المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 13 تشرين الأول/2013

وقائع الاحتفال الخطابي السنوي في ذكرى استشهاد داني شمعون وعائلته

 

الشهيد داني شمعون والذاكرة
من تلفزيون المر/فيديو الاحتفال الخطابي الذي أقيم اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون/12 تشرين الأول/13/اضغط هنا

بالصوت/من تلفزيون المر/وقائع الاحتفال الخطابي الذي أقيم اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون/12 تشرين الأول/13/اضغط هنا
تقرير/وقائع الاحتفال الخطابي الذي أقيم اليوم في ذكرى استشهاد داني شمعون/12 تشرين الأول/13/اضغط هنا
القى الكلمات: الأب جورج صدقة/ميشال تويني/خليل الخليل/نهاد المشنوق/ادغار ابورزق/سيمون درغام/دوري شمعون

 

الأبطال أحياء رغم غيابهم الجسدي وداني وعائلته هم رمز للشهادة والاستشهاد
الياس بجاني/12 تشرين الأول/13/الأوطان التي لا يسقيها شبابها تضحيات وقرابين بسخاء ودون حساب تقع مذابحها وتتشتت شعوبها وتنقرض وتُقتلع هويتها وتاريخا وتنتهك هويتها. لبنان القداسة الذي انعم الله عليه بشباب لا يهابون الموت ولا يبخلون بالشهادة، هذا اللبنان باق إلى اليوم الأخير، يوم القيامة ويوم الحساب أما قاضي السماء. داني شمعون وأولاده الأطفال وزوجته هم من هؤلاء اللبنانيين الذين أحبوا لبنان واللبنانيين فبذلوا أنفسهم على مذبحه قرابين طاهرة. بفضل تضحيات الشهداء بقي لبنان وبإذن الله هو باق ولن تقوى عليه شرور وإرهاب الأبالسة المحليين والدوليين والإقليميين. داني وعائلته الشهداء هم لبنان، هم كل اللبنانيين، هم الرمز، هم العطاء والكرامة. داني وعائلته غابوا بالجسد إلا أنهم وككل الشهداء الأبرار والأبطال هم في قلوبنا والضمائر والذاكرة.

 

في ذكرى استشهاد داني شمعون: الشهيد لا يموت
بالصوت/تأملات وجدانية وإيمانية للياس بجاني في مفاهيم الشهادة والإستشهاد/أهم أخبار اليوم/12 تشرين الأول/13
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/12 تشرين الأول/13
English LCCC News bulletin for October 12/13نشرة الأخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشرة/رثاء للكبير وديع الصافي/ملف أهلنا المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية/نموذج ميشال عون الإسخريوتي/شهداء 13 تشرين الأول/النائب فتفت ينتقد جنبلاط بابيات شعرية للشاعر ناصيف اليازجي/جنبلاط يحضر لبرمة جديدة على خلفية ساعات التجلي والتخلي/حزب الله يزداد وقاحة وفجورا/تشكيل الحكومة، مكانك راوح/قراءة لمقالة علي حماده: قديس خامس/متفرقات

 

شمعون في احتفال خطابي في ذكرى استشهاد شقيقه وشهداء تشرين الأول 1990: مسؤوليتنا تاريخية ليبقى لبناننا الذي نريد رافضين بعزم كل تفرد أو تقسيم

السبت 12 تشرين الأول 2013 الساعة 21:31

وطنية - بعبدا - نظم حزب "الوطنيين الأحرار" حفلا خطابيا لمناسبة ذكرى استشهاد داني شمعون وشهداء تشرين الأول العام 1990 في المعهد الأنطوني في بعبدا، في حضور ممثل الرئيس المكلف تمام سلام المحامي مروان سلام، رئيس الحزب النائب دوري شمعون، النائب فادي الهبر ممثلا الرئيس أمين الجميل، النواب جورج عدوان ممثلا قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، أكرم شهيب ونهاد المشنوق، النواب السابقين بيار دكاش وصلاح الحركة وفارس سعيد وكميل زيادة، ممثل قائد الجيش العميد الركن جانو الحداد، ممثل مدير المخابرات المقدم الياس سلوم، ممثل قائد الشرطة القضائية المقدم مروان الرافعي، ممثل المدير العام للأمن العام العميد نبيل حنون، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد عبدالله أبو نيدان، ممثل المدير العام لأمن الدولة النقيب ايلي وهبه، الآنسة ميشيل جبران تويني، رئيس دير مار أنطونيوس ومدير المعهد الأنطوني الأب جورج صدقة، ميشال معوض، الياس ربابي، نوفل ضو ورؤساء أقاليم، مخاتير ورؤساء بلديات المنطقة، ومحازبين.

