ذكرى استشهاد الشيخ بشير الثامنة والعشرين

ملف من جمع واعداد المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

14 أيلول 2010

ذكرى البشير السنوية الـ 28
ذكرى استشهاد الشيخ بشير الثامنة والعشرين/ملف لكل ما كتب وقيل في المناسبة بما فيه وقائع القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة الأيقونة العجائبية في الأشرفية/اعداد المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية/14 أيلول/10/أضغط هنا لقراءة الملف/عربي وانكليزي
بالصوت/وقائع القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة الأيقونة العجائبية في الأشرفية في ذكرى استشهاد البشير مع كلمة النائب نديم الجميل/14 أيلول/10/اضغط هنا للإستماع 

 

قداس في الاشرفية في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل

نديم الجميل: حان الوقت ليسلم كل الاطراف بسلطة الدولة الواحدة

لا نعترف الا بالدولة وهي تعترف بالدويلات وبغير سلاح جيشها الشرعي

مطر: أدار ظهره لزمن الانقسام وفتح صدره لزمن الوحدة وطيب مواعيدها

لن ننقذ لبنان ما لم يجتمع اللبنانيون على هدف واحد دون اسقاط أحد

وطنية - 14/9/2010 أقامت مؤسسة بشير الجميل عند الرابعة من بعد ظهر اليوم، قداسا في كنيسة سيدة الإيقونة العجائبية في الاشرفية، في الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد الرئيس بشير الجميل.

ترأس الذبيحة الالهية المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في حضور الوزير ابراهيم نجار ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير ميشال فرعون ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل وعقيلته جويس، الوزيرين سليم الصايغ وجان اوغاسبيان، والنواب: نديم الجميل، سامي الجميل، فادي الهبر، سامر سعادة، جورج عدوان، ستريدا جعجع، شانت جنجيان، جوزف المعلوف، دوري شمعون، عاطف مجدلاني، اغوب بقرادونيان، سيرج طورسركسيان وفريد حبيب، الوزراء السابقين: نايلة معوض، جو سركيس وريمون عوده، النائب السابق عثمان الدنا، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي العميد رودلف صليبا، منسق قوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، نقيبة المحامين أمل حداد، عائلة الرئيس الشهيد بشير الجميل النائبة السابقة صولانج وابنته يمنى، باتريسيا بيار الجميل، الام ارزة الجميل، جاكلين ابو حلقة، كلود ابو ناضر، نيكول الجميل، مدير مؤسسة بشير الجميل جو توتنجي، نائب رئيس الحزب شاكر عون، مستشاري رئيس الكتائب سجعان قزي وساسين ساسين واعضاء المكتب السياسي، لولا انطوان غانم، ريمون غانم وليلي سعاده.

كما حضر وفد من "القوات اللبنانية" ضم: ادي ابي اللمع، وهبة قاطيشا وعماد واكيم، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، نديم ابو رزق ممثلا رئيس بلدية بيروت بلال حمد، دايفيد عيسى، رئيس مؤسسة "مواطنون جدد" الدكتور انطوان صفير وحشد من الشخصيات السياسية والإعلامية والإجتماعية.

مطر

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، القى رئيس أساقفة بيروت بولس مطر عظة قال فيها: "ثمانية وعشرون عاما مرت على غياب رئيس الجمهورية المنتخب الشيخ بشير الجميل الشهيد. وهو لم يغب فيها لحظة عن البال ولا عن الوطن الذي خسر بفقده الآثم فرصة للنجاة طالما حلم بها اللبنانيون وسألوا السماء رحمة من أجلها. فهل يبقى لبنان وطن الفرص الضائعة أم يستحق له شهداؤه الأبرار وعلى رأسهم الشيخ الرئيس أن يفتدى حقا، وأن يلتف أبناؤه جميعا من حوله ويقفوا وقفة رجل واحد مذعنين للحق ومتخاطبين بلغة العقل وموجهين قلوبهم نحو المحبة المتبادلة التي تفتح لهم وحدها في باب سجن عذابهم الكبير كوة خلاص؟".

اضاف: "كل شيء في حياة الشيخ بشير الجميل كان يعده من بيته إلى مواهبه لعملية هذا الإنقاذ الكبير. وكل الأقدار تجمعت في لحظة مأساوية لمنع لبنان من أن يقطف ثمرة جهاد هذا الرئيس ويفيد من قدراته ومن تضحياته. وفي هذه المناسبة تدفعنا المحبة وأسمى مشاعر التقدير إلى الانحناء في يوم عيد الصليب أمام الصلبان الوطنية الكبرى التي حملتها عائلته العزيزة وما زالت تحملها من أجل لبنان. من الشيخ بيار المؤسس لحزب الكتائب ورجل الاستقلال أولا وثانيا، إلى نجله الأكبر فخامة رئيس الجمهورية الشيخ أمين الصابر والمعاند والذي لم يتهيب أمام محنة ولم يتراجع عن أية تضحية في كل قضية تخص لبنان، إلى الشهيد الشاب الوزير الشيخ بيار الذي خسرناه في عز عطائه وفي بداية إطلاله الواعد على العمل من أجل لبنان، إلى أفراد أعزاء من الأسرة كبارا وصغارا ممن سقطوا على درب الشهادة في أحلك الظروف وأصعبها، وإلى الشيخ الرئيس نفسه الذي يجمعنا الوفاء اليوم في هذه الكنيسة ليصلي معنا من حيث هو على نية لبنان العشرة آلاف وأربعة مئة واثنين وخمسين كيلومترا مربعا، وهو الذي تحدى الدنيا من أجله، والذي لن يكون رهانه عليه خاسرا، لأن الأبطال لا يموتون ولأن وطن الأبطال يستمر وينهض أبدا من رماده كطائر الفينيق ويطل بوعوده مع الشمس الطالعة كل صباح على عرس الحياة".

وتابع: "كان الشيخ بشير فرصة حقيقية للبنان في نهايات القرن العشرين، ولإعادته إلى مسرح الدنيا وطنا قويا مشاركا في صنع مصير منطقته وحاملا رسالة حضارية خصوصا في دنيا العرب ومقدما للعالم مساحة حوار بين الديانات في جو من الحرية الكاملة والاحترام المتبادل. ولقد كان استقلالنا الأول في العام 1943 قد بدأ يهتز. وبعد جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان في العام 1946 عدنا نرى جيوشا غير جيشنا على أرض الوطن ولو كانت للمساعدة على حفظ الأمن والسلام. وكانت أيضا دولة الاستقلال التي انطلق بناء مؤسساتها بشكل جدي في العام 1958 قد تعرضت هي أيضا لتراجعات كبيرة بفعل تقصير في الداخل وضغوط فائقة من الخارج، إلى أن وصلت الدولة إلى شفا التقسيم والشلل والضياع بعد أحداث العام 1975. ولو لم يكن الكيان اللبناني متينا والشعب صامدا في إرادة عيشه معا على الرغم من المآسي التي تعرض لها، لكان وطننا وصل إلى حالة أصعب وأدهى مما عرف على مدى هذه السنوات العجاف. فأطل بشير الجميل إلى الرئاسة مطلقا نداء لتثبيت لبنان وطنا قويا ودولة كاملة السيادة وشعبا موحدا في نظرته إلى ذاته وإلى رسالته في هذا الشرق. كانت القوة في حلم بشير أنه تبنى حلم اللبنانيين بالذات بالنسبة إلى بلدهم ومستقبله".

واردف: "لقد أثبت في الأسابيع الثلاثة التي أمضاها رئيسا منتخبا للجمهورية أنه جاء من الحرب إلى السلام، وتحول من متكلم باسم فئة من اللبنانيين إلى رئيس لهم جميعا بكل طوائفهم وكل مناطقهم دون استثناء. حاور الكل والتف الكل من حوله مبايعين، وقد احترم الجميع ولم يسقط من حسابه أحدا. أدار ظهره لزمن الانقسام وفتح صدره لزمن الوحدة وطيب مواعيدها. زار العربية السعودية وأعاد تظهير صورة لبنان الحقيقية، أيْ صورة الوطن العريق الذي كان عضوا مؤسسا للجامعة العربية ولمنظمة الأمم المتحدة على حد سواء. وهكذا اختبرنا حقيقة كبرى حول مقدرة الشعوب على فرض مصالحها إذا ما تأمنت لها سلامة الرؤيا وقوة الإرادة معا. فلقد انتزع بشير الجميل وطنه انتزاعا من لعبة الأمم التي حولته يومها إلى مساحة تجاذب بين الشرق والغرب، قسمت جغرافيته بين نفوذين دوليين ومصلحتين متضاربتين فضرب لبنان بوحدته وبيعت مصالحه في سوق المزاد العلني".

وقال: "سقط بشير الجميل وسقط معه حلم الوحدة الراهنة والسيادة الكاملة وبقي لبنان على صليب الشرذمة والانقسام، إلى أن دفعنا الأثمان تلو الأثمان لتحرير الأرض وعودة السيادة إلى أصحابها ولم ننته بعد تماما لا من التحرير ولا من فرض السيادة بكل معانيها وأبعادها حتى اليوم. لكننا نحمد الله على كل ما حصل من إيجابيات في ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن. ونسأله تعالى أن يلهمنا إلى تكملة الطريق لتحقيق حلم البشير كاملا فيعود الفرح إلى شعب أثبت مع انتخابه أنه يتوق إلى الفرح بكل جوارحه. يكفي لنا أن نذكر تلك الموجة العارمة من الثقة التي فجرها هذا الرئيس، وكيف أن المغتربين قرروا العودة إلى الوطن بالآلاف وكيف أن الموظفين امتثلوا من دون حسيب أو رقيب لنظام العمل ورفض الفساد لأن رئيسا نظيفا كان واصلا إلى قيادة الجمهورية".

اضاف: "أما اليوم، وعلى الرغم مما حصل من إيجابيات فإننا لم نصل بعد إلى هذا النوع من الثقة الشاملة التي تحرك الجبال وتجترح الأعجوبة. ونقولها بصراحة: إن ما يبعدنا عن ذلك هو أن قوى لبنان التي نجلها ونحترمها ليست اليوم مجموعة في قوة واحدة وفي مشروع مستقبلي واحد. والناس منا يحاذر بعضهم بعضا ويحجمون عن شبك الأيدي ولو تجمعت تشكيلاتهم كلها في حكومة واحدة. هنا حقا مكمن الداء. ومن الاعتراف به وبسلبياته نصل إلى اكتشاف الدواء والإفادة منه ليشفى الوطن ويسير في طريق النجاة. فهلا تعلمنا من بشير الجميل أن نجمع الرؤيا السليمة والإرادة الصلبة من أجل لبنان؟ فلا الرؤية تكفي وحدها دون الإرادة ولا الإرادة وحدها تكفي دون رؤيا جامعة ودون وحدة صف. ونحن لن ننقذ لبنان ما لم يجتمع كل اللبنانيين على هدف واحد، دون أن يسقطوا أحدا منهم أو جماعة من الحساب، ودون الإقلاع عن النظر بعضهم إلى بعض بالريبة التي يجب رفضها بينهم أصلا وفصلا. الأفراد يسقطون في الخطأ لكن الجماعات لا تسقط ويد الله أبدا مع الجماعة فكيف لا نعرف هذا الأمر ولا نتصرف على أساسه؟".

وتابع: "وإن كان للرئيس الشهيد بشير الجميل من رسالة إلى اللبنانيين في هذا الزمن الصعب وبعد مرور ثمانية وعشرين سنة على غيابه فهي في دعوته إياهم إلى أن يتضامنوا بالعمق ويتوحدوا بالحقيقة والمحبة أي دون خوف ودون إرادة اختزال أحد لأحد، وأن يتعاطفوا بعضهم مع بعض بشرف رفيع وهمة عالية كما فعلوا في بضعة أيام من رئاسته قبل أن يتسلمها. وإلا فإن فرصة جديدة ستضيع من بين أيدينا لنعود وننتظر قطار الحياة على محطة الجمود إلى أن تأتي تلك الفرصة، ولكن بعد أثمان ندفعها من ضياع للوقت وهدر للطاقات وهجرة للشباب إلى بلدان الله دون أمل بالعودة سريع؟ هذه رسالتك أيها البشير ورسالة كل شهداء الوطن من بعدك، فلتحركنا دماؤكم جميعا والأثمان التي دفعتم من أجلنا، لعلنا نسلك طريق الخلاص بالاتجاه الصحيح. عند ذاك تنقذوننا حقا ونستطيع القول أنكم واجهتم الموت وقبلتموه ليحيا لبنان".

وختم: "باسم صاحب الغبطة والنيافة الذي أولاني شرف تمثيله في هذا القداس الذي نقدمه لراحة نفس الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل ورفاقه الأبرار، نتقدم من الشعب اللبناني ومن رئاسة جمهوريته ومن حزب الكتائب والقوات اللبنانية وآل الجميل الكرام بأحر التعازي، وليسكب الرب العزيز القدير على كل شهدائنا الميامين فيضا من رحمته ورضوانه".

نديم الجميل

وفي ختام القداس قدمت الاعلامية ناديا الياس في كلمة مقتضبة النائب نديم الجميل الذي القى كلمة جاء فيها:

ما كُنا نُحْيي ذِكرَى استشهادَ بشير في 14 أيلول، لو لم ينتصرْ في 23 آب. حينَ كانَ بشير حالةَ مقاومةٍ لبنانيةْ ، بَقِيَ حياً. وحينَ أصبحَ بشيرْ حالةَ إِنقاذْ ومشروعَ حلْ، قتلوه. اغتالوا الرجلْ لِيَقتُلوا لبنان. لكنْ لا بشيرْ مات ولا لبنانْ سيموت... خافوا من الدولةِ أَن تَقُوم، ومِنَ الجيشِ أَن يَقْوىَ، ومِنَ الشعبِ أن يتوحّد. وخافوا على احتلالِهم أن يزولْ، فزالْ، ولَوْ بعدَ حين. اعْرَفوا أَننا لسنا هُواةَ عداوةِ أحدْ، لا في الداخلِ ولا في الخارجْ لكن تأكدوا أننا لا نخاف أحداً لا في الداخل ولا في الخارج. إن شعباً قاومَ وصمدْ، بنىَ وعَلّمْ ، طوالَ ألفْ وخمسُمائة سنة ، لن ينالَ منهُ أيّ عدو أو أي معتَدٍ، مَهْما تَكَرَّرَتْ المُحاولات. إن انتخابْ بشير الجميل رئيساً للجمهورية، هوَ من أهمِ الانتصاراتْ في تاريخِ هذا الوطن. هو انتصارٌ مسيحيِ، لأنَ قائدَ المقاومةْ و رائد مشروعِ تثبيتِ الوجودْ المسيحي الحرّ، أصبحَ رئيساً. هو انتصارٌ إسلامي، لأن المُؤْمنَ بدورٍ فاعلٍ ومسؤولْ للمسلمِ اللبناني في الحُكمِ، أصبحَ رئيساً. هو انتصارٌ لبناني ،لأن الداعي إلى إحياءِ ميثاقِ التعايشْ على أسسٍ حديثةْ، أصبحَ رئيساً. أقامَ بشير دولةً قبل أن يتسلمَ السُلْطةْ، وفَرَضَ القانونْ قبلَ أَنْ يَحْكُمْ، واسْتَعادَ الدستورْ قبل أن يُقسِمَ اليمينْ.

