المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 آيار/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرة يومي 27 و28 آيار/15

ملف سجن تدمر في دائرة التكهنات هل بطرس خوند في ضيافة داعش/النهار/28 آيار/15

شيعة السفارة/إيلـي فــواز/28 أيار/15

السنيورة في الاستجواب المضاد أمام بداية المحكمة الدولية: بعد 2006 تحوّلت بندقية "حزب الله" نحو الداخل/النهار/28 آيار/15

اللبنانيون أمام انتحار جماعي/غسان حجار/28 أيار/15

كيف يدعو نصرالله إلى قيام جبهة واحدة وفي لبنان جبهات تتصارع وتحكمه رؤوس/اميل خوري/28 آيار/15

الدول تؤخّر انهياراً حتمياً للنظام السوري انتصار "حزب الله" كما انكساره مشكلة داخليّة/روزانا بومنصف/28 آيار/15

استحضار كربلاء لن يجدي/حسان حيدر/28 أيار/15

حال إيران سيئة إذا كانت كحال حسن نصر الله/عبدالوهاب بدرخان/28 أيار/15

والحشد الشعبي إرهابي/طارق الحميد/28 أيار/15

موقف شعبي كبير ضد المتطرفين/عبد الرحمن الراشد/28 أيار/15

خطاب نصرالله.. فيلم إيراني هزيل/علي رباح/27 أيار/15

شيعة السفارة وشيعة الدبّابة الأميركية/خيرالله خيرالله/27 أيار/15

كلنا شيعة السفارة.. تغريدة بألف خطاب/جانا حويس/27 أيار/15

الغريق بالدم من سوريا للاهاي ما خوفه من البلل بدم «شيعة السفارة»/محمد جواد/27 آيار/15

بين مبايعة نصرالله ومبايعة "البغدادي"/عبد الوهاب بدرخان/27 أيار/15

المقاتلات التركية تدخل الحرب/عبد الرحمن الراشد/27 أيار/15

سجن تدمر وجحيم العذاب والرعب السوري/داود البصري/27 أيار/15

هل إيران بمستوى كلامها/مشاري الزايدي/27 أيار/15

من «فوبيا النازيّة» إلى «فوبيا داعش»: أدلجة بنتائج عكسية/وسام سعادة/27 أيار/15

هكذا قصد نصر الله أنّ الرئيس برّي بات من «شيعة السفارة»/جنوبية/27 آيار/15

خطر ميليشيات إيران على استقرار المنطقة/غازي دحمان/27 أيار/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار يومي 27 و28 آيار/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 27/5/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 27 ايار 2015

السنيورة من لاهاي: موقفنا حتى ال2007 كان أن حزب الله ليس إرهابيا

قيادة الجيش نعت المجند ساري عمر صوان

قيادة الجيش شييعت المجند ساري صوان في مجدل عنجر

قهوجي عرض وبورتولانو الأوضاع على الحدود والتقى وفد مهرجانات جونية

مجلس الوزراء اقر موازنات وزارة الاتصالات والعمل والاعلام ووقع 66 مرسوما من بينها منح تعليم

سلام عرض مع حرب عمل وزارته والتقى وفدا من لقاء بيروت صلاح سلام: طلبنا إعادة فتح الوسط التجاري عشية الموسم السياحي

بري: هل تعطيل المؤسسات هو الطريق لانتخاب الرئيس؟                 

المملكة العربية السعودية تحصر حسابات وعقارات ٤٤ لبنانياً ينتمون لـ«حزب الله»

السعودية تفرض عقوبات على اثنين من قياديي "حزب الله" لمسؤوليتهما عن عمليات إرهابية

جامعة القديس يوسف: معالجة إشكال فردي بين طلاب من حرم العلوم الاجتماعية

طلاب الأحرار: على القوى الامنية فرض تدابير في الجامعة اليسوعية

جعجع التقى وفودا من قاع الريم والفرزل واساتذة طب الاسنان في اللبنانية

سلام يرفض بقاء اللبنانيين سجناء في انتظار نتائج الحروب الإقليمية

أمانة 14 آذار: سلوك حزب الله يساهم بانزلاق لبنان إلى أتون مخاطر أمنية وسياسية

غانم: لا يمكن الاستمرار من دون انتخاب رئيس والظروف تلزم والضرورات تبيح المحظورات

فتفت: ما يجري في عرسال مسؤولية الدولة وحزب الله يخرق الخطوط الحمر

حلو: أي خلل يعتري رئاسة الجمهورية ينسحب على مجمل مؤسسات الحكم

الجسر: الكل متفق على بقاء الحكومة

زهرا: لقاء بكركي رد على خطاب نصرالله

قاسم في مؤتمر اتحاد علماء المقاومة : بندقية المقاومة باقية

الحاج حسن في ندوة AUST عن سلامة الغذاء: لدينا التشريعات والمواصفات وينقصنا الاستمرار ومستلزمات العمل والتدريب

الساحلي في عيد التحرير: ترك الواجب ليس من شيمنا والمقاومة مستمرة بعملها حتى النصر

عسيران: استمرار الشغور في الرئاسة الاولى يعرض الجميع للمهالك

ريفي كرم بوجي وشعبان والاسطة لاحالتهم على التقاعد: لا اتدخل بقرارات القضاء وراض عن الاحكام الصادرة بحق الاسلاميين

دريان من انقرة: اي اعتداء على عرسال وأبنائها اعتداء على كل اللبنانيين

عائلة شبلي العيسمي احيت الذكرى السنوية الرابعة لاختطافه

إعتصام امام قصر العدل احتجاجا على العنف ضد المرأة: للتشدد في تطبيق القانون وعدم إعطاء الأعذار للمجرمين

وزير الداخلية بعد لقائه بري: ناقشنا موضوع الجيش والامن والحدود والوضع العربي

إيران تهدد السعودية

الخارجية الاميركية: لقاء بين كيري وظريف في 30 الحالي في جنيف لبحث الملف النووي

امير الكويت دعا خلال مؤتمر منظمة التعاون الاسلامي الدول الاسلامية الى تكثيف مكافحة التشدد والتصدي للارهاب

فابيوس: باريس ستعارض توقيع اتفاق نووي في حال رفضت ايران تفتيش مواقعها العسكرية

المعلم: علاقتنا مع ايران وروسيا أعمق مما يظنه البعض

الولايات المتحدة اتهمت 9 اعضاء منتخبين من فيفا و5 اداريين كبار بالتآمر والفساد

العربي الجديد: إسرائيل قلقة: كل الجهات البرية قابلة للاختراق

فرنسا لن تؤيد أي اتفاق نووي مع إيران لا يسمح بدخول مواقعها العسكرية

مقتل «مُدلل» الأسد شرق دمشق

المدارس المسيحية تعتصم امام وزارة المعارف الاسرائيلية طلبا للمساواة في الميزانية

بلير يستقيل من منصب المبعوث الخاص لـ «اللجنة الرباعية للشرق الاوسط»

السعودية: استشهاد جنديين وإصابة 5 من رجال حرس الحدود في عسير

زعيم «جبهة النصرة» في سورية يحذر الأقلية العلوية من القتال مع الأسد

قائد السلاح الجوي الإسرائيلي غير منزعج من حصول مصر على «إس-300»

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا07/من37حتى39/إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ

*الزوادة الإيمانية/سفر أعمال الرسل02/من40حتى47/تَخَلَّصُوا مِنْ هذَا ٱلجِيلِ ٱلمُلْتَوِي

*من تلفزيون المر/مقابلة مع الناشط السياسي لقمان سليم مدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان يرد فيها على توصيف شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني

*من تلفزيون المر/مقابلة مع الناشط السياسي لقمان سليم مدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان يرد فيها على توصيف شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني

*اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة على موقعنا الألكتروني

*من تلفزيون المرMP3/مقابلة مع الناشط السياسي لقمان سليم مدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان يرد فيها على توصيف شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني/27 أيار/15

*من تلفزيون المرWMA/مقابلة مع الناشط السياسي لقمان سليم مدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان يرد فيها على توصيف شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني/27 أيار/15

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الناشط السياسي لقمان سليم: نرفض توصيف شيعة السفارة وحزب الله” المهزوم يبحث عن كبش أضحية في لبنان

*الغريق بالدم من سوريا للاهاي ما خوفه من البلل بدم «شيعة السفارة»؟/محمد جواد /جنوبية

*ملف سجن تدمر في دائرة التكهنات هل بطرس خوند في ضيافة "داعش"؟

*السنيورة في الاستجواب المضاد أمام بداية المحكمة الدولية: بعد 2006 تحوّلت بندقية "حزب الله" نحو الداخل/كلوديت سركيس/النهار

*هكذا قصد نصر الله أنّ الرئيس برّي بات من «شيعة السفارة»/خاصّ جنوبية

*كلنا شيعة السفارة».. تغريدة بألف خطاب/جانا حويس/المستقبل

*السعودية تفرض عقوبات على اثنين من قياديي "حزب الله" لمسؤوليتهما عن عمليات إرهابية

*خطاب نصرالله.. فيلم إيراني هزيل/علي رباح/المستقبل

*شيعة السفارة» وشيعة الدبّابة الأميركية/خيرالله خيرالله/المستقبل

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 27/5/2015

*برّي استفاق لكرامة المجلس/محمد عبد الحميد بيضون

*المملكة العربية السعودية تحصر حسابات وعقارات ٤٤ لبنانياً ينتمون لـ«حزب الله»

*شمعون: البطريرك بات يدرك "القمح من الزؤان" بالنسبة لمعطلي "الرئاسي"

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 27 ايار 2015

*قيادة الجيش نعت المجند ساري عمر صوان

*السنيورة من لاهاي: حجز الضباط الاربعة كان ضروريا ومبررا وعندما يأتي اي قرار من المحكمة علينا تنفيذه

*بري: هل تعطيل المؤسسات هو الطريق لانتخاب الرئيس؟

*«حزب الله» والتعبئة من أجل الأسد/رندة تقي الدين/الحياة

*أمانة 14 آذار: سلوك حزب الله يساهم بانزلاق لبنان إلى أتون مخاطر أمنية وسياسية

*"المجلس الوطني" يعلن بطاقته التعريفية الاسبوع المقبل انتخـاب الرئيس وهيئـــة المكتب قبل رمضــان

*نصاب النصف زائـدا واحـدا موضـع تبايـن داخل البـيت الاذاري

*"المسـتقبل" يرفض ويذكر بمصادقة النواب المسيحيين على الثلثيـن

*حرب يطلب موعدا للجنة من بري والحوار "الاسلامي" في 16 حزيران

*فتفت: ما يجري في عرسال مسؤولية الدولة وحزب الله يخرق الخطوط الحمر

*جعجع التقى وفودا من قاع الريم والفرزل واساتذة طب الاسنان في اللبنانية

*قاسم في مؤتمر اتحاد علماء المقاومة : بندقية المقاومة باقية

*عائلة شبلي العيسمي احيت الذكرى السنوية الرابعة لاختطافه

*دريان من انقرة:اي اعتداء على عرسال وأبنائها اعتداء على كل اللبنانيين

*اجلاء 7 آلاف شخص في كندا لحمايتهم من حرائق غابات

*بين مبايعة نصرالله ومبايعة "البغدادي/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*هل إيران بمستوى كلامها/مشاري الزايدي/الشرق الأوسط

*المقاتلات التركية تدخل الحرب/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*سجن تدمر وجحيم العذاب والرعب السوري/داود البصري/السياسة

*من «فوبيا النازيّة» إلى «فوبيا داعش»: أدلجة بنتائج عكسية/وسام سعادة/المستقبل

*خطر ميليشيات إيران على استقرار المنطقة/غازي دحمان/الحياة

*شيعة السفارة/إيلـي فــواز/لبنان الآن

*موقف شعبي كبير ضد المتطرفين/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*والحشد الشعبي إرهابي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الدول تؤخّر انهياراً حتمياً للنظام السوري انتصار "حزب الله" كما انكساره مشكلة داخليّة/ روزانا بومنصف/النهار

*كيف يدعو نصرالله إلى قيام جبهة واحدة وفي لبنان جبهات تتصارع وتحكمه رؤوس/اميل خوري/النهار

*اللبنانيون أمام انتحار جماعي/غسان حجار/النهار

*حال إيران سيئة إذا كانت كحال حسن نصر الله/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

*استحضار كربلاء لن يجدي/حسان حيدر/الحياة

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا07/من37حتى39/إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ

"في آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا (عيد المظال)، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ». قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَٱلرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد."

 

الزوادة الإيمانية/سفر أعمال الرسل02/من40حتى47/تَخَلَّصُوا مِنْ هذَا ٱلجِيلِ ٱلمُلْتَوِي

«كَانَ بُطرُس يُنَاشِدُ الشَعْبَ بِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثِيرة، ويَحُثُّهُم قَائِلاً: «تَخَلَّصُوا مِنْ هذَا ٱلجِيلِ ٱلمُلْتَوِي!». فَقَبِلُوا كَلامَهُ، وٱعْتَمَدُوا، وٱنْضَمَّ في ذَلِكَ ٱليَومِ نَحْوُ ثَلاثَةِ آلافِ نَفْس. وكَانُوا مُوَاظِبينَ عَلى تَعْلِيمِ ٱلرُّسُل، وٱلمُشَارَكَة، وكَسْرِ ٱلخُبْز، وٱلصَّلَوَات. وٱسْتَولَى ٱلخَوْفُ عَلى كُلِّ نَفْسٍ، لأَنَّ عَجَائِبَ وآيَاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ تَجْرِي عَلى أَيْدِي ٱلرُّسُل. وكَانَ ٱلمُؤْمِنُونَ كُلُّهُم مُتَّحِدِينَ مَعًا، وكَانُوا يَتَشَارَكُونَ في كُلِّ شَيء، فَيَبِيعُونَ أَمْلاكَهُم ومُقْتَنياتِهِم، ويُوَزِّعُونَ ثَمَنَهَا عَلى ٱلجَمِيع، بِحَسَبِ حَاجَةِ كُلٍّ مِنْهُم. وكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُلازِمُونَ ٱلهَيْكَلَ بِنَفْسٍ وَاحِدَة، ويَكْسِرُونَ ٱلخُبْزَ في كُلِّ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِم، ويَتَنَاوَلُونَ ٱلطَّعَامَ بٱبْتِهَاجٍ وسَلامَةِ قَلْب، ويُسَبِّحُونَ ٱللهَ، ويَنَالُونَ حُظْوَةً لَدَى ٱلشَّعْبِ كُلِّهِ. وكَانَ ٱلرَّبُّ يَضُمُّ مَعًا كُلَّ يَوْم، أُولئِكَ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُون."

 

من تلفزيون المر/مقابلة مع الناشط السياسي لقمان سليم مدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان يرد فيها على توصيف شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني

اضغط هنا لدخول صفحة المقابلة على موقعنا الألكتروني

من تلفزيون المرMP3/مقابلة مع الناشط السياسي لقمان سليم مدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان يرد فيها على توصيف شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني/27 أيار/15

من تلفزيون المرWMA/مقابلة مع الناشط السياسي لقمان سليم مدير مركز "أمم" للأبحاث والتوثيق في لبنان يرد فيها على توصيف شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني/27 أيار/15

نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
             

الناشط السياسي لقمان سليم: نرفض توصيف شيعة السفارة وحزب الله” المهزوم يبحث عن كبش أضحية في لبنان

27/05/15/ شيعة السفارة” تعبير سرب عن لسان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ضد كل شيعي مناهض لسياسته، متوجهاً لهؤلاء بالقول: “لن نسكت بعد اليوم، شيعة السفارة الأميركية خونة وعملاء وأغبياء”. رئيس جمعية “هيّا بنا” والناشط السياسي لقمان سليم، رفض هذا التوصيف جملةً وتفصيلاً. وفي حديثٍ له، اعتبر انها “تهمة من صناعة أجهزة اعلام الحزب الالهية وانطلقت في اواخر سنة 2011. وأضاف: “في حال وجود شخص يُتهم بشيعة السفارة الاميركية، بتقديري في طليعة هؤلاء المتهمين الرئيس نبيه بري الذي بشهادة “الوكيليكس” لا يبدو انه كان كثير الحزن يوم كانت الطائرات والبوارج الاسرائيلية تقصف لبنان”. ورأى ان “هذا الكلام في النهاية يعبر عن اصحابه ويُراد به انشاء ما يُشبه محاكم تفتيش شعبية وتقليب الناس على كل مُخالفيه”. واعتبر أنَّ “هذا الامر غير مستغرب من حزب يقوم على العداوة والاستعداء وعلى التوسل بالغرائز او بالوصفات السهلة لمقارعة خصومه. لا بل هذا الشيء يدل على مدى المشكلة لدى “حزب الله” في خطابه على مستوى علاقة التواصل بينه وبين ما يسميه جمهوره، بالتالي يفتش دائماً عن اعداء أو خصوم يرمي عليهم ويحملهم مسؤولية هزائمه”. وقال سليم “طبعاً اليوم حزب الله شاء أم أبى مضطر ان يعترف انه لا يمكنه الانتصار في حين ان حلفائه من سوريا الى اليمن مهزومين، وفي لحظة الهزيمة دائماً عليك ايجاد “كبش أضحية”. وعما اذا كان يستشعر باي خطر بعد هذا الكلام لنصرالله، أجاب سليم: “لا أشعر لا بخطر أكبر ولا أصغر، الامام علي يقول “ان خفت خطرا فقع فيه”، وعندما ينطلق الانسان من قناعاته لا يشعر بخوف”. واردف “ليس اللبنانيون الشيعة المخالفون لحزب الله من تعمد نصرالله التصويب عليهم فقط ورأينا (عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب) محمد رعد يهاجم (الأمين العام لتيَّار “المستقبل”) احمد الحريري وشن هجوماً على وزير العدل اشرف ريفي. ورأينا محاولة استدراج فتنة في عرسال ورأينا الهجوم على كل الشيعية المُخالفين له”. وختم سليم من الواضح ان “حزب الله بحاجة ان يجد خصماً قريباً وسهلاً عوضاً من خصم غير قادر على أن ينتصر عليه في سوريا وهذا خطر على لبنان واللبنانيين وليس فقط على المُخالفين له من الشيعة”.

 

الغريق بالدم من سوريا للاهاي ما خوفه من البلل بدم «شيعة السفارة»؟

 محمد جواد /جنوبية/27 أيار/15/الغريق في الدم، من سوريا إلى لاهاي، حيث خمسة من محازبيه متّهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فما خوفه من البلل بدماء بعض الشيعة المعترضين؟  وفي ليلة جنون الظلام، يفتقد بدر المنطق. ثمة جنون غير مسبوق يعيشه “حزب الله”. حزب غارق في دماء السوريين، ومتورّط في “كربلاء العصر”، التي يشنّها يزيد سوريا، بشّار الأسد، على أهل بيت سوريا الآمنين. حزب وصل به الانفصال عن الواقع إلى الظنّ أنّه زعيم الشيعة في العالم العربي، ومن خلالهم سيسيطر على العالم العربي كلّه. حزب يخطب زعيمه الأمين العام السيّد حسن نصر الله ويوزّع أوامره بين البحرين واليمن وسوريا والعراق ولبنان، غير آبه بالخرائط ولا بالمنطق ولا بالقوانين الدولية والحدود، وغير مدرك أنّ حجم الطائفة التي بها يقاتل لا يعينها على محاربة الكون كلّه. جديد هذا الجنون أنّه بعدما بدأ “حزب الله” يستشعر عمق أزمته، بسبب الآلاف الذين عادوا من سوريا إما قتلى أو جرحى، وبسبب بدء استشعار “أزمة عدد” وظهور حالات رفض للذهاب إلى موت حتميّ بين عسكره اللبناني، وبعدما خسر العشرات من شبّان صادقين في انتمائهم وولائهم للقضية التي يظنّون أنّها محقّة، قرّر أن يلتفت إلى الداخل، كما يفعل دائما، وأن يصوّب سلاحه على اللبنانيين، الذين “أزعجوه” خلال انغماسه في الفتك بالدم السوري. قرّر أن يلتفت إلى الداخل، كما يفعل دائما، وأن يصوّب سلاحه على اللبنانيين، الذين “أزعجوه” خلال انغماسه في الفتك بالدم السوري

بدأ الأمر بتسريبات في جريدة “الديار” قبل أسبوعين، حيث نشر تهديداً باسم “مصادر في قوى 8 آذار”، موجّه إلى “شيعة المستقبل“، تتّهمهم بأنّهم “تخطّوا كلّ الحدود”. تبع هذا التهديد عودة رئيس كتلة “حزب الله” النيابية محمد رعد إلى التخوين والتهديد، فوجّه تهديدا مباشرا إلى وزير العدل أشرف ريفي، الذي اغتيل زميله اللواء وسام الحسن بعد تهديدات مشابهة، وقال عن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري إنّ “حسابو بعدين”. الخطوة الثالثة وجّهها السيّد نصر الله، في خطاب داخلي، إلى من سمّاهم “شيعة السفارة“، قاصدا السفارة الأميركية. إذ اعتبر أنّ هؤلاء “خونة وعملاء وتكفيريون”، وأضاف: “سنحدق في عيني الخائن ونقول له أنت خائن، أكان كبيراً أو صغيراً، مش فرقانة معنا حدا”.  وتابع نصر الله: “إذا استنهضنا الهمم وكنّا على قدر المسؤوليه سنحطّم عظامهم، وكلّ من يثبت أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن (خائن ومعصب العينين). شيعة السفاره الأميركية خونة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يغيّر قناعاتنا ولن نسكت بعد اليوم ولن نداري أحداً، هي معركة وجود بل ومعركة عرض ومعركة دين ولا دين لنا مع هولاء التكفيريين”.

قد نشهد في الآتي من الأيام إما عملا أمنيا أو عسكريا في بيروت. إغتيال ربما أو تفجير أو اعتداءً على شخصية شيعية هكذا قد نشهد في الآتي من الأيام إما عملا أمنيا أو عسكريا في بيروت. إغتيال ربما أو تفجير أو اعتداءً على شخصية شيعية، لبدء بثّ الرعب في صفوف الشيعة المختلفين، ولخنق الرأي الآخر في بيئة يريدها حزب الله كلّها أو “ثلاثة أرباعها” في التوابيت، إذ قال في الخطاب الذي أكّدته “العلاقات الإعلامية في حزب الله”، ما نصّه: “هذه الحرب لو استشهد فيها نصفنا وبقي النصف الآخر ليعيش بكرامة وعزّة وشرف، سيكون هذا الخيار الأفضل. بل في هذه المعركه لو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل”. والغريق في الدم، من سوريا إلى لاهاي، حيث خمسة من محازبيه متّهمون باغتيال الرئيس رفيق الحريري، فما خوفه من البلل بدماء بعض الشيعة المعترضين؟

 

ملف سجن تدمر في دائرة التكهنات هل بطرس خوند في ضيافة "داعش"؟

المصدر: "النهار"/28 أيار 2015

قضية اللبنانيين المعتقلين في سجن تدمر العسكري، وما يُقال عن وجود خمسة من المسيحيين بينهم وتحديداً المسؤول الكتائبي بطرس خوند (75 عاماً) الذي خطفه النظام الامني السوري من أمام منزله في حرج تابت، لا تجد جواباً يشفي غليل الأهالي رغم مرور اسبوع على دخول تكفيريي "داعش" المدينة ومحيطها. وكل كلام على الافراج عن المعتقلين يدخل في باب التكهنات والامنيات ليس إلا.

وأوضح رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية علي أبو دهن حقيقة ما يجري، بأن "ثمة رابطاً الكترونياً منقولاً عن اذاعة تدعى "الوان" يتضمن مقابلة مع شخص يدعي أن أسمه أبو الليل السعودي، وأنه أمير منطقة تدمر المعيّن من تنظيم "الدولة الاسلامية". ويقول إنه جال على معتقل تدمر بعد انسحاب الجيش السوري ووجده فارغاً إلا من مجموعة قليلة من السجناء من بينهم خمسة من المسيحيين.

وأضاف ابو دهن أن المراسل في الشريط سأل السعودي عن مصير هؤلاء، فأجابه بأنه ستتم أسلمتهم أولاً، ومن ثم سيتم تخييرهم بين الجهاد والبقاء في تدمر او الرحيل. ثم يمضي الشريط في حوار عن آثار تدمر وغيرها من الامور. وفي رأي ابو دهن أن هذا كل ما في الأمر، الى أن يتمّ التحقق مما يجري، فثمة مسألة مهمة أن "داعش" يتكتم على العمليات التي يقوم بها وحتى على مصير المعتقلين او المخطوفين لديه، وتالياً لا يمكن التأكد من حقيقة كلام أبو الليل السعودي ما لم يعلن التنظيم ذلك.

ويعتبر ابو دهن ان الحديث عن اخلاء معتقل تدمر من المعتقلين قبل 20 يوماً يحتمل الكثير من الشك، وخصوصاً انه كان يضم آلاف السجناء، ونقلهم يحتاج الى الكثير من وسائط النقل والرحلات.

عائلة بطرس خوند تقيم على حذر مما يجري، وزوجته جانيت تفضل عدم الادلاء بأي تصريح قبل اتضاح الامور، وخصوصاً أن ثمة كلاماً كثيراً على ملابسات ما يجري، وأحد الاعلاميين الاتراك اتصل معلناً رغبته في المساعدة دون ان تتضح مدى قدرته على ذلك.

لكن الأدهى في كل هذه المسألة ان الحكومة اللبنانية لا تكلف نفسها عناء التواصل مع أصدقاء "داعش" في تركيا لطلب المساعدة في التأكد من هذه المعلومات، تماماً كما يجري في قضية المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم حيث وصلت الحكومة اللبنانية الى حد معين مع الاتراك ثم توقفت لسبب غير معروف عن الوساطة.