صدقة

بعد النشيد الوطني، قدمت الحفل الاعلامية فانيسا متى وتلاها صدقة ومما قاله: "الشهداء هم نبراس ينير لنا الطريق للوصول الى الحرية وحافز لنا لمتابعة رسالة القداسة والرقي. ونحن اليوم ان تحملنا الآلام والإضطهاد فليس حبا بالألم وانما من اجل البلوغ الى القيامة، فالمجتمعات لا تبنى الا بالتضخية حتى الإستشهاد".

تابع: "صلاتنا نرفعها من اجل السلام والوحدة في لبنان ومن أجل المسؤولين ليعوا التبعات الملقاة على عاتقهم ويتخطوا التبعية والمذلة والرضوخ للخارج الى الحرية والكرامة فيشكلون حكومة تهتم بأمور المواطنين وعيشهم والإسراع باجراء انتخابات نيابية لبنانية تأتي بمجلس نواب شرعي فكفانا تخاذلا وأخطاء. لقد حان لنا أن نتعلم من تجارب الماضي وأخطائه لننشىء وطنا حرا أبديا ازليا سرمديا".

وختم: "ما الحرية سوى نعمة مجانية وهبنا اياها الله لنكون احرارا في القول والتصرف والفكر والمعتقد، فاعطنا ربنا الثبات في الموقف والعناد في الحق".

تويني

ثم ألقت تويني كلمة جاء فيها: "داني شمعون كان من الذين قاتلوا وناضلوا من أجل لبنان منذ بداية الحرب ولكن من دون أن يلطخوا أيديهم بدماء الأبرياء".

وقالت أننا "في وطن يحارب في حرب ليست حربه، في وطن لا يحترم أي إستحقاق أو دستور، في وطن لا حكومة له ولا مجلس نيابي وربما قريبا لا رئيس جمهورية. في وطن حدوده مفتوحة للارهاب وللفلتان الأمني واقتصاده مهدد بالنهيار أكثر وأكثر. في هذا الوطن الذي زعماؤه منهمكون في حروب الآخرين وبالتورط في دماء خارجية وبمعادلات دولية. نعم نشتاق لداني ولجبران وغيرهما أكثر فأكثر اليوم وكل يوم، هذا الشهر وكل شهر وسنة بعد سنة".

الخليل

ورأى السفير السابق خليل كاظم الخليل ان "لبنان يتجه نحو الانهيار والتشرذم، وان الذي يقف امام تقدم لبنان وسبيل خروجه من دوامة الازمات والانقسامات بين احلاف متناقضة تسعى الى الحاقه هنا او هناك هو حالة التفرقة الطائفية واعتماد المذهبية دليلا موجها للعمل السياسي".

وقال: "اننا اضحينا مجتمعا يختلط فيه العمل السياسي بالفكر المذهبي، وان هذه الآفة المذهبية تفرق وتغرق وتمزق اللبنانيين وتعيدهم عقودا الى الوراء"، داعيا الى "ابعاد وتجريد العمل السياسي عن الطائفية والمذهبية ووجوب تفعيل الولاء للبنان سبيلا لاستعادته من كبوته، وان تكون قاعدة العمل السياسي والتحالفات على اساس هذا الولاء، وليكن ما يفرقنا هو نسبة انتمائنا وولائنا للبنان وليس انتمائنا لطائفة او مذهب".

المشنوق

واستهل المشنوق كلمته بالاشارة الى انه "وجد في مطالعته لتاريخ لبنان 220 اغتيالا ومحاولة اغتيال سياسي منذ الإستقلال حتى اليوم، وأن الحياة الوطنية ما تزال بألف خير في لبنان وهي التي ستنتصر"، مستطردا: "الصليب اذا لم يكن حرية فلماذا الصلاة؟ الصلاة هي حرية".

