المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 19 أيار/ 2008

 

إنجيل القدّيس متّى .20-16:28

وأَمَّا التَّلاميذُ الأَحَدَ عَشَر، فذَهبوا إِلى الجَليل، إِلى الجَبَلِ الَّذي أَمَرَهم يسوعُ أَن يَذهَبوا إِليه. فلَمَّا رَأَوهُ سَجَدوا له، ولكِنَّ بَعضَهُمُ ارْتابوا. فَدَنا يسوعُ وكَلَّمَهم قال: «إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض. فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس، وعَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به، وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم».

 

مؤتمر القيادات اللبنانية في عاصمة قطر-الدوحة
ملف خاص بمؤتمر الدوحة سوف يتم تحديثه على مدار الساعة طوال ايام انعقاد المؤتمر/كل ما تنشره وكالات الأنباء والصحف باللغتين العربية والإنكليزية

اضغط هنا لقراءة الملف

 

"هيومن رايتس واتش": للتحقيق في قتل المدنيين وانتهاكات القانون الانساني

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، السلطات اللبنانية، الى "التحقيق في أحداث قتل المدنيين والإنتهاكات الجسيمة الأخرى للقانون الإنساني الدولي خلال إقتتال الأسبوع المنصرم". كما دعت "الزعماء اللبنانيين المجتمعين في قطر لمحاولة حل خلافاتهم، إلى أن يدعموا تحقيقات قضائية مستقلة وعدم محاولة تغطية إرتكابات مناصريهم". وأشار بيان للمنظمة الى أن "الإقتتال الذي بدأ في السابع من أيار 2008 بين مجموعات معارضة بقيادة حزب الله ومجموعات مناصرة للموالاة، خلف على الأقل 65 قتيلا و200 جريح، وفقا لإحصائيات قوى الأمن الداخلي اللبناني"، والى أنها "وثقت إنتهاكات للقانون الإنساني الدولي إرتكبت من قبل مقاتلين تابعين للمعارضة والموالاة، من بينها الإعتداء على المدنيين وعلى ممتلكاتهم. وقال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "المسلحون في لبنان تصرفوا كأنهم فوق القانون لفترة طويلة جدا"، وأضاف "على السلطات اللبنانية أن تجلب للعدالة كل أولئك الذين قتلوا مدنيين، أو الذين أعدموا مقاتيلن خلال إحتجازهم". وذكر البيان ان المنظمة "تحدثت إلى عدد من الجرحى المدنيين الذين قالوا بأن مسلحين أطلقوا النار عليهم رغم أنهم كانوا عزلا"، وأن تحقيقا أوليا بدأت به "أظهر أن 12 شخصا على الأقل من القتلى، لم يكونوا مشاركين في أعمال القتال".

كما ذكر ان "عناصر في المعارضة تابعين ل حزب الله، أمل، والحزب السوري القومي الإجتماعي، استعملوا الأسلحة الخفيفة وقذائف الآر بي جي (المتعارف عليها باسم ب 7) في أماكن مكتظة بالسكان في بيروت. هذه الهجمات قتلت وجرحت عددا من المدنيين. أمل بيضون 59 سنة وابنها هيثم طبارة 35 سنة قتلا في الثامن من أيار، بينما كانا يحاولان الفرار من منطقتهما في رأس النبع عندما أطلق مسلحون من المعارضة قذيفة آر بي جي باتجاه تواجد سيارتهما. كما أصيب شقيقا طبارة لاحقا في اليوم ذاته عندما أطلق مسلحون من المعارضة النار على سيارتهما بينما كانا يحاولان الوصول لعائلتهما في المستشفى".

أضاف: "مسلحو المعارضة اعتقلوا أيضا عددا من المشتبه بهم من المجموعات المناصرة للموالاة. في معظم الحالات سلم مسلحوا المعارضة المحتجزين لديهم للجيش اللبناني بعد ساعات عدة من إحتجازهم، لكن عددا من الأفراد احتجزوا لأيام بمعزل عن العالم الخارجي. ففي بلدة الشويفات احتجز عناصر من حزب الله أربعة مشتبه في إنتمائهم إلى الحزب التقدمي الإشتراكي لمدة ثلاثة أيام، وفي مقابلة تلفزيونية لاحقة أشار المفرج عنهم أنهم عوملوا معاملة حسنة. بينما أخبر معتقلان آخران احتجزا في بيروت على يد عناصر مسلحة من المعارضة هيومن رايتس ووتش بأنهم ضربوا وأهينوا: "احتجزت لمدة ساعتين في أحد المقار التابعة لحركة أمل، كنا تقريبا 18 شخصا في الغرفة، ضربت بعقب البندقية ورأيت أشخاصا آخرين يضربون أيضا".

وتابع: "المناصرون للموالاة، تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي، لجأوا أيضا للعنف ضد المدنيين وللمكاتب التابعة للمعارضة في المناطق الخاضعة لنفوذهم في شمال لبنان، البقاع، والشوف. العديد من هذه الهجمات إنتهكت القانون الإنساني الدولي. حزب الله أصدر بيانا قال فيه أن مقاتلين من الحزب التقدمي الإشتراكي اعتقلوا إثنين من مقاتليه وأعدموهما. وعاينت هيومن رايتس ووتش الصور لعنصري حزب الله المذكورين والتي تظهر أن أحدهما على الأقل أطلق النار على رأسه من مسافة قريبة جدا بينما يظهر أن جزءا من جلد ساعد الآخر قد أزيل".

وأردف: "وتظهر أشرطة فيديو بثت على موقع اليوتوب (www.youtube.com) عن المعارك في بلدة حلبا الشمالية بين مسلحين مناصرين للموالاة وعناصر من الحزب السوري القومي الإجتماعي المعارض جرحى تابعين للحزب السوري القومي الإجتماعي، ملقون على الأرض ويضربون ويلقون معاملة سيئة من رجال مسلحين". ونقل البيان عن ستورك قوله: "روايات الإنتهاكات من قبل المسلحين تنتشر كالنار في الهشيم وتزيد من التوتر. إذا لم تسارع الدولة لتوقيف المرتكبين ومحاسبتهم فإننا سنشهد عمليات ثأرٍ في المستقبل." ولفت البيان الى أن "القانون الإنساني الدولي - المعروف بقانون الحرب - يطبق على حالات النزاع المسلح التي تفوق الإخلال بالأمن والتوتر كأعمال الشغب وأعمال العنف المتفرقة. القانون القابل للتطبيق يشمل المادة الثالثة المشتركة في إتفاقيات جنيف لعام 1949 إضافة إلى القانون الإنساني الدولي العرفي". وختم ناقلا عن ستورك: "الإتفاق بين الزعماء اللبنانيين يجب أن يتضمن تعهدا بدعم تحقيقٍ قضائيٍ مستقل ونزيه بجرائم القتل والجرائم الأخرى. المحاسبة حجر بناء أساسي لأي وحدة وطنية مستقبلية".

 

وزير الدفاع الايطالي تفقد قوة بلاده في الجنوب وزار الناقورة

وطنية - 18/5/2008 (متفرقات) تفقد وزير الدفاع الإيطالي إينياتزيو لا روسا, يرافقه رئيس أركان الدفاع فينشينزو كمبوريني, ووفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع, قوة بلاده العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب. وقد أعد له حفل إستقبال في مقر القيادة الإيطالية في تبنين، تقدمه قائد القوات الإيطالية في لبنان الجنرال باولو روجيرو وكبار الضباط الإيطاليين, في حضور قائد ال"يونيفل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو, وقدمت ثلة من العسكريين الإيطاليين, التحية العسكرية للوزير الزائر الذي قام باستعراضها على وقع الموسيقى, ثم انتقل والحضور الى صالون الشرف, وعقد لقاء موسع مع الجنرال روجيرو وقيادته, واستمع منهم الى شرح مفصل عن عمل قوة بلاده لناحية تنفيذ القرار 1701, إضافة الى المهمات التي تقوم بها القوة الإيطالية, لا سيما الأمنية والإنسانية والخدماتية, وعن طبيعة العمل في القطاع التي تنتشر فيه, والمهمة الموكلة إليهم من قبل الأمم المتحدة. وأعرب الوزير لا روسا عن اعتزازه وفخره بقوة بلاده, لما يقدمه عناصرها ويقومون به من أجل السلام في المنطقة, ناقلا تحيات المسؤولين والشعب الإيطالي لهم, وحثهم على المضي قدما في مهامهم من أجل الإستقرار والسلام في هذا البد الجميل لبنان, وابدى لا روسا ارتياحه للعلاقة الطيبة لقوة بلاده مع الشعب الجنوبي, من خلال أطر التعاون مع المجتمع المدني. وكان الوزير لاروسا زار المقر العام لليونيفيل في الناقورة, واجتمع مع قائد اليونيفيل الجنرال غراتسيانو ومعاونيه. يشار الى ان هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للوزير لاروسا الى لبنان بعد تعيينه مؤخرا وزيرا للدفاع في حكومة بلاده.

 

ابو جمرة: مشاركة المعارضة بالثلث الضامن هي الحل الافضل ولو تم اعتماده سابقا لكان جنب البلاد كل ما شهدته اخيرا

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) اوضح القيادي في التيار الوطني الحر اللواء عصام أبو جمرة في حديث لموقع "nowlebanon.com" الالكتروني أن "العماد عون حمل الى الدوحة اقتراحين، الأول طلب المشاركة في الحكم منعا لانتقال الخلاف الى الشارع عند اتخاذ الحكومة قرارات كالتي اتخذتها أخيرا، والثاني تشكيل حكومة انتقالية في حال عدم التوافق على حكومة وحدة وطنية". أضاف أبو جمرا " وبالتالي ان مشاركة المعارضة بالثلث الضامن هي الحل الأفضل الذي لو تم اعتماده سابقا لكان جنب البلاد ما شهدته أخيرا ولكانت المعارضة أسقطت قرارات الحكومة في مجلس الوزراء بدلا من الشارع".

وبالحديث عن السلاح، قال: "إن البنود القطرية نصت على عدم معالجة بند السلاح على طاولة حوار الدوحة وإنما حددت البنود الأخرى التي يجب الاتفاق عليها"، مشيرا إلى أن "التيار الوطني الحر يدعو إلى نزع سلاح الميليشيات في لبنان ولا يرضى بوجود واستعمال هذا السلاح في الداخل اللبناني"، معتبرا أن فريقي الموالاة والمعارضة "يجمعان على رفض السلاح في الداخل، ولكن ما حصل في بيروت مؤخرا ليس بالتأكيد مرتبطا بهذا الأمر، لأن المعارضة نزلت الى الشارع بعد أن صدرت قرارات جائرة بحقها، تماما كما يحصل في كل البلدان الأخرى التي تشهد انقلابات، فتصبح حينها حجة الأقوى سيدة الموقف".

وحول توقعاته بشأن نتائج حوار الدوحة رأى أبو جمرة إنه "سينتج حتما معادلة سلاح جديدة لجهة منع استعمال السلاح ونقله في الداخل، أما سلاح المقاومة فهو موضوع آخر يتحاور عليه اللبنانيون لاحقا"، وهنا ربط أبو جمرة سلاح المقاومة بتنفيذ القرار 1701، اي باسترجاع مزارع شبعا المحتلة وعودة المعتقلين في السجون الإسرائيلية الى عائلاتهم بالإضافة إلى وقف الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، "حينها فقط تسقط حجة سلاح حزب الله فيصبح من الممكن المطالبة بنزعه، وإلى أن يتحقق ذلك لا يمكن أن تكون هناك مقاربة لمسألة السلاح التابع للمقاومة بل يجب أن تتوجه الجهود إلى حل مسألة سلاح الميليشيات في الساحة الداخلية". اما في ما يخص قانون الانتخابات الملف الخلافي الأبرز، فاعتبر أبو جمرة أن "قانون العام 1960 هو الأنسب على الرغم من تحفظ البعض على مسألة ضم بعض الأقضية"، مشيرا إلى أن "تقسيمات بيروت تشكل العقدة الأكبر"، مشددا على "وجوب تقسيمها الى دوائر بحسب الاكثرية السكانية، وبالتالي فإن الحديث الذي يتم التداول به في الدوحة لجهة وضع الصوت الارمني تحت رحمة الصوت البيروتي هو أمر غير مقبول نهائيا".

وردا على سؤال حول موقف النائب سعد الحريري الداعم لتقسيم بيروت، قال: "فليقل لنا كيف يريد تقسيم بيروت وعندها نوافق او لا نوافق على القانون"، معتبرا أن "كل التقسيمات التي يطرحها فريق الموالاة هي على قياسه، لذلك فإن المعارضة تطالب بضمانات تحفظ لها وجودها". أضاف: "لو اتفقنا على قانون انتخاب، عندها تصبح الحكومة في آخر اهتماماتنا، لاننا سنتوجه حينها الى انتخابات نيابية تفرز طبقة سياسية جديدة ينتج عنها حكومة جديدة". اما عدم اعتماد تقسيم جديد لمرجعيون وحاصبيا، فذلك وبحسب ابو جمرة "لن يكون له السلبية المؤثرة على المعادلة السياسية وبالتالي يمكن احتواء نتائجه على عكس ما يمكن ان يحصل في بيروت في حال عدم اعطاء المسيحيين التمثيل الصحيح".

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 18 ايار 3008 :

ورد في الصحف هذه الاسرار :

اللواء :

همس تحدثت مصادر دبلوماسية عن اتصالات جرت بين عاصمة كبرى وأخرى إقليمية حول الوضع في لبنان·

غمز رفض مسؤول عربي بحدة تطييب خاطر قيادي في المعارضة بناء على طلب حليف له، وقال إن الاتفاق كُتب ولا إمكانية لتغيير حرف واحد فيه·

لغز لم تنجح مساع بُذلت منذ أيام لإقناع مرجع روحي باستقبال وفد حزبي ليشرح له ملابسات ما حدث في العاصمة!·

النهار

اسرار الآلهة : استغرب وزير خارجية عربي عدم قبول ممثلي الموالاة الاجتماع بممثلي المعارضة من اجل التفاوض قبيل توقيع الاتفاق المبدئي.

من المسوؤل: أجريت مناقلات في وزارة حسّاسة من دون التشاور مع مرجع حكومي يفترض أن يطلع عليها.

لماذا : تردد أن تهديدات دولة كبرى بارسال قطع بحرية الى قبالة الساحل اللبناني، ساهمت في الاسراع بانجاز الاتفاق المبدئي الذي مهد لحوار الدوحة.

البلد

اجمعت مصادر دبلوماسية اجنبية على ان اي تعديل في اتفاق الطائف لن يحصل قبل معالجة موضوع السلاح واستراتيجية الدفاع وبعد الانتخابات النيابية المقررة مبدئياً في العام 2009.

يحمل المتحاورون دراسات اعدت حول كل المواضيع الشائكة وهي تأخذ في الحسبان مقارعة الحجة بالحجة علماً ان فريقا ظل جاهزا لكل قطب في بيروت لمده بما يلزمه من المعلومات.

بيّنت مجريات الاحداث والتطورات ان عملية العصيان المدني، اذا تعدت موضوع الخيم المنصوبة وسط بيروت تؤدي الى حرب اهلية كانت بذورها في 23 و25 كانون الأول 2007 وايار 2008.

المستقبل

قالت اوساط متابعة ان واحدا من ممثلي المعارضة في مؤتمر الدوحة جرى "تفخيخه" ليكون جاهزا للتفجير "اذا اقتضى الامر"

اكدت مصادر دبلوماسية ان النبرة الحازمة لمسؤول عربي تهدف الى حماية الاتزام ببت كل ما تضمنه الاتفاق الذي اعلنته اللجنة الوزاريةة العربية بوصفه اتفاقالحل شامل

سالت جهات معنية عن اسباب امتناع دول معينة عن التحذير من تداعيات الانقلاب الاخير على قوات الطوارىء في الجنوب

 

بوش قلق على الديموقراطية في لبنان: "حزب الله" استدار بسلاحه نحو شعبه

القاهرة - من جمال فهمي: النهار

أبدى الرئيس الأميركي جورج بوش أمس في شرم الشيخ قلقه من تطورات الوضع في لبنان، وجدد دعمه لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة متهما "حزب الله" بأنه "استدار بسلاحه نحو شعبه". وقال بعد لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المنتجع المصري الذي يحتضن نشاطات منتدى دافوس للتعاون الاقتصادي الدولي، إن عباس أبلغ اليه "قلقه الشديد في شأن لبنان ومصير حكومة السنيورة". واضاف: "أنا قلق كذلك من العناصر الراديكالية التي تقوض الديموقراطية (في المنطقة)، لقد بات واضحا أن حزب الله الذي تدعمه وتموله ايران لم يعد يستطيع (الاستمرار) في تصوير نفسه كمدافع عن لبنان ضد اسرائيل فهو الآن يستدير بسلاحه ضد شعبه... ان هذه لحظة حسم... انها لحظة تتطلب منا أن نقف مع حكومة السنيورة وندعمها".

وصرح بوش للصحافيين المرافقين بأنه أبلغ الى عباس "تصميمه على المساعدة في تحقيق حلم إقامة  دولة فلسطينية مستقلة". وأضاف: "أؤكد لك مجددا التزام حكومتي المساعدة لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية واقامة دولتين (فلسطين واسرائيل) تعيشان جنبا الى جنب في سلام"، موضحا أن التزامه اقامة الدولة الفلسطينية يعود الى سببين أولهما "انكسار قلبي برؤية امكانات كبيرة للشعب الفلسطيني تضيع، وثانيهما ان ذلك هو السبيل الوحيد لاحلال سلام دائم في المنطقة... الوطن الفلسطيني سيكون فرصة لانهاء المعاناة التي تحدث في الأراضي الفلسطينية".

وكان الرئيس الأميركي رد صباحا على الانتقادات والاتهامات التي وجهت اليه بالانحياز لاسرائيل بعد مشاركته الاسبوع الماضي في الاحتفال بالذكرى الستين لانشائها، وقال في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي: "انتظروا خطابي (اليوم الأحد في الجلسة الافتتاحية للمنتدى) فسأقول بوضوح ان بامكاننا أن نحقق نجاحا في تحديد (شكل) الدولة الفلسطينية (واننا) سنعمل جاهدين قبل انتهاء ولايتي (في كانون  الثاني المقبل) للتوصل الى هذا الهدف".

لكن الناطق باسم السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة علق متحفظا عن وصف بوش للمفاوضات الحالية بين الفلسطينيين والاسرائيليين بانها تستهدف "تحديد شكل الدولة"، وقال إن عباس سيطلب "من الرئيس الأميركي الضغط على اسرائيل للتعجيل في المفاوضات والكف عن اضاعة الوقت قبل نهاية العام" الجاري . وشدد على أن"المنطقة في حالة غليان والاضطراب سيكون سيد الموقف اذا لم يتم التوصل الى اتفاق فلسطيني - اسرائيلي" قبل نهاية السنة الجارية.

ويذكر أن بوش لم يشر في الكلمة التي ألقاها امام الكنيست الاسرائيلية الأسبوع الماضي الى الدولة الفلسطينية الا بجملة عابرة اعتبر فيها هذه الدولة "حلما يمكن أن يتحقق مستقبلا".

من جهته قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن الرئيس حسني مبارك الذي كان أول من التقاه الرئيس الأميركي بعد وصوله الى شرم الشيخ صباح أمس آتيا من الرياض "أثار في المحادثات الثنائية مع بوش ما جاء في خطابه الأخير في الكنيست قبل يومين". وأضاف أن الرئيس الأميركي رد على مبارك قائلا: "عليكم أن تستمعوا الى الخطاب الذي سألقيه في الجلسة الافتتاحية لمنتدى دافوس لأنني سأتطرق فيه الى القضية الفلسطينية بشيء من التفصيل". واضاف الوزير المصري: " علينا أن ننتظر حتى الغد(اليوم) لكي نرى ونسمع ما تنوي الولايات المتحدة عمله بهذا الشأن".

وأشار الى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قدمت الى مبارك خلال جلسة المحادثات الموسعة التي أعقبت الخلوة بين الرئيسين المصري والأميركي "تقريرا مستفيضا تضمّن رؤية الولايات المتحدة للجهد المبذول حاليا لدفع المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي (...) نحن نرصد لدى الجانب الأميركي بعض التفاؤل وقد أبلغناهم أن لدينا المعلومات نفسها لكن النتائج هي التي ستكشف حقيقة هذا التقدم الذي تتحدث عنه بعض الأطراف". وأعلن عزم كل من وزيري الدفاع والخارجية الاسرائيليين ايهود باراك وتسيبي ليفني، الى زعيم تكتل "ليكود" المعارض بنيامين نتنياهو ، زيارة مصر "خلال اليومين المقبلين".

وبحسب مصادر في الوفد الأميركي المرافق لبوش، فان الرئيس الاميركي سيستكمل اليوم لقاءاته مع عدد من قادة وزعماء المنطقة بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين ونائب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، لكن المصادر نفسها رفضت تأكيد أو نفي احتمال عقد لقاء رباعي يجمع كلاً من بوش ومبارك وعباس والملك عبد الله.

 

البابا يدافع عن الحق بحمل كل البشر على اعتناق المسيحي

الفاتيكان - و ص ف - دافع البابا بينيديكتوس السادس عشر أمس عن حرية الكنيسة الكاثوليكية في السعي الى ضم كل البشر الى المسيحية، واصفا هذا الامر بـ"الواجب" و"الحق الثابت". ورأى خلال لقاء مع المجلس الاعلى للاعمال البابوية الرسولية ان الطابع المركزي لرسالة الكنيسة الكاثوليكية يكمن في رسالة التبشير بالانجيل. وقال ان الدعوة الى "تلمذة كل الامم" المنقولة عن يسوع في الانجيل "لا تزال تشكل مهمة الزامية بالنسبة الى كل الكنيسة وبالنسبة الى كل مؤمن بالمسيح". واضاف: "هذا التعهد الرسولي هو واجب وايضا حق ثابت، وتعبير عن الحرية الدينية بابعادها الاخلاقية والاجتماعية والسياسية". ويعيش المرسلون المسيحيون الكاثوليك بمعظمهم في اوساط من التعددية الدينية. كما ان هذه الرسالة موجهة ايضا الى المؤمنين الذين يعيشون في دول تتحكم فيها الدولة بالنشاط الديني.

ونشر الفاتيكان في 14 كانون الاول الماضي وثيقة تؤكد ان مهمة المؤمنين تكمن في تبشير غير الكاثوليك بالانجيل، انما مع تجنب "اي ضغط".

 

متحدثاً عن "سوابق وهواجس" حيال السياسة الأميركية

السنيورة أسف للتصريحات الاخيرة لبوش: نرفض أن يكون لبنان جائزة ترضية

النهار قال رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة امس ان الجلسة الاولى للحوار اظهرت "رغبة جميع الافرقاء اللبنانيين في التوصل الى تفاهم".

وسئل في حديث اذاعي رأيه في الجلسة الاولى للمؤتمر الذي عقد في العاصمة القطرية فأجاب: "الانطباع، والحمد لله، هو ان هذه الجلسة تبين رغبة جميع الافرقاء في التوصل الى تفاهم بحيث ندخل الباب الذي يوصل الى بداية حل لهذه الازمة، ويجب ان يكون لدينا دائما الايمان والثقة لبذل المستحيل حتى نجد حلولاً لهذه المرحلة الصعبة التي طرأت خلال الاسبوعين الماضيين وبالتالي مداواة الجروح العميقة".

واوضح ان اجتماعه الذي كان متوقعا مع الرئيس بوش في شرم الشيخ لم يعد قائما، وقال: "هذا الاجتماع غير ممكن الآن كما انه لم يكن هناك تأكيد لحصوله. والآن بعد تحديد هذه الاجتماعات في الدوحة لم يعد ممكنا النظر في امكان عقد هذا اللقاء. لكنني اود ان اعلق على اعلان الرئيس بوش لدى وصوله الى اسرائيل وفي ذكرى النكبة دعمه الحكومة اللبنانية. الحقيقة انني اود ان ابدي اسفي الشديد لأن الرئيس بوش انتهز هذه المناسبة لكي يعبر عن دعمه للبنان، لأنه اساسا لم يمارس  اي ضغط فعلي حتى الآن من اجل تنفيذ ما تعهده لاقامة دولة فلسطينية مستقلة. وهذه الذكرى اليمة في ضمير كل عربي وكل مسلم وكل انسان يحترم حقوق الانسان وحقوق اي شعب ولاسيما الشعب الفلسطيني. كنت اتمنى ان يغتنم الرئيس بوش هذه المناسبة للتشديد على حق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه والحصول على دولة مستقلة وهذا ابسط القليل حتى نجد حلا حقيقيا لهذه المشكلة المستعصية التي مضى عليها ستون عاما وما زالت تولد مشاكل هنا وهناك بما فيها المشاكل التي يعانيها لبنان".

