المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 18 كانون الأول/2013

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا 17/06حتى10/ متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا

*المخابراتي والسياسي بامتياز جوني عبدو يستعرض أوضاع لبنان المأساوية على خلفية سيادية

*بالصوت من تلفزيون المر/مقابلة مطولة وشاملة مع جوني عبدو/17 كانون الأول/13

*فيديو/من تلفزيون المر/مقابلة مطولة وشاملة مع جوني عبدو/17 كانون الأول/13

*من موقع يقال نت/النص الكامل لمقابلة جوني عبدو مع تلفزيون المر/17 كانون الأول/13

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/17كانون الأول/13

*البابا فرنسيس يحتفل بعيد ميلاده ال77 مع مشردين

*استهداف مركز تبديل لـ”حزب الله” في خراج اللبوة بسيارة مفخخة ووقوع اصابات

*بلدة القاع تشيّع ابنها الشهيد سامر رزق

*قاصرو حزب الله يقاتلون في سوريا

*"حزب الله" يشيّع قتيلاً جديداً

*أحمد الأسعد: نرفض بقاء سلاح المقاومة رهن التفرّد

*عون التقى الراعي

*المرجع الدستوري الوزير والنائب السابق حسن الرفاعي لـ"المستقبل": استقالة الوزير لا تنهي مسؤوليته

*مراقبون: أمن حزب الله يعاني من اختراق بشري وإلكتروني وإجماع على أن الحزب ورّط لبنان مع العالم وحول البلد إلى "محافظة سورية"

*8قتلى: سيارة "اللبوة" هل قصفتها طائرة إسرائيلية بدون طيّار؟

*الجيش اللبناني: 6 صواريخ استهدفت الهرمل سقط احدها داخل ثكنة في حي الدورة واصابة عسكريين اثنين واضرار

*قيادة الجيش شيعت الشهيد الرقيب سامر رزق في القاع شميطلي: عازمون على استئصال الارهاب من جذوره

*سليمان اتصل بهولاند ودعا اللبنانيين الى رفع نسبة اليقظة بوجه محاولات نقل أعمال الارهاب إلى لبنان

*مصادر عسكرية عن حادثة الناقورة لـ”الجمهورية”: قيادة الجيش تأخّرت في إصدار بيانها لأنّها ملتزمة بالقرار 1701

*نديم الجميّل بحث والراعي ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها

*وفد الكونغرس الاميركي غادر بيروت الى القاهرة

*إصابات في سقوط صواريخ على الهرمل إحداها في ثكنة للجيش وسرايا "مروان حديد" تتبنى

*اللقيس" قتله رفاقه والحزب طالب الأسد بحصر انتشار قواته

*خدمة 5 نجوم في سجن رومية

*كتلة المستقبل: الاعتداء على الجيش عمل إجرامي مرفوض وعلى سليمان وسلام تشكيل الحكومة قبل فوات الأوان

*النائب خالد زهرمان: السلاح المتسلط على افرقاء في الوطن يولد احتقانا وردات فعل غير محسوبة ومستنكرة

*رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع: أي حكومة يوقّع مرسوم تشكيلها سليمان وسلام هي دستورية بكل ما للكلمة من معنى

*النائب نهاد المشنوق: لو بَلغ جبروت ايران ما بلغ، لن تُلزمَنا يا نصرالله بشراكة وطنية لا نريدها

*جنبلاط - الحريري... الى أين؟

*مراقبون: حزب الله يعاني من اختراق بشري وإلكتروني

*صيدا ما بعد الأسير مذهولة : أنجبت 5 إنتحاريين ومن عائلات مرموقة

*الراعي عرض المستجدات مع سلامة ووفد القومي/نديم الجميل : لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها

*عون ترأس اجتماع تكتل التغيير والإصلاح ليون: لا يجوز تأليف حكومة لن تحصل على ثقة المجلس

*المجلس الوطني لثورة الأرز ابدى ملاحظات على لقاء بكركي وتخوف من إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين

*اعادة انتخاب انغيلا ميركل مستشارة لالمانيا

*اكثر من 100 قتيل جراء "قنابل برميلية" اسقطتها طائرات الجيش السوري على حلب

*2885 ضحية قضوا ذبحاً بالسكاكين والسواطير بيد “فرق موت” نظام الاسد

*مخاوف من تصاعد الهجمات على الجيش واستهداف "اليونيفيل"/لندن- كتب حميد غريافي: السياسة/

*"حزب الله".. وسياسة اللسانين!/فادي شامية/المستقبل

*اسطوانة "حزب الله": عميل أو تكفيري!

*عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" راشد فايد: إستقالة العريضي كالأرملة التي تطلب الطلاق من المرحوم

*هجوم الضعفاء على رئيس الجمهورية/مارون حبش/موقع 14 آذار

*سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست في لقاء مع طلاب الحكمة: الاتحاد الاوروبي يشجع على تأليف حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية

*شجاع وضروري: لقاء الفيصل مع شخصيات إسرائيلية وإحياء المبادرة العربيةبيار عقل/الشفاف/

*النص الحرفي لمقابلة جوني عبدو: إسرائيل مثل "حزب الله" الأعلى

*ما بين عُمان وإيران وبين السعودية وسورية/جورج سمعان/النهار

*أجندة «القاعدة» في سورية/عبدالله إسكندر/النهار

*إنتحاريون ضدَّ مَن... ولمصلحة مَن؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*لماذا يُصعّد «المستقبل» خطابه؟/كريستينا شطح/جريدة الجمهورية

َ*فعَلَها غازي العريضي ولكن الى أين؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

*1701 أو توازن الرعب/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*الحل: بديل من الأسد أو "القاعدة"/أسعد حيدر/المستقبل

*سورية تسقط في الهاوية/هيئة تحرير "واشنطن بوست/السياسة

*حافظوا على الجيش ليحفظ لبنان/الياس الديري/النهار

*بين التمديد والفراغ/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*لبنان في القمة الفرنسية - السعودية فهل يأتي الترياق من الرياض/خليل فليحان/النهار

*الرئيس الجميّل سمع في واشنطن ملاحظات غير سارّة على لبنان لست مهووساً بالرئاسة وهناك حالمون بها على مدار الساعة

*المشاركة العلوية في "مؤتمر طرابلس" تعكس صورة التعايش الحقيقية/ونوس لـ "المستقبل": أبناء الطائفة متصالحون مع محيطهم وحضروا رغم التهديدات

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/انجيل القديس لوقا 17/06حتى10/ متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا

فقال الرب: لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذه الجميزة: انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم ومن منكم له عبد يحرث أو يرعى، يقول له إذا دخل من الحقل: تقدم سريعا واتكئ بل ألا يقول له: أعدد ما أتعشى به، وتمنطق واخدمني حتى آكل وأشرب، وبعد ذلك تأكل وتشرب أنت فهل لذلك العبد فضل لأنه فعل ما أمر به؟ لا أظن كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا

 

المخابراتي والسياسي بامتياز جوني عبدو يستعرض أوضاع لبنان المأساوية على خلفية سيادية
بالصوت من تلفزيون المر/مقابلة مطولة وشاملة مع جوني عبدو/17 كانون الأول/13
فيديو/من تلفزيون المر/
مقابلة مطولة وشاملة مع جوني عبدو/17 كانون الأول/13
من موقع يقال نت/النص الكامل لمقابلة جوني عبدو مع تلفزيون المر/17 كانون الأول/13

نشرة الأخبار بالإنكليزية
 نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/17كانون الأول/13

 

البابا فرنسيس يحتفل بعيد ميلاده ال77 مع مشردين

احتفل البابا فرنسيس الثلاثاء بعيد ميلاده ال77 مع اربعة مشردين دعاهم الى تناول الفطور معه في حين تمنى له الالاف من المعجبين على تويتر عيد ميلاد سعيدا. وبدأ البابا يومه باحياء قداس في مقر اقامته ثم دعي العاملون فيه للمشاركة في هذه المناسبة "لاضفاء اجواء عائلية" بحسب بيان نشره المكتب الاعلامي للفاتيكان. وقدم المونسينيور كونراد كراجيسكي للبابا اربعة مشردين يقيمون في الحي القريب من الفاتيكان وتناول الفطور معهم بعد القداس.

وكان كراجيسكي المسؤول عن "خدمة المساعدات الاولية" في الفاتيكان تحدث مؤخرا عن كيفية تطبيق اولويات البابا فرنسيس لكنيسة متضامنة تساعد المحتاجين والمعوزين. ولتمويل هذه العمليات، يتم بيع "مخطوطات" تحمل الطابع البابوي ب25 يورو. والعام الماضي تم بيع 250 الف مخطوطة وقدمت 6500 مساعدة. وتلقى البابا على شبكات التواصل الاجتماعي التمنيات بعيد ميلاد سعيد. وحساب البابا على تويتر المتوفر بتسع لغات (الانكليزية والاسبانية والايطالية والفرنسية والالمانية والبرتغالية والعربية والبولندية واللاتينية) يضم اكثر من 10 ملايين متابع. وبين الرسائل رسالة للمغنية الايطالية لاورا باوزيني التي تمنت له بالاسبانية "عيد ميلاد سعيد" واهدته احدى اغنياتها عن الميلاد. واحتفلت اذاعة الفاتيكان على طريقتها بعيد ميلاد البابا واهدته اغنية بالارجنتينية. وعلم من الفاتيكان ان لقاء البابا مع فريقه المفضل لكرة القدم الذي فاز الاحد بلقب بطل الارجنتين والذي كان مقررا الثلاثاء ارجىء الى الاربعاء.

 

استهداف مركز تبديل لـ”حزب الله” في خراج اللبوة بسيارة مفخخة ووقوع اصابات

وقع انفجارعند الثالثة فجرا بين بلدتي صبوبا ووادي موسى على الطريق إلى بلدة حربتا وعلى بعد كيلومترين من مركز لـ 'حزب الله”، ناجم عن سيارة 'بي.إم 525 مفخخة يقودها انتحاري فجرها عند مفرق بلدة زبود ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف عناصر الحزب والمدنيين. وأفادت 'المنار” بأن الانفجار وقع قرب أحد مراكز التبديل لـ”حزب الله” في خراج اللبوة ما أدى الى سقوط إصابات. وقدرت زنة العبوة بنحو 50 كلغ من المواد المتفجرة. وأفيد عن تضرر سيارة شيروكي واحتراق فان وسيارة مازدا. وقد هرعت إلى المكان سيارات الاسعاف لاخلاء المصابين من المكان. واكد مصدر للـLBCI ان ﻻ انتحارياً في سيارة الـ”بي أم” وقد تم إيقافها في نقطة تبديل لعناصر حزب الله قرب اللبوة حيث انفجرت موقعة عدد من الجرحى، مشيرة الى ان السيارة المفخخة لم يتم اكتشافها قبل وصولها الى هدفها ولم تكن برفقتها اي سيارات اخرى.