 

السنيورة في الاستجواب المضاد أمام بداية المحكمة الدولية: بعد 2006 تحوّلت بندقية "حزب الله" نحو الداخل

كلوديت سركيس/النهار/28 أيار 2015

استأنفت غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان برئاسة القاضي ديفيد راي الاستماع الى إفادة الرئيس فؤاد السنيورة لاستجوابه مضاداً من محامي الدفاع أنطوان قرقماز عن مصالح المتهم مصطفى بدر الدين. في المستهل، كان ردّ السنيورة عالقاً منذ آخر جلسة استماع عقدتها الغرفة وأوضح أن الدين العام كان عام 1992 نحو ثلاثة مليارات دولار، واليوم صار 67 ملياراً. وعن توقيف الضباط الأربعة والإفراج عنهم قال: "نفّذت القرارات القضائية لإيماني باستقلالية القضاء، وبناء على إشارة من القضاء الدولي. وفي 29 نيسان عام 2009 نفّذت السلطات اللبنانية آليته. وعندما أبلغني وزير العدل والنائب العام التمييزي كان موقفي الاستجابة فوراً. ونفى علمه بنية لدى قاضي التحقيق العدلي آنذاك الياس عيد أو اتجاه لتخليتهم بعد عامين على توقيفهم.

وعرض قرقماز وثيقة طلب التنحي المقدم من الجهة المدعية بوجه المحقق العدلي، وقد رفعت يده عن الملف عام 2007. وعلّق على سؤال بالقول إن وزير العدل حينذاك شارل رزق لم يطلعه على نيته البحث في توقيف الضباط مع السفير الأميركي فيلتمان"، ولا أعلم إن حصل هذا الأمر فعلاً. ولا أعرف مصدر ما تقوله"، سائلاً قرقماز إن كان استقاه من "ويكيليكس". وأضاف ان "موقفي من إطلاقهم هو عندما يأتي قرار من المحكمة الدولية ننفذه. ونحن على اقتناع بأن احتجازهم كان مبرراً. وما يهمني هو أن ألتزم القرار القضائي. وقد اتخذ قرار الافراج عنهم عام 2009 قبل شهرين من الانتخابات النيابية ونفذناه".

وأشار الى أنه "بين 2005 و2009 كان مطلب الافراج عنهم يومياً، وموقفنا السياسي أن ذلك غير مبرر لأن هناك تهمة موجهة اليهم، وفي انتظار قرار القضاء الدولي، لم تقدم لنا الأجهزة القضائية اللبنانية قراراً في هذا الشأن. ولا أستطيع أن أجيب عما إذا كان بإمكان القضاء وحده من دون الرجوع الى المحكمة الدولية اتخاذ هذا الاجراء، لأن هذا الأمر كان من خلال التعاون بين القضاءين المحلي والدولي، الى حين إرسال القرار الدولي الذي جرى تنفيذه. وقبل تأسيس المحكمة والعهدة لدى السلطات اللبنانية لم يعرض علينا أي قرار لإطلاقهم. ولم يكن في إمكان القضاء اللبناني الإفراج عن الضباط ما دامت القضية محور تحقيق دولي. ولم يكن من مواقف سياسية إنما هناك جريمة ارتكبت وجرى القبض عليهم لأخطاء ارتكبت بعدم توفير الحماية. واحتجازهم لم يكن تعسفياً".

وتناول السنيورة اجتماعين بين الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، "وأمل أن يتخذ موقفاً مؤيداً له لجهة رفض التمديد للرئيس إميل لحود. وأعتقد أنه لم ينجح في ذلك، لأن موقف نصرالله كان مؤيداً للنظام السوري، والمواقف كانت واضحة للجميع، و"حزب الله" كان داعماً للحود. وكان هناك من يقوم مقام الحزب في التصدي لموقف الحريري". واعتبر أن "الاتفاق الرباعي سعى الى امتصاص التوتر ولم يكن ثمرة مفاوضات الحريري مع نصرالله. أما القرار 1559 فاتفقت عليه الدول الكبرى ونحن كنا نعارضه ونؤيد الطائف. ولم يكن للحريري أي دور في صنعه أو القدرة على إيقافه". وسأله راي: "هل تعتقد أن "حزب الله" كان أحد هذه الميليشيات؟. أجاب: "من عام 1989 الى عام 2000 كان الحزب يترأس المقاومة في لبنان، ويعود الفضل في ذلك للموقف الداعم من الشعب والحكومة، لأن تلك الفترة كانت مرحلة التخلّص من الاحتلال الاسرائيلي. إن المشكلة بدأت بعد عام 2000 عندما راحت البندقية تتجه الى الداخل، مما ينزع عن الحزب هذه الصفة، وبدا هذا الأمر أكثر صراحة في دور الحزب الذي يُستعمل من إيران. فما كان مقبولاً من كل اللبنانيين لجهة الدور المقاوم للحزب، صار له بعد إضافي بعد 2006، لأن البندقية تُستعمل من دول أجنبية ولم تعد تُستعمل ضد المحتل الاسرائيلي. ولم تعد بندقيته باسم الشعب موجهة الى المحتل، وعندما يستعمل سلاحه ضد اللبنانيين يفقد شرعيته.

وأيّد السنيورة قوله في حديث نشرته صحيفة أجنبية أن "الحزب ليس منظمة إرهابية، وموقفنا حتى عام 2007 أن الحزب ليس إرهابياً، لكن الأمر بدأ يتغيّر. وعام 2006 تعاونّا معه لصدّ العدوان، ومع انتهاء الحرب بدأ هجوم الحزب علينا". وقال: "نحن مؤمنون بالعيش المشترك وحوارنا مع حزب الله مستمر".

 

هكذا قصد نصر الله أنّ الرئيس برّي بات من «شيعة السفارة»

خاصّ جنوبية /27 أيار/15/الحديث وعن "كبيراً أو صغيراً" المقصود به الرئيس برّي، الذي أجهض في الأسبوعين الفائتين محاولات "حزب الله" توريطه في حرب القلمون للإيحاء بأنّها شيعية وليست معركة "حزب الله" فقط.   في الخطاب غير العلني للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء يوم الجمعة الفائت، والذي أكّدته “العلاقات الإعلامية” في “حزب الله” بالقول إنّ “مجتزأ”، لكن من دون الإفصاح عن المقطع الذي اعتبرته مجتزأً، بدا أنّ رئيس مجلس النواب ورئيس حركة “أمل” نبيه برّي له حصّة لا بأس بها من الاتّهامات بالعمالة. فقد اعتبر البعض أنّ الحديث عن هؤلاء “الخونة والعملاء والتكفيريين”، بالقول: “سنحدّق في عيني الخائن ونقول له أنت خائن، أكان كبيراً أو صغيراً، مش فرقانة معنا حدا”. الرئيس برّي إذا بات من «شيعة السفارة».. فيا أهلاً وسهلاً فالحديث وعن “كبيراً أو صغيراً” المقصود به الرئيس برّي، الذي أجهض في الأسبوعين الفائتين محاولات “حزب الله” توريطه في حرب القلمون للإيحاء بأنّها شيعية وليست معركة “حزب الله” فقط. خصوصا حين وزّعت مواقع “حزب الله” صور آليات عسكرية قالت إنّها تابعة لحركة “أمل” وتشارك في حرب القلمون. لو استشهد الرئيس بري في سوريا فلن يكون من حركة أمل يومها خرج الرئيس بري إلى الإعلام وقال لجريدة “الشرق الأوسط” السعودية إنّ “هذا الكلام لا أساس له من الصحة”. وأكّد المنسّق الإعلامي في “أمل” طلال حاطوم الأمر نفسه، هو الذي قال لـ”جنوبية” قبل عامين إنّه “لو استشهد الرئيس بري في سوريا فلن يكون من حركة أمل”، ردّا على أخبار عن سقوط قتلى في سوريا ينتمون إلى “أمل” تنظيمياً. وفي الخطاب غير المعلن تابع نصر الله: “إذا استنهضنا الهمم وكنّا على قدر المسؤوليه سنحطّم عظامهم، وكلّ من يثبط أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن (خائن ومعصب العينين)”. الحديث هنا عن “كلّ من يثبط” المقصود به من “يثبط العزيمة”، وجملة “كلّ من يتكلّم غير هذا الكلام” المقصود بها المعارضون الشيعة المستقلّون لكن أيضاً الرئيس برّي الذي “يتكلّم غير هذا الكلام”، والذي دعا إلى “الدفاع عن الأراضي اللبنانية “حصراً، من دون الدخول في الحرب السورية، والذي استقبل السفير السعودي في بيروت بعد انطلاق “عاصفة الحزم” العربية في اليمن، في عزّ الهجوم من نصر الله على المملكة العربية السعودية.

 

كلنا شيعة السفارة».. تغريدة بألف خطاب

جانا حويس/المستقبل/27 أيار/15

تناغم ملحوظ بين المدونين، بـ«فضل» الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. خطابه العلني في ذكرى «التحرير والمقاومة»، وخطابه السري أمام قياديي وكوادر الحزب الذي سرّب في ما بعد الى وسائله الإعلامية ما زالت أصداؤه تتوالى حتى اليوم. فمن #تحريرك_غش_الدني إلى #عرسال_خط_احمر إلى #مين_طلب_حمايتك وصولاً إلى #كلنا_شيعة_السفارة، لم تعد تتسع مواقع التواصل للهاشتاغات المنتقدة، ضاقت صفحاتها بالتغريدات الغاضبة والمستنكرة لاتهامات نصرالله.

نصرالله لم يختر زاوية محددة لمناقشة المعارضين من الطائفة الشيعية لمشروعه ولسياساته، إنما أراد خلال خطابه الذهاب أبعد من ذلك، اتهامهم بالارتهان والعمالة للسفارة الأميركية، هو آخر من يحق له توجيه هكذا اتهامات، تغريداتهم قالتها «إذا كنت عميلاً لسفارة إيران فلا تتهم الجميع بما أنت عليه». محمود كتب «العميل بيفتكر كل العالم متله #كلنا_شيعة_السفارة«. خليل دني قال بصدق «لأنني أعشق اعتدال العلامة السيد محمد الأمين وانفتاح العلامة السيد هاني فحص وحكمة العلامة السيد محمد حسين فضل الله #كلنا_شيعة_السفارة«. أما حبيبة درويش التي استفزها خطاب نصرالله فكانت الأكثر نشاطاً معلقة بالعديد من التدوينات «نعم نحن شيعة سفارة لبنان وأبداً لن نكون شيعة كل إيران #كلنا_شيعة_السفارة«، «يتهموننا بالخيانة ننا فضلنا استقلال لبنان على امبراطورية إيران #كلنا_شيعة_السفارة«.

يورغو قال «حين يصبح الانتماء للوطن تهمة بالعمالة للسفارات عندها #كلنا_شيعة_السفارة!«. ليدا كتبت مباشرة «فيك تقتل فيك تخون فيك تهدد فيك تشتم بس ما فيك تكم أصوات كثر قالوا اليوم #كلنا_شيعة_السفارة«. كيندا الخطيب عادت لتكتب «#كلنا_شيعة_السفارة لأن سلاحهم الكلمة... وليس السلاح و أيار«، وفي تغريدة أخرى قالت «كيف عم بتخوّنهم ومن فترة صار اتفاق بين إيران وأميركا كرمال موضوع النووي!!! فإذاً #كلنا_شيعة_السفارة«، «بدل أن تخون #ميشال_سماحة و#فايز_شكر... تخون أبناء طائفتك فإذاً #كلنا_شيعة_السفارة«. اميلي منصور قالت أيضاً «#كلنا_شيعة_السفارة سلاحك يزيدنا قناعة بمرجعية الدولة وحدها لا شريك لها!«. محمود استغرب في تغريدته اتهام نصرالله وقال «كل ما شيعي حكي كلمة حق بتعملوه شيعة سفارة #كلنا_شيعة_السفارة كل ما شيعي انتقدكم بتعملوه شيعة سفارة #كلنا_شيعة_السفارة«. الين كتبت «لا يوجد شيعة للسفارة ولن ننجرّ لتسمياتهم.ا لشيعة الوطنيون هم لبنانيون فحسب لذا كلنا شيعة أحرار وليس #كلنا_شيعة_السفارة«. جنا لبنان عبرت بصدق «كنّا مغشوشين فيك والسما زرقا بعد الشيعة الأحرار تغيرت كل نظرتي كرمال هيك صرنا #كلنا_شيعة_السفارة«، وكتبت مرة ثانية «فيك تنسى كل لي عملتو فينا بس نحنا ولا يوم نسينا لهيك #كلنا_شيعة_السفارة«.

أما سام سلامة فقال «بس تعرف شو معنات إنسان حر بتعرف أنو نحنا ع حق بكل فخر نقولها #كلنا_شيعة_السفارة«، وبغضب قال ايضاً «لا أنت منا ولا منقبلك تحكي عنا نحنا أحرار نحنا #كلنا_شيعة_السفارة«. باسم حجازي «#كلنا_شيعة_السفارة أي الشيعة الحقيقيين المناصرين للمظلوم، الرافضين للظلم والمهانة، رافعي راية الحق والكرامة في وجه كل غاصب ومحتل». خالد موسى أرسل «تحية لروح العلامة السيد هاني فحص، تحية لروح نبض 14 آذار البيك نصير الأسعد هم الأحرار الذين رفضوا الخضوع لمشيئة حزب الله #كلنا_شيعة_السفارة«، وعاد وعلق باختصار «لأنهم أحرار وشرفاء وسياديون... #كلنا_شيعة_السفارة«.

ومن جديد غردت كيندا الخطيب «بيتهمونا بالعمالة لإسرائيل ونسيوا #فايز_كرم بيتهمونا بالإرهابيين ونسيوا #ميشال_سماحة بس نحن منقلهم #كلنا_شيعة_السفارة يا متعصبين». سامر الخوري قال «كرمال لبحبو لبنان.. كرمال لي ما عندهم أجاندة أجنبية كرمال ل بآمنو بجيشهم والشرعية أنا المواطن لي مش شيعي، بقول بفخر #كلنا_شيعة_السفارة«. وليد بيساني من ناحيته كتب «#كلنا_شيعة_السفارة رسالة محبة الى أبناء الطائفة الشيعية الكريمة المتمسكين بوطنيتهم وعروبتهم والرافضين لأن يكونوا وقوداً لأطماع فارسية». حبيبة درويش استذكرت هاشم سلمان الذي استشهد في مظاهرة أمام السفارة الإيرانية «كلنا هاشم السلمان الذي قتل أمام سفارة إيران #كلنا_شيعة_السفارة«، وعادت وكتبت «لو كان كل الشيعة متل شيعة السفارة كان سقط بشار وانتصرت #كلنا_شيعة_السفارة«. أما مروى عليق فقالت «كلنا ضد براميل الأسد المتفجرة التي يسقطها على رؤوس العائلات والقرى السورية بدلاً من استخدامها في حربه ضد داعش كما يدعي #كلنا_شيعة_السفارة«.

طارق أبو صالح قال «تهديدك للشيعة الأحرار هو تهديد لكل حر! #كلنا_شيعة_السفارة«، وكتب أيضاً «تحية لأصحاب الأقلام الجنوبية لصمودهم بوجه تهديدات الشبيحة! #كلنا_شيعة_السفارة«. حسن «لأنهم أحرار وما بدن يطيعو الفقيه #كلنا_شيعة_السفارة«. اميلي منصور كتبت من جهتها «#كلنا_شيعة_السفارة سلاحك بيهددنا وبيقتلنا ما بيحمينا!«. وبصراحة أيضاً قالت «#كلنا_شيعة_السفارة لا نقبل بالفساد والكبتاغون وسرقة السيارات». أما اسامة دناوي فوصفهم بأشرف الناس وكتب «يا أشرف الرجال يا شيعة السفارة #كلنا_شيعة_السفارة«. محمود دوحا سأل نصرالله «من أنت لتقيّم الناس، وتفرزهم، وتخونهم، أو تؤكد وطنيتهم، أنت مجرد رأي يحتمل الصواب أو الخطأ #كلنا_شيعة_السفارة«. هند نحلة كانت الأكثر واقعية وذكرت «حسين مروة ومهدي عامل ما اغتالوهم الـCIA #كلنا_شيعة_السفارة«، « أيار ما عملوها المارينز #كلنا_شيعة_السفارة«. مصطفى يازكان كتب من جهته «لأن قميصهم مش أسود وقلبهن أحمر وأخضر وأبيض #كلنا_شيعة_السفارة«. ساره قباني «من بيروت ومن جبل لبنان ومن البقاع ومن الشمال ومن كل لبنان منقول #كلنا_شيعة_السفارة«. أبو عدي قال بفخر «ارفعوا رأسكم فوق وافتخروا أنو #كلنا_شيعة_السفارة«.

 

السعودية تفرض عقوبات على اثنين من قياديي "حزب الله" لمسؤوليتهما عن عمليات إرهابية

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية "واس"، ان "المملكة العربية السعودية قامت يوم امس الثلاثاء، بتصنيف إثنين من قياديي "حزب الله"، هما خليل يوسف حرب ومحمد قبلان، المسؤولين عن أنشطة تتراوح بين دعم نظام الأسد في سوريا عبر مساعدة وإرسال مقاتلين، ودفع مبالغ مالية إلى فصائل مختلفة داخل اليمن، وإلى قادة عسكريين مسؤولين عن عمليات إرهابية في الشرق الأوسط. وتم تصنيف الإسمين وفرض عقوبات عليهما، استنادا لنظام جرائم الإرهاب وتمويله والمرسوم الملكي رقم أ/44، الذي يستهدف الإرهابيين وداعميهم ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، حيث يتم تجميد أي أصول تابعة للاسمين المصنفين وفقا لأنظمة المملكة، ويحظر على المواطنين السعوديين القيام بأي تعاملات معهما. وستواصل المملكة العربية السعودية مكافحتها للأنشطة الإرهابية لحزب الله بكافة الأدوات المتاحة".

 

خطاب نصرالله.. فيلم إيراني هزيل

علي رباح/المستقبل/27 أيار/15

عاد الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله الى خطاب «الدوز العالي»، بعد استراحة محارب دامت لأكثر من أسبوعين. عاد الى التهديد والوعيد والصراخ والتهويل ورفع الاصبع. قذف بكوب «الليموناضة»، المفيدة للحنجرة، جانباً، وقرّر أن «يحكي الأمور كما هي». نصّب نفسه متحدّثاً باسم الأمة من المحيط الى الخليج، أسقط الماضي على الحاضر فشوّه التاريخ، أبدى خشية الأب العطوف على أبنائه في تيار «المستقبل» وقوى «14 آذار» خوفاً من أن يصبحوا أولى ضحايا تنظيم «داعش« الإرهابي (و«المستقبل« من خشية نصرالله يفهم)، وزّع «صكوك ضمانات» على اللبنانيين «إذا انتصر الأسد»، خيّر العرب واللبنانيين والسوريين بين النظام السوري و»التكفيريين» (لا حل ثالثاً)، دعا الى تعميم تجربة «الحشد الشعبي» في العراق لمواجهة الإرهابيين في المنطقة، اتّخذ «قراراً نهائياً» بتحرير عرسال وجرودها من «التكفيريين« بمعاونة العشائر وأهالي البقاع الشمالي، وتراجع عن دعوته الى «التعبئة العامة» التي نقلتها «منظومته الإعلامية» عن لسانه، فـ»الأمر لا يزال باكراً»!

يتنبأ نصرالله بأن يكون «تيار المستقبل أولى ضحايا تنظيم داعش». وكأن مصير قيادات تيار «المستقبل« وقوى «14 آذار» بيد إسرائيل حين يصفهم نصرالله بـ»العملاء»، وبيد «داعش» حين يصفهم نصرالله بـ»التكفيريين»! لماذا تغتال إسرائيل أولاً، وداعش ثانياً، خصوم «حزب الله«؟ هل في كلام السيّد تهديداً باغتيال شخصيات في تيار «المستقبل«؟ هل نحن أمام فيلم إيراني طويل يلعب «أبو عدس» جديد دور البطولة فيه؟ ماذا عن تهديد النائب محمد رعد للأمين العام لتيار «المستقبل« أحمد الحريري بالقول: «حسابك بعدين»؟ ماذا لو تعرض أحمد الحريري (لا سمح الله) لمحاولة اغتيال؟ هل سيتّهم حزب الله «داعش»؟ وماذا عمّن هدّد بـ»الحساب بعدين»؟ أم ان «حزب الله« يهدّد و«داعش« يُنفّذ؟! ماذا لو كان مخطط سماحة للمملوك قد نجح في اغتيال شخصيات سياسية ودينية؟ هل كان السيد سيتهم «داعش«؟

ويقفز «سيّد المقاومة» برشاقة الى الملف الاستراتيجي الأهم، وهو ملف عرسال، البلدة البقاعية التي تدفع ثمن الجغرافيا والديموغرافيا. فالدويلة الإيرانية-الأسدية المُنكفئة باتجاه الساحل، تواجه عقبة جغرافية بوجودها، وعقبة ديموغرافية لكون أهاليها ليسوا من البيئة المذهبية للدويلة الإيرانية المأمولة شرقاً، ولبيئة «حزب الله« المجاورة غرباً وجنوباً. هكذا طالب نصرالله الدولة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها في عرسال وجرودها. ومسؤولياتها هنا، بحسب المنطق الممانع، تعني أن يدخل الجيش اللبناني في حرب «الجندي عند الولي الفقيه» في القلمون. «وإذا لم تتحرك الدولة، فأهلنا في بعلبك- الهرمل وعشائرهم وعائلاتهم وكل فرد منهم لن يقبلوا ببقاء تكفيري واحد في أي جرد من جرود عرسال»، يقول نصرالله. هكذا يحرّض نصرالله، بالحرف والفاصلة والنقطة، أهالي البقاع الشمالي على عرسال وأهلها. ربما تلحظ الخطة «ب» إشعال صراع أهلي في البقاع الشمالي، يطيح بعرسال، ويؤمّن الدويلة الإيرانية المأمولة. لكن هل يعتقد «مغامر» بأن أي صراع أهلي في أي منطقة من مناطق لبنان لن يتمدّد على مساحة الوطن بسرعة البرق؟!

ويذرف نصرالله «دموع« الحريص على وجود سوريا ومكوناتها من الخطر المتمثّل بـ»داعش»: «هذا التنظيم الإرهابي ذبح 400 ضحية في تدمر. انظروا ماذا فعل داعش بأهل السنة الذين لم يتعاونوا معه. انظروا ماذا فعل بالذين رفضوا مبايعة خليفته المزعوم»؟

صحيح أن «داعش» الإرهابي يشكّل خطراً وجودياً على كافة مكونات مجتمعات المنطقة، لكنّ للسيّد قولاً لطالما ردّده في خطاباته: «لماذا نتحدّث عن المشكلة من دون أن نحاول معالجة أسباب المشكلة؟. وفي الأسباب، أين كان «داعش» عندما نَحَرَ بشار وميليشياته عشرات آلاف السوريين الذين لم يبايعوا خليفة قصر المهاجرين؟ ماذا فعل الأسد بأهل السنّة في الحولة وبانياس وحمص والغوطتين وجوبر وحلب ودرعا وغيرها من المناطق على مساحة سوريا؟ وبما أن الأسد يقاوم «داعش»، كما يدّعي، فلماذا لم يرمِ برميلاً متفجراً واحداً على هذا التنظيم في تدمر، بينما أمطر المناطق التي حرّرتها المعارضة ببراميل البارود وصواريخ السكود وحتى بغاز السارين؟ لا بأس، ربما يتوجب على الجميع التعالي على الجراح في سبيل محاربة «الخطر الوجودي». لكن كيف يُحارَب؟« تعميم تجربة «الحشد الشعبي» في العراق لمواجهة الإرهابيين في المنطقة»، يقول نصرالله. ما الذي يُراد تعميمه؟ نعود لـ»هيومن رايتس ووتش» التي باتت تعجب محور المقاومة منذ أن أصدرت تقريراً عن اليمن، لعل السيد يعرف أن ميليشيات الحشد الشعبي فجرت بيوت السنة في أمرلي بيتاً بيتاً بعد أن دخلتها بقيادة قاسم سليماني، ونهبت تكريت وأحرقت بيوتها ومساجدها من دون تمييز. الحشد الشعبي الذي يُراد تعميمه هو الخدمة الكبرى والمبرر العملاني لوجود «داعش«. هل يحلم أبو بكر البغدادي بأكثر من ميليشيا مذهبية حاقدة تدفع الناس إلى تفضيل ظلاميته وإجرامه على ظلامية وإجرام غيره؟ فيما كان اللبنانيون يحتفلون بعيد «التحرير» كمناسبة وطنية، هناك من احتفل به بوصفه «جندياً عند الولي الفقيه»، ولهذا وحده ينسب «الانتصار» ويصرفه في حساباته الاستراتيجية. انطلق نصرالله من هذه المناسبة ليعلن عن استعداد «عشرات الآلاف من رجال الله للتواجد في كافة الميادين»، بعد أن تراجع عن بالون «التعبئة العامة»، الذي أطلقه قبل 24 ساعة من خطابه الأخير، لجسّ نبض شارعه. كل ما نفاه «حزب الله« عن مشروعه صار اليوم معلناً و»بلا مستحى»، ولا يمكن لأي شيعي أن يخرج عليه إلا أن يكون خائناً عميلاً من «شيعة السفارة». جمهور «حزب الله«، كل الجمهور، يعلم أنها ليست حرباً مع «داعش»، الذي لم يُطلق عليه الحزب ولو رصاصة طائشة في القلمون. الحرب كما يقول نصرالله بلسانه هي على «السعودية وقطر وتركيا بعد أن توحّدوا»، وبالطبع معهم لبنان وسوريا والعراق واليمن. يعني أنها حرب مذهبية إيرانية كاملة على مساحة شرق المتوسّط.

 

شيعة السفارة» وشيعة الدبّابة الأميركية

خيرالله خيرالله/المستقبل/27 أيار/15

من علامات الزمن الرديء أن يطلق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله صفة «شيعة السفارة» على مجموعة من ابناء هذه الطائفة الكريمة، المتهّمين بأنّهم يمتلكون حسّاً وطنياً يجعلهم يتعلّقون بثقافة الحياة في وطنهم لبنان.

