنقلاب الإيراني.

و توازياً عرفنا بانهيار المملكة العربية السعودية الوشيك، وقد تُرجم الإنهيار إسناد أدوار حساسة لجيل الشباب على مستوى وزارة الخارجية وولاية العهد.

وعرفنا أن إيران هزمت "أمريكا" شر هزيمة، وأن  الولايات المتحدة باتت ترجو الجمهورية الإسلامية أن ترفع العقوبات عنها. إعكس الخبر تصل إلى  الحقيقة.

أما أخبار الوفاة، خصوصاً في سوريا، فأنت حتماً أول العارفين بها. يتوفى المسؤول الأمني  لحظة إقالته، ويبقى أمر تحديد الدفن.

في 24 شباط، وقبل شهر بالتمام من إعلان وفاة رستم غزالة، كتبتُ في هذه الزاوية "... شوهد سيادة اللواء آخر مرة في الطابق الرابع من مستشفى الشامي مبتسماً يرفل بالصحة والسعادة. ثم نُقل فجأة إلى غرفة الطوارئ بعد ارتفاع حرارته. بعد الطوارئ إلى الإنعاش فـ... أعمار القادة في سورية بيد الله وبيد سيادة الرئيس. هذا السيناريو ممكن الحصول".

بناء عليه ليس من الصعب لا عليّ ولا على أي خبير في شؤون الشرق الأوسط ولا على ليلى عبد اللطيف التنبؤ  بنهاية اللواء علي المملوك، ويبقى أن يختار القارئ بين هذه السيناريوهات: فتكَ سرطان بالدم علي المملوك. نهش جسمه مرض جلدي نادر. أصيب بإنفلونزا الطيور. فاجأته سكتة دماغية. ويبقى سيناريو الإنتحار وارداً.

تُرى هل مات فعلاً علي المملوك؟ خصوصاً بعد رواج أخبار تُفيد أن سيادة اللواء نُقل إلى المستشفى من دون أن تحدد حاله الصحية. كما نُشرت مقتطفات من سيرة الرجل الذي تولى قيادة الأمن القومي خلفاً لهشام بختيار الذي قضى في تفجير دمشق عام 2012 كما ورد اسمه العطِر في قضية وزير البلاط السوري ميشال سماحة.

وغداً قد يستقبل علي المملوك (69 عاماً) زواراً لبنانيين منهم نائب حزب البعث عاصم قانصو أو رئيس تيار التوحيد العربي الجارف وئام وهاب أو قنديل سورية الأسد. وقد يُنقل عن الزوّار ما يُطمئِن. إذاً إعتبروا أن المملوك مات

 

"الحلّ الوحيد أمامكم ..."

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/02 أيار/15

أسوأ وأخطر ما يتعرّض له جسم حيّ، سياسي أو عسكري، هو الإقفال على نفسه، وسدّ كلّ منافذ الخروج، إلاّ واحداً مفتوحاً على المجهول.

هذه هي في الواقع، حال "حزب الله" عندنا:

-  وضع نفسه، بل وضعوه، في ورطة الحرب السوريّة، ويدعونا إلى مشاركته كـ"حلّ وحيد".

-  يستعدّ لمعركة القلمون داخل الأراضي السوريّة، ويريد من الجيش اللبناني مشاركته أو حماية ظهره على الأقلّ.

-  يقبل بخطّة أمنيّة في بيئته (الضاحية وسواها) بشروطه وسقوفه، وبما يريحه للتفرّغ في الخارج.

-  يعطّل انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويرمينا بدائه وينسلّ.. ويقول لنا بكلّ صفاقة "عون هو الحلّ".

-  يُطلق نار ألسنته ضدّ السعوديّة، عبر اليمن، ويُبلغنا أنّ "الخيار الإيراني" هو الحلَ.

-  يتابع حربه بالنظّارات على إسرائيل لإيهام الجميع بأنّه "ممانع ومقاوم".

لا يختلف اثنان حول تأزّم "حزب الله" في المسالك المقفلة التي زجّوه فيها، فهو يدرك خطورة الانتكاسات العسكريّة التي مُني بها حليفه بشّار الأسد في شمال سوريّا وجنوبها، وحتّى في وسطها، وما يكتنف دقّة الوضع في العاصمة دمشق.

وهو يعلم أنّ "عاصفة الحزم" ليست غباراً في الصحراء، أو مجرّد سراب في الرمال المتحرّكة.

ويستشعر ارتباكات طهران في مراكز نفوذها الأربعة التي طالما تباهت بها.

لكنّ مأزقه الحقيقي هو داخل سوريّا، وفي ارتدادات محدلتها العسكريّة عليه وصولاً إلى لبنان.

يعرف بالملموس معاني سيطرة المعارضة السوريّة على المحور الاستراتيجي بين إدلب وجسر الشغور، وامتداداتها الجغرافيّة في اتجاهَيّ حمص واللاذقيّة.

وعودة الكلام عن حمص يضع كلّ إنجازاته في القصير وريفها في مهبّ التغيير.

لذلك، نراه يستعجل حرب القلمون بعد ذوبان الثلوج، ويتراجع في توصيفه لها بأنّها المعركة الفاصلة ليصفها بأنّها لتثبيت المواقع. وفي هذا التراجع إقرار واضح بتبدّل موازين القوى، وتقليص للطموحات.

لو كان القرار ملكاً له وحده، لَما تردّد لحظة في إعادة ترتيب وضعه، ولملمة أطرافه، ولبننة خياراته. لكنّه مأمور، وظهره إلى الحائط، وليس له إلاّ الهروب إلى الأمام. هذه هي محنته، ومحنة لبنان بسببه.

وسيخضع لبنان لتجربة شديدة الصعوبة مع اندلاع معركة القلمون: قراره السياسي والعسكري ضدّ التورّط، بل الدفاع فقط عن الحدود والقرى اللبنانيّة في حال تعرّضها لأيّ اعتداء. لكنّ الحرب ستكون بين ظهرانيه وعلى عتبة داره، و"حزب الله" يريدها كذلك لتوريط لبنان. والتحدّي الكبير يكمن في قدرة لبنان على تحييد نفسه.

ولو كان "حزب الله" يريد فعلاً حماية بيئته، لكان تراصف وراء الجيش اللبناني، الوحيد القادر على حماية لبنان بفضل ركيزتين: تسليحه الحديث ودعم شرعيّته عربيّاً وإقليميّاً ودوليّاً، وإجماع كبير داخلي وخارجي على جعله الوسيلة الدفاعيّة الوحيدة المعتمدة لحماية لبنان.

حماية بيئة حزب الله لا تكون من ريف حلب واللاذقيّة ودرعا والغوطة والقنيطرة والقلمون، ولا من الرمادي والأنبار والموصل وصعدة وعدن... هي فقط في خطّة تحمي سلسلة البقاع الشمالي، كما حمت طرابلس، وقد توسّلها لتحمي الضاحية الآن. خطّة في عهدة القوى اللبنانيّة الشرعيّة، وليست في عهدة سلاحه.

مشكلة "حزب الله" أنّه مكلّف بحماية الأسد وليس الشيعة، وهذا الأخير دخل مرحلة العدّ العكسي لنظامه. ومنقذ الغريق معرّض للغرق أيضاً.

ومشكلتنا مع حزب الله أنّه يرفع شارة النصر في لحظة الغرق، راسماً بسبّابته عبارته القاتلة "الحلّ الوحيد أمامكم..."

 

عون – نصرالله: إختلاف الأولويات

كبريال مراد/المدن/02 أيار/15 

التيار قد يجد نفسه وحيداً مع مواقفه المبدئية في ملفات محددة

ليست المرة الأولى التي تبدو فيها الأولويات غير منسجمة كلّياً بين التيار الوطني الحر وحزب الله. فمنذ بداية الأزمة السورية وتفكير الحزب ينحو خارج الحدود، اما في الداخل، فرغبة في بقاء الوضع على حاله، مع تقدم بند الاستقرار الداخلي على ما عداه.

اما في جانب التيار، فيبدو في حراكه في خط متصاعد في مقاربته لاعادة ترميم البناء الداخلي. ففي خلوة التكتل التي نظّمتها امانة سرّه في دير مار الياس الكنيسة، عشية التمديد الأول للمجلس النيابي، اطلق عون صرخة تحذيرية اولى بقوله بوضوح " لا يمكن ترك الملفات الداخلية وفي مقدمها الاصلاح، لأن المقاوم الواقف على الحدود، وعندما سيرى بنيان الدولة التي يدافع عنها ينهار، سيترك بندقيته ويفقد قضيته".