واعلنت المصادر ان السيارة تم تفجيرها عن بعد او عبر جهاز توقيت. من جهة أخرى، أفادت الـ mtv أن سيارتا 'بي ام” وجيب 'شيروكي” دخلتا من بلدة الفاكهة باتجاه سهول اللبوة حيث رصدهما حزب الله وتعقبهما وعندما اصبحتا على بعد 500 متر من أحد مراكزه اعترضهما الحزب ودارت اشتباكات بين الطرفين.

 

بلدة القاع تشيّع ابنها الشهيد سامر رزق

ممثل قهوجي: الجيش لن يخضع للإرهاب

القاع ـ "المستقبل"/ودّعت بلدة القاع الحدودية ابنها الرقيب أول في الجيش اللبناني سامر يوسف رزق، الذي استشهد في عملية إرهابية استهدفت الحاجز الذي كان يتواجد عليه في منطقة مجدليون في صيدا ليل الأحد الماضي. تقدّم موكب التشييع العقيد محمد شميطلي ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، الملازم أول وحيد فريجة ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، الملازم أول سمير نصرالله ممثلاً المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم، النقيب نبيل الحاج حسن ممثلاً المدير العام لأمن الدولة العميد جورج قرعة، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة.

وأقيمت صلاة الجناز على راحة نفس الشهيد في قاعة كنيسة مار الياس في البلدة ترأسها الأب إليان نصرالله الذي ألقى عظة نوه فيها بمزايا الشهيد ومناقبيته العالية وتقديم العائلة الشهداء دفاعاً عن لبنان ووحدته وكرامته.

ومن ثم ألقى العقيد شميطلي كلمة تقدم من خلالها باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي بالتعازي الى عائلة ورفاق الشهيد مؤكداً عدم التساهل مع المعتدين والمتطرفين اينما كانوا. أما والد الشهيد فأكد أن ابنه "سقط دفاعاً عن كرامته العسكرية وعن رفاقه وعن كرامة الوطن". وكان التشييع استهلّ صباح أمس، بإقامة مراسم تكريم الشهيد رزق أمام المستشفى العسكري المركزي - بدارو، بحضور وفد من الضباط ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث أدت له ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وجرى تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم نقل الجثمان الى بلدته القاع واقيمت الصلاة على روحه الطاهرة في كنيسة مار الياس. وألقى العقيد شميطلي ممثلاً قيادة الجيش كلمة بالناسبة، نوه فيها بـ"المزايا العسكرية والأخلاقية للشهيد وإخلاصه لمؤسسته ووطنه"، ومما قاله: "إن الجيش وكعادته لن يخضع لأي تهديد يأتي من هنا أو هناك أو أي عمل إرهابي جبان يطال العسكريين أثناء قيامهم بالواجب، هذا هو الوعد الذي أطلقته قيادة الجيش منذ سنوات، وترجم على أرض الواقع، بحجم التضحيات التي قدمها جنودنا على امتداد مساحة البلاد سهراً متواصلاً، وشهداء وجرحى يبذلون أرواحهم الطاهرة ذوداً عن وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين أبنائه". أضاف: "إن المصاعب كبيرة لكن إرادة الصمود أكبر، والعزم على استئصال الإرهاب من جذوره، يبقى غاية الجيش وغاية كل مواطن شريف، ولن تزيدنا دماء الشهداء التي أهرقت في سبيل لبنان، إلا قوة ومناعة وإصراراً على استكمال مسيرة الإنقاذ، كائنة ما كانت الأخطار والتحديات".

قاصرو حزب الله يقاتلون في سوريا

فادي شامية/يلفت مؤخراً ازدياد قتلى "حزب الله" في سوريا، واهتمام أكثر من جهة إعلامية وسياسية بتوثيق هؤلاء القتلى. المواقع السورية باتت تتحدث عن المئات وصولاً إلى الألف قتيل (وأضعافهم جرحى بطبيعة الحال)، فيما يواصل الحزب نعي قتلاه على دفعات، ما يعني أن الحد الأدنى لعدد القتلى هو ما نعاه الحزب نفسه، وقد بلغ وفق إحصاء جريدة "المستقبل" 349 قتيلاً على الشكل الآتي:

49 عدد القتلى المعروفين قبل معركة القصير-157 عدد القتلى المعروفين خلال معركة القصير- 143 عدد القتلى المعروفين بعد معركة القصير ولغاية تاريخه.

ومما تجدر الإشارة إليه أنه يوجد بين هؤلاء قاصرون؛ فقد سبق أن نعى الحزب حسن إدريس (15عاماً) ببيان رسمي بتاريخ 15/8/2013 جاء فيه: "بكل فخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في حزب الله فارساً جديداً من فرسانها الأبطال؛ الشهيد الزينبي حسن علي إدريس، والذي قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس وسيشيّع غداً في بلدته زيتا الهرمل".

والفتى حسن إدريس ليس القاصر الوحيد الذي قُتل في صفوف "حزب الله" في سوريا؛ فقد سبقه الفتى قاسم البزال (16عاماً)، وقد نعاه الحزب ببيان رسمي بتاريخ 15/6/2013 جاء فيه: "بكل فخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في حزب الله فارساً جديداً من فرسانها الأبطال؛ الشهيد قاسم فضل الله البزال من البزاليه، والذي قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي".

 

"حزب الله" يشيّع قتيلاً جديداً

المستقبل/شيَّع حزب الله وأهالي بلدة مجدل سلم الجنوبية عصر أمس، احد مقاتليه ويدعى حسين عبد الكريم ياسين الذي قضى في المعارك الدائرة في منطقة يبرود في سوريا. انطلق موكب التشييع من امام منزله في البلدة تقدمه مسؤول العلاقات العامة في حزب الله الشيخ أحمد مراد وقيادات الحزب وفاعليات روحية وشعبية واهالي، حيث حمل على اكف ثلة من رفاقه، فيما رددت الهتافات المعادية لاسرائيل واميركا، وأكدت الإستمرار في خط المقاومة من أجل تحقيق أهدافها وحماية لبنان من العدو الإسرائيلي ومن الإرهابيين والتكفيريين. بعدها امّ الشيخ مراد الصلاة على جثمانه، ليوارى بعدها في الثرى في جبانة البلدة.

وقد إعتبر وزير "حزب الله" في الحكومة المستقيلة محمد فنيش، أن "المجموعات الإرهابية ادوات يتم استخدامها، ويعتقد البعض منها انه يحقق اهدافا ايديولوجية، ومشروعها السياسي هو التدمير"، موضحا ان "هناك قوى اقليمية تحاول توظيف هذه الجماعات لتحقيق غايات سياسية، وثبت من خلال التجربة ان الامكنة التي شهدت محاولة توظيف دور هذه الجماعات لم تحقق الغايات السياسية بل كانت تشكل ضررا وشرا اصاب الدول نفسها التي دعمت هذه الجماعات".

 

أحمد الأسعد: نرفض بقاء سلاح المقاومة رهن التفرّد
المستقبل/رأى المستشار العام لحزب "الإنتماء اللبناني" أحمد الأسعد، أنه "إذا كان السلوك الفردي للجندي اللبناني في الناقورة كاد يشعل حرباً، ففي ظل استمرار وجود سلاح "حزب الله"، خارج أية هرمية وطنية، قد يورّط لبنان في حرب لا تُحمد عقباها"، مشدداً على ضرورة "إنضباط السلاح الذي يُفترض أنه سلاح مقاومة، تحت سقف الدولة، وأن يخضع استعماله لتراتبية القرار السياسي الوطني، إذ انه من غير المقبول أن يبقى رهن سلوك تفرّدي من حزب الله". وقال الأسعد في موقفه الأسبوعي أمس الثلثاء على الموقع الإلكتروني لحزب "الإنتماء": "كان يمكن للسلوك الفردي للجندي اللبناني في رأس الناقورة أن يتسبب بانتقام إسرائيلي جماعي من لبنان، وكان يمكن لمقتل جندي إسرائيلي برصاص الجندي اللبناني أن يكون الذريعة لعمل عسكري يلوّح به العدو منذ مدة، لو لم يتم بسرعة إحتواء التهديدات الإسرائيلية التي أعقبت الحادث الحدودي، ولو لم تسارع الدولة اللبنانية إلى التعاطي مع الموضوع بحكمة وهدوء مسؤول". "ننطلق من حادث الناقورة لنقول: إذا كان السلوك الفردي للجندي اللبناني كاد يشعل حرباً، ففي ظل استمرار وجود سلاح حزب الله، خارج أية هرمية وطنية، قد يقوم الحزب في أية لحظة بسلوك جماعي، منظّم وغير عفوي طبعاً، يورّط لبنان في حرب لا تُحمد عقباها". ورأى أن "المشكلة هي أن الحزب لا يتصرف دائماً من منطلق الحماسة والإندفاع الوطني، بل غالباً ما يطلق النار إنفاذاً لأجندات غير لبنانية، كما هي حاله اليوم في سوريا، وكما حصل مرات ومرات في الجنوب". ولاحظ أن "أي تصرف من هذا النوع قد يقوم به الحزب، لا يمكن احتواؤه، كما حصل في الناقورة، لأن سلاح حزب الله ليس ضمن منظومة الدولة، بل خارج عن سلطتها، والأسوأ أنه أداة لغيرها". وشدد على أن "المطلوب مجدداً انضباط السلاح الذي يُفترض أنه سلاح مقاومة، تحت سقف الدولة، بطريقة يتم بحث آلياتها وتفاصيلها، ومن غير المقبول أن يبقى رهن سلوك تفرّدي من حزب الله. والمطلوب أن يخضع استعمال هذا السلاح لتراتبية القرار السياسي الوطني، لا أن يبقى في أيدي فئة واحدة من اللبنانيين".

