ملف عن ذكرى القديس مارون السنوية التي تصادف مرور 1600 على انتقال هذا القديس الكبير إلى جوار ربه محملاً بزاد الأعمال الصالحة والتقوى

جمع واعداد/الياس بجاني
09 شباط/2010

 

ذكرى أبينا مارون وخمير الفريسيين

بقلم/الياس بجاني

اليوم ونحن نستعرض حياة وصفات وعطاءات وطهارة أبينا القديس مارون ونحتفل بذكراه السنوية، لا بد أن نسأل، هل يعقل أن يصل حال التخلي والضلال عند بعض القيادات المارونية إلى حد التهجم السافر والوقح على صرح بكركي، وعلى سيده الجليل "واستفراغ" التهم الباطلة بحقه دون خجل أو وجل، خدمة لمشروع فُرس ولاية الفقيه، وأطماع بعث القرداحة، وإجرام وكفر وهرطقات ربع الأصوليين؟

أيُعقل أن يكون هؤلاء الأقزام فكراً وإيماناً وممارسة فعلاً من أتباع كنسية القديس مارون؟ إنه بالفعل زمن المحل كما نقول في جبالنا اللبنانية الأبية: "زمن بتنط فيه العنزة على الفحل". كما أنه زمن أغبر هذا الذي وصلنا إليه، ويصح بهؤلاء القادة الصغار النفوس ما وجهه الرب بلسان النبي إشعيا بقوله لشعبه: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أما قلبه فبعيد عني كثيراً، فباطلاً يعبدونني، وهم يعلمّون تعاليم البشر".

إن طرق تعاملنا كموارنة مع هؤلاء الضالين والإسخريوتيين من القادة والسياسيين الموارنة الذين استجمعوا بفرمان اسدي بعثي في براد السورية لتشويه معنى الذكرى وتسيسها لا بد وأن نستعيرها من روح وأُطر (رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 5-11 إلى 13) التي تقول: "كتبت إليكم ألاَّ تخالطوا من يُدْعى أخِّاً (مسيحياً) وهو زانٍ، جَشِع،ٌ عابدُ أوثان، شَتَّامٌ، سِكِّرٌ، أو سراق. فمثلُ هذا الرجلِ لا تُواكِلوه. فَما بالي أَدينُ الَّذينَ في خارجِ الكنيسة؟ أَما عليّكُم أَنتُم أّن، تَدينوا الَّذينَ في داخِلِها؟ أّما الَّذين في خارجها فاللهُ هو الذي يَدينُهم. "أّزيلوا الفاسد من بينكم".

في هذه الأيام الشديدة الوطأة ما أحوجنا نحن الموارنة إلى الوعي الإيماني والوحدة والتضامن،

وما أحوجنا إلى عزل الفاسدين من قادتنا وكشف عوراتهم،

وما أحوجنا إلى نبذ الأحقاد والابتعاد عن الأنانية والأنا،

وما أحوجنا أن نأخذ من أبينا القديس مارون الأمثولة، وهي ألا يعيش كل منا لنفسه، بل أن يفكّر في غيره من الناس ويبادر إلى مساعدتهم،

وكم حولنا من لبنانيين نكبتهم الأيام، فلم يقووا على مواجهة النكبة، وهم في اشد الحاجة إلى من يمد لهم يد العون لينهضوا من كبوتهم.

علينا إدراك حقيقة مهمة، وهي أنه يستحيل على الوطن، أي وطن أن يقوم، إن لم يضافر أبناؤه جهودهم لينهضوه. وقد آن الأوان ليقلع كل ماروني وكل لبناني عن أنانيته والتفكير في مصلحته الخاصة الضيقة من مواقع ومراكز وكراسي ونفوذ، اعتقاداً منه انه ينجو بنفسه منفرداً. والواقع الذي لا سبيل إلى إنكاره، هو أننا كلبنانيين نبحر في مركب واحد مثقوب، فإذا غرق غرقنا معاً، وإذا نجونا نجونا معاً.

نحتفل اليوم في لبنان وبلاد الانتشار بالذكرى السنوية لمؤسس كنيستنا وشفيعنا القديس مارون. إنها مناسبة عطرة وفرحة وهي عصارة ونتاج واستمرارية 1600 سنة من النضال والإيمان والصبر والعطاء من تاريخ أمتنا وشعبنا وكنيستنا المشرقية السريانية.

نرفع الصلاة خاشعين طالبين تقوية إيمان وصبر وعزيمة أفراد شعبنا ورعاتنا، والمديد من السنين لغبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير سيد بكركي التي أعطي لها مجد لبنان، ونسأل المصلوب بشفاعة أمه سيدة لبنان أن يقي وطن الأرز وأهله شر الحروب والصراعات والاضطرابات وأن يبقيه وطناً لرسالة المحبة والتسامح والتعايش المساواة والإخاء.

أبونا مار مارون هذا الناسك الذي عاش في القرن الرابع في جبال قورش شمال إنطاكية ما زال حيّا في قلوبنا وعقولنا والوجدان نحن أبنائه الموارنة، واليوم نحتفل بذكراه ليس فقط في لبنان، حيث مركزنا الديني والوطني، بل في كل أنحاء العالم حيث تقيم جالياتنا وتنتشر.

من الضرورة أن لا ننسى تحت أي ظرف أن حياة أبيا القديس مارون كانت حياة تقشف وتعبد وإيمان وعطاء، فكان يكتفي باليسير مما يحتاج إليه الناس في دنياهم من قليل الطعام والشراب واللباس، ولهذا سلك طرق التقوى والإيمان والجهاد وقد حرم نفسه ما كانت تشتهيه، وهذه هي الطرق الوعرة التي سار عليها الأبرار والقديسون كافة. كان محور حياته مركزا على الصلاة والتعبد والتأمل والإماتة. لذلك اعتزل الدنيا وأقام تحت خمية من شعر تقيه حر الصيف وبرد الشتاء.

كان الناس يأتون إليه ليسألوه صلاته وبركته، فيصرف أفكارهم عنه ليوجهها إلى الله مصدر كل خير وينبوع كل صلاح، وهذا هو نمط الأبرار فلا يجتذبون الناس إليهم ليطروا صفاتهم الحسنة، ويمتدحوا أعمالهم الباهرة، بل ليحملوهم على الإقبال على الله.

لقد قاوم وتحدى القديس مارون مغريات العالم وأباطيله فشاع صيت قداسته، وقد طبعت روحانيته وشهادته كنيستنا المارونية التي حملت اسمه ونبتت مثل السنبلة من حبة القمح. إنها كنيسة أمة وقضية ورسالة، وقد احتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة وشهدت ولا تزال لروحانية أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال وسوف تبقى، منفتحة على الشعوب والحوار، ومتمسكة بتراثها السرياني المشرقي العريق، وبهويتها المميزة.

نسأل الرب أن يمنحنا جميعاً قدرة تفهم تعاليم أبونا مارون، والثبات في الإيمان لنعمل بوحيها، فنرص الصفوف، ونوحد الكلمة ونعمل بتجرد على إعادة وطن الأرز إلى سابق عهده في البحبوحة والازدهار في ظل سلام دائم وعادل وشامل.

نسأل الرب بشفاعة أبينا مارون أن يقوي إيمان وإدراك رعاتنا وقادتنا وأفراد شعبنا ويمدهم بنعمتي الإيمان والرجاء حتى لا ترهبهم ضغوط أو شدائد، وحتى ولا تضعف ثقتهم بنفسهم وبعقيدتهم فيغريهم موقع أو ثروة.

ونخص في صلاتنا اليوم من أجل التوبة والرجوع إلى حظائر الحقيقة والحق قيادات مارونية سياسية ذاقت على مدار سنوات طويلة مرارة العزلة والنفي والإهانة، إلا أنها لم تتعظ يوم تحرر الوطن بفضل قرابين أبناء أمتها وتضحياتهم، فعادت إلى ممارسة المسؤوليات بطروادية ونرجسية مركزة وجهتها على الكراسي والنفوذ، هذه القيادات التي منحها الموارنة ثقتهم فنقضت كل العهود والوعود.

لهؤلاء نصلي لعلهم يرتدون إلى الطريق القويم، وإلا فحسابهم يوم الحساب الذي لا بد آت حيث البكاء وصريف الأسنان

نهنىء أهلنا الموارنة وعموم اللبنانيين بهذا العيد، ونصلي معهم للمصلوب لينعم علينا وعليهم بنعم الاقتداء بفضائل صاحب العيد وبكل ما اتصف به من خشية لله وتجرد عن أباطيل الدنيا ومحبة للناس.

وكل عيد وانتم بخير

كندا/تورنتو في 9 شباط 2010

 

St. Maroun's Day, History & Lessons
By: Elias Bejjani
*
February 09/10
On the ninth of February for the past 1600 years, Maronites in Lebanon and all over the world have been celebrating the annual commemoration of St. Maroun, the founder of their Catholic denomination.
Every year, on the ninth of February, more than ten million Maronites from all over the world celebrate St. Maroun’s day. On this day, they pay their respect to the great founder of the Maronite Church, Maroun the priest, the hermit, the father, the leader and the Saint. They remember what they have been exposed to, since the 4th century, both good and bad times. They reminisce through the past, examine the present and contemplate the future. They pray for peace, democracy and freedom in Lebanon, their homeland, and all over the world.
Who was this Saint, how did he establish his church, where did he live, and who are his people, the Maronites?
St. Maroun, according to the late great Lebanese philosopher and historian, Fouad Afram Al-Bustani, was raised in the city of Kouroch. This city is located northeast of Antioch (presently in Turkey), and to the northwest of Herapolos (Manbieg), the capital of the third Syria (Al-Furatia). Kouroch is still presently in existence in Turkey, it is located 15 kilometers to the northwest of Kalas city, and about 70 kilometers to the north of the Syrian city, Aleppo.
As stated by the historians, Father Boutrous Daou and Fouad Fram Bustani, Maroun chose a very high location at the Semaan Mountain (called in the past, Nabo Mountain, after the pagan god, Nabo). Geographically, the Semaan Mountain is located between Antioch and Aleppo. People had abandoned the mountain for years, and the area was completely deserted.
The ruins of a historic pagan temple that existed on the mountain attracted Maroun. Boustan stated that St. Maroun moved to this mountain and decided to follow the life of a hermit. He made the ruined temple his residence after excoriating it from devils, but used it only for masses and offerings of the holy Eucharist. He used to spend all his time in the open air, praying, fasting and depriving his body from all means of comfort. He became very famous in the whole area for his faith, holiness and power of curing. Thousands of believers came to him seeking help and advice.
St. Maroun, was an excellent knowledgeable preacher and a very stubborn believer in Christ and in Christianity. He was a mystic who started a new ascetic-spiritual method that attracted many people from all over the Antiochian Empire. He was a zealous missionary with a passion to spread the message of Christ by preaching it to others. He sought not only to cure the physical ailments that people suffered, but had a great quest for nurturing and healing the "lost souls" of both pagans and Christians of his time. Maroun’s holiness and countless miracles drew attention throughout the Antiochian Empire. St. John of Chrysostom sent him a letter around 405 AD expressing his great love and respect asking St. Maroun to pray for him.
St. Maroun's way was deeply monastic with emphasis on the spiritual and ascetic aspects of living. For him, all was connected to God and God was connected to all. He did not separate the physical and spiritual world and actually used the physical world to deepen his faith and spiritual experience with God. St. Maroun embraced the quiet solitude of the Semaan Mountain life. He lived in the open air exposed to the forces of nature such as sun, rain, hail and snow. His extraordinary desire to come to know God’s presence in all things allowed him to transcend such forces, and discover an intimate union with God. He was able to free himself from the physical world by his passion and eagerness for prayer and enter into a mystical relationship of love with the creator.
St. Maroun attracted hundreds of monks and priests who came to live with him and become his disciples and loyal Christian followers. Maroun’s disciples preached the Bible in the Antiochan Empire (known at the present time as Syria), Lebanon, Turkey, Iraq, Jordan and Israel, They built hundreds of Churches and abbeys as well as schools and were known for their faith, devotion and perseverance.
At the age of seventy, in the year 410 AD, and after completing his holy mission, St. Maroun died peacefully while surrounded by his disciples and followers. His will was to be buried in the same grave with his beloved teacher, the great monk, Zabena, in the town of Kena, next to Kouroch city, where a temple was built in Zabena’s name. St. Maroun’s will was not fulfilled, because the residents of a nearby town were able to take his body and bury him in their town and build a huge church on his grave. This church was a shrine for Christians for hundreds of years, and its ruins are still apparent in that town.
After Maroun’s death, his disciples built a huge monastery in honor of his name, adjacent to the ornate spring, (Naher Al-Assi, located at the Syrian-Lebanese border). The monastery served for hundreds of years as a pillar for faith, education, martyrhood and holiness. It was destroyed at the beginning of the tenth century that witnessed the worst Christian persecution era. During the savage attack on the monastery more than 300 Maronite priests were killed. The surviving priests moved to the mountains of Lebanon where with the Marada people and the native Lebanese were successful in establishing the Maronite nation. They converted the Lebanese mountains to a fortress of faith and a symbol for martyrhood, endurance and perseverance.

Initially the Maronite movement reached Lebanon when St. Maroun's first disciple Abraham of Cyrrhus, who was called the Apostle of Lebanon, realized that paganism was thriving in Lebanon, so he set out to convert the pagans to Christianity by introducing them to the way of St. Maroun. St. Maroun is considered to be the Father of the spiritual and monastic movement now called the Maronite Church. This movement had a profound influence on northern Syria, Lebanon, Cyprus and on many other countries all over the world where the Maronites currently live. The biggest Maronite community at the present time lives in Brazil. More than six million Lebanese descendents made Brazil their home after the massive  emigration that took place from Lebanon in the beginning of this century.
The Maronites made Lebanon their homeland since the 4th century after converting its native inhabitants to Christianity. They were identified by it, and it was identified by them, they were and still are one entity. The Maronite people were always hopeful, faithful and strong believers in the Christian Catholic doctrine. They made victories of defeats, joy of sorrow and hope of despair. The Maronites successfully created with hard work and a great deal of faith and sacrifices, the Maronite nation by fulfilling its four basic pillars, a land, a people, a civilization and a politically independent entity. They constantly fight for what was theirs, and never ever surrendered to despair.
Fouad Afram Boustani described the Maronite denomination as, a faith of intelligence, an identification of life, a solid belief in Catholicism, a love for others, an ongoing struggle for righteousness, a mentality of openness on the whole world, and on its different civilizations, and  a vehicle for martyrdom. The Maronites established the state of Lebanon and made it an oasis for the persecuted in the area. They believed and practiced  multiculturalism and pluralism. They created with the help of other minorities in the Middle East the unique nation of Lebanon.
God Bless Lebanon!
*Elias Bejjani
Canadian-Lebanese Human Rights activist, journalist and political commentator
Email
phoenicia@hotmail.com
Web sites http://www.10452lccc.com & http://www.clhrf.com
Mailing phoenicia group http://groups.yahoo.com/group/Phoenicia/
LCCC Face Book http://www.facebook.com/group.php?gid=17974722934

البطريرك صفير أطلق السنة اليوبيلية لمار مارون بعد 1600 سنة على وفاته في قداس ترأسه في مار جرجس بيروت في حضور رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة:

نسأل الله أن يكون هذا اليوبيل موسم خير وبركة على كنيستنا وأبنائها فيحافظوا على إيمان آبائهم وأجدادهم وقيمهم الدِّينيَّة والوطنيَّة والاخلاقية

المطران سعاده:التزام الايمان والحرية يفرض استخدام الجغرافيا لتوجيه التاريخ من هنا معنى تعلقنا بوطننا النهائي -الرسالة للحفاظ على كرامة الإنسان الحر

المطران مطر:الكنيسة المارونية وإن انطلقت مع شفيعها من جبال قورش في سوريا إلا أنها ترعرعت في لبنان وفيه صارت شجرة كبرت وتعششت فيها طيور السماء

وطنية /09 شباط/2010/- أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير السنة اليوبيلية لمناسبة مرور 1600 عام على وفاة القديس مارون خلال قداس احتفالي ترأسه عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم في كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت ودعت إليه اللجنة البطريركية لاحتفالات يوبيل مار مارون، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، السيدة صولانج الجميل، السيدة منى الهراوي، السيدة جويس الجميل، السيدة نايلة معوض، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: جان اوغاسابيان، زياد بارود، منى عفيش، سليم الصايغ، ابراهيم نجار، حسن منيمنة، بطرس حرب، فادي عبود، ابراهام دده يان ومحمد رحال، ممثل الدولة الإسبانية وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس، سفراء اليونان، رومانيا، فرنسا، روسيا، السودان، سلطنة عمان، إيطاليا، مصر، والامارات والنواب: نهاد المشنوق، محمد قباني، ابراهيم كنعان، ايلي عون، عاطف مجدلاني، غسان مخيبر، مروان حماده، فؤاد السعد، هنري حلو، انطوان زهرا، هادي حبيش، نبيل دي فريج، نعمة الله ابي نصر، فريد الخازن، جورج عدوان، عبداللطيف الزين، أحمد فتفت، نديم الجميل، عصام صوايا، ميشال حلو، تمام سلام، سيرج طور سركيسيان، دوري شمعون، فادي الهبر، آغوب بقرادونيان، محمد الحجار، زياد القادري، سامر سعادة وآلان عون.

كذلك حضر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع،قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس، النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام أبو جمرا، الوزراء السابقون:كرم كرم، الياس حنا، سليم تقلا، جو سركيس، طوني كرم، يوسف سلامة، محمد يوسف بيضون، ماريو عون، ناجي البستاني وإدمون رزق، النواب السابقون: غطاس خوري، صلاح حنين، ميشال ساسين، كميل زيادة، ناظم الخوري، بيار دكاش، بشارة مرهج، ميشال الخوري، سمير فرنجية، فارس سعيد، سمير عازار، عثمان الدنا ونهاد سعيد، رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه، رئيس مجلس الاغتراب الماروني الوزير السابق ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، نقيب المحررين ملحم كرم، نقيبة المحامين في بيروت أمل حداد، نقيب الاطباء جورج افتيموس، مدير المخابرات ادمون فاضل، مدير المراسم في القصر الجمهوري مارون حيمري، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، رئيس صندوق المهجرين فادي عرموني، المستشار الاعلامي في القصر الجمهوري اديب ابي عقل، مستشار الرئيس سعد الحريري داوود الصايغ، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام"السيدة لور سليمان، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوظ، نائب رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" الدكتور انطوان حداد، رئيس بلدية بيروت عبدالمنعم العريس، رئيس حركةالاستقلال ميشال معوض وعضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار ايدي ابي اللمع، عضو لجنة الحوار الإسلامي - المسيحي محمد السماك.

بداية، دخل البطريرك صفير الى الكنيسة يحيط به المطارنة الموارنة باللباس الابيض يتقدمهم حملة الصليب على وقع ترنيمة "مجد لبنان اعطي له" انشدتها جوقة الكسليك التي قامت بخدمة القداس. وعاون البطريرك صفير في القداس المطارنة:بولس اميل سعادة، بولس مطر، رولان ابو جودة، شكرالله حرب والمونسنيور اغناطيوس الاسمر، وبمشاركة بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس بوغوص الثالث،البطريرك نرسيس بدروس، المطران كيغام كاتشريان ممثلا البطريرك آرام كشيشيان،متروبوليت بيروت لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك المطران يوسف كلاس ممثلا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، السفير البابوي في لبنان المونسنيور غبريالي كاتشا، متروبوليت بيروت لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عودة، مطران اللاتين بولس دحدح، النائب البطريركي للروم الكاثوليك ميشال أبرص، المطارنة : يوسف درغام، بشارة الراعي، سمعان عطالله، فرانسوا عيد، انطوان نبيل الحاج، فرنسيس البيسري، مارون صادر، الياس نصار وأنطوان نبيل عنداري ،مدير المركز الكاثوليكي للاعلام عبدو ابو كسم، الامين العام لمجلس البطاركة والاساقفة الخوري ريشار ابي صالح، الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب مروان تابت، وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات.

المطران سعادة واستهل القداس بكلمة لراعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس إميل سعاده الذي القى كلمة باسم اللجنة البطريركية لاحتفالات يوبيل مار مارون قال فيها: "يسعدني ان ارحب بكم باسم اللجنة البطريركية لاحتفالات يوبيل مار مارون لنحتفل معا بافتتاح سنة اليوبيل 1600 لأبينا القديس مارون في يوم عيده بقداس يرأسه غبطة ابينا السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى".

أضاف: "انها مناسبة مقدسة تطرح علينا جميعا، مسؤولين ومواطنين وفي ظروفنا الصعبة، اسئلة مصيرية. ذلك ان المطروح على لبنان واللبنانين، بالامس واليوم وغدا، كان ولا يزال، ليس مع من او ضد من يجب ان نكون بل ان نعرف الغاية التي من اجلها يجب ان نكون. هذه الغاية عاشها مار مارون منذ ستة عشر قرنا وارسى عليها بناء كنيسته ومصير ابنائه: انها كرامة الشخص البشري التي تبررها وتجسدها حرية الانسان امام وجه الله وامام اخيه الانسان. انها اهم شيء ليس في تاريخ كنيستنا فقط بل في مسار التاريخ البشري كله. لذا علينا اكتشافها دائما في كل انسان واحترامها والدفاع عنها في كل لحظة ولدى كل جماعة او طائفة وفي كل مكان وفي كل مؤسسة وفي كل موقع وموقف".

وتابع: "هذا الالتزام العميق والكامل والنهائي للايمان والحرية يفرض علينا حكما ان نستخدم الجغرافيا لتوجيه التاريخ. ومن هنا معنى تعلقنا بلبنان النهائي الوطن - الرسالة للحفاظ على كرامة الانسان اللبناني الحر والمشرقي الحر بكل مكوناته وابعاده الدينية والمذهبية والفكرية في وجه كل قوى الظلم والتسلط والاصولية والشمولية والتعصب".

وختم المطران سعاده: "اجل، ان الروحانية التي اطلقها القديس مارون الناسك تجمع بين الانسانية والايمان لتجعل منهما قوة سلام لا قوة عنف. ان شعبنا وبلدنا يمران بزمن الشدة ولكن علينا جميعا ان نتسلح بالايمان والوعي والرؤية والرجاء، متمسكين بقول قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر "ان الايمان هو الرجاء" ومستعيدين قول بولس الرسول "ان الشدة تلد الصبر، والصبر يلد الرجاء، والرجاء لا يخيب صاحبه".

ثم بدأت الذبيحة الالهية، حيث قرأ الدكتور نبيل خليفة رسالة بولس الى أهل كورنتس.

البطريرك صفير وبعد الإنجيل المقدس، الذي تلاه المطران سمعان عطاالله، ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "لا تخف، أيها القطيع الصغير، لأنه قد حسن لدى أبيكم أن يعطيكم الملكوت" (لو 12، 32)"، وقال فيها: "الاحتفال بعيد القدِّيس مارون مصدر فرح ورجاء وقوَّة، وهذا ما أعرب عنه القدِّيس لوقا بقوله: "لا تخف، أيها القطيع الصغير، لأنَّه قد حسن لدى أبيكم أن يعطيكم الملكوت".