واضاف: "بالنسبة الى دعمه لبنان، اعتقد ان الرئيس بوش اذا اراد ان يدعم لبنان والحكومة اللبنانية فالطريق الى ذلك معروف وهو الضغط على اسرائيل لانهاء الاحتلال وان تقبل الحل الذي ارتضاه اللبنانيون وبينوه في النقاط السبع التي وردت ايضا في القرار 1701، اي انهاء الاحتلال لمزارع شبعا. وحتى عندما يأتي الحل النهائي للمشكلة الفلسطينية يقتضي ايضا الانسحاب من مرتفعات الجولان ومن المناطق المحتلة في فلسطين بعد عام 1967(...) اعتقد اننا نسمع منذ فترة كلاماً وتأييداً كبيرا من المسؤولين الاميركيين ومن الرئيس بوش، ولكن الوسيلة الحقيقية والوحيدة لدعم الحكومة اللبنانية والاستقرار في لبنان والمنطقة هي في الضغط على اسرائيل من أجل ان تنسحب من الاراضي المحتلة وان تسير في اتجاه الحل الكامل".

وسئل هل يعتقد ان هناك صفقة اميركية – اقليمية على حساب لبنان فأجاب: "هناك سوابق وهواجس دائما لدى اللبنانيين، ونحن لا نريد ان ندخل في ما يضمره البعض. نحن كلبنانيين لنا موقف واضح، أننا نرفض حل اي مشكلة على حساب لبنان واستقلاله وسيادته وايمانه الكامل بما اتفق عليه اللبنانيون في اتفاق الطائف ولاسيما رفض التوطين. كما نرفض ان تحل اي مشكلة في المنطقة على حساب لبنان وان يقدم جائزة ترضية".

 

موقف ايران وحزب الله ضعف كثيراً"

خدام: نظام دمشق يود اسقاط الدولة لاسقاط المحكمة

النهار/رأى النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام ان موقف ايران و"حزب الله" "ضعف كثيرا" في لبنان والمنطقة بعد اقدام الحزب على السيطرة عسكريا على بيروت، وقال: "ان نظام دمشق يود اسقاط الدولة اللبنانية املاً في اسقاط المحكمة الدولية".

وفي حديث امس الى وكالة "آكي" الايطالية للانباء قال: "قبل انكفائه الى الداخل اللبناني بعد حرب تموز 2006 كان مركز "حزب الله" قويا لدى اللبنانيين كافة ولم تكن هناك حملات ولا شعارات معادية لايران، وهذه سرعان ما بدأت بالظهور والتزايد بعدما بدا أن المعركة ليست في الجنوب انما في داخل لبنان وبيروت، مما اسقط كل ما حققه "حزب الله" من مكاسب خلال كفاحه الطويل من اجل تحرير جنوب لبنان".

وامل في "ان يصل اطراف الحوار في الدوحة الى اتفاق للخروج من هذه الازمة والا تشكل الخلفيات التي دفعت الى اجتياح بيروت عائقا امام الوصول الى اتفاق"، مشيراً الى "ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان شخصية تتمتع بالصدقية"، متمنيا "ان يؤدي انتخابه رئيسا للجمهورية الى اتخاذ اجراءات اكثر حزما في وجه من يسيء الى الوحدة الوطنية وامن لبنان واستقراره".

واضاف ان "طهران ودمشق اطلقتا حربا لم يكن لها داع، واعتقد ان ما جرى الاسبوع الماضي في بيروت ما هو سوى حرب اختبارية حتى يقيس النظامان ردود الفعل اللبنانية والعربية والدولية حيال الوجود العسكري لحزب الله باعتبار ان كل حسابات طهران ودمشق تقول انهما مقبلان على صيف ساخن نظرا الى ان قيادتي البلدين تريدان ذلك، مع ملاحظة ان نظام دمشق يود اسقاط الدولة اللبنانية املا في اسقاط المحكمة الدولية".

ولاحظ "نشوء حالة من الانقسام المذهبي الحاد بين المسلمين في لبنان، وان ما جرى في بيروت لا يقل سوءا عما قامت به اسرائيل عام 1982، بل ربما يكون اسوأ. فعندما يأتي العدو ويغزو مدينة فمن الطبيعي ان ينظر الشعب الى هذا الامر بخطورة، لكن الاخطر عندما يقود الاجتياح شريك في الوطن، ومن الصعب ان ينسى اللبنانيون ولسنوات طويلة اقتحام المنازل ومقار الاحزاب والمؤسسات الاعلامية والقتل. وما يعوض عن هذه الصور هو ان يتراجع حزب الله عن كثير من القضايا التي طرحها ويسهل الوصول الى اتفاق وطني لحل الازمة الدستورية في لبنان".

 

الأمين زار مفتي الجمهورية: مصلحة الشيعة مشروع الدولة

النهار/استقبل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني المفتي الجعفري السيد علي الامين وعرضا للأحداث الاخيرة في بيروت وعدد من المناطق.

وصرح الأمين بعد اللقاء: "لقيت لدى سماحته الحرص الشديد على معالجة الامور وطي صفحة الماضي والبدء من جديد لترسيخ الوحدة وتعميقها، والعودة الى الدولة اللبنانية ومؤسساتها التي تشكل الضمان والحماية لجميع اللبنانيين". وسئل: هل ما زلتم تشغلون منصب مفتي مدينة صور وجبل عامل؟ فأجاب: "ما قرأته في بعض الصحف وسمعته من بعض وسائل الاعلام ليس له من أساس قانوني، انما هو خطوة تشبه الخطوات التي قامت بها قوى الأمر الواقع في بيروت وفي مجلس النواب وما فعلته من تعطيل لانتخابات رئاسة الجمهورية وغير ذلك من القوانين. ونحن نشهد أن القادر على أن يفعل ما فعله في بيروت وأن يكون غطاء شرعياً لما جرى يمكن أن يصدر عنه مثل هذا القرار. وفي كل الأحوال المسألة ليست مسألة عناوين وألقاب، فنحن سنبقى نقوم بواجبنا الديني والوطني تحت مختلف العناوين والألقاب، وما نراه في الجنوب والضاحية والبقاع وسائر المناطق اللبنانية ان مصلحة الطائفة الشيعية هي في العيش المشترك وفي مشروع الدولة اللبنانية الواحدة، وليست مصلحتها في ما تقوم به الواجهة السياسية المدعومة من بعض المؤسسات الدينية في عزل هذه الطائفة داخل وطنها لبنان، وعزلها أيضاً في وطنها العربي الكبير".  

 

عرقجي: لا يحق لتيار المستقبل ان يقرر مصير العاصمة بيروت

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) وجه النائب السابق عدنان عرقجي نداء الى "حزب الله" وحركة "امل" و"تكتل التغيير والاصلاح" لعدم السماح "ببيع ابناء بيروت الوطنيين بأبخث الاثمان". وقال في بيان اليوم:" ان نتائج الانتخابات التي حصلت في بيروت على دورتين متتاليتين في العامين 2000 و2005 اثبتت ان تيار المستقبل وحلفاءه لم يحصلوا على اصوات اكثر من 20 في المائة من ابناء بيروت، مما يعني انه لا يحق لهذا التيار ان يقرر مصير العاصمة ويفرض التقسيمات التي توفر له الفوز في اي انتخابات مقبلة".

 

الشيخ جمعة: المقاومة لن تسكت وستقف في وجه كل من يريد إيذاءها

الصفاوي: على الفريق الآخر ان يتعظ وهم يعلمون ما فعله بهم بوش

وطنية - 18/5/2008 (متفرقات) احيت السرايا اللبنانية والمعارضة الوطنية واهالي عين قانا ذكرى اسبوع الشهيد خليل موسى حمود، في احتفال حاشد في حسينية البلدة، في حضور شخصيات سياسية وحزبية واجتماعية وبلدية ومخاتير المنطقة ولفيف من العلماء. وألقى المسؤول الثقافي في منطقة الجنوب الثانية في "حزب الله" الشيخ محمد جمعة كلمة أكد فيها "أن المقاومة صبرت وتحملت كل المحن والفتن التي قام بها فريق السلطة الذي أراد الإيقاع بالمقاومة، وكان آخرها ما حصل في الأسبوع الماضي، وأن المقاومة كانت قد حذرت هذا الفريق مرارا وتكرارا بألا ينزلق في المشروع الأميركي وأن يعود إلى شعبه ووطنه، والمقاومة تعرف كل الخطوط الحمر الموجودة في لبنان والفتنة السنية الشيعية وكل هذه الامور، ولكن اذا دار الامر بين ان نبقى أن نعيش العزة والكرامة، فإنها لن تسكت بل ستقف في وجه كل من يريد إيذاءها". وألقى المسؤول السياسي في حركة "أمل" في الجنوب الحاج أبو أحمد الصفاوي كلمة قال فيها: "نحن امام مشهد الحوار في الدوحة الذي نأمل أن يتفق السياسيون ويعودوا بنتيجة مرضية للشعب اللبناني، ونحن قلناها اثناء الاشكالات والتصادم واثناء كل ما حصل في الاسبوع الماضي، كانت لغتنا بالحوار وكانت يدنا ممدودة وقلوبنا مفتوحة والسنتنا صائبة لا نعرف الا كلام الصدق، وقد سعينا لوحدة البلد والحوار، وما زلنا نسعى لهذا الأمر، فعلى اصحاب الشأن في الموقع الاخر ان يتعظوا مما حصل، وهم يعلمون ماذا فعل بوش بهم الذي بعث بالرسائل إلى حكومة السنيورة داعما ومؤيدا ومهتما، والدليل أن الصحف الاميركية اعترفت بذلك". وختم الإحتفال بتقديم والد الشهيد حمود بندقية الشهيد إلى أخيه معبرا بذلك على إستمرار نهج المقاومة.

 

الشيخ كوثراني: الفريق الآخر حضر لخنق المقاومة والانقلاب عليها

انقلب السحر على الساحر ونحن في لحظة مفصلية بكل الاتجاهات

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) رأى عضو المجلس السياسي في "حزب الله" الشيخ محمد كوثراني "ان ما حصل في الأسبوع الماضي كان يتحضر ويتجهز من الفريق الآخر منذ زمن, وهو لخنق المقاومة والإنقلاب عليها في لبنان ومن الداخل اللبناني, المقاومة كانت تراقب ونحن نعلم منذ سنوات يوجد تحضير وتجهيز, اليوم ما يبرزه الإعلام من تعتيم لما حصل هو أنها ومع الأسف حرب من طرف واحد وهي ليست هكذا, حصل ما حصل وارتد المتآمرون على اعقابهم واجهض هذا المشروع في لحظة زمنية قاتلة, لأن المشروع هو الانقضاض على المقاومة في هذين الشهرين لانهم اسموهم الشهور الحسم".

كلام الشيخ كوثراني جاء خلال اللقاء السياسي الذي نظمه "مركز الإمام الخميني" في قاعته في النبطية تحت عنوان "المستجدات السياسية على الساحة الداخلية"، في حضور شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية واساتذة وتابع: "نحن والوقت نتصارع وهم والوقت يتصارعون, اللحظة التي حصل ما حصل فيها في بيروت هي لحظة زمنية مفصلية في كل الاتجاهات, ان الادارة الاميركية التي بنت احلامها على اساس ان تحسم في هذا الشهر الموقف لصالحها "انقلب السحر على الساحر"، بعد هذا الانتصار في بيروت والذي حمى لبنان وقوي به لبنان وانقذ لبنان من السقوط نهائيا في براثن المشروع الاميركي, هذا ما يفسر عجز الاميركي المطلق عن القيام باي عمل او جهد عملي لانقاذ حلفائهم في لبنان, نحن لم ندخل لبنان في مشكلة المنطقة, اميركا هي جعلت من لبنان حلقة في سلسلة المنطقة تحاول من لبنان اعادة عقارب الساعة الى الوراء لعلها تحقق نصرا استراتيجيا استعراضيا يخدم الولايات الاميركية في الاستحقاقات الداخلية".

وختم: "نحن نتمنى ان يكون هذا المؤتمر منتجا لحلول جذرية في لبنان, على ان يصاغ تفاهم في لبنان يلبي حاجات اللبنانيين وتطلعاتهم وطموحهم على قاعدة مشتركة وعلى قاعدة المساواة".

 

الشيخ قبلان دعا المؤتمرين في الدوحة الى "تجاوز الخلافات": تنازلوا لمصلحة لبنان كي يذكركم التاريخ بالخير والصدق والبر

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة إلى المؤتمرين في الدوحة جاء فيها: "أيها المؤتمرون في الدوحة حيث أخلاق أبنائها وتوجهات قادتها الطيبين، تغمركم وتحتضنكم، بالمحبة والوئام، وتسعى جاهدة معكم على إعادة نشر السلام في ربوع لبنان، في هضابه وجباله وسهوله، فالأخ وقت الضيق، وعندما تضيق الأحوال تكبر المسافات التي تباعد بين الأخوة نعود لنتطلع جميعا من جديد إلى إخواننا وأشقائنا، إلى أهلنا وأصحابنا، أبناء رسالة رسول الله(ص)، لننظر إلى التاريخ، والتاريخ مليء بالتناقضات، مشحون بالزفرات، فنتذكر الماضي البعيد، علنا نعود إلى التراث من جديد، فالتراث أخلاق وقيم ومبادىء وإنسانية وعقائد، عندما ننظر إليه نعود إلى شبه الجزيرة العربية، إلى تلك البقعة التي نرى فيها الدفء والحرارة والاحتضان لأمتها، هذه الأمة لن تخيب ولن تضيع وستعود بإذنه تعالى إلى أصالتها وإلى مبادئها وإلى تراثها من جديد لتعطي مجددا لهذه الأمة زخمها الذي سيدفع بها بالتأكيد إلى تجاوز خلافاتها وعصبياتها وقبائليتها".

وتابع: "إنه زمن نعيشه بكل أبعاده ومخاطره وما علينا إلا أن نأخذ من هذا التاريخ الصفوة، لنبتعد عن الصيحات في الأودية، لأن الصدى يذهب أما الحقيقة فهي التي تمكث في الأرض، لتنطلق من جديد بهذه الأمة فتقودها إلى رشدها وإلى حكمائها وإلى علمائها وإلى خلفائها وأوصيائها، وتجعلها أكثر تمسكا بشجرة النبوة، حيث الظلال الوارفة التي تغطي مساحة الأرض في شرقها وغربها، هذه الشجرة المباركة المتدلية بثمارها وبأغصانها وبأوراقها هي التي تقينا الحر والقر، وهي التي ينبغي أن نتمسك بها ونكون أكثر تعلقا بمبادئها وبمضامينها، إننا نقول لجميع المشاركين في مؤتمر الدوحة لا تعودوا إلا وما تخاصمتم عليه أصبح من الماضي، ارجعوا إلى أصالتكم، وإلى محبتكم، تجاوزوا خلافاتكم وحساباتكم الخاصة كي تتمكنوا من معالجة مشكلة هذا الوطن، وابحثوا في كل الأمور، بكل عقلانية وحكمة، واجعلوا من مصلحة لبنان واللبنانيين في مقدم الأولويات واتفقوا على قانون انتخابي يؤمن صحة التمثيل، وعلى حكومة وحدة وطنية تعيد التوازن إلى السلطة، وتكون في خدمة جميع اللبنانيين، من خلال مشاركة حقيقية وكاملة في تحمل المسؤولية الوطنية، ويكون أعضاؤها منسجمين متآخين متعاونين، لتنتقلوا بعدها إلى انتخاب من توافقتم عليه".

وختم: "نقول لكم أيها المجتمعون في قطر، كونوا أخوة متضامنين متحابين متعاونين، فالفرص تمر مر السحاب، فانتهزوها ولا تضيعوها، تواضعوا لبعضكم، وتقاربوا من بعضكم، وتنازلوا لمصلحة لبنان، كي يذكركم التاريخ بالخير والصدق والبر، فالتاريخ لا يرحم كونوا شعاعا يسطع لإضاءة الدرب أمام هذا الشعب، وفروا كل طاقاتكم وإمكانياتكم لتكون في خدمته، كلنا خطاؤون ولكن علينا أن نتعلم وأن نعتبر كي نصحح الطريق ولنحقن الضغائن والأحقاد، أنصحكم ونحن في لبنان، أنه عندما تتوافقوا على الرئيس وتحسنون الظن به، سلموه الأمور الخلافية، وضعوا معه مستشارين لبحث الأمور بهدوء وصدقية، فلبنان بحاجة إلى صحوة توقظه من كل الغفوات السابقة، حتى تعود المياه إلى مجاريها، فتطمئن النفوس، وتعود الحياة إلى زخمها في العيش معا بكل محبة وتآخ، وننطلق مجددا بالعمل والإصلاح وتصحيح كل أمر نجد فيه خدمة للبنان وأبنائه، كونوا قدوة ومثلا صالحا، انصروا لبنان وشعبه وحصنوه من كل الاختراقات والثغرات فلبنان للجميع وعلى الجميع أن يكونوا حراسا أمناء على هذا الوطن الذي نريده وطن الجميع، وبمشاركة الجميع".

 

النائب بقرادونيان: هناك مشكلة في تقسيم الدوائر في بيروت

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) رأى النائب اغوب بقرادونيان في حديث الى تلفزيون الlbc

من الدوحة عن مناقشة قانون الانتخابات، ان هناك ايجابية وجدية وهناك مشاكل بالتأكيد، وقال:" ما زلنا نبحث في الموضوع وبقينا حتى الساعة الرابعة فجرا ندرس الاقتراحات ونبحث في الامور المطروحة".

سئل: ما هي المشاكل التي صادفتكم؟.

أجاب:" مشكلة بيروت وتقسيم الدوائر في بيروت وتأمين أكبر نسبة من التمثيل الصحيح وخصوصا للمسيحيين والارمن في بيروت".

سئل: ذكر انه تم تقسيم الدوائر ولم تقبل وأفرقاء المعارضة باللجنة بهذه التقسيمات.

أجاب:" أجل، انا لم أقبل كوني أمثل الطرف المعارض الارمني باللجنة، وحتى استطيع ان أؤكد ان بعض أطراف بالاكثرية لم يرضوا بهذا التوزيع لان فيه إجحافا بالنسبة للتوزيع المسيحي والتوزيع المسيحي الارمني".

سئل: هل لنا ان نعلم بعضا من هذا التوزيع؟.

أجاب:" هناك دائرة للمسيحيين غير الارمن، وهناك دائرتان مختلطتان بين الارمن والمسيحيين وغير المسيحيين".

سئل: هل هناك صيغة ثانية ستطرح؟.

أجاب:" أكيد هناك صيغ مختلفة، وآمل ان نصل الى حل معين بعد ظهر اليوم".

 

النائب شهيب توقع صيغة توافقية في قانون الانتخاب وامل في عدم حصول تعطيل كما يحصل في نهاية كل حوار

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) أعلن عضو اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب عبر "صوت لبنان" من الدوحة، انه "قد يتم التوصل اليوم الى صيغة توافقية في موضوع قانون الانتخاب، يخرج فيها فريقا الثامن والرابع عشر من آذار مرتاحين"، آملا في عدم حصول "تعطيل كما يحصل عادة في نهاية كل حوار".

وأشار الى ان "فريق الرابع عشر من آذار قدم ورقة تحتوي على ثلاث نقاط وهي التوازن في المقاعد النيابية، مراعاة العيش المشترك، والوضوح في جغرافيا الدوائر الإنتخابية، لكن المعارضة رفضت هذا الطرح ووضعت على الورقة ملاحظات عديدة". ولفت النائب شهيب الى أن "رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تدخلا للمساعدة على وضع مشروع قانون الإنتخابات". وأكد ان "الموالاة طالبت بالقضاء والمعارضة أصرت على قانون ال60"، موضحا ان "الموضوعين المتبقيين سيبحثان على ضوء قانون الإنتخاب".

 

العلامة فضل الله دعا الى محاكمة الرئيس الاميركي كمجرم حرب

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) رأى العلامة السيد محمد حسين فضل الله، أن الرئيس الأمريكي جورج بوش ، يحاول تجميل كذبة إسرائيلية كبرى ابتدعتها الخرافة اليهودية ليحاول أن يمنحها عنوانا دينيا في حقّ اليهود في فلسطين، داعيا الى محاكمته كمجرم حرب وراع ارهاب الدول .

وشدد على دعوة الشعب الفلسطيني والأمة كلها إلى البقاء في خط الممانعة والمقاومة لابقاء حال القلق اليهودي في استقرار كيانهم وثبات دولتهم، مؤكدا أن الصمود في القضية الفلسطينية هو الذي يحقق التوازن في ميزان القوة من أجل إسقاط وعد "بلفور الثاني" الذي أطلقه الرئيس بوش في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين.

كلام سماحته جاء في تعليقه على زيارة بوش إلى فلسطين والمنطقة، وقال :

جاء الرئيس الأمريكي إلى كيان العدو ليقدم آخر ما تبقى من أوراق في يده، وليبرز كشخصية صهيونية أكثر من الصهاينة ويهودية أكثر من اليهود، وليبعث برسالة إلى العالم العربي والإسلامي، مفادها أن تبنيه وإدارته لإسرائيل ليس خيارا سياسيا فحسب، بل هو جزء من الالتزام التوراتي الذي تختزنه شخصية الرئيس الذي لا يزال يبرز أمام العالم كشيطان ساذج وإن حاول الظهور بمظهر النبي الذي يقدم نبوءته الجديدة للعالم، القائمة على استمرارية إسرائيل وزوال أعدائها.

واضاف، إن ما أفرغه الرئيس الأمريكي في الكنيست الصهيوني من عبارات المدح للكيان الغاصب، ومن تهاويل وتهديدات لقوى الممانعة وحركات المقاومة، هو آخر ما في جعبته فيما تبقى له من أشهر في السلطة، بعدما تهاوت مخططاته وسقطت رؤيته ورؤية المحافظين الجدد حيال شرق أوسط كبير يعمل كبقرة حلوب لخدمة إسرائيل، فتهاوت الأحلام الأمريكية في العراق وأفغانستان وأسقط بيد إسرائيل في لبنان، وبات الكيان الصهيوني أضعف ويتلقى المزيد من الصفعات عندما يحاول أن يصفع غيره، وأصبحت صواريخ المقاومة الفلسطينية رسائل بالغة الدقة وتحمل مغزى سياسيا بارزا، وخصوصا في الوقت الذي يعتلي بوش منبر الكنيست ليعلن عن هزيمة قادمة لـ"حزب الله" و"حماس" و"القاعدة".

إن إثارة بوش لمسألة أسلحة الدمار الشامل وغيرها من العناوين التي كانت وراء الكذبة الكبرى لإدارته، والتي أدخلت المنطقة كلها في أتون حروب مدمرة دفعت الشعوب ثمن ويلاتها ودفع الاقتصاد العالمي وحتى الاقتصاد الأمريكي ثمنا باهظا من خلالها، لا يمكن أن تلقى آذانا صاغية في العالم، تماما كما هي المسألة النووية الإيرانية السلمية التي لا يزال بوش يهول بها على دول الاتحاد الأوروبي والعالم دونما طائل... وإن هذا الالتزام أمام الكنيست في مواجهة إيران نووية يمثل محاولة جديدة لإراحة الكيان الصهيوني وإخراج المستوطنين من هواجسهم ومخاوفهم التي تراكمت وتصاعدت بعد هزيمة العدو أمام المقاومة في حربه الأخيرة على لبنان.

واشار فضل الله، إن الرئيس الأمريكي يحاول أن يجمل كذبة إسرائيلية كبرى ابتدعتها الخرافة اليهودية، ليحاول أن يمنحها عنوانا دينيا في حق اليهود في فلسطين كوطن قومي مقدس من خلال ما يسمى وعد لإبراهيم وموسى وداوود بمنح "الشعب المختار" وطنا له، الأمر الذي يؤكد أن الرئيس الأمريكي لا يجهل التاريخ فقط، ولكنه يتطلع إليه بعيون يهودية إسرائيلية تنظر إلى العالم كله كمسرح لمغامراتها وإرهابها، ولذلك فهي تحتفل بكل المجازر التي ارتكبتها وترتكبها في فلسطين، وخصوصا أنها تجد في العالم من يصفق لها ويعلن عن دعمها في شكل مطلق.

إننا نسأل الإدارات الغربية التي ترفع شعارات الحرية والعدل، أو تلك التي تتباكى على ما أصاب اليهود في أوروبا: إذا كان اليهود في حاجة إلى وطن فلماذا لم يمنحه الغرب وطنا في قلب أوروبا بعد اضطهاده فيها؟

وهل أن المنطق الحضاري يمنح فئة دينية، تحولت إلى فئة قومية عنصرية معقدة، الحق في طرد شعب كامل من وطنه بحجة وعد قطع لهم في التاريخ بما يمثل السخافة التي حاولوا من خلالها الايحاء بأن الأنبياء يمكن أن يشرعوا للظلم والاضطهاد والوحشية التي برزت بأبشع صورها على يد اليهود في فلسطين.

لقد تعرف العالم إلى الرئيس بوش كداعية للحرب وكرمز للجريمة، وكراعٍ لإرهاب الدول، وهو يتعرف الآن إلى الوجه الآخر له كشخصية شيطانية ساذجة تحاول الترويج للخرافة التاريخية في لبوس نبوءة عدوانية تعمل على استباحة العالم بعناوين سياسية وأمنية واهية...

إننا أمام ما اقترفته يدا بوش من جرائم، نكرر الدعوة إلى العمل على كل المستويات للوصل إلى الوقت الذي يحاكم فيه كمجرم حرب، في موازاة الدعوة للشعب الفلسطيني وللأمة كلها للبقاء في خط الممانعة والمقاومة بكل الوسائل، بما في ذلك إبقاء حال القلق اليهودي في استقرار كيانهم وثبات دولتهم وإرباك السياسة الدولية والعربية المؤيدة لهذا الكيان. لأن الصمود في هذه القضية الاستراتيجية الممثلة للقضية المركزية وللمستقبل العربي والإسلامي هو الذي يحقق التوازن في ميزان القوة من أجل إسقاط وعد بلفور الثاني الذي أطلقه بوش في المهرجان الدولي الذي أقيم في الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين.