لأن بشيرْ جَسََّد كلْ هذه الانتصاراتْ، شَكّلَ استشهادُه أكبرَ صدمةٍ، مَسَّتْ اللبنانيين في صميمِِ وُجودِهمْ فَقلقوا على حاضرِهم ومستقبلِِهم. أما اليوم فنكتفي بالتعينْ من دونِ الانتخاب،

وبالوصولْ من دونِ العَمَل، وبالمساوماتْ من دونِ الحلولْ، بالتوافق من دونِِ الوِفاقْ، وبالحُكم من دونِِ سُلْطة . نحن نؤمن اليوم ، أن حقوقَ المسيحيين وحريّتَهم لا تَتَحققْ خارجَ الدولةْ.

ونؤمن أن دَور المسيحيّينْ ليسَ التقَوْقُع والإِنعزالْ، فالمسيحيونْ هُمْ طَليعةََ حركةِ التغيير، ورُوّادِ النهضةْ ، ورُسُلَ التواصلِ مع الآخرين،من أجلِ لبنانْ الرُقي، وشرقٍٍ حديث، وعالمٍ عربيٍّ مُتقدمْ.

ايها الاصدقاء

الدولةُ اللبنانية لن تقومْ، ما لم نَضَعْ كل طاقاتِنا في مؤسساتها الدُستوريةْ والشرعيةْ، وما لم تَضَعْ هِيَ أيضاً كل طاقاتِها في صونِِ كَرامتِها وحِمايَة شعبِِها وَوَضْعِِ حدٍّ للدُويلات.

نحنُ لا نعترفْ إلاّ بالدولة، فيما الدولة، حُكْماً وحُكومةً ومُؤسساتْ، تَعْتَرفُ بالدويلاتْ وبسلاحٍ غيرِ سلاحِ جيشِها الشرعي. لقد حانَ الوقت لكلِ الأطرافْ، وخُصوصاً لِحزبِ الله، أن يُسلِّمَ بسلطةِ الدولةْ الواحدةْ. بذلك، يُوَفِّر على لبنانْ أخطاراً، لا قُدْرَةَ للشعبِ والدولةِ والجيش و حتى حزب الله بالذات، على تَحَمُّلِ عَوَاقبِها. اللبنانيون إِختاروا لبنان أولاً، أما حزبُ الله، فإيران أولاً، اللبنانيون اختاروا الدولة،  أما هو فالدويلة، اللبنانيون اختاروا السلامْ،  أما هو فالحَرْب، اللبنانين اختاروا سلاحَ الدولة، أما حزب الله فاختار دولةَ السلاحْ. اليوم وبهذه المناسبة، أُحذّر جميعَ الاطرافْ الساعينْ إلى تدميرِ الدولةْ،  بأن لا أحدْ يتحملُ استمرارَ الوضعِ الراهِنْ الذي قد يُعيدُنا إلى زمنْ ما قبل سنة 2005، لَئِلا نقول، إلى زمن سنة 1975.

فالكَيانْ اللبناني يُواجِهُ امتحانَ الوِحدةْ، والدولةُ امتحانَ السيادة. القرارُ الوطني يخضعُ لنفوذٍ خارجي، والاستقلالْ لعودةِ الوصاية. مؤامرةَُ التوطينْ عادت تُطِلُ بِرَأْسِِها من جديد.

شعبَ لبنانْ مُهَدّدْ، بينَ حربٍ دَمَّرَته عام 2006، وسلاحٌ يجتاحُ شوارعَ العاصمةِ منذ 2008

أيها الرفاقْ والاصدِقاء،

إن التَصَّدِي للأخطارْ التي تُهددُ لبنان، هوَ مَسؤوليةِ الدولةْ هذه المرة، لا مسؤوليةَ الطوائفْ والأحزابْ والميليشيات. أيُ تقصيرٍ للدولةْ بكاملِ أجهزتِها في التَصَّدي، يَفْتحُ أبواباً ُتهددُ الاستقرارْ في لبنان، وتُمهٍِّدُ لعودةِِ الحربِِ الأهليةِ. التَصَدِّي للمؤامرات يتم بتغليبِ القرار الوطني الحرّ (على أي قرار آخر) لا بعودةِ الضُغوط الخارجية، سوريةً كانت أم إيرانيةْ.

خلافُنا مع سوريا بَدَأَ و سَيَبْقى مع استمرارِ المشروعْ السوري للهَيْمَنَةْ على لبنان. تحقيق مشروعِ الهَيْمَنةْ هذا، اقْتَضَى إغتيال بشيرْ الجميّل وكمال جنبلاط ورينه معوّض. كما اقتضَى أيضاً إغتيالْ رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز. إن أي حلّ للإِشكالات اللبنانية السورية يتطلّب:

أولاً : تخلّي سُوريا ولمرةٍ أخيرة عن مشروعِها

وحِلمِها بِضّمِ لُبْنان.

ثانياً : تغييرَ ذهنيةِ التعاطي مع لبنانْ دولةً وشعباً

ثالثاً : إطلاقْ المعتقلينْ اللبنانيين لديها

رابعاً: حَسْم موضوع الحدودْ المشتركة.

تسليمْ قاتلْ بشير الجميّل الى القضاءِ اللبناني

لقد تَخَاصَمْنا مع دولٍ عديدةْ، وتحالفنا مَعْ دولٍ مُخْتَلِفة، لكننا لم نَكُنْ يوماً إلا مع لبنانْ أولاً. وما اِنْقَلَبَتْ علينا دولٌ عربيةْ وشرقيةْ وغربيةْ، إلا لمّا فَشِلَتْ في توظيفِنا لخدمةِ مصالِحِها ومشاريعِها، ولمّا رَفَضْنا أن نكون خاضعين لشروطها.إن وجودَ لبنان ومسؤوليَتَنا في الدفاعِ عن هذا الوُجود، تَتَخطى كلَ الحدودْ والمعايير. فلا يُزايِدَّنَ أحدٌ علينا، ولا يُعطينا أحدٌ دروساً في الوطنية. فعندما يُهَدِّدُ الخطرْ لبنانْ والوُجود المسيحيِ الحُرّْ فيهْ، تَسْقُطُ كلَ التَحَفُظات وكلَ المعايير.

فسؤالنا لمن يتهمنا:

هلِ الدفاعِ عنْ إيران، وبسلاح اسرائيلي، بِحَرْبِها ضِد َالعراق عام 1985 أمراً مقبولاً؟ وهلْ كانَ حُكّامُ إيرانْ خَوَنَة، عندما دافعوا عن إيرانْ بالسلاحِ الاسرائيلي؟

وهل كان الامام الخميني عميلاً ؟؟؟ إن الكتائبِ اللبنانيةْ التي كانتْ الرائدةْ في تحقيقِ الاستقلالْ، وفي صَوْنِهِ والتَصَّدي لِمُؤامرةِ التَوْطين والإِحتلال، تفتخر بتاريخها البطولي.

إن الكتائب اللبنانية التي ناضلتْ من أجلِ بقاءِ الانسان الحرّ على أرضِ لبنان، ومن أجل ترسيخِ إيمانِ الشباب بالقيم الانسانية ، تفتخر بدورها في الحفاظ على هوية لبنان.

إن المقاومة اللبنانية التي قدمت آلاف الشهداء لتحمي الكيان تفتخرُ هي أيضاً بانتصاراتها وإِنجازاتِها من أجل لبنان.

ندائي اليوم الى شبابِ لبنانْ، أن يُؤْمِنوا، رغمَ الصُعوبات والمُعاناةْ، بوطنِهم ودولتِهم. أن يُوقِفوا نزيفَ الهِجرة ،ولا يَدَعوا بلادَهُم للغُرباء، أن ينخَرطوا في القطاعِ العام ولا يَحْصُروا طموحَهم في القطاع الخاص. أن يَعْمَلوا معاً من أجل ميثاقٍٍ اجتماعيٍّ جديد ، يؤكدُ على ارتباطِ الانسان بالارض، والالتزامْ بالمُواطنية االصحيحة. أن يشاركوا، وبخاصةٍ المسيحيون منهم، ببناءِ الدولةِ الجديدة، وإَغْنائِها بعِلْمِهم وذِهنيتِهم الحديثة. لا يجوز أن يعتقدَ البعضُ منّا، بأن الدولةَ إما أن تكون كلَّها له، أو لا يشارك فيها. فالدولة اللبنانية لكل اللبنانيين. إحياؤنا لذكرى انتصار بشير، هو إحياءٌ لنهجِهِ ومشروعِهِ. إحياؤنا لذكرى استشهاد بشير هو عهدٌ منا وتجديدٌ للوعد. عندما نُبدّي مصلحةَ لبنان على مصلَحَتِنا الشخصية وعندما تعودُ سيادةُ الدولةِ على كامل ال10452 كلم2 عندها وعندها فقط يحيا بشير فينا.

بعد ذلك توجهت العائلة والمشاركين الى مكان اغتيال الرئيس بشير الجميل في بيت الكتائب في الأشرفية، على وقع الأناشيد الحزبية وكلمات الرئيس الراحل، حاملين الورود الحمراء والأعلام الحزبية حيث اضاءوا الشعلة ووضعوا اكاليل من الزهر امام النصب التذكاري.

 

ذكرى البشير والظلم الواقع على أهلنا في إسرائيل

بقلم/الياس بجاني*

لا مصداقية ولا احترام لأي سياسي أو مسؤول أو مواطن لبناني أو حزب يقول إنه سيادي وبشيري ومؤمن بالهوية والتاريخ وبلبنان الـ 10452 كلم مربع ويقدس دماء وتضحيات الشهداء إن لم يدافع جهاراً وبقوة وإيمان ودون حسابات الربح والخسارة الشخصية عن قضية أهلنا اللاجئين في إسرائيل، ونعني هنا تحديداً القيادات والأحزاب المسيحية التي كانت من مكونات الجبهة اللبنانية لأن الشهادة للحق لا تتجزأ فهي إما أن تكون كاملة أو لا تكون.

اليوم ونحن نتذكر استشهاد القائد بشير لا بد وأن نتذكر أيضاً وبفخر واعتزاز تضحيات ومعاناة أهلنا الجنوبيين الأبطال والمقاومين والشرفاء الذين تمسكوا بلبنانيتهم وتشبثوا في أرضهم وصانوا هويتهم ورفضوا المساومة أو الركوع لقوى الشر والإرهاب والهمجية على مختلف أنواعها.

اتكلوا على الله وقرروا الصمود والتحدي والمقاومة غير عابثين بميازين القوى العسكرية والعددية والمادية التي لم تكن لمصلحتهم لأن إيمانهم بقضيتهم ولبنانهم الغالي هو أقوى ولأن رجاءهم هو المحفز والدافع. رفعوا العلم اللبناني وتحت رايته صمدوا ببطولة وقدموا القرابين الذكية ومئات الشهداء دفاعاً عن الأرض والعرض والحريات.

سنة 2000 تخلى عنهم الجميع فأجبر أكثريتهم على اللجوء إلى إسرائيل أو الهجرة إلى العديد من البلدان. اتهموا باطلاً وزوراً بالعمالة والخيانة وصدرت بحقهم أحكام جائرة وظالمة ومن بقي منهم في أرض الوطن سجن وأهين وجرد من حقوقه المدنية وتم التعامل معه بتجن وافتراء من قِبل دولة فاقدة لقرارها تحكمها دويلة حزب الله.

وعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان في خطاب قسمه بالعمل على عودتهم لأن حضن الوطن كما قال يتسع للجميع فتبين فيما بعد أن من وعد نقض وعده وأن رموش عينيه تتسع فقط لحزب الله وسلاحه الإيراني ولا مكان فيها لأهله اللاجئين في إسرائيل.

أما قيادات الأحزاب المسيحية السيادية فأصيبوا بعد العام 2005 بعاهتي التقية والذمية وراحوا يشربون من كأسين ويجلسون على مائدتين حفاظاً على مصالح خاصة ومراكز ونفوذ. لقد أرعبهم سلاح حزب الله وتهديداته وغزواته واستكباره والفجور فبلعوا ألسنتهم وغضوا الطرف عن قضية أهلهم اللاجئين في إسرائيل متوهمين أنهم بذلك سيكونون بمنأى عن شروره واتهاماته إلى أن اكتشفوا مؤخراً أن هذا الحزب الإيراني والأصولي المُعسكر لا يعترف بوجود وحقوق وحرية غيره مهما انحدر درك مطواعية هذا الغير، وهو لا يوفر لا رقاب ولا كرامات ولا خصوصية أحد عندما تسنح له الفرصة، فاستفاقوا مرعوبين ومذعورين عندما وصل السكين إلى رقابهم وبدأوا رحلة رفع الغبن الشاقة والطويلة التي ستبقى ناقصة إن لم يجعلوا من قضية أهلهم الجنوبيين اللاجئين في إسرائيل أولوية مطلقة.

في هذا السياق يمكن احتساب مواقف النائب سامي الجميل التي أدلى بها خلال مؤتمرة الصحفي يوم الأربعاء بتاريخ 08 أيلول/2010 رداً على تعديات وهرطقات وجحود النائب في كتلة نواب حزب الله نواف الموسوي ومواقف غيره من المرتزقة والصنوج والأوباش الذين اتهموه بالعمالة لإسرائيل.