أضاف: "عيد القدِّيس مارون مصدر فرح: لأنَّ لنا أبًا يشفع بنا لدى الله، منذ ألف وستماية سنة. وهو قد ألهم الموارنة وغيرهم من المؤمنين أن يعيشوا على مثاله عيشة أرضوا معها الله والنَّاس، وذلك باتِّباعهم النَّصيحة الإنجيليَّة: "إنْ شئت أن تكون كاملاً، اذهب وبع مقتناك، وأعطه المساكين، فيكون لك كنز في السَّماء، وتعال اتبعني" (متى 19: 21). ويقول إنجيل القدِّيس متَّى: "فلمَّا سمع الشَّاب هذا الكلام، مضى حزينًا، لأنَّه كان ذا مال كثير" (متى 9: 22). والقدِّيس مارون جسَّد قول المسيح هذا، فترك كلَّ ما يملك من شؤون الدُّنيا، وانقطع إلى عبادته تعالى بالصوم والتقشف والفقر. والنَّاس غالبا ما يتعبون ويجهدون ليجمعوا ثروات كبيرة، وفي آخر المطاف يأتيهم صوت الرَّبِّ قائلاً ما قاله للغنيِّ: "إنَّ نفسك تؤخذ منك هذه الليلة، وهذا الذي أعددته لمن يكون؟".

وتابع: "عيد القدِّيس مارون هو مصدر رجاء: إنَّ بولس الرَّسول يقول: "إنْ كنَّا نرجو المسيح في هذه الدُّنيا فقط، فنحن أشقى النَّاس أجمعين" (كور 15: 19). والقدِّيس مارون عاش في ظلِّ هذه التَّعاليم الإلهيَّة، فاعتزل الدُّنيا ونذر حياته لعبادة الله في العراء، مكتفيًا بالقوت والكسوة، منتظرًا اليوم الَّذي يدعوه فيه الرَّبُّ لملاقاته. ويقول أحد مؤرِّخيه القدامى: "عزم مارون أن يقضي حياته في العزلة، فأمَّ جبلاً كان محجَّة لأهل الفساد. وبعد أن كرَّس هيكلاً كان هناك للأبالسة، نصب فيه مظلَّة من جلود كان يتَّقي فيها شدَّة البرد. واشتهر بتقشُّفاته الخارقة، وذاع صيته في كلِّ الأصقاع، فأقبلت الجماهير عليه من كلِّ صوب. وكان يشفي أمراض الجسد، ويعالج النُّفوس بأدوية تناسبها، حتَّى كثر عدد تلاميذه".

اضاف البطريرك صفير: "ذاع صيت القدِّيس مارون في حال حياته. فالتفَّ حوله نفر من التلاميذ الَّذين أرادوا أن يأخذوا أخذه في الحياة، وكانوا النواة الأولى للكنيسة الَّتي حملت اسمه فيما بعد واستمرَّت تطلب شفاعته لدى الله على الدَّوام، وهي الكنيسة الَّتي أعطاها ربُّها أن تشهد على مدى تاريخها وفي أمكنة تجذُّرها، لقيم المحبَّة والحرِّيَّة والكرامة الإنسانيَّة والعيش المشترك الودود بين المسيحيِّين والمسلمين ولا سيَّما على أرض لبنان الحبيب. ويقول أحد المؤرِّخين أنَّهم لقبُّوه بمارون الأسمى، أو العظيم، أو الإلهي. وبعد وفاته في أوائل القرن الخامس، تنازع أهل الجوار على جثمانه، والَّذين أخذوه بنوا عليه هيكلاً. وبني بعد ذلك دير تدريجًا إلى جانب كنيسة جاورها جمهور من تلامذة هذا القدِّيس. ويقول المؤرِّخون: "كان ديرًا كبيرًا من الأديار الكثيرة القائمة في مقاطعة أفاميا في سورية الثانية، تأسَّس في الرُّبع الأوَّل من القرن الخامس. وكان دير مار مارون أهمَّها،وله الاولوية عليها".

وتابع: "نفتتح في هذا العيد الفضيل اليوبيل المئويَّ السَّادس عشر لانتقال القدِّيس مارون إلى السَّعادة الأبديَّة، وقد انتشر أبناؤه في لبنان وعلى صدر المعمورة، وكان من بينهم قدِّيسون نكتفي بذكر القدِّيس شربل من بينهم ونعمة الله الحرديني والقدِّيسة رفقا والطُّوباوي يعقوب الكبُّوشي، فيما ننتظر إعلان الأخ اسطفان نعمه اللحفدي طوباويا في مطلع الصَّيف القادم، فنسأل الله أن يكون هذا اليوبيل الَّذي نحتفل به على مدى سنة في لبنان وفي بلدان الانتشار، أن يكون موسم خير وبركة على كنيستنا المارونيَّة وعلى أبنائها في كلِّ أمكنة توطُّنهم، فيحافظوا على إيمان آبائهم وأجدادهم وعلى قيمهم الدينية والوطنية والاخلاقية حيث هم".

وختم البطريرك صفير: "إنا إذ نهنىء أبناءنا الموارنة وجميع اللُّبنانيِّين، على أرض الوطن وفي المنطقة وبلدان الانتشار بعيد أبينا القدِّيس مارون وبهذا اليوبيل المبارك، نسأله تعالى، بشفاعة هذا القدِّيس، أن يؤتينا أيَّامًا خيرًا من هذه الأيام التي نعيشها، وأن يعيد عليكم جميعا أعيادا عديدة ملؤها الخير والسلام وأن يسكب عليكم فيضا من نعمه وبركاته".

وقبل تلاوة الكلام الجوهري، عزفت موسيقى الحرس الجمهوري لحن التعظيم ثم قرأ النوايا الاب مروان تابت، الدكتور انطوان الخوري حرب والدكتور انطوان سعد والمحامي رشيد الجلخ.

المطران مطر وفي ختام القداس، ألقى رئيس اساقفة بيروت المارونية المطران مطر كلمة قال فيها: "باسم أبينا وسيِّدنا صاحب الغبطة والنِّيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، الَّذي ترأَّس هذا الاحتفال اليوبيليَّ المهيب، وباسم أصحاب الغبطة والسِّيادة بطاركة الكنائس الشقيقة ومطارنتها، وباسم إخواني مطارنة الكنيسة المارونيَّة، وباسم أبرشيَّة بيروت كهنةً وعلمانيِّين نتقدَّم بالشُّكر الخالص من فخامة رئيس الجمهوريَّة العماد ميشال سليمان لحضوره على رأس المصلِّين قدَّاس عيد شفيع كنيستنا وافتتاح اليوبيل المئويِّ السادس عشر لانتقاله إلى فرح السَّماء. ونقدِّم خالص شكرنا إلى دولة رئيس مجلس النوَّاب الأستاذ نبيه برِّي وإلى دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري لحضورهما المحبِّ، وإلى أصحاب الفخامة والدَّولة والمعالي والسَّعادة وإلى السُّفراء ممثِّلي الدُّول وإلى الهيئات القنصليَّة والسُّلطات القضائيَّة والقيادات العسكريَّة والمراجع المدنيَّة لمشاركتهم هذا الشَّعب المؤمن بفرحة العيد".

أضاف: "لقد كان للقائنا اليوم في بيروت بالذَّات أكثر من دلالة، لأنَّه يحمل إلى المنطقة والعالم بأسره رسالة لبنان. فالكنيسة المارونيَّةالتي انطلقت مع شفيعها وراعيها من جبال قورش في شماليِّ سوريَّا، ترعرعت في لبنان وفيه صارت تلك الشجرة الَّتي يقول عنها الإنجيل أنَّها كبرت وراحت طير السَّماء تعشِّش في أغصانها. ولئنْ كانت المناطق النَّائية قد استهوت القدِّيس الشَّفيع لمناجاة الله وعبادته العبادةَ الحقَّ، واستقبلت أديار الكنيسة المارونيَّة وصوامعها عبر القرون، فارتفعت منارات هدايةٍ ومحبَّة وسلام، إلاَّ أنَّ بيروت وهي اليوم وريثة إنطاكية ومدينة كلِّ الكنائس، قد صارت بامتياز مساحة التَّلاقي الأرحب بين المسيحيَّة والإسلام، ومكان الحوار البنَّاء الَّذي راح يأخذ أبعاده العالميَّة بين الأديان والحضارات. وقد تجلَّت في هذا الوطن عاصمة فريدة متألِّقة بين العواصم، كما صار لبنان أكثر من وطن وانبرى رسالة في العيش الواحد بالحرِّيَّة والكرامة والمساواة بين الجميع، ورمزًا من رموز التَّقدُّم في طريق الانسجام والتفاهم بين دول الأرض في كل أقطارها".

وختم المطران مطر: "كان الله بعونك يا فخامة الرَّئيس وألهمك والَّذين يحملون معك وزر لبنان الحبيب إلى ما فيه خير هذا الوطن وتحقيق رسالته الوطنيَّة والقوميَّة والإنسانيَّة، ولتكن هذه الذِّكرى المئويَّة السَّادسة عشرة للقدِّيس مارون حافزًا لنا جميعًا لاستلهام قيم الماضي واستيعاب قضايا الحاضر واستشراف آفاق المستقبل بالحقِّ والعدالة والسَّلام. وإنَّنا مدعوُّون جميعًا في هذه المناسبة العزيزة إلى أن نشدَّ على يد غبطته وأصحاب الغبطة والسِّيادة وتقدمة التهاني، وذلك في قاعة الكنيسة على مدخلها الشَّرقيِّ، بعد نيل البركة الأخيرة في ختام الاحتفال بالعيد، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير وسكب على جميعنا فيضا من نعمه وبركاته".

وبعد القداس، تقبل البطريرك صفير والمطارنة التهاني بالعيد في صالون الكنيسة.

وكانت اتخذت القوى الامنية والجيش اجراءات مشددة منذ الصباح الباكر في المحيط المؤدي الى الكاتدرائية وعملت على تنظيم السير ودخول الرسميين الى القداس. واصطفت ثلة من الحرس الجمهوري وموسيقى الجيش، وادت التحية لرئيس مجلس الوزراء عند وصوله الى المكان، ثم الى رئيس مجلس النواب فرئيس الجمهورية، وكان في استقبالهم امام مدخل الكاتدرائية المطرانان مطر وسعاده ورئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن. وازدانت الكنيسة بحلة العيد وبالازهار باللونين الاصفر والابيض وسط اجراءات بروتوكولية.

 

البطريركية المارونية وزعت نبذة عن حياة مار مارون

نعِِمَ بصيت القداسة في حياته

بكركي/09 شباط/2010/نالسي جبرايل يونس: لمناسبة عيد القديس مارون، صدر عن البطريركية المارونية نبذة عن حياة الناسك مارون، أب الطائفة المارونية في رسالة تحت عنوان <لا تخلف ايها القطيع الصغير> وجاء فيها: أن القديس مارون يذكرنا بالمسيرة الطويلة التي قام بها الموارنة منذ حال حياة القديس مارون حتى يومنا هذا·

وقد ولد مارون في القسم الثاني من القرن الرابع، أي حوالى سنة 350م، رقي إلى الدرجة الكهنوتية وانتقل إلى السماء سنة 410م، عاش في وادي نهر العاصي قرب حماة في سوريا، وكتب سيرة حياته المطران تيودور بطوس الذي عاش في القسم الأوّل من القرن الخامس بعد المسيح·

وقال فيه هذا الاسقف: أن مارون كان ينعم بصيت قداسة في حياته، واجترح الكثير من العجائب، ولدى موته، نشب قتال بين أهل تلك المنطقة على جثمانه، فكان أهل كل قرية مجاورة يدّعون بأن لهم الحق فيه ليدفنوه في قريتهم، ولكن أهل اقرب قرية عاش في جوارها، اتوا وأخذا جثمانه وحافظوا عليه محافظتهم على كنز ثمين، وبنوا له معبداً دفنوه فيه، ويقول أسف تلك المحلة <أما نحن فاننا ننعم ببركته، ونكرم ذكراه، مكتفين بمقامه في ما بيننا>·

وقام بعدئذ دير مار مارون في منطقة حماة في سوريا، على ضفاف نهر العاصي، وبنيت حول الدير ما يقارب الثلاثمائة قلاية للرهبان الذين اخذا نمط القديس مارون في حياة الصلاة والتقشف ونكران الذات، وقد بلغ عددهم نحو ثمانمائة راهب، فعرفوا يومذاك ببيت مارون، أو الموارنة·

وشارك الموارنة في الجدل اللاهوتي الذي قام في عهدهم، وكانوا من أشدّ المدافعين عن مجمع خلقيدونية المسكوني الرابع الذي انعقد في أواسط القرن الرابع، وصدم أصحاب المشيئة الواحدة في المسيح·

وقد انزل البطريرك ساويروس سنة 517م برهبان مار مارون، بالاتفاق مع الامبراطور اتاناسيوس الأوّل، اضطهاداً قوياً، وقتل أصحاب المشيئة الواحدة منهم 350 راهباً·

وتحتفل الكنيسة المارونية بعيد استشهادهم في 31 من تموز من كل عام·

وأضافت الرسالة: ما كان اتكال الموارنة يوماً على القوة الغاشمة، عبر تاريخهم الطويل، وقد اظهروا شجاعة في سبيل المحافظة على ايمانهم ومبادئهم وعاداتهم السليمة متكلين أولاً وآخراً على ربهم، فعبدوه العبادة الصادقة وجعلوا معتمدهم عليه، وغالباً ما رددوا ما يقوله صاحب المزامير <إنك ضللت رأسي يوم السلاح>، وكان لواء العذراء مريم بيرقهم يمشون في ظله إلى النصر، وهم يرددون مع صاحب المزامير أيضاً· <اذا قام علي قتال ففي ذلك ثقتي لأنك معي، والرب حصّن حياتي ممن اخاف>·

وهكذا انقسم الموارنة على ذاتهم واختلفوا في ما بينهم، دارت الدوائر عليهم، وتغلب عليهم الطامعون بهم، والتاريخ شاهد، وكلما جمعوا صفوفهم، ووثّقوا عرى التعاون في ما بينهم، صحت احوالهم وازدهرت واكتسبوا احترام مواطنيهم على اختلاف مذاهبهم·

 

قداس عيد مار مارون في الكرسي البطريركي الاثري في دير قنوبين

وطنية - أحيا خادم رعية وادي قنوبين الخوري حبيب صعب قداس عيد مار مارون في الكرسي البطريركي الاثري في دير سيدة قنوبين، في حضور رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري نوفل الشدراوي وحشد من المؤمنين من ابناء الوادي والجوار. وألقى الخوري صعب عظة روحية تناول فيها سيرة حياة القديس مارون، مشددا على "ان هذا الاحتفال الروحي هو بدء السنة اليوبيلية التي أعلنها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، وهي بمثابة دعوة الى العودة للجذور الروحية الضاربة في عمق وادي قنوبين حيث عاش البطاركة الموارنة طوال ما يقارب ال400 عام، ولا يزال شعبهم المؤمن يتابع عيش الروحانية المارونية التي اكتسبت هويتها في هذا الوادي، وقوام هذه الهوية عيش الفقر والصلاة".

وعرض الخوري صعب لأبرز محطات "الانشطة الروحية التي ستقام في وادي قنوبين طوال هذه السنة، والتي سوف يعلن عنها لاحقا ليكون بإمكان المؤمنين المشاركة الواسعة فيها".

تبع القداس تطواف بالشموع في محيط الدير باتجاه مزار القديسة مارينا حيث مدافن البطاركة الموارنة، رفعت صلاة القديس مارون على نية السلام في لبنان والعالم.

 

قداس احتفالي لقدامى الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير

وطنية - أقامت الهيئة الادارية لرابطة قدامى الاكليريكية البطريركية المارونية في غزير قداسا احتفاليا في ذكرى 1600 عاما لوفاة مار مارون ولمناسبة اعلان سنة الكهنوت.

احتفل بالقداس المونسينيور بولس الفغالي رافقه لفيف من الكهنة، وتحدث في عظته عن القديس مارون ودور الموارنة في التاريخ وفي الحاضر، تلاه محاضرة للوزير السابق جورج القرم بعنوان:" المارونية بين الخصوصية المتوقعة والانفتاح الانسانوي" حيث ركز فيها على ان المارونية ليست اتنية بل كنيسة كاثولكية ترتبط بالحبر الاعظم جامعة منفتحة ولها هوية.

كما ركز القرم على "ضرورة العمل لاعادة تجذر الموارنة في المشرق العربي ووقف الاتجاه الاغترابي للشباب وهجمة الاثرياء الخليجيين على شراء الاراضي في لبنان لان قضية فلسطين بدأت في شراء الاراضي". ثم كرمت الرابطة كلا من المونسينيور الفغالي، الوزير قرم والخوري الدكتور ناصر الجميل بدرع تقديرية منها.

وأخيرا، تلت الرابطة التهنئة من مطران حلب يوسف انيس ابي عاد وانتقل الجميع الى غداء على مائدة

 

القداديس الاحتفالية بعيد القديس مارون عمت مناطق الشوف

وطنية - الشوف - أحيت الطوائف المسيحية المارونية مناسبة عيد مار ماون في منطقة الشوف بقرع اجراس الكنائس وانارة الشموع وأقامة القداديس التي تخللها القاء العظات الداعية للخير والسلام، وشملت القداديس الاحتفالية مناطق الحرف، الودايا، ودير القمر. وفي كاتدرائية مار مارون في بيت الدين ترأس قداس العيد الاب ريمون عيد وعاونه فيه عدد من الكهنة، وحضره حشد كبير من المؤمنين ومن فاعليات البلدة والجوار. وبعد الانجيل المقدس القى الاب عيد عظة ركز فيها على معاني العيد، داعيا الى "نبذ الاحقاد والخلافات بين جميع اللبنانيين" متمنيا ان "يكون هذا العيد بشرى خير ومحبة وسلام في وطننا لبنان".

 

قداس إحتفالي في براد - حلب في الذكرى 1600 للقديس مارون

السفير البابوي: مسؤوليتنا كمسيحيين ان نكون رمزا وأداة لتقارب الاسرة البشرية

العماد عون:نحن المشرقيين رواد المسيحية حملنا مسيحيتنا الى الغرب ولا نضعف أمام الظلم فنقاوم وإن قوينا بالحق فإننا متسامحون

وطنية - دمشق - أقيم عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم قداس إحتفالي في كنيسة القديس جوليانوس في منطقة براد - شمال حلب، لمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة للقديس مارون، ترأسه رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف انيس ابي عاد وحضره: ممثل البابا بنديكتوس السادس عشر السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري، الرئيس العماد اميل لحود، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان، سفير لبنان في سوريا ميشال خوري، وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار ومحافظ حلب وعدد كبير من رجال دين مسيحيين من مختلف الطوائف في سوريا.

بعد الإنجيل ألقى المطران ابي عاد عظة تحدث فيها عن "هذه المناسبة العظيمة" وعن الذكرى المئوية السادسة عشرة للقديس مارون، وقال إن سوريا "كانت سباقة دائما للاحتفال بقديسيها"، مشيرا الى الدور الذي لعبته والامكانيات التي قدمتها "لاحياء هذا التراث الخالد". وأعرب عن شكره لسوريا "على الاهتمام والعناية كى تبقى هذه الاماكن مشعة بالنور للوافدين حاملين للعالم الصورة الناصعة عن هذا البلد العزيز".

السفير البابوي كما ألقى السفير البابوى زيناري، كلمة نقل فيها سلام و"تحيات الاخوة والصداقة" من البابا بنديكتوس السادس عشر، الى الرئيس بشار الاسد والشعب السوري. وقال: "انه لشعور عظيم أن نتواجد فى هذا المكان الذى عاش فيه مار مارون وسكن فيه الكثير من القديسين رجالا ونساء، وقريبا من المكان ذاته الذي تمت فيه قبل الفي عام تسمية كلمة "المسيحيين".

أضاف: "يمكنكم أن تفتخروا أيها الاصدقاء السوريون بايمانكم وتعدده، وانها لمسؤولية لنا، المسيحيين مواطني الشرق الاوسط، ان نكون رمزا وأداة لتقارب ولقاء ووحدة الاسرة البشرية، للتأكيد على العدالة والاخوة والمصالحة والسلام، وخصوصا في هذه المنطقة من العالم، بروح صادقة للحوار مع جميع المؤمنين من الديانات كافة ومع كل رجال النوايا الحسنة".

العماد عون وفي ختام القداس، ألقى العماد عون كلمة جاء فيها:"بوجودنا اليوم أمام ضريح مار مارون، واحتفالنا بذكرى القرن السادس عشر لوفاته، يتخطى لقاؤنا آنيته، ليصبح لقاءً مع التاريخ. في هذه البقعة كرّس مار مارون حياته لعبادة الله وخدمة الإنسان، حارب الوثنية ومدّ يد العون الى كل سائل محتاج، فقصده الكثيرون وتتلمذوا على تعاليمه ونموذجية سلوكه ثم انتشروا في كل بقاع الأرض وزرعوها كنائس وحملوا كلمة الله الى رعاياها. بلغ مرتبة القداسة وشعّ من المشرق فعمّ الكون، ولم يعد محدوداً بزمان ومكان، وأبناؤه المحتفلون اليوم بذكراه يصرخون بوجه الذين يروّجون لصراع الحضارات بأن الحضارات لا تتصارع ولكنها تتحاور وتتفاعل لترسم مساراً أفضل لتطور الإنسانية وتؤمّن سلماً من القيم يكون الأرقى والأجمل فيترسّخ السلام ما بين بني البشر. ألف وستماية عام تشكّل حقبات طويلة في حياة الشعوب والأمم ولكنها لا شيء أمام أبدية الله، ولذلك، وإن غبنا طويلاً عن منابعنا وجذورنا فإنها لحظة قصيرة أمام الخلود الذي تجسده عظمة هذا المكان، وهكذا نتحرر من مقاييس الزمان، فنرافق بتأملنا مار مارون يطوي هذه الأرض بقدميه، وكأننا نسير إلى جانبه في هذه اللحظات التاريخية لنعيش معه فنقوى به ونسمو إلى آفاق أرحب. ونحن، المشرقيين، روّاد المسيحية، حملنا مسيحيتنا الزاخرة بالروحانية الى الغرب وبشّرنا العالم برسالة السيد المسيح وما زلنا نقدّم حضوراً إنسانياً متناغماً مع مختلف الثقافات لانتصار القيم الانسانية الكونية التي تدين بالمحبة والحق والكرامة والعدالة؛ ومع حملنا هذه القيم فإننا لا نضعف أمام الظلم فنقاوم، وإن قوينا بالحق فإننا متسامحون. نحن سعداء في هذه المناسبة التي أبرزت معالم هذا التراث العظيم وقدّمته إرثاً للإنسانية جمعاء. وهذا لم يكن ممكناً لولا التصميم على إنجاز هذا العمل الجبار، هذا العمل الذي يساهم في إيقاظ الضمير التاريخي للمشرقيين. فإلى سيادة الرئيس بشار الأسد أسمى درجات التقدير وللشعب السوري صداقتنا ومحبتنا".

احتفالات وكانت انطلقت في حلب امس الاحتفالات في الذكرى المئوية السادسة عشرة للقديس مارون، بعنوان "مار مارون من كورة حلب إلى الكون"، شارك فيها الرئيس لحود والعماد عون والنائب فرنجية وشعبان ووزير الأوقاف السوري ومحافظ حلب ومطران القدس في المنفى هيلاريون كبوجي والسفير البابوي وسفيرا فرنسا ولبنان في دمشق وفاعليات دينية وشعبية من محافظة حلب وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات اللبنانية.