هؤلاء الشيعة الذين يعتبرون أنفسهم مواطنين لبنانيين أوّلاً وليس مجرّد رعايا في جمهورية «الوليّ الفقيه«، يتعاطون مع أي سفارة من الند للندّ. يقولون للأميركي وغير الأميركي ما يؤمنون به. يرفضون التزلف والتضليل والتبعية. إنّهم يرفضون أوّل ما يرفضون المشاركة في ذبح الشعب السوري من منطلق مذهبي بحت. هؤلاء يعرفون ماذا يعني الذهاب إلى سوريا في محاولة يائسة لإنقاذ نظام أقلّوي بات في مزبلة التاريخ. هؤلاء يرفضون بكل بساطة التضحية بأبنائهم من أجل أن ينتصر بشّار الأسد على شعبه.

«شيعة السفارة« يمتلكون ما يكفي من الشجاعة كي يسمّوا الأشياء بأسمائها. هؤلاء لا يتحدّثون عن الاحتلال الأميركي للعراق ولا يهاجمونه في وقت كانت ايران شريكة في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة في العام 2003، في عهد إدارة جورج بوش الإبن، من أجل التخلّص من صدّام حسين ونظامه العائلي - البعثي الذي هو نسخة طبق الأصل عن النظام السوري.

هؤلاء الشيعة لا يأتون إلى السلطة على ظهر دبّابة أميركية، كما فعل نوري المالكي، حليف «حزب الله«، وغيره من السياسيين العراقيين الموالين لإيران، ثمّ يباشرون بشنّ حملة على المشروع الأميركي في الشرق الأوسط!.

«شيعة السفارة« مخلصون للبنان. إنّهم صادقون مع أنفسهم أوّلاً وأخيراً. يعرفون قيمة لبنان، يعرفون أن لبنان بلد متنوع، وأنّ غناه في تنوعه وليس في سيطرة حزب مذهبي مسلح يمتلك ميليشيا تابعة لـ«الحرس الثوري الإيراني«، بل هي لواء من الويته، على مقدرات البلد من أجل عيون ايران والوليّ الفقيه.

هؤلاء لبنانيون حقيقيون لا يحتاجون إلى شهادة في العروبة والوطنية من أحد. لا من النظام السوري ولا من ايران التي تستثمر في المذهبية. لم تسمح ايران للأحزاب التابعة لها في العراق، وهي أحزاب مذهبية أوّلاً وأخيراً، بحضور مؤتمر لندن للمعارضة قبل أن تتأكد من أن المؤتمر سيوافق على صيغة «الأكثرية الشيعية في العراق«. كان ذلك في كانون الأوّل 2002، أي قبل أربعة أشهر من الاجتياح الأميركي للعراق. كان ذلك شرط ايران للمشاركة في الحرب الأميركية على العراق والاستفادة منها إلى أبعد حدود.

خرجت ايران المنتصر الوحيد من تلك الحرب. في السنة 2010، منعت الدكتور أياد علّاوي من تشكيل حكومة عراقية، على الرغم من فوز القائمة التي يقف على رأسها في الانتخابات النيابية. منعت ايران علّاوي من أن يكون رئيساً للوزراء، بالاتفاق مع الإدارة الأميركية وليس مع أي طرف آخر. كان هناك تفاهم ايراني مع الدبّابة الأميركية أوصل نوري المالكي، حليف «حزب الله« إلى موقع رئيس الوزراء. هل في استطاعة حسن نصرالله إنكار ذلك أو مناقشة الموضوع؟.

الأكيد أن ليس «شيعة السفارة« الذين أعدّوا الساحة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. شهادة المستشار الإعلامي لرفيق الحريري الزميل هاني حمّود، أمام المحكمة الدولية، خير دليل على ذلك. كانت تلك شهادة للتاريخ صادرة عن شخص صادق مع نفسه أوّلاً. عاش هاني حمود من أجل اليوم الذي يدلي فيه بشهادته. كان وفياً لهاني حمود بمقدار وفائه لأبيه الروحي رفيق الحريري الذي أعاد الحياة إلى لبنان، كما أعاده إلى خريطة المنطقة. كانت شهادة وفاء للبنان ولثقافة الحياة فيه. هل «شيعة السفارة« الذين اغتالوا الأمل الذي كان يمثّله، وما لا يزال يمثّله، رفيق الحريري؟. جسّد رفيق الحريري الأمل. بات معروفاً من اغتاله. جسّد الأمل بلبنان الذي يعيش فيه اللبنانيون بحرية ووئام وبحبوحة من دون حاجة إلى السفارات للحصول على تأشيرات تسمح لهم بالهجرة. من دفع اللبنانيين، من كلّ الطوائف والمناطق، إلى السفارات هو «حزب الله« والنظام السوري المتّهم، أقلّه سياسياً، بتفجير رفيق الحريري. أخيراً وليس آخراً، ليس «شيعة السفارة« الذين يمنعون انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

«شيعة السفارة« ليسوا في حاجة إلى دبابة أميركية لتغذية الغرائز المذهبية، كما حصل في العراق. كلّ ما يهمّهم هو لبنان ولا شيء آخر غير لبنان. إنّهم يعرفون أن الجميع أقلّيات في لبنان. المسلم أقلّية والمسيحي أقلّية. قيمة لبنان في التفاعل بين كلّ هذه الأقلّيات وليس بتخيير اللبنانيين بين بشّار الأسد و«داعش«. إنهما وجهان لعملة واحدة. بشّار و«حزب الله« يعتاشان من «داعش« و«داعش« تعتاش وتتمدّد بفضل بشّار و«حزب الله«... وايران طبعاً. قبل أن يهدّد نصرالله المسيحيين بـ«داعش«، يفترض به أن يسأل نفسه من هجّر مسيحيي حارة حريك؟. ولماذا يقيم حليفه المسيحي ميشال عون في الرابية وليس في حارة حريك، أي في مسقط رأسه الذي صار معقلاً من معاقل «حزب الله«؟. من هجّر مسيحيي المصيطبة والمزرعة ورأس بيروت وزقاق البلاط، على سبيل المثال وليس الحصر؟.

«شيعة السفارة« أشرف الشرفاء. لم يقتلوا لبنانياً. لم يقتلوا الضابط الطيّار سامر حنا مثلاً. لم يقتلوا سورياً، لا في سوريا ولا في لبنان. هؤلاء ليسوا لا عملاء ولا خونة... هؤلاء يمثلون الأمل بلبنان وبثقافة الحياة التي تتناقض كلّياً مع كلّ ما يمثّله حسن نصرالله والميليشيا المذهبية التي تسمّي نفسها «حزب الله«. هذا سبب كاف لشنّ حملة عليهم، حملة تكشف أول ما تكشف إفلاس حسن نصرالله و«حزب الله«.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأربعاء في 27/5/2015

الأربعاء 27 أيار 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

في كارثة قد تكون الأولى من نوعها بسبب تغير المناخ أدت موجة حر شديدة في الهند الى وفاة ألف ومئة شخص وقد أعلنت حال طوارئ صحية في البلاد.

وفي لبنان بلغت الحرارة الاربع وثلاثين درجة/ لكنها ستتراجع اعتبارا من منتصف الليلة.

وفي السياسة برز قرار سعودي بتصنيف إثنين من قادة حزب الله إرهابيين كما صدر قرار آخر بالتدقيق المالي في تحويلات أربعين شخصية في السعودية لها علاقة بحزب الله أيضا. وفيما رحبت واشنطن بقرار الرياض رد حزب الله بلسان الوزير حسين الحاج حسن بالقول: إن الإرهابي لا يحق له ان يتهم الآخرين بالارهابيين.

وفي السياسة أيضا حذر الرئيس بري من كلام البعض على نصاب النصف زائد واحد في الانتخاب الرئاسي لتلافي الانعكاسات الخطيرة مشددا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت.

وبينما يراهن البعض على انفراجات بعد توقيع الاتفاق النووي قبل آخر حزيران اشارت إيران الى ان المفاوضات قد تمتد الى ما بعد هذا الموعد كما أعلنت وكالة الطاقة الذرية الدولية أنها تريد دخول كل المواقع الإيرانية بما فيها العسكرية في حال الاتفاق في مسألة البرنامج النووي.

وفي المنطقة تستمر الحروب في اليمن حيث قتل العشرات من أفراد القوات الخاصة بغارة جوية على قاعدتهم.

وفي العراق حيث اندلعت معارك في الانبار بين داعش من جهة والجيش والحشد الشعبي من جهة ثانية.

وفي سوريا حيث بلغت سيطرة المقاتلين الاكراد على منطقة جديدة كان مقاتلو داعش فيها مما رفع عدد البلدات الأشورية المحررة الى أربع عشرة بلدة.

وبالعودة الى الداخل اللبناني مجلس الوزراء يستأنف جلساته غدا وقد تم في جلسة اليوم التوقيع على مرسوم إعطاء منح تعليم بصورة مؤقتة للمستخدمين والعمال وتم التفاهم على طرح موضوع عرسال في الجلسة العادية.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

المساعي حثيثة لتوريط الجيش في معركة عرسال والخطير المستجد على هذا الصعيد ان وزراء التيار الحر وحزب الله بدأوا بممارسة ضغوط داخل مجلس الوزراء لتغيير قواعد اللعبة واسقاط سياسة النأي بالنفس واباحة زج الجيش في الأتون السوري ما ينذر بأن ينعقد مجلس الوزراء للمرة الأخيرة الخميس.

تترافق الخطة مع تعطيل المساعي الهادفة الى منع الشغور في المواقع الأمنية القيادية. تداعيات اللعبة لم تتأخر في الظهور، المفتي دريان حذر من الاعتداء على عرسال في وقت يتواصل النفخ في جمر الفتنة المذهبية في استنساخ لما نشهده في العراق.

في سياق متصل، بسياسة التعطيل أجهض الرئيس نبيه بري محاولات النواب الذين التقوا في بكركي أمس من اجل انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائدا واحدا مستفيدا من أمرين: رمادية موقف البطريرك وتمسك تيار المستقبل بالانتخاب بالثلثين.

في سياق متصل بحروب حزب الله أدرجت السعودية اثنين من قيادييه على لائحة الارهاب.

في أخبار العالم الآخر، وفي خطوة هزت امبراطورية كرة القدم أوقف القضاء السويسري أربعة عشر مسؤولا رفيعا في ادارة الفيفا بتهم الفساد والرشاوى في سابقة لا مثيل لها في عالم الكرة.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

توتر سياسي حول جرود عرسال، لكن الفصل في الميدان في معركة لبنان ضد الارهاب على السلسلة الشرقية. التباين السياسي اللبناني تستغله المجموعات المسلحة لتنفيذ عمليات ارهابية كما بدا في محاولة جرت في الساعات الماضية، لكن المقاومة كانت بالمرصاد، واستهدفت في عملية نوعية هي الأولى من نوعها مجموعة تكفيرية من جبهة النصرة ولواء الغرباء. تلك المجموعة التي انتقلت من منطقة الكسارات الجردية شمالي عرسال، كانت في طريقها نحو جرد نحلة، فرصدتها طائرات الاستطلاع واستهدفتها وقتلت كل المسلحين.

نوعية العملية تبين مدى القدرة التقنية العالية في الرصد والجهوزية التامة في الصد، ورسم معالم المرحلة الجديدة. لم يعد المسلحون قادرين على الهجوم ساعة شاؤوا ولا التحكم بزمام المبادرة الميدانية كيفما شاؤوا، ولا ارسال الانتحاريين مع السيارات المفخخة في اي زمان والى اي مكان.

فعاليات عرسال يصرون على خروج المسلحين من جرود البلدة، الأهالي رفعوا الصوت فهل ينجحون في الضغط لإيجاد حل للأزمة؟ هل تثمر مطالبة العراسلة في إجبار المسلحين على المغادرة من دون معارك أو خسائر؟

سياسيا أسئلة جوهرية طرحها الرئيس نبيه بري حول مخالفة الدستور، اين الفائدة هل المخالفة طريقة تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وكأن الدستور بات صفيحة من تمر نأكله عندما نجوع، قال رئيس المجلس.

خارجيا، باشر الحشد الشعبي استرجاع المناطق التي خسرها في الرمادي واعتمد "لبيك يا عراق" اسما للعملية العسكرية لطرد داعش من الانبار. الانتقادات الاميركية استمرت تركز على ما سمته واشنطن تراجع الروح المعنوية عند الجيش العراقي، فهل تستعيد حملة لبيك يا عراق المعنويات والمساحات؟

أبعد من المنطقة، كانت ايران تفتح خيارات التفاوض النووي في كل اتجاه الى حدود حديث طهران عن إمكانية تمديد مهلة الاتفاق النهائي الى ما بعد 30 حزيران.

في فيينا المحادثات تطيح بالمطبات لكن من دون التوصل الى مكان يفرض اتفاقا تاما منجزا، خصوصا ان عراقيل فرنسية ظهرت كما في حديث وزير الخارجية لوران فابوس عن ان اي اتفاق نووي لا يشمل تفتيش المواقع العسكرية الايرانية مرفوض.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

أحداث اليوم ليست إلا سلسلة تفاعلات لأحداث الأمس. كأنها هزات ارتدادية لزلازل النهار السابق. ومن أبرز هذه الارتدادات ثلاثة: موقف العماد ميشال عون الذي أعلن أن رفضه صار بلا سقف. ومحاولة مسيحيي 14 آذار توريط بكركي في تهريبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون النواب المسيحيين. وأخيرا عرسال وموقف الحكومة منها... في المسألة الأولى، أكدت معلومات موثوقة لمحطتنا أن فريق المستقبل أبدى تفهمه لكل ما ورد على لسان العماد عون في حديثه إلى الـ"أو تي في" مساء أمس. حتى أن الدائرة القريبة من الحريري اعتبرت أن عون كان صادقا في ما طرحه. مشددة على اعتقادها أن الحوار سيستمر معه، وإن ظل بلا ثمار... أما في محاولة تهريب رئيس للجمهورية بلا النواب المسيحيين، فكان لافتا اليوم أن تيار المستقبل حرص على الاتصال ببعض المرجعيات المسيحية، لإبلاغها رسميا أنه ضد هذه الهرطقة غير الميثاقية وغير الدستورية. وهو ما دفع إلى السؤال، عما إذا كانت محاولة فرض انتخاب رئيس للجمهورية من دون النواب المسيحيين، عبر ما سمي نصاب الـ 65 صوتا، هي مجرد مسعى شخصي لطامع أو أكثر إلى الرئاسة. وأن يكون هؤلاء قد ضربوا ضربتهم في بكركي ولبكركي، من دون التنسيق مع أحد. أما هدفهم فإظهار مدى الذمية السياسية التي يمكن أن يبلغوها، عل ذميتهم تشفع لهم عند سلطان ما... تبقى المسألة الثالثة، عرسال والحكومة. أو الحكومة وعرسال. إذ بات الاثنان في معادلة تفاعلية متبادلة. فكما تكون الحكومة، تكون عرسال. والعكس صحيح. مع فارق أن الحكومة قد تكون غدا على موعد محتمل مع استحقاق انفراج أو انفجار. أما الإرهابيون في جرود عرسال فهم في كل لحظة على موعد مع الذين يواجهون وحشيتهم وإرهابهم وخطرهم. واليوم، كان الموعد من الجو إلى الأرض، وكان الموت رفيقهم إلى ما تحت الأرض.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

غبار معركة حزب الله في القلمون اقترب من جرود عرسال والتحذيرات انطلقت من تداعيات المعارك على عرسال واهلها.

وفي المؤشرات الميدانية قيام حزب الله بتنفيذ هجوم على عناصر جبهة النصرة في جرود عرسال القريبة من جرود نحلة.

المعارك في جرود عرسال والقلق الذي يعيشه اهلها لم تناقشه جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في السراي وهي ستعود الى بحث هذه القضية في جلسة الغد في وقت اكدت مصادر وزارية لتلفزيون المستقبل ان قضية عرسال قد تثير اشكالا في الجلسة ولكنها لن تؤدي الى ازمة.

واوضحت المصادر نفسها ان وزير الداخلية نهاد المشنوق لن يطرح قضية التعيينات الامنية على طاولة مجلس الوزراء الا بعد استكمال جولته على كافة القيادات لاستمزاج رايها في هذه القضية.

والى جانب اوضاع عرسال فان الشغور الرئاسي طغى سياسيا على ما عداه في ظل دعوة قوى الرابع عشر من اذار الى انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد.

وفي رد غير مباشر قبل لقاء اللجنة التي انبثقت عن اجتماع الرابع عشر من اذار في بكركي اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري ان النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو الثلثين. وقال امام نواب الاربعاء ان البلد مر بالكثير من الازمات واعتمدنا دائما نصاب الثلثين عند انتخاب الرئيس.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

لو قدر للشعب اللبناني أن يفهم أين ذهب فؤاد السنيورة بالأحد عشر مليارا لكان مقدرا للمحكمة الدولية أن تستوعب شهادة الرئيس القادم إليها بطبعته الثانية فؤاد عبد الباسط الزئبق شاهد بخصائص سياسية مؤكسدة ووقائع حرارية مصهرنة تتبخر بمرور الزمان ولهذا فإنه يصعب التقاطه وينصح بتجنبه وتفادي نقطة غليانه ومن هنا كان قضاة المحكمة الدولية كمن يمسك الهواء.. فأدخلهم وزير المال الأسبق في متاهة الدين العام الذي بدأ بثلاثة مليارات قبل الحريري وانتهى بخمسة وعشرين مليارا بعده ولأن الجماعة الدولية مسكينة في الدهاليز المالية اللبنانية فهي لم تفك اللغز عن تنامي الدين ولعبة الدولار والليرة ورفع سعر الدولار أمام العملة الوطنية ما أدى إلى انهيار الليرة واستحواذ الحريري على العقارات التي اشتراها بأرخص الأثمان مستعينا بأموال مودعي البحر المتوسط تاركا إرثا من التضخم المالي حصدته الموازنة دينا عاما لم يكن هذا شرح السنيورة وارتضت المحكمة بالأرقام التي سمعتها من دون أن تحلل وجهة صرفها ومن دون أن يكون لديها أي علم أو خبر بأن الشاهد الجالس أمامها أختتم عهده بتبذير أحد عشر مليار دولار لا تزال حتى اليوم متسببة بعدم إقرار الموازنة والمحكمة لم تفقه لا في المال ولا في البنين حيث أخذها السنيورة إلى بحر اعتقال الضباط الأربعة وردها عطشى وكانت كل تعليقات القاضي راي ومحامي الدفاع أنطوان قرقماز تتمحور حول عبارات: لم نفهم لم نحصل على جواب لست متأكدا من الإجابة هذا ليس جوابا فبالنسبة إلى السنيورة كان قرار الاستمرار في اعتقال الضباط الأربعة قضائيا صرفا لكن كل سجلات تلك الأيام تثبث أن رئيس الحكومة ووزير العدل المنتشي بوعد الرئاسة والمدعي العام التمييزي سعيد ميرزا تكاتفوا وتضامنوا على إبقاء الضباط خلف القضبان وتستروا بلجنة التحقيق الدولية ومارسوا ضغوطا على القاضي الياس عيد الذي لم يخرج بكلمة رجل حتى اليوم على الرغم مما مسه من أذى معنوي وأخرجوا له ورقة بونات البنزين ونحوه عن الملف أيضا المحكمة لا تملك تلك المعطيات وليس عليها إلا أن تصدق رجلا يلعب بالشهادة كما لعب بالسلطة وتفرد بها وبدد أموالها ومن اللعب على المسرح الدولي إلى العبث بمصائر الأطفال حيث تبدت اليوم معطيات جديدة عن الطفلتين سيلين ركان وإيلا طنوس التي خرجت إلى الحياة قبل أن تكمل عامها الأول مقطعة الأطراف فيما اتجهت نقابة الأطباء في تقريرها اليوم إلى محاولة عدم إدانة الطبيب المعالج أما في قضية سيلين وبعد عام على وفاتها فإن عاملة المنزل أصبح لديها كلام جديد قد يستدعي إعادة طلب تشريح الجثة.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لمن لا يرى أو يريد واقع لبنان مع التكفير، جاءت مشاهد طائرة المقاومة الاستطلاعية فوق جرود عرسال اللبنانية. ضمن سلسلة المواجهات اصاب المقاومون اهدافهم في الجرود، فتردد الصدى في غير مكان، وللمصابين بنسيان التاريخ وعمى الجغرافيا، اعطى المقاومون جرعة من ايضاح لعلها ترعوي السنة التهويل وشاشات التضليل.

وثق المقاومون على أطراف جرود عرسال، ما تحدث به أهل البلدة قبل ايام. جماعات ارهابية غير لبنانية تعد العدة والعتاد لمهاجمة اللبنانيين في المناطق والقرى المحيطة. استجاب المجاهدون بواجب الدفاع، ففرقوا جمعهم وكشفوا مخططهم. ومعه طرحت اسئلة:

- اليست جرود عرسال لبنانية لينالها عطف بعض السياديين؟

- اليست الارزاق الواقعة تحت احتلال الارهاب للبنانيين حرموا منها بسيوف التهديد والترهيب؟

- أليس المقاومون الساهرون على حماية الارض والعرض لبنانيين قاموا بواجبهم لحماية الوطن؟

ولمن يردد اليوم على جدول اعمال الارهاب التكفيري صدى ما جاهر به البعض على طول عمر الاحتلال الصهيوني، لن يكون رد المقاومة الا كما كان، انجازات باسم الل والوطن مع وضوح الرؤى وثبات الخط.

وبين الانجاز والانجاز، كلمة من عباد الرحمن للمتخبطين بين ضياع حلم وبيان وهم: سلاما. وللمتوهمين نصرا على اشلاء اطفال اليمن وشيوخه: القول موصول. فمن زرع في التاريخ وشرب من شتى الحضارات لن تقتلعه عواصف وهم او خيارات جهل. وان راكمت في سجلاتها مذابح ومجازر بحق المدنيين وصروحهم العلمية والدينية.

 

برّي استفاق لكرامة المجلس٠

محمد عبد الحميد بيضون/27 أيار/15

رداً على مطالبة عدد من نواب ١٤آذار بإنعقاد دائم لمجلس النواب لإنتخاب رئيس للجمهورية قال بري ان "للمجلس كرامة لا يجوز التفريط بها من خلال عقد جلسات انتخابية عقيمة"٠هل يسمح بري ببعض الأسئلة ؟

أين كانت كرامة المجلس حين أقفله بري والميليشيات لمدة سنتين لمجرد ان طالب النواب بمحكمة دولية لحفظ كرامة لبنان من الجرائم الإرهابية ٠

اي كرامة لمجلس برئاسة ومسؤولية بري لم يقر اي موازنة منذ عشر سنوات وأنفق حوالي مئة وعشر مليارات دولار دون سند قانوني ودون هدف تنموي٠

اي كرامة حفظ بري للمجلس عندما فرض التمديد لولاية كاملة ممرغاً في الوحل كرامة وحقوق اللبنانيين٠

اي كرامة للمجلس حين يتخلف عن انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية اي يخرق الدستور ويغرق في مهزلة تعيين اكثر من عشرين جلسة "عقيمة"٠

اي كرامة لمجلس لم يقر اي قانون له أهمية على صعيد الإصلاحات او لتحسين حياة المواطن وأي كرامة حفظ بري للمجلس عند إقرار قوانين دون ان يقرأها النواب مثل قانون الايجارات وقانون السير وهي أيضاً مخالفة للدستور٠

اي كرامة لمجلس صرف ثلاثين مليون دولار على "المفروشات" بينما كانت وزارة الشؤون تستجدي من المانحين عشرين مليون دولار لبرنامج دعم ٦٥ الف أسرة تعيش في فقر مدقع٠

لا كرامة لمجلس تديره الميليشيات وذهنية الميليشيات ليكون اداة للوصاية وللفساد وحفظ كرامة المجلس تبدأ برحيل هؤلاء

 

المملكة العربية السعودية تحصر حسابات وعقارات ٤٤ لبنانياً ينتمون لـ«حزب الله»

الحياة/27 أيار/15/ كشفت مصادر عدلية لـ«الحياة» أن المحاكم وكتابات العدل السعودية تعمل حالياً على حصر ومتابعة حسابات مصرفية واستثمارات وأصول عقارية في السعودية تابعة لـ4٤ فرداً يحملون الجنسية اللبنانية، منتمين لـ «حزب الله».

وأشارت إلى أنهم مدرجون على قائمة المنع من دخول السعودية، أو لهم صلة بتلك الحسابات والاستثمارات والأصول. وعلمت «الحياة» أن كتابات العدل تعمل على جمع أية معلومات عن حساباتهم واستثماراتهم وعقاراتهم، لاتخاذ التدابير الكفيلة بفرض قيود على أي تعاملات مالية، أو استثمارية، أو أنشطة تجارية للأشخاص الـ4٤ المنتمين إلى «حزب الله» اللبناني. وتشمل التدابير عدم السماح بتحويل أموال إلى حسابات تابعة لتلك الأسماء أو تلقي أموال من حسابات داخل السعودية، مع الإفادة بما يتم حول ذلك. وكان تعميم عدلي - بناء على أمر ملكي صدر في ١١ ربيع الثاني ١٤٣٥هـ - وجَّه بمعاقبة من يشارك في أعمال قتالية خارج المملكة، أو الانتماء، أو التأييد، أو تبني أفكار التيارات أو الجماعات المتطرفة، أو المصنفة منظمات إرهابية.وتأتي هذه التوجيهات والإجراءات المنفذة لها، استناداً إلى أمر ملكي سعودي صدر في ٣ ربيع الثاني ١٤٣٥هـ، خاص بالمشاركين في الأعمال القتالية خارج السعودية، أو المنتمين إلى التيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة، أو المصنفة منظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها، أو تبني فكرها أو منهجها، أو التعاطف معها.