 

عون التقى الراعي

النهار/وكان الراعي استقبل مساء الإثنين رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون يرافقه المسؤول عن العلاقات مع السلطات الروحية في "التيار" غابي جبرايل، في حضور المطران سمير مظلوم ومدير مكتب الإعلام في بكركي وليد غياض. وبعد اللقاء قال عون: "في لبنان مشكلات متعددة الوجه، ولغبطة البطريرك الراعي رأي خاص في هذه الموضوعات، فهو شخصية اساسية على مستوى الوطن وعلى مستوى المسيحيين. لذلك من الطبيعي أن نزور نيافته، ونبحث معه ونستشرف الحلول الممكنة. لقد بحثنا في عدد من المسائل ومن بينها قانون الانتخاب الذي سنطرحه على شركائنا في الوطن لينال موافقة الجميع. وشددنا على وجوب قيام كل منا بمسعى جدي، لخلق جو من التوافق المسيحي – المسيحي، والمسيحي – اللبناني. يجب على جميع القادة الموارنة الإلتفاف حول المركز البطريركي للتشاور واختيار من يرونه الأصلح للبنان

 

 

المرجع الدستوري الوزير والنائب السابق حسن الرفاعي لـ"المستقبل": استقالة الوزير لا تنهي مسؤوليته

المستقبل/سألت "المستقبل" المرجع الدستوري الوزير والنائب السابق حسن الرفاعي عن مدى إمكان أن تغطي الحصانة النيابية الوزير خلال ممارسته مهماته الوزارية، وعن حدود مسؤولية الوزير المستقيل، وهل تتوقف لحظة توقفه، كمثال الوزير المستقيل غازي العريضي، عند تصريفه الأعمال أو تبقى مستمرة مع الوزير المكلف العمل بعده؟ فأكد الرفاعي أن الحصانة النيابية تغطي الوزير "طالما أنه نائب في الأساس، فحصانته إذاً موجودة. وكونه وزيراً، لا أقول إنه يحاكم وفقاً للمادة 70 من الدستور كما يقال هنا وهناك، فهذا خطأ كبير". وأوضح أنه "لا يحاكم وفقاً لتلك المادة إلا إذا اقترف جرماً مخالفاً واجباته الوزارية، أي إذا تصرّف تصرّفاً بصلاحياته الوزارية، وحمّل الدولة عبئاً مالياً ما وهو يجري مناقصة ما. يقع هذا العبء المالي المتأتي من تلك المناقصة تحت بند المادة 70 من الدستور. أما جرم سرقة أو اختلاس أو ما شابه فلا دخل لها بتلك الواجبات الوظيفية. إن مثل هذه الأعمال الجرمية يلاحق صاحبها وفقاً للقانون المدني أي أمام القضاء العادي لأنه استغل وظيفته من أجل الربح المادي. فإذا كان نائباً، يطلب القضاء عندها رفع الحصانة النيابية عنه لتجري ملاحقته". أضاف: "هذا التمايز بين الجرمين لا يسري على رئيس الجمهورية الذي يخضع لأحكام المادة 60 من الدستور". وأصر الرفاعي على التمييز بين الوزير بالوكالة وآخر بالتكليف، وقال: "إن الوكالة التي تعطى للوزراء انتهت، في حالنا هذه، باستقالة الحكومة، ولبنان اليوم في حال تصريف أعمال. وهذا يعني أن في إمكان رئيس الحكومة تعيين وزير بالوكالة أو أن يكلف، بموجب مرسوم يوقعه رئيس الجمهورية، وزيراً لتصريف أعمال الوزارة طالما أن الحكومة مستقيلة. وتكون مسؤوليات الوزير المكلف هي نفسها كالأصيل في حدود تصريف الأعمال. ويفترض، لدى تصريف الأعمال، أن لا يقوموا بعمل يرتب مسؤولية مالية إلا في حال الضرورة القصوى".

وعن أي من الوزيرين المستقيل أو المكلف يتحمل المسؤولية فيما لو حدثت كارثة انشائية، أجاب الرفاعي: "إذا كان هناك إهمال في العمل استمر من القديم إلى الجديد، فإن المسؤولية عندها تقع على القديم الذي كان يجب أن يتدارك الكارثة قبل وقوعها". وعليه، هل يقوم هذا التمايز لأن الحكومة هي لتصريف الأعمال فقط؟ أجاب: "إن الوزير الأصيل يحاكم بإخلاله بواجباته الوظيفية بناء للمادة 70 من الدستور. أما في حال كانت الحكومة لتصريف الأعمال، فهي تعتبر ميتة Morte ولا يحاكم وفقاً للمادة المذكورة ولا تحجب الثقة عنه، بل يمثل أمام القضاء العادي". إزاء ذلك، هل يمكن القول إن ملف العريضي الذي أخذ إجازة من السياسة، انتهى؟ أكد الرفاعي: "لا أبداً. إن استقالة الوزير لا تخفي مخالفته أعماله الوظيفية، فهو يبقى مسؤولاً". ريتا شرارة

 

مراقبون: أمن حزب الله يعاني من اختراق بشري وإلكتروني وإجماع على أن الحزب ورّط لبنان مع العالم وحول البلد إلى "محافظة سورية"

دبي - رمضان بلعمري/العربية

حمّل مراقبون حزبَ الله مسؤولية توريط لبنان في أتون الحرب السورية، وأكدوا أن ظهور العمليات الانتحارية ارتبط بظهور تنظيم حزب الله منذ عقد الثمانينات. وتعليقاً على حادثة الاختراق الأمني التي طالت فجر الثلاثاء إحدى المناطق الأمنية لحزب الله، تحدث خبراء لـ"العربية الحدث" عن أبعاد هذا الاختراق الذي يعتبر رداً على تدخل الحزب في الحرب السورية. وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربية"، عدنان غملوش، بأن "حزب الله تم استهدافه الثلاثاء في منطقة جرداء، وهذا يعني أن هناك رصداً حقيقياً لتحركات عناصر الحزب، حيث يتوقع أن تكون المنطقة المستهدفة هي نقطة تجميع عناصر الحزب لإرسالهم للقتال في سوريا".

ومن جهته، أوضح الكاتب الصحافي اللبناني أمين قمورية أن "لبنان تحول إلى محافظة سورية هادئة حيناً ومتوترة أحياناً"، مضيفاً أن "الحدود سقطت بالكامل الآن بين البلدين، في حين أصبح حزب الله مستهدفاً بسبب تدخله في سوريا". أما الكاتب الصحافي فداء عيتاني فأشار بدوره إلى أن "منطقة عرسال تعتبر نقطة ضعف للنظام السوري وحليفه حزب الله، فهي نقطة ارتكاز للثورة السورية ونقطة استيعاب لنزوح اللاجئين".

ولفت إلى أن "الاختراق الأمني الذي تعرّض له حزب الله الثلاثاء يتجاوز مستوى إرسال رسالة سياسية للحزب إلى التأكيد على وجود مشكلة تقنية في الجهاز الأمني لحزب الله".

ويرى عيتاني أن "مَنْ ينفذ العمليات ضد حزب الله يحصل على كمّ هائل من المعلومات من داخل حزب الله، سواء بالاختراق البشري أو الإلكتروني".

حزب الله ورّط لبنان مع العالم

ويعتقد المحلل السياسي أسعد حيدر أن "لبنان لايزال إلى اليوم تحت الحماية الدولية بسبب عدم تحول التفجيرات المتنقلة إلى حرب شاملة"، مستبعداً أن "يدخل البلد في حرب أهلية، لكن مشكلة تدخل حزب الله في سوريا لها تداعياتها". ويرى أسعد حيدر أن "لبنان يتعرّض لاختناق اقتصادي يهدد استقراره بسبب تدخل حزب الله في سوريا، والحل لن يكون إلا بتفاهمات إقليمية وبمعرفة مآلات الحوار الأميركي الإيراني".

ويفضل الكاتب الصحافي شال جبور الإشارة إلى أن "ظاهرة الانتحاريين لم تظهر في لبنان إلى بظهور حزب الله، ومنذ عام 1983 استمرت الظاهرة بأشكال مختلفة، واستكملت بظهور التكفيريين في حرب سوريا".

وقال جبور: "حزب الله ورّط لبنان في حرب مع التكفيريين، ومع السوريين واللبنانيين، ومع الشعوب العربية والمجتمع الدولي". أما قاسم هاشم، النائب عن كتلة التنمية والتحرير في البرلمان اللبناني المنتمي لتيار الثامن من آذار، فدافع عن حزب الله وقال إن "ما يجري في لبنان ليس مسؤولية حزب الله، وإنما كان الحزب هو آخر جهة تدخل الصراع السوري"، على حد قوله. واعتبر هاشم أن "لبنان ليس جزيرة منعزلة عن سوريا، وهو بسبب تركيبته وموقعه يتأثر بما يجري في سوريا، كما أن حزب الله يدافع عن مشروع المقاومة بحربه في سوريا"، على حد قوله.

 

٨ قتلى: سيارة "اللبوة" هل قصفتها طائرة إسرائيلية بدون طيّار؟

الثلثاء 17 كانون الأول (ديسمبر) 2013 /الشفاف

أفادت معلومات خاصة أن طائرة اسرائيلية من دون طيار هي التي قصفت الفان المحمل بالمتفجرات امام مركز حزب الله في اللبوة. وقالت المعلومات أن انه سقط في الإنفجار ٨ قتلى من حزب الله.

وحسب معلومات "وكالة الصحافة الفرنسية":

استهدف انفجار ناتج عن سيارة مفخخة فجر اليوم الثلاثاء مركزا لحزب الله في بلدة صبوبا شمال مدينة بعلبك في شرق لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. من جهتها، افادت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله ان الانفجار وقع قرب "مركز تبديل" للحزب، مشيرة الى وقوع "اصابات". وقال المصدر "استهدف انفجار قرابة الساعة الرابعة من فجر اليوم مركزا لحزب الله في بلدة صبوبا، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى".

واضاف ان الانفجار نتج عن سيارة مفخخة، ولم تعرف بعد كيفية تفجيرها. وافاد سكان في المنطقة عن سماع اصوات صفارات سيارات الاسعاف تصل الى المكان. وقال المصدر الامني ان عناصر حزب الله والقوى الامنية طوقوا المكان. من جهتها، افادت قناة "المنار" في شريط اخباري ان "انفجار السيارة المفخخة وقع قرب احد مراكز التبديل لحزب الله" في المنطقة. واشارت الى ان "سيارة رباعية الدفع مففخة بحوالي 50 كليوغراما من المتفجرات انفجرت عند نقطة تبديل لحزب الله في سهل صبوبا، ما اسفر عن وقوع عدة اصابات وتدمير عدد من السيارات المتوقفة في المكان"، من دون ان تحدد ما اذا كان التفجير انتحاريا او تم عن بعد.

