المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 11 كانون الأول/2012

إنجيل القدّيس لوقا05/17-26/شفاء المقعد

كانَ يسوعُ ذاتَ يَومٍ يُعَلِّم، وبَينَ الحاضِرينَ بَعضُ الفِرِّيسينَ ومُعَلِّمي الشَّريعة أَتَوا مِن جَميعِ قُرى الـجَليلِ واليَهوديَّةِ ومِن أُورَشَليم. وكانَت قُدرَةُ الرَّبِّ تَشْفي المَرْضى عن يَدِه. وإِذا أُناسٌ يَحمِلونَ على سَريرٍ رَجُلاً كانَ مُقعَدًا، ويُحاوِلونَ الدُّخولَ بِه لِيَضَعوهُ أَمامَه. فلَم يَجِدوا سَبيلاً إِلى الدُّخولِ لِكَثَرةِ الزِّحام، فصَعِدوا بِه إِلى السَّطْحِ ودلَّوْهُ بِسَريرِه مِن بَينِ القِرْميد، إِلى وَسْطِ الـمَجلِسِ أَمامَ يَسوع،. فلَمَّا رأَى إِيمانَهم قال: «يا رَجُل، غُفِرَت لَكَ خَطاياك».

فأَخَذَ الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ يُفكِّرونَ فيَقولونَ في أَنْفُسِهم: «مَن هذا الَّذي يَتكَلَّمُ بِالتَّجْديف؟ من يَقْدِرُ أَن يَغفِرَ الـخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه!» فعَلِمَ يسوعُ أَفكارَهم فأَجابَهم: «لِماذا تُفَكِّرونَ هذا التَّفكيرَ في قُلوبِكُم؟ أَيُّمَا أَيْسَر؟ أَن يُقال: غُفِرَت لَكَ خَطاياك أَم أَن يُقال: قُم فَامشِ. فلِكَي تَعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ لَه في الأَرضِ سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الـخَطايا»، ثُمَّ قالَ لِلمُقعَد: «أَقولُ لَكَ: قُمْ فَاحمِلْ سَريرَكَ وَاذهَبْ إِلى بَيتِكَ». فقامَ مِن وَقتِه بِمَرًاى مِنهُم وحمَلَ ما كانَ مُضطجِعًا علَيه ومَضى إِلى بَيتِه وهُوَ يُمَجِّدُ الله. فاستَولى الدَّهَشُ علَيهم جَميعًا، فمَجَّدوا الله، وقَد غَلَبَ الخَوفُ عَلَيهم فقالوا: «رَأَينا اليَومَ أُمورًا عَجيبة!».

 

كيف نكون يولى علينا، نحنا شعب شي تعتير وبالتالي المتولين امورنا هم على مسطرتنا شي تعتير كمان
 بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني في مفهوم الشفاعة للآخرين/مراجعة لأهم الأخبار/10 كانون الأول/12

 
http://www.clhrf.com/audio%20phoenicia%20news%2012/news10.12.12.wma
 
إضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية ومن ضمنها مقالة محمد سلام وخاطرة الياس بجاني/11 كانون الأول/12
 
http://www.10452lccc.com/aaaaanews12a/arabicdecember11.12.htm
 
English LCCC News bulletin for December 11/12نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
 
http://www.10452lccc.com/aaaaanews12a/english.december11.12.htm
 
من عناوين النشر/خاطرة للياس بجاني تتناول هوس الراعي في اممية زيارته التي لا تنتهي: الله يستر ويجيب العواقب سليمي/الراعي الى رومانيا في شباط والى الولايات المتحدة في الربيع وزيارة لأستراليا ع النار/هرطقات لا تنتهي لربع السلال والمناجل وثقافة الحكي وراء الأبواب الموارنة والكرسي في بعبدا مجننتون/قراءة في مقالة لمحمد سلام: إيران تدير الإرهاب من محافظة لبنان/محمد عبدالحميد بيضون للأنباء: تحالف حزب الله ـ أمل ـ عون سبب انهيار البلد/الجيش اللبناني عزز وحداته في طرابلس/عباس ابراهيم يلتقي المملوك في سوريا وفتفت يسأله أن كان اخذ منه اسم والدته/القاضي صقر طلب في مطالعته في ملف سماحة استجواب مملوك وعدنان والاستماع الى افادة شعبان/عناوين مقابلة نديم الجميل مع جريدة السياسة/14 آذار قررت متابعة البحث مع بري/عقاب صقر: سأقاضي إعلام 8 آذار وسنتبرع بالتعويضات لشراء حليب لأطفال سوريا/المخطوفون الشيعة في سوريا أرقام منسيّة في حسابات حزب الله الجهادية/سفير إسرائيل في واشنطن: تمرير أسلحة كيميائية الى حزب الله خط أحمر/تأملات إيمانية في عجيبة شفاء المقعد مستوحاة من إنجيل القدّيس لوقا05/17-26/: "كانَ يسوعُ ذاتَ يَومٍ يُعَلِّم، وبَينَ الحاضِرينَ بَعضُ الفِرِّيسينَ ومُعَلِّمي الشَّريعة أَتَوا مِن جَميعِ قُرى الـجَليلِ واليَهوديَّةِ ومِن أُورَشَليم. وكانَت قُدرَةُ الرَّبِّ تَشْفي المَرْضى عن يَدِه. وإِذا أُناسٌ يَحمِلونَ على سَريرٍ رَجُلاً كانَ مُقعَدًا، ويُحاوِلونَ الدُّخولَ بِه لِيَضَعوهُ أَمامَه. فلَم يَجِدوا سَبيلاً إِلى الدُّخولِ لِكَثَرةِ الزِّحام، فصَعِدوا بِه إِلى السَّطْحِ ودلَّوْهُ بِسَريرِه مِن بَينِ القِرْميد، إِلى وَسْطِ الـمَجلِسِ أَمامَ يَسوع. فلَمَّا رأَى إِيمانَهم قال: يا رَجُل، غُفِرَت لَكَ خَطاياك.فأَخَذَ الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ يُفكِّرونَ فيَقولونَ في أَنْفُسِهم: «مَن هذا الَّذي يَتكَلَّمُ بِالتَّجْديف؟ من يَقْدِرُ أَن يَغفِرَ الـخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه فعَلِمَ يسوعُ أَفكارَهم فأَجابَهم: لِماذا تُفَكِّرونَ هذا التَّفكيرَ في قُلوبِكُم؟ أَيُّمَا أَيْسَر؟ أَن يُقال: غُفِرَت لَكَ خَطاياك أَم أَن يُقال: قُم فَامشِ. فلِكَي تَعلَموا أَنَّ ابنَ الإِنسانِ لَه في الأَرضِ سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الـخَطايا، ثُمَّ قالَ لِلمُقعَد: أَقولُ لَكَ: قُمْ فَاحمِلْ سَريرَكَ وَاذهَبْ إِلى بَيتِكَ. فقامَ مِن وَقتِه بِمَرًاى مِنهُم وحمَلَ ما كانَ مُضطجِعًا علَيه ومَضى إِلى بَيتِه وهُوَ يُمَجِّدُ الله. فاستَولى الدَّهَشُ علَيهم جَميعًا، فمَجَّدوا الله، وقَد غَلَبَ الخَوفُ عَلَيهم فقالوا: رَأَينا اليَومَ أُمورًا عَجيبة".

 

 

عناوين النشرة

*الله يستر ويجيب العواقب سليمي/الياس بجاني

*الراعي الــى رومانيا في شباط والى الولايات المتحدة في الربيع

*الراعي التقى المجلس المذهبي الدرزي وعبيد

*طهران تتوسط لانتقال مقاتلي جبريل وعائلاتهم من سوريا ولبنان للعراق

*إيران تدير الإرهاب من "محافظة لبنان" /محمد سلام /الوكلة الاتحادية للأنباء

*مقاتلون يسيطرون على جزء من قاعدة بحلب ويوقفون قصفها خشية من أسلحة كيماوية

*أنباء عن انشقاق 9 قضاة في إدلب

*محمد عبدالحميد بيضون لـ «الأنباء»: تحالف «حزب الله ـ أمل ـ عون» سبب انهيار البلد

*ضاهر: سلاح "حزب الله" "علة العلل"

*سفير إسرائيل في واشنطن: تمرير أسلحة كيميائية الى "حزب الله" خط أحمر

*الجيش عزز وحداته في طرابلس وسيتصدى بكل حزم وصرامة للعابثين بالامن

*فتفت استغرب زيارة ابراهيم دمشق ولقاءه المملوك

*صقر طلب في مطالعته في ملف سماحة استجواب مملوك وعدنان والاستماع الى افادة شعبان

*وكيل ميشال سماحة علق على مطالعة صقر صقر: تقتضي تطبيق الاصول القضائية المتبعة بين لبنان وسوريا

*جنبلاط :الحكومة تتهرب من مسؤولياتها في السلسلة

*حرب: قرار بمتابعة البحث مع بري والانتخابات في موعدها

*سورية سلّمت جثامين 3 لبنانيين وتعزيزات على محاور القتال ومخاوف من استخدام راجمات الصواريخ

*معركة طرابلس تشتدّ وخطوط تماس عربية ـــ إقليمية ترتسم فيها 

*عقاب صقر: سأقاضي إعلام 8 آذار وسنتبرع بالتعويضات لشراء حليب لأطفال سوريا

*المخطوفون الشيعة في سوريا أرقام منسيّة في حسابات "حزب الله".. "الجهادية"/كارلا خطار/المستقبل

*جنبلاط ووفد من "التقدمي" في ألمانيا

*العُقاب والأفعى/بول شاوول/المستقبل

*اللحظة المزدوجة: خالد مشعل وخيرت الشاطر/وسام سعادة/المستقبل

*مصر ترفض خطف "الإخوان" للثورة/خيرالله خيرالله/المستقبل

*إيران و"حماس" ومصر و"حزب الله" وسورية/زيد الجلوي/ السياسة

*نظام الأسد يفبرك .... الأسلحة الكيماوية/ علي ب. اسعد/السياسة

*لماذا لم يتعلم بشار الأسد من مصير صدام والقذافي/عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

*اختطاف صوت الشعب.. بلا تأجيل/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*المرشد والشاطر ومؤامرة الخارج/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*من جريدة السياسة الكويتية/مقابلة مع النائب نديم الجميل

*الراعي: لا يمكن القبول بمعاناة طرابلس وتحويلها الى مدينة شبه مهجورة

*عصام خليفة: ما يجري في سوريا بركان سيطول لبنان والمنطقة

*قاووق: المقاومة ضرورة استراتيجية

*ابو جمرة: لحكومة حيادية ضبطا للفلتان

*لونا الشبل مستشارة الاسد خلفاً لمقدسي .. والاخير قد يعمل مدرساً

*ماروني لحزب الله: كفى دغدغة لمشاعر اهل زحلة

*"حزب الله" يستقبل رهينته السابق تيري وايت ويصفه بالرجل العظيم

تفاصيل النشرة

 

الله يستر ويجيب العواقب سليمي

الياس بجاني/صديقنا كمال ريشا سأل على صفحتو ع الفيس بوك هالسؤال الكلو براءة: "قولكم بيطلع بطريرك الروم خليفة البطريرك الراحل هزيم متل خليفة مار نصرالله بطرس صفير؟".ونحنا ببراءة الأطفال كمان جاوبنا بالتالي، والله يسترنا بسبب جاوبنا من جماعة ثقافة احكو معو وراء البواب ومن ربع السلال والمناجل!! جوابنا: يا كمال يا عزيزنا ليش ما بيكفينا الراعي وقباني وبضهرون المطران سمير الظلم. لا دخيلك ما بيتحمل البلد كمان مرائي ويلي فينا بيكفيا. ع فكرة اليوم صاحبنا الراعي بموغظتو ركز على طرابلس وعلى اوجاع اهلها ولكن أكيد انت متلي عرفت انو هو زعلان لأنو ما عم يقدر يعملها زيارة وصارت مأجلي هالزيارة كذا مرة. ولكن الظاهر زبطت معو رحلة ع استراليا واليوم عملولها اخراج واجا حدا قدملو عزيمي. نيافنتو مشغول كتير، الله يساعدو ما عندو وقت وبين الزيارة والزيارة كمان في زيارة. اما موظفين شركة باك المطرودين من عند بيار الضاهر من دون اتعاب ولا تعويض ولا من يحزنون هو ما عندو وقت يقابلون ومن 6 اشهر طالبين موعد. مبارح اكلو خبيط تا شبعو من رجال الأمن تا بعدين قابل بيار الضاهر وفد منون. يعني لازم ياكلو قتلي تاني ت يقابلو نيافة كثير الكلام متل ما سماه عماد موسى!!! وسامحونا هيدا بطركنا ونحنا أحرار في مش هيك يا صديقي؟ بدون الشبيبي يلي دايبين بغرام نيافة الراعي ما يواخدونا لأنو نحنا بحياتا ما حبينا البواب ولا وقفنا على مداخلها وبعدنا منتذكر وعد الرئيس الراحل سليمان فرنجية لمن قلنا ناموا وبوابكون مفتوحة وما لحق يخلص عهدو حتى كانت بيوتنا كلها بلا بواب ولا شبابيك ولا اسطع فسامحونا كثير وما تواخذونا

 

الراعي الــى رومانيا في شباط والى الولايات المتحدة في الربيع

المركزية- يستأنف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي برنامج جولاته الراعوية الى الخارج اعتبارا من شباط المقبل لتفقد الابرشيات المنتشرة في بقاع الارض.وللغاية يزور البطريرك وفق معلومات "المركزية" رومانيا تلبية لدعوة كان تلقاها من وفد رعية مار شربل لتدشين الكنيسة المشادة حديثا والتي كان البطريرك اسهم في دعم انشائها واطلاق ورشتها. وفي سياق متصل، قالت مصادر مواكبة لحراك البطريرك الخارجي ان جولاته قد تشمل في الربيع المقبل الولايات المتحدة الاميركية في زيارة هي الثانية له بعد تنصيبه بطريركا لتفقد الابرشيات والرعايا التي لم يتسن له في جولته الاولى زيارتها. وقال احد اركان الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة لـ"المركزية" ان مساعي تبذل من اجل ترتيب لقاءات رسمية للبطريرك مع كبار المسؤولين الاميركيين وفي مقدمهم الرئيس باراك اوباما وعدد من السياسيين في الادارة الجديدة، خصوصا انه تعذر على الراعي خلال زيارته الاولى في تشرين الاول 2011 عقد لقاءات رسمية مع اي مسؤول اميركي.

 

الراعي التقى المجلس المذهبي الدرزي وعبيد

المركزية- استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، المجلس المذهبي الدرزي برئاسة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة لتهنئة صاحب النيافة برتبة الكاردينالية ولنتمنى له كل التوفيق، ونعتبر هذا الموضوع فخراً للبنان ككل، وكانت مناسبة للبحث في الامور الوطنية وفي أمور القمم الروحية، وركزنا على وحدة اللبنانيين وعلى عيشهم المشترك وعلى استمرار التفاهم مع الرؤساء الروحيين لنقوم بواجبنا الروحي تجاه ابنائنا وتجاه وطننا". وردا على سؤال: ما هي كلمتكم للبنانيين في ظل حال التشنج الذي يعيشها البلد؟ قال: "التحلي بالحكمة والعقل وطول البال والصبر والتفاهم والمحبة وتطبيق الشركة والمحبة التي نادى بها صاحب الغبطة". بعدها استقبل البطريرك الراعي الوزير السابق جان عبيد وعرض معه التطورات الراهنة.

 

طهران تتوسط لانتقال مقاتلي جبريل وعائلاتهم من سوريا ولبنان للعراق

 كشفت مصادر في "التحالف الوطني" الشيعي الذي يرأس الحكومة العراقية لـ"السياسة", أمس, ان طهران تتوسط لانتقال مئات المقاتلين من تنظيم "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" بزعامة احمد جبريل, مع اسرهم, من سورية إلى العراق. وقالت المصادر ان القيادة الايرانية ترغب بدور عراقي في استقبال بعض كوادر "القيادة العامة" في بغداد على ان يذهب العدد الأكبر منهم للإقامة في ايران بينهم جبريل نفسه, مشيرة الى ان التوجه العام لدى حكومة نوري المالكي هو رفض استقبال هذا التنظيم خشية ان يؤدي ذلك الى اشكاليات مع الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية.

وتحول مئات المقاتلين من جماعة جبريل داخل المخيمات الفلسطينية في سورية خاصة في مخيم اليرموك بدمشق الى قوات شبيحة لدعم نظام الاسد في مواجهة "الجيش السوري الحر", وسط معلومات عن أن مقاتلي جبريل هم من صفوا بعض قادة جيش التحرير الفلسطيني في مدينة حلب, كما أنهم متورطون في تسهيل اعتقال واغتيال مئات الفلسطينيين الذين اختاروا الوقوف الى جانب الثورة السورية.

وحسب المصادر الشيعية, فإن الدوائر الاستخباراتية الايرانية التي تأتمر بمرجعية قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني, المسؤول عن العمليات الخارجية في "الحرس الثوري" الايراني, تخشى من وقوع جبريل في الأسر بيد قوات المعارضة السورية بعد انهيار نظام الأسد, الأمر الذي قد يؤدي لاحقاً إلى تسليمه لدوائر غربية ربما تنجح في الحصول منه على معلومات عن عمليات إرهابية في اوروبا بدعم إيراني.

وكشفت المصادر ان عملية نقل مقاتلي جبريل تشمل أيضاً الموجودين في منطقة البقاع اللبناني وليس فقط في سورية, بسبب المخاوف من الانتقام منهم بعد سقوط الأسد.

واشارت المصادر إلى ان قنوات عراقية كردية بالتنسيق مع القيادة الفلسطينية في رام الله تعمل على بقاء الاسر الفلسطينية التابعة ل¯"القيادة العامة" داخل سورية بضمانات من التنظيمات الفلسطينية في مقدمها "حماس" و"فتح", وبضمانات من "الجيش السوري الحر" الذي يعتقد انه سيتولى الأمن على الارض في مرحلة ما بعد الاسد, غير ان القلق من ظهور حالات انتقام وتصفية قد تكون مطروحة ولا يمكن منعها بسبب تقارير مفادها ان مقاتلي جبريل تورطوا في شن الهجمات على احياء داخل دمشق وساهموا بتصفية ثوار ومدنيين سوريين في القابون والحجر الاسود وبرزة والميدان والمزة والعسالي والقدم.

وأفادت المصادر العراقية ان الاعتقاد السائد في بغداد كان أن تنظيم جبريل له همية للمخابرات السورية غير انه اتضح من الوساطة الايرانية أنه أكثر اهمية بالنسبة للدوائر الاستخباراتية في طهران, وان هناك حرصاً ايرانياً لافتاً لضمان حياة احمد جبريل.  ووفقاً للمصادر, يمكن لرجل الاستخبارات الايراني القوي قاسم سليماني ان يكون لديه خطط للاستفادة من مقاتلي جبريل في شن عمليات محددة في اوروبا وافريقيا وبعض المناطق منها دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية اخرى في الفترة المقبلة. ورأت المصادر ان الحكومة العراقية ربما لا تمانع باستقبال عائلات فلسطينية من جماعة جبريل لأسباب انسانية, على ان لا يمارس احد من افرادها اي عمل سياسي وعسكري, غير ان هذا الامر يبدو غير مضمون لأن الدوائر الايرانية ستكون على صلات قوية مع من سيأتي من افراد تنظيم جبريل الى العراق, ولذلك ربما يكون السيناريو المطروح بقاء اسر المقاتلين على الساحة العراقية على ان يذهب المقاتلون الى إيران و يمكن بعدها ترتيب تواصل انساني بين المقاتلين في ايران وبين اسرهم في العراق, ما يعني ان اقامة الاسر ربما تقع في مناطق قريبة من الحدود العراقية الايرانية.

وتضاربت المعلومات عن عديد مقاتلي جبريل وأسرهم, ففي حين تؤكد بعض التقارير من داخل سورية ان عددهم يتجاوز ألفي شخص تتحدث القنوات الايرانية عن اعداد تتجاوز الخمسة آلاف عنصر بينهم عناصر من تنظيم الصاعقة الفلسطيني التابع للنظام السوري. السياسة الكويتية

 

إيران تدير الإرهاب من "محافظة لبنان"

محمد سلام /الوكلة الاتحادية للأنباء

"إشترت" إيران  فرع العمليات الخارجية التابع للمخابرات الأسدية ومعه جهاز الأمن الخارجي التابع لتنظيم أحمد جبريل المعروف باسم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة" ونقلتهما، عتاداً وعديدا،ً إلى قاعدة قوسايا في سهل البقاع اللبناني.  وتفيد المعلومات أن القيادة المشتركة للجهاز الثلاثي الجديد تعمل من قاعدة قوسايا على خطة هدفها تثبيت وجود النظام الإيراني في صلب المعادلة الشرق أوسطية، بغض النظر عن مصير نظام الأسد، عبر تنظيم عمليات إرهابية ضد أهداف سعودية، وقطرية تحديداً (مصالح وشخصيات) خارج منطقة الخليج، وتحديداً في شمال أفريقيا وأوروبا.

ويتم أيضاً في قاعدة قوسايا، وبإشراف الجهاز الثلاثي الجديد، تدريب عناصر من جنسيات خليجية عربية، بحرانية وكويتية أساساً، على تنفيذ عمليات إرهابية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بهدف تعزيز الحاجة إلى إيران لضبط استقرار هذه الدول والحفاظ على بقاء أنظمتها لقاء القبول بإيران شريكاً كاملاً في قرار الشرق الأوسط، وضامناً لعدم إرباك الأنظمة الخليجية. وتفيد المعلومات أن فيلق القدس الإيراني، بإشراف الجنرال قاسم سليماني، هو الذي نفذ خطة دمج الأجهزة الثلاثة وتولى نقل غرف عملياتها إلى قاعدة قوسايا التي تزيد مساحتها عن مليون و 200 ألف متر مربع من الأراضي اللبنانية وترتبط بالأراضي السورية بشبكة أنفاق ما يرقى إلى مستوى "مدينة صغيرة تحت الأرض."  وتعكس الخطوة، إضافة إلى قناعة المخابرات الإيرانية بحتمية سقوط الأسد، خوفها من إحتمالين:

*- أن يتم اعتقال كادرات رئيسية من الجهازين الأسدي والجبريلي وإخضاعهما إلى التحقيق والمحاكمة، ما يكشف العمليات الإرهابية المشتركة الي نفذاها بالتعاون مع المخابرات الإيرانية.

*- أن يتمكن الأسد من عقد صفقة لجوء إلى إحدى الدول الفاعلة إستخبارياً، ما يحتّم عليه وعلى من يستضيفه، إجراء تصفية مسبقة لكل الشهود على العمليات الإرهابية التي كان نظامه، ووالده قبله، قد نفذها، لصالح أو بالشراكة مع، عدة أجهزة مخابرات، ومن ضمنها المخابرات الإيرانية.

