المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

تقرير خاص/الذكرى 30 لإنتخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية

25 آب/2012

 

 

قضية بشير هي كرامة وحرية وعنفوان كل لبناني سيادي

بشير الجميل حي بعد 30 سنة على اغتياله وقادة أموات وهم أحياء/الياس بجاني/25 آب/12
بالصوت/بشير الجميل حي بعد 30 سنة على اغتياله وقادة أموات وهم أحياء/الياس بجاني/25 آب/12

الذكرى 30 لإنتخاب بشير/شعب بشير لبنان، شعب ايمان وفداء ورجاء وقضية ومحبة وفرح
فيديو من تلفزيون المر/وقائع الاحتفال بالذكرى الثلاثين لإنتخاب الشيخ بشير رئيساً للجمهورية اللبنانية/23 آب/12
بالصوت/وقائع الاحتفال بالذكرى الثلاثين لإنتخاب الشيخ بشير رئيساً للجمهورية اللبنانية/23 آب/12
بالصوت/كلمة النائب نديم الجميل في احتفال الذكرى 30 لإنتخاب بشير رئيساً للجمهورية/25 آب/12

 

بشير الجميل حي بعد 30 سنة على اغتياله وقادة أموات وهم أحياء

بقلم/الياس بجاني*

لأن الحق هو الله الذي لا يموت ولأن الشر هو ابليس الذي لا يقدر أن ينتصر على الخير تحت أي ظرف نرى بوضوح تام وبعد 30 سنة على اغتيال الحلم، بشير الجميل، أنه هو لا يزال حياً في روحية وحراك القضية التي رفع شعارها وقدم نفسه قرباناً على مذبحها، فيما رتل من القيادات الزمنية والدينية وكثر منهم كانوا مؤيدين له وفي نفس خطه الوطني والسياسي هم أموات رغم أن الله لم يسترد منهم بعد نعمة الروح كونهم ابتعدوا عن خالقهم ولا يخافونه وكفروا بلبنان وبإنسانه وتحولوا إلى تجار دم.

على خلفية فكر وشجاعة وشفافية وصراحة وحلم بشير يمكننا القول معه وبصوت عال وجهور، أنه مجرم وقاتل وزنديق ومارق كل من يؤيد أو يدافع عن الرئيس السوري الأسد الذي يقتل شعبه ويريد أن يحكمه بقوة السلاح والبطش والإرهاب. هذا الرجل هو دراكولا أي مصاص دماء، ويكون على شاكلته كل من حتى يقف موقفاً محايداً من إجرامه.

ومع بشير القضية نقول، هو مجرم وقاتل وزنديق كل من يقف ضد العدالة في لبنان ويتستر على إجرام أوباش الأسد والملالي من الميليشيات والمرتزقة والمأجورين والصنوج والطبول وممتهني الاغتيالات والفوضى والمافياوية وتجار المقاومة والممانعة والتحرير.

ومع الباش بشير نقول، مجرم ومنافق وزنديق كل من يحاول التعمية على الجريمة الكبرى التي كان النظام السوري بطريقة إلى تنفيذها من خلال الإبليسي ميشال سماحة. ونعم في خانة وضيعة ومنحطة نضع وزير العدل اللبناني أن لم يمارس كل ما هو مطلوب منه قانونياً ومعه وفي نفس الخانة نضع  الحكومة اللبنانية وكل رجال القضاء والسياسيين والمسؤولين والقياديين ورجال الدين والمواطنين الذين يعطلون إحقاق الحق وتبيان الحقيقة والاقتصاص من ميشال سماحة وغيره من المتورطين في المؤامرة القذرة من لبنانيين وسوريين وغيرهم.

وفي ذكرى انتخاب البشير رئيساً نقول معه أيضاً، ويل لأمة لا تخاف الله فيما تقول وتعمل ولا تحترم الشهداء من بنيها وتتاجر وتساوم على تضحياتهم وكراماتهم ويمتهن قادتها ورجال أديانها والمسؤولين فيها عاهات الذمية والتقية والإستزلام والنرسيسية.

 تعود بنا الذاكرة إلى 30 سنة مضت باعتزاز وفخر وإيمان وعرفان بالجميل مع شكر الرب على كل نعمه وعطاياه. تعود بنا الذاكرة إلى انتخاب قائد المقاومة اللبنانية الشيخ بشير بيار الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية في 23 آب 1982 . نتذكر ولا ننسى ولا يجب أن ننسى في المناسبة هذه أن نقارن بموضوعية وصدق وشفافية بين ممارسات وفكر وعناد وشجاعة ومواقف وتقوى بشير وبين ممارسات وأقوال ومواقف وجبن غالبية القيادات المارونية الحالية تحديداً.

ونحن نسترجع حقبة بشير المشرّفة في ذاكرتنا ووجداننا والضمائر نطلب لنفسه الطاهرة الراحة الأبدية ونلعن في نفس الوقت أيام المحل والانحطاط الأخلاقي والوطني والسياسي التي وصلنا إليها حيث بات حضور غالبية القادة الموارنة روحيين وزمنين ومسؤولين هو غياب بعد أن امتهنوا التقية والذمية والخنوع وفضلوا بوقاحة المصالح الشخصية على المصلحة العامة فانتهوا مهمشين وتابعين لا يُحسب لهم حساباً ولا يجدون من يثق بهم ويحترمهم أو يأخذهم في عين الاعتبار حتى بين أهل بيتهم وأبناء طائفتهم.

إلا أنه ورغم السواد القاتم الذي يحيط بمصداقية وإيمان وثبات غالبية القيادات المارونية واللبنانية الحالية لا يمكننا إلا أن نرى الأمل في شباب لبنان السياديين الملتزمين بسيادة وحرية وكرامة واستقلال وطن الأرز رغم كل الصعاب والشدائد والتحديات والمكائد.

إن الفرق شاسع وعلى كل المستويات بين القيادات المارونية الحالية تحديداً وبين البشير ومعه كوكبة القياديين التاريخيين الذين كانوا عماد الجبهة اللبنانية. الفرق ببساطة هو في أطر وأسس مفهوم القضية اللبنانية. قادة اليوم الصغار في قاماتهم الوطنية يتاجرون بالقضية والهوية والتاريخ ويفصلون كل شيء على ما يتناسب مع مصالحهم وأطماعهم وطموحاتهم وأحقادهم وجنونهم وأرصدتهم، في حين أن البشير وقادة الجبهة اللبنانية كانوا جنود أوفياء للقضية ولكرامة الإنسان اللبناني عن إيمان خالص ولم يكن عندهم أي زغل أو غش أو نفاق أو جبن وكانوا دائماً على استعداد كامل للاستشهاد بفرح من أجل عزة وكرامة وطن الأرز وحريته وسيادته واستقلاله.  نحزن اليوم عندما نرى القيادات المارونية الزمنية والروحية الحالية تخاف المجاهرة بمواقفها الحقة، فتتجابن وتساير وتساوم وتماشي الشر والأشرار وتتخلى عن شهداء وأبطال القضية، لا بل تهجر القضية بكل مكوناتها من هوية وتاريخ ونضالات وتخجل بها وبالشهداء.