إن مواقف النائب الجميل العالية النبرة والشجاعة والشفافة والصادقة مهمة جداً والمطلوب من الشرفاء والسياديين في كافة المواقع تبنيها وبدء مسيرة إحقاق الحق والشهادة له. إلا أن من يقوم بهذا الواجب الوطني المكلف والخطير لا يجب أن يتوقع الشكر أو التأليه وذلك عملاً بقول السيد المسيح (القدّيس لوقا 17/10): " فهل للأجير فضل إذا أطاع سيده؟ لا أظن. وهكذا أنتم، إذا فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: نحن خدم بسطاء، وما فعلنا إلا ما كان يجب علينا أن نفعل".

قال النائب سامي الجميل في مؤتمره الصحفي: " أنا ابن حزب الكتائب اللبنانية والكنيسة المارونية والمقاومة اللبنانية والجبهة اللبنانية وفخور بما قامت به هذه المؤسسات من اجل المحافظة على لبنان والمسيحيين طيلة 1600 سنة". هذا الكلام الجوهري وهو الحقيقة بعينها ويذكرنا بمواقف وشجاعة ونبل أخلاق الشيخ بشير الذي قاد وبارك واحتضن مقاومة أهلنا الجنوبيين في ما كان يُعرّف بالشريط الحدودي.

لمن يهمه الأمر، ولمن عنده أذنان صاغية، ولمن سلاحه هو الإيمان والرجاء نقول بصوت صارخ ومدو إن أهلنا الجنوبيين، أبناء الشريط الحدودي المقيمين قسراً في إسرائيل هم أيضاً أبناء الكنيسة وأبناء لبنان والأحزاب المسيحية السيادية والجبهة اللبنانية وقدموا الشهداء من أجل المحافظة على لبنان بأعداد تفوق ما قدم غيرهم، وبالتالي لا يجب التخلي عنهم مهما كانت الأكلاف ولا التنكر لقضيتهم مهما زادت حملات التخوين، ولا الخجل بعطاءاتهم تحت أي ظرف..

إن بشير القضية والجرأة والإيمان والعناد والرجاء والـ 10452 كيلو متر مربع متجذر في ضمير ووجدان وعنفوان كل لبناني شريف يؤمن بالسيادة والحرية والاستقلال وبكرامة وحقوق وخصوصية أخيه الإنسان اللبناني. في هذا اليوم نتذكر بخشوع وفخر وعزة وامتنان كل الشهداء الأبرار ومنهم البشير الذين سقوا أرضنا المقدسة بدمائهم الطاهرة ليبق وطن الأرز حراً، وكرامات اللبنانيين مصانة ورؤوسهم شامخة وجباههم عالية. هذا البشير وكل البشيريين الذين ساروا على نفس الدرب هم أحياء فينا ولن يموتوا أبدا.

 *الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 14 أيلول /2010

 

الحلـم الذي يجب أن يستعاد

بقلم الرئيس أمين الجميّل

ويظل بشير الجميل ذلك الحلم الذي عاشه اللبنانيون على مدى أيام، بعد سنوات من السأم والضياع، واستحال في خلال لحظة كابوسا. هكذا كان المشهد ما بين انتخابه رئيسا للجمهورية واستشهاده يوم الرابع عشر من ايلول. بدا لبنان مقبلاً على تحوّل مضيء، أو هكذا كان الحلم الكبير، وفي الأمر ما فيه من دلالات على عظم ما صنعه بشير وحقّقه من أحلام ولكن ايضا على عظم التحدّي الذي كان يواجهه وهو تحرير لبنان من الارتهان لمآ ل النزاع العربي ـ الاسرائيلي وهل له نهاية أم لا، وكيف، وفي أي زمن.

والحق يقال ان روح المخاطرة التي يتميّز بها الشخص البشري فتصنع المعجزات أحيانا كانت لدى بشير على درجة عالية من الزخم والاندفاع، فصحّ توصيف اقدامه على ذلك التحدّي بالعمل الفدائي. والكلام للوالد الشيخ بيار الذي كان، لدى اعلان ترشيحه للمسؤولية الأولى، كمن يقدّم ابنه الشاب قربانا على مذبح الوطن. فإخراج لبنان من دوّامة الصراع العربي ـ الاسرائيلي وسائر الصراعات الاقليمية والدولية، كان هو التحدّي الذي رفعه الرئيس المنتخب وصولا الى إقامة الدولة المستهابة التي أفاض في توصيف ملامحها ومقتضياتها في خطبه وبياناته وأفعاله فألهب الحماسة في الصدور. وهي مسألة لا تزال مطروحة الآن كما قبل الثمانية والعشرين عاماً التي انقضت على استشهاده، على رغم الجهود الجبّارة التي بذلت في هذا السبيل، بل على رغم التدخل الدولي الواسع وما واكبه من قرارات تحكم بفكّ القيود على أنواعها عن الوطن الصغير، ناهيك بالاتفاقات والمواثيق التي عقدت بين اللبنانيين لهذا الغرض،، ومن دون أن ننسى ثورة الأرز التي عمّت لبنان كلّه بكلّ طوائفه تقريبًا، وذلك الانجاز الكبير المتمثل في اجلاء كل الجيوش الاجنبية عن الاراضي اللبنانية، وخصوصا ً الاسرائيلية والسورية. أشير الى هذا كلّه للدلالة على عظم الحلم الذي راود الشيخ بشير الجميل وراود اللبنانيين جميعا ً في ذلك الحين، فكلّفه حياته. إنّه شهيد الـ 10542 كيلومترًا مربعًا يسودها حكم القانون من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال. أمّا الحلم فلا يزال ينتظر معجزة.

تساءلت مرارًا: ماذا لو نجا بشير وظل حيًا؟ وكثيرون مثلي تساءلوا وما زالوا يتساءلون. إنّه سؤال افتراضي، طبعا ً، يصعب الجواب عنه، لكنّه يدلّ على أنّ الناس، عمومًا، كانوا يراهنون على شخصه، وشجاعته، وأسلوبه في مواجهة الصعاب والتحدّيات، بل ثمة من كان يتوقع تحوّل الحلم الكبير على يده حقائق ووقائع. وهذا ما يفسّر عظم الأسى الذي عمّ لبنان عشية الرابع عشر من ايلول المشؤومة، وكيف تحوّل الحلم كابوسًا مزعجًا ومدمّرًا. لكنّه لا يشكل جوابًا حقيقيًا عن السؤال الباقي معلّقا ً كما الكثير من الاسئلة التي يطرحها الانسان على نفسه وتظلّ معلّقة. فالتاريخ لا يتعامل مع فرضيات وتوقعات وتمنيات بل مع وقائع وحقائق.

والمهمّ الآن أن نستعيد الحلم، من قبيل الوفاء لدم بشير، وتشبثاً بالحياة وبلبنان الذي افتداه بشير بدمه، أو بالأصح أن نستعيد الموقف الذي وقفه بشير من الظلم الواقع على لبنان وكان على حق، بل الموقف الذي وقفته الكتائب نفسها وهو منها الابن الذي تربّى على مقاومتها الدائمة لهذا الظلم وكانت هي ايضًا على حق. وكان ذلك منذ كانت بدعة الجمع بين الدولة والمقاومة في خندق واحد. فماذا أفادت محاربة اسرائيل من لبنان، ومن لبنان فقط، تحت ذرائع شتى، والى متى، طالما ان لا المفاوضات السلمية التي تتوالى فصولا ًمنذ سنين أنتجت تسوية، ولا ثمة بديل عسكري أو ما شابه لدى معسكر الرفض والممانعة يرغم اسرائيل، على الأقل، على وقف حركة الاستيطان التي تكاد تبتلع فلسطين كلّها؟

 

لا تيأسوا سنحقّق حلم البشير

مقابلة مع النائب نديم الجميّل

الفوضى والخراب حيث حزب الـله ولا مقاومة إلا الجيش اللبناني

البلد على كف عفريت والمحكمة قائمة طالما نتمسك بها

14 آذار تبقى الضمانة بغض النظر عن أخطائها

مكتب بشير الخشبي البني المخطط بالأسود في شكل دائري في مكانه. وصور في كل مكان: بشير ومايا ويمنى ونديم وصولانج وبيار الجد الشامخ. لكل رسم حكاية ولكل حكاية ذكرى ومع كل ذكرى لمعة في العين وغصة في القلب. أيلول في بكفيا له سحره الخاص، وإنْ كان مطبوعا بالحزن، فالهواء ينساب جميلا وشلوح الأرز تتعملق وعبقة البطولة تفوح في حديقة بيت بشير بيار الجميل. ونديم، سعادة النائب نديم إبن الشهيد، يجول في الأرجاء في دينامية ملفتة. يعود بشير في أيلول خبرا أول، وقبل الخبر جوجلة في السياسة، التي لم يحتمل من رسموا عناوينها ذات أيلول حضور هذا الرجل، فكان قرار الإغتيال! وكرت السبحة من اغتيال الى اغتيال الى اغتيال، واستمرّ هو الحلم القصير ونحن الحالمون دائما ببشير جديد!

في أيلول لقاء، بين نسمات بكفيا، مع نديم بشير الجميل، نبدأ فيه بالسياسة وننتهي بالتأكيد، مرة جديدة، على استمرار الحلم.

هل اعتدت، بعد سنة وثلاثة أشهر على السابع من حزيران، "سعادة النائب"؟

-لا تعني لي هذه الكلمة بصراحة أي شيء. لا اتوقف عند سعادة ولا معالي ولا فخامة ولا اي من المعايير الطبقية. صحيح ان النيابة مهمة، لكنها ليست طبعا الأهم. النيابة هي وسيلة لتحقيق اهداف معينة وليست الهدف في ذاتها. النيابة او اي منصب آخر وسيلة لتحقيق اهدافي في الوصول الى بلد الديمقراطية ودولة المؤسسات.

-سنة وثلاثة أشهر، هل كانت صعبة؟ هل بت تشعر مع مرور الأيام بأن الأحلام صعبة التحقيق غالبا؟

-صعبة جدا. السياسة في لبنان غير سهلة. صعب العمل الديمقراطي والعمل المؤسساتي في بلادنا. المجلس النيابي لم يجتمع إلا نادرا ومجلس الوزراء شبه معطل. لا أشعر بأنني ألعب دوري الكامل نائبًا، سواء لجهة المحاسبة المطلوبة مني أو في تقديم مشاريع القوانين، لكن ما نصرّ عليه على رغم كل العوائق هو الوصول الى دولة القوانين التي يعجز أي كان عن التأثير عليها، لنتمكن من أن نلعب دورنا الأساسي الكامل ونعطي النائب دوره التشريعي الحقيقي ودوره المحاسب للحكومة، ونعطي كل عضو في هيكلية الدولة اللبنانية دوره الكامل.

ماذا عن الدائرة التي تمثلها في الندوة البرلمانية، الاشرفية، هل كنت قريبا من ناخبيك؟ هل نجحت في ملامسة طموحاتهم وآمالهم؟

-يفترض ان تسأليهم هم إذا كانوا يتوقعون أقل وأنجزت أكثر، أو توقعوا أكثر وأنجزت أقل. الظروف في كل الأحوال صعبة، وليس سهلا على المرء أن يكون سياسيا وتلبية حاجات الجميع، لكن ما أراهن عليه في مسيرتي السياسية هو الثبات في المواقف والوضوح والشفافية في التعاطي.

-وماذا عن كتلتكم، كتلة الأشرفية، هل لا تزال متماسكة خصوصا بعد ابتعاد نايلة تويني لئلا نقول خروجها؟

-اولا نايلة لم تخرج، توقفت مرحليًا ربما، لكنها لم تخرج. كلمة خروج غير مناسبة. نحن متماسكون معا، وثمة مشاريع عدة ننفذها معا خصوصا على الصعيد الانمائي. اما بالنسبة الى الموضوع السياسي، فلكل رأيه وكتلته النيابية التي ينتمي اليها. انا انتمي الى الكتلة الكتائبية وقراري يعود الى قرارها، ولكن كفريق عمل في بيروت ونحن منسجمون معا وعلى اتصال دائم، وأصبحنا أكثر من زملاء، أصدقاء وأصحاب.

-تابعنا مواقفك من أحداث منطقة برج أبي حيدر الأخيرة، ولمسنا تقدمك في المطالبة واصرارك على بيروت منزوعة السلاح. ما هي قابلية تحقيق هذا الشعار؟

-شعار بيروت منزوعة السلاح جزء من كل. فجزء من مواقفي السياسية التي على أساسها خضت الانتخابات النيابية كان: لا للسلاح خارج الشرعية. أما بيروت، فيفترض أن تكون نقطة البداية لأنها العاصمة. وأتطلع الى هذا الأمر كنقطة الزيت التي يفترض أن تتمدد نحو بقية المناطق، لأن نزع السلاح من كل لبنان هو الهدف المنشود.

علينا أن ننزع مبرر حمل السلاح ليكون هناك مقاوم واحد ومدافع واحد هو الجيش اللبناني، لنبني لبنان المنزوع السلاح. لا حاجة لنا إلا لسلاح الجيش اللبناني. وحيث ينتشر سلاح حزب الله تنتشر الفوضى ويكثر الموت والخراب. لا نرى منطقة فيها حزب الله لا مشاكل فيها. في الجنوب مشاكل. في الشهابية إنفجارات. ولم يسمح لنا بأن نعرف إذا كان هناك ضحايا ام لا! في برج ابي حيدر حدثت جرائم. في صنين حيث شهدنا حركة لحزب الله، اوقف شباب وحدثت مشاكل. نريد الجيش اللبناني لنحيا بسلام وطمأنينة. هذا حقنا.

ثمة أصوات تطالب بفصل قضية سلاح المقاومة عن السلاح اللاشرعي المنتشر؟

-نحن لا نعتبر ان هناك مقاومة على الأراضي اللبناني، إلا مقاومة الجيش اللبناني.

تعتبر حزب الله ليس مقاومة؟

-انه ميليشيا على الاراضي اللبنانية. في 7 أيار برهن عن ان وجوده ميليشيوي فئوي للسيطرة على قرار الدولة اللبنانية الداخلي واراضيها.