واوضحت ان المركز المستهدف هو "نوع من اجراءات المراقبة لحماية المنطقة". من جهتها، افادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان السيارة "اعترضت على احد حواجز الحزب الذي كان يراقبها واطلق النار عليها ما ادى الى انفجارها او تفجيرها من قبل سائقها". وافادت الوكالة انه تم في اوقات سابقة "ضبط سيارتين مشبوهتين" على الطريق نفسها، من دون ان تقدم تفاصيل اضافية. واستهدفت تفجيرات عدة خلال الاشهر الماضية في بيروت والبقاع مناطق محسوبة على حزب الله ومواكب له، كان آخرها تفجير انتحاري في 19 تشرين الثاني/يناير استهدف السفارة الايرانية في بيروت وتسبب بمقتل 23 شخصا. ويدرج محللون هذه التفجيرات في اطار تداعيات النزاع في سوريا حيث يقاتل حزب الله الى جانب قوات النظام.

روايات مختلفة

وحسب "الوكالة الوطنية للاعلام" أن الانفجار الذي وقع عند الثالثة فجرا بين بلدتي صبوبا ووادي موسى على الطريق إلى بلدة حربتا وعلى بعد كيلومترين من مركز لـ"حزب الله"، ناجم عن سيارة "بي.إم 525" مفخخة يقودها انتحاري فجرها عند مفرق بلدة زبود ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف عناصر الحزب والمدنيين. وأفيد عن تضرر سيارة شيروكي واحتراق فان وسيارة مازدا. وقد هرعت إلى المكان سيارات الاسعاف لاخلاء المصابين من المكان. أكدت الـLBCI أن " السيارة المفخخة في اللبوة استهدفت سيارة فان تابعة لحزب الله واوقعت ضحايا". وأضافت أن "انفجار صبوبا كان يستهدف مركزا لحزب الله يبعد 500 متر عن مكان الانفجار لكن فان لحزب الله قطع الطريق على السيارة". من جهتها، لفتت الـMTV الى أن" هناك 4 سيارات مدمرة بشكل كامل نتيجة الانفجار في بعلبك وسقوط عدد كبير من الاصابات"، مردفة أن "حزب الله يفرض طوقا امنيا كبيرا حول موقع الانفجار في بعلبك ولم تتمكن بعد القوى الامنية من معاينته".

 

الجيش اللبناني: 6 صواريخ استهدفت الهرمل سقط احدها داخل ثكنة في حي الدورة واصابة عسكريين اثنين واضرار

وطنية - صدر عن قبادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "اعتبارا من الساعة 16,30 من بعد ظهر اليوم، سقطت ستة صواريخ مصدرها الجانب السوري في مدينة الهرمل، وسقط احدها داخل ثكنة تابعة للجيش في حي الدورة، ما ادى الى اصابة عسكريين اثنين بجروح غير خطيرة بالاضافة الى حصول اضرار في الممتلكات. وباشرت قوى الجيش الكشف على امكنة سقوط الصواريخ لتحديد مصدرها ونوعها بدقة، كما اتخذت الاجراءات الميدانية المناسبة".

 

قيادة الجيش شيعت الشهيد الرقيب سامر رزق في القاع شميطلي: عازمون على استئصال الارهاب من جذوره

وطنية - شيعت قيادة الجيش الرقيب سامر يوسف رزق في بلدته القاع - بعلبك الذي استشهد بتاريخ 15/12/2013 اثناء قيامه بتنفيذ مهمة حفظ امن واستقرار في محلة مجدليون - صيدا، بحضور حشد من الاهالي ورفاق السلاح. استهل التشييع صباح اليوم، بإقامة مراسم تكريم الشهيد رزق امام المستشفى العسكري المركزي - بداور، بحضور وفد من الضباط ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث ادت له ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وجرى تقليده اوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم نقل الجثمان الى بلدته القاع واقيمت الصلاة على روحه الطاهرة في كنيسة مار الياس.

والقى العقيد المهندس محمد شميطلي ممثلا قيادة الجيش كلمة بالناسبة، نوه فيها ب"المزايا العسكرية والاخلاقية للشهيد واخلاصه لمؤسسته ووطنه"، ومما قاله: " ان الجيش وكعادته لن يخضع لأي تهديد يأتي من هنا او هناك او اي عمل ارهابي جبان يطال العسكريين اثناء قيامهم بالواجب، هذا هو الوعد الذي اطلقته قيادة الجيش منذ سنوات، وترجم على ارض الواقع، بحجم التضحيات التي قدمها جنودنا على امتداد مساحة البلاد سهرا متواصلا، وشهداء وجرحى يذلوا ارواحهم الطاهرة ذودا عن وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين ابنائه". اضاف: "ان المصاعب كبيرة لكن ارادة الصمود اكبر، والعزم على استئصال الارهاب من جذوره، يبقى غاية الجيش وغاية كل مواطن شريف، ولن نزيدنا دماء الشهداء التي اهرقت في سبيل لبنان، الا قوة ومناعة واصرارا على استكمال مسيرة الانقاذ، كائنة ما كانت الاخطار والتحديات".

سليمان اتصل بهولاند ودعا اللبنانيين الى رفع نسبة اليقظة بوجه محاولات نقل أعمال الارهاب إلى لبنان

وطنية - أجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قبيل عودته من باريس اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تناول العلاقات الثنائية والوضع في لبنان والمنطقة والمشاورات الجارية في شأن عقد مؤتمر جنيف - 2 الخاص بالأزمة السورية. وأكد هولاند "دعم فرنسا للبنان في كل المجالات وعلى مختلف المستويات وبنوع خاص مضمون خلاصات مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في نيويورك في 25 أيلول الفائت وتبناها مجلس الأمن الدولي رسميا في 26 تشرين الثاني المنصرم وما يجري التحضير له من مؤتمرات تحت سقف هذه الخلاصات". من جهة ثانية، كرر الرئيس سليمان دعوته اللبنانيين إلى "وجوب رفع نسبة اليقظة والوعي في وجه المحاولات المتكررة لنقل أعمال العنف والإرهاب إلى لبنان، وآخرها ما حصل اليوم في بعلبك والهرمل والاستمرار في محاربة الإرهاب ومواجهته بكل قوة، والالتفاف حول القوى العسكرية والأمنية وعلى رأسها الجيش، لتمكينه من رصد وملاحقة القائمين بهذه الأعمال وإفشال مخططاتهم".

 

مصادر عسكرية عن حادثة الناقورة لـ”الجمهورية”: قيادة الجيش تأخّرت في إصدار بيانها لأنّها ملتزمة بالقرار 1701

موقع 14 آذار/ساد التوتّر على الحدود الجنوبية قرب الناقورة عقبَ مقتل جنديّ اسرائيلي بنيران جنديّ لبناني فُقدَ الاتصال به لفترة قبل أن يظهر مجدّداً ويعود الى مركزه بعدما تبيّن أنّه كان مختبئاً في منطقة حرجية بسبب إطلاق النار. وفي حين احتفظت إسرائيل لنفسها بحقّ الردّ، وحمّلت الحكومة اللبنانية والجيش مسؤولية الحادث، معلنةً أنّها ستطالب الجانب اللبناني بتبيان أسباب ما جرى، وأنّها لن تتحمّل تكرار حوادث انتهاك سيادتها على امتداد الحدود المشتركة، أكّدت قيادة الجيش 'أنّ ما جرى ناجم عن سلوك فرديّ قام به أحد الجنود، وقد تولّت لجنة عسكريّة التحقيق بالموضوع”. وجدّدت التزامها 'مندرجات قرار مجلس الأمن رقم 1701 بصورة كاملة، لا سيّما الحفاظ على استقرار المناطق الحدودية بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية”. وأوضحت أنّ التنسيق جارٍ مع قوّات الامم المتحدة الموَقّتة في لبنان لمعالجة تداعيات الحادث.

مصادر عسكرية

وشرحت مصادر عسكرية لـ”الجمهورية” أنّ قيادة الجيش تأخّرت في إصدار بيانها لأنّها ملتزمة بالقرار 1701 القاضي بالتواصل مع قوّات الطوارئ الدولية، بحيث إنّ هناك دراسة متأنية لمعرفة حيثيثات الحادث بشكل دقيق، لذلك هي فضّلت عدم استباق الأمور بانتظار التحقيقات.

 

نديم الجميّل بحث والراعي ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها

التقى النائب نديم الجميّل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتركّز الاجتماع على موضوع الاستحقاق الرئاسي بحيث شدّد الجميّل أمام الراعي على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المواعيد الدستورية بهدف تلافي الفراغ الذي قد يُغرق البلد. كما تناول اللقاء وضع المسيحيين في المنطقة في ظلّ التطورات الراهنة ، وكانت مناسبة هنّأ فيها الجميّل البطريرك الراعي بالأعياد المجيدة

 

وفد الكونغرس الاميركي غادر بيروت الى القاهرة

وطنية - غادر بيروت وفد الكونغرس الاميركي المؤلف من ثلاثة اعضاء، والذي كان قد وصل الى بيروت يوم امس الاثنين متوجها الى القاهر

 

إصابات في سقوط صواريخ على الهرمل إحداها في ثكنة للجيش وسرايا "مروان حديد" تتبنى

سقط صواريخ عدة على منطقة الهرمل حيث أفيد عن وقوع إصابات مدنية وعسكرية بسبب سقوط أحدها في ثكنة للجيش، في حيت تبنت سرايا "مروان حديد" المتطرفة العملية. وقال الجيش في بيان رسمي مساء الثلاثاء أنه "اعتباراً من الساعة 16.30 من بعد ظهر اليوم، سقطت ستة صواريخ مصدرها الجانب السوري في مدينة الهرمل أحدها داخل ثكنة تابعة للجيش في حي الدورة ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح غير خطرة، بالإضافة إلى حصول أضرار في الممتلكات". وأضاف البيان "قد باشرت قوى الجيش الكشف على أمكنة سقوط الصواريخ، لتحديد مصدرها ونوعها بدقّة، كما اتّخذت الإجراءات الميدانية المناسبة". وكشفت قناة "الميادين" عن "4 إصابات بينها عسكريان" في حين اشار مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" أيضا الى ان الصواريخ تسببت بسقوط اربعة جرحى، من دون ان يعرف ما اذا كانوا من المدنيين او العسكريين. وأفادت الوكالة "الوطنية للإعلام" لاحقا عن "سقوط صاروخ وسط الهرمل وادى الى اصابة مواطن بجروح طفيفة واضرار في المحال التجارية". من جهتها أصدرت مجموعتا "سرايا مروان حديد" و"جبهة النصرة في لبنان" بيانا تبنتا فيه العملية "على معاقل حزب إيران" كما قالت بعشرة صواريخ. وأوضحت أن الإستهداف جاء "ردا على الدخول الإيراني إلى سورية واستمرار قتل واعتقال الشباب السني في لبنان". كما كشفت عن استمرار العمليات "على إيران وحزبها في سورية ولبنان".

