المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 23 آيار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 22 و23 آيار/15

الخرافة الكبرى؛ حزب الله مقاومة وجيش لبنان الجنوبي عميل/جولي ابوعراج/22 آيار/15

بشار: هل اقتربت النهاية/علي حماده/23 آيار/15

محمّد رعد كاشف الغطاء/الـيـاس الزغـبـي/23 أيار/15

بيضون للمستقبل: شهادة حموّد أحدثت نقلة هامّة في المحكمة، حزب الله المُحاصر إلى أين/علي الحسيني/23 آيار/15

جثث الحرس الثوري المتراكمة في حروب الشرق/داود البصري/23 أيار/15

غربة اللبنانيين عن مؤتمر المغتربين/سليم نصار/23 أيار/15

السعودية.. عملية انتحارية في مسجد بالقطيف تقتل 21 شخصا/العربية/22 أيار/15

المرشد الإيراني يأتي برئيس لبنان/احمد عياش/23 آيار/15

مشاورات فرنسية - فاتيكانية - سعودية لدرء أخطار استمرار الفراغ الرئاسي/خليل فليحان/23 آيار/15

شارل رزق باحثاً سياسياً لـ"النهار": زالت دولة لبنان النداءات إلى النواب لانتخاب الرئيس... مُضحِكة/ايلي الحاج/23 آيار/15

حصيلة جولة الوفود العونية: كل في موقعه مع سنة الفراغ حسابات للمرحلة الأخطر/روزانا بومنصف/23 آيار/15

لم أعد أريد رئيساً للجمهورية/عقل العويط/23 آيار/15

واشنطن: «داعش» تنظيم لم نرَ مثله/عبد الرحمن الراشد/23 أيار/15

بن لادن والربيع العربي/طارق الحميد/23 أيار/15

رسم خطوط التماس في سوريا «لدولتين» بدأت/أسعد حيدر/23 أيار/15

نهاية رَجُل مَيْت/بول شاوول/23 أيار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 22 و 23 آيار/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/5/2015

أسرار الصحيف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 ايار 2015

مقررات مجلس الوزراء: قبول ترشيح سفراء أجانب والموافقة على مشاريع

قهوجي استقبل النائب الفرنسي من أصل لبناني هنري جبرايل

قهوجي في امر اليوم: لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني المحتل

الجيش استهدف بالقذائف تحركات المسلحين في جرود عرسال

مقبل من عين التينة: الجيش في جهوزية كاملة وحاضر لصد اي هجمات

نائب وزير الخارجية الأرجنتيني: للاستقرار في لبنان والمنطقة بوابة هي إحترام سيادة كل بلد

جعجع: لإجراء اتصالات سريعة مع تركيا وقطر لاستجماع معلومات عن اللبنانيين المحررين من سجن تدمر

كتلة المستقبل: كلام رعد دليل افلاس وحساب "حزب الله" سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني والطائفة الشيعية خصوصا

نديم الجميل دعا المغتربين في أوستراليا الى الاستثمار في لبنان

الحريري يرى ان تفجير القطيف "يتقاطع مع الحوثيين وغيرهم":السعودية تحارب مشروع الاستيلاء الايراني

حزب الله" يحمل السعودية مسؤولية تفجير مسجد للشيعة في القطيف: انها تحرض وتحتضن القتلة

مؤتمر "الطاقة الاغترابية" اختتم أعماله بحضور باسيل وجريج وبوصعب والتوصيات دعت إلى تزخيم دور المغتربين

عقوبات أميركية على متورطين بدعم شركة إيرانية وطهران تهدد بضرب تل أبيب وحيفا بمساعدة “حزب الله”

تحرك رمزي لطلاب "القوات" رفضا للحكم بحق سماحة في المناطق كرم من بتوراتيج: كفى لهكذا محاكم إستثنائية

الاحرار: لتزويد المحكمة الدولية نسخة من فيديو سماحة ـ كفوري

جنبلاط استنكر تفجير القطيف: يستهدف ضرب إستقرار المملكة والتعرض لأمنها الوطني

مراح شديد ودعت ابنها الشهيد المعاون إدمون سمعان بمأتم مهيب خيرالله: تحد الفساد والرشوة شمس الدين: دماؤك لن تذهب هدرا

المجلس العدلي ختم المحاكمة في ملف متفرع عن قضية نهر البارد وأرجأ إفهام الحكم الى 12 حزيران

السنيورة عرض مع السفير الروسي الاوضاع في لبنان والمنطقة

بورتولانو زار رئيس مجلس القضاء الاعلى وعرضا سبل تفعيل التعاون والتقى القاضي سمير حمود

مؤتمر الطاقة الاغترابية تابع أعماله ونظم 12 ورشة باسيل: سفاراتنا وبعثاتنا جاهزة للمساعدة والتسهيل

طلاب الاحرار: أعلام وشعارات حزبية في كليات الحدث نضعها برسم الجامعة اللبنانية

المحكمة الدولية تستكمل استجواب السنيورة في 27 ايار

مكتب إبراهيم: لعدم نشر اخبار عن العسكريين المخطوفين الا بعد العودة االى المراجع المعنية

عائلات الطريق الجديدة : نحذر من مخطط جديد لاستهداف معارضين لحزب الله

الرياشي: تخفيف الاحتقان مع "التيار" مكسب استراتيجي و"الارض تشهد"

سليمان وفرنجية وعضوم إلى المحكمة الدولية؟

نعيم قاسم: حلفاء الأسد مستمرون في دعمه ولا حل سياسي من دونه

عون استقبل رئيسة وزراء الكوراسوا ونائب رئيس الوزراء الأرجنتيني/مخزومي: مبادرة عون منطقية

خوري: لا ردود نهائية على مبادرة عون

حزب الله دان تفجير مسجد الإمام علي في القديح: نحمل السلطات السعودية المسؤولية الكاملة

ارسلان استقبل وفد "تكتل التغيير" ابي رميا: تهميش القرار المسيحي قائم ولا يمكن الاستمرار بنهج التمديد

السيد رد على جعجع: أدليت بشهادتي في قضية سماحة أمام أبو غيدا

قبلان: علينا ان نحافظ على المقاومة لتكون عونا لنا في الشدة

قاسم: مسيرة المقاومة منتصرة لانها مع تحرير الوطن والكرامة

فضل الله : لتكريس الوحدة في وجه العابثين بأمن الوطن عند حدوده الشرقية

قبيسي في عيد التحرير والمقاومة: تحية لكل شهيد وجريح ومعتقل فهم صناع الانتصارات

احمد قبلان: هناك تهديدات صهيونية وتكفيرية والمواجهة ينبغي أن تكون شاملة
النابلسي: لولا حزب الله لكان لبنان في مهب الريح

المرصد الاشوري ندد بخطف الاب مراد: أعمال إجرامية لاثارة الفتن وضرب الوجود المسيحي

جمعية فرنسية: خطف كاهن في محافظة حمص السورية

داعش تبنى الهجوم الانتحاري على المسجد في القطيف

الداخلية السعودية: 19 شخصا على الاقل قضوا في تفجير مسجد القديح

المفاوضات بين ايران والدول الكبرى تستأنف الثلثاء في فيينا

هولاند: فرنسا تدعو مجددا الى مفاوضات جديدة في جنيف حول الوضع في سوريا

العربي الجديد : اليمن : مشاورات سياسية واستعدادات عسكرية لـ"السيوف القاطعة"

الإرهاب يضرب مسجداً في القديح... والضحايا 21

الفرنسية»: داعش» يتبنى الهجوم على مسجد القطيف... ويكشف هوية المنفذ

أوباما: علاقتنا بدول الخليج ستتأثر اذا طورت برنامجاً نووياً

أسامة بن لادن حذر أتباعه من تكوين داعش

الجيش التركي يحمّل الاستخبارات مسؤولية سياسة أردوغان

تدمر تنتظر مصيرها ... و «داعش» يحتل نصف سورية

قضاة مصر ينفون اتهامات بـالتسييس

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس متّى05/من43حتى48/ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات

*الزوادة الإيمانية/ رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس06/10//20/من23حتى24/مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ معَ لَحمٍ ودَم، بَلْ معَ الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ووُلاةِ هذَا العالَم، عَالَمِ الظَّلام، ومعَ أَرْوَاحِ الشَّرِّ في الفَضَاء

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم باللغات العربية والإنكليزيو والفرنسية

*الياس بجاني/كذبة تحرير الجنوب اللبناني عام 2000/اضغط هنا لقراءة المقالة في جريدة السياسة

*بالصوت/تأملات وطنية ووجدانية في جريمة وخطيئة كل لبناني يحتفل بكذبة ما يسمى يوم عيد التحرير

*اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

*بالصوت/فورماتMP3/تأملات وطنية ووجدانية في جريمة وخطيئة كل لبناني يحتفل بكذبة ما يسمى يوم عيد التحرير/22 أيار/15

*بالصوت/فورماتWMA/تأملات وطنية ووجدانية في جريمة وخطيئة كل لبناني يحتفل بكذبة ما يسمى يوم عيد التحرير/22 أيار/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الخرافة الكبرى؛ حزب الله مقاومة وجيش لبنان الجنوبي عميل/جولي ابوعراج

*حكاية تدمر الحزينة مع اللبنانيين: مئات اختفوا في ظلمة المعتقل البعثي

*سليمان وفرنجية وعضوم إلى المحكمة الدولية؟

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/5/2015

*أسرار الصحيف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 ايار 2015

*مراح شديد ودعت ابنها الشهيد المعاون إدمون سمعان بمأتم مهيب خيرالله: تحد الفساد والرشوة شمس الدين: دماؤك لن تذهب هدرا

*مقبل من عين التينة: الجيش في جهوزية كاملة وحاضر لصد اي هجمات

*جعجع: لإجراء اتصالات سريعة مع تركيا وقطر لاستجماع معلومات عن اللبنانيين المحررين من سجن تدمر

*قضاء المحكمة الدولية تستمع الى ملخصات إفادات الشهود

*الاحرار: لتزويد المحكمة الدولية نسخة من فيديو سماحة ـ كفوري

*نديم الجميل دعا المغتربين في أوستراليا الى الاستثمار في لبنان

*قهوجي في امر اليوم : لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني المحتل

*كتلة المستقبل: كلام رعد دليل افلاس وحساب "حزب الله" سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني والطائفة الشيعية خصوصا

*المجلس الوطني لـ14 آذار أقر بطاقته التعريفية

*الرياشي: تخفيف الاحتقان مع "التيار" مكسب استراتيجي و"الارض تشهد"

*"واشنطن بوست": حلفاء اميركا السنّة سيقاطعونها حتـى تتبنـى سـياسـة فعّالـة تجـاه سـوريا

*نعيم قاسم: حلفاء الأسد مستمرون في دعمه ولا حل سياسي من دونه

*جثث الحرس الثوري المتراكمة في حروب الشرق/داود البصري/السياسة

*عقوبات أميركية على متورطين بدعم شركة إيرانية وطهران تهدد بضرب تل أبيب وحيفا بمساعدة “حزب الله”

*غربة اللبنانيين عن مؤتمر المغتربين/سليم نصار/الحياة

*السعودية.. عملية انتحارية في مسجد بالقطيف تقتل 21 شخصا

*شارل رزق باحثاً سياسياً لـ"النهار": زالت دولة لبنان النداءات إلى النواب لانتخاب الرئيس... مُضحِكة/ايلي الحاج/النهار

*بشار: هل اقتربت النهاية/علي حماده/النهار

*مشاورات فرنسية - فاتيكانية - سعودية لدرء أخطار استمرار الفراغ الرئاسي/خليل فليحان/النهار

*المرشد الإيراني يأتي برئيس لبنان/احمد عياش/النهار

*حصيلة جولة الوفود العونية: كل في موقعه مع سنة الفراغ حسابات للمرحلة الأخطر/روزانا بومنصف/النهار

*لم أعد أريد رئيساً للجمهورية/عقل العويط/النهار

*واشنطن: «داعش» تنظيم لم نرَ مثله/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*بن لادن والربيع العربي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*محمّد رعد كاشف الغطاء/الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*رسم خطوط التماس في سوريا «لدولتين» بدأت/أسعد حيدر/المستقبل

*نهاية رَجُل مَيْت/بول شاوول/المستقبل

*بيضون لـ «المستقبل»: شهادة حموّد أحدثت نقلة هامّة في المحكمة «حزب الله» المُحاصر.. إلى أين/علي الحسيني/المستقبل

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس متّى05/من43حتى48/ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات

"قالَ الربُّ يَسوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَكَ وأَبْغِضْ عَدُوَّكَ. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم، وصَلُّوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُم، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَاوَات، لأَنَّه يُشْرِقُ بِشَمْسِهِ عَلى الأَشْرَارِ والأَخْيَار، ويَسْكُبُ غَيْثَهُ عَلى الأَبْرَارِ والفُجَّار. فَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُم؟ أَلَيْسَ العَشَّارُونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ وإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلى إِخْوَتِكُم وَحْدَهُم، فَأَيَّ فَضْلٍ عَمِلْتُم؟ أَلَيْسَ الوَثَنِيُّونَ أَنْفُسُهُم يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِين، كمَا أَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ هُوَ كَامِل".

 

الزوادة الإيمانية/ رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس06/10//20/من23حتى24/مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ معَ لَحمٍ ودَم، بَلْ معَ الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ووُلاةِ هذَا العالَم، عَالَمِ الظَّلام، ومعَ أَرْوَاحِ الشَّرِّ في الفَضَاء

"يا إِخْوَتي، تَشَدَّدُوا بِالرَّبِّ وَبِقُدْرَةِ قُوَّتِهِ. إِلْبَسُوا سِلاحَ الله، لِتَسْتَطِيعُوا مُقَاوَمَةَ مَكايِدِ إِبْلِيس؛ لأَنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ معَ لَحمٍ ودَم، بَلْ معَ الرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ووُلاةِ هذَا العالَم، عَالَمِ الظَّلام، ومعَ أَرْوَاحِ الشَّرِّ في الفَضَاء. لِذَلِكَ ٱتَّخِذُوا سِلاحَ اللهِ الكَامِل، لِتَسْتَطِيعُوا المُقَاوَمَةَ في اليَومِ الشِّرِّير، حتَّى إِذَا تَمَّمْتُم كُلَّ شَيءٍ تَثْبُتُون. فَٱثْبُتُوا إِذًا، وشُدُّوا أَوسَاطَكُم بِالحَقّ، وَٱلبَسُوا دِرْعَ البِرّ، وَٱنْعَلُوا أَقْدَامَكُم بِٱسْتِعدَادٍ لإِعْلانِ إِنْجِيلِ السَّلام. إِحْمِلُوا في كُلِّ حينٍ تُرْسَ الإِيْمَان، بِهِ يُمْكِنُكُم أَن تُخْمِدُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ المُلْتَهِبَة. ضَعُوا خُوذَةَ الخَلاص، وتَقَلَّدُوا سَيْفَ الرُّوح، الَّذي هُوَ كلامُ الله. صَلُّوا كُلَّ وَقتٍ في الرُّوح، بِكُلِّ صَلاةٍ وطِلْبَة. وكُونُوا هكَذَا سَاهِرِين، مُواظِبِينَ كُلَّ المُوَاظَبَة، وضَارِعِينَ مِن أَجْلِ جَمِيعِ القِدِّيسِين، ومِن أَجلِي، لِكَي أُعْطَى كَلِمَةً أَنْطِقُ بِهَا، فأُعَرِّفَ بِجُرأَةٍ سِرَّ الإِنْجِيل،

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم باللغات العربية والإنكليزيو والفرنسية

يا رب، أرسل الرّوحَ القدس كي يهب العزاءَ والشدّة للمسيحيين المضطهدين


الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

عنوانهاكذبة تحرير الجنوب اللبناني عام 2000/اضغط هنا لقراءة المقالة في جريدة السياسة
 

بالصوت/تأملات وطنية ووجدانية في جريمة وخطيئة كل لبناني يحتفل بكذبة ما يسمى يوم عيد التحرير

اضغط هنا لدخول صفحة التعليق على موقعنا الألكتروني

بالصوت/فورماتMP3/تأملات وطنية ووجدانية في جريمة وخطيئة كل لبناني يحتفل بكذبة ما يسمى يوم عيد التحرير/22 أيار/15

بالصوت/فورماتWMA/تأملات وطنية ووجدانية في جريمة وخطيئة كل لبناني يحتفل بكذبة ما يسمى يوم عيد التحرير/22 أيار/15
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

الخرافة الكبرى؛ حزب الله مقاومة وجيش لبنان الجنوبي عميل

جولي ابوعراج /22 أيار/15

خمسة عشر عامًا خارج حدود الوطن.

عقد ونيف من الزمن على مسار مشوه من العدالة شاء أن يرسم قدر أبناء الجنوب اللبناني، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا، كونهم ضحايا التاريخ والجغرافيا.

خمسة عشر عامًا على منفى  فرض علينا أن نكون خارج حدود الوطن بعد أن تأقلمنا معه أكثر من ثلاثين عامًا في قلب الوطن، دفاعًا عن هوية وأرض.

أعوام كفيلة في إعادة صياغة معنى العدل في لبنان الذي لا يزال مغيبًا لغياب الضمائر، ولكن الحق لا يعلى عليه، لتكفل التطورات  والمستجدات التي تعصف بالمنطقة كشف الحقائق التي غُيبت لتستر عورة من ادعوا مرارًا وتكرارًا أنهم مقاومون فاذا بهم قوم بهاتون عيابون ..

اتهم "جيش لبنان الجنوبي" بالعمالة لإسرائيل، في الوقت الذي دافع عن أرضه وعرضه وهويته في وجه المد الفلسطيني الذي لم يتوان عن ارتكاب أبشع المجازر بحق أبناء المنطقة الحدودية،  ولا نغالي إن قلنا إنه كان صورة عن "داعش" اليوم بتفاصيله الإرهابية.

 قاوم "الجنوبي" بفخر وبسالة مشروع الدولة  الفلسطينية البديلة التي كانت نموذجًا عن " القوس السني" ونفوذه، ليصطدم بعد ذلك، بولاية الفقيه وتصدير مشروع  الهلال الشيعي الذي شاء القدر والظلم أن يكون لبنان موطئ قدم له، فاستمرت القضية ليكون "الجنوبي" أول من حذر ونبه من المشاريع الاستيطانية الهادفة للقضاء على لبنان الرسالة.

لبنان الرسالة الذي تجسد أيقونة في قلب المنطقة الحدودية، فالطائفية التي مزقت أديم لبنان وقفت عند حدودها لتصوغ التعايش الحقيقي، فكان المسيحي والشيعي والسني والدرزي في خندق واحد دفاعًا عن لبنان الهوية الواحد الأحد السرمدي الأزلي.

ويل لأمة! زورت معنى العدالة  وقلبت المفاهيم، فأبناء المنطقة الحدودية صنفوا "عملاء" رغم أنهم لم يحاربوا من أجل إسرائيل،   مهمتهم كانت دفاعية، حفاظًا على الأرض والكرامة،  في حين أن حزب الله يعرف بـ "الوطني والمقاوم"، على الرغم من دوره  كشرطي أمين لإيران، في  سوريا والعراق واليمن.

بئس وطن!  يرتدي فيه "الجنوبي" ثوبًا فصل لـ"حزب الله" وأعوانه في لبنان .

على مدى أعوام خلت،  تناول اللبنانيون ما طبخته إيران و"حزب الله"، وابتلعوه حتى بات الشعب، من دون أن يعرف، بمثابة إسفنجة لا تمتص من الماء إلا ما يتسرب إليها من الإسفنجة الأخرى،  ما يجعله بمنتهى الضعف والاتكال، هذا هو حال لبنان من قضية الجنوبيين الذين دخلوا إسرائيل.

نعم ! تعاون أبناء المنطقة الحدودية مع إسرائيل .. ولكنهم لم يكونوا يومًا شرطي سير لها، غير مستسلمين لمشيئتها.

كانت إسرائيل في أرضنا دون أن تنتقص من سيادتنا، ليست لأنها حضارية بل لأننا شعب لا يعرف الذل ولا يرضى بأحد عليه سيدًا .

والمفارقة، أن "الجنوبي" كان من أول الداعين لخروج الجيش الإسرائيلي من لبنان، مطالبًا الدولة اللبنانية بممارسة واجباتها  رافضًا أن يرمي بنفسه  تحت الدبابة أسوة بحسن نصرالله  في تعقيبه على إنسحاب الاحتلال السوري من لبنان.

بعد خمسة عشر عامًا، اللبنانيون في إسرائيل غير نادمين، لأنه شعب جعل حياته ضحية على مذبح الحق والحرية ولن يتوانى ان يجعلها بخورًا ... لقد اخذوا منه ارضه .. وسعادته وحرموه اهله لكنهم لم يأخذوا توقيعه على تسليم لبنان وهذا شرف لتاريخ ولشعب فضل الانكسار على الذل والتسليم لمشيئة الغرباء.

 

حكاية تدمر الحزينة مع اللبنانيين: مئات اختفوا في ظلمة المعتقل البعثي

النهار/خلال التسعينات حملت فاطمة عبدالله صرة ثياب والقليل من الطعام وأخذت تتنقل من محطة الى أخرى سعياً الى خبر عن شقيقها علي الذي اعتقلته استخبارات الاحتلال السوري في محلة الكولا، ونقلته على التوالي من "البوريفاج" الى عنجر ودمشق وصولاً الى تدمر، حيث تأكدت فاطمة من وجود علي، لكنها لم تستطع رؤيته وتركت ما كانت تحمل مع الحراس عند أحد الحواجز المحيطة بالمعتقل على أمل أن تصل الى شقيقها.

فاطمة اليوم خائفة أكثر على مصير شقيقها، بعدما وصلت الأخبار عن سقوط تدمر ومعتقلها الشهير وآثارها الأشهر في يد "داعش"، خصوصاً الاخبار التي شاعت أمس عن اطلاق 27 معتقلاً لبنانياً من بينهم خمسة مسيحيين، الأمر الذي يفتح ملف المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام السوري على مصراعيه.

لا اخبار لدى منظمات حقوق الانسان عن مصير المعتقلين، ويقول مدير مؤسسة "لايف" نبيل الحلبي انه يتواصل مع ناشطين حقوقيين واسلاميين في تركيا لتلقي اي معلومة وتبيان الحقيقة مفضلاً عدم التسرع في الموضوع، في حين يشير المعتقل السابق في سوريا الدكتور جوزف هليط الى ان الدفعة الأخيرة من اللبنانيين المعتقلين في تدمر لا يعود تاريخ اعتقالها الى أكثر من 15 عاماً فقط، اي منذ مطلع التسعينات (وفي هذه الحالة ربما كانوا من العسكريين المؤيدين للعماد ميشال عون والذين اعتقلوا في 13 تشرين الاول 1990). أما قناة "أورينت نيوز"السورية المعارضة فنقلت عن مراسلها في تدمر ان السجن الشهير أخلي من المعتقلين قبل 20 يوماً، ونقلتهم حافلات أسوة بنقل الدبابات والآليات الثقيلة والذخائر من المدينة وثكنها. واشار ناشطون الى معلومات غير مؤكدة عن نقل مجموعة قليلة من المعتقلين من سجن تدمر الى فرع أمن تدمر لاستخدامهم دروعاً بشرية، وتالياً لا يرجح أن يكونوا من اللبنانيين ولا "النصارى" تحديداً، بل من انصار "داعش" والحركات الاسلامية.

