مفهوم المجد في أدبيات حزب الله

بقلم/الياس بجاني

 

يوم السابع من أيار سنة 2008 كان يوماً مجيداً طبقاً لمعايير وأدبيات قادة ورعاة حزب الله المحليين والإقليميين، فيما الحقيقة الصارخة وطبقاً لكل المعايير الحقوقية والدستورية الدولية هو يوم جاهلي وهمجي وبربري وبلطجي بامتياز، وأي قول غير هذا هو كفر ودجل ونفاق وتعامي عن الحق والحقيقة.

 

إنه ورغم كل الدعوات المتكررة للسيد نصرالله من رجال دين وسياسيين وأكاديميين للاعتذار عن ذلك اليوم الأسود الدامي والإجرامي فإن الرجل باستعلاء وتكبر وفوقية مصر على أن ذلك اليوم الغزوة كان مجيداً حيث قامت فيه جحافله الميليشياوية والأصولية والإيرانية بحماية السلاح بالسلاح. أليس هذا منطق شريعة الغاب الذي ساد في العصور الحجرية حيث كان القوي يستعبد الضعيف؟

 

ترى هل مفهوم المجد كما يسوّق له السيد نصرالله ويتباهى يكمن في غزوة بيروت والجبل وبارتكاب فظائع القتل والتنكيل والإرهاب بحق المواطنين اللبنانيين العزل؟

هل المجد بنظره هو التطاول والإعتداء على الكرامات واستباحة المحرمات وتدمير الممتلكات وأقفال وحرق وسائل الإعلام وقهر وإذلال الآخرين عن طريق السلاح؟

 

من أعطى جحافل حزب الله الشرعية للقيام بغزوتها، وهي ميليشيا أصولية وإرهابية وخارجة على القانون؟ ميليشيا إيرانية القرار والتسليح والأهداف والعقيدة والولاء.

بالتأكيد لا شرعية لوجود حزب الله ولا لسلاحه، ولا صفة قانونية لقادته وبالتالي كل ما قام به هذا الحزب من أعمال عسكرية تصنف في خانة الإجرام وقطع الطرق والتعديات.

 

طبقاً لكل معايير العدل والقانون إن ما قامت به جحافل ميليشيات حزب الله في 07 أيار سنة 2008 هو جريمة بشعة كاملة الأوصاف ومطلوب محاكمة من أمر بها، ومن نفذها، ومن تستر، عليها أو كان شريكا فيها، وكل ما عدى هذا هو الكفر والتجني والظلم بأبشع صورهم.

 

بيروت وأهلها وقادتها الأحرار انتفضوا مجدداً في ذكرى الغزوة وقالوا بصوت عال وجهور لا للغزوات البربرية، ولا للسلاح المجرم المتفلت، ولا للدويلات والمربعات الأمنية، ولا للتفرد بالحكم، ولا لقانون انتخابي يُفصل على مقاس ومصالح حزب الله والمرتزقة والتيمورلنكيين، ولا للإستكبار والفوقية، ولا لمشاريع ومخططات وأوهام دولتي محور الشر وحزب الله.

 

وقالوا أيضاً نعم للدولة اللبنانية ولسلطتها الكاملة على كل التراب اللبناني بواسطة قواها الذاتية، ونعم للحق والعدل والمساواة والقانون، ونعم للمحكمة الدولية وللقضاء العادل، ونعم وللاقتصاص من كل المجرمين الذين نكلوا بأهل بيروت والجبل واغتالوا قادة ثورة الأرز ويمنعون قيام الدولة اللبنانية واستعادة الاستقلال والسيادة والحريات.

 

السيد نصرالله الذي يصر اليوم على أن غزوة جحافله لبيروت والجبل كانت يوماً مجيداً، كان أذاق أهلنا في الجنوب طعم مجده هذا عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة الحدودية سنة الألفين حيث وعلى نفس خلفية معاييره وأدبياته ومفهومه للمجد هدد يومها أهلنا هناك علناً وعبر كل وسائل الإعلام بدخول مخادعهم وقطع أعناقهم وبقر بطونهم.

 

يبقى أنه وحتى لا تتكرر غزوة بيروت والجبل المطلوب وضع سلاح حزب الله وباقي الأسلحة الميليشياوية اللبنانية والفلسطينية والسورية بأمرة وإشراف الجيش اللبناني وإقفال دكاكين الدويلات والمربعات الأمنية كلها والعودة إلى الاحتكام للقانون وليس للسلاح.

 

من المحزن أن لبنان اليوم مهيمن على قراره وأمنه ومؤسساته من قبل دولتي محور الشر، سوريا وإيران بواسطة جيش حزب الله الذي هو إيراني القرار والقيادة والتمويل والأهداف والعقيدة والمرجعية.

لإنهاء احتلال قوى وميليشيات محور الشر للبنان المطلوب من قوى ثورة الأرز في الداخل وبلاد الانتشار الذهاب إلى مجلس الأمن والمطالبة بوضع القرار الدولي 1701 تحت البند السابع وتكليف القوات الدولية الموجودة في الجنوب مسؤولية تأمين كل ما يلزم أمنياً وإدارياً لاستعادة الدولة لسلطتها وحصر السلاح بقواها الذاتية فقط.

 

*معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

البريد الألكتروني Phoenicia@hotmail.com

الموقع الألكتروني http://www.10452lccc.com

*تورنتو/كندا في 07 أيار/2012