وفي الخلوة الثانية التي عقدت في دير مار يوحنا القلعة في بيت مري، كانت صرخة عون الثانية والاكثر وضوحاً " حليفي من يتحالف معي على الاصلاح". بدا جلياً أن الاولويات مختلفة بين حزب المقاومة وحزب الاصلاح. فالأول يريد التفرّغ للأخطار الخارجية، والثاني يرى أن الأخطار الداخلية لا تقلّ اهمية، وأن بقاء الهيكل بلا تحصين، سيؤدي الى تداعيه على رؤوس الجميع.

يقول المطلعون على كواليس ما يحصل على خط الرابية والضاحية الجنوبية، انه وفي الأشهر الماضية، بدا أن كل شيء يسير في الحد الأدنى.  فالحكومة تعمل بالحد الأدنى، والمجلس النيابي الباحث عن جلساته التشريعية، تحت هذا الحد ايضاً. والرئاسة باتت في الشغور المستمر، ولا شيء يوحي حتى اللحظة في الافق ان شيئاً سيتبدّل. ما العمل اذاً؟ لا بد من ابقاء  الحوارات بين الخصوم والشركاء والأخوة الأعداء،  على قيد الحياة بأوكسيجين الوعود والمواعيد.

لذا، وضمن هذا السياق وهذه المقاربة، وبعدما  كثر الحديث في الايام الماضية عن لقاء مرتقب بين السيد والجنرال، حصل اللقاء عصر الخميس.فانطلق موكب عون من الرابية في اتجاه المكان المحدد. وعند اللقاء تعانق الرجلان بعد غياب،  في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والمعاون السياسي لنصرالله حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.

في البيان المقتضب الذي صدر عن الحزبين اعلان عن حصول اللقاء والعرض لخطر الإرهاب التكفيري، وضرورة مواجهته بالوسائل كافة. وكان بحث  كذلك في الاستحقاقات الداخلية وفي مقدمها الرئاسة الأولى. هنا كان التزام قديم-جديد من حزب الله بما يقرره عون على هذا الصعيد. قيل في تلك الغرفة " نحن معك حتى النهاية...ومفاتيح الحل والربط على هذا الصعيد في يدك".

وبحسب ما رشح عن اللقاء لـ"المدن" فإن وجهات النظر  كانت متطابقة بين الحاضرين في كلّ النقاط التي تضمنتها اجندة الاجتماع من رئاسة الجمهورية والتعيينات الامنية والعسكرية وصولاً الى الجلسة التشريعية والوضع الحكومي والوضع الاقليمي. ولم يكتف الطرفان باجراء قراءة اكّدت تطابق مواقفهما من هذه المسائل بل استعرضا كلّ الاحتمالات والخيارات المتاحة ازاء كلّ من الملفات. وبنتيجة التوافق الكامل انتهى الاجتماع الى ما يشبه خريطة طريق للمرحلة المقبلة يفترض ان تتسّع دائرة مشاوارتها لتشمل باقي القوى السياسية الحليفة كما مختلف الاطراف السياسيين المعنيين في هذه الاستحقاقات.

ولكن، ووفق المعلومات، فالنقاش ابقى هامشاً من حرية الحركة والقرار لكل طرف في ما سيقوم به عند ساعة الحسم. ما يوحي بأن التيار قد يجد نفسه وحيداً مع مواقفه المبدئية في ملفات محددة، على غرار ما حصل مع التمديدين الأول والثاني للمجلس النيابي. ففي ملف التعيينات الأمنية، ومع تلقي عون دعم الحزب في تحرّكه الهادف للدفع في اتجاه التعيين لا التمديد، الاّ ان المعلومات تقول إن حزب الله، وفي حال ايقن ان لا مجال للتعيين في ظل الاصطفافات والارادات السياسية، فإنه يفضّل أن يبقى رأس الهرم العسكري على حاله في ظل التحضيرات المستمرة للتطورات الميدانية عند السلسلة الشرقية.

وسط كل ذلك، هناك من يقول إن بين اليوم والاول من ايلول، موعد احالة قائد الجيش على التقاعد، اكثر من تطور وتبدّل، وما يبدو مستحيلاً اليوم قد يصبح سهلاً في حينه، والعكس صحيح.

 

الملك سلمان يلتقي عبدالفتاح السيسي في قصر_العوجا

الرياض - العربية.نت/التقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم السبت، في قصر العوجا في الدرعية، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وخلال الاستقبال هنأ السيسي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان، باختيار الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية رئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. كما جرى تبادل الأحاديث الودية، واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية. وكان السيسي قد وصل ظهر اليوم إلى العاصمة الرياض، وكان ولي العهد الأمير محمد بن نايف في مقدمة مستقبليه. وكان في استقباله أيضاً ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، ونائب رئيس المراسم الملكية خالد بن صالح العباد، وسفير مصر لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب، وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن خالد بن فهد الروضان.

 

حركات الإسلام السياسي تخرج من التاريخ

السيد يسين/الحياة/03 أيار/15

ليس هناك أدنى شك لأي باحثٍ موضوعي في أن حركات الإسلام السياسي، بعد سقوط جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر في 30 حزيران (يونيو)، قد خرجت من التاريخ!

وهذه الحقيقة الساطعة أصرت على تجاهلها الولايات المتحدة الأميركية التي حاولت التشكيك في الانقلاب الشعبي على حكم «الإخوان المسلمين» الديكتاتوري باعتباره انقلاباً عسكرياً، بحكم الدعم الجسور للقوات المسلحة المصرية لهبة الجماهير الشعبية، اعتراضاً على هدم أسس الدولة المدنية وتغيير هوية المجتمع.

ولا غرابة في هذا الموقف السياسي المتعصب، لأن الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2003، وهي تمهد لتمكين ما أطلقت عليه البحوث الاستراتيجية الأميركية «الإسلام الليبرالي» تمهيداً لوراثة حكم الأنظمة السلطوية العربية وفي مقدمها النظام المصري في عهد الرئيس السابق «مبارك». والذي يريد أن يتأكد من هذه الحقيقة عليه أن يراجع بحوث مؤسسة «راند» الأميركية، والتي تمثل العقل الاستراتيجي الأميركي التي قامت بها بقيادة الباحثة «شيرلي بينار» التي دعت جهاراً نهاراً إلى الدعم السياسي والمالي لكوادر إسلامية معتدلة، بل إنها إمعاناً في التخطيط الاستعماري لضمان القضاء على تكامل الدول العربية دعت إلى إعادة صوغ الأفكار الإسلامية، بعد أن صنفت التيارات السائدة في العالم الإسلامي تقليديين وعلمانيين ومتطرفين.

وحين تبلورت نتائج هذه البحوث الاستراتيجية اتخذت الإدارة الأميركية قراراً بدعم جماعة «الإخوان المسلمين» حتى تستلم السلطة في مصر بعد القضاء على نظام «مبارك» التي حاولت جاهدة إسقاطه من خلال دفعه دفعاً للإصلاح الديموقراطي حتى لا يستمر في السلطة هو أو أي فرد من أفراد عائلته.

ولعل هذا القرار هو الذي يفسر العلاقات الوثيقة بين السفيرة الأميركية السابقة في القاهرة مع قادة جماعة «الإخوان المسلمين»، فيما يشبه الاتفاق على دعمهم «ديموقراطياً» حتى يستلموا السلطة بعد أن قدم لهم قادة الجماعة المواثيق التي تتعلق بالحفاظ على أمن إسرائيل، وعدم إلغاء معاهدة كامب ديفيد، وهكذا بعد أن تولى الرئيس المعزول «محمد مرسى» رئاسة الجمهورية أرادت الولايات المتحدة الأميركية، حفاظاً على مصالحها، أن تحصنه وتمنعه من السقوط، ولما سقط بالفعل ادعت أن ما حدث انقلاب على رئيس شرعي.

لماذا قلنا في بداية المقال أن سقوط جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر هو خروج من التاريخ؟ الإجابة هي أن جدل الواقع هو الذي أسقط المشروع «الإخواني». ولكي نفهم هذه الحقيقة علينا أن نمارس التحليل الثقافي الذي يتعلق بمسيرة جماعة «الإخوان المسلمين» منذ نشأتها، في إعاقة حركة الإصلاح الديني في مصر، والتي كانت تهدف إلى تحقيق التأليف الخلاق بين الإسلام والحداثة.