وأتى سقوط الصواريخ بعد ساعات من انفجار سيارة مفخخة استهدف مركزا لحزب الله في بلدة صبوبا شمال بعلبك الواقعة الى الجنوب من الهرمل. وتعرضت الهرمل ومناطق اخرى بقاعية لسقوط دفعات متكررة من الصواريخ خلال الاشهر الاخيرة تبناها بمعظمها مقاتلون معارضون للنظام السوري وبينهم "سرايا مروان حديد". ويدعو رئيس الجمهورية ميشال سليمان دائما إلى "ضرورة اخذ الاجراءات والتدابير اللازمة لحماية المواطنين والبلدات اللبنانية ومنع الاعتداءات عليها والتصدي لمصادر النيران".

 

اللقيس" قتله رفاقه والحزب طالب الأسد بحصر انتشار قواته

الشفاف/كشفت مصادر خاصة لـ"الشفّاف" أن حزب الله "يفاوض" مع النظام السوري حول إعادة تمركز عناصره الذين باتوا الآن منتشرين في جميع أنحاء سوريا وفقاً لحاجات الجيش السوري. ويأخذ حزب الله على الجيش النظامي السوري أنه يقوم أحياناً بنقل عناصر الحزب إلى مناطق جديدة حتى بدون إبلاغهم الوجهة المقصودة. والأهم، أن الجيش النظامي يضع عناصر الحزب في المقدمة بحيث يشتبكون هم مع جماعات الثوّار، في حين يكتفي الجيش بمراقبة الإشتباكات لكشف مواقع تمركز الثوار! وكشفت المصادر أن قتلى حزب الله في سوريا وصلوا إلى ٤٥٠ قتيلاً، الأمر الذي يطرح على حزب الله مشكلات كبيرة مع عائلاتهم وعشائرهم.

"اللقيس" من قتله؟

وحول قضية اغتيال القيادي في حزب الله "حسان اللقيس"، فإن الرأي السائد في العواصم الأوروبية هو أن اغتياله كان عملية تصفية داخلية بتهمة "إقامة علاقات مع إسرائيل"! وهذا ما يفسّر سهولة اغتيال مسؤول في هذا المستوى دون أن يصطدم القتلة بمرافقين أو حرس، ودون أن تسجّل العملية كاميرات المراقبة التي قالت مصادر الحزب أنها كانت "معطّلة" حينما تمت العملية!

 

خدمة 5 نجوم في سجن رومية

أم تي في/عندما نقول سجن رومية تتبادر إلى الأذهان فورا كل تلك الصور السيئة عن المبنى "ب" والعصيان والخلايا الارهابية وحالات الفرار، كما تحضر تقارير منظمات حقوق الانسان عن الاوضاع الانسانية المزرية وسط الاكتظاظ وغياب ابسط مقومات العيش الكريم. لكن للسجن وجه آخر، اشد فسادا. فها هو المدعو ن.ر نزيل السجن بتهم ترويج مخدرات يعيش كملك متوج في المؤسسة الاصلاحية. ن.ر. يحتفل بعيد ميلاده، يدخن افخم انواع السيغار الكوبي ويتناول السوشي والمشاوي وما لذ وطاب عبر خدمة التوصيل المنزلي الـ"Delivery" ويتشاطرها مع رفاقه داخل غرفة واسعة تتسع لأكثر من سرير خشبي وحتى تلفزيون كبير.

ولكي لا يشعر "نون" بالوحدة، فله خدمة انترنت سريعة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، فها هو ينشر صوره بكل راحة عبر الفايسبوك ويطمئن الجميع انه لا يزال داخل السجن عبر استعمال خدمة الـ Check IN  بشكل شبه يومي. هنيئا لك "ن.ر" وتصبحون على فساد ما بعده فساد

 

كتلة المستقبل: الاعتداء على الجيش عمل إجرامي مرفوض وعلى سليمان وسلام تشكيل الحكومة قبل فوات الأوان

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري، عند الثانية من بعد ظهر اليوم، في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وفي نهاية الإجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب أمين وهبي، وتوقفت فيه "أمام التطورات الأمنية التي شهدتها مدينة صيدا خلال الساعات الماضية"، مستنكرة "أشد الاستنكار ما جرى ليل الأحد الماضي في منطقتي الأولي ومجدليون في صيدا"، معتبرة أن "أي اعتداء على الجيش هو عمل إجرامي إرهابي لا يمكن القبول به أو السكوت عنه، ومن الضروري أن تبادر الجهات القضائية المختصة إلى تكثيف التحقيقات لكشف ملابسات وحقيقة ما جرى، وذلك بشكل شفاف وعادل. وبالتالي، العمل على ملاحقة الفاعلين والمخططين والمتدخلين". وجددت الكتلة "موقفها الثابت من أنها كانت وستظل تطالب بعودة الدولة لتتحمل مسؤولياتها وتبسط سلطتها الكاملة على كامل الأراضي اللبنانية"، مشيرة إلى أنها "في هذا المضمار تقف بجانب مؤسسات الدولة الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني في مواجهة أي اعتداء عليه وضد أي عمل إرهابي يستهدفه لأن مؤسسة الجيش هي سياج الوطن ودرعه الحامي في مواجهة العدو الاسرائيلي وفي مواجهة أي اعتداء. كما أن سلاح الجيش هو السلاح الشرعي للدولة اللبنانية - دولة كل اللبنانيين - ويجب المحافظة عليه وحمايته من عبث السلاح الميليشيوي ومن الغدر والسيطرة والاستئثار".

وأكدت أن "ما جرى في صيدا من اعتداء إرهابي على الجيش مرفوض، ولا يمكن القبول به، ومن قام بتنفيذه مجرم مدان"، منوهة ب"الموقف الجامع الذي عبرت عنه فاعليات مدينة صيدا في البيان الذي صدر عن اللقاء التشاوري مساء البارحة". وتوقفت الكتلة "امام حملة الشحن والتحريض والتضخيم والتهويل التي شنتها قيادات ووسائل اعلام "حزب الله" وأعوانه لتصوير صيدا ومناطق أخرى في لبنان كأنها تنتج الارهابيين والمتطرفين، وذلك بشكل مفتعل ومضخم ومماثل للحملات الاعلامية والسياسية الجائرة التي استهدفت مدينة طرابلس لشيطنتها وتصويرها مدينة خارجة عن القانون، وأنه يجب تأديبها".

وفي هذا المجال، دانت "هذا الأسلوب الخبيث"، مطالبة ب"التقيد بالأصول المهنية وباحترام حقوق الانسان وعدم أخذ البريء بجريرة المذنب"، مشيرة إلى "الدور الوطني التاريخي الذي لطالما تمسكت به كل من المدينتين عبر تاريخهما العريق والطويل". وحملت "حزب الله وأعوانه المسؤولية عما يجري في لبنان من توتر أمني"، معتبرة أن "حزب الله، وعبر اندفاعه للانخراط والتورط في المعارك الدائرة في سوريا وبارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري ووقوفه بجانب النظام السوري واقتحامه قبلها بيروت في السابع من آيار 2008، ثم اقتحامه منطقة عبرا هذا العام في مدينة صيدا، وحمايته المستمرة للمجرمين الذين ارتكبوا جرائم ارهابية ومنها عمليات اغتيال والتي كان آخرها تفجيري المسجدين في طرابلس، إنما يفسح في المجال أمام استجلاب وصعود موجة تطرف وارهاب ملعونة بدأ لبنان يعاني منها".

وأشارت إلى أن "الخطيئة الكبرى التي يرتكبها حزب الله هي في اشتراكه في المعارك الدائرة في سوريا، وحيث شكل اشتراكه فيها الباب الذي فتحه الحزب، بالتعاون مع ايران لدخول رياح الانتقام والارهاب بكل أنواعه الى لبنان". ولفتت إلى أن "من أولى مهمات مؤسسات الدولة اللبنانية السياسية والامنية الوقوف في وجه كل من يخرج عن الاجماع الوطني ويخرق الدستور والاعراف والقوانين"، مطالبة "الأجهزة الأمنية اللبنانية بملاحقة المجرمين الارهابيين الذين يعتدون على الجيش اللبناني أو ينفذون أي أعمال إرهابية، والتي يقع ضحيتها المواطنون الأبرياء، وبمنع أي طرف من المشاركة في القتال في سوريا وفي نقل السلاح عبر الحدود، لانها مشاركة من خارج القوانين المرعية في لبنان ومخالفة لإرادة الشعب اللبناني، وهي أعمال يحاسب عليها القانون".

وعرضت الكتلة "نتائج المؤتمر الذي عقدته قوى 14 آذار الأحد الماضي في مدينة طرابلس، في حضور ما يزيد عن 250 مشاركا من فاعليات المجتمع المدني في طرابلس، والنتائج التي خرج بها، وأولها استكمال تنفيذ الخطة الامنية في المدينة ومنع حمل السلاح والبحث في تشكيل لجان مصالحة اهلية ولجان متابعة لمعالجة المشكلات التي تعاني منها المدينة".

ولفتت إلى أن "ان المؤتمر المذكور أظهر الخلاصات التالية:

أ - لقد دلت المواقف التي جرى التداول بها خلال المؤتمر، ان المدينة وقوى 14 آذار تقف بجانب العيش المشترك والمصالحة والسلام والتسامح والابتعاد عن العنف بكل أشكاله.

ب - لقد أكد المؤتمر أن المدينة وقوى 14 آذار، ومن دون أي لبس، مع تنفيذ الخطة الامنية وتطبيق القانون والمسارعة إلى سوق الارهابيين والمجرمين الذين نفذوا جريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام ومن يقف وراءهم، وكذلك تنفيذ المذكرات القضائية وسوق الجميع إلى العدالة ومحاكمتهم والاقتصاص منهم ومنع حمل السلاح في المدينة، بما في ذلك ان تصبح طرابلس نموذجا لمدينة منزوعة السلاح غير الشرعي، توصلا لأن يعم هذا النموذج على كل المدن والبلدات اللبنانية.