وكانت الجهات المعنية في حلب قامت بسلسة إجراءات لتأهيل موقع قرية براد التي كانت من المدن المنسية في الشمال السوري، وتم تأهيل المنطقة من خلال فتح عدد من الشوارع ورصف بعض الطرقات كما كانت سابقا وإيصال المياه بهدف حماية الموقع الأثري والديني للقرية والحفاظ عليه لما له من اهمية تاريخية، وسيتم اعلانه عند استكمال هذه الاعمال متحفا ومنتزها عالميين.

وستستمر الاحتفالات لمدة عام تنظم خلاله المعارض والندوات والمحاضرات المرتبطة بالقديس مارون وآثار قرية براد بمشاركة العديد من المثقفين والكتاب والفنانين اللبنانيين والسوريين بالإضافة الى أمسيات موسيقية وتراتيل دينية.

 

سليمان فرنجية: للبطريرك "حسابات لا نفهمها" وعون من حلب: لا شيء ثابتاً في التاريخ!!

/09 شباط/2010/المستقبل/رأى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن زيارته لسوريا "ليست لأبعاد شخصية، فهي تهدف إلى أبعد من ذلك، وهي من أجل التفاعل الإنساني بيننا وبين الأخوة في سوريا، ومن أجل التفاهم ومن أجل القيم المشتركة"، معتبراً أنه "لا يوجد أي شيء ثابت في التاريخ، وبالتالي التاريخ تحكمه ظروف ومعطيات".

وقال لدى وصوله الى مطار حلب أمس، يرافقه الرئيس السابق اميل لحود ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، للمشاركة في احتفالات اليوبيل 1600 للقديس مارون في براد: "مجيئنا اليوم يرتدي أهمية تاريخية، وأهميته أنه يطلق مساراً جديداً لإحياء التراث المشرقي الحقيقي للمسيحيين، لأنه هنا كانت الخطوات الأولى للمسيحية وخصوصا كنيسة أنطاكيا التي تنتمي اليها كل الطوائف المسيحية الشرقية. وكل البطاركة اليوم لهم مسمى واحد وهو بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق".

واعتبر أنه "سواء عيّدنا عيد القديس مارون في بيروت أو في براد فالأمر نفسه"، مشيراً الى أن "الأماكن المقدسة المسيحية هي في فلسطين وإن يكن مركز الكثلكة في الفاتيكان، وقداس الفاتيكان لا يلغي قداس كنيسة المهد أو كنيسة القيامة، كما أن قداس براد هنا لا يلغي أي قداس آخر في أي مكان، يجب أن يكون عندنا المفهوم الكوني لمفهوم المسيحية وأينما شئنا نستطيع أن نصلي"، مشيراً الى أن "إعادة إحياء التراث والأجواء التي يعيشها المسيحيون في الشرق، تشكل تأسيساً لإيقاظ الضمير المشرقي وتأسيساً لانفتاح حقيقي لناس يختلفون في الثقافات ولكن لديهم الحضارة نفسها". من جهته، قال فرنجية: "كنا نتمنى أن يترأس البطريرك (الماروني نصر الله) صفير الوفد الى سوريا ولكن للبطريرك صفير حساباته الخاصة وهذه الحسابات تفوق قدرتنا. لذلك لا يمكننا أن نفهمها أو نفهم أبعادها".

وعن الردود السلبية من البعض تجاه زيارتهم كثلاثي لسوريا، أجاب: "لماذا هل تمت الزيارة سرا أو هل فاجأناهم؟ هذا هو موقفنا وتاريخنا وخصوصا أننا نفتخر بمجيئنا الى سوريا عندما يكون هناك تكريم لشفيعنا مار مارون في سوريا". واشار الى أن "موقفنا السياسي معروف وكذلك خطنا، ونحن في المحور نفسه بجانب سوريا وإيران ونفتخر بأن نكون بجانبهما وسنبقى متضامين". أضاف: "عيّدنا عند مار مارون وهذا اللقاء اسمه لقاء مار مارون ويجري في كنيسة مار مارون على عكس القداس الذي يقيمونه في كنيسة مار جرجس في بيروت".

وفي حديث إلى محطة "الجديد"، قال فرنجية: "نفتخر ونجاهر بعلاقتنا مع سوريا ولسنا معقدين كغيرنا منها فأصبحت للبعض عقدة من العلاقة مع سوريا. إننا نشارك في يوبيل مار مارون من نقطة البداية والأصل والاساس، ومن الطبيعي ان نكون موجودين في المكان الذي عاش وتوفي فيه مار مارون وفي الذكرى الـ1600 على وفاته ويعتبر البعض هذه المشاركة خاطئة ونحن نراها طبيعية. ويرى البعض ان كون مار مارون سورياً مشكلة ولكنها الحقيقة".

  

قداس إحتفالي في براد- حلب في الذكرى 1600 لمار مارون بحضور الرئيس لحود والعماد عون ومسؤولين لبنانيين وسوريين

/09 شباط/2010/وطنية - دمشق - أقيم عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم قداس إحتفالي في كنيسة القديس جوليانوس في منطقة براد - شمال حلب، لمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة للقديس مارون، ترأسه المطران يوسف انيس ابي عاد وحضره الرئيس العماد اميل لحود، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون، وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان، سفير لبنان في سوريا ميشال خوري، السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري، وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار ومحافظ حلب وعدد كبير من رجال دين مسيحيين من مختلف الطوائف في سوريا. بعد الإنجيل ألقى المطران ابي عاد عظة للمناسبة تلاه السفير زيناري. وكانت انطلقت في حلب امس الاحتفالات في الذكرى المئوية السادسة عشرة للقديس مارون، بعنوان "مار مارون من كورة حلب إلى الكون"، شارك فيها الرئيس لحود والعماد عون والنائب فرنجية وشعبان ووزير الأوقاف السوري ومحافظ حلب ومطران القدس في المنفى هيلاريون كبوجي والسفير البابوي وسفيرا فرنسا ولبنان في دمشق وفاعليات دينية وشعبية من محافظة حلب وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات اللبنانية.

وكانت الجهات المعنية في حلب قامت بسلسة إجراءات لتأهيل موقع قرية براد التي كانت من المدن المنسية في الشمال السوري، وتم تأهيل المنطقة من خلال فتح عدد من الشوارع ورصف بعض الطرقات كما كانت سابقا وإيصال المياه بهدف حماية الموقع الأثري والديني للقرية والحفاظ عليه لما له من اهمية تاريخية، وسيتم اعلانه عند استكمال هذه الاعمال متحفا ومنتزها عالميين. وستستمر الاحتفالات لمدة عام تنظم خلاله المعارض والندوات والمحاضرات المرتبطة بالقديس مارون وآثار قرية براد بمشاركة العديد من المثقفين والكتاب والفنانين اللبنانيين والسوريين بالإضافة الى أمسيات موسيقية وتراتيل دينية.

 

الشيخ قبلان اتصل بالرئيس سليمان والبطريرك صفير وقائد الجيش مهنئا: مشاركة الرئيس لحود والعماد عون في ذكرى مار مارون في سوريا تدل على الانفتاح الماروني على الآخرين والعيش سويا متضامنين

/09 شباط/2010/وطنية - اتصل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وقائد الجيش العماد جان قهوجي مهنئا بعيد مار مارون.

وهنأ الشيخ قبلان اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بذكرى عيد مار مارون، آملا أن تحمل هذه الذكرى "بشائر الخير على لبنان، وتعود باليسر والبركة على اللبنانيين المطالبين بإحياء مناسباتهم الدينية بروح المحبة والوفاق والتعاون التي تدعو إليها كل الأديان السماوية فتكون أعيادنا مناسبات وطنية نعبر من خلالها عن وحدتنا ونجسد اتفاقنا وتعايشنا، مسلمين ومسيحيين، لدعم مسيرة الوطن، وعلى اللبنانيين ان يتشاركوا في أفراحهم وأحزانهم، فيعم يوم الفرح أرجاء الوطن" .

ورأى الشيخ قبلان "ان المبادرة التي قام بها الرئيس اميل لحود والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية وغيرهم بالمشاركة في ذكرى مار مارون في سوريا تدل على مدى الانفتاح الماروني على الآخرين والعيش سويا متضامنين متحابين متصادقين، ولا سيما ان لبنان لا يقوم إلا بوحدته وتعاون بنيه ومحبتهم لبعضهم البعض، فهذه المشاركة عمل جيد ودعم للوحدة الوطنية، وعلينا كلبنانيين ان نرفع الحواجز في ما بيننا وخصوصا بين لبنان وسوريا اللذين يشكلان جسما واحدا لشعبين متحابين متضامنين" .

ودعا اللبنانيين إلى "الاقتداء بتعاليم دينهم التي تأمرهم بالتعاون وتحثهم على الانفتاح والتزام القيم الإنسانية والأخلاقية التي يكفل التمسك بها قيام المجتمع الصالح المحصن بالدين والأخلاق، لا سيما أن لبنان المعافى والمستقر الذي نطمح إليه هو لبنان المؤمن الملتزم نهج الاستقامة والحق والدين، فالأديان نعمة ورحمة للعباد، وعلى اللبنانيين إن يجمعوا شملهم ويوحدوا صفوفهم ليكونوا جميعا في خندق الموالاة لهذا الوطن الذي نحميه بعيوننا وندعمه بإمكاناتنا ونكون معه في الشدة والرخاء" .

وختم: "وطننا بحاجة ماسة إلى وحدتنا وتعاوننا والتزامنا بتعاليم ديننا حتى تقوى مسيرتنا الوطنية فنحصنها بتطوير نظامنا السياسي بما يتيح لجميع اللبنانيين تحقيق تطلعاتهم وآمالهم في وطنهم وإقامة العدالة الاجتماعية التي تنصف اللبنانيين بمنأى عن طوائفهم وتوجهاتهم السياسية" .

 

المطران حبيقة ترأس قداس عيد مار مارون في كسارة - زحلة

/09 شباط/2010/وطنية - زحلة - احتفلت الطوائف المسيحية في قضاء زحلة بعيد مار مارون، فأقيمت للمناسبة القداديس الاحتفالية في مختلف الكنائس المارونية. ففي كاتدرائية مار مارون في كسارة، ترأس المطران منصور حبيقة قداسا احتفاليا عاونه لفيف من الكهنة، حضره وزير الثقافة سليم وردة،النواب: طوني ابو خاطر، عاصم عراجي، ايلي ماروني، شانت جنجنيان، نقولا فتوش، امين وهبي، انطوان سعد وجوزف صعب المعلوف، النواب السابقون:الياس سكاف، خليل الهراوي، كميل المعلوف، جورج قصارجي ومحمود ابو حمدان، المطارنة: اندره حداد، اسبيريدون خوري، بولس سفر، نجل الرئيس الراحل الياس الهراوي جورج الهراوي ، حشد كبير من الفاعليات السياسية والاجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير. العظة بعد الانجيل المقدس ألقى المطران حبيقة عظة أكد فيها على معاني هذه المناسبة وحياة القديس مارون، وقال:" نحتفل اليوم بالقداس الالهي، وبمناسبة مار مارون، للمرة الاولى في هذه الكاتدرائية الجديدة التي تشكل انجازا كبيرا لخير الابرشية والمدينة وكل من يقصدها، والتي ما كان لها ان تبنى لولا مساعي المغفور له الرئيس الياس الهراوي وعائلته، الذين نخصهم اليوم مع كل المتبرعين بالذكر على مذبح الرب، فيما تتجه أنظارنا الى يوم التدشين الذي سيحدد لاحقا ويرأسه أبينا السيد البطريرك ان شاء الله، بعد اكتمال بعض النواقص وتوفر الظروف". اضاف:" يجمعنا عيد مار مارون كالعادة هذه السنة كما في السنوات الماضية على تكريمه وطلب شفاعته بحرارة أوفى وأوفر، لانها سنة يوبيلية على ما حدد السيد البطريرك ومجمع المطارنة، توافق ذكرى مرور 1600 سنة على وفاة ابي كنيستنا، وهي في الوقت نفسه سنة الكهنة، وفي الكنيسة الجامعة كلها باعلان من قداسة الحبر الاعظم، نتوقف فيها على قداسة هذا السر، وعلى كرامة من يتحلون به وعلى حاجتنا الدائمة الى مزيد من الدعوات الكهنوتية والرهبانية. وهاتان المناسبتان تحملاننا على تناول حياة مار مارون ونسكه وشعبه وطريق القداسة التي انتهجها لذاته ولمن تتلمذ له ماضيا وحاضرا من كهنة وعلمانيين".

 

المطران بو جوده امام المهنئين بعيد القديس مارون في طرابلس: مدعوون للالتفاف حول بعضنا

ورأس كنيستنا البطريرك صفير وهذا يفرض علينا التخلي عن انانيتنا وحبنا المفرط للذات

وطنية - طرابلس - لفت رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده الى " اننا جميعا مدعوون اليوم إلى الإلتفاف حول بعضنا البعض، وحول رأس كنيستنا السيد البطريرك لكوننا جميعا أعضاء في جسد واحد رأسه المسيح ولكل عضو منا فيه دوره ورسالته، ولا حياة لواحد منا دون الآخر تماما كما هو الأمر مع الأعضاء في الجسد البشري. وهذا يفرض علينا التخلي عن أنانيتنا وحبنا المفرط للذات، والسعي إلى فرض الذات على الآخرين والإنتقاد اللاذع لهم بالكلمات النابية والتجريح، آخذين من محبة الآخر شعارا لنا على ما أوصانا هو بالذات". كلام المطران بو جوده جاء امام الذين توافدوا الى دار المطرانية المارونية في طرابلس، لتهنئته بعيد شفيع الطائفة المارونية القديس مارون. واشار المطران بو جودة الى "ان الموارنة بصورة خاصة مدعوون للعودة إلى وعي ما للأرض من قيمة بالنسبة إلينا، دون أن يكون في ذلك نظرة تعصبية. فالموارنة مدعوون إلى حب الأرض التي عاش عليها الآباء والأجداد، وإنتقلت إليهم إرثا ماديا وروحيا، على ما يقول أيضا المجمع البطريركي الماروني. هذا الإرث الذي تكونت من خلاله وعليه الهوية المارونية، والذي هو معرض اليوم إلى مزيد من الذوبان والتناقص بسبب عوامل عدة. وهذا ما يعرض الهوية المارونية نفسها إلى الخلل وفقدان التمايز التاريخي والروحي. فإذا ربح الماروني العالم كله وخسر الأرض التي تكونت فيها هويته التاريخية يكون قد خسر نفسه". وتابع:" والموارنة وإن إنتشروا في جميع أصقاع العالم وحصلوا فيها على التقدم والرقي والبحبوحة والحرية، وأسهموا في نمو الأرض التي يقيمون عليها، يبقون بحاجة إلى الأرض التي تجسد هويتهم الخاصة والتي تربطهم بتاريخهم العريق، تاريخ القداسة والصراع من أجل البقاء والشهادة". ومن المهنئين: راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذوكس المطران افرام كرياكوس مع لفيف من كهنة الابرشية، النائب سمير الجسر، احمد الصفدي ممثلا الوزير محمد الصفدي، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، وفود شعبية ورؤساء بلديات شمالية ومخاتير ورهبان وراهبات وكهنة من الابرشية وفرسان واخويات ولجان من اقاليم كاريتاس.

 

المطران سعاده ترأس قداسا في دير مار يوحنا مارون- كفرحي: الموارنة طلاب حرية وكرامة افتقدوها في سوريا فجاؤوا الى لبنان وقبلوا بمن جاء اليهم وتعاونوا معهم

/09 شباط/2010/وطنية - البترون - ترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران بولس اميل سعاده قداسا احتفاليا عشية عيد القديس مارون في الصرح الاول للبطاركة الموارنة في دير مار يوحنا مارون في كفرحي حيث هامة القديس مارون، في حضور حشد من المؤمنين. العظة وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران سعاده عظة دعا فيها للعودة الى الأرض، الى الجبل الذي أعطانا الشهامة والكرامة لكي نعيش كما عاش آباؤنا متمسكين بتراب آبائهم وأجدادهم . وقال:" نحن مدعوون اليوم لأن ننبذ منا روح الانانية ومحبة الذات، وكل ما يبعدنا عن قريبنا، لكي نكون أحباء لبعضنا البعض، متضامنين، هكذا عاش آباؤنا وأجدادنا، وقوتهم لم تكن بالسلاح انما بالمحبة والتضامن. لقد وقفوا في وجه كل غاز أراد أن ينتقم منهم أو يحتل أرضهم، وبالمحبة والتضامن تمكنوا من الدفاع عن أرضهم وكيانهم ووجودهم." اضاف: "لقد أتى الموارنة الى لبنان في سبيل الحرية، هم طلاب حرية وكرامة الانسان، افتقدوها في سوريا ولم يستطيعوا العيش هناك بدونها فجاؤوا الى لبنان وعاشوا بكرامة محافظين على حرية طريقة العبادة، فكانوا ملجأ المضطهدين، وقبلوا كل الذين جاؤوا اليهم، وتعاونوا معهم ووقفوا الكتف على الكتف، وشبكوا اليد باليد، وعملوا متضامنين، متحابين وبات لبنان ملجأ لكل الاقليات في سبيل بناء الوطن". وتابع: "لبنان بناه الموارنة بالتوافق والتعاون مع بقية الطوائف، ونحن اليوم نحتفل بعيد القديس مارون وبمرور 1600 سنة على انتقاله الى السعادة الأبدية، وعائلة هذا القديس الروحية أي الموارنة كانوا رواد الحرية والكرامة الانسانية في هذا الشرق، ورواد العلم والثقافة، فلنبق نحن دائما أولادهم وأحفادهم في هذا الشرق طلاب حرية وكرامة. فالقديس مارون أعطانا قيم روحية هائلة، قيمة التسامح والتعالي عن الصغائر، والمحبة التي أوصانا بها السيد المسيح علينا أن نعيشها، وبعيدا عن المحبة لا مسيحية، والمسيحية تتجسد في محبة الله ومحبة الآخرين، هذا ما قاله السيد المسيح "بهذا تعرفون أنكم تلاميذي"، اذا كان فيكم محبة بعضكم البعض فالقديس مارون عاش المحبة، قدموا اليه الناس من كل حدب وصوب يطلبون منه الشفاءات والبركات وكان يعطي كل طالب حاجة حاجته، وكانت الصلاة لديه الدواء الناجع لكل الامراض الروحية والجسدية، يطلب منهم أن يصلوا، شدد على الصلاة متنكرا لمتطلبات الجسد في سبيل الانطلاق نحو الله، جاؤوا الى لبنان، هربا من الاضطهاد في الأحداث التي تعاقبت على سوريا، وظلوا متمسكين بالروح النسكية التي عاشها القديس مارون، متمسكين بالارض ارث الآباء والاجداد متخلين عن الخطيئة الكبرى".

 

قداديس في الكورة لمناسبة عيد مار مارون

/09 شباط/2010/وطنية -الكورة- احتفلت الطوائف المسيحية في قضاء الكورة بعيد مار مارون، فاقيمت للمناسبة القداديس الاحتفالية بمختلف الكنائس المارونية.

ففي بلدة راس مسقا، ترأس الاب جوزيف عنداري القداس في كنيسة مار جرجس في حضور حشد من المؤمنين. وبعد قراءة الانجيل المقدس القى عظة عرض فيها "لسيرة القديس مارون وعجائبه". كما ترأس الاب رومانوس عيسى القداس الاحتفالي في كنيسة سيدة لورد في بلدة بقرقاشا. وفي كنيسة مار جرجس في بلدة برسا، ترأس القداس الاب شربل ايوب حيث ركز في عظته على معنى العيد واهميته عند الطوائف السيحية، مشددا على الصلاة والصوم للتقرب من الايمان والامتثال ببعض مزايا هذا القديس.

 

قداديس في النبطية في عيد مار مارون

/09 شباط/2010/وطنية - احتفلت الطائفة المارونية في مدينة النبطية بعيد شفيعها القديس مارون. وفي هذا الاطار، ترأس رئيس دير مار انطونيوس في النبطية الاب باسيل ناصيف قداسا في مبنى الدير، والقى عظة تحدث فيها عن حياة القديس مارون وقال: "ان علاقتنا نحن الموارنة هنا في النبطية مع الجوار علاقة شراكة واخاء وحب. وان الموارنة المنتشرين في لبنان منفتحون على الآخرين من كل الطوائف" . وجدد الدعوة في هذا العيد للانفتاح على بعضهم البعض والتواصل لما فيه خير الشعب والوطن. وفي كنيسة مار يوسف - الحجة، اقيم قداس لمناسبة عيد مار مارون ترأسه خادم رعية البلدة الخوري ميخائيل قنبر، والقى عظة قال فيها: "في ذكرى مار مارون شفيع الطائفة المارونية لا يمكننا الا ان نذكر لبنان، لان لبنان والموارنة سيان. لقد ذكر الكتاب المقدس لبنان اكثر من سبعين مرة، واخذ الانبياء اروع صورهم من سحره وشبهوا العذراء بجباله الناصعة النقية" . وقال: "لبنان استوطنه الموارنة منذ 1600 سنة وتشاركوا فيه المصير والقدر مع اخوانهم من كل المذاهب، لبنان نحييه اليوم على تبني ابنائه صيغة العيش المشترك فيما بينهم. لبنان نعزيه اليوم بأبنائه الذي سقطوا في بحره يوم تخلى عنهم جوه، آملين ان نستعيد جثامينهم لتحضنهم ارضه. وترأس الخوري يوسف سمعان قداس العيد في كنيسة السيدة في الكفور، فيما ترأس الاب نعمة الله ميلان قداسا مماثلا في بلدة بفروة - النبطية.

 

العماد عون شارك في افتتاح معرض عن مار مارون في حلب ويختتم زيارته اليوم بقداس في براد حيث سيلقي كلمة بالمناسبة

/09 شباط/2010/وطنية - اعلن مكتب الاعلام والعلاقات العامة في التيار الوطني الحر في بيان اليوم، ان العماد ميشال عون شارك في اليوم الأول من زيارته حلب بالإحتفالية الخاصة، بمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاة مار مارون، بإفتتاح معرض بعنوان "مار مارون.. من كورة حلب الى الكون" في قلعة حلب - قاعة العرش. ويضم المعرض صورا وأيقونات تجسد حياة القديس مارون والأماكن التي عاش فيها. وقد حضر الإفتتاح، الى جانب العماد عون، الرئيس السابق العماد اميل لحود، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وزير الطاقة والمياه المهندس جبران باسيل، نواب من تكتل التغيير والإصلاح وعدد كبير من أعضاء التيار الوطني الحر والوفد المرافق، بمشاركة رئيس أساقفة حلب للموارنة المطران يوسف أنيس أبي عاد، المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان، وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد عبد الستار السيد، محافظ حلب المهندس علي منصورة، وعدد من المطارنة من مختلف الطوائف المسيحية. تحدث في الإفتتاحية، كل من المطران أبي عاد، اأستاذ غسان الشامي مؤلف كتاب "في ديار مار مارون" والوزير عبد الستار.

ومساء، أقام محافظ حلب علي منصورة على شرف العماد عون والوفد المرافق عشاء تكريميا. وتختتم زيارة العماد عون الى حلب اليوم بقداس إحتفالي في براد، في تمام 12,30 ظهرا، حيث سيلقي كلمة بالمناسبة.