كان هذا هو مشروع الشيخ «محمد عبده» المصلح الديني الكبير الذي حاول أن يقوم بهذه المعادلة الرائدة في كتابه المعروف «الإسلام والعلم»، غير أنه لاقى مقاومة عنيفة من ممثلي الإسلام التقليدي، ومما أضعف من محاولته أنه لم يكوّن مدرسة تضم باحثين ومفكرين يواصلون تعاليمه التقدمية. بل إن تلميذه «رشيد رضا» صاحب مجلة «المنار» كان رجعياً محافظاً وتقليدياً وهو الذي تتلمذ على يده الشيخ «حسن البنا» مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين».

وكان أمام «حسن البنا» خياران: أن يواصل حركة الإصلاح الديني التي بدأها الشيخ «محمد عبده» أو يتنكب طريقة ويبتدع مذهباً يخلط فيه خلطاً معيباً بين الدين والسياسة والعنف، يهدف إلى قلب الدول العربية المدنية وتحويلها إلى دول دينية في سياق الحلم المجنون باستعادة الخلافة الإسلامية التي يحكمها خليفة واحد يحكم المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها.

والواقع أن التحليل الثقافي هو الذي يمكن أن يكشف أسباب السقوط النهائي لجماعة «الإخوان» المسلمين عام 2013 في مصر، لأنه يلقي الأضواء على أزمة «العقل التقليدي» الذي يميز مشروع جماعة «الإخوان المسلمين».

ولقد رصدنا منذ عام 1994، ما أطلقنا عليه «أزمة المشروع الإسلامي المعاصر» في مقالة ضمها كتابنا «الكونية والأصولية وما بعد الحداثة» (القاهرة: المكتبة الأكاديمية 1996).

وقلنا بالنص «يمر المشروع الإسلامي بأزمة لا شك فيها. ونقصد بهذا المشروع الحركة الإسلامية التي ظهرت في ربوع الوطن العربي منذ أكثر من ستين عاماً. وربما كان الإخوان المسلمون، بحكم انتشارهم في عديد من البلاد العربية، هم الممثلون الرواد لهذه الحركة. والأزمة التي نتحدث عنها لا تتعلق فقط بالسلوك العملي لأنصار هذا المشروع الذي جعلهم يصطدمون بالسلطة في عديدٍ من البلاد العربية صداماً دامياً في بعض الأحيان، بل هي في المقام الأول أزمة تتعلق بالمنطلقات النظرية لهذا المشروع ورؤيته للعالم ونظرته إلى نفسه وباتجاهه إزاء الغير». وأعتقد أنه تكمن في العبارات الأخيرة في هذه الفقرة الأسس الرئيسية لأسباب خروج حركات الإسلام السياسي من التاريخ.

السبب الأول أن جماعة «الإخوان المسلمين» تمثل تجليات العقل التقليدي الذي يعجز عن مواجهة مشكلات الواقع، والذي يخوض معركة شرسة مع الخطاب العصري.

والسمات الأساسية للخطاب التقليدي أنه يتشبث بالماضي، وهذا الماضي المختار المتخيل يختلف وفق هوية منتج الخطاب. وهو خطاب يهرب من مواجهة الواقع ولا يعترف بالتغيرات العالمية، أو على الأقل يحاول التهوين من شأنها أو يدعو بصورة خطابية للنضال ضدها، وبغير أن يعرف القوانين التي تحكمها... وهو عادة ما يتبنى نظرية تآمرية عن التاريخ، وهو أخيراً ينزع، في بعض صوره البارزة، إلى اختلاق عوالم مثالية يحلم دعاته بتطبيقها بغض النظر عن إمكانية التطبيق أو بعدها عن الواقع.

ولعل ما يؤكد صدق هذا التحليل هو المشروع «الإخواني» الذي روج له الدكتور «محمد بديع» المرشد العام لـ «الإخوان المسلمين»، بعد نجاح حزب «الحرية والعدالة» في الانتخابات البرلمانية في مصر، حين قال: «يبدو أن حلم حسن البنا في استرداد الخلافة الإسلامية قارب على التحقق»!

ومعنى ذلك أن «المرشد» وجماعته أدمنوا الإسراف في الخيال والحلم باسترداد عالم الخلافة الإسلامية كأنه كان عالماً مثالياً، مع أنها قامت، بعد عصر الخلفاء الراشدين، على السيف والقهر والعنف. ولعل الخلافة الوهمية التي أعلنها «أبو بكر البغدادي» في سورية والعراق والتي تتضمن تشويهاً كاملاً لصورة الإسلام بتصوير الخلفاء المسلمين على أنهم مستبدون في تاريخ الدولة الإسلامية.

ولم يكن لدينا شك – في تصويرنا أزمة العقل التقليدي - أن أنصاره يمرون بمأزق حقيقي، لأنه عاجز عجزاً تاماً عن الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليه أياً كان نمطه واتجاهه. وهذا الخطاب لا بد له - في بعض الصور البارزة له، وأهمها خطاب «الإخوان المسلمين» - أن يدفع أصحابه ثمناً فادحاً لعدم مواجهة الواقع بحكم أنهم منغمسون في تشكيل عالم مثالي من صنع خيالاتهم وأوهامهم، وهم في هذا السبيل لا تعنيهم حركة القواعد المستقرة لحقوق الإنسان ولا حتى خراب البلاد والعباد.

هذا التحليل الذي قمنا به منذ سنوات يجد مصداقاً له في السقوط المدوي لحكم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر بعد عامٍ واحد من تسلمهم السلطة المطلقة.

من هنا، يمكن القول أن التصريحات التي تصدر من بعض الأطراف السياسية عن إمكانية «التصالح» السياسي مع جماعة «الإخوان المسلمين» لا يدرك أصحابها أننا أمام تناقض جوهري لا يمكن تجاوزه بين العقل التقليدي الأسطوري والعقل العصري الواقعي.

وكل منهما في الواقع يعبر عن «رؤية للعالم» تختلف اختلافاً أساسياً في منطلقاتها وأطرها النظرية وما تفرضه من سلوكٍ عملي.

كاتب مصري

 

مواجهة الخطاب المذهبي

خالد الدخيل/الحياة/03 أيار/15

نجحت إيران في فرض خطاب مذهبي على المنطقة. كانت البداية بتبنيها مشروعاً مذهبياً، وتبعاً لذلك وتكاملاً معه تبني آلية الميليشيا المذهبية ذراعاً للمشروع. كلاهما، المشروع والآلية، أساس دور إيران الإقليمي. على الناحية الأخرى، وكما هو متوقع، استفز تمدد هذا الدور الطرف الآخر مذهبياً، فتكامل الفعل ورد الفعل في تناسل الميليشيات كبديل للدولة، وتفشي الخطاب المذهبي كبديل لخطاب الدولة. السؤال: لماذا نجحت إيران في فرض هذا الواقع المظلم على المنطقة؟ سأعود إلى هذا السؤال لاحقاً. قبل ذلك لا بد من تناول سؤال مهم طرحه داود الشريان يوم الأربعاء الماضي من وحي الواقع المظلم. يقول السؤال: هل نستمر (أمام هذا الواقع) في النقاش المذهبي أم نتوقف؟ هناك إجابتان وفق الشريان: الأولى تقول إن «الخوض في الصراع المذهبي هو خدمة لدول وأحزاب تدير الصراع بشعارات دينية»، وبالتالي المفترض «تفويت هذه الفرصة عليها، ولجم هذا النوع من النقاش». الإجابة الثانية ترى أن «المسيطرين على الساحات طائفيون، والتعفف عن الخوض في هذا النقاش ليس هو الحل. لا بد من تعرية القضية لدى الجانبين وصولاً إلى محاربتها ببديل». بمقارنته بين الإجابتين ينتهي الشريان إلى أن الإجابة الأولى هي الأفضل والأجدى. لماذا؟ لأننا «أمام عنفوان وسطوة أحزاب وجماعات وتيارات تقف خلفها دول وأجهزة استخبارات تسعى منذ عقود إلى تكريس الحس المذهبي والطائفي بين أبناء هذه المنطقة»، ولذلك فإن «الدخول في نقاش لتعرية هذا المشروع سيفاقم المشكلة ويؤجج مشاعر الناس، ويحرضهم على مزيد من الاصطفاف الطائفي والمذهبي».