 

الوزير فتفت:الجلسة الموسعة تنتظر تطورات على الصعد كافة وتصريح النائب رعد فتح نافذة ارجو ان تقفل في اسرع وقت

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) شدد وزير الشباب والرياضة في حديث لتلفزيون ال C.B.L من الدوحة على "اننا جئنا بنية طيبة لعقد اتفاقية واضحة تشمل كل البنود التي جاءت في اعلان بيروت اي الحكومة، قانون الانتخابات، وموضوع علاقة الدولة بالتنظيمات اي موضوع السلاح اضافة الى بندين يجب ان لا ننساهما هو اعلان والتزام الجميع بعدم استعمال السلاح في السياسة وتوقيف الحملات الاعلامية. ويبدو انه في هذه النقطة هناك عدم التزام من احد الاطراف حتى الان، وليس هناك رجعة الى الوراء. نحن نعتبر ان هناك موضوعا متكاملا والبند السابع في اعلان بيروت واضح جدا، ان البنود كافة لها القيمة نفسها والاولوية نفسها ايضا". وتابع: "اتفقنا الا يكون هناك حملات اعلامية وان لا يكون هناك تسريبات، نحن قلنا بكل وضوح في اعلان بيروت كل الامور تبحث على الطاولة ومن هذا المنطلق تم البحث في موضوع السلاح لذلك لن يكون هناك اتفاق اذا لم يكن هناك قناعة ليس لدينا بل اذا فهم الشعب اللبناني ان الاتفاق يحصل تحت ضغط السلاح فهو لن يقبله، وبالتالي ما نسعى اليه هو اتفاق حقيقي يبنى على مفاهيم ديموقراطية وعلى مفاهيم استرجاع الدولة لسلطتها، وايضا نحن نعرف تماما ان الممر هو حكومة وحدة وطنية وهناك قانون للانتخابات، وهذه هي بنود اتفاقية بيروت، فاما ان تتم جميعا والا لن يحصل شيء جدي".

وقال: "نحن لم نسرب اي شيء وتعرفين تماما اننا رفضنا اعطاء اي معلومة، ولكن تصريح الاستاذ(النائب محمد) رعد للاسف فتح نافذة ارجو ان تقفل في اسرع وقت". واذ اشار الى "ان اللجنة التي ستدرس قانون الانتخابات قد شكلت وانطلقت في شكل جدي"، رأى "ان التقدم الاكبر هو ما حصل فيها حيث ان الجميع مقتنع ان الحل يكون في قانون يعتمد القضاء وهناك تقسيمات بيروت، واعتقد ان خطوات اساسية تمت انما الاتفاق النهائي لم يحصل بعد، فاذا لم يتم الاتفاق النهائي فلا اتفاق ليس فقط في هذا الموضوع بل في المواضيع كافة". وختم الوزير فتفت: "نحن نعتبر ان الامور مرهونة ومرتبطة بكامل جدول الاعمال وبكامل البنود التي جاءت في اتفاقية بيروت"، مشيرا الى "ان الجلسة الموسعة تنتظر تطورات على الصعد والبنود كافة".

 

ابو العينين: الدعوات الى ضرب "اليونيفيل" او التعرض لها مؤامرة على الشعب الفلسطيني

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) أمل امين سر حركة "فتح" في لبنان سلطان ابو العينين بان "تكون المحنة التي المت بلبنان اخيرا قد انتهت الى غير رجعة, وان ينتصر اللبنانيون جميعا على هذه المحنة ويتغلبوا على الجرح الذي ادمى الفلسطينيين". واعرب عن اسفه في خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في مخيم الرشيدية, "لاستعمال الكثيرين منذ امد بعيد للقضية الفلسطينية لاهداف لهم, ومنها الدعوات الى الجهاد الذي كنا اول من بدأ به قبل ان يولد الداعون اليه".

وقال: "ان الدعوات الى ضرب "اليونيفيل" او التعرض لها مؤامرة على الشعب الفلسطيني, وتحويل الجهاد عن مساره الى عصبيات لا تمت الى الاسلام بصلة وهي اغتيال للقضية الفلسطينية", مشيرا الى "ان الجهاد الوحيد هو فلسطين والعراق, اما دعوة الفلسطيني في لبنان, فهذا يعني انه اذا كان في هذا البلد خمس طوائف او ست, هذا يعني ان نكون طائفة سادسة او سابعة, فيما قضيتنا اكبر من الطوائف ولقد نجحنا منذ البداية وبكفاءة لان ننتمي الى فلسطين فقط".

ولمناسبة الذكرى الستين للنكبة طالب: "المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته, وتنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعودة اللاجئنين ولاسيما تطبيق القرار 194", وقال: "واهم من يظن ان اللاجئين الفلسطينيين يقبلون بوطن بديل او بالتهجير, وهذا من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي ارساها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ويحميها الرئيس محمود عباس, ولن نفرط في هذا الحق مهما تقدم الزمن", خاتما: "نحن الشعب في العالم الذي لم يمارس حقه كبقية الشعوب, ونقول للعالم لا تحولوا شعب فلسطين الى قنابل موقوتة واحزمة ناسفة اذا لم تقروا هذه الحقوق".

 

العلامة الامين رعى احتفالا في ذكرى نكبة فلسطين في مجدل سلم

وطنية - 18/5/2008 (متفرقات) رعى رئيس جمعية علماء الدين في لبنان العلامة السيد احمد شوقي الامين احتفالا نظمته "ندوة الجمعة الثقافية" في بلدة مجدل سلم لمناسبة مرور 60 سنة على نكبة فلسطين، في حضور حشد من الشخصيات السياسية والثقافية الفلسطينية واللبنانية ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة.

وتحدث العلامة السيد محمد حسن الامين عن المراحل التاريخية التي مرت فيها القضية الفلسطينية، مشيرا الى تقاعس الانظمة العربية تجاه هذه القضية المركزية، داعيا الدول الى دعم ونصرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية.

والقى عدد من الشعراء قصائد من وحي المناسبة.

 

النائب الاحدب استقبل عضو جمعية "مهمات السلام" فادي معلوف: المعادلة ليست القوة العسكرية وكمية السلاح مع كل فريق

وطنية- 18/5/2008(سياسة) استقبل النائب مصباح الاحدب في منزله في طرابلس عضو جمعية "مهمات السلام "فادي معلوف الذي انطلق من الناقورة قي الشريط الحدودي ووصل الى مدينة طرابلس سيرا على الاقدام. بعد اللقاء قال معلوف :"جئت من الناقورة الى طرابلس بهدف اعلام الراي العام بان الشعب اللبناني يرفض العودة الى حرب 75 ،و تمكنت خلال رحلتي ان اتعرف على الشعب اللبناني في كل المناطق و تبين لي ان هدفا واحدا يجمعنا هو حبنا للسلام وعدم الرغبة بالعودة الى الحروب العبثية التي يخسر فيها الجميع. فالمواطن اللبناني لم يعد يحتمل المعاناة وما يؤسفنا اليوم ان نرى رجال السياسة في لبنان ينتظرون الحلول لمشاكلهم من الخارج بدلا من ان يعملوا على حل مشاكلهم من الداخل". وراى معلوف:" ان حل المشاكل بشكل نهائي للبلد يبدا بنزع الطائفية، متمنيا على كل السياسيين ان ياخذوا هذا الاقتراح بعين الاعتبار لنتمكن من بناء الوطن على اسس سليمة"، مؤكدا انه عرض على النائب الاحدب مسودة مشروعه آملا منه ان يتعاون معه في هذا المجال.

النائب الاحدب

بدوره قال النائب الاحدب:" ان المبادرة التي يقوم بها معلوف هي خير تعبير عن الجرح الداخلي للوطن و هو يهدف من خلال عمله طرح السلم الاهلي وارساء السلام في كافة ارجاء الوطن". واكد "ان السلم الاهلي له حيثياته و من المفروض ان يشعر المواطن اللبناني باخيه اللبناني وان لا تكون المعادلة في البلد على اساس القوة العسكرية وكمية الاسلحة التي بحوزة كل فريق"، لافتا الى "ان المعادلة يجب ان تكون بعدد المواطنين الذين يريدون العيش بامان واستقرار و ذلك ضمن مؤسسات الدولة الشرعية وليس ضمن الاحزاب و الميليشيات التي تبغي ان تكون اقوى من الدولة وان تدور مؤسسات الدولة ضمن فلكها".

 

النائب السابق جابر: الحوار في الدوحة بداية ايجابية

الامور مرهونة بخواتيمها نأمل ارساء قاعدة صلبة للحل

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) رأى النائب السابق عماد جابر في بيان ان الحوار بين الشخصيات اللبنانية في الدوحة وبمظلة عربية هو بداية ايجابية لكن الامور تبقى مرهونة بخواتيمها وما ننتظره من كل المتحاورين، هو ارساء قاعدة صلبة لحل شامل ونهائي للأزمة اللبنانية من أجل انقاذ لبنان من محنته، لافتا الى ان التضامن والرعاية العربية للحل مطلوبان لكل الحل يبقى بأيدي اللبنانيين الذين عليهم التفكير بمصلحة وطنهم وشعبهم الذي تتجه انظاره الى ما ستؤول اليه مقررات مؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة. اضاف" ان سلاح المقاومة حاجة لبنانية لتحرير ارضنا المحتلة، متمنيا الاسراع بالاتفاق على نقطتي الخلاف: حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب بعدما تشكلت لجنة لهذا الموضوع وتسير بخطى جيدة.

 

النائب بزي في حفل توقيع عدد من كتب الزميل عيسى في صور: يجب ان ننتصر معا وسويا من اجل لبنان ومصلحة جميع اللبنانيين

وطنية - صور - 18/5/2008 (سياسة) وقع الزميل عباس عيسى عددا من كتبه في احتفال دعت اليه بلدية صور والحركة الثقافية في مركز باسل الاسد الثقافي برعاية رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ممثلا بالنائب علي بزي. حضر الاحتفال، الى النائب بزي النائب علي خريس، امين سر حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين وشخصيات حزبية واجتماعية. بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد حركة "امل" القى النائب بزي كلمة اشار فيها الى "ان الكثيرين يحاولون ان بتحفوننا بكلمات يعتبرونها هي الثقافة في حد ذاتها"، وقال: "للذين يريدون ان يتعلموا ثقافة الحياة ليتعلموا ذلك من تراب الجنوب ودمائه لان استشهادهم وموتهم كانت حياة لهم وللعرب والمسلمين ولجميع اللبنانيين". وتابع: "هذه هي ثقافة الكلمات من وجع الارض ومن الشهداء والشهداء التي مشت اقدامهم على خطوات من لهب وجمر كي تضع املا جديدا لكل الطواقين لحياة حرة عزيزة كريمة".

وتناول السابع عشر من ايار "هذا التاريخ الذي صودقت فيه اتفاقية العار والذل والتي اسقطها الشهداء على اختلاف الوانهم وبيارقهم كي يكون ايار الحرية والعزة والكرامة لا ايار الذل والخيانة". واذ شكر دولة قطر على رعايتها الحوار اللبناني - اللبناني، قال: "ان اللبنانيين يتطلعون الى عودة جميع القيادات السياسية وفي ايديهم حلا او تسوية لانقاذ لبنان من ازمته السياسية الراهنة"، مشيرا الى "ان ما حصل اخيرا ليس انقلابا كما يتوهم البعض. الانقلاب ينبع من متطلبات واهداف سياسية يطمح من يديرها الى تحقيقها، كما انه ليس انتصارا لانه لا يمكن للانسان اللبناني ان ينتصر على اخيه في الوطن والمواطنية حتى لو تباينت وجهات النظر ووصلت الى حد التصادم والتقاتل"، مؤكدا "ان المعارضة والموالاة سينتصرون على الازمة الراهنة، لا ان يشعر فريق انه انتصر على شريكه او ان يشعر فريق انه هزم امام شريكه، يجب ان ننتصر معا وسويا من اجل لبنان ومصلحته ومصلحة جميع اللبنانيين". وفي ما يتعلق بفلسطين، دعا الى "الانتصار على النكبة من خلال الانتصار على هذه الانقسامات وعلى كل التجاذبات كي تتوحد في فلسطين لان العدو لا يميز بين فصيل واخر وبين مخيم واخر". وقبل ان يوقع عيسى كتبه، القى كلمة شكر فيها كل من اسهم في انجاح الحفل.

 

الخازن: الحل لا يمكن الا بالشراكة في الحكم كما نص الطائف

وطنية - 18/5/2008 (سياسة) ناشد الوزير السابق وديع الخازن في بيان اليوم المجتمعين حول طاولة الحوار الوطني اللبناني في الدوحة ان يعوا ما هو مطلوب منهم للخروج بحلول تؤمن شراكة متينة لمواجهة المرحلة المقبلة بمستوى عال من المسؤولية الوطنية. وقال:" لا يمكن لاحد ان يتلاعب تحت اي شعار، سلاحا كان ام فتنة، ليفسد نجاح مؤتمر الدوحة لانه اعد اصلا لانقاذ الجميع وخلاص لبنان مما يتخبط به وما يمكن ان ينتج عن فشل هذا المؤتمر". اضاف:" هل يمكن ان نعتبر مما حصل لنصل الى قناعة اخيرة بأن الحل لا يمكن الا ان يسلك طريق الشراكة في الحكم كما نص اتفاق الطائف والا ما جدوى التنوع والتعدد اذا سيطر فريق سياسي على فريق آخر مثلما شهدنا في الفترة الاخيرة".

 

بوش يتحدث عن «لحظات حاسمة» للبنان ومتقي مع «اتفاق شامل يرضي الجانبين»

وسليمان يحذر من «توريط المقاومة» في الداخل ... حوار الدوحة:مسحة تفاؤل وهاجس السلاح حضر بقوة

الدوحة , بيروت , طهران – وليد شقير ومحمد شقير- الحياة  - 18/05/08//

سيطر موضوع السلاح واستخدامه في الصراع السياسي الداخلي على الجلسة الأولى الرسمية لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني في الدوحة أمس، وخيمت الانعكاسات السلبية للأحداث الدموية الاخيرة على أجواء هذه الجلسة، فشهدت مداخلات انتهت الى تعهد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بوضع صيغة لموضوع السلاح وضمان عدم استخدامه في الداخل، ولبسط سلطة الدولة وعلاقتها بالتنظيمات والأحزاب اللبنانية لعرضها على المؤتمرين، وسط اقتناع لدى أعضاء اللجنة الوزارية العربية التي ترعى مؤتمر الحوار بأن استخدام السلاح خلال الأيام الأخيرة كان «خطأ أكبر» قياساً الى اعتبار قرارات الحكومة اللبنانية التي أدت الى الانفجار الأمني والعسكري خاطئة.

وانصبّت جهود الجانب القطري والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على توزيع للعمل يستهدف تسريع آلية التوصل الى تسوية ينتهي إليها مؤتمر الدوحة، اتفق عليها الشيخ حمد بن جاسم مع أقطاب الحوار في اجتماعات ماراثونية جانبية ليل أول من أمس واستمرت حتى الفجر وقضت بعقد جلسة سريعة لمؤتمر الحوار صباح أمس، وبتشكيل لجنة من فريقي الموالاة والمعارضة للتوصل الى اتفاق في شأن قانون الانتخاب وبقيام رئيس الوزراء القطري وموسى واللجنة العربية بديبلوماسية مكوكية بين الفرقاء لإنجاز اتفاق حول قيام حكومة الوحدة الوطنية. (راجع ص 7 و8)

وتوقع أحد أقطاب الحوار أن تظهر معالم الصياغات شبه النهائية للمواضيع الثلاثة: السلاح والحكومة وقانون الانتخاب، مع حلول فجر الأحد (اليوم) «إذا صفت النيات»، فيما عقد أعضاء الوفود الثمانية للدول العربية الأعضاء في اللجنة الوزارية المنبثقة عن الجامعة العربية اجتماعاً مسائياً لتقويم الجهود التي بذلت من أجل إنجاز تسوية بين فريقي الأكثرية والمعارضة في الدوحة، وعرض مسودات الصيغ التي ستقترح.

وكان طغيان موضوع السلاح واستخدامه على مجريات الجلسة الأولى الصباحية لمؤتمر الحوار أدى الى سخونة نسبية في المواقف وفي التخاطب بين ممثلي «حزب الله» وبين قادة الأكثرية إذ لم يكن سهلاً تفادي التطرق الى الصدامات المسلحة التي حصلت في بيروت والجبل ومناطق أخرى من لبنان. فرأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن ما حصل نقض للعهد والوعد بعدم استخدام سلاح المقاومة في الداخل ومخالف لكل المواثيق، فيما رأى زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون أنه جاء نتيجة خلل سياسي، ينتهي بمجرد تصحيح هذا الخلل، وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» ورئيس وفد «حزب الله» النائب محمد رعد أن ما حصل هو رد على قرارات الحكومة التي استهدفت المقاومة في إطار مخطط أميركي – إسرائيلي وأنه رد «جزئي، موضعي ونظيف» على استهداف سلاح المقاومة «وسقط لنا 14 شهيداً لدى إطلاق النار علينا في بيروت»، وأكد ان المقاومة في لبنان هي «أشرف ظاهرة في العالمين العربي والإسلامي». وهو ما توقف عنده بعض الوفود العربية كما قال أحد أعضاء الوفود لـ «الحياة».

وفيما سأل السنيورة عن ماذا كان شهداء الحزب الـ14 يفعلون في بيروت، تحدث زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري عن إذلال بيروت والبيروتيين بالطريقة التي دخل فيها مسلحو الحزب الى العاصمة، متسائلاً عن الضمانات بعدم تكرار ما حصل. وأدلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سميرجعجع بمداخلة تناول فيها موضوع السلاح، وقال: «أنا كنت على رأس أكبر تنظيم مسلح في لبنان. وفي نهاية الأمر، عند التسوية السياسية، سلّمنا سلاحنا للدولة واستخدمه الجيش لفرض الأمن وتم حفظ السلم الأهلي بتعزيز قدرات الجيش وقوى الأمن ولا حل إلا بتعزيز الدولة وقدراتها الأمنية والعسكرية، حتى لا يقوم أي فريق باستخدام القوة عند أي خلاف سياسي».

أما رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط فتحدث عن أن التاريخ علّمنا أن إدخال لبنان في سياسة المحاور والأحلاف يقوده الى حرب أهلية. وسأل: «نريد أن نعرف أين هي حدود استخدام السلاح، للدفاع عن سلاح المقاومة». (وهي العبارة التي استخدمها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عند اندلاع الصدامات المسلحة). وعلمت «الحياة» أن الشيخ حمد بن جاسم أخذ على عاتقه وضع صيغة حول مسألة السلاح جاءت نتيجة اقتناع عربي بوجوب ضمان عدم العودة الى استخدامه في الصراع الداخلي وأن الجانب القطري يستند في تحمله مسؤولية إيجاد مخرج لأمر السلاح الى ضمانات بدعم أي صيغة يجري التوصل إليها في هذا الصدد، من الأطراف الدولية والإقليمية، وأن مواقف عربية واضحة أبلغت الى نصرالله قبل وصول اللجنة الوزارية العربية الى بيروت بأن استخدام السلاح في بيروت بالشكل الذي حصل «مناقض لأهداف هذا السلاح وللمقاومة وللدين وغير مقبول على الإطلاق ولا بد من علاج وضمانات لعدم تكراره مهما كانت الظروف». وذكرت مصادر عربية أن الجانب القطري يؤمن بهذا الموقف.

وخاطب حمد بن جاسم قيادات الأكثرية والمعارضة خلال تنقلاته بينهم التي استمرت حتى فجر أول من أمس، قائلاً إن مؤتمر الحوار سينتهي الى «نتائج إيجابية ملموسة» وإنه واثق، كما نقل عنه أحد أبرز قيادات «14 آذار»، بـ «الدعم العربي والدولي والإقليمي للمؤتمر» وأن اتصالاته «بكبار المسؤولين السوريين والإيرانيين ودول أخرى مستمرة ولم تنقطع منذ مجيء اللجنة الوزارية العربية الى بيروت».

وأكد القيادي في «14 آذار» أن أعضاء بارزين في اللجنة العربية «أبدوا ارتياحهم الى الاتصالات التي تولاها حمد بن جاسم في موازاة التحرك الذي بدأه باتجاه الأطراف اللبنانيين فور وصولهم الى الدوحة للتخفيف من الاحتقان المترتب على الأحداث الدامية، وصولاً الى سحبه تدريجاً من التداول، لمصلحة التوافق على سلة الحل الشامل كما ورد في بيان اللجنة الذي أذاعته من بيروت بالاتفاق مع فريقي الأكثرية والمعارضة».

ولفت المصدر الى أن حمد بن جاسم نجح في «تنعيم» مواقف الأطراف، وأن بوادر ذلك أخذت تظهر تدريجاً بعد اختتام الجلسة الأولى ظهر أمس ومن خلال تواصله معهم وعبر موسى وبعض الوزراء في اللجنة.

واعتبر القيادي أن تفاؤل المسؤول القطري بالموقف الإيراني الداعم لمهمة اللجنة ينطلق من تقديره بأن طهران بدأت تشعر بأن ما حصل «هو اشتباك سياسي له طابع مذهبي – طائفي خصوصاً أنه جرى على نطاق واسع بين السنّة والشيعة من ناحية والشيعة والدروز من ناحية ثانية، وأن استمراره ينذر بعواقب وخيمة لها ارتداداتها على المنطقة ككل، ما يستدعي التدخل لإعادة الوضع الى طبيعته وهذا يتطلب التوصل الى تسوية داخلية». 

وسئل حمد بن جاسم عن سبب ارتياحه لدور دمشق وما هي الضمانة التي تدعوه الى التفاؤل، وكان جوابه أن «سورية تريد تسليف قطر موقفاً إيجابياً وهذا ما سنراه». وكرر ارتياحه الى موقف السعودية والموقف الأوروبي الداعم للجنة، فيما أكدت مصادر رفيعة في اللجنة ان حوارات دارت بين عدد من الوزراء فيها وسفراء الولايات المتحدة المعتمدين لدى دولهم وأن الأخيرين سئلوا عن البدائل من ورقة التفاهم التي أنجزتها اللجنة».

وأقرّ هؤلاء السفراء بأن ليس في مقدور الولايات المتحدة التدخل مباشرة لنزع سلاح «حزب الله»، ولا في وسع إسرائيل القيام بذلك لا سيما بعد «حرب تموز» (يوليو) 2006، وكذلك الحال بالنسبة الى الجيش اللبناني والأطراف اللبنانيين، وبالتالي أن لا حل لمشكلة السلاح إلا باستيعاب الوضع الحالي عبر التوصل الى اتفاق يفتح الباب أمام انطلاق حوار، إنما على قاعدة عدم استخدام السلاح في الصراع الداخلي لتحقيق مكاسب سياسية.

«حزب الله»

وقال مصدر قيادي في «حزب الله» لـ «الحياة» ان الحزب منفتح على كل رغبة لمداواة الجراح، وأنه على استعداد لترميم الثقة بين الجميع للتفاهم على تسوية لإعادة انتاج السلطة في لبنان، مشيراً الى أن حدود التسوية في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية أصبحت معروفة، وأن الوصول إليها ممكن في أي لحظة شرط ألا يتصرف الفريق الآخر على أن الأحداث الأخيرة يمكن أن تساعده في زيادة شروطه مع أننا لسنا في وارد زيادة الشروط.

وإذ اعترف المصدر القيادي ذاته بأن مداواة الجروح تحتاج الى جهد مشترك من الجميع، أكد في المقابل ان «عدم المسّ بسلاح المقاومة بالطريقة التي رأيناها اليوم (أمس) وترك أمره الى حوار داخلي من ضمن التوافق على الاستراتيجية الدفاعية، يرتب علينا في المقابل موقفاً بألا يكون لسلاح المقاومة أي دور في أي تطور سياسي. وأكد أن الحزب عندما لا يكون هناك أي مس بسلاح المقاومة «لن يكون معنياً بكل المشكلات السياسية إلا في إطار الحوار لإيجاد الحلول لها ولن يستخدم السلاح من أجل حسم الخلاف، ومن لا يهاجمنا في موضوع السلاح لن نهاجمه ونحن على استعداد لطي هذه الصفحة وكل الصفحات».

ورداً على سؤال قال: «لن يكون لسلاح المقاومة دور في الداخل، وأن ما أجبرت عليه لم يكن بملء إرادتها واضطررنا إليه جزئياً لأنهم لم يتركوا لنا أي خيار». وأضاف: «إن الحزب ليس في وارد تعقيد الأمور وإن ما حصل من خلال قراري الحكومة كان اعتداء مباشراً علينا، ووجدنا أن هناك من يستهدفنا من ضمن مشروع خطير يتجاوز لبنان». لكنه قال إن «من يعتقد بأن الظروف الراهنة أصبحت مواتية لفتح ملف سلاح المقاومة تحت الضغط سيكتشف أن رهانه خاطئ، وأن العودة الى الاستقرار السياسي وحدها تؤمن المدخل لمباشرة حوار في شأن السلاح على قاعدة التوافق على استراتيجية دفاعية».

