المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 4/1/2005

تشرشل:" إن الحقيقة ثمينة جداً، ولذلك يجب أن تُحاط بسور من الأكاذيب"

 

إضغط هنا لقراءة ملف الخدم والخدام/ملف كل ما نشر أمس واليوم حول مسرحية الخدام وخدمات القتل والدمار/4 كانون الثاني

 

الشرع جاهز للمقابلة أما الأسد فمحصن دوليا

مجلس الأمن يدرس خياراته اذا رفضت دمشق

ريما زهار من بيروت: لا يزال لبنان يعيش تداعيات حديث نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام لقناة "العربية"، والجواب المنتظر من دمشق على طلب لجنة التحقيق الدولية للاستماع الى اقوال الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع. واذا كانت اللجنة واجهت في الماضي ممانعة سورية لطلب مماثل تقدم به رئيسها القاضي ديتليف ميليس، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيمثل الرئيس السوري ووزير خارجيته أمام لجنة التحقيق وماذا لو رفضا الامر، وما هي العواقب التي تنتظر النظام السوري بعد كل هذه الضجة التي اثارها تصريح خدام؟

يؤكد الدكتور جورج سرحال(اختصاصي في القانون الدولي) ل"إيلاف" في موضوع استدعاء الرئيس الاسد للجنة التحقيق الدولية، ان الحصانة تحول دون محاكمة الرؤساء والموضوع غير مطروح حاليًا بهذا الشكل، مشيرًا الى ان الحصانة الدولية في الاساس تشير الى رئيس البلاد ورئيس الوزراء ووزير الخارجية وتقتضي بعدم محاكمتهم طالما هم في اشغالهم، على أن تستأنف المحاكمات بعد التخلي عن الوظائف". وأضاف "ان الحصانة تحول دون المحاكمة ولكن في ما خص موضوع لقاء لجنة التحقيق مع رئيس الدولة فهذا محتمل، ليس بالتحديد في القانون الدولي فقط، وانما في الكثير من القوانين المحلية كذلك، والامر لا يؤثر على حصانة الرؤساء لان اللقاء لا يستوجب بطبيعة الحال المحاكمة". وأشار سرحال الى وجود اختلاف بين مقابلة رئيس الجمهورية ووزير الخارجية لان الاول تلتقيه اللجنة لسؤاله عن مواضيع في التحقيق خصوصًا بعد ما قاله الرئيس عبد الحليم خدام، اما وزير الخارجية فيمكن مقابلته كي يشهد خصوصًا وان اسمه ورد في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري ديتليف ميليس.

واشار الى ان القرارات الدولية بما فيها القرار 1636 و1644 يؤكدان ضرورة تقديم التعاون الكامل غير المشروط مع لجنة التحقيق الدولية، وهي مستندة الى الفصل السابع الذي يفرض عقوبات، لذلك اذا فكر الرئيس بشار الاسد او وزير خارجيته فاروق الشرع بعدم المثول امام لجنة التحقيق فقد تلجأ لجنة التحقيق الدولية الى هذا البند السابع وتفرض عقوبات.

موقف دمشق

وفيما لم يصدر عن دمشق أي تعليق رسمي في هذا الصدد ذكرت مصادر سورية ان وزير الخارجية متاح في أي وقت، ولكن الرئيس الأسد موضوع يمس الحصانات والسيادة، وهو خاضع لملحق القرار 1636 والذي يفيد بأنه في حال الاختلاف على بعض الأسماء فإنه يعود لمجلس الأمن تقرير هذا الأمر، وبالتالي سيصوت عليه كما يصوّت على أي قرار، وعمومًا فإن هذا الملحق وضع لحماية الرئيس الأسد شخصيًا، وارضاء لروسيا والصين الدولتين الدائمتي العضوية في مجلس الأمن".

وأضافت المصادر ان سورية لن ترد إعلاميًا ولن تدخل في سجال، وهي تعاقدت مع مجموعة من رجال القانون الدولي المعروفين وهم من جنسيات بريطانية وفرنسية وبلجيكية والمانية وأميركية وهذه المجموعة الدولية سترد على كل خرق لشرعة الأمم المتحدة والمواثيق الدولية ذات الصلة قد ترتكبه لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري".

 

السفير فيلتمان عاد الى بيروت

وطنية - 3/1/2006 (سياسة) عاد سفير الولايات المتحدة الاميركية جيفري فيلتمان، الى بيروت اليوم عن طريق لندن، بعدما أمضى عطلة الاعياد في بلاده.

 

المطران عوده استقبل رئيس منظمة "سيدر واتش"

وطنية- 3/12/2005 (سياسة)استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قبل ظهر اليوم في دار المطرانية، رئيس منظمة " سيدر واتش "العالمية المحامي ستيفن ستانتون يرافقه النائب فريد حبيب والسيد طوني شدياق. بعد الزيارة قال السيد ستانتون: "جئت للقاء المطران عوده وانا كثيرالتوقعات، بعدما سمعت نداءاته واعجبت به، واليوم ادركت وفهمت انه لا يقول ما يعنيه فقط، بل ما يؤمن به، فهو يؤمن بكل كلمة يقولها". اضاف: "انا متأكد من خلال مهمتي "دياسبورا" برعاية "سيدر واتش"، بأن نداءه ليس مجرد نداء عادي مصدره انسان رائع، بل قد ذكرني بمدى مسؤوليتي كانسان له جذور لبنانية، لا يعرف الجبن، لا بل هو محصن بحقيقة انه لبناني، محب للبنان محبة صادقة. وانا سأكافح من اجل لبنان بشتى الوسائل، وانوي المثابرة بهذاالكفاح، لا مارس مهمتي كما يجب، ولاتأكد بان عائلتي وجاليتي لن ينسوا لبنان ومعنى ان يكون المرء لبنانيا".

 

الجيش:4 طائرات حربية اسرائيلية اخترقت الاجواء اللبنانية

وطنية-3/1/2006 (أمن) صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه اليوم البيان الآتي:"عند الساعة 10,05 من صباح اليوم، اخترقت اربع طائرات حربية اسرائيلية قادمة من جهة البحر اجواء مدينة طرابلس، واتجهت شرقا وصولا الى الضنية مخترقة جدار الصوت، ومن ثم اتجهت نحو بعلبك وعرسال ونفذت طيرانا دائريا بين طرابلس والبترون، ثم اتجهت جنوبا وغادرت عند الساعة 10,35 من فوق البحر مقابل الناقورة".

 

مفتي الجمهورية اللبنانية اعلن الثلاثاء المقبل أول أيام عيد الاضحى المبارك: نأمل من الله أن يعيده على اللبنانيين بوحدة كلمتهم من اجل مستقبل أجيالهم

وطنية - 3/12/2006 (سياسة) أعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، أن اول أيام عيد الاضحي المبارك هو الثلاثاء في العاشر من كانون الثاني الحالي، وأن الوقوف في عرفة يوم الاثنين. وقال المفتي قباني في بيان اصدره اليوم "ثبت لدينا بالوجه الشرعي أن أول أيام شهر ذي الحجة لعام 1426 هجرية الحالي، هو يوم الاحد الاول من شهر كانون الثاني 2006، وبناء عليه يكون يوم الوقوف في عرفة هو يوم ألاثنين التاسع من شهر ذي الحجة، الموافق للتاسع من شهر كانون الثاني، ويكون يوم الثلاثاء العاشر من شهر ذي الحجة الموافق للعاشر من شهر كانون الثاني هو أول أيام عيد الاضحى المبارك". واضاف: "اننا اذ نهنىء المسلمين عموما بهذا العيد المبارك، نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيده عليهم، وعلى الامة العربية والاسلامية والعالم بكل خير، وبوعي أكبر بقيم الاسلام والقرآن في حياتهم اليومية والعملية، ومن أجل غد أفضل غني بطاعة الله وبالايمان والتسامح، وعلى لبنان واللبنانيين بوحدة كلمتهم الجامعة من أجل مستقبل أجيالهم ووطنهم".