هدف الشريان واضح، وهو تفويت الفرصة على أصحاب المشاريع والطروحات الطائفية. وكل من يدرك خطر هذه الآفة لا يسعه إلا أن يتفق مع هذا الهدف النبيل. لكن هل الوصول إلى ذلك يتطلب الدخول والمشاركة في النقاش المذهبي، أم مقارعة الخطاب المذهبي على الجانبين بخطاب نقيض له تماماً؟ الإجابة الصحيحة على الجزء الأول من السؤال، كما يقول الشريان، هي بالفعل تجنب الخوض في النقاش أو الجدل المذهبي. أولاً لأن تبني الفرد مذهباً دون غيره جزءٌ من حقه في حرية المعتقد. ثانياً أن أكثر من 1400 سنة من الجدل أثبتت أنه لم ولن يغير كثيراً في مواقف الطرفين. ثالثاً أن الطائفية أو المذهبية هي أخيراً امتداد لواقع التعددية في المجتمع. كان يمكن أن تأخذ هذه التعددية صيغة فكرية أو سياسية بعيدة من التمذهب الديني. لكن هيمنة الفكر الديني، وارتباط الدين بالدولة على مدى قرون فرضا الواقع الذي نراه. والذي حصل تبعاً لذلك أن دولة دينية نشأت عام 1979، هي إيران، تريد أن توظف هذا الواقع الطائفي العربي لمد نفوذها، وفرض خياراتها. ونتيجة هذا التطور وارتداداته الآن واضحة: هناك احتلال إيراني لسورية، ونفوذ طاغ لها في العراق، ونفوذ في لبنان. وهناك ميليشيات مذهبية على امتداد الوطن العربي، عددها أضعاف عدد الدول العربية. وبموازاة ذلك هناك خطاب طائفي متفش، بعضه معلن ومباشر، وبعضه الآخر يحاول أن يستتر، وهو مكشوف للجميع.

وضع المسألة على هذا النحو يشير إلى أن سؤال الشريان له تكملة. صحيح أن الدخول في النقاش المذهبي يزيد الأمر سوءاً. لكن هذا ليس الخيار الوحيد لتجنب هذه النتيجة. لم يعد هناك مبرر للخوف من استفزاز الخطاب الطائفي، فهذا الخطاب لم يعد في حاجة لاستفزاز. هو فرض نفسه كخطاب مهيمن من خلال تطورات الأحداث، والحروب، وتقاتل الميليشيات، وأجهزة الإعلام على الجانبين. حتى الكتب المدرسية تساهم في ذلك. وعليه، من الخطأ القاتل السماح بترك هذا الخطاب يعصف بالمنطقة ويعمق الشروخ والانقسامات بين أبنائها. الأكيد أن صديقي الشريان لا يريد ذلك، وأنا أتفق معه في أنه لا مناص من مواجهته لدى الجانبين (السني والشيعي معاً) بخطاب بديل، مناقض للطائفية في المنطلق، والمبنى، والهدف. خطاب يكشف كلاحة الطائفية وخطورتها، ويعيد النظر للإنسان إلى نصابه الصحيح، كإنسان أولاً، ومواطن ثانياً، وليس كائناً عقائدياً يعود في جوهره إلى هذه العقيدة، أو تلك الطائفة. لكن كيف يمكن تحقيق ذلك من دون تفكيك الخطاب الطائفي، وكشف مصادره، وآلياته وأهدافه؟

هذا يعيدنا لسؤال: كيف نجحت إيران؟ لم تنجح لقدراتها الذاتية، أو لوجاهة مشروعها ومقبوليته لدى الشارع العربي. هذا واضح من رفض الأغلبية الصامتة للمشروع، ومن تفشي ظاهرة الميليشيا السنية كرد فعل على تمدد إيران وميليشياتها. نجحت إيران لأسباب أخرى، أهمها أن المذهبية والطائفية ظلتا، مع تعثر مشروع الدولة العربية، جزءاً حياً من تراث المنطقة قابلاً للاستنهاض إذا ما توافرت الدوافع والظروف. ثانياً أن الدول العربية لم تطرح مشروعاً مقابلاً للمشروع الطائفي الإيراني. غياب المشروع، مضاف إليه الإرث الطائفي وتعثر الدولة، أوجدا فراغاً استطاعت إيران أن تتسلل إليه، ومعها تسللت ظاهرة الميليشيات، والخطاب الطائفي. وليس مفاجئاً في هذا السياق أن إيران استطاعت، إلى ما قبل الثورة السورية، إرباك العالم العربي بكذبة المقاومة والممانعة، وهو عالم مرتبك أصلاً، نتيجة لارتباك مشروع الدولة.

لكن من حسن الحظ أن إيران كدولة دينية على أساس مذهبي هي الوحيدة في ذلك، وفي تبني آلية الميليشيا رسمياً كرافعة لدورها الإقليمي. الدول العربية تختلف في أنها ليست دولاً دينية، وإنما مرتبطة بالدين من ناحية سياسية وليست دستورية. وبالتالي هي ليست رهينة لفكرة المذهبية. تركيا، كدولة إسلامية أخرى غير عربية، تختلف عن إيران أيضاً، في أنها ليست دولة دينية، ولا مذهبية. على العكس من إيران، تركيا لم تجعل من أغلبيتها السنية منطلقاً لتغليب هويتها المذهبية على هويتها الوطنية. هي دولة وطنية علمانية أغلبية سكانها من السنة. أما إيران فتعتبر نفسها دولة دينية شيعية بناء على أغلبيتها الشيعية. من هنا يختلف الدور التركي عن الدور الإيراني، في أنه دور لدولة تتعامل مع دول المنطقة على هذا الأساس، ولا تتبنى، كما تفعل إيران، الميليشيا آليةً أصلية لدورها الإقليمي.

من هذه الزاوية تبدو إشكالية الخطاب الطائفي في المنطقة. خوف الشريان وغيره من محاذير مواجهته نابع ليس من الخطاب نفسه، وإنما من بقاء الدين مرتبطاً بالدولة، ومن غياب مشروع عربي مناهض للطائفية. الأول يجعل من الدين مشروعاً سياسياً، ومن الطائفية أداة لهذا المشروع. والثاني يخلق فراغاً لتمدد المشروع. ما هو مطلوب في الحال العربية، كما أشرت من قبل، تفكيك الخطاب الطائفي، وطرح بديل مناقض له، لعله يمهد لمشروع في الاتجاه نفسه تأخذ به الدولة. والسعودية في هذا الظرف الإقليمي، بمركزيتها الروحية، وموقعها الاستراتيجي، وثقلها السياسي، وقيادتها الجديدة، مؤهلة للمبادرة بتبني مثل هذا المشروع، والدفع به على مستوى المنطقة، لأنه إذا كان العالم العربي يعاني من فراغ تمددت إليه ظاهرة الميليشيا كمنافس للدولة، ووصل الخطاب الطائفي فيه إلى حد منافسة خطاب الدولة، فلا أقل من أن تعمل الدولة على استعادة مركزيتها من دون منافس، وترميم هيبة خطابها.

 كاتب وأكاديمي سعودي

 

خاطف النشطاء المدنيين قائد «جيش الإسلام» زهران علوش مستعرضاً جنده مقابل قصر الشعب

حازم الامين/الحياة/03أيار/15

على بعد كيلومترات قليلة من قصر الشعب في دمشق، حيث يقيم بشار الأسد وعائلته، كان أمير الحرب السوري، قائد «جيش الإسلام» زهران علوش يستعرض 1700 مقاتل أنهوا دورة تدريب عسكــري في الـــغوطة، الضاحية الشرقية لدمشق.

وخلافاً لمشهد انهيار جيش النظام في إدلب وفي درعا وبعض مناطق حلب، لم يكن مشهد علوش مستعرضاً جنده في دمشق علامة على تصدع النظام. فأمير الحرب، وخاطف ناشطي الثورة المدنيين، كان جالساً على المنصة التي أرادها مسرحاً لصورته حاكماً، آمناً غدر النظام به. مشهده كان معداً لتظهير ديكتاتور جديد يشبه ديكتاتور قصر الشعب. لم يشعر أن الطائرات التي ترمي براميل متفجرة على من تبقى من سوريين في مدنهم وقراهم، يمكن أن تقتنص فرصة تجمّع 1700 مقاتل من المفترض أنهم معادون وغير بعيدين عن مطاراتها لتقتل ما يمكنها أن تقتل منهم، وهي إن أرادت فالمهمة كانت سهلة وواضحة.

حدث تجمع هذا العدد من المقاتلين ومن أمرائهم على نحو معلن ومكشوف على بعد أقل من 5 كيلومترات عن خطوط الجبهة، يعني بالمعنى العسكري إما خطأ هائلاً، وإما شعوراً بالأمان يفتقده كل الشعب السوري، يُستثنى منه بعض من أشباه بشار وزهران.

المشهد كان مذهلاً في دلالاته. ها هو زهران علوش على بعد نظرة عين عن قصر الشعب، ولا يهدد ساكنيه. هو نفسه قاصف الأحياء الدمشقية والملوح بالموت لمن تبقى من سكانها بالموت، واضح جلي، يمسك ميكروفوناً ويلقي خطاباً خالياً من أي عبارة تسيء للرئيس في قصره. وهو نفسه خاطف أعداء النظام الحقيقيين، رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم حمادي، أولئك الذين كانوا يوثّقون انتهاكات النظام لحظة اختطافهم من الغوطة التي يحكمها علوش، والتي احتشد جنده في ساحة فيها.