ماذا لو مشى من طالبوا بنزع السلاح في طرح عدم شمولية القرار سلاح حزب الله؟

-طالما هناك مبرر لفريق ما لحمل السلاح، حقٌّ لأي فريق آخر حمل السلاح. نريد ان ننزع سلاح حزب الله وكل السلاح الميليشيوي على الاراضي اللبنانية. لا يمكن ان نبدأ بطرف ونستثني آخر، لأن هذا سيخلق خللا في الأمن الداخلي في البلد ويؤدي الى مشاكل.

ثمة من يتخوف من أن يكون هذا الشعار قد سحب فعلا بعد السحور الدمشقي؟

-أؤكد ان بيروت بل لبنان كله منزوع السلاح غير الشرعي ليس شعارا للاستهلاك الاعلامي. نزع هذا السلاح الشاذ هو عنوان حقيقي لقيام الدولة التي نريدها لهذا اقول واكرر: لا السحور الدمشقي ولا الفطور في واشنطن ولا الغداء في طهران ستدفعني الى تبديل رأيي والتراجع عن طرح هذه القضية.

النائب نواف الموسوي قال ما معناه ان السلاح في بيروت لمواجهة القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية في لاهاي؟

-غريب! السلاح بات يستخدم اليوم لمواجهة القرار الظني وضد الاسرائيلي وضد الداخل وضد الحكومة. مواجهة القرار الظني تكون بالسياسة والدبلوماسية، وبعدم إحداث اعمال شغب وإرهاب على المواطن. هذا السلاح بات بالنسبة الى كثير من اللبنانيين ارهابيًا للتهويل الفكري والسياسي على المواطن اللبناني. أظن بأن هذا السلاح ليس لمواجهة القرار الظني بل ليفرض على الحكومة اللبنانية رفضها القرار الظني.

المعارضة رفعت رسالة الى بان كي مون تطالب فيها بالغاء المحكمة الدولية واستبدالها بلجنة عربية- لبنانية؟

-لا تعليق.

وماذا لو أصرت؟

-المحكمة قائمة، وما قاله بلمار من يومين واضح جدا، وكل واحد يتحمل مسؤوليته.

كيف قرأت كلام المدعي العام دانيال بلمار؟

-قراءة متأنية وكمحام، واضح أن العمل الذي تقوم به المحكمة الدولية، وخصوصًا عمل المدعي العام، يجري باحترافية عالية ويحافظ على الأصول القانونية واحترام نظام انشاء المحكمة. وهذا الأمر يدفعنا الى أن نأمل برؤية بداية قرار إتهامي مبني على الوقائع والأدلة الثابتة. والسيد بلمار كان أكثر من واضح وجازم بأن لا وجود لأي تأثيرات سياسية تدفعه الى تأجيل القرار الظني. ولا أنسى ما قاله من أن أي تدخل سياسي سيدفعه الى الاستقالة. وقال انه متفائل جدا بالعمل، وحين يصبح جاهزا سيقدم القرار الاتهامي. سيكون بين أيدينا قرار اتهامي من دون اي ضغط.

وماذا لو تنازل من يطالبون بالمحكمة نتيجة مساومات ما؟

-يقدر رئيس الحكومة سعد الحريري أن يرضخ ويستطيع رئيس الجمهورية أن يرضخ أيضا وأمين الجميل كأب شهيد ومي شدياق ومروان حمادة والكل، لكن المحكمة ستبقى قائمة طالما الشعب اللبناني الذي تظاهر من أجلها، متمسك بهذا المطلب.

ما هو مفهوم العدالة بالنسبة إليك، لا سيما وأنت ابن شهيد، بل وأول الشهداء؟

-العدالة تبدأ بمعرفة الحقيقة. لن نتمكن ربما من محاكمة الجميع، لكن معرفة الحقيقة ومحاسبة بعض المجرمين والمخططين والمنفذين ستؤديان الى منع تكرار هذا النوع من الجرائم.

نرجع 28 عاما الى الوراء، الى اغتيال البشير، انتم عرفتم من نفذ الجريمة، فماذا حققت المعرفة للعدالة المنشودة؟

-لو حوكم وقتها حبيب الشرتوني، ولو أعلن من كان وراءه فعلا، ولو سمحوا للتحقيق بالمضي في مجراه الطبيعي، لكنا وفرنا كثيرًا من الإغتيالات التي نفذت منذ ذاك الحين وتلت إغتيال بشير. حبيب الشرتوني وصل ملفه الى قاضي التحقيق والقرار الظني تعطل! لم يتحول الى المحكمة ولم يحاكم ولم يسمح بالتعمق في التحقيق لمعرفة من كان وراء حبيب الشرتوني.

المسؤولية مسؤولية من؟

-هناك مسؤولية كبيرة على القضاء اللبناني الذي كان يومها في ظروف سياسية معينة، وعلى الوضع السياسي الذي كان قائما، وعلى السوري أكيد الذي كان معترضا على المحكمة وأطلقه عام 1990.

أين حبيب الشرتوني اليوم؟

-في سوريا أو تحت حماية السوري!

بماذا تشعر حين تقرأ القومي يكتب: البطل حبيب الشرتوني؟

-المشكلة في القيم. ولا أستغرب هذا الكلام من حزب قومي لا يعترف بلبنان ولا بالكيان اللبناني، وطبيعي من حزب لا يعترف بكيان لبناني ألا يعترف برئيس جمهورية كان ينشد سيادة لبنان وحريته واستقلاله من اي دولة اجنبية.

هل يسير البلد فعلا على بحصة قد تتزحلق به يمينا أو شمالا؟ هل البلد، كما قال سيد حزب الله، هش الى هذا الحد؟

-حين يكون هناك تباعد بهذا الحجم بين فريقين على صعيد الطروحات، يصبح البلد بلا شك على كف عفريت. هناك فريق يؤمن اليوم بلبنان وبدوره الحضاري والثقافي. وفي المقابل هناك فريق يقدم كل الولاء لإيران او سوريا، واولوياته مصلحتهما في لبنان. ومصلحة الدولتين مختلفة كل الاختلاف عن مصالح اللبنانيين الذين يؤمنون أولا وآخرا بلبنان.

نفهم من كلامك أن السيد نصرالله أصاب بقوله إن البلد يمشي على بحصة والحكم فيه هش؟

-لا، ليس بلدنا هشاً، لكن ثمة معركة عنوانها اي لبنان نريد؟ هل لبنان الرسالة والتاريخ والحضارة ام لبنان الجديد على صورة الجمهورية الايرانية الاسلامية.

النائب في تكتل التغيير والإصلاح الدكتور نبيل نقولا قال من يحرر الأرض في بلدان العالم يحكم؟

-يمكن، لكن لم يربح اي فريق بالمقاومة.

حزب الله يعتبر أنه ربح على اسرائيل وحرر الأرض؟

-والقوات ربحت على سوريا. هذا المنطق أساسا خاطئ، لأن المقاومة تنبع من الشعب وتضع كل انجازاتها وانتصاراتها في خدمة لبنان والدولة اللبنانية. لم نر اي انجاز حققه حزب الله ووضعه في خدمة لبنان. الإنتصارات التي يدعيها من يسمي نفسه المقاومة، وضعت تحت تصرف ايران والمحور السوري ـ الايراني.

هل ستصمد الحكومة اللبنانية في ظل كل هذه التطورات؟ والى أي مدى هي منتجة؟

-طبيعي أن يكون انتاج الحكومة في ظل الاختلاف والتنافر الواضح بين أعضائها ضعيف. فالعمل الحكومي لم يصل بعد الى ما يصبو اليه اللبنانيون، وإلا لما كنا نرى الفراغ الاداري في مواقع قضائية وعسكرية وامنية وفي السلك الخارجي، وما كنا نرى هذا الجدل البيزنطي الذي يؤخر عددا من المشاريع الحيوية التي يطالب بها المواطن.

أما بالنسبة الى الكلام عن تغيير حكومي في لبنان، فهذا أمر طبيعي جدا في بلد ديمقراطي، شرط أن نلتزم جميعنا بالأصول الديمقراطية. هذا من حيث المبدأ، أما واقعيا، فأرى صعوبة في تغيير حكومي، وعلينا ألا ننسى كم من الوقت استغرق تشكيل الحكومة الراهنة.

مفاوضات السلام انطلقت من جديد على هدير الإعتراضات. ما تعليقك؟

-إيجابي جدا أن تعود المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، ومبكر جدا التكهن بنتائجها. ولعل الموقف اللبناني ينطلق من مقررات مؤتمر بيروت عام 2002 الداعم لعملية السلام. ونحن اليوم ندعمها لأن لبنان تحول منذ أكثر من ستين عاما ساحة صراع اقليمي في المنطقة، وكانت نتيجته وجود كل هذا العدد من اللاجئين على أرضنا، مما أدى الى قيام منظمات فلسطينية مسلحة حاولت في وقت من الأوقات وضع اليد على البلد. لذا أي عملية سلام سيكون مردودها ايجابيًا على لبنان ويجب أن تشكل بداية لحل شامل لمسألة اللاجئين من أجل عودتهم الى بلدهم.

تابعت موقف مجلس المطارنة الموارنة من هذا الموضوع؟

-مواقف بكركي والمطارنة الموارنة تمثل المواقف الوطنية بامتياز لأنها منزّهة من أي غاية أو هدف سياسي. و لا يمكنني أن أنسى النداء الشهير الذي أطلقه غبطة البطريرك صفير والمطارنة الموارنة في العام 2000، والذي أعطى أملاً لجميع اللبنانيين بعودة السيادة و الاستقلال. وبالفعل كان هذا النداء الشرارة التي أنتجت ثورة الارز، لأنه أعاد الأمل والثقة الى نفوس المواطنين. وبكركي مستمرة في تمثيل الخط الوطني اللبناني بامتياز. ونحن نؤيد من دون أي تحفّظ كل ما يصدر عن غبطة البطريرك والمطارنة الموارنة لأنه يصب دائماً في إطار المحافظة على لبنان الدولة والكيان.

نسمع دائما عن خلافات بين سامي ونديم ونديم وسامي! ما صحة مثل هذا الكلام؟ وأي علاقة تربط بينكما غير النسب والقضية طبعًا؟

-تربطنا اساسا العائلة وفي السياسة القضية. صحيح لكل واحد منا نظرة مختلفة الى بعض الامور واسلوب مختلف، لكن النظرتين والاسلوبين يوصلان الى الخط نفسه، وهو وجود المسيحيين وحضورهم في هذا البلد. وهذا ليس اختلافاً بل تمايز طبيعي بين اي اثنين. كنا متفقين في محطات كثيرة، وقد نتباين في محطات. في الانتخابات تساندنا، فكان الى جانبي في الاشرفية وكنت الى جانبه في المتن. واليوم حين نحتاج الى بعضنا بعضًا لا يقصّر أحد منا.

تتحدث عن تمايز، لكن كلام المراقبين يشي بجفاء؟

-بالعكس، ثمة امور كثيرة ننسقها معا. هو له رأيه وانا لي رأيي. نتناقش وننسق. أليست هذه ديمقراطية؟!

الكتائب سحبت تمثيلها من لقاءات امانة 14 آذار، بينما نراك صامدًا في صلب هذه الثورة؟

-أنا اعتبر بغض النظر عن أخطاء مارستها 14 آذار أنها تستمر الضمانة للشعب الذي صوّت في 7 حزيران وممنوع لأي سبب من الأسباب التفريط في هذه الثورة أو الشك في جدوى بقائها. 14 آذار هي مسيرة وقرار شعب، وعلينا ان نحافظ عليها، وممنوع علينا التفريط فيها. وبغض النظر عمن يخرج منها أو من يدخل اليها، ستبقى قائمة موجودة مستمرة وصامدة لأنها ثورة أرز.

بماذا تجيب من يشكك في امكان صمود نديم الجميل في الكتائب اللبنانية اليوم؟

-انا كتائبي وامارس كتائبيتي من ضمن الكتائب منذ عام 2005. دخلت اليها بلا اي شروط لأنني مؤمن بهذه الكتائب، وسأستمر فيها وأخدم القضية التي أؤمن بها وتؤمن بها الكتائب.

التقيت بإبن النائب وليد جنبلاط، تيمور جنبلاط، فهل كان لقاؤكما شخصيا؟ وهل نتوقع أن ينسحب السياسي على الشخصي؟

-لم يكن بالتأكيد لقاءً حزبيًا. ولست موكلا من حزبي وليس أيضا من حزبه.

حزبك التقى تيمور ووالد تيمور، ولم تكن موجودا؟

-(لا يعلق) هذا اللقاء بيني وبين تيمور تم بطريقة شخصية، ويهمني اليوم ان أتقرب من الشخصيات الشابة التي سنتعامل معها في المستقبل. وأؤمن بأن التواصل هو أساس بناء الأوطان. وقد أظهر اللقاء أننا نتشارك في مواقف عدة، والتقينا عند نقاط مختلفة. وآمل بأن يستتبع اللقاء الأول لقاءات أخرى تكون مثمرة أكثر.

في أيلول، في كل ايلول ونحن متجهون نحو الرابع عشر منه، نستعيد الحلم، حلم البشير، من جديد. ترى أليس للأحلام، إسوة بكل شيء، نهاية؟

-سؤال صعب والإجابة غير ممكنة، لأنني لم أعش الحلم يومها. كنت طفلاً.

لكنك عشته وأنت تكبر من خلال عيني والدتك السيدة صولانج وكلام من أحبوا البشير وعايشوا تلك المرحلة وحلموا معه؟

-انا سمعت الكثير عن الحلم لكنني لم أعشه. أسألك أنت ماذا عن حلم والدي وأحلامكم؟ إذا كان حلم بشير ما زال حتى هذه اللحظة حيا، فمرده الى ان حلمه كان كبيرا وجسد كثيرًا من الأحلام التي لم تتحقق بعد على رغم مرور كل هذه السنوات. وهذا معناه أن بشير لم يمت، وأن حلمه ما زال يلح يوميا، وعلينا أن نقترب منه أكثر فأكثر في سبيل العمل على تحقيقه.