الأكثرية

وفي المقابل اعتبرت مصادر قيادية في الأكثرية أنه لا يجوز حصر الحوار في المؤتمر بمسألتي تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون الانتخاب، وأنه لا بد من معالجة قضية السلاح، «فحتى لو توصلنا الى توافق على الحكومة وقانون الانتخاب، فإن إمكان استخدام السلاح مرة أخرى، إذا بقي من دون ضمانات، يحول دون قيام أي حكومة بعملها، خصوصاً أن حزب الله استبدل الثلث المعطل في الحكمة بالتعطيل عبر السلاح واستمرار امتشاق السلاح لأهداف داخلية، يحول دون إجراء انتخابات نيابية أو يجعلها انتخابات تحت ضغط السلاح». وذكرت المصادر ان قادة الأكثرية يدركون أن موضوع سلاح المقاومة في وجه إسرائيل لن يجد حلاً له الآن لكن الأمر يتعلق بمجموعة من المسائل المرتبطة بالسلاح كالآتي:

1 – إنه خلافاً لقرار الجامعة العربية بعودة الأمور الى ما كانت عليه فإن المسلحين التابعين لـ «حزب الله» وحلفائه ما زالوا في بيروت منتشرين من دون سلاح ظاهر بعدما احتلوا مكاتب وأنشأوا مكاتب جديدة بقوة السلاح. ولا بد من سحب المظاهر المسلحة نهائياً.

2 – صدور تعهد واضح بعدم استخدام السلاح في الداخل.

3 – ان المسلحين الذين استخدموا سلاحهم ينتمون الى تنظيمات درّب عناصرها الحزب سواء تحت أسماء أحزابها أو تحت عنوان «سرايا المقاومة الوطنية» طوال العام 2007. وبالتالي لا بد من ضمان انسحاب هؤلاء وعدم تقديم التسهيلات لبقائهم وسلاحهم في المناطق.

4 – إن بعض المناطق، بحكم رفع علم «حزب الله» فيها وتحت عنوان المقاومة باتت عصية على الدولة حيث يستحيل قمع المخالفات أو إلقاء القبض على المطلوبين للعدالة، والمطلوب معالجة هذا الأمر.

لجنة قانون الانتخاب

وعلى صعيد اللجنة السداسية التي شكلت برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية أحمد بن عبدالله آل محمود للبحث في الإطار العام لقانون الانتخاب الجديد على أساس اعتماد القضاء دائرة انتخابية، علمت «الحياة» ان لجنة عقدت ثلاثة اجتماعات وشارك الشيخ حمد بن جاسم وعمرو موسى في جانب من الاجتماع الأخير.

وكشفت مصادر في اللجنة العربية أن الأجواء كانت إيجابية وأن فريق المعارضة في اللجنة أبدى مرونة لجهة موافقته على قانون 1960 كرد على موقف الأكثرية المؤيد من دون تردد لاعتماد القضاء دائرة انتخابية.

وأكدت المصادر نفسها ان الجلسة الثالثة شهدت تطوراً لجهة الدخول في تحديد ماهية الدائرة الانتخابية وأن ممثل حركة «أمل» في اللجنة النائب علي حسن خليل نقل عن الرئيس نبيه بري قوله إنه يؤيد القضاء مراعاة للموقف المسيحي.

وقالت إن التطور الإيجابي الذي سيطر على النقاش بدأ عندما تقدم ممثلو الأكثرية (النائبان أكرم شهيب وجورج عدوان والنائب السابق غطاس خوري) بتصور أولي في شأن ماهية الدائرة الانتخابية في بيروت على أساس الموافقة على تقسيمها الى ثلاث دوائر كما هو وارد في قانون 1960، لكن على قاعدة الالتزام بأن تكون الدائرة متلاصقة جغرافياً ومتوازنة في عدد الناخبين، وتأخذ في الاعتبار الحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين، أي ان يكون الاختلاط السكاني قائماً لئلا يكون التمثيل فيها من لون واحد أو أن تطغى طائفة على أخرى.

ووعد فريق المعارضة بدراسة الاقتراح بجدية مشترطاً في المقابل عدم إدخال أي تعديل على الدوائر كما وردت في قانون 1960، بما في ذلك دمج قرى قضاءي صيدا – الزهراني في دائرة واحدة بذريعة أن هذا القضاء بالمعنى الإداري يضم هذه القرى، علماًَ أن قانون 1960 نص على اعتماد صيدا دائرة واحدة في مقابل دائرة أخرى تضم قرى قضاء صيدا – الزهراني.

كما أن فريق المعارضة توافق مع الأكثرية على أهمية مناقشة الإصلاحات التي اقترحتها لجنة الوزير السابق فؤاد بطرس باعتبارها أساسية لإصلاح النظام الانتخابي في لبنان.

ومساء علمت «الحياة» ان المناقشات في شأن قانون الانتخاب أفضت الى مسودة اجتمع قادة المعارضة لمناقشتها ليلاً، فيما كانت اللجنة العربية تنتظر جواباً منهم وسط تفاؤل حذر في إمكان التوصل الى توافق. لكن مصدراً في الأكثرية أكد لـ «الحياة» أن اللجنة العربية ستعتبر التوصل الى توافق حول قانون الانتخاب والحكومة اتفاقاً افتراضياً يرتبط تحوله الى اتفاق مُنجز بموافقة الجميع على الصيغة التي ستعدها الرئاسة القطرية لموضوع السلاح واستخدامه في الداخل.

وفي لبنان ساد الترقب والأمل في انتظار نتائج مؤتمر الدوحة، وبرزت مواقف ذات مغزى، خصوصاً من جانب قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي زار الجنوب في ذكرى تحريره عام 2000، كما كان لافتاً الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عبر «إذاعة صوت لبنان» وفيه غمز من موقف الرئيس جورج بوش الذي أعلن أمس من شرم الشيخ أن لبنان يواجه «لحظة حاسمة» متعهداً بأن تدعم الولايات المتحدة حكومة السنيورة في مواجهة «عناصر متشددة» تحاول تقويضها.

وقال بوش إنه «لا يمكن حزب الله أن يمضي قدماً في اعتبار نفسه مدافعاً ضد إسرائيل عندما يعتدي على شعبه»، مشدداً على أن «اللحظة حاسمة تتطلب منّا أن نقف بقوة الى جانب حكومة السنيورة ودعمها».

وأسف السنيورة أن يكون بوش انتهز ذكرى نكبة فلسطين كي يعبّر عن دعمه لبنان، وقال: «الرئيس الأميركي لم يمارس أي ضغط فعلي في نظرنا، لتنفيذ ما تعهد به لجهة العمل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة». وأضاف: «إذا أراد بوش والولايات المتحدة دعم لبنان وحكومته فالطريق الى ذلك معروف، وهي الضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال. وقبولها بالحل الذي ارتضاه اللبنانيون من خلال موافقتهم على النقاط السبع التي وردت أيضاً في القرار 1701» الصادر عن مجلس الأمن. وزاد أن موعد لقائه مع بوش في شرم الشيخ لم يكن مثبتاً أساساً، وأن مشاركته في مؤتمر الدوحة لا تسمح له بعقد مثل هذا اللقاء.

سليمان

من جهة ثانية، قال قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان إن عدم لجوء الجيش الى القوة خلال المواجهات الأخيرة كان لحقن الدماء ومنع مزيد من التصدع. وأضاف خلال تفقده أمس الوحدات العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية ان «عدم لجوء الجيش الى المدفع لحفظ السلم الأهلي خلال الأحداث الأخيرة، لا يعني أنه بقي على الحياد، بل كان حقناً للدماء ومنعاً لمزيد من التصدع في وحدة الصف الداخلي». وأشار الى أن «ما بذله هذا الجيش من جهود وتضحيات على مساحة الوطن كله، ولا يزال، يجب أن يواكبه تخلي الجميع عن لغة التصعيد والتصادم التي امتدت لثلاث سنوات وأدت الى ما حصل بالأمس القريب». ولفت الى أن «توريط البندقية المقاومة في الاقتتال الداخلي هو خدمة واضحة للعدو الإسرائيلي، تجعله يطمئن الى سلامته، وتدفعه للتحضير لعدوان جديد ضد وطننا، ما يهيئ البيئة المواتية للإرهاب، لا سيما أن هذين العدوين وجهان لعملة واحدة».

وأبدى رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية تفاؤله بحوار الدوحة، معتبراً أنه «يشكل بداية حل للأزمة اللبنانية». وقال إن «أقل ما يمكن أن يخرج به المجتمعون هو هدنة طويلة الأمد تُبعد القلق عن الساحة اللبنانية، أما الحد الأقصى فهو الحل الكامل المتكامل».

إيران

في طهران، أكد وزير الخارجية الإيراني منهوشهر متقي أن موضوع لبنان «بحاجة الى حل شامل ويجب التوصل الى حل يرضي الطرفين». وكشف أن طهران على «تواصل واتصال وتشاور مع الجانب القطري حول الأزمة اللبنانية». وكان متقي الذي زار الكويت للتعزية بأميرها السابق الشيخ سعد العبدالله الصباح بحث مع المسؤولين الكويتيين «تطورات الوضع في لبنان وأكد الجانبان ضرورة إعداد مشاريع شاملة لحل المشكلة في لبنان» كما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية

 

«الحياة» تنقل وقائع من الحوار اللبناني في الدوحة: لجنتان للحكومة وقانون الانتخاب... واستخدام السلاح يحال على اللجنة العربية ... السنيورة: الشقيق يظلمنا

عون: السبب التراكمات >

رعد: استهدفتم المقاومة

جعجع: نريد ما يطمئن > الحريري: الجرح عميق >

جنبلاط: لنتعظ مما حصل

الدوحة – وليد شقير ومحمد شقير- الحياة- 18/05/08//

انتهت الجلسة الأولى من الحوار اللبناني الذي تستضيفه قطر بين الأقطاب المتنازعين من زعامات الصف الأول في الأكثرية والمعارضة، الى تشكيل لجنتين لبحث ملفي الحكومة وقانون الانتخاب، بعد أجواء ساخنة تسبب فيها طرح الأكثرية موضوع سلاح «حزب الله» وعدم جواز استخدامه في الداخل، «برّدها» رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني (يرأس الحوار) عبر اقتراح ان تتولى اللجنة الوزارية العربية إعداد صــيغة في هذا تعرض على طرفي النزاع، وموافقة الجانبين على ذلك. وتشكلت اللجنة المكلفة مناقشة تصور للقانون الانتخابي من ستة أشخاص، ثلاثة عن المعارضة ومثلهم عن الأكثرية، عقدت أول اجتماع لها في الواحدة بعد الظهر، ولم يرشح شيء في شأن تشكيلة اللجنة الثانية لدراسة حكومة الوحدة الوطنية أو متى ستباشر عملها، وإن كان تردد أنها ستكون عربية وتعمل مكوكياً بين الفريقين لتخلص إلى صياغة اقتراح يرضيهما. 

وكانت الجلسة الأولى بدأت قرابة الحادية عشرة إلا عشر دقائق قبل الظهر، في قاعة سلوى - 2 في فندق «شيراتون»، برئاسة الشيخ حمد بن جاسم، وفي حضور القادة اللبنانيين الذين جلسوا الى طاولة مستديرة ترأسها الشيخ حمد وجلس الى يمينه رئيس المجلس النيابي نبيه بري والى جانبه رئيس وفد الأحزاب الأرمينية لهذه الجلسة النائب آغوب قصارجيان، النائب ميشال المر (عن الروم الأرثوذكس)، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد ورئيس «الكتلة الشعبية» النيابية الياس سكاف.

وعن يسار الشيخ حمد جلس الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وعن «نواب الشمال المستقلين» بطرس حرب، ورئيس «التكتل الطرابلسي» الوزير محمد الصفدي، رئيس «كتلة المستقبل» النيابية سعد الحريري، رئيس «حزب الكتائب» الرئيس أمين الجميل، رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط، النائب غسان التويني (عن الروم الأرثوذكس)، رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والى جانبه رؤساء الوفود العربية المشاركة في المؤتمر من سلطنة عمان، الإمارات، البحرين، اليمن، جيبوتي، المغرب، الأردن والجزائر. وجلس مساعدو قادة الحوار في الصف الثاني. وبعد إدخال المصورين الى القاعة لالتقاط الصور، أغلقت الأبواب لبدء الجلسة الأولى التي استهلت بمناقشة البند الأول من الاتفاق الذي تم التوصل اليه في بيروت، وهو تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وتضمنت الجلسة مداخلات لرؤساء الوفود حصلت «الحياة» على مضامينها، كما تضمنت مداخلة مقتضبة لوزير الإعلام غازي العريضي لفت فيها الى ما تعرضت إليه أسرته في بيصور.

< افتتح حمد بن جاسم الجلسة فأعطى الكلام لبري الذي اعتذر عن عدم التحدث فقال بن جاسم في سياق تنظيمه للنقاش ان «من لا يتحدث حين يأتي دوره لن يعطى الكلام لاحقاً». ثم أعطي الكلام للسنيورة الذي قدم عرضاً سريعاً بدأه بشكر الرعاية العربية لمساعي الحلول في لبنان ولمؤتمر الحوار. ومما قاله: «نحن نعتبر على الدوام أن اسرائيل هي العدو وأن سورية هي الشقيق، لكن الشقيق يظلمنا على الدوام». وتحدث عن الأحداث الاخيرة فأكد ان «الهجمات المسلحة في بيروت جاءت بمثابة نقض للعهد والوعد بعدم استخدام السلاح في الصراع الداخلي وخلفت جرحاً عميقاً وتركت خسائر كبيرة في الممتلكات وهذا الجرح لا يمكن أن يُدمل قبل أن نبحث كل المسائل المحيطة بالعهد وعملية نقضه كما حصل».

كما تحدث حرب فتطرق الى مسألة السلاح بدوره وضرورة الالتزام بعدم استخدامه في الداخل. وتحدث أيضاً عون الذي قال: «إن التراكمات هي التي أوصلتنا الى هنا، والانفجار الكبير حصل بسببها ولو أننا اوجدنا حلولاً للأزمة منذ مدة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه. وأنا كنت أحذر من هذا الشيء».

وتحدث رعد فقال: «ان التراكمات بدأت منذ استقالة الوزراء الشيعة، ما أدى الى خلل في التوازن وانعدام المشاركة والاستئثار. وسبب ما حصل هو أنكم نقضتم العهد والوعد بعدم اتخاذ قرارات بالاستئثار. ان تقرير فينوغراد (الإسرائيلي) حول حرب تموز (يوليو) نص على أن «حزب الله» انتصر في الحرب ضد اسرائيل نتيجة امتلاكه جهاز تحكم وسيطرة خلال الحرب وأنتم بقراراتكم تعرضتم لجهاز التحكم والسيطرة هذا واستهدفتم المقاومة بهذين القرارين (إحالة إنشاء الحزب شبكة الاتصالات الهاتفية الأرضية الى التحقيق وإعادة قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير الى ملاك الجيش وإعفاؤه من رئاسة الجهاز) والتي سلاحها موجه ضد العدو الاسرائيلي. وهذا الاستهداف جاء في سياق مشروع أميركي – إسرائيلي. فنحن لم نستعمل السلاح في أي خلاف سياسي، لكننا استعملناه حين صار هناك خطر على المقاومة». وأضاف رعد: «الرد كان موضعياً ونظيفاً وكنا في موقع الدفاع عن النفس ونحن تعرضنا للنار في بيروت أيضاً وسقط لنا من سرايا المقاومة 14 شهيداً في بيروت والجبل».

وبعدما تحدث النائب غسان تويني، أدلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بمداخلة قال فيها: «ما جرى في الهجوم على بيروت هو رأس جبل الجليد. أما جبل الجليد فهو سلاح «حزب الله» واستمراره وعلاقته بالدولة اللبنانية ومصيرها ومصير هذا السلاح وعلاقة السلاح بالوضع السياسي الداخلي بعدما استُخدم في الخلاف الداخلي وبقرار الحرب والسلام».

وأضاف: «أنا أتحدث إليكم من موقعي الذي كنت فيه سابقاً على رأس تنظيم عسكري، وأعرف ماذا يعني امتلاك السلاح في سياق الصراع السياسي الداخلي. إذا كان أحدهم مسلحاً ولم يعجبه شكلي ولون عينيّ واستخدم السلاح ضدي ماذا أفعل أنا؟ هل أرد عليه بالسلاح؟ وإذا لم أرد عليه بالسلاح ماذا سيكون مصيري؟ لقد استُخدم السلاح في الخلاف الداخلي في بيروت والجبل وغيرهما مع أن ضمانات أعطيت في مؤتمر الحوار الأول (آذار/ مارس 2006) بعدم استخدام هذا السلاح في الداخل، وماذا نقول للناس في بيروت الآن حين نعود بعد الذي حصل؟ ما هي الضمانات بعدم استخدام السلاح؟ هل نعود من دون ضمانات في ما يتعلق بهذه المسألة؟ يجب علينا أن نعود بموقف يطمئن الناس الى أن هذا السلاح لن يستخدم ضدها بعد الآن».

وتحدث الحريري فقال: «ما حصل هو الشر المستطير بعينه. لقد وقعنا في الشر المستطير، إذ كان البعض يحذر من الوقوع فيه، وما حصل من إذلال للبيروتيين واقتحام للبيوت حيث الناس الآمنون وانتهاك كرامة بيروت لم تكن ضد العدو الإسرائيلي في العاصمة والجبل. لقد خلف استخدام السلاح ضد الناس وفي الصراع السياسي الداخلي جرحاً عميقاً وأوقع البلد في فتنة كبيرة خلافاً للتعهدات السابقة بعدم استخدام السلاح».

وأضاف: «لا يجوز أن نختبئ وراء إصبعنا ونقول للناس إن شيئاً لم يحصل. ومهما حاولنا أن نوهمهم، فإن الجرح عميق ولا يزال ينزف ولا يمكن أن يندمل إلا في الوصول الى حل، لأن بقاء الوضع كما هو سيؤدي الى عودة الحرب ونحن لم نستخدم السلاح لأننا أهل اعتدال ونؤمن بالحوار والانفتاح».

وتحدث المر فقال: «لبنان في أزمة منذ أكثر من سنتين وكل شيء معطّل فيه. والشلل يصيب الدولة كما يصيب المؤسسات ويترتب عليه تعطيل أشغال المواطنين، ولا حل إلا بالحوار لأن ما حدث مؤسف وكنا رحبنا بدعوة الرئيس بري للحوار. أما اليوم وبما أن اللجنة الوزارية العربية توصلت الى ورقة سياسية مع الأطراف كافة، فإن لا حل أمامنا سوى الوقوف الى جانبها ودعمها. وهي ترعى الحوار، وهناك دعوة لاستكمال الحوار في شأن السلاح بعد انتخاب رئيس الجمهورية وأنا أؤيد ذلك».وأدلى جنبلاط بمداخلة تحدث فيها عن الأحداث الدموية التي حصلت والشرخ الذي سببته وقال: «تاريخ لبنان يدل الى أنه في كل مرة يتم فيها إدخاله في سياسة المحاور تحصل حرب أهلية، وفي كل مرة يجرى تحويله الى ساحة للصراع الإقليمي تحصل فيه حرب. هكذا حصل في العام 1958 إبان حلف بغداد وهكذا حصل في العام 1975 حين وضع اتفاق القاهرة. كما حصل أيضاً في العام 1982 حين تم التوصل الى اتفاق 17 أيار».

ودعا جنبلاط الى الاتعاظ مما حصل واعتماد صيغة للبنان تؤدي به الى سياسة «عدم الانحياز الإيجابي». ووصف ما حصل بأنه «ضرب للعيش المشترك الذي يجب المحافظة عليه، وكفانا إهراق الدماء ونحن مع الوصول الى حل على أن يكون واضحاً للجميع».

وقبل أن يختتم حمد بن جاسم الجلسة، دعا الرئيس بري المتحاورين الى البحث في إطار جدول الأعمال، المتعلق بالاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب. كما أن وزير الإعلام غازي العريضي الذي كان في عداد الوفد المرافق للنائب جنبلاط، رفع يده ووقف ليرد على قول النائب رعد أن مقاتلي الحزب ردوا على إطلاق النار عليهم بالقول: «أنا عائلتي، وزوجتي وأولادي حوصروا من جانب مقاتلي الحزب في المنزل في قريتي بيصور ساعتين ونصف الساعة وأطلقت النار عليهم ولم يكونوا لا هم ولا غيرهم يطلقون النار على مسلحي الحزب الذين دخلوا القرية». وهنا تدخل حمد بن جاسم قائلاً له: «لا نريد أن نفتح باب النقاش مجدداً». وعاد بن جاسم عند انتهاء الجلسة وقال للعريضي بلباقة: «أنا اضطررت الى التدخل من أجل عدم فتح النقاش من جانب أعضاء الوفود (لأن نظام الجلسات يقضي بأن يتحدث الرؤساء فقط) ولكنك أوصلت الرسالة». فشكره العريضي وقال: «أنت من حقك أن تضبط الجلسة ومشكور على ذلك».

ثم تابع بن جاسم في ختامه للجلسة بالقول: «أثير موضوع السلاح ويمكن القول إن قرارات الحكومة كانت خاطئة لكن استخدام السلاح كان خطأ أكبر نظراً الى ما خلفه. واقترح على المؤتمرين أن تتولى اللجنة الوزارية العربية إعداد صيغة بشأن موضوع السلاح وعدم استخدامه استناداً الى الفقرة الواردة في هذا الصدد في قرار مجلس وزراء الخارجية العرب (بسط سلطة الدولة وعلاقتها بالأحزاب والتنظيمات وعدم استخدام السلاح لإحداث تغيير خلافاً للشرعية الدستورية)».

وهنا تدخل الرئيس بري مطالباً بأن «تعرض الصيغة علينا قبل عرضها على المؤتمر لنتشاور في نصها لأن لنا رأياً فيها». وقال بري بحسب بعض الحاضرين في المؤتمر، إن ما حصل «ليس اجتياحاً لبيروت ولا استهدافاً لأهلها بل رد فعل على قرارين للحكومة».

وعاد حمد بن جاسم فاقترح تشكيل لجنة لقانون الانتخاب برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد بن عبدالله آل محمود وعضوية اثنين من المعارضة والأكثرية وتعيين مستشار الأمين العام للجامعة العربية طلال الأمين مراقباً فيها.

وعند ارفضاض المؤتمر تم توسيع اللجنة فباتت ثلاثة من الأكثرية هم: النائبان أكرم شهيب وجورج عدوان والنائب السابق الدكتور غطاس خوري، وعن المعارضة: جبران باسيل، والنائبان علي حسن خليل وهاغوب بقرادونيان، والأخير اقترحه المر على عمرو موسى وبري باعتبار أن الطائفة الأرمنية معنية بمسألة الدوائر الانتخابية في بيروت.

أما في شأن التوافق على صيغة الحصص في حكومة الوحدة الوطنية، فاقترح بن جاسم أن تتولى اللجنة الوزارية العربية مشاورات مع القيادات لطرح أفكار توصل الى صيغة تطرح على المؤتمر.

وأنهى رئيس الوزراء القطري الجلسة الصباحية بالطلب الى أقطاب الحوار وأعضاء الوفود الالتزام بعدم تسريب مداولات المؤتمر الى الإعلام، قائلاً إن رئاسته ستتولى تزويد الإعلام ببيان أو تصريح عن وقائعه، «وما يهمنا أن يتوج المؤتمر بنجاح في سرعة لأن عامل الوقت مهم وأساسي».

وعندها مازح النائب في كتلة «المستقبل» النيابية نبيل دي فريج زميله في كتلة «التنمية والتحرير» وعضو قيادة حركة «أمل» النائب علي حسن خليل قائلاً: «سمعت يا حاج علي (حول عدم التسريب للإعلام)». إلا أن الأخير لم يأخذ الملاحظة على أنها مزحة فرد بقسوة على دي فريج وقال له بصوت عال كلاماً وصفه عدد من المؤتمرين بأنه كبير». ثم انتهى الاجتماع من دون تحديد موعد جديد، وقال بن جاسم إن الجلسة تحدد بعد المشاورات التي سيجريها.

وبعد ارفضاض الجلسة الصباحية في سرعة، عقدت القيادات المختلفة اجتماعات تقويمية ثم جرت اجتماعات جانبية الى موائد الغداء في بهو فندق «شيراتون» أبرزها غداء بين بن جاسم وموسى والحريري وانضم اليهم السنيورة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري. ثم انضم إليهم السنيورة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري. ثم انضم اليهم لبعض الوقت وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي كان قال للصحافة اللبنانية: «لا أخبار لدينا. الرئاسة ستطلعكم على ما لديها». وأضاف: «ما حصل أن كل فريق أفرغ بعض ما عنده في الجلسة».

ثم صعد بن جاسم وموسى الى جناح بري في الطبقة الخامسة حيث كان مجتمعاً الى النائبين رعد وعون في حضور عدد من قادة المعارضة، فعقد معهم اجتماعاً خصص كما قالت مصادر المعارضة لـ «الحياة»، للتشاور في صيغة حكومة الوحدة الوطنية، باعتبار أن ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان أصبح محسوماً كمرشح توافقي للرئاسة، وأن العماد عون لم يعلّق على ذلك بعد أن كان تحفظ على ذكر اسم سليمان كمرشح توافقي.