وقال: "هو نظام واحد واتباعه، هو النظام السوري القادر على قتل كل الذين سقطوا وعدم تسميته لا يعني انه ليس قاتلا. لا يجب ان نرتبك امام حقيقة ونراها. هناك خط واحد سياسي في المنطقة لا يهمه القتل وهو الخط الذي يبدأ من طهران ويمر في دمشق وينتهي في الضاحية الجنوبية".

أضاف: "كرامتنا الوطنية هي المادة الوحيدة التي لا نتخلى عنها مهما كان حجم الإتفاقات، فتجربة لبنان منذ العام 1943 أكدت ذلك ولكن لا تسوية على حساب الكرامة الوطنية ولو ظلمنا وقهرنا".

تابع: "هناك كلام كثير يتعلق بأن هذا النظام القاتل يحمي الأقليات ولكن بكل بساطة هو يحتمي بالأقليات وهو الذي يطلب الحماية منها في لبنان وسوريا وفي كل مكان ولسوء الحظ هناك لبنانيون يحمونه".

وأردف: "التاريخ يشير إلى أن هناك مغامر مجنون اخذ البلد إلى جنون اكثر واكثر وانتهى بأنه لأول مرة في تاريخ لبنان، سلم القصر الجمهوري للجنود السوريين"، مشيرا إلى أنه "لا شي بالمعنى الحقيقي اسمه اكثرية واقلية والدليل ان الأحزاب التي تجتمع في لبنان لا تأتي على ذكر الأمر".

وأوضح: "في حضرة الشهادة المسيحية اقول اذا كان هناك من ظلم فهو يقع علينا جميعا. واذا كان هناك استقرار فهو يقع علينا جميعا. واذا كان هناك من يفكر عكس ذلك فيكون كمثل هذا المغامر المجنون الذي ادخل القوات السورية الى القصر الجمهوري لأول مرة في تاريخ لبنان".

شهيب

ودعا شهيب الى التوافق على الحكومة، وقال: "تعالوا نتقن فن التسوية بحوار دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فنحن نحتاج اليوم الى سياسيين إذا إختلفوا عرفوا كيف يتصالحون ويعيدون تركيب لبنان".

وقال: "تعالوا نبعد عن لبنان كأس الانحياز المر، تعالوا نبعد عن لبناننا المفاعيل الخطرة للتدخل في شؤون الغير، وتعالوا نبعد عن لبنان هول الصراع في سوريا وهول الفرقة والاصطفافات والانقسام، تعالوا نبعد لبنان عن سرطان الطائفية القاتل".

وختم: "بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم بات خطرا مخيما، ليس في سوريا فقط بل في سوريا ولبنان والمحيط".

وألقى كلمة طلاب الحزب ادغار أبو رزق.

شمعون

وألقى شمعون كلمة جاء فيها: "الصيغة البرلمانية هي الصيغة الأساسية للبنان، ولكن بعد كل المشاكل الحاصلة في الشرق الأوسط نرى ان هناك الكثير من التجاذبات، ولبنان ليس لديه ما يحمي نفسه به سوى نظامه البرلماني وإعتماده سياسة الحياد الإيجابي، واذا بقيت الحدود مفتوحة مع الجيران فسنبقى ندفع ثمن البقاء مستقلين".

وسأل: "لأي درجة حزب الله واعوانه يرمون هذا الدستور في سلة المهملات كما يرمون القانون اللبناني؟ واذا أردنا ان نتركهم كما حلفائهم مستمرين في تحقيق اهداف ايران في المنطقة من دون ان نضع حواجز لهم فلا بد ان يكون الثمن غاليا جدا". وختم: "نحن اليوم الموجودين هنا نتحمل مسؤولية تاريخية، لا بد لنا أن نعمل بجهد لكي يبقى لبناننا الذي من أجله قضى أبطال 13 تشرين الأول وأن نسعى إلى لبنان الذي نريد، رافضين بعزم كل تفرد أو تقسيم أو تشتيت".