ويكاد معتقل تدمر البعثي يوازي في الأهمية آثار تدمر المدرجة في لائحة التراث العالمي، اذ انه مدرج في لائحة الاجرام العالمي وقد عرف اللبنانيون فصولاً كثيرة منه، اذ مر بزنزاناته لبنانيون مسيحيون ومسلمون ودروز وشيوخ وكهنة، ويروي من عاد سالماً نسبياً من هناك، أن جناح اللبنانيين كان يدعى "بيت الكتائب" ويضم عشرات المعتقلين من كل الفئات. وكتب هيثم المناع في كتابه عن "حقوق الانسان والديموقراطية في سوريا" ان تعداد السجناء في تدمر وصل الى 18 الفاً في الثمانينات، بقي منهم عند اصدار الكتاب العام 2001 حوالي 1200 معتقل، في حين لم يتمكن المفرج عنهم والذين لم يستوفوا بعد اطلاقهم مباشرة، من استعادة القليل من حقوقهم، اضافة الى معاناتهم النفسية وتشوهاتهم الجسدية بسبب التعذيب الوحشي. تعذيب يروي علي ابو دهن المعتقل السابق في تدمر فصولاً مرعبة عنه في كتابه "عائد من جهنم"، حيث وصلت الأمور الى اطعام السجناء الفئران والافاعي وأمور أخرى مهولة بلغت ذروتها في اعدامات جماعية.

ويشرح هيثم المناع في كتابه، انه "تحت شعار الحفاظ على الامن والاستقرار اقتيد اعداد من المعارضين الى محاكم عسكرية ميدانية، تم بموجب قراراتها اعدام الآلاف منهم"، ويشير الى معلومات من داخل سجن تدمر عن وفاة عشرة آلاف معتقل تحت التعذيب، واعداماً في مجازر كانت أبرزها المجزرة التي نفذها رفعت الاسد ضد معتقلي "الاخوان المسلمين" في اعقاب محاولة اغتيال شقيقه الرئيس حافظ الاسد.

وفي ما يلي عينة من اسماء الشهداء – الأحياء اللبنانيين في تدمر، أبرزهم يوسف داود عون الذي خطف من صغبين عام 1982 وزاره أهله في تدمر ثم منعت عنه الزيارات، ويوسف حنا يمين من زحلة، ورفيقه عادل خيرالله، وقد خطفا عام 1987 وزاره والده هناك وزارته شقيقته عام 1994، والياس إميل الهرموش الذي خطف عام 1976، وعندما كان بشارة مرهج وزيراً للداخلية أعطى أخاه نجيب ورقة "طلب زيارة" في تدمر من العميد ماجد سعيد.

 

سليمان وفرنجية وعضوم إلى المحكمة الدولية؟

ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية، أن مصادر إعلامية قريبة من “تيار المستقبل” تقول إن الرئيس ميشال سليمان سيستدعى الى المحكمة الدولية للاستماع الى شهادته، حول وقائع حصلت لدى توليه قيادة الجيش. كما أشارت “الأنباء”، وفقا لمصادر واسعة الاطلاع، إلى أن النائب سليمان فرنجية والذي كان وزيرا للداخلية يوم إغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سيستدعى ايضا للمثول أمام المحكمة من أجل النظر في مسألة طمس معالم وأدلة في مسرح جريمة الإغتيال. كما سيتم استدعاء مدعي عام التمييز ووزير العدل السابق عدنان عضوم.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 22/5/2015

الجمعة 22 أيار 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على الرغم من ان تطورات المنطقة مخيفة يستمر الوضع المحلي على حاله من التردي بما يدفع عامة اللبنانيين الى سؤال أهل السياسة عما ينتظروه لانتشال هذا الوضع والحؤول دون انزلاقه الى التطورات الإقليمية.

ما يزيد القلق من الوضع المحلي أن البلد على عتبة موسم السياحة وما من سائحين متوقع قدومهم الى الربوع اللبنانية والاسباب الدافعة الى ذلك عديدة ومنها الشغور الرئاسي منذ سنة وفرملة العمل التشريعي وعرقلة الدور القضائي ومنع التعيينات الامنية وهز جلسات مجلس الوزراء وشلل الدورة الاقتصادية وارتفاع الدين العام.

وفي رأي المتابعين لهذا الوضع أن هناك حاجة لخطوات إنقاذية لا تكون بالسجالات القيادية ولا التجمعات الشعبية الحزبية ولا بوضع عرسال وغيرها بين السندان والمطرقة.

وفي التطورات الإقليمية المتصاعدة ما يصح تسميته ببلوغ الخطوط الحمر. ففي بلدة القديح في القطيف في السعودية تفجير انتحاري في مسجد وسقوط تسعة عشر قتيلا وحوالى مئة جريح في صفوف المصلين.

وقد أكدت الداخلية السعودية حصول جريمة التفجير التي أدانتها هيئة كبار العلماء في المملكة ووصفتها بجريمة بشعة تهدف الى ضرب وحدة الشعب السعودي معتبرة ان منفذيها إرهابيون لهم إرتباطات خارجية. وقد توعدت الداخلية السعودية بملاحقة المتورطين في مخطط يستهدف النسيج الوطني.

وفي وقت لاحق أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير الانتحاري في القديح في القطيف السعودية.

ومن لبنان أدان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان جريمة التفجير وقال إن الاعتداء على السعودية هو إعتداء على أمن كل مسلم. وقال حزب الله إن أصحاب الفكر التكفيري لا يميزون بتفجيراتهم بين الشيعة والسنة أو بين مسلمين وغير مسلمين إنما يمارسون وحشيتهم ضد الجميع.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

حوارات نارية في لبنان وتمدد للنار في الاقليم. الحوارات العالية السقف هي بين تيار المستقبل وحزب الله وتنذر اذا لم يوضع حد لها بوقف جولات الحوار في عين التينة.

وقد تتعقد الأمور أكثر وتتحول مشكلة موقوتة داخل مجلس الوزراء اذا صدقت المعلومات التي اشارت الى أن الوزير اشرف ريفي سيطرح في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء تهديد النائب محمد رعد له.

علما أن الملفات الخلافية بين الطرفين كثيرة ولها تداعيات خطرة في عدد من المناطق اللبنانية لا سيما في عرسال.

حياتيا مسلسل التسمم تواصل ووصل الى عكار. أما مسلسل سحب أدوية من الأسواق فتكرر عبر سحب دواء Children Advil Suspension بسبب وجود خطأ في التعليمات المرافقة.

إقليميا العنف يتمدد. أبرز مظاهر التمدد تفجير انتحاري في محافظة القطيف شرق السعودية استهدف مسجدا للشيعة تزامن مع انفجار آخر في العاصمة اليمنية صنعاء استهدف حسينية للحوثيين.

ومع الانفجارين التطورات الميدانية في سوريا تفرض نفسها وهي حملت موسكو على الانفتاح على مشاريع حلول للأزمة السورية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

قبل خمسة عشر عاما في مثل هذا اليوم كان الجنوب بأهله ومقاومته يباشرون حصاد تضحياتهم وجهادهم وعطاءات شهدائهم بمباشرة العدو الاسرائيلي بالاندحار وعملائه بالفرار.

كانت رحلة الالف ميل التي خططتها المقاومة بدأت تعطي ثمارها نصرا وتحريرا للارض المباركة التي لم يبق منها سوى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ولتسجل نصر غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.

نصر المقاومة والتحرير يحضر في عيده الخامس عشر في ظل هجوم ظلامي غير مسوبق على الامة، تعمل على تمزيقها ايدي سبدأ كما حصل في التفجير الارهابي المجرم الذي استهدف المصلين في صلاة الجمعة في بلدة القديح في منطقة القطيف السعودية ما ادى الى اسشتهاد اكثر من عشرين شخصا وجرح العشرات في تطور هو الاول من نوعه داخل السعودية.

وبالعودة الى الاحتفالات اللبنانية بالتحرير فان امر اليوم لقائد الجيش العماد جان قهوجي كان واضحا لا استكانة حتى تحرير آخر شبر من التراب الوطني المحتل. وبالموازاة اعلن وزير الدفاع سمير مقبل من عين التينة عن جهوزية الجيش الكاملة لصد أي هجوم او اعتداءات على الاراضي اللبنانية من قبل المجموعات الارهابية.

وحول التعيينات الامنية وتحديدا قيادة الجيش قال مقبل "لنوصل الها منصلي عليها".

وبعيدا من التفاصيل اللبنانية خسر لبنان كما الكويت والامة العربية صديقا كبيرا برحيل رئيس مجلس الامة الكويتي الاسبق جاسم الخرافي.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ربما على فتوة حزب الله ورئيس كتلته النيابية محمد رعد أن يعيد وضع النظارات التي نزعها عن عينيه مؤخرا، كي يرى جيدا ما الذي يجري في لبنان والمنطقة والعالم.

فالعدالة التي تكمل مسيرتها في لاهاي، والتي ستعيد محاكمة مجرم الصبير ميشال سماحة في بيروت، وتوقف الإرهابيين في لبنان، وعدالة التاريخ التي أسقطت أنظمة وتعمل في سوريا منذ سنوات لإسقاط نظام القمع الدموي الأسدي، هذه العدالة لن ترحم أحدا، خصوصا الذين يظنون أنه ما زال في إمكانهم التهديد والتهويل.

حيطان كثيرة سقطت في دول عربية كثيرة، حيطان القمع والقتل، حيطان الخوف والرعب، حيطان الصمت والقتل، وستسقط حيطان التهديد في لبنان، قريبا جدا.

ومن تهديد رعد وزير العدل اشرف ريفي والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري بأن "حسابو بعدين"، إلى تهديدات حزب الله وإعلامه باجتياح عرسال وجرودها، بعدما فشلت حربهم السياسية والإعلامية والعسكرية في القلمون.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

صارت المعادلة واضحة في لبنان: ممنوع انتخاب رئيس، في انتظار حسم المعركة الإقليمية. وممنوع تفجير الوضع في بيروت، لأن العالم كله مشغول بتلك المعركة... وبين الممنوعين، صار الهامش المتروك لحركة السياسة اللبنانية ضيقا جدا. والأسوأ، أنه أصبح مرتبطا، لا بل مربوطا، بـ barometre التطورات الإقليمية.... فإذا هبت عاصفة الحزم، صار الرئيس الحريري معلقا فوريا على خطابات السيد نصرالله... لكن، متى سقطت القلمون، غابت التعليقات والتغريدات... إذا تحدث جون كيري عن ضرورة التفاوض مع بشار الأسد، فتحت خطوط الاتصال بين بيت الوسط والرابية... أما إذا اجتاحت داعش "تدمر"، فيصير فؤاد السنيورة في حالة نشوة وهو يخاطب نواب التكتل... هكذا، كل المواقف والمواقع والتموضعات، تبدو مدوزنة على مقام داعش الشرقي، أو موزعة وفق "تخت النصرة القاعدي"، أو موقعة بأسماء لا تعرف من زمن السيادة إلا "تاء الوصاية المربوطة"... مع أن ما هو واقع سيظل واقعا. ومع أن الأيام والأعوام أثبتت أنه لا يصح إلا الصحيح. مع كل الرجاء طبعا، بأن يصح المريض من الوصايات... عل الحوار اللبناني - اللبناني يصير حاسما وصريحا وبناء... فهل كان كذلك حوار موفد الحريري إلى الرابية مساء أمس؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

الثاني والعشرون من ايار، وما سبقه وما أعقبه من العام الفين: سلسلة ايام ذهبية صاغتها الدماء ورسختها التضحيات.

اليوم، كانت حولا تفتح بوابة التحرير باتجاه بنت جبيل، المدينة الجنوبية الصامدة التي استحقت وسام عاصمة التحرير، وكانت شاهدة على خطاب "بيت العنكبوت" وفتح عهد المعادلات العابرة للزمن.

ومن يوم التحرير، مرورا بالانتصار الالهي في تموز، وصولا الى انجازات المقاومة فوق قمم السلسلة الشرقية: كانت المقاومة ولا تزال حيث يجب ان تكون. تحرر ارضا، تصون حدودا، وتحمي عبر معادلة الجيش والشعب والمقاومة ظهر اللبنانيين وسيادة وطنهم من خطر الصهاينة والتكفيريين.

التكفير العابر للجغرافيا بالاجرام والارهاب حصد اليوم في السعودية عشرات الشهداء والجرحى من المصلين في احد مساجد القطيف.

جريمة حمل حزب الله السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عنها بسبب رعايتها واحتضانها ودعمها للمجرمين القتلة فكريا وإعلاميا وسياسيا، ولتقصيرها في تقديم الحماية لمواطنيها من أبناء المنطقة الشرقية، لا بل تحريضها عليهم من على المنابر وفي وسائل الإعلام.

وفيما تتواصل الجريمة السعودية الاميركية بحق اليمنيين... يقابلها هؤلاء بمزيد من التماسك والصمود، بينما يترجم الجيش اليمني واللجان الشعبية سياسة الدفاع عن النفس على الحدود بالسيطرة على مزيد من المواقع التي تنطلق منها الاعتداءات على الآمنين والمدنيين والحاق المزيد من الخسائر والهزائم بالمعتدين.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

جمعة الإرهاب التي تعاقدت مع سوريا أربع سنوات.. أفرغت حمولتها اليوم في القطيف السعودية بتفجير انتحاري استهدف الصلاة والمصلين من أعلى المئذنة الى سائر الساجدين السلطات السعودية أعلنت أن الانفجار نفذه انتحاري كان مزنرا بحزام ناسف يخفيه تحت ملابسه وقد خلف عددا من الشهداء. الروابط السياسية للانفجار اكثر من أن تعد لعل أكثرها سخونة الصاعق الموصول باليمن ما دفع حزب الله الى توجيه الاتهام إلى المملكة لرعايتها واحتضانها الإرهابيين.. غير أن الدولة الإسلامية حسمت المسؤوليات وتبنت التفجير وبالنسبة الى داعش فإن دماء القطيف واحدة من دم معلق على دولة سوداء تمتد من المدن إلى المعابر وتغلق ممرات دول وتسيطر على شرايينها الحيوية.

توسع التنظيم الإرهابي لا يوازيه دهشة سوى حجم الجوائز التي يكافأ بها مسبقا من جيشين عربيين.. فالعراقي ينسحب من المدن والمعابر من دون ارتكاب أي مبادرة إلى المعركة.. والسوري يحذو حذوه جيوش تترك ساحاتها.. وتحالف دولي من اثنتين وستين دولة يخوض حربا وهمية منذ أشهر... وكلما كثف طلعاته تمددت دولة داعش.

ثلاثة آلاف وسبع مئة غارة منذ الصيف الماضي.. بنت دولة. خمسة وعشرون مليار دولار دفعت من خزينة العراقيين وحدهم وإذ بداعش يصبح التنظيم الأكثر تسلحا وقدرة على خوض الحروب وبعد كل هذا النزف.. استيقظ باراك أوباما على تدريب وتجهيز العصائب العراقية.. وراح من باله أن يدرب الجيش ويسلحه وهو الذي أهله طوال عشر سنوات مستخدما طريقة الأمم المتحدة في تسخير النفط في مقابل السلاح. أوباما اليوم يفكر في إستراتيجية جديدة لكنه لم يصارح العرب بأنه لم تكن لديه في السابق إستراتجية قديمة بل قرارات ارتجالية بأسلوب الكاوبوي الأميركي يفكر الرئيس الأميركي عن كل العرب.. ويلغي ما تيسر من محتوياتهم العلوية دماغيا في حال وجودها ويقامر بإستراتيجيات غير موجودة وخطط حرب تقود إلى تعزيز المنشأة الإرهابية الأولى.. داعش لا تفكروا.. فنحن نفكر عنكم.. ما لزوم التسلح النووي فإسرائيل لها السبق واستغباء العرب من قبل أميركا يصيب بعدواه الدولة الفرنسية التي ابتلعت كل تصريحاتها السابقة فأعلن رئيسها فرانسوا هولاند عن بذل جهود جديدة بحثا عن السلام في سوريا. سباق فرنسي أميركي في تسجيل أفضل كذبة على العرب.. حيث الفرنسي دعم الإرهاب حتى المذاق.. والأميركي استخدم أموال العرب في حروب فاشلة أرست دعائم الدولة الإسلامية.

 

أسرار الصحيف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 22 ايار 2015

الجمعة 22 أيار 2015

النهار

وقّعت دار الفتوى اتفاقاً مع مؤسسة أجنبية للمساعدة في إعادة تنظيمها الإداري والمالي بغية مأسستها بشكل عصري.

رشح أن "حزب الله" استعمل في القلمون سلاحاً كان أعدّه لمفاجأة إسرائيل في حرب مقبلة.

السفير

نُقل عن وزير الدفاع الوطني قوله في موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي أنه حتى نصل إلى أيلول "نصلّي على النبي".

تردد أن مدير مخابرات الشمال السابق العميد عامر الحسن التحق مؤخراً بمركز عمله الجديد كملحق عسكري في بريطانيا، بعد موافقة الحكومة البريطانية على أوراق اعتماده.

بدأت أوساط سياسية ودينية تتحدث عن إمكان إجراء الانتخابات في مجلس مذهبي لم يشهد أية انتخابات منذ 40 عاماً.

المستقبل

يقال

إنّ وزير العدل أشرف ريفي ردّ على سؤال أحد النواب عن تفسيره لتهديدات النائب محمد رعد بالقول: "إذا طلع بإيدو ما يقصّر وفي كل الأحوال خذوا أسرارهم من صغارهم".

اللواء

تُعاني نُخبة مسيحية، تتردَّد على طامح رئاسي بارز، من إنتقادات ضمنية، تنتظر فُرصاً مناسبة للإفصاح عنها!

ما يزال وزير ناشط يخشى من عدم إقرار الموازنة لعام 2015، والإكتفاء بالإتفاق على أرقامها!

بعدما زالت الأسباب، عادت العلاقات بين قطب وسطي ونائب شوفي إلى سابق عهدها، لجهة التفاهم والتنسيق وأكثر..

الجمهورية

تساءلت أوساط عن الأسباب التي حالت دون توضيح رئيس كتلة نيابية مواقف صدرت عنه، واعتبرها خصومه أنها بمثابة تهديد.

لاحظت مصادر مراقبة أنّ التطورات الميدانية في سوريا والعراق تؤشّر إلى توجّه يرمي إلى إعادة ترسيم حدود النفوذ والكيانات.

رأت مصادر سياسية أنّ العلاقة بين مرجع نيابي ورئيس تكتل ستبقى مضبوطة تحت سقف استراتيجي وإدارة الحزب الرئيس في هذا المحور.

وُضعت زيارة وفد نيابي لمرجع عسكري في إطار التنويه بدوره والوقوف على رأيه من قضية قضائية وأخرى عسكرية.

البناء

لفت انتباه متابعي قناة "العربية" ليل أمس، وخصوصاً أقارب وزملاء المذيعة نجوى قاسم، ما قاله لها السجين اللبناني السابق في سورية علي أبو دهن، أثناء حديثه معها عن ظروف إعتقاله عام 1987، وذلك بسبب انتمائه إلى "القوات اللبنانية"، عندما أشاد بها بقوله: "كنت معنا يومها وكنت تعرفين الظروف التي واجهناها".

 المرصد الاشوري ندد بخطف الاب مراد: أعمال إجرامية لاثارة الفتن وضرب الوجود المسيحي

الجمعة 22 أيار 2015

وطنية - أعلن مراقبو المرصد الآشوري لحقوق الإنسان في بيان، عن "خطف جهة مجهولة الاب يعقوب (جاك) مراد رئيس رهبانية دير مار موسى الحبشي، ورئيس دير مار اليان في مدينة القريتين المتاخمة للبادية السورية، والتابعة لمحافظة حمص من مقر إقامته في دير مار اليان".

وذكر البيان، أن "الأب يعقوب (جاك) مراد من مواليد مدينة حلب السورية (في العقد الرابع من عمره) هو رئيس دير الرهبان الكاثوليك في سوريا، والذّي أعاد الأب اليسوعي المختطف باولو دالوليو إنشاءه عام 1982. ويعتبر احد كهنة أبرشية حمص والنبك للسريان الكاثوليك".

ودان المرصد بشددة "عملية الخطف التي طاولت الاب يعقوب (جاك) مراد الذي كرس حياته من أجل نشر المحبة وترسيخ قيم الأخوة والتسامح والعدالة والعيش المشترك بين كل أطياف الشعب السوري، إذ تبنى مبدأ الحوار مع المسلمين السوريين منذ اعوام عدة إلى جانب زميله في الرهبانية الأب باولو دالوليو(60 عاما)المخطوف لدى تنظيم "داعش" في مدينة الرقة السورية في 29 تموز 2013".

وندد ب"عمليات الخطف التي تطاول كل السوريين أيا كانت الدوافع والأسباب، فإننا نعتبر عملية خطف الاب يعقوب مراد، ومن قبلها خطف المطرانين يوحنا (إبراهيم) وبولس( يازجي)، والآباء كيال ومعوض ودالوليو، وغيرهم أعمالا إجرامية تهدف إلى إثارة الفتن الطائفية وضرب الوجود المسيحي، والإساءة الى قيم العيش المشترك"، وطالب "الجهات المتصارعة على الارض السورية بتحمل مسؤولياتها، وتحييد المدنيين عن الصراع الدائر في البلاد، وبذل أقصى الجهود من أجل تحريرهم فورا وإعادة كل منهم إلى رعيته وشعبه".

 

مراح شديد ودعت ابنها الشهيد المعاون إدمون سمعان بمأتم مهيب خيرالله: تحد الفساد والرشوة شمس الدين: دماؤك لن تذهب هدرا

الجمعة 22 أيار 2015 /وطنية - ودعت بلدة مراح شديد في قضاء البترون ابنها الشهيد المعاون إدمون رياض سمعان الذي استشهد بعد إصابته خلال تبادل إطلاق النار بين عناصر مكتب مكافحة المخدرات وأحد المطلوبين بتهمة تجارة المخدرات في الحمودية، وذلك خلال مأتم شعبي حاشد ووسط جو من الحزن والاسى والغضب. وترأس الصلاة لراحة نفسه راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله في كنيسة السيدة في مسقط رأسه، في حضور ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب شقيقه كمال، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وقائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري المقدم روبير مسعود، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي المقدم علي رمال، ممثل المدير العام للأمن العام الملازم أول سامي عويجان، ممثل المدير العام لجهاز أمن الدولة النقيب إيلي وهبه، رئيس قسم المباحث المركزية العميد فؤاد حميد خوري، رئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العميد غسان شمس الدين وعدد من كبار الضباط بالاضافة الى حشود من المشاركين واهل الشهيد.