نحزن عندما لا نسمع صوتا واحدا لا دينياً ولا زمنياً يدافع بجرأة عن حق وكرامة أهلنا الأشراف والوطنيين والضحايا الذين اجبروا على الهرب إلى إسرائيل سنة ألفين، وعن مصير المئات من أحرارنا المغيبين قسراً في سجون الأسد النازية. نحزن ونحن نرى أراضي المسيحيين بما فيها أملاك كنيستهم يسرقها حزب الله ويُهجر أهلها بوقاحة فيما القادة الموارنة إما يلتزمون الصمت المطبق أو يغطون السرقات ويباركونها. نحزن ونحن نرى أن الاغتراب اللبناني يُحرم بكل وسائل البلطجة والكفر والزندقة من ممارسة حقوقه فيما القادة وخصوصاً المسيحيين منهم يتلهون بشق الاغتراب وبنقل أحزابهم الشركات وعصبياتهم وجهلهم وتناقضاتهم إليه. فعلا أنه زمن محل وجحود تحول فيه معظم قادة لبنان الروحيين والزمنيين والمسؤولين إلى تجار وكتبة وفريسيين وزنادقة وقحين، وبالتالي قد حان الوقت لأن يحمل اللبناني الشريف والوطني سوط "كرباج" الشيخ البشير ليقلب موائدهم مردداً مع السيد المسيح: بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص".

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 25 آب/2012

 

"مؤسسة بشير الجميل" أحيت ذكرى انتخاب بشير الجميل رئيسا

نديم الجميل: لا نستطيع أن نبني وطنا كل 20 سنة تندلع فيه حرب أهلية

 وطنية - 23/8/2012 أحيت "مؤسسة بشير الجميل" الذكرى الثلاثين لانتخاب الشيخ بشير الجميل رئيسا للجمهورية في 23 آب 1982 باحتفال رسمي وشعبي أقامته على ملاعب مدرسة اللعازارية في الاشرفية، بعنوان "بقيتم... واليوم تنتصرون".

وأنشدت خلال الاحتفال أغاني وأناشيد المقاومة اللبنانية وأناشيد البشير لمدة ساعتين. وملأ الجمهور الساحات المحيطة بالمدرسة حتى ساحة ساسين، وأحاط النائب نديم الجميل والنائبة السابقة صولانج الجميل ويمنى الجميل. وبث الاحتفال على شاشة عملاقة مباشرة.

حضر الاحتفال ممثل الرئيس أمين الجميل نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية شاكر عون، الوزير السابقة نايلة معوض، النواب: ميشال فرعون، جان أوغاسبيان، رياض رحال، فادي كرم، فادي الهبر، إيلي ماروني، سرج طورسركيسيان، باسم الشاب، شانت جانجنيان، سيبوه قلبقيان، نهاد المشنوق، جوزف المعلوف، غسان مخيبر، عاطف مجدلاني، رياض رحال، وتمام سلام، الوزير السابق سليم الصايغ، الامين العام لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد، رئيس جمعية الصناعيين نعمت فرام، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الأمين العام للحزب المهندس عماد واكيم، جويس أمين الجميل، مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض يوسف معوض، النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب اللبنانية سجعان قزي، الإعلامية مي شدياق، روز انطوان شويري، اعضاء مجلس بلدية بيروت، مخاتير الاشرفية والرميل والصيفي، أعضاء في المكتب السياسي الكتائبي ورؤساء أقاليم المناطق وقدامى المحاربين في "القوات" والكتائب.

في بداية الاحتفال وبعد النشيد الوطني، ألقى النائب نديم الجميل كلمة قال فيها: "يا رفاق، 23 آب 1982، بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية. 23 آب، تحقق حلم جمهورية على امتداد وطن، بشير نقل جمهور المقاومة إلى جمهوريتها. 23 آب، كل مقاوم وكل شهيد، كل مواطن وكل واحد منكم شعر بأنه أصبح هو رئيس جمهورية لبنان. 23 آب، هو تاريخ انتصار بشير، انتصار المقاومة اللبنانية، انتصار للبنان... لكل اللبنانيين".

أضاف: "يا رفاق، 21 يوما، كم هي قليلة بعمر الوطن؟ صحيح ما تقوله الاغنية، لكنها كانت كافية لنقدم نموذجا عن كيف يجب أن يكون الوطن، وكيف يجب أن يكون الرؤساء والمسؤولون. في 21 يوما، حقق بشير المستحيل لأن لم يكن عنده أمر مستحيل. لقد برهن لنا أن الدولة هي خيارنا الوحيد، وأكد لنا أن الدولة هي الرهان الصائب".

وتابع: "اليوم، التاريخ يتابع دورته: بعد 30 سنة من تزوير تاريخنا وتشويه صورة بشير وذكراه، فما يظهر اليوم وفي كل يوم أن بشير كان على حق. أنتم كنتم على حق، فاليوم الكل عاد إلى مشروع بشير. "بقيتم... واليوم تنتصرون". منذ 30 سنة حتى اليوم، رفعنا كأس "الباش" وقلنا له: "ونبقى". في هذه اللحظة، هو يرفع كأسنا، ويقول لنا: أنتم بقيتم، فاذهبوا اليوم وحققوا الانتصار". نحن اليوم أمام مرحلة جديدة، المطلوب أن ننتقل من ال10452 كيلومترا مربعا كمساحة وطن إلى 10452 كيلومترا مربعا مساحة قيم وأخلاق. نحن اليوم في زمن جديد يرمز إليه تاريخ 23 آب. نحن في زمن الانتصار، نحن في زمن الانتصارات".

وقال: "من صمد وضحى واستشهد هو بشير وأنتم. من أخرج السوري من الأشرفية وزحلة وعين الرمانة هو بشير وأنتم. من طرد المحتل السوري هو نضالكم من بشير إلى آخر شهيد سقط في ثورة الأرز. واليوم، المعركة يتابعها أبطال في سوريا، هم أيضا قرروا أن ينتفضوا لكرامتهم وحريتهم. هذه المعركة هي معركة شعبين في بلدين ضد المجرم السفاح نفسه في وجه المستبد القاتل نفسه، هي معركة استرداد الكرامة، كرامة المواطن وكرامة الانسان، هي معركة تجري على امتداد العالم العربي، هي معركة الشباب العربي".