 

الأحرار" يحيي الذكرى الـ 23 لاستشهاد داني شمعون وعائلته بمشاركة 14 آذار

شمعون: للحياد الإيجابي المشنوق: القاتل نظام الأسد شهيب: لإنقاذنا من عبّارات الأسد

المستقبل 13 تشرين الأول/13

23 سنة مرت، ولم ينسَ أحد ذكرى داني وإنغريد وطفليهما طارق وجوليان، وما يزيد المعاناة أن العائلة الشمعونية، استشهدت بعد دخول جيش الإحتلال السوري الى لبنان بعدما ترك قصر بعبدا للمهاجرين من الشام الى بيروت. إنها ذكرى استشهاد المهندس داني شمعون وعائلته، كما في كل عام في المعهد الأنطوني في بعبدا، المنطقة الرمز التي أبى داني أن يتركها بعدما قرر حماية القصر الجمهوري مفترشا أرضه وملتحفا سماء الشهادة ليحيا لبنان.

قاعة المسرح في العهد الأنطوني في بعبدا لفّت بأعلام "الوطنيين الأحرار"، لافتات علّقت كتب على إحداها "13 تشرين.. نحن المقاومة الحقيقية"، والى جانب هذه اللافتة صورة لداني كتب عليها "حلم انسرق" وأخرى "لن ننساك أبدا أيها القائد النمر".. على المسرح صورة عملاقة للعائلة الشهيدة في الوسط والى اليمين باقة من القرنفل والى اليسار علمي لبنان و"الوطنيين".

منذ الساعة الخامسة بدأت الشخصيات تتوافد، كلّهم آذاريون طبعا، مستقلون، المهمّ أنهم أحرار ومتحرّرون من كل تبعية، أوفياء للبنان الوطن الذي يطغى عليه الوفاء وتذوب الطائفية والمذهبية، فالقاعة جمعت شخصيات من مختلف المذاهب. التصفيق علا عند دخول "الريّس" اي رئيس حزب "الوطنيين" النائب دوري شمعون، صفقة أيضا علت عند دخول الشهيدة الحية مي شدياق.

في السادسة وقف الجميع لإنشاد النشيد الوطني اللبناني، ثم تلته كلمة مقتضبة لمقدّمة الذكرى الزميلة فانيسا متى، وكان أول المتحدّثين رئيس دير مار أنطونيوس الحدث الأب جورج صدقة فرأى بأن "الصلاة ترفع من أجل السلام في لبنان والوحدة الحقيقية بين اللبنانيين"، وتابع "كفانا أخطاء وتخاذلا حان لنا أن نتعلم من تجارب الماضي وأخطائه لننشئ وطنا حرا أزليا أبدا سرمديا"، طالبا من الربّ "الثبات في الموقف والعناد في الحقّ".

تويني: آمن بقوة الشعب. ثم تحدثت ابنة الشهيد جبران تويني ميشيل وقصّت الإتصال الأخير بين والدها وداني وكان داني "متّكلا على الله"." ورأت بأن "داني كان من الذين قاتلوا من أجل لبنان منذ بداية الحرب ولكن من دون أن يلطّخوا أيديهم بدماء الأبرياء". وتابعت "داني كان من الذين سعوا لإستبدال لغة السلاح بلغة الحوار، كان من الذين حملوا وسعوا الى دولة عادلة منبثقة من الشعب وقائمة لحماية الشعب، كان من الذين آمنوا بقوة الشعب".

بعدها كانت كلمة خليل الخليل ابن أحد مؤسسي حزب "الوطنيين الأحرار" السياسي كاظم الخليل، الذي أكّد بأن "داني استشهد من أجل المواقف والعزة والكرامة الوطنية، خافوه فقتلوه"، ودعا خليل الى "إبعاد العمل السياسي عن الطائفية، ووجوب تفعيل الولاء للبنان، وأن يكون التصنيف بيننا على قاعدة الولاء للبنان، وليكن ما يفرّقنا هو نسبة الولاء الى لبنان". يذكر بأن الرئيس الراحل كميل شمعون أسّس حزب "الوطنيين الأحرار" مع 3 أشخاص من طوائف مختلفة هم السني سامي الصلح، الدرزي المير مجيد ارسلان والشيعي كاظم الخليل". وختم الخليل "لا يزال الحزب بقيادة "الأخ دوري" ينتهج الفكر نفسه، وقد كان داني أشدّ المسيحيين تمسّكا بإيمانه وأشدّ اللبنانيين لبننة وكان مؤمنا بأن لبنان لا يقوم إلا بأجنحته المختلفة".