لا شيء أقوى دلالة من مشهد زهران في تلك اللحظة سوى الفيديو الذي حمل المشهد، والخطاب الذي ألقاه. فالمهمة تبدو واضحة في دمشق. إمارة صغيرة يحكمها أمير حرب صغير في خاصرة العاصمة، مهمتها امتصاص وموازنة الاحتقان ودفعه عن القصر. إشغال الأحياء الدمشقية بحروب صغرى دفعاً للحرب الكبرى التي يمكن أن تُهدد الرئيس. ففي فيديو زهران مستعرضاً جنده كنا أمام «رئيس» صغير في موازاة رئيس «كبير»، وكنا أمام رجل متعطش لأن يحكم من دون طموحات كبرى.

مشهده في الغوطة لم يكن امتداداً لمشاهد تداعي النظام في أطرافه. وهامشية الرجل ليست طرفية على كل حال، فهو أمير في دمشق. أمير صغير فيها، يؤدي لساكن القصر وظيفة محددة، ولا حاجة لقرائن صلبة تُثبت هذا الاعتقاد. الاستماع إلى خطبه يكفي. معرفة حقيقة أنه ممن أفرج عنهم النظام من سجن صيدنايا مع بدء أزمته تكفي أيضاً. أما استعراضه جنده على بعد كيلومترات قليلة من مكان إقامة الرئيس من دون أن تعترضه طائرات النظام ومدافعه القريبة جداً، فهذا ما لا يترك مجالاً للشك.

وزهران علوش، الشريك الصغير للنظام، أبدى في خطبته غضباً لا يمكن فهمه. الرجل غاضب فقط. لا وجهة لهذا الغضب، بل وظيفة لا يمكن كشفها. أحياناً يُعرج من بعيد على «الرافضة والمجوس»، وأحياناً أخرى يستعين بلسان سلفي ركيك وضعيف العبارة، مبقياً على الغضب عارياً من وظائفه ووجهته. صراخٌ الهدف منه شحن النفوس بما لا يعرف صاحبه بماذا يجب أن تُشحن حتى تؤدي المهمة. فمن الواضح أنه لـ»سبب ما» لا يريد شتم النظام، ثم إن العدو الصهيوني ليس موضوعاً في المتناول السوري هذه الأيام.

والحال أن خاطف الناشطين المعارضين وقاصف دمشق، السجين السابق للنظام، وطليقه وشريكه الآن، جزء من توازن أراده النظام في حربه التي يخوضها في دمشق، وما عاد بإمكانه أن يكون سلطة من دونها. فنضوب المصادر البشرية التي تغذى منها طوال أربع سنوات من حربه على السوريين يوجب إيجاد شركاء صغار. ظاهرة الأسرى الأفغان الذين كانوا يقاتلون في صفوفه في حلب وفي درعا تؤشر إلى أن لا جنود جدداً غير المرتزقة يقاتلون معه، وسرعة الانهيارات في مدن محافظة إدلب أيضاً. وبهذا المعنى فإن زهران علوش أهون الشرور، وهو خيار أصلي، البعث ينضح من وجهه، والنظام اختبر طموحاته في سجن صيدنايا، ولحيته المفتعلة تشبه إلى حد كبير لحى أمراء «داعش» ممن ضخوا أوكسجيناً في صدر النظام في أحلك أيامه.

لكن الأمير الصغير لن ينتظر سيده في قصر الشعب حتى ينقض على من يمكنه أن ينقض عليهم. فأمراء الحروب على ما اختبرناهم في أكثر من مكان، تتراوح طموحاتهم بين الامّحاء الكامل أمام السلطة والاستحواذ على السلطة المطلقة. البعث يربي ضباطه على ذلك، وضباطه يربون سجناءهم عليه أيضاً. من يعرفون رستم غزالة لاحظوا أنه كان يستعين بضعفه الداخلي والأصلي ليُمارس أقصى أشكال السلطة تعسفاً وقسوة. وكم يُشبه رستمُ زهرانَ، على رغم صعوبة تحديد الشبه.

لا شك أن علوش يطمح إلى ما لا تؤهله كفاءاته أن يصل إليه. لكن من قال إن من وصلوا قبله أهّلتهم كفاءاتهم؟ ثم إن قربه الجغرافي من قصر الشعب أفقده صوابه على ما يبدو، فهو في غضون أقل من أربع سنوات انتقل من سجين إسلامي في صيدنايا إلى أمير للغوطة، وعليه اليوم أن يكون قائداً مُلهَماً ومُلهِماً. ربما ذكره مخطوفوه من ثوار سورية المدنيين بأن ثمة من يفكر بمستقبل مختلف لسورية، لكن هؤلاء في سجنه الآن، ووحده ساكن القصر من يوحي إليه بأنه الشريك الصغير في حكم دمشق، وأن ذلك يُتيح له بأن يطمح أكثر.

وعلى هذا النحو انطلق زهران علوش أميراً صغيراً للغوطة مستعرضاً جنده بسلام وأمان، على أبواب دمشق وفي خدمة سجانه.

 

اللاجئون السوريون في لبنان... مأساة لا حل لها

جهاد الخازن/الحياة/03 أيار/15

يومان في بيروت - 2

ذهبتُ وأخي إلى شتورة، وانتظرنا، حسب موعد مسبق، وصول ست نساء سوريّات من مخيمات المنطقة، فقد كنتُ أريد أن أسمع بنفسي ما يقلن عن أحوالهن وتوقعاتهن.

انتظرنا في متجر «جرجورة» وجزء صغير منه على شكل مقهى، وجاءت امرأة تتسول فأعطاها أخي شيئاً. بعد قليل أرسلَتْ المرأة ابنة في حوالى الثامنة لتتسوّل أيضاً، وكنا نرى الجميع في الخارج عبر زجاج المقهى، وأعطاها أخي شيئاً. وعادت المرأة لتُرسل إلينا طفلاً في حوالى الرابعة من العمر أعطاه أخي شيئاً وخرج.

جاءت اللاجئات بعد قليل وحدثتهنّ ثم توقفت، فقصص البؤس والمعاناة والجهل بما يخبئ المستقبل لجمت لساني وهنّ في انتظار رحمة الله، لا حكمة حاكم أو محكوم، وغلبتني عاطفتي، وأنا لست عاطفياً أبداً، وخرجتُ، أو هربتُ، وتركتُ أخي يحدّثهن.

المرأة المتسوّلة في الخارج أقبلت عليّ بولديها وقلت لها بضيق: يا أختي أعطيناك والبنت والصبي. ما في أحد غيرنا؟ ردّت: لا ما في. شوف حولك. فررتُ إلى السيارة وأنا ألعن نفسي وألعن فضولي وألعن عيشي كله، فقد كنت قرب بداية السنة رأيتُ على التلفزيون اللاجئين السوريين في لبنان في خيام يغطيها الثلج وقررت أن أجتمع ببعضهم لأسمع منهم.

اللاجئات السوريات كنّ في منتهى التهذيب، وبدا لي أنهن على درجة من التعليم والمعرفة بما يجري حولهن. كن أربع محجّبات واثنتين منقبتين قالتا إنهما ابنتا خالتين. وقالت لي إحدى اللاجئات الست أنها أم لتسعة أطفال مع أنني قدّرت عمرها بحوالى 40 سنة فقط.

عدتُ إلى بيروت في أسوأ حال، ووجدتها خاوية على عروشها. المتاجر في شوارع ضمن وسط المدينة مغلقة، والمفتوح الباقي بلا زبائن.

الساعة في وسط ساحة النجمة أشارت إلى الوقت الصحيح، إلا أنني لم أرَ شيئاً آخر صحيحاً في بيروت أو لبنان. البلد من خطأ إلى خطأ أكبر منه، وكل طرف يدين الأطراف الأخرى ويدّعي البراءة.

الناس الآخرون أرحم بنا من أنفسنا، وفي الطائرة جلست قربي شابة إنكليزية قالت لي أنها من ضباط سلاح البحرية البريطانية، ومعها زميل في مقعد خلفي، وهما ذاهبان إلى لبنان لتدريب جنود على استعمال سلاح دفعت ثمنه المملكة العربية السعودية. قالت أن زوجها في القوات الخاصة وهي في بداية الحمل وتريد أن تعود مع أسرتها في إجازة إلى لبنان يوماً لأنه جميل. وكان في المطار ممثلون للجيش لاستقبالها وزميلها.