ماذا بقي من مفهوم الدولة التي حلم بها بشير؟ وهل ما زال خطابه ينطبق على السياسة اليوم؟

-لا تزال الدولة التي حلم بها بشير ومعه كثير من اللبنانيين غير موجودة، بعد 28 عاما على الحلم، وبالتالي حلمه بقيام الدولة ما زال حلمنا جميعا، كذلك موقفه من القضايا المصيرية والوطنية، ولا سيما لجهة بقاء لبنان وامكان العيش فيه لكل الطوائف، وخصوصا المسيحيين في سلام. نشعر بتلك المواقف وكأنها تطلق اليوم لا قبل ثلاثة عقود.

لو لم تكن ابن الحلم بشير، هل كنت سعادة النائب أم محاميًا كبيرًا؟ بكلام آخر: هل السياسة حلم أم نتيجة؟

-أنا اليوم ابن بشير واؤمن بأنني جئت الى هذه الدنيا بهدف معين. فكل انسان يولد في هذا العالم لرسالة ما. انا اليوم في موقعي ابن بشير، وهذا ما فكرت وافكر به.

في الذكرى الثامنة والعشرين على اغتيال فخامة الرئيس بشير الجميل، ماذا تقول لكل من حلموا معه وما زالوا يحلمون؟

-إياكم أن تيأسوا، سنحقق الحلم! بكل تأكيد سنحققه معًا.

 

 "القوات" أحيت في المانيا ذكرى شهداء المقاومة

جعجع: مسيرة ثورة الارز مستمرة وما نسمعه ليس سوى قرقعة

وطنية - 13/9/2010 أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع في اتصال هاتفي مع الجالية اللبنانية في برلين خلال احتفالها السنوي بذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية"، ان "مسيرة ثورة الأرز مستمرة بالرغم من كل الضجيج القائم في الوقت الحاضر"، وقال: "ان ما نسمعه اليوم ليس سوى مجرد قرقعة في وقت نرى فيه ان ثورة الأرز ثابتة وقائمة على أكتاف ملايين من اللبنانيين الموجودين في لبنان وفي وبلاد الانتشار".

ودعا المشاركين الى "الوفاء لدم الشهداء والى إكمال المسيرة حتى تحقيق كل أهدافها"، مشيرا الى ان "القوات اللبنانية ستحيي ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في 25 الحالي في حضور كل الرفاق والمناضلين والحلفاء والمؤيدين والأصدقاء".

وكانت "القوات اللبنانية" في ألمانيا أحيت ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" وفي مقدمهم الرئيس الشهيد بشير الجميل، فأقامت قداسا احتفاليا تبعه لقاء سياسي واجتماعي، حضره القنصل الفخري في برلين أديب حرب، ممثل تيار "المستقبل" في برلين سليمان القاسم مترئسا وفدا، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي رامي حلواني، ممثل الاتحاد الاشوري العالمي عبدو خنانيا، رئيس مقاطعة اوروبا في "القوات" جورج ابي رعد وممثل "القوات" في المانيا ميشال نعمه، الرئيس السابق لمكتب "القوات" في المانيا جورج حداد، الى حشد من ابناء الجالية اللبنانية ووفد من German friends.

احتفل بالذبيحة الالهية الاب ميلاد عبود الذي تطرق في عظته الى معاني عيد الصليب والى الذكرى المحتفل بها، فشدد على "بذل الذات من اجل الاخرين، واهمية المحبة واحترام الانسان والتعددية والغفران".

تبع القداس لقاء سياسي واجتماعي بدأ بكلمة ترحيبة لمركز برلين القاها شربل يزبك شدد فيها على أهمية الذكرى منوها ب"مزايا البشير".

ثم القى ابي رعد كلمة اشار فيها الى ان الذكرى "عزيزة لأن الشيخ بشير كان لكل لبنان رجل الدولة والمؤسسات، المدافع عن الشرف والسيادة، الداعي الى قول الحقيقة، العامل ابدا في سبيل لبنان الوطن نابذا لبنان المزرعة".

وذكر بعض اقوال الراحل في مجال الوفاق الوطني والتعددية والاغتراب والشهادة"، وقال: "نعم، لذلك أحببنا البشير، ومن اجل ذلك اغتالوه. ولكن يبقى الحلم عصيا على الاغتيال، وتبقى القوات اللبنانية وفية لصانع الاحلام ومحققها. فحتى لو مر زمن طويل بعد، سنظل نحفظه في زاوية دافئة من خريف الذاكرة، محميا بحرارة القلب، بحرارة الإيمان، بحرارة الصلاة، بحرارة الرجاء. وهذه المناسبة عزيزة لأننا نذكر ايضا اليوم شهداءنا، وبربكم من منا ما كان قريبا أو مقربا من شهيد؟ فشهداؤنا هم من كل لبنان ولكل لبنان. نذكرهم ونصلي من أجل راحة انفسهم لأنهم حصنوا لبنان في الحرب والسلم وكانوا السد المنيع في وجه مشروع إلغاء الكيان اللبناني".

وحيا "الدكتور سمير جعجع الذي بعد اعتقاله 11 سنة عاد ليكمل المسيرة بكل أمانة وعلى قدر الشهادات التي قدمتها القوات اللبنانية".

وقال: "يتميز لقاؤنا اليوم بأنه أول احتفال رسمي للقوات اللبنانية في برلين، وقد تم بفضل رفاقنا القواتيين القاطنين هنا. فالقوات اللبنانية، كما عهدتموها تعمل في خدمة المجتمع اللبناني في الداخل كما في الانتشار، ونحن اليوم نجدد العهد لنؤكد لكم ان مجموعتنا في برلين كما في كل المدن الاوروبية ستعمل جاهدة لاعطاء المجتمعات المضيفة أحلى صورة عن لبنان عبر التواصل مع جميع المرجعيات والجمعيات اللبنانية الموجودة فيها لخدمة الجالية اللبنانية، وفي هذه المناسبة نضم صوتنا الى كل المعنيين الذين سبقونا وندعوكم مجددا الى تسجيل أولادكم وزيجاتكم في القيد اللبناني عبر القنصلية اللبنانية حتى نحفظ لأجيالنا الصاعدة حقوقهم في وطن الارز الشامخ".

ثم كان لممثل "تيار المستقبل" كلمة اعتبر فيها "أن اغتيال الرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميل واغتيال رئيس الوزراء الشيخ رفيق الحريري يعودان الى مواقفهما الوطنية والعمل على تحقيق سيادة لبنان بأي ثمن".

بعد ذلك، عرض فيلم "أغنية الشهيد"، وانتهى الاحتفال بدعوة "مركز برلين" جميع المشاركين لتناول الغذاء.

 

الرئيس الجميل في الذكرى ال28 لاغتيال الشيخ بشير: المقاومة المنظّمة والنزيهة في سبيل قيام المؤسسات وحماية لبنان الكيان

والرسالة والدور والحضارة هي التي قادها بشير في تلك المرحلة الدقيقة      

 14 Sep. 2010   

في الذكرى الـ28 لاغتيال الرئيس الشيخ بشير الجميل، اعتبر رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل " إن بشير الذي رحل هو جزء مني إضافة الى انه خسارة وطنية فهو اخي ، عشنا سوياً وناضلنا سوياً ولهذا معنى خاص بالنسبة الي".

وأضاف الرئيس الجميل :" كلّما نظرتُ الى التاريخ والى شهادة بيار، أرى في الشباب من نديم وسامي وغيرهم تجسيداً للنضال الذي قام به بشير في مرحلة دقيقة جداً، حيث كان لبنان على "كف عفريت" وكانت قضية "نكون او لا نكون" هي المطروحة"، مؤكداً ان لبنان كان يواجه كل يوم مخاطر جديدة لم يكن ليتخطاها لولا المقاومة المنظّمة والنزيهة التي قادها بشير في تلك المرحلة الدقيقة في سبيل قيام المؤسسات وحماية لبنان الكيان والرسالة والدور والحضارة .

الرئيس الجميل وفي حديث عبر لبنان الحر، تابع قائلاً: "عشتُ مع بشير فترة طويلة وكنا أصدقاء أكثر من أشقاء، وكان دائماً الأخ الصغير الشقي، وقد ترافقنا في المهنة اي مهنة المحاماة، وعندما ترشّح لرئاسة الجمهورية أصرّ ان يظهر في الاعلام من بيتي- بيت المستقبل ذات الرمزية الخاصة".

وقال: "هذا الجيل الجديد يذكّرني بالمراحل التي مررنا بها لا سيما انا وبشير، وهؤلاء يكملون الطريق نفسها اليوم، وأمل ان يستعيد لبنان سيادته الكاملة على كل أراضيه وان يتعافى ويعود ليلعب دوره الكامل والريادي في الشرق الأوسط".

واذ شدد الرئيس الجميل على رفض لعبة الدم والعنف في الحياة السياسية، لفت الى ان خدمة الوطن والتفاني في سبيله كانت السبب الرئيسي الذي من اجله تقدم بشير وبيار ومايا وأمين أسود وهم جميعهم من عائلة واحدة للشهادة، كما أكد ان حبه للبنان والتفاني في سبيله يطغى على مشاعره كأب و كرب عائلة :"وهذا الانخراط في خدمة الوطن والالتزام به أمر لا يمكن ضبطه".

ورداً على سؤال حول ما كان يردّده الشيخ بشير "قولوا الحقيقة مهما كانت صعبة"، لفت الرئيس الجميل الى ان النائب سامي الجميل قال الحقيقة منذ يومين "اننا خضنا مقاومة شرسة للمحافظة على البلد فقالوا له "ممنوع عليك قول الحقيقة المجرّدة بل يجب ان تكذب على الناس، مضيفا:" فنحن نعاني اليوم من محاولة طمس الحقيقة ومحاولة كتابة تاريخ لا علاقة لها بالتاريخ الصحيح، اذ ان الجميع يكتب تاريخه كما يريد وكأن التاريخ بدأ معه، وهذا هو الخطر".

من جهة أخرى، رفض الرئيس الجميل القبول بالعدل اذا كان محرّفاً او مزيفاً، وقال :" نريد العدالة الحقيقية ومعرفة هوية القاتل الحقيقي وان يكون ذلك مبنياً على أساس اثباتات دامغة ليتمتع بالمصداقية، مشيراً الى انه وبمجرد ظهور القرار الظني يعني اننا انتقلنا الى مرحلة جديدة يتم فيها توجيه اصابع الاتهام معرباً عن تخوفه من انعكاسات ذلك لا سيما على المستوى الوطني..

ورداً على سؤال، أكد الرئيس الجميل انه في بلد كلبنان لا يمكن فرض الاستقرار في ظل وجود السلاح ومنطق القمع والديكتاتورية .

وتابع قائلاً :" أنا مقتنع بان لبنان ليس وحيداً ومن يتناحر على الأراضي اللبنانية يقوم بذلك لأغراض غير لبنانية، ولبنان سينتصر في النهاية وسيؤكد على حقه وعلى دوره وسنبني المؤسسات بأفضل ما لدينا، المهم ان نبقى متمسكين وان يكون اللبنانيون ملتفين حول بعضهم البعض ليس لأهداف سياسية ضيقة بل لمستقبل الوطن وللحريات فيه".

واعتبر الرئيس الجميل ان الفتنة قائمة منذ فترة طويلة، "لكن لبنان أقوى منها مستعيداً مجازر 1860 والحروب الكونية الى باقي المراحل الصعبة التي مر بها الوطن، معتبراً انها كانت مصطنعة وموجّهة من الخارج، داعياً اللبنانيين الى وعي مسؤولياتهم والالتفاف حول بعضهم البعض من اجل بناء الوطن".

ورداً على سؤال، أكد الرئيس الجميل ان مطلب حزب الكتائب هو ان تكون الدولة هي المسؤولة عن قرار السلم والحرب وان يكون السلاح على كل الاراضي بعهدة الدولة اللبنانية، وهذا هو شعارنا الذي دفعنا ثمنه غالياً ولا نزال متمسكين به، مؤكداً ان تحفظ الحزب على البند السادس من البيان الوزاري لم يكن موقفاً انفعالياً او فئوياً بل نابع من المنطق المطلق والكوني والعام الذي يقول ان الدولة لا تقوم الا اذا كان هناك مؤسسات ديمقراطية وشرعية منبثقة عن إرادة الناس تمسك بزمام الامور في البلد".  

Kataeb.org Team

 

 

الرئيس بشير الجميّل: اخاف على هوية لبنان... فالخطر اليوم ليس على ال 10452 بل عليها...      

 ريبيكا سليمان - Kataeb.org Team

14 Sep. 2010   

كان عليّ ان اجري مقابلة مبسطة، سهلة القراءة، ممتعة، واضحة ومفيدة مع شخصية جدّ مهمة حول الوضع اللبناني الحاليّ "الهشّ"! الحيرة انتابتني في اللحظة الثانية بعد هذا الطلب...ففي الاولى، وبدون تفكير وعن قناعة،اخترت...بل اختارني شخص بشير الجميّل! وهل من أهمّ؟؟!! حينها، انهالت عليّ تساؤلاتي واندمجت بعوارض نفسية عدّة: رهبة، خجل، فخر،تحدي، فرحة عارمة...وأخذت تتفاعل على وقع الموسيقى التي عزفها قلبي...آه، كانت تلك الموسيقى صاخبة، حماسية!

يا ترى ماذا أسأل ذلك الرجل؟ كيف سأتفاعل مع اجاباته؟ بأي طريقة، يا ربّي، سأكون صحافية موضوعية " تحشر" من تحاور بأسئلة فرعية لتخرج بسبق صحفي ولتُخرج من فمه ما كان يريد الا يلفظه، وانا مقتنعة عن سابق تصوّر وتصميم بكلّ حرف يقوله وقاله وسيقوله؟؟؟!!

استجمعت قواي وفرحتي وحماسي المهني وايماني، واتخذت قرارا بعدم تضييع الفرصة الذهبية بلقاء الشيخ، والتي ستصبح مستقبلا كجواز سفر في مسيرتي الصحافية. مقابلة مع الشيخ بشير الجميّل كبداية في فضاء الصحافة؟؟: انها حقا نعمة! (اعترفُ بهذه الحقيقة بخجل وخوف من اكون تلك الصحافية الانانية...)

* * * * * * * * * * * * *

والى مرحلة التنفيذ..الأسئلة وضعتها ورتبتها بشكل متسلسل ومترابط...مزقت كثيرا كثيرا من الورق، نعم! اتصلت به: "الو"، قال. وصمتُ أنا! آه، كم أنا طفلة صغيرة في لباس امرأة تحمل قلما وورقة لتدوّن تاريخ المقابلة الصحافية! ما بالي لا اتكلّم؟؟؟ " الو، نعم"، كررّ. انه هو، الشيخ بشير يجيب على هاتفه، دون وساطات ولا حواجز!