إيران حريصة على استمرار الاستفادة من خبرات الجهازين، الأسدي والجبريلي، بعد سقوط الأسد، كما أنها حريصة على عدم وقوعهما في الأسر لتفادي الفضيحة، أو الفضائح، التي تدينها دولياً. وإذا كان لا بد من تصفية عناصرهما في مرحلة ما دفناً للأسرار، فإيران تريد أن تكون هي من يشرف على التصفية وينفذ الدفن.

 باختصار، إيران نقلت مجتمع الاستخبارات الإرهابية الأسدي-الجبريلي إلى الأراضي اللبنانية، علماً بأن طاولة الحوار اللبناني كانت قد اتخذت قراراً قبل نحو عامين باستعادة سيطرة الدولة اللبنانية على قاعدة قوسايا وغيرها من القواعد التي يشار إليها باسم "السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية،" ولكن القرار بقي من دون تنفيذ.

 = فلماذا تغامر إيران بنقل غرفة عملياتها الإرهابية إلى قاعدة قوسايا على الرغم من وجود قرار "سيادي" لبناني بإقفال هذه القاعدة؟

-1- ربما لأن إيران تعلم بأن القرار اللبناني غير قابل للتنفيذ، لأن حزبها المسلّح في لبنان قادر على تعطيل آلية اتخاذه، ولأن حزبها المسلّح في لبنان قادر على إحباط تنفيذه، هذا إذا صدر قرار بتنفيذه.

-2- أو ربما لأن إيران تريد أن تؤكد استمرار حضورها "السيادي" في لبنان، كما في بقية الشرق العربي، بعد سقوط الأسد نهائياً.

 الإجابتان الافتراضيتان أشد خطراً من بعضهما البعض، ما يطرح تساؤلاً جدياً عن مصير لبنان، من وجهة النظر الإيرانية، بعد سقوط نظام الأسد نهائياً. (مصير لبنان، وليس مصير حزب إيران في لبنان).

 وفي ضوء التحدي الذي يواجهه مستقبل الوجود الإيراني في غزة إثر عودة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إليها بعد غياب استمر 35 عاماً، برعاية مصرية-قطرية-تركية ومن دون ممانعة إسرائيلية كي لا نقول بموافقة إسرائيلية، اتخذت طهران قرار "تعزيز سيطرتها" على لبنان وليس مجرد العمل على استمرار وجودها فيه.

 فحركة "الجهاد الإسلامي" التي تبايع الولي الفقيه الفارسي في غزة ليست بمستوى حزب السلاح التابع للولي الفقيه في لبنان. وإذا كانت خسارة غزة عبر اندحار أو تراجع "الجهاد الإسلامي" بموافقة وإشراف "حماس" تُصَنّف ضمن الخسائر المتوقعة إيرانياً، فإن ما يعوّض عن غزة، في دفتر الاحتساب الإيراني، هو السيطرة على لبنان بأكمله، وليس الاكتفاء باستمرار وجود حزب السلاح فيه على قاعدة شعب-جيش-مقاومة.

 حتى قاعدة شعب-جيش-مقاومة لم تعد كافية بالنسبة لإيران، على الرغم من أنها لا تأتي على ذكر الدولة اللبنانية.

 إيران ترى الآن أن تعويض خسارتها في سوريا وغزة لا يتم إلا بإعلانها لبنان ولاية إيرانية بالكامل. لذلك تطمئن إلى نقل مقر قيادة الجهاز الإرهابي الثلاثي إلى قوسايا، لأنها مطمئنة إلى أن قوسايا هي ضمن أراضي "المحافظة الغربية للجمهورية الإسلامية الإيرانية." لذلك تبدو ساذجة، كي لا نقول سخيفة، "التنظيرات" اللبنانية التي تراهن على حوار ومصالحة وشراكة مع حزب السلاح. فالحزب يعيش الآن تأملات السيطرة الكاملة على لبنان، لا شغف التصالح والشراكة والمحبة مع "الرعايا" سواء الخاضعين منهم أو المتمردين. "سماحة السيد المحافظ" هو اللقب الجديد الذي بدأت بعض العقول العفنة ممارسة رياضة ذهنية هدفها تعويد الألسن التي تلوك الهواء على الرطن به، إنفاذاً لجوهر ... التفاهم مع الحاكم على قاعدة دفع البلاء بالضحك، أفضل من البكاء...!

 

مقاتلون يسيطرون على جزء من قاعدة بحلب ويوقفون قصفها خشية من أسلحة كيماوية

أنباء عن انشقاق 9 قضاة في إدلب

 بيروت: ليال أبو رحال/الشرق الأوسط

توجهت الأنظار أمس إلى محافظة حلب، شمال سوريا، حيث أعلن مقاتلون معارضون للنظام السوري وقف قصفهم على قاعدة الشيخ سليمان، بريف حلب الغربي، بعد أن تمكنوا من محاصرتها والتقدم فيها والسيطرة على مراكز عدة، خشية أن يكون «مركز الأبحاث العلمية» مرتبطا ببرنامج السلاح الكيماوي. وجاء هذا التطور في يوم دام آخر قتل فيه أكثر من 70 سوريا في أنحاء البلاد في قصف واشتباكات. وأوضح النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن مرتبات «إدارة الحرب الكيماوية» في الجيش السوري النظامي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أمس، أن «مركز الأبحاث العلمية مجاور تماما لقاعدة الشيخ سليمان للدفاع الجوي»، مؤكدا أنه «يتبع مباشرة لمركز الأبحاث العلمية الرئيسي في المسلمية، شرق حلب، والذي تنحصر مهمته بإجراء الأبحاث وتطوير الدراسات حول السلاح الكيماوي». وأكد أن «مركز المسلمية أجرى أبحاثا حول الأشعة الكيماوية قبل شهرين تقريبا». وقال عبد الرزاق إن «المخاوف من استخدام النظام السوري مواد كيماوية هي في مكانها، لا سيما بعد التحذيرات الدولية على مستويات رفيعة، والتي لما كانت لتصدر لولا وجود دلائل أكيدة على نية استخدام السلاح الكيماوي»، مؤكدا أن «القوات النظامية باشرت أخيرا استخدام مواد محرقة كـ(الترميت)، وهي مواد ليست بكيماوية لكنها محرمة دوليا». وكان الشيخ عزام الجمر، أحد قادة الكتائب المقاتلة، قد أشار، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن «هناك احتمالا بوجود أسلحة كيماوية داخل الكتيبة ولو أننا لسنا متأكدين من ذلك تماما»، في حين أشار مقاتلون ميدانيون إلى أن «الهجوم الحاسم على القاعدة الذي كانوا يتوقعون القيام به نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) تم إرجاؤه بسبب احتمال وجود مثل هذه الأسلحة أو مواد سامة داخل الكتيبة». من ناحيته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتقدم مقاتلي المعارضة السورية داخل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية، والمحاصرة منذ أسابيع، وقال إنهم استولوا على أربعة مراكز عسكرية فيها، بينما فر عشرات الجنود النظاميين من هذه المراكز إلى مركز قريب للبحوث العلمية. وأشار في بيان إلى أن «مقاتلين ينتمون إلى كتائب عدة ذات توجه إسلامي سيطروا على ثلاث سرايا ومركز القيادة في الفوج 111 في منطقة الشيخ سليمان، بعد اشتباكات عنيفة». وأشار مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إلى أن «المسلحين المعارضين لم يجدوا جنودا في المراكز التي استولوا عليها»، لافتا إلى أن «خمسة جنود نظاميين تم أسرهم، أفادوا بأن نحو 140 جنديا فروا من هذه المراكز وتجمعوا في مركز البحوث العلمية الموجود داخل القاعدة أيضا». وفي تطور لافت أمس، أعلن 9 من قضاة محافظة إدلب أمس انشقاقهم عن النظام السوري، وفق شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «يوتيوب»، وأعلنوا انضمامهم إلى «مجلس القضاء السوري الحر»، داعين زملاءهم إلى الالتحاق بالثورة السورية. وتلا قاضي الإحالة في إدلب عامر بيطار بيان الانشقاق، وإلى جانبه زملاؤه، وقال فيه: «نحن قضاة محافظة إدلب، نعلن انشقاقنا عن النظام المجرم وانضمامنا إلى مجلس القضاء السوري الحر. ونهيب بزملائنا الانضمام إلى ركب الثورة». وبدوره، قال رئيس «مجلس القضاء السوري الحر» القاضي طلال حوشان لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس كان على تواصل مع قضاة إدلب، وحضرنا اجتماعات سويا، وعندما تسنت لهم الفرصة أعلنوا انشقاقهم»، مؤكدا أنهم «لا يزالون في داخل سوريا لكنهم في مكان آمن».

 

محمد عبدالحميد بيضون لـ «الأنباء»: تحالف «حزب الله ـ أمل ـ عون» سبب انهيار البلد

بيروت ـ زينة طبّارة

رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون ان اخطر ما يعيشه لبنان واللبنانيون من مظاهر الأزمة الراهنة، هو التصعيد المذهبي وارتسام بوادر فتنة دون وجود معالجات جدية للتخفيف من وطأتها، او مبادرات حقيقية للحد من مخاطر وقوعها، محملا «حزب الله» مسؤولية هذا التدهور الخطير بسبب إصراره على بقاء الحكومة التي تشكلت برغبة إقليمية لإقصاء قوى «14 آذار» عن المشاركة في الحكم، واعتبر بيضون في تصريح لـ «الأنباء» انه «لا سبيل للخروج من النفق إلا برحيل هذه الحكومة بالدرجة الأولى وإقامة مصالحة وطنية شاملة بالدرجة الثانية، إلا ان «حزب الله» يرفض الاستجابة لشروط المصالحة والالتزام بموجباتها».

ولفت بيضون الى انه حتى الحوار لحل الأزمة الراهنة لن يكتب له النجاح ما لم ترحل هذه «الحكومة».وردا على سؤال حول ما قد يؤول إليه الصراع المذهبي غير المسلح في لبنان، لفت بيضون الى ان أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي استقبل علانية أحد أركان المعارضة السورية د.هيثم المناع في إطار انفتاح إيران على المعارضة السورية، وكذلك رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي المحسوب مباشرة على السياسة الإيرانية، صرح منذ أيام بأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يصدر الى العراق سوى المتفجرات والعبوات الناسفة، بمعنى آخر يعتبر بيضون ان إيران بدأت تبحث عن علاقة بديلة عن علاقتها بالرئيس الأسد، وهو ما يجب بالتالي على «حزب الله» السير به تبعا لكونه منتجا إيرانيا ويعمل على تحقيق مصالح إيران في لبنان والمنطقة، ولكنه في الموضوع السوري اختار المغامرة بمستقبل الطائفة الشيعية في لبنان من أجل تحقيق مصلحة الرئيس بشار الأسد ورهانه على انفجار الاحتقان السني ـ الشيعي ليس فقط في لبنان إنما في المنطقة ككل. وأشار الى ان التحالف الثلاثي («حزب الله» ـ «حركة أمل» والعماد ميشال عون) مسؤول عن انهيار البلد نتيجة فشله المدوي في الحكم وسط إمعان الرئيس نجيب ميقاتي في الانصياع لإرادة هذا التحالف. وعن قراءته للحلف الرباعي الذي أعلن عنه رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، أكد بيضون عدم وجود ما يسمى بالوسطية السياسية بدليل ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يصف نفسه بالتوافقي وليس بالوسطي، إنما توافقي في إطار تطبيق الدستور وليس على حسابه. وهو بالتالي أبعد ما يكون عن أجواء بري ـ ميقاتي ـ وجنبلاط، بحيث يتكلم مع «حزب الله» بلغة الدولة فيما هم يخضعون لإرادة «حزب الله» إن لم يكن لمسدسه ويحاولون شق قوى «14 آذار» إرضاء له بهدف الحفاظ على مصالحهم السياسية. وعن التسجيلات الصوتية للنائب عقاب صقر، ختم بيضون مؤكدا ان هذا الملف هو توأم ملف شهود الزور الذي اخترعه «حزب الله» للضغط به على الرئيس الحريري بهدف إسقاط المحكمة الدولية، معتبرا بالتالي ان ملف النائب عقاب صقر تمت فبركته بهدف مقايضته بملف سماحة ـ مملوك وربما بملف اللواء وسام الحسن.

 

ضاهر: سلاح "حزب الله" "علة العلل"

المركزية- اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر ان "علة العلل في لبنان سلاح "حزب الله""، مشيراً الى ان "ما يجري في طرابلس هو نتيجة لهذا الأمر". وقال في حديث اذاعي "لم نتبلّغ اي شيء عن طريقة معالجة الأزمة في طرابلس والبلد يعيش ازمة حقيقيّة"، مجدداً التأكيد ان "سلاح "حزب الله" يضرب مؤسسات الدولة"، وموضحاً ان "المشكلة تكمن في غياب القرار السياسي للقبض على مطلقي النار في طرابلس".

 

سفير إسرائيل في واشنطن: تمرير أسلحة كيميائية الى "حزب الله" خط أحمر

المركزية- حذر السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية مايكل أورين من أن تمرير أو إيصال أي أسلحة كيميائية إلى حزب الله يمثل لإسرائيل "تجاوزا للخط الأحمر وتعتبره تغييرا لقواعد اللعبة في المنطقة".

وقال أورين في مقابلة تلفزيونية ان إسرائيل والغرب "يتابعان الموقف فى سوريا عن كثب لأن سوريا تمتلك أضخم ترسانة من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في العالم، لذلك فإن تصعيد الحرب الأهلية فى سوريا أثار المخاوف من احتمال أن يتم نقلها إلى مجموعات إرهابية مثل حزب الله، فضلا عن إمكانية أن يستخدمها بشار الأسد، الحاكم اليائس، ضد شعبه".

وأشار الى ان "الأسد قام بإمداد حزب الله بحوالى 70 ألف صاروخ، وبتقديم عشرات الآلاف من الصواريخ لجماعات إرهابية فى مختلف الأنحاء، كما حاول بناء منشأة نووية، لذلك يجب عليه أن يرحل".

ولفت السفير الإسرائيلى إلى أن "سوريا لديها مجموعة متنوعة من الأسلحة الكيميائية المنتشرة جغرافيا في أنحاء مختلفة من سوريا والتي يمكن أن تقع في أيدي حزب الله".

 

الجيش عزز وحداته في طرابلس وسيتصدى بكل حزم وصرامة للعابثين بالامن

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "الحاقا لبياناتها السابقة، وبعد وقوع اصابات بين المدنيين والعسكريين، قامت قيادة الجيش بتعزيز وحداتها في مدينة طرابلس اعتبارا من ليل امس، تنفيذا لخطة امنية وضعتها هذا القيادة بناء على قرار المجلس الاعلى للدفاع لقمع المظاهر المسلحة واطلاق النار، حيث كثفت هذه الوحدات دورياتها الراجلة والمؤللة والحواجز الثابتة والمتحركة في الاحياء الداخلية لمنطقتي جبل محسن وباب التبانة، وعمليات ملاحقة المسلحين ودعم اماكن انتشارهم، وازالة الدشم والمتاريس وكل المظاهر المسلحة.تؤكد قيادة الجيش طلبها المتكرر من المواطنين كافة ان يتقيدوا بتعليمات القوى العسكرية، كما تطلب بالمقابل من جميع الافرقاء المتصلين بهذه الاحداث بشكل مباشر او غير مباشر ان يتبصروا دقة الوضع ويستشعروا العاصمة الثانية طرابلس واهلها. وتشدد هذه القيادة على ان وحداتها المنتشرة ستتصدى بكل حزم وصرامة للعابثين بالامن الى اي جهة انتموا وان تلاحقهم حتى توقيفهم وتسليمهم الى القضاء المختص.

 

فتفت استغرب زيارة ابراهيم دمشق ولقاءه المملوك

إستغرب النائب أحمد فتفت في بيان، "ما ذكرته احدى وسائل الاعلام هذا الصباح من أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قد زار دمشق قبل ظهر السبت بتكليف رسمي والتقى اللواء علي المملوك"، وقال: "إن مدعى الإستغراب يكمن في أن اللواء علي المملوك مطلوب للعدالة اللبنانية، فهل هذا من ضمن مهمة اللواء عباس إبراهيم الرسمية؟ وهل إستغل اللواء إبراهيم زيارته لمعرفة إسم والدة اللواء علي المملوك وكامل هوية المسمى العقيد عدنان؟ نحن بإنتظار توضيح هذا الأمر".

 

صقر طلب في مطالعته في ملف سماحة استجواب مملوك وعدنان والاستماع الى افادة شعبان

وطنية - أبدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسركية القاضي صقر صقر مطالعته في ملف النائب والوزير السابق الموقوف ميشال سماحة في جرم نقل متفجرات بسيارته من سوريا الى لبنان.

وجاءت المطالعة فرعية بحث طلب القاضي صقر من قاضي التحقيق العسكري الاول ابلاغ المدعى عليهما علي مملوك وعدنان واستجوابهما والاستماع الى افادة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان كشاهدة. واعاد الملف الى القاضي ابو غيدا.

 

وكيل ميشال سماحة علق على مطالعة صقر صقر: تقتضي تطبيق الاصول القضائية المتبعة بين لبنان وسوريا

وطنية - علق وكيل النائب والوزير السابق الموقوف ميشال سماحة المحامي صخر الهاشم، على المطالعة الفرعية التي ابداها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، فقال:"في ضوئها يقتضي تطبيق الأصول القضائية المتبعة بين لبنان وسوريا إستنادا الى الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وبالتالي لا يمكن إصدار قرارات قضائية للأشخاص المطلوبين، إلا إذا جرى إبلاغهم شخصيا ما لم يحضروا الى لبنان في تاريخ الجلسة، ويستوجب ابلاغ المدعى عليهم، إما بواسطة وزارة العدل أو وزارة الخارجية أو المجلس الأعلى اللبناني-السوري، ولا يمكن إبلاغهم لصقا، إلا بعد إعادة التبليغ بعدم الحضور"، ورأى ان "الملف كان يسير مساره الطبيعي قبل إحالته الى المطالعة بعد ختم التحقيق".

 

جنبلاط :الحكومة تتهرب من مسؤولياتها في السلسلة

وطنية - سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونية "لماذا تتهرب الحكومة والجهات المختصة من تحمل مسؤولياتها في مسألة سلسلة الرتب والرواتب؟ فبدل اتخاذ اجراءات وقرارات حاسمة وجريئة لوقف الهدر والفساد، تتجه الخطوات نحو قرارات اعتباطية ستؤدي، في حال إقرارها، الى نتائج كارثية على المستوى البيئي والعمراني، وستقضي على ما تبقى من بقايا التراث المعماري والهندسي الذي شوهته هجمات الباطون وناطحات السحاب والعمارات التجارية، وكلها ساهمت في جعل السوق العقارية تعاني جنون الاسعار. وما إقرار المقترح من بناء طبقات جديدة إلا ليزيد الفوضى العمرانية والانشائية".

وأضاف: "أليس حريا الذهاب نحو إجراءات أكثر جذرية وحزما كملف الاملاك العامة البحرية، وهو ملف مزمن وقديم، او ملف ضبط التهريب الامني والحزبي في مرفأ بيروت والمطار، وهي مبالغ هائلة تقدر بملايين الدولارات ومغطاة من جهات نافذة وتحرم الخزينة مداخيل مالية كبيرة؟ ولماذا لا يعاد النظر في السياسات الضريبية بصورة جذرية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتلافي استمرار التساوي بين الاثرياء والفقراء والتفكير الجدي بالضرائب على المبادلات العقارية والفوائد المصرفية وفق دراسة جدية لتلافي أي انعكاسات سلبية كتهريب الرساميل الى خارج القطاع المصرفي اللبناني؟". وتابع: "لماذا التأخير المتمادي في معالجة مشاكل الكهرباء المتفاقمة؟ وأين أصبحت البواخر والسفن الموعودة؟ وهل يجوز أن يعاني المواطن اللبناني بعد أكثر من عشرين سنة من إنتهاء الحرب، انقطاع الكهرباء؟" وختم: "المطلوب أن تتحمل الدولة مسؤولياتها كاملة وتذهب نحو خطوات اصلاحية جذرية".

 

حرب: قرار بمتابعة البحث مع بري والانتخابات في موعدها

وطنية - انتهى الاجتماع الذي عقد في دارة النائب بطرس حرب، لرؤساء ومقرري اللجان النيابية من قوى 14 آذار، وتحدث النائب بطرس حرب باسم المجتمعين، فأكد الموقف من وجوب استقالة الحكومة والعمل على تشكيل أخرى تنقذ البلاد من المخاطر التي تتخبط فيها"، مشيرا الى ان "الدستور نص على آلية تشكيل الحكومة"، معتبرا ان "البحث في هذا الأمر على طاولة الحوار تطيح بالدستور وصلاحيات الرئيس وتفسح المجال أمام إعطاء حق الفيتو لأي من الأطراف في تشكيل الكومة ما يضرب كل أسس النظام الديمقراطي في لبنان وقال:" ما تهدف إليه "14 آذار" هو إنقاذ لبنان والحؤول من دون إفلاس الدولة وانهيارها وتهدف إلى تفعيل دور المؤسسات الدستورية وخصوصا مجلس النواب الذي يجب أن يقر قانونا جديدا للانتخابات التي يجب أن تجري في موعدها من دون أي تأخير".

ولفت حرب الى ان 14 آذار تنظر بإيجابية إلى بعض الحلول والمخارج التي تم مناقشتها مع الرئيس نبيه بري والتي لا تناقض مقاطعتها للحكومة من أجل التوصل إلى إقرار قانون جديد للانتخابات".

واعلن حرب موافقة المجتمعين "على استئناف عمل لجنة التواصل النيابية المنبثقة عن اللجان المشتركة في غياب الحكومة على أن يصار لاحقا إلى إقرار الخطوات اللاحقة من أجل التوصل إلى إقرار قانون انتخابات جديد". وقال:" موقفنا إيجابي ونحن نريد متابعة البحث مع رئيس المجلس إلا أن الفرق هو أننا نريد إسقاط هذه الحكومة فيما الفريق الآخر يريدها أن تستمر حتى إلى ما بعد الإنتخابات".

ورفض حرب الدخول في سجال مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، لافتا الى "ان ما نريده تسهيل عملية التوافق" ،وقال:" نحن حرصاء على دور مجلس النواب ونريده أن يبقى صورة لوحدة لبنان".

 

سورية سلّمت جثامين 3 لبنانيين وتعزيزات على محاور القتال ومخاوف من استخدام راجمات الصواريخ

معركة طرابلس تشتدّ وخطوط تماس عربية ـــ إقليمية ترتسم فيها 

بيروت ـ «الراي/بدا الوضع المتفجّر في مدينة طرابلس منذ أكثر من أسبوع بمثابة اختصار مأسوي لعجز الدولة اللبنانية عجزاً كاملاً عن لجم جولة العنف هذه التي تنذر بمزيد من القتلى والجرحى والخسائر الاقتصادية الهائلة ما لم يجرِ وضع حد لها في الساعات المقبلة . ذلك ان الوضع الامني في المدينة شهد تدهوراً واسعاً واشتباكات عنيفة جداً ليل السبت - الاحد وقبل ظهر امس على جبهة جبل محسن - باب التبانة، أعقبت «استراحة المحارب» طوال نهار السبت، وذلك على نحو متزامن مع تطورين هما انعقاد مجلس الدفاع الاعلى برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا للنظر في الوضع المتدهور وبداية تسليم الجانب السوري جثث الشبان الطرابلسيين والشماليين الذين سقطوا في مكمن تلكلخ الاسبوع الماضي والذين استعيدت جثامين ثلاثة منهم. واعربت مصادر معنية بالجهود الجارية لاحتواء جولة القتال المستمرة في طرابلس لـ «الراي» عن تشاؤمها الشديد حيال قدرة الدولة على الاضطلاع بدور حاسم فعلي في وضع حد للنزف المتكرر الذي تتعرض له المدينة، اذ لاحظت ان مجلس الدفاع الاعلى لم يستطع الذهاب ابعد مما فعل الجيش اللبناني حتى الان في محاولاته وخططه المتكررة للانتشار والفصل بين المتقاتلين وسحب المسلحين من الشوارع، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.