ج - لقد دلت عشرات المداخلات من المشاركين الممثلين للمجتمع المدني ولكل أطياف أهالي طرابلس، ان قلب المدينة ما زال نابضا بالحياة والقوة والحيوية، وان اهل طرابلس هم اهل اعتدال ومصالحة ووئام وعيش مشترك، وانهم متمسكون بالدولة ومؤسساتها وتطبيق القانون وبفكرة الدولة المدنية التي يتساوى فيها كل المواطنين في حقوقهم وواجباتهم وفي احترامهم للقانون. وانهم ملتزمون الحفاظ على هذه المبادىء واستعدادهم لدعمها وتطويرها بالخطط والاعمال الظاهرة والخطوات العملية لا الكلامية.

د - ضرورة الانتقال إلى مجال ترجمة هذه المواقف إلى برامج عمل قابلة للتنفيذ وتأتي استجابة لما يرغب فيه أهل المدينة والقاطنون فيها.

واعتبرت أن "وقائع التداعي والتهالك الحكومي وتزايد المشكلات والمسؤوليات والاعباء الوطنية تأتي لتبرهن، مرة أخرى وجديدة، على ضرورة المبادرة فورا إلى تشكيل حكومة جديدة اليوم قبل الغد"، مشيرة إلى أن "خطورة الأوضاع على المستويات الامنية والسياسية والاقتصادية والمعيشية لم تعد تسمح بالاستمرار في مقاربة هذه القضية، وبأنه يمكن الاستغناء عن تأليف الحكومة في حين أن المطلوب وبإلحاح قيام حكومة تعبر بالبلاد الى مرحلة الامان، حكومة من غير الحزبيين لهذه الفترة الانتقالية تطمئن الجميع ولا تشكل عقبة امام العمل والتطوير والانماء لحماية لبنان من المخاطر المقبلة، مع المباشرة في العودة إلى طاولة الحوار للبحث في المسائل الخلافية المنبثقة عن مسألة السلاح والتورط الجاري من قبل حزب الله في سوريا".

لذلك، جددت الكتلة مطالبتها "فخامة الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام بالمبادرة إلى تشكيل الحكومة المنشودة قبل فوات الأوان".

 

النائب خالد زهرمان: السلاح المتسلط على افرقاء في الوطن يولد احتقانا وردات فعل غير محسوبة ومستنكرة

وطنية - أشاد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان، في حديث لـ"إذاعة الفجر"، بتعاطي الجيش بحزم مع حادثة الاعتداء في الأولي ومجدليون في صيدا وبالمواقف التي صدرت عن فاعليات المدينة الداعمة للمؤسسة العسكرية. ورأى زهرمان أن "الاحترازات الأمنية قد لا تمنع وقوع حوادث أمنية أخرى من هذا النوع لكون أسباب هذه الظاهرة لا تزال موجودة"، لافتا إلى أن "المشكلة الأساسية تتمثل بوجود سلاح غير شرعي يتسلط على باقي الأفرقاء في الوطن، ما يولد حالة من الاحتقان وردات فعل غير محسوبة ومستنكرة". ولفت إلى أن "الظلم والقهر يولدان التطرف الدخيل على طابع الطائفة السنية المعتدلة ولا سيما في صيدا"، معتبرا أن "القوى الأمنية والجيش يدفعان ثمن عدم وجود قرار سياسي بنزع بؤر السلاح وفتائل التفجير". ووصف زهرمان "توجيه أصابع الاتهامات لدول خليجية بجلب هذه الظاهرة إلى لبنان بالسخيف والخارج عن السياق"، معتبرا أن "من يوجه هذه الاتهامات يحاول تبرئة نفسه من المسؤولية عن تورطه أساسا في دماء اللبنانيين والسوريين الأبرياء". وفي الملف الحكومي، أشار زهرمان إلى ما يقال عن أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام يحاولان الوصول إلى صيغة تحافظ على توازن 9-9-6، ولكن من غير الشخصيات الحزبية، آملا منهما "الإقدام على وضع تشكيلة أمام مجلس النواب ووضع الجميع أمام مسؤولياته"، مؤكدا أن "لغة التهديد من فريق 8 آذار لم تعد تفيد".

 

رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع: أي حكومة يوقّع مرسوم تشكيلها سليمان وسلام هي دستورية بكل ما للكلمة من معنى

انتقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” د. سمير جعجع ذهاب حزب الله الى سوريا لمقاتلة التكفيريين، كما يقول، باعتبار أنه بذهابه هذا، جاء بهم الى عقر دارنا، ودمرّ مدماكاً آخر من مداميك الدولة اللبنانية، وكأن المطلوب ان يُدمّر لبنان من اجل ان يستريح بشّار!!، مشيراً الى أنه إذا كان حزب الله لا يطلب غطاءً شعبياً وسياسياً لأعماله، فالشعب اللبناني يتحمّل عملياً تبعات قراراته، قراراتٍ لم يشارك بها، ولم يوافق عليها اصلاً…

كلام جعجع جاء خلال لقاءٍ تكريمي في معراب للكاتب والصحافي نصير الاسعد والفنان والصحافي بيار صادق، تحت عنوان: “تحيةً لكبار رحلوا“، نظمه جهاز الاعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية”، شدد فيه على أن قتال حزب الله في سوريا هو بتفويضٍ من طهران، وليس من شعب لبنان، وسأل جعجع: “لماذا يُصرّ حزب الله إذاً على المشاركة في الحكومة اللبنانية أم إنّه جزء من الحياة السياسية اللبنانية عندما يريد، وليس جزءاً منها عندما لا يريد؟” واتهم جعجع قوى 8 آذار بأنها “حاربت الإعتدال المسيحي، السنّي والشيعي على حدٍّ سواء، وشنّت عليه حروب الغاءٍ جسديةٍ وسياسية، واخرجته من السلطة، وها هي اليوم تتباكى على خطر التكفيريين!  إن سلوك جماعة 8 آذار واحتكارهم قرار السلم والحرب، واستعمالهم للسلاح في الداخل، وذهابهم للقتال في سوريا، هو من غذّى الموجة التكفيرية، إذا كان ثمّة من يجب تحميله مسؤولية ظهور تكفيريين في لبنان، فهو حزب الله ومحور 8 آذار تحديداً.” وقال جعجع :”إن أي قضية ترتبط بالوطن والإنسان، لا يمكن أن تستمر حية وتنتصر، إذا افتقرت أو افتقدت نفس أهل الفكر والفن والكلمة الحرة. فكم بالحري بالنسبة إلى قضية الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في لبنان… إن لبنان اليوم في أمس الحاجة إلى من يزرع الوعي ويوقظ الضمائر ويفتح العيون والقلوب على نواحي وزوايا قد يصعب على السياسيين أحياناً مقاربتها، ولهذا فإن دور أهل الفكر والصحافة والفن أساسي وحيوي، فكم بالحري عندما يكون المفكر والكاتب والفنان مبدعاً من جهة وصاحب موقف من جهة ثانية، فلا يتلوّن أو يتبدل إما خوفاً من تهويل أو طمعاً بتمويل.”

واضاف :”نحن نكرّم علمين من لبنان قدّما للبنان كل ما حباهما الله من مواهب وطاقات، نؤكد أن الفريق الذي احترف سياسة الموت والتدمير واستقوى طويلاً بالسلاح، يراهن على ترويض العقل وتدجين الفكر وتقزيم الثقافة .لقد عمل على غسل دماغ الجمهور وتعميم لوثة تقديس الذات والسلاح تحت شعار المقاومة. ومن هنا يمكن فهم انزعاجه من كل ما هو غير ذلك، من كل ما هو مختلف، حتى من الملاهي الليلية ورفضه للانفتاح، وصولاً إلى محاولة فرض هيمنته على الصروح الجامعية، كجامعة القديس يوسف، إدراكاً منه أن الجامعات هي من ابرز مصادر الفكر المتنور… أجل، من نكرّم اليوم، كانا كل على طريقته من أبرز رافضي التسطيح والأحادية والارتهان. نصير الأسعد بقلمه النبيل وموقفه الثابت على مفاهيم ثورة الأرز، وبيار صادق بريشته المناضلة دائماً أبداً على دورب القضية اللبنانية.”

ووصف جعجع نصير الأسعد، بوجهه الصبوح السموح “بأنه كان صورة للبنان الذي نحب ونتمنّى، كان شيعياً وسنياً في آن، وكان مسلماً ومسيحياً في كل أوان، كان علمانياً ومؤمناً في كل زمان ومكان، وفي كل ذلك، كان نصير الحرية، نصير الحق، ونصير لبنان، وكنا بنصير الأسعد أسعد الناس، نفتقد معه الكلمة االسوية، والموقف النظيف، ورهافة التعبير الذي يوجع ولا يدمي، معه لا مكان للحذلقة والفذلكة، كلامه نعم نعم ولا لا، نعم حاسمة ولا جازمة، معه لا مهادنة ومداهنة، ولا مناورة ولا مواربة، هكذا هم الرجال الأصفياء والأبطال الأنقياء، نصير الاسعد، لم يسأل عن منصب وكرسي وموقع ومركز، ولذلك كان حراً، كان أقوى الرجال، كان إماماً غير معمم في محراب لبنان، وكان كاهناً يقدّس الكلمة في هيكل لبنان، كان مبشراً بوطن لجميع أبنائه، حيث لا فضل لأحد على سواه إلا بحبه للبنان وإيمانه بالدولة وانتمائه للأخلاق، نصير الاسعد، كان فارساً، كان نبيلاً من دون قصور وخزائن ورعايا، وكان نصيراً لكل مظلومٍ، فهبّ يدافع عن القوات اللبنانية وعنّي شخصياً من دون سابق معرفة في تلك الأيام، لا بل من موقع سياسي آخر تماماً، عندما اضطهدتنا سلطة الوصاية وزجّت بنا في المعتقلات.”

وتابع “لقد خسرناه في عز المعركة، لكن لا، إنّه معنا دائماً أبداً.نصير الاسعد ، قد يكون له يوماً ساحة أو شارع أو تمثال، لكن الأهمّ هو حضوره الدائم في قلب 14 آذار وضميرها وذاكرتها، وفي قلوب مناضليها، إنه بعض من روح ثورة الأرز، إنه خالد خلود الأرز.”