 

الشيخ النابلسي عرض التطورات مع وفد من حركة "الجهاد الاسلامي" الرفاعي: اقتربنا من تشكيل وفد موحد للحوار مع الحكومة اللبنانية لكننا نرى تراجعا في اندفاعها لفتحه لاسباب قد تكون ذاتية وموضوعية الحديث عن تمديد للتهدئة مع الاحتلال نوع من الانصياع للمشيئة الصهيونية

وطنية - 3/1/2006 (سياسة) استقبل رئيس "هيئة علماء جبل عامل" الشيخ عفيف النابلسي ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان أبو عماد الرفاعي يرافقه مسؤول منطقة الجنوب في الحركة أبو علي شكيب، وتم تقييم للوضع الداخلي الفلسطيني، وآخر ما وصلت إليه المناقشات مع الحكومة اللبنانية في شأن السلاح خارج المخيمات، إضافة إلى مسألة اللاجئين وقضية العودة. وإثر اللقاء، قال الرفاعي: "نحن معنيون أولا كفلسطينيين وكحركة "جهاد إسلامي" في الشأن الفلسطيني والوضع العام في لبنان, ونعتبر أن القضية الفلسطينية، في شكلها الخاص في لبنان، تعيش في أجواء التجاذب السياسي المحلي والإقليمي والدولي. ولكننا معنيون أن نعطي للملف الفلسطيني وخصوصا في لبنان، بعده السياسي بعيدا من التجاذبات الداخلية التي تصب في مصلحة طرف على حساب طرف آخر، كما نعتبر أن الوجود الفلسطيني في لبنان هو نتيجة اللجوء والتشرد بفعل العدوان الإسرائيلي، وبالتالي هذه القضية هي قضية سياسية بامتياز وينبغي تناولها من هذه الزاوية". أضاف: "أما في ما يتعلق بالحوار الفلسطيني - اللبناني، فقد كانت هناك خطوات سريعة منذ بداية اللقاء مع الرئيس فؤاد السنيورة. لكن في الآونة الأخيرة، بتنا نشهد تراجعا لاندفاع الحكومة اللبنانية تجاه إعادة الحوار مع الفصائل والقوى الفلسطينية لأسباب قد تكون ذاتية وموضوعية في آن. لكن ما يهمنا كفلسطينيين معنيين بهذا الحوار، اننا نضع ضمن أولوياتنا إنجاح هذا الحوار لما يرضي الأطراف جميعا، وتعزيز حقنا في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي ورفض أي مشاريع تهدف إلى شطب هذه القضية وقضية اللاجئين الفلسطينيين". وتابع: "نحن اقتربنا مسافة كبيرة لتشكيل وفد موحد للحوار مع الحكومة اللبنانية، وأعتقد ان هناك لمسات أخيرة توضع على هذا الطريق. لكن ما يعيق أو يؤخر إستكمال تركيب الوفد، إحساسنا أن الحكومة اللبنانية في هذا الوقت بالذات، غير جاهزة لتفتح الحوار مع الاطراف الفلسطينيين. نحن جاهزون كفلسطينيين لنحاور الحكومة اللبنانية، وجاهزون أن نذهب كوفد موحد لمقابلتها على قواعد وأسس واضحة، تحمي القضية الفلسطينية وتحمي لبنان من أي اختراق أو أي تذويب لهذه القضية على حساب الشعب الفلسطيني وعلى حساب القضية اللبنانية". وفي موضوع السلاح خارج المخيمات، أشار الى "أن الملف الفلسطيني يؤخذ بمجمله كرزمة واحدة". وقال: "نحن لسنا معنيين بأن نجزىء الملف الفلسطيني.

في الحوار، كله مطروح على طاولة البحث والنقاش والحوار. ما يهمنا أن يتم التعاطي مع القضية الفلسطينية من الزاوية الصحيحة، وليس من زوايا لا تخدم القضية الفلسطينية ولا الشعب اللبناني". وعن الموقف من التصعيد في الأراضي المحتلة والخروج عن الهدنة، قال الرفاعي: "ان الإحتلال الإسرائيلي منذ إعلان القاهرة التي نصت على التهدئة، مارس ولا يزال عدوانه على الشعب الفلسطيني، والحصيلة اكثر من 2500 شهيد على امتداد الاشهر التسعة الماضية، مما يشير الى ان الاحتلال الإسرائيلي لم يكن ومنذ اللحظة الأولى، يكترث لهذه التهدئة". أضاف: "نحن اعتبرنا ان التهدئة كانت لحاجة فلسطينية، وأرى أن الحديث عن تمديد هذه التهدئة وعن ضرورة إبقائها قائمة مع الإحتلال الإسرائيلي، هو نوع من الإنصياع والإستسلام للارادة والمشيئة الصهيونية، وبالتالي ما شهدناه بالأمس من عملية إغتيال لمجاهدي سرايا القدس، يؤشر الى أن بداية العام هي بداية دموية وأن الإحتلال الإسرائيلي يريد أن يوصل رسالة دموية. كذلك نعتبر أن الحديث عن التهدئة هو نوع من أنواع طمس حقائق وجرائم الإحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".

ورأى "ان هناك محاولة لاستبقاء حالة الركود التي تعيشها الساحة الفلسطينية عبر بعض المشاريع التي قد تعيق وتؤخر موقف السلطة مع المقاومة، لمواجهة التحديات والأخطار الإسرائيلية وعلى رأسها التحديات الإسرائيلية عبر ما يمارسه من عمليات إغتيال ومطاردة، للابقاء على الجدار والتهويد الفعلي للمدينة المقدسة. وهذا يشير إلى أن على السلطة الفلسطينية الآن أن تأخذ موقفا واضحا وحاسما، وأن تتحدث عن موضوع التهدئة من باب إلزام الفلسطيني وفصائل المقاومة بهذه التهدئة، من دون أن يكون هناك رؤية واضحة من قبل السلطة الفلسطينية للتعاطي مع التهديدات الإسرائيلية وملف الأسرى والجدار وتهويد القدس". وختم قائلا: "ان التهدئة ليست في وارد أي فصيل مقاومة الآن، لأننا جربناها في الماضي ولم تعط ثمارها على مستوى الإحتلال الإسرائيلي، بحيث أنه يلتزم ببنود هذا الإعلان -إعلان القاهرة- الذي ينص على هذه التهدئة. أما الجانب الآخر فنحن أمام مرحلة جديدة من التصعيد الإسرائيلي، ولا ينبغي أن نواجهها بالحديث عن التهدئة، بل بوحدة الصف الفلسطيني بما فيه السلطة الفلسطينية بأن ترتب أوضاعها الداخلية لتثبت جدارتها في مواجهة التحديات الإسرائيلية، وأن تثبت إلتحامها والتصاقها مع الشعب والمقاومة الفلسطينية من أجل مواجهة الخروق والإعتداءات الإسرائيلية المتكررة".

 

الشيخ غيث استقبل وفودا من الجبل: رأس النظام ثابت في مواقفه ونصيحتنا لرئيس الحكومة والوزراء والنواب الرفق بأحوال البلاد

وطنية - 3/1/2006 (سياسة) استقبل شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث، اليوم في دار الطائفة في بيروت، وفودا دينية وشعبية من مختلف مناطق الجبل. والقى الشيخ غيث كلمة استهلها بالدعوة "الدائمة الى اخواننا من بني معروف وجميع اللبنانيين وجميع السياسيين لقراءة الكتب الدينية لأنهم، على ما يبدو، مشغولون بقراءة التاريخ والمشهد السياسي الملون الذي يسير بهم من سيىء الى اسوأ ويلعبون لعبة الدول الكبرى، لعبة المصالح وكأن الشيطان الصغير يعتقد انه يتذاكى على الشيطان الكبير، فهذه الامور لا تمشي. من هنا نصيحتنا لرئيس الحكومة والوزراء والنواب بان يرفقوا بأحوال البلاد، والا يأخذوها الى البيع. فالبلاد تزول من ايدي اهلها لان هناك من يسير في مخطط جهنمي، لكن لا احد يستطيع ان يضع يده على لبنان. فاللبنانيون متجذرون في بلدهم ولن يهاجروا، واذا هاجر البعض نتيجة اليأس لكن معظمهم راسخ في ايمانه بوطنه ويقاوم، ليس بالشعارات الفارغة، بل بيقظة العقول والاخلاص للوطن".

واضاف:" يهاجمون النظام ويتغنون دائما بأن النظام فاسد وكذلك رأس النظام، فالنظام مهما كان يبقى افضل من الفوضى، ولا بد من رأس للنظام. وهذا الرأس ثابت في مواقفه ولديه الاقتناع الكامل بالوقوف الى جانب الحق والسير في طريق الحق، لانه في النهاية لا يصح الا الصحيح". وجدد الدعوة الى "عدم الخوف من نفخة الباطل لاننا نعيش "أعلى ما يكون الباطل يأتي عليه الحق فيخمده". هجمة الباطل ستتوقف لانها مبنية على الوهم ودعوتنا الى جميع الشباب في طائفتنا وجميع الطوائف التي "نعتبرها مظاهر متعددة لحقيقة واحدة". فحقيقة الانسان انه انسان وغرسة إلهية يتميز بعقله، فعندما يستخدم عقله يصنع المعجزات وتتراجع هجمة اشباح الباطل وتكون لا شيء امامه اذا كان يملك العقل المتكامل والايمان.

فالحق موجود ومن يؤمن بالحق لا بد ان يحرسه ويحميه. هذا هو شعارنا الذي تحول مسلكا عمليا وليس شعارا لأننا لا نخاف من الخائفين". سحر معقصة الى ذلك، استقبل الشيخ غيث رئيسة الجمعية الخيرية الدرزية في الولايات المتحدة الاميركية الدكتورة سحر معقصة.