وقالت المصادر نفسها ان الوضع في طرابلس أضحى فعلا بمثابة خطوط تماس عربية - اقليمية خارجة عن اي سيطرة للدولة، ولن تكون هناك اي اوهام في جدوى الإجراءات الأمنية التي قررها مجلس الدفاع الاعلى ما لم تقترن بخطة جذرية لمعالجة واقع الجزر الامنية المتفشية بين جبل محسن ذات الغالبية العلوية وباب التبانة ذات الغالبية السنية، وهو امر مستبعد تماماً في هذه المرحلة.

وتضيف المصادر ان واقع طرابلس بات يشكل الادانة الاقسى لحكومة تضم خمسة وزراء من طرابلس ورئيسها ابن طرابلس، ومع ذلك فان ما شهدته منذ تشكيل الحكومة حتى اليوم يُعتبر من أسوأ حقباتها.

وتعتقد المصادر ان هذا العامل سيضحي نقطة الضعف الاساسية للحكومة التي ستعرّضها لمزيد من الضغوط علماً ان هذه الضغوط ستأتي من داخل طرابلس ومن خارجها وستبدأ اليوم باعتصام واسع لقوى المجتمع المدني في المدينة امام سرايا المدينة. واشارت المصادر نفسها الى ان الجانب المتعلق باعادة جثث ضحايا مكمن تلكلخ شكل انكشافاً للحكومة اكثر فاكثر، اذ حاول رئيسها نجيب ميقاتي ان يقنع الجانب السوري عبر مدير الامن العام اللواء عباس ابرهيم الذي زار دمشق السبت باعادة جثث اللبنانيين دفعة واحدة. لكن هذا المسعى لم ينجح وتحجج الجانب السوري بالتباسات تتعلق بهويات القتلى، وهو امر سيؤدي الى ما كان يتخوف منه كثيراً وهو ابقاء وتيرة التفجير مشتعلة في طرابلس على نار تسليم الجثث التي بلغ عددها 14 تباعاً وتالياً إثارة مزيد من النفخ في التوتير.

وفي اي حال تقول المصادر نفسها ان الساعات المقبلة يفترض ان تحمل تطورات جديدة باعتبار ان القرارات التي يتخذها مجلس الدفاع الاعلى تبقى سرية ولكن مجرد انعقاد المجلس دلّل على وصول الوضع مستوى كبيراً من الخطورة مما استلزم تحركاً على اعلى المستويات الرسمية والامنية والعسكرية. ويتوقع ان يستتبع الاجتماع بتحركين اساسيين: الاول عسكري امني ستشهده المدينة فوراً في الساعات المقبلة والثاني سياسي سيتولاه رئيس الحكومة مع سائر فعاليات طرابلس. وكان المجلس الاعلى للدفاع «بحث في الوضع الأمني في لبنان عموماً وفي مدينة طرابلس ومحيطها خصوصاً، واطلع من قائد الجيش على التدابير التي تقوم بها قوى الجيش لضبط الوضع الأمني واعادة الهدوء الى المدينة ومحيطها». وبحسب البيان الذي صدر عن المجتمعين فقد اعطى المجلس «التوجيهات اللازمة للجيش وقام بتوزيع المهمات على الوزارات والادارات والأجهزة المعنية. وابقى على مقرراته سرية وفقا لنص القانون، وابقى اجتماعاته مفتوحة». وتزامن التئام المجلس الاعلى للدفاع عن تسليم الجانب السوري جثامين ثلاثة من اللبنانيين الذين قضوا في مكمن تلكلخ. وقد عاين المشايخ باسم دار الفتوى الجثامين بعد تسلمهم رسميا من الامن العام اللبناني عند نقطة العريضة الحدودية في الشمال. بعد ذلك، انطلقت ثلاث سيارات إسعاف تابعة للمديرية العامة للاوقاف الاسلامية في مواكبة أمنية من عناصر الامن العام باتجاه مدينة طرابلس حيث تم تسليم الجثامين كل الى ذويه في المنية والضنية والمنكوبين. ولاحقاً افيد ان الجثمان الذي كان من المفترض ان يكون لمالك الحاج ديب تبين انه يعود لقتيل لبناني آخر هو محمد احمد المير ونقل الى منزل ذويه في القبة حيث ووري في الثرى في جبانة باب الرمل . وكان اهل القتيل اتصلوا بالصليب الاحمر وارسلوا الجثمان الى براد المستشفى الاسلامي، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ خطوات سريعة لمعرفة مصير ولدهم واعادة الجثمان الذي وصل اليهم الى ذويه. وفي المقابل، اقيمت مراسم تشييع القتيل خضر علم الدين في المنية باجواء من الحزن والغضب، في حضور حشد من ابناء المنطقة ووسط ترداد اصدقاء علم الدين الشعارات المنددة بالنظام السوري. في حين، استلمت عائلة القتيل عبد الحميد علي لاغا في القبة (طرابلس) جثمانه في اجواء من الحزن قبل ان يوارى الثرى في مدافن العائلة في السفيرة قضاء الضنية.

وفي موازاة ذلك، شهدت الوقائع الميدانية تطورات بالغة الخطورة عبّر عنها مقتل اربعة اشخاص وجرح نحو 12 ليل السبت - الاحد. وأبرز هذه الوقائع:

• تعرُّض مركز للجيش اللبناني في طلعة العمري في جبل محسن لقذيفة «هاون» ما ادى الى وقوع إصابات بين الجنود والمدنيين.

* تفكيك الجيش اللبناني عبوة معدة للانفجار في منطقة التل.

• وفاة الشاب أبو بلال شما بعد سقوط قذيفة «هاون» في باب التبانة اضافة الى عدد من الجرحى في اعمال القنص التي افضت الى اصابة طفلة بجروح خطرة.

وكانت طرابلس عاشت ليل السبت اشتباكات هي الاعنف منذ بدء أحداثها في 3 ا لجاري، وقد استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة مثل صواريخ ب 7 و ب 10 وقذائف هاون 80 و120 التي استُخدمت للمرة الاولى وطالت مناطق في عمق طرابلس بعيدة عن «خطوط التماس» مثل شوارع الثقافة ونديم الجسر والكنائس وشارع المدارس وقرب براد البيسار، في حين اعربت تقارير صحافية عن مخاوف من امكان ادخال راجمات الصواريخ ومدفعية من عيار 240 ملم الى المعركة في حال تطورها. وأدت هذه الاشتبكات الى مقتل كل من مقداد درغام، محمد شما (توفي متأثرا بجروحه)، جمال اليافي، غسان ابو معروف «محفوض» .  وقد اختصر وزير الداخلية مروان شربل الوضع اذ طمأن من جهة الى «ان الخطر الامني لا يزال محصورا، وأن الامور ستهدأ قريبا»، الا أنه حذّر من خطر «الخروج بالاسلحة وقصف طرابلس بالكامل»، وقال: «إن الامور لم تعد تحتمل».

 

عقاب صقر: سأقاضي إعلام 8 آذار وسنتبرع بالتعويضات لشراء حليب لأطفال سوريا

المستقبل/أعرب عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب عقاب صقر عن استعداده إلى المثول امام المحكمة اذا أثبت خبراء الصوت أن هناك تزويراً في الأشرطة التي قدّمها، جازماً أن "التسجيلات سارسلها الى القضاء اللبناني وسنذهب الى القضاء الدولي اذا اقتضى الامر والى كل مختبرات الكرة الارضية وسنرفع بحقهم الدعوى، نصيحة لهم ان يوكلوا محامين وان يخففوا موظفين، والتعويضات ستكون كبيرة".

وتحدى جريدة "الإخبار" بأن تنشر ما تبقّى لديها من تسجيلات أو ان تكشف عن مصدرها. لن أسكت عن الكذب بعد اليوم" مؤكداً "سنتبرع (انا والحريري) بكل التعويضات للشعب السوري ولشراء حليب الاطفال الذي استهزأوا به". وأكّد، في مقابلة مع محطة "الجديد" أمس انه "ليس مقيماً بشكل دائم في تركيا، بل يتواجد هناك عندما يستدعي الأمر، في أي عمل له شأن سياسي أو انساني، خصوصاً ما يتعلّق بقضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا".

وقال: "لو كان باستطاعة الحكومة اللبنانية ان تقوم بشيء في قضية المخطوفين لكانت فعلت، نحن ظهرنا في الواجهة عندما قرر اعلام التزوير ذلك، والرئيس سعد الحريري أرسل طائرته لنقل المخطوفين إلى لبنان بناء على وعد تم الإخلال به من قبل بعض السماسرة الذين دخلوا في القضية".

وكشف أننا "حررنا عدداً من المحتجزين الصحافيين الاجانب في سوريا، فيما لم يستطع الصليب الاحمر ان يطلق سراحهم، ومن خلال بعض الاتصالات استطعنا ان نحررهم ونوصلهم إلى لبنان، وتسلمهم فرع المعلومات، وتم ارسالهم عبر السفارة الفرنسية الى فرنسا".

وعن علاقته بالجيش الحر، قال صقر: "لا يجب لبعض اتباع النظام السوري ان يعتقد بأن علاقتنا بالسوريين كعلاقة النظام السوري بهؤلاء البعض يأمر فيطيع ويرتزق فيرتزق له، ولفت إلى ان "علاقتنا مختلفة لاننا نريد علاقات لبنانية - سورية مختلفة، ونحن ساهمنا اكثر من مرة في اطلاق سراح ايرانيين وصحفيين ومسيحيين وعلويين وارمن في سوريا خلال عملنا السياسي وسعينا لاطلاق اللبنانيين ولم يكن ابدا هناك اي عملية ارتزاق او كسب".

وتحدث عن خاطفي اللبنانيين، فقال: "كان هناك عرض مقدم في موضوع المخطوفين واخل به، ثم قدم الينا عرض آخر ويقضي باطلاق سراح مجموعة من السوريين الموجودين في السجون السورية وسجناء الرأي في السجون اللبنانية منهم حسين هرموش وفي الجانب اللبناني في سجن روميه بينهم شخص اردني قريب من احد الثوار واسمه عبد الملك محمد يوسف عبد السلام وهو سجين رأي .انا ابلغتهم بأنه لا يمكن اطلاق سراح السجناء الجنائيين فأكدوا لي انهم سجناء رأي سياسيين فاذا لم يتأمن هذا الأمر هم طرحوا شرطا آخر نتفاوض عليه ولن اكشف عنه حاليا".

وأشار إلى "أن خاطفي اللبنانيين اعتبروا ان الحكومة اللبنانية تتبع للنظام السوري وان عليها الطلب من النظام السوري باطلاق سراح عدد من سجناء الثورة السورية في سجون النظام".

ورأى ان "هناك شيئاً يتم تركيبه بالقوة ليقال ان سعد الحريري و14 آذار وجماعة الحريري ومرتزقته ضالعون في الثورة السورية، وحينها لم يتهموا السعودية وقطر لان اعلام قطر آنذاك كان متردداً في تغطية الثورة وكذلك محطة العربية، فكان يقال انها ثورة جماعة سعد الحريري ومرتزقته. وقيل انني ذهبت الى سوريا وانهم وجدوا سلاحاً عليه اشارة تيار المستقبل، وهذا الكلام في وقت كانت الثورة لا تزال سلمية".

وذكّر بأن "هناك من طلب بتعليق مشانق وطالبوا باعدامي وطلبوا بتسليمي الى المحاكم الدولية وطلبوا بنزع الحصانة عني ومحاكمتي كمجرم حرب وتقدمت دعوى علي من قبل محامية معروفة لصاحبها حزب الله بانني مرتزق وأحمل اجندة مرتزقة واريد ان اسالها هل يا حضرة المحامية العظيمة التي ترفعين دائما دعاوى على شارون، عندما ادركت انك تستندين الى مزور فهل ستدعي على من غشك بانه مرتزق ام ستثبتي انك مرتزقة مثله؟"، متابعاً: "القانون لا يحمي المغفلين وانا اعطيتهم تسجيلات مجتزأة وانت قلت لي اننا رأينا التسجيلات وشكينا بها فكيف مرت على جميل السيد وعلى وفيق صفا ولم يشك بها وكرمى خياط ومريم بسام شكوا بها؟؟".

واعتبر أن "مطالبتهم بمحاكمتي ورفع الحصانة عني بعد كشفي للحقيقة يعني ان لديهم النية الجرمية التي سبقت ورافقت، تابعت بعد الكشف، لذلك يمكننا ان نتحدث عن فريق متكامل قام ونفذ وخطط ومستمر وقلت لهم في المؤتمر اذا اردتم ان تخرجوا من الحفرة فتوقفوا عن الحفر، واستمروا في الحفر وستزيدوا في الحفر حفراً. واذا ارادوا مني تأجير عقلي ليس للايجار كما فعل البعض عندما باعوا ضمائرهم وعرضوا وفبركوا وزوروا وشنوا الحملات".

ولفت إلى أن "المؤتمر الصحافي الأخير عقدته منذ 4 ايام ولغاية اليوم لم يرسوا على رواية، ولم ينفوا مضمون ما عرضت، ولم يعرضوا تسجيلاتي على خبراء الصوت ليتأكدوا، لا يمكن تركيب صوت على صوت الا في الاخبار ولو اتوا بخبراء هوليوود. سوف يأخذون هذه التسجيلات معهم الى المحكمة لان التسجيلات مزورة مركبة، وانا لا اخاف من الملاحقة القانونية".

ونصح المزورين "ان يجتمعوا ويتفقوا على رواية واحدة اما انا اعطيتهم التسجيلات وما عرضته صحيح اما هم وقعوا بفخ او انهم اخذوهم وقاموا بتزويرهم. انا سأتعامل معهم بكل اكاذيبهم وارفع دعوى على كل الاكاذيب. يقولون ان لديهم ساعة ونصف من التسجيلات لي وخلال 4 ايام لم ينشروا دقيقة جديدة واتحداهم الآن ان يظهروا تسجيل اليوم او غدا او يظهروا مصدرهم".

واستغرب "اتهامه بتمويل خاطف اللبنانيين، اي انني مسؤول عن خطفهم وان سعد الحريري السنّي مسؤول عن خطف الشيعة لإشعال الفتنة السنية- الشيعية، وان تقع فتنة علوية- سنية في طرابلس.

 

المخطوفون الشيعة في سوريا أرقام منسيّة في حسابات "حزب الله".. "الجهادية"

كارلا خطار/المستقبل

بإعتراف المخطوفين في سوريا وذويهم في لبنان فإن قوى 8 آذار وإعلامها "تشوّش على ملفنا". وباسم المخطوف الحاج علي زغيب، لا يريد المخطوفون أن يتحدث باسمهم "إلا النائب عقاب صقر"، في المقابل هم عاتبون على المسؤولين في الأحزاب التي اعتبروا في زمن ليس ببعيد أنها تمثّلهم.. أما اليوم فما عاد "حزب الله" ولا حركة "أمل" يمثلان أياً من المخطوفين أو أهلهم، بما أن أيا من الحزبين لم يتحدث باسمهم، ولم يحمل قضيّتهم الى العالم.

لن يصرخ كثيرون من الشريحة الشريكة بعد اليوم باسم من اعتقدوا أنهم يقاومون من أجل حرية الشعب وحمايته من العدوان، حين اكتشفوا أن ذاك السلاح غير الشرعي يردع الأطفال عن صدور أمهاتهم، والأبناء عن أحضان أوطانهم.. الى سوريا. صدق المثل القائل "الأصدقاء الحقيقيون يُعرفون في وقت الشدة"، وقد حلّ وقت الشدة عن لبنان حين خُطف أبناؤه وأُبعدوا عن الوطن بسبب استفراد "حزب السلاح" باتخاذ القرار وفي النأي بنفسه عن أهله وأبنائه.

ويتلازم المسار الإعلامي مع سياسة استراتيجية قوى 8 آذار التي أعادت لبنان الى عهد النازية، ولا بدّ من اقتراح في هذا الإطار لحكومة السلاح بأن تضيف مقعدا الى وزارتها وتسند مهامه الى وزير تختاره للدعاية السياسية. فكرة سديدة يطبّقها كل من يريد لعب دور جوزيف غوبلز إبان الحرب العالمية الثانية ويردّد معه ما قاله "كلّما سمعت كلمة مثقّف تحسّست مسدسي".. هكذا هو الواقع اليوم، حين تعمل قوى 8 آذار على تطويع إعلامها وتحديدا "قناة الـ "أو تي في" وصحيفة "الأخبار"،" وقد خصّهما بالذكر أهالي المخطوفين، اللتين كانتا السبب الرئيسي في إحباط عملية إطلاق 4 من المخطوفين بعدما عرضتا تسجيلات مزوّرة للنائب عقاب صقر.

أهالي المخطوفين يشكلون نموذجاً لجمهور كان يؤيّد المقاومة قلباً وقالباً، إلا أن اللوعة التي ذاقوها من فريق "8 من التزوير" الذي يعمل على خط محور "المخادعة والممانعة" واللامبالاة في مجرّد السؤال عن أبناء طائفتهم، أسقطت ورقة التوت عن الفريق الآخر ورمته في وحل "الهرطقة" والأضاليل. فالفريق ذاك لم يكترث الى صحة المخطوفين وحاجاتهم، ولم يشعر بذنبٍ ارتكبه بحقّ الشعب السوري بعدما لم يكتفِ بالإنقلاب على الديموقراطية في لبنان وإرادة الشعب اللبناني.. وذاك الفريق لا يريد ان يعتذر سيّده لتحرير المخطوفين ولا يقبل بأن يعمل غيره على تحريرهم.

بنظر فريق "المخادعة" 4 مخطوفين "بالزايد او بالناقص" لن يؤثروا به.. فهم مجرد أرقام، بالضبط كما الشهداء من ثوار الشعب السوري. وفي دويلة فريق "المخادعة" فإن كبيرهم ليس خادماً لهم، إنما قامعا لهم ويشكل عقبة أمامهم معرقلا طريق تحرّرهم. وأكثر من ذلك يزجّ بمئات العناصر في أتون الصراع في سوريا إلى جانب النظام القاتل وبحجة "الواجب الجهادي". في هذا الإطار، لا بدّ أن تشكل مواقف المخطوفين وأهلهم رسائل في كل الإتجاهات المؤيدة لتحركات كل من الحريري وصقر، فهي أولا تقفل الطريق أمام المحرّضين على الفتنة الطائفية، وتؤكد من جهة أخرى، وللمرة الألف لغالبية اللبنانيين، أن فريق 8 آذار يبدّي كل المصالح الإقليمية على مصلحة أبناء وطنه.. والأهم أن مواقف المخطوفين وأهلهم تزهر في لبنان ربيعا داخليا لن يستكين قبل تلمّس أوان الورد في دمشق.. في هذا الإطار، يجدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر التأكيد أن "الحكومة الحالية ليست حكومة اللبنانيين إنما هي حكومة بشار الأسد"، ويشدد على أن "الأخير هو الذي أسقط حكومة الوحدة الوطنية نكاية باللبنانيين وبالديموقراطية وحقق ذلك بقوة سلاح "حزب الله" وبتعاون مباشر من إيران، فضرب استقلال لبنان وضرب الحريات والنظام الديموقراطي ومسار الإنتخابات." ويرى أن "هذه الحكومة لا همّ لها أو مسؤولية إلا خدمة النظام السوري والدفاع عنه، أما حياة اللبنانيين وأوضاعهم فـ "آخر همّها"."

من هنا، كيف تقرأ وعي شريحة كبيرة من اللبنانين لحقيقة فريق "الممانعة"؟ يشرح ضاهر أن "الأمور ستظهر تباعا لتبيّن من هو الحريص على مصلحة لبنان الدولة ومن يخدم الخارج مقابل تعريض حياة اللبنانيين للخطر". ويتابع "كان الرئيس الحريري يعمل بصمت وقد كلّف النائب عقاب صقر لإنقاذ اللبنانيين من سوريا، وقد قال لي الحريري أنه مستعدّ لدفع ملايين الدولارات لإنقاذهم". ويأسف "لتزوير الفريق الآخر أفلاما كاذبة بحق الحريري وصقر اللذين يعملان لمصلحة لبنان واللبنانيين."

ويقدّم الضاهر أدلة على "فشل هذه الحكومة التي ترهق اللبنانيين وتضرب وحدتهم، فهي تغطي المتهمين بالإرهاب والإجرام على المستوى الأمني، وهي حكومة الفشل الإقتصادي والإنهيار والهدر والتخبط في أمر سلسلة الرتب والرواتب". ويخلص الى أن "هذه الحكومة لا تؤدي خدمة إلا لمن شكّلها وهو بشار الأسد، فوزير الخارجية اللبنانية لا يهتم لخرق السيادة مثلا."

من جهته، يؤكد عضو الكتلة النائب غازي يوسف أن "قضية المخطوفين كانت واضحة منذ اليوم الأول وكان الرئيس سعد الحريري يسعى الى إحضارهم الى لبنان، ليس لأنهم من الطائفة الشيعية وبغض النظر عن الطائفة إنما لأنهم لبنانيون، وكان الأهالي على علم بذلك وكان ذلك بسبب التدخل الإنساني".

ويتابع "إلا أن هذا التدخل الإنساني استتبع ردوداً عدة لدرجة وصلت الى ما كشف عنه النائب عقاب صقر في مؤتمره الصحافي، حيث أوضح حقيقة تعقيد قضية فريق 8 آذار لإخراج المخطوفين من سوريا". ويرى أن "تحرك أهالي المخطوفين كان انطلاقا من أننا نشعر بآلامهم وأوجاعهم ولإيصال رسالة الى الدولة التي وعدت مرات عدة بإحضار المخطوفين وعجزت عن ذلك".

ويلفت يوسف الى أن "أهالي المخطوفين عبّروا عن تنديدهم بالتهجم والتهكّم من الجوّ السلبي الذي تنشره بعض وسائل الإعلام المحلية وبعض السياسيين الذي يواجهون هذه المحاولات". مشدداً على أن "الطائفة الشيعية متنوعة، فهناك منسجمون مع "حزب الله" وآخرون مع حركة "أمل" وهناك مستقلون مثلي ومثل غيري، لكن هناك العديد من المنسجمين الحزبيين الذين يرفضون ما يصدر عن أحزابهم بغض النظر عن السياسة".