عدتُ إلى البيت في نهاية النهار وحاولتُ أن أركّز على مشاعر الصداقة لدى العسكرية البريطانية أو ما بدا لي من وعي اللاجئات السوريات وفشلت وهرعت إلى مكتبتي كالعادة فراراً من الأفكار السُّود. لا أدري لماذا اخترتُ: «فقه اللغة» للثعالبي فقد قرأتُه غير مرة في السابق. طبعاً المصائب لا تأتي فرادى، كما يقول الفرنسيون، فما وصلت إلى الصفحة 24 من الكتاب حتى وجدتُ في فصل عنوانه «في ذكر ضروب الحيوان» أن: كل كريمة من النساء والإبل والخيل وغيرها فهي عقيلة. هكذا جمع الثعالبي عن الليث عن الخليل عن أبي سعد الضرير عن ابن السكيت وابن الأعرابي وغيرهم من الأئمة. إذا جُمِعت المرأة مع الإبل والخيل فلماذا لا يُجمع الرجل مع كل حيوان ويسمّى «عقيل» لأنه يحتاج أن يُعقَل حتى لا يركل زوجته أو الآخرين؟

صبرت وأكملت ووجدتُ في الفصل نفسه أن: كل امرأة طروقة بعلها وكل ناقة طروقة فحلها، أي أنثاه. لن أسأل كيف تُستعمل الكلمة الواحدة لامرأة ولناقة، ولكن أسأل... أو الأفضل أن أسكت.

وهكذا كان وأكملت القراءة حتى الصفحة 392 قرب نهاية الكتاب، ووجدتُ بيت شعر أحفظه من أيام المراهقة هو:

إن الثمانين وبلغتها/ قد أحوجت سمْعي إلى تُرجُمان

كنا سمعناهُ كمثل على الجملة المعترضة وهي «وبلغتها». وسألتُ الأستاذ كليم قربان عن صاحب البيت فلم يعرفه، ووجدتُ في «فقه اللغة» أنه الشاعر عوف بن محكّم الذي لم أكن سمعتُ باسمه من قبل. وهكذا فقد جاءني الجواب على سؤالي بعد 50 سنة، أما أسئلتي عن أسباب شقائنا فلا ردود عليها.

 

قمة سعودية – مصرية بحثت في العلاقات والتطورات الإقليمية

السيسي هنأ خادم الحرمين بتعيين ولي العهد وولي ولي العهد

الرياض, القاهرة – وكالات: بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع الاقليمية والدولية. جاء ذلك خلال زيارة للرئيس المصري إلى الرياض, أمس, قدم خلالها التهنئة لخادم الحرمين بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد وتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان استقبل السيسي والوفد المرافق له, وأطلعه في بداية الاستقبال على ما يضمه قصر العوجا من صور تاريخية للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله, ومدينة الرياض قديماً, بالإضافة إلى السيوف وبعض الأدوات التراثية. وخلال الاستقبال, هنأ الرئيس المصري خادم الحرمين باختيار الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية, واختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. كما جرى, خلال اللقاء بحضور كبار المسؤولين من البلدين, تبادل الأحاديث الودية, واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين, إضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية, بحسب وكالة الأنباء السعودية, التي أشارت إلى أن خادم الحرمين اقام مأدبة غداء تكريماً للرئيس المصري والوفد المرافق له. وبعد زيارته القصيرة غادر السيسي الرياض, حيث كان خادم الحرمين في وداعه لدى مغادرته قصر العوجا, فيما كان في وداعه بمطار قاعدة الرياض الجوية الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان, ونائب رئيس المراسم الملكية الأستاذ خالد بن صالح العباد, وسفير مصر لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء طيار ركن خالد بن فهد الروضان وعدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وقال السفير المصري عفيفي عبد الوهاب إن زيارة السيسي إلى الرياض “تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين في هذه المرحلة التي تتسم بالدقة والحساسية, وما تمر به الأمة العربية والمنطقة من تطورات يشهدها الجميع, خاصة الأحداث في اليمن وسورية والعراق, الأمر الذي يستدعي المزيد من التشاور والتنسيق بين البلدين”. في سياق متصل, أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي عادل الجبير لتهنئته على توليه مهام منصبه الجديد, والتطلع للتعاون والتنسيق والتشاور مستقبلاًَ معه بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين والعلاقات الأخوية المتينة.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي إن الوزير شكري ثمن دور الأمير سعود الفيصل خلال توليه منصب وزير الخارجية لما يقارب 40 عاماً ودوره البارز والمشهود في إعلاء مصالح السعودية والتفاني في خدمة قضايا الأمة العربية والعالم الاسلامي, فضلاً عن دوره الهام في دعم وتوثيق العلاقات المصرية – السعودية طيلة تلك العقود.

 

كوبا والتغيير الصعب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/03 أيار/15

قبل أن تنفتح على العالم وتتغير، وتصبح مثل غيرها، رغبت في أن أرى كوبا، الدولة التي كادت تتسبب في حرب عالمية ثالثة، وهي مع كوريا الشمالية آخر بلدين شيوعيين مغلقين في العالم حتى هذا اليوم. أيضًا، ذكرتني كوبا بتجربتين عربيتين، شهدتُ على آخر أيام العزلة فيهما؛ مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وسوريا في بداية تولي بشار الأسد الحكم بعد وفاة أبيه. فقد كان السادات سياسيًا مجربًا، وعايش حكم الاتحاد الاشتراكي وفكره الذي حكم مصر منذ عام 1962، الذي فشل في إدارة الدولة وقضى على قطاعات الإنتاج لصالح هيمنة الدولة. وعي السادات بالمشكلة، وحماسه الصادق للتغيير والانتقال سياسيًا واقتصاديًا، لم يكن كافيًا، فقد كانت تنقصه ثقافة التطوير ومهارة الإدارة المدنية. لهذا فشلت تجربته في الانفتاح نتيجة هيمنة هيكل الدولة القديم وفلسفتها على كل المرافق، وعجزه، نفسه، عن تقديم مشروع بديل أفضل قابل للتنفيذ. كذلك، سوريا البعثية اليسارية المغلقة جربت أن تفتح الباب قليلاً مع صعود بشار الأسد للحكم، بوعود تغيير وانفتاح ضخمة، سياسية واقتصادية، إنما جرب الانتقال من نظام حزبي اشتراكي إلى عائلي، وبدأ في تغييرات شكلية، واختفت من شوارع دمشق السيارات الروسية والأميركية القديمة، وحلت محلها سيارات يابانية وألمانية جديدة، وبقي الاقتصاد القديم حكرًا على البعض، تحت رعاية الأجهزة الأمنية.

في رحلتنا قبل أيام، إلى كوبا، مع الشيخ وليد البراهيم وبقية الأصدقاء، ورغم الدعاية الكبيرة، لم نرَ ما ينبئ عن بوادر تغيير. وأكد شكوكنا أحد الكوبيين المهاجرين، الذي جاء لزيارة زوجته الممنوعة من السفر، مثل معظم سكان البلاد الأحد عشر مليون مواطن، قال: لا أصدق بالتغيير حتى أراه، ولا أتوقع أن يحدث. مع هذا، الآن الكل يتحدث عن تغيير مقبل. من بلد شيوعي منغلق إلى دولة منفتحة، من دولة عدوة للجارة الأميركية إلى وجهة سفر مفضلة للمستثمرين والسياح. على الأرض، لا يوجد شيء من هذا بعد، رغم التقارب الذي قاده الرئيس باراك أوباما مع الرئيس راؤول كاسترو، الذي يحكم خلفًا لأخيه المريض منذ سبع سنوات. وجدنا كوبا بلدًا مغلقًا، يرفض رسميًا التغيير. وبقايا قوانين الحرب الباردة مستمرة، فلا تزال الحكومة الأميركية تمنع مواطنيها من السفر إلى هناك، باستثناء بعض المستثمرين والصحافيين، وقليل من طائرات التشارتر التجارية. وسمحت لمواطنيها أن يشتروا بما لا يزيد على مائة دولار فقط من السيجار من كوبا، الذي لا يزال محرمًا استيراده. وحتى إن كان الأميركيون جادين في إنهاء القطيعة مع جارتهم التي دامت خمسة وأربعين عامًا، فإن قدرة النظام الكوبي على تأهيل نفسه والتخلي عن فلسفته القائمة على السيطرة الكاملة مشكوك فيها. فهو يعاني اقتصاديًا، منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات، الذي قلص مساعداته. كوبا من آخر الدول التي سمحت بالهواتف الجوالة، ولا تزال محدودة الانتشار، ويندر توفر الإنترنت إلا في مقاهٍ تديرها الحكومة، التي تمسك بالعصا الغليظة وتنفق قليلاً، فميزانيتها السنوية مليارا دولار فقط. كانت رحلة قصيرة إلى بلد توقف فيه الزمن منذ عام 1959، وتشعر وأنت تتجول في سياراتها القديمة كأنك جزء من ديكور فيلم من سينما الخمسينات!