خيرالله

بعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله كلمة ثمن فيها مزايا الشهيد وصفاته "وهو الذي تحدى الخطر مرات عدة خلال خدمته، ضحى بذاته لكي يقوم لبنان جديدا ودولة جديدة ومؤسسات تليق بالدولة والمجتمع والوطن لتحمينا جميعا". وقال: "لا تخافوا، ادمون تحدى الفساد والرشوة وكل انسان يرفض ان يكون تحت القانون وفي خدمة الوطن، واذا دفع الثمن غاليا لا تخافوا لبنان سيقوم من جديد بفضله وبفضل ابطال كثيرين غيره وبفضل مؤسساتنا الامنية والعسكرية.لا تخافوا، لبنان سيعود الى رسالته السامية، سيعود نموذجا للعالم كله بالمحبة والسلام في العدالة واحترام الانسان واحترام حرية وكرامة كل انسان، لبنان سيعود والدولة ستعود في سبيل الحفاظ على حرية وكرامة كل واحد منا". وختم: "لا تخافوا، ادمون اليوم يدعونا جميعا الى ان نقبل التضحيات مهما كانت غالية في سبيل ان نعيد معا بناء الوطن والدولة ومؤسساتها".

شمس الدين

وبعد صلاة رفع البخور ألقى العميد شمس الدين كلمة تأبينية في الشهيد سمعان مثمنا اندفاعه وشجاعته وطيبته وقال: "كان مثالا لرجل الامن الصالح الذي يعمل بشكل عفوي ومتجرد حتى في ملاحقة المطلوبين للعدالة كان يتميز بعزة النفس وكان امينا على قسمه قولا وفعلا. لم يكن يساوره الشك ولم يرد بباله بالرغم من التعرض لاطلاق النار ومقاومة شرسة عدة مرات في بعض المهمات انه وفي يوم مشؤوم واثناء قيامه مع زملائه بواجبهم دفاعا عن المجتمع ستقوم حفنة من المجرمين بإمطاره بوابل من الرصاص والصواريخ الهدف منها القتل عن سابق تصور وتصميم، غير آبهين بالصفة الرسمية التي يحملونها وغير عابئين بهيبة الدولة مما ادى الى استشهاده واصابة عدد من زملائه اصابات خطيرة وحرجة". اضاف: "امام هذا العمل الغادر الخسيس كأصحابه، على جميع اللبنانيين ان يعلموا اي نوع من الكائنات نواجه ومن اي طينة او معدن جبلوا. فبالفعل انهم حثالة هذا الكون وليسوا من حثالة البشر لأن حثالة البشر لا تنطبق عليهم". وتابع: "بالرغم من المصاب الجلل وفداحة الخسارة لن ينجح أحد باستدراجنا الى لعبة الدم التي ليست من شيم رجال قوى الامن الداخلي بل سنعمل بكل ما أوتينا من قوة وسنضاعف جهودنا لحماية مجتمعنا حتى ولو كنا بحاجة الى ابسط الامكانيات. ونعاهد شهيدنا الغالي بأن دماءه لن تذهب هدرا وان عدالة القانون ستقتص من الذين نالوا من جسده الطاهر وعجزوا عن النيل من روحه الطاهرة التي ستبقى حية فينا".

وختم مخاطبا الشهيد بالقول: "حبيبي ادمون، كان لي الشرف بالخدمة معك وان شاء الله روحك بالسماء". وبعد أن أدت له ثلة من قوى الامن التحية وعزفت له موسيقى قوى الامن نشيد الموت حمل نعش الشهيد ملفوفا بالعلم اللبناني على أكف رفاقه وزملائه وووري الثرى في مدافن العائلة على وقع الاسهم النارية. بعد ذلك تقبلت عائلة الشهيد التعازي في صالة الرعية.

 

مقبل من عين التينة: الجيش في جهوزية كاملة وحاضر لصد اي هجمات

الجمعة 22 أيار 2015 /وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر اليوم في عين التينة، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل وعرض معه للأوضاع العامة والوضع الامني. وقال مقبل بعد اللقاء: "زيارتي اليوم تندرج في اطار الزيارات الدورية التي اقوم بها لدولته خصوصا في هذه الايام الدقيقة التي يمر بها لبنان. ونأتي لكي نأخذ رأيه في كل المواضيع المهمة. وقد بحثنا في القضايا التي تهم البلد العسكرية والسياسية وغيرها".

سئل: هل كان الجو إيجابيا؟

اجاب: "دائما نستفيد من دولة الرئيس للخبرة التي يتميز بها، ولذلك فأن اجتماعاتنا معه إيجابية دائما".

سئل: هل بحثتم في موضوع عرسال وتدخل الجيش لمواجهة التكفيريين؟

اجاب: "تكلمت عن قضية عرسال مرات عديدة، وأقول اليوم ان الجيش في جهوزية كاملة، وهو موجود على التلال الاستراتيجية من عرسال الى رأس بعلبك ويتخذ كل الاحتياطات اللازمة لصد اي هجوم او اي اعتداءات على الاراضي اللبنانية. يحدث احيانا بعض التسريبات غير المنضبطة ولكنها غير مهمة، فالحدود كلها منضبطة والجيش حاضر لصد أي هجمات". وعن التعيينات الامنية والعسكرية، قال: "بالنسبة للتعيينات، فان المستجد قريبا هو موضوع تعيين المدير العام لقوى الامن الداخلي، وهذه المسألة تكلمت بها واقول ان التعيينات التي تخص وزارة الداخلية هي منفصلة عن التعيينات في الجيش. وكما هو معلوم فان المستحق اليوم هو موضوع تعيين مدير عام قوى الامن الداخلي وهذا الموضوع يعالجه وزير الداخلية. اما بالنسبة لي كوزير للدفاع فأن الاستحقاقات التي ستحصل هي بعد ثلاثة او اربعة اشهر، وكما قلت وأردد اليوم "لنوصل عليها منصلي عليها". ثم استقبل الرئيس بري محافظ الجنوب منصور ضو.

 

جعجع: لإجراء اتصالات سريعة مع تركيا وقطر لاستجماع معلومات عن اللبنانيين المحررين من سجن تدمر

الجمعة 22 أيار 2015 /وطنية - طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عبر حسابه على "تويتر" الحكومة اللبنانية ب"إجراء اتصالات سريعة مع تركيا وقطر لمحاولة استجماع معلومات دقيقة عن اللبنانيين المحررين من سجن تدمر وعدم ترك أهالي المفقودين والأسرى فريسة للأقاويل والاشاعات من كل حدب وصوب". من جهة أخرى، هنأ جعجع "أهالي جبيل على اختيار مدينتهم عاصمة للسياحة العربية عام 2016"، وقال: "ليس بكثير على جبيل الأبجدية والفينيقيين وستة آلاف سنة حضارة أن تختار عاصمة السياحة العربية للعام 2016، هنيئا لبلدية جبيل وللجبيليين بهذا الإنجاز ودائما الى الأمام!".

 

قضاء المحكمة الدولية تستمع الى ملخصات إفادات الشهود

الجمعة 22 أيار 2015/وطنية - استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها اليوم للاستماع إلى ملخصات إفادات شهود في قضية عياش وآخرين. وقد عرض الإدعاء جدول وخريطة عن القطع الميكانيكية الخاصة بشاحنة الميتسوبيشي الكانتر والأماكن التي عثر عليها في ساحة الإنفجار.

 

الاحرار: لتزويد المحكمة الدولية نسخة من فيديو سماحة ـ كفوري

الجمعة 22 أيار 2015 /وطنية - رد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون على الاقتراحات والمشاريع المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، فقال: "ان أقصر الطرق وأضمنها، هي تلك التي تقود الى مجلس النواب للقيام بالواجب الدستوري وانتخاب رئيس جديد للجمهورية"، معتبرا ان "اي أمر آخر بمثابة إطالة أمد الفراغ خصوصا إذا كانت الاقتراحات المقدمة تخرج عن إطار اتفاق الطائف وتستوجب تعديلا للدستور، ونظرا لدقة الظرف واستثنائيته فإن المطلوب التعالي على المصالح الشخصية الضيقة والاستعداد لتقديم تنازلات تؤدي الى الخروج من دوامة المراوحة والانتظار المريب. علما ان الحالة المشكو منها يتم افتعالها من قبل حزب الله والتيار الوطني الحر اللذين يستمران في مقاطعة جلسات الانتخاب وتعطيل النصاب خدمة لأهداف محلية وإقليمية".

وجدد الحزب استنكاره "الحكم السياسي الذي اصدرته المحكمة العسكرية على ميشال سماحة والذي هدف الى حماية حلفاء النظام السوري في لبنان. ونراهن اليوم على قبول طلب تمييز الحكم وإعادة تصويب العدالة بما يعيد بعض الثقة بالمحكمة العسكرية التي يجب تعديل مهماتها لتنحصر بالشق العسكري . وأخشى ما نخشاه ان يشكل الحكم المخفف حافزا لارتكاب الجرائم وإشارة الى التساهل في التعاطي معها في وقت أشد ما نكون بحاجة الى الوقوف بحزم في وجه الجرائم ومرتكبيها وخصوصا تلك التي ينفذها الإرهابيون".

ودعا الى "تزويد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان نسخة من فيديو سماحة ـ كفوري الذي يثبت تورط الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا والذي يبرهن مسؤوليته عن الاغتيالات والاعتداءات التي تمت بنفس النوع من المتفجرات. مع الإشارة ان هناك من المعطيات التي تسمح بملاحقته ايضا أمام المحكمة الجنائية الدولية". وحذر من "التصريحات الصادرة عن قيادة حزب الله والتي تشي بخطط يجري اعدادها لتوسيع دائرة الصراع الى منطقة عرسال وهي تهدد بتعميق الشرخ الوطني والتسبب بمواجهات مذهبية. ونتساءل عن الحد الذي يمكن ان يبلغه هذا الحزب دفاعا عن النظام السوري وعن الهيمنة الإيرانية. ونذكر بتدرجه في تقديم الأعذار لتغطية انخراطه في النزاع بدءا من حماية بعض القرى الشيعية مرورا بالدفاع عن المقامات الدينية، وفي مقدمها مقام السيدة زينب وصولا الى مواجهة الإرهاب التكفيري. كما نذكر ان قمع النظام السوري واستعماله كل انواع الأسلحة هو الذي أجبر المعارضين على اللجوء الى السلاح للدفاع عن النفس، وهو الذي استجر الإرهابيين الذين باتوا يشكلون خطرا يجب مواجهته بشتى الوسائل".

 

نديم الجميل دعا المغتربين في أوستراليا الى الاستثمار في لبنان

الجمعة 22 أيار 2015 /وطنية - استقبل النائب نديم الجميل في مكتبه اليوم رئيس وأعضاء غرفة التجارة الاسترالية اللبنانية في حضور سفير أوستراليا غلن مايلز. وعرض رئيس الغرفة فادي الذوقي وأعضاء الوفد للنشاطات التي يقوم بها اللبنانيون في اوستراليا على الصعيد الاقتصادي والانمائي والاجتماعي. وأثنى النائب الجميل على دور الجالية اللبنانية في اوستراليا وشجع المغتربين على الاستثمار في لبنان ليساهموا في تنشيط الحركة الاقتصادية والعمرانية، ووعد الوفد بزيارة أوستراليا في أقرب فرصة.

 

قهوجي في امر اليوم : لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني المحتل

الجمعة 22 أيار 2015 /وطنية - وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي أمر اليوم إلى العسكريين، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة للمقاومة والتحرير، قال فيه: "أيها العسكريون، يطل عيد المقاومة والتحرير هذا العام، على وقع احتدام الأزمات الإقليمية، واستمرار الفراغ الرئاسي والتحديات الداخلية على أكثر من صعيد. لكنكم في موازاة ذلك، كنتم على قدر هذه التحديات، فتابعتم مهماتكم الوطنية بمنتهى الشجاعة والاندفاع، تحمون بصمودكم وإلى جانبكم شعبكم المقاوم، إنجاز التحرير من السقوط في مخططات العدو الإسرائيلي، وتحافظون بالتزامكم وتضحياتكم المعمدة بدماء رفاقكم الشهداء، على الاستقرار الوطني من عبث الإرهاب المتربص شرا بالوطن. مقدمين من خلال ذلك كله، مثالا عن الوحدة الوطنية، التي طالما شكلت علة وجود هذا الوطن وقوة استمراره، سيدا حرا مستقلا". اضاف :" أيها العسكريون، إن الحفاظ على صيغة العيش المشترك والإلتزام بالميثاق الوطني والولاء الكامل للبنان، أهداف سامية طبعت مهمات مؤسستكم طوال السنوات الماضية، فأثبتت بما لا يقبل الشك أن هاجسها الوحيد هو بقاء الوطن، وأن لا مكان في صفوفها للفئوية والتجاذبات السياسية أو للحسابات الخاصة مهما كان شأنها، لذا أدعوكم إلى الاستمرار على هذا النهج الوطني الجامع، الذي وحده يحمي لبنان، ويمنع أعداءه من استدراجه إلى أتون الفوضى والتشرذم والإنحلال. إن المصاعب أمامكم كبيرة، والمطلوب منكم الكثير، لكنني على ثقة تامة بقدرتكم على تخطيها، كما تخطيتموها من قبل". وتابع :"أيها العسكريون، بعد أن كان الجنوب ساحة مفتوحة للعدوان الإسرائيلي، وبوابة لرياح الفتنة إلى الداخل، أصبح واحة أمان واستقرار، بفضل إرادة أبنائه، وجهوزيتكم للدفاع عنه، ومساندة القوات الدولية لكم تنفيذا للقرار 1701. واليوم وبعد أن شكك البعض في قدرتكم على التصدي للتنظيمات الارهابية، نجحتم بقوة في كسر شوكتها وإحباط أهدافها التخريبية، ما رسخ ثقة اللبنانيين بكم، وشكل محط إعجاب الدول الصديقة، التي بادرت ولا تزال، الى تقديم الدعم العسكري النوعي الى مؤسستنا. وختم العماد قهوجي :"أيها العسكريون، في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، أستذكر وإياكم بإكبار وإجلال، أرواح شهداء لبنان وشهداء الجيش الذين بذلوا أرواحهم على مذبح الوطن، وأحيي رفاقكم الأبطال المختطفين لدى التنظيمات الإرهابية، وأعاهدهم بأن قضيتهم ستبقى أمانة في أعناقنا حتى تحريرهم وعودتهم محفوظي الكرامة الى عائلاتهم ومؤسستهم، وباسمكم أيضا أعاهد اللبنانيين، أننا لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني المحتل، وأن نحافظ على وطننا، أرضا وشعبا ومؤسسات، وأنا واثق بأنكم لن تبخلوا بعرق ودم لتستحقوا شرف هذه المهمة النبيلة".

 

كتلة المستقبل: كلام رعد دليل افلاس وحساب "حزب الله" سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني والطائفة الشيعية خصوصا

الجمعة 22 أيار 2015 /وطنية - أعلنت كتلة "المستقبل" النيابية، في بيان اليوم، "ان كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الاستعلائي والتهديدي الذي استهدف كلا من وزير العدل اشرف ريفي وامين عام تيار "المستقبل" احمد الحريري يثبت ما هو مثبت عن صورة "حزب الله" الذي يضرب بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف والتقاليد التي عاش عليها لبنان، فمن جهة هناك عناصر تابعة ل"حزب الله" متهمة باغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي الوقت عينه فان رئيس كتلة "حزب الله" لا يتورع عن اطلاق التهديدات العلنية بحق وزير في حكومة يشارك فيها وبحق مسؤول سياسي في تيار "المستقبل" الذي يدخل معه في حوار لإنقاذ البلاد من المشكلات والازمات". واعتبرت "ان هذا التهديد الذي يشكل اعتداء على السلم الاهلي هو الوجه الاخر لحركات التشدد والتطرف والارهاب التي تتفشى في المنطقة بسبب الطريقة التي تتصرف بها ايران وتملي على التابعين لها التصرف على اساسها وهذا واضح في اليمن ولبنان". واستنكرت الكتلة "استنكارا كبيرا التهديد الذي صدر عن النائب رعد، وحملته وحزبه مسؤولية ما قد يتعرض له امين عام تيار "المستقبل" ووزير العدل، كما أن الكتلة تقول ان "حساب حزب الله" سيأتي في ما بعد مع الشعب اللبناني عموما والطائفة الشيعية الكريمة بوجه خاص التي يورطها "حزب الله" في عداوات مع اللبنانيين وشعوب المنطقة العربية، كما أن الرأي العام والمواطن اللبناني هو الكفيل بالمحاسبة وفي الوقت المناسب، نتيجة شطط الحزب وخروجه عن الاجماع الوطني وتوريطه للبنان واللبنانيين في المشكلات والويلات المتعددة التي تبدأ في لبنان وتمر بمعارك سوريا وتعرج على حروب العراق، ولا تنتهي في اليمن، وأي بقعة أخرى أو أي بقعة اخرى يطلبها وينتقيها الحرس الثوري الايراني".

وأكدت ان "حزب الله بتصرفاته وسلوك قياداته، يعرض لبنان وسلمه الأهلي للخطر لأنه يتجاوز كل نقاط الإجماع الوطنية ولا يقف عندها أو يعيرها أي اهتمام". وختم بيان الكتلة: "كلام محمد رعد معيب، معيب، ودليل افلاس وتوتر وفقدان توازن وغياب اتزان، وهو لن يخيف اللبنانيين ولا تيار "المستقبل" لأنه يؤمن بلبنان ويعمل من أجله وليس من أجل إمبراطورية وهمية لن يكتب لها النجاح".

 

المجلس الوطني لـ14 آذار أقر بطاقته التعريفية

المركزية- أقرّ المجلس الوطني لقوى 14 آذار بطاقته التعريفية خلال اجتماع عقد ليل أمس. وعلمت "المركزية" ان اللمسات الاخيرة توضع على البطاقة التي سيعلَن عن صيغتها النهائية الاثنين او الثلثاء المقبلين، من خلال وسيلة اعلامية معينة او ربما عبر مؤتمر صحافي، ستتخلله أيضا دعوة الهيئة العامة للمجلس الوطني، الى انتخاب رئيس للمجلس وهيئة مكتب ولجان اختصاص، ويتم حاليا تحديد موعد العملية الانتخابية التي ستتم مبدئيا في 13 حزيران المقبل.

 

الرياشي: تخفيف الاحتقان مع "التيار" مكسب استراتيجي و"الارض تشهد"

موقع 14 آذار/اعتبر رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب 'القوات اللبنانية” ملحم الرياشي ان المشاركة في المؤتمر الاغترابي الذي عقده الوزير جبران باسيل كانت بناء على دعوة من 'الخارجية” والوزير شخصياً كذلك انا ناتجة طبعاً عن الحوار الذي يحصل بين بين 'القوات” و”التيار الوطني الحر”. من جهة اخرى، رأى الرياشي في حديث لـ”صوت لبنان الاشرفية” أن 'القوات” تدرس مبادرة العماد ميشال عون وامكانية العمل بها ضمن اليات الدستور. واوضح انه 'جرى التداول بمجموعة نقاط في اللقاء في معراب مع وفد التكتل وجرى بحث جدي للآليات ضمن الدستور”. ولفت ردا على سؤال الى ان الدكتور سمير جعجع كان وما زال وسيستمر القول ان المعطل الاساسي للانتخابات هو 'حزب الله” وخلفه ايران وقال ان 'للتيار الوطني الحر” مقاربة خاصة للموضوع الرئاسي لا نتفق معه فيها ونحن نسجل مواقف بالمبدأ ونذكر الامور في المكان اللازم”. واكد ان 'القوات موقفها واضح في صلب 14 آذار سواء برفض سياسة حزب الله وايران ولا لبس بموقفنا في ذلك”. ورأى الرياشي ان 'تيار المستقبل” و”حزب الله” حددا نقاط الحوار بينهما بتأمين الامن والامان للبنانيين في ظل منطقة عاصفة وهذا امر ملحّ واساسي

واضاف: 'توصلنا الى اعلان النيات بشكل كامل ويبقى الاعلان في وقت يحدده جعجع وعون ونحن بصدد وضع جدول اعمال اللقاء”، مشددا على انه 'بين القوات والتيار محادثات تطوي صفحات الخصام استمرت لـ30 سنة وتحول ما لم يتفق عليه الى نقاش”.

وشدد على ان 'تخفيف الاحتقان مع التيار مكسب استراتيجي و”الارض تشهد” على ذلك والحوار سيجرف رواسب الماضي والايام المقبلة ستخذل من يخالف هذا المنطق الجديد في اداء المخاطبة السياسية”.

واوضح الرياشي ان 'القوات قضيتها اكبر من ان تكون على خلاف مع التيار الوطني الحر والعكس صحيح وكل طرف يمارس قناعاته بكل رقي”. وختم: 'لم يذهب اي طرف الى الاخر بل نبحث عن مساحات مشتركة توقف الخصام وتخلق نقاط تفاهم”.