ويختم قائلاً "أعتقد أن الخطوة الإنسانية التي يقوم بها عقاب صقر بدعم من الرئيس سعد الحريري تحمل العديد من الملتزمين السياسيين من الطرف الآخر على إعادة النظر بسياسة أحزابهم إن كان "حزب الله" أو غيره". ويعلّق "لن أسميها موجة جديدة.. إنما الأمر جيد"، ويصفها بـ"الفجوة الصغيرة في الجدار الكبير وبإذن الله سنجتازها".

 

جنبلاط ووفد من "التقدمي" في ألمانيا

 المستقبل/بدأ رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط زيارة لألمانيا أمس، على رأس وفد من الحزب "التقدمي الاشتراكي"، تلبية لدعوة من مؤسسة "فريدريش إيبرت" الألمانية. وأوضحت المؤسسة في بيان أمس، أن الوفد يضم إلى جنبلاط، كلاً من الوزير وائل أبو فاعور، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر وزاهر رعد، ويرافقه ممثل المؤسسة في لبنان سمير فرح. وأشارت إلى أن الوفد سيزور عدداً من المسؤولين والنواب الألمان، ومسؤولي الحزب الاشتراكي الألماني، وأن مباحثات الجانبين ستتركز حول التطورات في المنطقة العربية، وخصوصاً في سوريا، ومدى انعكاسها على الوضع اللبناني الداخلي. كما سيلتقي الوفد في برلين، رئيس كتلة الحزب الاشتراكي الألماني، وستكون له لقاءات مع مسؤولين من وزارة الخارجية الألمانية، من أجل التشاور في أحداث المنطقة، ودور ألمانيا وموقفها من كل منها.

 

العُقاب والأفعى!

بول شاوول/المستقبل

عندما شاهدت المؤتمر الصحافي الذي عقده المناضل اللبناني العربي عُقاب صقر في اسطنبول واصفاً الروايات التي أشاعها "حزب الله" (دام ظله الوريف كالمعدن علينا ورفيقه جنرال المقاومة)، مستخدماً مختلف المعلومات والشرائط التي تم التلاعب بها (على طريقة الموساد والمخابرات السورية والإيرانية)، شعرت بأن هذا الشاب هو، اسم على مسمى على عكس حزب لم يعد له لا مسمى على اسم ولا اسماً على مسمى!..

شعرت، ومن خلال غضبه، العالي، (والغضب من علامات الصدق)، أنه عُقاب فعلاً، وعندها استحضرت ما يُروى من صفات العقاب المحلّق، العالي، وبين صفات الأفاعي. عقاب واجه سيرةَ أفاع مجلجلة قتلت بسمومها لبنانيين وعرباً، ثم تقدمت بلبوس "الحمل" أو التبست ألوانها بجلود الحرباء... العقاب والأفاعي، هو، بنبرة المناضل العربي المتوهّج المقبل، الملتزم ثورة الربيع العربي ابتداء بثورة 24 آذار (إثر قتل الأفاعي المجلجلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشهداء الثورة وصولاً الى الكبير وسام الحسن بطل كشف مؤامرة النظام السوري وميشال سماحة) وهؤلاء بنبرة إما الذاهب الى عملية قتل أو الآتي منها. بين شاب يغتمر طموحاتِ الوطن العربي وأحلامه بالسيادة والحرية والديموقراطية وثورة شعبه ضد الاستبداديين والحرامية، وبين تيار عون وحزب الله (وافق شن طبقة) مرتهنين لأكبر نظامين فاشيين في المنطقة، (من دون أن ننسى قرينهما العدو الإسرائيلي!). بين شاب يتطلّع الى المستقبل، والتاريخ، والتقدم، وحق الشعوب بتقرير مصيرها، وبين جهتين آتيتين من كهوف القرون الوسطى تغشى مسيرتهما الظلامية، والقمع، والقتل، والتآمر، وأسلوب المخابرات، بين رجل يؤمن بلبنان عربي، منفتح، مشعّ بتنوّعه، وبجمهوريته العادلة، وبجيشه، وبمؤسساتها الشرعية، خارج دهاليز "الكانتونيات" المذهبية، الى جهتين سياسيتين تكتمان في جحورهما لتنقضّا على مدنية هذا البلد وعلى وحدته، وعلى تاريخه، وكيانه، وثقافته، وإبداعه.. أي شاب حالم بشعب واحد متنوع، خارج "الإيديولوجيات" الفاشية والنازية والصهيونية، وبين "ديناصورات" تهشم الأواصر والروابط الاجتماعية من جذورها الجغرافية والحضارية ومن تربتها الغالية. ديناصورات لا تتورع عن تحطيم ما هو جميل، وكل ما هو مدني، و كل ما هو مديني. ديناصورات تكره المدينة كمكان تفاعل، ومركز إشعاع، مقابل شراذم مذهبية، جنونية، متعصبة، منغلقة.

إنه خطاب العقاب والأفعى. خطاب الفضاء الواسع الحر، والجحور الضاجة بالعقارب والضواري والصلال. هكذا شعرت وأنا أشاهد عقاب صقر يفند "روايات" الذين أرادوا من خلال التشهير به إيجاد مُعادل بين المجرمين ميشال سماحة وعلي المملوك وبين الشهيد وسام الحسن. هكذا شعرت وهو يفضح أساليبهم ونفاقهم (بلبوس التقوى والإيمان)، وهي التي استعملوها بكل قِحّة لتغطية المجرمين وقتلة الشهيد الحريري وسائر شهداء 14 آذار، فهؤلاء ظاهرة تلفيقية، وهم طلابٌ نجباء للحرس الثوري والمخابرات السورية. طلاب تفوّقوا على أساتذتهم، في بثهم السموم، خصوصاً عندما تؤازرهم منابر إعلامية باتت عاراً على الصحافة اللبنانية كلها. وهنا أتساءل (لا من باب التفاجؤ) كيف لا يخجل هؤلاء من هذا التاريخ التلفيقي الطويل؟ كيف لا يخجلون أمام مراياهم وهم يرون سُحنهم ملطّخة بدم اللبنانيين والسوريين، بل كيف لا يستحون من هذه الخطابات التي تفوح منها رائحة المقابر الكريهة. عُقاب صقر لم يقتل أحداً. فهو مهدد بالقتل (من هؤلاء الذين يسجّلون كل يوم طبقهم القاتل المفضل)، فهو لم يذهب الى سوريا بأسلحةِ ما كان يسمى "المقاومة" وتحت شعار "واجب جهادي" ليقنص الأطفالَ، ويقاتل مع الشبيحة والبلطجية، الشعبَ السوري العربي، بل وكأنه "واجبه الجهادي" الذي أطلقه أثناء مقاومته إسرائيل المحتلّة، ها هو يجيز على الشعبَ السوري البطل: فكأن هذا الشعب (في نظر الحزب الإيراني، و"تيار" "البعث" والتغيير) هو شعب محتل، يغتصب أرضَه، وعليهما تحريرها منه، أسوة بتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي. مع هذا، وبكل عهر، يتهمون عُقاب صقر بتسليح الجيش الحر، ويعتبرون ذلك تهمة، بينما هم يقتلون الشعب العربي الكبير ويعتبرون ذلك "واجباً جهادياً" وشهادة! مَنْ هؤلاء هم الذين يقاتلون شعباً عربياً ويسمونهم شهداء! تحية الى عُقاب صقر، الذي انقض على "البركيل" و"الصل" معاً... من عليائه وسحبهما من حجورهما السامة.

إنها قصة العُقاب والأفعى! بل هي قصة عُقاب الصقر... وأفاعي الارتزاق والجريمة والسرقة والتزوير والعمالة.

 

اللحظة المزدوجة: خالد مشعل وخيرت الشاطر

وسام سعادة/المستقبل

منظر خالد مشعل وهو يرفع علم الاستقلال السوريّ، علم الثورة، منظر صحيّ وربيعي بامتياز.

وقبله كانَ مدعاة تفاؤل أيضاً قبول مشعل الضمنيّ بالتسوية على أساس حل الدولتين ( في مقابل )، حيث نجحت براعة كريستيان آمانبور اثناء استقبالها له في برنامجها على محطة الـ"سي.أن.أن." في حمله على إظهار ذلك. وهذا، يمكنه أن يروّض منطق المزايدات، ويفتح بالتالي الطريق إلى معالجة الانشطار الفلسطيني. في المقابل، جميع ما يرد من مناظر ومظاهر جماعة "الأخوان" في مصر منذ مغامرة "الإعلان الدستوريّ" الأول، و"سلق الدستور"، وصولاً إلى لصوصية سحب الإعلان والإبقاء على الاستفتاء، كل ذلك، يطعن بشكل خطير جداً بكل ما يمت بصلة إلى السوية والروية والربيع، ومن المؤسف أن كل هذا يأتي بعد السلوك الجيد للرئيس محمد مرسي في أزمة غزة، بشكل حصيف وبعيد عن الشعبوية. فهل انتقلنا من مرحلة كانت فيها الحركات الإسلاموية تبدو فيها مزايدة في السياسة الخارجية وبراغماتية في التعاطي الداخلي، إلى مرحلة تعوّل فيها على إعجاب العالم بديبلوماسيتها كي تطعن بكل معاني البناء على أسس دستورية وديموقراطية ووطنية في السياسة الداخلية؟

ما يحصل في مصر عرضة لأن يتبدّل رأساً على عقب في كل يوم. مع ذلك، فإنه وكما لا يمكن الركون إلى "طيور البوم" الذين يعزوننا بالربيع العربي منذ البداية وعند أي مطب، متسلحين بمقولة أن "لا ديموقراطية بلا ديموقراطيين" لغايات غير ديموقراطية البتة، كذلك لا يمكن الاغتباط بأن ما هو حاصل "مخاض ولادة"، وآلام وضع ليس إلا.

من هنا، "المخاضية"، إن صحّ التعبير، هي من موانع النظر والعمل في هذا الربيع العربيّ. وكذلك حال من يحدّثك عن "الأزمة" و"التأزّم" ليل نهار، وقد فاته أن "تمغيط" المفهوم بهذا الشكل إنما يجعله عديم النفع.

ففي مقابل شؤم ولؤم "طيور البوم" الذين ينعقون نعياً للربيع العربي ليل نهار، وفي مقابل الثقة الزائدة عند المبتهجين بالمخاض والمتبجحين بالوقوف على "ناصية التاريخ"، وفي مقابل البلادة الذهنية عند من يفسّر الماء بالماء والأزمة بالأزمة، يبقى التحديّ الأساسي أمامنا، وقد صاغه جزئياً محمد البرادعي مؤخراً باسترجاعه لشعار "لا غالب ولا مغلوب". فهذا الربيع يقوم بشكل أساسي على تحدي: المشاركة التاريخية بين "الغرباويين" و"الإسلامويين" في إعادة صنع المعاش، والسياسة، في البلدان العربية. ويكون ذلك بالتأطير الدستوري، الوطني، السلمي، لثنائية "غرباويين" (أو متفرنجين كما يصرّ بعض الإسلاميين على إعادة تسميتهم، أو مدنيين وليبراليين كما طفقوا يسمّون أنفسهم في العقد الأخير) و"إسلامويين".

لقد قطعت فروع المدرسة الأخوانية شوطاً كبيراً في تأمين شروط هذا التأطير الدستوريّ: صارت ترتضي بكتابة الدساتير، وبالدستور كوثيقة يرجع إليها للفصل والربط. ما عادت كتابة الدساتير تطرح مشكلة بحجة أن "القرآن دستورنا". في المقابل، ما زالت معظم فروع هذه المدرسة الأخوانية تمانع أمام المساواة القانونية لجميع المواطنين (إن لجهة حقوق المرأة، وإن لجهة حقوق الأقليات الدينية) وبالتالي عندها مشكلة أساسية مع ثلاثة مفاهيم: المساواة، القانون، المواطنة. من هنا، فهي عندما تتسلّح مثلاً بلفظة "شرعية" لا تعود تفهم ما الذي تعنيه بالتحديد. هل الشرعية الدستورية، أم القانونية، أم الثوروية، أم "الشرعية" بالمعنى الفقهي، كما في "السياسة الشرعية"؟

ويتزامن ذلك مع مفارقة أن هذه الفروع، والجماعة الأخوانية في مصر تحديداً، تريد من قانون وضعيّ مكتوب أن يحمي شرعاً إلهياً منزلاً.

هذه المفارقة ليست متناقضة بالضرورة. لكن ما سوف يجعلها كذلك هو عدم الاكتراث للآلية التي يصاغ بها ويقرّ بها هذا القانون الوضعي المكتوب الذي يريد الأخوان أن يحمي الشريعة، أو أن يرجع إليها؟

هنا الطامة الكبرى، لأن الأخوان يريدون الشيء ونقيضه: رفع الدستور إلى مستوى الدستور الحاجب، الحامي للشريعة الإلهية. والحطّ من شأن الدستور في الوقت نفسه، من خلال سلقه وتهريبه بشكل لصوصيّ فظّ، ربما أيضاً بسبب استمرار الاستهانة به كونه عقداً يبرمه البشر بين بعضهم البعض. لكن، أي عقد هذا الذي يكتبه المرشد ونائبه... والسيد الرئيس؟

التأطير الدستوري لثنائية إسلاميين وغرباويين (أو ليبراليين أو مدنيين، الخ..) هو أمر لا يأتي من تلقائه بسبب سقوط هذا النظام التسلطي أو ذاك، وربما أخذ النصف الأول من هذا القرن. مع ذلك، ليس هناك من مهرب من العمل بصبر وطول أناة، لأجل التأطير. لكن شرط ذلك هو التمرّن على السياسة، لا الشعبوية، والسياسة قد تعني أحياناً الضراوة في مواجهة الأخوان، وأحياناً أخرى ملاقاتهم عند أول بادرة حسنة، من أجل بناء الأسس الدستورية لعيش الاختلاف السياسي. وأصلاً، هذا هو الخلاف الأساسي بين مفهوم الأخوان عن الدستور وبين الفكرة الدستورية. الدستور عقدٌ اجتماعي سياسي أساسيّ ولا يمكن "أن تعقد على نفسك".

والأخوان ليسوا فاشيين. صحيح أن التنظيم الأمني الذي يرمز إليه خيرت الشاطر يوحي بالفاشية، لكن الأخوان بشكل مجمل ليسوا فاشيين. منذ استشهاد الإمام حسن البنا يفتقدون لأي زعامة كاريزماتية، ورغم كل ما نما من تنظيمات أمنية عضوية أو فطرية في كنف الجماعة، إلا أن الجماعة تبقى "دراويشية" إلى حد كبير، وليس هناك قدر من الثبات في سياسة الجماعة تجاه الأقباط. لو كان الأخوان فاشيين أو شموليين لحاولوا أقله الاستيلاء على السلطة طيلة العقود الماضية التي كانوا فيها جماعة تعبوية جماهيرية ذات استقطاب نقابي وأهلي واسع النطاق. من هذه الزاوية، فضّلوا "القعود" على "القومة". المماحكة السياسية التي لجأوا إليها مؤخراً، والمغامرة التسلطية المتغذية في جزء أساسي منها من الطابع الغامض لصلاحيات رئاسة الجمهورية إلى حين إقرار دستور للبلاد، والسمة العنفية لتنظيم خيرت الشاطر، كل هذا لا يجعل الأخوان تنظيماً فاشستياً. لأجل ذلك، إذا كانت الضراوة ضرورية لإسقاط عملية "سلق الدستور" إلا أن "لا غالب ولا مغلوب" تبقى البوصلة. ليس المطلوب أبداً عزل الأخوان.

كذلك، آن الأوان في مصر للتفكير بشكل مختلف حيال ما يسميه شباب الثورة والأخوان بـ"الفلول" من أنصار الحزب الحاكم سابقاً. لم يكن هذا الحزب بدوره لا فاشياً ولا بعثياً، وإذا كان الجميع يقرّ بجماهيرية "فلوله" على ما يبدو، يصبح السؤال مشروعاً عن مبرّر العزل. الثورة المصرية تصحّح نفسها عندما تقتنع قاعدتها بأنه آن أوان إنهاء منطق "الشرعية الثورية"، أي إنهاء منطق الفرز بين ثورة وثورة مضادة، لمصلحة منطق التأسيس الدستوري: عقد سياسي اجتماعي لا يعزل أحداً. ليس هناك شيء اسمه شرعية ثوروية للميدان. الميدان صالح لإبطال شرعية مزيفة أو منتهية. لكن بلورة شرعية جديدة رهن بالمأسسة، بالتأسيس الدستوري.

كذلك الأمر بالنسبة إلى مفارقة تظاهر الأخوان للدفاع عن "الشرعية". هذا التظاهر من جانب فئة في مواجهة حادة مع الفئة الأخرى من المصريين يؤدي فعلاً عكسياً: كلما انقسم الناس بين متظاهرين عنيفين "دفاعاً عن الشرعية" وآخرين ضدهم، تكون النتيجة أن الشرعية المزعومة هذه تصير في خبر كان. وفي النهاية الشرعية كلمة كبيرة. احيانا تستخدم على سبيل الشعوذة. اما ما هو ظاهر في مصر فهو أن رئاسة مرسي مصابة بانعدام .. الأهلية.

 

مصر ترفض خطف "الإخوان" للثورة..

خيرالله خيرالله/المستقبل

بعد مفاجأة الشعب السوري، جاءت مفاجأة الشعب المصري. على الرغم من مرور 49 عاما على قيامه، لم يستطع نظام البعث ثم نظام الطائفة (ابتداء من 1970) الذي ورثه نظام العائلة ابتداء من العام 2000، تدجين الشعب السوري. قريبا جدا، سينتصر الشعب السوري على جلاديه الذين ارادوا الغاءه وتحويل سوريا مجرّد مزرعة لهم باسم "المقاومة" و"الممانعة" وشعارات مضحكة- مبكية لا يصدٌقها سوى المنافقين من المتاجرين بالعرب والعروبة واللبنانيين والفلسطينيين وكلّ ما تقع يدهم عليه. في مصر، قبل ثورة سوريا وبعدها، اراد الشعب توجيه رسالة في غاية البساطة فحواها أنّه لا يمكن أن يكون هناك نصف ثورة او ربع ثورة. لم يقم المصريون بثورتهم على نظام العسكر كي يحلّ مكانه نظام من الطينة نفسها. قام المصريون بثورتهم، التي استطاع الاخوان المسلمون خطفها، من اجل اقامة نظام جديد ينقل البلد العربي الاكبر الى دولة مؤسسات فيها تداول سلمي حقيقي للسلطة. هذا كلّ ما في الامر. خطف الاخوان المسلمون الثورة، لكنّهم لم يخطفوا مصر. فشلوا، الى اشعار آخر، في خطف مصر. سيحاولون ذلك. لكنّ ما يتبيّن يوميا هو أنّ هناك قوى حية في المجتمع المصري ترفض الانتقال من ديكتاتورية العسكر الى ديكتاتورية الاخوان. يرفض المصريون، من خلال نزولهم الى الشارع مجددا تكرار تجارب الماضي القريب وذلك بعد ستين عاما من حكم العسكر الذي لم يجلب على البلد سوى الازمات والمشاكل في غياب القدرة على بناء دولة المؤسسات الديموقراطية التي تضمن التزام كلّ سلطة من السلطات الثلاث حدودها استنادا الى مبدأ الفصل بين السلطات. من دون الفصل بين السلطات، يصعب الحديث عن دولة حديثة تستطيع التفرّغ لمعالجة المشاكل الحقيقية التي تعاني منها مصر. ما يجمع بين العسكر والاخوان الذين كانوا شركاء في انقلاب الثالث والعشرين من تموز يوليو 1952 يتمثّل في أن الجانبين يؤمنان بالشرعية الثورية بديلا من الشرعية الدستورية. لو لم يكن الامر كذلك، لما كان هناك اصرار على الاعلان الدستوري الذي صدر عن الرئيس محمّد مرسي من جهة وعلى التعجيل في اقرار دستور جديد، لا يليق بمصر او اي دولة حديثة، من جهة اخرى.

لم يستوعب الاخوان المسلمون أنّ عهد الشرعية الثورية انتهى مع انهيار الاتحاد السوفياتي. كان الاتحاد السوفياتي والدول الدائرة في فلكه نتاج الشرعية الثورية التي تعتبر نفسها فوق اي شرعية اخرى. ولذلك، الغى النظام السوفياتي، باسم نظام الحزب الواحد، كل ما له علاقة بالحريات الفردية والفصل بين السلطات. الغى الانسان، بين ليلة وضحاها، وقضى على اي امل بمستقبل افضل للمواطن العادي. قضى بكل بساطة على اي طموح لدى هذا المواطن العادي الراغب في الارتقاء اجتماعيا وحتى ماديا...

يستخدم الاخوان المسلمون في مصر الآن الانتخابات الرئاسية، التي كانت انجازا ديموقراطيا بالفعل، للعودة الى الشرعية الثورية بدل أن تكون تلك الانتخابات- التي اوصلت مرسي الى موقع رئيس الجمهورية- خطوة على طريق ترسيخ الشرعية الدستورية. في غمرة الاحتفالات بالانتصار الفلسطيني في غزة، وهو انتصار لحركة "حماس" على اهل غزة وعلى غزة نفسها، اخذ الرئيس المصري مواطنيه على حين غرّة. اصدر الاعلان الدستوري الذي يجعل منه رئيسا مطلق الصلاحيات، رئيسا قادرا على السيطرة على السلطة القضائية وتسييرها كيفما يشاء وتوظيفها في خدمة تعزيز سيطرة الاخوان على كلّ السلطات في مصر.

كيف يمكن أن تقوم دولة حديثة في غياب آلية تسمح بمحاسبة ايّ مسؤول مهما علا شأنه عندما يرتكب خطأ؟ كيف يمكن أن تكون هناك ثورة حقيقية في مصر، اذا كان هدف الثورة استبدال مرسي بحسني مبارك والاخوان بالمؤسسة العسكرية؟ رفض المصريون التفسير الاخواني للثورة التي اطاحت حكم العسكر. اضطر الرئيس مرسي الى مغادرة قصر الرئاسة قبل ايّام بطريقة لا تليق برئيس لـ"جمهورية مصر العربية". تدل طريقة مغادرته القصر المحاصر بتلك الطريقة على أنّ المصريين مصرّون على متابعة "ثورة 25 يناير" التي تعني اوّل ما تعني رفض ديكتاتورية الاخوان بعد ديكتاتورية العسكر.

لا شكّ أن الاخوان المسلمين، مدعومين من السلفيين، سيحاولون مجددا الاستيلاء على الشارع. قد ينجحون في ذلك. لكنّ نجاحهم لا يمكن الاّ ان يكون موقتا نظرا الى أنه ليس لديهم اي جواب يتعلّق بالمشاكل التي تعاني منها مصر والتي تهدد مستقبل البلد. وهذا يعني في طبيعة الحال مشكلة النمو السكّاني العشوائي والازمة الاقتصادية ومستوى التعليم وتطوير الزراعة والصناعة وحصة مصر من مياه النيل والارهاب في سيناء...والعلاقة بين السلطة والاقباط ودورهم على الصعيدين الاجتماعي والسياسي. يشكّل الاقباط، في أقلّ تقدير، نسبة عشرة في المئة من المجتمع المصري. هل في استطاعة الاخوان، بطريقة او بأخرى، اقامة علاقة صحية معهم؟

المؤسف أن الاستيلاء على السلطة والعودة الى ممارسات عفا عنها الزمن لا تحلان اي مشكلة من مشاكل مصر ولا اي ازمة من ازماتها. لا يحل مشاكل مصر سوى حوار في العمق. فمصر لا تحتاج الى فرعون آخر بمقدار ما انّها في حاجة الى اخذ وردّ بين مختلف التيارات السياسية بعيدا عن اي تشنّج من اي نوع كان.