 

كيف ومتى نتصدّى للخطر الدعائي الجديد في الغرب؟

أياد ابوشقرا/الشرق الأوسط/03 أيار/15

يعزّ عليّ، أنني أنا الإعلامي الذي ولد ونشأ في لبنان والذي حملته مهنته إلى أقاصي قارات العالم، لم أزُر إلا بقعة حدودية واحدة بين لبنان وإسرائيل هي نقطة الأمم المتحدة في الناقورة. غير أن أقاربي وأصدقائي - وذويهم - من الذين زاروا المناطق الحدودية، ولا سيما خلال عقدي الخمسينات والستينات، كانوا يروون لي الفارق المؤسف بين وضعي المنطقتين اللتين يفصل بينهما الشريط الحدودي.

فأراضي الجليل المحتل خضراء نضرة تعتني بها كيبوتزات المستوطنين الإسرائيليين، في حين الأراضي اللبنانية مهملة تعاني البؤس لجملة من الأسباب منها الخوف من الاعتداءات ونقص التنمية في ظل سطوة الإقطاع السياسي. غير أن ما كان يلفت الزائرين أكثر هو أن المستوطن الإسرائيلي كان يحرث الأرض ويعتني بها وقد علّق على كتفه بندقيته الرشاشة. وهذا في رأيي يحمل رسالة رمزية مهمة بعيدة عن الشق العاطفي، إعجابًا أو نفورًا.

هذه الرسالة تقول إنه عندما يؤمن المرء بأن عليه أن يؤسّس وطنًا، يجب أن تنتظم لديه كل الأولويات معًا، فلا يُهمل أولوية من أجل أخرى. لا مجال للشعار العربي الشهير «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».. الذي، على الرغم من حسن القصد منه، أدى إلى تداعيات كارثية في وطننا العربي الكبير.

إسرائيل لم تنجح فقط لأنها كيان يتمتّع بآلة عسكرية قوية، ويحظى بدعم لا ينضُب من الغرب، بل لأنها أيضًا أحسنت تعريف أولوياتها وتنسيقها من دون التضحية بأي منها. فلا الجهد العسكري حال دون التنمية الاقتصادية، ولا الانشغال بالتنمية حال دون التنبه لأهمية الإعلام والدعاية، ولا إعطاء الإعلام حقه جاء على حساب البحث العلمي. أما نحن كعرب، وكمسلمين أيضًا، علينا الإقرار بأننا أخفقنا على مدى 60 سنة في بناء «لوبي» عربي متجانس وفاعل في الغرب، وبالذات، في الولايات المتحدة. ولعلّ بين أبرز الأسباب ما يلي:

- أولاً، الافتقار إلى الرؤية الاستراتيجية التي تستند بدايةً إلى تعريف الغاية ومن ثَم تشخيص الثغرات والعلل.

- ثانيًا، الفردية في العمل و«شخصنته» في حين أن إيجاد موطن قدم في مجتمعات متقدّمة تقوم على المؤسسات يحتاج لعمل مؤسّساتي لا فردي. فالأشخاص يذهبون بينما المؤسسات تبقى.

- ثالثًا، قصر النفس في العمل وتعجّل النتائج المرجوة، مع أن فتح ثغرات في بيئات غريبة عنا وعن ثقافتنا ومفاهيمنا يقتضي الصبر، والتخطيط للمدى البعيد.

- رابعًا، جهل البيئة المطلوب العمل فيها، وهذا يعني استحالة النجاح في توصيل الرسالة المرغوب توصيلها بمعزل عن المعرفة والعلم.

اليوم يواجه العرب في الغرب، وبالأخصّ في الولايات المتحدة، معركة إعلامية أصعب وأكثر تعقيدًا ممّا ألفوه في مواجهتهم الطويلة مع «اللوبيات» الإسرائيلية.. يخوضها ضدهم «اللوبي» الإيراني.

«اللوبي» الإيراني نشط منذ بعض الوقت، وهو يعمل بذكاء وتخطيط، وينسّق مع مروحة من كتل المصالح ومجموعات الضغط، تبدأ بإغراء الشركات التجارية والصناعية الكبرى الموعودة بكنز من الثروات بمجرد رفع العقوبات الغربية والدولية المفروضة على نظام طهران، ولا تنتهي بجماعات حقوق الإنسان والتيارات الليبرالية عبر إبراز حجم معاناة الإنسان الإيراني من الحصار الاقتصادي المفروض دوليًا. وهذا، طبعًا من دون أن ينسى العمل الوثيق مع جماعات مصلحية أمنية متخصّصة في «مكافحة الإرهاب» بعدما أعاد تعريف الإرهاب، وبرّأ طهران من تُهم رعايته وتشجيع التطرّف الديني والمذهبي على امتداد الشرق الأوسط.

هذا «اللوبي» مرتاح جدًا لسياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية القائمة على الانكفاء، والإحجام عن خوض مغامرات خارجية. ويسعد هذا «اللوبي» أكثر بامتناع واشنطن عن انتقاد سياسات طهران التدخلية والتوسعية في المشرق العربي... بأمل التوصل معها إلى اتفاق حول ملفها النووي. وبالتالي، سيكون من الغباء على نظام «مذهبي - عسكريتاري»، سبق له أن أعلن منذ أبصر النور أن غايته «تصدير الثورة» الخمينية، ألا يستفيد من هذا الوضع.

«اللوبي» الإيراني كان لفترة ما يتعمد تجاهل دور ذراع «الحرس الثوري» في العراق وسوريا ولبنان، مركّزًا أكثر على «سلمية» برنامج إيران النووي ومعاناة الشعب الإيراني من تأثير العقوبات الغربية والدولية. غير أن الوضع اختلف الآن بعدما تمرّس أكثر في فنون الدعاية والترويج، وبنى شبكة واسعة من المصالح مكّنته من غزو... حتى وسائل الإعلام الأميركية المحترمة والجادة!

هذه الأيام، يذهب هذا «اللوبي» أبعد - وبثقة أكبر - في معركته خدمة لنظام طهران في الوقت الذي ما زال ينفي أنه جزءٌ منه، فيجنّد خبرات من مشارب مختلفة وهويات مختلفة. وفي صميم حملاته الحالية إعادة تعريف «الإرهاب» ولصقه حصرًا بما تمارسه جماعات وزمَر سنّية متطرفة مثل «داعش» و«القاعدة» ومن لفّ لفّهما، بعد غَسله الذاكرة الجماعية من «إرهاب» عقد الثمانينات والتسعينات... الذي طالما رعته طهران ودفع ثمنه الرعايا الغربيون في إيران ولبنان، وفي كينيا وتنزانيا، وفي أوروبا بل على امتداد العالم.

ما يحدث اليوم في اليمن في قاموس هذا «اللوبي» هو باختصار «عدوان سعودي» أو «اعتداء عربي»، من دون أي إشارة إلى ترسانات السلاح التي بنتها طهران للحوثيين وأعوانهم اليمنيين - المنكشفين أخيرًا - منذ 2009، وفق أحدث التقارير الدولية.

ثم ليس هناك أي إشارة في دعاية هذا «اللوبي» إلى مشروع الهيمنة الإقليمية الإيرانية، بما فيه السيطرة على المجاري المائية الدولية كمضيقي هرمز وباب المندب. بل، على العكس، فإن الرسالة الجذّابة التي تروّج لها الآلة الدعائية لهذا «اللوبي»، التي تضم أميركيين وأوروبيين وعربًا، بجانب الإيرانيين، هي أن إيران «حليف طبيعي» للغرب ولأميركا في الحرب على «القاعدة» و«داعش» وكل أشكال «الإرهاب» بعد تثبيت هويته السنّيّة.

نحن الآن نواجه تحديًا علينا ألا نستهين به. علينا ألا نقنع أنفسنا بأن سوء الوضع الاقتصادي سيقنع بالضرورة القيادة الإيرانية بالحد من عدوانيتها. فنظام طهران يظن أنه يستطيع أن يقاتل ويخطّط ويسلّح ويضلل في وقت واحد.