 

فصل من رسالة القديس مارون الى أتباعه في لبنان 

ابراهيم جبيلي (الديار)، الثلاثاء 9 شباط 2010

أبنائي، أيها الأقليون القابعون وسط البحر الهائج والمليء بالأرقام والاعداد في ظلام هذا الشرق. غادرتكم منذ 1600 عام، ولاحقاً أصبحت شفيعكم، فاعتقدت أن المارونية هي مدرسة حضارية لسائر بني البشر، مفتوحة على الجميع، لكنكم حولتم طائفتي الى مغارة للحقد والكراهية. فما بالكم اليوم تتناقصون..تنقرضون، حتى ضاقت بكم المساحات، فتجمع من بقي منكم بين المدفون ونهر الموت. أبنائي، اعتبرتم خطأ، ان خلافاتكم لم تفسد يوماً للود قضية، لأن صراعكم الدائم طيّر القضية، وغابت عنكم المحبة والتسامح، وتحولت المارونية الى شتى أنواع الصفات التي لا تليق بأتباعها المؤمنين. أخبروني ان قتالكم في القليعات وعلى تخوم كسروان، لم يكن صراعاً مارونياً، بل كان صراع الدببة، وان هذا الصراع أودى بأبطاله الى المنافي والى السجون، لكن ثبت ان مدة العقاب كانت غير كافية، فالدببة عادت تطل بأحجامها لتتصارع من جديد، ولتدمّر «اللي بقيو» من الموارنة.

أبنائي، هل صحيح ان بعضكم خرج يفتش عن الثلث الضامن في الأحياء الشيعية، فيما انصرف البعض الآخر يدافع عن السراي الكبير في المناطق السنية مع اصرار عجيب غريب على تبليط البحر. وبالنتيجة غادر الإثنان الاراضي المارونية الفقيرة والاهل الطيبين، هائمين يلتحقان بالمحاور الاقليمية، قسم أصبح ممانعاً وآخر مع عرب الاعتدال.

هذه الكلمات والتعابير، يا أحبائي، دخيلة على قاموسنا السرياني، فاذا كنتم ملح الأرض، سكنتم المغاور والأودية والكهوف وطحنتم الصخر وزرعتم الخير والجمال، فما الذي اصابكم اليوم، كي تتحولوا الى الحلقة الأضعف مع الآخرين، فتقاذفتكم الدول بسهولة، والعائلات المارونية تشتّتت في أصقاع الارض هرباً من خلافاتكم وتداعيات تحالفاتكم وصراعكم الدائم والمستمر على شؤون الدنيا.

أما اليوم، أبنائي، أضحك كثيراً ولا أصدق هذه النخوة المستجدة لدى الجميع، تغلبهم الحماسة للاحتفال واحياء الذكرى 1600 لغيابي، واسأل عن حماسة هؤلاء في احياء ذكرى الشهداء الموارنة الذين سقطوا تحت أقدام الدببة، لكن يبدو ان هؤلاء الشهداء الفقراء هم فقط عند ربهم يرزقون. أبنائي، زعماؤكم تفرقوا وانقسموا بين المكانين، براد حيث مرقدي الاخير ولبنان موطن المؤمنين اتباعي، فاذا كنت الشفيع الذي تجوّل في المكانين، فانهم يرفضون الاعتراف، فريق قرر الاحتفال على ضريحي، يريد تأدية مناسك الحج السياسية الى سوريا، فقام ميشال سماحة لتأمين الدعم اللوجستي، لأن اهل البيت أدرى بشعابها، والعماد ميشال عون تذكر اخيرا ان شفيعكم هو سوري، والرئيس اميل لحود استعاض عن مشاركاته السابقة في الجميزة بمشاركة ضخمة، شاقة في براد - حلب. لكن تبدو الامور انها ليست حبا بمارون بل نكاية بالآخرين. والآخرون، ابنائي، لم تكن احوالهم افضل، فان حشود الجميزة في الكنيسة المتواضعة، وجدت في كنيسة مار جرجس المكان الأوسع والصورة التلفزيونية الأفضل للنقل المباشر، خصوصاً وان احتفالات اليوم ستتميز بحضور صاحب الغبطة ورئيس البلاد، وبعضهم يؤكد حضور ملك اسبانيا احتفالات الـ1600 على وفاة شفيعكم. ايها الأتباع الأعزاء، انتم مظلومون في ربوع هذا الوطن الذي اعتبر دائماً أنه وطن صاف للموارنة خال من الآخرين، فاكتشفتم لاحقاً انكم بين شاقوفين الأول هو الزعماء الذين يبكون حالياً كالنساء وطناً لم يحافظوا عليه كالرجال وبين الأعداد الهائلة والرقمية التي تكاد ان «تمعس» أية امكانية للتعايش. فيما زعماؤكم غادروا نهائياً الوجدان الماروني، لينصرفوا الى الالتحاق اللاصق بالمحاور المتعددة في هذه المنطقة. ابنائي، الكلام انتهى، وحان وقت العمل، فأنتم أتباع مارون ابناء الحياة، فالمارونية هي مدرسة في الانفتاح والتواصل، عودوا كما كنتم وكما كان آباؤكم في بدايات القرن العشرين ثورة ضد الأتراك وحافظتم على اللغة العربية حين حاول الأتراك «تتريك» القرآن الكريم. أنتم مدرسة الراهبات في النبطية، وأنتم مدرسة الفرير في صيدا، وأنتم رمز الانفتاح..

عودوا.

 

"في مار مارون... المارونية ولبنان"

النهار/غسان حجار

/09 شباط/2010/اليوم عيد القديس مارون، وانطلاق احتفالات الذكرى 1600 لوفاته في براد السورية، وليس في سوريا – الأسد كما أصطلح على تسميتها منذ تسلم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد مقاليد الحكم في بلاد الشام. فالقديس مارون الذي ولد وعاش ومات في سوريا، لم يرتبط بنظام او بسياسة، ورغم اعلان متوقع اليوم من السلطة السورية عن مبادرة البدء بترميم الاماكن التي عرفت مارون لتحويلها محجة للمؤمنين ومقصداً سياحياً عالمياً، فإن العلاقة بين سوريا موطن القديس، والكنيسة التي اهتدت بمارون وحملت اسمه ظلت شائكة.

وقبل الدخول في متاهة تلك العلاقة، أتوقف عند تعليق تاريخي سجله الباحث الدكتور مصطفى الجوزو أرسله إليّ امس:

"وجدت في موسوعة Universalis الصادرة عام 2009 مقالتين لـHenri Legrand الأولى بعنوان: "الكنيسة المارونية" وفيها أن مار مارون قد ولد نحو سنة 350م وتوفي نحو سنة 433، والثانية بعنوان: "كنائس الشرق المسيحية" وفيها أن الكنيسة النسطورية قد نشأت عام 410، وذلك يعني أن مار مارون قد توفي قبل نحو 1577 سنة، وليس قبل 1600 سنة، وأن الكنيسة النسطورية هي التي نشأت قبل 1600 سنة. فهل اختلط الأمر بين وفاة مار مارون ونشوء الكنيسة النسطورية، أم أن معلومات الموسوعة المشار اليها غير صحيحة؟

إذاً فالعلاقة بين رأس النظام في دمشق، ورأس الكنيسة المارونية ليست على ما يرام ولم تكن كذلك يوماً، ويبدو انها لن تكون في عهد البطريرك الحالي مار نصرالله بطرس صفير. ربما تكمن المشكلة في الطبيعة الصلبة لكل من الطرفين. فالنظام السوري قادر حتماً على التغلب على البطريرك بوسائل عنفية مختلفة، لكنه لا يفعل لأنه مدرك أهمية الحدث وعالم بردات فعل محلية وعالمية على فعل مماثل، قد تتجاوز وتفوق ما حصل إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي نحيي ذكراه نهاية هذا الأسبوع.

والبطريرك الصلب يعلم تمام اليقين ان لا مكاسب ممكنة من زيارته السياسية لسوريا، لأن فيها اسقاطاً لآخر مواقع الممانعة اللبنانية خصوصاً في ظل الظروف الاقليمية التي حملت كثيرين على التراجع عن مواقفهم المعارضة للسياسة السورية، وانكساراً فاضحاً لخطاب السيادة والاستقلال والتحرر من الهيمنة.

واذ يرى البطريرك في موقفه حصناً وسداً معنوياً أمام الهجمة الجديدة في السياسة الاقليمية، يؤكد انه لن يذهب إلا وطائفته معه، إذ أنه رغم اتهامه بالانحياز الى فريق دون آخر من الموارنة، فإنه لا يستطيع الانقلاب على نفسه لينحاز الى الفريق الآخر، وهو غير قادر حتماً على ترك جميع الذين أيدوا خطابه في منتصف الطريق كما يفعل بعض السياسيين الذين يرون الى السياسة حفاظاً على مصالح من دون الاكتراث الى المبادئ.

ويميز البطريرك بين علاقة جيدة وارتماء تجسّد أخيراً في الاستيعاب الايجابي لكلام الرئيس بشار الأسد على النظام اللبناني، واستناد الجميع الى توضيح غير رسمي، بل الى مقال صحافي لا يعكس النية الحقيقية، بل يعتبر بالون اختبار للمتلقين.

وينظر البطريرك من حوله الى الموارنة المنتشرين هنا وهناك في بلاد الله الواسعة، وقد أوكل الى المطارنة رعاية شؤونهم، وانصب تركيزه على لبنان، على ما قال في رسالته أمس في رد غير مباشر على البيانات التي تشدد على نشأة مار مارون ووجوده الكياني الجغرافي، ليميز بين مار مارون والكنيسة، إذ عنون رسالته "في مار مارون... المارونية ولبنان" ومما ورد فيها: "منذ ما يزيد على خمسة عشر قرناً وشعب لبنان وأرضه هما المحور الذي يدور حوله مصير الموارنة، ومع أن المارونية لم تولد في لبنان، ومع أن أكثرية الموارنة تعيش اليوم في دول الانتشار في العالم، فإن هذا الواقع لا يغير شيئاً من الحقيقة المركوزة في قلب كل ماروني وعقله ووجدانه، او يفترض ان تكون كذلك، بان وطنهم الحقيقي كما أراده القديس مارون هو قبل كل شيء حيز روحي، وان المارونية هي مشروع حرية رمزها لبنان، وان مشروع الموارنة كما مشروع اللبنانيين هو تحرير الانسان، وهو مشروع مرفوع على ملتقى القارات الثلاث ليجسد مصير الشرق كله، مصير المعذبين والمتألمين والمهمشين فيه والمضطهدين في حرياتهم، بحيث تتلاشى أمنياتهم وتطلعاتهم نحو الارض والحرية".

هكذا هي المارونية في عمقها الروحي وتاريخها البعيد وليس في ما يسمى المارونية السياسية التي ارتبطت بأحداث غالباً ما كانت مأسوية في التاريخ الحديث.

اما بعد، فإن الفهم الجيد لكلام البطريرك حول الدور والرسالة، يلغي المسافات، ويقلل من أهمية مكان الاحتفال أكان في كاتدرائية مار جرجس أم في براد بسوريا.

 

عيد مار مارون في بيروت أم في براد؟ دول كبرى تستغرب وتحذّر

كتب خليل فليحان:النهار

/09 شباط/2010/رأت بعض الدول الكبرى، وخصوصا الاوروبية منها المعنية باستقرار لبنان السياسي والامني أن حكومة سعد الحريري الاولى يمكنها تحقيق الانجازات التي يحتاج اليها الشعب، ويجب أن تبقى الى نهاية ولاية مجلس النواب الحالي ما دامت تضم ممثلين للقيادات والفاعليات السياسية والحزبية. واستندت حكومات تلك الدول الى تقارير من مبعوثيها من وزراء خارجية أو من رتب ديبلوماسية عالية زاروا بيروت بعد تشكيل الحكومة، ولمسوا ان "هناك فرصة حقيقية للبنان للاستفادة من الاستمرار في تأمين الاستقرار السائد حالياً".

واستغربت تلك الدول تقارير بدأت تردها من سفرائها المعتمدين لدى لبنان أن احتمال عجز الحكومة عن القيام بما هو مطلوب منها وارد بسبب محاولة استقواء بعض الوزراء وتضارب الآراء والمواقف حول مقاربة بعض المشاريع وتوسع العراقيل لتشمل طاولة الحوار الوطني والممثلين الجدد الذين سينضمون اليها ليحلوا محل الذين خسروا في الانتخابات النيابية في اكثر من دائرة انتخابية.

وعبّرت عن انزعاج كبير من الانقسامات المارونية – المارونية والتي تجلت في مواقف من قضايا سياسية واستراتيجية وتحالفات عربية واقليمية ودولية، واذ بها تنتقل الى تباينات حول مكان الاحتفال في عيد مار مارون وقرار شخصيات مارونية المساهمة اليوم في قداس العيد في بيروت او في براد القريبة من حلب. امس توجه رئيس اكبر كتلة نيابية مارونية العماد ميشال عون الى حلب في طائرة سورية يرافقه الرئيس اميل لحود الذي لم يحضر اي قداس يقام تقليديا في كنيسة مار مارون في بيروت مدى تسع سنوات، ونائب زغرتا سليمان فرنجيه، فيما رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيحضر القداس الاحتفالي في كاتدرائية مار جرجس الذي يترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير استثنائيا وحضور شخصيات من كل الطوائف. وأعربت عن أملها في أن تنتهي الامور عند هذا الحد بوقف التراشق الاعلامي بين زعماء الموارنة والذي يمهد لتفرقة لن تنحصر آثارها في مكان الاحتفال بالعيد، بل ستنعكس على المعادلة السياسية في البلاد بأكملها.

ودعت الى "تجاوز هذا التناحر حول قيادة الطائفة والتفاهم على مبادئ توفر الاندماج وتوحيد الكلمة والانضمام الى مسيرة الاصلاح والمساعدة على اطلاق ورشة الاصلاح وايجاد فرص للعمل للحد من هجرة الشباب الماروني المنتشرين بالآلاف، ابتداء من دول الخليج الى اميركا الشمالية مرورا بفرنسا ولندن وبرلين وافريقيا".

وأشارت الى "ان على الفاتيكان ان يتدخل ليضع حدا بين هذا الصراع الماروني – الماروني الذي يؤذي مع الوقت التمثيل الماروني الذي يشهد تراجعا ملحوظا في الوظائف العامة الحساسة، وسيزداد كلما ترسخ هذا الانشقاق". ورأت أن الزعماء الموارنة لم يتعظوا منذ بدء الحوادث التي عصفت بالبلاد في السبعينات ولم يدركوا ان توحيد كلمتهم يقويهم ويحافظ على وجودهم وان انقساماتهم تضعفهم وتعجل في ازالة موقعهم السياسي الذي تؤيده الدول العربية الفاعلة والمؤثرة والتي تطالب بأن يبقى رئيس جمهورية لبنان مارونيا.

واستدركت ان هذه الدعوة لا تعني ذوبان الرأي بين زعماء الموارنة والتقوقع في صومعة، بل على العكس ان رجالات لبنان من الطائفة كانوا على خلاف في المواقف والآراء، لكنها لم تصل في يوم من الايام الى هذا الدرك من الاسفاف الذي جعل الطاقات الشابة توظف في الخارج هربا من هذا الواقع المرير، بدل اعطائها الفرص المؤاتية لاستثمارها في المجالات الوطنية. واعترفت بأن اكثر من سفير اوروبي حاول التنبيه الى الخلافات المستشرية بين زعماء الموارنة وبين بعضهم والبطريرك صفير واخطار استمرارها، لكن المساعي باءت بالفشل والذرائع والاجتهادات التي بذلت لم تلاق آذانا صاغية. ولفتت الى انه منذ الاستقلال كانت تحصل تباينات في المواقف بين قادة الموارنة وحتى مع بكركي، لكن كانت تعالج بالهدوء وبالاتصالات بعيدا من وسائل الاعلام التي تفعل فعلها في نفوس أبناء الطائفة بشكل خاص.

 

إلى متى يظل تاريخ لبنان مطموراً ؟  ومتى الاهتمام بكهف مار مارون ؟

/09 شباط/2010/النهار/  إلى متى يظل تاريخ وطننا مهملا ومطمورا ومجد بلادنا غير معروف ؟ نطرح هذا السؤال اليوم والطائفة المارونية في كل المناطق اللبنانية تحيي السنة اليوبيلية 1600 على وفاة أبي الطائفة المارونية مار مارون .  فكيف يكون الكلام عن القديس مارون واحياء السنة اليوبيلية 1600 على وفاته ولا يكون حديث عن " كهف مار مارون " الموجود في منطقة الهرمل في البقاع الشمالي، وقد اتفق العلماء الموارنة على أن تلاميذه لجأوا طلباً للحرية الى منطقة غرب العاصي حيث بنوا كهف مار مارون عام 452 للميلاد بعد نزوحهم عن بلاد أفاميا في سوريا. والمعروف أن مار مارون تنسّك ومات في قورش في جوار مدينة أفاميا،  ولما انتقل تلاميذه الى لبنان وأقاموا في غرب العاصي لحق بهم موارنة بكثرة  بعد الفتح العربي الى لبنان وراحوا يستقرون فيه ابتداء من عام 452، وتضاعف عددهم عام 500 وما بعده، الى أن كان أول بطريرك لهم يوحنا مارون  أواخر القرن السابع  ثم ركزوا  كرسيهم في بلدات يانوح، وكفرحي ، وميفوق، وقنوبين، وبكركي.

  سكن تلامذة مار مارون في دير مار مارون الذي يقع في باطن صخور الجبل في وادي العاصي، وعلى ارتفاع 90 متراً من النهر نقشت هذه المغارة الكبيرة التي تتألف من ثلاث طبقات تصل في ما بينها سلالم وادراج وكل طبقة تضم غرفاً عدة وتتصل بنهر العاصي عبر دهليز .  فمن يقف عند منبع نهر العاصي على أقدام الدير وينظر الى جبل لبنان تظهر له طريقان يسلكهما المارة طريق اول يتسلل في مضيق يصل منبع نهر العاصي بجبل جرود العاقورة في اعلى منطقة جبيل، وطريق آخر يتسلل ايضا في مضيق يصل الى منبع النهر بجبل الارز ووادي قاديشا.

ويعد بناء دير مار مارون معجزة هندسية ويقصدها الزوار والمعجبون بفن الهندسة كما أنها محج بعض المتدينين من اتباع القديس مارون خصوصا في الاول من آب من كل عام حيث تحيي ابرشية بعلبك - دير الاحمر للموارنة ذكرى تلاميذ مار مارون الشهداء الرهبان الـ 350 .

 يبقى أن من واجب المعنيين إيلاء الجانب الاثري الاهتمام اللائق بمستوى التاريخ .

 

من وجدان فرد إلى وجدان شعب

/09 شباط/2010/بقلم المطران أنطوان حميد موراني والخوري باسم الراعي     

سبق لنا أن ربطنا بين "تاريخ فرد وتاريخ شعب"، انطلاقاً مما يجعل من القديسين نداءً موجهاً إلى الآخرين وأساساً لتيار حضاري وديني معاً، كما نقرأ عند برغسون في كتابه "في منبعي الدين والأخلاق"، الذي يختمه بالكلام على "نداء الأبطال والقديسين". فالقديسون عنده أفراد ليسوا خاضعين لعادات وتقاليد بل يتجاوزونها جاعلين من حياتهم وممارساتهم وكلامهم نداء يحرّك المجتمع الذي ينتمون إليه ويدعونه إلى أن يشق الحواجز التي تربطه بتقاليد موروثة لم تعد تلبّي حاجات حياته. والمهم في دور القديسين أن الناس تسير وراءهم لا لوعظ ألقوه أو لكلام قالوه فحسب، بل بسبب العدوى التي يحدثها سلوكهم لدى من يعيشون معهم أو يقتدون بهم.

والكلام على العدوى يعني أن هذه الفئة من الناس ليست كما يُظنّ أنها منكفئة على ذاتها. صحيح أن حياة القداسة فيها عودة جذريّة إلى الذات، لكن هذه العودة لا تكون كاملة إلا إذا جعلت سبل النور والصعود تفتح الطريق للآخرين. فحياة القديسين تسير من العزلة إلى الرسالة أي من جمع الذات إلى الانطلاق، أو من اختبار الحرية العميق إلى المشاركة.

هذا ما تميزت به حياة فرد، هو الكاهن والناسك مارون، الذي قصد الجبال مصمماً على الهرب من كل النزاعات القائمة يومها في أنطاكية ليكون حراً لا شيء يعوق طريقه إلى الله ولا يعوقه شيء إلى الآخرين. وهذا ما برز في ما بعد إذ إنه بعد إقامة قصيرة في العراء شق طريقه إلى بيت إبليس طارداً إياه ليكرّس المكان لعبادة الله. فأخذت عدوى قداسته تصيب الكثيرين، حتى إن تيودوروس القورشي قال إن "مارون زرع لله بستاناً من الرهبان في قورش" وإن قوماً كثيرين تحلّقوا حوله، وأنه حدث نزاع على رفاته يوم مماته.

وهذه الحركة المتكاملة بين العزلة والانطلاق إلى العدوى وسمت تاريخ الموارنة منذ البدايات، حتى أنه يجوز القول إن الوجدان الماروني يتحرك بين العودة المستمرة إلى الذات والرسالة والعدوى، وهذا ما شهد عليه تقليدهم وتاريخهم.

فمن تابع مسيرة الموارنة كما عرضها البطريرك الدويهي في كتابه "تاريخ الأزمنة" يجد أن الموارنة يسعون في عمق بحثهم إلى الحياة النسكية. فالصفحات الأخيرة من "تاريخ الأزمنة" تتكلم على نّساك كثيرين بينهم يدخل الواحد إلى المنسكة ويموت الآخر لكي يحل مكانه ناسك آخر فتكون سلسلة من النسّاك. هذه الصفحات تجعلنا نتساءل ما اذا كان القصد العميق من هذا الكتاب هو إظهار البعد الروحي، الإلهي النسكي، لدى الموارنة في قلب العالم المتوتر الذي يحيط بهم. ولا عجب في ذلك ما دام الدويهي يجمع تاريخ الموارنة من كتب الصلوات، حيث دوّن هذا الشعب تاريخه كما لو أنه يدّون ملحمة الله على أرضه. وقد لجأ أيضاً في جمع هذا التاريخ إلى ما كُتِب في كتب الصلاة أو على جدران الكنائس التي كانوا يصلّون فيها. وفي كل ذلك دلالة الى تلازم بين التاريخ الزمني وتاريخ الروح عند الموارنة.

وهذا يعني أن الموارنة لا يفهمون وجودهم خارج الأمانة للإيمان وخارج الطريق المؤدي إلى حقيقة التوحد النهائية، وهذا ما تحفل به صلواتهم وهي صلوات الشعب الذي يشق طريق الملكوت عبر جهاد الحياة اليومية. وربما هذا ما قصده ميشال حايك عندما صوّر الروحانية المارونية بأنها روحانية "انبلاج السبت العظيم".