 

العجوز: مرحلة جديدة بدأت مع تصريحات خدام والاشهر الستة المقبلة حاسمة

وطنية - 3/1/2006 (سياسة) رأى رئيس مجلس قيادة "حركة الناصريين الاحرار" الدكتور زياد العجوز، في تصريح امام وفد قيادي للحركة من منطقة العرقوب، "ان المعلومات التي أدلى بها نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في غاية الاهمية وهي صادرة عن رجل سياسي رفيع المستوى من الطراز الاول لا يمكن الا ان تترك صداها وبصماتها على الواقع العام في لبنان وسوريا معا، خصوصا في اعادة خلط الاوراق في التجاذبات السياسية المحلية واعادة تسليط الاضواء على دور النظام السوري في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وحذر العجوز من "خطورة انعكاسات تصريح خدام على الوضع الأمني الداخلي اللبناني"، معتبرا "ان مرحلة جديدة بدأت مع تصريحاته وان الستة اشهر المقبلة ستكون حازمة وحاسمة في قضايا عدةأهمها كشف كل من له صلة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري والجرائم الاخرى". ودعا القوى السياسية اللبنانية كافة الى "قراءة سياسية معمقة لمجريات الأحداث وتطور الامور". واعتبر ان "الضمانة الاساسية لتحصين الداخل اللبناني في الاستمرار بنهج تطهير الساحة المحلية من كل الشوائب"، داعيا "قوى الرابع عشر من آذار وحلفاءها الى البقاء على موقفها وموقعها وان تكون متيقظة من اي استهداف قد ينال من مصداقيتها وان تبقى متأهبة للاحتمالات كافة".

 

هل تنسحب اسرائيل من شبعا بعد الانتخابات ؟

كتب خليل فليحان: النهار 3/1/2006: تبلّغ لبنان ان الامم المتحدة على استعداد لتقديم المساعدة له لمكافحة الارهاب المتمثل بالاغتيالات السياسية. واكدت المنظمة الدولية انها مستعدة لارسال بعثات متخصصة لمساعدة الاجهزة اللبنانية على مرتكبي تلك الجرائم. وأوضح مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية ابرهيم غمبري في الموجز الشهري الذي قدمه الى مجلس الامن ان المنظمة الدولية "تشجع على الاستقرار في لبنان وتعتبره جزءا اساسيا من الجهود لتحقيق سلام شامل في الشرق الاوسط". واشار الى ان الموفد الخاص الى عملية السلام في الشرق الاوسط الفارو دو سوتو زار لبنان اوائل كانون الاول الماضي وناقش مع حكومة لبنان الحاجة الى تحسين الوضع على طول الخط الازرق وذلك بين مواضيع اخرى ناقشها مع المسؤولين. واضاف: "لقد بحث السيد دو سوتو في هذا الوضع ايضا خلال الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين في اسرائيل".

وافاد "ان الوضع على طول الخط الازرق متوتر لكنه مستقر. بدأ "حزب الله" باعادة بناء مواقعه قرب قرية الغجر التي دمرت اثناء تبادل للنار في 21 تشرين الثاني الماضي وتبلغ المجلس افادة منفصلة حول ما حصل. اود ان اشدد على اهمية توسيع حكومة لبنان رقابتها على كل الاراضي وبصورة خاصة في الجنوب". وجاء في الاحاطة: "منذ آخر احاطة للمجلس في 30 تشرين الثاني، سُجّل 19 خرقا اسرائيليا جويا بما فيها يوم تشييع جبران تويني. في 15 كانون الاول، ابدى الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة لدى لبنان غير بيدرسن قلقه العميق ازاء هذه الخروق ولاحظ ان الخروق الجوية هي انتهاك جدي للسيادة اللبنانية، وتتخذ اسرائيل من حضور "حزب الله" ونشاطاته سببا لتلك الخروق. نود ان نذكّر الطرفين، بان خرقاً من طرف لا يبرر خرقاً من طرف آخر. وندعو السلطات الاسرائيلية ايضا الى وقف هذه الخروق الجوية وجميع الاطراف الى احترام الازرق بشكل كامل".

وفي معلومات ديبلوماسية وردت من باريس الى المسؤولين ان فرنسا اخذت في الاعتبار المبررات التي اعطاها "حزب الله" للعملية التي نفذها في 21 تشرين الثاني الماضي في الغجر وهي تخوفه من الخروق الجوية الاسرائيلية واحتمال لجوء اسرائيل الى عمليات اغتيال ضد قادة "حزب الله" على غرار ما تفعل مع قادة المنظمات الفلسطينية او لجهة ضرورة حل مسألة المعتقلين في السجون الاسرائيلية". وورد في المعلومات ايضا ان فرنسا قامت بمبادرة طلبت فيها من السلطات الاسرائيلية وقف هذه الخروق واستدعت الولايات المتحدة السفير الاسرائيلي في واشنطن لابلاغه الموقف نفسه.

واستبعدت المعلومات استنادا الى تقارير قوة "الاونتسو" انفجار الوضع على الحدود وقال احد كبار الضباط لاكثر من مسؤول: تبدو الامور مستقرة على الحدود ونقل عن مسؤولين اسرائيليين ان لا نية لدى الدولة العبرية لاثارة توترات جديدة في المنطقة. ونقل هذا الضابط ايضا عن المسؤولين الاسرائيليين ان رئيس الوزراء ارييل شارون صرح اخيرا ان شبعا ليست ارضا يهودية، وهذا يدل على مرونة في التعامل مع هذا الموضوع وتاليا فان احتمال الانسحاب من شعبا لا يبدو مستبعدا. وان مراكز الابحاث في اسرائيل تدرس جميع الخيارات، الا انه يعتقد ان شيئا لن يحصل قبل اجراء  الانتخابات الاسرائيلية. ويعتقد ان الانسحاب من شبعا هو مسألة وقت. ورأى الضابط انه في حال انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا فيمكن "الاونتسو" ان تتمركز فيها لانها قوة غير مسلحة ولا تشكل خطرا على اي طرف وليس هناك من حاجة الى مجلس الامن عكس ما هو الامر بالنسبة الى تكليف "الاندوف" او "اليونيفيل" لتعديل مهمتها او توسيعها.

 

مكاوي: السلاح في أنفاق الناعمة لا مبرّر له

موضوع أبو العينين يحتاج إلى مخارج

النهار 3/1/2006: أكد رئيس اللجنة اللبنانية المكلفة ملف الحوار مع الفلسطينيين السفير خليل مكاوي ان "قطار الحوار مع الفلسطينيين يسير على السكة الصحية والعمل جار على اكثر من خط وصعيد لاستكمال مختلف جوانبه". وأشار الى "قناة اتصال مع عدد من الدول المانحة بغية توفير المال اللازم لتمويل المشاريع الخدماتية والصحية والبنى التحتية داخل المخيمات". واذ رفض تسمية السلاح خارج المخيمات بالسلاح الفلسطيني "لأنه يقتصر على فصيلين فقط"، لفت الى ان ملف الحكم في حق أمين سر حركة "فتح" في لبنان سلطان أبو العينين في طور البحث القانوني لايجاد المخارج اللازمة له".

وقال في حديث الى "وكالة الانباء المركزية": "ان الجانب اللبناني يعمل على موضوعات كثيرة خارج اطار الوفد الفلسطيني الموحد، من بينها حق العمل وادخال مواد البناء الى المخيمات والاحكام السياسية، وقد بدأت بعض الخطوات العملانية على الارض وألغيت الاذونات المسبقة التي كانت تتطلب وقتاً طويلاً لادخال مواد البناء الى المخيمات واستعيض عنها بعلم وخبر يقدم الى الجيش الموجود قرب المخيمات، لا يحتاج الى اكثر من 24 ساعة. أما بالنسبة الى القضايا الصحية والتعليمية والبنى التحتية فهي تحتاج الى تمويل، والدولة اللبنانية وحدها عاجزة عن ذلك. لذا نعمل على خط مواز مع منظمة الاونروا التي لا تحسد على وضعها المالي، وعلى خط آخر فتحنا قنوات اتصال مع عدد من الدول المانحة لتقديم المال اللازم للاونروا حتى تتمكن من تنفيذ كل هذه المشاريع". وعن الوعد الذي اعطي للفلسطينيين بالغاء الحكم على ابو العينين اكد "ان الموضوع يدرس بكل جدية، ولكونه قانونياً فهو يحتاج الى اجتهادات ومخارج قانونية تستلزم بحثاً ووقتاً. انما القطار يسير على السكة الصحيحة". وتطرق الى موضوع جمع السلاح خارج المخيمات، فأوضح ان "لا مساومة في هذا الامر. هناك اجماع لبناني شعبي ورسمي على ان لا مبرر اطلاقاً لهذا السلاح ويجب انهاؤه، أكان في أنفاق الناعمة أم في البقاع، ولن نقبل به اطلاقاً بعد اليوم، انما هذا لا يعني اننا سنخوض معارك مع الفلسطينيين في هذا الصدد، المطلوب تفهم الامر.