 

رئيس وزراء كندا في كردستان لمباحثة استراتيجية البيشمركة

مسؤول عراقي: الأسلحة الأميركية ستصل الأنبار قريبا لمحاربة «داعش»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

استقبل رئيس إقليم كردستان العراقي، مسعود بارزاني، رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الذي وصل إلى مدينة أربيل ظهر اليوم (السبت). وعقد رئيس الوزراء الكندي الذي يرافقه وفد حكومي كبير، ضم كلا من وزير الدفاع جيسون كيني، ورئيس أركان الجيش الكندي، ووزير التعاون الدولي، والسفير الكندي لدى العراق، فور وصوله إلى اجتماع مغلق في المطار مع بارزاني ورئيس وزراء الإقليم نيجيرفان بارزاني وعدد من الوزراء. وأفادت مصادر مطلعة بأن رئيس الوزراء الكندي سيناقش مع القيادة الكردستانية الحرب التي تخوضها قوات البيشمركة ضد تنظيم داعش وتقديم مساعدات عسكرية لهذه القوات ووضع اللاجئين والنازحين إلى إقليم كردستان والذين يقدر عددهم بأكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ. كما تشارك القوات الجوية الكندية في الحرب ضد «داعش» ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، كما أن لدى كندا مجموعة من المستشارين العسكريين في إقليم كردستان يساعدون في تأمين استشارات استراتيجية وتكتيكية لقوات البيشمركة. وعلى صعيد آخر، كشف مسؤول عراقي اليوم عن موافقة الولايات المتحدة الأميركية على تسليح أبناء العشائر لمقاتلة تنظيم داعش في محافظة الأنبار، مشيرا إلى أن الدفعة الأولى من الأسلحة سوف تصل قريبا. وقال مزهر الملا عضو مجلس محافظة الأنبار إن الولايات المتحدة وافقت على تسليح أبناء الأنبار من أسلحة ثقيلة ومتوسطة ومختلفة من أجل محاربة تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات كبيرة من المحافظة. وأشار إلى أن السفير الأميركي بالعراق ستيوارت جونز أبلغ المجلس بموافقة الجانب الأميركي على تسليح أبناء العشائر. من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات العسكرية بمساندة العشائر من جهة وبين تنظيم داعش وسط ناحية الكرمة شمال شرقي الفلوجة. وأضاف مصدر في قيادة العمليات العسكرية أن القوات العسكرية تحاول التقدم وبسط سيطرتها على مركز الناحية الذي تسيطر عليه عناصر «داعش» لكنها تلقى مقاومة عنيفة من عناصر التنظيم فيما قصف التنظيم ناحية عامرية الفلوجة دون أن يخلف ضحايا بشرية في المواطنين، بحسب قوله.

 

النائب عمار حوري لـ «الراي»: لا حظوظ لعون في الرئاسة

بيروت - من ليندا عازار/الراي

فعلت «صرخة» زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون «فعلها» لدى حلفائه وتحديداً «حزب الله» اذ جدّد الاول تأكيد وقوفه كـ «خط دفاع» وراء «الجنرال» على جبهتيْ الاستحقاق الرئاسي والتعيينات الأمنية تحت سقف حفظ «ستاتيكو» الاستقرار الذي يحكم الواقع اللبناني في لحظة اقليمية بالغة الحراجة. وبدا من المناخ الذي ساد غداة لقاء الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مع العماد عون (مساء الخميس) ان التباين الذي ساد بين الطرفين مع انضمام الحزب الى انتقاد «تعطيل البرلمان» ثم تلويح «الجنرال» بان «مَن يتركني أتركه» قد تبدّد على قاعدة «تثبيت الاولويات» لكل من الجانبين، وتشديد الحزب على دعم زعيم «التيار الحرّ» في معركته الرئاسية وفي ملف القادة الامنيين الذي يريد عون منه ايصال صهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش، ولكن دائماً وفق معادلة «مع التعيين وضد الفراغ» في المراكز الامنية، وعلى ان يعود الى الحزب عون قبل اي «خطوة تصعيدية».

ولعلّ من أبرز نتائج هذا اللقاء رمي «هدية مسمومة» ثانية في أحضان تيار «المستقبل» الذي، بعد وضْع «مفتاح» انتخاب زعيم «التيار الحر» رئيساً للجمهورية في عهدته، بات هو ايضاً مَن تلقى كرة البت بمصير بلوغ روكز قيادة الجيش وسط معلومات عن ان «حزب الله» أبلغ الى «الجنرال» انه لا يملك لوحده القدرة على ضمان تعيين صهره وانه يحتاج الى موافقة الآخرين ولا سيما «المستقبل».

الا ان النائب عمار حوري (من كتلة الرئيس سعد الحريري) رأى في حديث الى «الراي» ان لقاء العماد عون والسيد نصر الله أكد المؤكد لجهة دعم «حزب الله» لترشيح زعيم «التيار الحر» لرئاسة الجمهورية، موضحاً «أما في ما خص التعيينات الأمنية، فكلنا مع مبدأ التعيين ولكن السؤال المحوري هو: اذا لم نتوصل الى إقرار تعيين هذا الشخص او ذاك داخل مجلس الوزراء، هل نترك المراكز الامنية القيادية في حال من الشغور؟ قطعاً لا، وعندها يكون التمديد أبغض الحلال».

وهل يرى ان «حزب الله» بوارد الوقوف مع عون حتى النهاية في اي خطوات تصعيدية يمكن ان يتبعها في ملف القادة الامنيين؟ اجاب: «لا يمكن ان أتكهّن بموقف الحزب، ولكنه عبّر أكثر من مرة عبر الإعلام عن انه لا يقبل بالشغور في مواقع القادة الامنيين».

وأكد رداً على سؤال ان «كسر المأزق يكون بنزول الجميع الى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية وربما يفوز العماد عون او يُنتخب غيره، واياً كان الفائز سنبارك له وذلك بمعزل عن السلوك الذي يعتمده البعض برفض الحضور الى مجلس النواب ما لم يحصل على تأكيدات مسبقة بأنه سيُنتخب». ولكن ألا يساهم «المستقبل» بمساعدة عون في المماطلة من خلال عدم إبلاغه الموقف الرسمي (عبر المفوض الرسمي التواصل معه اي النائب السابق غطاس خوري) من انتخابه رئيساً، ولماذا لا تبلغونه ذلك؟ يجيب حوري: «الجنرال عون تبلّغ الموقف مرات عدة». وحين نقول له: هل الموقف الذي اعلنه الرئيس فؤاد السنيورة بهذا المعنى اخيراً هو الموقف الرسمي لـ «تيار المستقبل»، يردّ: «الرئيس السنيورة هو رئيس (كتلة المستقبل)، ونحن قلنا ان من الواضح ان لا حظوظ للعماد عون ولا لغيره من المحسوبين على طرف او آخر، وحتى لمرشحنا الدكتور سمير جعجع، اذ من الجليّ ان لا مجال في الظرف الراهن إلا لرئيس توافقي».

واذ ردّ بـ «لا أعرف» على ما تم تداوله عن ان الرئيس الحريري سبق ان أبلغ الى عون انه يسير بالعميد روكز قائداً للجيش، أجاب حين سألناه لماذا لا تبلغون زعيم «التيار الحر» موقفاً نهائياً من تعيين روكز؟ «الموقف الرسمي يُترجم على طاولة مجلس الوزراء، اذ تُطرح الاسماء المرشحة لمراكز القادة الامنيين ويحصل التصويت، والاسم الذي ينال غالبية الثلثين يكون فاز. ولكننا ضد ان تكون مواقع القادة الامنيين محور بازار سياسي خارج المؤسسات الدستورية، فهذا يضرّ بالمؤسسات الامنية والعسكرية التي يفترض ان تبقى محيّدة عن كل التجاذبات السياسية، علماً ان آلية تعيين قادتها واضحة داخل مجلس الوزراء بأكثرية الثلثين وليس ضمن صفقات سياسية خارجه».

ولماذا لا تسيرون بالعميد روكز قائداً للجيش؟ يجيب: «يقال عن الجنرال روكز انه من أفضل الضباط، وبالتالي هذا موضوع يُبت في مجلس الوزراء لمصلحته او لمصلحة غيره، ولكن دائماً تحت سقف ان الفراغ في المراكز القيادية الأمنية غير مقبول». وهل يعني ان لا فيتو على روكز؟ يقول: «لم نضع فيتو على اي اسم». وهل يدعو عون الى الانسحاب من السباق الرئاسي لتعزيز فرص روكز؟ يجيب: «لا أقول ذلك. وأصلاً الجنرال عون لا حظوظ له في الوصول الى الرئاسة لاسباب موضوعية معروفة».