 

"واشنطن بوست": حلفاء اميركا السنّة سيقاطعونها حتـى تتبنـى سـياسـة فعّالـة تجـاه سـوريا

المركزية- اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية انه "كان واضحاً لبعض الوقت ان الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية تفي بتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بـ"تقويض وفي النهاية تدمير" تنظيم "داعش"، وهذا بسبب عدم وجود خطة لاجتثاث قاعدة الإرهابيين في سوريا". واضافت الصحيفة "مع ذلك، امل البعض ان تكون انصاف الحلول التي يقدمها اوباما كافية لدرء تقدم "داعش" في العراق، ما يعني ان مشكلة سوريا ستظل تؤرق الرئيس الأميركي المقبل، ولكن مع السقوط المثير للدهشة لمدينة الرمادي العراقية اصبح ذلك التفاؤل المتواضع محل شكوك". وذكّرت بان "اوباما اعلن يوم 11 شباط ان "داعش يتبنى موقفاً دفاعياً، وانه اوشك على الانهزام"، واثبت استرداد الجيش العراقي لمدينة تكريت في الشهر التالي صحة هذه التصريحات، غير ان الضربات الجوية الأميركية عجزت عن منع الهجوم المعقد الذي شنّه التنظيم للاستيلاء على الرمادي". واوضحت الصحيفة ان "الإرهابيين" عادوا مجدداً إلى ذبح الأسرى وإرغام المدنيين الخائفين على الفرار من ديارهم، واستولوا مجدداً على معدات عسكرية اميركية، بما في ذلك نحو 30 مركبة ارسلتها الحكومة إلى الرمادي في اليوم الذي سبق سقوطها، وفي ظل غياب مساعدة مكثفة من جانب الولايات المتحدة، لجأت الحكومة العراقية مجدداً إلى الميليشيات الشيعية والقوات المسلّحة الإيرانية التي تدعمها". ولفتت الصحيفة الى ان "الميليشيات الشيعية لا تستطيع إنقاذ العراق، وهو امر يدركه جيداً رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إذ تعد الأنبار المعقل الرئيسي للسنّة في العراق، ومن المؤكد ان الكثير من سكانها ينظر إلى الميليشيات بخوف يضاهي إن لم يتجاوز خوفهم من متطرفي تنظيم "داعش"، ومع ذلك، لن يأمر اوباما المدربين الأميركيين بالعمل مع القوات العراقية على الأرض، ولن يرسل المستطلعين الأميركيين لتعزيز فاعلية الضربات الجوية". واشارت "واشنطن بوست" إلى ان "داعش" اقام منذ عام تقريباً عبر مساحات شاسعة من اراضي العراق وسوريا دولة إرهابية من نوع ما يناهضها اوباما"، واعتبرت ان "الحلفاء السنة في المنطقة سيحجمون عن العمل مع الولايات المتحدة حتى تتبنى سياسة فعّالة تجاه سوريا، ولن تمضي العشائر السنّية في العراق لمواجهة "داعش" إلا إذا كانوا على يقين بأن الولايات المتحدة ستقف بجانبهم". ورأت الصحيفة ان "كل صراع ينطوي على انتصارات وانتكاسات كما اكد المتحدث باسم الإدارة الأميركية، ولكن عزوف اوباما عن تقديم دعم ملموس يطابق استراتيجيته المزعومة يهدد بإطالة امد هذه الحرب".

 

نعيم قاسم: حلفاء الأسد مستمرون في دعمه ولا حل سياسي من دونه

بيروت – رويترز: رأى نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم, أن منطقة الشرق الأوسط معرضة لخطر التقسيم من دون نهاية قريبة للحرب في سورية, حيث يقاتل عناصر الحزب الى جانب الرئيس بشار الأسد. وقال قاسم, في مقابلة مع “رويترز” مساء أول من أمس, إن المسلحين غير قادرين على اطاحة نظام الأسد على الرغم من المكاسب الأخيرة في المعارك بما فيها سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة تدمر. واعتبر أن “الأسد هو رئيس سورية الذي سيبقى بشكل طبيعي ومن أراد حلا سياسيا عليه أن يتعاطى مع الأسد ولا يوجد أي حل سياسي من دونه, ونحن نرى أن هذا الصمود الكبير الذي حصل في سورية لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر يؤثر فيه الأسد بشخصه بشكل كبير, من هنا نحن لا نعتبر أننا في مرحلة النقاش في مصير الأسد”. ولفت إلى أن الولايات المتحدة “ليست مستقرة, إلى الآن, على قرارات سياسية واضحة في المنطقة لذا هي تعتمد الفوضى البناءة على قاعدة أن ترى كيف تميل الامور ثم بعد ذلك تحسم اتجاهاتها”. وأشار إلى أن “المنطقة اليوم هي منطقة ملتهبة متوترة ليس فيها حلول مطروحة ويبدو أن هذا الأمر سيستمر لسنوات عدة, وهي معرضة أيضا لامكانية التقسيم في بعض بلدانها إلى أن تتغير معادلات ميدانية وتتوقف بعض المواقف الخطأ التي تعطي فرصة للارهاب التكفيري ليستمر”.

ورأى قاسم أن “الخطر الأكبر في مشروع التقسيم بالمنطقة هو على العراق لأن الولايات المتحدة تروج لهذا الأمر, ويبدو أن هناك مكونات في العراق تريد هذا الاتجاه لكن ليس الأمر ناضجا” بعد. وأكد أن سورية “لن تخضع, لذلك سيستمر التدمير, والحلول معلقة في سورية, ولا يوجد حل سياسي في المدى المنظور والمسألة متروكة للاستنزاف وللميدان ولانتظار التطورات الاخرى في المنطقة ولا سيما في العراق”. ورأى قاسم أن سيطرة “داعش” على تدمر جزء من الكر والفر في الحرب, قائلاً “إن كل ما يحصل في سورية هو عمليات كر وفر ميدانية لا تغير في المعادلة لا جغرافيا ولا سياسياً, تارة ينجح النظام في تحسين موقعه في مكان وأخرى ينجح داعش في تحسين موقعه في مكان اخر ولكن هذا لن يؤثر على الخريطة الميدانية العامة التي فيها سيطرة اجمالية للنظام وعدم امكانية اسقاطه”.

وأضاف “لا بد أن نكون دائما في حالة دفاع وانتباه واستعداد من أجل التحرير كي نقلص قدرتهم على أن يشكلوا خطرا على لبنان وعلى الواقع الموجود في المنطقة”.

وأكد أن “حلفاء سورية (إيران وروسيا و”حزب الله”) مستمرون في دعم سورية الأسد إلى النهاية مهما طال الزمن”, مضيفاً إنه “اذا كان هناك من يعتبر هذا الدعم سبب قوة, فهذه ليست اهانة ولا تهمة ومن حق الأسد أن يستعين بكل وسائل القوة”.

ونفى مساعدة “حزب الله” للمتمردين الحوثيين في اليمن, قائلاً “لا أعتقد أنهم (الحوثيين) في اليمن بحاجة الينا ولا الى ايران في هذه المرحلة, لديهم ما يكفيهم, الجيش اليمني جيش مسلح ولديه امكاناته وأيضا (جماعة) أنصار الله (الحوثية), وكل شاب يمني لديه سلاح وهذا معروف في اليمن والمعركة لا تحتاج أكثر مما يملكونه”.

 

جثث الحرس الثوري المتراكمة في حروب الشرق

داود البصري/السياسة/23 أيار/15

بين ركام الأحداث وثناياها تدور رحى حروب استنزافية رهيبة تحت ظلال ومسميات وذرائع وأسباب مختلفة, حصيلتها النهائية تتمثل في إدامة حرب استنزاف إقليمية طويلة المدى لتحقيق أهداف جيوسياسية لا تخطئ العين الخبيرة قراءة دلالاتها وأبعادها ومراميها.

فتطور ساحة العمليات الحربية في العراق منذ سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة الإسلامية صيف عام 2014, كان قد أسس لمعارك دموية مرعبة بعد انبثاق ما يسمى الحشد الشعبي نتيجة لفتوى الجهاد الكفائي التي استغلها الإيرانيون خير استغلال لتبرير تدخلهم العسكري الفظ والمباشر في الساحة العراقية بدعوى دعم الجيش العراقي لكن الحقائق والأهداف النهائية غير ذلك بالمرة, فقد كان الإيرانيون أسعد الأطراف بانهيار الجيش العراقي وضعفه, بل أنهم عمدوا جاهدين لتكسيحه وإخراجه من المعادلة من خلال التركيز على دعم الميليشيات الطائفية وتدريبها وتسليحها وخلق عصابات طائفية جديدة بأسماء وشعارات طائفية زاعقة تكرس الكراهية والحقد والانتقام في المجتمع العراقي, كما أن فتح أبواب النظام الإيراني أبواب العراق لإرهابيي النظام الإيراني القدماء من أمثال الإرهابي أبو مهدي المهندس قد جعل منهم قادة وزعماء يقودون الجموع الطائفية وينفذون الأجندة الإيرانية بكل حذافيرها, وهي أجندة قديمة ومعروفة بنظرتها الآيديولوجية المتطرفة وبهدفها المركزي في تصدير التخريب والطائفية والفوضى التي تجسدت في كل نقطة وصلها التأثير الإيراني كالعراق وسورية ولبنان واليمن.

الإيرانيون يقومون اليوم بإدارة معارك شرسة ومتنقلة يعتبرونها حاسمة ومصيرية لحماية خطوط الدفاع للتخوم الإيرانية التي طالت مواصلاتها كثيرا وتعقدت أطرها ومستلزماتها التعبوية وباتت تشكل عبئا كبيرا ومباشرا على الجهد العسكري والاقتصادي الإيراني, وقد لوحظ أخيرا ان حجم الخسائر البشرية الإيرانية في معارك الشرق القديم خصوصا في الساحتين العراقية والسورية قد تضخمت كثيرا بحيث أضحت التوابيت الإيرانية المرسلة عبر الحدود العراقية-الإيرانية بالعشرات يوميا معيدة ذكريات الحرب العراقية- الإيرانية الطويلة, ومؤكدة حجم ومساحة التورط الإيراني المباشر في النزاعات الإقليمية والمشكلات الداخلية لبلدان المنطقة.

هذا الوضع الاستنزافي قد ترك مؤثراته الواضحة على الداخل الإيراني وعلى حركة الشعوب غير الفارسية التي بدأت مسيرة انتفاضاتها القومية الهادفة للتخلص من الطغيان ومن نتائج التمييز العنصري والقومي ومن نهب لثروات تلك الشعوب وتصريفها في خدمة تأجيج المشاكل الإقليمية ودعم الفوضى والجماعات الفوضوية فيما يعاني المواطن الإيراني من مشكلات بنيوية وحياتية متراكمة.

لقد انتفض العرب في الأحواز والأكراد في كردستان و البلوش في بلوشستان وبدأ الآذاريون في أذربيجان ثورتهم الشعبية, وهي ثورات لشعوب لن تنتهي إلا بتحقيق الحقوق التاريخية والطبيعية, ومنها حق تقرير المصير? وبما يعني ان المستقبل الإيراني سيشهد تقزما بعد طول انتشار, وانحسارا بعد تمدد وهمي وزائف قائم على أحلام قوة وهمية لبلد ونظام غارق في المشكلات حتى الثمالة.

التوابيت الإيرانية المستمرة بالتدفق هي علامة واضحة من علامات نهاية طريق المغامرات ومجابهة الحقائق والوقائع الصادمة التي ستجعل من عروض القوة الحالية ذكرى من ذكريات الماضي السحيق, فالميليشيات الطائفية العراقية حمولة ثقيلة للغاية تستعملها إيران كسلاح نوعي في الساحة العراقية وتقاتل لتحقيق أهدافها من خلالها, لكنها في النهاية ستنهار وتتلاشى والولاء العراقي غير مضمون بالمرة وهذه الحقيقة يعرفها الإيرانيون لكنهم يحاولون استغلال الموقف لأبعد مدى! المهم أن طريق الكوارث الإيرانية المعبأ بتوابيت الشباب الإيراني ينبأ بنهاية المغامرة الإيرانية قريبا وأقرب مما يتصور البعض, فموارد إيران لا تسمح بإطالة أمد المعركة أطول مما هو كائن حاليا وجثث الحرس الثوري الإيراني باتت تطرز سماء الهزيمة الإيرانية الكبرى المقبلة.

 

عقوبات أميركية على متورطين بدعم شركة إيرانية وطهران تهدد بضرب تل أبيب وحيفا بمساعدة “حزب الله”

طهران, واشنطن – وكالات: حذرت إيران من أنها مستعدة لضرب حيفا وتل أبيب بمساعدة من “حزب الله” في حال حدوث أي هجوم اسرائيلي. ونقل موقع التلفزيون الرسمي الإيراني عن العميد يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الاعلى في ايران علي خامنئي قوله, مساء أول من أمس, إن نحو 80 ألف صاروخ لدى “حزب الله” جاهزة لقصف تل أبيب وحيفا. وأكد صفوي أن “ايران, وبدعم من حزب الله وحلفائها, قادرة على تدمير تل أبيب وحيفا في حالة عدوان عسكري من جانب الصهاينة”.

وأضاف “لا اعتقد أن الصهاينة أغبياء لدرجة إثارة مشكلة عسكرية ضد ايران, هم يعرفون قوة إيران وحزب الله, وحزب الله اللبناني قريب منهم, ونحو 80 ألف صاروخ جاهزة لقصف تل أبيب وحيفا”. وجاءت هذه التصريحات بعد ايام قليلة من كلام وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الذي اشار في خطاب الى الضربات النووية الأميركية ضد هيروشيما وناغازاكي “التي ادت الى مقتل 20 الف شخص” لاجبار اليابان على الاستسلام خلال الحرب العالمية الثانية. وقال يعالون “لم نصل الى هذه المرحلة بعد”, مضيفا ان الرئيس الاميركي في ذلك الوقت برر خياره بكون المسؤولين الأميركيين أكدوا أن البديل هو حرب طويلة مع اليابان قد تؤدي الى “قتل الملايين”. من جهة أخرى, فرضت الولايات المتحدة, أمس, عقوبات على شركة “الناصر للطيران” ومقرها العراق ورجل الأعمال السوري عصام شموط وشركته “سكاي بلو بيرد للطيران” ومقرها الامارات لتورطهم في تقديم الدعم لشركة “ماهان للطيران” الايرانية. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان, إنه تم الحاق شركة “ماهان للطيران” بقائمة العقوبات في أكتوبر 2011 لتوفيرها موارد مالية ومادية ودعما تكنولوجيا ل¯”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني وهي المجموعة التي فرض عليها عقوبات في العام 2007 لدعمها للعديد من الجماعات الارهابية. وأشارت إلى أن “هذه التسميات هي نتيجة جهد على مستوى الحكومة الأميركية التي تستهدف مشتريات شركة الناصر للطيران من طائرات لصالح ماهان للطيران”.

ونقلت عن القائم بأعمال وكيل شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بوزارة الخزانة آدم زوبين, قوله “سنواصل بنشاط مكافحة التهرب من العقوبات على أطراف ايرانية ولن نتردد في معاقبة أولئك الذين يساعدون هذه الأطراف”. وأوضحت الوزارة أن شركة “الناصر للطيران” نقلت ثماني طائرات “ايرباص اي 340 وطائرة “ايرباص اي 320 الى “ماهان للطيران”, فيما ساعد رجل الاعمال شموط وشركته “سكاي بلو بيرد” “ماهان للطيران” على شراء طائرات وقطع غيار. ونتيجة لهذه العقوبات سيتم فرض حظر على جميع ممتلكات ومصالح شركتي “الناصر للطيران” و”سكاي بلو بيرد للطيران” ورجل الأعمال عصام شموط بالإضافة الى منع الأميركيين من الدخول في صفقات معها.

 

غربة اللبنانيين عن مؤتمر المغتربين

سليم نصار/الحياة/23 أيار/15

ينتهي مساء اليوم في بيروت المؤتمر الذي دعا إليه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، تحت عنوان: «الطاقة الاغترابية اللبنانية».

ومع أنه حاول، طوال ثلاثة أيام، أن يختصر بواسطة المشتركين أسطورة يعود تاريخها الى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، إلا أنه اكتشف أن المحاولة المتواضعة تحتاج الى أشهر من البحث والمراجعة.

والسبب أن ملحمة الاغتراب اللبناني في القارات الخمس تعرضت لعملية تنقيب معقدة، خصوصاً بعدما أقامت مجموعة من المؤرخين والأكاديميين معرضاً ضخماً سنة 1988 في إيطاليا تحت عنوان «الفينيقيون».

وقد استعان مدير ذلك المعرض، سباتينو موسكاتي، بأكثر من عشرين شخصية بارزة في عالم التاريخ والآثار، بحيث جاءت الدراسات شاملة وجامعة لمختلف جوانب ذلك الشعب الذي انطلق من جبيل وصيدا وصور وطرابلس وأرواد، ليؤسس مستوطنات في أقصى المعمورة.

وفي نهاية المعرض، الذي استمر ستة أشهر، نشرت الإدارة كتاباً ضخماً باللغات الإيطالية والفرنسية والإنكليزية، ساهم في إعداده عشرون مؤرخاً عالمياً (800 صفحة). وهو بحق يُعتبَر وثيقة نادرة، الأمر الذي أقنع ميرنا بستاني بضرورة شراء نسخ منه وتوزيعه على المهتمين.

والمؤسف أن وزارة الثقافة، في ذلك الحين، اعتذرت عن مهمة ترجمة الكتاب بحجة الشلل المادي خلال الحرب الأهلية. ويُستدَل من مراجعة فصول ذلك الكتاب أن كل المؤرخين تنافسوا على اكتشاف طبائع سهولة الإبحار، والاعتماد على التجارة الخارجية كمصدر رزق لدى الفينيقيين.

وفي معرض «لايتنغ هاوس» في وسط لندن شهادة دامغة على مغامرات الفينيقيين في ذلك الزمان، وبين المقتنيات لوحة ضخمة تظهر بحاراً من صور يعرض ثياباً مصبوغة بالصباغ الأرجواني، في حين يحاول تاجر بريطاني بيعه ثياباً مصنوعة من جلود الغنم.

وفي وثائق الكتاب الصادر عن معرض إيطاليا، حكايات المغامرات التي قام بها أهل صور وصيدا وجبيل. ويظهر ذلك النص في مؤلفات المؤرخ الإغريقي هيرودوس الذي يؤكد أن الفينيقيين أبحروا حول القارة الأفريقية سنة 600 قبل الميلاد.

وأذكر أثناء زيارتي زيمبابوي أن سألت الرئيس روبرت موغابي عن الأسباب التي دعته إلى تغيير الاسم الذي أطلقه الرحالة البريطاني رودس على بلاده.

قال محتداً: لأن أجدادنا السود كانوا موجودين في هذه البلاد قبل أن يكتشفها «المستعمِر» الأبيض. لذلك ألغيت تلك الحقبة مع اسمها، واستبدلتها باسم كان يستعمله الفينيقيون، ومعناه «بيت من حجر».

ثم استطرد يقول: منذ مئات الأعوام كانت السفن الشراعية الفينيقية تبحر إلى إسبانيا، ومنها تنطلق خلال فصل الصيف للدوران حول الجانب الغربي من أفريقيا. وعندما يحل الشتاء، وترتفع الأنواء العاتية، كان البحارة يركنون مراكبهم في منطقة «رأس الرجاء الصالح»، ويتوجهون على الخيول عبر طريق برية تبدأ في جنوب أفريقيا... وتمرّ هنا في زيمبابوي.. ومنها إلى مصر فعكا وحيفا والقدس. وبعد قطع كل تلك المسافات، تصبح صور وصيدا سهلة المنال.

هذا ما وصفه موغابي عن أهمية الطريق البرية التي أستخدمها الفينيقيون كبديل شتوي لاتقاء أخطار الأمواج العاتية.

آخر آب (اغسطس) من السنة الماضية أعلنت حكومة مالطا عن اكتشاف حطام سفينة فينيقية غارقة بالقرب من جزيرة غوزو. ومن أجل تحديد تاريخ الحطام ونوعية الخشب المستعمَل في بناء هيكل السفينة الشراعية، تعاون خبراء من جامعة تكساس الأميركية وجامعة مرسيليا الفرنسية. والتقط فريق العمل أكثر من ثمانية آلاف صورة بواسطة أجهزة خاصة بصور الأعماق. وتبيَّن للخبراء أن السفينة كانت تنقل خزفيات وفخاريات ومطاحن صغيرة من حجر الصوَّان تُستخدَم لطحن حبوب القمح والذرة.

والمؤكد أن الحكومة المالطية أرادت استغلال حطام السفينة كمادة سياحية، بدليل أنها عرضته في الساحة العامة، مع الإشارة إلى أن تاريخ الغرق يرجع إلى سبعمئة سنة قبل الميلاد.

وفي سلسلة مقالات كتبها الباحث محمد عارف في صحف عدة، بينها صحيفة «الحياة»، ذكر أن الفينيقيين ربما وصلوا إلى أميركا قبل كريستوفر كولومبوس. وأشار إلى المستوطنات الكبرى التي أسسها هذا الشعب على شواطىء إسبانيا وتونس وليبيا. كذلك أعاد الى الأذهان أعمال البطولة التي قام بها ابن قرطاج هنيبعل الذي نافس نفوذ الإمبراطورية الرومانية، وكاد يجتاحها لولا النكسات التي مُنيَت بها قواته في جبال الألب.

ويذكر المؤرّخ المكسيكي خوسيه لامرنيا أن الفينيقيين سبقوا كولومبوس في الوصول إلى أميركا، وكان ذلك من باب الصدفة لا من باب التخطيط والمعرفة.

ويُستفاد من طبيعة البرنامج الذي أعده وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن حقبة الاغتراب بالنسبة إلى الحكومات اللبنانية السابقة تبدأ من سنة 1860. أي من سنة نهاية حروب الجبل التي انفجرت سنة 1840. وفي حقبة ثانية يعتبرها المؤرخون حاسمة بالنسبة إلى الذين هربوا من الانخراط في سلك الجندية أثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

وبما أن حزب «الكتائب اللبنانية» تبنّى منذ تأسيسه شعار الأرزة، وكل ما يثبت أن لبنان هو نسيج خاص يختلف عن بعثية ميشال عفلق وسورية أنطون سعادة... فقد صنّفه القوميون العرب في خانة الأحزاب الانعزالية. وحقيقة الأمر أن النائب يوسف السودا هو الذي جيَّر صفة الانعزالية إلى الكتائب بعد أن تخلّى عن الحزب الذي أسّسه «المحافظون» (1926-1936)، ونقل إلى موقعه الجديد شغفه بالفينيقيين، ورغبته في الاقتداء بمغامراتهم الرائدة.

وتفادياً للدخول في متاهات الماضي البعيد، حصر الوزير باسيل اهتمامات المشاركين في المؤتمر بقضايا الشتات، وكل ما يعزّز اللحمة والتنسيق بين المقيمين والمغتربين.

منتصف الستينات، دعا الرئيس شارل حلو إلى مؤتمر عُقِد في فندق فينيسيا اعتُبِر من أهم تجمّعات المغتربين الذين جاءوا من الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين وجنوب أفريقيا وأستراليا.

والملفت في حينه أن الجيل الرابع والخامس كان متحمساً لإظهار مشاعره وإعجابه بلبنان أكثر من الجيل الثالث أو الآباء الذين ظلّوا على تواصل مع الوالدة المسنّة أو الوالد العجوز. وفي كل صيف تقريباً كان لبنان يستقبل آلاف المغتربين من الذين يفرغون جيوبهم من المال ويملأونها من تراب الوطن.

وكان عميد الجالية اللبنانية في البرازيل عزيز نادر (من بلدة القبيّات في عكار) يحرص على زيارة الأهل والاستمتاع بموسم الصيف. ومن الروايات التي ردّدها حول تدفّق المهاجرين اللبنانيين إلى البرازيل كانت رواية الإمبراطور بادرو الثاني (1825-1891) الذي زار لبنان سنة 1876 ونزل في فندق «المنظر الجميل»، «بال فو» على «البرج»، ترافقه زوجته الإمبراطورة تريزا كريستينا ماريا.