أضاف: "يا رفاق، أنتم وأنا على عاتقنا مسؤولية تاريخية لا نستطيع أن نبني وطنا كل 20 سنة تندلع فيه حرب أهلية. لبنان الذي نريد أن نبنيه هو لبنان الذي تتساوى فيه كل مجموعات النسيج الوطني بالحقوق والواجبات. في هذا اللبنان، ممنوع أن تكون فيه من الآن فصاعدا طائفة "عادية" وطائفة "سوبر"، طائفة "برصاص"، وأخرى "بلا رصاص". لبنان الذي نريده، يجب أن نحترم فيه حرية وحقوق الانسان، حرية وكرامة المواطن. لم نعد نستطيع السير خلف شعار "لا صوت يعلو على صوت المعركة". وفي النهاية، المواطن غير معتبر. واجبنا أن نؤمن لكل لبناني أمنه، أمنه المعيشي، البيئي والتربوي والصحي. لبناننا هو لبنان القيم، لبنان حيث المرأة والرجل يتساويان بالقانون بدون تمييز. لا يمكن أن نقبل في القرن ال21 بأي تمييز جنسي، عنصري، عرقي، طائفي أو مذهبي. إنه لبنان الذي نعيد فيه مكانة للقيم: قيمة الصدق والنزاهة، قيمة "قول الحقيقة مهما كانت صعبة". لبنان الذي نريده يتساوى فيه ابن الناطور مع ابن رئيس الجمهورية، وفيه جيش واحد يفرض هيبته على ال10452 كيلومترا مربعا، ولا يمنع فيه عرض مسرحية لأن الأمن العام... لم يفهمها".

وتابع: نريد لبنان حيث الهجرة خيار، لا ضرورة أو حاجة، نريد لبنان "يلي جراسنا بدا تضل تدق فيه ومآذننا بدا تضل تصلي فيه"... هذه فرصتنا ليكون لدينا وطن وجمهورية في لبنان".

وختم: "يا رفاق، في 23 آب 1982 نزلتم إلى الطرق وابتهجتم واحتفلتهم ورقصتم فرحا. لقد اعتقدوا أنهم في 14 أيلول بإمكانهم أن يسرقوا انتصارنا، فرحنا، أملنا بالمستقبل، أملنا بلبنان، وأن يقتلوا فينا الحلم. نحن هنا في لبنان جئنا اليوم لنؤكد ان مشروعنا باق، وأن مشروعنا انتصر، وانتصر لبنان، وهم إلى زوال، إلى مزبلة التاريخ، ولو بعد حين.

عاش رئيس الجمهورية بشير الجميل، عاشت المقاومة اللبنانية ليبقى لبنان".

بعد ذلك، أدت الفرقة الموسيقية الأغاني والاناشيد.

 

الأشرفيّة تحيي ذكرى انتخاب بشير: الدولة خَيارٌ وحيد

الآن سركيس/جريدة الجمهورية/23 آب/12

ساحة الحدث مدرسة اللعازرية، وملعب المدرسة امتلأ منذ الساعة الثامنة مساء، المواكب السيّارة تجول في طرقات وأزّقة الأشرفيّة، التي خاض فيه بشير حرب المئة يوم وحرّرها من الجيش السوري المحتل. وغالبية الشباب المتحمّس ساروا مشياً على الأقدام حاملين أعلام "الكتائب" و"القوات" ومرتدين قمصاناً رُسمت عليها صورة بشير الجميّل.

عند الدخول إلى حرم الاحتفال يستقبلك بشير بصوره الموضوعة على الجدران، مرتدياً بذّته العسكريّة، حاملاً رشاشه، مقاتلاً في الأشرفية وزحلة، والصورة الأهم هي لحظة انتخابه رئيساً للجمهوريّة في بذّة رسميّة. من مختلف المناطق حضر المحبّون، الجيل الشاب الذي عرفه عبر خطاباته وسمع عنه، والأطفال الذين سيسمعون عنه عندما يكبرون، والمقاتلون الذين كانوا معه في ساحة المقاومة.

بطرس من زحلة، خاض مع بشير حروباً عدّة في مواجهة الفلسطيني وقاتل على محور عين الرمانة - الشياح وفي زحلة، أتى لحضور الحفل، والصدفة تجمعه برفاق السلاح الذين لم يرهم منذ فترة بسبب ظروف الاضطهاد التي فرضتها فترة الاحتلال السوري حيث هُجّروا الى الخارج. أمّا الآن فالمحتل أصبح خارج لبنان، والأشرفية التي ذاقت الأمرّين منه تنظر لحظة سقوطه وبالطبع ستفرح وسيفرح معها الشعب السوري. حان وقت بدء الاحتفال الذي أرادته العائلة فرحاً وموسيقى، تدخل يمنى بشير الجميّل حاملةً مشعل الحرية، لتتبعها أفواج كشافة "القوات" و"الكتائب"، بعدها يعتلي نديم الجميّل المنبر على وقع التصفيق الحارّ، معلناً أنّ "23 آب هو تاريخ انتصار بشير والمقاومة ولبنان وكل لبناني، فالواحد والعشرون يوماً التي سبقت اغتياله كانت كافية لإظهار كيف يجب أن يكون أداء الرؤساء في الوطن، وهو برهن أن الدولة هي الخيار الوحيد والرهان الصائب.

الدولاب يبرم دورته الكاملة اليوم بعد 30 عاماً من تزوير تاريخنا وتشويه صورة بشير وذكراه، وما يتبين اليوم أنّ بشير كان على حق ولبنان على حق والجميع يعودون اليوم الى مشروع بشير".

"الجميع يعود الى مشروع بشير"... فالخط الذي كان يتواجه معه بشير نهجاً وإيديولوجية حضر أيضاً، النائب تمّام سلام نجل رئيس الوزراء صائب سلام يدخل قاعة الإحتفال ويجلس في الصفوف الأماميّة، فنظرة والده إلى دور لبنان اختلفت عن نظرة بشير، إذ كان يبدّي القضيّة الفلسطينيّة وقضايا العرب على القضيّة اللبنانيّة ويعطيها الأولويّة.