كلّ ما اراده المواطنون الذين نزلوا الى الشارع وحاصروا القصر الرئاسي أنّ مصر تغيّرت وأن اصرار المصريين على التخلص من الديكتاتورية والشرعية الثورية والتخلف بكلّ اشكاله لا تقلّ عن اصرار السوريين وتصميمهم على بناء دولة حديثة ورفض الذلّ والمهانة.

 

إيران و"حماس" ومصر و"حزب الله" وسورية

  زيد الجلوي/ السياسة

ثار لغط كثير, وهو غير مستبعد, عن مشاركة مليشيات "حماس" في ثورة 25 يناير, باقتحامها للسجون وإخراج الرئيس محمد مرسي, وخلية "حزب الله" اللبنانية, وشبهة تورطها في قتل المتظاهرين المصريين, إلا أنها شكوك منطقية, لا ترتقي لتكون دليل إدانة لـ"حماس", وإن كان المرشح الرئاسي أحمد شفيق, يقول بأن لديه أدلة على تورط الأخوانجية بقتل المتظاهرين, وسيظهرها في الوقت المناسب, وثمة قول منقول عن النائب العام المقال عبد المجيد محمود, بأن سبب إقالته خشية "الإخوان" من تورطهم بقتل المتظاهرين, الذي وربما اشتركت به مليشيات "حماس", أو نفذته بمفردها.

 الذي إن ثبت, سوف نجد أنفسنا, أمام تشكل محور مخادعة سني, على غرار محور المخادعة الشيعي في جنوب لبنان, ممثلا ً بـ"حزب الله" المدعوم من النظام السوري, وإيران بإعتبارها محور المحورين المخادعين, السني والشيعي, وهما محوران وقفنا معهما على ظاهر وقوفهما مع القضية الفلسطينية, اما أن يتحولا إلى قتل المصريين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين, فإن هذا الأمر مرفوض قطعا.

إلا أن الجريمة التي ينفذها التنظيم الدولي للإخوان تجاوزت القرائن إلى الشهادات, وهي أدلة قادرة على حمل الحكم بالقول بأن هناك تورطا حمساويا في الشأن المصري, بالشهادة التي أوردتها صحيفة النهار المصرية الالكترونية يوم الخميس 6 ديسمبر , وتخص شخصا يدعى صبري ياسين, قالت الصحيفة بأنه عقيد متقاعد, أكد فيها هذا الشاهد " أنه في تمام الساعة التاسعة من مساء الاربعاء 5/12/2012م وصلتنا معلومات مؤكدة لا تقبل أي شك عن تحرك ووصول عدد 25 "اتوبيس سياحي" إلى منفذ رفح البري وذلك لنقل 1000 إرهابي من مليشيات "حماس" بكامل اسلحتهم والتوجه بهم نحو القاهرة للقتال إلى جانب اشقائهم من مليشيات المرشد الإرهابي...", وهي تأكيد لإشاعات سابقة بتدخل "حماس" في قتل المصريين. وإن شكر خالد مشعل في معركة غزة الأخيرة في ديسمبر 2012م, وثناءه على الدور الإيراني في هذه المعركة, يستخلص منه أن إيران تزود "حماس" بالسلاح عبر إخوان مصر, وإن "حماس" تقمع المصريين بالسلاح الإيراني. لنجد أنفسنا أمام مشهد مشابه إلى حد التطابق, مع المشهد في محور المخادعة السوري الإيراني و"حزب الله", الذي يشتكي السوريين من وقوفه مع بشار ضد ثورتهم, فالشعب المصري هو من ساند الفلسطينيين و"حماس" ضد اسرائيل, ليجد نفسه الآن يقتل على أيديهم, كما هو حال أشقائهم السوريين, مع "حزب الله" اللبناني.  وإني أرى وجودا ً إيرانيا ً, يتأكد لي يوما ً بعد يوم في مصر, يحاول أن يفرض على شعبها, أن يتحملوا رغما عنهم مسؤولية الدفاع عن نظام ملالي طهران, الذي يستعمل حركات المقاومة العربية كأوراق ضغط ضد الغرب, لا محبة بالعرب ولا كراهة بالغرب, الذي تعاونت معه إيران في إسقاط نظام طالبان, ومبارك في مصر, وصدام حسين في العراق, واتخاذها من دعمها لمحور دمشق و"حزب الله" ورقة ضغط ٍ تعينه على المماطلة في ملف المباحثات الخاصة بمفاعلاته النووية.

* كاتب كويتي

 

نظام الأسد يفبرك .... الأسلحة الكيماوية!

 علي ب. اسعد/السياسة

تم استدراج مدينة طرابلس اللبنانية إلى اشتباكات مسلحة طائفية بين ابنائها على خلفية استدراج النظام السوري لبعض الشبان الطرابلسيين بواسطة عميل لبناني تابع لاجهزة استخباراته بحجة مؤازرة الثورة السورية الى الاراضي السورية, حيث كان في انتظارهم لهؤلاء الشبان مكمكن محكم لهم من قبل كتائب الاسد قبل ان يتم قتلهم وتشويه جثثهم. أدت هذه الحادثة الى إشعال فتيل الاشتباكات المسلحة بين ابناء المدينة الواحدة, وماهو إلا سيناريو مركب من قبل اجهزة نظام الاسد لاشعال مدينة طرابلس, وتوسيع رقعة تلك الاشتباكات وامتدادها الى المناطق اللبنانية الاخرى لتحويل انظار الرأي العالم الدولي واشغاله ب¯ لبنان عن كل ما يقوم به نظام بشار الاسد في تحضير عمل عسكري ما بهدف ضرب المدن السورية وسكانها بالاسلحة الكيماوية. مدينة طرابلس خصوصا ً تعاني من هزات وخضات امنية عسكرية بين فترة واخرى بسبب تأثرها بالمستجدات والاوضاع التي تحصل على الساحة السورية حيث بدأ العد العكسي لسقوط النظام هناك, وما هي إلا مسألة وقت لذلك, وهذا يعود لمؤشرين, الاول: المتغيرات العسكرية التي حصلت اخيراً  خصوصا ً على صعيد العاصمة دمشق وتحديدا ً بعد سيطرة "الجيش الحر" على المناطق المحيطة بمطار دمشق الدولي, ونقل المعارك الى داخل العاصمة, والمؤشر الثاني, بعد فرار المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي من سورية متخليا ً عن نظام الرئيس بشار الأسد ما شكل إرباكا ً وصدمة كبيرة لاركان الحكم داخل النظام السوري. لبنان فاقد المناعة ومتأثر بكل ما يحصل على الساحة السورية وطرابلس اصبحت حديقة خلفية لكل من النظام السوري والثورة السورية الاول ممثل في جبل محسن العلوي, والثانية ممثلة في باب التبانة السني, وكلاهما يترجمان ولائهما في اشتباكات مسلحة ضد بعضهما بعضاً داخل ازقتهما وشوارع مدينتهما. الجيش اللبناني يحاول ان يتدخل كشرطي بلدي كما كان يفعل في السابق عند كل تدهور امني داخل المدينة, وليس كقوة ردع للطرفين منهيا ً الاوضاع الشاذة وفرض هيبة الامن والقانون بالقوة شاء من شاء وابى من ابى. الجيش اللبناني العاجز عن ايقاف الاقتتال والاشتباكات المسلحة وإلقاء القبض على المسلحين داخل مدينة طرابلس ما زال ينتظر القرار السياسي من الحكومة اللبنانية المرتهنة اصلا ً للنظام السوري الذي بدوره يحاول جاهدا  ان يبقي لبنان داخل دائرة الأزمة السورية, ويفبرك للبنان السيناريوهات الفتنوية المذهبية لاغراقه في الاقتتال المسلح بين اطياف شعبه, وتدبير الاغتيالات لبعض رموزه السياسيين. 

 

لماذا لم يتعلم بشار الأسد من مصير صدام والقذافي؟

عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

في أيامنا هذه، يبدو لي إن كان بإمكاننا الحديث عن مستقبل نظام بشار الأسد، ومستقبل سوريا كدولة والسوريين كأمة عظيمة. ما مستقبل سوريا؟ نحن نشاهد مدينتي دمشق وحلب تبدوان مثل مدينتي أشباح. ونسبة تتراوح ما بين 80 و85 في المائة من الشوارع في وضع المراقبة الأمنية، وتمتلئ بالمتاريس. ولا تقوم المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات بعملها بشكل طبيعي.

يبدو لي أننا نواجه ونشاهد الأشهر الأخيرة لنظام الأسد. على سبيل المثال، يتحدث رئيس وزراء روسيا، ديمتري ميدفيديف، الذي تحدث في جلسة منعقدة بكامل هيئتها لاجتماع آسيا - أوروبا في لاو يوم الثلاثاء الموافق 4 ديسمبر (كانون الأول)، بصراحة شديدة عن قلقه الشديد حيال سوريا:

أكد ميدفيديف قائلا: «الموقف في سوريا يثير مخاوف هائلة. يستند موقف روسيا على فكرة أن مستقبل تلك الدولة ينبغي أن يكون في أيدي الشعب السوري لا أن ترسمه هياكل دولية أو أي قوى أخرى. وتتمثل المهمة الكبرى اليوم في العثور على وسائل لمعاونة الشعب السوري في تحقيق هذا». يبدو أنه لا يمكننا تفسير مفرداته، نظرا لأن ثمة غموضا والتباسا يكتنفانها. من هو شعب سوريا؟

إضافة إلى ذلك، فإنه في إيران، يبدو أن ثمة شيئا قد تغير بالمثل. نحن الآن نواجه بعض الشخصيات العسكرية المميزة التي تتحدث عن سوريا ما بعد الأسد. فمثلا، يرى القائد ساردار علايي، القائد السابق للقوات البحرية الإيرانية أنه حان الوقت الذي يتوجب فيه على طهران تغيير موقفها بشأن بشار الأسد. نشرت مقابلته في موقع الدبلوماسية الإيرانية، ومدير هذا الموقع سياسي إيران ذائع الصيت، هو صادق خرازي، المقرب من آية الله خامنئي، وأخته هي زوجة ابن خامنئي.

حينما كنت في القاهرة، للمشاركة في اجتماع رابطة الكتاب السوريين، أخبرني المهندس وليد الزعبي، بأن محمد حبش، عضو البرلمان السوري – الذي يعيش الآن في المنفى في دبي – التقى مستشار خامنئي لشؤون السياسة الخارجية، علي أكبر ولايتي. في طهران، حدثه ولايتي قائلا: «إيران ليست مصرة على حماية بشار الأسد مهما كان الثمن!».

نحن نواجه وجها جديدا للحقيقة. أتذكر عندما سئل بشار الأسد عن مبارك والقذافي، ارتسمت على وجهه ابتسامة وهو يتحدث للتلفزيون الألماني، في يوليو (تموز) 2012، معتبرا «ما حدث في مصر مختلفا عما يحدث في سوريا.. لا وجه للمقارنة».

فضلا عن ذلك، فقد رفض أي مقارنات مع ليبيا؛ حيث تمكن الثوار بدعم من الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من إسقاط النظام. وقتل القائد الليبي معمر القذافي أثناء محاولته تفادي مقاتلي المعارضة. وقال بشار في المقابلة التي أجريت معه: «حينما نصف ما حدث للقذافي، فهذا عمل وحشي همجي، إنها جريمة».

لسوء الطالع، سوف يتم التوصل لحقيقة أن نظام بشار على شاكلة نظامي صدام والقذافي. يمكننا تصنيف قادة العرب في ما يتعلق بالربيع العربي إلى ثلاث فئات:

1 - صدام والقذافي وعلي عبد الله صالح.

2 - مبارك وبن علي.

3 - الملك عبد الله الثاني، ملك المغرب.

يتبين لنا أن بشار، دون أدنى شك، قد سجل اسمه، في القائمة الأولى. بإمكاننا القول إنه سيكون أسوأ من علي عبد الله صالح. ويكمن السبب الرئيسي والجوهري وراء ذلك في دعم كل من روسيا وإيران لنظامه. إنها بكل تأكيد مراهنة لا سياسة. فيما يتعلق بميدفيديف وبعض الساسة الإيرانيين البارزين، ثمة سؤال غاية في الأهمية يطرح نفسه ألا وهو: هل تخلوا عن بشار؟

يظهر الموضوع الثاني المهم على السطح، وهو هل سيستخدم النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد الشعب؟

في 23 يوليو (تموز)، حينما قام أمين عام الأمم المتحدة بزيارة رسمية إلى بلغراد، سأله مراسل صحافي في مقابلة أجراها معه قائلا: «سيدي الأمين العام، لقد تأكد أن سوريا تمتلك أسلحة كيماوية وتهدد باستخدامها في حالة شن هجوم خارجي. هل يمكنك التعليق على هذا؟»

أجاب الأمين العام قائلا: «قرأت أن هناك احتمالية أن تميل سوريا لاستخدام الأسلحة الكيماوية، لكنني لست قادرا على التحقق من أنه من الصحيح أن سوريا تمتلك كمية ضخمة من الأسلحة الكيماوية. الأمر الذي يشكل أهمية هو أن سوريا تعتبر واحدة من الدول التي لم توقع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيماوية. إن الدول قاطبة لديها التزام بعدم استخدام أي أسلحة دمار شامل، سواء أكانت موقعة على الاتفاقية أم لا. سيكون من المستهجن أن يفكر أي شخص من داخل سوريا في استخدام أسلحة دمار شامل، مثل الأسلحة الكيماوية. وإنني آمل في أن يراقب المجتمع الدولي هذا عن كثب، بحيث لا تحدث مثل هذه الانتهاكات. في ما يتعلق بالموقف ككل، بشكل عام، فإن الأمم المتحدة تقوم بالتنسيق والتشاور مع جميع الأطراف المعنية، بدءا من جامعة الدول العربية. سوف أناقش هذا الأمر مجددا مع نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية. ويقوم فريقنا رفيع المستوى بتنسيق جاد في هذا الشأن». مجددا، في الدوحة، تحدث بان كي مون عن هذه القضية. وفي يوم الأربعاء، الموافق 5 ديسمبر (كانون الأول)، حث النظام السوري على عدم استخدام مخزونه من الأسلحة الكيماوية، محذرا من «عواقب وخيمة» إذا ما لجأ بشار الأسد إلى استخدام مثل تلك الأسلحة التي تندرج تحت فئة أسلحة الدمار الشامل. «إنني أناشدهم مجددا بأقوى لهجة ممكنة بضرورة ألا يفكروا في استخدام هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل المميتة»، هكذا تحدث بان كي مون إلى وكالة «أسوشييتد برس»، على هامش مؤتمر المناخ في قطر. «لقد حذرت من أنه إذا حدث في أي حال من الأحوال إن تم استخدام تلك الأسلحة، فستكون هناك عواقب وخيمة. وينبغي أن يوضعوا في موضع المساءلة»، هكذا تحدث عن النظام السوري. لقد أشار النظام السوري مرارا وتكرارا إلى أنه سيستخدم أسلحته الكيماوية والبيولوجية في مواجهة أي هجوم خارجي، بينما أضاف أنه لن يستخدمها ضد شعبه. اليوم، تبدو الروح المعنوية لبشار الأسد متدنية. فالثورة تقوى شكيمتها يوما بعد يوم، وبات صوت المدافع قريبا من مقر إقامة بشار الأسد عن أي وقت مضى. الآن، يسمع صوت الثورة من مطار دمشق الدولي! إذا ما استخدم بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، فهذا معناه أنه سيصبح ثاني صدام في الشرق الأوسط. وسيكون هذا هو المسمار الأخير في نعشه.

 

اختطاف صوت الشعب.. بلا تأجيل

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

«في المسائل الضميرية.. لا مكان لموضوع الأكثرية». (المهاتما غاندي)

سيئات أنظمة ما قبل «الربيع العربي» كثيرة، إلا أن بينها سيئة أساسية هي أن سلبيات الأنظمة السابقة غطت تماما، أو كادت، على السلبيات المحتملة للبدائل.. فبعد اعتماد الأنظمة السابقة كحال تونس ومصر وليبيا، وتلك المرشحة لأن تغدو سابقة كنظام بشار الأسد في سوريا، على «أجهزة الأمن» وسيلة رئيسية للتفاعل مع الشعب، استغلت تلك الأنظمة إمساكها «أمنيا» لإطلاق آفات النهب والفساد والمحسوبية.. في ظل عائلات متسلطة لا تشبع ولا ترتوي ولا ترعوي. لقد امتد الحكم «العائلي - الأمني» لعقود كادت تتصحر خلالها الحياة السياسية، بينما كان المواطن فريسة لليأس والأمل والتشوش في الرؤى والأولويات. كانت العقود الأربعة الأخيرة على امتداد عالمنا العربي فترة تساقط عدد من المطامح والشعارات السياسية، وأيضا تلاشي مسلمات عاشها المواطن فصارت جزءا منه من دون أن يكلف نفسه عناء التمعن في جوهرها وتبعاتها.

بعد 1967 اهتز الخيار القومي وسقط في خريف 1970، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة مع كامب ديفيد عام 1978.. و مع طي صفحة العقد المنتهي عام 1989 بسقوط الاتحاد السوفياتي بعد ترهل واحتضار سقط عمليا البديل الاشتراكي.. لجهة فقدان الحركات اليسارية والتقدمية العربية السند الكفيل بمساعدتها على الصمود في وجه القوى اليمينية التقليدية والليبرالية. وكانت روح ما نظر إليه في الأساس على أنه بديل «اشتراكي» و«مناضل»، قد أخذت تخبو مع التحول التدريجي لأنظمة «النضال» ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين إلى أنظمة أمنية غايتها الأولى والأخيرة تدجين مواطنها و«احتلال» وطنه بدلا من «تحرير» فلسطين، ونبذ الشعارات التقدمية الفضفاضة في عملية تحول منهجية إلى بنى طائفية وعشائرية وعائلية ومافيوية. أليس لافتا كيف أن حزبا واحدا هو حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تشمل شعاراته وخرائطه توحيد العالم العربي من موريتانيا إلى الصومال وإريتريا (!) عجز عن توحيد القطرين الشقيقين العراق وسوريا، اللذين حكمهما في وقت واحد نحو 40 سنة؟! لماذا؟ لثلاثة أسباب: أولها أنه ما عاد حزبا بعدما شرذمته الصراعات الداخلية و(الحركات التصحيحية). والثاني أنه ما عاد يؤمن بـ«البعث العربي» بل أمسى أجنحة متباغضة.. طائفية وعائلية ومناطقية. والثالث انه تنكر للاشتراكية بعدما جمعت «مافياته» العائلية الثروات الطائلة.

في ليبيا الحديث يطول حول التدمير الممنهج لوجود الدولة, ومن ثم التلاعب بالحساسيات القبلية والمناطقية داخل البلد الواحد، بل أحيانا داخل المحافظة الواحدة.. كمحافظة مصراتة, بين كتلتيها السكانيتين الأكبر مصراتة وبني وليد اللتين عانتا في الماضي من تناحر قديم ما زالت آثاره مستمرة حتى اليوم. أما تونس ومصر فظل فيهما وجود يعتد به لـ«الدولة» من حيث هي مفهوم ومؤسسات، كوجود مؤسسة عسكرية وأجهزة أمنية قوية، وأرضية نقابية متطورة، وانفتاح ثقافي لنخبها مع الخارج, وهذا بالرغم من عيش البلدين لفترة غير قصيرة في ظل قيادتين تاريخيتين هما الحبيب بورقيبة وجمال عبد الناصر.

الإسلام أيضا كان حاضرا في الحياة السياسية والثقافية في البلدين، بتأثير الزيتونة والأزهر. ولذا ما كان مستغربا أن يطمح الإسلام السياسي لدور قيادي بعد إسقاط أنظمة حرصت طويلا على أن تجعل منه «فزاعة» لمناصري الحداثة والانفتاح. وفي المقابل، كان واضحا أن نهج الإبعاد والعزل الذي فرضه نظاما زين العابدين بن علي وحسني مبارك زاد الحركات الإسلامية البراغماتية، متمثلة في «النهضة» (في تونس) و«الإخوان المسلمون» (في مصر)، مرونة وحصافة... وقدرة على المناورة والتجنيد. بل إن هذين التنظيمين، وإن كانا يشكلان الحاضن الحقيقي لحركات إسلامية أكثر تشددا، فإنهما استغلا تشدد القوة الأصولية والجهادية والتكفيرية الصاعدة لعرض طروحاتهما على أنها طروحات «وسطية» و«معتدلة» قابلة للتعايش مع الرأي الآخر، بل لا بد لأصحاب الرأي الآخر من التعايش معها والقبول بها.

منذ مطلع عام 2011 طرح «النهضة» و«الإخوان» نفسيهما كلاعبين «ثوريين» مستعدين للشراكة في الثورة، ومن ثم في اللعبة الديمقراطية التي تقوم في كل الدول التي تمارس الديمقراطية الانتخابية على مبدأ أن «الشعب هو مصدر السلطات». وكان هذا تحديا خطيرا لتنظيمين دينيين يقوم فكرهما على الشريعة فلا يتناقض معها. إن تدوير الزوايا في مجتمعات حية كالمجتمعين التونسي والمصري مسألة صعبة، وربما لهذا السبب بالذات نرى اليوم ما نراه من آلام نضج للثورتين التونسية والمصرية. قد يقول قائل، ولعله ليس على خطأ، إن الثورتين التونسية والمصرية تفجرتا حقا خلال الأشهر القليلة الماضية.. فلقد نجح التنظيمان الإسلاميان الكبيران في البلدين في تحاشي العداوة المفتوحة مع شركاء الثورة على النظامين السابقين، غير أن العقلاء في البلدين كانوا يدركون أن زواج المصلحة سينتهي بمجرد الوصول إلى الهدف الذي من أجله عقد. وفعلا نجح «نهضويو» تونس بتصدر نتيجة الانتخابات الأولى التي خاضتها فصائل متعددة متفرقة من مختلف الأطياف من دون أن يحصلوا على أغلبية مطلقة، وهو ما فرض عليهم التعايش مؤقتا مع أكبر المنافسين من اليسار والوسط الليبرالي. في حين استفاد «إخوان» مصر و«سلفيوها» أكثر من تشتت شركائهم في الثورة فحازوا في ما بينهم على أكثر من ثلثي مقاعد أول برلمان منتخب. هذا المشهد مفيد جدا لفهم طريقة تعامل الفريقين في معركة الثورة الحقيقية المندلعة اليوم في تونس ومصر.. فـ«النهضويون» المحرجون من تشدد الجماعات الأصولية التونسية، والحريصون على ألا يستغل خصومهم الليبراليون واليساريون هذا الواقع لتوحيد صفوفهم في جبهة عريضة تواجه «الإسلام السياسي» ككل، فتحوا الآن معركتهم مع الاتحاد التونسي للشغل، أحد أعرق وأقوى التنظيمات النقابية في العالم العربي. أما في مصر، فلقد ارتكب الرئيس محمد مرسي الفائز بالانتخابات الرئاسية بفارق أقل من 2 في المائة من الأصوات عن منافسه، سلسلة أخطاء تنم عن صعوبة - إن لم نقل استحالة - قبول «الإخوان» بشريك لهم في السلطة. وكان التبريران الجاهزان عند ارتكاب كل خطأ أفدح من سابقه.. «حكم الأغلبية» (أي الديمقراطية) و«حماية الثورة»!