ولا يجوز القول "السلاح الفلسطيني" خارج المخيمات، لان ذلك يعني ان كل الفلسطينيين يملكون سلاحاً هناك، والصحيح ان هذا السلاح يقتصر على فصيلين فقط هما القيادة العامة وفتح الانتفاضة. وخلال اللقاء الأول الذي جمع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووفد الفصائل، أبلغهم الرئيس السنيورة بكل وضوح ان استمرار هذا السلاح لم يعد مقبولاً ولا جائزاً. وبعد ذلك انتظرنا تشكيل الوفد الذي يظهر حتى الساعة انه لم يشكل بعد وربما  ثمة امور تعوق تشكيله، ولكن في النهاية يجب وضع حل وبت المسألة نهائياً. صحيح اننا انشغلنا في الداخل بتطورات دراماتيكية حالت دون الانكباب فعلياً على العمل، انما نحن نعمل بعيداً من الاضواء على اكثر من محور وملف، ونعقد اجتماعات في شكل مستمر مع الجانب الفلسطيني".

وهل حُددت مهل لتشكيل الوفد الفلسطيني والشروع رسمياً في الحوار أجاب: "لا مهل محددة لان الوضع يتطلب العمل بهدوء وبسياسة وديبلوماسية والاستعانة بكل من يستطيع ان يساعد في تقدم الامور".

عارف/ من جهته، أكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب خالد عارف لـ"المركزية" "ان ضبط السلاح الفلسطيني داخل المخيمات هو مطلب فلسطيني قبل ان يكون لبنانياً"، موضحاً ان كلام أمير سر حركة "فتح" في لبنان سلطان أبو العينين الذي قال فيه: نسلم أرواحنا ولا نسلم سلاحنا، قصد به السلاح داخل المخيمات، وهو الامر المتفق عليه مع الحكومة اللبنانية". واعتبر ان "هذا الكلام كان فيه الكثير من الايجابية حيال لبنان، أكان لناحية الحكومة أو لناحية التزام السيادة والقانون، وهو لم يتناول الا السلاح داخل المخيمات ولم يأت على ذكر السلاح خارجها قطعاً، مؤكداً وجود مصلحة لبنانية فلسطينية في بقاء السلاح داخل المخيمات لمنع التوطين، وبالتالي فهو غير مرتبط بالوضع الامني ووظيفته سياسية تخدم لبنان وفلسطين".

وعن ملف الحوار مع الحكومة اللبنانية أجاب: "ان الاتصالات لم تنقطع يوماً، ولكن نظراً الى الظروف الراهنة التي تشغل الدولة اللبنانية حالياً، فان الامور لم تعد على نار قوية، وتعقد لقاءات في شكل مستمر بين القياديين الفلسطينيين واللجنة المكلفة من الحكومة اللبنانية ملف الحوار.

نحن متفقون على ان ثمة أموراً لا تحتاج الى تشكيل وفد موحد، منها الاحكام السياسية والخدمات الاجتماعية والانسانية، فالجميع متفقون على ان الحكم في حق ابو العينين سياسي وصدر في ظروف زمنية سياسية معينة، والقرار هنا لا يحتاج الى مجلس وزراء ولا الى وفد حوار. تلقينا وعدا بالغاء هذا الحكم وقد حول الى المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا وحتى الساعة لم يحصل شيء".

وسأل: "لماذا الحصار فقط على مخيمات الجنوب ومنعها من الحصول على أدنى مستلزمات العيش الكريم".

وكشف عن اتصالات دائمة من تيار "المستقبل" بأبو العينين "والأمور جيدة جداً بين الطرفين من منطلق الحرص على التواصل مع كل القوى والاحزاب والطوائف في لبنان لأن قوته هي قوة لفلسطين وقضيتها".

 

دعاء للسنة الجديدة

بقلم المحامي عبد الحميد الاحدب

النهار 3/1/2005: اللهمّ ساعدنا في السنة الجديدة على ان يخرج السيد حسن نصرالله من ارتباطاته السورية والايرانية ليعود الى لبنانيته، وساعد اللهم السيد حسن نصرالله على ان يرى انه غير قادر على تحرير فلسطين وحده وحزبه بدون كل القوى العربية، وان الامر يحتاج الى ان يهب العرب بأسرهم اليه، وساعدنا اللهم على اقناعه في السنة الجديدة ان شعبنا شبع "تحريرا" وانه صار يتطلع الى الرخاء والازدهار والامان والاستقرار، وكفاه فقرا وانقساما وهجرة ابنائه باسم "التحرير".

اللهم اهدِ السيد حسن نصرالله في السنة الجديدة لئلا يكرر تجربة "اتفاق القاهرة" وحرب الخمسة عشر عاما، وان لا يكون حاميا للوصاية علينا كما كان سنة 2005.

اللهم لا تترك السيد حسن نصرالله وحزبه يوصلون الطائفة الشيعية الحبيبة الى حيث اوصلت المنظمات شعب فلسطين، فأضطر الى الاعتذار من كل الدول العربية بدءا بالكويت مرورا بالاردن وانتهاء بما نحن ما زلنا في انتظاره من اعتذار.

اللهم ساعد اخوتنا واحباءنا في الطائفة الشيعية لكي يتجنبوا السير على الدرب الذي يأخذهم اليه حزب الله، لان الحرب الاهلية مرت على هذا الدرب، وفقدت الطوائف التي تورطت في السير على ذلك الدرب مكانتها ومكانها في لبنان.

اللهم اسقط حائط برلين العربي في السنة الجديدة فهو الوحيد الذي بقي الى جانب كوبا وكوريا رمزا للاستبداد ورمزا لقهر الشعوب كما فعل الحائط بشعوب اوروبا الشرقية.

في هذه السنة الجديدة اللهم اعد السلطة التي يملكها الجميع باستثناء الشعب اللبناني الموضوع في الاقامة الجبرية.

اللهم ازل عنا في السنة الجديدة كرب الثقافة التي تتشكل في رحم السلطة العقائدية العربية الاستبدادية وتكتسب شرعيتها وهويتها وملامحها من جزمة المخابرات والاموال الحرام!

اللهم اعد الينا في السنة الجديدة الثقافة التي تتشكل في رحم الحرية، ثقافة النور وكرامة الانسان التي هي ثقافتنا الاصلية وليست الثقافة الناعسة لا يقدمونها لنا مع الحبوب المنومة ولا يعطونها اقراصا ضد الوجع كلما ارتفعت الحرارة. اللهم ازل عنا في السنة الجديدة ثقافة الحقد والكراهية التي عشنا في مفرداتها نصف قرن والتي ليست مفرداتها سوى اغتيالات وسيارات مفخخة وانفجارات ورائحة بارود وزلازل وعمليات انتحارية يسمونها استشهادية في هذه الثقافة. اللهم انزل علينا في السنة الجديدة ثقافة المحبة والتسامح التي نراها عند غيرنا في مفرداتها رائحة الورود والحرية وفيها الربيع لا يغيب ومثله ضوء القمر.

اللهم ساعدنا في السنة الجديدة على ازالة كل هذه الزبالة السياسية المتراكمة في شوارع العقل اللبناني ولا تتركنا نهادن الزبالة ونجلس فوقها لندخن سيجارة ونغني موالا! اللهم ازل عنا رائحة السياسة العربية التي تحاصرنا كما روائح السمك الميت فلم يعد بامكاننا ان نقول مهما بلغ تفاؤل الاعلام الرسمي في البلاد العربية عن هذه الرائحة انها رائحة العطر! اللهم اجعل في السنة الجديدة كل حاكم من حكامنا محبوبا اكثر منه مهابا، فقد شبعنا خوفا من حكامنا وبطشهم! اللهم اجعل عمر فاخوري على حق في السنة الجديدة في قوله:

"سيظل لبنان حيث هو وحيث كان من الطبيعة ومن التاريخ، همزة وصل بين الشرق والفرب اللذين يلتقيان فيه". اللهم ساعد شعوبنا العربية في ان تقتدي في السنة الجديدة بالشعوب التي تبنت التسامح وتخلت عن الحقد والكراهية مثل شعب جنوب افريقيا الذي اذاق فيه البيض الذل والموت والهوان للزنوج، فلما كان الاستقلال غفروا وتحابوا وتسامحوا ليبنوا بلد التسامح الذي اصبح قبلة الازدهار والرخاء والحرية والتسامح في افريقيا. اللهم اعطنا امثال نلسون منديلا في السنة الجديدة وخذ كل الذئاب التي تسمي نفسها اسودا!

اللهم علمنا التسامح في السنة الجديدة كما تسامحت شعوب الهند فانتخبت رئيسة وزراء زوجة ابن انديرا غاندي الايطالية، وتخلت الايطالية عن الانتخاب لهندي غيرها، وكانت صورة التسامح والانفتاح التي تفسر القفزات التي تحققها الهند في حقل العلم والحضارة.

اللهم رد عنا في السنة الجديدة الذين قتلوا رفيق الحريري وجبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي وبتروا يد مي شدياق وما زالوا يحضرون انفسهم بفخر لمزيد من "العروبة" التي عاشوا عليها نصف قرن، اللهم ردهم عنا حتى لا يقتلوا من بقي على قيد الحياة منا، ولا يقتلوا الحلم الذي طالما راودنا، هؤلاء الذين يطلقون النار كل يوم على الحب فيردونه قتيلا! هؤلاء الذين يختبئون خلف الشعارات والعقائد الاستبدادية التي هزلت، هم الذين يطلقون النار على كتب الاطفال على الصور والاحلام الجميلة، هؤلاء الذين سرقوا عمرنا حين كان جميلا. اللهم رد اذاهم عنا.