وفي بيار صادق، قال جعجع :” بريشة معدنية صغيرة وباردة، أشعل العيون والقلوب والمشاعر، ريشة كان وقعُها على الكثيرين وقع الحبر المنعش، وكان وقعها على آخرين وقع الحبر الاسود المخيف ، وكان وقعها على البعض الثالث وقع الحبر الأحمر الموجع والمؤلم ، حبر بيار صادق ، كان مزيجاً من دم ودمع وعرق ، كان عصارة قلب ينبض بحب لبنان ، صخرة بنى فوقها قصرا من ورق وحبر، ومع ذلك لم تقوَ عليه عواصف ترهيب ومغريات ترغيب ، بيار صادق كان كإسمه، صادقاً صريحاً وواضحاً كما خطوط رسومه، وهي مهما تعددت، تلتقي عند خط واحد، خط المقاومة اللبنانية، لقد كان بيار صادق ركناً من أركان القضية، حيثما حلّت ريشته معه ، كانت نهارات النهار أكثر إشراقاً ، ومعه كانت شمس ال ” إل بي سي ” أكثر إشعاعاً وفي كلا الحالين، كان الوهج للموقف، بيار صادق كان مقاتلاً من أجل الحق والحقيقة  كان مقاوماً وثائراً ومتمرداً، ولذلك لا يستحق التكريم فحسب، فهو أرزة من أرزاتنا، تستحق أن نرسم حولها بريشة الوفاء، خطاً بالحبر الأحمر”.

ورأى جعجع “أن الوضع الذي يمّر به لبنان لا يمّت الى إشراقة المناسبة التي نحتفل بها بأي صلة، فالذين صادروا القرار، تفرّدوا كما العادة بقراراتهم، وجاؤونا هذه المرّة بالإنتحاريين… لقد ذهبوا الى سوريا لمقاتلة التكفيريين، كما يقولون، ولكنهم بذهابهم هذا، جاؤونا بهم الى عقر دارنا، ودمرّوا مدماكاً آخر من مداميك الدولة اللبنانية. وكأن المطلوب ان يُدمّر لبنان من اجل ان يستريح بشّار!! “، مشيراً الى أن “الشعب اللبناني لم يعد بمقدوره تحمّل تبعات هذا التفرّد وهذه القرارات غير المسؤولة الخارجة عن مفهوم الدولة، إذا كان حزب الله لا يطلب غطاءً شعبياً وسياسياً لأعماله، فالشعب اللبناني يتحمّل عملياً تبعات قراراته، قراراتٍ لم يشارك بها، ولم يوافق عليها اصلاً. “

وشدد على “أن قتال حزب الله في سوريا هو بتفويضٍ من طهران، وليس من شعب لبنان، وإذا كان حزب الله لا يطلب غطاءً سياسياً وشعبياً لبنانياً لقتاله في سوريا، فلماذا يُصرّ إذاً على الإشتراك في الحكومة اللبنانية أم إنّه جزء من الحياة السياسية اللبنانية عندما يريد، وليس جزءاً منها عندما لا يريد؟ إذا كان حزب الله قد اصرّ في ما مضى على مقولة “جيش شعب مقاومة”، بحجّة محاربة اسرائيل، فإنه اليوم يُصرّ عليها، لا لمواجهة اسرائيل، وإنما لقتال الشعب السوري”، لافتاً الى “أننا ابناء الحرية والحياة، نحن اخوة وابناء ورفاق بيار صادق ونصير الأسعد وجبران تويني وسمير قصير، كيف لنا ان نمنحه تفويضاً يُجيّره لصالح نظام القمع والظلم والديكتاتورية؟ وعلى الرغم من كل هذا، ما زال البعض يطرح انعقاد طاولة الحوار من جديد لاستكمال البحث في الاستراتيجية الدفاعية. لكن فاتهم أنّ الاستراتيجية الدفاعية أصبحت في هذه المرحلة هجومية، وبمواجهة الشعب السوري، وليس إسرائيل.”

واتهم جعجع قوى 8 آذار بأنها “حاربت الإعتدال المسيحي، السنّي والشيعي على حدٍّ سواء، وشنّت عليه حروب الغاءٍ جسديةٍ وسياسية، واخرجته من السلطة، وها هيا اليوم تتباكى على خطر التكفيريين!  إن سلوك جماعة 8 آذار واحتكارهم قرار السلم والحرب، واستعمالهم للسلاح في الداخل، وذهابهم للقتال في سوريا، هو من غذّى الموجة التكفيرية، إذا كان ثمّة من يجب تحميله مسؤولية ظهور تكفيريين في لبنان، فهو حزب الله ومحور 8 آذار تحديداً.”

واشار الى أنه “عندما تُنتج قوى 8 آذار ثقافةً الغائية تخوينية تكفيرية ، فإنها تكون بالفعل ذاته تتسبب في إنتاج ثقافة تكفيرية ارهابية الغائية تقابلها، فمن يزرع السلاح والتخوين والتكفير يحصد الإنتحاريين… لقد قال جورج نقاش:”إن سلبيتان لا تصنعان امّة”، ونحن نقول اليوم أنّ “تكفيريتين لا تبنيان وطناً أبداً”، إن ثقافة إحترام الدولة ومؤسساتها وآحادية السلاح والقبول بالآخر هو احوج ما نكون اليه اليوم، للحفاظ على لبنان الحرية والميثاق، إن شعب لبنان لا يريد، لا ديكتاتوريين ولا تكفيريين،لا من هذه الجهة ولا من تلك، وإنما العيش بكرامة وحريةٍ وامن وبحبوحةٍ وتقدّم وتطور واستقرار، اقفلوا ابواب لبنان وحدوده امام النيران، ودعوا الموت يمّر.”

واعتبر “انّ اللبنانيين أصبحوا اليوم بأمس الحاجة الى حكومة فاعلة منسجمة، تضبط حدودهم، وتحافظ على أمنهم، وتعيد إنعاش اقتصادهم، وتهتمّ بمعيشتهم وليس بالتضحية بهم لصالح الإبقاء على نظام الأسد، نحن بحاجة الى حكومة متماسكة منسجمة فاعلة وليس الى واحدة مشرذمة، تشلّها الخلافات والنزاعات وتضارب المصالح، ويسودها الفساد والسرقة والنهب، إنّ حكومة فاعلة تلملم ما تبقّى من لبنان واللبنانيين، لا يمكن أن تقوم على خليط متضارب متناقض متفجر من 8 و 14 آذار، إنّ حكومة فاعلة، هذه الأيام، لا يمكن أن تكون إلاّ من خارج هذا المزيج المتفجّر، حكومة رجالات من خارج الاصطفافات الحالية، رجالات مشهود لهم بعملهم وعلمهم وثقافتهم ونظافة كفّهم وفعاليتهم، يحملون هم المواطن وينكبّون على معالجته بكل ما أوتوا من قوة.”

وتطرق جعجع الى الحملة التي تُشن على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فقال:” نشهد هذه الأيام حملة غير مسبوقة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، هذا الرئيس الذي أمضى كل عهده في محاولات متكررة لجمع التناقضات والفرقاء جميعاً على طاولة واحدة، هذا الرئيس الذي لم يترك جهداً إلاّ وبذله في محاولة لتدوير الزوايا، هذا الرئيس الذي لم يألُ جهداً للتواصل مع كل الفرقاء كل الوقت، نشهد حملة شعواء عليه ليس لسبب إلاّ لأنّه يحاول إنقاذ البلاد من فراغ حكومي مستمر منذ ثمانية أشهر، وبعد أن استنفذ كل الجهود والمحاولات في سبيل تشكيل حكومة جامعة ولم يوفّق، لقد رأيت في حياتي وقاحات كثيرة كبيرة، لكنّي لم أقع مرة على واحدة بحجم التي نشهدها اليوم”. وسأل :”هل هي جريمة أن يحاول رئيس الجمهورية أن يشكل حكومة الممكن، بعد أن عجز عن كل الخيارات الأخرى لأشهر ثمانية خلت؟ وبكافة الأحوال، ما هي المشكلة مع حكومة الممكن؟”

واستطرد:” في الأساس، ليس للبنانيين من مشكلة مع حكومة الممكن، لكن لفريق 8 آذار مشكلة، وهي أنّه دائماً يريد إمّا حكومة يسيطر هو عليها، أو بالحد الأدنى يعطلها حين يشاء، أو لا حكومة، لكنّ تلك أيّام ولّت، ونحن لهم بالمرصاد”. واذ أكّد “أنّ أي حكومة يوقّع مرسوم تشكيلها رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف هي حكومة دستورية بكل ما للكلمة من معنى، يبقى أنّ الكتل النيابية لها الحق في محضها ثقتها أم حجبها عنها”، اعتبر جعجع ان “كل ما يقال غير ذلك يأتي في سياق التهديد والوعيد والتكفير الذي عوّدنا فريق 8 آذار عليه كلّما أحسّ بأنّ مدماكاً جديداُ ممكن أن يرمم في بناء الدولة المتهدّم”.

وتوجّه الى الرئيس سليمان بالقول:” مرة جديدة: معك كل الحق، فخامة الرئيس! تصرّف تبعاً لقناعاتك، ونحن معك!”

وختم جعجع :” في غمرة الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان، نعاهد نصير وبيار أنّ ذكراهما ستبقى خالدة في نفوسنا كما في نفوس كل الأحرار في لبنان والشرق، وأننّا لن نسمح لأشواك الترهيب والتهديد والوعيد والتكفير والقمع والظلامية أن تمحو معالم دروب الكرامة والسيادة والحرية التي سلكاها خلال حياتهما المهنية والوطنية، فإلى روح نصير وبيار وكل شهداء ثورة الأرز الف تحية وتحية، على العهد باقون، وحتى النهاية مستمرون…”

حضر الحفل: رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ممثلاً بعضو المكتب السياسي ساسين ساسين، وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق، وزير الداخلية مروان شربل ممثلاً بمستشاره ميشال كرم، والنواب: فؤاد السعد، فادي الهبر، جان اوغاسبيان، هنري حلو، امين وهبه، انطوان سعد، نضال طعمة، انطوان زهرا، شانت جنجنيان، فادي كرم ، النائب بطرس حرب ممثلاً بمستشاره يوسف الحويك، النائب دوري شمعون ممثلاً بالدكتور ميشال ابو عبدالله، النائب سامي الجميل ممثلاً بعضو المكتب السياسي شاكر سلامة، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي قائد سرية جونية المقدم جوني داغر، اللواء اشرف ريفي ممثلاً بمستشاره اسعد بشارة، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، رئيس حركة التجدد الديمقراطي كميل زيادة، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، ممثل حزب الرامغافار ارديم ناناجيان، نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس، الوزراء السابقين: محمد رحّال، زياد بارود، مستشار الرئيس سعد الحريري د. داوود الصايغ، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان، جان حواط، وحشد من الاعلاميين والفنانين والسياسيين.