مرسي ينسى أويتناسى أن نسبة عالية ممن صوتوا له في الدورة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية إنما صوتوا ضد منافسه وليس له ولمشروعه، وقسم كبير منهم يتظاهر ضده اليوم. كذلك فإن مرسي ينسى أو يتناسى أن الدساتير تعد بالتوافق الوطني لا بالأغلبيات المؤقتة. وأخيرا وليس آخرا، في بلد يزعم أنه قرر السير في طريق الديمقراطية.. الشعب يظل مصدر السلطة وليس مكتب الإرشاد.

عن أي أغلبية يتكلم الرئيس مرسي ومن يقفون خلفه؟ هل نقصد ظلم «الأغلبية».. كتلك التي يتسلح بها بنيامين نتنياهو (المنتخب ديمقراطيا) لتبرير رفضه الدولة الفلسطينية، ومن قبله معارضة دعاة الفصل العنصري (المنتخبين ديمقراطيا أيضا) منح الحقوق المدنية للسود في ولايات الجنوب الأميركي؟ إذا كان الرئيس مرسي حقا متحرقا للاستماع إلى صوت الشعب - كل الشعب - فإن موقف الشعب لن يتغير كليا خلال أسبوع أو شهر من الآن. وعليه، فأين الضرر من تأجيل التصويت على دستور مطعون بوفاقيته، ومشكوك بما سيفعله بمستقبل المواطنة في مصر؟

 

المرشد والشاطر ومؤامرة الخارج

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

رسالة مؤتمري مرشد «الإخوان» محمد بديع، والرجل القوي في جماعة الإخوان خيرت الشاطر، كانت عدائية داخليا وخارجيا، وعززت الشائعة التي راجت في الأيام الماضية بأن الاثنين هما من يديران الحزب والحكومة، وما الرئيس محمد مرسي إلا واجهة فقط! لكن تراجع الرئيس عن إعلانه الرئاسي غير الدستوري أعطى تطمينات بأنه لا يزال في قمرة القيادة، وأن الخطاب الهجومي لبديع والشاطر لا تأثير له على الأزمة، لكنه كان تكتيكا رديئا في لحظة عجز عن مواجهة الشارع. تراجع مرسي عن إعلانه الرئاسي كان أهم ما فعله منذ توليه الرئاسة، فقد بين أنه سياسي حكيم، وعقلاني براغماتي لا دوغمائي، يدرك أن حفظ البلاد أهم من حفظ ماء الوجه، وأن الخلافات مع المعارضة قابلة للحل، وهذا جزء من واجباته الرئاسية. قراره ضيق شقة الخلاف، وعزز وضعه في الشارع، وأحرج المعارضة، وأهم من هذا كله أنقذ النظام المصري الجديد من تدهور قد يؤدي إلى صدامات وربما تدخل الجيش والعودة إلى نقطة الصفر. أما ما زعمه المرشد بديع، وردده الشاطر، عن مؤامرة داخلية وخارجية وراء المعارضة في مصر، فأقل ما يمكن أن يقال عنه إنه هراء ومحاولة مكشوفة للهروب من الأزمة بدلا من حلها. المعارضة لم تستيقظ هكذا في صباح يوم معلنة العصيان حتى نصدق أنها مؤامرة، ولم تعترض على نتائج الانتخابات التي فاز فيها مرسي بفارق واحد في المائة فقط مثلا، حتى نقول إنه يمكن أن هناك من يحرضها!

الرئيس قرر في ليلة ظلماء الاستيلاء على القضاء، وعزل النائب العام، وإقرار دستور يلائم «الإخوان» فقط، ومنح قراراته حصانة من الطعن، بما يخالف النظام وفيه حنث بما أقسم عليه. هل غريب بعد هذه الخطوات المروعة للشركاء، والجماعات المعارضة، وأطياف من الشعب المصري، أن تخرج للشارع وتعلن احتجاجها؟ طبعا، هذا هو المتوقع الذي لم يحسب حسابه المرشد والشاطر مكررين قصة «نتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بينا»، التي قالاها عندما تم عزل قادة المجلس العسكري، ثم ردداها عند عزل النائب العام، حتى فقدت الرواية مصداقيتها.

مرسي صار رئيسا شرعيا، ويُتوقع منه أن يلتزم بالنظام الذي جاء به إلى الحكم لا أن يركب عليه، وعندما فعل عبر الآخرون بمظاهرات هزت مصر وأثبتت أن «الإخوان» ليسوا إلا فئة من الشعب لا الشعب كله. الشعب المصري عبر عن رفضه وواجه اعوجاج قرارات مرسي، خاصة أنه الذي استعار مقولة الخليفة عمر بن الخطاب العظيمة «وبقيت لي كلمة.. أعينوني أولا ثم قوموني إذا اعوججت»!

ما دخل المؤامرة الداخلية والخارجية في خروج الشعب المصري إلى الميادين واحتجاجه على قرارات الرئيس، خاصة بعد أن ارتفعت الملاسنات من الجانبين، وتم صب الزيت على النار باعتماد دستور إخواني وعرضه للاستفتاء؟ كلنا نفهم إيماءات المرشد والشاطر إلى جهات خارجية، فهي تعني الخليج وغيره. وهما بذلك يفتحان جبهات ليست كذلك، بل في حقيقة الأمر هي ركيزة أساسية في استقرار مصر حتى الآن منذ سقوط نظام حسني مبارك، وليس العكس. «الإخوان» يدركون أن الكثير من أتباعهم من ملتزمي الجماعة، من مصريين، يعملون في الخليج منذ عقود، ويعينون الحركة ماديا وثقافيا، ولم يعترض طريقهم أحد.

من المؤكد أن هناك قلقا من صعود جماعة الإخوان وتسلمها الحكم بحكم تحالفها الوثيق مع إيران، العدو الرئيسي لدول الخليج، لكنها مثل كل الأنظمة الأخرى في المنطقة لا بد من التعايش معها، فهي خيار الشعب المصري الذي علينا احترامه. إضافة إلى أن كل مؤشرات بوصلة الرئيس مرسي السياسية مطمئنة حتى الآن. إنما ليس من طبع هذه الدول التورط في نزاعات الدول ومشاكلها الداخلية فقط بناء على الهواجس والظنون!

على المرشد وبقية صقور «الإخوان» أن يدركوا أن مشكلتهم الرئيسية، إن لم تكن الوحيدة، هي حل مشاكل الإنسان المصري المتعاظمة وتوقعاته منهم، وهذا لن يتأتى من دون مصالحة داخلية مع القوى المحلية، والتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين وراء الحدود.

 

من جريدة السياسة الكويتية/مقابلة مع النائب نديم الجميل

بيروت/ صبحي الدبيسي/السياسة/10 كانون الأول/12

عناوين المقابلة

*حزب الله" لواء في الحرس الثوري الإيراني مهمته حماية النظام السوري 

*مبادرة وليد جنبلاط لتقطيع الوقت

*ادعو حكومة ميقاتي للإستقالة كي تعيد الثقة الى المواطنين, لأن وجودها خلف مشكلات عديدة

*الانتخابات النيابية حاصلة فعلاً مهما كانت الظروف التي نمر بها

*نرفض للحوار شكلاً ومضموناً وهو مضيعة للوقت طالما هناك حزب لن يتخلى عن سلاحه

*كل الأمور الفاسدة التي تحصل في لبنان معششة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله

*كل ما يحصل على الساحة من فلتان أمني وقطع طرق وخطف وقتل وتسيب يأتي من بيئة واحدة وهي "حزب الله".

*كيف أن حزب الله لم يفهم أن الفوقية التي يمارسها أدت الى سقوط أنظمة عربية مشابهة في مصر وليبيا واليمن وسورية

*لماذا لا يعلن حزب الله أن سلاحه باقٍ لحماية النظام السوري

*حزب الله سينتهي طالما بقي يفكر بالهيمنة على الدولة ومؤسساتها

السلاح لم يقتصر وجوده على تقليص سلطة الدولة انما له دور أساسي في عملية فساد المجتمع قد يؤدي الى ادراج لبنان على لائحة الدول الفاقدة للسيطرة على مؤسساتها.

*ولولا الصوت الشيعي لما نجح ميشال عون في الانتخابات

*تغطية ميشال عون لسلاح "حزب الله" أدى الى تراجع كبير في شعبيته

*لو كان عون جاداً بتغيير قانون الستين لما انسحب من لجنة بكركي

*لست موافقاً على قانون ال 50 دائرة, لأنه مسيء لبيروت

*تيار المستقبل مسؤول عن تراجع نفوذه في المناطق المختلطة لصالح "حزب الله

*الشيخ أحمد الأسير أثبت أنه مستعد للمواجهة أكثر من المستقبل

*حزب الله" بأنه يغذي الأصوليات السنية بالمال والسلاح لتبرير سلاحه

*أخطأت 14 آذار بعدم توجيه الاتهام في اغتيال اللواء وسام الحسن الى المتهم الأساسي وهو حزب الله

*هل اللبنانيين مجبرين على العيش تحت رحمة ما يجري في سورية

المقدمة

دعا عضو كتلة حزب "الكتائب اللبنانية" النائب نديم الجميل "الحكومة اللبنانية الى الاستقالة كي تعيد الثقة الى المواطنين, لأن وجودها خلف مشكلات عديدة". ورأى أن "الانتخابات النيابية حاصلة فعلاً مهما كانت الظروف التي نمر بها, بصرف النظر عن الحكومة التي ستشرف عليها".الجميل وفي حوار مع "السياسة" أكد رفضه للحوار شكلاً ومضموناً, واعتبره "مضيعة للوقت طالما هناك حزب لن يتخلى عن سلاحه". وسأل: "لماذا لا يعلن "حزب الله" أن سلاحه باقٍ لحماية النظام السوري؟ وهل أن اللبنانيين مجبرون على العيش تحت رحمة ما يجري في سورية؟, مستغرباً "كيف أن "حزب الله" لم يفهم أن الفوقية التي يمارسها أدت الى سقوط أنظمة عربية مشابهة في مصر وليبيا واليمن وسورية".وقال ان "حزب الله" سينتهي طالما بقي يفكر بالهيمنة على الدولة ومؤسساتها, خصوصاً أن كل الأمور الفاسدة التي تحصل في البلد معششة في المناطق التي يسيطر عليها. من جهة ثانية قال الجميل إن "تغطية النائب ميشال عون لسلاح "حزب الله" أدى الى تراجع كبير في شعبيته", مستغرباً ادعاء عون بأن "أكثرية المسيحيين الى جانبه, ولولا الصوت الشيعي لما نجح في الانتخابات". وقال: "إن عون لو كان جاداً بتغيير قانون الستين "قانون الانتخابات اللبنانية الممعمول به حالياً" لما انسحب من لجنة بكركي", واصفاً قانون الدوحة قانون الانتخابات الذي اتفقت عليه الاطراف اللبنانية في الدوحة عام 2008 ب¯"المقبول", ومبدياً "عدم الموافقة على قانون ال¯50 دائرة, لأنه مسيء لبيروت". ورأى أن النقاط التي أثارها النائب وليد جنبلاط بأنها "جيدة", لكنه سأل: "أين تُصرف؟". كما حمل الجميل تيار "المستقبل" مسؤولية تراجع نفوذه في المناطق المختلطة لصالح "حزب الله" وقال "ان الشيخ أحمد الأسير أثبت أنه مستعد للمواجهة أكثر من "المستقبل", متهماً "حزب الله" بأنه يغذي الأصوليات السنية بالمال والسلاح لتبرير سلاحه". ووصف زيارة "وفد "14 آذار" الى غزة بالمهمة واعتبر ما يحصل في العالم العربي يعطيه الأمل بتبدل الأمور في لبنان نحو الأفضل", مسجلاً اعتراضه على "اقامة مخيمات الاعتصام في بيروت وطرابلس", وقال: ان "خطأ "14 آذار" بعدم توجيه الاتهام في اغتيال اللواء وسام الحسن الى المتهم الأساسي وهو "حزب الله". وهذا نص الحوار:

 من الواضح بعد مقاطعتكم الحكومة وجلسات المجلس النيابي أن البلد ذاهب في طريق مسدود, الى متى سيستمر الوضع على ما هو عليه برأيك؟

  صحيح أن هدف المقاطعة يتركز بالدرجة الأولى على اسقاط الحكومة التي خلقت بوجودها مشكلات عديدة, ليس على الصعيد السياسي فقط, بل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية, فقد أنتجت وضعاً اقتصاديا مزريا جداً. وأي فريق سيربح الانتخابات في 2013, سيتسلم من هذه الحكومة قنبلة موقوتة ستنفجر بيد أي شخص من بعدها, لذلك على هذه الحكومة أن توقف عملها وتستقيل من أجل ايجاد حياة جديدة في البلد على الأقل لتعيد الثقة الى المواطنين.

واذا لم يحصل هذا التغيير, بحجة أن الحكومة مستمرة بدعم من الأكثرية النيابية التي تتشكل منها, ما خطتكم لاسقاطها بالقوة؟

عندها ستذهب الأمور باتجاه الانتخابات النيابية المقبلة وفي ضوء نتائجها سيتقرر مصير البلد على أساس قيام أكثرية جديدة ومعارضة جديدة.

هذا يعني تسليمكم بأن تشرف هذه الحكومة على الانتخابات النيابية؟

بالطبع ليست هذه رغبتنا ولا تمنياتنا, أما اذا اضطررنا الوصول لهذه المرحلة فليكن, لأن الانتخابات حاصلة حتماً مهما كانت الظروف التي نمر بها, هناك استحقاق يجب أن يتم بصرف النظر عن الحكومة التي تشرف على الانتخابات التي نتمنى أن تكون غير هذه الحكومة. وهذا الاستحقاق سيفرز أكثرية جديدة وأقلية جديدة, ونحن سنرضى بما تفرزه هذه الانتخابات.

 لا أمل في الحوار

البعض يرى أن أسهل طريقة لاستقالة الحكومة هي الحوار, فلماذا تعطلون الحوار بمقاطعة لا أفق لها؟

نحن نرفض الحوار شكلاً ومضموناً, اذ حتى الآن عقدت أكثر من 20 جلسة ولم نتوصل الى شيء, وليس هناك من أمل بأن يخرج هذا الحوار بشيء طالما السلاح بقي على الطاولة. حتى بالشكل, ليس هناك من جدية لهذا الحوار, كل شهر أو شهرين تنعقد طاولة الحوار, فما النتيجة؟ يجلسون مع بعضهم فيأتي الاعلام لالتقاط الصورة التذكارية, بعدها يتلهون بأمور جانبية ثم تنتهي الجلسة. فأي موقف جدي يبشر بالخروج من الأزمة؟ ولو كانوا جديين فلماذا لا تنعقد الجلسة أسبوعا أو أسبوعين لتحل كل الأمور.

هذا يعني أن الحوار برأيك هو مضيعة للوقت؟

بالتأكيد انه مضيعة للوقت لا أكثر ولا أقل, هذا في الشكل, أما في المضمون فهناك مواضيع مطروحة, وهناك جدول أعمال, فنذهب الى الحوار لمناقشة كل الأمور ما عدا الموضوع الأساسي, علماً أن هناك مجلس نواب وحكومة يجب أن يأخذا على عاتقهما مناقشة الأمور الحياتية, فمن غير المسموح أن يتلهى المتحاورون بأمور جانبية وترك الأمر الأساسي الذي تنعقد طاولة الحوار من أجله, طالما لم يبحث موضوع السلاح بجدية على طاولة الحوار ليس هناك ثقة بالحوار على الاطلاق, لأن هناك حزباً مسلحاً يفرض الشروط التي يريدها ويؤكد بالفم الملآن, أنه لن يتنازل عن سلاحه مهما حصل, فلماذا يريدون الاستخفاف بعقولنا.

لكن في النهاية, الحوار يمنع الانفجار وأنت تعلم أن البلد أصبح شبيهاً ببرميل بارود وقد ينفجر في أي لحظة؟

الحوار بحد ذاته أصبح أزمة من خلال تراكم امور لا يستطيع حلها, بل أصبحنا أمام واقع جديد من التراكمات السلبية التي ستؤدي الى الانفجار في نهاية المطاف. والحوار على هذه الطريقة لن يوصل الى شيء سوى تأجيل مشكلة لا نستطيع حلها, فالناس لم تعد تثق بالحوار, والمتحاورون يعملون على تمرير الوقت بانتظار الفرج, وهذا أمر خطير جداً ولا يبشر ببناء دولة مركزية تكون لها سيادة غير منقوصة على أرضها.

اذا كنت ترى الأمور على هذه الصورة, فلماذا لا تلغى طاولة الحوار؟

برأيي اذا لم يكن هناك جدول أعمال واضح وجدية للحوار وتطبيق الموضوع الأساس الذي من أجله تقرر اجراء الحوار خصوصاً موضوع السلاح, فلا لزوم لانعقاد طاولة الحوار فلماذا الضحك على الناس؟ طالما المعني الأساسي بهذا الموضوع وهو "حزب الله" لا يريد الوصول الى حل, فلماذا الحوار ومع من نتحاور؟

 سلاح "حزب الله" لحماية سورية

هل تعتقد أن "حزب الله" يرفض الحوار حول السلاح, لأنه يراهن على بقاء النظام السوري, ولماذا لا تنتظرون جلاء الصورة اقليمياً؟

لماذا لا يكشف "حزب الله" عن ذلك ويقول صراحة ان سلاحه باقٍ لحماية النظام في سورية؟

وهل نحن مجبرون كشعب لبناني أن نعيش تحت رحمة ما سيحصل في سورية؟

وهل هذا ما يريده "حزب الله"؟

لقد ربحنا الانتخابات النيابية في 2009 فلجأوا الى السلاح لتغيير المعادلة كلياً ورأينا كيف أن السلاح أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري, وأجبر النائب جنبلاط على تغيير موقفه وأدى الى تشكيل حكومة أقل ما يُقال فيها انها حكومة "حزب الله". وكل ما يحصل في البلد سببه سلاح "حزب الله". وربما سيبقى النظام السوري سنة أو أكثر فهل علينا أن ننتظر سقوطه لنحل مشكلتنا؟ حتى بسقوط النظام السوري لن تحل مشكلة لبنان.

رغم معارضتكم لهذا السلاح فانه مغطى من شريحة واسعة من المسيحيين المتمثلة بالتيار الوطني الحر وبوثيقة التفاهم بينه وبين حزب الله لذلك فان الأخير لا يرى قيمة لمعارضتكم لسلاحه طالما يحظى بعدم مطلق من ميشال عون وتياره؟

لا أعتقد أن "حزب الله" غير مكترث بمعارضتنا له ولسلاحه. وأؤكد أن الشريحة العريضة من المواطنين بدأت تخسر بوجه هذا السلاح. صحيح أن "حزب الله" مستفيد من دعم "التيار الوطني الحر" بحكم المصالح المشتركة بينهما والأموال الكثيرة التي تعطى لميشال عون كي يبقى مقتنعاً بالسلاح, لكن القاعدة الشعبية التي يدعي عون أنه يمثلها بدأت تنحصر بشكلٍ واضح وعلني, لأنها غير مقتنعة لا بسياسته ولا بوجود السلاح في يد "حزب الله" يعطل كل في البلد, وهذا الأمر ستظهر نتائجه في الانتخابات ولهذا السبب رأينا مشروع القانون الذي تقدمت به الحكومة المقبلة كيف أنه وضع لمصلحة ميشال عون و"حزب الله" على السواء, من خلال تأمين الأكثرية المسيحية له بضم المناطق الشيعية اليه, لأن عون بدأ يدرك أن أي قانون انتخابات سيقوم على الدوائر الصغرى أو قانون الستين سيؤدي الى خسارته في الانتخابات.

عنجهية "حزب الله"

 كيف تفسر عودة الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى استخدام النبرة العالية والقول إن من يتكبر علينا سنتكبر عليه؟

السيد نصر الله من الأساس يتكبر على الجميع, ولم يتخل عن تكبره أبداً. وفي هذا الأمر أستغرب كيف أن "حزب الله" لم يفهم أن التكبر والكبرياء والفوقية التي يمارسها أدت في ليبيا الى اسقاط معمر القذافي وفي تونس لاسقاط النظام وأدت في مصر لاسقاط حسني مبارك,وفي اليمن لرحيل علي عبدالله صالح وفي سورية لحرب مدمرة تمهيداً لاسقاط بشار الأسد, لذلك فان "حزب الله" من خلال هذا التصرف ومحاولاته الدائمة للسيطرة على البلد سينتهي.

هل ترى أن "حزب الله" يقوم مقام الجيش السوري في لبنان, من خلال تنصيب نفسه وصياً على البلد, أم أنه يمارس الأسلوب الذي اتبعه الفلسطينيون في السبعينيات من القرن الماضي؟

ان لم يكن كذلك فانه يتبع الطريقة نفسها التي مورست من قبل الفلسطينيين والسوريين عندما حاولوا الهيمنة على البلد وهو يمثل أحد ألوية الحرس الثوري الايراني في لبنان مع الفصل طبعاً بين "حزب الله" والطائفة الشيعية الكريمة المسيطر عليها والتي يحاول أخذها الى أمور ليست من شيمها وليست بوارد الاختلاف مع شركائها في الوطن, انما سيطرة السلاح جعلتها أسيرة له. وهذا اللواء الايراني في لبنان سيصل الى النتيجة نفسها التي وصل اليها الفلسطينيون والسوريون في لبنان, أو أي نظام ديكتاتوري جرى قمع شعبه.

من الواضح أن رائحة الفساد والسمسرات والموبقات بدأت تفوح من أماكن عدة في مرفأ بيروت والمطار والكثير من مخازن التموين والأدوية الفاسدة, فمن المسؤول عن ذلك؟

كل ما ذكرته في سؤالك لم يتم باسم الحكومة وكل ما يحصل من موبقات يتم باسم "حزب الله" وهو وحده المسؤول المباشر عنه اضافة الى تهريب السلاح الى سورية وحبوب المخدرات "كوبتاغون" التي يتم تصنيعها بعلم "حزب الله" الى اللحوم الفاسدة, والدواء الفاسد الذي يشكل فضيحة الفضائح يعني باختصار كل الأمور الفاسدة معششة داخل مناطق نفوذ "حزب الله" ولا أحد يستطيع أن يحاسبهم أو يسألهم, لأن السلاح يؤمن له التغطية اللازمة. فالسلاح لم يقتصر وجوده على تقليص سلطة الدولة وفرض أمر واقع جديد, انما هو دور أساسي في عملية فساد المجتمع وهذا شيء خطير وقد يؤدي الى ادراج لبنان على لائحة الدول الفاقدة للسيطرة على مؤسساتها.