ومن ثم حين لجأوا إلى لبنان، لم يلجأوا إليه إلا كبلد من أودية يستطيعون حقاً أن يلجأوا إليه. ومعروف أن خروجهم من أرض سوريا إلى أرض لبنان كان خروجاً من الأرض التي تهدّد الذاتية وفاعليتها إلى الأرض التي تحمي الذاتية وتطلق فاعليتها. ومن اللافت أن أول أفق لاح للموارنة في دخول أرض لبنان أتى على يد إبراهيم القورشي في أفقا، حيث أقام علاقات مع سكان هذه الأرض واستطاع أن يتقرّب منهم وأن يكتسب مركزاً له بينهم. وكانت رسالة القورشي من مستوى روحي فتح للموارنة أفق خصوصية هذه الأرض، أنها أرض للحرية. وكانت المرحلة الأولى من تاريخهم في هذا الجبل مرحلة تجميع للذات وتكيّف مع الظروف التي كانت تحيط بهم. لكن ما لبث هذا الفعل أن تحول إلى حركة دفع كانت معالمها قد تكوّنت لدى خروجهم من سوريا برفضهم العيش في إطار يريد أن يلغي حريتهم، ممّا حوّل الخروج من سوريا إلى حركة رفض للإكراه.

وكانت هذه الحركة المكوّن الأساس للفعل السياسي عندهم، فصارت السياسة تعني لهم وجودهم في الدرجة الأولى من دون تسليم ذاتهم إلى منطق القوة ولا إلى منطق الإتنيات، بل إلى منطق الرسالة، متى تكون ممكنة، وقد نجحوا في أن يجعلوها ممكنة في أكثر الظروف التي مرّوا بها.

وخير دليل على ذلك أن الموارنة لم يبقوا داخل حدود أرضهم بل صاروا أرضاً تجد عليها كل الجماعات الهاربة من الظلم مكاناً لها. وكان المجال الأوسع للتعبير عن تحول المارونية إلى أرض أن لبنان الكبير وصف على لسان مؤسّسه الكبير البطريرك الحويك بأنه الدولة التي يجد عليها وفيها كل إنسان ذاته، كما قال أمام كليمنصو :" لا أمثل أمامك، يا دولة الرئيس، كزعيم ديني. فأنا مُنتدب من الشعب اللبناني، من الجماعات المسيحية كما من الجماعات غير المسيحية: الإسلامية والدرزية واليهودية. فهذا الانتداب لم يُعهد فيه إلى بطريرك جماعة دينية بقدر ما عُهد فيه إلى أكبر شيوخ هذا الشعب سنّاً. اسمح لي، يا دولة الرئيس، أن أوجّه انتباهك إلى هذه الخاصّة التي توحي بتطوّر عميق، مليء بالنتائج، وهي الأولى في الشرق التي تستبدل القوميّة الدينية بالقومية السياسية".

ولنا مثل آخر على حركة الوجدان الماروني في استقرار الموارنة في القارات الأخرى بأعداد تقارب الملايين بينما لا يتجاوزون المليون في أرضهم. وفي البداية لم يعرف الموارنة سبيلهم لفهم معنى انتشارهم، ولكن اليوم يبدو أن هناك في حركة الشعب الماروني نزعة خفية نحو السبيل الذي عليهم أن يسلكوه فكانوا قد اختاروا في الماضي كلمة اغتراب للدلالة إلى أنهم أصبحوا في أرض غريبة عن أرضهم، وقد أبدلوا اليوم كلمة اغتراب بكلمة انتشار. وكلمة انتشار لا مكان فيها للاغتراب أو للاستسلام للغربة، بل تعني أن خروجهم من أرضهم قد تحول إلى انتشار، مع ما يعنيه الانتشار من عودة إلى الأصل وما في هذا الأصل من قوة دفع في اتجاه دور في المحيط الذي يكونون فيه. فالموارنة يفهمون اليوم وجودهم على أرض غير أرض الأصل أنه رسالة. وبهذا يكون الموارنة قد تحولوا من أرض المارونية إلى المارونية الأرض أي أن المارونية أصبحت روحاً يتخطى الجغرافيا الضيقة إلى التاريخ الرحب.

كل هذا يطرح على الموارنة اليوم سؤالاً عما يتوجهون نحوه وعن قدرتهم على استعادة آفاق تاريخهم بدل البقاء في هوة الخوف على المصير، وهم قد اختبروا أكثر من سواهم كيف يواجهون الأحداث ويطوّعونها بدل أن يرزحوا تحتها. لكن لن يجد الموارنة سبيلاً إلى ذلك إذا ظلّوا متغربين عن روح المارونية، فالشعوب تندثر عندما تتلاشى فيها الروح الذي نسج تاريخها ومنحها معنى وجودها. 

 

المارونية: فعل إيمان بالله والإنسان ولبنان

النهار/بقلم المحامي أنطوان عقل     

/09 شباط/2010/اذا قلت ان الله تأنس آخذا جسداً، وان الانسان تأله آخذا نعمة الالوهية، لغرقت في لاهوتهم وفكرهم وفلسفتهم للوجود وما بعد الوجود، وعرفت انك تتكلم على الموارنة. اذا قلت ان ارضهم زرعت فيها المحبة والاخوة والريادة وان سماءهم جميلة كجبالهم وسهولهم واوديتهم، لعرفت انك تتكلم على موطن الموارنة، لبنان. اذا قلت ان رهبانهم ونساكهم ونساءهم ورجالهم وكهنتهم واساقفتهم وبطاركتهم زادهم صليب وكتاب، وحليّهم زهد وتقشف وصلاة، وزينتهم المعرفة والعلم وروح العطاء لعرفت انك في "بيت مارون". هم الوردة بين الاشواك، هم الذين عصيّهم من خشب وقلوبهم من ذهب، هم الذين لهم اعطي مجد لبنان. على تخومهم تقرع  اجراس الحرية والمعرفة والقداسة، تهدم اسوار التعصب والظلم، لتصبح كل ارض غريبة وطنا لهم، وكل وطن لهم ارضا غريبة، فان وطنهم ابعد من ارض وتراب، انه رسالة. متجذّرون في الوعر العالي من الجبال، مبحرون في الافق البعيد من الدنيا، غارقون في شمولية الكثلكة، مشرقيون وغربيون في آن، من انطاكية وروما هم. فلا هم في عالم العزلة والافتراق والانشقاق، ولا هم في تبعية الخضوع والالتصاق، موارنة هم في التجذر من دون انغلاق، وفي الانفتاح من دون انفلاش، ثالوثيون في الوحدة، ووحدويون في التعدد والتنوع. لهم انجيل الحياة والموت وانجيل الخلاص والمحبة، التجسد والتأله معا، التنسك والخدمة معا، غنى المعرفة وفقر الوجود، وخصب القلب والعقل، بالحب والحرية... والكرامة.

 

القادري: البطريرك صفير هو المرجعية الروحية للمسيحيين في هذا الشرق  

٩ شباط ٢٠١٠

رأى عضو تكتل "لبنان أولاً" أن "عيد مار مارون يكون حيث تكون الكنيسة وحيث يكون البطريرك"، معتبراً أن "هذا العيد تجلّى في أبهى صوره اليوم في وسط بيروت بجوار مسجد محمد الأمين". وأكد أن "البطريرك مار نصرالله بطرس صفير هو المرجعية الروحية للمسيحيين وللموارنة في هذا الشرق"، لافتاً إلى أن "دورالمسيحيين كان ريادياً في لبنان نتيجة الحرية والديمقراطية في هذا البلد، والمسيحيون هم ضمانة استقلال لبنان واستقراره".

القادري، وفي حديثٍ إلى "mtv"، أشار إلى أن "قول البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إن لبنان رسالة ليس عن عبث، فهو خصّ لبنان في هذا التوصيف، ولا أحد يمكنه أن يأخذ من لبنان هذا الدور مهما كانت المحاولات"، مشدداً على أن "البطريرك ليس طرفاً في السجال السياسي، بل هو منحاز فقط للبنان، وليس عن عبث ما قيل ويقال عنه إنه ضمير لبنان".

ولفت القادري إلى أن "الثقة بين لبنان وسوريا لن تكون سريعة وهي تحتاج إلى وقت، فلا يمكن أن تُبنى علاقة صحيحة مع سوريا على العواطف وعلى العلاقات الشخصية"، مضيفاً: "نريد علاقة تُبنى على أساس صلب ومتين لكي تدوم ولكي يكون هناك ثقة". واعتبر أنه "لولا مشاركة الناس في كل سنة في ذكرى 14 شباط، لما كنا ننعم بهذا الاستقرار"، مشيراً إلى أن "البيان الذي صدر عن لقاء "البريستول" قارب بشكل موضوعي الأمور الوطنية ولم يتضمّن أي تحريض". وقال: "الناس وضعوا الشروط والسقف السياسي وليس نحن، والخطابات في 14 شباط ستكون صلبة بالشكل والجوهر، وللنائب وليد جنبلاط الحرية في المشاركة بالطريقة التي يراها مناسبة، وهو لا ينقلب على مواقفه وإرثه".

 

صوت من القبر المتصدّع: موران اتراحامْ علينْ !

/09 شباط/2010/طوني عيسى/الديار

قداسان اثنان...ولكن قدّيس واحد وقداسة واحدة وكنيسة واحدة. لقد عرف الموارنة ا ن يصنعوا التاريخ. والبطولة اليوم هي ان يعرفوا كيف يصنعون المستقبل. ليس النوم على الامجاد شيمة مارونية ولا مسيحية. المارونية، والمسيحية عموما هي طريق التحدّي اليومي لإبتداع امجاد جديدة ولو ثمنها ممهور بالألم والدم! كفى الموارنة مجدا ان مجد لبنان اعطي لكرسيهم البطريركي وكفاهم مجدا ان مجد الشرق اعطي لتراث كنيستهم السرياني العريق وهذا المجد محفور برائحة البخور التي فاحت من انطاكيا وعلقت في جفون الارز وفي صخور النسور في جبل لبنان ووادي قنوبين. قدّاسان اليوم في براد وبيروت: قداس على هامة قبر مار مارون وقداس في لبنان الذي رمى فيه مارون حبّة الحنطة، فإذا الارض خصبة وجاءت بثمر كثير. قدّاسان. لكن الناسك في وادي قنوبين قرع الناقوس اياه صباح هذا اليوم. ورفع الترنيمة السريانية ايّاها. وابتهل الى الرب ايّاه ربّ الموارنة والمسيحيين كلهم والمسلمين.

لم يخطئ هذا الراهب الهدف. المؤمن لا يضيع في الاشياء العابرة. والجدل الدائر بين الموارنة لم يسمع به من قبل، ولا يريد ان يسمع: اين هي قبلة الموارنة؟

براد حيث هامة مارون مؤسس الطائفة ام جبل لبنان حيث هامة يوحنا مارون مؤسس البطريركية؟ هذا الناسك، المؤمن بالمارونية رسالة على قياس الشرق وامتداد العالم يأبى الدخول في نقاش يشبه النقاش الذي دار في زمن مارون حول البدع: اي الطبيعتين هي طبيعة المسيح الإلهية ام البشرية؟ يصبح القداسان قداسا واحدا في الجوهر عندما يتذكر الموارنة جميعا والمسيحيون جميعا في لبنان انهم حصّلوا المجد من ينبوع واحد هو: حضارة المحبة. وما من محبة اعظم من ان يبذل الإنسان نفسه في سبيل اخيه الإنسان.

هذه هي الرسالة المسيحية. ولولا المحبة لما كانت هناك مسيحية. ولولاها لما تجسّد المسيح وصلب، ليقدّم الفداء انموذجا لخلاص البشرية. ليتذكر الموارنة والمسيحيون انهم احفاد احفاد الذين استقبلوا المسيح في قانا الجليل وصور وصيدا، وانهم آمنوا به بعدما رأوه وتحادثوا معه وشهدوا لمعجزاته. وهم لم يتعلّموا منه الكثير من الافكار الفلسفية والعقائد.

فقط علّمهم ان يحبوا بعضهم بعضا كما هو احبهم. كان ذلك فقط قبل ثلاثة اجيال من مجيء مارون. كان المسيحيون الاوائل ما زالوا يتناقلون ابا عن جدّ قصص التقائهم بالمسيح في بلادهم ويستمعون بشغف الى التعاليم التي تلقّنها منه آباؤهم والمعجزات التي اتى بها اليهم. كانت المسيحية في مطلع صباها، حين جاء مارون ليؤسس دوحة ايمانية في التراث السرياني الزاخر بالروحانية. وحرارة الإيمان هي التي جعلت المارونية ينبوعا خرج منه الابرار والشهداء والقديسون.

ولا خوف على المارونية في جبل لبنان وبراد...الاّ اذا بَرُدَ ايمانهم بالمحبة وبأنفسهم وبالرسالة التي من اجلها شاء القدر ان يكونوا وان يناضلوا ما دام ضوء الشمس يسطع من خلف جبالهم قبل صلاة الصبح ويغيب من خلف شواطئهم قبل صلاة المساء. يرتفع الطابع الاحتفالي لعيد مار مارون. رئيسان للجمهورية يشاركان في براد وفي بيروت.

يمكن للموارنة ان يفرحوا بالعيد على المستوى البروتوكولي. واما الذكرى فهي دائما تحمل المضمون عينه من التأمل والشموخ والمضيّ في المسيرة التي اطلقها مارون منذ اكثر من 1600 عام وكرّسها تلامذته، من ابرار وشهداء وقديسين. لم يدخل الخوف مرة قلوب المسيحيين المؤمنين في الشرق، والموارنة خصوصا ولم يتملكهم الحقد، ولم تعصف بهم الانانيات.

هؤلاء هم المؤمنون. ولو لم يكن هناك مؤمنون لكانت المسيحية في الشرق قد سقطت او انقسمت على نفسها وكأي مملكة منقسمة تخرب. ويجب ان يبقى هناك مؤمنون بالمسيحية بين المسيحيين في الشرق، ليبقى في العجين ما يمكن ان يتيح المجال لاختماره. صوت من القبر المتصدّع في براد: يا ابنائي، السماء كلّها لكم، والارض على اتساعها مفتوحة لتشهدوا للطريق والحق والحياة، فلا تضيعوا في قوقعة يمكن ان يجتازها صوت ناقوس صغير لناسك مؤمن برسالته! يا ابنائي امانة في اعناقكم ان تكونوا جديرين بأن تحملوا الرسالة لـ 1600 عام مقبلة.صوت من القبر المتصدّع صوب السماء: موران اتراحامْ عليْنْ!

 

مارون المشرقي...يوحّد

بقلم زينا الخوري/الديار/09 شباط/2010/

يحتفل غبطة البطريرك صفير اليوم بعيد مار مارون في كنيسة مار جرجس في وسط العاصمة، وليس في كنيسة مار مارون في الجميزة، كما درجت العادة.

ويحتفل «المشرقيون» الموارنة بالمناسبة نفسها في قرية براد السورية رافعين شعار «من المشرق الى الكون»، وجاعلين للمناسبة وقعاً مميزاً هذا العام، اذ تصادف ذكرى 1600 سنة على وفاة القديس مارون الناسك أب الطائفة المارونية. «المشرقيون» يعودون الى جذور الموارنة في حلب. ورئيس الكنيسة المارونية يعود الى وسط العاصمة بيروت، للموقعين رمزية متشابهة وهذا لا يعني اطلاقاً ان غبطة البطريرك غربي الهوى وبعيد عن مشرقيته.ولا يعني ان المشرقيين الذين يحتفلون في «براد» يعلنون انقطاعهم عن الانتماء «الغربي» للكنيسة المارونية.

الكنيسة المارونية كنيسة مشرقية.

واحتفالات براد تقام باشراف لجنة اسقفية عينتها بكركي، وباركها سيد الصرح. ومنح البركة الرسولية لكل النشاطات التي سوف يقوم بها «المشرقيون» طوال هذه السنة، والاحتفال في براد ديني محض، وان كان البعض يريد ان يلبسه عباءة سياسية في هذه الحقبة الدقيقة من تاريخ الموارنة. في براد عودة الى الجذور المارونية.

وفي بيروت عودة الى قلب العاصمة المتجذرة في الوجدان الماروني. منذ قام لبنان كدولة مستقلة ارتبطت نشأته بالموارنة. فكان البطريرك الماروني اول من طالب بقيام هذه الدولة الصغيرة او الكيان عندما قُسمت الامبراطورية العثمانية. العودة الى براد، حيث الجذور المشرقية للموارنة عودة طبيعية تأخرت قرابة قرن من الزمن بسبب الظروف السياسية التي حكمت العلاقات اللبنانية السورية في الحقبات المختلفة. الوجود الماروني لم يتأثر ابداً في سوريا في تبدل تلك الحقبات. لا شيء تغير في القرى المارونية وهذا يشهد له بصدق الاهالي والكهنة الذين يقصدون المنطقة ويقيمون فيها رياضات روحية...وبعضهم كانت له مواقف رافضة بالمطلق للسياسة السورية في لبنان... العودة الى براد جديد رائع. بدأ قبل سنة يوم قدم الرئيس بشار الاسد قطعة ارض لبناء كنيسة في تلك المنطقة التاريخية المطلة على وادي العاصي حيث نشأت المارونية كحركة زهد وتقشف.

واحتفالات اليوم تكمل العودة الى الجذور المارونية... والحديث عن ترميم الكنائس الاثرية واقامة محميّة فيه الكثير من الاحترام للناسك مارون، ولجميع الموارنة، لأنهم ومهما اختلفت انتماءاتهم السياسية يتوحدون في المشرقية. ابراز المشرقية هو اكتشاف الصخرة التي بنيت عليها الكنيسة المارونية الموحدة. وهي الاساس الصلب لدوام المارونية وتوسعها...

 

 أنتم ستُكملون الطريق ...

نجوى مارون/الديار

لن أنظر في عيونكم بل الى الثوب الاسود الطويل الذي يُضيء هامتكم هيبة ووقاراً. لن اسمع كلماتكم «الرنانة» بل سأصغي الى صوت قلوبكم النابضة بالمحبة.

سأغضّ النظر عن امتلاككم لسيارات فخمة وهواتف خلوية وكل وسائل الراحة، وسأغوص في أعماقكم لالتمس الزهد والنسك. لن أتكلم عن الارقام الخيالية لأقساط المدارس التي تخضع لسيطرتكم، بل سأتحدث عن فضائلكم وعدلكم. لن أبحث عنكم في غياهب هذه الدنيا، بل سأقصدكم الى بيت أبينا حيث تكونون انتم بعينيّ السيد المسيح وصوته ولسانه وقلبه.

هناك، حيث تركعون له وأمامه وتمجدونه.

هناك، حيث تطلبون المغفرة والسماح.

هناك، حيث تذرفون دموع الندم عن اعمال ارتكبتموها ودموع الفرح عن عطاءاتكم من دون مقابل.

هناك، حيث تلتقون مع حبيبكم وتسرّون له عن خطاياكم وتطلبون منه ان يرأف بكم لانكم تعرفون انه رحوم.

هناك، حيث تلتقون بعروسة الارض والسماء وتناجونها بأحلى الكلمات وتقدمون لها اجسادكم وارواحكم لتطهّرها من كل دنس.

انتم يا اصحاب الاثواب السود، رعاياكم تناديكم وانتم غارقون في ملذات هذه الدنيا، تتحدثون في السياسة ووحولها، تغرقون في سراديب هذا العالم الفاني، وتتنطحون لتظهروا في مناسبات انتم بغنى عنها.

يا من أُعطيتم السر الالهي وارتضيتم ان تمشوا جلجلة حبيبكم، انتم من عليكم ان تثوروا على الظلم والظالمين، انتم من عليكم ان تحاربوا الفساد والمفسدين بكلمة الله الحيّة، أُشهروا الانجيل في وجه العصبيات والاحقاد والقتل والسرقة والكذب.

ايها الآباء الاجلاء والاعزاء والاحباء، مناسبة دينية تقوّم الارض ولا تقعدها، مار مارون لبنان ومار مارون سوريا، قداس هنا وقداس هناك، يتناتشون المناسبة وكلّ يعتبر ان القديس قديسه. وانتم ماذا فعلتم؟ فلتُرفع الصلوات اينما كان في البلدان المسلمة قبل المسيحية وما الضير في ذلك؟ فعليكم ان تفرحوا وتهلّلوا لأن قديسيكم يجترحون العجائب أينما حلّوا.

فإذا كان السياسيون يعملون لمصالحهم الذاتية، هبّوا ، انتم حاملو البشارة، انتم ستكملون الرسالة، وتيقنوا انه بالصليب الذي تضعونه على صدوركم سيحتلّ الموارنة العالم كلّه بالمحبة، ولكن قبلاً، اغزوا قلوب اللبنانيين من شماله الى جنوبه ومن بقاعه الى جبله وساحله بالتفاهم والانفتاح، وبالصليب الذي فدا البشرية ابتعدوا عن المزايدات، ولتكن حياة مار مارون وموته أمثولة للمتصارعين الموارنة.

 

 الاحتفال بعيد مار مارون يكرّس انقسام الموارنة»أوساط مسيحية محايدة : تداعيات خطيرة على البيت الداخلي

وتكريس لدخول القادة صراع المحاور الإقليمية والدولية

 هيام عيد/الديار/09 شباط/2010/

عشية الاحتفال بمرور 1600 سنة على غياب القديس مارون رسمت أوساط مسيحية محايدة مشهداً داخلياً للطائفة يكاد يقترب من اللغز الصعب التفسير نظراً للتضارب في الطروحات والتوجهات لدى أطرافها يتراوح ما بين قريب من بكركي او الكنيسة المارونية وعلى مسافة منها او متخاصم معها. وعلى الرغم من ان هذا الاحتفال الذي يتم بشكل متواز في وسط بيروت وفي براد بسوريا يشكل محطة سياسية قبل ان تكون دينية نظراً لدلالات كل منها على الصعيدين المسيحي الداخلي والمحلي السياسي والاقليمي على حدّ سواء، كما اضافت الاوساط التي اعتبرت ان الساعات الـ24 المقبلة ستكون مثقلة بالتأويلات والتفسيرات لأية خطوة او موقف سيعلن في بيروت كما في براد علماً ان سلسلة التصريحات ازاء رمزية الذكرى كانت بدأت منذ يوم السبت الماضي مع حديث البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عن شروط لزيارته سوريا وذلك بالتزامن مع معلومات متداولة عن رفض سوري لهذه الشروط.

وفي هذا السياق، لفتت الاوساط الى انقسام واضح وعمودي في الطائفة المارونية بدأ يتكرّس في السنوات الماضية وبات واقعاً نهائياً منذ أشهر معدودة، معتبرة انه من الصعب العودة بالزمن الى الوراء والعمل على التقاء الخطين المتوازيين اللذين يسيران جنباً الى جنب من دون ان تلوح في الأفق المنظور أية ملامح التقاء وذلك على الرغم من حركة المصالحات الجدية التي انطلقت قبل الانتخابات النيابية الماضية وتوقفت في اكثر من محطة وموقع سياسي وروحي.

واذا كانت مناسبة عيد مار مارون محطة دينية بامتياز فانها ترتدي هذا العام تحديداً وبشكل مغاير لكل الاعوام السابقة كما قالت الاوساط التي لاحظت ان الاحتفال سيأتي على صورة البيت الداخلي للطائفة اي منقسماً الى جزءين الاول متمسك بثوابت بكركي والفريق السياسي الأكثري والثاني مصرّ على انفتاحه الاقليمي وتحالفاته المحلية غير الطائفية كاصراره على الخصومة والتمايز عن المرجعية الروحية التي تمثلها بكركي اذ يرى في فريقه المرجعية الأكر شعبية وانتشاراً في لبنان وخارجه.

لكنها استدركت مشيرة الى انعكاسات مستقبلية لهذا الانقسام ستبدو جلية في المعادلة السياسية الداخلية خصوصاً في ظل التموضع الجديد لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي بات أقرب الى الفريق الثاني المتحالف مع قوى 8 آذار او المعارضة السابقة ويزور زعيمه النائب العماد ميشال عون سوريا للمرة الثالثة خلال عام ونصف.