 

شمعون: البطريرك بات يدرك "القمح من الزؤان" بالنسبة لمعطلي "الرئاسي"

لمسَ رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون رؤيةً جديدة عند البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالنسبة إلى معطّلي الاستحقاق الرئاسي، فبات يدرك جيّداً القمحَ مِن الزؤان، بعدما تبيّنَ له أنّ هناك أشخاصاً نواياهم صادقة فعلاً لانتخاب رئيس، بينما لا نيّة جدّية عند 'حزب الله” و”العونيّين” لإخراج لبنان من مأزقه ما لم يُنتخَب عون رئيساً. وقال شمعون لصحيفة 'الجمهورية”: 'أعتقد أنّه من خلال خطة العمل وبالتعاون مع بكركي والصادقين يمكن الوصول إلى نتيجة، فعلى الأقلّ بدأت تتبلوَر بعض الأمور، فإمّا نستسلم كلّيا للأمر الواقع، وإمّا نحاول بذلَ ما يمكن بالتعاون مع البطريرك وكلِّ مَن يشعر بالخطر المحدِق بلبنان للخروج من المأزق”. واعتبَر شمعون أنّ 'حزب الله” لا يزال 'يُناور بعون، وفي نهاية المطاف يُناور بكلّ لبنان لأنّه لا يريد انتخابَ رئيس، بل أن يُبقيَ البلد 'فالتاً” وأن يُقيمَ نظاماً لمصلحته

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 27 ايار 2015

الأربعاء 27 أيار 2015 الساعة 06:51

النهار

تُعلن السفارة الأميركية في بيروت اليوم عن إطلاقها مشروع بناء مقر جديد لها.

عيّن وزير مستشاراً له تبيّن سابقاً أن شهادته مزوّرة.

يُواجه بتّ استئناف حُكم المحكمة العسكرية في قضية ميشال سماحة تجاذباً قد تكون له تداعيات.

السفير

ترصد جهات دولية باهتمام استثنائي احتمال وجود مجموعات "داعشية" في مناطق لبنانية معينة.

وجه مدير شركة معنية بملف حيوي رسائل الى المعنيين مباشرة بالقطاع الذي "يسبح" فيه محذراً من بلوغ حائط مسدود في وقت قريب.

وعد مرجع ديني إسلامي رسمي بالمشاركة في مؤتمر لمواجهة ظاهرة التطرف بدعوة من تجمع علمائي إسلامي.

المستقبل

يقال

إن "حزب الله" يعاني ازدياد التملّمل في قواعده الشعبية ولاسيما عائلات المقاتلين بسبب مواقفه من قضية اليمن وتخوّفهم من توريط ابنائهم في القتال فيها، واصبحوا يسألون علناً "ماذا لنا في اليمن؟!".

اللواء

ما يزال مرجع كبير مصرّ على إقفال أبواب المصالحة مع وزير تيّار حليف، مطالباً بمعالجة تبدأ من عند أحدهم أولاً!

ما يزال نواب في كتلة كبرى يتندرون بحوار جرى بين رئيسها ونواب من كتلة أخرى حول الحملات السابقة عليه.

تدرس قيادات معنية إقامة مآدب رمضانية هذا العام، في ضوء تطورات القلمون الميدانية؟!

الجمهورية

تساءلت مصادر عن مصلحة حزب لبناني في إطلاق مسؤولين في دولةٍ إقليمية مواقفَ يتحدّثون فيها بالنيابة عنه.

رأت مصادر أنّ المتضرّر الأوّل مِن التصعيد الذي لجَأ إليه حزب سياسي هو حليفه، لأنّ التغيير يتطلب ظروفاً مؤاتية لا متوتّرة ومتشنّجة.

إعتبرَت أوساط أنّ مهمّة موفد إقليمي زارَ لبنان أخيراً جاءَت لترطيب المناخات السياسية وإبقاءِ الوضع تحت السيطرة.

قالت مصادر إنّ مِن أبرز أسباب الردّ المباشر لمرجَع حكومي سابق على أمين عام حزب سياسي هو رفضُ إعطاء أيّ انطباع بأنّ وجهة النظر الأخيرة تُمثّل لبنان.

البناء

رئيس منتدى حواري حصر كلمته في حفل عشاء دعا إليه بالموضوع الاقتصادي، وببعض المبدئيات السياسية العامة، بعيداً عن المهاترات والتفاصيل التي تحفل بها المنتديات والمناسبات اليومية، ولما عاد إلى مكانه على الطاولة الرئيسية، سأله بعض ضيوفه السياسيين عن سبب عدم تطرّقه إلى المسائل السياسية المطروحة في البلد، فأجابهم قائلاً: "بصراحة، نتيجة عمايلكم ما عاد إلنا نفس نحكي سياسة"…

 

قيادة الجيش نعت المجند ساري عمر صوان

الأربعاء 27 أيار 2015

وطنية - نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، المجند الممدة خدماته ساري عمر صوان الذي استشهد يوم أمس من جراء حادث سير خلال تنفيذ مهمة حفظ أمن واستقرار في محلة البحصاص - طرابلس، وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 25/11/1990 - مجدل عنجر.

- مددت خدماته بالجيش اعتبارا من 7/2/2011.

- حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

- الوضع العائلي: عازب.

- يقام المأتم بتاريخه الساعة 17,00 في بلدة مجدل عنجر، ويوارى الثرى في جبانة البلدة.

- تقبل التعازي قبل الدفن وبعده، ولمدة أسبوع في منزل والد الشهيد الكائن في البلدة المذكورة قرب المسجد القديم.

 

السنيورة من لاهاي: حجز الضباط الاربعة كان ضروريا ومبررا وعندما يأتي اي قرار من المحكمة علينا تنفيذه

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية -اعلن الرئيس فؤاد السنيورة، في افادته امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ان "الدين العام عام 1999 كان بحدود 3 مليارات دولار وفي العام 2000 اصبح 25 مليار دولار وفي نهاية العام 2004 اصبح بحدود 36 مليار دولار وفي نهاية العام 2014 اصبح قرابة 67 مليار دولار. وعن توقيف الضباط الاربعة، اوضح السنيورة "ان المحقق العدلي لم يبلغه بتوقيفهم"، وقال: "كنت حريصا على ما يتخذه القضاة من قرار، والسلطات اللبنانية اتخذت القرار عام 2009"، مؤكدا ان "ما يهمني كان القرار القضائي وعندما صدر القرار أيدته". وقال: "كنت انفذ القرارات القضائية لايماني باستقلالية القضاء وعندما اتخذ القرار انصعت له". اضاف: "كان هناك كلام بين الحين والآخر عن محاولات للافراج عن الضباط الأربعة، وعلمت في المرحلة الأخيرة بقرار الإفراج عنهم"، مشيرا الى انه "تبلغ من وزير العدل والمدعي العام بان هناك موقفا اتخذ من القضاء الدولي والقضاء اللبناني بانه يجب الموافقة على الافراج عن الضباط"، مؤكدا انه استجاب فورا للقرار، لافتا الى انه "ما بين العام 2005 و2009 كان مطلب الإفراج عن الضباط الأربعة مطلبا يوميا". وقال: "لم أبحث مع أي سفير، لا في قرار الضباط الأربعة ولا في أي قرار آخر..ولم يطلعني وزير العدل أنه بحث موضوع إطلاق الضباط الاربعة مع السفير الأميركي، مضيفا: "عندما يأتي اي قرار من المحكمة علينا تنفيذه، وحجز الضباط كان ضروريا ومبررا". ولفت السنيورة الى ان "قرار الافراج عن الضباط الاربعة صدر في نيسان 2009 اي قبل شهرين من الانتخابات، ورغم ذلك نفذنا هذا القرار"، وقال: "لو لم تشكل المحكمة الدولية لكان قرار إطلاق الضباط في عهدة القضاء اللبناني". واعلن ان "هناك جريمة ارتكبت، وبالتالي جرى القبض على الضباط الاربعة بعدما تبين ان اخطاء حصلت، منها عدم توفير حماية مناسبة للرئيس الشهيد رفيق الحريري مما ادى الى اغتياله، فضلا عن بعض الأمور التي جرت عقب الاغتيال وهذا هو الامر الذي أدى الى اعتقال هؤلاء وليست امورا شخصية على الاطلاق". وتابع: "لم يكن بامكان القضاء اللبناني الافراج عن الضباط طالما ان القضية محور تحقيق دولي". ثم رفعت الجلسة من أجل استراحة قصيرة.

 

بري: هل تعطيل المؤسسات هو الطريق لانتخاب الرئيس؟

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري، امام النواب في لقاء الاربعاء اليوم، "التأكيد على اهمية الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية"، وقال: "كنا ولا نزال نشدد على هذا الموضوع لما له من تأثير على المستوى الوطني العام وعلى عمل المؤسسات الدستورية". ونقل النواب عنه أسفه "لتعطيل التشريع وعدم تمكين المجلس من عقد جلسات تشريعية لدرس واقرار سلسلة مشاريع مهمة تتعلق بالاوضاع الاقتصادية والانمائية والتزامات لبنان في الاتفاقات والبروتوكولات مع جهات وهيئات دولية، ولا سيما انه بعد ايام معدودات تنتهي الدورة العادية للمجلس، ولا نستطيع الامعان في مخالفة الدستور والزعم ان فراغا رئاسيا يوجب تعطيل المؤسسات، فهل في هذا فائدة؟ وهل هي الطريق التي تؤدي الى انتخاب الرئيس؟ المثال معنا ما حصل وما يحصل، والدوامة التي نعيشها، وكأن الدستور صفيحة من تمر نأكله حين نجوع". وكان الرئيس بري التقى في اطار لقاء الاربعاء النيابي النواب: فريد الخازن، علاء الدين ترو، عبد المجيد صالح، مروان فارس، الوليد سكرية، هاني قبيسي، ياسين جابر، علي عمار، نبيل نقولا، عباس هاشم، اسطفان الدويهي، ميشال موسى، قاسم هاشم، علي فياض، علي بزي، علي المقداد، وعبد اللطيف الزين. وعند الثانية من بعد الظهر، استقبل الرئيس بري وزير الداخلية نهاد المشنوق وعرض معه للاوضاع العامة والوضع الامني في البلاد.

 

«حزب الله» والتعبئة من أجل الأسد

 رندة تقي الدين/الحياة/27 أيار/15

أبلغنا الأمين العام لـ «حزب الله» ان تعبئة قوات الحزب ستكون اينما كان لحماية لبنان من التكفيريين. كم كان من الافضل لو حمى لبنان من نظام سوري أنهك لبنان وسورية لعقود مضت. كيف يمكن أن نشكر السيد لولائه الوطني لحماية البلد بالوقوف الى جانب نظام سوري ينهار بعد ان أطلق هو نفسه «داعش»؟ ان تقرير الكاتب مارتن شولوف الذي نشر في صحيفة «الغارديان» البريطانية يروي بالتفصيل نقلاً عن أحد القادة في «الدولة الاسلامية» واسمه أبو أحمد تفاصيل تكوين الحركة الارهابية في سجون العراق تحت أنظار القوات الاميركية وانخراط البعثيين العراقيين والرئيس السوري بشار الاسد الذي ساهم في فتح الابواب للجهاديين والسماح لهم بالطيران وعبورهم الى العراق. وينقل شولوف عن جنرال عراقي هو حسين علي كمال الذي توفي معلومات سلّمه إياها قبل وفاته عن اجتماعين سريين في الزبداني قرب دمشق مع قادة بعثيين عراقيين لجأوا الى العراق وتم استخدامهم كأداة لزعزعة أمن العراق والاميركيين. فكان ارتباط النظام السوري والاستخبارات السورية والجهاديين وطيداً. ان البعض في الغرب ينصح باعادة الحوار مع هذا النظام خوفاً من «داعش» في حين ان النظام نشرهم ونقلهم من سورية الى العراق، كما استخدم اركان اجهزته ثم قتلهم مثلما حدث مع رستم غزالة وغازي كنعان وآصف شوكت واللائحة طويلة. فهو نموذج تحرك نظام قيد الانهيار ولكنه يريد تدمير سورية قبل انهياره وربما «حزب الله» معه.

ان حرب «حزب الله» في سورية خاسرة عاجلا أم آجلا. وسيطرة الحزب في القلمون لا تعني شيئاً لانه يسيطر على مناطق جردية لا يمثل كامل الاراضي السورية وهو يقف الى جانب نظام لم يعد يسيطر الا على القليل من اراضيه. وقواته انسحبت من تدمر لصالح «داعش» في اطار استراتيجية مستمرة لاستخدام تقدم «داعش» للقول للعالم ان النظام هو الخيار الافضل لان البديل له لم يتم اعداده.

مما لا شك فيه ان تقدم «داعش» في تدمر وربما الى حمص مرعب لان حمص على ابواب لبنان، ولكن هذا لا يعني ان موقف «حزب الله» مبرر لانه طرف في الحرب السورية التي اذا ادت الى سقوط النظام ستكون خطراً كبيراً على «حزب الله» ولبنان. فماذا بعد انهياره؟ ماذا يفعل امين عام «حزب الله»؟ والى اين سيقود لبنان مع استمراره بالادعاء انه سيحميه؟ على الحزب ان يتواضع ويخفف من لهجة الغطرسة بنشوة النصر والهيمنة لان ما يجري على الارض في سورية ليس في مصلحة الشعب السوري أو اللبناني. والقتلى من عناصر «حزب الله» يقتلون لحماية نظام شن حرباً على شعبه وقتل ابناءه من أجل البقاء. ان حرب عناصر الحزب تحولت من مقاومة الى تواطؤ مع نظام استخدم استخباراته وبعض وكلائه في لبنان مثل ميشال سماحة ثم قتل البعض مثلما انتهى رستم غزالة وآصف شوكت وغازي كنعان وغيرهم أو ألقى بهم في السجون مثل سماحة. فاليوم والغرب يفكر مجدداً بضرب سورية لمنع تقدم «داعش» ينبغي التفكير جدياً بكيفية التخلص من رأس النظام الذي اطلق مسلحي «داعش» من سجونه، وهو الذي راهن على الاسلاميين المتطرفين لاستخدامهم بدءاً من «حماس» في صراعه مع السلطة الفلسطينية والآن «داعش» من اجل البقاء بحماية «حزب الله» وايران.

آن الاوان كي يعيد «حزب لله» حساباته ويخفف من تعاليه واحتقاره للدولة وجيشها وان يفكر بمستقبل مختلف تكون فيه حماية لبنان على عاتق الجيش، بدلاً من ميليشيا لبنانية تحت مظلة ايرانية اسقطت في حربها السورية صفة المقاومة عنها.

أبلغنا الأمين العام لـ «حزب الله» ان تعبئة قوات الحزب ستكون اينما كان لحماية لبنان من التكفيريين. كم كان من الافضل لو حمى لبنان من نظام سوري أنهك لبنان وسورية لعقود مضت. كيف يمكن أن نشكر السيد لولائه الوطني لحماية البلد بالوقوف الى جانب نظام سوري ينهار بعد ان أطلق هو نفسه «داعش»؟ ان تقرير الكاتب مارتن شولوف الذي نشر في صحيفة «الغارديان» البريطانية يروي بالتفصيل نقلاً عن أحد القادة في «الدولة الاسلامية» واسمه أبو أحمد تفاصيل تكوين الحركة الارهابية في سجون العراق تحت أنظار القوات الاميركية وانخراط البعثيين العراقيين والرئيس السوري بشار الاسد الذي ساهم في فتح الابواب للجهاديين والسماح لهم بالطيران وعبورهم الى العراق. وينقل شولوف عن جنرال عراقي هو حسين علي كمال الذي توفي معلومات سلّمه إياها قبل وفاته عن اجتماعين سريين في الزبداني قرب دمشق مع قادة بعثيين عراقيين لجأوا الى العراق وتم استخدامهم كأداة لزعزعة أمن العراق والاميركيين. فكان ارتباط النظام السوري والاستخبارات السورية والجهاديين وطيداً. ان البعض في الغرب ينصح باعادة الحوار مع هذا النظام خوفاً من «داعش» في حين ان النظام نشرهم ونقلهم من سورية الى العراق، كما استخدم اركان اجهزته ثم قتلهم مثلما حدث مع رستم غزالة وغازي كنعان وآصف شوكت واللائحة طويلة. فهو نموذج تحرك نظام قيد الانهيار ولكنه يريد تدمير سورية قبل انهياره وربما «حزب الله» معه.

ان حرب «حزب الله» في سورية خاسرة عاجلا أم آجلا. وسيطرة الحزب في القلمون لا تعني شيئاً لانه يسيطر على مناطق جردية لا يمثل كامل الاراضي السورية وهو يقف الى جانب نظام لم يعد يسيطر الا على القليل من اراضيه. وقواته انسحبت من تدمر لصالح «داعش» في اطار استراتيجية مستمرة لاستخدام تقدم «داعش» للقول للعالم ان النظام هو الخيار الافضل لان البديل له لم يتم اعداده.

مما لا شك فيه ان تقدم «داعش» في تدمر وربما الى حمص مرعب لان حمص على ابواب لبنان، ولكن هذا لا يعني ان موقف «حزب الله» مبرر لانه طرف في الحرب السورية التي اذا ادت الى سقوط النظام ستكون خطراً كبيراً على «حزب الله» ولبنان. فماذا بعد انهياره؟ ماذا يفعل امين عام «حزب الله»؟ والى اين سيقود لبنان مع استمراره بالادعاء انه سيحميه؟ على الحزب ان يتواضع ويخفف من لهجة الغطرسة بنشوة النصر والهيمنة لان ما يجري على الارض في سورية ليس في مصلحة الشعب السوري أو اللبناني. والقتلى من عناصر «حزب الله» يقتلون لحماية نظام شن حرباً على شعبه وقتل ابناءه من أجل البقاء. ان حرب عناصر الحزب تحولت من مقاومة الى تواطؤ مع نظام استخدم استخباراته وبعض وكلائه في لبنان مثل ميشال سماحة ثم قتل البعض مثلما انتهى رستم غزالة وآصف شوكت وغازي كنعان وغيرهم أو ألقى بهم في السجون مثل سماحة. فاليوم والغرب يفكر مجدداً بضرب سورية لمنع تقدم «داعش» ينبغي التفكير جدياً بكيفية التخلص من رأس النظام الذي اطلق مسلحي «داعش» من سجونه، وهو الذي راهن على الاسلاميين المتطرفين لاستخدامهم بدءاً من «حماس» في صراعه مع السلطة الفلسطينية والآن «داعش» من اجل البقاء بحماية «حزب الله» وايران.

آن الاوان كي يعيد «حزب لله» حساباته ويخفف من تعاليه واحتقاره للدولة وجيشها وان يفكر بمستقبل مختلف تكون فيه حماية لبنان على عاتق الجيش، بدلاً من ميليشيا لبنانية تحت مظلة ايرانية اسقطت في حربها السورية صفة المقاومة عنها.

 

أمانة 14 آذار: سلوك حزب الله يساهم بانزلاق لبنان إلى أتون مخاطر أمنية وسياسية

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي الدوري في مقرها الدائم في الأشرفية، برئاسة الأمين العام فارس سعيد وبحضور السادة: شربل عيد، هرار هوفيفيان، شاكر سلامة، ربى كبارة، الياس الزغبي، نادي غصن، نجيب ابو مرعي، جوزف كرم، الياس ابو عاصي، ايلي محفوض، نوفل ضو، علي حمادة، ساسين ساسين. وحسب بيان فقد جرى بحث في الأوضاع العامة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتوقفوا "عند قضية المعتقلين اللبنانيين في سجن تدمر وطالبوا وزارة الخارجية بالتحري عن الموضوع لكشف مصيرهم قبل وبعد إنسحاب النظام من المدينة". اضاف البيان: "بمناسبة مرور سنة على الشغور "المخجل" في سدة رئاسة الجمهورية، تعتبر الأمانة العامة أن هذه المسألة الخطيرة تقع في نطاق مسؤولية الجميع، ولا يجوز اعتبارها شأنا فئويا، أطائفيا كان أو سياسيا، كما لا يجوز التصدي لها من مساحات ضيقة". وتابع البيان: "في سياق متصل ومع تطور الأحداث الإقليمية تتوضح يوما بعد يوم أسباب دخول "حزب الله" في القتال الدائر في سوريا حتى بات الجميع يدرك بالملموس أن الحزب يريد إنقاذ بشار الأسد لمصلحة إيران ونفوذها، بينما المطلوب هو إنقاذ لبنان من تداعيات الحرائق. كما يتوضح ايضا أن المهمة التي أوكلها الجانب الإيراني إلى "حزب الله" ترهقه وتجعل منه مكونا "ضيق الصدر"، مما اضطر أمينه العام للاطلالة الأسبوعية من أجل رفع المعنويات داخل فريقه ومحاولة إرهاب خصومه داخل الطائفة وخارجها"، وحملت امانة 14 آذار "حزب الله" مسؤولية أي أذى يطال أي منهم". ورأى البيان أن "هذا السلوك من قبل "حزب الله" يساهم في انزلاق لبنان إلى أتون من المخاطر من طبيعة أمنية وسياسية، في ظل انكشاف مقصود في سدة رئاسة الجمهورية، مما يضعف مناعة الدولة في مواجهة الأخطار.أمام هذا الواقع، تؤكد الأمانة العامة لقوى 14 آذار، أن مسؤولية حماية لبنان تعود للدولة والجيش اللبناني صاحب الحق الحصري في حمل السلاح واستخدامه وفقا للقانون والدستور. كما أن حماية عرسال وسائر القرى البقاعية من اي خطر لا ينجح إلا من خلال نشر الجيش على طول الحدود مع سوريا ومؤازرته بقوات اليونيفيل كما يتيح القرار 1701 وسحب ميليشيا "حزب الله" من على طول هذا الخط الساخن". وختم بيان أمانة 14 آذار: "ان من يريد حماية لبنان عليه أن يطالب بتنفيذ القرار 1701، فخارج هذا القرار لا حماية للبنان".

 

"المجلس الوطني" يعلن بطاقته التعريفية الاسبوع المقبل انتخـاب الرئيس وهيئـــة المكتب قبل رمضــان

المركزية- تضع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني لـ14 آذار، لمساتها النهائية على شكل بطاقته التعريفية، بعد ان توصلت الى اتفاق شبه تام على مضمونها، حسب ما أكد أمين سر اللجنة كمال ريشا لـ "المركزية"، مشيرا الى ان "بعد الاتفاق على ان يضم المجلس مستقلي 14 آذار، انضم الى اللجنة ناشطون جدد، واجتمعت هذه الهيئة 3 مرات الى اليوم، وتوصلت الى اتفاق شبه تام على بطاقة التعريف التي سيعلن عنها في مؤتمر صحافي الاسبوع المقبل في الامانة العامة لـ14 آذار، سيحدَّد موعده النهائي في اجتماع تعقده اللجنة الثلثاء".

ولفت ريشا الى ان "خلال المؤتمر، سيتم الاعلان عن موعد دعوة الهيئة العامة للمجلس الوطني، الى الاجتماع لانتخاب رئيس المجلس وهيئة المكتب، وستتم هذه العملية قبل حلول شهر رمضان، على ان يقوم الرئيس والمكتب بتعيين لجان الاختصاص التي ستعاونهما في ادارة شؤون المجلس". واذ أوضح ان تحديد عدد أعضاء المجلس صعب اليوم، قال ريشا "نحن في صدد تعداد المنتسبين وسنحاول انجاز المهمة قبل اجتماعنا الثلثاء، علما ان المعيار الذي حددناه هو مشاركة الفرد في نشاطات 14 آذار، ومؤتمرات البريستول والخلوات المناطقية التي أقامتها 14 آذار في طرابلس وصيدا وزحلة وعكار وغيرها من المناطق"، لافتا الى ان "لوائح الاسماء موجودة، وما يحصل اليوم هو الاتصال بهؤلاء الناشطين، لتأكيد انتسابهم الى الهيئة العامة للمجلس الوطني، ومشاركتهم في انتخاب رئيس المجلس".

 

 نصاب النصف زائـدا واحـدا موضـع تبايـن داخل البـيت الاذاري

"المسـتقبل" يرفض ويذكر بمصادقة النواب المسيحيين على الثلثيـن

حرب يطلب موعدا للجنة من بري والحوار "الاسلامي" في 16 حزيران

المركزية- "بالنصف زائدا واحدا" فتحت معركة سياسية جديدة في سجل الخلافات المحتدمة على جنس الملائكة بين أهل البيت البرلماني. فاذا كان انقضاء عام على الشغور الرئاسي وانسداد افق الامال بحمل نواب تكتل الاصلاح والتغيير وكتلة الوفاء للمقاومة المقاطعين للجلسات الاربع والعشرين الفاقدة النصاب على تغيير موقفهم، شكل الركن الاساسي في توجيه النواب الذين دأبوا على حضور كل الجلسات الدعوة الى انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا، فان رئيس المجلس نبيه بري ، ومع كامل حرصه على الانتخاب في اسرع وقت وفق ما يضمن مواقفه، قطع الطريق مباشرة على الدعوة "الاذارية والمستقلة" ذاهبا الى التساؤل عمن يريد ان يلاقي مشاريع التقسيم في المنطقة بطرح سياسي كالنصف زائدا واحدا؟ ونقل عنه النواب الذين زاروه في اطار لقاء الاربعاء قوله "ان البلد مر بالكثير من الازمات واعتمدنا دائما نصاب الثلثين عند انتخاب الرئيس".