وأثناء إقامته في لبنان، زار إمبراطور البرازيل بادرو الثاني كلية «كوليج بروتستانت» التي صارت لاحقاً الجامعة الأميركية. كما زار «كوليج جازويت» الفرنسية اليسوعية، التي تحوّلت بعد فترة إلى جامعة القديس يوسف.

كذلك حرص على الاجتماع بكبار الأدباء من أمثال العلامة إبراهيم اليازجي الذي أهداه مجموعة مؤلفاته، والموجودة حالياً في المتحف الإمبراطوري في «الريو».

وحدث أثناء زيارته الجامعة الأميركية أن التقى طلاباً عدة، وحدّثهم عن الإمكانات المتاحة لهم في حال قرروا الهجرة إلى البرازيل. وكان بينهم نعمة يافث الذي قدّم للجامعة بناية تحمل اسمه.

وبين العائلات المعروفة التي جمعت ثروات خيالية في البرازيل كانت عائلات: يافث ومعلوف (بينهم أهم ثلاثة شعراء) وعائلة زوجة فيليب تقلا وزوجة بيار إده وآل سعد والراسي ومفرج.

وكان من الطبيعي أن تساهم جريدة «الهدى»، التي أصدرها نعوم مكرزل في فيلادلفيا ونيويورك سنة 1898، بتعزيز اللغة العربية، وإفساح المجال لكبار الشعراء والكتّاب لنشر إنتاجهم.

وعندما زار الرئيس بشار الأسد البرازيل، فوجىء بأهمية الحضور الاغترابي اللبناني، وبالمراكز العليا التي يحتلّها عددٌ كبير منهم. وقد عبَّر عن إعجابه بذلك الحضور أمام نائب رئيسة الجمهورية ميشال تامر الذي ولِد في الريو (أصله من بتعبورة في الكورة).

وبما أن كل الحفلات الرسمية التي أقيمت له كانت في «النادي اللبناني»، لذلك قال الأسد لمضيفه حاكم الريو جيلبرتو كساب، إن لبنان يلاحقه في كل مكان في العالم.

بقيت الأسئلة التي تطرحها وسائل الإعلام اللبنانية حول الغاية من عقد هذا المؤتمر في وقت يعيش الوطن الصغير في فراغ رئاسي منذ سنة تقريباً... وخلال مرحلة بالغة الخطورة في ظلّ خطب التهديد والوعيد التي يلقيها السيد حسن نصرالله. وهذا يعني انعدام فرص الاستثمار من قبل جماعات تعيش وتعمل في بلدان مستقرة بعيداً من أتون النار الذي تشعله إيران في المنطقة.

صحيح أن السبعمئة ألف دولار التي ستنفق على التكاليف لم تُسحَب من خزينة الدولة... ولكن الصحيح أيضاً أن المتبرعين لا ينتمون إلى جمعيات خيرية!

كما يعني أيضاً أن الوزير جبران باسيل لا يحسن «الطحن» بدليل أن السنوات التي أمضاها في وزارة الطاقة لم تثمر سوى الفاقة. في حين دفعت إسرائيل كلّ ديونها من أثمان الغاز الذي استخرجته من آبارها وآبارنا المجمّدة بانتظار الترسيم والتنقيب.

وكل ما نتمنّاه هو ألا يكون مصير مشروع «الطاقة الاغترابية» مثل مصير مشروع الطاقة الغازية والنفطية!

 

السعودية.. عملية انتحارية في مسجد بالقطيف تقتل 21 شخصا

القطيف - بدر الشهري، إبراهيم الحسين/العربية 22 أيار/15

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن وقوع انفجار في أحد المساجد ببلدة القديح في محافظة القطيف، جراء عملية انتحارية أثناء أداء صلاة الجمعة.

شخص يخفي حزاماً ناسفاً تحت ملابسه

وقالت الوزارة  في بيان لها "إنه أثناء أداء المصلين شعائر إقامة صلاة الجمعة بمسجد الإمام علي بن أبي طالب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، مما نتج عنه مقتله واستشهاد وإصابة عدد من المصلين. وقد باشرت الجهات المختصة مهامها في نقل المصابين إلى المستشفى، وتنفيذ إجراءات ضبط الجريمة الإرهابية والتحقيق فيها، ولايزال الحادث محل المتابعة الأمنية".

بيان من صحة الشرقية

من جهتها، كشفت صحة الشرقية في بيان رسمي أن إجمالي عدد الوفيات والمصابين في حادث القديح الإرهابي هي 102 حالة، منها 21 حالة وفاة، والحالات المصابة والمنومة بالمستشفيات 40 حالة، إضافة إلى 12 حالة حرجة، كما أن عدد الحالات التي تعرضت لإصابات خفيفة وخرجت في الحال 29 حالة.

بلدة القديح

وتقع القديح في الركن الشمالي الغربي من مدينة القطيف، وتبعد عنها حوالي ميل واحد تقريباً، في وسط غابة كثيفة من النخيل، تحتضنها من ناحية الغرب كثبان رملية عالية، وتطل شرقاً على جزء من ساحل الخليج.

وتعتبر من أقرب البلدات إلى القطيف، وتبلغ مساحة القديح الفعلية 50 هكتارا، أي 500 ألف متر مربع، وتشتهر القديح كبقية بلدات القطيف بنشاطين مهمين، هما صيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، حيث جعلاها سوقاً كبيراً يقدم عليه التجار من البحرين والهند ومناطق أخرى.

قائمة أولية بأسماء الضحايا تم تسجيلها في مستشفى القطيف المركزي

سعيد إسماعيل أحمد الغزوي، عيسى أحمد حسن الغزوي، حيدر جاسم أحمد النقيلي، نبيل حسن ناصر العلوي، مصطفى حسين محمد الجنبي، أحمد سعيد أحمد العبيد، يوسف أحمد محمد الغزوي، علي جاسم علي الدرويش، سعيد علي العبيد، محمد حسين أحمد الغزوي، مهدي أحمد الخاطر، حسين علي ناصر آل يتيم، كمال علوي كاظم العلويات، محفوظ محمد العلويات، محمد أحمد المسباح، رضي حسن علي العراجنة، موسى جعفر علي، مرار محمد عفيريت، محمد المؤمن.

هيئة كبار العلماء: إرهابيون لهم أجندات خارجية

بدورها، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة هذه الحادثة، وعدتها جريمة بشعة تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره، ويقف وراءها إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية والعربية والإسلامية.

وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، إن وعي الشعب السعودي سيكون بعد الله تعالى أقوى رادع لهؤلاء الإرهابيين الذين نزع الإيمان من قلوبهم، ويطمعون أن يوقعوا الفتنة بين أفراد هذا الشعب الذي اجتمع على ولاة أمره وتحقق له الأمن والرخاء والاستقرار في محيط مضطرب تعصف به الفتن والحروب.

وطالب الجميع من" مواطنين وعلماء ومثقفين أن يتنادوا إلى تقوية اللحمة الداخلية وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين الذين ما فتئوا ومنذ عقود يتحينون الفرصة لخلخلة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين، ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد، ثم المواطن الذي هو رجل الأمن الأول ورجال أمننا البواسل الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن حرمات هذا الدين وحدوده وأمنه واستقراره، وثقتنا فيهم كبيرة بعد الله تعالى في تقديم من يقف خلف هذه العملية الإرهابية للقضاء لينال عقوبته الشرعية الرادعة".

المجلس الأعلى للقضاء: هناك أيادٍ خفية تسعى إلى الفرقة

بدورها، استنكرت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للقضاء الحادث الأثيم الذي وقع في بلدة القديح في محافظة القطيف بعد صلاة الجمعة لهذا اليوم، ونتج عنه قتلى وجرحى في مشهد آثم وأليم وجبان.

وقال سلمان بن محمد النشوان، الأمين العام والمتحدث الرسمي للمجلس لـ"العربية.نت" إن هذا العمل الإجرامي الخبيث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة، ولا يمكن تصور أن يرتكبه مسلم عاقل عالم بالحلال والحرام مدرك لحرمة الدماء وعصمتها، مما يدعونا للحذر بأن هناك أيادي خفية تسعى لزعزعة الأمن في بلادنا، وإيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن بإيقاد نيران الخلافات المقيتة التي لها نتائجها الخطيرة في المجتمع.

وأضاف "إننا أحوج ما نكون في هذا الوقت لتوحيد صفنا والوقوف خلف ولاة أمرنا، وعدم إتاحة الفرصة للقوى الخارجية لتحقيق أهدافها".

 

شارل رزق باحثاً سياسياً لـ"النهار": زالت دولة لبنان النداءات إلى النواب لانتخاب الرئيس... مُضحِكة!

 ايلي الحاج/النهار/23 أيار 2015

بعين ثاقبة يتفحص أوضاع لبنان والمنطقة حوله من قرب ومن بعد، يقلّبها مراراً، يقارن بين ماضٍ وحاضر ويخرج باستنتاجات قاطعة، بقواعد تحكم الفوضى الظاهرية المتحكمة في بلادنا.

يقرأ كثيراً ويكتب شارل رزق كباحث سياسي. وقد تكون هذه الصفة ألصق به هذه الأيام من صفة وزير سابق للعدل أو رجل سياسة، عرف جيداً دروبها السرية وكواليسها وتابعها من أيام الرئيس فؤاد شهاب. ينطلق في قراءته للجمهورية اليوم من ثابتة أن رئيسها منذ "اتفاق الطائف" صار معيّناً من رئيس جمهورية سوريا وانتخابه "صُوَرياً فولكلوريا". حاول الرئيس رفيق الحريري الخروج على هذا الواقع الذي كان مفروضاً ورأينا النتيجة. ولطالما تباهى الرئيس السوري بأنه صاحب القرار والأمرة في لبنان. في المقابل لم يبدِ الرؤساء اللبنانيون المُعيّنون خجلاً بتعيينهم على هذا النحو.

تغيّر الوضع اليوم. فَقدَ الرئيس السوري قدرته على تعيين الرئيس اللبناني، لا بل صار هو - الرئيس السوري- تابعاً لإيران ما دام مديناً لحكامها وجيشها و"حرسها الثوري" ببقائه في موقعه. لكن إفلات القرار اللبناني من يد الرئيس السوري لا يعني أنه صار تلقائياً في يد إيران. فهذا القرار توزع بين إيران والسعودية، خصوصاً بعد تنشيط المملكة سياستها الخارجية أخيراً، على ما نرى في اليمن والبحرين وسوريا والعراق، وفي لبنان بطبيعة الحال.

هذا هو الواقع المؤسف. في ضوئه، ألا تبدو مضحكة النداءات التي تُوجّه إلى النواب، تستعجلهم انتخاب رئيس للجمهورية، وهُم آخر مَن يُقرّر؟

بأسى ولكن بحياد يقطع شارل رزق بأن لبنان فقدَ مقومات الدولة. أولى هذه المقومات المفقودة العيش المشترك في ظلال سلطة واحدة تنحصر فيها سلطة توفير الأمن الداخلي والأمن الخارجي. هل هناك أكثر من أن يعلن "حزب الله" حرباً خارج الحدود والحكومة لا تعلم عن ذلك شيئاً، بل تنشغل ببقائها وبقانون سير السيارات و...؟ ثانية هذه المقومات حصر اتخاذ القرارات بأكثرية سياسية برلمانية تشارك فيها كل الطوائف وتنبثق منها الحكومة. ثنائية الموالاة والمعارضة المشتركتين على هذا النمط استمرت في لبنان حتى نهاية الستينات من القرن الماضي. بزوالها زالت الدولة، في رأيه.

كل شيء اليوم يسير في الإتجاه المناقض لوجود الدولة. عندنا جيش خاص، مستقل، وهو أقوى من الجيش الشرعي، الرسمي. يُلاحظ حيال هذا الواقع أن الحكومة تتلهى بإطالة سن تقاعد قائد الجيش – أطال الله في عمره. "هل أذكّر بأن سن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت هو 54 سنة فقط؟"، ثم إن الكتل السياسية في لبنان لا تنطبق عليها هذه التسمية. "هذه كتل طائفية: سنّية، شيعية، مسيحية. يعني ذلك التنازل عن اعتبار لبنان دولة والإعتراف بأنه مقاطعات أو مستعمرات، إيرانية، سعودية، و... الله أعلم!".

يتابع الباحث - السياسي: لا مستقبل للبنان كدولة إلا بالخروج من البنية السياسية الراهنة والقائمة على ثلاث مقاطعات طائفية، ولكن يستحيل على قوى الداخل التي بنت حضورها أو نفوذها السياسي على تبعية إقليمية أن تتحرر منها. ينطبق ذلك على كل الكتل.

يزيد الصورة سواداً أن المرجعيات الإقليمية غارقة بدورها في الصراع السني - الشيعي المحموم. هذا الشرخ الكبير في المنطقة سوف يعززه الإتفاق النووي الإيراني- الأميركي لأنه يتضمن اعترافاً بأن إيران صارت "دولة العَتبَة النووية"، أي على عتبة إنتاج القنبلة الذرية ساعة تشاء إن لم تكن قد أنتجتها بعد. في المقابل سوف تتصاعد مخاوف السعودية وتدفعها إلى السعي للحصول على سلاح نووي بالتنسيق مع باكستان. وتركيا أيضاً قد تفعل الشيء نفسه.

أتمنى أن أكون مخطئاً، يختم شارل رزق، لكنني أقرأ في الوقائع.

 

بشار: هل اقتربت النهاية؟

 علي حماده/النهار/23 أيار 2015

في "المنتدى الاقتصادي العالمي" الذي يعقد هذين اليومين اجتماعه الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا على ضفاف البحر الميت حاول المنظمون والسلطات الاردنية ابقاء انظار المدعوين على العنوان الرسمي للاجتماع "خلق اطار اقليمي للازدهار والسلام من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص"، لكن اهتمامات معظم المشاركين هنا اتجهت صوب العراق وسوريا، ولا سيما ظاهرة "داعش" المتفشية في اقل من عام. كل الاسئلة هنا تدور حول كيفية مواجهة "داعش" والتطرف اكثر من الاسئلة المتعلقة بالمناخات الملائمة للاستثمار. فهذه ليست مرحلة اقتصاد ولا تعاون اقتصادي اقليمي بمقدار ما هي مرحلة محاولة استقراء واستشراف المرحلة المقبلة: هل يبقى العراق أو سوريا بلدين موحدين من الداخل؟ هل انهارت الحدود الموروثة عن "سايكس - بيكو" ومؤتمرات ما بعد الحرب العالمية الاولى؟ انها اسئلة وجودية تتجاوز مسألة الازدهار والرخاء الاقتصاديين. فالشرق الاوسط ما عاد كما كان عندما انطلقت مؤتمراته الاقليمية قبل عقدين. يومها كان الامل في اقتراب "سلام" عربي - اسرائيلي مدفوعا بزخم مؤتمر مدريد، واتفاقات اوسلو. اليوم انهار من دماء عربية - عربية واسلامية - اسلامية. اما الصراع العربي - الاسرائيلي حتى في جانبه الاكثر ضجيجا بـ"بروباغاندا" "حزب الله" في لبنان ففي مرتبة دنيا من الاهتمامات. لا خوف في المدى المنظور من حرب عربية - اسرائيلية. الخوف كل الخوف من تداعيات انفجار العراق، سوريا وليبيا. الخوف من تداعيات الحرب في اليمن. في أروقة منتدى البحر الميت اسئلة عن "داعش" الذي تمدد ليعود الى مدن عراقية كان أخرج منها سابقا، وفي الوقت عينه يكتسح بطريقة مريبة ما يعادل نصف مساحة سوريا مع استيلائه على تدمر ومحيطها وكل المنطقة الحدودية مع العراق جنوبي دير الزور. بالنسبة الى العراق تبدو المسألة طويلة وبحر من الدماء. لكن الجديد هو الحديث عن سوريا حيث يلاحظ المراقب ان معادلة الحفاظ على نظام بشار الاسد يمنع سقوط البلاد بيد التطرف كما يساعد على القضاء على التطرف المتمثل اساسا بتنظيم "داعش". المعادلة المطروحة اليوم تنطلق من الاجابة عن السؤال الآتي: ما مدى اسهام التخلص من بشار في جهود تقويض "داعش" والقضاء عليه؟ بمعنى آخر، ثمة وجهة نظر تطفو على السطح هنا على ضفاف البحر الميت، مفادها أن التخلص من بشار واستيعاب الفصائل الاسلامية الاساسية المقاتلة بما فيها "جبهة النصرة" وتأطيرها وحده ينهي الازمة السورية، ويسهل عملية القضاء على "داعش". اما مشاريع تقسيم سوريا بعد انتقال بشار الاسد وبطانته الى الساحل السوري ليتحصن في دولة علوية متحالفة مع دويلة "حزب الله" في لبنان فنظرية أكثر مما هي واقعية. فإنهاء الازمة من حيث وصلت لا يقبل أقل من التخلص من بشار نهائيا، والتعامل مع القوى الفاعلة على الارض، اي الفصائل الاسلامية السنية المقاتلة. للمرة الاولى لا أسمع في المنتدى كلمة واحدة عن حل مع بشار. فهل اقتربت النهاية؟

 

مشاورات فرنسية - فاتيكانية - سعودية لدرء أخطار استمرار الفراغ الرئاسي

 خليل فليحان/النهار/23 أيار 2015

يجري تشاور عاجل بين فرنسا والفاتيكان والسعودية على مستوى رفيع من أجل التعاون لتذليل موانع انتخاب رئيس جديد للبلاد وجسّ النبض مجدداً مع الأفرقاء الفاعلين وفي مقدمهم المعرقلون للانتهاء من هذا الاستحقاق. ومن المتفق عليه بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز التعجيل في انتخاب رئيس للبنان. وقد عرض هولاند هذه المسألة وأفكاراً يمكن أن تؤدي الى الهدف مع البطريرك الماروني بشارة الراعي لدى استقباله له في قصر الاليزيه، وكذلك الأمر مع الرئيس سعد الحريري اثناء استقباله له في الرياض. ونقل مصدر ديبلوماسي أوروبي عن رئيس احدى الدول المهتمة بهذا الاستحقاق قوله لمسؤول لبناني أنه "كلما تأخر المجيء برئيس للبنان، أصبح ذلك متعذراً بفعل الأزمات الجانبية التي تنشأ، وتزيد توتير العلاقات بين الافرقاء اللبنانيين، كالانقسام الذي نشأ بين تأييد للقصف العربي الجوي لمواقع الحوثيين ومعارض، وتعيين قادة أمنيين جدد أو التمديد للحاليين، معتبراً أن حالة التنافس بين المرشحين ميشال عون وسمير جعجع قد انتهت مدتها، والمطلوب ملء هذا الشغور في أقرب وقت ممكن درءاً للتداعيات السلبية التي يمكن أن تنشأ من جراء الاستمرار في عرقلة العملية الانتخابية. وتوقعت مصادر ديبلوماسية أن يبذل الموفد البابوي الكاردينال دومينيك مامبرتي الذي سيبدأ زيارته للبنان مطلع الأسبوع المقبل، الجهود لتقريب وجهات النظر بين القادة الموارنة لإيجاد المخرج الملائم والآلية المؤاتية لملء هذا الفراغ، والحفاظ على التوازن في المؤسسات، فيما يحرص رؤساء سائر الطوائف غير المسيحية انتخاب الرئيس الماروني، وكأن بعض القادة الموارنة يعرقلون في مواقفهم الانتهاء من هذا الاستحقاق تنفيذاً لمخطط إبقاء لبنان بلا رئيس للبلاد.

وأشارت الى أن التشاور العاجل أتى بعد التقارير المرسلة من بيروت والتي تتضمن مخاوف بعض سفراء الدول الكبرى المعتمدين لدى لبنان من عدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي بعد مرور سنة على الفراغ الذي أقفل قصر بعبدا وأصاب مجلس النواب بالشلل وأتاح لـ24 وزيراً استعمال بعض صلاحيات رئيس الجمهورية، وزعزع الثقة الدولية والعربية بالاستقرار السياسي المنقوص، وانسحب التخوّف على الاستقرار الأمني في حال انتهت معركة القلمون وفي ظل عودة تهديدات بعض التنظيمات الارهابية مباشرة الى الجيش اللبناني الذي برهن على قدرته نشر الأمن في البلاد. وما دفع هؤلاء السفراء الى إرسال تقاريرهم العاجلة الى دولهم، هو تجدد الاشتباكات الاعلامية بين فريقي الثامن من آذار و14 منه. وتفرّعت الخلافات في قلب الفريق الواحد الى اثنين: الأول بين التيار العوني وحركة "أمل"، والثاني بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" على خلفية التحضير للمؤتمر الثاني للطاقة الاغترابية اللبنانية. خلافات العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري تم تظهيرها في وسائل الاعلام عن مؤتمر الطاقة الاغترابية والغاز والكهرباء، حتى ان بري لم يستقبل الوفد العوني لمناقشة مبادرة حل الأزمة الرئاسية، بل تقرر عقد الاجتماع في المجلس مع نواب من كتلة "التنمية والتحرير".