ولن تقتصر هذه التداعيات على الجبهة المسيحية الداخلية لجهة الامعان في تفكيكها بل على اكثر من رمز ومسؤول متضرر من تعدد المرجعيات ضمن الطائفة الواحدة.

وبالتالي فان مشهد الانقسام الداخلي سينعكس ضعفاً في اداء الفريق بأكمله ومواجهات بين الأطراف السياسية المسيحية - المسيحية على خلفية الاحتفال بعيد شفيعهم بأسلوب انقسامي منفصل عن معاني المناسبة وبعيد عن الكنيسة، ومقتصر فقط على تظهير خلاف سياسي عميق يقوم على معادلة واضحة وهي الصراع على النفوذ والسباق الى السلطة السياسية.

واذ اعتبرت ان واقع العلاقات ما بين الاطراف المسيحية قبل الاحتفال سيكون غير الواقع الذي سينتج بعده، اكدت ان الملفات السياسية المطروحة في التداول على الساحة الداخلية ستتأثر ايضاً نظراً للترابط في العوامل المؤثرة في العلاقات المسيحية - المسيحية من جهة والعلاقات ما بين فريقي 14 آذار او الاكثرية النيابية والقوى السياسية على الساحة من جهة أخرى.

ولاحظت هذه الاوساط ان تعزيز الانقسام داخل البيت الواحد سيترجم في المستقبل استهدافاً للدور المسيحي بشكل عام في العمل السياسي العام سيظهر بوضوح في مقاربة الملفات المطروحة على طاولة الحوار الوطني التي ستنعقد خلال اسابيع في قصر بعبدا. وفي هذا المجال، وجدت الاوساط المحايدة ان المشهد المسيحي اليوم يختصر بالكامل صراعات المحاور الاقليمية والدولية وكذلك العربية على هذه الساحة، معتبرة انه بعدما كانت القوى السياسية اللبنانية منقسمة ما بين المحاور في المنطقة باتت الساحة المسيحية فريسة لهذه المحاور من خلال قادتها الزمنيين والروحيين. واكدت ان هذا الواقع يحتم احياء التحركات التصالحية وان كانت اصطدمت سابقاً بحواجز عالية ومنيعة، لكنها اعترفت بأن انغماس الزعماء المسيحيين في صراع المحاور الخارجية الدائر على الساحة اللبنانية قد زرع بذور الفرقة في الشارع المسيحي وكلما تقدم الوقت بات من الصعب نزع الشوائب من هذا الشارع بانتظار بلورة المشهد الاقليمي وحل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط.

 

صراع الواجهة في براد السورية :حضور لحود يزعج عون ...ولكن

الثلاثاء, 09 فبراير 2010

يقال نت/قالت أوساط سياسية مقربة من العماد ميشال عون إن الأخير إستاء جدا من مشاركة الرئيس السابق أميل لحود في الإحتفال الذي يرعاه النظام السوري إحياء لذكرى وفاة القديس مارون في بلدة براد. سبب الإستياء لا يعود الى ما عبر عنه مسؤولون سوريون لجهة محاولة تحويل عيد مار مارون الى مناسبة لترويج السياحة الى حلب ،ولا الى استياء لبناني كبير من محاولة انتحال الصفة البطريركية ،إنما من تواجد الرئيس السابق أميل لحود في براد. وتقول الأوساط إن عون حاول أن يلغي الزيارة عندما علم بدعوة لحود ولكن النائب سليمان فرنجية أقنعه بالعدول عن فكرة الإلغاء لأسباب سياسية ،وجمعه في الرابيه الى مائدته مع لحود. وبروتوكوليا يتقدم لحود على عون ،وهذا ما عكسه إعلام 8 آذار في حديثه عن احتفال براد،في حين عكس الإعلام العوني نية تغييب لحود،بحيث اشارت مقدمة التلفزيون الليموني الى أن بلدة براد تستعد لإحياء عيد مار مارون "بمشاركَةِ العماد ميشال عون والرئيس السوري"،من دون اي إشارة تذكر الى حضور لحود وفرنجية .في هذا الوقت،كانت وكالة سانا السورية تقدم موقع لحود على موقع عون ،وقد جاءت تغطيتها على الشكل الآتي:

بدأت في حلب أمس احتفالية الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاة القديس مارون بمشاركة الرئيس اللبناني السابق العماد اميل لحود والعماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح في مجلس النواب اللبناني والنائب والوزير اللبناني السابق سليمان فرنجية رئيس تيار المردة والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف والمهندس علي منصورة محافظ حلب. وكان العماد ميشال عون قد اكتفى بالإشارة الى وصول فرنجية الى حلب عندما سئل عن مشاركة لحود.

وحدها "المنار"حاولت مواكبة عون فاعتبرت أن لحود يرافق الجنرال! وبدا واضحا أن لحود سيكون عبئا سياسيا على عون ،وقد أجاد رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عندما تحدث عن "فوقة"لحود ذي النفحة الماركسية على مار مارون. وعددت وسائل الإعلام تاريخية مقاطعة لحود للقداديس التي كانت تقام في لبنان بمناسبة عيد ما مارون.

 

الهوية المارونية المستعادة

/09 شباط/2010/ساطع نور الدين - "السفير"

تعود غالبية الطائفة المارونية اليوم الى سوريا، للبحث عن جذورها الدينية والسياسية. هي رحلة حج ديني تشبه الى حد ما تلك الرحلة التي قام بها قادة الجبهة اللبنانية الى دمشق في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975 طالبين نصرتها على مواطنيهم المسلمين الذين حملوا السلاح في وجه الصيغة والميثاق، وطالبوا بالإصلاح والتغيير، تحت شعار حماية المقاومة الفلسطينية وحقها في الكفاح المسلح من لبنان.

قد لا يكون الحجاج الموارنة الموجودون في بلدة براد السورية اليوم يمثلون أكثر من الغالبية البسيطة داخل الطائفة التي تمر اليوم في واحدة من أدق مراحل تاريخها الحديث، وتشعر بالفعل أن نظام الحكم في سوريا هو ملاذها الأخير وحصنها الوحيد في مواجهة أحد أسوأ مظاهر التطرف الديني التي انحدر إليها المسلمون اللبنانيون، سنة وشيعة، في العقدين الماضيين، والتي تضع البلد على حافة الفتنة والحرب الأهلية التي يمكن أن تشتعل في أيام، لا في أسابيع أو أشهر على ما قال الرئيس السوري بشار الأسد نفسه لمجلة نيويوركر الأميركية.

المفارقة الغريبة في هذا الحج الديني الافتراضي الى سوريا أنه يتم بقيادة أبرز علمانيي الموارنة أو على الاقل أشدهم افتراقا عن الكنيسة المارونية، التي تقف بمنأى عن هؤلاء المؤمنين الجدد الذين اكتشفوا حديثا، من دون الحصول على بركة بكركي وبطريركها الحالي، قديسهم الأول مار مارون، وشفيعهم الثاني بشار الأسد، وقرروا الذهاب حتى النهاية في معركتهم لوراثة الطائفة ومؤسساتها الدينية والسياسية، بعدما سدت في وجههم أبواب الفاتيكان الذي رفض ولا يزال يرفض ذلك التمرد الشديد على البطريرك نصر الله صفير، وذلك التوجه المتسرع خارج حدود الوطن وطوائفه «وأمجاده» التي تستدعي المزيد من الانفتاح والتصالح الماروني.

طقوس الاحتفال بالذكرى المئوية السادسة عشرة لمار مارون، هي بهذا المعنى أشبه بإعلان اليأس من الشريك المسلم السني والشيعي والدرزي ايضا، والجهر بالخوف التاريخي المتجدد من أن يكون مصير موارنة لبنان مثل مصير مسيحيي العراق وفلسطين ومصر وبقية أنحاء المشرق العربي. ولا جدال بأن سوريا بوضعها الحالي تقدم مثالا فريدا، وجذابا يغري بعض السائرين على رأس مسيرة الحج الماروني الى براد اليوم بالادعاء أنهم باتوا بالفعل زعماء مسيحيي الشرق الذين لم يبق منهم إلا القليل القليل. لكنه حج متأخر بعض الشيء، لن يشهد سوى على هذا الشرخ العميق داخل الطائفة المارونية، ولن يقود الى عودة الحجاج من براد لقيادة رعية ضائعة بين كنيستها المترددة وأحزابها المتقلبة. ومهما يكن من مبرر ديني مفترض لهذه الرحلة، فإن المسلمين على اختلافهم لن يجدوا فيها سوى تكرار لتجربة السبعينيات، التي كانت عابرة في تاريخ العلاقات السورية المارونية، ولم تكن مجدية أبدا للجانبين ولا للبلدين، وما زالت ذكراها محفورة في أذهان الجميع، ولن يبددها الاكتشاف الطارئ لقبر مار مارون وذكراه. لكن الحج الماروني الى سوريا يمكن أن يكون مبروراً فقط، اذا استكمل بالسعي الدؤوب للعودة الى الوطن الذي أعطي للموارنة، وأضاعوه أكثر من مرة.. واذا استبعد الحجاج التهديد بالهوية المستعادة لقديس الطائفة وشفيعها.

 

قاديشا...حامي القديّسيّن ووادي القداسة      

 9 Feb. 2010   

Kataeb.org : وادي قاديشا أعمق أودية لبنان، احتضن لقرون عدّة الراغبين في الانقطاع عن العالم وطالبي الطمأنينة والهدوء. وقد شكّل لسنين عدّة مركز الأبحاث الجوفية كما استقطب أنظار السُّياح والزائرين نظراً لاحتوائه آثاراً تجسّد تراث وتاريخ الحضارة المسيحية، فسمّي بوادي القدّيسين.

هذا الوادي الذي يُعرف عند العامة بوادي قاديشا،( وهذه التسمية المعترف بها حالياً تُطلق على الوادي الممتدّ بين مزرعة النهر حتّى أسفل بشري، حيث يبلغ طول امتداده حوالي 10 كلم ) وفي الخريطة التي وضعتها مديريّة الشؤون الجغرافيّة في الجيش اللبناني وادي قنّوبين نسبة الى دير قنّوبين، يتفرّع الى قسميْن عند جرف قمّة مدينة الراس والى الشرق من مزرعة النهر: الوادي الصغير أو وادي قزحيا باتجاه الشرق، وطوله حوالي 3 كلم ، يمتدّ من مزرعة النهر صعوداً حتّى أسفل بلدة كفرصغاب ويضمّ المغاور المحيطة بدير مارأنطونيوس قزحيا كمغارة بلعيص، القلانسيّة، ماربولا، هوّة صليبا ومغارة بنت الملك.

وقد دُعي الدير باسم مارأنطونيوس قزحيا لأنّ الكثيرين اتبّعوا تعاليم تلاميذ القديس أنطونيوس الذين جاؤوا عبر الأجيال الأولى من مصر وسوريا، فعُرف المكان باسم أبيهم الأوّل.

و كلمة قزحيا لفظة سريانية تعني "الكنز الحي" وذلك إمّا لكثرة الماء في هذا المكان؛ وإمّا لكثرة المحابس والحبساء القديسين فيه، فصار منبع النعم للنفوس التقيّة. لا يُعرف له مؤسس ولكنّه بُني في القرن الثاني عشر وقد ورد ذكره سنة 1215 في براءة البابا أنوشنسيوس زخيا الثالث الى البطريرك إرميا العمشيتي. وخلافاً لكلّ الأمكنة السياحية الصرفة في لبنان فهو مكان مقدس ومزار عالمي لما أعطى من قوافل كثيرة من البطاركة والأساقفة والرؤوساء والرهبان القديسين.

أوّل ما يسترعينا في الدير كنيسته التي تحمل اسم القديس أنطونيوس الكبير وهي عبارة عن مغارة كبيرة وسعّت مرات من الداخل وقد اشتهرت بواجهتها الفنية المصنوعة من حجر السماق، المتراصة المداميك المشدود لحمتها بالرصاص المزاب بين حجارتها بدل الطين. يُقال أنّ مغارة القديس أنطونيوس الواقعة عند مدخل الدير لجهة الشمال، تمتدّ داخل الجبل حتى تصل تحت اهدن. تتوّسطها أيقونة، فوق مذبح تنحدر منه السلاسل التي كانوا يطوّقون بها المجانين الذين ينالون الشفاء بشفاعة القديس وبصلوات الأهالي والرهبان.

بالاضافة الى المغاور المحيطة بالدير، تقع في السفح العالي فوقها مغارة باسم يوسف بك كرم الأهدني الذي التجأ اليها مراراً مدّة حربه ضدّ داود باشا في النصف الثاني من الجيل الماضي. اتخّذ الدير شكله الحالي سنة 1926 و الكنيسة في سنة 1864. أمّا أهمّيته الحضارية فتكمن بكونه احتوى على المطبعة الأولى في الشرق سنة 1610 بالحرف الكرشوني. وبسبب الغزوات المتتالية، لم يعد لها أي أثر. ولأنّ الرهبان كان لهم اهتماماً خاصّاً بالثقافة والعلم استُقْدمت مطابع أخرى ومنها المطبعة التي اشتراها رئيس الدير الأب دانيال الحدثي سنة1871، والتي ما تزال معروضة مع بعض الكتب السريانيّة .

نستطيع الوصول الى دير مارأنطونيوس قزحيا عبر طريق جديدة للسيارات معبّدة، تنحدر من قرية حوقا المتفرّع عن الوادي المقدّس.

والوادي الكبير أو وادي قنّوبين_قاديشا باتجاه الجنوب الشرقي، وفي ضفتّه اليمنى بدءاً من أعالي الوادي، تقع منطقة دير ماراليشاع (القديم) الذي يقع في الجرف المحيط به كهف مار ميخائيل وفوقه صومعة فيها بقايا الرافدة (خشبيّة) وبعض الحجارة المنحوتة. إنّ هذا الدير القديم جدّاً أو المحبسة هي واحدة من المحابس الكبيرة في هذا الوادي. وكدير سيدة قنوبين مركز البطاركة طيلة أربعة أجيال، وكدير مارأنطونيوس حيث عاش مئات الحبساء وكان منهم البطاركة والأساقفة للطائفة المارونية.

خضع لعدّة ترميمات قبل أن يستقرّ على وضعه الحالي، ويصبح مقرّاً سياحيّاً ومكاناً لطلب السلام والصلاة. لا أحد يشكّ في أنّه قد تكونن من ملجأ شاسع تحت الأرض، يطلّ على جبل شاهق نخرته المغاور والكهوف التي عاش فيها النساك. في الباحة الخارجيّة وُضِع قبر الراهب المريمي الحبيس أنطونيوس طربيه التنوري وقربه تمثال يجسّده وكان قد دخل الدير وسكن فيه سنة 1949 . على مدخل كنيسة الدير نقرأ تاريخ بنائه وأسماء رؤسائه في ذلك العهد. هذه الكنيسة كانت مؤلفة من ثلاثة مغاور أو مذابح ، منها المذبح العالي حيث دُفن الناسك الفرنسي فرنسوا دي جالوب دي شاستويل سنة 1644 ليلة عيد العنصرة.

فوق المذبح أيقونة القديس اليشاع النبي، تلميذ مار الياس الغيور، و يعود تاريخها الى سنة 1679 تقريباً، وهي رسم زيتي محفورة على خشب مطلي بالذهب ويظهر النبي في اللوحة محاطاً بأربعة رسوم تجسّد بعض عجائبه ويحمل في يده مخطوطاً باللغة السريانية. وكما في كلّ محبسة في الوادي المقدس يوجد مكان تَجمُّع المياه المُستعملة عند الحاجة. تنبع نقطة نقطة من جوف الصخر وتتجمّع في حوض كبير داخل الدير. وفي أعلى الصخر نشاهد رسماً طبيعيّاً لمسبحة العذراء مريم تكوّنت من نقاط الماء. أمّا أغراض النسّاك فتمّ عرضها في صناديق زجاجيّة في غرف الدير. ودير قنّوبين الموازي لدير ماراليشاع مزيّن برسومات جداريّة تعود الى القرن الثامن عشر، وتظهر في إحدى هذه الرسومات العذراء مريم محمّلة من الملائكة نحو السماء وتُتوّج من الثالوث الأقدس. ويبدو تأثير هذه اللوحات بتلك الموجودة في روما في ذلك العصر. في غرب وادي قاديشا وموازية له تقع منطقة بنت منذر وتضمّ مغارة الدلماس أمّا منطقة قنْيور فتضمّ دير ماريوحنا ومار ضوميط. نزولاً نحو الوادي، وفي الجرف الصخري لنهر قاديشا، يقع دير مارجرجس حدشيت. والطريق إليه الأغنى بتلك المنطقة من حيث كثرة الآثار المسيحية. يتألف الدير من كنيسة مارشليطا وكهف طبيعي فيه كنيسة لشفيع الدير بالاضافة الى مدفن وبعض الحجرات التي تتطلّب مهارة في التسلّق للوصول اليها.

أمّا وادي حولات_حدشيت في الضفة اليسرى، فيضمّ كنيسة مرت شموني، ماربهنا، ومزار صخري لمار سركيس وهو الأكثر إهمالاً أثريّاً وبيئيّاً.

وفي ضفته اليمنى، نجد دير الصليب الذي يضمّ محابس وكنائس مميّزة في موقعها وبنائها كما يتميّز بكتاباتٍ أثريّة من سريانيّة ويونانيّة وعربية ورسومات تعود الى العصور الوسطى ولكن بعض الزائرين دوّنوا فوقها أسماءهم مشوّهين تلك النصوص النادرة. أمّا في الضفّة اليسرى لوادي قنّوبين_ قاديشا بدءاً من أعالي الوادي، يقع شير الحمام بالتحديد بين أوّل الوادي ودير ماراليشاع الجديد وهو يضمّ ثلاثة مغاور يصعب الوصول اليها. وإن تتبعّنا الأديرة الواقعة في هذه الضفّة نلحظ الكارثة الأثريّة التي تحلّ بهذه المواقع بسبب عوامل جيولوجيّة وإنسانيّة. بقرقاشا تضمّ دير مارجرجس ومحبسة مارسمعان،حصرون تضمّ كنيسة مارلابا، دير مارآسيا ومغارة عاصي الحدث التي وجدوا فيها ما تبّقى من أواني وثياب.

أمّا في منطقة الفراديس فنجد دير مار أبون وهو لقب لقديس اسمه يوحنا القصير من صعيد مصر، ويعني أبانا؛ وقد لقّب من قبل اخوته الرهبان الذين اعتبروه مرشداً وخير مثال لهم .وقد ورد في كتاب لبنان الجوفي في العدد الخامس/ آذار 1998 أنّ الكنيسة فيه تُستعمل زريبة للماعز. والرعيان يُشعلون فيها النار للتدفئة، فأصبحت أرضيّتها تعلوها طبقة سميكة من الزبل والرماد كما تحوّل لون البناء في الداخل الى أسود داكن. أمّا البناء الخارجي فقد فُكّت حجارته واُستخدمت لبناء أو دعم المدرّجات(الجلّ).

على الرغم من احتواء هذه الأديرة التراث المسيحي وكونها ثروة سياحيّة وحضاريّة مهمّة ضمّت في أكنافها رماد القدّيسين الذين ثبتوا في تلك الجبال ليسلم لنا الايمان، فبعض طرقاتها غير مؤهّلة كفاية للمواصلات، لضيقها وخطورتها. مثل الطريق المؤديّة من دير ماراليشاع الى دير قنّوبين الرمليّة والوعرة فتفرض علينا اكمال الطريق سيراً، وتتطلّب أكثر من ساعتيْن للوصول اليها. بالاضافة الى الخطر الجيولوجي والاهمال تتعرَّض الآثار للتشويه من قبل بعض الزائرين الذين بدل أن يستفيدوا من الحضور الروحي لتلك الأماكن ويتعرفّوا الى الثروة التي تركها لنا أجدادنا يعمدون الى الحاق الضرر فيها. لذا نأمل أن تتحوّل الأماكن الغير مؤهّلة بعد للزيارة، صرحاً يستقبل طالبي المعرفة الحضارية والتاريخية للبنان كما هي الحال في دير مارأنطونيوس قزحيا وديرماراليشاع.

مايا الخوري - Kataeb.org Team

  

ريمون ناضر لـKataeb.org : الموارنة جسدوا شعبًا يعيش القيم ويضيء محيطه تاركًا بصمة في الشرق في الفكر والثقافة والرؤية وفي طريقة العيش      

  8 Feb. 2010   

Kataeb.org : ارتبط وجودهم بقيامة لبنان، هم الذين حولوا الجبال مناسك صلاة ومنارة ايمان في وجه الاضطهاد والظلم والذل الذي حاولوا عبثًا ان يفرضوه عليهم،... ففشلوا.

كل جبل من جبال لبنان يحوي تاريخًا كتبوه بدم الشهادة، فصدروا اعلامًا حملوا بيارق العلم والثقافة الى كل اصقاع العالم.

انهم الموارنة، او ابناء مارون ذلك القديس الذي شاء الله ان ينطلق من قورش الى لبنان مؤسسًا كنيسة رسالتها الاولى عيش المسيحية الجذرية بكل ابعادها وفي مختلف مجالات الحياة اليومية. من هم الموارنة، ما هو دورهم وما المطلوب منهم في لبنان؟

الموارنة هم ابناء القديس مارون الروحيين، الذين بنيت كنيستهم وفق روحانية نسكية بدأها القديس في العراء. وتقوم هذه الحياة الروحية النسكية على التقشف والزهد والتفرغ الكلي لله فاجتمع حولها مجموعة من المؤمنين مما ادى الى نشوء مدرسة تطورت تدريجًا حتى وصلت الى العالم.

وانطلق الموارنة من شمال لبنان في حين كانت هناك صراعات بين المسيحيين على خلفيات دينية وروحية حول طبيعة يسوع المسيح. فنشأت هذه الكنيسة في صلب هذه الخلافات لتكون الشاهد الحق على طبيعة المسيح الالهية والانسانية في وجه سائر الهرطقات التي نادت بطبيعة واحدة للمسيح. فكان ظهور هذا القديس حاجة للشرق خصوصًا ان الموارنة كانوا وجه الكنيسة الكاثوليكية العالمية في وجه سائر البدع.

واهمية نشوء الكنيسة المارونية تكمن في دعوتها الى المسيحية الجذرية خصوصًا بعدما حرر الملك قسطنطين المسيحيين في روما واعلن ان المسيحية هي دين الامبراطورية الرومانية فانتسب اليها كثيرون من مختلف الاطياف مما افقدها المفاهيم التي قامت عليها المسيحية الاولى وكذلك فكرة الشهادة والاستشهاد للمسيح فكانت انطلاقة الرهبانيات في العالم ومنهم الرهبان الموارنة كرد فعل على ذوبان الروحانية المسيحية في قلب العالم.

من ضمن هذا الاطار ظهرت هذه الروحانية في مار مارون الذي ذهب الى الجذرية المسيحية الممثلة بالاستشهاد للمسيح في الحياة اليومية وبالاعمال لله فتوجه الى الجبل وتخلى عن العالم وعاش هذه الروح التي جذبت المسيحيين الجذريين.