تباين اذاري: واذا كانت الملفات الخلافية المتعاقبة التي لا يخلو اسبوع من جديدها على اكثر من خلفية سياسية او امنية او اجتماعية او حتى قضائية باتت حاجة لملء الوقت الضائع في انتظار نضوج التسويات السياسية لازمات المنطقة واكتمال عناصر الاتفاق النووي الايراني ، فان اللافت ان طرح النصف زائدا واحدا شكل مادة سجالية حتى داخل الفريق السياسي الواحد، حيث برز بوضوح التباين في وجهات النظر. فالفريق الاول الذي زار بكركي أمس ارتكز في طرحه الى تطبيق المادة 49 من الدستور التي تقول بالأكثرية المطلقة في الدورة الثانية أي النصف زائدا واحدا بعد عدم توافر الثلثين في جلسة الإنتخاب الأولى، ودعا الى تأليف لجنة لتفسير الدستور وتصويب هذه الإقتراحات وتطويرها، وقد علمت "المركزية" ان الوزير بطرس حرب اتصل اليوم بالرئيس بري طالبا تحديد موعد للجنة المتابعة لبحث الملف. اما الفريق الثاني وفي مقدمه تيار "المستقبل" خالفه الرأي علنا، اذ قال عضو الكتلة النائب احمد فتفت لـ "المركزية" ان التيار ضد انتخاب رئيس الجمهورية بنصاب النصف زائداً واحداً في الدورة الثانية للانتخاب بل مع نصاب الثلثين . وذكّر بان "الهيئة العامة لمجلس النواب عقدت جلسة لتفسير المادة المتعلّقة بالنصاب قبل بدء استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية العام الماضي، وكل الكتل النيابية بما فيها المسيحية، اتّفقت على ان نصاب الثلثين يُعتمد دائماً في الدورتين الاولى والثانية"، وقال "اذا انتخبنا رئيساً بالنصف زائداً واحداً، قد يتذرع "حزب الله" في ما بعد بذلك وينتخب رئيساً بنصاب 64 نائباً وبالقوة". وأخذ فتفت على الحلفاء المسيحيين عدم شمول الدعوة النواب المسلمين الزملاء، لان بكركي مرجعية وطنية ولان الذكرى الاولى للفراغ تعني كل اللبنانيين وليس فقط المسيحيين"،

الحوار: من جهة اخرى، كشف فتفت ان "الجولة المقبلة للحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" ستُعقد "مبدئياً" في 16 حزيران المقبل، معتبرا ان الحزب اذا لم يصدر توضيحاً عن المواقف الاخيرة التي ادلى بها على لسان بعض مسؤوليه، ، يُصبح الحوار بلا معنى حتى لو استمر. كما اكدت اوساط وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق استمرار الحوار مهما كانت الصعوبات.

التعيينات الامنية: اما ملف التعيينات الامنية الملح الذي يوجب حلا عاجلا، باعتبار ان الفاصل الزمني عن 5 حزيران، موعد احالة اللواء ابراهيم بصبوص الى التقاعد يتقلص ولن تعقد خلاله مبدئيا سوى جلستين لمجلس الوزراء، فحضر في مباحثات خلف الكواليس في عدد من المقار السياسية من بينها عين التينة بين الرئيس بري والوزير المشنوق الذي رفض الخوض في تفاصيل المداولات قائلا انهما ناقشا مسألة الحدود والجيش وأوضاع المنطقة وانه سيعلن موقفه النهائي من هذه المسائل في الوقت والمكان المناسبين. ويبدو ان الاتجاه يميل الى واحد من خيارين التمديد او التكليف بعدما جاء جواب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون على اقتراح وزير الداخلية لفصل استحقاقي قيادتي قوى الامن الداخلي والجيش سلبياً".

"الحزب" يقترب من عرسال: على صعيد آخر، وفي موازاة الحشد الاعلامي والسياسي الذي يتولاه فريق "حزب الله" و8 آذار، لحثّ الدولة على تحمل مسؤولياتها في عرسال والا فان "الحزب" سيتخذ اللازم رافضا ابقاء جرود البلدة "مأوى للارهابيين"، لا سيما بعد رفض الرئيس تمام سلام ادراج القضية على جلسة مجلس الوزراء واتجاهه وفق معلومات "المركزية" الى تأكيد قرار وضع عرسال في عهدة الجيش، برز تقدّم عسكري في الميدان ، تمثل في تنفيذ "حزب الله" كمينا محكما في جرود عرسال لجهة جرود نحلة، قتل خلاله كامل أفراد مجموعة من جبهة "النصرة"، وفق ما ذكرت قناة "المنار"، التي أشارت الى ان من بين القتلى قائد ميداني، كما تم تدمير الية عسكرية وغرفة عمليات لهم.وكشفت ان المجموعة المستهدفة التي تم رصدها عبر طائرة استطلاع مسيّرة، كانت تنوي تنفيذ عمل ارهابي انطلاقا من الكسارات جنوب عرسال. واذ شكّل التطور هذا دليلا الى تقدم للحزب نحو عرسال، حذرت أوساط وزارية قريبة من 14 آذار عبر "المركزية"، "حزب الله" من أي مغامرة في عرسال، لان اي خطوة غير مدروسة ستساهم في اذكاء الفتنة المذهبية، مشيرة الى ان "أمن عرسال والاراضي اللبنانية، من مهام الجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية حصرا". ولفتت الاوساط الى ان "الحكومة حريصة على الاستقرار في لبنان وفي عرسال، وليس صحيحا ان واقع البلدة يهم فقط فريق الثامن من آذار، الا اننا نثق بالجيش اللبناني وبتدابيره واجراءاته، لصون استقرار عرسال ومنع تقدم الارهابيين اليها".

دريان: وفي موقف لافت ، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان" اي اعتداء على عرسال وابنائها هو اعتداء على كل اللبنانيين مما يحتم على الجميع ادراك خطورة الوضع ومعالجة الأمور بالحكمة حفاظا على وحدة لبنان واللبنانيين".

قاسم: في المقابل، واصل "حزب الله" مرافعته عن القتال في القلمون، فأكد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان "النصر في القلمون ليس نصراً عاديا بل منعطف له ما بعده، وعطّل اي امل بإمارة النفاق والتكفير في تلك المنطقة في محاذاة لبنان وسوريا في جوار القلمون"، معتبرا ان "من الطبيعي ان يصاب بعض السياسيين في لبنان بالهلع لأن مشروعهم ينهار.

على قائمة الارهاب: في غضون ذلك، صنّفت المملكة العربية السعودية القياديين في حزب الله خليل يوسف حرب ومحمد قبلان ضمن قائمة الارهاب، على خلفية مسؤوليتهما عن عمليات في أنحاء الشرق الأوسط، تتراوح بين دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا عبر إرسال مقاتلين، ودفع مبالغ مالية إلى فصائل مختلفة داخل اليمن، وإلى قادة عسكريين مسؤولين عن عمليات إرهابية في الشرق الأوسط". وأكدت السعودية "مواصلتها مكافحة الأنشطة الإرهابية لحزب الله بكافة الأدوات المتاحة، مشيرة إلى تجميد أي أصول تابعة للإسمين المصنفين وفقاً لأنظمة المملكة.

رد الحزب: وعلى الفور سارع وزير الحزب حسين الحاج حسن الى الرد على قرار التصنيف السعودي خلال دخوله الى جلسة مجلس الوزراء الثامنة المخصصة لمشروع الموازنة بالقول "لا يحق لمصدّر الإرهاب اتهام الآخرين به.

السنيورة: على خط اخر، استكملت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلسة الاستماع الى افادة الرئيس فؤاد السنيورة الذي اكد ان "قرار حجز الضباط الاربعة كان قانونيا ومبررا، بسبب الجرائم التي ارتكبت وان "توقيف الضباط جاء بسبب الاخطاء التي ارتكبوها وعدم توفير الحماية الكافية للرئيس الشهيد رفيق الحريري ما ادى لاغتياله، فضلا عن بعض الأمور التي جرت عقب وأدت الى اعتقال هؤلاء وليس بسبب خلافات شخصية او سياسية .

 

فتفت: ما يجري في عرسال مسؤولية الدولة وحزب الله يخرق الخطوط الحمر

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - أوضح عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" ان "لا مشكلة في الحوار مع كل افرقاء الوطن، والحوار مع حزب الله بدأ على عناوين معينة، منها تنفيس الاحتقان، ورئاسة الجمهورية"، مشيرا الى ان "حزب الله رفض مناقشة موضوع الرئاسة، أما في ما يتعلق بتنفيس الاحتقان فهناك إنجازات خجولة تحققت، لكن بعد كلام محمد رعد ونعيم قاسم والسيد حسن نصرالله أصبحنا في قمة الاحتقان"، معتبرا أن "الجولة المقبلة للحوار إذا حصلت يجب ان تركز على ما يريد حزب الله من هذا الحوار". وشدد على ان "الحوار يجب ان يكون منتجا، والجلسة المقبلة إذا لم تكن كذلك، سيسقط الحوار ولو استمر على شكل جلسات"، مشيرا إلى أن "معركة عرسال إذا وقعت ستزيد الطين بلة، وستجر البلد إلى المجهول". واعتبر أن "كلام النائب رعد الذي ترافق مع التخوين هو كلام تهديدي"، مؤكدا أن "السيد نصرالله متهم مسبقا بأي عملية أمنية تطاول أي قيادي من 14 آذار وتيار المستقبل أو اي قيادي مسيحي". وقال :"السيد نصرالله بمصاف التكفيريين، وما يقوله يشير الى انه يريد خوض حرب مذهبية موجهة ضد عرسال، وكما هجر في الطفيل يحاول تهجير عرسال لإنشاء مناطق صافية، وبالتالي ما يقوم به خطير جدا، فليجلس جانبا، لأن ما يجري في عرسال مسؤولية الدولة. ان حزب الله يخرق كل الخطوط الحمر، ولا يحق له اتخاذ قرار بشن أي حرب في عرسال، هو يتصرف تصرفا مليشياويا مع الدولة، ويحاول الامساك بقرارها، كما حاول أن يقول للجميع إنه رئيس لبنان، وانه المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية". وأشار إلى أن "حزب الله يحاول أخذنا إلى المجابهة العسكرية، لكننا مصرون على المجابهة السياسية"، لافتا إلى أنه "يتوجب على الجيش اللبناني المتواجد في قلب عرسال أن يلعب دوره في الدفاع عن الاهالي ضد أي قوة تخطط لاجتياح البلدة". وعن التعيينات الأمنية، قال: "عندما اجتمعنا مع نواب التيار الوطني الحر، قلنا لهم إما تعيينات أمنية وإما تسوية شاملة تتناول رئاسة الجمهورية والحكومة والجيش وغيرها من المواضيع". واعتبر أن "لا مصلحة لأحد بتعطيل الحكومة، وإذا عطلها العماد عون يكون بقرار سياسي من حزب الله وإيران"، مؤكدا أن "الحكومة باقية لأن لا بديل لها، والحل الوحيد للتخلص منها هو بانتخاب رئيس للجمهورية". وقال:"هناك حديث في الاعلام عن ان هناك معركة تحضر لدمشق، والرئيس الأسد يحضر انتقاله إلى الساحل السوري، وهذا يعني أنه مستعد للتضحية بآخر علوي للحفاظ على موقعه". وردا على سؤال قال: "أتوقع صيفا حارا، ولن يحصل اتفاق مع إيران، وإذا حصل قد ينعكس تهدئة في لبنان وسيطرة إضافية من حزب الله، وإذا لم يحصل سيتم التصعيد أمنيا في سوريا ولبنان وغيرهما".

 

جعجع التقى وفودا من قاع الريم والفرزل واساتذة طب الاسنان في اللبنانية

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وفدا من بلدة قاع الريم برئاسة رئيس البلدية المهندس وسام التنوري، في حضور منسق حزب القوات اللبنانية في زحلة ميشال تنوري. وقد ناقش المجتمعون شؤونا إنمائية تهم البلدة لا سيما احترام المخطط التوجيهي وتجنب إقامة أي معامل صناعية تلوث البيئة في المنطقة. واستقبل جعجع وفدا من أهالي الفرزل ضمَّ عائلة المرحوم المختار فايز سالم حنا (حمد)، شكره على التعزية بالراحل وبحث معه الأوضاع العامة. من جهة أخرى، عرض رئيس القوات مع وفد الأساتذة المتفرغين في كلية طب الأسنان في الجامعة اللبنانية، في حضور رئيس مصلحة النقابات في القوات اللبنانية الدكتور غسان يارد، موضوع التفرغ في الجامعة ولا سيما لأطباء الأسنان فضلا عن أحقية دخولهم في صندوق التعاضد. وقد وعد جعجع الأساتذة العمل لإيجاد حل لمشكلتهم. واستقبل أيضا انطوان ويوسف باسيل اللذين قدما له دعوة للمشاركة في تدشين كنيسة سيدة الدوير الجديدة في الفيدار وذلك يوم الأحد 31 أيار 2015 عند الساعة السادسة مساء، في حضور منسق القوات في جبيل شربل أبي عقل.

 

قاسم في مؤتمر اتحاد علماء المقاومة : بندقية المقاومة باقية

الأربعاء 27 أيار 2015

وطنية - عقدت الهيئة الرئاسية للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة مؤتمرا بعنوان "علماء ومقاومة"، في مطعم الساحة في بيروت، في حضور الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ محسن الاراكي، نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وامين عام الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود وشخصيات.

حمود

بداية، تحدث حمود محذرا من "اشتداد موجات التخلف والتكفير والرجعية في مجتمعاتنا"، مؤكدا أن "المقاومة هي قسم فرعي من الإسم الأول وهو الجهاد في سبيل الله"، معتبرا ان "الجهاد هو في وجه أعداء الأمة، في وجه إسرائيل المزورة لدين الله والتوراة وللحقائق الإنسانية".

ولفت الى "أهداف المقاومة الكبرى وعلى رأسها فلسطين"، وقال: "دولة اسرائيل الى زوال محتوم، وبوحدتنا الاسلامية نساهم في زوالها في أسرع وقت، وعلينا أن نوجه بوصلتنا الى فلسطين لتحريرها وليس الالتهاء بالخلافات الجانبية والمذهبية، فالوحدة والمقاومة هي التي تضيع مخططات الصهاينة".

قاسم

من جهته، قال قاسم: "نجتمع اليوم من خلال الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، لنؤكد ثوابتنا ولنعلن للجميع أن هذا المسار سليم ونتابعه الى النهاية مهما بلغت التضحيات وفلسطين هي الفصل والمحور. ومهما جرى من تحديات وانتقادات فنحن نصوب البوصلة الى فلسطين، فكل مصائبنا من العدو الاسرائيلي على كل المستويات، وبالتالي نحن نعتبر أن مواجهة الكيان الغاصب هو الأصل، وقد حصلت انجازات واعدة سطرتها المقاومة واستطاعت أن تقيظ الأمل فينا من خلال هزيمتها للعدو الصهيوني واعادة الامة الى عهد الانتصارات بدل زمن المساومات". ولفت قاسم الى أن "الفتنة هي من صنع اسرائيلي، والارهاب وليدة الدعم الصهيوني والاميركي، كما أن الفساد والاستبداد أيضا سببه اسرائيل"، مؤكدا اننا "عندما نصمم على المواجهة فاننا نذهب الى الرأس". وقال: "اذا ظن البعض ان الخطر الاسرائيلي على الأمة العربية ليس جديا فهو واهم لان العدو الاسرائيلي هو خطر على كل الأمة، فهو يتلاعب بالسياسات الدولية ويضغط على الجميع، ونحن ندعو الى الحذر من هذا الخطر وسنواجهه حتى النصر". أضاف:"المقاومة هي مشروع الحق، وطالما ان الاحتلال مستمر فالمقاومة مستمرة ومهمتها شاقة وتحتاج الى تضافر الجهود. لقد أثبتت التجارب، ومنها ما حصل أيام التحرير بعد العدوان، أننا حينما نتوحد ونتعلم فسننجح ونحقق النصر، فالمعاداة ونشر الفتنة هي من قبل العدو الاسرائيلي، وهذا جزء من الحرب علينا، والتصويب على المقاومة يخدم المشروع الاسرائيلي فماذا كان حالنا لو اننا لم نقاوم؟". واكد قاسم ان "المقاومة مصممة على الاستمرار في الميدان العسكري والاستمرار الى النهاية". ورأى ان "معركة القلمون دمرت أحلام التكفيريين، ومن الطبيعي أن يصاب المؤيدون لهم بالهلع". واعتبر ان "المقاومة هي لجميع الطوائف والمذاهب والأحزاب والبلدان"، مؤكدا الجهوزية والتصدي لأي عدوان اسرائيلي ممكن أن يحصل". وقال: "نحن متحالفون مع العراق واليمن وفلسطين، فبندقية المقاومة باقية باقية ونحن لا نعتمد على مجلس الأمن وغيره".

حسون

بعد ذلك، تحدث مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون، معتبرا ان "المقاومة التي وحدت الصفوف في كل المواقف، استطاعت أن تبرهن للعالم "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة". وقال: "أثبت لبنان أن الأساطيل التي جاءت إليه لم تستطع أن تخضع أبناءه، هذا هو لبنان الذي يحتضننا". واشار الى ان "المقاومة لم تكن أقوى وأنقى من اي مرحلة"، معتبرا ان قسم قائد المقاومة "رسالة إلى الأعداء باننا اليوم أقوى بإتحاد أمتنا ونهضة منابرنا وتألق فكرنا". وقال: "اليوم عرفنا طريق الاعداء، واما الأصدقاء فطريقهم فيه كرامة الامة وقداسة الديانة وكرامة الإنسان"، مؤكدا ان "الإسلام لم يكن كارها للمسيحية أو حاقدا على البشرية، واننا نحمل راية الحق والعلم"، داعيا الى "الوحدة والتلاقي والى عدم الخوف على اليمن وسوريا والعراق، فنحن منتصرون".

الاراكي

وأشار امين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الاراكي أنه "في عصرنا هذا وجه النداء إلينا أن انصروا الله ورسوله، وتمثلت هذه النصرة اليوم بالمقاومة الاسلامية. ولذلك نخاطب من هذا المنبر أبناء المقاومة الإسلامية ونقول لهم استبشروا ببيعكم الذي بايعتم الله به وذلك هو الفوز العظيم". وقال: "نحن اليوم في أشد الحاجة لنصرة الله، والمؤامرة التي تريد اليوم تمزيق وحدة المجتمع الإسلامي هي المؤامرة كانت حيكت عبرالعصور على أتباع الأنبياء على مر العهود"، داعيا الى الاستفادة من تجربة الماضي". اضاف: "يراد لهذه المؤامرة أن تدفع الأمة لنقض هذا الميثاق بعدما رأى الأعداء أن هذه المقاومة الإسلامية تستشرف النصر الأكبر، ورأوا أن المقاومة الإسلامية في غزة بدأت تحقق الانتصارات، فأرادوا لهذه المؤامرة أن تدك حصن المؤامرة وتحول الأمة الى شتات يقاتل بعضها بعضا".

وتابع: "في أكثر من حديث حذرنا الله ورسوله من أن نكفر بعضنا بعضا، ونحن اليوم، من هذا المنبر نعلن أن المقاومة الإسلامية اليوم بعلمائها وقادتها ومجاهديها ورجالها تقف صفا واحدا في مواجهة الاستكبار العالمي المتمثل بالغدة السرطانية اسرائيل التي تعلن حربها على ديننا وشرفنا وثقافتنا، في مواجهة هذا العدو بكل شعاراته ويافطاته التي يرفعها". وشدد على أن البوصلة هي باتجاه فلسطين، واسرائيل هي العدو الأول ونحن متجهون لاستئصال هذه الغدة تنفيذا لوعد الله".

التسخيري

اما الشيخ محمد التسخيري، فقد اكد ان "خطنا الدائم هو خط المقاومة"، مشددا على أن "أكبر واجب هو الإبقاء على الأمل والتفاؤل بالمستقبل، تلك هي ثقافة القرآن". وقال: "النصر الإسلامي آت والصحوة الإسلامية ستبقى تشد هذه الجماهير حول علم الإسلام إلى النصر المؤزر، وهي اليوم قوية رغم الإجهاض والتحريف، والذي يبقي هذه الصحوة قوية هي المقاومة. أما نحن الدعاة فعلينا أن نبقي هذا الأمل في النفوس. وكل الظروف التي تواجه هذه الأمة لا يمكن أن تفت من عضدها، وخصوصا من عزم وعضد علمائها".

الملا

وقال رئيس جماعة علماء العراق خالد الملا: "من المقلق أن ينزلق الخطاب الديني وألسنة بعض العلماء ليكونوا سبيلا في قتل الناس والأبرياء وأن تنزلق شعوبنا لتكون داعمة للتطرف من خلال اذاعاتها ومحطاتها التيلفيزيونية". اضاف: "اجتماعنا اليوم لنقول للناس أن وحدتنا هي مقاومة في وجه مشاريع الغطرسة والتطرف، فلننقذ أوطاننا ولا سيما أن هناك أطماعت صهيونية وأميركية لشعوبنا، وهناك فضل كبير للجيش العراقي والحشد الشعبي والأهالي في دحر الفكر التكفيري عن العراق وان شاء الله في سوريا".

عبد السلام

أما الدكتور جعفر عبد السلام، من مصر، فقال :"في تاريخنا الاسلامي تتوافر مراجع للمقاومة، نحن أمة مقاومة فرض عليها الاحتلال، وعلينا أن نكون على مستوى التحدي".

 

عائلة شبلي العيسمي احيت الذكرى السنوية الرابعة لاختطافه

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - أحيت عائلة العيسمي في مدينة عاليه، الذكري السنوية الرابعة لاختطاف وتغييب عميدها نائب الرئيس السوري الأسبق المفكر السياسي والشاعر شبلي العيسمي، في لقاء اقتصر على الأهل والأقارب والأصدقاء، تخللته إضاءة الشموع وإطلاق كتابين للعيسمي. وصدر بيان تلته كريمته رجاء العيسمي شرف الدين، اعتبرت فيه انه "تمر الذكرى السنوية الرابعة على اختطاف نائب الرئيس السوري الأسبق المفكر السياسي والشاعر شبلي العيسمي، وما زال عالمنا العربي يواجه تحديات كبيرة استشرف العيسمي مخاطرها قبل أكثر من ثلاثة عقود، ولم يدر بخلده أنه سيكون مستهدفا من قوى الشر والظلام وهو الذي اعتزل العمل السياسي ليتفرغ للكتابة وقارب التسعين من العمر، واختطف في وضح النهار يوم كان في زيارة لعائلة كريمته في مدينة عاليه". وأضاف البيان: "إننا محبوه وأصدقاؤه وعائلته لا نتذكره في مناسبة بعينها، فهو دائم الحضور بيننا في ما كتب وفي ما علمنا من قيم نضالية ومثل إنسانية، وفي ما ترك من إرث سياسي وثقافي عبر عشرات المؤلفات، فأنَّى ليد الغدر أن تنال من شبلي العيسمي وهي خافت قلمه وجزعت من أفكاره، فها نحن اليوم نحتفي بإعادة إصدار ونشر كتابين من مؤلفاته:"عروبةالاسلام وعالميته" و"العلمانية والدولةالدينية"، فيما نعمل على جمع تراثه الأدبي والسياسي والشعري ليظل ماثلا بروحه المتوثبة للحرية والعدالة والمساواة ولعروبة إنسانية جامعة". وختم: "إننا في هذه المناسبة، نؤكد أن الجسد هو حالة عابرة وما يبقى هو الفكر القابل للحياة، وشبلي العيسمي ينتمي للحياة وليس إلى أقبية العتم والتعذيب والقهر ومصادرة حرية الإنسان، فهو باق فيما الطغاة مصيرهم الزوال، ولا يسعنا في هذه الذكرى إلا أن نشد على أيدي كل سجناء الرأي وكل المناضلين الشرفاء الذي بذلوا ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل غد مشرق لأمتنا العربية".

 

دريان من انقرة:اي اعتداء على عرسال وأبنائها اعتداء على كل اللبنانيين

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - غادر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيح عبد اللطيف دريان بيروت متوجها إلى تركيا، تلبية لدعوة رسمية ذات طابع ديني يرافقه وفد من المفتين. وفور وصوله إلى انقره، التقى وزير الشؤون الدينية في تركيا محمد كورماز الذي ابدى لسماحته "كل التعاون والدعم لمسيرة دار الفتوى لتعزيز دورها الوطني والاسلامي في لبنان بقيادة جديدة خصوصا في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة". واكد على "توطيد العلاقات بين البلدين"، ونقل الى دريان "تحيات واحترام" رئيس وزراء تركيا، وقدم له مصحفا عثمانيا فاخرا عربون محبة وتقدير.

دريان

وشكر المفتي دريان تركيا بشخص وزير الشؤون الدينية على دعوته، معربا عن اعتزازه "بتركيا وقيادتها التي تساعد الدول العربية في تحقيق امن وسلام واستقرار المنطقة العربية"، مشيرا الى ان "تركيا ترفض الظلم والعدوان على الأخر مهما كانت طائفته أو مذهبه فهي مع الإنسان وتحافظ على كرامته". وقال:ان "رياح الفتنة تعصف في المنطقة العربية، ونخشى على لبنان من التأثر بها وهي تشكل مصدرا للقلق على النسيج الوطني اللبناني، ولبنان يمر في ادق الظروف وخصوصا على حدوده مما يطلب وعيا في تحمل المسؤولية التي تقع على عاتق الدولة تداركا للوقوع في فخ المؤامرة التي تستهدف امن وسلامة واستقرار أهلنا وخاصة في منطقة عرسال، واي اعتداء على عرسال وأبنائها هو اعتداء على كل اللبنانيين مما يحتم على الجميع ادراك خطورة الوضع ومعالجة الأمور بالحكمة حفاظا على وحدة لبنان واللبنانيين".

ولبى دريان دعوة سفير لبنان في تركيا منصور عبد الله الذي أقام على شرفه والوفد المرافق مأدبة تكريمة بحضور أعضاء السلك الدبلوماسي في تركيا، وأشاد السفير منصور بالمفتي دريان "بما يتمتع من اعتدال في مواقفه الإسلامية والوطنية".