 

المرشد الإيراني يأتي برئيس لبنان

 احمد عياش/النهار/23 أيار 2015

لم تظهر على وجه مذيع التلفزيون الرسمي السوري أية علامات القلق عندما بث نبأ سقوط تدمر بيد "داعش" وهو أمر غير مألوف في إعلام لا يبث سوى انتصارات النظام وآخرها في جرود القلمون. وكأن ما حققته "داعش" انتصار للنظام وليس العكس. ولتوضيح الصورة يقول مصدر رافق رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجا في زيارته الى واشنطن أخيرا أن خطة النظام السوري الذي يعمل بتوجيهات طهران أن يقدم ما استطاع من تسهيلات لـ"داعش" لكي يحقق انتصارات وهذا ما ظهر في تسهيل الامر لهذا التنظيم في معارك القلمون الاخيرة عندما راح الاخير يقاتل فصائل المعارضة السورية في عز انطلاق "حزب الله" في عملياته في تلك المنطقة السورية. في القلمون وفي تدمر مشهدان إعلاميان أكثر مما هما مشهدان حربيان. وزير الداخلية نهاد المشنوق لم تصله معلومات أن حرباً وقعت في القلمون بل مواجهات محدودة في "جيوب"، وما قيل عن وجود آلاف مقاتلي المعارضة السورية لم يظهر أي أثر له. فقط هناك بضعة عشرات من المقاتلين في بلدة فليطا ومحيطها في تلك المرتفعات. وعلى الرغم من ذلك يكبّر الحزب مشهد القلمون فيصله ببلدة عرسال التي صارت الآن عنده قضية كبرى تماثل مزارع شبعا عام 2000. ما سمعه المصدر المرافق لخوجا في واشنطن أن هناك مصالح لإيران في سوريا ومثله لـ"حزب الله" تأخذهما الادارة الاميركية في الاعتبار. وظهر ذلك جليا في زيارة علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الايراني لبيروت قبل أيام. ولم يعد خافيا أن هناك قلقيْن كبيريْن يسيطران على حكام طهران هما: استيعاب تداعيات الاتفاق النووي مع الغرب في نهاية حزيران المقبل وتداعي حكم الرئيس السوري بشار الاسد. وفي تقدير خبراء في الملف الايراني أن الامام علي خامنئي لن يقبل خسارة مزدوجة في النووي والمشروع الامبراطوري الممتد من إيران الى لبنان. وهو عندما سيتنازل في النووي سيتشدد أكثر في الامبراطوري وهذا ما بدأ يظهر في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. في لبنان دأبت اوساط "حزب الله" منذ اندلاع حرب اليمن على القول إن "الذريعة" التي انطلقت منها "عاصفة الحزم" ألا وهي مساندة الرئيس الشرعي اليمني ستقابلها طهران بـ"ذريعة" ما يطلبه الرئيس الشرعي السوري. وتستطرد قائلة إن "ذريعة" مطلوبة في لبنان وهي رئيس جديد للجمهورية. وللوصول الى المبتغى في لبنان يجري تداول سيناريو سبق للبنان وعاشه عام 1976 في ظل الوصاية السورية، كما عاشه عام 1982 في ظل الاحتلال الاسرائيلي واستلهمه "حزب الله" في 7 أيار 2008 فدفع الى مؤتمر الدوحة. ومن هذه التجارب واحدة جديدة لن يكون فيها غير مألوف قيام بضعة مئات من مقاتلي "حزب الله" بـ"مرافقة" النواب الى ساحة النجمة. ويتخوّف النائب عاطف مجدلاني من "سيناريو حوثي" يخرج من القلمون وتدمر رئيس جديد للبنان ويعد السيّد نصرالله بـ"تحريره" في 24 أيار والذي قال النائب رعد أنه العماد عون.

 

حصيلة جولة الوفود العونية: كل في موقعه مع سنة الفراغ حسابات للمرحلة الأخطر؟

 روزانا بومنصف/النهار/23 أيار 2015

في غمرة محاولة اشاحة النظر عن تصعيد يطاول الحكومة وامكان تعطيلها جرى التحضير الاعلامي والسياسي له طويلا تحت عنوان مطلب اجراء تعيينات امنية وليس فتح موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية تم ارسال وفود نيابية من التيار العوني الى سائر الكتل النيابية والشخصيات السياسية. فاتيح للتيار ان يطوي مرحليا موضوع التصعيد الذي تقول مصادرسياسية ان لاعبين دخلا على خطه : احدهما هو الديبلوماسية الاميركية التي نصحت بعدم رمي لبنان في المجهول وتحمل التيار الوطني تحديدا هذه المسؤولية في مرحلة حرجة جدا من تاريخ المنطقة وذلك نسبة الى لقاء عقده السفير الاميركي ديفيد هيل مع وزير الخارجية جبران باسيل غداة التحضير للخطوات التصعيدية. والثاني الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي لا يرى مصلحة لحزبه في اطاحة الاستقرار السياسي النسبي القائم راهناً. الا انه اتيح للتيار ايضا عبر الوفود التي جالت على الكتل النيابية والسياسيين ان يختتم السنة الاولى من الشغور الرئاسي بمجموعة استخلاصات تتمحور على ما اذا كانت المقاربة التي اعتمدها للموضوع الرئاسي خلال هذه السنة قد اثمرت ام لا. وهل ثمة تغييرات لمستها وفوده في مواقف الكتل السياسية ام لا ؟ وذلك على رغم ان الهدف لا يتركز على ذلك باعتبار ان زعيم التيار العوني يدرك جيدا ان الامور لا تزال على حالها.

فكل المعطيات التي توافرت عن اللقاءات التي عقدت تفيد بانه لم يطرأ اي تعديل على اي من مواقف الكتل السياسية في موازاة عدم زحزحة التيار عن مواقفه ايضا التي اعاد تجميعها في ورقة قدمها الى محاوريه. لم تتسم اللقاءات باي عدائية بل على العكس اذ اظهر الخصوم المفترضون للتيار كل ود وانفتاح لكن من دون التنازل عن المواقف المبدئية المعلنة. ففي مقابل اصرار الوفود العونية التي جرى تنسيق عضويتها لكي تتلائم مع محدثيها فلا تشكل استفزازا او تثير حساسية على منطق الرئيس المسيحي القوي وضرورة ان تكون هناك ارادة مسيحية في الرئاسة اللبنانية عارضين للاقتراحات التي تحدث عنها زعيم التيار العماد ميشال عون، كان ثمة اصرار في المقابل على ان الحرص على البلد ينسحب على ضرورة الحرص على مؤسساته وعدم تعطيلها وان الاقتراحات المطروحة انما تحتاج في تنفيذها الى الية لا يمكن ان تكون خارج الدستور او خارج الالية المتمثلة في الدولة والمؤسسات. وهذا ينسحب حكما على الاقتراحات التي تقدم بها العماد عون والتي حاول النواب في حاجتها الى تعديلات دستورية من دون ان يشرحوا كيفية حصول ذلك في ظل عدم اعتقاد سواهم بمثل هذه الامكانية. واذ لم يمانع احد في موضوع التعيينات الامنية التي كان يلوح الزعيم العوني بالتصعيد على أساسها انطلاقا من انه كان اخذ وعودا في شأنها تم التراجع عنها، فان المعادلة المعلنة هي التي تم تكرارها من ان احداً لا يمانع في اجراء التعيينات ولااحد يمانع في شخص العميد شامل روكز اساسا لكن يخشى ان تكون التعيينات في حال حصول التوافق في شأنها كما باتت عليه الحكومة تطبيعا مع واقع الفراغ بدلا من معالجته في الاساس فضلا عن عدم الرغبة في الالتفاف على صلاحيات تعود حصرا الى رئيس الجمهورية. وثمة نصائح بان الحملة الاعلامية والسياسية من اجل تعيين روكز يخشى ان تكون اضرت كثيراً به ويمكن ان تؤذيه في حال استمرارها بمعنى امكان نسبته الى طرف سياسي استقتل من اجل تعيينه قائدا للجيش وهدد بتعطيل الدولة من اجله، بما يمكن ان يقيد اي حركة مستقبلية له كقائد محتمل للجيش في حال اضطر الى تكرار خوض معارك على غرار معركة نهر البارد او صيدا او سواهما.

السؤال الاهم بالنسبة الى مهتمين هو ما اذا كان زعيم التيار العوني يستطيع من موقعه الزعيم الابرز لدى المسيحيين ان يفتح نقاشا مع كل الافرقاء الذين التقتهم وفوده من اجل محاولة الخروج من الازمة فيبادر الى اقتراح حلول جدية وليس اقتراحات تعجيزية على غرار التي سعى الى تسويقها منذ سنة من دون اي جدوى. فهذه اقتراحات للتعمية على انه قدم حلولا لم يأخذ بها الاخرون في حين ان النقاش يمكن ان يحصل بناء على الاقرار بالواقع الذي يستحيل في ضوئه راهنا واكثر من أي وقت مضى اتاحة وصول رئيس يعتبر انتصارا لفريق على آخر ليس محلياً بل اقليمياً ايضاً، هذا في حال سلمنا جدلا بامكان اجراء انتخابات رئاسية راهنا وان المسيحيين لا يزالون يمتلكون هذه القدرة. وهذا الكلام اسمع لبعض الوفود العونية. فالنقاش الاهم الذي قد يجد المسيحيون مصلحة فيه بدلا من المكابرة هو السعي الى كيفية المحافظة على لبنان وعدم انجراره الى ما تتعرض له المنطقة. اذ احدثت التطورات الدرامية المتسارعة خلال هذا الاسبوع والتي تمثلت في سقوط مدينة الرمادي العراقية وكذلك مدينة تدمر السورية في أيدي تنظيم الدولة الاسلامية صدمة على مستوى المقاربات المعتمدة حتى الان لمواجهة هذا التنظيم. وبدا الصراع المذهبي والاقليمي خصوصا في المنطقة متجها الى مراحل جديدة يتعدى اطار معارك الكر والفر التقليديين الى بعد استراتيجي بانعكاسات خطيرة يفترض ان يدفع الجميع في لبنان الى حتمية الهدوء وعدم التفريط بالبلد في هذه المرحلة خصوصا بالمسيحيين منهم. وما عدا ذلك يخشى ان يكون ترفا سياسيا في غير محله في ضوء مخاوف متعاظمة لدى اللبنانيين من هذه التطورات.

 

لم أعد أريد رئيساً للجمهورية

عقل العويط/النهار/23 أيار 2015

في الخامس والعشرين من أيار 2008 بدأت ولاية العماد ميشال سليمان في رئاسة الجمهورية اللبنانية. في الخامس والعشرين من أيار 2014، انتهت ولايته الرئاسية، من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب خلف له. في الخامس والعشرين من أيار 2015، هذا، نحتفل بالذكرى السنوية الأولى لشغور منصب الرئاسة. هنا في "الملحق"، نحتفل على طريقتنا في المناسبة، "تكريماً" لـ"الدمى" التي تجتهد أيّما اجتهاد، للالتحاق بقوافل القتل اللبنانية، العربية، والإسلامية، وصولاً إلى تحقيق "الخراب المنشود"، على قول صديقنا الكبير أحمد بيضون. لكنْ، أَمَا كان ليكون أجدى لو أن الخامس والعشرين من أيار ظلّ مناسبةً وطنيةً مفردة للاحتفال بطرد العدوّ الصهيوني من أرضنا، بدل أن تكون هذه المناسبة ملطّخة بدم الرئاسة؟!

فلنتكلم بهدوء. أعني بعيداً من المهاترات والدم الحامي. ها قد مضى عامٌ كامل على الجمهورية، من دون أن يكون لها رئيس، ومن دون أن تنقلب السماء على الأرض. الحال هذه، لماذا نقيم القيامة ولا نقعدها من أجل انتخاب رئيس؟ لقد أثبتت التجربة أننا يمكننا أن نمشّي الحال من دون رئيس. صحيحٌ أن المسيحيين يخبطون بقبضاتهم الرخوة على الطاولة المنخورة والمشلّعة، مطالبين بتطبيق الميثاقية، واحترام الدستور، لكنها ليست المرة الأولى تُخترَق عندنا هذه الميثاقية، ويُنتهَك هذا الدستور. فأين العجب في عدم انتخاب رئيس؟! صدِّقوني، الحياة بألف خير. الكهرباء اذا انقطعت، نمشّيها بالمولّدات. الماء، إذا هجر القساطل، نملأ خزّاناتنا بمياه الصهاريج. مزروعاتنا ومحاصيلنا من الخضر والفاكهة والحبوب، نرويها بمياه المجارير. هواؤنا وبحرنا، صارا مرتعاً للتلوّث المطلق. لهذه الأسباب بالذات، مناعتنا منيعة لا يهتزّ لها أساس ولا كيان. ثمّ، قانون السير مطبّق بالحذافير تقريباً. الجميع يضعون حزام الأمان، أو ما يشبهه. الجميع يقفون احتراماً للإشارة الحمراء. كثرةٌ متذاكية تستخدم الـ"واتس آب" بطريقة لا يراها الشرطي. قلة كبيرة تخترق حدود السرعة. تفاصيل بسيطة. ثمّ، ها هو مجلس الوزراء ينعقد بانتظام. مثل الساعة. يتخذ القرارات ويُصدر المراسيم. قد يتوجس البعض من أن هذا المجلس سينفرط عقده، ويرى أن الأسباب كثيرة للانفراط، ليس أقلّها أن بعض مَن فيه لم يعد يستطيب استمراره. بسيطة أيضاً. المسألة سهلة للغاية، إذ سبق لنا أن عشنا تجارب مماثلة، عندما لم تعد حكوماتنا تجتمع، لكننا بقينا نوقّع المراسيم، التي سُمِّيت في يوم من الأيام، "المراسيم الجوّالة". كم كانت حلوة تلك التسمية! صحيح أن مجلس النواب لا يجتمع، ولا يشرّع، لكن معليش. ليس ثمّة حاجة ملحّة إلى هذا النوع من الاجتماعات. أعرف أن التشريع ضروري في الحياة الديموقراطية، لكن الحياة عندنا ليست ديموقراطية إلاّ بنسبة واحد تقريباً في المئة، فأين المشكلة في غياب التشريع. أعرف أيضاً أن المهل الدستورية ستنقضي مجدداً. فلتنقضِ هذه المهل. عندنا سابقات كثيرات. ويمكننا أن نفعلها مرةً أخرى عند اللزوم. رئيس المجلس يستمر في منصبه بالدهاء المعروف، وبقوة الاستمرار (أو يستقيل. ليش لأ!). معه تستمر هيئة المجلس، والنواب. السفراء أيضاً وأيضاً. الموازنة...؟ بسيطة. نطبّق القاعدة الإثني عشرية، من دون اجتماعات. ثمّ نطبِّقها مجدداً، وإن كان تطبيقها مقيّداً بظروف وبقوانين محددة. شو في بعد؟ تعيين قائد للجيش؟ بسيطة للغاية. نستطيع أن ننتظر. مجلس القيادة يحلّ محلّه موقتاً، ما دامت الأمور شورى وبالتوافق.

أنا لا أمزح. ففي ظروفٍ كهذه، يكون المزاح ثقيلاً ويقع في غير موقعه. لهذا السبب بالذات، أتكلم بجدية فائقة للغاية. لا يجوز أن نحمل السلّم بالعرض. ينبغي لنا أن نتعظ بالتجارب والمحن والأيام الصعبة التي عشناها. إمرار الوقت هو عين الصواب. الفرجة أيضاً. فلنُمِرّ الوقت. ولنتفرّج. ولنضحك. ولنقهقه أيضاً. لقد قيل، أيها الأحباب، إن شرّ البلّية ما يضحك. مش مظبوط. أنا أقول لكم إن شرّ البلية ما يُخرج الإنسان على طوره، ويُفقده أعصابه ورويّته. فلا تخرجوا على أطواركم. ولا تفقدوا أعصابكم ورويّتكم. ضعوا أيديكم في مياه باردة. ورؤوسكم في الثلاّجات. شاهِدوا برامج التسلية على التلفزيون. مباريات الفوتبول وكرة السلة والتنس. اشربوا المشروبات المثيرة التي تبعث على النشوة. ألا يكفي ما تبتلعونه من حبوب مهدِّئة للأعصاب؟! روِّقوها ترق. هوِّنوها تهن.

أنا لا أمزح أيها القرّاء. قلّة حياء أن يمزح المرء في أوقات كهذه. لذا، أنصح لكم بالآتي: لا تفكّروا في الرئاسة، أو في غيرها. لا تعتلّوا همّاً. لا تستمعوا إلى آراء رجال السياسة. وخصوصاً على سبيل المثل، في قضية المتهم زوراً بالخيانة العظمى، المنزوعة منه ظلماً وبهتاناً حقوقه المدنية، الأستاذ ميشال سماحة. إذا كنتم تريدون رأيي في هذه المسألة، فقد كنتُ أتوقع له البراءة الكاملة. ثمّ، هذا الرصاص الذي أُطلق ليلة السبت الفائت في الضاحية وضواحيها، تكريماً للسيّد، ولإطلالته، لا تعيروه أيّ أهمية استثنائية. هو من طبيعة الحال، ومن حواضر البيت الجمهوري السعيد. لذا، دعوا الأمور تجري في مجاريها. لن نستطيع أن نبلّط البحر. حاول غيرنا أن يفعل ذلك، بالكاد بلّط أمتاراً قليلة، لا تُذكر في كتاب "غينيس" للأرقام القياسية.

مرةً أخرى، أقول لكم إني لا أمزح. بل أدعوكم، بكل مسؤولية، إلى قهر مَن يقهركم، بعَصر الليمون الحامض في عينيه. شخصياً، لم أعد أريد رئيساً. ولا مجلساً للوزراء. ولا مجلساً للنوّاب. ولا قائداً للجيش. ولا مسؤولين أمنيين. ولا سفراء جدداً. ولا مديرين عامين.

فلتفرغ الجمهورية الفراغ كلّه. يريدون مؤتمراً تأسيسياً؟ فليأتمروا. يريدون إنهاء هذه الجمهورية العفنة؟ فلينهوها. يريدون تأسيس كيان جديد. فلنصفّق للكيان الجديد. ما دامت الأمة العربية، ومعها الأمة الإسلامية، في أشداق العنف والتكفير والقتل والتخلف والظلامية والاستبداد والإرهاب، فلماذا لا تكون هذه الجمهورية "الضالّة" جزءاً لا يتجزأ من هذا الإلهام الجديد؟!

خذوا منّي هذه الوصفة المهيبة: لأننا في أكثريتنا دمى، مستلذّين كوننا كذلك، أنصح للبنانيين المطالبين بانتخاب رئيس، بأن يفعلوا العكس تماماً. لا شيء مثل الامتناع عن هذه المطالبة يؤدي إلى غايات الدمى المنشودة.

في المقابل، وإمعاناً في لعبة الدمى هذه، أنصح للبنانيين الممتنعين عن انتخاب رئيس، بأن يفعلوا، هم أيضاً، العكس تماماً. لا شيء مثل تأييد انتخاب الرئيس يؤدي إلى الغاية المنشودة.

فلتأخذ لعبة الدمى مجراها. وسيتحقق للفريقين ما يشتهيه كلٌّ منهما. لا تسألوني أيّ منطقٍ أحتكم إليه لتبرير هاتين النصيحتين. الرؤيا التي تلحّ عليَّ في الليل والنهار، تدعوني إلى إخطاركم بفحواها.

أما الثالثون الذين لا حول لهم ولا قوة، ومنهم الشعراء، الكتّاب، المثقفون، الحالمون، الاستقلاليون، الديموقراطيون، العلمانيون، المدنيون، اليساريون، الأحرار، فليواصلوا كفاحاتهم واجتهاداتهم. إنها لن تذهب إهداراً، وإن بعد أعمار كثيرة. لهؤلاء زمنهم الأكيد، وسيأتي، لكنْ لا بدّ، قَبْلاً، من الخراب العميم.

تقبّلوا مني هذه الساديّة المتوحشة، التي هي مزيجٌ مهلكٌ من تبكيت الذات والرغبة في "الانتقام": أمنيتي الدفينة في الوقت الراهن، أن تنهار مقوّمات الدولة، كلّ مقوّمات الدولة، والمؤسسات جميعاً، وأن تشغر المناصب كلّها، التشريعية والتنفيذية والقضائية والأمنية، لتكون حال لبنان كحال مَن يقيم خارج الجاذبية، أو كمَن لا وجود له.

لن ينتهي عصر الدمى، وهو نفسه عصر الغالبية الساحقة من أهل هذه الطبقة السياسية، إلاّ بالخراب العميم. هذا هو الحلّ الوحيد. وهو نفسه "الخراب المنشود" الذي تحدث عنه كبيرٌ من كبارنا، الأستاذ أحمد بيضون، حين اعتبر أن هذا هو المصير الذي تعدنا به الجماعات التي تتحكم بلبنان. فإذا كان لا مفرّ من عبور الجحيم، فلنعبره بعيونٍ مبحلقة، وعقولٍ مفرّغة، وغرائز مستفحلة، ومن دون أوهام؛ متيقنين من أننا نهرول نزولاً، على طريقة السقوط الحرّ، إلى قعر الجحيم.

لن يكون ثمّة خروجٌ من المأزق الراهن، إلاّ بإيصال البلاد إلى الشغور المطلق. الدولة الفاشلة، أو المارقة، هي الحلّ. دون ذلك، سنظلّ نراوح صعوداً ونزولاً، وسننتظر طويلاً وطويلاً جداً الحلول الممسوخة الآتية من الخارج، تبعاً للمعطيات والظروف الموضوعية التي ستغلّب حلاًّ على سواه. ولن يكون هذا الحلّ، أياً كان، في صالح أحد، ولا في صالح لبنان.

لا بسبب اليأس، ولا بسبب الانفعال، أطالب بهذا الحلّ "الأرعن"، وهو الشغور المطلق، بل فقط لأنه لم يعد ثمّة مجال لترقيع الحال بهؤلاء. وأيضاً من أجل التأديب.

هذا النظام السياسي المتخلّف جداً جداً جداً، لا نستحقّه. هو مليء طبعاً وأكيداً بالعيوب، لكننا – على عيوبه - لا نستحقّه. ثمّ إن هذه الطبقة السياسية تحتاج إلى التأديب. لا أكاد أستثني منها أحداً (مفضِّلاً بالطبع الكحل على العمى والعماء)، وإنْ كنتُ أتلذذ بشكل خاص، بتأديب أولئك الذين لا ينجرح لهم وجدان بسبب ما آلت إليه حال لبنان واللبنانيين.

القرّاء يحبّون أن أدلّ على هؤلاء بالأسماء. معهم حقّ، القرّاء. لكني ضجرتُ من الأسماء ومن أصحابها. أكثر من الضجر، أشعر بالتقزز والاحتقار، من جرّاء ذلك، وأهمّ بالتقيؤ!

كنتُ لأفضّل مليون مرة، أن أقنع المسيحيين بالتخلّي عن حقارة اللهاث وراء السلطة، وخصوصاً سلطة الرئاسة الأولى (لكونهم معنيين بها وفق التوافقات الميثاقية والتقاسمات الدستورية الطائفية)، للانصراف إلى الحفر عميقاً في الأرض، وفي الفضاء، وفي غابة الحلم، للمساهمة الجوهرية والحاسمة في تشييد عمارة لبنان الثقافي، من جديد، وللتمكن من ترسيخ صناعة الثقافة، ثقافة الحرية، بدل انصرافهم إلى الولوغ في هذا المستنقع، الذي لم يعد يليق بالحرية، ولا بأهلها.

وإذا كان الصراع السنّي – الشيعي المخجل يجعل لبنان وليمةً لأنذال الدهر، ويجعل المسيحيين حاشيةً هنا وهناك في هذا الصراع، فليس أمام الثالثين - وهذا المنبر هو لهم – سوى الذهاب بالحلم، حلم كسر الطاغوت - إلى حيث يُحتمَل أن يتفجّر الضوء.

أنا لا أمزح، أيها القرّاء. أنا مقهور فحسب، شأن المقهورين – وهم كُثُرٌ في هذه البلاد – الذين لن ييأسوا مهما طال العذاب! تذكّروا فحسب أن ثقافة الحرية هي وحدها ستربح في النهاية. الأحرار، بطبيعة الحال، سيربحون!