لِمَ تراجع المجتمع الدولي عن دعم لبنان كما كان في السنوات الماضية؟

لا أعتقد أن المجتمع الدولي بدأ يتخلى عن لبنان. ولكن هناك أولويات مختلفة. وبعد أن دعم الثورة في لبنان بوجه الاستبداد وبوجه القهر حصلت أولويات مختلفة ومتعددة في العالم العربي كالأولويات المصرية والليبية والتونسية واليمنية والسورية. وهذا الأمر لم يتوقف على المجتمع الغربي فقط, فحتى المجتمع العربي لديه أولوية تحرير سورية بهدف تخليص الشعب السوري من آلة القمع التي يستخدمها نظام بشار الأسد. وفي مكان معين كان علينا أن نحمل شعلة الثورة التي كنا نحملها من أجل تحقيق النتائج التي وجدت من أجلها.

قانون انتخابات ال 60

 عون اتهمكم كنواب مسيحيين في "14 آذار" بقبض الأموال لتمرير "قانون الستين", فماذا ترد على هذا الاتهام؟

أنا لم أقبض شيئاً (يجيب ضاحكاً), لكن يتناسى العماد عون بأنه هو المسؤول عن اجراء الانتخابات بموجب قانون ال "60" عندما عاد من الدوحة وتمسك به لعودة الحق الى أصحابه وفق تعبيره باعتباره القانون الأمثل لاستعادة حقوق المسيحيين وها هو اليوم ينقلب عليه بعدما شعر بأن قاعدته الشعبية تتراجع بشكلٍ ملحوظ ولو كان يريد أن يغير قانون ال"60" لما خرج من لجنة بكركي ولم يثبت مشاريع عدة من دون التنسيق معها من خلال تأييده أولاً للمشروع المقدم من الحكومة باعتماد المحافظة على أساس النسبية بعد تقسيم لبنان الى 13 دائرة فتبين من خلال هذه التقسيمات كيف جرى ضم المناطق التي يتواجد فيها الشيعة في جبيل وكسروان وبعبدا وجزين الى هذه الأقضية بعد تحويلها الى محافظات في محاولة لاعادة تعويمه مسيحياً.

ثانياً: لماذا عاد لطرح القانون الأرثوذكسي, فلو كان رجلاً عقلانياً لما طرح ثلاثة مشاريع قوانين للتفاوض بشأنها في مجلس النواب? ولو كان يريد النقاش الجدي بهذا الموضوع كان عليه أن يقدم مشروعاً واحداً لاجراء النقاش حوله. وربما كنا نؤيده بذلك.

ما هي مأخذكم على قانون ال "60" علماً أنه المشروع الوحيد الذي راعى التقسيمات الادارية ووازن بين المكونات البشرية لتلك المناطق بحسب الواقع الجغرافي والديموغرافي للتوزيع السكان؟

لو سألتني عن قانون 2009 في دائرة الأشرفية فهو يناسبني جداً, كما يناسب أهالي كسروان وأهالي المتن. ولكن هناك ثغرات كان يجب معالجتها مثلاً: كيف يحق للناخب في قضاء كسروان أن يقترع لخمسة نواب, وهذا الناخب نفسه في قضاء البترون ينتخب نائبين. ما يعني أن هناك عدم توازن في التقسيمات الادارية, أيضاً التقسيمات الجغرافية في بعض الأقضية لم تعد تتلاءم مع التبدل الديموغرافي والتوزيع السكاني الذي حصل بعد الأحداث الأهلية وزيادة عدد النواب من 99 نائباً الى 128 نائباً, فمن أجل أن يؤمنوا فوز جان عبيد في طرابلس قرروا اضافة نائب ماروني. وكذلك في دائرة بعلبك الهرمل أتوا بنائب ماروني ليتحكموا به اضافة الى بعض المقاعد النيابية التي فرضت في عهد الوصاية السورية, وهذا ما نسعى الى تغييره أما اذا أردنا أن نقيِم قانون ال "60" فهو مقبول الى حدٍ ما ويلزمه بعض التعديلات. بالنسبة لي أفضل الانتخاب على أساس الدائرة الفردية لأنها تؤدي الى التمثيل الحقيقي.

كيف تأكدتم أن شعبية عون تراجعت؟

عون لم يحصل على الأكثرية المسيحية كما يظن البعض في انتخابات 2009  مثلاً في بعبدا نال47 في المئة من أصوات المسيحيين، أما بقية الأصوات فكانت من الطائفة الشيعية والشيء نفسه ينطبق على دائرة كسروان فان تأييد الجنرال عون لم يتعد 50 في المئة. وقد فاز في الانتخابات ب1800 صوت. وما زلت أصر على وجود تراجع كبير في شعبية الجنرال عون. والانتخابات المقبلة ستحسم الأمور.

تطالبون بتشكيل حكومة حيادية في وقت يرفض فيه "حزب الله" وجماعته تأليف حكومة برئاسة شخصية من "14 آذار" وهم ضد عودة الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة الى رئاسة الحكومة؟

المشكلة ليست مشكلة أشخاص. ولم نطالب باستقالة نجيب ميقاتي ليأتي مكانه سعد الحريري, أو فؤاد السنيورة, مطلوب حكومة انتقالية حيادية, تستطيع أن تحمي البلد بعيداً من الصراع القائم, وهيمنة "حزب الله" عليها كما يهيمن على هذه الحكومة. سَمِ لي انجازاً واحداً حققته هذه الحكومة. للأسف لم تحقق شيئاً. نريد حكومة تشرف على الانتخابات ولا يكون لها أي تدخل حتى تأتي بمجلس نيابي وفقاً لارادة الناخبين وليس لارادة المهيمنين.

حوادث مدينة صيدا الأخيرة أفرزت أصولية سنية مقابل أصولية شيعية تتمثل ب¯"حزب الله", هل تخشى على لبنان من تعميم هذا المناخ الأصولي بين السنة والشيعة؟

لو لم يكن سلاح "حزب الله" موجوداً لما حصلت هذه المشكلات الصغيرة التي تتحدث عنها,فاذا كنت تقصد الشيخ أحمد الأسير بصرف النظر عن طروحاته المذهبية فهو حتى الآن ليس مسلحاً ولا يقاوم بالسلاح بل على العكس فهو يواجه السلاح بالكلمة ولما كنا شاهدنا تعصب الأسير على هذه الصورة لو أن تيار المستقبل كان حاسماً بمواجهة تجاوزات حزب الله. وأحمل المستقبل التراجع عن نفوذه في بعض المناطق المختلطة لصالح حزب الله وفريق 8 آذار لأنه لم يكن يوماً هجومياً ومستعداً للمواجهة بالطريقة التي يعتمدها الشيخ الأسير. ولو استعرضنا بعض الأصوليات التي برزت في عدد من المناطق في طرابلس وعكار وغيرها فمن الواضح أن حزب الله وراء دعمهم ومدهم بالسلاح والمال اللازم ليقول للرأي العام أنظروا ماذا يفعل السنة وكيف يسلحون أنفسهم في مواجهة حزب الله للقول انزعوا السلاح من يد السنة والمجموعات الأصولية حتى نسلم سلاحنا لذلك فأي مشروع تسلح في البلد مسؤول عنه حزب الله بطريقة أو بأخرى وهذا ما يفعله ميشال عون باقناع شعبيته أن السلاح ليس بيد حزب الله فقط وهو بيد السنة وفي المخيمات الفلسطينية أيضاً وعلينا معالجة هذا السلاح قبل سلاح حزب الله. ولو كانت الدولة قادرة أن تحسم موضوع سلاح حزب الله لكانت حسمت أمرها في طرابلس وفي الضاحية.

في هذا الاطار الى أين ستصل مبادرة النائب وليد جنبلاط من أجل استئناف الحوار والاتفاق على تشكيل حكومة جديدة؟

باعتقادي أن جنبلاط نفسه ليس مقتنعاً بما يقوم به وهذه المبادرة التي يقوم بها هي لتمرير الوقت فما قاله في مؤتمره الصحافي عن موضوع السلاح والحوار والاغتيالات والمحكمة الدولية وطائرة أيوب كلها نقاط أساسية ومهمة ولكن أين تصرف هذه الأمور؟

على ذكر الاغتيالات والمحكمة الدولية لماذا برأيك تأخر صدور القرار الاتهامي بجريمة سماحة مملوك؟

أنا لا أتدخل بعمل القضاء ولا أعرف ما هي الأسباب التي أخرت صدور القرار الاتهامي. ولكن من الواضح وجود تجاذبات سياسية حول هذا الموضوع.

 اغتيال الحسن والفلتان الامني

كذلك في الاطار نفسه لم يرشح شيء عن نتائج التحقيق في جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن, فهل لديك أي معطيات حول هذا الأمر?

أعتقد أن فرع المعلومات في هذه الجريمة توصل الى معلومات متقدمة جداً, وللمرة الأولى تحصل تحقيقات جدية وسرية والانطباع السائد أن كل تفاصيل الجريمة اصبحت معروفة من دون حصول تسريبات أو خرق للتحقيق. وهذه مسألة مهمة لجلاء كامل الحقيقة.

كيف تفسر هذه البرودة في التحقيق بالنسبة للمحكمة الدولية؟

التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يسير وفق نظام معين للمحكمة الدولية ولبنان موافق عليه والآن سيبدأ الاعلان عن المحاكمات التمهيدية وكل الأمور تسير وفق ما هو مرسوم لها. المحاكمة الطبيعية لشخص في لبنان تستغرق أكثر من سنتين بعد صدور القرار الظني, فكيف الأمر بالنسبة الى المحكمة الدولية وجريمة بحجم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

ما هو تعليقك على ظاهرة الفلتان الأمني التي تفشت في الآونة الأخيرة في أكثر من منطقة, خصوصاً أسلوب خطف الأشخاص والمطالبة بفدية مالية؟

كل ما يحصل على الساحة من فلتان أمني وقطع طرق وخطف وقتل وتسيب يأتي من بيئة واحدة وهي "حزب الله". ولو لم يكن آل المقداد مدعومين من "حزب الله" لما أقدموا على ما فعلوه من قطع طرق وخطف لمواطنين سوريين وأتراك لمبادلتهم بأحد أقربائهم الذي اختطف في سورية. وفي نهاية الأمر الدولة ليست قادرة على فعل شيء, فهذا الفلتان الذي أوجده "حزب الله" يمنع قوى الأمن من تعقب المجرمين, لأنهم يختبئون في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في أماكن سيطرة "حزب الله" الذي كما هو معروف يفرغ الدولة اللبنانية من مسؤولياتها وعدم بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية, وكل ما يحصل من فوضى بعلم "حزب الله", مثلاً عندما حصلت موجة الاحتجاجات المسيئة للاسلام, أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله أنه استطاع ضبط شارعه وفي الوقت نفسه عجز عن معالجة ظاهرة آل المقداد, فكيف يمكننا تفسير ذلك؟

على صعيد التحالفات الانتخابية كيف تصف لنا الوضع في الأشرفية؟

جيد جداً. لكن حتى الآن لم تكتمل اللائحة.

هل سيكون هناك تغيير لبعض الأسماء؟

أتصور ذلك.

هل ستكون النائب نايلة تويني والنائب جان أوغاسبيان من بين الأسماء المرجح تغييرها؟

من السابق لأوانه الحديث عن الأسماء.

هل كنت راضياً عن مشروع القانون المقدم من حزب "القوات اللبنانية" والمدعوم من "14 آذار"؟

في بيروت لم أكن مع المشروع بالمطلق.

كيف جرى احتساب الأمور في بيروت؟

أعتقد أن المناطق قسمت على قياس كل شخص مع العلم أنهم أخذوا معايير موضوعية لبعض الأمكنة وكان بالامكان أن تستثنى بيروت من هكذا تقسيمات, لأن وضعها يختلف عن باقي المحافظات. ولا يمكن أن تكون التقسيمات في الأحياء, حتى لو اعتمدنا الدوائر الفردية فلن تنجح في العاصمة, أي أن يقسم 17 مقعداً على 7 دوائر انتخابية.

برأيك, هل ستجري الانتخابات في موعدها؟

  ستجري الانتخابات في موعدها مهما كانت الأوضاع ومهما كان شكل القانون الانتخابي.

برأيك لبنان قابل لأن يتعافى؟

  بعدما شهد لبنان خضات عنيفة واحتلالات عديدة أظن أنه يتوجه الى انقاذ معين. ان كان في مصر أو في سورية أو ما حصل أخيراً في فلسطين بانضمامها الى الأمم المتحدة كدولة مراقبة فهذه مسألة مهمة جداً, ما يؤكد أننا ذاهبون الى تحرير الشعوب وتحرير النفوس وهذا شيء يعطيني الأمل للمستقبل وفي الوقت نفسه نتطلع لما يحصل في سورية وارتباط "حزب الله" به, فاذا سقط النظام السوري سيؤدي حتماً الى عملية تحرير من "حزب الله" في لبنان ما يجعل التلاقي أكبر للشعب الحر في لبنان.

هل تتوقع أن تطول الأزمة في سورية؟

ما حصل في الأيام القليلة الماضية يؤكد أن معركة الحسم في دمشق ليست ببعيدة.

ما تقييمك لزيارة وفد من "14 آذار" الى غزة بالتزامن مع قبول فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحد؟

  الزيارة مهمة جداً, خصوصاً وأن "14 آذار" تجاوزت الأمور الداخلية اللبنانية, وتؤدي دور اقليمي ككل صحيح أننا في لبنان تصدينا للتجاوزات الفلسطينية وحاربناها,واذا عاد وتكرر هذا الأمر فنحن جاهزون لمواجهته ثانية. لذلك فان قضية فلسطين في الداخل الفلسطيني مسألة مهمة والاعتراف بالدولة الفلسطينية يأخذنا باتجاه اقامة الدولة في فلسطين, وهذه الزيارة وضعت في خانة الصراع بين "14 آذار" و"حزب الله" حتى أن المسؤول الايراني علي لاريجاني لم يستطع الدخول الى غزة والاستقبال الذي حصل ل"14 آذار" يعطي انطباعاً أكيداً بأن غزة ليست مرتهنة لا للنظام السوري ولا للنظام الايراني.

كيف تصف لنا علاقة "14 آذار" ببعضها؟

جيدة أحياناً "حزب الكتائب" يتميز بمواقف عدة لكن التوجه السياسي ل"14 آذار هناك أمور أخطأت فيها 14 آذار لكن أهدافها جيدة.

هل أنت مع اقامة مخيمات الاعتصام؟

أنا ضد هذه الظاهرة لا سيما وأن مخيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح لا أحد يتواجد فيه ومن أبرز الأخطاء التي وقعت فيها "14 آذار" عدم توجه أصابع الاتهام الى المتهم الأساسي بحادثة اغتيال اللواء وسام الحسن, فالمسؤولية ليست على عاتق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, فالمسؤول المباشر عن هذه الجريمة "حزب الله" الذي أتى بهذه الحكومة وعلى رأسها ميقاتي, خصوصاً أن "حزب الله" غير مرتبط بالدولة اللبنانية بل بإيران.

انتهت المقابلة

 

دعا أهل باب التبانة وجبل محسن الى إيقاف دوامة المعارك لبلوغ المصالحة

الراعي: لا يمكن القبول بمعاناة طرابلس وتحويلها الى مدينة شبه مهجورة

بكركي ـ "المستقبل"

أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أنه "لا يمكن القبول بمعاناة طرابلس، ولا بتحويل العاصمة اللبنانية الثانية في الشمال من مدينة تاريخية نموذجية في العيش معاً والغنى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني، إلى مدينة شبه مهجورة"، لافتاً إلى أن "الكل يتطلع إلى الجيش والقوى الأمنية لفرض الأمن والاستقرار". ودعا أهل باب التبانة وجبل محسن الى إيقاف دوامة المعارك وعمليات القنص والقتل، للبلوغ إلى المصالحة والتفاهم. ترأس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي أمس، عاونه فيه المطران حنا علوان والمونسنيور جوزف البواري، في حضور وفد من جمعية مار منصور في الشرق الاوسط برئاسة ألبير الزغبي وحشد من المؤمنين. وبعد الانجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: "إننا نلتمس من الله، في هذه الذبيحة المقدسة، فضيلة الرحمة التي يحتاج إليها مجتمع اليوم حاجة ماسة".

أضاف: "تودع اليوم (أمس) كنيسة الروم الارثوذكس الانطاكية، بجناز رسمي، سنشارك فيه ظهراً، أباها ورأسها المثلث الرحمة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم. فإننا نشاطرها الأسى والصلاة لراحة نفسه الطاهرة، ونقدم تعازينا الحارة لآباء المجمع الانطاكي المقدس والبطريركية وآل هزيم، ونصلي لكي يرسل الله لهم خلفًا أباً ورأساً، راعياً صالحاً". وأوضح أنه "كانت تشدنا إلى المثلث الرحمة البطريرك اغناطيوس الرابع روابط محبة ومودة وتقدير. فكان بالنسبة إلينا، كما يلقب باستحقاق، بطريرك المشرق وكنيسة الحوار، وبطريرك الحوار والتسامح، وبطريرك العمل بالرؤية الأنطاكية المشرقية".

وتابع: "نشكر الله على هذا الاسبوع الذي انقضى، وكان اسبوعاً كنسياً بامتياز. ففي أيامه الثلاثة الأولى، انعقد المؤتمر الثاني لبطاركة وأساقفة الشرق الأوسط الكاثوليك في دار بيت عنيا ـ حريصا، حول التطبيق المشترك بين الكنائس للارشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الاوسط، شركة وشهادة"، الذي سلمنا إياه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر أثناء زيارته التاريخية للبنان في ايلول الماضي. وفي الأيام الثلاثة الاخيرة كانت الدورة السنوية لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان في الكرسي البطريركي ـ بكركي، للاطلاع على تقارير اللجان الاسقفية والهيئات التابعة للمجلس، ولتجديد هيكلياتها وتوجيه نشاطاتها إلى توطيد الشركة بكل أبعادها، وإحياء الشهادة للمحبة في كل مساحاتها. فثمّنا كثيراً حضور الكنيسة بأجهزتها ومؤسساتها في مختلف القطاعات، كما ثمّنا أنشطتها التي تُعزز الشركة والشهادة. ولكننا أدركنا أيضاً اتساع الحاجات عند شعبنا وخطورة الصعوبات التي يواجهها، فالتزمنا بما يقدم الارشاد الرسولي من توجيهات. وبعد ظهر أمس (الأول) ختمنا بلقاء مع لجان العائلة في الأبرشيات حول موضوع: دور العائلة في الإعلان الجديد للانجيل، في ضوء الارشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الاوسط، شركة وشهادة". وبهذا اللقاء اكتملت نظرة الكنيسة في لبنان والشرق الاوسط إلى كيفية تحفيز الشركة والشهادة في العائلة والمجتمع والدولة".

ورأى أن "العالم بحاجة إلى رحمة، لكي يتمكن الناس من أن يتصالحوا من كل القلب، ويتبادلوا الغفران عن الإساءات، ويعيشوا فرح المصالحة وسعادتها، ولكي يمارس المسؤولون العدالة والإنصاف، ولكي يعطف الجميع على الفقراء والمعوزين"، معتبراً أن "الرحمة تنفي الظلم والاستبداد والاستكبار، تلطف العدالة، وبدونها تصبح العدالة ظلماً".

وأشار الى "أننا نصلي لكي تنفتح قلوب المسؤولين السياسيين لقبول المحبة والرحمة من الله، فيتحملوا مسؤولياتهم في تأمين الخير العام والاستقرار والامن والسلام، ويشعروا مع المواطنين في حاجاتهم، فيُخرجونهم من حالة العوز والبطالة والهجرة النفسية والحسية، ويعطفوا على الأطفال والأجيال الطالعة والشبيبة، فيفتحون أمامهم آفاقاً جديدة ومستقبلاً واعداً"، مؤكداً أن "الإنسان من دون محبة ورحمة يفقد إنسانيته، فينقض على أخيه الانسان ويعتدي على حياته ويعتبره عدواً، يستغل ضعفه وحاجته ليكسب مال الحرام بالسرقة والرشوة والتلاعب بالأسعار وفرض المال من دون وجه حق، وصولاً إلى تزوير الادوية. كما أنه يستقوي عليه ويمارس ضده العنف والإرهاب، ويحجم عن مد يد المساعدة له في حاجته".

ودعا أرباب العمل الى احترام كرامة موظفيهم، وتأمين حقوقهم وحقوق عائلاتهم بالعدل والانصاف، والمتخاصمين في العائلة والمجتمع والدولة الى المصالحة.

وقال: "باسم الرحمة الالهية، ندعو أهل باب التبانة وجبل محسن في طرابلس الفيحاء الى إيقاف دوامة المعارك وعمليات القنص والقتل، للبلوغ إلى المصالحة والتفاهم. وندعو فاعليات طرابلس السياسية وهيئات المجتمع المدني الى التوسط لأجل هذه الغاية". وشدد على أن "الكل يتطلع إلى الجيش والقوى الأمنية لفرض الأمن والاستقرار"، مؤكداً أنه "لا يمكن القبول بمعاناة طرابلس، ولا بتحويل العاصمة اللبنانية الثانية في الشمال من مدينة تاريخية نموذجية في العيش معاً والغنى الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني، إلى مدينة شبه مهجورة، يُشوه وجهُها الحضاري بما يجري على أرضها من أحداث دامية بين الإخوة".

أضاف: "كم تمنينا أن نزورَها من أجل توجيه الدعوة من على أرضها ومع المقيمين إلى المصالحة والتفاهم ووضع حد للعنف، وإلى إعادة المدينة إلى سابق عهدها الأمني الزاهر، لكننا لا ندخر أي جهد في هذا السبيل عبر سيادة المطران جورج بو جوده، راعي أبرشيتنا المارونية في طرابلس، وبالتعاون مع سماحة مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار، الذي نحييه ونتمنى له كل خير وسلام".

وختم: "باسم الرحمة الالهية نواصل نداء مؤتمر بطاركة وأساقفة الشرق الكاثوليك الى القوى المتصارعة في كل بلد من بلدان الشرق الاوسط، ولا سيما في سوريا ومصر وسواهما، لفتح باب الحوار الوطني، وإجراء الاصلاحات اللازمة، والبلوغ إلى المصالحة، والعمل معاً لتوطيد السلام العادل والدائم، نابذين العنف والحرب، رحمة بالمواطنين. كما ندعو المجتمع الدولي الى العمل على الحد من شحن النفوس، وعلى إيجاد الحلول التي ترضي الجميع".

بعد القداس، إستقبل الراعي في الصالون الكبير المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية، ومن بينهم رئيس جمعية قضاء بشري في أستراليا جورج حنا، الذي وجه اليه دعوة لزيارة أستراليا في أوائل آذار المقبل.

 

عصام خليفة: ما يجري في سوريا بركان سيطول لبنان والمنطقة

وطنية - استغرب الأمين العام للحركة الثقافية في أنطلياس الدكتور عصام خليفة "عدم تعيين عمداء في الجامعة اللبنانية منذ ثماني سنوات"، مشددا على دور الدولة في بناء المؤسسات، ومعتبرا أن "الاستقلال هو مؤسسات واقتصاد ومجتمع عادل وليس مجتمعا متفلتا". وأشار الى تحركات هيئة التنسيق النقابية من إضرابات وتظاهرات، عازيا سببها الى "الظلم اللاحق بشريحة من الناس".