بشير صاحب شعار الـ10452 كلم أرادها نديم بعد 30 عاماً، "مساحة قيم وأخلاق، ونحن في زمن جديد من الانتصارات. ومن صَمَد وضحّى واستشهد هو بشير، وأنتم ومن اخرج الجيش السوري وطرد المحتل، ونضالكم من بشير إلى آخر شهيد في ثورة الارز والمعركة يكملها ابطال في سوريا الذين قرروا الانتفاض لكرامتهم وحريتهم"، مؤكداً أن "المعركة هي معركة شعبَين في بلدين ضد المجرم السفاح نفسه، ومعركة استرداد كرامة المواطن والانسان وتجري على امتداد العالم والشباب العربي".

وقال: "لا يمكن بناء وطن ثم تجري حرب اهلية كل 20 عاماً، فممنوع ان يكون عندنا طائفة "سوبر" وطائفة "عادية"، وواحدة برصاص واخرى "بلا رصاص"، يجب احترام حرية وحقوق كل انسان ومواطن، لا يمكن ان نسير وراء شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". بعد إنتهاء كلمة نديم، بدأت الأناشيد التي إستهلّت بالنشيد الوطني اللبناني من ثم نشيد "الكتائب" و"حرّاس الأرز" و"الأحرار" و"القوات"، لتنطلق بعدها الأغاني الحزبية من أناشيد المقاومة اللبنانيّة في زمن الحرب، على وقع خطابات بشير وصور من أبرز محطات المقاومة التي نجحت في إنهاء الوجود الفلسطيني وخروج الجيش السوري، ويبقى أمامها التحدي الأهم وهو بناء دولة قويّة عادلة تملك وحدة القرار والسلاح.

 

23 آب 1982... بشير رئيساً للجمهوريّة

 فؤاد ابو زيد/الديار/23 آب/12

23 آب 1982 ليس يوما عابرا في تاريخ لبنان الحديث، ولا هو يوم تشرق فيه الشمس وتغيب مثل اي يوم اخر، انه اليوم الذي وصل فيه الى سدّة الرئاسة الاولى شاب مقاوم، اقسم بدمه وبدم رفاقه الشهداء، ان يعيد الحياة الى عروق هذا الوطن، مطعّمة بالعنفوان والكرامة والسيادة والعيش الحقيقي المشترك بين جميع مكونات الشعب اللبناني، بعيدا من غلبة فريق على اخر، والاهمّ من كل هذا تصميمه على انشاء جيش لبناني الهوى والانتماء والعقيدة من مائة ألف جندي، يحمي حدود لبنان وقراره الحرّ من الطامعين به والمعتدين عليه. ان تتمكن القوات اللبنانية من ايصال بشير الجميّل، ابنها وقائدها الى منصب رئاسة الجمهورية في 23 آب 1982، فهو الحدث الكبير الذي توّج نضالات وشهادة عشرات ألوف القواتيين ومئات ألوف اللبنانيين، ولم يكن الهدف السعي وراء منصب، بل كان الهدف التفتيش عن وسيلة تنقذ لبنان من الموت والدمار، وتضعه على سكّة الدول الديموقراطية القويّة السيدة القابلة للحياة، فكان بشير حاضرا وجاهزا لهذه المهمة التاريخية الخطيرة، وبرهن عن قوّته وحضوره وجهوزيته في تصرّفه كرئيس للجمهورية في الـ 23 يوما التي سبقت زلزال اغتياله في 14 ايلول 1982 على يدّ من اراد ان يبقى لبنان ساحة وليس وطنا، كما هو واقع الحال بعد ثلاثين سنة على انتخابه. في 23 آب 1982 وصل بشير الى رئاسة الجمهورية، مسيحيا مارونيا، فرح به المسيحيون والموارنة وعندما قتلوه في 14 ايلول 1982، قتلوا رئىسا لبنانيا عربيا توحيديا اصلاحيا من الدرجة الاولى. خافه المسلمون عند انتخابه، لأن الانسان عدوّ ما يجهل، وعندما عرفوه، احبّوه وحضنوه، وعندما استشهد بكوه كما لم يبكوا احدا من قبل، لانهم شعروا كالمسيحيين، بثقل الخسارة على الوطن ووحدته، وكانوا على حق، والبرهان بين ايدينا. عندما اعود بالذاكرة الى الفريق الذي اختاره بشير ليساعده في خطط انقاذ لبنان وتحديثه وحمايته بالعلم والعقل والوطنية، اعترف بأنني افكر بسذاجة عندما كنت احاول اقناع ذاتي، بأن من فجّر بيت الكتائب ببشير ورفاقه، ما كان يقدم على هذه الجريمة، لو عرف كيف يفكر بشير، وماذا يخطط من مشاريع لنقل لبنان يومها من خانة التخلّف الاجباري الى خانة الدول المتقدمة، ولكن ما العمل اذا كان البعض ممن يقدمون على هكذا اعمال، يخضعون الى غسيل دائم للدماغ، وسيطرة كاملة على تفكيرهم وارادتهم، وهذه الحالة ما زالت قائمة ومستمرة عند بعض ضعاف النفوس الذين يتآمرون على بلدهم ولا يندمون. ان حياة بشير على قصرها، هي ملحمة من ملاحم الانسان اللبناني الذي توارث ابا عن جد، قيم النضال في سبيل الكرامة والعنفوان والتعلّق بالحرية والاستقلال والسيادة، وبشير بعيدا عن اي خطأ عرضي او مقصود جسّد هذه القيم وقدّم حياته في سبيل ديمومتها، وفي سبيل حلمه بقيام دولة الحق والقانون والاوادم، واذا كان سقط شهيدا مع رفاق دربه ونضاله، فهذا من دواعي الفخر والاعتزاز، اما الاسف فعلى الدولة، التي تشلّعت، والسيادة التي ديست، والاستقلال الذي ضمر والحرية التي كبلت بالسلاسل اما جذوة الاستمرار فمتّقدة ومستمرة عند محبّي بشير وفي ولديه يمنى ونديم، وفي حزب القوات اللبنانية وقيادته الامينة على العهد والوعد، وفي عشرات آلاف القواتيين الذين يهتفون صبحا ومساء: بشير حيّ فينا. 

 

ماذا قال نواب وشخصيات قوى 14 و8 آذار عن " بشير الجميّل"؟ 

فيفيان الخولي/لبنان الآن/23 آب/12

أتذكر عندما كنت في الثانية عشرة من عمري، وفتحت دُرجاً في غرفة أمي بحثاً عن دواء، وإذ بصورة رجل تقع من بين أوراق كُتب عليها "ب. ج"، فحملتها متأمّلة صورة رجل رافعاً إصبعه مستنكراً. ولشدة الوهلة، ركضت باتجاه والدي، راجية ألاّ أكون سبباً في انفصال والديّ. إلاّ أنّني تابعت وسألته عن هوية هذا الرجل، فأجاب متنهداً:" لو قُدّر للبنان أن يرأسه رجل، لكان هذا هو الرجل".