 

 بيضون لـ «المستقبل»: شهادة حموّد أحدثت نقلة هامّة في المحكمة «حزب الله» المُحاصر.. إلى أين؟

  علي الحسيني/المستقبل/23 أيار/15

لا يبدو أنّ لـ«حزب الله» خلال هذه المرحلة القدرة على فك طوق الخناق الذي بدأ يُحاصره من كل الجهات خصوصا في ظل الأزمات المُتعدّدة التي يمرّ بها والتي أصبحت تُشكّل له عامل تخبّط سياسي بعد العسكري أوصلته إلى مرحلة يتفوّه فيها رئيس كتلته النيابيّة النائب محمّد رعد بكلمة»حسابه بعدين» كتهديد صريح بحق الأمين العام لتيّار «المستقبل» احمد الحريري.

الحصار الذي يُعاني منه «حزب الله» لا يُشبه حصاره لبلدات وقرى سوريّة وتجويع أهلها وجعلهم يأكلون ممّا يتقيأ به أطفالهم تماماً كما حصل مع اولى علامات حالات الجوع التي حصلت في مخيّم «اليرموك» المُحاصر قبل نحو عامين، فالحزب يُعاني اليوم من فشله العسكري وفشل الوعود المُتكرّرة بـ«النصر» مروراً بأزمة الأصوات التي بدأت تخرج إلى العلن من داخل بيئته والمُطالبة بإيقاف النزف في ظل إرتفاع اعداد القتلى في القلمون وصولاً إلى المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان التي بدأ يتكشّف من خلال الإدلاءات مدى الترابط الأمني الذي يربط بينه وبين النظام الأمني السوري برئاسة بشّار الأسد.

يُدرك «حزب الله» أن حربه في سوريا باتت تُشكّل عبئاً كبيراً عليه وعلى بيئته لدرجة شبّهها البعض بمن يُحاول افراغ البحر من مياهه، ومع حالته هذه بدأ يبحث الحزب عن دعم ولو شكلي يُمكن أن يستند اليه في مرحلة مُقبلة لن تعده سوى بمزيد من الخيبات وبخسارة ما تبقّى له من رصيد كحزب قاوم ذات الإحتلال الإسرائيلي. ومن باب حسابات الحزب التي لم تعد تتطابق مع حقل بيئته ولا جمهوره، يدخل الوزير والنائب السابق محمد عبد الحميد بيضون في صلب الموضوع ليُشير إلى أنّه للمرّة الاولى منذ تورطّ «حزب الله» في الحرب السوريّة في صيف 2012، يصدر عن رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي موقف مؤيّد لعمليّة القلمون علما ان برّي لم يصدر منذ ذلك الحين اي موقف مؤيّد لتدخل الحزب في سوريا وقد ترافق هذا الإعلان مع ظهور صور لمجموعات تنتمي الى حركة أمل وهي تُشارك بالمعركة وذلك بتسريب من الحزب نفسه المتخوّف والقلق، للقول أن الحرب هذه تسير بإجماع شيعي مع العلم أن أبناء الطائفة الشيعية لا ناقة فيها لهم ولا جمل.»

وبحسب بيضون «فإن الشيعة لا يُمكن ان يقفوا إلى جانب من يرتكب مجازر وجرائم حرب بحق الشعب السوري»، ولذلك يقول «ان تدخّل حزب الله في سوريا هو التزام واضح من السيد حسن نصرالله بحماية بشّار الأسد ونظامه. واليوم وللمرّة الاولى يشعر الحزب أنهّ مكشوف وقد ظهر هذا الأمر بوضوح خلال الخطاب الأخير لنصرالله من خلال قوله «إذا لم يتحرّك الجيش اللبناني في عرسال فسوف نقوم نحن اهل بعلبك الهرمل بالمهمة»، فبكلامه هذا ألمح نصرالله الى أن هناك معركة ستكون بين البقاع الشمالي بغالبيته الشيعيّة وبين البقاع السُنّي ودفاعه هذا عن النظام السوري جعله يُبرز الصورة المذهبيّة البشعة التي حاول أن يُخفيها طيلة الفترات السابقة.»

ويُقارن بيضون بين زمن السيد موسى الصدر وزمن نصرالله اليوم ويستذكر حادثة من زمن الحرب الأهليّة «عندما كانت تجري تحضيرات عسكريّة من اهالي بعلبك الهرمل ضد بلدة «القاع» المسيحيّة قال الصدر عبارته الشهيرة «من يُطلق رصاصة على المسيحيّين كأنّه اطلقها على عمامتي» ولذلك نحن اليوم امام نظريّتين مختلفتين تماما، فالصدر كان يحفر عميقا ليضع شيعة لبنان في مكانة وطنيّة ثابتة وراسخة في أرض لبنان، بينما ما نراه اليوم أن نصرالله والنظامين الإيراني والسوري يحفرون عميقا لدفن الشيعة.»

وعن إستعانة «حزب الله» بالأطفال في الحرب السوريّة يلفت بيضون إلى أن «هناك تململاً على صعيد الكوادر في الحزب بحيث شعرت أن الدخول في الصراع في سوريا لا جدوى منه وبالتالي أنهت سمعة الحزب وسمعتهم بعدما تحوّلوا من أبطال في نظر العالم أجمع، إلى مُجرّد قتلة ومجرمي حرب وفرق قتل. يُضاف الى هذا الامر القلق الذي تعيشه بيئة البقاع التي بدأت تشعر انها اصبحت مُهدّدة، يُمكن أن يُهجّروا أو ان تُدمّر بيوتهم وقراهم ولذلك يسعى الحزب الى توريط الجيش في معارك عرسال كبديل عنه وخدمة للمشروع الفارسي الذي بدأ يرسم حدود الدويلة العلويّة في سوريا وربطها بقرى وبلدات لبنانية شيعيّة ومعركة القلمون اليوم تقع ضمن هذا السياق.»

أمّا في ما يتعلّق بزيارة مستشار الخامنئي علي أكبر ولايتي للبنان، يأسف بيضون «لكون عدد كبير من المسؤولين اللبنانيين يتعاطون مع الأمور الهامّة بنوع من الخفّة أو اللامبالاة»، وبرأيه أن «إستقبال ولايتي من بعض المسؤولين كان بمثابة سقطة كبيرة خصوصا وأنهم يعلمون مُسبقا أن أي مسؤول إيراني يأتي إلى لبنان سوف يقوم بشتم المملكة العربيّة السعوديّة». ويسأل: «لماذا يتم استقبال شخص لا صفة رسمية له؟»، ويُضيف «ان من بين المهام الموكلة إلى ولايتي حض حزب الله على اكمال معركة القلمون ومن ثم عرسال التي سينفجر فيها الوضع مذهبيّاً في حال سقوط نقطة دم من مواطن عرسالي او هدم منزل فيها وسيُحوّل جميع السُنّة في لبنان من عكّار الى الجنوب إلى داعش».

وعن تهديد رعد للحريري «حسابه بعدين» يقول بيضون: «ان كلام رعد يدل على منسوب التوتّر العالي لدى قيادات حزب الله والضغط الذي تُعاني منه نتيجة الخسائر الهائلة التي يتكبّدها الحزب في القلمون، ولذلك نرى أنّها المرّة الاولى رُبّما التي يُظهرون بها هذا الوجه المذهبي البشع الذي انعكس توتّراً في خطابهم السياسي». وتطرّق إلى الشق المُتعلّق بالإفادات التي يُدلي بها أصحابها في جلسات الإستماع داخل المحكمة الدوليّة والتي كان ابرزها شهادة المُستشار الإعلامي للرئيس الحريري هاني حموّد، مشدداً على ان «اللبنانيين بغالبيتهم عبّروا عن تقديرهم للشهادة المُعمّقة التي قدّمها حمّود داخل المحكمة الدولية خصوصاً وأنّ شهادته سلّطت للمرة الاولى على مدى التنسيق القائم بين الأجهزة السورية بكل فئاتها وبين اجهزة حزب الله بالإضافة الى كشفها عن السياسة والأهداف ذاتها التي تجمع بينهما.»

ويُتابع بيضون في الشق المُتعلّق بكلام حمّود ليُشير إلى انّه «بيّن بأن للأسد ونصرالله مونة عالية في إعطاء الأوامر لكل من المخابرات السورية وحزب الله في آن لجهة تنفيذ أوامرهما، كما أحدث نقلة نوعيّة في عمليّة الشهادات التي نسمعها وأوضح كلامه الخيط الذي يربط بين النظام السوري من جهة وبين حزب الله من جهة اخرى. وصحيح أن المتهمين جميعهم من الحزب لكن شهادة حمّود كشفت أيضاً عمليّة الترابط بين الجهتين ويمكن ان تُبنى عليها امور في غاية الاهميّة داخل المحكمة التي تمتلك بدورها وثائقها وأدلّتها الخاصّة.»

نهاية رَجُل مَيْت!

بول شاوول/المستقبل/23 أيار/15

هل فوجئتُ شخصياً بالحكم التخفيفي الذي يكاد يكون تبرئة لميشال سماحة الذي اصدرته المحكمة العسكرية؟ بكل بساطة، لا! فالذين، امثالنا، عاشوا مراحل المحاكم «المدنية» وغير المدنية على امتداد الوصايات، ربما اعتادوا أو نسوا عدم احتمال جمع القانون والعدالة، في بلد حاول كل من وفد إليه وصياً او محتلاً، ان يسيّس المحاكم والقوانين ويصادر القضاة. ميشال سماحة رجل «مرموق«، وله من العلاقات المخابراتية والدولية، ما يجعله «رمزاً» من رموز «الممانعة» والمقاومة «رمزاً» لبنانياً في النظام السوري! اذاً، شخصية في حجم العبقري ميشال سماحة الذي تنقل من أجهزة خارجية إلى أجهزة، من فرنسة إلى سورية، جدير بأن يكون احترامه «السياسي» فوق «احترام» القوانين. ولأن سماحة مرتهن بنظام قام واستمر على القتل وبحزب الهي «فُبرك» ليكون اداة احتلال إيراني للبنان، فمن الصعب أن يعامل معاملة عادية.

أي من الصعب ان تطبق عليه عدالة القانون تطبيقاً قانونياً. انه علامة فارقة عند بشار الأسد وبعضهم يقول انه كان بمثابة «نائب الرئيس» الفعلي في سوريا يُرخي سلطته على الضباط والمسؤولين، باعتباره ظلاً من ظلال آل الأسد قبل الثورة السورية واثناءها. بل هناك من يقولون انه كمستشار مميز للرئيس، كان جزءاً من اعتماد قرار القوة الوحشية، والبطش والمجازر في حلب وسواها. وكلنا يذكر انه كان الوديعة السورية الغالية في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الأولى و»الرابوق» برتبة مخبر، الذي لم يوفر وسيلة مزرية ولا أسلوباً سفيهاً ولا كلاماً سوقياً ولا تحاملاً منظماً لعرقلة مشاريع الحريري، حتى انه استخدم الاعلام الرسمي (باعتباره كان وزيراً له) لتشويه الحقائق والمواقف، بأحط الطرق.

بمعنى آخر، كان عميلاً «مَلِكاً« في جمهورية الطاغية. وهذا يعني تماهيه بوحشية هذا النظام، ونياته السود على لبنان. ومن يتذكر «طلعاته» الفاجرة على شاشات الممانعة، وخصوصاً «منار» حزب الله الأسود ودفاعه المستميت عن النظام السوري ومحاولته تضليل التحقيق في سياق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومواقفه العدائية من ثورة الأرز واتهامها كزميله العميل فايز كرم بالعمالة لإسرائيل والأكاذيب التي كان يروجها، من يتذكر كل ذلك، يعرف، او يتكهن ان هذا الرجل لا يردعه شيء عن ارتكاب «أي شيء». فمن يتواطأ مع القتلة ومن يَخُن بلاده وأهله ويحرض على الضحية، يحمل في داخله، واكتساباته وتجاربه أكثر من بذور القتل أو الجريمة.

كل ذلك، منحه «هالة» الكبار (وعميل الكبار كبير، وعميل الطغاة طاغية) بحيث بات ضرورة عند آل الأسد وحزب الله وهما من مُصدري «القديسين» و»الوطنيين».... والعملاء!

وعلى هذا الأساس لم يفاجئني دوره عند كشف مخططه الاجرامي ونقله المتفجرات «الأسدية» إلى لبنان واستخدام ميلاد كفوري، لتفجيرها في الافطارات السنية ووضع لائحة اغتيالات تعرف من اسمائها ان نجاحها يعني «الفتنة» والدم والحرب والمذهبية والفوضى. من البطريرك الراعي إلى المفتي الشعار، إلى النائب خالد الضاهر فإلى النائب معين مرعبي... لكن الخطة الإرهابية (الوافدة من نظامين ارهابيين: سوري وإيراني) فشلت، ونجا منها مئات اللبنانيين، ليس لأن سماحة «غيّر رأيه» أو راجع ضميره الانساني أو الوطني بل لأن الظرف المعاكس عطل كل شيء، بل لأن الشهيد وسام الحسن عطلها، وقبض على المجرم.

ها هو المجرم، الارهابي اذاً. بدون رتوش، ولا مجاز أمامنا! في شريط حي، بالصورة والصوت و«الصُبير« والعصير.. والشراهة! معترفاً بجريمته، تفاصيلها وحيثياتها واسماء الضحايا والأمكنة وكذلك بدور بشار الأسد وعلي المملوك «الرئيسي والأساسي قراراً وتنفيذاً....» .

لم يعد من مجال للتأويل، أو للتفسير، فكلام سماحة تفسير التفسير، وتأويل التأويل، وبيان التبيين.

[ميزان المحكمة

قلنا عندها، لقد وقع! وسينال جزاءه القضائي. كل الناس، توقعت محاكمة عادلة، في مستوى ان تكون المحكمة محكمة وأن يكون ميزانها عادلاً، لكي يكون سماحة «عبرة» لسواه! واذا كان سماحة لم يفاجئني بنزعاته الإجرامية والوحشية، فقرار المحكمة العسكرية، بتخفيف الحكم عليه، لم يفاجئني كثيراً. فعندما تضيع محاكمة قتلة وسام عيد (ويختفي ملف الشهيد وسام الحسن)، ويبرأ قاتل الطيار اللبناني في سُجد على يد مجرم من مجرمي حزب الله، وعندما يعتبر حزب سليماني ان المتهمين بقتل الحريري هم «قديسون» ابرار (عند ربهم يرزقون)، وعندما تطمس قضية اغتيال القضاة الأربعة في صيدا... وعندما يخفف الحكم الصادر بحق العميل الاسرائيلي فايز كرم، فمن غير الطبيعي أن نفاجأ بحكم المحكمة العسكرية ذات الصيت الذي يربطها بالعضومية، وبالنظام الأمني المشترك وببعض القوى المهيمنة بسلاحها الميليشيوي الايراني في لبنان. فالمحكمة العسكرية لا تصلح أساساً من حيث مبدأ فصل السلطات لمحاكمة سماحة أو سواه، فهي وجدت أصلاً لأمور تخصّ المؤسسة العسكرية لا المجتمع. وكما لا تصلح الشرطة العسكرية لتحمل مسؤوليات مدنية فالمحكمة العسكرية مثلها! فما بالك، إذا انحازت هذه المحكمة لفريق سياسي دون الآخر. اذاً محكمة عسكرية مُسيسة بكل بساطة. محكمة عسكرية تمارس «وظيفة» ليس من شأنها.

وإذا كان البعض انتظر ما خرجت به هذه المحكمة. ولا يتوقع شيئاً آخر فان الخبر نزل نزول الصاعقة على اللبنانيين، وعلى أهل عكار تحديداً وعلى المُستهدفين. أين نعيش نحن اليوم في لبنان، ومن هم هؤلاء «القوم» الذين حولوا ميلاد كفوري إلى «عقل مدبر» وميشال سماحة (ومَن وراءه إلى منصاعين لهذا العقل؛ بل الذين حولوا «الغبي» كفوري (كما وصفه سماحة) عبقرياً في الجريمة والتخطيط، وميشال سماحة «غبياً» مخدوعاً ساذجاً، بريئاً استدرجه هذا الأخير و»لعب بعقله» لتنفيذ المخطط الفتنوي؟ من قَلَب الأدوار؟ من «حجب» التسجيلات عن المحكمة؟ من حاول ابعاد «المعلومات» التي اكتشفت المحاولة عن التحقيقات؟ انه سياق كامل من ذهنية التضليل الرائجة في محور الممانعة. بل هي من الصور الاسترجاعية لمحاكم التفتيش، والطغاة والأنظمة الاستبدادية التي تستخدم القوانين لضرب العدالة وقمع الشعوب.

[المصادفة

والمصادفة المعبرة، هي تلازم اصدار الحكم المخفف عن سماحة، وانعقاد جلسات المحكمة الدولية. محكمة عسكرية تخلط السياسي بالقانوني، واخرى دولية هي مدرسة في اصول المحاكمات. انه الفارق الكبير بين عالم بلا ضوابط وآخر يبحث عن الحقيقة. بين محكمة مُعسكرة تنتقي من الأدلة ما يخدم انحيازها، وأخرى تُمحّص في الادلة، والوقائع والتواريخ. ولا يصدمنا أن تعبث المحكمة العسكرية بمصائر الناس، فتحظى بالتأييد والتهليل من قِبَل المتهمين بقتل الحريري، وبين المحكمة الدولية التي تلقّت من البذاءات، والتشويه، والتنكيل، ما يصورها محكمة إسرائيلية أميركية إلخ؛ وكلنا يتذكر كم من مرتزق أمّي، جاهل، تافه، أطل على الشاشات، وتأبط أحذيته القذرة، وأقدامه الموحلة، وأصابعه الملطخة بالدماء، ليشتم بالأحذية والأقدام والأصابع هذه المحكمة الدولية. (وآخر ما وصلنا محاولة حزب الله مطوّب المجرمين قديسين، منع تمويل المحكمة من قِبَل الحكومة! إجرام طالع من مجرمين!).

[حمود المتوقد

وعندما تابعنا عدداً من جلسات الشهود في المحكمة الدولية، وآخرها شهادة الزميل هاني حمود، تأكدنا من الفارق بين محاكم عضوم وإميل لحود والمحكمة الدولية. وهنا لا يمكن سوى التوقف عند المطالعات والحقائق والخفايا، والأسرار، التي كشفها حمود، وأهمها «التكامل» بين حزب الله (إيران) وبين النظام السوري. وهذه الحقائق المتكهنة بعمومياتها، فنّدها حمود، وعرضها بتفاصيلها بأسلوب دقيق، مكثف، لامع، موجز وفاعل، لا لبس فيه، ولا تورية. إنه هاني حمود، اللماح واللامع والمتوقّد، أضاء على هذه العلاقة العضوية بين النظامين الإيراني والسوري، في مقتلة الحريري. وأحسست وأنا أتابع هاني حمود بهذه المسحة من الأسى على قسماته ووجهه، كأنه وهو يروي ما يعرفه، يعيش من جديد تلك الاسترجاعات بهذا الأسى العميق المعيش. كان أكثر من شاهد، كان الشاهد الذي ظهرت على وجهه كل التراجيديا التي مرّ بها الحريري، في أيامه الأخيرة، عندما حاصرته التهديدات من كل صوب من حزب الله إلى النظام السوري، غاص في دواخل الحريري، وفي حُجُب تلك الأيام التي سبقت استشهاد الرئيس الشهيد، الذي رافقه حمود وأحبه. فالمحبّون لا يعيشون المآسي بعقولهم فحسب، بل بحواسهم وقلوبهم. هذا ما نضحت به ملامح حمود.

[المصادفة

ونظن، أن تُصادف قرار المحكمة العسكرية تخفيف الحكم عن السفاح سماحة، وانعقاد المحكمة الدولية، كأنهما فصلان من مسرحية واحدة، أو حدثان من رواية واحدة: مفتوحان على بعضهما، ومتصلان كالأوعية المستطرقة: والمشترك بينهما أن من قتل الحريري هو عينه الذي خطط عبر سماحة لارتكاب مجزرة جماعية في عكار، وطرابلس؛ والذي اغتال الرئيس الشهيد ورموز 14 آذار، هو مهندس اغتيال جورج حاوي، وجبران تويني، وسمير قصير، وبيار أمين الجميل، ووسام الحسن، ووليد عيدو وأنطوان غانم، (ومحاولة تصفية مروان حمادة والياس المر وصولاً إلى بطرس حرب وسمير جعجع). حلقتان متصلتان برزتا متكاملتين بل أكثر: إن من يرتكبون المجازر والمذابح ضد الشعب السوري، من حزب الله العميل الصدوق لإيران (تماماً كما هو سماحة بالنسبة إلى آل الأسد)، هم ذاتهم، من صادروا لبنان، ومحاكمه، واقتصاده، وحرياته، وشعبه، ودولته، ومصيره! وهم الذين عاثوا فساداً وإجراماً واغتيالاً وتقسيماً وتخريباً. وهم حملة المشروع الايراني التخريبي في البحرين واليمن والعراق وسوريا... ولبنان!

[لقاء القتلة

غريب كيف تلتئم الظواهر بهذه العلاقات المتماثلة في زمن واحد؟ ميشال سماحة + علي المملوك + رستم غزالة + خامنئي + حزب الله + بشار الأسد، هم أبطال الخراب والتخريب والبربرية، والوحشية: والمشترك بين هؤلاء كلهم، 1) تنفيذ ما عجزت عنه إسرائيل من تقسيم وتفكيك، وتدمير للبنان والعالم العربي، 2) العداء لإرادة الناس واستخدام المحاكم والسلاح والتضليل، والترهيب لتسود هيمنتهم، 3) وأهم مشترك بينهما الإرهاب اللامع بالقتل. كل هؤلاء الفرقاء هم ورثة ما تبقى من فلول الطغاة، من هولاكو إلى حافظ الأسد إلى بول بوت إلى هتلر إلى بينوشي. هم «خلفاء» التاريخ الأسود في القرون الماضية، 4) وما هو مشترك، وكثيراً وعميقاً، التحالف الاستراتيجي القائم بين هؤلاء والكيان الصهيوني. فالنظام السوري «أهدى» الجولان إسرائيل مقابل بقاء وجوده، والثانية (إيران) تدأب على إنجاز المخطط الصهيوني، عبر محاولة تحقيق الهلال «المذهبي«، لتقسيم الأمة العربية، وتهميش الأكثرية الإسلامية والعربية، بموافقة ضمنية من أوباما وقبله بوش!

من هنا تفهم جيداً العلاقات المفصلية والأدوار المشتركة بين اغتيال الحريري ورموز 14 آذار و7 أيار، وبين متفجرات سماحة المملوك الأسد. ومن هنا تابعنا «المحكمة» الدولية، بتقدمها في الأدلة، وانتقالها من مرحلة إلى مرحلة: القادمة تتصل بداتا الاتصالات، وكذلك قرار المحكمة العسكرية: وكان من الصعب الفصل بين حالتيهما، بل أكاد أقول إنهما حققا في جريمة واحدة، وبفضاء إرهابي واحد، أبطاله من عصابة واحدة، ومن نظامين واحدين، شقيقين بالدم والخيانة.