وقال في ندوة ثقافية اعلامية "دور الكنيسة في قيام الكيان اللبناني": "تلجأ النقابات التعليمية الى الإضرابات، في حين ان المسؤولين عن المدارس قبضوا قيمة الاقساط المدرسية من الاهالي من دون تسديد نسبة غلاء المعيشة للأساتذة والمعلمين. فليطبقوا توصيات المجمع الأنطاكي ويخففوا عن الأهالي عبء الأقساط المدرسية، ولتلعب المؤسسات دورها من اجل تحصين العائلات والمجتمع لأن الازمة الاقتصادية تطول الجميع، والدولة لا تتحمل مسؤوليتها ولا المؤسسات. بينما على الدولة ان تتحمل المسؤولية وعلى مؤسسات الكنيسة ان تساعد المجتمع تأمينا لاستمرارية المواطنين. في الازمات، على الكنيسة أن تضحي لبقاء الشعب، كما على كل الطوائف في لبنان التضامن للدفاع عن العدالة الإجتماعية".

الأب هاشم

وفي البرنامج عينه، قال رئيس الحركة الثقافية في أنطلياس الأب الأنطوني المدبر ريمون هاشم: "عمدت المدارس الكاثوليكية إلى زيادة الأقساط مرتين فقط، وذلك بهدف تطبيق القانون الرقم 223 الصادر في تاريخ 2-4-2012 والقاضي بإعطاء 4 درجات ونصف درجة لاساتذة الابتدائي والمتوسط، والقانون الرقم 159 الصادر في تاريخ 17-8-2011 بإعطاء 6 درجات لاساتذة الثانوي تم تسديدها عام 2012، والقانون الرقم 7426 الصادر في تاريخ 25- 1- 2011 والقاضي بتصحيح الأجور بنسبة 30 في المئة، وتم تسديدها بتاريخ 1-2- 2012 مع مفعول رجعي. لكنها لم تعمد الى زيادة الأقساط مرة أخرى لتغطية كلفة السلسلة، ولو فعلت ذلك لتظاهر الاهالي امام أبواب المدارس لانهم لا يستطيعون تسديد زيادة إضافية".

وأضاف: "إن مؤسسات الكنيسة التربوية غير مدعومة من الدولة، بل قائمة على مجهودها الذاتي. والمؤسسة التي تستطيع تأمين المساعدات من الخارج فهي مشكورة، لكن التي لا تستطيع ذلك فهي لا تحتمل اي ضغط، وإلا تقفل أبوابها. من هنا، من حق الجميع المطالبة بزيادة الأجور، لكن علينا التعاون مع الكنيسة المارونية التي تدير كل هذه المؤسسات من دون أي دعم من الخارج أو من الدولة".

من جهة أخرى، وفي معرض قراءة تأثر لبنان بأحداث المنطقة، اعتبر خليفة ان "ما يجري في المنطقة عموما وفي سوريا خصوصا، هو بركان سيطول لبنان وكل دول المنطقة".

وردا على سؤال عما هو مطلوب من المسؤولين للحفاظ على الكيان اللبناني أو إنعاش ميثاقه، قال الأب هاشم: "إذا كانت المنطقة على "كف عفريت" كما يقال، فلا محال. لكن الأهم، ان السياسة المتبعة من بعض الأحزاب، وخصوصا الدولة اللبنانية، يجب ان تكون سياسة الهدوء والتروي. فالميثاق هو فتح باب الحوار وتقريب وجهات النظر وتحقيق عيش مشترك وتضامن متكامل، لأننا بذلك نبني وطنا وإستمرارية".

 

قاووق: المقاومة ضرورة استراتيجية

وطنية - رعى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق حفل تخريج الدفعة الثانية من دورات التدريب المهني الذي أقامه إتحاد بلديات جبل عامل في قاعة شهداء بلدة الطيبة الجنوبية، في حضور رئيس إتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، إلى جانب عدد من الفاعليات والشخصيات ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية وإختيارية، والخريجين والخريجات، وحشد من أبناء البلدة. وقد ألقى الشيخ قاووق كلمة رأى فيها أن كل "التطورات الاقليمية والتهديدات الاسرائيلية تؤكد ان المقاومة ضرورة استراتيجية ملحة تتقدم على كل الضرورات، وتشكل الضمانة الوحيدة لتحرير أرضنا المحتلة وأنها باستراتيجية الجيش والشعب والمقاومة تثبت منعة لبنان أمام كل تهديدات إسرائيل والتي مهما نفذت من مناورات وتهديدات لن تتمكن إلا من الرضوخ لمعادلات المقاومة ومفاجآتها. واعتبر أن "من عظيم الشرف للمقاومة أنها تقلق إسرائيل الغارقة في معادلة كريات شمونة وايلات بعد أن باتت أسيرة لمعادلات ومفاجآت المقاومة على المستويات السياسية والعسكرية، في الوقت الذي يكذب مواطنيها وعود جيشهم بزعمه حماية عمق كيانه ويصدقون تهديدات سيد المقاومة ومفاجآته"، لافتا إلى أنه "من عظيم الإدانة لفريق 14 آذار أنه يريح ويفرح إسرائيل".

وأشار قاووق إلى أن "اسرائيل العاجزة أمام معادلة المقاومة تتطلع الى استحقاقين الأول في سوريا والثاني في لبنان، فهي تراهن على مسار الأزمة في سوريا لمحاصرة المقاومة وإضعافها واستنزافها، وعلى الإنتخابات النيابية لإضعاف المقاومة أيضا"، وقال أنه "عندما يكون هناك استحقاق داخلي يراهن عليه العدو يكفي بذلك معيارا للوطنية"، سائلا "من الذي يريح الاسرائيليين ويفرحهم اذا فاز؟".

وأضاف "نقول لاسرائيل ولقوى الشر في العالم، أنهم راهنوا على الأزمة السورية لمحاصرة المقاومة إلا أنه وبعد نحو عشرين شهرا على هذه الازمة، نجحت المقاومة في أن تعاظم قدراتها العسكرية أكثر وأكثر".

وإذ أكد أن فريق 14 آذار "الذين تورط في الأزمة السورية وبالدم المسفوك هناك"، إعتبر قاووق أن "هذا الفريق الذي رفع شعار لبنان أولا داس بأقدامه على هذا الشعار وأصبح أسير شعار سوريا أولا، وأنه يريد الإستحواذ على السلطة من خلال الرهان على الأزمة السورية، وتصفية الحسابات الداخلية والايفاء بالالتزامات الخارجية والاستحواذ على الرئاسات الثلاث وعلى مجلس الوزراء ومجلس النواب من خلال الانتخابات النيابية اللبنانية وقد باتت نواياهم معروفة ومكشوفة وهذا ما يعد طرحا جنونيا ومشاريعا هوجاء".

وقال قاووق أن "فريق 14 آذار إما يجهلون أو يتجاهلون حقيقة قوة المعادلات والتوازنات الداخلية، وأن الأوهام قد ذهبت بهم الى مشاريع الاقصاء والالغاء ظنا منهم بأن التطورات في سوريا ستغير المعادلة وتفتح أمامهم الطريق للسيطرة واستجلاب وصاية اميركية جديدة، في حين أن هذه المعادلات الداخلية أقوى من أن تهتز بانتخابات نيابية أو تطورات في سوريا"، مشددا على أن "ردنا على التهديدات الخارجية والاستفزازات الداخلية هو تأكيدنا بأنهم أعجز عما عجزت عنه إسرائيل والدبابات والطائرات الاسرائيلية عام 2006".

ولفت الى أن "هناك استحقاقا انتخابيا كلنا حرص على الوصول إليه في ظل الاستقرار، وأن هذا له معبر واحد وهو إعتماد قانون إنتخابي متفق عليه إذ أنه لا يمكن اجراء هذه الانتخابات في جو يتحدى ارادة أكثر من نصف الشعب اللبناني"، مشيرا إلى أنهم "يريدون من خلال قطع طريق الحوار قطع الطريق على قانون انتخاب جديد من أجل تكريس معادلات لا يتحملها البلد". وسأل، "هل يتحمل البلد انتخابات تجرى وفق قانون الستين الذي لا يؤمن شراكة فعلية ولا مناصفة حقيقية؟".

وتابع قاووق إن "المطلوب هو أن يكون هناك قانون جديد لا يشعر فيه اي طرف بأنه مستهدف، وأن فريق 14 آذار يقولون الشيء ونقيضه، فيدعون حرصهم على الموعد في حين أنهم يعرقلون طريق الاتفاق على قانون جديد فمن يعرقل هذا المسار يعرقل مواعيد الانتخابات ولكن المطلوب هو الاستفادة مما تبقى من وقت للوصول الى قانون توافقي".

بدوره القى علي الزين كلمة رأى فيها "أنه وايمانا منا بدور الشباب واهميته في اعمار الارض وتنمية المجتمع وفي سبيل حشد كل الطاقات البشرية المتوفرة في مجتمعنا، كان لاتحاد بلديات جبل عامل الاهتمام الخاص بدور الشباب في عملية النهوض بهذه المنطقة في كل ميادين الحياة الصحية التربوية والحرفية والمهنية"، لافتا إلى أننا بصدد تخريج دفعة جديدة من الاخوة والاخوات الذين شاركوا في الدورات المختلفة لعل هذه الدورات يكون لها الاثر الايجابي في تفعيل دور الشباب وتعزيز مشاركتهم في بناء المجتمع لا سيما على المستوى الاقتصادي والاجتماعي".

وقد قدم الشيخ قاووق والحاج الزين في ختام الحفل الشهادات والدروع التقديرية على المشاركين

 

ابو جمرة: لحكومة حيادية ضبطا للفلتان

وطنية - قال نائب رئيس مجلس الوزراء السابق اللواء عصام ابو جمرة في تصريح "انه ما بين 26/3 و20/4 طالبت بكتاب مفتوح رئيس المجلس النيابي بطرح اقالة هذه الحكومة على المجلس النيابي لاسباب معللة باعتبار ما سيكون، ولكن كما قلت له في احداها "فالج لا تعالج" حتى اصبح الفساد استفواتا، والاستقالة مستحيلة الا بارادة ربانية".

وتابع:"في الواقع هذه الحكومة فيها عيب اساسي منذ نشأتها، انها لم تأت باكثرية نتيجة انتخابات نيابية لتمثل ارادة شعبية تساعدها على تحقيق الاستقرار. انما هي وليدة استقالة وزراء بعد تهديد ووعيد لفئة لتغيير موقفها، بمعنى آخر جاءت بانقلاب وتألفت من لون واحد نتيجة رفض خصمها تحالف 14 آذار المشاركة فيها".

وقال:"رغم ترجي هذه الحكومة للمعارضة وبالاعلام لافساح المجال لها فترة زمنية لتحكم قبل الحكم عليها، من باب "قوم عني تفرجيك"، لم تفلح ... وهي تحتضر بسبب التجاوزات في الادارة وانتشار الفساد والفوضى وعدم الاستقرار في الداخل وعبر الحدود نتيجة سياسة النأي بالنفس كالنعامة التي تخبىء رأسها في الرمال، ما زاد زخم المعارضة وضغطها لاستقالتها لتأتي بعدها حكومة حيادية تحد من تمادي الوزراء في الصرف من موازنة الدولة لاهداف انتخابية، وضبط الامن والاشراف على الانتخابات القادمة بتجرد مقبول من الجميع".

واشار الى انه "بهدف المماطلة ولتمرير الوقت، يجيب اهل الحكومة وقادة احزابها على طلب الاستقالة بالرفض منعا للوقوع بالاسوأ؟ بالقول شو البديل... ؟ وشو منعمل...؟ وكأن الله خلقها وكسر القالب! شو منعمل اذا استقال رئيس الحكومة! وشو منعمل بسقوطها حكما بعد الانتخابات النيابية؟".

اضاف:"الدستور حل المشكلة بان هذه الحكومة تصرف الاعمال حتى تأليف حكومة جديدة، اما التأخير في التأليف فهو بسبب مخالفة الدستور في عملية التأليف:المادة 53 - 2 تفرض استشارات نيابية ملزمة يجريها رئيس الجمهورية لاختيار رئيس الحكومة، والمادة 64 -2 تنص ان رئيس الحكومة يجري استشارات نيابية عادية غير ملزمة لاختيار الوزراء وتوزيع الحقائب، وبموافقة رئيس الجمهورية طبعا يشكلها ويطلب الثقة من المجلس النيابي دون التوقف حصرا على موافقة كل رئيس كتلة، اذ ليس مفروضا ان تنال الثقة بالاجماع. واذا لم تنل الثقة بالاكثرية، يعاد التكليف والتأليف وهذا امر حدث سابقا ولم تخرب الدنيا"!

وقال:"يبقى هذا التأخير افضل بكثير من التأخير الذي يفرضه رئيس تكتل للحصول على ما يريد من حقائب وفرض من ينصب عليها من اتباع. خطأ كبير ان يفرض كل رئيس حزب وزراءه لتولي الحقائب التي يريدها لانه بذلك تفقد الرئاسة هيبتها ويتسلط رؤساء الاحزاب والكتل على قرارات الحكومة وارادة وزرائها حيث يصبح الولاء لهم والقرار لهم وتستحيل رقابة المجلس النيابي للحكومة و يصبح حاميها حراميها. هكذا بارتباط رؤساء الاحزاب بالخارج ودخولهم محاوره سياسيا وماديا والتزامهم بتوجهاته، وبسيطرتهم بواسطة وزرائهم على الحكومة وقراراتها تضيع السلطة الاجرائية ويصبح الحكم مستحيلا".

وختم:"لذلك مع تطورات الاوضاع في الجوار، نتمنى ان تأتي حكومة حيادية تعمل بتوجهات فخامة الرئيس لضبط الوضع وتحقيق الاستقرار بفرض علاقات مع الخارج من دولة الى دولة وتطبيق الدستور في العمل داخل السلطات الثلاث وفي ما بينها؟"

 

لونا الشبل مستشارة الاسد خلفاً لمقدسي .. والاخير قد يعمل مدرساً

 ذكرت عدة مصادر نبأ تعيين الإعلامية لونا الشبل في منصب المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، وفقا لما ذكره موقع "سكاي نيوز" بالعربية" وبذلك تحل الشبل خلفا للمتحدث باسم الخارجية السورية المنشق جهاد مقدسي.

وتشغل الشبل منصب المسؤولة الإعلامية في الرئاسة السورية الحالية. وكانت الشبل قدمت استقالتها من الجزيرة مع بدايات الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في سوريا قبل نحو عامين.

وعزت الشبل استقالتها الى اسباب لم يكن منها طريقة تعاطي الجزيرة مع تغطية الاحداث في سوريا. ولكن مطلعين اكدوا ان اعتراضها على هذه التغطية التي اعتبرتها منحازة ضد النظام السوري كانت السبب في الاستقالة.

ولا زالت الأنباء متضاربة حول البلد الذي توجه إليه مقدسي الذي لم يخرج بأي تصريحات بعد انشقاقه، وكانت صحيفة صحيفة القدس العربي نقلت أول أمس عن مصادر دبلوماسية قولها أن جهاد مقدسي «قد باع منزله الكائن بمشروع دمر في العاصمة دمشق بمبلغ يزيد عن 180 ألف دولار وأن السلطات السورية كانت تعلم بعملية البيع».

وحسب ما أفادت معلومات الصحيفة فإن «مقدسي كان يتحدث في جلساته مع الأصدقاء خارج العمل بأنه يفضل الانتقال إلى العمل الأكاديمي والتدريس في إحدى الجامعات الغربية لا سيما وأنه يحمل شهادة دكتوراه في الإعلام».

وترجح المصادر أن يكون جهاد مقدسي «ينوي التوجه إلى باريس كترانزيت لينتقل منها إلى الولايات المتحدة»، كما ترجح تلك المصادر «ألا تتفاعل المعارضة معه لكونها تعتبره واحداً من “رموز النظام” المقتنعين بفكره السياسي تجاه الأزمة السورية».

ونقلت الصحيفة عمن وصفتهم بالمراقبين ان «مقدسي ومنذ قدومه إلى وزارة الخارجية السورية، شغل منصبا شاغرا أو مغيّباً، حيث لم يكن موجوداً بالمعنى العملي في وزارة الخارجية السورية وبعد اندلاع الأزمة السورية اعتاد الجميع على مؤتمرات صحافية يعقدها وليد المعلم وزير الخارجية وقبله بثيه شعبان مستشارة الرئيس الأسد، ليأتي جهاد مقدسي الذي يعبّر عن جيل جديد شاب من الدبلوماسية السورية، ناطق رسمي اعتاد التحدث بمنطق مقنع وبمفردات هادئة لقيت آذانا صاغية إلى حدٍ ما». ولا زال انشقاق مقدسي يمثل لغزاً بالغ الأهمية، بالنسبة للكثيرين، خاصة أن مقدسي صعد نجمه بشكل مفاجئ بعد الثورة بعدة شهور، ومن ثم انشق عن النظام بصورة مفاجئة بعد شهور قليلة على توليه منصبه. أما قبل ذلك فكان لسنوات طويلة مجرد موظف دبلوماسي في السفارة السورية بلندن.

مقدسي الذي تأكدت مغادرته سوريا عبر مطار بيروت الدولي، قالت جريدة "الغارديان" البريطانية قبل أيام إنه توجّه إلى الولايات المتحدة، وليس إلى لندن التي أقام فيها لعدة سنوات قبل الثورة، وعمل فيها ناطقاً باسم السفارة السورية وقنصلاً عاماً لفترة من الزمن. فيما نقل موقع قناة العربية أن مقدسي هرب من دمشق إثر خلافات مع رموز النظام، بمن فيهم الرئيس ذاته ووزير خارجيته وليد المعلم. وأن هذه الخلافات ليست وليدة اللحظة وإنما يعود تاريخها إلى عدة شهور مضت عندما قال في يوليو/تموز الماضي إن "الأسلحة الكيماوية مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية"، وإنه "لن يتم استخدامها إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي". وهذا الأمر شكل أول اعتراف رسمي في تاريخ سوريا بامتلاكها أسلحة كيماوية، وهي أسلحة محرمة دولياً وتسببت قبل عدة سنوات بغزو العراق. وتشير المصادر إلى أن تصريحات مقدسي أغضبت الأسد ووليد المعلم وباقي رموز النظام، حيث ساد الاعتقاد بأن مقدسي هو الذي ورّطهم وقدم للعالم اعترافاً رسمياً وعلنياً وواضحاً بوجود هذه الأسلحة. وقال المصدر الذي تحدث لـ"العربية" إن فكرة هروب المقدسي لم تكن جديدة، وإنما كان يخطط لذلك منذ أكثر من شهر، إلا أنه كان في انتظار تأمين الترتيبات التي تضمن خروجه بشكل آمن من سوريا، وكذلك ضمان مغادرته بيروت، وليس اعتقاله هناك وإعادة تسليمه إلى دمشق. موقع قناة الجديد الاخباري

 

ماروني لحزب الله: كفى دغدغة لمشاعر اهل زحلة

 أكد النائب ايلي ماروني أن زحلة قالت كلمتها في 2009 وقررت من يمثلها، إلا أنها ترفض اليوم من يدغدغ مشاعرها ويكذب عليها، على حد قوله. وعلق ماروني في مؤتمر صحافي عقده في إقليم زحلة الكتائبي، على زيارة وفد من حزب الله للمدينة بالقول : "شكرا حزب الله لانك جئت الى زحلة تجمع شمل 8 اذار فالتفرقة الحاصلة في ما بينهم هي التي فرقت اهل زحلة وهم مستمرون بمحاولاتهم الخبيثة لتفرقة اهل زحلة وزرع الخصام في ما بيننا". واضاف:" ماروني : لسنا رواد كراسي وقرارنا هو الصمود بالمدينة فكفى دغدغة لمشاعر اهل زحلة لانهم ملوا، ونحن ستقول في 2013 كلمتها للكتائب وقوى 14 اذار.

 

"حزب الله" يستقبل رهينته السابق تيري وايت ويصفه بالرجل العظيم

 أفادت صحيفة «صنداي تلغراف» في عددها الصادر امس أن الرهينة البريطاني السابق تيري وايت التقى قادة «حزب الله» في إطار مهمة تصالحية، بعد مرور 25 عاماً على خطفه في لبنان. وقالت الصحيفة إن تيري التقى واحداً من ابرز الشخصيات القيادية في «حزب الله»، المتهم بخطفه واحتجازه كرهينة لمدة خمس سنوات، في معقل الحزب في العاصمة اللبنانية بيروت. وأضافت أن تيري زار بيروت لتسليط الضوء على محنة المسيحيين الذين فروا من الحرب الأهلية في سورية، وطلب من «حزب الله» المساعدة في التخفيف من محنتهم خلال لقاء تم ترتيبه سراً في وقت متأخر من الليل مع القيادي في «حزب الله» عمار الموسوي. وأشارت الصحيفة إلى أن تيري، البالغ من العمر 73 عاماً، أقرّ بأن الناس يعتقدون بأنه مجنون لطلبه عقد لقاء مع «حزب الله» وسيتهمونه بالتواطؤ معه، لكنه شدد على أن الوقت حان ليغفر للحزب عن معاناته في الماضي. وقالت إن تيري كان يريد من وراء الزيارة الطلب من «حزب الله» مساعدة اللاجئين المسيحيين السوريين في الفترة التي تسبق عيد الميلاد، ووافق الحزب بعد 48 ساعة من المفاوضات على عقد لقاء معه ليل الاثنين الماضي. وأضافت الصحيفة أن وايت ابلغ الموسوي، مسؤول العلاقات الدولية في «حزب الله»، أنه كانت لديه صعوبات مع «حزب الله» ويريد أن يضع ذلك في الماضي، ويعتقد أن المصالحة بين المجموعات الأكبر والجماعات السياسية يجب أن تبدأ هنا مع مصالحتنا الشخصية». وذكرت أن وايت استخدم لقاءه مع الموسوي للتعبير عن مخاوفه على مستقبل المسيحية في المنطقة، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 100 ألف مسيحي فروا من سورية منذ اندلاع الأزمة في بلادهم وصار يُنظر إلى لبنان من الكثير على أنه حصن للمسيحية في المنطقة. وقالت الصحيفة إن تيري «ابلغ الى الموسوي أن ما يسمى الربيع العربي أصبح قوة للقهر وليس للحرية، في حين ابلغه القيادي في «حزب الله» أن الأوقات الصعبة تحتاج إلى رجال عظماء ... وإذا نظرتَ إلى حقيقة أنك تأتي لغرض هدم هذا الجدار فهذا يعني أنك رجل عظيم». وكان تيري زار بيروت العام 1987 كمبعوث خاص لرئيس أساقفة كانتربري للتفاوض على إطلاق سراح رهائن غربيين كان بينهم الصحافي البريطاني جون مكارثي، لكنه تعرض للخطف ووضع في الحبس الانفرادي واتُهم بأنه جاسوس يعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي). وكالات