كان هذا رأي والدي منذ ثمانية عشر عاماً ولا يزال، وهو رأي معظم اللبنانيين الذين تحدّثت إليهم، لكن ما هو رأي نواب وشخصيات قوى 14 و8 آذار اليوم بـ"بشير الجميّل" وهل تحقّق مشروعه بعد مرور ثلاثين عاماً على انتخابه رئيساً للجمهورية؟

عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب غسان مخيبر حيّا الاحتفال بذكرى انتخاب رئيس جمهورية لبنان (بشير الجميل) عوضاً عن ذكرى اغتياله المستنكرة، مؤكداً "أننا ما زلنا ننتظر العدالة وملاحقة من ادُعي عليه".

 وعاد مخيبر بالذكرى، الى مقاطعة النائب السابق الدكتور ألبير مخيبر (العم) عملية انتخاب الرئيس الجميّل، لكنّه عاد والتقاه، فوجد فيه شاباً طامحاً الى بناء الدولة، ما ساعده على التواصل مع القادة المسلمين، قائلاً:" وهذا الحلم بدولة قوية على 10452 كلم2، كان حلم ألبير مخيبر وحلمي أيضاً الذي ما زال يراودني حتى اليوم".

وعن تحقيق مشروع البشير، ختم مخيبر، "اليوم، نحن في مشروع دولة ووطن جامع لجميع أبنائه، إنّما بنيته الاساسية لا تزال هشّة وناقصة وتفتقر الى أبسط مقوماتها في تأمين السلامة والأمن وتطبيق العدالة".

وأسف النائب نديم بشير الجميّل، لعدم تحقيق أي شيء من مشروع الرئيس بشير الجميّل، إلاّ أنّه عاد ليؤكد أنّ "هذا المشروع لا يزال في قلب كل لبناني مؤمن وذهنه، ويطمح لتحقيق هذا الحلم في أقرب وقت ممكن لأنّه خلاص لبنان".

وعن هوية البشير بالنسبة للإبن قال الجميّل: "بالإضافة إلى أنّه الأب والقائد، فهو مرجعية أساسية للأخلاق والمبادئ والوطنية".

وعن وريث البشير، أوضح الجميّل أنّ " كل شب وصبييّ حاملين مبادئو وأفكارو ومؤمنين بحلمو هني ورثة بشير".

واعترف عضو تيار "المستقبل" النائب عمار حوري أنّ النظرة الى مشروع الرئيس بشير الجميّل الذي يهدف الى بسط سلطة الدولة تغيّرت بشكل ايجابي بعد الطائف من قبل جميع الأطراف، وتلاه تحالف قوى 14 آذار الذي أتى ليؤكد أنّ بشير الجميّل كان صاحب رؤية واضحة، وجميعنا اليوم في قوى 14 آذار نؤمن بمواقفه ونتّفق على مشروعه".

فيما أكّد مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبي قاطيشا أنّ السوريين، وأثناء وجودهم في لبنان، وحتى بعد انسحابهم "بوجود قوى 8 آذار"، لم يسمحوا لبشير بتحقيق مشروعه". معتبراً، أنّ مشروعه "لا يزال حياً في قلوب كل قوى 14 آذار".

وأوضح قاطيشا: "في الماضي، كان مشروع البشير للقوات اللبنانية فقط، أمّا اليوم، فقد أصبح لمعظم اللبنانيين". معتبراً أنّ "قوى الشر المتمثلة بالنظام السوري وبعض حلفائه في لبنان يعيقون تحقيق هذا المشروع".

ووصف قاطيشا بشير الجميّل، "بابن المقاومة والحرية والعدالة والمساواة. هو هذا الشاب الذي مثّل كل اللبنانيين الذين رفضوا الاحتلال والهيمنة".

أما مفوض الإعلام في الحزب "التقدمي الإشتراكي" رامي الريس، فقال: "إنّ "الحزب الاشتراكي" وبشير الجميّل في ذلك الوقت كانا في موقعين مختلفيْن تماماً على خلفية الحرب الأهلية والعدوان الاسرائيلي على لبنان. مضيفاً "وبعد اغتيال الزعيم كمال جنبلاط، وُضعنا أمام خياريْن، إمّا سوريا أو إسرائيل. وطبعاً اخترنا سوريا، وهذا ما جعل مواقفنا على طرفيْ نقيض مع الشيخ بشير الجميّل. أمّا اليوم، فلا يمكن ربط موقف سياسي اتُخذ في الثمانينات بالوضع في العام 2012، لكننا طبعاً، اليوم ضد التدخل الخارجي ونؤيد الثورة السورية".

وأوضح عضو حزب "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني أنّ "حلم بشير الجميّل هو تحرير لبنان من الاحتلالات، وقد تحقق اليوم، على الرغم من بقاء بعض "إيام الوصاية والاحتلال"، عبر بعض القيادات العميلة للأنظمة التي احتلت لبنان".

ووصف ماروني بشير الجميّل بـ"الرمز وصورة القائد المطلوب وجوده اليوم لقيادة سفينة لبنان"، متابعاً "إذا سمعنا خطاب البشير، وعلى الرغم من مرور ثلاثين عاماً، نظنّ أّنه يتحدّث عن الوضع السائب اليوم". واعتبر عضو كتلة "التيار الوطني الحر" النائب زياد أسود، أنّ الرئيس بشير الجميّل لم يعنِ له شيئاً على الصعيد السياسي، لأنه لم يكن على يقين بقدرته على تحقيق ما يقول، لا سيما أنّه قبل انتخابه كرئيس للجمهورية تميّز بخطاب "رئيساً لكل لبنان"، وبعد انتخابه قرأ خطاباً مختلفاً تماماً، وقد يكون استشهد لهذا السبب".

أمّا على المستوى المسيحي، فقال أسود: " كنت أؤمن بخطاب بشير الجميل ما بعد الانتخاب الذي شكل حالة من الأمل للبنانيين، وكان رجل الدولة الذي يريده الجميع، إلا أنّ كل ذلك لم يتحقّق".

وأكّد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب عبد اللطيف الزين أنّ مشروع بشير الجميّل لم يتحقّق إطلاقاً، "وليته عاش مدة أطول ليحقق بعضاً من هذا الحلم".

وأضاف الزين: "حاز الرئيس بشير الجميّل على احترام كبير من قبل الجميع مسلمين ومسيحيين... "الله يرحمو"".