والتقى بري، في جناحه أيضاً بعد الظهر وزير الخارجية العُماني عضو اللجنة العربية يوسف بن علوي، في حضور المستشارين علي حمدان وعلي حمد، وتركز البحث على أجواء الحوار.

ثم قرر بن جاسم دعوة المتحاورين الى جلسة مسائية حدد موعدها مبدئياً في الساعة السابعة.

وأعقبت المشاورات التي أجراها بن جاسم وموسى مع المعارضة، خلوة مع بري الذي طرح صيغة المثالثة في الحكومة (10 لرئيس الجمهورية و10 للأكثرية و10 للمعارضة) أو الثلث الضامن (الثلث +1) كما يطالب العماد عون.

وعلمت «الحياة» ان حمد بن جاسم وموسى اعتبرا إن إصرار عون على الثلث الضامن ربما يدفع الأكثرية افتراضاً الى المطالبة بصيغة 16 لقوى 14 آذار و11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية. فرد بري قائلاً: «لا مانع لدينا. ابحثها معهم». فرد بن جاسم وموسى: «هذه فكرة افتراضية وليست اقتراحاً من الأكثرية».

والتقى بن جاسم وموسى بعد ذلك النائب الحريري، ثم أجريا مشاورات مع بعض قادة الأكثرية.

وفي هذه الأثناء التقى بري والمر، الذي عاد فالتقى موسى، وشمل البحث قانون الانتخاب.

الى ذلك وقبل أن تجتمع اللجنة المؤلفة من الفريقين برئاسة الوزير آل المحمود، بعد الظهر، كان أعضاء المعارضة فيها عقدوا اجتماعاً سريعاً، تردد أن باسيل أصر خلاله على اعتماد تقسيم بيروت الى 3 دوائر استناداً الى ما كانت عليه في قانون عام 1960، فيما كان موقف الأكثرية استناداً الى مشاوراتها التي سبقت الانتقال الى الدوحة وأثناء المشاورات فيها، ان التوافق على قانون الانتخاب يتناول الاتفاق على الدائرة الانتخابية، أي القضاء، من دون التطرق الى تفاصيل التقسيمات لأنها ستترك للحكومة والبرلمان.

وأحضر عدد من الفرقاء معه مشاريع لقوانين انتخابية بما فيها قانون لجنة الوزير السابق فؤاد بطرس وقانون 1960 وغيرها. وحرص ممثلو حزب الطاشناق على حل يراعي خصوصية الأرمن في تقسيم الدوائر في بيروت.

وكان حمد بن جاسم مهد للنتائج التي انتهت اليها الجلسة الصباحية، بلقاءات قام بها، واستمرت حتى الفجر ليل أول من أمس. فاجتمع الى الرئيس بري وبعض قادة المعارضة، ثم داهم أقطاب الأكثرية وقوى 14 آذار والسنيورة الذين كانوا مجتمعين للتشاور في جناح الحريري وعقد معهم اجتماعاً طويلاً.

وتوصل بن جاسم مع الفريقين الى تحديد آلية عمل الجلسة الأولى وحصر المداخلات لكل قطب ببضع دقائق وبتشكيل لجنة قانون الانتخاب وتوليه مع موسى المشاورات عبر الديبلوماسية المكوكية بين الفرقاء حول نسب التمثيل في حكومة الوحدة، لأن طرح الأمر في الجلسة العامة سيؤدي الى خلاف حكماً.

وأبلغ قادة المعارضة حمد بن جاسم أنهم سيثيرون موضوع سلاح «حزب الله» واستخدامه في الصراع السياسي في مداخلاتهم وأنه ليس تجاوزاً لجدول الأعمال فوافقهم، وهذا ما حصل

 

صفير يأمل بإستعادة لبنان مكانته: تخطى أياماً ... اكثر سواداً

بيروت- الحياة   - 18/05/08//

أمل البطريرك الماروني نصر الله صفير «ان يستعيد لبنان مكانته بعدما خرج من أيام سود، وهو سبق ان تخطى مصاعب أكثر سواداً».

وجاء موقف صفير في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا التي انتقل اليها من نيويورك عبر طريق البر، واستقبل استقبالاً حاشداً امام كنيسة مار مارون في المدينة حيث قرعت الاجراس وانطلق الزياح في الشارع الرئيسي للكنيسة وكانت هناك صلاة قصيرة مخصصة للسيدة العذراء اختتمت في لقاء في صالة الكنيسة الملاصقة لها. وألقى المونسينيور ليشع كلمة أكد فيها أهمية زيارة البطريرك صفير، وهي الزيارة الاولى له لهذه المدينة ولولاية بنسلفانيا، متمنياً «ان يحمل وصوله بركة كبيرة لهذا البلد، كما ان تشمل بركته لبنان وجميع اللبنانيين مقيمين ومغتربين». ومــساء، ترأس صفير قداساً في كاتدرائية القديسين بطرس وبولــس وهــي الــكاتدرائية الاكبر في المدينة، وعاونه المطارنة لوران أبو جودة وغــريغوري مــنصور وروبرت شــاهين والأب الــعام ايلي ماضــي كذلك كاردينــال فيــلادلفيا جاستن ريغالي، وعدد من الكهنة اللبنانيين والاميركيين. وألقى صفير كلمة ركز فيها على اوضاع المسيحيين، داعياً الى المحبة والسلام والوئام بين جميع اطراف الوطن. ثم اقيمت مأدبة عشاء تكريماً له حضرها حشد من ابناء الجالية وتحدث فيها الكاردينال ريغالي الذي ركز على دور الكنيسة المارونية والدور الذي يقوم به البطريرك صفير «في سبيل تقريب وجهات النظر وضم جــميع اللبنــانيين في وطن واحد وتحت راية واحدة». ونقل صفير في كلمة دعوة البابا بولس السادس الى العمل من اجل العدالة، وأكد «ان جميع اللبنانيين يريدون السلام». وقدم صفير هدية الى الكاردينال ريغالي هي مجسم لأرزة لبنان

 

اللقاءات الجانبية تطغى على اليوم الثاني للحوار اللبناني في قطر

الأحد 18 مايو -أ. ف. ب.

مؤتمر الحوار اللبناني يواصل أعماله اليوم في الدوحة 

الدوحة: واصل مؤتمر الحوار اللبناني اعماله قبل ظهر الاحد في الدوحة بلقاءات جانبية يعقدها مسؤولون من قطر والجامعة العربية لتقريب وجهات نظر الفرقاء حول نقاط خلافية قبل الدعوة لعقد اجتماع موسع. وتحولت قاعة الصحافيين في فندق شيراتون الى ساحة للمناظرة بين مسؤولين من الاكثرية واخرين من المعارضة، تمحورت خصوصا حول مسألة سلاح حزب الله، خصوصا وزير الشباب والرياضة احمد فتفت (اكثرية) والنائب علي حسن خليل (معارضة).

 واكد فتفت الذي ينتمي الى تيار المستقبل في حديث صحافي ان قطر تعد "ورقة او اقتراحات" بشأن موضوع سلاح حزب الله يمكن ان تشكل "اطارا" لمناقشة هذا الموضوع لاحقا بالتفصيل.  وقال ان "قطر ستعد ورقة او اقتراحات حول موضوع انطلاق الحوار الجدي بمشاركة عربية تنفيذا للبند الخامس في اتفاق بيروت حول علاقة الدولة بالتنظيمات، وهذا يعني موضوع السلاح".  وينص البند الخامس من الاتفاق الذي اعلن الخميس الماضي في بيروت على "اطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة اراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن امن الدولة والمواطنين".

 ويؤكد هذا النص ان "هذا الحوار يطلق في الدوحة ويستكمل برئاسة رئيس الجمهورية فور انتخابه وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وبمشاركة جامعة الدول العربية".

 لكن خليل القيادي في حركة امل نفى ان يكون هذا الموضوع جزءا من الحوار الجاري في الدوحة، مشددا على ان الموضوعين اللذين يتم بحثهما الآن هما بند الحكومة وبند قانون الانتخابات في اطار "الالتزام الحرفي باتفاق بيروت".  من جهته، قال النائب سليم عون من التيار الوطني الحر المعارض الذي يتزعمه النائب ميشال عون، انه "لم يتحقق اي شيء" حتى الان.

 وكان النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن قال ليل السبت الاحد ان الاكثرية حاولت طرح موضوع سلاح حزب الله خلال اليوم الاول من الحوار "لكن لم يتم التجاوب معهم".  وقال "تم الالتزام بهذا الاتفاق (اتفاق بيروت) من قبل رئاسة المؤتمر ومن قبل الجامعة العربية وقد حاول بعض اطراف فريق السلطة طرح الموضوع (السلاح) ولم يتم التجاوب معهم ولم ياخذ الموضوع حيزا من النقاش".  ومع ذلك، عبر فتفت عن تفاؤله بالحوار. وقال "هناك امور مهمة ايجابية قادمة من الان حتى صباح غد الاثنين اي خلال 24 ساعة"، من دون ان يكشف عن تفاصيل. وحول مطالبة الاكثرية بموقف محدد في اجتماع الدوحة ازاء الاحداث الاخيرة التي حصلت في لبنان، قال فتفت "اذا لم يكن هناك شيء واضح بشان السلاح خلال اجتماعات الدوحة لن يكون هناك شيء".

 واضاف ان "موضوع السلاح نقطة اساسية والشعب اللبناني لن يقبل اذا لم يتم الاعلان عن اطار واضح لهذا الموضوع، على ان تتم مواصلة الحوار بشأنه لاحقا في بيروت". وتابع "نسعى للعودة الى بيروت باتفاق واضح وصريح والا فان الشعب اللبناني لن يلتزم به اذا شعر بانه مفروض بالقوة عليه".

 وردا على سؤال عن التقدم الذي تحقق، قال فتفت ان "لجنة قانون الانتخابات حققت تقدما وانطلاقة هذه اللجنة كانت جيدة والجميع ملتزم بالقضاء دائرة انتخابية".

 والتقى فتفت في هذه النقطة مع نائب حركة امل الذي قال "اصبح هناك مشترك كبير بيننا ازاء قانون الانتخابات ونعمل على تذليل النقاط التي لا تزال تحتاج الى نقاش اوسع وهذا ما يحصل حاليا". اما بشأن حكومة الوحدة الوطنية، فقال فتفت ان هذا الموضوع بعهدة رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

 واكد النائب خليل الامر نفسه قائلا ان "الشيخ حمد يدير عملية الاتصالات المباشرة للوصول الى تسوية حول الحكومة، واعتقد باننا سنصل الى هذه التسوية".

 اما النائب سليم عون فقال لفرانس برس "لم نصل الى شيء بعد". وبعد ان اكد رفضه بحث موضوع تداعيات الاحداث الاخيرة في بيروت وعلاقتها بسلاح حزب الله خلال مؤتمر الحوار في الدوحة، قال عون "نريد اتفاقا تفصيليا حول كل النقاط المتعلقة بالحكومة وقانون الانتخاب وليس اعلان نيات فقط".

 واضاف ان التيار الوطني الحر "مصر ليس فقط على الاتفاق على توزيع عدد الوزراء بين المعارضة والاكثرية خلال اجتماعات الدوحة بل ايضا على توزيع الوزارات نفسها خصوصا الوزارات السيادية".

 موسى يتوقع ان يكون اليوم "فاصلا"

  من جانبه توقع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاحد ان يكون اليوم "فاصلا" في الحوار بين الافرقاء اللبنانيين المستمر في الدوحة، آملا ان يكون اليوم الاخير في المفاوضات بين الاكثرية والمعارضة. وقال موسى الذي يشارك في اعمال الحوار في حديث اذاعي "نحن نتوقع ان يكون اليوم هو الفاصل، ونرجو ان يكون الاخير في هذه المحادثات".  وردا على سؤال، اوضح ان "موضوع حكومة الوحدة الوطنية ستتم معالجته من خلال ما نصت عليه المبادرة العربية، اي عدم الاستئثار للاكثرية وعدم التعطيل للمعارضة".  وفي موضوع قانون الانتخاب، اكد ان "الاتصالات منكبة على معالجته في شكل يأخذ في الاعتبار هواجس جميع الاطراف". ولفت موسى الى انه سيزور سوريا بعد انتهاء اعمال مؤتمر الحوار اللبناني.

 

بحضور ممثلي 55 دولة وعلى مدار 42 جلسة عمل 13 ملكًا ورئيس دولة يطلقون "دافوس شرم الشيخ"

نبيل شرف الدين من شرم الشيخ : ايلاف

يفتتح اليوم الأحد الرئيس المصري حسني مبارك، ونظيره الأميركي جورج بوش، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وعدد من قادة العالم فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف باسم "منتدى دافوس"، في حضور 13 ملكًا ورئيس دولة وحكومة، وممثلين عن 55 دولة وعشرات المنظمات العالمية، وعدد من رؤوساء الحكومات والوزراء، إضافة إلى حشد من كبار رجال الأعمال من شتى أنحاء العالم، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية. ويعقد المنتدى هذا العام تحت لافتة "التعلم من المستقبل " بمشاركة نحو 1500 شخصية بارزة، ويناقش على مدار 42 جلسة عمل وندوة عددًا من السيناريوهات حول مستقبل منطقة الشرق الأوسط، وأبرز القضايا المطروحة على المستوى الدولي، مثل أسعار الغذاء وصناديق الثروات السيادية، مع التركيز على أحوال الدول النامية، والتي يصفها المشاركون في المنتدى بأنها تزخر بالفرص الاستثمارية الواعدة.

ومن أبرز القادة المشاركين في أعمال المنتدى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ونور نزار باييف رئيس كازاخستان وفالديس زاتلر رئيس لاتفيا، ودانيلو ترك رئيس سلوفينيا، وحامد كرزاي رئيس أفغانستان، وشيمون بيريز رئيس إسرائيل، بالإضافة إلى توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، ومحمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية . جدير بالذكر أن اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" تعد اجتماعات غير رسمية، ولا يصدر في ختامها بيان نهائي ولا توصيات، وتعتبر فرصة للالتقاء رجال الأعمال مع كبار المسؤولين والقادة في المنطقة .

ندوات وتحديات

ويتحدث روبرت زوليك رئيس البنك الدولي عن الأوضاع في أسواق المال العالمية خاصة في ظل أزمة الرهن العقاري التي أثرت على أداء البورصات في مختلف المناطق، كما يطرح إبراهيم دبدوب الرئيس التنفيذي للبنك الوطني الكويتي ورئيس مجلس الأعمال العرب موضوعا يتعلق بتدفق رؤوس الأموال العربية والأجنبية داخل وخارج المنطقة . وفي الجلسة التي ستعقد تحت عنوان "عين علي الاقتصاد الفلسطيني"، سيتحدث كل من توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني، ومحمد مصطفى المستشار الاقتصادي لرئيس السلطة الفلسطينية، كما ستخصص إحدى الجلسات لمناقشة قضايا اندماج اقتصاديات الشرق الأوسط في الاقتصاد العالمي ويتحدث حول هذه القضية باسكال لامي المدير العام لمنظمة التجارة العالمية .

كما ستخصص جلسة يشارك فيها وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد حول تشجيع الجيل الجديد من المصنعين ودعم المواهب الشابة من المبدعين في مجال الصناعات التقليدية وعن صناعة السياحة ومستقبلها في الشرق الأوسط حني عام 2025 يتحدث كل من زهير جرانة وزير السياحة المصري ومها الخطيب وزيرة السياحة الأردنية . من جانبه قال محمد شفيق جبر رئيس منتدى مصر الدولي إن فكرة عقد المنتديات العالمية تستهدف عرض أهم القضايا الإقليمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمناقشة بحضور القيادات السياسية وكبار رجال الأعمال والخبراء المتخصصين في محاولة لوضع حلول أو رؤية مشتركة لهذه القضايا المعروضة على جدول الأعمال .

أما الدكتورة عالية المهدي أستاذ الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، فتوضح أن فكرة إطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف باسم "دافوس" تعود للعام 1970 حين وجه كلاوس شواب أستاذ إدارة الأعمال السويسري الدعوة إلى مديري المؤسسات الأوروبية لاجتماع غير رسمي في مدينة دافوس بسويسرا في يناير عام 1971، في محاولة لمواجهة المشروعات والشركات الأوروبية لتحديات السوق العالمية، واعتبرت هذه الدعوة بداية لتأسيس منتدى الإدارة الأوروبي ثم تطور المنتدى تنظيميا حتى وصل إلى الشكل الحالي وتغير اسمه إلى المنتدى الاقتصادي العالمي.

 

لهذا فشل انقلاب نصرالله!!

الأحد 18 مايو - الجريدة الكويتية

 صالح القلاب

انتقلت الاشتباكات من بيروت الغربية إلى طرابلس في الشمال وإلى مناطق في عكار، لكنها لم تستطع الانتقال إلى منطقتي الجبل والشوف رغم أن طلائع الغزو قد وصلت إليهما، وجرت اشتباكات سقط فيها عشرات القتلى ومئات الشهداء، ولا إلى المناطق المسيحية، والسبب هو أن الانتماء الطائفي قد تغلب على الانتماء السياسي. سببان حالا دون نجاح انقلاب «حزب الله»، النجاح الذي يمكّنه من السيطرة على لبنان، كل لبنان، وتنفيذ المخطط المعد والمرسوم سلفاً الذي أراد منه أصحابه إسقاط حكومة فؤاد السنيورة واستبدالها بحكومة من لون «فسطاط الممانعة»، وانتخاب رئيس جمهورية من نمط السابق إميل لحود، وإجراء انتخابات نيابية تتحول فيها الأقلية إلى أكثرية مطلقة، وتتحول الأكثرية الحالية إلى أقلية لا حول لها ولا قوة، ومجرد «ديكورٍ» طائفي باهت لا قيمة له.

السبب الأول هو أن شيخ عقل الدروز استطاع توحيد موقف طائفته، ووضع المعارضة والموالاة أو وليد جنبلاط وطلال أرسلان فوق أرضية واحدة، وهي تحريم الاقتتال الداخلي، وتجنيب الشوف والجبل (المناطق الدرزية) حرباً جديدة تصبح فيها المباني وصدور النساء والرجال والأطفال أهدافاً لمدافع «حزب الله» الثقيلة.

أما السبب الثاني، فهو أن المسيحيين بصورة عامة والموارنة بصورة خاصة قد اتخذوا الموقف نفسه، الذي اتخذه الدروز، واتفقوا على إغلاق مناطقهم في وجه أي تسربات عسكرية يقوم بها «حزب الله» أو الأحزاب «الديكورية» الأخرى التي تتلقى أوامرها من الخارج القريب المعروف، والتي شارك بعضها في غزو بيروت الغربية ووضع «زوبعته» القريبة الشبه من الصليب النازي الهتلري المعقوف على مباني تلفزيون «المستقبل» بعد احتلاله وإحراقه.

كانت الخطة تقضي أن يتم نقل الاشتباك، أو في الحقيقة نقل الغزو المسلح، من بيروت الغربية إلى منطقتي الجبل والشوف (الدرزيتين) وإلى المناطق المسيحية في الشمال وفي شرقي بيروت، وكانت هناك قوات جاهزة جرى استقدامها من مناطق الجنوب ومنطقة بعلبك والبقاع وعبر الحدود الشرقية والشمالية المفتوحة، ليبدأ الاجتياح على الفور، ولتبدأ المعارك بين قوات عسكرية مدربة ومجهزة ومسلحة ومواطنين عاديين قد يكون لدى بعضهم بنادق صيد أو أسلحة فردية خفيفة.

لقد انتقلت الاشتباكات من بيروت الغربية إلى طرابلس في الشمال وإلى مناطق في عكار، لكنها لم تستطع الانتقال إلى منطقتي الجبل والشوف رغم أن طلائع الغزو قد وصلت إليهما، وجرت اشتباكات سقط فيها عشرات القتلى، ولا إلى المناطق المسيحية، والسبب هو أن الانتماء الطائفي قد تغلب على الانتماء السياسي، وأن هناك مــن قال اتركوا المسلمين (شيعة وسنة) يقتلون بعضهم بعضاً... و«بطيخ يكسِّر بعضه».

كانت تعليمات «المخططين» أن يتحـرك سليمان فرنجية (الحفيد) بقوات جيش «المردة» من الشمال، وأن يتحرك الجنرال ميشيل عون بقوات كان قد تم استيرادها له من خارج هذه المناطق، وبإسناد من الحزب السوري القومي، الذي غدت ماركته مسجَّلة للنظام في دمشق بعد رحيل إنعام رعد وعبدالله سعادة، للسيطرة على المناطق المسيحية، لكن هذا لم يحدث لأن حس الطائفة تغلب على الحس السياسي، ولأن حلفاء «حزب الله» وجدوا أنفسهم وسط أجواء معادية لهم ولتوجهاتهم وتحالفهم وارتباطاتهم الخارجية.

وكانت تعليمات «المخططين» أن تتحرك قوات «حزب الله» من مناطق جزين، ومناطق البقاع إلى منطقة الباروك ومناطق الشوف عموماً... ولقد تحركت هذه القوات بالفعل وتمركزت في مواقع استراتيجية محددة، وكانت قد بدأت تشتبك مع محازبي الحزب التقدمي الاشتراكي ومع المواطنين العاديين عندما اتفق «عقلاء» الدروز على تحييد مناطقهم، وجرى تغليب الحرص على الطائفة ومناطقها على الانحيازات السياسية... وهكذا فإن انقلاب «حزب الله» لم يأخذ مدياته المفترضة، وهو لم يحقق كل أهدافه التي حددها المخططون، مع أنه حقق بعض هذه الأهداف، حيث أصبح هناك غالب ومغلوب، وهذا سيتجسد مواقف ثابتة للمعارضة في المفاوضات، وليس الحوار، التي من المقرر أن تكون في «الدوحة» هذه المرة والأسباب هنا متعددة وكثيرة.

 

وليمة الدوحة

الأحد 18 مايو - الحياة اللندنية

 غسان شربل

لا داعي للتشاطر. ولا للأكاذيب. ولا للتمويه. ورش السكر على الموت. الخلاف جوهري. المخاوف عميقة. الكراهية موجودة. الحقد حاضر. اللغات متباعدة. العجز عن الطلاق هو السبب في التئام الشمل حول الطاولة بعد كل وجبة دموية. بعد كل مجازفة يرتكبها هذا الفريق أو ذاك.  

البند الأول في الانقاذ يجب أن يكون وقف التكاذب. لا تجوز تغطية بقع الدم بالكلام الخجول. لا يجوز اخفاء الخناجر تحت المصافحات. يجب أن يكون الكلام صريحاً وواضحاً وعارياً. يجب الاعتراف بأن البلد يشهد أزمة غير مسبوقة بين مكوناته الرئيسية. ما شهده في الأيام الأخيرة ليس حادث سير عابراً. لم يكن وليد خروج قطار عن خطه بفعل خطأ تقني. البلد برسم الانهيار. البلد قيد التأسيس أو الإلغاء.

يجب أن يعترف المتحلقون حول الطاولة في الدوحة بما يعرفون. لبنان يعيش بدايات نزاع سنّي - شيعي حول مستقبله. وحول التوازنات الداخلية والموقع الاقليمي والدولي للبلاد. بين الشيعة من يعتبر المعادلة اللبنانية التقليدية قفصاً يمنع الاعتراف بالوقائع الجديدة. بين السُنة من يعتبر أن هالة المقاومة تستخدم لتقليص حصة طائفتهم. يشعر المسيحيون بخوف عميق على مستقبلهم. المعادلة السكانية ليست في صالحهم. يخشون من عدم التسامح المتزايد في المنطقة.

مهمة المجتمعين في الدوحة ليست سهلة. ثمة من يعتقد بأنها شبه مستحيلة. انها محاولة لاستكشاف امكان اختراع وطن يتسع للسيد حسن نصرالله وسعد الحريري ووليد جنبلاط وامين الجميل وسمير جعجع. كل منهم يمتلك صفة تمثيلية لا يمكن التشكيك فيها. التمثيل الشعبي أو تمثيل عمق المطالب والمخاوف لدى طائفته. لا اقلل أبداً من حضور نبيه بري. لكن مشكلة الآخرين ليست معه هذه المرة. لا اقلل أبداً من الصفة التمثيلية للعماد ميشال عون. لكن الجميل وجعجع اكثر قدرة منه على التعبير عن المخاوف القديمة والمستجدة لطائفتهما تماماً كالحريري وجنبلاط وان كانت الصفة التمثيلية للأخيرين أوسع وتكاد تبلغ حد وحدانية الزعامة في الطائفة. من هنا على الحريري وجنبلاط والجميل وجعجع ان يستمعوا بانفتاح ورحابة الى ما يقوله ممثل «حزب الله» محمد رعد. ان يستمعوا الى مطالبه ومخاوفه كممثل لشريك كبير لا يمكن بناء الوطن من دون فهمه وتفهمه وموافقته. ان استنادهم الى أكثرية برلمانية لا يعطيهم في التركيبة اللبنانية حق املاء صوتهم وصورتهم وخياراتهم على كامل الوطن. هذا واجبهم وبغض النظر عن مشاعرهم ومفردات قاموسهم.