[إعدام رجل ميت

وإذا كان نظام الأسد في أرماقه الأخيرة يُصفي «تركته» عبر التخلص من أدواته، وعملائه، خصوصاً ذوي «الشبهة» بعلاقتهم باغتيال الحريري، وعلى رأسهم رستم غزالي هذا اللص، المبتز، القاتل، الحقير، الذي أهداه حسن نصرالله بندقية المقاومة تقديراً لجرائمه بحق اللبنانيين وهذا دليل على لقاء السلاحين، فإن هذه التصفية قد تطاول كثيرين ممن يعرفون كثيراً. وقالها اللواء أشرف ريفي، هذا الوطني اللبناني العروبي الشجاع، عندما أعلن أن النظام السوري قد يُصفي ميشال سماحة نفسه كما فعل بالعديد أمثاله باعتباره احد الصناديق السوداء للنظام.

لكن ميشال سماحة سواء خفف حكمه أو صدر حكم بإعدامه أو بسجن المؤبد، أو بسنوات كثيرة فهو «رجل» منتهٍ، إذا أعدم فكأنما أعدم «رجل ميت»، وإذا سُجن طويلاً فكأنما تسجن جثة... ونظن أن سماحة لم يسقط عبر اكتشاف دوره في التخطيط للفتنة، بل سقط عندما اختار خدمة الطغاة، وأعداء بلده، والقتلة: كأن اختياره هذا لم يكن أكثر من «النزول إلى الجحيم»، والجحيم يبدأ لحظة الوقوع فيه... وإن كان في البداية مزداناً بالورود والسلطة والأبهة والمال... والعظمة «الممنوحة» من أهل الفساد والقتل! فأي حياة يا ميشال هذه، عندما يكون «فردوسك الأرضي» يتمثل بهذا الجنوح المفلت نحو الشر، والخيانة، والإجرام!

إنها نهاية رجل ميت!

 

رسم خطوط التماس في سوريا «لدولتين» بدأت

أسعد حيدر/المستقبل/23 أيار/15

على من نطلق الرصاص؟ هذا السؤال المحير والحائر الذي يواجهه الغرب من واشنطن الى باريس، أمام «انتصارات» «داعش» الأخيرة التي جعلته يسيطر على حوالى 50% من أراضي سوريا، تاركاً للنظام الأسدي حوالى ربع سوريا والربع الأخير «للنصرة» ومختلف التنظيمات الجهادية والمسلحة؟ مجموع انتصارات «داعش» والمعارضة، لا تشكل انتصاراً كبيراً يلوي يد النظام الأسدي ولا تغييراً استراتيجيًّا يجير القوى الحليفة للنظام أي طهران وموسكو على تغيير موقفها في تأييدها ودعمها للأسد. لكن هذه الانتصارات تكسب نقاطاً، تراكمها مهم للبناء عليها لاحقاً. بشار الأسد حقق انتصاراً كبيراً رغم أنه انتصار سلبي قائم على الهدم والدمار. هذا الانتصار جزء من استراتيجية مدروسة ومخطط لها ببراعة في طهران وموسكو يقضي بوضع الغرب من واشنطن إلى باريس أمام خيارات أحلاهما علقم وهما: العودة الى الأسد واحتضانه والتعامل معه كمنقذ. أو التعامل مع «داعش« كواقع لا مجال للرد منه. أو الدخول في الحرب مباشرة. بوضوح أكثر الاختيار بين «الكوليرا« و«الطاعون«. ما ذلك إلا لأن الرئيس باراك أوباما تمنّع منذ البداية عن تقديم ما يلزم من «المضادات الحيوية» لمواجهة هذين الداءين. لا شك أن الأسد سيسلّم تدمر إلى «داعش»، ليصبح الخطر أكبر ماثلاً أمام الغرب. الخوف على تدمر أصاب العالم، في قلبه وعقله وذاكرته إصابة مباشرة جعلته يستيقظ من حالة «المشاهد التلفزيوني». في 2 حزيران القادم ستتم مناقشة مفتوحة في باريس يحضرها جون كيري. لا يبدو أن شيئاً سينتج عن هذا المؤتمر رغم كل الجهود الفرنسية الرسمية. الرئيس فرنسوا هولند صادق في مساعيه. المشكلة أن سقوط تدمر المبرمج اخترق «جبهته» الداخلية. قوى يمينية ويسارية عديدة تسأل طالما لا نستطيع أن نعرف على من نطلق الرصاص فلماذا لا نتعاون مع الأسد ونفرض حلاً سياسياً يخلص العالم من «داعش»؟

220 ألف قتيل سوري سقطوا حتى الآن في «الحروب»، والحل ما زال بعيداً. الأسد لا يهمه ماذا يبقى من سوريا، المهم أن يبقى هو الى الأبد، وإذا كان لا يمكنه استعادة كل سوريا فلتكن «دولة« تمتد من دمشق الى كسب. ما يجري من «حروب» صغيرة حالياً، هدفه رسم خطوط واضحة لتقسيم سوريا بين «دولة أسدية» و»دولة داعشية« متقاتلة مع باقي الفصائل وعلى رأسها «النصرة». المعارضة بعد أربع سنوات ازداد تشرذمها وتقاتلها، وهي حتى الآن بلا برنامج سياسي تقول فيه لماذا تقاتل وماذا تريد. «داعش» يريد «دولة الخلافة». مع كل «جريمة» يرتكبها ضد الانسانية والثقافة والذاكرة التاريخية، وضد الماضي والمستقبل في وقت يلغي فيه الحاضر ويجعله جسراً للعبور الى الظلام يتضمن رفض العالم له. أما القوى الخارجية، فإن طهران دفعت الكثير في مسار استنزف الكثير من قواها وهي لم تعد تكتم حجم استثمارها البشري والمالي، الذي دفعها للتضحية بالمقاومة وتحويلها الى «بندقية» في خدمتها، واستجلاب مرتزقة أفغان في فيلق «الفا ميين» مع وعد بإسكانهم في «جنة» الدولة الأسدية لاحقاً ومؤخراً استقدمت «الزينبيّون» من باكستان، طهران ستقاتل بالأسد حتى اللحظة الأخيرة من صوغ الحل للحصول على الكثير مما تريد خصوصاً أنها كانت تمتلك «نفوذاً غير قابل «للمنافسة» وهي مستقبلاً مضطرة للشراكة». موسكو تعمل على إعادة الشرعية للأسد حتى ولو كانت عالية الثمن. لم تعلن حتى الآن ماذا تريد لكن من حركتها تبدو وكأنها ستفاوض على دمشق وقلبها في طرطوس وعقلها في أوكرانيا. استراتيجية واشنطن كاملة وقابلة للاستمرار حتى نهاية «المرحلة الأوبامية». إدارة الحرب من بعيد الى بعيد بحيث لا تدفع من جيبها دولاراً واحداً ولا قطرة دم جندي وتحقيق هدفها في استنزاف قوى الداخل والخارج حتى ما بعد جلوسهم إلى الطاولة. تبقى تركيا التي تريد ضمانات بأن يبقى الأكراد في سوريا ضمن «سوريا» بعيداً عن الاستقلال مع نفوذ لها داخل دمشق. وهذا لن يتم ما لم تتفاهم مع الرياض وقطر حول التفاصيل. التفاؤل ممنوع في سوريا. «البركان ما زال غنيّاً بالحمم والنار. وما زال «اللاعبون» الخارجيون يملكون الكثير من «البيادق» والأحصنة«. أما «اللاعبون» من الداخل فلا أحد يحسب حسابهم حتى «داعش» وهو ينتصر يتم استثمار انتصاره لرسم المرحلة المقبلة من الصراع.

 

محمّد رعد كاشف الغطاء

الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن/23 أيار/15

بإشارتين سريعتين اختصر رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمّد رعد في حديثه التلفزيوني الأخير العقيدة الأمنيّة والسياسيّة لـ"حزب الله" (هي الثالثة المكتومة بعد اثنتين علنيّتين منذ 1985). قال للأمين العام لـ"تيّار المستقبل" أحمد الحريري "حسابه بعدين"!  وقال عن رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة إنّه دون مستوى "الوليّ الفقيه"! عبارتان تختصران حال "حزب الله" والمرحلة التي بلغها بعد 33 سنة على تأسيسه، وتكشفان عمق المأزق المصيري الذي يتخبّط فيه، ويجرّ إليه لبنان. في العبارة الأُولى، وفي سياق تهديده العلني لوزير العدل أشرف ريفي والحريري، يؤكّد رعد ضيق صدر قيادة "حزب الله" من كلّ منتقد أو خصم لسياستها، إلى درجة التلويح بالإلغاء. وهو نهجها المعروف عمليّاً، المستور سياسيّاً، حتّى هذا التصريح على الأقلّ.

فلم يعُد خافياً ضلوع هذا الحزب في جرائم الاغتيال والاجتياح والانقلاب والخروج على شرعية المؤسّسات بقوّة السلاح وخلط الحدود و"توحيد الميادين" والاستهتار بالسيادة. ولكنّ ارتكاباته كانت مغلّفة في الغالب بالتغطية الاعلاميّة والتمويه السياسي، وبورقة، ولو شفّافة، تستر عورته.

ولكنّ انخراطه العلني في الحروب التي تشنّها مرجعيّته الإيرانيّة، وتباهيه العلني بها، ودعوته الصفيقة للبنانيّين كي يلتحقوا به، وخساراته وانتكاساته المتراكمة، جعلته يتخلّى عن التورية والتقيّة، وينزع ورقة التوت عن حقيقته. وربّ قائل إنّها زلّة لسان، أو استثمار سياسي من 14 آذار، أو مجرّد تحذير إعلامي، أو كلام تلفزيوني هوائي، أو نتيجة "تعصيب" عابر.. ولكن، كلّ هذه الأعذار التخفيفيّة لا تُلغي حقيقة الموقف والسياسة والقرار. وليس من باب التخويف أو المبالغة إذا طالب كثيرون بحماية الشخصيّتين اللتين تعرّضتا للتهديد، وشخصيّات كثيرة أُخرى مهدَّدة باستمرار. فمن لدغته أفعى "يخاف من جَرّة الحبل" كما في المثل الشعبي. وما زالت قضيّة عبوات التفجير والاغتيال التي نظمها الثلاثي الأسد مملوك سماحة ماثلة، وتتفاعل قضائيّاً وشعبيّاً وسياسيّاً. وكل هذا "الفريق الممانع" يُتقن فنون القتل والالغاء بجدارة موصوفة، وماضيه يشهد عليه. أمّا العبارة الثانية التي تفوّه بها زعيم برلمانيّي "الممانعة" فلا تقلّ هولاً وفظاعةً عن عبارة التهديد بالقتل ويوم "الحساب"، بل تفوقها إجراماً وإبادة. فالأُولى تهديد لأفراد مهما علت رتبهم، والثانية تهديد لدولة ووطن ومؤسّسات.

محمّد رعد، الناطق البرلماني "الديمقراطي" باسم "حزب الله"، وبصفته ممثّلا للبنانيّين، لـ"الأمّة اللبنانيّة" بحسب الدستور، وليس لأيّ "أمّة" أُخرى، يضع مرجعيّة أجنبيّة، وهي المرشد أو "الوليّ الفقيه" الإيراني، فوق المرجعيّة اللبنانيّة الدستوريّة الأُولى، أي رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة.

ولا يعتقدنّ أحد أنّها "زلّة لسان" أيضاً، بل هي تعبّر عن انحراف خطير في الانتماء والوطنيّة والولاء للبنان. إنّها سقطة أخلاقيّة تكشف عمق المأزق الثقافي في توجّه "حزب الله" ولبنانيّته. إنّها جوهر المشكلة التي يجسّدها في عقيدته وانتسابه وأدائه وأهدافه.

هذه الأزمة التي يكشفها تعبير رعد تفوق بأضعاف خطورة التسرّب الذي كانت تجسّده عقائد غير لبنانيّة تتخطّى مفهوم السيادة والاستقلال، كالقوميّة السوريّة والبعثيّة والأُمميّة الشيوعيّة.

هنا بيت الداء. وهنا يكمن العلاج الصحيح. "حزب الله" إيراني قبل أن يكون لبنانيّاً، بل إيراني وحسب. وهذه الحقيقة يجب أن تقال وتُعلن بلا وجل أو تردّد. هذه هي ثقافته وهذا هو انتماؤه. وكلّ متعامٍ عن هذه الحقيقة، من أقرب المقرّبين إليه وألصق "الحلفاء" به، عليه أن يدرك مع من يتحالف ومن يغطّي، تارةً تحت ستار "المقاومة"، وتارةً أُخرى تحت حجّة محاربة التكفيريّين. ومن يسعى إلى بناء دولة ووطن، عليه أن يبادر إلى معالجة هذه الآفة المدمّرة. فلا تفعيل حكومة، ولا تشريع ضروري أو غير ضروري، ولا خبط خارج الطريق باقتراحات مشبوهة وشعبويّة لانتخاب رئيس، ولا حلقات حوار المداهنة والمطاعنة، ولا التلويح بمؤتمرات تأسيسيّة.. تنفع. العلاج يبدأ بلبننة "حزب الله" عقيدةً وثقافةً وأهدافاً وأداءً. واللبننة كانت بدأت بتوقيعه "إعلان بعبدا" ثمّ هرولته للتنصّل منه، وكأنّ إيرانيّته لَسَعت ما كان قد تبقّى من لبنانيّته. فمن هناك يبدأ الحلّ، طوعاً أو قسراً. وإذا لم تتوافر الوسيلة الداخليّة لمعالجة الحديد وهو حامٍ، فنار الورطة في سوريّا كفيلة بليّه، وربما إحراقه. وقديماً قيل: آخر الدواء الكيّ.

 

بن لادن والربيع العربي

طارق الحميد/الشرق الأوسط/23 أيار/15

رفعت الاستخبارات الأميركية السرية عن عشرات الوثائق التي عثر عليها بمنزل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد الباكستانية عام 2011. واحتوى جزء كبير من تلك الوثائق على رسائل شخصية وعائلية، وأخرى بين بن لادن وأتباعه.

من أهم ما كشف عنه بهذه الوثائق رؤية بن لادن للربيع العربي، حيث كتب بأحد تعليقاته مشيرًا إلى وجود «عامل جديد» يتمثل بـ«ثورة تكنولوجيا المعلومات»، معتبرًا، أي بن لادن، أن الربيع العربي من «أهم الأحداث في العالم الإسلامي منذ قرون». وما كان بن لادن ليقول ذلك لولا أنه رأى فرصة سانحة بما عرف بالربيع العربي، مما يظهر، وهنا القصة، أن بن لادن استطاع رؤية ذلك الزلزال بوضوح، عكس آخرين حينها! رؤية بن لادن هذه كانت أوضح من رؤية كثر من المثقفين بمنطقتنا، والبعض في الغرب، وعلى رأسهم إدارة أوباما، ومنظمات، ومؤسسات إعلامية، وإعلاميين، وهذا ما يقر به البعض بالغرب الآن على مضض، حيث اتضح لهم أن الربيع العربي كان مسرحًا للجماعات الأصولية! أدرك بن لادن أن ما عرف بالربيع العربي هو فرصة للجماعات الأصولية، الإخوان المسلمين، أو «القاعدة»، بينما تحمس كثر عاطفيًا، وساهم آخرون بالتضليل، والتطبيل، ورأينا كتبًا من عنوان «ربيع الإخوان»، وخلافه، رغم أن قلة قليلة، وبعضهم بهذه الصحيفة، كتبوا حينها أن ما يحدث ما هو إلا ربيع «القاعدة»، والأصولية. وأتذكر، بعد هروب بن علي من تونس، وبعد أن كتبت هنا مقالاً قلت فيه إن ما حدث بتونس انقلاب وليس ثورة، أن هاتفني مثقف عربي كبير ليقول بغضب: «حرام عليك.. لماذا تستنكر علينا فرحتنا بهذه الصحوة العربية؟»! وليتها كانت كذلك، بل إن الربيع العربي كان أكبر عملية قرصنة سياسية عرفتها منطقتنا! هنا قد يقول قائل: وهل كان المطلوب دعم الأنظمة الديكتاتورية؟ بالطبع الإجابة لا! لو كان هناك إدراك لحقيقة الأحداث، وهو ليس بالأمر الصعب، ولا ضربا للودع، حيث كان هناك مدركون جاهروا بآرائهم، وتحملوا أقسى أنواع التشهير.. لو كان هناك رؤية مبنية على فهم المنطقة، وتاريخ الإسلام السياسي، لما انعطف مسار الربيع العربي بهذا الشكل. ولو تم الاستماع للعقلاء، وحتى الآن، لكان الربيع العربي فرصة لسن الدساتير العصرية لضمان عدم التفرد بالسلطة، وتجنب الإقصاء، لتكون دساتير ضامنة، سواء حكم إسلامي، أو عسكري. ولو كانت هناك رؤية لما وصلت الحال في ليبيا لما هو عليه، ولما تفرد الإخوان بحكم مصر، ولا تركت سوريا تنزف بهذا الشكل الهمجي، ولما خدع كثر بـ«وهم الإسلاميين المعتدلين». السؤال الآن هو: كيف التقطها بن لادن، وغابت عن كثر؟ سؤال إجابته تحتاج إلى بحوث، ودراسات، وليس النسيان، أو القول: عفا الله عما سلف!

 

واشنطن: «داعش» تنظيم لم نرَ مثله

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/23 أيار/15

في لقاء مع الصحافة، وصف مسؤول أميركي كبير كيف سقطت مدينة الرمادي العراقية، وقال إن «داعش» تنظيم لم نرَ مِثْله من قبل، شيء مفزع، وتقييمنا الآن أنها ستكون حربًا طويلة لسنوات، فهذا تنظيم أكثر تطورًا وخطورة من سابقه، تنظيم القاعدة. ووصف كيف أن مقاتلي التنظيم فاجأوا القوات العراقية المتحصنة بهجوم كاسح من ثلاثين سيارة مفخخة على المنطقة المركزية في المدينة، بينها عشر سيارات محملة بكمية هائلة من المتفجرات، تعادل كل واحدة منها التفجير الذي أصاب أوكلاهوما! قال: لديهم آلاف المقاتلين الأجانب يتطوعون لتنفيذ العمليات الانتحارية. وتزامن اعترافه بتضخم الخطر مع ما طالب به عضو في الكونغرس بإرسال عشرة آلاف جندي أميركي من جديد إلى العراق لمقاتلة التنظيم، محذرًا من أن الولايات المتحدة ستشهد هجومًا مماثلاً لما أصابها في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001.

ولا يفترض أن يخص القلق الغرب، بل إن «داعش» أكثر خطرًا علينا منه عليهم. هناك جيش جرار يقدر بعشرين ألفًا من الإرهابيين يزحف ولم يستطع أحد إيقافه منذ عام ونصف العام رغم ضخامة الموارد العراقية، ورغم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي الأميركي، والمساندة الإيرانية أيضًا. ما نخشاه أن نسيء فهم هذا التنظيم، كما أساء كثيرون التقدير، في أعقاب هجمات «القاعدة» على نيويورك وواشنطن قبل نحو أربعة عشر عامًا. فقد ظنوا أن الجماعة الإرهابية لا تستهدف إلا الغرب، ليكتشفوا أن هدفها الحقيقي المجال العربي، وشنت عمليات عسكرية إرهابية في عدد من المدن السعودية لنحو ست سنوات، ووصل شرها إلى المغرب.

النقطة الثانية، بعد إضاءة إشارة الخطر الجديد، هي ضرورة التعرف على الاحتمالات المرتبطة للتنظيم بالصراع الإقليمي. فـ«القاعدة» و«داعش»، كلاهما مقاتلوه تجمعوا وعبروا من سوريا إلى العراق. وفي سنوات الاحتلال، كان المسؤولون الأميركيون يصرون على أن «القاعدة» جماعة إرهابية سنية وتعان من قبل دول خليجية، وكان يرددها شخصيات كبيرة مثل وزير الدفاع حينها رامسفيلد، وظل الأميركيون يرفضون لسنين تصديق احتمال أن «النظام السوري»، وربما الإيراني، لهما ضلع في دعم «القاعدة» وإدارتها! وفي آخر سنواتهم في العراق اكتشفوا الحقيقة، عرفوا أن كل المقاتلين الأجانب يأتون إلى سوريا بمعرفة وترتيب المخابرات السورية حينها ومنها ينطلقون إلى العراق، وبعدها نفذت القوات الأميركية بضع عمليات عسكرية ضد سوريا عبر الحدود، وكانت تلك كافية لإيقاف حركة «القاعدة» من هناك. على أية حال كان الوقت قد تأخر؛ حيث فقد الأميركيون أكثر من ثلاثة آلاف قتيل في العراق، وقرروا الخروج تاركين الدولة في رعاية جماعات أقرب إلى إيران!

اليوم، كل المؤشرات تدلنا على أن «داعش» تنظيم يخدم، بطريقة غير مباشرة، النظامين السوري والإيراني. ولولا «داعش» لما انقلبت دول العالم ضد الثورة السورية، ولا أصبح نظام الأسد خيارًا مطلوبًا لمواجهة الجماعات الإرهابية. ولولا «داعش» اليوم في العراق لما رأينا تزايد نفوذ إيران عسكريًا فيه. و«داعش» ينفذ هجمات في السعودية في نفس الوقت مع قتال ميليشيات الحوثي للسعوديين. وَلا يفترض أن يضللنا طوفان الرسائل الطائفية التحريضية في وسائل التواصل الاجتماعي السنية والشيعية، فكثير منها يرد من جماعات إيرانية وأخرى محسوبة عليها في المنطقة، تريد خلق فتنة في السعودية وبقية دول الخليج. «داعش» يقاتل في العراق وسوريا لكن أدبياته وتهديدات قادته على «يوتيوب» موجهة ضد دول مثل الكويت والسعودية. هذا ليس صراعًا طائفيًا تلقائيًا، بل صراع سياسي إقليمي يستخدم سلاح الفتنة الطائفية. وعندما تنفذ جماعة إرهابية تفجيرًا في مسجد شيعي في السعودية، علينا أن نفهمه في إطار الصراع الإقليمي، لا التنازع التاريخي بين الطائفتين!

طلائع جيش «داعش» تقترب من حدود السعودية والأردن، ولم نرَ لها نشاطًا من قبل ضد إيران، على الإطلاق. فآلاف المقاتلين الأجانب تجمعوا في سوريا، وهاجموا المناطق السنية الجنوبية، ثم عبروا الحدود إلى محافظات سنية عراقية، واستولوا على الموصل، والفلوجة والآن الرمادي، وهم يقومون بقتل وتشريد آلاف السكان هناك وحرق منازلهم، يزحفون وفق خط بري مستقيم منذ عام ونصف العام، جنوبًا وليس شرقًا.