اللهم احمنا في السنة الجديدة من قسوة العقائد والشعارات الاستبدادية، التي قلبت العصفور الدوري قطة وحشية خلال سنوات الحرب... هؤلاء الذين نسوا الله وعادوا الى عصر الوثنية.

اللهم حرر الوطن العربي من حكامه وسلاسله في السنة الجديدة، فلا يعودوا يرسلوننا من مخفر الى مخفر، ونحن لا نحمل في جيوبنا سوى الكلمات... اللهم رد عنا اذى اعداء الكلمة في السنة الجديدة، حتى لا نبقى مرميين ساعات، منتظرين فرمان الضابط العبد المأمور (الذي يسمي كل حر عبدا مأمورا) وحتى لا نبقى نتأمل في اكياس زبالتهم ودموعنا في عيوننا بحور، وامامنا ترفع لافتاتهم تتحدث عن الوطن العربي والشعب العربي وعن الوحدة والحرية والاشتراكية! اللهم لا تتركنا في السنة الجديدة كما تركتنا في العام الذي مضى، فكان بلدنا في اوله بكاء وفي آخره بكاء: في شباط رفيق الحريري وفي كانون جبران تويني!

اللهم لا تترك ابواب وطننا مفتوحة للمجرمين في السنة الجديدة، ولا تترك الانبياء يفرون من وطننا ويقتلون في شوارعه. اللهم ساعدنا في السنة الجديدة حتى لا تبكي الكبرياء اكثر مما بكت! وحتى لا يكتب المسدس اكثر مما كتب في السنة الماضية. لقد كانت السياسة العربية مستنقعا منذ نصف قرن فجعلتها العقائد الاستبدادية لقاء بين السياسة والبغاء. اللهم انقذنا في السنة الجديدة من هذا البغاء!

عام 2005 استنشقنا مع الكلمات كبريتا... ولم يكن فيها هواء!  كان لبنان وطنا بلا هواء وذبحنا كالنعاج، كأنما دمنا لدى "العقائد" الاستبدادية ماء. عرب بلا عرب، والكحل في العينين رحل خائفا، وابطالنا.. فقدوا حياتهم وفقدنا الحقيقة. اللهم لا تجعلنا في السنة الجديدة نفقد الخيال ولا الاحلام.

اللهم لا تبقي اللبناني مخلوقا يهاجر كالحمام.

 

المطران عودة: الشر سببه غيابنا عن اللـه

ودعائي أن يجعلكم محبين لهذا الوطن

النهار 3/1/2006: ترأس متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الالهي في ذكرى ختانة السيد المسيح وتذكار القديس باسيليوس الكبير ورأس السنة، في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة. وحضر حشد من المصلين. والقى المطران عودة عظة العيد، وجاء فيها :"نستيقظ كل سنة في مثل هذا النهار ونخرج لنسبح الرب شاكرين اياه على ما يمنحنا من سنين ومن حياة وصحة وعافية وصبر. وكلما التقينا أخاً او اختاً نرمي السلام ونتمنى الواحد للآخر خير التمنيات. هذا الشعور مبني عند المسيحي، عند المؤمن، على تجديد العهد الذي قطعه يوم المعمودية، العهد الذي قطعه عراباه عنه بأنه سيموت عن دنيا الشر، دنيا الخطيئة والشهوات والملذات التي تبعدنا عن اتحادنا بالله وعن محبتنا له وعن تسبيحه وشكره.  هذا الوعد قطعناه جميعنا مع خالقنا، ربنا وسيدنا ومالك حياتنا، بأننا سنبقى معه مجاهدين، مصارعين الشر حيثما حل وفي اي مكان وجد بدءا من نفوسنا. لذلك، عندما نلقي السلام على احبائنا نؤكد لنفوسنا ولهم بأننا سنبقى في المحبة لله وللآخرين، بأننا سنحيا في المحبة وننمو.

الانسان المؤمن هو كاهن، خادم لله حيثما كان وفي اي اتجاه اتجه، هو خاصة الله، منه يستقي كل ما يريد ويستلهم افكاره والاعمال. الانسان المؤمن هو عضو في شعب الله، الشعب الذي يسبح الله في كل حين، لذلك هو انسان ليتورجي، والليتورجيا هي عمل شعب الله.  عندما يأتي الكاهن إلي قبل بدء الخدمة يقول: "ها وقت يعمل فيه للرب، بارك يا سيد" فأجيب:" تبارك الله الهنا كل حين"، يقول:" صل لأجلنا"، أجيب :"ليسهل الرب خطاك في كل عمل صالح". هذا الحوار القصير بين الكاهن والمطران الذي يسمح له بالخدمة هو كلام يقوله كل مؤمن لنفسه، لأن المؤمن يقول في كل حين انه وقت يعمل فيه الرب. وهل عند المؤمن وقت يعمل فيه لغير الرب؟ المؤمن عامل في حقل الرب وهو يعلم ويعي ان كل وقت هو وقت يعمل فيه الرب، لان المؤمن خاصةُ الرب، يعكس نور الرب وكلامه في حياته وعلى الآخرين.

لقد أعطانا الله الزمن الطبيعي: توالي الفصول والأوقات، ولكن هناك ايضا الزمن الانساني، هذا الذي يكون التاريخ ويجب ان يكون زمناً إلهياً. بعدما سقطنا وخرجنا من دائرة الألوهة والوعي الكامل والصحو الكامل والانسان الكامل، علينا ان نجعل من كل لحظة اناء لحضور الرب، كرسيا لجلوس الرب في قلوبنا"، لهذا قال بولس الرسول : "صلوا بلا انقطاع"( 1تسا5:17). وداود النـبي يقـول في مزاميره:" سبـع مرات في النهـار سبحتـك على أحكـام عدلـك"(119:164). "أسبح الرب في حياتي وأرنم لالهي ما دمت موجودا"(مز 146:2)، "في كل يوم أباركك وأسبح اسمك الى الدهر والأبد"(مز 145:3).

الانسان مدعو الى ان يكون ملائكيا، إلهياً، مرنماً، مسبحا وممجدا الله، محولا وقته من وقت عادي ملتصقا بالطبيعة، رافعاً أياه الى مستوى الله. الانسان يسير من نقطة بداية الى النهاية، لكن المؤمن المحب لله، في سيره الأفقي هذا من الولادة الى الموت يرتفع شيئا فشيئا، إلى ان يكون مع الله فوق الزمن، ينخطف ولا يعود تحت حكم الزمن. الانسان المؤمن يقول ما قاله يسوع لأمه وليوسف " لماذا تطلبانني؟ ألم تعلما انه ينبغي لي ان أكون في ما هو لأبي". من الطبيعي ان يحب كل انسان امه وأباه واخواته، لكن " من أحب أباً او أماً أكثر مني فلا يستحقني"(متى 10:37). صلوا إذا بلا انقطاع(...).

هذا الزمن الذي نعيش فيه هو زمن التوبة والرجوع الى الله، انه زمن الامتحان والتجربة، لان الانسان المؤمن ينمو بنعمة الله الذي يعضده وينميه بالحق ليصبح ابنا للحق يتكلم به ويحيا فيه اي في الله، الانسان المؤمن يحارب بالحق وعن الحق حتى الموت والله يعضده. يقول يوحنا في سفر الرؤيا: "من يغلب في صراعه ضد الشر بالحق سأجعله عمودا في هيكل الهي لا يعود يخرج الى خارج، واكتب عليه اسم الهي واسم مدينة الهي اورشليم الجديدة، النازلة من السماء من عند الهي واسمي الجديد"( رؤ 3:12).

الانسان المؤمن الذي ينمو بنعمة في الحق انسان لا ينظر الى الوراء، ولا يتردد، واذا جبهته التجارب لا يتوانى، لانه ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله (لو 9:62).

المؤمن انسان يتكلم لغة الله ويبتغي ان يحول الشر خيرا وان يجعل هذه الدنيا فردوسا. "دافع عن الحق حتى الموت والرب إلاله يقاتل معك" (سيراخ 4:28). علينا ان ندافع عن الحق في كل ظرف وحال. لا نساوم ولا نتردد، لاننا متحدون بالحق. عندما تكون مع الله يخلص كلامك حقا الآخرين. ونفوس المؤمنين تتقدس بإطاعة كلمة الحق والثبات فيها في انتظار الظهور المجيد.