سألته قبول اجراء لقاء صحافي، فوافق، وحددنا المكان والزمان. وقبل ان يقطع الاتصال، قال لي:" اذكرك، لا تخشي ان تسألي ما تريدين. فأنا حاضر للاجابة عن اي سؤال يطرح، مهما كان ودون ان يتحوّل الامر الى قضية تنفيع، فطبعي يتنافى وكلّ التنفيعات"...."طبعا طبعا"، اجبت بحزم خجول، وسعادة كبيرة بقيت عالقة في سلك الهاتف!

**********************

يوم اللقاء 14 ايلول 2010...كطفلة ذاهبة الى اول يوم في المدرسة خرجتُ من منزلي، متأبطة دفترا وقلما ومسجلّة بيد، ولبنان بيد أخرى..لم أعد أذكر من طرق باب مكتب الشيخ، أأنا ام دقات قلبي! " تفضّل"، فدخلتُ... كان يجلس وراء طاولة مكتبه وقد بدا لي وكأنه يجول الارض من شرقها الى غربها...ملفات هنا وهاتف يرنّ من هناك، حماسة في عينيه وفي زوايا تلك الغرفة المتواضعة..

عند السؤال الأول، توقف الزمن عندي ليستمرّ عنده صانعا منه خارطة لاجاباته وبوصلة للحلم! عند ذلك السؤال الأول، اضعتُ بوصلة الاسئلة ففقدت السيطرة على ابقائها ضمن التسلسل الذي وضعته! حدثني الشيخ بشير عن رؤيته الحالية للواقع اللبناني بشكل عام، وقد احسست بنبرتي الاسف والعنفوان تملآن ارجاء الحروف، فقال:" حان الوقت لنبني لبنان الذي نريد...بعد ان سقط جميع الشهداء من اجل نظرة معينة الى لبنان الذي عمره اكثر من 6000 سنة، وبعد كل التضحيات والنضالات من اجل القضية، من اجل قيام الدولة الحرّة السيدة والمستقلّة، لا زلنا نعاني وندفع الكثير من الاثمان...لا يزال الحكم في لبنان يقوم على بوس الايادي وبوس اللحى وعلى التأجيل وعدم مواجهة المسؤوليات...لا نزال نردد " بكرا"، و"معليش" و"ماشي الحال" و"الله بيدبّر" و"الله بيفرجها"...الوضع سيء، فلا الجيش بخير ولا الشعب بخير ولا المؤسسات ولا الدستور ولا الحرية ولا الامن بخير!".

كان جبين بشير ينحت مئات التعابير في تلك اللحظة، فعلمت انه يريد البدء بالحديث عن القضايا المصيرية، وهي من اولوياته، قبل التطرق قليلا الى الفنّ والاعلام والتربية كما وعدني. ففتحت للكلام الباب عبر سؤالي عن الجيش اللبناني، ومن هنا كانت الانطلاقة، فاجاب:" يجب الا يبقى على الارض اللبنانية وجود مسلّح غير الوجود اللبناني الشرعيّ المتمثل بالجيش..من هنا يجب ان يصبح الجيش في وضع لا يستأذن فيه احدا لكي يدخل الى ايّ منطقة في لبنان، اكانت في الجنوب ام في الشمال ام في بيروت...اذ ما من شيء يمكن ان يهدم معنويات الجيش اكثر من ان يرى افراده القيادة تتفاوض مع زعيم حيّ للسماح لهم بالدخول الى الحيّ!"

وتابع:" فلنعط الجيش الفرصة ليكون حقيقة سياج الوطن والمدافع الاول والاخير عن حدوده، لذا ادعو اليوم كلّ من يريد ان يقاتل من اجل لبنان والدفاع عنه ان يقاتل في اطار الجيش والجيش فقط."

سألته:" ماذا عن سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني في لبنان"، ولم اكد اكمل طرح السؤال حتى بادرني بردّ لا مجال له ان يقابل بردّ:" نحن شعب نريد السيادة كما نفهما نحن وليست سيادة مع 60 الف صاروخ من الخارج و ربما 600 الف ممن يحملون سلاحا غير شرعيا... لا يستطيع لا حزب الله ولا الفلسطيني ولا غيرهما ان ينتفضوا على الحكم اللبناني وان يقيموا جيشا فوق الجيش وان يقيموا دولة فوق الدولة...علينا كلبنانيين بأن لا نقبل اي وجود مسلّح غريب او لبناني غير شرعيّ على ارضنا! حتى بالنسبة الى وجود السلاح في ايادي غالبية اللبنانيين، عليهم ان يعلموا ان لبنان القويّ بديمقراطيته هو الذي لا يفرض عليّ ان يكون لدي ميليشيا للدفاع عن نفسي . هو لبنان الذي يدافع عني..."

" ماذا عن اعطاء الحقوق للفلسطينين؟"،سألته... ضمّ الشيخ بشير ذراعيه الى بعضهما واجاب:" نحن تحملنا وزر القضية الفلسطينية وحدنا وقد طارت بلادنا نتيجة لما تحملناه...ان توافق اللبنانيين بمقدوره ان يمنع امورا كثيرة ، فباستطاعتنا ان نقنع الفلسطيني بأنه كفى! نحن نرفض ان يتوطن الفلسطينيون في لبنان ونرفض السلاح الذي يحملون. ونرفض ان يقولوا لن نخرج من لبنان، فهل استطاعوا الا يخرجوا من ارضهم اولا؟؟؟!!"

"ماذا عن العلاقة اللبنانية – السورية؟"،طرحت السؤال..." استغلّ هذا السؤال لاعلن رفضي لنعت سوريا بالشقيقة لأنهم لم يتصرفوا معنا كأشقاء..لكن كما ذكرت وبعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، على العلاقات ان تكون مبنية على اسس واضحة ودبلوماسية وذلك يتطلب اولا ترسيم الحدود والافراج عن المعتقلين اللبنانيين القابعين في سجونها والاعتراف بلبنان كيانا نهائيا سيدا حرا ومستقلا..." وختم هذا المحور جازما:" السوري لم يعد قادرا على توظيف "الانتصارات الايرانية" في مزيد من الضغط والكبت على الشارع اللبناني".

وتطرق الشيخ بشير الى الهيمنة التي يحاول البعض فرضها على اللبناني، فقال:" ماذا يريد اللبناني اليوم؟ هو يريد الامن والحريّة، ولا يسمح ان تمسّ خصائص حريته الشخصية وهي مقدسة لديه، ولا مجال ضمن هذا المفهوم للخوف من الاقدام على فرض نظام الحزب الواحد،لأنه ما من احد يمكنه ان يفرض بميليشياته او بهيمنته اي شيء كان".

قاطعته:" مما يخاف بشير اليوم؟" فاجاب:" اخاف من ان نستمرّ في هذا الوضع فنفقد السيادة ونفقد الاستقلال وحينها يصبح اسم الجمهورية :جمهورية " كذا وكذا وكذا " اللبنانية وحينها يكون لبنان قد انتهى. اخاف على هوية لبنان فالخطر اليوم ليس على ال 10452 بل عليها...

" وماذا ترفض بصراحة"؟؟؟...فاكمل:" ارفض ان نعيش في خوف وفي قلق دائم على المصير اذا ما خطر على بال احد الجيران ان ينصّب نفسه مسؤولا مرّة اخرى عن لبنان، من هنا فان بناء العلاقات بين الدول، الجارة ام القريبة ام البعيدة، عليها ان تتمّ ضمن الاطر الدبلوماسية والقانونية .... ارفض اي اتفاق يفرض علينا بقوة السلاح ارفض ان نعيش لاجئين في بلد آخر "...واضاف بصوت حنون، ونبرة تصاعدية :"اريد حقا ان نعيش الحياة المستقبلية في لبنان دون ان نضطر الى تقديم مئة الف قتيل كلما هرب احدهم من بلاده واراد ان يجعل من ذلك قضية، او كلما زار احدهم دولة من اجل مطلق اي قضية! اريد ان يقرر لبنان ما يريد، ان نحدد سياستنا بانفسنا وان يكفّ لبنان عن السير في ركاب الآخرين..."

وتطرقنا الى مسألة التخوين السارية المفعول كلما اختلف احدهم بالرأي مع حزب الله، فاجاب باختصار فاخر:"كفاهم تفلسفا علينا، واطلاق تصاريح حول ما كان علينا القيام به، وما كان علينا عدم القيام به، وكيف كان علينا ان نعمل، وكيف كان علينا الا نعمل. نحن عرفنا ما كان علينا القيام به، ولو لم نعمل كما عملنا لكان قضي علينا، ولما بقي صليب او راهبة او كاهن على ارض لبنان."

في هذه اللحظات، وكان قد مرّت ساعة من الوقت، شعرت ان كلّ الاسئلة التي تدور في فلك السياسة والامن، وكلّ التساؤلات حول الاحداث التي يشهدها لبنان كأحداث برج ابي حيدر والتوترات المستمرّة داخل المخيمات الفلسطينية والحروب المشتعلة بداخلها، والمربعات الامنية، حتى اساليب التخوين والترهيب والقمع الفكري، قد اجابني بشير عنها! فما بالني اكررّ نفسي؟؟ لقد قال الرجل بوضوح:" نريد لبنان السيّد، خال من كل سلاح غير شرعي ، نريد الديمقراطية والامن والحريّة...نريد لبنان الحلم..."

فمررت سريعا على بعض الاسئلة المتنوعة لأقف عند رأيه حولها، فسألته عن الادارات والوزارات، عن الفنّ والاعلام عن السير ...وعن المسيحيين في لبنان.

ولم تكن مواقفه حول كلّ تلك الامور اقلّ حزما من مواقفه السياسية، فاعتبر ان الادارات في لبنان تشبه السياسة،رافضا ان تكون قائمة على الزحف والانبطاح وشعارات عاش الملك مات الملك." الادارات يجب ان تطهرّ وتنظّف...فأنا افضّل ان يأتي احدهم بقميص نصف كمّ، وان يقوم بعمله جيدا، على ان يعقد ربطة عنق ويجلس النهار كلّه في المكتب ليقوم بمساومات ونكايات...الجوهر هو الاهم وليس المظهر!"

"على الوزارات ان تتعامل بعضها مع بعض.هناك وزارات لا تنسّق بعضها مع بعض، مع ان لها مجالات وقطاعات عمل واحدة.وهكذا فاننا نزفّت طريقا، ثم نعود الى حفرها في اليوم التالي، لأن شركة الكهرباء لم تكن على علم بأن الطريق ستزفّت، ثم نعود ونزفّت الطريق بعد ان يصاب 3 او 4 مواطنين بالكسور لوقوعهم في الحفر. ثم تأتي شركة الهاتف وتقوم بحفرياتها، فنعود لنزفّت مرة ثالثة وهلمّ جرّاً."

وانطلاقا من تصويبه على التقصير المؤسساتي، وجّه بشير ايضا انتقاداته للمواطنين مثلا في مجال السير، فقال:"لندافع عن شرطة السير وسياراتها، لنكف عن سرقة السيارات، ونتقيّد بأنظمة السيرـ فنقف عند الضوء الاحمر ونسير عند الضوء الاخضر..."

وتوّجه الى العاملين في قطاع الاعلام داعيا اياهم لتجنب العمل على "اساس المزايدة، والا يخنقوا الحقيقة او يمّوهونها او يجملونها او يكسونها بالمساحيق...اقول لهم قولوا الحقيقة مهما كان الثمن"

واسف صاحب الايمان الاكبر بالحرية في وجوهها كافة ان تتعرض "بعض الاعمال الفنية لمقصّ الرقابة، آملا" ان يتمكن كل منا من التعبير عن آرائه وفنه وحضارته كما يرتأيه، لتكون الحضارة اللبنانية حضارة بالفعل، فالتقوقع لا يفيد الحضارة".

وشدد على ضرورة "الا يبقى في لبنان مناطق لبنانية بالاسم اكان في مجال المدارس والمستشفيات ام في مجال المشاريع الانمائية والعمرانية."

ساعة ونصف من الوقت مرّت...كنت الاحظ كم الوقت من خلال ساعة الشيخ بشير فضية اللون...تمنيّت لو انه نسيها في ذلك اليوم في المنزل...هل يا ترى كانت توقفت عقارب الساعة؟؟؟آه..ما ابسطني، ابتكر طرقا خيالية، في خيالي،كي لا تنتهي تلك المقابلة! بدأت بلملمة عدّتي الصحافية ولملة افكاري التي ساحت في مشهد رسمه بشير للبنان...مشهد وكأنه حلم!

"ماذا تقول في رسالة اخيرة"، كان خاتمة الاسئلة...فقال:" الى كلّ من يتسائل ماذا نريد، اقول لهم : نريد ان نكون في هذه النقطة من العالم مجتمعا حراّ ومسؤولا عن نفسه دون ان يستطيع احد، مهما زار من مطارات او باي جريدة ان ينصب نفسه مسؤولا عنا او يسمح لنفسه ان يتكلم باسمنا ..اقول للمسيحيين بشكل خاص: سندافع عن انفسنا كلما اعُتدي علينا. ولا اعتقد ان المسيح علّم ، عندما يحاول احدهم القضاء علينا، او يحاول القضاء علينا او ازالتنا من الوجود، لا اعتقد ان المسيح طلب منا الا ان نشهد له، وهذا ما نقوم به في لبنان وما سنفعله دوما".

انتهى اللقاء الحلم وعدت الى منزلي لانكب على صياغة نصّ المقابلة والاعتناء بها كما تعتني الام باطفالها..." ساقدمها غدا الى مدير التحرير في الجريدة "، صممتُ! وحين كان القمر يغفو على شباك غرفتي كنت اكتب آخر الكلمات...