وحذر دريان من "استمرار لبنان في دوامة الفراغ في سدة الرئاسة الأولى بعد مضي عام على شغورها والاكتفاء بالنية للانتخاب وليس العمل على إجراء الانتخاب" ، داعيا "القوى السياسية في لبنان إلى اتخاذ خطوات عملية جريئة وشجاعة وتضحيات وتنازلات لانتخاب رئيس للجمهورية ووقف هذا الفراغ المعيب بحق اللبنانيين وكأنهم عاجزون عن إنجاز هذا الاستحقاق مما يؤثر سلبا على سمعة وطنهم".ِ

 

اجلاء 7 آلاف شخص في كندا لحمايتهم من حرائق غابات

الأربعاء 27 أيار 2015 /وطنية - اضطرت السلطات الى اجلاء نحو سبعة آلاف من السكان وموظفي شركات النفط بسبب تعدد حرائق الغابات في الغرب الكندي والتي خرج كثير منها عن السيطرة، وفق ما افادت سلطات مقاطعة البيرتا. وازدادت الحرائق اضطراما في نهاية الاسبوع الماضي وكثير منها اندلع بفعل صاعقة تضرب اعشابا جافة وتؤججها الرياح مع نهاية فصل الشتاء. وجهد اكثر من 1600 اطفائي تدعمهم طائرات رش مياه الثلاثاء لمحاولة السيطرة على حرائق عدة في البيرتا 55 منها نجم عن صواعق. وتلقت حكومة البيرتا دعما بشريا وماديا من اونتاريو (وسط) والكيبك (شرق). وهي تعتزم الان طلب مساعدة الولايات المتحدة والمكسيك للقضاء على الحرائق التي اصبح 20 منها "خارج السيطرة" وتبعد اقل من 20 كلم من مواقع نفطية او منازل، بحسب ما اوضح اونيل كارليه وزير الغابات في المقاطعة.

وابقيت المقاطعة في حالة تأهب قصوى تحسبا لاندلاع حرائق جديدة خصوصا مع توقع الارصاد الجوية طقسا حارا وجافا هذا الاسبوع، في حين لن تكون الامطار المحتملة المتوقعة كافية لاطفاء الحرائق، بحسب السلطات.

 

بين مبايعة نصرالله ومبايعة "البغدادي"!

 عبد الوهاب بدرخان/النهار/27 أيار 2015

من تهديد "شيعة السفارة" الى ابتزاز "تيار المستقبل" ("أول ضحايا داعش والنصرة") الى ترهيب المسيحيين ("هل تشكّل مواقف 14 آذار ضمانة لكم وهل تحمي كنائسكم؟")، بدا الأمين العام لـ "حزب الله" كمن يدشّن مرحلة ايرانية جديدة في لبنان، مستمدّة من اهتزاز "الامبراطورية" بفعل تداعيات الحَدَثين اليمني والعراقي وهزائم الحليف السوري وامتداداتها الى لبنان. ففي الذكرى السنوية الـ 15 لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي أراد السيد حسن نصرالله أن "يبشّر" جمهوره بأن حرباً اخرى بدأت من أجل تحرير جرود عرسال من احتلال "داعش" و"النصرة"، متجاوزاً المساءلة عن معنى هذا "النصر" الذي يهلل له في جرود القلمون، وكيف يقاتل لتحرير الجرود السورية من السوريين بدفع هؤلاء السوريين الى الأراضي اللبنانية. فالجواب جاهز عنده: في الجهة السورية هناك تعاون من جانب قوات النظام، أما في الجهة اللبنانية فلا تعاون من جانب الجيش... هكذا، وبمثل هذا المنطق الأعرج، يريد أن يبرر معركة ارتكب فيها جرماً بيّناً ضد لبنان، وبكامل وعيه واصراره، بل ينبري الى استخلاص العبر مما يسميه "التاريخ يعيد نفسه". والعبرة الأهم أن الخطر آتٍ، بل داهم، وما على الدولة إلا أن تتحمّل المسؤولية. أي دولة؟ تلك التي يعطّل دستورها ليعطل انتخاب رئيس لها ويشل عمل مؤسساتها ويضع جيشها وشعبها أمام الأمر الواقع: لا مفر من الاعتماد على "المقاومة"، وبذلك يصار الى تفعيل "الثلاثية الذهبية". حتى أنه يستشهد بالحال العراقية التي أُسقط منها الشعب والجيش لتبقى ميليشيا "الحشد الشعبي"، وكذلك بالحال السورية التي تداعت كل عناصرها. وحين قال نصرالله للبنانيين: أنا ضمانتكم، كان يخيّرهم بين مبايعته ومبايعة "أبو بكر البغدادي". لعله يعتقد أن مبايعته امتياز، لكنها اهانة بكل المقاييس. لا بدّ من تذكير نصرالله بأن من استدعى الاميركيين لمحاربة "داعش" هو صديقه الحميم نوري المالكي، وبإيعاز ايراني، وكما أن العراقيين والسوريين، وكذلك اللبنانيين، لا يثقون بدور اميركا ولا بدور ايران، فكلاهما برهن ما عنده لزعزعة الاستقرار وتعميم الدمار. لذلك فإن اللبنانيين الذين يعرض نصرالله ضمانته لحمايتهم ليسوا متأكدين مما اذا كان دوره استيراد "داعش" الى الداخل ليستخدمه في حسم هيمنته على البلد، أم أنه يحاربه فعلاً. بعض الوقائع في القلمون يثير الشكوك في تناغم بين "داعش" و"حزب الله"، مثلما أن "دواعش" دمشق وجنوب سوريا يتناغمون مع النظام. عندما عدّد نصرالله الانتصارات التي حققها "البعض" من اللبنانيين، لم يفته أن يشير الى "الانتصار الماثل أمامنا في سوريا" (!)، موضحاً أن "الانتصار الحقيقي" في بقاء/ إبقاء النظام. اذا كانت معارك انقاذ النظام توصّلت الى هذه النتيجة فلن يتمنّى أحد تولّي ايران أو "حزب الله" هذه المهمة.

 

هل إيران بمستوى كلامها؟

مشاري الزايدي/الشرق الأوسط/27 أيار/15

هل تستطيع إيران أن تنفذ وعيدها ووعودها كلها؟ يقال إن إيران قد تستولي على العراق، عراق حيدر العبادي، بحجة قتال «داعش»، وحماية المراقد الشيعية، لكن الحقيقة هي مدّ الاحتلال الإيراني إلى العراق، فهي كرسي كسرى القديم، كما قال سابقا لنا علي يونسي مستشار الرئيس روحاني. وهي تفخر، أو كانت تفخر، أنها قد استولت على اليمن من خلال تابعها الحوثي، وكذا سوريا، وطبعا لبنان، من خلال فيلقها وحزبها في لبنان، بقيادة حسن نصر الله. وعلى ذكر الأخير فهو الآخر يجاري تبختر ومبالغة دولته المرجعية، إيران، فقد قال لمناصريه ولكل شيعة لبنان، قبل أيام إنه سيهزم كل خصومه، ووسع الدائرة هذه المرة، فجعل قطر وتركيا والسعودية، وكل التكفيريين، وشيعة السفارة الأميركية، بالقتال والهزيمة، مستذكرًا في سياق تاريخي تحريضي خطير، لحظات محددة، حسب الصحف اللبنانية المحبة له وقال: «إن الله كتب علينا كما كتب على الذين من قبلنا في بدر مع الرسول وكل المعارك حتى خيبر، ويجب أن نكمل إلى صفين، ومن يثبت في صفين يكون قد وصل»، نصف المعركة في الإعلام، والتبختر مكروه، إلا في ساحة الحرب، ومن التبختر أنواع تجري في الإعلام والسياسة.

ما هو حجم الحقيقة والوهم فيما تدعيه البروباغندا الإيرانية في المنطقة، وكيف نتعامل مع الخطر الإيراني، في حجمه الطبيعي، وبعيدا عن تهويشات خطباء الجمعة في طهران، وتهديدات المرشد خامنئي، الذي صار في حالة تنافس هذه الأيام مع مريده اللبناني حسن نصر الله في كثرة الحديث. نشرت «العربية نت» مؤخرا تعليقات مهمة لأحد أتباع المرشد خامنئي المخلصين، ولكنه انشق عنه منذ 2009، خصوصا بعد تزوير الانتخابات لصالح أحمدي نجاد. الشخص هو الكاتب والسينمائي والناشط السياسي والمدني المنشق محمد نوري زاد، وقد وصف الظروف التي يمر بها المرشد الإيراني نتيجة للتوافق النووي مع دول 1+5 بـ«المرة» و«العصيبة». نوري زاد الذي كان مقربًا من خامنئي يومًا ما، كتب على صفحته في «فيسبوك» متسائلاً: «هذه الأيام هي أيام مرة بالنسبة للسيد خامنئي، فهو لا يستطيع التقدم ولا التراجع (في مأزق) فإذا خضع للغربيين فما هو رده للجماهير المسيسة التي لا تنطلي عليها المراوغة؟». وأكد أن ما يمتلكه خامنئي - بغض النظر عن الأموال السرية الهائلة - في المقام الأول هو «مجرد كلام غاضب» على حد تعبيره. المعارض الإيراني خاطب خامنئي مباشرة ودعاه للتخلي عن: «النووي وبشار الأسد وسوريا واليمن وحزب الله ولبنان والبحرين والشيعة في السعودية والنزعة الشيعية، وأن يتحلى بمرونة شجاعة تنقذ الشعب الإيراني، وذلك عبر التوقف عن السير الممنهج على طريق يؤدي إلى دمار إيران». هذا هو الصحيح، فما يبقى في نهاية اليوم إلا ما تلمسه اليد وتختبره الحواس كلها، هناك حدود للقدرات العسكرية والأمنية والمالية، كما أن هناك نهايات لمجال التأثير والنفوذ. إيران تبالغ في التضخم.. حد الانفجار.

 

المقاتلات التركية تدخل الحرب

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/27 أيار/15

كل ما بان لنا حتى الآن مقتضب، ومذيل بكلمة «من حيث المبدأ»، ومع هذا هو تطور مثير ولأول مرة في معادلة الصراع في سوريا. فقد اتفقت تركيا مع الولايات المتحدة على أن يقدم سلاح الجو التركي الحماية لقوات المعارضة السورية في داخل سوريا. لم يقدّم وزير الخارجية التركي بعد توضيحا كافيا حول الاتفاق مع الأميركيين، لكن يبدو أن حكومة أنقرة أخذت على عاتقها مسؤولية دعم المعارضة السورية التي دُربت على أراضيها، وسيتم إرسالها لتعبر الحدود لتحرير مناطقها التي استولى عليها تنظيم داعش، وسيقوم سلاح الجو التركي بتقديم الغطاء وربما دعمها في القتال. وقد يفهمها البعض بأن الهدف ليس نظام بشار الأسد، ولا المناطق التي تحت سيطرته، وهذا صحيح حتى الآن، وستصيب البعض بالخيبة على اعتبار أن صورة المعارضة في ذهن الكثيرين تختصر في القتال ضد نظام دمشق. إنما لو وضعنا التطور الجديد في إطار الواقع السوري كما هو اليوم يبقى مهما لصالح المعارضة. من دون هذه الخطوة سيأكل الأشرار المعارضة السورية، مثل «داعش» وحزب الله. فسوريا الآن تَحْت ثلاث قوى رئيسية تتصارع فيما بينها، النظام والمعارضة والجماعات الإرهابية، وأي فريق يأكل أحد الفريقين المنافسين ستكون له الغلبة. أما لماذا تريد تركيا، وبدعم غربي، استهداف «داعش» وليس النظام السوري، فلأنه الفريق الأقوى والأسرع انتشارا، والذي يسيطر على أكبر مساحات سوريا، والأخطر الذي لا يعترف بقوانين دولية ولا حدود ويمكن أن يجتاز الحدود التركية مستقبلا ويهدد أمنها. وبالطبع هو الفريق الذي صار الجميع يتفق على محاربته، نظام الأسد والمعارضة والأتراك والعرب والغربيين. وهؤلاء يختلفون تقريبا على كل شيء ويتفقون على مقاتلة الجماعة الإرهابية.

على الأرض التركية جيش للمعارضة السورية يقدر بخمسة عشر ألفا تم تدريبه حديثًا، ولا ندري عن كفاءته في القتال، وكيف سيواجه أخطر مقاتلي العالم الذين برهنوا أنهم الأقدر على الانتصار نتيجة عقيدتهم المتطرفة، القتال من أجل الموت.

استعداد تركيا لمنح قوات المعارضة التأييد العسكري، والغطاء الجوي داخل الأجواء السورية يضعنا أمام تطورين مهمين، الأول أن المعارضة السورية أخيرًا قد تتمكن من تأسيس مناطق تحت سيطرتها وإدارتها، تحرسها تركيا. والثاني سيحظر على طيران الأسد، لأول مرة، قصف هذه المناطق المحررة التي طالما استهدفتها طائرات الأسد بالبراميل المتفجرة. وهذا التغيير ينسجم مع ما ظهر الأيام القليلة الماضية، حيث تحدثت مصادر عن قيام طائرات النظام بقصف مواقع لـ«داعش» في تدمر بالتعاون مع الأميركيين، وربما المعني هنا هو التعاون الاستخباراتي. مشهد غريب، اشتراك الأعداء في حرب ومهام قتالية متشابهة وضد عدو واحد، لكنه قد يمهد لاحقا، إما لمشروع سياسي، والأرجح دمج المعارضة المعتدلة في النظام السوري ناقصا الرئيس الأسد، وإما تقسيم البلاد وفوق الواقع الجديد الذي تقف فوقه قوات كل فريق. لكن هذين الأمرين مرهونان بنتائج الحرب على «داعش» الذي لن يكون سهلا هزيمته، بدليل فشل قوات النظامين في سوريا والعراق طيلة عامين دمويين! كما أنه مرهون بحجم التدخل التركي الذي وسعت أهدافه ومعانيه وسيكون حاسما في وقت لاحق، وقد عبر وزير الخارجية التركية عن شكواه بأنه لا معنى أن يذهب مقاتلو المعارضة السورية دون حماية جوية، لأن هذا يعني أنهم سيقتلون من الجو ببراميل الأسد وعلى الأرض ببنادق «داعش»، وهذا صحيح، فـ«داعش» والنظام اتفقا لعامين على استهداف قوات الجيش الحر وبقية القوى المعتدلة.

 

سجن تدمر وجحيم العذاب والرعب السوري

داود البصري/السياسة/27 أيار/15

دائما ما تتميز الأنظمة الفاشية والإرهابية بسمات ومميزات خاصة تعكس واقعها الرديء, وتعبر عن طبيعتها الرثة, وترسخ أسسها القائمة على إشاعة الرعب وفرض الابتزاز, وقمع الأحرار من خلال الإمعان في العنف والقتل والترويع, و لسجن تدمر الصحراوي الذي فقد النظام السوري أخيراً السيطرة عليه بعد أن سقط بيد المعارضة المسلحة, ذاكرة رعب تاريخية رهيبة في مسيرة نظام قمعي إرهابي أدمن ممارسة الجريمة والشروع في القتل, وتدمير كل شيء جميل في سورية الجميلة.

سجن تدمر ليس مجرد ثاني أسوأ سجن في العالم حسب ما صنفت ذلك وسائل الإعلام الدولية, بل إنه أخطر وأكبر من ذلك بكثير!, إنه مخزن الرعب والإرهاب وسلاح النظام الاستخباري القاتل الذي التهمت زنزاناته القذرة المظلمة أرواح الآلاف من أحرار الشام و”بلاد العرب” من الذين شاء لهم حظهم العاثر أن يمروا بذلك المعتقل الرهيب الذي تتضاءل أمام اسمه معتقلات رعب شهيرة في تاريخ القمع الدولي, كمعتقل بوسليم الليبي أو حتى أبوغريب العراقي في العهدين الماضي والحالي.

سجن تدمر يمثل حالة خاصة ومتميزة وفريدة في قمعه وإرهابه وفي نوعية سجنائه! وفي طبيعة وشكل عمليات التعذيب التي كانت تمارس فيه والتي سأروي مثالا واحدا منها فقط لاغير, وبما يوضح الصورة العامة, رغم أن صور عذاب السوريين تظل أبد الدهر تصرخ بمظلوميتها ومعاناتها, فالشعب السوري قد وقع منذ الثامن من مارس العام 1963 تحت سطوة عصابة عسكرية حزبية تناوبت وتصارعت بينها بدموية مريعة وبشعة للإجهاز عليه حتى وصلت الحال لتحويل البلد لإقطاعية خالصة لعصابة إرهابية حاكمة صادرت الوطن وحولته لمعتقل تعذيبي كبير ورهيب لايعرف العالم الحر عوالمه وأسراره رغم الشهرة الواسعة لفروع المخابرات السورية الشهيرة و”المرقمة” والمهيمنة على كل مناحي الحياة السورية.

النظام هو جهاز استخباري كبير يمارس سطوة غير تقليدية خارج إطار أي قانون سوى قانون الجالس على قمة العرش الجمهوري وسجون النظام الرهيبة هي كل حصيلة إنجازاته الكارثية طيلة أكثر من نصف قرن من تسلطه على حياة السوريين… يفرح المرء وينتشي الأحرار وهم يسمعون أنباء تساقط القلاع والحصون الاستخبارية والسجنية الرهيبة, وسجون ك¯ “المزة” و”الشيخ حسن” و”الحلبوني” وسجون الفروع 255 و279 و235 والمخابرات العامة قد طبقت شهرتها الآفاق ويعلم بتفاصيلها أهل الشام المبتلين بتلك العصابة الفاشية, أما سجن تدمر الذي سقط أخيرا في فللذاكرة السورية معه ذكريات مؤلمة أبرزها جريمة يوم 27 يونيو العام 1980 حين هاجم عناصر “سرايا الدفاع” السجن والإجهاز على المعتقلين فيه وكانوا في غالبيتهم من الإخوان المسلمين وقتلوا منهم أكثر من ألف معتقل ثأرا لمحاولة اغتيال كان قد تعرض لها حافظ الاسد.

لقد كانت مجزرة رهيبة وقف أمامها العالم, وقتذاك, صامتا وخجلا, بل ومتواطئا, ولم تصدر أي حملات إدانة حقيقية لما تم ولم تتم معاقبة النظام أبدا ولا حتى التلويح بالعقاب, فأفرط في قمعه وهو مطمئن من حالة التواطؤ الدولي المخجل وقتذاك.

اليوم وقد سقط ذلك المعتقل الرهيب ندعو العالم لنبش ذاكرة الماضي, ولتوثيق الجرائم ضد الجنس البشري والتي لا تسقط قانونيا بالتقادم أبدا, فهل يفعلها العالم الحر ويكفر عن خطاياه وصمته الذي يرقى لمستوى المشاركة في الجريمة?

لقد حدثني شخصيا أحد الذين شاء لهم حظهم العاثر المرور بذلك السجن الصحراوي الرهيب, وهو عراقي يعيش حاليا في السويد وقد اتهمته مخابرات النظام السوري وقتها عام 1984 بالانتماء لحزب البعث العراقي “قيادة صدام حسين” هو ومجموعة من المعتقلين الآخرين ولم يتردد أبدا وبشجاعة في الإفصاح عما حصل له من تعذيب وامتهان وصل الى حد الاعتداء والاغتصاب الجنسي الفظ, وبطريقة شيطانية قد لا تخطر على بال الشيطان نفسه.

فلقد أجبروا جميعا على ابتلاع حبوب جعلتهم فيما بعد في حالة هيجان جنسي أدى لأن يغتصب المرء زميله, لم أصدق الرواية لولا أنه أكد ببكائه ونحيبه على مصداقيتها, هذا غير عمليات التعذيب الوحشية التي تنتهي عادة بالعطب والشلل ثم الموت البطيء والدفن في الصحراء المجهولة كأي حيوان مجهول نافق.

هكذا تمتهن الإنسانية في سجون آل الأسد, ولعل في الوثائق الرسمية التي ستتوافر لاحقا سنجد أهوالا ستدهش العالم! نظام بهكذا مواصفات بشعة لابد أن يحفر قبره في..مزبلة التاريخ!

وأن يقدم لشعبه وللعالم جردة حساب ثقيلة جدا عن جرائمه البشعة التي لم تجد من يحاسبه عليها حتى اليوم! وهي فضيحة إنسانية لن تستمر أبدا, فالنظام يواجه مقصلة التاريخ وهو في طريقه الحتمي للجحيم.

 

من «فوبيا النازيّة» إلى «فوبيا داعش»: أدلجة بنتائج عكسية!

وسام سعادة/المستقبل/27 أيار/15

ما تملّكت «الفوبيا» فاعلاً في السياسة وتركته على حاله. فإذا كان الفاعل السياسي يحيل خطواته عادة على مبرّرات أيديولوجية حدث العجب. «فوبيا داعش» التي يسوّق على أساسها «حزب الله» للحرب الوجودية والتعبئة العامة، ويمنّن اللبنانيين المناوئين له، بأنّه يحميهم وهم ينكرون الجميل، هذه الفوبيا فيها ما يذكّر بأنماط من «الفوبيا» انتابت شخصيات فرنسية مرموقة قبل الحرب العالمية الثانية، وعلى رأسها «الفوبيا من ألمانيا» و»الفوبيا من النازية»، فما كانت النتيجة؟

لم يتملّك الرهاب من كل ما هو ألمانيّ شخصاً مثل المفكر والأديب والسياسي شارل مورا في فرنسا ما بين الحربين. لم يترك مورا فكرة أو استعارة لم يوظّفها بغية ابراز التضاد بين القومية الفرنسية والقومية الألمانية، فنسب الأولى للعقل والثانية للجنون. دعا لوحدة الشعوب اللاتينية ضد الجرمان، دعا للحرب الاستباقية ضد المانيا قبل ثلاث سنوات من الحرب العالمية الثانية، وصف ادولف هتلر بأقذع الألفاظ. ما كانت النتيجة؟ بعد النصر الألماني الساحق واستسلام باريس، تحوّل شارل مورا الى أبرز المتعاونين مع الاحتلال النازي. اعتبر الاحتلال مناسبة لتتطهّر فيه فرنسا مما كان يمقته: الجمهورية والبرلمانية وفلسفة حقوق الانسان. وعندما هزمت النازية، ومثل مورا أمام المحكمة التي تولّت شأن المتعاونين، حاول، بعبثية شديدة، أن يقنع القضاة بكراهيته الأيديولوجية لألمانيا وللنازية.

الفوبيا تدفع بالفاعل السياسي الى الاعتقاد بأنّه ثابت في موقعه بإزاء غريم يشيطنه، فتكون النتيجة أنّها تدفعه دفعاً إما الى براثن غريمه، أو الى تحويل نفسه مخالب إضافية لهذا الغريم.

لم يقتصر التعامل مع الاحتلال الألماني في فرنسا على اليمينيين. بيار دوريو، قيادي الشبيبة الشيوعية الفرنسية في العشرينات، طُرِدَ من الحزب الشيوعي في بداية الثلاثينات، بأي تهمة؟ المبالغة في معاداة الفاشية والنازية بشكل فيه إضرار بضراوة الصراع الطبقي مع البرجوازية. قاده هذا الى الفوبيا من الفاشية والنازية والشيوعية معاً، ثم خلط كل هذه المؤثّرات في شخصه ومحيطه، وعندما احتل الألمان بلاده تحوّل الى زعيم حزب مؤيد لهم بحماسة، «الحزب الشعبي الفرنسي».

فوبيا الشيوعية لديه بعد طرده من حزبها، دفعته لاحقاً الى تبرير الاحتلال الالماني، كتحرير لفرنسا من خطر الشيوعية. أكثر من ذلك: تطوّع في الجيش الالماني على الجبهة الروسية!

مارسيل ديا، قيادي اشتراكي فرنسي في فترة ما بين الحربين هو الآخر، ومن ثم عضو بارز في رابطة المثقفين المعادين للفاشية. لم يترك مقالاً لم يكتبه ضد خطر النازية قبل الحرب، لكنه أصيب في الوقت نفسه بالفوبيا من النظام الديموقراطي البرلماني. اعتبر أن هذا النظام الثرثار والممل سيجعل فرنسا ضعيفة وطيّعة أمام الخطر الألماني المتعاظم، ما كانت النتيجة؟ اجتاح الألمان بلاده، فأخذ يقاوم المقاومين، وينظّم العملاء في «التجمع القومي الشعبي»، بل أكثر، عدّ الاحتلال ثورة، ثورة تجدّد قومي - اشتراكي ستجعل من فرنسا «المانيا جديدة». أخذ يتفلسف بأنّ النازية هي الامتداد الطبيعي للثورة الفرنسية الكبرى - هذا في حين كان شارل مورا، يبرّر التعامل، بأن النازية هي أداة التاريخ لتحرير فرنسا من رجس ثورتها. أما اندريه بيكار فتغنى بذلّ الاحتلال اجتماعياً. هذه «فرنسا الاشتراكية» قال!

كلّما وقع الكوز بالجرّة وجد من يشيطن خصمه ويعتبره فاشياً أو نازياً، ليسوّغ من ثم الطابع «الوجودي»، التناحري فالانتحاري، معه. فالمعزوفة غالباً أن الخطأ في اوروبا الثلاثينات أنّها تأخّرت كثيراً في التسامح مع ادولف هتلر وكان ينبغي ان تشن حرباً استباقية عليه مبكراً. على هذا المنوال شنّ المحافظون الجدد حربهم الاستباقية في العراق، كي لا يتطوّر فيه فرع لتنظيم القاعدة، أتذكرون؟ اليوم، تعدّ «القاعدة» حركة ليبرالية قياساً على «داعش». والحرب الاستباقية والفوبيا المؤدلجة هي الآن تسجن «حزب الله» في سجن «حزب الله» نفسه، والمعزوفة نفسها: «داعش» هي النازية الحالية، وينبغي إرسال كل الشباب (فالتعبئة العامة تعني أول ما تعنيه شدّ همة شباب حركة أمل لمرافقة شباب الحزب، مثلاً) ضدّها، وتوسيع مفهوم «داعش» ليشمل كل من بمقدوره ان يصير «داعشياً» في يوم ما!

لكن مشكلة المتعاونين الفرنسيين مع ألمانيا الهتلرية لم تكن في تأخرهم في مجابهتها، كانت في الفوبيا «الاستباقية» التي تملّكتهم. واحد ضد ألمانيا نفسها (شارل مورا)، وثان ضد الديموقراطية لأنها «هزيلة» في مواجهة النازية (مارسيل ديا)، وثالث لأن حزبه الشيوعي طرده لأنه تطرّف في معاداة النازية، فانتهى به المقام متطوعاً الى جانب الألمان على الجبهة الروسية!