المسيح أتى انسانا لكي يستطيع كل انسان اللجوء اليه والاتحاد به والارتفاع الى السماء. في المسيح  ظهر الحق الكامل. انه كلمة الله وهو وحده يعلن الحق، وهو مملوء نعمة وحقا، انا هو الطريق والحق والحياة (يو 14:6) ايمانا بهذا الحق، ايماننا بكلام يسوع يمنحنا الصبر الذي لا يتزعزع، الصبر في المحن والصعوبات والعذابات. والمؤمن حقا يرجو ضد كل يأس. عندما يواجه المؤمن حالة لا يرى فيها الا اليأس والسواد يشتد رجاؤه بالله ويعلو على اليأس والاسوداد والالم قائلا ما قاله يوحنا الحبيب في رؤياه: "تعال ايها الرب يسوع ( رؤ:22:20). منذ ان يعي الحياة ينطلق المؤمن في نموه في الله الى ملء قامة المسيح صارخا باستمرار تعال ايها الرب يسوع، مؤمنا به " والايمان هو الثقة بما يرجى والايمان بأمور لا ترى" (عب 1:11).

فيا أحبة، اسألكم باسم ربكم ان تملأوا زمانكم باستدعاء الرب. لقد اعطي الزمن لكم وعاء، هذه السنة الآتية والسنوات بعدها اعطيت لكم لتتدربوا على الحياة مع الله والبقاء معه، املأوا قلوبكم في كل لحظة بحضور الله. في كنيستنا الرهبان يرددون اسم يسوع مع كل نَفَس لكي يؤكدوا لنفوسهم بأنهم يريدون الله في كل لحظة وبأنهم يحيون به، فيما معظم الناس يضعون الله في المرتبة الثانية واهتماماتهم الدنيوية في المرتبة الاولى.

علينا ان نقرأ كلمة الله في كل وقت وان نتأمل فيها ونهتدي بها لأن حياتنا، مهما علا شأننا وكبرت ثروتنا، معرضة الى الاهتزاز في اي لحظة، قد نمرض او قد يصيبنا مكروه او نشعر بدنو الاجل، وعندها لا ننفك نصلي ونطلب من الله ان يرحمنا  ولذلك من حسنات التجارب انها تقربنا من الله، وهو يريدنا معه.  الشر في هذا البلد وفي اي بلد سببه غيابنا عن الله. الله يقرع باب كل قلب ومن يفتح له يدخل ويتعشى معه (رؤ3:20). رجائي ان تكون حياتكم هذه السنة مباركة بحضور الله فيها، ما هم ان تألمتم، الألم يقدس الانسان ويجعله متواضعا امام عظمة الله.  المؤمنون يعيشون في البر والطهارة او على الاقل يسعون الى العيش في البر والطهارة. دعائي الى الرب ان يجعلكم في طريق القداسة، طريق الخير والبر. ان يجعلكم مواطنين محبين لهذا البلد وبعضكم لبعض، ان يجعلكم اعمدة في بناء هذا الوطن ، امناء له وان يجعلكم انوارا في ملكوته".

 

التحقيق أصدر استنابة للأمن العام للتقصي عن سوري في ملف تويني

النهار 3/1/2006: أصدر قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر استنابة الى الامن العام اللبناني طلب فيها معرفة هوية السوري الذي كان يقيم مع الموقوف السوري عبد القادر العبد القادر في ملف استشهاد جبران تويني ومرافقيه اندره مراد ونقولا فلوطي، وفرّ من لبنان الى سوريا في اليوم الذي حصلت فيه جريمة التفجير في 12 كانون الاول الماضي. وهو كان اقام مع المدعى عليه العبد القادر في غرفة من الصفيح في البورة في المكلس حيث كان يبيع الخردة. وطلبت الاستنابة معرفة اذا كان هذا الشخص غادر الحدود او دخل لبنان بطريقة شرعية. وافادت مصادر قريبة من التحقيق ان العبد القادر يقيم في الغرفة منذ اكثر من عامين مع عدد من مواطنيه الذين يعملون معه في جمع الخردة وبيعها. واقدم رفيقه السوري على المغادرة الى سوريا عندما علم ان القوى الامنية تفتش المنطقة التي حصل فيها الانفجار. وكانت السيارة التي استعملت في جريمة التفجير، وهي من نوع رينو 11 رابيد، بيعت بـ2400 دولار اميركي من الشاري الذي ارسل شخصاً تسلمها وبيعت بعقد على بياض. وطلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية جان فهد اصدار الاستنابة الى الامن العام.

 

تعطيل متفجرة في مقام درزي

النهار 3/1/2006: أفاد مصدر أمني ان القوى الامنية تمكنت أمس من تفكيك متفجرة كانت داخل مقام ديني تابع للطائفة الدرزية في راشيا، وهي عبارة عن قارورة زجاج مليئة بالمواد المتفجرة والمسامير الحديدية كانت معلقة في مدفأة في "مقام الشيخ الفاضل"، حيث تعقد اجتماعات دينية درزية. وكانت معدة للتفجير بمجرد تعرضها لحرارة النار في المدفأة. وقد تنبه حارس الى المتفجرة فيما كان يعد المكان لاستقبال الزوار الذين اعتادو زيارة المقام كل سنة قبل عيد الأضحى، فابلغ القوى الأمنية التي احضرت خبير متفجرات عمل على تفكيك العبوة، وفتحت تحقيقاً في الحادث. واعتبر المصدر ان "هذا العمل تخريبي يرمي الى الحاق الضرر بالمصلين، وان المسامير الحديدية الموزعة داخل القارورة الزجاجية ترمي الى ايقاع اكبر قدر من الاذية بين الحضور.

 

استمرار توقيف منذر الأسد

النهار 3/1/2006: لا يزال منذر الاسد موقوفا لمصلحة القضاء منذ يوم الخميس الماضي. وافادت معلومات "النهار" ان النيابة العامة  التمييزية وجهت كتابا الى السلطات السورية طلبت فيه ايداعها الملف المتعلق باسترداد ابن عم الرئيس السوري بشار الاسد تمهيدا لابداء رأيها فيه.

وكانت النيابة العامة التمييزية طلبت الى الاجهزة المختصة في لبنان معرفة اذا كان منذر الاسد مطلوبا بموجب مذكرة قضائية بعدما تردد انه احد الاشخاص المشتبه في علاقتهم بحادث امني حصل قبل ثلاث سنوات في الشمال.

 

 20 قذيفة قديمة في مغارة

النهار 3/1/2006: أوردت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية أنه تم العثور، قبل ظهر أمس، على عشرين قذيفة هاون من عياري 120 و82 ميلليمتراً في إحدى المغاور في خراج بلدة صليما في المتن الأعلى.

وبعد الكشف الذي أجراه الخبير العسكري، تبين أن هذه القذائف قديمة ويعلوها الصدأ. ونقلت الى احدى الثكن العسكرية القريبة.

 

برنامج لحكم سوريا ولبنان 

الثلائاء 3 يناير - ايلاف

بلال خبيز من بيروت: لم يعد سراً أن حديث نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام نقل الصراع إلى داخل سوريا مباشرة. لا احد بعد اليوم يستطيع القول ان سوريا، على جاري عادة نظامها في العقود الثلاثة الاخيرة، تقاتل من شرفة الدار دفاعاً عن صحنه. المعركة اليوم في الداخل السوري مباشرة وعلى اعلى المستويات. لكن ذلك لن يجنب لبنان واللبنانيين بعضاً من المآسي الكبرى التي ستصيبهم على الأرجح بسبب ضراوة الهجوم السوري في المقبل من الايام. ربما يتوجب علينا التكرار مراراً ان وقائع السنوات الاخيرة في لبنان وسوريا على كافة المستويات تثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، ان هناك خطتان اصليتان وحاسمتان. خطة اميركية  فرنسية، تضطلع فيها فرنسا بدور صاحب المداخلة المرنة، في ما يخص ترتيب اوضاع الشرق الاوسط وفي القلب منها لبنان وسوريا. وفي المقابل ثمة خطة سوريا اصلية تهدف إلى إحكام قبضتها على لبنان بوصفه رئتها الأهم التي يتنفس منها اقتصادها وتدار على حسابه سياساتها. وليس من غريب المصادفات ان تكون المقاومة التي اصلت العدو الإسرائيلي حرباً لا هوادة فيها تدين بالولاء إلى قيادة سورية وتأتمر بأمرها. في وقت يبدو فيه الدم لبناني والأرض لبنانية والمقاتلون لبنانيون إلا ان النصر معقود في نهاية المطاف لقيادة حافظ الاسد ومن بعده بشار الأسد، وعليه ليس مستغرباً ان يهدي امين عام حزب الله بندقية النصر إلى رستم غزالي الغني عن التعريف.

هذا يقع في صلب البنية التي تأسست عليها مقاومة حزب الله وليس شأناً عارضاً، مثلما اثبتت وقائع الأسابيع الاخيرة على أقل تقدير. الفارق بين وجود خطتين اصليتين حيال لبنان والمنطقة وبين ان يكون النظام السوري في حالة دفاع ورد فعل هو الفارق الذي يحدد حدة الهجوم السوري وطبيعته ووقائعه على اكثر من صعيد. ليس في الأمر لبس من اي نوع. تنازل النظام في العراق، وهذه الانتخابات الفلسطينية على الأبواب لم تحرك في سوريا ساكناً. لكن تصريحات المسؤولين اللبنانيين حيال لبنان تظهر كما لو انهم لا يدرون ان جيشهم خرج من لبنان، وان مياه كثيرة جرت تحت جسور العلاقات اللبنانية السورية لم يعد في الوسع كتمان جريانها الهادر.