المشنوق

وكانت كلمة مرتجلة لعضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق الذي شدّد على أن "النظام السوري هو وراء كل الإغتيالات، وقال المشنوق "قرأت الكثير عن داني شمعون وسمعت الكثير عمّا قيل عن عمليات الإغتيال في لبنان وقد بلغت 220 بين اغتيال ومحاولة اغتيال من ما بعد الإستقلال حتى اليوم، منها 26 اغتيالا في الـ 23 سنة الماضية". وتساءل المشنوق "كيف نستمرّ؟ كيف يستمر الشعب اللبناني بالعيش؟" وردّ "عندما نظرت إليكم في هذه القاعة عرفت بأن الحياة السياسية لاتزال حية"، وتابع "الصورة على شكل القاعة، إنها ليست مدرسة "الوطنيين" إنها مدرسة كل لبنان". وأضاف "إذا كان الصليب ليس الحرية فلمَ الصلاة؟ الصلاة هي الحرية".

وانتقل للحديث عن الإغتيالات فقال "لا لزوم للسؤال عمّن قَتَل، هو نظام واحد مع أعوانه وأتباعه قادر على القتل واستمرّ القتل حتى في طرابلس ولسنا متأكدين بعد من مفجّري الضاحية". وتابع "يجب علينا ألا نرتبك، إنه خطّ امني سياسي واحد من طهران الى النظام الى الضاحية، وأي كلام آخر لا يوصل الى نتيجة". ولفت الى أنه "من غير المجدي محاولات الغشّ بالتسويات لا يمكنهم إصدار قرارات على حساب كرامتنا الوطنية". وأكد المشنوق على انه "مهما حدث سنجتمع في مثل هذه القاعة وتجربة لبنان أثبتت ذلك، مهما ظُلمنا ومهما بدونا مقهورين"، واصفا القاعة بـ "قاعة الشهادة". ورأى بأن "النظام السوري يدّعي بأنه يحمي الأقليات لكنه في الواقع يحتمي بهم، وهو يفرّق بين أقلية أكثرية، وعند الحاجة يطلب منهم حمايته، هكذا من لبنان الى سوريا". وشدّد على أنه "ليس هناك أقلية وأكثرية لأن هذا الأساس هو مَرَضي ولا يؤسس لدولة ولا لإقتصاد".

وخلص المشنوق "بعد عدد القتلى الكبير في سوريا لا يمكن أن يقنع النظام السوري أحدا بأنه يحمي الأقليات وحلفاءه في لبنان"، وعلّق "لا أعرف إن كانو يحمون الستّ زينب أو الستّ أسمى". وختم "في حضرة الشهادة المسيحية من يفكّر غير ذلك يكون كذلك المجنون الذي أدخل جيش الإحتلال الى قصر بعبدا".

شهيب

ثم كانت الكلمة لعضو جبهة "النضال الوطني" النائب أكرم شهيّب الذي اعتبر بأن "خطّ المختارة دير القمر لم ينقطع يوما"، ودعا شهيب الى "إبعاد كأس الإنحياز عن لبنان والتدخل في شؤون الغير بعيدا عن السموم الطائفية والفرقة والإنقسام"، وتابع "تعالوا ننقذ لبنان من عبّارات الموت وعبّارات حكم الأسد". وأضاف "من استخدم السلاح الكيماوي لن يتورّع عن القتل في كل سلاح، المشكلة في كيمياء النظام من كمال جنبلاط الى داني شمعون الى رفيق الحريري الى شهداء ثورة الأرز الى أحرار شعب سوريا". ودعا شهيّب الى الحوار "على طاولة رئيس الجمهورية مع كل المخلصين، وتشكيل حكومة لإعادة اعتبار هيبة الدولة". وختم "استشهد داني في بعبدا لأن بعبدا هي الرمز لأنه آمن بلبنان الحرّ، ويا ليت مناخ الجبل يعمّ كل لبنان".

ثم كانت كلمة لمسؤول قطاع التربية في "الوطنيين الأحرار" إدغار أبو رزق "هناك من لا يعترف بحقيقة اغتيال داني، تراه يدافع عن النظام السوري بكل ما لديه من قوة بانقلاب سافر على التاريخ والشعب والدولة". ورأى بأن "منطق القمصان السود الى زوال ومنطق الوعيد والتهديد و7 أيار وأوراق التفاهم والإذلال والخضوع وأهل الذمة، ووحده منطق الدولة سينتصر". تلته كلمة مقتضبة لرئيس منظمة طلاب "الوطنيين الأحرار" سيمون ضرغام الذي "اعلن أن المنظمة ستبقى وفية لذكرى داني الى جانب الرئيس دوري".