**************************

في اليوم التالي، ذهبت الى العمل بفخر جميل وبشير نجاح في الافق...سلّمت المقابلة الى المدير وجلست اتحضّر وانا اعلم ماذا ينتظرني. لم أتفاجأ بصراخه ولا بعقدة حاجبيه، ولا باشارات الغضب والدهشة والاسف التي ارتسمت على وجه مديري...صرخ:" طلبت منك اجراء مقابلة مع شخص حيّ يرزق...يبدو انك لا تعلمين ان الرئيس بشير الجميّل اغتيل في العام 1982.." ابتسمتُ، ابتسامة المطمئن الواثق وقلت:" يا حضرة المدير، لو كان بشير حيا يرزق لما احتجت ان تطلب مني اجراء مقابلة عن الوضع اللبناني الهشّ ولا ان اسأله عن السلاح غير الشرعي ولا عن صورة المستقبل المجهولة!"

وصدقا، لم أفاجأ في اليوم التالي ان ارى " مقابلة مع الشيخ بشير الجميّل بتاريخ 14 ايلول 2010" تتصدر الصفحة الاولى من الجريدة، مع تنويه صغير بقلم مدير التحرير وقد كتب:" ان المقابلة الافتراضية من اصعب المقابلات، ولكنها ليست كذلك طالما ان...بشير حيّ فينا!".

 

سجعان قزي : قال لي بشير ليلة إغتياله : سأزور غداً بيت الكتائب في الأشرفية لأشكر الشباب لأن لا الأميركيين ولا الإسرائيليين هم الذين أتوا بي رئيسا للجمهورية إنما أهل كرم الزيتون والأشرفية وسواهما والشهداء      

 14 Sep. 2010   

لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، نظم قسم فتقا الكتائبي لقاء مع الأستاذ سجعان قزي، المستشار السياسي للرئيس أمين الجميل، حول "العلاقة بين الشهادة والصليب والوجود المسيحي الحر"

اللقاء الذي أقيم في مبنى القسم حضرها رئيس إقليم كسروان-الفتوح الكتائبي الرفيق سامي خويري ونائبه الرفيق مسعود مراد واللجنة التنفيذية للإقليم، رئيس قسم فتقا الرفيق كمال شدياق، خادم رعية فتقا الأب شعيا محفوظ، مختار فتقا السيد هاني لطيف وأبناء البلدة، إضافة إلى عدد من رؤساء الأقسام الكتائبية في إقليم كسروان –الفتوح وحشد كتائبي وصديق.

افتتحت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني وبصلاة خاصة :

"يا رب خلينا نكون قلب واحد وايد وحدة وفكر واحد وصوت واحد، منطلب يا رب منك توجهنا على الطريق الصحيح المليان بالتواضع والشهامة والعنفوان والوفاء لشهدائنا وقديسينا حتى نكون الصخرة يلي منبني عليها وجودنا المسيحي الحر.آمين"

استهل رئيس قسم فتقا كلمته بالترحيب بالأستاذ سجعان قزي وشكره على تلبيته الدعوة كما شكر رئيس الإقليم وجميع الموجودين لحضورهم.

كلمة سجعان قزي:

في مثل هذا الوقت في 13 أيلول 1982 الساعة التاسعة والنصف مساء"، كنت مع الذي نحيي ذكراه الليلة الشيخ بشير الجميل في منزله. بقينا وحدنا حتى منتصف الليل نقرأ خطاب القسم الذي كان يفترض أن يلقيه بشير في جلسة قسم اليمين كرئيس جمهورية جديد للبنان، ولكن كما تعرفون استشهد في اليوم الثاني".

وأضاف قزي:" كانت هناك ثلاثة مواضيع لم تحسم بعد: كيفية ذكر الشيخ بيار الجميل والرئيس الياس سركيس، موضوع اتفاق السلام مع إسرائيل حيث أن بشير كان متحفظاً بشأن توقيته ويريده في إطار توافقي لبناني وعربي، والثالث كان مستقبل العلاقات مع سوريا فلم يُظهر بشير عدائية خاصة، بل إرادة في تطويرها على أسس سيادية". وشدد بشير في اللقاء الأخير معه على ضرورة إعطاء المقاومة اللبنانية حقها لأنه لولا المقاومة لم نكن موجودين. ويخطئ من يظن أننا هنا بفضل أميركا أو إسرائيل، فنحن مقامة حرة وأنا رئيس حر، وأبلغني بشير أنه سيزور غداً (14 أيلول) بيت الكتائب في الأشرفية ليشكر الشباب لأن لا الأميركيين ولا الإسرائيليين هم الذين أتوا بي رئيسا للجمهورية إنما أهل كرم الزيتون والأشرفية وسواهما والشهداء، وقال لي: أنا لا أستطيع الذهاب إلى قصر بعبدا قبل أن أقول وداعا لشباب الأشرفية وشباب كرم الزيتون وشباب كل الأحياء التي ناضلت وصمدت في حرب السنتين والمئة يوم، أنهينا الخطاب الذي أعجبه وقد نشرته الصحف في وقت لاحق".

وقال قزي: "لا شك أن غياب بشير الجميل كان مأساة كبيرة على كل اللبنانيين، وكل المسيحيين لان انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية لم يكن انتخاب رئيس جمهورية عادي، وطبيعي وتقليدي، لم يكن بشير ينتمي إلى الفئة التي منها كان يختار رؤساء الجمهورية بين سنة 1920 وسنة 1982".

وأضاف قزي:"بشير الجميل هو اكبر انتصار ماروني في الشرق منذ بزوغ المارونية، هذا ليس كلام شاعري، هذا كلام له تفسير علمي، وثائقي في التاريخ، فباستثناء الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذوكسية لم يكن لمسيحيي الشرق وجود سياسي لغاية نشؤ دولة لبنان الكبير سنة 1920، وما بين أول حكم إسلامي سنة 634 مع الخلفاء الراشدين بعد وفاة النبي محمد، أي حوالي 200 سنة على نشوء المارونية، وحتى سنة 1517 سنة بدء الفتح العثماني في الشرق كان المسيحيون يتعرضون للاضطهاد الدوري والمنتظم، قبل وبعد سقوط بيزنطيا سنة 1453".

وتابع:"بعد مرور 1100 سنة على المارونية، بدأ الموارنة في لبنان يتحركون سياسيا مع المعنيين، وتحديدا مع الأمير فخر الدين المعني الثاني نحو سنة 1590، لعب الموارنة مع فخر الدين دور المستشارين والسفراء وقادة العسكر، وكانوا يشاركون بالحياة السياسية، ولكن لم يكن لديهم القرار السياسي، أو السلطة السياسية. كانوا يخدمون الحكم المعني الدرزي ومن ثم خدموا الحكم الشهابي السني علما" أن غالبية كتب التاريخ تقول إن الأمير فخر الدين أصبح مسيحيا على يد الآباء الكبوشيين كما أن الأمراء الشهابيين السنة اعتنقوا المسيحية لاحقاً".

وأضاف:"بدء الدور المسيحي الماروني يكبر عندما قسم العثمانيون والأوروبيون جبل لبنان إلى قائمقاميتين بعد المجازر المسيحية المارونية في الجبل سنتي 1840 و1842 وأصبح هناك قائمقاميتان إحداها يترأسها درزي والأخرى ماروني، غير أن السلطة الحقيقية ظلت بيد العثمانيين، وكذلك في عهد المتصرفية حيث كان المتصرف مسيحياً أجنبيا يحكم مع مجلس إدارة لعب المسيحيون فيه دوراً مميزاً. وحتى مع إعلان دولة لبنان الكبير سنة 1920 الذي كان نتاج ماروني مع احترامي لجميع الطوائف المسيحية الأخرى الصامدة والمتعقلة بلبنان وأعطت شهداء كما الموارنة، ولكن البطريرك الماروني الياس الحويك والفرنسيون عملوا على إنشاء دولة لبنان الكبير وأول رئيس لهذه الجمهورية لم يكن مارونيا كان شارل دباس، كما أن الرؤساء الموارنة الذين أتوا فيما بعد، لم يجسدوا انتصاراً مارونياً في الشرق. من هنا نرى أن مجيء بشير الجميل إلى رئاسة الجمهورية هو أهم انتصار مسيحي ماروني بعد نشوء المارونية وسقوط البيزنطية في الشرق".

وتابع:" لهذا السبب دعوتي ألا ننظر إلى بشير نظرة من زاوية القرية والمحافظة والقضاء، بل نظرة مشرقية. عندما انتخب بشير الجميل شعر كل مسيحيي الشرق بارتفاع نسبة المعنويات وشعروا أن هناك شيئاً تغير وكأن شيئاً من أنبيائهم ورسلهم رجع، وأن مسيحية متجددة ومنتصرة ولدت من جديد مع انتخاب بشير الجميل. من هنا كان القرار باغتياله. لو لم يصبح بشير الجميل رئيس جمهورية ما كانوا ليصمموا على اغتياله. تقبلوه زعيماً مسيحياً كغيره، ولكن أن يصبح الزعيم المسيحي رئيس جمهورية لبنان وزعيماً على مستوى الشرق الأوسط ويحبه المسلمون ويؤمنون به كما المسيحيين فهذا أمر مرفوض. لم يكن أحد يريد عبد الناصر مسيحياً أو فخر الدين مسيحياً. لا أحد كان يتنمى عودة عهد الأنبياء، فكان اغتياله".

واعتبر قزي أن اغتيال رجل كبشير أتى في منطق أهل الشرق. عظماء الشرق، رسل المسيحية، كبشير الجميل، لا يموتون ميتة طبيعية، بل شهداء ككل تلاميذ المسيح الـ 12 حيث شنق أحدهم نفسه (ويا ليت هناك أناساً تشنق نفسها في هذه الأيام كانت وتريح البلد)، فيما الـ 10 الآخرين ماتوا شهداء باستثناء يوحنا الذي قبض عليه الإمبراطور دوميسيانوس وأمر بوضعه في مغطس زيت ساخن ليموت إلا أنه ظل حياً خلافاً للطبيعة البشرية، فأمر الإمبراطور بنفيه إلى جزيرة باتمس في بلاد اليونان. إذن كل تلاميذ المسيح هم شهداء، ومن الطبيعي أن يذهب بشير الجميل، الشاهد على عودة المسيح إلى الشرق شهيداً.    

Kataeb.org Team

 

ماروني: الكثير من "الإجحاف" ألحق بالشهيد بشير الجميّل... ونطالب بجعل ذكراه "عطلة رسمية"   

١٤ ايلول ٢٠١٠/موقع 14 آذار /ناتالي إقليموس

على وقع ذكرى الـ28 لإستشهاد الرئيس بشير الجميل، أكّد عضو كتلة "الكتائب" ايلي ماروني "أن الشهيد بشير الجميل خالد في قلوبنا وحي في ضمائرنا". كما تمنى ماروني "لو يتعظ الشعب اللبناني مما قاله الجميل قبل رحيله، سيما واننا لا نزال نتخبط في المشكلة نفسها، وهي غياب الدولة السيدة الحرة المستقلة".

ماروني وفي حديث خاص إلى موقع "14 آذار" الإلكتروني، حول أبعاد هذه الذكرى وما يميزها عن نظيراتها في الأعوام المنصرمة، قال: " تنضح هذه الذكرى برجاء كبير في إعادة بناء الوطن من جديد، ونحن نرى أن العظماء لا يموتون، يحيون في الضمائر والقلوب، وبشير الذي دفع حياته ثمن بناء الدولة، أقل ما يمكن القيام به المشاركة في إحياء ذكراه من خلال الذبيحة الإلهية". وفي هذا الإطار إعتبر ماروني "ان الكثير من الإجحاف قد الحق بالشهيد بشير، وذلك على مستويات جمّة أبرزها القضائي، وبما أن الجميّل لم يكن رجلاً عادياً، فأقل الإيمان أن نجعل من ذكرى إستشهاده عطلة رسمية".

وعما بقي بعد إستشهاد "الحلم الكبير"، قال ماروني: "بقي حزب الكتائب المناضل في سبيل إتمام تعاليم بشير، والذي بين الفنية والاخرى لا يسلم الحزبمن النكبات ومحاولات العزل والتهميش، والإهانات المتتالية، ومؤخراً نذكر ما تعرض له النائب سامي الجميل من تهديد بالقتل والإعدام، من كل من لا يريد لبنان الدولة بل "المزرعة".

وعن خلفية إستهداف حزب الكتائب المتكرر، قال ماروني: "ربما لأن هذا الحزب راسخ في جذور اللبنانيين والضمائر، وفي كيان لبنان،كما أن تاريخه أثبت من خلال شتى المحطات الحالية والمنصرمة، أن لا يساوم، لا يهادن، ولا يناور على مصالح لبنان، وقد دفع أغلى الأثمان، ولا يزال شوكة في حنجرة من يريد إلغاءه". وفي هذا المضمار أكّد ماروني "ان حزب الكتائب سيستمر فمن "أنتج" بشير وبيار الجميل" وقافلة طويلة من الشهداء، وصولاً إلى شهداء زحلة، فهو بالفعل تعمد بالدم، بالتالي تراب لبنان إمتزج بدماء الكتائبيين، لذا سنحافظ على خطنا النضالي أياً يكن الثمن".

وإنطلاقاً من الشعارالذي يرافق هذه الذكرى "منرفع راسنا فيك"، قال ماروني: "أعتقد أن البعض تأخر في رفع رأسه بالشهيد بشير، فنحن نفتخر به وبكل شهداء الحزب منذ سنوات طويلة، كما واننا نرفع رأسنا بتاريخنا الذاخر بالعطاءات. لذا هذا الشعار رفعناه منذ أمد بعيد من خلال ممارساتنا وأعمالنا، "راسنا مرفوع" بكل ما حققناه وما حصل حتى يومنا هذا".

وعما يختلف بين الذكرى والاخرى، إعتبر ماروني: "الذي يتغير بالدرجة الاولى هو عدد الشهداء الذي يزداد، مع إتساع مروحة عطاءات الحزب من دون تردد، بالإضافة إلى أن إصرارنا يتضاعف في مواجهة "أهل الذمة" الذين يريدون القضاء على حزب الكتائب". وتابع ماروني موضحاً: "يتعرض حزبنا في كل زاوية وفي كل اقليم من لبنان لمرض إما داخلي و إما خارجي، بالتالي هذا الداء سنقاومه بشراسة لأن إيماننا بلبنان يكبر مع كل إحياء لذكرى شهداء الكتائب".