ربما ايضاً ينبغي علينا ان نلاحظ ان بعض ما تخفيه ملاحظات السيد عبد الحليم خدام على اداء النظام السوري في عهدة الرئيس بشار الاسد، تشير من دون مواربة إلى وحدة الحال والسياسة الداخلية والخارجية في لبنان وسوريا في مجال تصور النظام لكيفية ادارته سياسته. فعلى نحو ما تم الهجوم في سوريا على "الحرس القديم"، واستبدال اركان النظام السوري في عهد الأسد الأب بضباط يدينون بالولاء لأبنائه، جرت في لبنان محاولة تهديم النظام الذي كان الاسد الأب يرعاه، ودعم قوى فتية وغير محنكة او مجربة وتسليمها مقاليد الامور. والحق ان تفضيل الرئيس اميل لحود والتحالف معه على التحالف مع الرئيس الحريري كان محط استغراب واستهجان اللبنانيين كافة. وان استسهال استعداء وليد جنبلاط كان ايضاً من غرائب السياسة السورية. لكن النظام السوري الذي كان يملك وعداً دولياً بتملك لبنان، تصرف بافتراض ان ما يمكن ان يصح في سوريا ذات الحكم الاستبدادي الراسخ يمكن ان يصح في لبنان المطيّف والمتعدد القوى والمنابت من دون اي تعديل. لذلك لم يتورع قادة النظام السوري الحاليين عن قسر اللبنانيين على الرضا بتمثيل منقوص في رأس هرم السلطة وتشوبه عورات لا تحصى.

والحال، فإن ثمة خطة سورية حيال لبنان، وهي خطة اصيلة ولها مقوماتها واسبابها، وبعض هذه المقومات ترقى إلى تاريخ نشوء الكيان اللبناني مستقلاً عن سوريا. فلا يزال الرأي العام السوري ينظر بعين التفهم لمن يعيد التذكير ان لبنان كان جزءاً من سوريا. وان الضلع الناقص على الخريطة السورية هو لبنان وليس لواء الاسكندرون في طبيعة الحال. فبضم لبنان تكتمل مقومات الخريطة السورية جغرافياً ويصبح الدور السوري في المنطقة اوزن واكثر ثقلاً. على هذه الأسس تكتسب الخطة السورية حيال لبنان شراستها المميزة. ويمكن القول ان النظام السوري، في هذا المعنى، يخوض في لبنان معركته الأخيرة.

قبل حديث  السيد عبد الحليم خدام إلى قناة "العربية" كان هذا الامر في لبنان وفي سوريا ايضاً مثار اخذ ورد. لكن الحديث الذي ادلى به نائب الرئيس السوري اعاد ربط البلدين بمعركة واحدة. ويمكن القول انه منذ الاول من كانون الثاني عام 2006 تحولت المعركة إلى الداخل السوري واللبناني على نحو مفتوح ولا مثيل له من قبل. قدم السيد عبد الحليم خدام في حديثه التلفزيوني برنامج حكم. هذا الأمر كان ينقص كافة المعارضات السورية التي تلعلع في فضاء الأنترنت، لم يقل انفتاح وديموقراطية ويقفل الموضوع. تحدث كرجل حكم، طارحاً خطته لخروج سوريا من عنق الزجاجة التي وضعت فيه. ومن ناحية ثانية حسم بالقول ان سبب العزلة الخانقة التي تعانيها سوريا ليس الهجوم الاميركي او التهديد الإسرائيلي او المؤامرات الخارجية، بل السبب الأساس هو سوء الإدارة الحالية. واقترح خطة شبه متكاملة للخروج من المأزق، تبدأ من تحسين العلاقات مع فرنسا، والتفاهم مع السعودية ومصر مروراً بالانفتاح والإصلاحات الداخلية وصولاً إلى استعادة العلاقات المميزة مع لبنان. ولم يكن خافياً على المراقب الحصيف ان السيد الشرع حدد ركائز هذه العلاقة في دقة متناهية، فهو سمى زعامة آل الحريري وآل جنبلاط حليفين اساسيين، ولم يستثن الرئيس نبيه بري من التحالف بل جعله شريكاً اساسياً في المعادلة اللبنانية، وطرح الشروع في حوار جدي مع بكركي واركان قرنة شهوان، ليجعل من هذا التحالف الرباعي مستنده الأساس لتجديد نوع من العلاقات بين لبنان وسوريا مميزة على طول الخط.

والحال فإن السيد خدام حدد حلفاءه في المعركة مع النظام السوري في سوريا وفي لبنان على حد سواء، وحدد خصومه في الوقت نفسه. على هذا الأساس لم يكن مستغرباً ان يصدر الرد الذي صدر من رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يعتبر حليفاً للطرف الثاني في المعركة الدائرة، وليس من قبيل المجازفة القول ان حزب الله يشعر اليوم بحرج شديد نتيجة اضطراره للوقوع في هذا الموقع المدافع عن سوء الإدارة السورية. فلم يعد ثمة من يستطيع ان يجادل مجادلة مقنعة، مدعياً ان عبد الحليم خدام هو جزء من مؤامرة على سوريا، فهذا واحد من ابرز صناع العلاقات اللبنانية السورية على النحو التي رست عليه في بداية القرن الحالي. مما يجعل من طرح حزب الله الداعي إلى تحسين العلاقة مع سوريا والتحالف معها، في ظل هذا النظام محل محنة عسيرة، داخلياً وخارجياً.

مرة أخرى ينضبط البلدان في معركة واحدة، ومرة أخرى يتعالق مصيراهما. وبصرف النظر عن الموازين الخارجية المختلة اختلالاً ساحقاً لصالح سياسة الاعتراض على النظام السوري الحالي، فإن للنظام قوى لا يستهان بقدرتها على إلحاق الأذى بخصومه في كلا البلدين.

 

غسان تويني ترشح لمقعد جبران النيابي 

الثلائاء 3 يناير -"إيلاف" من بيروت : أعلن عميد صحيفة "النهار" غسان تويني، ترشحه لمقعد بيروت النيابي الذي شغر باغتيال نجله النائب جبران تويني. ومن المتوقع أن يفوز بالتزكية نظراً إلى أن القوى الأساسية التي طالبته بترشيح نفسه أكدت له دعمها. وقال في بيان: "منذ استشهاد الحبيب جبران وعلامات الاستفهام ترتسم متزايدة في الأفق الانتخابي: من يخلف جبران؟ ومن يقدر على الاستمرار في حمل الرسالة التي تسببت باغتياله؟ ومن الأقدر على الحفاظ على التمثيل الأقرب الى اجماع بيروت التي كان نائبها، ولو لفترة ظلت قصيرة، ولكنها كانت حبلى بالمعاني والأبعاد".  واضاف: "نشأ تيار شعبي وسياسي لم يتوقف عند مفارقة خلافة أب لأبنه، فكان ثمة الحاح علي من جهات متزايدة أن أقدم ترشحي وأحتكم الى الناخبين. مع الأمل أن أتمكن من الحفاظ على الزخم الشعبي الذي تبلور في استنكار الجريمة النكراء، وفي الحاح أن تظل مدينة بيروت متمثلة في وحدة كلمتها، على ان يكون لنائبها الدور الفذ الذي لعبه باستمرار كبار نوابها منذ ما قبل الاستقلال اللبناني خلال الجهاد من اجله ومن اجل الدفاع عن الحريات العامة وحقوق المواطن وسيادة الشعب، فضلا عن متابعة التزام انماء المدينة واعمارها وتجسيد نهضتها الحضارية والاقتصادية والثقافية".

وختم: "من هذه المنطلقات، جئت أعلن ترشحي للمقعد الارثوذكسي الذي كان جبران تويني قد أنتخب له في 30 أيار( مايو)، معاهدا الشباب الذين مثل واليهم كان يتوجه، ان أكون على العهد أمينا، مستمدا إلهامي من الارث الخلاق الذي خلفته أجيالنا السالفة، ومثاليتها وعناوينها والشعارات، مما به أحصن الدعوة الى الاصلاح السياسي، والانتخابي على وجه التخصيص، ضمن القواعد الدستورية، بانيا مواقفي على التمسك بالمساءلة الدستورية التي تكرسها الشرعية المستمدة من الميثاق الوطني ووحدة اللبنانيين, وانتساب لبنان الى هويته العربية ورسالته التحريرية في محيطها".