وانطلاقًا من هذه الروحانية تحدث مدير فضائية "نورسات، واحد مؤسسي عائلة مار شربل ريمون ناضر لـKataeb.org عن ابناء هذه الطائفة، قائلاً إن الماروني يجب ان يكون على صورة القديس مارون، ليس في التنسك بالعراء، وانما بالتميز بروحانية معينة ان لم يتحل بها يكون مزورًا." مؤكدًا اننا في عصر التزوير بامتياز.

واعتبر ان من يعيش على صورة "مارون" في الوقت الراهن هم النساك امثال الاب يوحنا خوند والاب رزق..وتلاميذهم هم الموارنة الذين يلتزمون جذرية عيش الانجيل والمسيحية في العالم الا ان ذلك ليس ظاهرًا في المجتمع بسبب التزوير المتفشي في الحياة المسيحية. واضاف:" على رغم ان المارونية نشأت كحال اعتراض على ذوبان المسيحية في العالم، الا ان الموارنة يعيشون اليوم هذه الحال بدلاً من الجذرية التي يجب ترجمتها في العيش وممارسة الحياة اليومية." وشدد على أن المطلوب من هؤلاء، مكرسين كانوا ام علمانيين، عيش جذرية الانجيل، لأنهم رهبان على صورة القديس مارون، وبالتالي يجب الا يساوموا على الايمان بالمسيح والالتزام فيه في كل مجالات الحياة. لافتًا الى ان التخلي عن مفهوم المارونية يؤدي الى زوال الموارنة روحًا وهوية. وقال ناضر انه في نظرة الى واقع الموارنة، نرى أنهم يفقدون هويتهم عبر الهجرة والتخلي عن ارضهم على رغم ان احدى ميزاتهم التشبث بالوطن، فيتلهفون لنيل الجنسية الاجنبية قبل هويتهم المارونية. الا انه ليس قلقًا بسبب ايمانه بتدبير الله. وعن تفسيره المارونية السياسية، اشار ناضر الى ان الماروني هو المسيحي الملتزم الذي يعيش الفضائل الالهية والايمان ويمارس سياسته انطلاقًا من هذه القيم في ابعاد حياته كافة وليس على الصعيد السياسي فحسب. معتبرًا ان لا معنى للمارونية السياسية اذا تم حصرها بالمكاسب والمواقع الحكومية فقط.

وسأل ناضر إن كان القادة السياسيون موارنة فعلاً، "لأن القائد الماروني هو الذي يمارس طقوسه الدينية كافة عبر المشاركة في القداس الالهي والاعتراف وتناول جسد المسيح وبالتالي الالتزام بالمسيح وبعيش الانجيل، والا يكون مارونيًا مزوّرًا." واضاف:" افهم بالمارونية السياسية تلك الخاصة بالبطريرك يوحنا مارون، الذي كان القائد الروحي والسياسي للموارنة في آن معًا، والمسؤول عن الموارنة في كيان ماروني قائم على السياسة والاقتصاد والتجارة". واوضح أنه ليس مطلوبًا ان يكون القائد الماروني اليوم في ثوب اكليريكي ولكن قد يكون رئيس حزب او رئيس جمهورية او اي مسؤول يعيش المارونية بحذافيرها. ولفت الى ان المكاسب المارونية في الدولة تحفظ من ناحية الحال المارونية، الا انها غير كافية لأننا قد نخسرها متى فقدنا الروحانية المارونية.

وعن الحضور الماروني، ذكّر بشعاع ابناء هذه الطائفة وحضورهم المميز في العصور الاولى منذ انطلاقتهم مرورًا بمجيء البطريرك يوحنا مارون وصولاً الى العصر الثالث عشر والرابع عشر وفي زمن العثمانيين حيث جسدوا شعبًا يعيش القيم ويضيء محيطه تاركًا بصمة في الشرق في الفكر والثقافة والرؤية وفي طريقة العيش، فكان عملهم السياسي محط اعجاب المحيط العربي. أما اليوم، فنحن وفق ناضر نفقد هذا الشعاع في وطننا فيما نلمع في الخارج ونتحول تدريجًا الى نسخة اخرى من البلدان المحيطة وذلك لأننا كسبنا منطقها التوتاليتاري، بدلاً من ان نؤثر نحن فيها لتتحول الى الديمقراطية. فيحاول زعيم ما الغاء الزعماء الاخرين انطلاقًا من منطق القائد المسيحي الاوحد، واصفًا ذلك بالكارثة التي نعيشها في العصر الحديث. ويعزو ناضر هذا الواقع الى غياب الروحانية المارونية عن القادة الموارنة محمّلا كل منهم مسؤولية نفسه، وسأل:"عندما يبيع الزعيم المسيحي، المسيح ماذا ستكون النتيجة، وكيف سنبشر غير المسيحي بقيمنا اذا تخلينا نحن عنها؟"

واذ اعتبر ناضر أن القادة الموارنة السياسيين ليسوا احرارًا بسبب تخبطهم في مشكلاتهم الخاصة، لفت من جهة اخرى الى أن بعضهم يؤمن في بعض القيم النابعة من الروحانية المارونية مثل الديمقراطية وحرية الرأي والتعددية. ودعا ناضر الى نشوء انظمة ومؤسسات تفسح في المجال امام شباب كثيرين يعيشون الروحانية المارونية ليمارسوا الحياة السياسية وبالتالي اطلاق قادة جدد، معتبرَا ان الكنيسة تستطيع التمهيد لذلك. وتحدث ناضر عن اهمية الارشاد الرسولي وشرعة حقوق العمل السياسي اللذين وضعا في الادراج بدلاً من الالتزام بهما وتبنيهما من قبل مؤسسات، علمًا ان الالتزام بهما يشكل خطوة ايجابية تدفع نحو الامام.

من جهة اخرى، اكد ناضر ضرورة وجود احزاب سياسية مسيحية ملتزمة بتعاليم الكنيسة تمارس السياسة تحت مظلة بكركي التي تضع بدورها الخطوط الوطنية الكبرى.

وشدد على دور البطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير في ابداء الرأي في الشؤون الوطنية والارشاد العام، مستغربًا كيف يطلب بعضهم منه عدم التعاطي في الشؤون السياسية فيما يقود رجال دين في طوائف اخرى الاحزاب، واضاف:" تاريخيًا، تحدث البطريرك باسم الموارنة فكان يرسم الخطوط العامة ويبدي رأيه في المواضيع كافة وبالتالي فإن هذا الامر ليس مستجدًا". وأكد ان البطريرك صفير مستمر في الثوابت نفسها التي سار وفقها البطاركة السابقون ويجب ان يستمر في هذا الدور الذي يقوم به حاليًا.

ورأى أن الحرب التي تتعرض لها بكركي تصب في اطار تلك المشنة في وجه الموارنة في محاولة لضرب رأس الكنيسة مما يؤدي الى سقوط الطائفة. وذلك لأن الموارنة يشكلون الطرف الاكبر في لبنان والاقوى على رغم المظاهر التي توحي بغير ذلك. فهم اقوياء فكريًا وثقافيًا وماديًا واقتصاديًا الا انهم لا يعرفون استثمار هذه الامكانات التي يتمتعون بها لانهم مشرذمون فيما لو اجتمعت امكاناتهم، حققوا المستحيل.

وبالنسبة الى الانتقادات الموجهة الى سيد بكركي، قال:"ثمة طريقة لائقة ومهذبة يمكن التعبير من خلالها عن اعتراض سياسي لموقف البطريرك. وذلك عبر الاعتراف به كرأس الكنيسة المارونية في لبنان، والانطلاق في الموقف المعارض من موقع الابن الذي يبدي رأيًا مغايرًا، ويكون ذلك في لقاء مغلق واجتماع عائلي ابوي وليس في السباب والشتم عبر الاعلام."

وتابع:"عندما كان الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل يعترضان على موقف قيادي ديني كانا يجتمعان به ويحلان المشكلة من دون الاعلان عن ذلك أو المجاهرة في الاعلام بطريقة بذيئة." وعمّا اذا كان يتخوف على الوجود المسيحي، قال:"بشريًا كل شيء يدل الى ان المسيحيين يذوبون شيئًا فشيئًا، لكنني مرتاح ايمانيًا، لأن ثمة تدبيرًا الهيًا يتخطى كل القدرات البشرية. المسيح هو سيد التاريخ وليس امام المسيحيين سوى التمسك به، فكلما اقتربنا منه شعّ حضورنا ووجودنا في هذا الشرق، لأنه هو وحده مصدر قوتنا."

وفي ما يتعلق بعيد القديس مارون، اعتبر أن هذا العيد يعني المسيحيين جميعهم لأن اي علم روحي مسيحي بغض النظر عن مذهبه هو كنز للمسيحيين، ويجب ان يفخر المسيحيون بكل رمز ديني او سياسي مسيحي.

وعن انقسام عيد مارون بين سوريا ولبنان، ابدى ناضر استغرابه للإحتفال في سوريا، لأن منبع الموارنة في لبنان حيث نشأوا وانطلقوا وحيث مكمن قيادتهم ورأسهم. وكونهم كالأغصان المتشعبة في كل العالم، لا يلغي مرادفتهم لبنان في المفهوم الوطني. وتعليقًا عن محاولة نقل الكرسي البطريركي الى سوريا، قال :"ان ذلك معاكس للتاريخ الذي يسحق كل ما يقف في وجه مسيرته. نشأ الموارنة هنا ونموا وتطوروا وامتزجت دماء شهدائهم بكل حبة تراب في لبنان، فهل يتوقف نقل الكرسي البطريركي على قرار مجموعة ما؟"

واضاف:" لا شهداء موارنة في سوريا ولا نفسًا روحانيًا ولا تاريخًا لهم هناك." واعتبر ان لا نتائج بعيدة ستتأتى من جراء هذه الخطوة لأنها سرعان ما ستختفي. لافتًا الى أنها احدى الامور التي يحاول بعضهم من خلالها اضعاف هذا الحصن التاريخي الذي سيبقى واقفًا كما دائمًا، إذ ان بكركي لن تسقط على رغم محاولات ابواب الجحيم. واشار الى أنه لا يمكن الحفاظ على الحضور المسيحي من دون بكركي سائلاً ما هو الشعاع المسيحي الذي سيظهر من براد اليوم، واين هم مسيحيو سوريا؟

واذ اعتبر ان القادة الذين يعلنون وقوفهم تحت مظلة بكركي ورايتها يحملون فعلاً راية الدفاع عنها، سأل ان كانوا سيظلون كذلك في حال غير البطريرك صفير موقفه الوطني.

وعن العلاقة بين الموارنة والاطراف اللبنانية الاخرى، وصفها بالجيدة والتي يجب ان تكون منظمّة لدفع البلد نحو الامام والا تكون مجرد نكايات سياسية.

واضاف:" ارى ان الموارنة قادرون على ايصال رسالة مسيحية لغير المسيحيين عبر الانفتاح وابراز الشعاع الماروني الحقيقي."

وتعليقًا عمن يعتبر المسيحيين تابعين لسائر الطوائف، اشار الى ان الشريك الاقوى هو الذي يرسم السياسة، لكن الحاجة المتبادلة بين الطرفين تفسح في المجال امام المسيحي للتحرك في اتجاهات جيدة الا ان المشكلة تكمن في غياب الامكانات المسيحية لفرض بعض الامور. وعن الحضور المسيحي في مؤسسات الدولة، قال:"متوافر على رغم غياب تمثيله في الوظائف الاولى الا ان ذلك يمكن معالجته. من ناحية اخرى يجب ان ندرك اننا لسنا الطائفة الاكبر في لبنان، وبالتالي فإن مواقعنا لا تزال جيدة نسبة الى حجمنا الديمغرافي".

ووجه ناضر رسالة الى الشباب المسيحيين، داعيًا اياهم لأن يكونوا مسيحيين حقيقيين لا مسيحيين مزورين، والا ينتحلوا الصفة المسيحية لان ذلك يحمّلهم مسؤولية كبيرة عند الممات.

مايا الخوري - Kataeb.org Team

 

جعجع: من ذهب لبراد يخجل بعلاقاته السياسية ويريد غطاء مارونيا ما لتحالفه 

٨ شباط ٢٠١٠/اكّد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان الموارنة في لبنان لا يحتاجون أي حماية من أحد وهم موجودون في لبنان منذ 1400 عاما، متأسفا ان زيارة براد هي زيارة سياسية والكنيسة المارونية في لبنان هي التي تحيي ذكرى مار مارون.

وشدد جعجع في حديث لـ"اخبار المستقبل" على ان هناك ذكرى واحدة لمار مارون، ولكن من جهة هناك مشهد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير وحوله اللبنانيون يحتفلون بالعيد بينما هناك بعض الزعماء واركان السوريين واستخباراتهم يعيّدون في براد في سوريا. واذ اعتبر ان الذكرى الفعلية هي التي سيقيمها رأس الكنيسة الماروني شئنا ام ابينا، اوضح ان ما سيجري في مار جرجس لن يكون سياسيا بل انه الامر الذي من الطبيعي ان يحدث.

جعجع، لفت الى ان من ذهب الى براد في سوريا لم يذهب لإحياء ذكرى مار مارون بل للإستفادة من مار مارون لأن له علاقة سياسية يخجل بها وهو يريد غطاء مارونياً ما لتحالفهم السياسي. واذ اعلن ان التنافس السياسي موجود بين كل المجموعات على الأرض اللبنانية، اشار الى ان بعض المجموعات تلجأ الى القوى الخارجية لتوسيع مجال وجودهم. واضاف "لدينا رؤية معينة للبنان علينا أن نقنع القيادة السورية بها رويداً رويداً وأنا مع كل تواصل سياسي ولكن من دون تغيير القناعات والثوابت".

واشار جعجع ردا على سؤال الى انه ليس لوحده مستهدفا، متابعا "لست مؤمنا انني خارج السرب لأن اكثر من نصف الشعب اللبناني لا يريد السير به وقد ظهر هذا الامر في الانتخابات النيابية في الديمقراطية اللبنانية وهذا هو السرب الحقيقي". وشرح ان بعض قيادات 14 آذار مضطرة ان يمتلكوا ادبيات معينة نظرا لمواقعهم ولكنه ليس مضطرا لذلك.

اما في ذكرى 14 شباط، اكد جعجع ان 14 شباط هي اللحظة التأسيسية لـ14 آذار، مؤكدا الحاجة لجهد أكبر للحشد في 14 شباط وخصوصاً بعد خروج النائب وليد جنبلاط جنبلاط من هذا الفريق والوضع السياسي الحالي. ودعا جعجع اللبنانيين للنزول جميعاً الى الساحة في 14 شباط لنفس الأهداف والحلم التي شاركنا لاجلها في 14 آذار 2005، مذكرا ان "المقاومة السلمية والبريئة التي نقوم بها هي التي تجعلنا نتقدم بخطوات بطيئة نحو أهدافنا".

واعتبر ان العبور الى الدولة في لبنان مسألة ليست سهلة ويجب العمل باستمرار للوصول الى الاهداف المرتجاة.

وردا على سؤال عن غاية المشاركة، سأل جعجع "هل الدولة قائمة كلياً في لبنان، فعلى المدى المنظور هناك خطر كبير على لبنان، فالحدود لم ترسم، والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ما زال موجوداً". واوضح "نحن متكلون على وعي جمهور 14 آذار بكل تنوعه وتمسكه بالقضية".

وشدد على ان رفيق الحريري لم يمت بحادث عادي بل اغتيل بناء على معطيات سياسية، مضيفا "نحن نتمنى أن تكون المناسبة جامعة، وإن كانوا فعلاً يريدون ذلك، فليتفضلوا وينزلوا معنا الى الساحة في 14 شباط".

ولفت رئيس الهيئة التنفيذية في القوات الى ان "ليس هناك تحد لسوريا وحزب الله من خلال الدعوة لإحياء ذكرى 14 شباط ولكن فيها تأكيد على ثوابتنا ومشروعنا السياسي الذي استشهد من أجله الرئيس الحريري". وكشف جعجع ان علاقته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري بدأت منذ 1988 حيث امضيا عطلة نهاية اسبوع في اوروبا كما اعلن ان الحريري تناول الغداء في المجلس الحربي بعد انتخابات الكتائب عام 1992. وردا على سؤال عن علاقته بالرئيس سعد الحريري، قال جعجع ان علاقته بالحريري قريبة جدا، مؤكدا انه لم يجر الاختلاف على طريقة احياء ذكرى 14 شباط.

وعن العلاقات اللبنانية-السورية، اعلن جعجع انه يضم صوته لصوت البطريرك في قوله انه يؤيد العلاقات اللبنانية – السورية على أساس مصلحة البلدين وليس من أجل زيادة شعبية سياسي معين. واشار الى ان خطوة على طريق الاستقلال الناجز هي في اجماع جميع اللبنانيين على هذا الاستقلال، معربا عن اسفه أن شخصية كالرئيس نبيه بري ذهب الى سوريا في الأجواء الموجودة ليقول انه يشكر القيادة السورية على جهودها في لبنان.

واوضح جعجع "ليس هدفنا عزل سوريا وإنما استقلالنا وسيادتنا وكل البلدان الذين يفتحون علاقات مع سوريا هي على أساس سيادة واستقلال لبنان".

اما عن احتمالات المواجهة في المنطقة، اكد جعجع انه عندما يحصل أي شيء في لبنان، "فكل المناقشات ستتوقف وسنصبح جميعاً صفاً واحداً ولكن هل من الضروري أن ننتظر أن يُضرب لبنان".

ورأى ان التعقيدات الموجودة حاليا قد تؤدي الى مواجهة في السنتين المقبلتين وكان من الممكن أن يكون لبنان بمنأى عن هذه المواجهات لولا وجود حزب الله في وضعه الحالي كجزء من المنظومة الإيرانية. وسأل "هل يجوز أن يجر حزب الله لبنان الى حرب لا مصلحة له فيها ولا نفع؟".

وتابع جعجع قائلا ان المواجهة "الجهنمية" قادمة مع إيران، ولبنان بحد ذاته ليس هدفاً إنما حزب الله، مضيفا "سنكون جميعاً مع حزب الله لو كان التعدي على حزب الله فقط". وشدد على ان قرار الحرب والسلم يجب أن يكون في يد الحكومة لمصلحة حزب الله بالدرجة الأولى وأهالي الجنوب واللبنانيين عموماً والحكومة، متسائلا "لماذا لا يشكَّل مجلس وزراء مصغّر من رئيسي الجمهورية والحكومة وبعض الوزراء ليقرروا السلم والحرب؟ لكن هل يجوز أن يظل حزب الله هو من يقرر ويقول إلحقوا بنا وإلا فأنتم خونة؟ طبعًا هذا لا يجوز". ولفت الى انه قبل بناء الجسور يجب معرفة كيفية تجنب الحرب. وتمنى جعجع على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري أن ينكبا على موضوع سلاح حزب الله اذ ان "هناك مصير مجتمع بأكمله في أعناقنا".اما عن اداء الرئيس سليمان، اعتبر جعجع ان الاخير رئيس توافقي وبالتالي فانه لا يجب ان يكون اقرب الى اي فريق من فريق آخر لكنه في الفترة الاخيرة يتبنى طروحات اقرب الى فريق 8 آذار. واشار الى انه يتبنى وجهة نظر فريق على حساب فريق آخر وعليه ان يتحمل مسؤولياته في هذا الاطار.

واعتبر ان الخطر الوحيد الداهم على المسيحيين هو الشك الذي يساورهم في بعض الأوقات، مشيرا الى انه من الكافي ان يكون لديهم إيمان بنفسهم لدرء الأخطار عنهم. ولفت الى ان وجود المسيحي في لبنان وتمسكه بالحرية يشكل قوته الفعلية. واوضح جعجع ان لا خلاف بينه وبين النائب ميشال عون، متسائلا "هل خلافي مع عون هو الذي أدى الى حرب تموز 2006 أو الى إقفال الوسط التجاري".

 

رحلة الحاج ميشال

عــمـاد مـوسـى، الخميس 11 شباط 2010

لبنان الآن/عميقاً كان العماد ميشال عون وبليغاً ومؤثراً في الكلمة التي ألقاها عقب قداس مار مارون في براد. وخلافاً لعادته لم يرتجل الجنرال بل قرأ بهدوء ما كُتب له بتأنٍ أو ما كتبه هو شخصياً في لحظة صفاء روحاني. ما أروع النص واختصار الـ 1600عام  التي تبدو "حقبات طويلة في حياة الشعوب والأمم ولكنها لا شيء أمام أبدية الله، ولذلك، وإن غبنا طويلاً عن منابعنا وجذورنا فإنها لحظة قصيرة أمام الخلود الذي تجسده عظمة هذا المكان، وهكذا نتحرر من مقاييس الزمان، فنرافق بتأملنا مار مارون يطوي هذه الأرض بقدميه، وكأننا نسير إلى جانبه في هذه اللحظات التاريخية لنعيش معه فنقوى به ونسمو إلى آفاق أرحب"... للحظة تمنيت لو وُلدتً مارونيا كي أكون خروفاً صالحاً في رعية الزعيم المشرقي الجديد، وتلميذا متعطشاَ إلى القيم الروحية المارونية السمحاء، لكنني تماسكت وتمسكت بأورثوذكسيتي كما يتمسك بها الجنرال أبو جمرة... وأكثر.

بدا العماد ميشال عون في رحلة الحج إلى براد شخصاً آخر.. رجلاً مفعمًا بالروحانية والتواضع والعفة والرسولية.. رجلاً لا يريد من السلطة الدنيوية شيئاً.. رجلاً يسعى إلى السلام والإرتقاء بموارنة الشرق إلى فوق. رجل إيمان وعقيدة.. مبشّرًا بقيم العدالة في أرض العدالة والتسامح. بلحظة التقاء التاريخ بالجغرافيا إشتعل دفء الإيمان في برد براد. وأزهر ليمون الحرية على قبر مار مارون. كان على الجنرال عون  أن يحج إلى حلب  لنكتشف معدنه الروحي. وكان عليه أن يسافر بالطائرة، مع الحجاج إميل إميل، وإميل الأول، وإميل رحمة، و"بطريرك بنشعي والجوار" سليمان بك فرنجيه وسائر "آباء" التغيير والإصلاح حتى يثبت للقاصي والداني أن رحلته إلى براد هي للصلاة والتأمل في التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في المسائل الروحية المشتركة. هذه المرة بالطائرة، السنة المقبلة مع نقليات بارود أو مع نخال... من يقدّم أفضل Offre بيطلع الجنرال معو.

ولو أن سنّه يساعد، لسافر إلى حلب سيراً على الأقدام مبشراً بمار مارون في القرى والدساكر والمدن... يا ريت. وليت وقت الجنرال يسمح كي يحج إلى مديغورييه والبرتغال ويسبح مع العماد لحود في نهر الأردن ويعود إلينا في الـ 2012. وليت الحرب تقع كي  تُمحى إسرائيل ويصلي العماد عون على جبل الزيتون. لا. ليست الأمور هكذا وساذج من يعتقد أن العماد عون منهمك اليوم في صياغة  مستقبل مسيحيي الشرق وإعادة الإعتبار للمسيحية المشرقية من خلال رحلة حج   هدفت إلى جملة أمور منها:

إضعاف مرجعية بكركي وإظهار حدة الخلاف الماروني.

سورية كمحج لطالبي الحظوة والرعاية.

تكبير دور العماد عون كزعيم مشرقي كتعويض عن تراجعه الشعبي  إلى خسارته حلم الرئاسة، منذ أن أصبح جزءاً لصيقاً بقوى 8 آذار وخياراتها الإستراتيجية.