وفي هذه المناسبة إعتبر ماروني أن وضع حجر الاساس لبيت الكتائب في بجه- قضاء جبيل، أكبر دليل على أن "الحزب كطائر الفنيق في الوقت الذي يحاول البعض التبشير بوفاته، يتجه رئيسه إلى وضع حجر الاساس وتوسيع نطاق عمله". ختاماً كشف لنا ماروني "أن السبت القادم سيحمل مفاجاة، اذ سيكون اللبنانيون على موعد كبير ومحطة جماهرية كبيرة كتائبية في زحلة".

 

نديم الجميل: واجب الجميع حمل القضية التي إستشهد من أجلها بشير الجميل

14 أيلول/10/نهارنت/اعتبر النائب نديم الجميل أن "التضحية من أجل قضية وحزب ووطن ومجتمع أصبح مفهوماً بعيداً اليوم"، مشدداً على ضرورة إعادة تطبيق هذا المفهوم خصوصاً أن القضية التي يناضل من أجلها حزب "الكتائب" تستحق التضحية من أجلها، موجهاً تحية إلى الشهداء الذين قدموا أغلى ما عندهم من أجل الوطن ومن أجل المسيحيين وبقائهم الحر في الشرق.

وتحدث الجميل في خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزين في Rally Paper نظمه مكتب الطلاب والشباب في إقليم كسروان-الفتوح تحت إسم "الرئيس الشهيد بشير الجميل 2010"، تحدث "عن الرئيس الشهيد بشير الجميل وحلم الجمهورية" مذكراً بموعدين أساسيين، الأول في 23 أب 1983 يوم إنتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية وإنتصار المقاومة اللبنانية، ذلك النهار الذي حقق فيه بشير ليس فقط حلمه بالوصول إلى الرئاسة بل حلمه بتوحيد لبنان وإعطاءه المقياس والحجم الذي يستحقه لبنان الـ10452، لبنان أولاً الذي حلم به اللبنانيون، والثاني، 12 أيلول 1982 يوم إستشهاد الشيخ بشير ومحاولة قتل الحلم وقتل الوطن بذاته.

وفي هذا الإطار، أكد الجميل أن من واجبات الجميع حمل القضية التي إستشهد من أجلها بشير الجميل وهي ليست فقط أمانة بيد من عرف بشير شخصياً بل هي أيضاً أمانة بيد جيل الشباب الذي هو منه والذي يفترض عليه تسليم الشعلة مضاءة إلى الأجيال المقبلة كما تسلمها من الأجيال السابقة.

وختم الجميل كلمته بتشجيع الشباب "على الإنخراط بالشأن العام وفي الدولة ولو تطلب ذلك تضحيةً منهم فهذا الإنخراط لا يجب أن ينحصر في إطار ضيق بل يجب أن يكون إلتزام بالدولة ككل، وهذا الأمر يفيد الحزب، فهذا الأخير لن يستطيع التوسع والعمل بفاعلية إن لم يكون حاضراً في مؤسسات الدولة وإداراتها، من هنا الإعتماد على دور الشباب الذي منه سيخرج نواب وزراء، اقتصاديين ومدراء عامين بعد أن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والتجربة في الحزب ويضعوا امكانياتهم بتصرف الدولة فيصبح هم سند للحزب وليس العكس". 

 

 الصايغ: مشروع بناء دولة المؤسسات ضرب باستشهاد بشير الجميل

يجب الا نستهين بما صنعناه عام 2005 ولا اخطاء في التاريخ انما دروس

وطنية - 14/9/2010 أكد وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ في حديث الى قناة "أم تي في" في ذكرى استشهاد الرئيس الشيخ بشير الجميل، أن "الرئيس الشهيد بشير الجميل لم يكن حلما بل كان نضالا وواقعا معيوشا كل يوم"، مشيرا الى انه "لا يمكن فصل المخاض الذي اتبعه عن ذلك الذي بناه الرئيس المؤسس لحزب الكتائب اللبنانية بيار الجميل".

وشدد على ان "الرئيس بشير الجميل أسس لوقفة الكتائب في العام 1975 واعطى لها المناعة" معتبرا ان "مشروع بناء لبنان دولة المؤسسات ضرب باستشهاده". ولفت الى انه "أسس ديناميكية لم تكن كتائبية فقط، بل أدخل اليها كل المسيحيين الذي وحدهم". وقال إن "الرئيس امين الجميل خرج من المدرسة عينها، وقد حذره الاسرائيليون انه اذا كان سيفعل كأخيه فلن يدعوه يحكم اكثر من قصر بعبدا وهو الامر نفسه الذي فعلته سوريا"، مشيرا الى ان "تقاطع المصالح الاسرئيلية- السورية منع بشير من اقامة دولة المؤسسات".

اضاف: "كلما قررنا السير باللعبة البرلمانية يأتي من يذكرنا بأنه لا يمكن عيش الديموقراطية ويقولون ان مساحة الحرية لديكم مزعجة، ونحن نعطيكم بعض الاستقرار لتكونوا مثل هونغ كونغ، لكن واقع الرئيس بشير الجميل مختلف". ولفت الصايغ انه "على الرغم من عدم وجود كل مقومات السيادة فان اداء الكتائب داخل الحكومة سيادي"، واضاف: "يجب الا نستهين بما صنعناه عام 2005 ولا اخطاء في التاريخ انما دروس يجب الاستفادة منها". وعن وصف النائب محمد رعد الخمس السنوات الاخيرة بالانقلاب، قال: "من المؤكد ان ما قصده رعد هو ما صنعه هو وحلفاؤه في ساحات بيروت من منع قيام الديموقراطية الحقيقية، فمن يكون اذا الانقلابي؟".

ورأى ان "المسار التصحيحي للماضي يكون عبر العودة الى دولة المؤسسات"، وقال: "اننا خلافا للنائب محمد رعد نعتبر ان سوريا أجبرت على الرحيل هرولة من لبنان وهذا ليس انقلابا بل اكثر من انقلاب انها حرب تحرير سلمية وانقلاب على النظام الامني الذي حكم بالقوة القاهرة ولاسيما عندما وقفنا مع الشباب بمن فيهم شباب التيار الوطني الحر لتحقيق الحرية والسيادة والاستقلال". ولاحظ الصايغ: "ان كلام رعد لا استطيع ان افسره حتى الآن وهو يبقى انشائيا اذا لم يترجم الى خطة سياسية ولكن اعتبار الشرعية مبنية على اللادستور هو امر خطير جدا وعلينا معرفة كيفية التعاطي معه".وتوقع "رفع سقف الخطاب السياسي في الفترة المقبلة"، معتبرا ان "معركة القرار الظني لا تزال مفتوحة وان كل العلاقات على المستوى السوري والسعودي هي لمعالجة اشكاليات والمحافظة على الاستقرار".

وعن الحملة على النائب سامي الجميل، رأى الصايغ ان "لها بعدين نفسي وسياسي"، وقال: "ان الرئيس بشير الجميل هو المقاوم الاول ضد وضع اليد على لبنان من اسرائيل". وتابع: "كل الاحزاب في لبنان ولاسيما ممن يعلون السقف ضد العمالة هم الاكثر اختراقا من قبل اسرائيل". ورأى ان "من ينتقد النائب سامي الجميل يستعمل اي وقود لإشعال الساحة ويحاول تحويل الصراع السني الشيعي الى مكان آخر وربما الحملة على الكتائب تأتي في هذا الاطار".

وشدد على ان "قضية عزل الكتائب اظهرت مفاعيلها في السابق" مؤكدا انه "لا يمكن عزل الكتائب اللبنانية لانها حزب عريق عمره 75 سنة، نمطه نمط الاعتدال والتواصل مع الجميع "لاننا نتحالف بصدق ونختلف بصدق".

موقف الحريري

وعن كلام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لصحيفة "الشرق الاوسط"، لاحظ الصايغ ان "الحريري اعطى اشارات تطمينية قوية للسوريين الى اننا نريد افضل العلاقات"، وقال: "ان الاتهام السياسي لا يجوز والاتهام يكون في القضاء ونحن ككتائب كنا دائما معارضين للاتهام السياسي والرئيس الجميل عبر عنه عندما زار السيد حسن نصرالله بعد استشهاد الوزير بيار الجميل". اضاف: "ان كلام الحريري لا يغير في الوقائع شيئا لان المسار القضائي يسير شاء من شاء وابى من ابى وهو ينفس الاجواء" لكنه اكد ان لسوريا مسؤولية معنوية عما حصل ولو برأتها المحكمة لانها كانت سلطة الوصاية على لبنان".واعتبر ان "قضية شهود الزور "همروجة" ستنتهي بعد فترة وقبل القرار الظني"، موضحا ان "المحكمة هي التي تقرر ما اذا كانوا شهود زور او حق". وعن كلام اللواء جميل السيد، اعتبر الصايغ انه "اعطى شهادة عظيمة لاداء المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار ومصداقيته"، وقال: "اذا كانت هناك دولة عليها ان تتحرك ازاء تهديد رئيس الحكومة سعد الحريري، ونحن لن نترك الموضوع يمر لان كرامة الدولة من كرامة الحكومة وكرامة الوزراء من كرامة رئيس الوزراء". وسأل: "لماذا لم تتحرك الاجهزة المعنية بعد التهديد العلني الذي اطلقه السيد وذلك في اعقاب عودته من سوريا؟".

وتمنى على الحريري "استدعاء السفير السوري لطلب ايضاحات من المسؤولين السوريين عن كلام السيد وعما اذا كان في كلامه ايحاءات سورية".

وختم بأن القضية "يجب ان تبحث من ضمن الاصول داخل مجلس الوزراء" واعتبر ان "الاستقرار في لبنان يبقى مهددا طالما ان القرار الظني لم يحسم وطالما هناك سلاح خارج اطار الدولة".

  


Nadim Gemayel: When the State governs the 10452km2, then Bachir’s project will be implemented
BEIRUT, By Nayla Chahla | iloubnan.info -September 14, 2010

President Bachir, Nadim Gemayel stressed, on Tuesday, September 14, 2010, that his father was killed because he turned into a whole project o solution and salvation for Lebanon.

Speaking before hundreds of Lebanese Forces and Kataeb supporters who rallied in Achrafieh for the occasion, Nadim emphasized that none of the assassins’ practices could really kill the spirit and the project of Bachir in having a free, independent and developed Lebanon. “They feared their occupation to Lebanon to end, but it happened even if late, so they spared no terrible practice to terrorize us. But we will tell them that we fear no one neither in Lebanon nor abroad”, he said.

Our people resisted over 1500 years and no enemy or occupant would defeat us no matter what. The election of Bachir as president was the major victory in the history of Lebanon because the Lebanese Forces leader and the Lebanese resistance leader turned into a president. It is also a victory for Muslims because Bachir proved to be moderate once in charge of the whole country. His election was a national victory that threatened the plans of Lebanon’s enemies”, he added.

Bachir imposed authority and rule of law before being a president. His killing was the biggest shock for all Lebanese, and, since that time, they had fears and some surrendered”, he went on. But, he said, the Christians proved they are the pioneers of resistance, renaissance, freedom, development and civilization among the Arab world, leading their compatriots to prove the same.

Addressing the Lebanese current situation, Nadim Gemayel said the Lebanese would not rose again if they don’t invest their capabilities for the best of the country or if the State wouldn’t respect the rights of the citizens by rejecting the smaller states within. “It’s time for all parties, namely Hezbollah, to abide by the authority of the one and unique State in Lebanon, that’s why it should shelter Lebanon dangers that neither people, nor the Army, nor the State, nor the People, nor Hezbollah itself would bear”, he stressed.

The Lebanese chose Lebanon First but Hezbollah chose Iran First. The Lebanese chose the State, but Hezbollah chose the private state. The Lebanese chose peace but Hezbollah chose war. The Lebanese chose State-governed arms, but Hezbollah chose the State of arms”, Nadim emphasized. He warned against tests encountering the Lebanese entity, among others, the challenge of unity, sovereignty and independence against the threat of a new tutorship, adding that illegitimate arms have been conquering Beirut since 2008.

To face all occurring dangers is, from now on, the responsibility of State not the parties, militias or the communities. Any failure from the State side would open the gate for civil war and chaos. To face it, the State should counter foreign decisions and give priority to the national unity and domestic decisions only”, MP Gemayel stated.

Achieving the Syrian reign over Lebanon required the assassinations of Kamal Jumblatt, Bachir Gemayel, Rene Moawad, Dany Chamoun and Rafic Hariri. That’s why we entirely blame Syria for all these assassinations”, he emphasized. Any solution for the Lebanese-Syrian problems would require: 1st Syria should let go its dream to occupy Lebanon; 2nd To let go the mentality and its behavior towards our country; 3rd, to achieve border demarcation, 5th to settle and release all Lebanese missing and detainee, 6th to hand over the assassin of Bachir and the rest of Lebanese leaders to the Lebanese justice.

We rallied and faced many countries but were always with Lebanon and refused to abide by the rules of other countries. Our responsibility and commitment to defend Lebanon goes beyond all limits. No one can overbid us in our nationalism, because when there is a danger facing Lebanon all criteria and standards fall down”, Nadim insisted.

Addressing Hezbollah’s campaign against the Lebanese Forces and Kataeb parties namely accusing them of betrayal, Gemayel lashed out on the Lebanese Shiite group asking, “Was defending Iran against Iraq with Israeli weapons acceptable? Were Iranian leaders betrayers when they defended Iran with Israeli arms? Was the Imam Khomeini a spy? ”

The Kataeb party is proud of its victorious history. The ever-resisting Kataeb, to keep the free people in Lebanon alive and root human values in their mentality, is proud of it historical role in defending Lebanon. The Lebanese resistance is proud of its victories and its history to meeting the best interests of the country”, he stressed.

Tackling the citizenship issue, the Kataeb bloc MP called on all the Lebanese youth to believe, despite everything, in their country and State and stop immigrating or leaving their country to foreigners. He urged them entering public administrations, working together to set up a new social scheme; to commit to the good and appropriate citizenship, to participate in State building and to enrich it with their modern mentality and competencies.

In conclusion, Nadim Gemayel stressed that the Lebanese State was the State of all the Lebanese not a specific party. He added that the Bachir’s commemoration was dedicated to implementing Bachir’s project and dream. “When priority is given to Lebanese interests over our private ones, and when the State governs the 10452km2, then Bachir’s project will be implemented and Bachir will, indeed, live in us”, Nadim Gemayel concluded.