وفي اتصالات عديدة بنواب من حزب الله كالنائبين علي عمّار وحسن فضل الله، وآخرين كالنائب أميل رحمة، اكتفوا بالرد بين "لا تعليق".... و"ما عنّا إذن نصرّح بهالموضوع السياسي"، أو "ما عمّ صرّح بهالإيام". صحيح أنّهم اختلفوا واتفقوا على "شخص بشير الجميل" ومشروعه، إلاّ أنّ الصورة التي رأيتها يوماً في ذلك الدُّرج تخطت سقف المنزل لأراها في كل شارع ومنطقة ومدينة، وأكدت أنّ القضية باقية والحلم مستمر وبشير لا يزال رئيساً حياً في قلوب الجميع.

 

لماذا نحب بشير الجميل؟

بيار عطالله/النهار/23 آب/12

سنين كثيرة مضت على استشهاد الرئيس بشير الجميل، ورغم ذلك لا تزال اجيال عدة متعلقة بصورته وشخصيته وعلى الغالب برمزيته وما مثله بالنسبة الى قسم كبير من اللبنانيين من طموح الى زعيم او قائد مؤسس لمشروع دولة كان يعلن بشير الجميل انه يريدها قوية ومرهوبة الجانب، تستقيم فيها احوال هذه التعددية اللبنانية وتستقر تحت عناوين كثيرة في مقدمها طمأنة المسيحيين وتالياً الاقليات اللبنانية المختلفة الى حاضرها ومستقبلها ومعنى لبنان في نهاية المطاف ليس في صخوره وجباله ولا في "عبقرية" ابنائه، بل في الحاضنة والملاذ التي يشكلها لكل هذه التعددية او التنوع المميز ولا شيء اخر، ووها هي الحرب الاهلية في سوريا وسقوط النظام يعيد تأكيد هذا الامر للاقلية الشيعية اللبنانية التي ستكتشف تدريجاً مدى حاجتها وعمق ارتباطها بالكيان اللبناني وعقم الرهان على "حلف الاقليات".

ليس بشير الجميل قديساً ولا صاحب "المدينة الفاضلة" وفي مسيرته السياسية الكثير من الامور التي تستمر مادة للنقاش السياسي الصاخب: العلاقة مع اسرائيل اسبابها ونتائجها ومسوغها الفكري والسياسي نتيجة الظلم التاريخي والانساني الكبير اللاحق بالشعب الفلسطيني، في موازاة الظلم الذي انزلته التنظيمات الفلسطينية المسلحة وحلفائها بالدولة اللبنانية وكل من ساند مشروعها في الحفاظ على شخصيتها السيدة والحرة والمستقلة. مسألة العلاقة بين القوى المسيحية سواء في الشمال لجهة احترام التعددية الحزبية، ام ما بين مكونات فريق "الجبهة اللبنانية" وفرض توحيد البندقية المسيحية بالقوة على الاطراف الاخرى وغيرها من الاسئلة حول شرعية ما جرى ومدى احقيته ام لا في زمن المقاومة والحرب التي لا مكان للهزيمة فيها وثمة خيار واحد لا ثالث له: بين الاستسلام والاذعان او المقاومة ولو "اقتضى الامر التحالف مع الشيطان" كما كان يردد الرئيس كميل شمعون.

نحن نحب بشير الجميل، لأنه ذهب في التزامه بالقضية اللبنانية الى درجة الاستشهاد، ولانه لم يتلفت الى موازين القوى السياسية والعسكرية وتالياً لم يمشي في اتفاق طائف ما تلبية لنصائح السياسة الاميركية الغبية وقناصلها ومبعوثيها. لكن بشير الجميل لم يرفض ويقاوم عبثاً بل استند الى صلابة في الموقف وخطة مقاومة في العمل لكي يقلب المعادلة رغم ان وزير خارجية فرنسا كوف ديمورفيل كان يعيره العام 1978 وخلال حرب "المئة يوم" على الاشرفية، ان بشير الجميل ورفاقه لا يمثلون سوى 10 في المئة من الشعب اللبناني".

 

نحب بشير الجميل لانه لم يكن يعيش في برج عاجي ولا مقر مغلق بل كان مع الناس وبينهم ويتحسس مشاعرهم والامهم ومعاناتهم، ومع المقاتلين وبينهم في كل لحظة وعلى كل جبهة ومتراس: يتذوق طعامهم ويسألهم عن اسلحتهم وبزاتهم العسكرية ويبث فيهم المعنويات وروح المقاومة والانتصار رغم كل الاوضاع المأساوية التي مرت فيها القضية اللبنانية من صورته حاملاً البندقية في الاشرفية الى نداء زحلة الشهير الى المقاتلين المحاصرين من جيش النظام السوري وصولاً الى احلك الظروف واصعبها.

نحب بشير الجميل لانه حمل مشروعاً واضح المعالم ولم يساوم ولم يبيع ويشتري لا للسعودية ولا لسوريا ولا ل اسرائيل فكان ان دفع الثمن في محاولته الاستقلالية المستميتة، ليدخل المسيحيون بعده في نفق لم يخرجوا منه حتى الساعة رغم كثرة من حاولوا "التشبه ببشير الجميل".

نحب بشير الجميل لالف سبب وسبب وننتقده لالف سبب وسبب لكن الاهم ان الرئيس الشهيد كان صادقاً مع نفسه ومع الاخرين وكان ملتزماً الى ابعد حدود الالتزام لذلك لا تنساه الاجيال ولو بعد 30 عاماً على انتصاره واستشهاده.

 

من يشبه بشير الجميل؟

بقلم طوني أبي نجم/24 آب/12

 شاركت في احتفال 23 آب 2012 في ملعب اللعازارية في الأشرفية. شاركت في ذكرى انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل وانتصار المقاومة اللبنانية. شاركت بكل جوارحي في غناء أناشيد المقاومة اللبنانية. استمعت الى بعض خطب الرئيس الشهيد بشير الجميل، فأحسست فعلا بالانتصار.

أحسست بالانتصار للبنان وليس على فريق لبنان. أحسست أن المقاومة اللبنانية الحقيقية انتصرت بخطابها، بنهجها، بخطّها، بمبادئها، بلبنانيتها وشعارها "لبنان أولا".

وكيف لا أشعر بالانتصار والذكرى الثلاثين لانتخاب البشير رئيسا للجمهورية يترافق مع اعتقال الوزير السابق ميشال سماحة وانكشاف المخطط السوري الهادف دائما وأبدا الى تفجير لبنان، منذ اللحظة الأولى لوصول البعث الى الحكم في دمشق وحتى اللحظة الأخيرة التي يتهاوى فيها هذا النظام.