ومن واجب رعد ان يستمع الى مطالب الآخرين ومخاوفهم ليفهمهم ويتفهمهم. ليس من حق «حزب الله» وبغض النظر عن تضحياته ان يفرض لونه على البلاد بعيداً عن رغبات المكونات الأخرى فيها. اكثرية 14 آذار لا تعطيها تفويضاً بفرض دولتها على المقاومة من دون تسوية تاريخية. هالة المقاومة لا تعطي «حزب الله» تفويضاً لفرض دولته أو تحويل الدولة اللبنانية دولة معلقة على حبل مستقبل النزاع المفتوح في الاقليم. انها بديهيات لبنانية. بديهيات مهما أثارت من مرارات وبدت أحياناً كأنها تأخذ من القوي لتعطي الضعيف لإنقاذ القفص الذي لا قدرة للمعادلة اللبنانية على العيش خارج قضبانه.

لا يمكن إعادة اختراع الوطن اللبناني من خارج منطق التسوية. منطق منتصف الطريق أو أقرب نقطة اليه. لا يمكن تجاهل عناصر القوة. لا يمكن أيضاً الاستسلام لها وترجمتها بصورة آلية. يمكن القول ان التاريخ سيراقب أداء نبيه بري. انتفاضته الشهيرة في 1984 علمته حدود الانتفاضات وادخلته لاحقاً نادي الحكماء. سيراقب التاريخ أيضاً اداء ميشال عون. قبوله بأي صيغة لحكومة تعجز عن القرار وإدارة البلاد سيكون كارثياً على صورته قبل رصيده.

لا بأس بأن يستدعى لبنان عارياً الى طاولة الدوحة. وأن تظهر عروقه وما تكدس فيها. وعظامه واضطرابات قلبه واختناقات رئتيه. اعرف أن أمير قطر ورئيس وزرائها والوزراء المشاركين سيشاهدون ما يثير الاستغراب والاستهجان والاحباط لكن عليهم ان يحاولوا. انقاذ لبنان انقاذ للأمة. ومن يعجز عن التعايش في لبنان لن ينجح خارجه. لا خيار غير التسوية. من دونها لن تبقى الدولة. ولن تبقى المقاومة. ستهب رياح العرقنة. وستفيض النار عن مسرحها وان تأخرت. لا خيار غير التسوية وان بدت مثقلة بالمرارات. لا خيار غير التسوية ولو شعر كل مدعو اليها بأنها تشبه الوليمة المسمومة.

 

الجوزو: دور الجيش ردع الظالم عن ظلمه فان لم يفعل من يقوم بهذا الدور؟

ومالات/صرح الشيخ محمد علي الجوزو بالآتي: "شكرا, شكرا بطل المقاومة, لقد غزوت بيروت، وأطلقت صواريخك ورصاصك على بيروت، وأهل بيروت، وقتلت من قتلت وذبحت من ذبحت وشردت من شردت.

الجرح عميق وعميق جدا، لقد دمرت أمن بيروت بل أمن لبنان كله، لقد أهنت الشعب اللبناني كله، لم يكن أحد يتوقع ان تفعل ما فعلت، فهل وقفت بين يدي الله وحاسبت نفسك لتدرك خطورة ما فعلت؟.

شكرا شكرا بطل المقاومة، لقد كافأت الشعب اللبناني أعظم مكافأة، وعبرت عن شعورك "النبيل" و"العظيم" نحو أمتك وأهلك واخوانك.

لقد تركت البيت اللبناني دون سقف ولا نوافذ ولا أبواب لقد استخدمت "الحكمة" التاريخية "علي وعلى اعدائي" وفعلت.

هل هي حرب على أهل بيروت، أم على المقاومة، كيف زججت بسمعة "المقاومة" في هذا "الاتون" المحرق.

أود ان أسألك: اذا كانت قرارات الحكومة قد دفعتك الى اعلان الحرب على بيروت، فلماذا لم تدفعك قرارات مجلس الامن 1559 و1701 والاول قد قرر سحب سلاحك كليا، فلماذا لم تعلن الحرب على مجلس الامن والامم المتحدة، اذا كانت القرارات تقابل بالحروب ، ولماذا وافقت على القرار الثاني وقد أبعدك وأبعد سلاحك على الحدود؟.

لقد سقطت العهود والمواثيق عندما توجهت جيوش المقاومة الى غزو بيروت وطعنها في الظهر؟.

انا أخالف قيادة الجيش في توصيفها لما حدث بانها حرب اهلية بل هو غزو لبيروت، غزو للعاصمة، دون ان تكون بيروت مستعدة للحرب، ودون ان يكون في حسابها "غزو الاقربين" لاحيائها ودون ان يكون في حسابها انها من دون غطاء امني يحميها من الغزاة.

دور الجيش حماية الوطن والمواطن، وحماية المؤسسات الرسمية، والشخصية الرسمية وحماية الاستقلال .

الرسول (ص ) يقول:"انصر اخاك ظالما او مظلوما", قالوا: ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال "بردعه عن ظلمه".

وهذا دور الجيش ردع الظالم عن ظلمه فان لم يفعل من يقوم بهذا الدور؟ وان اعتذر الجيش بالخوف من الانقسام فمن اين نأتي بجيش لا يخاف الانقسام ؟!

انا مشفق على سمعة المقاومة، على تاريخ المقاومة، على دور المقاومة، لقد اهتزت صورة المقاومة اهتزازا شديدا ولن تعود الى ما كانت عليه من قبل؟! وهذه هي المأساة.

لقد سقط الشعار، وكشف عن حقيقة مؤلمة، وهي ان الغريزة غلبت العقل، واننا بعد خمسة عشر قرنا من الزمان لم نستطع التحرر من أحقاد الماضي وأخطاء الماضي، ولم نبرأ من الامراض المزمنة التي تحكم فيها الماضي، وما زلنا نجتر السيئات وننسى الحسنات، وان الاسلام الذي ندعيه وضع جانبا وحلت محله الاحقاد والضغائن والكراهية، وبدل الالتزام بمنهج الاسلام اسقطنا هذا النهج ، وأهم ما اسقطناه هو الصدق".

 

الجوزو: دور الجيش ردع الظالم عن ظلمه فان لم يفعل من يقوم بهذا الدور؟

وكالان/صرح الشيخ محمد علي الجوزو بالآتي: "شكرا, شكرا بطل المقاومة, لقد غزوت بيروت، وأطلقت صواريخك ورصاصك على بيروت، وأهل بيروت، وقتلت من قتلت وذبحت من ذبحت وشردت من شردت. الجرح عميق وعميق جدا، لقد دمرت أمن بيروت بل أمن لبنان كله، لقد أهنت الشعب اللبناني كله، لم يكن أحد يتوقع ان تفعل ما فعلت، فهل وقفت بين يدي الله وحاسبت نفسك لتدرك خطورة ما فعلت؟.

شكرا شكرا بطل المقاومة، لقد كافأت الشعب اللبناني أعظم مكافأة، وعبرت عن شعورك "النبيل" و"العظيم" نحو أمتك وأهلك واخوانك.

لقد تركت البيت اللبناني دون سقف ولا نوافذ ولا أبواب لقد استخدمت "الحكمة" التاريخية "علي وعلى اعدائي" وفعلت.

هل هي حرب على أهل بيروت، أم على المقاومة، كيف زججت بسمعة "المقاومة" في هذا "الاتون" المحرق.

أود ان أسألك: اذا كانت قرارات الحكومة قد دفعتك الى اعلان الحرب على بيروت، فلماذا لم تدفعك قرارات مجلس الامن 1559 و1701 والاول قد قرر سحب سلاحك كليا، فلماذا لم تعلن الحرب على مجلس الامن والامم المتحدة، اذا كانت القرارات تقابل بالحروب ، ولماذا وافقت على القرار الثاني وقد أبعدك وأبعد سلاحك على الحدود؟.

لقد سقطت العهود والمواثيق عندما توجهت جيوش المقاومة الى غزو بيروت وطعنها في الظهر؟.

انا أخالف قيادة الجيش في توصيفها لما حدث بانها حرب اهلية بل هو غزو لبيروت، غزو للعاصمة، دون ان تكون بيروت مستعدة للحرب، ودون ان يكون في حسابها "غزو الاقربين" لاحيائها ودون ان يكون في حسابها انها من دون غطاء امني يحميها من الغزاة.

دور الجيش حماية الوطن والمواطن، وحماية المؤسسات الرسمية، والشخصية الرسمية وحماية الاستقلال .

الرسول (ص ) يقول:"انصر اخاك ظالما او مظلوما", قالوا: ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال "بردعه عن ظلمه".

وهذا دور الجيش ردع الظالم عن ظلمه فان لم يفعل من يقوم بهذا الدور؟ وان اعتذر الجيش بالخوف من الانقسام فمن اين نأتي بجيش لا يخاف الانقسام ؟!

انا مشفق على سمعة المقاومة، على تاريخ المقاومة، على دور المقاومة، لقد اهتزت صورة المقاومة اهتزازا شديدا ولن تعود الى ما كانت عليه من قبل؟! وهذه هي المأساة.

لقد سقط الشعار، وكشف عن حقيقة مؤلمة، وهي ان الغريزة غلبت العقل، واننا بعد خمسة عشر قرنا من الزمان لم نستطع التحرر من أحقاد الماضي وأخطاء الماضي، ولم نبرأ من الامراض المزمنة التي تحكم فيها الماضي، وما زلنا نجتر السيئات وننسى الحسنات، وان الاسلام الذي ندعيه وضع جانبا وحلت محله الاحقاد والضغائن والكراهية، وبدل الالتزام بمنهج الاسلام اسقطنا هذا النهج ، وأهم ما اسقطناه هو الصدق".

 

التيار" بين أيار 2005 وأيار 2008 : شهادات للتاريخ... - الجزء الثالث

النهار/18/5/2008/

لمناسبة مرور ثلاث سنوات على عودة العماد ميشال عون من المنفى في 7 أيار 2005 ينشر موقع “nowlebanon.com” نقلاً عن صحيفة "النهار" تحقيقًا يُلقي الضوء على ما آلت إليه أمور "التيار الوطني الحر" وما طرأ عليه من متغيرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية التي تلت عودة عون إلى لبنان، ويتضمّن سلسلة شهادات ستنشر تباعًا لبعض قدامى كوادر "التيار" المعترضين تنظيميًا وسياسيًا على سياسات "التيار الوطني الحر" المتّبعة منذ العام 2005 وحتى الآن. بعض أصحاب هذه الشهادات جاهر، داخل صفوف "التيار" وخارجها أيضًا، بمعارضته سياسات الجنرال العائد وتوجهاته الجديدة، لذا سوف تُنشر شهاداتهم بأسمائهم الصريحة. أمّا البعض الآخر من الذين هُمّشوا وأزيحوا ولا يزالون على صلة تنظيمية وسياسية بـ"التيار" فقدّموا شهاداتهم راغبين عدم نشر أسمائهم الصريحة، لذلك سوف تُنشر شهاداتهم من دون ذكر أسمائهم، أو سوف يتمّ الإضاءة عليها ضمن مجموعة شهادات أخرى.

 

وقائع جلستين لـ"الهيئة التأسيسية" في "التيار": "الأب – القائد "يأكل" أبناءه"

 

شهادة عضو في الهيئة السياسية لـ"التيار الوطني الحر"

 

نستهلّ هذا الجزء بالإشارة إلى أنه وفي أثناء إعداد هذا الملف كنا عازمين على إغنائه بشهادات نسائية من قدامى الناشطات في "التيار"، فاتصلنا بكل من إلسي مفرج وهنيدة إلياس ولينا غريب، فكان جوابهن أن نستمهلهن لمشاورة المسؤول الاعلامي في "التيار" انطوان نصرالله، والحصول على موافقته. وبعد يوم أو اثنين، كان جوابهن - كل منهن على انفراد - أن نصرالله لم يوافق على طلبهن، واعتذرن عن عدم الإدلاء بشهاداتهن. وحين اتصلنا بالمسؤول الاعلامي نفسه وطلبنا منه اللقاء، رفض غاضبًا، وقال إنه لا يتكلم مع من يريد "تهديم التيار الوطني الحر" وإنه لن يسمح لأحد من "التيار" بالإدلاء بشهادته.

 

فيما يلي رواية تفصيلية ودقيقة عن وقائع جلستين عقدتهما "الهيئة التأسيسية" في حضور الجنرال عون. أما الراوي فكان شرطه الأول ترك اسمه وغيره من رفاقه في الهيئة، مغفلة وطي الكتمان، لأنه ورفاقه لا يزالون داخل أطر "التيار" التنظيمية، وهم لا يعترضون على مواقفه وتحالفاته ونهجه السياسي العام، بل فقط على سياساته التنظيمية الداخلية.

 

بعد عودة العماد ميشال عون من منفاه الفرنسي في 7 أيار 2005، عقدت "الهيئة العامة" لـ"التيار الوطني الحر" خلوتها الاولى في لبنان بحضور العماد العائد.

 

في 18 آب 2005 عُقدت الخلوة بفندق "غيست هاوس" - الرابية. و"الهيئة العامة" تضم مجموعة الكوادر المسؤولين أو القياديين في المناطق والقطاعات كلها، النقابية والطالبية والشبابية. وكان على جدول أعمال الخلوة مناقشة النظام الداخلي لـ"حزب التيار" المزمع إنشاؤه.

 

جلس العماد عون إلى المنصة، وأخذ يشرح وجهة نظره ونهجه الجديدين في العمل السياسي والتنظيمي لـ"التيار"، فقال ما يمكنني تلخيصه في العناوين الآتية:

 

-1 المناضلون الجيدون ليسوا في الضرورة قادة جيدين.

 

-2 لا يحق لكل من شارك في نضالات الأمس وتظاهراته، أن يشارك اليوم في قرارات "التيار" السياسية والتنظيمية.

 

-3 لا يظننّ أحد من قدامى ناشطي "التيار"، أن العائدين الى لبنان سوف يكونون خدمًاً لديهم، ناسبًاً قوله هذا الى زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة، حين عودته الى لبنان من مهجره في أميركا الجنوبية.

 

-4 المجموعات التي كانت ناشطة بين 1990 و2005، وتضم نحو ألفي ناشط، صارت تشكل اليوم سدًاً في وجه عشرات الألوف من الراغبين في الانتساب الى "التيار".

 

-5 أنا لا أؤمن بالديموقراطية، بل بالرؤيا.

 

-6 هناك هوة سحيقة بيني وبين "التيار" الذي عليه أن يلحقني، لأنه مقصّر وفقدت ثقتي به.

 

نحن، قدامى "الكوادر" ومسؤولو الهيئات القطاعية والمناطقية المختلفة في "الهيئة العامة"، صعقنا كلام الجنرال القائد الذي كنا ننتظر عودته، آملين أنه سوف يقوّم الخلل التنظيمي الذي أصاب "التيار" منذ العام 2003، حين ألغى مبدأ الانتخابات التنظيمية في الهيئات كلها، واعتمد مبدأ التعيين. وذلك عندما تولت محموعة من عائلته ومقربيه، كثيري الأسفار والاجتماع به في باريس، طبخ التعيينات القيادية وتعليبها، بعد التداول معه بأسمائها التي أرسلها مرفقة بقرار مبرم لتنفيذها في لبنان، مما حمل بعض قدامى الناشطين على الاعتراض وتجميد نشاطهم مستائين من مبدأ التعيينات. كان معظمنا يدرك آنذاك أن ما حمل تلك المجموعة من أقارب ومقربي الجنرال على إقناعه بما أقدم عليه، هو شعورهم بأنه حان وقت قطاف ثمار النشاط المتزايد لـ"التيار" وتوسع قاعدته الشعبية على نحو غير مسبوق، نتيجة تراكم نضالاته والتعاطف الكبير الذي حظي به بعد اعتقالات 7 و9 آب 2001، وفي المعركتين الانتخابيتين النيابيتين الفرعيتين في المتن وفي بعبدا - عاليه، في 2002 و2003. أما ما حملنا على الصمت، نحن الذين كنا نعترض على التعيينات، فهو حرصنا على تماسك صفوفنا ونضالنا، وعدم تضييع انتصاراتنا وقضيتنا في خلافات تنظيمية داخلية ينذر ظهورها وتداولها في العلانية العامة الشعبية والاعلامية باهتزاز صورة "التيار" وسمعته.

 

كما كان من بواعث صمتنا أيضًاً أننا كنا نعتبر أن عودة الجنرال - القائد والأب، سوف تعيد تصحيح الوضع التنظيمي برمته، بعد تعرضه للاضطراب والترهل والفوضى بين عامي 2003 و2005. لكن ما حدث هو العكس تمامًاً، فأطلقت عودة الجنرال العنان لتهميشنا كليًا، وعن سابق تصور وتصميم، في حركة انقلابية على التاريخ النضالي لـ"التيار" ومواقفه وتوجهاته منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي. الدليل الساطع على هذا، كلمة الجنرال نفسه في الخلوة الاولى بعد عودته، والتي ما كانت تعني شيئًاً آخر سوى تكريس إزاحتنا واستبعادنا من التدخّل في القرارات السياسية والتنظيمية، وتنصيب مجموعة قيادية لـ"التيار" عادت معه من الخارج لم تكن بارزة وناشطة، ومعظمها كان يدور في فلك "التيار" على نحو متفاوت، كما أنّ بعضها كان خارج الأطر التنظيمية والنضال اليومي للتيار.

 

أما العامل الأساسي في تصدّر هذه المجموعة الهيئات القيادية النافذة، فكان القرابة التي تربط بعضهم بالجنرال، إضافة الى المحسوبية والاستزلام. والدور الأبرز في عملية التقريب والتنصيب والاستبعاد والتهميش، لعبه كل من جبران باسيل (صهر الجنرال)، وبيار رفول الذي كان يتولى تأمين لوازم التظاهرات الشعبية تأييدًاً للجنرال حين كان رئيسًاً للحكومة الانتقالية في القصر الجمهوري. وهو كان قد غادر لبنان قبل حرب 13 تشرين الثاني 1989، وهاجر الى أستراليا، وبعدها عاد في أوقات متقطّعة إلى لبنان قبل عودته الاخيرة مع الجنرال سنة 2005.

 

في خلوة 18 آب 2005 كان من المفترض أن نناقش مسودتين للنظام الداخلي لحزب "التيار" المزمع إنشاؤه. لكنّ الجنرال، بعد كلمته الافتتاحية الصاعقة، إعترض على فكرة وجود مسودتين، وأعلن عن إرادته إقرار المسودة الأخرى، من دون مناقشة، فحصل سجال مباشر لم يفضِ الى أي نتيجة، سوى الاستمرار على تثبيت بيار رفول وفادي الجميّل مسؤولين عن العمل التنظيمي، من دون أي حساب لاعتراضنا قبل انفضاض الخلوة.

 

داومنا على تسجيل اعتراضنا في لقاءات وجلسات تالية متلاحقة، قبل أن تُدعى "الهيئة العامة" في شتاء 2006، الى جلسة التصويت على المسودة الوحيدة للنظام الداخلي وتعيين الهيئات القيادية كلها، من المكتب السياسي الى الامانة العامة والهيئة التنفيذية، التي احتفظ الجنرال لنفسه مع نائب الرئيس بتعينها كلها، لاغيًاً مسودتنا للنظام الداخلي، والتي تنص على أن تقوم الهيئة العامة بانتخاب ثلثي أعضاء المكتب السياسي الذي يشكل دائرة صنع القرار في الحزب، على أن يًعيّن الجنرال الثلث الباقي من أعضائه.

 

قبل جلسة التصويت هذه، كان الجنرال قد وعدنا بأنه لن يحضرها، واذا حضر، فلن يتدخل ولن يتكلم. لكنه حضر وتدخّل ولم يترك الكلام لأحد سواه. وحين استمرت المناقشة على غير ما يرغب، أخذته حالة من الانفعال والغضب الشديدين، حتى أنه خرج تمامًاً على طوره، وأخذ يصرخ متوعدًاً. ومما قاله في غمرة غضبه وصراخه: "أنتم لا تفكرون في غير مرحلة ما بعد عون، لأنكم تريدون حزبًاً يدوم ويبقى، قابلاً للحياة من بعدي. أنا أعرف شو بدكن، بدكن تعملوني رئيس حزب وتخصوني". وبين فترة وأخرى، كلما سمع أحدًاً منا يتكلم، كانت تشتد نوبات غضبه فجأة، حتى أنه هجم مرات متتالية على المتكلمين وانتزع الميكروفون من أيديهم.

 

أخيرًاً جرى التصويت على مسودة النظام الداخلي الوحيدة، فنالت 60 صوتاً من المؤدين، مقابل 57 صوتًاً معترضًاً معظمهم من قدامى الكوادر في الهيئة التأسيسية لـ"التيار" منذ مطالع التسعينات.

 

بعض الذين صوتوا مؤيدين، فعلوا ذلك تداركًاً لشجار قد يحصل. وهنالك فتيات صوّتن مؤيدات حياءً من الجنرال أو خوفًاً عليه من شدة الانفعال والغضب.

 

بعد انتخابات المتن الشمالي النيابية الفرعية صيف 2007، طلبنا اللقاء بالعماد عون، نحن الذين يسموننا "مؤسسي التيار" ويبلغ عددنا نحو 160 ناشطًاً من قدامى الكوادر ومسؤولي القطاعات على اختلافها. كانت الغاية من طلب اللقاء، إطلاع الجنرال على رأينا في أسباب فوز مرشح "التيار" بأصوات لا تزيد سوى زيادة ضئيلة على الاصوات التي نالها المرشح المنافس، أي الرئيس أمين الجميّل، معتبرين أنّ مرشحنا ما كان ليفوز في الانتخابات لولا الأصوات التي منحه إياها الشيعة من آل زعيتر في المتن الشمالي، وأن اسباب تدني شعبية "التيار" في الوسط المسيحي ليست سياسية فقط، على ما بينت نتائج الانتخابات المتنية، بل هي تنظيمية أيضاً. فـ"التيار" في رأينا يعاني من فشل واهتراء تنظيميين كبيرين منذ عودة الجنرال عون الى لبنان، ودخولنا معترك العمل السياسي الشعبي المباشر.

 

رفض الجنرال طلبنا الاجتماع به على نحو جماعي، واقترح أن يستقبل كلاً منا على انفراد ليطلعه على رأيه، فأدركنا أنه يريد اصطيادنا بالمفرق، جريًاً على عادته في اتصالاته بنا من باريس، وفي لقاءاته الانفرادية. فكلما زاره أحدنا واجتمع به ليطلعه على أمر ما يتعلق بأحوال "التيار" وشؤونه، غالباً ما يقول لمحدثه: "معك حق، وهذه المسألة سوف نعالجها، وتلك سوف نحلها. نعم معك حق. كل هذه الأمور سوف تعالج قريباً". ولكثرة ما تكرّرت مثل هذه اللقاءات التي ما من مرة أفضت الى شيء، صرنا نعلم ان ما يُقال فيها يُنسى تماماً ما أن يغادر أحدنا دارته في الرابية، كأنّ شيئًا لم يكن، وما من شيء قيل في هذه اللقاءات.

 

لذا رفضنا اللقاءات الانفرادية، وطلبنا لقاء جامعًاً كي نطلعه على الحقيقة ونواجهه بها، أي حقيقة التركيبة العائلية وعلاقات المحسوبية والاستزلام والفوضى التنظيمية السائدة في "التيار"، ومن ذلك حصر التصرف بالاموال التي تجمعت في صندوق "التيار" من التبرعات وغيرها منذ سنة 1988 وحتى اليوم، بأسماء أشخاص من عائلته، وحصر العلاقات والقيادة السياسية به وبصهره جبران باسيل فقط لا غير، وحصر العلاقات التنظيمية ببيار رفول. هذا مع العلم اننا اكدنا له ان خلافنا معه ليس سياسيًاً، وحصرنا اعتراضنا في مسألة الادارة السياسية والتنظيمية التي نعتبرها اقطاعية عائلية محصورة بميشال عون وعائلته ومحاسبيه فقط.

 

أخيرًاً وافق الجنرال على استقبال وفد مصغّر منا ضم نحو 10 كوادر. وما ان اجتمع بهم في الرابية حتى اضاف اليهم كمال اليازجي وجبران باسيل وبيار رفول وعيّن الجميع في لجنة سماها "الهيئة المركزية"، مُراهنًا على نسفها من الداخل وتفشيلها. ثم ما لبث ان غيّر اسم هذه الهيئة فسمّاها "هيئة تقييمية" مهمتها إعداد تقرير حول العمل التنظيمي في "التيار" للنظر فيه ومناقشته لاحقاً. قدّمت هذه الهيئة تقريرها للجنرال ثم حلّت نفسها، على أمل أن يناقش التقرير ويُعاد النظر في الهيكلية القيادية والتنظيمية. لكن أي شيء من هذا لم يحصل وذهبت الجهود كلها ادراج الرياح، ورأينا اننا مقبلون على انتخابات حزبية في "التيار" في نيسان 2008، وعلى انتخابات نيابية عامة في 2009، بينما الأمور كلها تسير من سيىء إلى أسوأ، لتلقي بنا في الهاوية.