والأهم من كل ذلك، لو لم يحج الجنرال إلى براد، ملبياً الدعوة للمشاركة في احتفالية مطرانية حلب بالذكرى اليوبيلية لوجب عليه تلبية دعوة مطران بيروت للموارنة إلى حضور القداس الرسمي. إلى جانب من سيجلسوه في كاتدرائية مار جرجس؟ إلى جانب السيدة صولانج الجميل كرئيس حكومة سابق؟ أو خلف الرئيس نبيه بري أو إلى جانب الدكتور سمير جعجع؟

أعتقد أن الذهاب إلى براد ـ ولو حافيًا -  أهون بكثير.

 

سعد إنتقد تحول مناسبة مار مارون لغطاء سياسي للتمدد خارجا: سنشارك في ذكرى إستشهاد الحريري لانها تعنينا سياسيا ووطنيا وشخصيا

المركزية - الخميس 11 شباط 2010

 دعا عضو اللقاء الديمقراطي النائب انطوان سعد إلى إعطاء ملف التعيينات أولوية في النقاشات الداخلية بين القوى السياسية وفي مجلس الوزراء، "لأن مصالح المواطنين وإطلاق عجلة بناء مؤسسات الدولة لا تنتظر تقاسم المغانم وتحقيق مكتسبات سياسية لهذا الفريق أو ذاك"، معتبرا أن "الإنتخابات البلدية يجب أن تجري في موعدها الدستوري ولا مصلحة وطنية في تأجيلها"، مؤكدا أن "ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري هي ذكرى وطنية ويجب أن تجمع كل اللبنانيين ونحن في اللقاء الديمقراطي وما نمثل معنيون بها ولا داعي لتأويلات وإجتهادات لأن إستشهاد الرئيس الحريري كان من اجل لبنان وحريته وسيادته".

ورأى في تصريح أن "بناء الدولة يحتاج إلى قرار جريء من معظم القوى السياسية خارج الحسابات الضيقة، وبعيدا عن منطق الربح والخسارة أو منطق الإنتصارات وتسجيل نقاط الفوز في القضايا التي تطرح اليوم من تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، إلى الإنتخابات البلدية وتخفيض سن اقتراع أو النسبية إلى قانون الجنسية وإقتراع المغتربين"، معتبرا أن "تلك العناوين يجب أن تناقش بهدوء وبمنطق عقلاني لتحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية وتطمين كل الفرقاء، بعيدا عن المحسوبية"، وشدد على طرح سلة متكاملة في الخطة الإصلاحية التي تطرح بعض عناوينها اليوم، لأن قيام الدولة وبناء المؤسسات لا ينتظر تقاسم المغانم وتحقيق مكتسبات سياسية لهذا الفريق أو ذاك، داعيا إلى إيلاء التعيينات الإدارية أولوية في النقاشات الداخلية بين القوى السياسية وفي مجلس الوزراء.

وشدد على إجراء الإنتخابات البلدية في موعدها الدستوري "لأن لا مصلحة وطنية في تأجيلها، وعلى كل فريق سياسي أن يحول الأقوال إلى أفعال في إنجاز هذا الإستحقاق الذي هو جزء من التوافق الداخلي الذي أقر في إتفاق الدوحة"، معتبرا أن "تهريب الإنتخابات لا يخدم مسيرة النهوض بالدولة وبمؤسساتها، ويقدم طعنة كبيرة لنظامنا الديمقراطي"، داعيا إلى إعطاء هذا الإستجقاق بعدا إنمائيا وإجتماعيا وإبعاده عن التسيس وشحن النفوس وخلق الإنقسامات العائلية أو الطائفية أو الحزبية "لأن جميع المواطنين معنيون بالإنماء وبتقدم القرى والبلدات والمدن". وأكد سعد أن ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري هي "ذكرى وطنية، يجب أن تجمع كل اللبنانيين"، وقال: "نحن في اللقاء الديمقراطي وما نمثل معنيون بها، ولا داعي لتأويلات وإجتهادات، لأن إستشهاد الرئيس الحريري كان من اجل لبنان وحريته وسيادته"، معتبرا أن "ما بين الرئيس الشهيد والنائب وليد جنبلاط تاريخ مشترك وطويل من النضال والبناء والمعاناة من أجل إستقلال لبنان وتطوره، والعلاقة اليوم مع الرئيس سعد الحريري لا تختلف عن ذلك النهج وهناك قواسم مشتركة كبيرة بين الرجلين، وسنشارك في الذكرى التي تعنينا سياسيا ووطنيا وشخصيا". وإذ توجه بتهنئة الطائفة المارونية بعيد شفيعها القديس مار مارون، إنتقد أن تتحول المناسبة عند البعض لغطاء سياسي للتمدد خارج الحدود لأن المناسبة دينية ولا داعي لإستعراضات غير مجدية لا في الداخل ولا في الخارج، معربا عن إستغرابه لهبوط الوحي على من حكم البلاد لتسع سنوات متناسيا الصرح البطريركي الذي يمثل المرجعية الأساسية والأولى للموارنة بمرجعيته الوطنية التي يجسدها البطريرك صفير. ونوه بالجهود التي تبذلها الدولة بكل مؤسساتها في موضوع الطائرة الاثيوبية المنكوبة.

 

 

 

Sfeir: We are a nation of 'civilized minorities'
Patriarch tells Maronites not to sell land to foreigners
By Elias Sakr and Maroun Khoury
Daily Star staff
Tuesday, February 09, 2010
BKIRKI: The Maronite Patriarch said Monday the Lebanese National Pact was a covenant among the country’s religious minorities rather than a bilateral compromise between Christians and Muslims.
On the eve of the anniversary of the Maronites patron Saint Maroun, Sfeir warned Maronites against selling their land and stressed that Lebanon, though not the Maronites’ country of origin, was their center of weight and a guarantee for their independence.
This year’s Saint Maroun holiday falls on the 1,600th anniversary of the death of the founder of the Maronite church. Saint Maroun flourished as a hermit in Brad, a village north of the Syrian city of Aleppo, before moving with his followers to Lebanon. He is buried in the village.
“The Maronites wrote their history in land rather than books, a land of giving, sacrifice and self defense which reflected the Maronites’ independence,” Sfeir said in his address to Maronites.
He said land was the Maronites’ “only true anchor.”
The patriarch also warned Maronites against selling their land particularly to non- Lebanese. “Those [who sell their lands] violate the sanctity of their nation,” Sfeir added.
“Despite the fact that the Maronite religion did not stem from Lebanon, the Maronites feel that their true nation, like Saint Maroun wanted it, is a spiritual realm since the Maronite religion is a project of freedom with Lebanon as its symbol,” Sfeir said.
The patriarch stressed that the Lebanese National Pact agreed upon by the country’s religious communities was established to serve the principles of freedom and determination.
Sfeir added that the pact was not a bilateral compromise between Christians and Muslims but rather a pact “between civilized minorities which embody religious communities.”
“The pact is an act of trust in the Lebanese cause which Lebanon’s religious communities were committed to since the day they fled to Lebanon starting with the Maronites that lost everything except for their spiritual culture,” Sfeir added.
He added that “the Lebanese National Pact was not written and should not be since its only guarantee was belief in God and trust in man.”
“The covenant is an act of give and take as well as an act of trust,” the patriarch said.
Following a meeting with a delegation of the Lebanese Forces and the March 14 Secretariat General, Sfeir stressed that Lebanon should guarantee the people’s freedom of speech despite all difficulties.
Speaking on behalf of the March 14 delegation, Future Movement MP Ammar Houri praised Sfeir’s patriotic stances which he said promoted national coexistence, democratic principles and civil peace. Speaking for the LF delegation, Ziad Maalouf said his party backed Sfeir’s national stances. “We tell he who claims that Sfeir is taking sides that the patriarchy is for all Lebanon and any criticism of it is a criticism of Lebanon and all its factions,” he said.
Aoun says syria visit bears historic importance
BEIRUT: Free Patriotic Movement (FPM) leader MP Michel Aoun said on Monday his visit to the Syrian city of Aleppo bears a historic significance. He stressed that the visit aimed to revive Eastern Christian culture.
“Our visit today bears a historic importance since it sets a new track to revive true Eastern Christian culture because the Christian church originated from here, particularly the Antakya Church which embraces all Eastern Christian religious communities,” Aoun told reporters at Aleppo airport.
Aoun also slammed stances criticizing his visit to Syria to celebrate the anniversary of the patron of the Maronite sect, Saint Maroun, and stressed the occasion was celebrated worldwide rather than only in one church.
Last Friday, Maronite Patriarch Nasrallah Butros Sfeir said he rejected any potential visit to Syria if not backed by his community.
“The top priority is to take my religious community with me and this is difficult in light of Christian concerns regarding Syria’s intentions toward Lebanon,” Sfeir said.
In response to Sfeir’s statement, FPM MP Alain Aoun said the FPM “went to Syria with what it represents since we speak for many Lebanese and we seek to better ties between Lebanon and Syria.” Marada Movement leader Suleiman Franjieh and former Lebanese President Emile Lahoud also attended the ceremony. – The Daily Star

Separate St. Maroun Celebrations in Beirut and Brad, Sfeir Says Maronite Church Keen on Coexistence
Naharnet/Lebanon's Maronites celebrated the 1600th anniversary of St. Maroun's death on Tuesday in two separate masses held in Beirut's Saint George church and in Brad in the Syrian city of Aleppo.Maronite Patriarch Nasrallah Sfeir held the mass at Saint George in downtown Beirut at 11:00 am. The mass was attended by President Michel Suleiman, Speaker Nabih Berri, Prime Minister Saad Hariri and several cabinet ministers, MPs and politicians. Sfeir said in his sermon that the Maronite church, which was established by St. Maroun, has been keen on coexistence between Christians and Muslims.  As for the mass at St. Maroun church in Brad, it was attended by Free Patriotic Movement leader Michel Aoun, former President Emile Lahoud, Marada movement leader Suleiman Franjieh and Energy Minister Jebran Bassil, who traveled to Aleppo on Monday. The mass was held at noon and Aoun made a statement after the prayers. He thanked President Bashar Assad and the Syrian people for their warm welcome. Aoun said Monday his visit to Aleppo bears a historic significance, stressing the trip was aimed at reviving Eastern Christian culture. "Our visit today bears a historic importance since it sets a new track to revive true Eastern Christian culture because the Christian church originated from here," the MP told reporters upon arrival to the Syrian city. Aoun also slammed those criticizing his visit to Syria, stressing the occasion was celebrated worldwide rather than only in one church.As for Franjieh, he said his visit had a religious aspect although he hinted he was proud of being part of the Syrian-Iranian axis.Ad-Diyar daily said Bkirki circles have expressed frustration at attempts to show a divide among Christians. "What's happening in Brad is an attempt to target the Maronite Patriarchate and hint that there is a Christian authority that can make decisions to weaken the Maronite church," the newspaper said. Beirut, 09 Feb 10, 08:20
 


Sfeir marks St. Maroun holiday with Beirut Mass
Sleiman says anniversary of concern to all Lebanese

Daily Star staff/Thursday, February 11, 2010
BEIRUT: The Maronite patriarch celebrated on Tuesday the Saint Maroun holiday during a Mass attended by Lebanese top officials at the Saint Georges Cathedral in Downtown Beirut, while Free Patriotic Movement (FPM) leader MP Michel Aoun and other opposition figures commemorated the occasion in the Syrian village of Brad, near Aleppo.
This year’s Saint Maroun holiday falls on the 1,600th anniversary of the death of the founder of the Maronite Church. Saint Maroun flourished as a hermit in Brad, a village north of the Syrian city of Aleppo, before moving with his followers to Lebanon. He is buried in the village.
President Michel Sleiman, Speaker Nabih Berri, Premier Saad Hariri, Lebanese Forces leader Samir Geagea and several MPs and ministers participated in the mass in Downtown Beirut while Marada Movement leader Sleiman Franjieh and former President Emile Lahoud attended the ceremony in Brad.
In his sermon, Patriarch Nasrallah Butros Sfeir urged followers of the Maronite Church to hold on to their religious, national and ethical beliefs as he asked God to bestow prosperity on the Maronite Church and its community. Meanwhile, Beirut Maronite Bishop Boulos Matar stressed that although the Maronite Church “stemmed from Qurush Mountains in Syria, it grew as a tree with its roots in Lebanon.” Similarly, Batroun Bishop Boulos Saade stressed the Maronite community’s commitment to Lebanon as a final nation and a message of freedom to the world.
Following the Mass, Matar held an honorary lunch that was attended by Sleiman, Berri, Hariri, Sfeir and the Vatican Ambassador to Lebanon Gabriele Checchia.
Speaking at the lunch, Sleiman said Saint Maroun’s anniversary concerned all the Lebanese rather than only the Maronite community. “Saint Maroun, Saint George and the Beirut diocese are for all of Lebanon,” Sleiman added.
For his part, Matar praised Sleiman’s keenness to unite the Lebanese and promote reconciliations among Maronites as well as on the national level. Earlier Tuesday, Sfeir said following a Mass in Bkirki that the more Maronites were “divided among themselves the more likely they would be defeated by greedy people.” Also, speaking following the Mass held in Brad, Aoun said that Eastern Christians carried their Christianity to the West and never weakened before injustice but rather resisted. “We are strong when righteous but also forgiving,” Aoun said. The FPM leader added that the participation in the ceremony in Aleppo was aimed against all those who promoted conflict among civilizations. “Civilizations interact to set a better course for the evolution of humanity,” he added. Meanwhile, Vatican Ambassador to Syria Mario Zenari said Eastern Christians carried the responsibility of promoting rapprochement among all religious communities in order to guarantee peace and justice particularly in the Middle East. “You, Syrians, can be proud of your religious pluralism, and it is our responsibility as Christians living in the Middle East to be a means to bringing the human family together to secure justice, fraternity and peace in the region,” he added. For his part, Franjieh underlined the importance of celebrating Saint Maroun’s anniversary in Aleppo, adding that “we are proud of our relations with Syria and we support it in all its political stances.” Later Tuesday, Syrian President Bashar Assad hosted the Lebanese officials for an honorary lunch. – The Daily Star


The age of Maronite mediocrity

By The Daily Star
Thursday, February 11, 2010
Editorial
As Lebanon and elsewhere celebrated the feast day of the holiest saint in the Maronite church this week, it might not be a “politic” occasion to say it, but there are times when one must dot the Is and cross the Ts, as the Arabic expression has it. Under such conditions, the role of a newspaper or other media consists of stating the obvious. It might not be a particularly new idea, but it’s the media’s duty to relay the concerns of many, and, as they say, state it “for the record.”
We live in the age of Maronite political mediocrity. This week’s celebrations of the Saint Maroun feast day transcend all Maronite political leaders, and their unfortunate division this year into simplistic pro-Syrian and pro-something-else camps. It’s a case of mediocrity, unfortunately, bringing the angels to the ground.
The Maronite community can boast of some momentous achievements over the last few centuries. They might be called “social,” “cultural” or “literary” phenomena, but they’ve had a significant political impact as well. The Maronites have served the revival of the Arabic language in its modern form, counting numerous novelists, poets and playwrights among their ranks, in an achievement that extends far beyond the borders of tiny Lebanon. They played a pioneering role in developing modern institutions of learning and education in this part of the world, a process that had extensions as far as Syria, Iraq and Egypt. In the last few centuries, the Maronites were instrumental in establishing the modern Arabic press; again, this impact wasn’t limited to Lebanon. The Maronites have also played a key role in the realm of cultural, scientific and other forms of interaction: they functioned as a gateway for Western innovations to enter “the east.” Maronites have peddled and promoted new and modern concepts, techniques and products as far away as Iran.
Maronites continue to play a pivotal role in the region on certain levels, thanks mainly to the business and professional acumen of certain individuals. This clout might appear in the form of Maronite Lebanese in the Diaspora, whether it’s Carlos Ghosn, who runs Nissan and Renault, or Carlos Slim, one of the richest people on the planet.
But as a civil society and political “entity” in the homeland, Maronite political leaders are burdening their community with their mediocrity and obsession with short-term, zero-sum game politics. This, in turn, transmits to Lebanon and the country’s political process in Lebanon a sick dose of mediocrity. And in politics, mediocrity can constitute danger. No solution for this state of affairs is apparent, as many naively hope for change. But one must cross the Ts and dot the Is. It’s the age of Maronite mediocrity.

Maronite monks launch certified organic wine

By Agence France Presse (AFP)
Thursday, February 11, 2010
Jocelyne Zablit
KFIFAN: With faith on their side and blessed harvests, Lebanon’s Christian Maronite monks have injected a touch of modern marketing savvy into their age-old wine-making tradition to launch the country’s first certified organic wine. Emblazoned with a cross, their wine bottles recently hit stores under the label Adyar, Arabic for monasteries, catching the eye of connoisseurs.
“Wine is mentioned in the Bible and Jesus gave it symbolic meaning by turning water into wine,” said Brother Hanna Ghantous, 39, who oversees the winery at Mar Moussa, one of eight monasteries involved in the Adyar project that was launched in 2003. “So what we are doing is not unusual,” the black-robed monk sporting a long, dark beard told AFP.
“Of course, some would say we are assisted by divine intervention, but our aim is not a commercial one,” Ghantous said. “Adyar has a spiritual aim, which is to work the land and provide jobs for the local community. That is how I look at our wine.” The 18th-century monastery of Mar Moussa, built over the remains of an old sanctuary, sits atop a hill surrounded by pine trees, lush green fields and vineyards in the Metn region east of Beirut. Though Ghantous appears an odd figure amid the wine vats and bottles stacked in the caves underneath the monastery, he adroitly holds up a glass of the latest cuvee, waxing poetic about its qualities. His interest in wine-making has won him an invitation to Australia later this month for a four-year study of viniculture.
Farther north at the7th-century monastery of Kfifan, located in the region of Batroun and identified with Saint Hardini, Lebanon’s third Maronite saint, Brother Joseph Bou Faysal, 29, supervises the wine making. “Of course, we put a bit of our spirituality, some prayer into our work,” he said. “We offer people something real, something good, we give them something from us.” French oenologist Frederic Cacchia, who oversees production at Adyar, said the wines stand apart for being organic, and because they come from grapes grown outside the Bekaa Valley, the heartland of Lebanon’s wine industry. “People always associate Lebanese wine with the Bekaa, but we are proving that there can be diversity,” he said.
“We are exploring other regions and showing that you can make wine outside the Bekaa,” Cacchia added. The eight wine-making monasteries are located in different regions across the country, giving each wine its own distinct flavor. “The same grape variety is going to have a different expression from one monastery to the other,” said Cacchia. “At Kfifan the vines are grown at an altitude of 400 meters, whereas at Mar Moussa they are grown at a 900-meter altitude,” he said.
Cacchia said he asks that each new harvest be blessed by the monks. He then lets the wine, priced between $14 and $18 a bottle, do the talking. Though Adyar was started in 2003, until late last year when it hit the shops, the wine was made in limited quantities and sold at the monasteries. “We do not use any pesticides or chemical products and have very little disease because of the good climate conditions,” Cacchia said. Production now stands at 45,000 bottles, but Cacchia hopes to raise that to 150,000 bottles within two years, and to begin exporting. While the religious aspect of Adyar may draw curious customers, Cacchia hopes that quality will be the wine’s final selling point.
“Of course, some people will see this as a blessed product, but that won’t sell 145,000 bottles,” he said. “We are banking on quality.” And the competition is stiff, with some 33 wine makers vying for a slice of the Lebanese market today, compared to about five following the end of the country’s 1975-90 Civil War, and about 15 in 2004. “The fact that the monks have been very enterprising and have blown the Maronite cross onto each bottle will give that added cache both to people here and abroad,” said Michael Karam, who authored an award-winning book on Lebanese wines in 2004 and is working on a new guide coming out later this year. “This is a wine that has improved a lot in the last six years, and it is a wine that will have a huge following among the Lebanese diaspora, who tend to be nostalgic for all things related to this country,” Karam told AFP. “People will be drawn to it because it’s got a unique story, and everyone likes a story behind a bottle of wine.”

St. Maroun: Celebrations in Lebanon and Syria
February 9, 2010
Lebanon’s Maronites celebrated the 1600th anniversary of St. Maroun’s death on Tuesday in two separate masses held in Beirut’s Saint George church and in Brad in the Syrian city of Aleppo. Maronite Patriarch Nasrallah Sfeir held the mass at Saint George in downtown Beirut at 11:00 am. The mass was attended by President Michel Suleiman, Speaker Nabih Berri, Prime Minister Saad Hariri and several cabinet ministers, MPs and politicians.
The mass at St. Maroun church in Brad, Syria was attended by Free Patriotic Movement leader Michel Aoun, former President Emile Lahoud, Marada movement leader Suleiman Franjieh and Energy Minister Gebran Bassil, who traveled to Aleppo on Monday. Aoun thanked after the prayers President Bashar al Assad and the Syrian people for their warm welcome
Aoun slammed those criticizing his visit to Syria, stressing the occasion was celebrated worldwide rather than only in one church. Franjieh said he was proud of being part of the Syrian-Iranian axis. Ad-Diyar daily said Bkirki circles have expressed frustration at attempts to show a divide among Christians. “What’s happening in Brad is an attempt to target the Maronite Patriarchate and hint that there is a Christian authority that can make decisions to weaken the Maronite church,” the newspaper said. Maronite Patriarch Nasrallah Sfeir held the St. Maroun mass at Saint George Cathedral in downtown Beirut at 11:00 am. The mass was attended by President Michel Suleiman, Speaker Nabih Berri, Prime Minister Saad Hariri and several cabinet ministers, MPs and politicians.


Separate St. Maroun Celebrations in Beirut and Brad, Sfeir Says Maronite Church Keen on Coexistence

Lebanon's Maronites celebrated the 1600th anniversary of St. Maroun's death on Tuesday in two separate masses held in Beirut's Saint George church and in Brad in the Syrian city of Aleppo.Maronite Patriarch Nasrallah Sfeir held the mass at Saint George in downtown Beirut at 11:00 am. The mass was attended by President Michel Suleiman, Speaker Nabih Berri, Prime Minister Saad Hariri and several cabinet ministers, MPs and politicians. Sfeir said in his sermon that the Maronite church, which was established by St. Maroun, has been keen on coexistence between Christians and Muslims. As for the mass at St. Maroun church in Brad, it was attended by Free Patriotic Movement leader Michel Aoun, former President Emile Lahoud, Marada movement leader Suleiman Franjieh and Energy Minister Jebran Bassil, who traveled to Aleppo on Monday. The mass was held at noon and Aoun made a statement after the prayers. He thanked President Bashar Assad and the Syrian people for their warm welcome. Aoun said Monday his visit to Aleppo bears a historic significance, stressing the trip was aimed at reviving Eastern Christian culture. "Our visit today bears a historic importance since it sets a new track to revive true Eastern Christian culture because the Christian church originated from here," the MP told reporters upon arrival to the Syrian city. Aoun also slammed those criticizing his visit to Syria, stressing the occasion was celebrated worldwide rather than only in one church. As for Franjieh, he said his visit had a religious aspect although he hinted he was proud of being part of the Syrian-Iranian axis. Ad-Diyar daily said Bkirki circles have expressed frustration at attempts to show a divide among Christians. "What's happening in Brad is an attempt to target the Maronite Patriarchate and hint that there is a Christian authority that can make decisions to weaken the Maronite church," the newspaper said. Beirut, 09 Feb 10, 08:20