نعم، أعترف، تملّكتني النشوة. صفقت فخرا لدى سماعي خطب "الباش". هو القائد الذي لم يهب شيئا في حياته. واجه حتى الاستشهاد. وقف عن حق وببسالة وشجاعة منقطعتي النظير في وجه إجرام حافظ الأسد. لم يهز المسمار السوري إعلاميا بل نزعه في ساحات الشرف والمواجهات البطولية، من حرب قنات وشكا، وصولا الى حرب المئة يوم في الأشرفية وحرب زحلة مرورا بكل المحطات اللامعة.

نعم، أحسست بكبريائي كقواتي مقاوم عندما سمعت الرئيس المنتخب بشير الجميل يتحدث عن بناء الدولة في لبنان، بجيشها ومؤسساتها ووزاراتها. وكم فرحت حين سمعته يتحدث عن الانسان في لبنان... هذا الانسان اللبناني الذي بات اليوم في الحضيض، ربما بسبب ممارسات بعض السياسيين وأدائهم ولكن أولا بسبب تخاذل عن الانسان اللبناني وتقاعسه عن أداء دوره كاملا، تماما كما فعل في ذاك النهار في 14 آذار 2005.

رأيت قائدا لا ينحني، ورئيسا بنى بهيبته ملامح دولة في أقل من 3 أسابيع، هذه الدولة التي عجز بعض أشباه الرجال عن مجرد التجرّؤ على التفكير ببنائها، ولو ادعوا زورا الاصلاح والتغيير.

أحسست بدماء الشهداء تجري في عروقي وأنا أستمع الى الأناشيد العسكرية التي شكلت عنوانا للمقاومة الحقيقية والصافية أيام الحرب ضد الاحتلال السوري، وقبله ضد محاولات جعل طريق القدس تمرّ في جونية... مرّت في مخيلتي صور قافلة من الشهداء تتجاوز الـ15 ألف شهيد بطل لم يبخلوا بدمائهم على وطن أحبوه، تماما كما قائدهم المؤسس فانضموا وإياه الى القافلة المقدسة... والمسيرة مستمرة.

سمعت صيحات الرفاق الشباب في ملعب اللعازارية. رأيت قبضاتهم الملوحة كما دائما أننا هنا حين ينادي الوطن. لا نخاف، لا نهرب من معركة إذا فُرضت علينا، ولكننا متمسكون حتى الرمق الأخير بالدولة ومؤسساتها. إنه بشير. كان حاضرا أمس. بروحه وطيفه وقوته وعنفوانه وحلمه... كان حاضرا. أحسست بالفخر أنني أنتمي إليه، أنني من مدرسته، أنني من رفاقه في "القوات اللبنانية". وأحسست بالفخر لأني أستمر في "القوات اللبنانية" مع سمير جعجع. وحده سمير جعجع يشبه بشير الجميل، في صلابته وعنفوانه، في جرأته وإيمانه، في رفضه الاستسلام والهرب والإصرار على المواجهة مهما بلغت الأثمان. وحده سمير جعجع يشبه بشير الجميل في قيادته المقاومة اللبنانية في أصعب الظروف وأحلكها. وكما بشير الجميل مدّ اليد الى الرئيس الراحل صائب سلام والى كل الشركاء في الوطن لبناء الدولة القوية التي نحلم بها، هكذا سمير جعجع يضع يده في يد سعد الحريري وكل الشركاء المخلصين لبناء لبنان الغد. نعم، وحده سمير جعجع يحمل ملامح الدولة التي سقط بشير شهيدا قبل أن تكتمل ولادتها. ومعه سنكمل المسيرة، مسيرة الـ15 ألف شهيد حتى بزوغ فجر الدولة المنشودة والتي سمعنا ملامحها في خطب بشير

 

يا باش... متى ترتاح

بقلم/فيرا بو منصف/20 آب/12

طبعا لم ننس. بالعكس. كل ما يجري من حولنا، يمد ذراعه الطويلة من الامس القريب، وينتشلنا عنوة حينا وبإرادتنا غالباً من الواقع ويرمينا في حضن الذاكرة. الذاكرة فورة الحنين. الحنين قلب الحب. ومن ينسى حباً محفوراً بالنار في قلب يضخّ ألما؟ كيف ننسى رجلا مثل بشير الجميل، وان كان يجب أن نفعل! يجب أن ننساه، ليس للنكران ولا لقلّة الوفاء، لكن لننفّذ ما أحب أن نكون عليه. عندما تكتب الاوطان تاريخها بالدماء والشهادة يحين وقت قطاف الزهر، والزهر هو البدايات الجديدة، هي القيامة، ونحن نؤمن بالقيامة ولكننا نفعل عكسها، ما زلنا يا باش نترحّم عليك وعلى أحوالنا من بعدك. لا يجوز. ما زلنا ننظر من بعيد الى بستان الزهور الذي روي بدمائك والرفاق، لكننا لم نقطف الزهر بعد. الزهر الذي مهدت له الارض، وخصّبت تربتها، وزرعتها بالشتول والبذور ليصبح بستانا أخضر يزهر ويثمر وتعبر به الفصول ونحن نقطف المحاصيل. هنا القصة. لم نقطف بعد المحصول. "مخطىء من يعتقد انه بالقضاء على أشخاص يقضي على قضية شعب"، هكذا قلت ذات يوم. صحيح، رغم كل ما جرى ويجري، لم يتمكّنوا حتى الساعة من القضاء على قضية شعب، وان كان الجهد صار مضاعفا، والبحث الحثيث والمضني جار عن أنجح الوسائل بعد وأسرعها، للقضاء علينا.

أشعر أحيانا انك مجرّد حلم، أو رواية في كتاب ما من أدب شعبي، فيه نفحة من الواقع والكثير من الخيال، أشعر انك حكاية شخصية ذاتية حاكها لبنانيون طامعون حالمون بالحرية، ولكنهم نسيوا حالهم واندمجوا في شخصيات الخيال، وعاشوا القصة وكأنها الواقع وغرقوا في تفاصيلها، وها هم الان ينتظرون صفعة جديدة قوية بعد ليستفيقوا...

الصفعة انك شهيد. نقطة على السطر. الصفعة ان حلمك ما زال حلما... ثلاث نقاط وعلى السطر. هذه كانت صفعة الايام لنا. وجهنا ما زال ملبّخا من قوة الصفعة. لم يشفه أي مرهم ولا دواء، ثمة أدوية مهدّئة من وقت لاخر، لكن الآثار دامية، دامية لدرجة انها تركت أخاديد محفورة علامات على أيامنا وفي وجوهنا، كأخاديد الجبال التي لا يمحوها الا الزلازل المدمّرة.