 

مجدداً طلبنا ان نجتمع به جماعيًا، فرفض كالعادة. وهكذا وجدنا انفسنا مضطرين الى عقد اجتماع عام في "التيار". فحدّدنا نهار الاثنين الأخير من شهر آذار موعدًا للاجتماع في فندق "سانشوري بارك" في الكسليك، وذلك للتداول في الحال التي وصلنا اليها، ورفع تقرير مفصل للعماد عون عن مداولاتنا. ولكن عشية موعد الاجتماع صدر عن قيادة "التيار" تعميم وزع عبر البريد الالكتروني، محذرًا الاعضاء من عقد اجتماعات عامة ومناقشة مسائل عمومية تتعلق بشؤون "التيار". خشينا من خروج أخبار وشائعات الى العلن عن خلافات وانشقاقات في صفوف "التيار" في حال عقدنا اجتماعنا المرتقب، فاستبدلناه بوفد منا قام بزيارة العماد عون واطلعه على غايتنا من الاجتماع. كان جوابه للوفد أن صورة مختلفة تمامًا قُدِّمت له عن نياتنا، وهي اقدامنا على اعلان انشقاق في "التيار".

 

لذا اقترح ان ينعقد الاجتماع العام بحضوره في الرابية "غدًا الثلثاء"، كي نناقش الامور كلها وصولا إلى إقرار خطوات تنفيذية لما يُتفق عليه في هذا الاجتماع.

 

 

 

بعد وقت قصير من خروج الوفد من الرابية، بدأت شائعات تصلنا من هنا وهناك، وتقول أن العماد عون يعتبرنا مجموعة انقلابيين لا تمثل شيئًا في "التيار" وسوف يعلن غدًا طردنا والخلاص منا. وصبيحة الثلثاء راح ضابطان من حرسه يتصلان هاتفيا بعدد منا مهدّدين متوعّدين، لحملنا على عدم حضور الاجتماع المقرر، فيما ركزت اتصالات الضابطين الهاتفية بآخرين على الطلب منهم عدم التعاطي معنا. وكان الهدف من هذه الاتصالات الضغط علينا وضعضعة صفوفنا وتخويفنا وبذر الشقاق بيننا، كي لا يتجرّأ على الاستجابة للاجتماع سوى عدد ضئيل منا. لكن على الرغم من هذا كله وصل نحو 80 كادرًا إلى الخيمة المخصصة للاجتماعات في دارة الجنرال عون في الرابية.

 

حين دخل الى الخيمة – القاعة، بادَرَنا قائلا: "شو شباب عم بيجمعكم فيلتمان من شان ياخدكم عند الحريري؟!"، وسرعان ما صعد الى المنصة، فيما تحلق حولنا عناصر من أمنه الخاص. وفي هذا الجو المتوتر والمشحون بدأ اللقاء، وعرض بعضنا وجهة نظره في حال "التيار" الراهنة. ويمكن تلخيص ما ورد في المداخلات على النحو الآتي:

 

بعد عودة الجنرال تحول "التيار الوطني الحر" مجموعة سياسية مسيحية غايتها وهدفها الوحيدان إيصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية او الى السلطة فقط لا غير. لذا فَقَد "التيار" معظم كادراته الناشطة والمؤسِّسة. وبعدما كان يضم في صفوفه أشخاصًاً وطاقات لم تتوافر لأي حزب سياسي لبناني من قبل، دخل في حال من الإهتراء والتآكل، نتيجة هدره رصيده وطاقته، بعدما استرسلت قيادته الراهنة في ممارسة العمل السياسي بناء على الحضور الشخصي والمصالح الشخصية. وحتى الجنرال عون نفسه يقول إنه يفضل "الحالة العونية" على "التيار الوطني الحر". والحالة العونية ليست سوى تلك المناخات والأجواء القروية والشعبية التي تؤيد ميشال عون وتريده رئيسًا للجمهورية، أو قائدًا شعبيًاً لم يعد يحتاج إلينا بعد عودته.

 

أما نحن مجموعة قدامى الكوادر الناشطين الذين قام تاريخ "التيار" النضالي على أكتافنا في أزمنة الخوف والقمع والاعتقال فلا حساب لنا ولا دور الآن، سوى شماتة مجتمعنا وأهلنا بنا، لأننا اصبحنا خدمًاً لميشال عون وصهره جبران باسيل الذي خصص له "التيار" موازنة مالية شهرية تبلغ 16 الف دولار ليصرفها على ولائمه وعزائمه وشراء الاكاليل للأعراس والمآتم. فأين هي إذًاً أطروحات "التيار" عن الاقطاع السياسي العائلي، ما دام متجهاً نحو تأسيس إقطاعية سياسية عائلية. فها هو بيت عون السياسي يهمّش المناضلين، ويمنح الحظوة والمال والزعامة والوجاهة للأقارب والمحاسيب والحاشية. وفوق هذا كله ممنوع علينا محاسبة أحد، أكان وصوليًاً أم انتهازيًاً استعمل "التيار" لمنافعه الشخصية ووجاهته.

 

في تلك الاثناء، ووسط هذه المداخلات المثيرة والمشحونة، كان الجنرال عون يستمع صامتًاً ومربدّاً، وينشغل أحيانا في تدوين ملاحظات على أوراق أمامه. وفيما كان إبن أخيه نعيم عون يقدّم مداخلته التي لم تكن مختلفة عما ورد في غيرها، انفجر غضب الجنرال عنيفًا كما لم نعهده من قبل. فوقف على المنصة صارخًاً في وجه إبن أخيه معتبرًاً انه رأس الحربة في الهجوم، وظلّ يصرخ مهددًا متوعدًاً حتى طرده من القاعة، ثم قال لنا: "من لا يعجبه فليلحق به". وسط هذه الجوّ من الغضب والصراخ وبعد خروج نعيم عون من القاعة، ساد ذهول بيننا، وراح بعضنا يغادر القاعة تباعًاً وفي صمت تضامنًاً مع نعيم، بينما حاول حرس الجنرال الخاص تهدئة ثورة غضبه وسخطه. أما مساعده توفيق وهبه فقد خرج محاولا استرضاء نعيم وإعادته الى القاعة فيما كان ثلاثة أرباع الحاضرين قد تبعوه في المغادرة.

 

بعد وقت عاد الهدوء الى القاعة التي لم يبق فيها سوى 20 أو 30 من الذين قرروا متابعة الجلسة بعدما رضي الجنرال بذلك وتمالك غضبه المحموم وجلس مجددا الى المنصة. وحين بدأ أحدنا بالكلام على المساوىء التنظيمية التي شابت معركة المتن الانتخابية التي نعتبرها فاشلة، جنّ جنون الجنرال وأطلق مجددًاً العنان لغضبه وصراخه، قائلاً: "معركة المتن هي الانتصار الأكبر الذي حققته في حياتي السياسية. أنتم وحدكم الفاشلون والسلبيون وغير البنّائين. لو لم تكونوا كذلك لكنتم ساهمتم في محطة OTV التلفزيونية التي ليس من سهم واحد لكم فيها والتي أسستها من أموالي الخاصة. ولا فضل لأي منكم في عودتي من المنفى، انتم الذين احترفتم الجهاد وصرتم مجاهدين وأبطالا على حساب ما أطلقته وأسسته قبل رحيلي من لبنان. وها انتم اليوم عديمو الفائدة. فلو كنتم نافعين في شيء لاشتغلتم وامتهنتم مهنة ما غير الجهاد تدرّ عليكم أموالا وتؤمن لكم مستقبلاً، بدل أن تظلوا عالة على "التيار" ومعدمين ماديًاً".

 

في هذه اللحظة وقف أحدنا قائلاً في سخرية مرّة، بل مأساوية: "والله ما كنا عارفين هيك، لا يؤاخذنا الجنرال لأننا التهينا في النضال ولم نحصّل ثروة، بل بقينا فقراء وصرفنا ما كنا نحصّله على أنشطة "التيار". وإذا كانت هذه هي جريمتنا، فلا يؤاخذنا الجنرال الذي لا نصلح أن نكون خدمًاً في بيته".

 

زادت هذه الكلمات من غضب الجنرال، فصرخ مجددًاً: "لا فضل لأي منكم في شيء. لستم سوى عالة على "التيار"، ومجموعة انقلابيين. هيا انصرفوا من هنا، لا حاجة بي لأحد منكم. بل سأعيّن لجنة للتحقيق في الشائعات التي اطلقتموها ضد قيادة التيار".

 

 

 

صامتين واجمين رحنا نخرج من القاعة. بعضنا، بعد تجاوزه بابها، أمسك بطاقة انتسابه الى "التيار" ورماها عاليًاً في الهواء، فيما كان صوته من الداخل يصلنا مهددًا متوعدًاً: "كلكم محالون للمثول أمام لجنة التحكيم، ومن لن يمثل أمامها، سوف أطرده".

 

هكذا غادرنا منزل القائد الذي لم نكن نعتبره قائدًا فحسب، بل أباً لنا ومثالا وموجِّهاً، نحن قدامى كوادر "التيار" الذين طردنا من بيته كأبناء العقوق والضلال.

 

بعد هذا الاجتماع راح الجنرال عون يسمينا الانقلابيين ويقول لكل الذين يزورونه انه سوف يحاكمنا ويطردنا. ثم أطل علينا من شاشة تلفزيون "الجديد" لينعتنا بالمدسوسين والمزروعين والانتهازيين والفوضويين الذين يقفون ضد التفاهمات الوطنية ويجب تشحيلهم من شجرة "التيار" التي كبرت كثيرًاً بعد عودته.

 

لماذا؟ لأنّ القائد الملهم لم يعد في حاجة إلينا بعد عودته من المنفى، ما دام صار في وسعه مخاطبة الشعب العظيم مباشرة من دون وسائط.

 

فكيف للذي جعل المطالبة بمشاركة المسيحيين في السلطة مطلبه الأساسي، أن يمنع المشاركين في تأسيس "التيار" وفي نضالاته كلها، من مشاركته في شيء، ومن إبداء الرأي في أي أمر، وهو المنادي في كل يوم وساعة باحترام آراء الآخرين والاعتراف بهم؟!، بلى إنه يسمح في أمر واحد: تبجيل كل كلمة يقولها وتقديسها في الصباح والعشية وفي كل وقت.

 

اما إذا لم نبجّل القائد وكلامه، فتكون مدة استعمالنا قد انتهت، نحن من كان يقول قبل عودته من المنفى، إننا بناة المستقبل، وقادة الغد، وأبطال لبنان، وضمير الوطن. وهو بعد عودته أراد تيارًاً غير الذي عرفناه طوال 15 سنة من النضال ضد الاحتلال السوري والنظام اللبناني التابع له، مجددين في ذلك صرخة القائد – الأب الذي لم يجد ما يقوله لنا بعد عودته سوى عبارة: أنا وحدي "التيار"، ومن أرادني فليتبع حاشيتي، وإلا فانكم تُنكدون مستقبلي.

 

هل الجنرال العائد هو المستقبل، والاجيال التي وهبت شبابها لـ"التيار" هي الماضي؟

 

أي مستقبل هذا يَعِد به القائد – الأب الذي يأكل أبناءه؟! وهو في ذلك يعتمد سياسة استهلاك الناشطين جيلا بعد جيل، ثم يخلعهم ويرميهم، ليأتي بغيرهم من المطيعين والمطواعين، ما دام زمن حاجة الحركة العونية الى مناضلين قد ولى وانطوى، وهي اليوم في حاجة الى متمولين وممولين، لاقامة اقطاعية سياسية عائلية يرثها عنه صهره وحاشيته من المقربين.

 

شتان ما بين قائد – أب يخلع أبناءه ويأكلهم جيلاً بعد جيل، وبين السيد حسن نصرالله الذي يقول لأبناء حزبه: أقبّل أياديكم وجباهكم.

 

 

 

تنطوي شخصية العماد ميشال عون على غضب، بل على سخط كامن وعميق الغور، قد يكون مصدر ذلك شكوكه وريبته المستفحلة والمستطيرة. فهو لا ثقة له بالناس والمجتمع الذي يعتبره فاسدًاً وموبوءًاً ويرى في نفسه هاديًاً ومخلّصًاً. لكن نظرته هذه الى نفسه يلازمها شعوره المرير بأنه ضحية. مركّب "جنون العظمة" هذا، هو ما يصيب غالبًاً العصاميين الذين يبنون أنفسهم بأنفسهم، ويعيشون حياتهم بوصفهم ابطالا ملحميين.

 

فالرجل الذي أراد تخليص لبنان من مأساته سنة 1989 معتبرًا أنّ الطبقة السياسية كلها فاسدة، سرعان ما انهار حلمه، ليعتبر أنه مثل لبنان، ضحية الجميع الذين تركوه ولم يسيروا معه في حلمه الخلاصي الذي لو ماشوه فيه لما وصلنا الى ما وصلنا اليه. وهو لديه يقين بأنه الوحيد الذي أدرك ان لا خلاص للبنان الا بتحريره من الاحتلال السوري، والوحيد الذي ناضل في سبيل ذلك ودفع ثمنًاً لنضاله بالإبعاد والنفي.

 

مَن هذه حاله، وهذه صورته عن نفسه وأفعاله، لا بدّ أن يتملكه شعور عارم بأنه فوق الجميع وأكبر من الجميع. أي القائد الملهم، وسواه لا شيء ولا أحد! وقد يكون هذا ما حوّله من قائد وطني إلى حاقد سياسي على الجميع.

 

هذه الطاقات والمشاعر المتدافعة جعلته أخيرًاً، ربما منذ دخوله قصر بعبدا سنة 1988، صاحب طموح جامح في الوصول إلى رئاسة الجمهورية. لكن هذا الطموح العاري من أي مشروع سياسي، لا يتكشّف عن غير نزوة شخصية لا يخمد اوارها، ويهون كل شيء في سبيل تحقيقها. فمنذ عودته من المنفى لم يضع نصب عينيه وقلبه وجوارحه سوى القصر الرئاسي الذي أُخرج منه وأُقصي عنه مرغمًاً، ليعيش تلك السنوات الطويلة على رغبة العودة إليه نكايةً بالجميع وانتقامًاً من الجميع.

 

وهو في هذا كله يخلط بين ما تعرض له وما أصاب المسيحيين من تهميش وإقصاء، مختصرًاً مصيرهم بمصيره، فيرى أنه وحده يمثّل مرجعيتهم وأبوّتهم السياسية وقائدهم الملهم في وجه طغيان زعامة وليد جنبلاط وزعامة الحريري الأب والإبن من بعده.

 

المسيحيون بدورهم وفي وجه عام، وجدوا في العماد ميشال عون زعيمًاً وقائدًاً وأبًاً، بعدما عتبوا طويلا على المسلمين، وخصوصًا السنّة الذين استعملوا قوة منظمة التحرير الفلسطينية ضد النظام اللبناني وضد المسيحيين، ولم يُحرّكوا ساكنًاً في وجه الاحتلال السوري.

 

أما بعد جلاء الجيش السوري عن لبنان، فقد رأى العماد عون أنّ الشيعة الذين فقدوا حليفهم السوري، صاروا مثل المسيحيين بلا حليف. وهذا ما حمله على التفاهم والتحالف مع "حزب الله". وهو كان في وقت سابق قد اتّخذ قرارًا استراتيجيًا بالتحالف مع الأقلية الشيعية ضد الأكثرية السنية على مستوى الشرق الأوسط كله.

 

 

 النهار/

 لمناسبة مرور ثلاث سنوات على عودة العماد ميشال عون من المنفى في 7 أيار 2005 ينشر موقع “nowlebanon.com” نقلاً عن صحيفة "النهار" تحقيقًا يُلقي الضوء على ما آلت إليه أمور "التيار الوطني الحر" وما طرأ عليه من متغيرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية التي تلت عودة عون إلى لبنان، ويتضمّن سلسلة شهادات ستنشر تباعًا لبعض قدامى كوادر "التيار" المعترضين تنظيميًا وسياسيًا على سياسات "التيار الوطني الحر" المتّبعة منذ العام 2005 وحتى الآن. بعض أصحاب هذه الشهادات جاهر، داخل صفوف "التيار" وخارجها أيضًا، بمعارضته سياسات الجنرال العائد وتوجهاته الجديدة، لذا سوف تُنشر شهاداتهم بأسمائهم الصريحة. أمّا البعض الآخر من الذين هُمّشوا وأزيحوا ولا يزالون على صلة تنظيمية وسياسية بـ"التيار" فقدّموا شهاداتهم راغبين عدم نشر أسمائهم الصريحة، لذلك سوف تُنشر شهاداتهم من دون ذكر أسمائهم، أو سوف يتمّ الإضاءة عليها ضمن مجموعة شهادات أخرى.

 

وقائع جلستين لـ"الهيئة التأسيسية" في "التيار": "الأب – القائد "يأكل" أبناءه"

 

شهادة عضو في الهيئة السياسية لـ"التيار الوطني الحر"

 

نستهلّ هذا الجزء بالإشارة إلى أنه وفي أثناء إعداد هذا الملف كنا عازمين على إغنائه بشهادات نسائية من قدامى الناشطات في "التيار"، فاتصلنا بكل من إلسي مفرج وهنيدة إلياس ولينا غريب، فكان جوابهن أن نستمهلهن لمشاورة المسؤول الاعلامي في "التيار" انطوان نصرالله، والحصول على موافقته. وبعد يوم أو اثنين، كان جوابهن - كل منهن على انفراد - أن نصرالله لم يوافق على طلبهن، واعتذرن عن عدم الإدلاء بشهاداتهن. وحين اتصلنا بالمسؤول الاعلامي نفسه وطلبنا منه اللقاء، رفض غاضبًا، وقال إنه لا يتكلم مع من يريد "تهديم التيار الوطني الحر" وإنه لن يسمح لأحد من "التيار" بالإدلاء بشهادته.

 

فيما يلي رواية تفصيلية ودقيقة عن وقائع جلستين عقدتهما "الهيئة التأسيسية" في حضور الجنرال عون. أما الراوي فكان شرطه الأول ترك اسمه وغيره من رفاقه في الهيئة، مغفلة وطي الكتمان، لأنه ورفاقه لا يزالون داخل أطر "التيار" التنظيمية، وهم لا يعترضون على مواقفه وتحالفاته ونهجه السياسي العام، بل فقط على سياساته التنظيمية الداخلية.

 

بعد عودة العماد ميشال عون من منفاه الفرنسي في 7 أيار 2005، عقدت "الهيئة العامة" لـ"التيار الوطني الحر" خلوتها الاولى في لبنان بحضور العماد العائد.

 

في 18 آب 2005 عُقدت الخلوة بفندق "غيست هاوس" - الرابية. و"الهيئة العامة" تضم مجموعة الكوادر المسؤولين أو القياديين في المناطق والقطاعات كلها، النقابية والطالبية والشبابية. وكان على جدول أعمال الخلوة مناقشة النظام الداخلي لـ"حزب التيار" المزمع إنشاؤه.

 

جلس العماد عون إلى المنصة، وأخذ يشرح وجهة نظره ونهجه الجديدين في العمل السياسي والتنظيمي لـ"التيار"، فقال ما يمكنني تلخيصه في العناوين الآتية:

 

-1 المناضلون الجيدون ليسوا في الضرورة قادة جيدين.

 

-2 لا يحق لكل من شارك في نضالات الأمس وتظاهراته، أن يشارك اليوم في قرارات "التيار" السياسية والتنظيمية.

 

-3 لا يظننّ أحد من قدامى ناشطي "التيار"، أن العائدين الى لبنان سوف يكونون خدمًاً لديهم، ناسبًاً قوله هذا الى زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة، حين عودته الى لبنان من مهجره في أميركا الجنوبية.

 

-4 المجموعات التي كانت ناشطة بين 1990 و2005، وتضم نحو ألفي ناشط، صارت تشكل اليوم سدًاً في وجه عشرات الألوف من الراغبين في الانتساب الى "التيار".

 

-5 أنا لا أؤمن بالديموقراطية، بل بالرؤيا.

 

-6 هناك هوة سحيقة بيني وبين "التيار" الذي عليه أن يلحقني، لأنه مقصّر وفقدت ثقتي به.

 

نحن، قدامى "الكوادر" ومسؤولو الهيئات القطاعية والمناطقية المختلفة في "الهيئة العامة"، صعقنا كلام الجنرال القائد الذي كنا ننتظر عودته، آملين أنه سوف يقوّم الخلل التنظيمي الذي أصاب "التيار" منذ العام 2003، حين ألغى مبدأ الانتخابات التنظيمية في الهيئات كلها، واعتمد مبدأ التعيين. وذلك عندما تولت محموعة من عائلته ومقربيه، كثيري الأسفار والاجتماع به في باريس، طبخ التعيينات القيادية وتعليبها، بعد التداول معه بأسمائها التي أرسلها مرفقة بقرار مبرم لتنفيذها في لبنان، مما حمل بعض قدامى الناشطين على الاعتراض وتجميد نشاطهم مستائين من مبدأ التعيينات. كان معظمنا يدرك آنذاك أن ما حمل تلك المجموعة من أقارب ومقربي الجنرال على إقناعه بما أقدم عليه، هو شعورهم بأنه حان وقت قطاف ثمار النشاط المتزايد لـ"التيار" وتوسع قاعدته الشعبية على نحو غير مسبوق، نتيجة تراكم نضالاته والتعاطف الكبير الذي حظي به بعد اعتقالات 7 و9 آب 2001، وفي المعركتين الانتخابيتين النيابيتين الفرعيتين في المتن وفي بعبدا - عاليه، في 2002 و2003. أما ما حملنا على الصمت، نحن الذين كنا نعترض على التعيينات، فهو حرصنا على تماسك صفوفنا ونضالنا، وعدم تضييع انتصاراتنا وقضيتنا في خلافات تنظيمية داخلية ينذر ظهورها وتداولها في العلانية العامة الشعبية والاعلامية باهتزاز صورة "التيار" وسمعته.

 

كما كان من بواعث صمتنا أيضًاً أننا كنا نعتبر أن عودة الجنرال - القائد والأب، سوف تعيد تصحيح الوضع التنظيمي برمته، بعد تعرضه للاضطراب والترهل والفوضى بين عامي 2003 و2005. لكن ما حدث هو العكس تمامًاً، فأطلقت عودة الجنرال العنان لتهميشنا كليًا، وعن سابق تصور وتصميم، في حركة انقلابية على التاريخ النضالي لـ"التيار" ومواقفه وتوجهاته منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي. الدليل الساطع على هذا، كلمة الجنرال نفسه في الخلوة الاولى بعد عودته، والتي ما كانت تعني شيئًاً آخر سوى تكريس إزاحتنا واستبعادنا من التدخّل في القرارات السياسية والتنظيمية، وتنصيب مجموعة قيادية لـ"التيار" عادت معه من الخارج لم تكن بارزة وناشطة، ومعظمها كان يدور في فلك "التيار" على نحو متفاوت، كما أنّ بعضها كان خارج الأطر التنظيمية والنضال اليومي للتيار.

 

أما العامل الأساسي في تصدّر هذه المجموعة الهيئات القيادية النافذة، فكان القرابة التي تربط بعضهم بالجنرال، إضافة الى المحسوبية والاستزلام. والدور الأبرز في عملية التقريب والتنصيب والاستبعاد والتهميش، لعبه كل من جبران باسيل (صهر الجنرال)، وبيار رفول الذي كان يتولى تأمين لوازم التظاهرات الشعبية تأييدًاً للجنرال حين كان رئيسًاً للحكومة الانتقالية في القصر الجمهوري. وهو كان قد غادر لبنان قبل حرب 13 تشرين الثاني 1989، وهاجر الى أستراليا، وبعدها عاد في أوقات متقطّعة إلى لبنان قبل عودته الاخيرة مع الجنرال سنة 2005.

 

في خلوة 18 آب 2005 كان من المفترض أن نناقش مسودتين للنظام الداخلي لحزب "التيار" المزمع إنشاؤه. لكنّ الجنرال، بعد كلمته الافتتاحية الصاعقة، إعترض على فكرة وجود مسودتين، وأعلن عن إرادته إقرار المسودة الأخرى، من دون مناقشة، فحصل سجال مباشر لم يفضِ الى أي نتيجة، سوى الاستمرار على تثبيت بيار رفول وفادي الجميّل مسؤولين عن العمل التنظيمي، من دون أي حساب لاعتراضنا قبل انفضاض الخلوة.

 

داومنا على تسجيل اعتراضنا في لقاءات وجلسات تالية متلاحقة، قبل أن تُدعى "الهيئة العامة" في شتاء 2006، الى جلسة التصويت على المسودة الوحيدة للنظام الداخلي وتعيين الهيئات القيادية كلها، من المكتب السياسي الى الامانة العامة والهيئة التنفيذية، التي احتفظ الجنرال لنفسه مع نائب الرئيس بتعينها كلها، لاغيًاً مسودتنا للنظام الداخلي، والتي تنص على أن تقوم الهيئة العامة بانتخاب ثلثي أعضاء المكتب السياسي الذي يشكل دائرة صنع القرار في الحزب، على أن يًعيّن الجنرال الثلث الباقي من أعضائه.

 

قبل جلسة التصويت هذه، كان الجنرال قد وعدنا بأنه لن يحضرها، واذا حضر، فلن يتدخل ولن يتكلم. لكنه حضر وتدخّل ولم يترك الكلام لأحد سواه. وحين استمرت المناقشة على غير ما يرغب، أخذته حالة من الانفعال والغضب الشديدين، حتى أنه خرج تمامًاً على طوره، وأخذ يصرخ متوعدًاً. ومما قاله في غمرة غضبه وصراخه: "أنتم لا تفكرون في غير مرحلة ما بعد عون، لأنكم تريدون حزبًاً يدوم ويبقى، قابلاً للحياة من بعدي. أنا أعرف شو بدكن، بدكن تعملوني رئيس حزب وتخصوني". وبين فترة وأخرى، كلما سمع أحدًاً منا يتكلم، كانت تشتد نوبات غضبه فجأة، حتى أنه هجم مرات متتالية على المتكلمين وانتزع الميكروفون من أيديهم.