حرب يستعجل

على صعيد آخر ، أصدرالنائب بطرس حرب،الموجود في اوروبا في زيارة خاصة، بياناً بصفته محامياً لآل تويني جاء فيه: "بنتيجة متابعة ملف جريمة اغتيال الشهيد جبران تويني، ورغم المراجعات التي قمنا بها مع كل من رئيس الحكومة ووزيرالعدل والنائب العام التمييزي، تسهيلا لتعيين مجلس القضاء الاعلى، لكي يصار الى تعيين محقق عدلي في جريمة الاغتيال، تطبيقا لقرار مجلس الوزراء، تبين ان القضية لا تزال عالقة وان الخلاف الحاصل حول تشكيل مجلس القضاء الاعلى لا يزال مستمرا، مما يحول دون تعيين قاضي تحقيق عدلي في القضية للتحقيق في جريمة الاغتيال، وهو ما يحرم جهة الادعاء، اي الاستاذ غسان تويني والورثة حق متابعة التحقيقات في هذه الدعوى، وحتى من حق الادعاء في وجه القتلة والمجرمين، مما يترك هذا الملف في يد القضاء العسكري الذي لم تعد له صلاحية التحقيق او المحاكمة في الجريمة، بعد صدور مرسوم احالة اغتيال الشهيد جبران تويني الى المجلس العدلي، لان توليه الملف هو تدبير مؤقت لا يسمح بالعمل الجدي والمتابعة الدقيقة لكشف ملابسات جريمة خطيرة كهذه الجريمة".

اضاف النائب حرب: "مع اخذنا في الاعتبار الظروف السياسية التي تتخبط بها البلاد والخلافات الحاصلة حول القضايا السياسية العامة، الا ان ما لا يمكن ان نفهمه او نقبله، هو ان تبلغ الخلافات حد افساح المجال امام من ارتكب جريمة اغتيال النائب تويني للتفلت من العقاب، لانه من المعروف ان كل يوم تأخير في التحقيق في قضية جنائية يساهم في تغطية معالم الجريمة واخفاء الادلة وتضليل التحقيق، وهو ما يشكل بنظرنا جريمة اغتيال ثانية لجبران تويني(...)".

 

إسرائيل تقرر غدا مصير قرية الغجر اللبنانية 

الثلائاء 3 يناير - . أسامة العيسة

ايلاف:اعتبرت قرية الغجر الحدودية بين إسرائيل ولبنان، لسنوات طويلة، إحدى أكثر المواقع الأمنية هدوءا بالنسبة لإسرائيل، وتختلف عن مثيلاتها من قرى الجولان المحتل، بقبول سكانها طواعية الجنسية الإسرائيلية، وعدم مشاركتهم في مظاهر العصيان التي شهدها الجولان، بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ولكنها تحولت منذ الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، في أيار (مايو) 2000، إلى ما تعتبره المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ثغرة أمنية لا يمكن تجاهلها.

وقسم ترسيم الحدود الذي نفذته الأمم المتحدة، وعرف باسم الخط الأزرق القرية نصفين، واستمر الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على نصف القرية الواقع شمال الخط الأزرق، وهو وفقا للترسيم الدولي يقع في الأراضي اللبنانية. وشكل وضع القرية هذا عبئا امنيا على إسرائيل، وتمكن حزب الله من تجنيد عددا من سكان القرية، التي كانت مسرحا لعمليات متبادلة بين الحزب وقوات الجيش الإسرائيلي، آخرها في شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عندما حاول عناصر من حزب الله خطف جنود من القسم الجنوبي في القرية، فقتل ثلاثة منهم في كمين إسرائيلي.

ويتهم بعض سكان القرية بالعمل في التهريب والذي يشمل السلاح والعتاد والمخدرات، وأشياء أخرى كثيرة، تهرب عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان.

ومن المنتظر أن تعقد القيادة الإسرائيلية الأمنية والسياسية اجتماعا غدا الأربعاء للنظر في اقتراح قدمه جهاز الأمن العام (الشاباك) بهدم منازل القرية شمال الخط الأزرق، وإعادة توطين سكانها داخل إسرائيل، كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية، ووضع سياج وجدار في المنطقة، ويعارض هذا الاقتراح فضلا عن سكان القرية، قيادة الجيش الإسرائيلي، التي ترى أن الأنسب هو تشديد التدابير الأمنية في المنطقة.

ويساند الجيش في رفضه الاقتراح مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون، ووزارة الدفاع. وكان اقتراح هدم القسم الشمالي من القرية طرحه افي ديختر، رئيس الشاباك السابق والمنضم حديثا لحزب كاديما برئاسة ارئيل شارون. وكان شارون طلب من الجهات الأمنية في العام الماضي رأيا حول الموضوع، ولكنه لم يحسم رأيه بشكل نهائي. وسيقرر مصير قرية الغجر غدا الاجتماع الذي سيحضره بالإضافة إلى ارئيل شارون، شاؤول موفاز وزير الدفاع، ودان حالتوس رئيس الأركان، وافويل ديسكن رئيس الشاباك، وممثلون عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والمستشار القانوني للحكومة.

ويذكر انه يعيش في القسم الشمالي للقرية نحو 400 نسمة، يعارضون بشدة أي قرار لهدم منازلهم وتشريدهم كما يقولون، رافضين إغراءات الحكومة الإسرائيلية بإعادة التسكين والتعويض.

ولم يصدر موقف رسمي أو غير رسمي من الحكومة اللبنانية، في شأن يتعلق بسيادتها في المنطقة، وبمصير مواطنين لبنانيين.

 

"اللجنة العالمية لمتابعة 1559": نشر الجيش فوراً في الجنوب

النهار 3/1/2005طالبت "اللجنة العالمية لمتابعة تنفيذ القرار ارقم 1559" الحكومة "بارسال الجيش فوراً الى الجنوب، تطبيقاً للقرار 1614 وقطع الطريق على محاولة المنظمات الارهابية ادخال لبنان مجدداً الصراع الدائر في الشرق الأوسط من خلال منظومة المقاومة التي لن تتوقف". وجددت دعوة رئيس الجمهورية الى "الاستقالة او اقالته كتعويض عما حدث ويحدث للبنانيين في عهده الممدد له".

عقدت اللجنة اجتماعها الدوري في مقرها في بيروت، برئاسة المنسق العام طوني نيسي، وأصدرت البيان الآتي: "راقبت اللجنة بقلق شديد التطورات الخطيرة التي تحصل في البلاد والتي تجلت أخيراً في اغتيال شهيد القرار 1559 النائب جبران تويني واشعال جبهة الجنوب وتوجيه رسالة واضحة عن امكان وضع لبنان ضمن منظومة مشكلة الشرق الأوسط، وذلك بالسماح لتنظيم "القاعدة" باستعمال الاراضي اللبنانية ساحة جديدة لصراعاتها مع العالم الحر، في محاولة سافرة للضغط على الحكومة اللبنانية وقوى ثورة الارز للقبول بشروط سوريا وعملائها في لبنان، وبالتالي وضع لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي لا يستطيع ان يتحمل عقباها، وهي رفض التنفيذ الكامل للقرار الدولي الرقم 1559.

واذ نثمن التصريحات الجريئة والحكيمة التي صدرت عن قوى تهمها مصلحة لبنان أولاً، وخصوصاً تلك التي ادلى بها أخيراً رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ووزيرة الشؤون الاجتماعية نائلة معوض ووزير الشباب والرياضة احمد فتفت، ووزير الاعلام غازي العريضي والنائب السابق فارس سعيد، نؤكد الآتي:

-- نكرر المطالبة باستقالة او اقالة الرئيس العماد اميل لحود كبداية تعويض عما حدث ويحدث للبنانيين في عهده المدد، وبخاصة اغتيال الشهيد النائب تويني.

-- على حكومة الرئيس السنيورة ارسال الجيش اللبناني لاغلاق كل الحدود السائبة بين لبنان وسوريا من أجل قطع الطريق على أي محاولة جديدة لادخال عناصر وعتاد وأسلحة لدعم الارهابيين في الداخل. وندعوها الى الاستعانة بخبرة الامم المتحدة وقدراتها لمساعدة الجيش ميدانياً ولوجستياً لتطبيق ذلك.

-- على الحكومة ارسال الجيش فوراً الى الجنوب، تطبيقاً للقرار 1614 وقطع الطريق على محاولة المنظمات الارهابية ادخال لبنان مجدداً الى الصراع الدائر  في الشرق الأوسط من خلال منظومة المقاومة التي لن تتوقف والتي لن تسلم السلاح للشرعية حتى دحر اسرائيل في البحر وطرد اميركا من الشرق الأوسط والدفاع الدائم عن فلسطين وسوريا وايران، انطلاقاً من جنوب لبنان (تصريح المسؤول في "حزب الله" الشيخ فيصل شكر في "يوم القدس" في بعلبك والذي بدأت ترجمته ببيان "القاعدة").

-- على الحكومة ان تباشر فوراً اتخاذ خطوات عملية، بمؤازرة الامم المتحدة، تؤدي الى التطبيق الكامل للقرار 1559 وبالتالي لكل القرارات الدولية، اذ ان مسلسل التفجيرات والاغتيالات يرمي اساساً الى تأخير تنفيذ هذه القرارات وتعطيلها وبالتالي فالمسلسل مستمر، ويجب توقيفه.

أخيراً وليس آخراً، نبلغ الشعب اللبناني ان اللجنة انجزت وضع تقريرها الدوري وأرسلته الى الأمانة العامة في واشنطن التي ستصدر المقررات والتوصيات وترفعها مع التقرير الى المراجع المختصة، وخصوصاً الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومبعوثه الخاص السيد تيري رودلارسن.