انت بدأت تبني أسس الدولة، اغتالوك. نحن "ع دعساتك" مشينا وما زلنا في قافلة ضحايا الاغتيالات. كلنا مشاريع شهداء، كلنا شهداء أحياء ننتظر فقط من يعلن موتنا. يريدون الوطن، الوطن بكامله شهيدا. يريدون الجمهورية بكاملها على الا تكون جمهورية. هم يقتلون ونحن نحيا. بالقوة، بالتحدي، بوهم القوة أحيانا نعيش. لدينا ما يجعلنا نتحدّى، عندنا ما يدفعنا للحياة والمزيد من النهم على الحياة، عندنا ايمان. لدينا أرضا وقديسين، عايشنا أبطالا ولم يكونوا روايات من الخيال، عندنا ابطال منهم شهداء ومنهم ما زالوا أحياء. نحن نستوحي منهم، نستوحي كل ما هو جميل من صوتك الذي يتغلغل كرائحة بخور في قلب مدمن على الله. "لا نريد الغاء أحد ولكن لم ولن نقبل بأن يفكر أحد بإلغائنا" قلت. نحن ما زلنا في عزّ حروب الالغاء المتتالية. الاعداء كثر من الداخل قبل الخارج، وكل يخوض ضدنا حرب الغاء على طريقته ونحن؟ نحن الشعب اللبناني الحقيقي يا شيخ المقاومة، في قلب العاصفة، نترنّح أحيانا، تلتوي أقدامنا، نسكع، ولكن وقبل أن نقع وتسقط ذراعنا، نلتقطها من جديد وبها نضرب عدوّنا. كيف يمكن أن نقع؟ من يقبل؟ نحن الذين صنعنا الاستقلال الثاني ذات شمس، هل نقبل الدخول من جديد في الليل؟ نحن الآن في الاحتلال الجديد، لدينا محتلون جدد من نوع آخر لعله الاصعب والاخطر على الاطلاق، احتلال من الداخل يمهّد الدرب لعودة احتلال الغريب. هي معركة الاستقلال الثالث، وان كان الامر يبدو أحيانا مستحيلا، ولكنها ربما المعركة الاخيرة على درب الشمس، أراك تلوّح لنا بقوة، تبتسم، وكأنك بدأت رحلتك الفعلية الى غير هذا العالم تمهيدا لانفصالك الفعلي عنا، ليس لننساك مستحيل، ولكن لنفعل ما أردت، قطاف الزهر ورعاية البستان الذي سيزهر حتما، ويبدو انه بدأ يفعل لأن عندنا أبطالا من قماشتك، أنت تركتهم لنا عمدا لنصبح جميعا على شاكلتهم. "القوات اللبنانية" يا باش هي بستانك...


Beirut MP Nadim Gemayel: Syria revolt a battle for Lebanese and Syrians
August 24, 2012/The Daily Star /BEIRUT: The Syrian uprising against the regime of President Bashar Assad is a battle of both Lebanon and Syria against tyranny, Beirut MP Nadim Gemayel said Thursday. “Today, Syrians have taken the lead in the battle and they have decided to win their freedoms through this battle of the two peoples [Lebanese and Syrians] in two countries against the tyrant and the killer,” said Gemayel. Speaking on the occasion of the 30th anniversary of his father Bashir Gemayel’s election as president, Gemayel said that Lebanon had won after 30 years. “All of them have returned to Bashir’s beliefs, all Lebanese have returned to the 10,452 square kilometers,” said Gemayel. Bashir’s presidential campaign slogan in 1982 was 10,452 square kilometers. But Bashir was assassinated three weeks after his election. During a ceremony in Beirut’s Ashrafieh, Nadim Gemayel said that all Lebanese should be equal before the law and everyone should feel secure in this country. “We want a Lebanon in which a guard and the president’s son are equal, we want a Lebanon that does not ban theater simply because General Security does not understand it.”

Sheik Bachir: Lebanon Will Always Remember You
By: Elias Bejjani
August 24/12
John13/15: "The greatest love you can have for your friends is to give your life for them".
Lebanon and its free patriotic citizens, all over the world remembered  on Thursday 23/12 with pride, honour and pain  Sheik Bachir's 30th anniversary presidential day. The "Dream" leader Sheik Bachir Gemayel was elected president for Lebanon on 23 August/1982.
Sadly Sheik Bachir was assassinated by Syrian agents before he was able to assume his presidential responsibilities because these stone age terrorists feared his honesty, nationalism, devotion, determination, courage and strong will.
Sheik Bachir who successfully led the Lebanese Christian resistance against the PLO and the Arab dictatorships, fanatic regimes and their terrorist organizations is seen as a unique national and patriotic hero in many Lebanese eyes. He is still considered to be a remarkable leader that they love, adore and cherish. God bless his soul.
Sheik Bachir was extremely faithful, devoted to Lebanon's cause of freedom, committed to the Lebanese rights and dignity, never compromised on his solid and transparent national stances or cajoled or appeased on the account of his Lebanese holy cause.
With strong self confidence, self respect, dignity and fear of Almighty God he continuously witnessed for the truth no matter what and openly and loudly uttered what must be said. He loved both his people and his country and accepted with no fear or hesitation to be a sacrifice on their alter.
Thirty years after his departure his dream, vision, and leadership role model are still vivid and alive in the souls hears and minds of many Lebanese in Lebanon and all over the world.
The Syrian Bathist assassins who are now killing and murdering their own people, were able to kill his body, but definitely failed to kill his dream in a sovereign, free and independent Lebanon.
Thirty years passed and the free Lebanese still strongly believe in Bachir's dream and are struggling with courage and faith to make it happen and become a reality. By God's will and blessings they will achieve this goal no matter what the sacrifices will be.
Sadly the majority of the current corrupted and deviated Lebanese officials, religious and political leaders are dead in the eyes of the many free Lebanese, while in reality these leaders are still alive and breathing.
Meanwhile Bachir who was assassinated 3o years ago is still alive in the hearts and minds of many patriotic Lebanese.
Those criminals and terrorists who killed Bachir, killed only his ash body, but failed to kill his dream or his the deeply rooted love in the hearts of the Lebanese
Every Free and Patriotic Lebanese is Bachir, and that's why Bachir is still alive as well as his dream.
Long Live Freedom
*Elias Bejjani
Canadian-Lebanese Human Rights activist, journalist and political commentator
Email phoenicia@hotmail.com

Web sites http://www.10452lccc.com & http://www.clhrf.com
Elias Bejjani's Face Book site
http://www.facebook.com/profile.php?id=602442765#!/