 

أخيرًاً جرى التصويت على مسودة النظام الداخلي الوحيدة، فنالت 60 صوتاً من المؤدين، مقابل 57 صوتًاً معترضًاً معظمهم من قدامى الكوادر في الهيئة التأسيسية لـ"التيار" منذ مطالع التسعينات.

 

بعض الذين صوتوا مؤيدين، فعلوا ذلك تداركًاً لشجار قد يحصل. وهنالك فتيات صوّتن مؤيدات حياءً من الجنرال أو خوفًاً عليه من شدة الانفعال والغضب.

 

بعد انتخابات المتن الشمالي النيابية الفرعية صيف 2007، طلبنا اللقاء بالعماد عون، نحن الذين يسموننا "مؤسسي التيار" ويبلغ عددنا نحو 160 ناشطًاً من قدامى الكوادر ومسؤولي القطاعات على اختلافها. كانت الغاية من طلب اللقاء، إطلاع الجنرال على رأينا في أسباب فوز مرشح "التيار" بأصوات لا تزيد سوى زيادة ضئيلة على الاصوات التي نالها المرشح المنافس، أي الرئيس أمين الجميّل، معتبرين أنّ مرشحنا ما كان ليفوز في الانتخابات لولا الأصوات التي منحه إياها الشيعة من آل زعيتر في المتن الشمالي، وأن اسباب تدني شعبية "التيار" في الوسط المسيحي ليست سياسية فقط، على ما بينت نتائج الانتخابات المتنية، بل هي تنظيمية أيضاً. فـ"التيار" في رأينا يعاني من فشل واهتراء تنظيميين كبيرين منذ عودة الجنرال عون الى لبنان، ودخولنا معترك العمل السياسي الشعبي المباشر.

رفض الجنرال طلبنا الاجتماع به على نحو جماعي، واقترح أن يستقبل كلاً منا على انفراد ليطلعه على رأيه، فأدركنا أنه يريد اصطيادنا بالمفرق، جريًاً على عادته في اتصالاته بنا من باريس، وفي لقاءاته الانفرادية. فكلما زاره أحدنا واجتمع به ليطلعه على أمر ما يتعلق بأحوال "التيار" وشؤونه، غالباً ما يقول لمحدثه: "معك حق، وهذه المسألة سوف نعالجها، وتلك سوف نحلها. نعم معك حق. كل هذه الأمور سوف تعالج قريباً". ولكثرة ما تكرّرت مثل هذه اللقاءات التي ما من مرة أفضت الى شيء، صرنا نعلم ان ما يُقال فيها يُنسى تماماً ما أن يغادر أحدنا دارته في الرابية، كأنّ شيئًا لم يكن، وما من شيء قيل في هذه اللقاءات.

لذا رفضنا اللقاءات الانفرادية، وطلبنا لقاء جامعًاً كي نطلعه على الحقيقة ونواجهه بها، أي حقيقة التركيبة العائلية وعلاقات المحسوبية والاستزلام والفوضى التنظيمية السائدة في "التيار"، ومن ذلك حصر التصرف بالاموال التي تجمعت في صندوق "التيار" من التبرعات وغيرها منذ سنة 1988 وحتى اليوم، بأسماء أشخاص من عائلته، وحصر العلاقات والقيادة السياسية به وبصهره جبران باسيل فقط لا غير، وحصر العلاقات التنظيمية ببيار رفول. هذا مع العلم اننا اكدنا له ان خلافنا معه ليس سياسيًاً، وحصرنا اعتراضنا في مسألة الادارة السياسية والتنظيمية التي نعتبرها اقطاعية عائلية محصورة بميشال عون وعائلته ومحاسبيه فقط.

أخيرًاً وافق الجنرال على استقبال وفد مصغّر منا ضم نحو 10 كوادر. وما ان اجتمع بهم في الرابية حتى اضاف اليهم كمال اليازجي وجبران باسيل وبيار رفول وعيّن الجميع في لجنة سماها "الهيئة المركزية"، مُراهنًا على نسفها من الداخل وتفشيلها. ثم ما لبث ان غيّر اسم هذه الهيئة فسمّاها "هيئة تقييمية" مهمتها إعداد تقرير حول العمل التنظيمي في "التيار" للنظر فيه ومناقشته لاحقاً. قدّمت هذه الهيئة تقريرها للجنرال ثم حلّت نفسها، على أمل أن يناقش التقرير ويُعاد النظر في الهيكلية القيادية والتنظيمية. لكن أي شيء من هذا لم يحصل وذهبت الجهود كلها ادراج الرياح، ورأينا اننا مقبلون على انتخابات حزبية في "التيار" في نيسان 2008، وعلى انتخابات نيابية عامة في 2009، بينما الأمور كلها تسير من سيىء إلى أسوأ، لتلقي بنا في الهاوية.

مجدداً طلبنا ان نجتمع به جماعيًا، فرفض كالعادة. وهكذا وجدنا انفسنا مضطرين الى عقد اجتماع عام في "التيار". فحدّدنا نهار الاثنين الأخير من شهر آذار موعدًا للاجتماع في فندق "سانشوري بارك" في الكسليك، وذلك للتداول في الحال التي وصلنا اليها، ورفع تقرير مفصل للعماد عون عن مداولاتنا. ولكن عشية موعد الاجتماع صدر عن قيادة "التيار" تعميم وزع عبر البريد الالكتروني، محذرًا الاعضاء من عقد اجتماعات عامة ومناقشة مسائل عمومية تتعلق بشؤون "التيار". خشينا من خروج أخبار وشائعات الى العلن عن خلافات وانشقاقات في صفوف "التيار" في حال عقدنا اجتماعنا المرتقب، فاستبدلناه بوفد منا قام بزيارة العماد عون واطلعه على غايتنا من الاجتماع. كان جوابه للوفد أن صورة مختلفة تمامًا قُدِّمت له عن نياتنا، وهي اقدامنا على اعلان انشقاق في "التيار".

لذا اقترح ان ينعقد الاجتماع العام بحضوره في الرابية "غدًا الثلثاء"، كي نناقش الامور كلها وصولا إلى إقرار خطوات تنفيذية لما يُتفق عليه في هذا الاجتماع.

بعد وقت قصير من خروج الوفد من الرابية، بدأت شائعات تصلنا من هنا وهناك، وتقول أن العماد عون يعتبرنا مجموعة انقلابيين لا تمثل شيئًا في "التيار" وسوف يعلن غدًا طردنا والخلاص منا. وصبيحة الثلثاء راح ضابطان من حرسه يتصلان هاتفيا بعدد منا مهدّدين متوعّدين، لحملنا على عدم حضور الاجتماع المقرر، فيما ركزت اتصالات الضابطين الهاتفية بآخرين على الطلب منهم عدم التعاطي معنا. وكان الهدف من هذه الاتصالات الضغط علينا وضعضعة صفوفنا وتخويفنا وبذر الشقاق بيننا، كي لا يتجرّأ على الاستجابة للاجتماع سوى عدد ضئيل منا. لكن على الرغم من هذا كله وصل نحو 80 كادرًا إلى الخيمة المخصصة للاجتماعات في دارة الجنرال عون في الرابية.

 

حين دخل الى الخيمة – القاعة، بادَرَنا قائلا: "شو شباب عم بيجمعكم فيلتمان من شان ياخدكم عند الحريري؟!"، وسرعان ما صعد الى المنصة، فيما تحلق حولنا عناصر من أمنه الخاص. وفي هذا الجو المتوتر والمشحون بدأ اللقاء، وعرض بعضنا وجهة نظره في حال "التيار" الراهنة. ويمكن تلخيص ما ورد في المداخلات على النحو الآتي:

 

بعد عودة الجنرال تحول "التيار الوطني الحر" مجموعة سياسية مسيحية غايتها وهدفها الوحيدان إيصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية او الى السلطة فقط لا غير. لذا فَقَد "التيار" معظم كادراته الناشطة والمؤسِّسة. وبعدما كان يضم في صفوفه أشخاصًاً وطاقات لم تتوافر لأي حزب سياسي لبناني من قبل، دخل في حال من الإهتراء والتآكل، نتيجة هدره رصيده وطاقته، بعدما استرسلت قيادته الراهنة في ممارسة العمل السياسي بناء على الحضور الشخصي والمصالح الشخصية. وحتى الجنرال عون نفسه يقول إنه يفضل "الحالة العونية" على "التيار الوطني الحر". والحالة العونية ليست سوى تلك المناخات والأجواء القروية والشعبية التي تؤيد ميشال عون وتريده رئيسًا للجمهورية، أو قائدًا شعبيًاً لم يعد يحتاج إلينا بعد عودته.

 

أما نحن مجموعة قدامى الكوادر الناشطين الذين قام تاريخ "التيار" النضالي على أكتافنا في أزمنة الخوف والقمع والاعتقال فلا حساب لنا ولا دور الآن، سوى شماتة مجتمعنا وأهلنا بنا، لأننا اصبحنا خدمًاً لميشال عون وصهره جبران باسيل الذي خصص له "التيار" موازنة مالية شهرية تبلغ 16 الف دولار ليصرفها على ولائمه وعزائمه وشراء الاكاليل للأعراس والمآتم. فأين هي إذًاً أطروحات "التيار" عن الاقطاع السياسي العائلي، ما دام متجهاً نحو تأسيس إقطاعية سياسية عائلية. فها هو بيت عون السياسي يهمّش المناضلين، ويمنح الحظوة والمال والزعامة والوجاهة للأقارب والمحاسيب والحاشية. وفوق هذا كله ممنوع علينا محاسبة أحد، أكان وصوليًاً أم انتهازيًاً استعمل "التيار" لمنافعه الشخصية ووجاهته.

 

في تلك الاثناء، ووسط هذه المداخلات المثيرة والمشحونة، كان الجنرال عون يستمع صامتًاً ومربدّاً، وينشغل أحيانا في تدوين ملاحظات على أوراق أمامه. وفيما كان إبن أخيه نعيم عون يقدّم مداخلته التي لم تكن مختلفة عما ورد في غيرها، انفجر غضب الجنرال عنيفًا كما لم نعهده من قبل. فوقف على المنصة صارخًاً في وجه إبن أخيه معتبرًاً انه رأس الحربة في الهجوم، وظلّ يصرخ مهددًا متوعدًاً حتى طرده من القاعة، ثم قال لنا: "من لا يعجبه فليلحق به". وسط هذه الجوّ من الغضب والصراخ وبعد خروج نعيم عون من القاعة، ساد ذهول بيننا، وراح بعضنا يغادر القاعة تباعًاً وفي صمت تضامنًاً مع نعيم، بينما حاول حرس الجنرال الخاص تهدئة ثورة غضبه وسخطه. أما مساعده توفيق وهبه فقد خرج محاولا استرضاء نعيم وإعادته الى القاعة فيما كان ثلاثة أرباع الحاضرين قد تبعوه في المغادرة.

 

بعد وقت عاد الهدوء الى القاعة التي لم يبق فيها سوى 20 أو 30 من الذين قرروا متابعة الجلسة بعدما رضي الجنرال بذلك وتمالك غضبه المحموم وجلس مجددا الى المنصة. وحين بدأ أحدنا بالكلام على المساوىء التنظيمية التي شابت معركة المتن الانتخابية التي نعتبرها فاشلة، جنّ جنون الجنرال وأطلق مجددًاً العنان لغضبه وصراخه، قائلاً: "معركة المتن هي الانتصار الأكبر الذي حققته في حياتي السياسية. أنتم وحدكم الفاشلون والسلبيون وغير البنّائين. لو لم تكونوا كذلك لكنتم ساهمتم في محطة OTV التلفزيونية التي ليس من سهم واحد لكم فيها والتي أسستها من أموالي الخاصة. ولا فضل لأي منكم في عودتي من المنفى، انتم الذين احترفتم الجهاد وصرتم مجاهدين وأبطالا على حساب ما أطلقته وأسسته قبل رحيلي من لبنان. وها انتم اليوم عديمو الفائدة. فلو كنتم نافعين في شيء لاشتغلتم وامتهنتم مهنة ما غير الجهاد تدرّ عليكم أموالا وتؤمن لكم مستقبلاً، بدل أن تظلوا عالة على "التيار" ومعدمين ماديًاً".

 

في هذه اللحظة وقف أحدنا قائلاً في سخرية مرّة، بل مأساوية: "والله ما كنا عارفين هيك، لا يؤاخذنا الجنرال لأننا التهينا في النضال ولم نحصّل ثروة، بل بقينا فقراء وصرفنا ما كنا نحصّله على أنشطة "التيار". وإذا كانت هذه هي جريمتنا، فلا يؤاخذنا الجنرال الذي لا نصلح أن نكون خدمًاً في بيته".

 

زادت هذه الكلمات من غضب الجنرال، فصرخ مجددًاً: "لا فضل لأي منكم في شيء. لستم سوى عالة على "التيار"، ومجموعة انقلابيين. هيا انصرفوا من هنا، لا حاجة بي لأحد منكم. بل سأعيّن لجنة للتحقيق في الشائعات التي اطلقتموها ضد قيادة التيار".

 

 

 

صامتين واجمين رحنا نخرج من القاعة. بعضنا، بعد تجاوزه بابها، أمسك بطاقة انتسابه الى "التيار" ورماها عاليًاً في الهواء، فيما كان صوته من الداخل يصلنا مهددًا متوعدًاً: "كلكم محالون للمثول أمام لجنة التحكيم، ومن لن يمثل أمامها، سوف أطرده".

 

هكذا غادرنا منزل القائد الذي لم نكن نعتبره قائدًا فحسب، بل أباً لنا ومثالا وموجِّهاً، نحن قدامى كوادر "التيار" الذين طردنا من بيته كأبناء العقوق والضلال.

 

بعد هذا الاجتماع راح الجنرال عون يسمينا الانقلابيين ويقول لكل الذين يزورونه انه سوف يحاكمنا ويطردنا. ثم أطل علينا من شاشة تلفزيون "الجديد" لينعتنا بالمدسوسين والمزروعين والانتهازيين والفوضويين الذين يقفون ضد التفاهمات الوطنية ويجب تشحيلهم من شجرة "التيار" التي كبرت كثيرًاً بعد عودته.

 

لماذا؟ لأنّ القائد الملهم لم يعد في حاجة إلينا بعد عودته من المنفى، ما دام صار في وسعه مخاطبة الشعب العظيم مباشرة من دون وسائط.

 

فكيف للذي جعل المطالبة بمشاركة المسيحيين في السلطة مطلبه الأساسي، أن يمنع المشاركين في تأسيس "التيار" وفي نضالاته كلها، من مشاركته في شيء، ومن إبداء الرأي في أي أمر، وهو المنادي في كل يوم وساعة باحترام آراء الآخرين والاعتراف بهم؟!، بلى إنه يسمح في أمر واحد: تبجيل كل كلمة يقولها وتقديسها في الصباح والعشية وفي كل وقت.

 

اما إذا لم نبجّل القائد وكلامه، فتكون مدة استعمالنا قد انتهت، نحن من كان يقول قبل عودته من المنفى، إننا بناة المستقبل، وقادة الغد، وأبطال لبنان، وضمير الوطن. وهو بعد عودته أراد تيارًاً غير الذي عرفناه طوال 15 سنة من النضال ضد الاحتلال السوري والنظام اللبناني التابع له، مجددين في ذلك صرخة القائد – الأب الذي لم يجد ما يقوله لنا بعد عودته سوى عبارة: أنا وحدي "التيار"، ومن أرادني فليتبع حاشيتي، وإلا فانكم تُنكدون مستقبلي.

 

هل الجنرال العائد هو المستقبل، والاجيال التي وهبت شبابها لـ"التيار" هي الماضي؟

 

أي مستقبل هذا يَعِد به القائد – الأب الذي يأكل أبناءه؟! وهو في ذلك يعتمد سياسة استهلاك الناشطين جيلا بعد جيل، ثم يخلعهم ويرميهم، ليأتي بغيرهم من المطيعين والمطواعين، ما دام زمن حاجة الحركة العونية الى مناضلين قد ولى وانطوى، وهي اليوم في حاجة الى متمولين وممولين، لاقامة اقطاعية سياسية عائلية يرثها عنه صهره وحاشيته من المقربين.

 

شتان ما بين قائد – أب يخلع أبناءه ويأكلهم جيلاً بعد جيل، وبين السيد حسن نصرالله الذي يقول لأبناء حزبه: أقبّل أياديكم وجباهكم.

 

 

 

تنطوي شخصية العماد ميشال عون على غضب، بل على سخط كامن وعميق الغور، قد يكون مصدر ذلك شكوكه وريبته المستفحلة والمستطيرة. فهو لا ثقة له بالناس والمجتمع الذي يعتبره فاسدًاً وموبوءًاً ويرى في نفسه هاديًاً ومخلّصًاً. لكن نظرته هذه الى نفسه يلازمها شعوره المرير بأنه ضحية. مركّب "جنون العظمة" هذا، هو ما يصيب غالبًاً العصاميين الذين يبنون أنفسهم بأنفسهم، ويعيشون حياتهم بوصفهم ابطالا ملحميين.

 

فالرجل الذي أراد تخليص لبنان من مأساته سنة 1989 معتبرًا أنّ الطبقة السياسية كلها فاسدة، سرعان ما انهار حلمه، ليعتبر أنه مثل لبنان، ضحية الجميع الذين تركوه ولم يسيروا معه في حلمه الخلاصي الذي لو ماشوه فيه لما وصلنا الى ما وصلنا اليه. وهو لديه يقين بأنه الوحيد الذي أدرك ان لا خلاص للبنان الا بتحريره من الاحتلال السوري، والوحيد الذي ناضل في سبيل ذلك ودفع ثمنًاً لنضاله بالإبعاد والنفي.

مَن هذه حاله، وهذه صورته عن نفسه وأفعاله، لا بدّ أن يتملكه شعور عارم بأنه فوق الجميع وأكبر من الجميع. أي القائد الملهم، وسواه لا شيء ولا أحد! وقد يكون هذا ما حوّله من قائد وطني إلى حاقد سياسي على الجميع.

هذه الطاقات والمشاعر المتدافعة جعلته أخيرًاً، ربما منذ دخوله قصر بعبدا سنة 1988، صاحب طموح جامح في الوصول إلى رئاسة الجمهورية. لكن هذا الطموح العاري من أي مشروع سياسي، لا يتكشّف عن غير نزوة شخصية لا يخمد اوارها، ويهون كل شيء في سبيل تحقيقها. فمنذ عودته من المنفى لم يضع نصب عينيه وقلبه وجوارحه سوى القصر الرئاسي الذي أُخرج منه وأُقصي عنه مرغمًاً، ليعيش تلك السنوات الطويلة على رغبة العودة إليه نكايةً بالجميع وانتقامًاً من الجميع.

وهو في هذا كله يخلط بين ما تعرض له وما أصاب المسيحيين من تهميش وإقصاء، مختصرًاً مصيرهم بمصيره، فيرى أنه وحده يمثّل مرجعيتهم وأبوّتهم السياسية وقائدهم الملهم في وجه طغيان زعامة وليد جنبلاط وزعامة الحريري الأب والإبن من بعده.

المسيحيون بدورهم وفي وجه عام، وجدوا في العماد ميشال عون زعيمًاً وقائدًاً وأبًاً، بعدما عتبوا طويلا على المسلمين، وخصوصًا السنّة الذين استعملوا قوة منظمة التحرير الفلسطينية ضد النظام اللبناني وضد المسيحيين، ولم يُحرّكوا ساكنًاً في وجه الاحتلال السوري.

أما بعد جلاء الجيش السوري عن لبنان، فقد رأى العماد عون أنّ الشيعة الذين فقدوا حليفهم السوري، صاروا مثل المسيحيين بلا حليف. وهذا ما حمله على التفاهم والتحالف مع "حزب الله". وهو كان في وقت سابق قد اتّخذ قرارًا استراتيجيًا بالتحالف مع الأقلية الشيعية ضد الأكثرية السنية على مستوى الشرق الأوسط كله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التيار الشيعي الحر/المكتب الإعلامي

رحب رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن بالحوار القائم في قطر مشددا " على ضرورة التوصل إلى حل نهائي لظاهرة التسلح التي ينميها حزب الله ويستخدمها لقتال الشعب اللبناني ، واعتبر أن القانون الإنتخابي وفق القضاء يجب أن يشمل بعلبك – الهرمل ، وأضاف :

نحن مع طي صفحة الماضي الأسود ولكن لا بد من اعتقال كل الذين شاركوا في الإجتياح الأسود على بيروت والمناطق وإحالتهم إلى القضاء ، وكفى متاجرة بدماء اللبنانيين فهذه أصبحت مهزلة المهازل أن نقدم ممتلكاتنا وأرواحنا كي يبقى الزعماء في مواقعهم ومناصبهم فهناك مسلحون اعتدوا على الناس ومارسوا الترهيب وقتلوا ونكلوا ونهبوا فكيف تكون مسامحتهم دون اقتصاص عادل ؟ وقال : لقد ارتكب حزب الله حماقة كبيرة حينما نفذ مطلب السفير الإيراني وتبنى رغبات بشار الأسد بحرق بيروت والجبل وحمل أعباء ما قام به زعران الشوارع إلى الطائفة الشيعية بعد مباركة أشاوس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ، واليوم وبعد الإجتياح الأسود وسقوط ضحايا إما أبرياء وإما ضلل بهم ماذا سيقول حزب الله لعوائلهم؟ هل سيقنعهم بأنه كان يحرر لبنان من الأعداء فقدم فلذات أكبادهم قرابين على مذبح التحرير ؟ أم سيسكتهم بحفن الدولارات النظيفة التي حطمت كل القيم والمفاهيم في المجتمع الشيعي المحتل ؟ لماذا لا يقتنع حزب الله أن لا مصلحة للشيعة بالإلتحاق الأعمى بالمشروع الفارسي المعادي للعروبة والمنحاز لعنصريته الغاشمة ؟ قمة الوعي والممانعة كانت عند القيادات الإسلامية السنية في بيروت حينما رفضوا المواجهة حقنا " للدم ولكن من يبلسم جرحهم ومن يطفئ غضبهم إذا لم يصدر إعتذار علني من السيد حسن نصرالله الذي أعلن عليهم الحرب وأدماهم ؟ وهل أدرك السيد حسن نصرالله خطورة ما تصرفه بعض قادة المعارضة الذين استفادوا من زعرنة عساكره وعساكر حركة أمل وهم حصنوا أنفسهم بمنع انتشار الفتنة في مناطقهم ؟ وبارك الشيخ الحاج حسن عودة تلفزيون المستقبل وجريدته متسائلا" لماذا الخوف من كلمة الحق وهل الكلمة تواجه بالرصاص والحرق؟ هل هي ثقافة المقاومة التي يرغبون بتعميمها ؟ ومع كل وقاحتهم يحاولوا إقناع الناس بأن تيار المستقبل هو المعتدي وهم المعتدى عليهم ويحاول البعض تبرير ما جرى ، وانتقد كلام النائب نبيل نقولا بأن سلاح المقاومة لم يستخدم إلى الداخل وما جرى كان دفاعا " عن النفس مكتفيا " بالرد ( يا عيب الشوم اللي استحوا ماتوا ) واترك للرأي العام المسيحي الرد على ترهاته وهم الذين شاهدوا صور المقاومين الأبطال يفعلون ما عجزت إسرائيل عن القيام به ، فقطعوا طريق المطار والمرفأ وقطعوا أوصال البلد وسفكوا الدم المظلوم ونهبوا ممتلكات النواب والناس واعتدوا على رجال الدين . عيب وألف عيب.

وعن قرار إقالة المفتي الأمين قال : هذا قرار باطل ولا قيمة له والمناصب لا تصنع قيم ورجال وهؤلاء الذين يعيثون فسادا " في المجلس الشيعي هم محتلون ووجودهم غير قانوني وغير شرعي والذي نصب زورا " مكان المفتي الأمين في صور يعرف أن وجوده باطل وسيأتي اليوم الذي يتحرر فيه المجلس من الظالمين والضالين والمعتدين ، وعلى الدولة والجيش اللبناني إخراج الزعران والبلطجية والشبيحة من داخل دار الإفتاء الجعفري في صور وعليه القيام بواجباته وكفانا تفرجا " على كل الإستباحات والإعتداءات ، وأنا أحذر مجددا " على ضرورة التيقظ في منطقة المتن وجبيل وأطرح التساؤل : لماذا يتم إدخال عناصر بشرية غريبة إلى هذه المناطق وماذا يجري في أفقا ولاسا ؟

وختم : الإعتداء على الحريات العامة والخاصة هو جريمة لا تغتفر ولا تسقط لا بحوارات ولا بمصالحات وحلها بالمحاكمة والمحاسبة واليوم كلنا مهددون وحياتنا في خطر ما لم نلجم حملة السلاح الذي يسفك دمنا ، ونحن ننتظر القضاء المختص أن يقول لنا من قتل العشرات من اللبنانيين ومن تسبب بذلك ، ونحن نريد العدالة المطلقة كي لا تتكرر هذه المأساة .

المكتب الإعلامي

التاريخ : 18 / 5 / 2008