شمعون

وكان الختام لرئيس الحزب النائب دوري شمعون، الذي تناول "ما يشغل بال اللبنانيين خصوصا مع وجود الحدود المفتوحة بالمعنى السياسي والحقيقي على جيران أو غيرهم"، وتابع شمعون "إن اللبنانيين يدفعون فاتورة باهظة للحفاظ على الإستقلال، نسمع كلاما يستحق التفكير اليوم وهو تحييد لبنان". وشبّه لبنان بـ "سويسرا المختلطة من جنسيات مختلفة، مقترحا صيغة الحياد التامّ"، واعتبر بأن "هناك تنازلات وضغوطات وهذه مشكلة العالم العربي"، متسائلا "بمَا سيحمي لبنان نفسه وسط الدولة الكبيرة"، وأجاب "إنها الحيادية الإيجابية لأن المسيحي مشغول البال وقد رمى "حزب الله" الدستور في سلة المهملات".

كارلا خطار

 

ذكرى 13 تشرين الأول: بطولة وعماله وتعري

بقلم/الياس بجاني"

في 13 تشرين 1990 تسبب ميشال عون عن سابق تصور وتصميم في حرب عبثية خاسرة رفعت الغطاء الدولي عن المناطق اللبنانية المحررة، مما سهل للجيش السوري الغازي احتلالها وإسقاط الحالة السيادية والاستقلالية عنها، وفي 13 تشرين الأول 2011 ها هو يستنسخ نفس أفعالة الطروادية مسانداً دون خجل أو وجل مشروع إيران الملالي الذي يعتبر لبنان قولاً وفعلاً وعقيدة ساحة لحروبه الجهادية والتوسعية وحدوداً لبلاده مع إسرائيل.

عون هذا يُسهل بوقاحة موصوفة وكفر وجحود مخطط هيمنة النظام الملالوي المذهبي والأصولي من خلال غزوات جيشه الإرهابي الذي هو حزب الله، يسهل اقتلاع الكيان اللبناني، وضرب هويته، وتفكيك مؤسساته، وتهجير اللبنانيين ورد وطن الأرز والرسالة إلى العصور الحجرية وإلى ثقافة الغابة، وها هو هذا المدعي زوراً الدفاع عن حقوق المسيحيين ووجودهم يتبنى عمليات حزب الله المسماة "جهادية، داخل سوريا وضد الشعب السوري الثائر على نظام البعث الأسدي الإجرامي.

إن احترام الذات يوجب علينا اليوم رفع الصوت عالياً ولفت الجميع إلى أن قائد ومسبب حرب 13 تشرين الأول العماد ميشال عون قد وقع في التجربة الإبليسية منذ عام 2006 عقب توقيعه المستنكر والمستغرب ورقة التفاهم الملجمية مع حزب الله الإيراني وتخليه الكامل عن الوكالة المقدسة التي سطرها له الشهداء الأبطال بدمائهم والتضحيات.

لقد هجر هذا الرجل الجاحد إلى غير رجعة القضية والوطن والمواطن والحقوق ودماء الشهداء ونقض كل وعوده وعهوده وشعاراته اللبنانية والسيادية التي حمل راياتها ما بين 1988 و2005 وانتقل بنرجسية وهوس إلى القاطع السوري الإيراني، قاطع الإرهاب ومحور الشر.

لقد ميشال عون بدّل جلده وأصبح ملحقاً بقرار ومشروع قوى الشر المحلية والإقليمية التي أخرجته من قصر الشعب بقوة السلاح ونحرت رقاب جنوده وقطعت أوصالهم ونكلت بأهله قتلاً وخطفاً واعتقالاً وإبعاداً وغزوات. لقد أمسى وطبقاً لخطابه وشروده وتحالفاته وسياساته إلى مجرد صنج وبوق لا أكثر ولا أقل.