«داعش» تتقدّم، «النصرة» أيضاً. حسناً، الشرط الأوّل للخوض في الأمر هو ضبط ارهاب الرُهاب: الفوبيا المؤدلجة تؤدي - في الغالب - نتائج عكسية. وإذا كانت عادة الممانعين الاحالة الى الثنائية الفرنسية - «مقاومة وعمالة»، واذا كان هناك «كم نصّاب» يلبّس الصراع في سوريا ثوب مواجهة بين «الفاشية» وبين الممانعة المشرقية، فليراجع أبدال بيار دوريو وبيار ديا صورهم الأصلية!

 

خطر ميليشيات إيران على استقرار المنطقة

غازي دحمان/الحياة/27 أيار/15

في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن بدء أفول نظام الأسد واقتراب زواله، أو على الأقل سقوطه في العاصمة وغالبية الأماكن الإستراتيجية وانحسار سيطرته ضمن مساحات صغيرة، يبرز على السطح من جديد الدور الذي يمكن أن تلعبه ميليشيات إيران في المنطقة وطبيعة الحرب التي ستتابعها تلك الميليشيات، وخاصة بعد إعلان واحدة من أكبرها «حزب الله» التوجه الى النفير العام، وهو ما بدا انعكاساً لتقديرات إيران وأذرعها المقاتلة بقرب حصول تغيرات دراماتيكية خطيرة في المنطقة.

وقد كان لافتاً في هذا التوقيت، قول الجنرال ديفيد بترايوس، الذي قاد القوات الأميركية في العراق بين عامي 2007 و2008، أن «الميليشيات الشيعية –وكثير منها تدعمها إيران– تشكل التهديد الأبرز للاستقرار على المدى الطويل، وعلى التوازن الإقليمي الأوسع»، هذا التصريح هو تقدير وتحسُّب لمخاطر قادمة أكثر من كونه تحليلاً سياسياً، وينطوي هذا التقدير على تغيرات متوقعة في ديناميكية الصراع وطبيعته تتفق بدرجة كبيرة مع المسارات التي بدأت تتشكل وفي قلبها سقوط نظام الأسد وانكفاؤه.

لكن لماذا هذه التنظيمات بالفعل خطيرة؟ وما مدى صحة هذا التقدير في التطبيقات العملانية؟ تشغّل إيران في العراق وحده حوالى 42 فصيلاً مسلحاً تنضوي جميعها تحت ما يسمى «الحشد الشعبي» ويتجاوز تعداد عناصرها مئة ألف مقاتل مع قابلية مضاعفة هذا العدد بالنظر الى طبيعة آليات التطويع المرنة المتبعة ومناخ الفرز الطائفي الذي تعمل في ظله هذه الميليشيات وحالة نهوض الهويات الدينية الصاعدة بقوة، وفي سورية لا يمكن تقدير حجم تلك الميليشيات نظراً إلى حالة التداخل بينها وبين الهياكل الرسمية من جهة وتوزعها على طيف واسع من مشهد الأزمة عبر اتخاذها عناوين متعددة، يبدأ بعضها من اللجان الشعبية في بعض الأحياء وصولاً إلى ما يسمى «قوات الدفاع الوطني» المكوّن البديل للجيش السوري، ولعلّ مخاطر هذه الميليشيات تأتي بالدرجة الأولى من ظروف تشكّلها وطبيعة تكوينها ووظيفتها، فهي:

- ميليشيات تشكّلت لأسباب تقنية، بحيث جرى تصميمها من أجل السيطرة على مكونات وطنية أخرى بهدف إخضاعها ونهب ثرواتها، وهي أقرب إلى منطق المرتزقة وتشكيلاتها، ولم تظهر لأسباب ثورية، وبالتالي يمكن أن تزول عند انقضاء المبررات، ولعل هذه أخطر صفاتها، بما يجعل عمليات تفكيكها أمراً معقداً جداً، لسهولة تحولها إلى أنماط من التنظيمات المافياوية التي لا يمكن حتى الدولة التي أنشأتها التحكُّم بها ولو قطعت عنها مصادر التمويل، وقد أثبتت التجارب العملانية أن هذه التنظيمات تستطيع التكيف مع اقتصاد الحرب وتأمين مصادر تمويلية بديلة.

- أنها ميليشيات تأسست بوعي طائفي وهدفها تغيير الأوضاع في المنطقة وتأسيس دولة على مساحة إقليمية واسعة على أساس طائفي (تصريحات قادتها بأنهم سيحكمون 400 سنة قادمة)، كما أنها محكومة بأيديولوجية دينية تجعل سلوكها بعيداً من العقلانية ولا يمكن إخضاعه للمنطق السياسي تحت أي ظرف، وستجد هذه التنظيمات من يغذي سرديتها على الدوام من رجال دين على الشاكلة ذاتها، ذلك أن عملية التحريض المكثف في الفترة الماضية أنتجت محفزات تكفي لتغذية الصراع لعقود قادمة وتضمن بقاء اشتغال دينامياته.

- مكمن خطورة هذه الميليشيا وجود دولة مركزية داعمة لها، بحيث تحولت الى مجرد أذرع عسكرية لإيران التي تسعى الى تحقيق مكاسب إستراتيجية على حساب الجوار العربي، وثمة تقديرات بأن لا تعدل إيران من نمط سياستها هذه تجاه العالم العربي حتى بعد تفاهمها مع الغرب حول ملفها النووي، على اعتبار أن هذه الأداة رخيصة وغير مكلفة إذا قورنت بتكاليف الحروب المباشرة التي ستخوضها لتحقيق النفوذ، ولأن إيران من جهة ثانية ستبقى محكومة بهذا الفكر السياسي التوسعي والمعادي للعرب الى أمد طويل، ومن المستبعد أن تنتج نخب صناعة القرار توجهات جديدة تجاه المنطقة في وقت قريب.

- سيطرة هذه الميليشيات على دولة مركزية بحجم العراق وإمكان تسخير مواردها النفطية الكبيرة للتحشيد، وواضح أن هذه الميليشيات ستمنع ظهور تيارات سياسية عقلانية أو عربية التوجه الى أمد غير منظور، والواضح كذلك أن المؤسسات في العراق، من البرلمان إلى الجيش، تتشكل من مكونات قريبة من هذا الفكر، وعلى مدار سنوات قريبة لن ترتفع أصوات مخالفة لها طالما أن هناك عملية اجتثاث ممنهج لكل القوى والشخصيات السياسية العربية والليبرالية والرافضة سيطرة إيران على القرار السياسي العراقي. ببساطة، فإن السياسة في العراق بأحسن الأحوال لن تكون سوى واجهة مفرغة من الفعالية والتأثير بعد أن حولت إيران العراق بقايا دولة لكي توظفه في مشروعها الإستراتيجي وهو في وضع سيجعل طلبه الانخراط في ظل الحماية الإيرانية أمراً مشروعاً محلياً ومرغوباً دولياً.

- هذه التكوينات سوف تستدعي على الدوام حصول تشكيلات مقابلة لها، ما يعني استمرار حالة الاستقطاب الديني، وهذه الوضعية ستشكل مقدمة لانقسام حقيقي وواقعي لشرق أوسط شيعي يقابله شرق أوسط سنّي تدوم الحرب بينهما عقوداً طويلة، في ظل حالة تضعضع الدولة المركزية في المشرق وتحولها هياكل رخوة ومهمشة.

ميليشيات إيران هي الخطر القادم بالفعل على المنطقة، وخاصة أنه جرى دمجها ضمن الأطر الرسمية لدول المنطقة، كما هو الحال في العراق ولبنان واليمن، وهناك محاولات لجعلها جزءاً من الحل في سورية، وتسويغ وجودها بشكل قانوني ودستوري بما يجعل منها آلية إيرانية لتحفيز الحروب في المنطقة، أو في أضعف الإيمان وسيلة لتعطيل الحياة السياسية كما هو حاصل في لبنان اليوم.

 

شيعة السفارة

إيلـي فــواز/لبنان الآن/28 أيار/15

لم أكترث يوماً لمذهب عمر حرقوص، أو نادر فوز أو مصطفى فحص، كما لم يكترثوا يوماً لانتمائي المذهبي. فنجان القهوة الذي كان يجمع أحاديثنا، و ما زال، لم يكن يتطرق يوماً الى معتقداتنا الدينية، خاصةً وأن البعض منّا يظنّ أن الدين أفيون الشعوب. كنا نناقش بالسياسة، ننتقد موقفاً ما، كانحراف ثورةٍ كان لها يوماً نكهة الأرز، أو انتحار حزب الله في سوريا. حتى حسن نصرالله لم نكن نراه شيعياً في نقاشاتنا. ما كان يهمّنا في نقده هو حؤوله دون قيام دولة احلامنا. الولايات المتحدة كان لها حصتها من نقدنا اللاذع، للأسباب التي لأجلها بدأ حزب الله بمدحها ولو في الخفاء. سياسة كنّا نقول ستُدخل الشرق الاوسط في حروب لا تنتهي.  كنا فوق المذاهب التي لا ينفك نصرالله (و حلفاؤه من البرتقاليين) يجرّنا إليها، كونها أصبحت خط دفاعه الأول بعد ان عرّته الثورة السورية.

حتى ان بعض اصدقائي - من شيعة السفارة - دفع ثمن مناصرته الثورة السورية التي حاربها نصرالله وغضّ النظر عنها الأميركي. خسروا وظائفهم لأنهم كانوا اوفياء لمبادئهم. مناصرة قامت على جدلية الحرية وحقوق المرء في وطن يتمتع فيه بكامل حقوقه، هي لم تكن في عيونهم يوماً ثورة السنّة على الشيعة، انما ثورة الفلاح والعامل والمثقف وربّة البيت والطفل على الخوف من اجل حياة افضل. وأصدقائي -شيعة السفارة- هم اول من شعروا ان ثمة من سرق ثورتهم التي طالما انتظروها، ثورة رزان زيتونة التي خطفها نظام الأسد في جهده مذهبة الثورة السورية.  كانوا يهتفون مع ابراهيم القاشوش "يلا ارحل يا بشار"، ليس لأن بشار علوياً، بل لأنه ديكتاتور دموي. لكنهم ادركوا ان الآخرين الحاقدين عديدهم اكبر. استنتجوا ان الكره المذهبي الذي يفرّق ناسنا اكبر من القيم الانسانية التي تجمعها.

اكتشفوا ان للبعض مراقد ومزارات أهم بكثير من ارواح اطفال زهقت بالكيماوي تارة والبراميل تارة اخرى. منهم من ترك بلداً أصبحت اهواءه قاتلة، رافضين ان يكونوا كالآخرين مجرد هوية مذهبية، او واجهة تستعمل من اجل دحض احادية الحزب.

هكذا ودّعنا عمر حرقوص لأنه رفض ان يكون مجرد قيمة شيعية في نظر الآخر. وهو قد يطرد اليوم من بلد آواه، والسبب تلك الصفة المذهبية بالذات التي ما لبثت تلاحقه برغم رفضه إياها كانتماء سياسي ناهيك عن تلك الايمانية. كل اصدقائي من شيعة السفارة على رغم ضعفهم امام ماكينة حزب الله العسكرية والاعلامية بدأوا يزعجون السيد. وعلى الرغم عجزهم هددهم السيد، هدد اقلامهم، ليس على اساس انهم مجرد معارضون ولكن لأنهم معارضون شيعة اساساً. ورغم أنهم هم لا يعبرون عن أنفسهم من هذا المنطلق ولا يضعون انفسهم في تلك الخانة، ولكن "السيد" بمذهبيته المقيتة وتقوقعه الخطير يضعهم فيها. وهو يفعل كذلك ليس من باب القوة انما من باب العجز. يريد ان يكم افواههم، لأنهم أبطال حقيقيون. هؤلاء أصدقائي "شيعة السفارة" في ايام الخوف والخذلان. لعمر ونادر ومصطفى وكل شيعة المعارضة الذين لم ألتقِ، مهمة صعبة وخطيرة تنتظرهم بعد خطاب نصرالله الأخير التهديدي: لا تخضعوا للترهيب ولا تكفوا عن الكلام والكتابة والمعارضة...

 

موقف شعبي كبير ضد المتطرفين

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/28 أيار/15

ليست صدفة أن في عدد من الدول الغربية، التي ينص دستورها صراحة على حماية حرية التعبير والتحزب، منع النازية استثناء، فكرًا ونشاطًا، ويعاقب فاعله عليه. المسألة ليست نفاقًا، ولا تراجعًا عن الحريات، ولا تقييدًا تمييزيًا. السبب أن النازية فكر قومي فاشي بالغ التطرف يمثل خطرًا مباشرًا على الأمة، وتاريخها الدامي حديث ولا يزال جمرها تحت الرماد. تطرف الأفكار في كل فن لكن لأن تطرف القومية النازية من الخطورة قررت ألا تتحمله، ولا تتسامح معه، أكثر الأنظمة الليبرالية إيمانًا بالحريات.

وعندنا يماثل الفاشية القوميّة الفكر الديني المتطرف، في خطورته وتدميريته. فغالبية المنضوين تحت الحركات الدينية المتطرفة أناس بسطاء مضللون، يؤمنون، عن صدق، بأن في التطرف إعلاء للدين على غيره من الأديان والمذاهب، وإكمالاً لفروضه الواجبة عليهم كمؤمنين. والنازيون كذلك يؤمنون بإعلاء العرق الأبيض على غيره، وأن لهم الحق دائمًا. لقد تسببت النازية في تدمير أوروبا، ومات في حروبها ستون مليون إنسان، وبعد تلك الكارثة أخذت الأغلبية على نفسها ألا تسمح لهذا الفكر المتطرف أن يسود في مجتمعاتها. فأنت تستطيع أن تكون متدينًا ووطنيًا وقوميًا دون أن تلتزم بالقضاء على الآخرين. نخشى أن نكون في منطقتنا، في بداية طريق الدمار، بسماحنا للمتطرفين أن يفرضوا أجندتهم على المجتمع، ويخيفوا رجال الدين العقلاء، وأن يجتذبوا الانتهازيين من الدعاة طلاب الشعبوية، يستحضرون من التاريخ ثأراته، ومن الدين بمقاييس تناسب دعواتهم. نحن لا نظن بل نرى خطورة المنحدر الذي يجرنا إليه هؤلاء، وما فعله بِنَا تنظيم القاعدة ليس ببعيد. ففي التسعينات، والعقد الأول من القرن الحالي، درس كاف يفترض أن علمنا ألا نسمح له، والتنظيمات الأخرى المماثلة، أن تنشر فكرها، وتجمع شبابها، وتحاول الهيمنة على الساحة مستخدمة شعارات طائفية ومذهبية. ومواجهتها مسؤولية الجميع، برفضها ومحاصرتها. وعلى الحكومات واجبات أساسية، ففي صلب وظيفتها حماية المجتمع المحلي، بل حماية المجتمع الدولي، من شرور الجماعات المتطرّفة عابرة الحدود. ما يحدث في سوريا والعراق إنجازات المتطرفين، سنة وشيعة، القتل الجماعي، وتشريد لم يحدث مثله في تاريخنا، وتدمير هائل لا يتخيله عقل. ولا نغفل عن حقيقة الاستغلال السياسي من قبل الحكومات لركوب هذه الجماعات للوصول إلى غاياتها، فإن محاربتها ورفضها مسؤولية جماعية، حكومات وأفرادًا.

كيف وصلت ووصلنا إلى هذه المرحلة؟ لقد نجح المتطرفون في خلق صورة مشوشة في أذهان الكثيرين للخلط بين الحق والباطل، وبين الصديق والعدو. وعلى خطوط العرض يحاولون تقسيم السّكان بعد تصنيفهم، الخير والشر، الشيعة والسنة واليزيدية والعرب والأكراد إلى آخر القائمة، حتى عززوا هويات بديلة لهوية الدولة الوطنية، التي يفترض أنها تعلو فوق القبيلة والطائفة والمنطقة، وللجميع فيها نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

في هذا المناخ المسموم من جراء انتشار الأفكار المتطرفة، واتساع رقعة الملتحقين بها، وسكوت معظم الحكومات عنها، صارت الدولة الوطنية هي المهددة بالدرجة الأولى، وليست الجماعات والأقليات كما يظن البعض. فهدم السِّلْم المدني، وشق الصف الاجتماعي، يضرب أولاً عمود الدولة الفقري، كيانها. أما الجماعات المضطهدة فإنها مهما عانت، محاصرة وملاحقة ومشردة، تنجو وتستمر، هكذا عاشت على مر القرون، فيما تسقط الدول. التطرف الخطر يتمدد، ويحتاج إلى لجم صريح. فلا يجوز أن يسمح لأستاذ في الجامعة، أو داعية في مسجد، أو عامل في وزارة، أن يهاجم ويحرض ضد فئات من المجتمع، فالحكومة هي المسؤولة عن أفعاله، لأنه موظف يعتاش عليها ويستظل في ظلها، خاصة أنها نفسها ترفض أن يُغدر بها، وتُحاسِب من يتعدى عليها. هؤلاء المتطرفون، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، يهدمون البناء من أسفله، وهم أخطر على المجتمع من العدو الخارجي الذي يفشل عندما تكون الصفوف متراصة، وينجح بوجود نزاعات وتشققات داخلية.

وما يجعل الحاجة إلى قانون يجرم العنصرية والطائفية ما رأيناه من مواقف جماعية كبيرة داعمة للوحدة، من عدد من رجال الدين والمثقفين ووجهاء المجتمع، الذين اعتبروا تفجير مسجد شيعي في بلدة القديح في السعودية عدوانًا عليهم جميعًا. كما أن عشرات الكتاب والمفكرين، وعموم أصحاب الضمائر، كتبوا في أكبر حملة تضامن تعرفها السعودية، شجعتهم كلمة الملك خادم الحرمين الصريحة جدًا ضد التطرّف، فأجمعوا على شجبه. وهذه المظاهر القوية التي رأيناها، كذبت ما كان يشيعه المتطرفون عن شعبيتهم وانتشار نفوذهم، أيضًا أكدت أنه يمكن للدولة أن تقود مشروعًا للقضاء على سوسة التطرُف قبل أن تنخر المجتمع من أقوى أركانه، أي الشباب.

 

والحشد الشعبي إرهابي

طارق الحميد/الشرق الأوسط/28 أيار/15

منذ ظهور تنظيم داعش الإرهابي باتت هناك جملة تتكرر عند انعقاد أي اجتماع عربي - غربي، وتحديدا «أميركي»، فحواها أنه «اتفق الطرفان على ضرورة التنسيق لمحاربة (داعش)، ومكافحة الإرهاب»، وهذا أمر جيد بالطبع، لكن ماذا عن باقي الجماعات الإرهابية؟

محير أن يكون هناك إرهاب مسكوت عنه، وإرهاب يجب أن يحارب، المفروض، والمطلوب، أن يسمي كل بيان يتعهد بالتعاون ضد الإرهاب، عربيا وغربيا، الأشياء بأسمائها. كان من المنتظر، مثلا، أن يسمي البيان الصادر عن قمة كامب ديفيد بين الرئيس الأميركي وقيادات دول الخليج العربي الجماعات الإرهابية الشيعية بالمنطقة كما سمى «داعش» وغيرها. المطلوب أن يكون هناك تعاون عربي - دولي ضد كل المجاميع الإرهابية بالمنطقة، سنة وشيعة، وذلك نبذا للإرهاب بكافة أشكاله، وخلفياته، وتعميقا لمفهوم الدولة، وترسيخا لهيبتها، وأيا كانت هذه الدولة العربية. العراق وسوريا أوضح مثال هنا، وكذلك اليمن، فلماذا لا يسمي العرب، والغرب، الميليشيات الشيعية المقاتلة بالعراق، وسوريا، بأسمائها؟ عراقيا، هناك ما يسمى بالحشد الشعبي المكون من جماعات مثل منظمة بدر، وكتائب حزب الله العراقية، وعصائب أهل الحق، وسرايا السلام (جيش المهدي سابقا)، ولواء خراسان، وغيرها. كيف يقبل أساسا أن تقوم ميليشيات شيعية متعصبة بدور الدولة، ويعمد إليها في عملية تحرير الرمادي السنية من «داعش»، وفوق هذا وذاك تسمى عملية تحرير الرمادي «لبيك يا حسين»، وهو ما تم تغييره إلى «لبيك يا عراق» بعد موجة الاستياء العراقية السنية، والعربية، والدولية؟ كيف يقبل ذلك ويتم تهميش مطالب العشائر السنية بضرورة تسليحهم لمواجهة «داعش»، وكما فعلت مجالس الصحوات السنية حين طردت «القاعدة» قبل ذلك من الأنبار؟ والسكوت عن الحشد الشعبي، وغيره من الميليشيات الشيعية بالمنطقة، هو ما جرأ حزب الله في لبنان وجعله يتغول ليس في سوريا وحسب، بل وفي لبنان، واليمن، وها هو الثرثار حسن يطالب بتعميم تجربة ميليشيات الحشد الشعبي العراقي بسوريا، ولبنان، والمنطقة!

وعليه فإن الأسئلة هنا كثيرة، ومستحقة. إلى أين سنصل؟ وأين دور الدولة؟ ومن سينزع فتيل هذا النزاع الطائفي المقيت؟ فمثلما أن «داعش» إرهابية، وكذلك «النصرة»، فإن الحشد الشعبي العراقي، وبكل مكوناته إرهابي، وكذلك الحوثيون، وحزب الله في لبنان، ومن الواجب أن يكون التصدي للإرهاب بالمنطقة مبنيا وفق هذه النظرة الجامعة، لا الانتقائية، والازدواجية، وفي حال تمت تسمية الأشياء بأسمائها فحينها ستكون هذه أول خطوات الحل بمنطقتنا حيث تعاد هيبة الدولة، ويتم احتضان أبناء كل المكون الواحد للدولة، وهذا ما يحتاجه العراق تحديدا، مع ضرورة دعم المعتدلين السوريين بالسلاح، حينها نكون قد خطونا الخطوة الصحيحة في مشوار ليس هينا لنزع فتيل الإرهاب المقرون بالطائفية، وعدا ذلك، وطالما أهمل إرهاب المكونات الأخرى، فإن الطريق سيكون طويلا مخيفا، وعواقبه مكلفة جدا على المنطقة وأهلها.

 

الدول تؤخّر انهياراً حتمياً للنظام السوري انتصار "حزب الله" كما انكساره مشكلة داخليّة

 روزانا بومنصف/النهار/28 أيار 2015

يمكن الرد على المنطق الذي اعتمده الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وجميع مسؤولي الحزب الذين تعاقبوا على ابراز مواقفهم في الايام القليلة الماضية في شأن اشاعة اجواء حتمية حول معركة في عرسال وجرودها على الاقل بذرائع مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية بما لا يختزل دور الحزب. اذ ان المنطق البديهي الذي ينطلق من انه لم يكن على الحزب في الدرجة الاولى ان يتورط في الحرب السورية تجنباً لاستدراج لبنان الى حرب على أرضه، فيما كان ذهب هو ودعا الآخرين الى الذهاب للاقتتال في سوريا، يمكن ان يستتبع بأن اللبنانيين قد يدعمون على الارجح وقوف عناصر الحزب وراء الجيش اللبناني على طول الحدود مع سوريا اذا اقتضت موجبات الدفاع عن حدود لبنان وابنائه، ذلك في الوقت الذي قد يعاضد الجيش والحزب معا جميع اللبنانيين من كل الطوائف متى كانت القضية كما يصوّرها السيد نصرالله، وليس بناء على حسابات تتعلق باجندته المحلية والاقليمية التي هي موضع شك من قسم كبير من اللبنانيين.

لكن الواقع ان المشكلة ليست في المنطق. اذ تقول مصادر سياسية ان المشكلة الحقيقية تكمن في المعادلة التي تفيد بأن احتمال انتصار "حزب الله" في سوريا، اي احتمال بقاء النظام، كان سيرتد على لبنان بحيث لن يكون في الامكان ضبط الحزب ومحاولة تسييل انتصاره في الداخل، وكذلك الامر بالنسبة الى احتمال خسارته بحيث ان تحوّل هذا الاحتمال الاخير واقعاً لا يقل خطورة بالنسبة الى الوضع في لبنان عما هي الحال بالنسبة الى احتمال انتصاره. فالصورة الاجمالية لا يجب ان تؤخذ في تفاصيلها اليومية وجزئياتها على رغم أهمية ما تعبر عنه هذه التفاصيل بل في كليتها. والمعادلة نفسها تنسحب على واقع ان انتصار النظام في سوريا سيرتد على لبنان على نحو ليس في مصلحته ككل وليس في مصلحة طرف او آخر، كما ان انتصار المعارضة، وتغير النظام ليس مضمونا ان يؤديا الى الا يطمع أي حكم جديد بلبنان كما كانت الحال دوما مع سوريا التي تعتبر لبنان ملحقا او جزءا منها منذ الاستقلال وما قبله. وبالعودة الى التاريخ حتى الاستقلال فان سوريا لم ترض عن لبنان لمجرد انه ذهب يطالب بالجلاء عنه في الخارج قبل ان تفعل سوريا.