 سقط في حبائل الشر والأنانية والحقد والكراهية وأغوته الثلاثين من فضة فراهن على قميص الوطن وطعن حاصرته بخنجر مسم وارتضى صاغراً أدوار التابع والمجرور والغطاء وعدة الشغل عند حزب الله وسوريا وإيران. تخلى عن ذاته وارتضى طوعاً عاهتي عمى البصر والبصيرة فتخدر ضميره وأمسى متراساً للمشروع السوري – الإيراني الهادف إلى ضرب كل مقومات ومؤسسات وركائز الكيان اللبناني واقتلاع تاريخه ونحر هويته وتهجير أهله وتهميش مرجعياته واستبداله بجمهورية ملالي على شاكلة تلك المفروضة بالقوة على الشعب الإيراني.

كان في وجدان وضمير وقلوب وآمال ومُهج العديد من اللبنانيين، غير أن أنانيته وجحوده وعبادته للسلطة وهوسه بكرسي بعبدا أسقطوه في التجربة فانتقل إلى دويلة الضاحية الجنوبية وقصر المهاجرين وطهران وأمسى غريباً عن وطنه ومغرباً عن ناسه وناكراً لوكالة الشهداء، فشتان بين الموقعين. سقط ولم يعد لا قائداً ولا زعيماً ولا سياسياً، بل مجرد عدة شغل عند جماعات محور الشر السورية والإيرانية والمحلية. إنه واهم باعتقاده المريض أن اللبناني ساذج وفاقد لذاكرته وغير متابع لمجريات الأحداث وبالإمكان اللعب على مخاوفه وفقره ومعاناته من خلال خطابات ديماغوجية وأكاذيب وخزعبلات وفتح ملفات ونكئ جراح، لقد انكشف أمره وتعرى حتى من ورقة التوت.

وقع في فخاخ أطماعه وولعه بالسلطة، فأضاع البوصلة وانحدر وطنياً ومصداقية وثقة إلى درك هو تحت ما تحت التحت، وأصبح كارثة طروادية وسرطاناً قاتلاً لا أمل في علاجه. أما الذين لا يزالون يناصرونه متعامين عن شروده وشروره وألاعيبه فهم شركاء له في كل ارتكاباته والخطايا لأن، "العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به: شركاء ثلاثة" (الإمام علي)

في هذه الذكرى نجدد مطالبتنا العالم الحر والأمم المتحدة والدول العربية والمنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان العمل الجاد لإطلاق سراح المئات من أبناء شعبنا المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية البعثية، كما نطالب بضرورة عودة كريمة ومشرّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000.

في ذكرى المجزرة التي ارتكبها النظام السوري البعثي وجماعات المرتزقة وربع اللقطاء والميليشيات الأصولية والمأجورين والمارقين في 13 تشرين الأول سنة 1990، ننحني إجلالاً وإكراماًً أمام تضحيات الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ذلك اليوم من عسكريين ومدنيين ورهبان، وبخشوع نرفع الصلوات إلى الله طالبين منه أن يُسكن أرواحهم الطاهرة فسيح جناته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

من أجل هداية وتوبة قادة وسياسيين ساقطين ضلوا الطريق ووقعوا في التجربة، نصلي.

من أجل عودة المعتقلين اعتباطاً في السجون السورية، نصلي.

من أجل عودة اللاجئين في إسرائيل معززين ومكرمين نصلي.

من أجل عودة السلام والطمأنينة إلى ربوع وطن الأرز، نصلي

من أجل انتصار الحق وهزيمة الباطل، نصلي.

نناشد كل اللبنانيين الذين أعمت بصائرهم المصالح الخاصة والمنافع والمراكز، والذين غُرِّر بهم وتوهموا أن الذئب قد يصبح راعياً، والخائن منقذاً، والمتعامل حاكماً، وضعيف الإرادة سياسياً، والمحتل حامياً، نناشدهم أن يتقوا الله ويعودوا إلى ضمائرهم وإلى حضن وطن القداسة لأن يوم الحساب آت لا محالة وهو ليس ببعيد.

ولأن الله جل جلاله يمهل ولكنه لا يُهمل، نختم مع النبي إشعيا (05/20) قائلين: "ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً، الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً، الجاعلين المرَّ حلواً، والحلو مراً. ويل للحكماء في أعين أنفسهم".

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 12 تشرين الأول/2013