بالنسبة الى الحزب فان ثمة عاملين على الاقل لا يوحيان بانه في وضع جيد: أحدهما هو رد الفعل الذي قامت به المملكة العربية السعودية في اليمن بغضّ النظر عن امكان اعلان انتصارها من عدمه، علما انه يمكن دوما أي فريق ان يعلن انتصار مقاومته وفق تجارب التاريخ ازاء عجز الدول. وهذا سرى على الحزب في كل معاركه مع اسرائيل. فخروج المملكة من سياستها البعيدة عن الدخول في المعارك لم يضع حدا للطموح الايراني خصوصا في اتجاه اليمن فحسب، بل ان المعنويات التي تأتي من التغيير في السياسة السعودية الاقليمية انعكست ميدانيا في سوريا على نحو كبير بحيث تكشف معلومات وثيقة ان اتصالات اقليمية ودولية تجرى بكثافة من اجل الحؤول دون تقدم اقوى للقوى المعارضة على الارض بما قد يؤدي الى انهيار النظام في وقت لا تنتظره ولا تبدو الدول الكبرى مستعدة له. بل هي باتت تعمل على تأمين وقوفه بالحد الادنى حتى يحين موعد تحضير الظروف لعملية سياسية انتقالية كما تود الابقاء على هيكلية الدولة السورية ولا تود انهيارها. وعلى عكس كل ما سرى منذ اربع سنوات حتى الآن على هذا الصعيد من تنبؤات وتوقعات بانهيار النظام، فان مراجع دولية واقليمية باتت تجزم بان هذا الانهيار بات محتّما ويتم العمل على تأخيره راهناً من خلال السعي الى تأجيله في الوقت الذي يتخطى انقاذه قدرة "حزب الله" وامكاناته. كما ان الواقع يقتضي الاعتراف بانه سيكون صعباً لا بل مستحيلاً ان يستمر العلويون في حكم سوريا أياً تكن الصيغة التي ستنتهي فيها الحرب هناك. فهذا غدا من المستحيلات في ظل ما آلت اليه الحرب وطبيعتها. لكن ينقل عن المراجع الاقليمية نفسها انه رغم كل هذه التطورات، تبقى سوريا عصية على ان تكون على جدول الاولويات الدولية لما تبقى من السنة الحالية ما لم يطرأ ميدانيا ما يجعلها كذلك، مما يرجح ترحيل البحث عن حلول لما تواجهه بما فيه حل المرحلة الانتقالية الى ما بعد هذه السنة التي يستغرقها على أي حال الاتفاق النووي الايراني من جهة ومواجهة تنظيم الدولة الاسلامية من جهة اخرى.

وهذا الواقع يدركه الحزب جيداً. كما انه ليس من المستبعد ان يكون بات يخشى وفي ضوء الاندفاع السعودي الذي ترجم في اليمن وفي سوريا ان ينسحب في اتجاهه، وفق ما اشار السيد نصرالله في خطابه. وهو حاول تحفيز ابناء الطائفة الشيعية استنادا الى اثارة هذه المخاوف. ولذلك ينظر الى تصعيد السيد نصرالله اخيراً بناء على المعطيات المذكورة انطلاقاً من ان أي خيارٍ يواجهه الحزب في سوريا، خسارة أو انتصاراً، يخشى ان يرتد على لبنان من اجل محاولة تسييل الانتصار او تعويض الخسارة. وفي الحالين يتوقع ان يكون الأمر صعباً على لبنان.

 

كيف يدعو نصرالله إلى قيام جبهة واحدة وفي لبنان جبهات تتصارع وتحكمه رؤوس؟

 اميل خوري/النهار/28 أيار 2015

عندما قال الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى عيد التحرير إن اسرائيل استفادت من تجزئة السلام مع الدول العربية ومن تجزئة الحروب الآن في المنطقة، ودعا الى توحيد الجبهة في مواجهة "الداعشيين" والتكفيريين واسرائيل، فانه لم يسأل عن الاسباب وقد باتت معروفة، وهي ان كلمة الدول العربية لم تكن واحدة في موضوع السلام مع اسرائيل، ولا أمكن تشكيل وفد عربي وفلسطيني واحد لمفاوضتها على هذا السلام لكي يكون شاملاً وعادلاً لأن كل دولة عربية اعتبرت ان وضع الاحتلال الاسرائيلي لجزء من اراضيها ليس واحداً، كما ان قرارات مجلس الامن لتحريرها لم تكن واحدة ايضاً، لذلك توصلت اسرائيل الى اتفاقات سلام منفردة، مع مصر عرف باتفاق "كمب ديفيد" ومع الاردن وعرف باتفاق "وادي عربة" ومع السلطة الفلسطينية وعرف بـ"اتفاق اوسلو"، ما جعل الحروب مع اسرائيل حروباً مجزأة وليست واحدة حاسمة. لذا تعذرت استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وصار موقف المفاوض مع اسرائيل ضعيفاً والمفاوضات عقيمة تدور في حلقة مفرغة منذ سنوات طويلة. حتى ان المقاومة والعمليات العسكرية توقفت التزاماً لقرارات مجلس الامن الدولي. ففي الجولان أوقفها اتفاق "فك الاشتباك"، وفي الجنوب اللبناني أوقفها الالتزام للقرار 1701. وهكذا نجحت اسرائيل في عقد اتفاقات منفردة مع كل دولة عربية وحالت دون عقد سلام شامل وعادل بواسطة وفد عربي – فلسطيني مشترك. وها هي تستفيد اليوم من حروب داخل دول عربية جعلت كل دولة تنشغل بها عن اي امر آخر، وتقلع شوكها بيدها واسرائيل تتفرج عليها بفرح... فكيف يدعو السيد نصرالله الى جبهة واحدة لمواجهة اسرائيل وتنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وكل دولة عربية منقسمة على نفسها سياسياً وعرقياً ومذهبياً، ما جعل الجيوش فيها تتشرذم وتتقهقر امام المجموعات الارهابية والتكفيرية؟ وكيف يدعو الى قيام جبهة واحدة للمواجهة وفي لبنان جبهات تتصارع سياسياً ومذهبياً وكلامياً ولا أحد يعرف متى تتحارب وتتقاتل فيصيب لبنان ما أصاب العراق وسوريا وليبيا واليمن؟ وكيف للسيد نصرالله ان يدّعي حماية شركائه في الوطن اذا انتصر وكأن لا دولة تحمي الجميع من الجميع...؟ وكيف تقوم مثل هذه الجبهة الواحدة ولبنان بلا رئيس وتحكمه رؤوس... ولا اتفاق على اهداف الجبهة ولخدمة من؟ فمقاومة "حزب الله" ما كانت لتربح "حرب التحرير" على اسرائيل عام 2000 لو لم تكن الوحدة الداخلية هي السلاح الامضى في تلك الحرب، ولم تكن لتربح حرب تموز عام 2006 ايضاً لو لم تكن تستند الى هذه الوحدة التي من دونها لن تربح الجيوش ولا المقاومون حرباً ضد أي عدو.

لذلك على "حزب الله" ان يسهّل انتخاب رئيس للجمهورية قبل اي امر آخر لأن كل بيت بلا سقف غير صالح للسكن، وكل بيت ينقسم على نفسه يخرب... فالجبهة الواحدة التي يدعو السيد نصرالله الى اقامتها لمواجهة "الداعشيين" والتكفيريين واسرائيل تحتاج الى وحدة داخلية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وبالاتفاق على تحديد اهداف هذه الجبهة بحيث تكون خدمة للبنان أولاً واخيراً، وليس خدمة لسواه، وان تكون بقيادة مؤسسات وليس بقيادة اي حزب أو طائفة والادعاء بحماية الآخرين عند الانتصار، اذ لا حماية للجميع من الجميع غير الدولة القوية القادرة والعادلة. واذا كان السيد نصرالله لا يزال يعتبر ان معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" هي معادلة ذهبية، فان سواه لا يعتبرها كذلك ما دام الحزب هو الآمر والناهي وحده، وكأن لا وجود لجيش ولا لشعب في هذه المعادلة. فكيف يمكن مع وضع شاذ كهذا في لبنان توحيد الجبهات لخوض حرب واحدة ضد اي عدو ولا تظل كل جبهة تخوض حروبها وحدها ولأهداف خاصة بها؟ إن اكبر خدمة يسديها "حزب الله" للبنان هي في ان يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية توصلا الى حل كل ازماته وجعل كل المواضيع بعد انتخابه قابلة للبحث

تتواجه وتتصارع. فاذا لم نبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، فقد لا تبقى جمهورية ولا جمهور فيها بل مهاجرون ومهجرون. وليعلم الحزب ان الوحدة الوطنية في كل دولة هي السلاح الامضى للانتصار على العدو، ومن دونها لا تقوم دولة ولا تكون سيادة ولا استقلال، بل بيئة حاضنة لعدو خارجي لا حبّاً به بل نكاية بعدو داخلي...

 

اللبنانيون أمام انتحار جماعي

غسان حجار/النهار/28 أيار 2015

الوضع المعقد في المنطقة يضع الجميع في مواجهة منعطفات تاريخية، غير واضحة المعالم ولا محددة التواريخ والازمنة، مما يجعل كل المجموعات اللبنانية تتخبّط في أزماتها الداخلية وفي علاقاتها بالمجموعات الاخرى، من دون امتلاك رؤية واضحة تستوعب ما هو أبعد من التطورات اليومية وتداعياتها، بل قد تتحول مجموعات أسيرة مواقفها الجامدة، أو أدوات في صراعات الخارج.

بالأمس اجتمع نواب مسيحيون في بكركي، محاولين إطلاق مبادرة ترفض استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية، لكنهم سرعان ما أضاعوا البوصلة فدعوا الى الانتخاب بالنصف زائد واحداً، الأمر الذي رفضه سيد بكركي بعدما كان من الثوابت لدى سلفه البطريرك نصرالله بطرس صفير لسنوات، خوفاً من احتكار المسلمين القرار السياسي، وضياع الدور المسيحي في اختيار الرئيس المسيحي. والمسيحيون الذين تزداد شكواهم لم يجدوا علاجاً لأمراضهم المزمنة على رغم حوار عوني - قواتي، خفّف احتقاناً، ولم يرسم بعد، وربما لن يرسم، معالم ثابتة لوفاق حقيقي، إذ أن إضاعة الوقت قبل اعلان "ورقة النيات" تؤكد وجود خطة واضحة لإضاعة الفرص، او ربما لالتقاط اشارات وفرص بديلة.

ويجنح العماد ميشال عون الى مبادرة يعتبر انها لا تتطلب تعديلات دستورية، ويدفع، مع حلفائه، الى مؤتمر تأسيسي لإعادة صوغ طريقة ادارة السلطة، وهو بذلك يضيّع البوصلة تماماً، اذ يذهب الى مكان مجهول منه على الأقل، ومن الفريق الذي يمثل ومن مجمل المسيحيين. فإصلاح النظام من داخله يختلف تماماً عن اعادة صوغ الرؤية والتركيبة. أما قوله ان "معركتي اليوم من دون سقف، فإما أن أربح أو أخسر ولن أتركها إلا شهيداً"، ففيه الكثير من الشخصانية القاتلة التي تدفع بخصومه الى الاستمرار في مضايقته ربما الى حد بلوغه تلك "الشهادة".

في المقابل، لا يجد "حزب الله" المبرّرات الكافية لإقناع شركائه في الوطن (لا في القرار)، بمشاركته في الحرب السورية، وبتدخله المباشر او غير المباشر في مسار الأحداث في البحرين واليمن والعراق. واذا كانت معارك القلمون مقبولة من كثيرين لأن فيها دفاعاً عن حدود لبنان، فان الاستماتة في الدفاع عن نظام بشار الاسد فيها ضلال كبير واستفزاز لمواطنيهم من مختلف الطوائف الذين عانوا الأمرّين من ممارسات ذلك النظام.

أما بعض "أهل السنة"، وهي تسمية اتخذت معنى استفزازياً ايضاً، فقد أضاعوا البوصلة كثيراً بتعاطفهم مع "النصرة" و"داعش" في مواجهة "حزب الله"، وبتحولهم بيئة حاضنة للتنظيمات الارهابية التكفيرية، وحجتهم وقف التمدد الايراني، والتخفيف من سيطرة "حزب الله" على مفاصل الحياة الأمنية والسياسية، وربما الاقتصادية، في البلاد، لأن هذا الخيار قد يقود الى الخراب الكلّي، وعندها يسقط السقف على رؤوس الجميع، اي "أهل السنة" و"حزب الله" على السواء. وهذا لم يكن يوماً خياراً صائباً لأقوياء، بل خيار انتحار جماعي.

 

حال إيران سيئة إذا كانت كحال حسن نصر الله

 عبدالوهاب بدرخان/الحياة/28 أيار/15

 اذا كانت الحال التي يظهر بها السيد حسن نصر الله تعكس حال ايران، فهذا يعني أن «الامبراطورية» ليست على ما يرام، وأن تأزّمها يراوح بها بين فقد الرزانة وفقد الأعصاب. ليس الأمين العام لـ «حزب الله» من يقول الشيء وعكسه هذه الأيام، بعدما قلبت «عاصفة الحزم» مزاجه العام، بل ان المرشد علي خامنئي نفسه يعلن رفض تفتيش المنشآت العسكرية ثم يسمح بإطلاق إشارات الى الولايات المتحدة بإمكان الموافقة عليه في إطار تنفيذ الاتفاق النووي، تماماً كما فعلت طهران حين حاولت كسر شرط تفتيش سفينة «المساعدات» الى اليمن ثم قبلته بعدما غيّرت حمولة السفينة. لا شك في أن لمرحلة ولادة الاتفاق النووي آلامها، لكن يبدو أنها ليست الآلام التي توقّعتها ايران.

مضت فترة من دون أن تتلقى طهران أخباراً طيبة من العراق وسورية واليمن، على رغم يقينها بأن «مشروعها» ماضٍ في طريقه. وإذا كانت «انتصارات» النظام السوري و «حزب الله» في جبال القلمون أشعرت علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد، بـ «الفخر» لأنها «تقوّي محور المقاومة»، كما قال، فإن نصر الله لم يشر يوماً الى حاجة هذا المحور الى تقوية بل أكد دوماً أنه ليس قوياً فحسب بل إن لديه فائض قوة. لكن الرجلين، حين جلسا لتقويم الأوضاع، وجدا أن حليفهما السوري في وضع يرثى له، وحليفهما العراقي يكاد ينسى واجبه الجهادي ولا يبدي كفاءة في ازاحة سذاجات «احترام الدستور»، وحليفهما اليمني يواصل بلاءه الحسن في الغباء واستدراج كل العداوات الداخلية له ولـ «محور المقاومة» معه.

لو أن لنصر الله صديقاً لوجب عليه نصحه بأن يكون ظهوره الاعلامي الأخير هو الأخير فعلاً. فكيف لرجل يقاتل في القلمون تنظيمين مصنّفَين ارهابييَن عالمياً أن يكون مُستَثاراً ومستَفزّاً وموتوراً الى هذا الحد في «انتصاره» عليهما، وكيف كان ليبدو لو كان «مهزوماً»، وما الذي دهاه لينخرط هو شخصياً في تهديد قطاع من طائفته وتصنيفه بأنه «شيعة السفارة» (الاميركية) اذ يرفضون مشروعه الايراني ولا يعاملون بالسمع والطاعة، بل ما يكسب من إظهار جمهوره الخاص وكأنه قطيع يخرج الى الميادين عند أول اشارة؟

واقع الأمر أن نصر الله، الذي كان يحتفل بذكرى تحرير جنوب لبنان، مدرك أن عربدات حزبه في لبنان ثم في سورية وغيرها ابتعدت به عن المقاومة الموقّرة، ورمته في دهاليز «المشروع الايراني». استغلّ الذكرى للقول إن «البعض» في هذا البلد، ويعني الشيعة في لبنان، هو مَن اختار المقاومة ولولا انتصارها لما كان هناك بلد، لكنه استغلّها أيضاً لرمي الآخرين بالتخوين وبتفضيل اسرائيل على المقاومة. فإمّا أن لديه وقائع وأدلة وأتاح له ضغط الأحداث فرصاً كثيرة لكشفها، وإمّا أنه مسكون بنظرية المؤامرة الى حدّ امتهان التلفيق والتضليل. أما الوقائع ذات الصدقية فأثبتت أن العديد من المحيطين به ضَبطوا بالتخابر مع اسرائيل، وأن حزبه تولّى التغطية على احد «العملاء» بسبب قربه من حليفه ميشال عون فكافأته المحكمة بحكم مخفّف لم يحظَ به متهمون آخرون. ثم أن أحداً ممن يعتبرهم خصوماً أو «خونة» لم يتهم بالتجسس لمصلحة العدو. وبمعزل عن اسرائيل، وفي سياق الوقائع أيضاً، ماذا يسمّى اغتيال رفيق الحريري ورفاقه وصولاً الى وسام الحسن ومحمد شطح، أهو عمل وطني، فعل مقاومة، واجب جهادي؟... إنه ببساطة انعدام ضمير. وماذا يسمّى قنص المتظاهرين السوريين في مطالع ثورتهم، وقتلهم واستباحة أرضهم، والقتال من أجل نظام مجرم، أهو دفاع عن «المقاومة»، او واجب قومي أو جهادي؟... إنه ببساطة تطوّع في الإجرام وسقوط أخلاقي تجدر محاكمة صاحبه وليس منحه الفرصة ليُحاضر في الوطنية والعزّة والكرامة.

أثبت نصر الله أنه صار أسير تنظيرة ايرانية مفادها أن «التكفيريين» اليوم هم اسرائيل الأمس، وأنه هو القائد المختار لهزمهم كما هزم اسرائيل. فمنذ عامين ونيّف وجد في «التكفيريين» ملاذاً مريحاً، يهرب اليه كلما تناهت اليه مساءلات عن قتاله في سورية. كان لا يزال لديه وازعٌ داخلي يدعوه الى التبرير، بل سمع داخل جمهوره من يطرح تساؤلات فراح يشرح ذرائعه و «اضطراريته»، مشيراً تارة الى حماية المقامات وطوراً الى حماية سكان مهدّدين، وهو يعلم أنه غير مقنع. ثم تخلّى شيئاً فشيئاً عن حصافته، فالأزمة السورية طالت ولم يحصل «النصر» الذي وعد به بل اعتبره محسوماً، وتفجّرت الأزمتان العراقية واليمنية، ولم يعد معنياً بالتبريرات. أصبح يقول أنه لا يطلب تفويضاً من اللبنانيين أو أي أحد آخر، الى أن قال أخيراً أن حزبه يقاتل حيث يشاء. لماذا؟ لأن هناك «تكفيريين» يبحث عنهم ويبحثون عنه، علماً أنه لم يقاتل «داعش» في أي موقع. حتى في القلمون يقاتل «جبهة النصرة» التي تقاتل النظام السوري ولا يقاتل «داعش». وفي القلمون حرص على «تحرير» المناطق السورية، ودفع «النصرة» الى مناطق لبنانية. أراد ان يضغط على الجيش اللبناني لتوريطه.

من الواضح أن الحدث اليمني أحدث فارقاً مؤلماً بين نصر الله ما قبل ونصر الله ما بعد. لم يهزّه «العدوان»، كما يسمّيه، ولا الضحايا والدمار، بل أغضبه أن الأولاد الذين هو بمثابة مرشدهم ضلّوا الهدف في اللحظة الأخيرة، وخسروا الرهان بعدما صار في أيديهم. كان يتطلّع الى «دولة الحوثيين» باعتبارها النموذج أو الارهاص لما يريد تطبيقه في لبنان، وقد أنجز خطوات متقدّمة على طريقه مزيلاً عوائق كثيرة. فالحكومة تركيبة هشّة كما كانت الحكومة التي أشرف الحوثيون على تأليفها في اليمن، ومجلسا النواب متشابهان بعجزهما، والجيشان مخترقان بمعرفته وبمساهمة حلفائه، والأهم أن رئيساً للجمهورية لا منتخباً ولا انتقالياً ليضطر الى حبسه أو مطاردته في مدينة أخرى، وهذه ميزة لم يحظَ بها الحوثيون. كل شيء جاهز، حتى أن لديه تحالفاً مع العماد عون يوازي تحالف الحوثي مع علي عبدالله صالح، واذا اتهم بالانقلاب فإن لديه رئيساً حاضراً هو مرشحه «الوحيد». واذا لامه أحد سيرد بأنه يردّد علناً منذ شهور أنه سيتصرّف اذا لم تتحمل الدولة مسؤولياتها، وهو يعلم أنه بسلاحه غير الشرعي كان ألغى الدولة منذ زمن، ولو نجح الحوثيون لكانوا أعطوه دفعة لإنجاز مشروعه. فلا هو ولا الحوثي معنيان بالسلطة والسيطرة لا بترهات بالاستقرار أو بالتعايش.

عندما طرح نصر الله حزبه كـ «ضمانة» للمسيحيين والسنّة في لبنان كان يبلغهم عملياً أن «داعش» في الداخل. فهو عليم بما ينويه هذا التنظيم مسبقاً. ألم يقل سابقاً (16/02/2015) أن «هدف داعش هو مكة المكرّمة وليس بيت المقدس»؟ ألم يقل في خطابه الأخير أن الموصل والرمادي لن تعودا اذا استمر الاعتماد على الولايات المتحدة؟ لا يمكن نصر الله أن يكون أكثر وضوحاً ليفهم من يهمه الأمر أن التحرر من «داعش» يكون بقيادة ايران أو لا يكون. وإذ يرى «التسهيلات» لـ «داعش» في أماكن فإنه يغض النظر عنها في أماكن اخرى، لئلا يزلّ لسانه بأي علاقة لإيران بهذا التنظيم. انصتوا الى نصر الله فهو يعرف كل ما يخطط له «داعش» كما لو أنه ينسّق مع ايران. وطالما أنه عرض ضمانته فإن أقل ما يتوقّعه، عدا الشكر والثناء، أن يُبايَع مرشداً/ ولياً فقيهاً/ ملكاً/ رئيساً!... فبعد مرور عام على شغور رئاسة الجمهورية في لبنان صار متاحاً للامين العام لـ «حزب الله» القول «أنا الدولة والدولة أنا». لكن مشكلته أن مغامرته البشعة في سورية جعلته صنواً لـ «داعش» وللنظام، وكلاهما دولتهما زائلة.

 

استحضار كربلاء لن يجدي

 حسان حيدر/الحياة/28 أيار/15

تصرّ إيران على العيش في الماضي على رغم نشاطها النووي الدؤوب. والماضي هنا سياسي وديني، يعتاش عليه نظامها ويحاول جاهداً تعميمه على الجوار العربي خصوصاً، فيتعمد الدفع في اتجاه تجييش طائفي يفيده في تبرير استمراره، بعدما أخفق بفداحة في الاقتصاد، وأخلّ بوعوده في جعل الإيرانيين يعيشون حياة أفضل، وأوقعهم في عزلة شبه تامة، على رغم مرور 36 عاماً على استيلاء آيات الله على الحكم. وتصرّ طهران المتمسكة بانقسامات الماضي على الانتقام من التاريخ والجغرافيا، فالعالم العربي بالنسبة اليها، على تفككه، يشكل خطراً وجودياً، ولا بد من تقسيمه أكثر بين سنّة وشيعة، وبين تابعين وأعداء. لا تزال «القادسية» ماثلة في ذهن قادتها ولا تزال «كربلاء» حاضرة في خطابهم. ترفض ان ترى الى المستقبل وتسعى الى اجهاض الحاضر وإعادته الى الوراء عبر تكبيله بقيود لا تتّسق مع مسارات التقدم.

يقول سياسيوها إنها عادت «إمبراطورية» عاصمتها بغداد، وتطلق الميليشيات العراقية التي يقودها جنرالاتها تسمية «لبيك يا حسين» على حملة مشبوهة لـ «تحرير» الأنبار، ويدعو صنيعتها «حزب الله» كوادره الى «الصمود في صفّين» وإلى تعبئة عامة للدفاع عن «الوجود الشيعي»، في استعادة خبيثة لكل ما يحرّض ويؤلّب، ولكل ما يقسّم ويفرّق. يقول الإيرانيون وأتباعهم إنهم يحاربون «التطرف السنّي»، لأنهم لا يرون في «داعش» سوى تنظيم «سنّي»، علماً ان غالبية ضحاياه من السنّة، وإن المناطق الخاضعة لجوره وارتكاباته سنّية في معظمها، سواء في العراق او سورية، وعلماً ان الدول التي يصنفونها «سنّية» هي التي تحارب متشدديه، وهي المتضررة من ارهابه وتقاتله في اكثر من ساحة.

تلجأ إيران وأحزابها في المنطقة العربية الى اخراج الرواية التاريخية من سياق صراع عادي ومتكرّر على السلطة، وتملأها بالدم والنحيب لتحريض أتباعها على الوقوف ضد الوحدة الوطنية في أوطانهم. وتستغل ابتلاء السوريين والعراقيين واليمنيين واللبنانيين بأنظمتهم لتدّعي ان العرب لا يستطيعون العيش في دول موحدة، وإن الحل يكمن في دويلات طائفية على غرار دويلة نصرالله في لبنان، ودويلة العلويين المزمعة في سورية، ودويلة الميليشيات «الكربلائية» في بغداد. وتقول إنها تشارك في قتال «داعش»، لكنها تستغل ذلك لإعلان أن جيشها توغل 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية. ويترك الجيش العراقي المؤتمِر بأوامر ممثليها في بغداد دباباته وآلياته ومدافعه وأطناناً من ذخائره ليتسلمها مقاتلو «الدولة الإسلامية» في الرمادي، ثم ينتفض سياسيوها وعسكريوها وجنرالات «الحرس الثوري» رفضاً لاتهامات الأميركيين لهم بأنهم فرّطوا بالأرض لغرض سياسي وليس لسبب عسكري، وأنهم كانوا يتفوقون عدداً وعدة على المهاجمين.

وتترك قواتُ حليفها الآخر، حاكم دمشق، مواقعها وآلياتها وذخائرها في تدمر، وتنسحب من أمام المتشددين إياهم بعد «معركة» لم يؤكدها سوى الإعلام السوري الرسمي. وفي الحالتين يصدر القرار من طهران لإخافة العالم والتلويح له بفزاعة التطرف لإجباره على الاختيار بين سيء وأسوأ. تريد إيران إعادة المنطقة إلى القرن السابع وإبقاءها هناك، لأن ذلك يوفر لها فرص التدخل في سيادة الدول العربية وقرارها، ويمنح توغلاتها «شرعية» تفتقر إليها. وتركّز جهودها على محاولة عكس مسار التاريخ، ومنع العرب من دفن الماضي والتخلص من انقساماته، فترفع شعار «كل أرضٍ كربلاء»، وتتستّر بعداء لفظي لإسرائيل، وتستغل «سذاجة» الأميركيين الذين صدّقوا كذبة اخترعوها عن «توازن» بينها وبين العالم العربي، فيما هم يحلمون بعقود النفط والتصدير. لكن الوقوف على الأطلال لن يفيد و»كربلاء» اندثرت ولن يجدي استحضارها.