 

النائب نهاد المشنوق: لو بَلغ جبروت ايران ما بلغ، لن تُلزمَنا يا نصرالله بشراكة وطنية لا نريدها

أعلن النائب نهاد المشنوق أنه حان الوقت لكي نعلن اننا نقاوم وسنقاوم احتلالاً ثورياً ايرانياً للقرار السياسي اللبناني ليس في السلم والحرب فقط بل في أصغر تفاصيل حياة نظامنا الديمقراطي.

المشنوق وفي كلمة الرئيس سعد الحريري ألقاها في اللقاء التكريمي لبيار صادق ونصير الأسعد نظمه جهاز الاعلام والتواصل في 'القوات اللبنانية” برعاية وحضور د. سمير جعجع، قال إن لدينا استحقاقان الاول هو تشكيل حكومة غير حزبّية ترعى شؤون الناس بدلاً من حكومة تصريف الفضائح وحماية سياسة النظام السوري في لبنا، والاستحقاق الثاني هو انتخاب رئيس جمهورية قوي بلبنانيته وقادر دستورياً.

وجاء في كلمة الحريري:

اذا كان الموت حقاً علينا جميعاً فان من نعم الحياة على المرء ان تمنحه صداقات وفرص الالتقاء بأشخاص من طينة المحتفى بهما اليوم.

العزيزان بيار صادق ونصير الاسعد، جمعتني بهما هموم المهنة وهموم الوطن وهما الوافدان الى المهنة والوطن من مسارات مختلفة تمثل جوهر فكرة التعدد والتنوع في لبنان الواحد.

عرفت عن الخواجة بيار قبل عقود من الزمن كيف كان يتوارى خلف الباب الذي يفصل مكتبه عن ديوان الراحل الكبير ميشال أبو جودة ليعرض عليه لوحته التي ستختم صفحات 'النهار” في اليوم التالي محدثة التعليق الاول للسياسة وللسياسيين في البلد قبل ان يبتكر انتشاره على شاشة التلفزيون لتصبح لوحته المرئية حدثاُ شعبياً.

وتابعت كتابات نصير بك وحركته في ملاعب اليسار الكثيرة اللبنانية العربية والدولية، قبل أن ينسحب بيساره الناشط المثابر والمفكّر المتوهج بالكلمات الى لبنانية لا يحيد عنها والى وطن لا تتقدم مصلحة أياً كان على مصلحة أهله. الأول 'خواجة”، كثير الاناقة، قليل الكلام، يترك للوحاته ان تعبّر عن التزامه. خرج من خريطة جبل لبنان السياسية الى لبنان 10452 كلم2 حاملاً ريشته، ترسم للبنان الواحد، والمتصالح مع نفسه ومع محيطه بشروط السيادة والاستقلال. الثاني 'بك جنوبي” احتفظ دائماً بلياقة البكوات في التصرف وفي الحديث مختاراً بدقة لكلماته خاصة حين يعتمد الصوت الخفيض، بينما قلمه يكتب للحرية بالأجرأ من التعابير لتصل الى ساحات النضال من اجل لبنان الواحد السيّد المستقل. لا يساوم على مبدأ ولا يتراجع امام الضغوط مهما بلغت شدّتها. التقى الخواجة بالبيك عند الرئيس رفيق الحريري، والتزما مسيرته حين صار شهيداً للوطن.

جمعهما لبنان الامل بالعدالة لكل مواطنيه والمواطنة الكاملة لكل مواطنيه. جمعهما لبنان الرافض لذهنية الالغاء والتسلط والهيمنة واختبرا كما اختبر

جيلنا رؤية لبنان أكبر من العقائد المتصارعة عليه وأرحب من الافكار التي تحاول تطويعه لصالحها. والاهم من ذلك، جمعهما صدق الشغف بقضيتهما الوطنية فصارت ريشة الاول لا تعرف اي منهما يرسم للآخر، وصار قلم الثاني لا يعرف ايهما يكتب للأخر . راجع الخواجة بيار ونصير بك تجاربهما، أدركا أنهما من جيل هزائم آن لها أن تنتهي فكانا في 14 آذار عام 2005 في طليعة الملهمين لكل وطني في هذا البلد الصغير، انه حان وقت الانتفاضة، فكانت انتفاضة الاستقلال الثاني… في هذا الصقيع، ومع قلوب الممانعة الباردة التي تحيط بنا من كل الجهات، أسأل نفسي مراراً، ما كان ليرسم بيار صادق عن النازحين السوريين اليوم في مخيمات الموت البطيء. ما كان سيكتب أو يفعل أو يقول نصير الأسعد عن هؤلاء المشردين؟ الأكيد أن الأول كان سيرسم لنا المعاناة، ليشعرنا بكم من الإنسانية تحتاج هذه البلاد التي نحن فيها، والثاني سيكتب بإنفعال عن طاغية يقتل شعبه، وعن حزب لبناني يسانده في ما يفعل. سأستمرّ بالحديث عن النازحين، لكن من الآن سأوجّه كلامي إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. أعرف أنه لن يسمع لصوت لبناني، ولا لملايين الأصوات، لأن الفتوى الإيرانية في أذنيه أقوى وأنقى وأشرف كما هو يعتقد، لكني سأسال : يا سيد، هل رأيت الأطفال التي تموت صقيعاً في عرسال وعكّار؟ هل هؤلاء هم التكفيريون الذين قرروا الموت في أحضان الطبيعة. هؤلاء، لا خبز لهم، لا منزل، لا مأوى. هجّرتهم آلة القتل منذ ثلاث سنوات. هل تعلم يا سيد من هي آلة القتل التي تساندها في كل بقعة من سوريا.؟ يا سيّد، اللاجئون الأطفال والشيوخ والنساء، يموتون جوعاً خارج أرضهم، فيما مقاتلوك يموتون في معارك تهجير السوريين من أرضهم. النساء يا سيد يبحثن عن الماء للوضوء قبل الصلاة. هل تعلم من يقف بينهن وبين الله ؟ قبل أن تكرّر القول إنهم تكفيريون. سماحتك تقول ان قتالكم الى جانب النظام السوري منع المزيد من ارسال السيارات المفخخة الى لبنان. هل سألت نفسك أم سألك أحد لماذا لم يكن هناك سيارات مفخخة تكفيرية في لبنان قبل اعلانكم وبفخر عن دوركم العسكري في جبهة النظام السوري ضد شعبه المطالب بالحرية؟

لا جواب ؟ أم ان الجواب جاء في السيارتين المفخختين 'بإيمان” نظام القتلة السوري المنفجرتين على ابواب مسجدي التقوى والسلام في طرابلس ؟ هناك جواب آخر لسماحة السيد لا ننتظره بل نقوله منعاً للانحراف اللغوي، الذي يُترجِم الانحراف الوطني عن أسس الهوية العربية السليمة وهو : الحرف الاول من اسم السعودية هو وحدة المسلمين، وليس تشتيتهم فرقاً. الحرف الثاني من اسم السعودية هو وحدة المجتمعات العربية وليس انقسامها.

الحرف الثالث من اسم السعودية هو استقرار وسلام وأمن لبنان وليس خرابه وفوضاه. أما الحرف الاول من السياسة الايرانية فهو انقسام المسلمين. والحرف الثاني هو استغلال دماء اللبنانيين والسوريين والفلسطنيين والعراقيين

والبحرانيين واليمنيين لحماية اعتدائها على العرب قبل اسرائيل وعلى المسلمين قبل الاميركيين، وحفظاً لاوراق المفاوضات مع الشيطان الاكبر. الحرف الثالث من السياسة الايرانية هو الوقوف الى جانب انظمة القتل في وجه الشعوب الساعية الى الحرية. لذلك، نعم انتم ممنوعون وحدكم من تحديد معالم المستقبل في لبنان ليس لان وزير الخارجية الاميركي قال ذلك. بل لان الغالبية العظمى من اللبنانيين لا ترى في غلبتكم العسكرية غير القدرة على الاعتداء على الشعبين اللبناني والسوري وليس بناء مستقبلهم او حماية ثرواتهم النفطية. لو بلغ جبروت ايران ما بلغ، لن تلزمنا بشراكة وطنية لا نريدها الا وفق قاعدتين الاولى انسحابكم العسكري من سوريا والثانية الالتزام باعلان بعبدا. لسنا نحن من يلاحق الخريطة العسكرية للوضع الميداني السوري ولا نحن من نستقوي بتفاهم ايراني – اميركي على الشراكة الوطنية.

نحن 'وحدنا” لن نوقّع على شراكة وطنية معكم ما لم ترفعوا يدكم عن دم الشعب السوري. بغير ذلك، كل كلامكم شيك بدون رصيد من مصرف سوري مفلّس لن تستطيعون صرفه في لبنان.

ليكن معلوماً، نحن هنا لا نطالب بمنةٍ من احدٍ في هذا العالم ولا ننتظر صدقة من ولاية فقيه ولا ممن يتحاورون معه، مع ترحيبنا الدائم بكل اشكال الحوار المسؤول والصادق والرصين على قاعدة الحقوق الوطنية السليمة وعلاقات الجوار الطبيعية. بكل وضوح نقول: لا ننتظر منةً ولا صدقة. وليكن معلوماً ايضاً اننا لا ننتظر عطية من احد في الوطن. فنحن اهل حق وأصحاب حق لا يسقط بالتقادم ولا بالتآمر. وهو حق سندافع عنه لانتزاعه شاء من شاء وأبى من أبى. ولمن تغشه حسابات الميدان وغطرسة البندقية اقول: مهلاً يا سيّد! سقط جدار السلاح في المشرق العربي كما سقط جدار برلين بين غرب المدينة وشرقها ولن تقوى قوة في العالم على اعادة اعماره.

نحن ندخل مرحلة جديدة في المنطقة يثبت فيها يومياً ان السلاح غير الشرعي، أكان في يد نظام قاتل في سوريا او في يد ميليشيا تابعة لنظام احتلال خارجي في لبنان… ما عاد قادراً على صناعة اي فضيلة للناس وما عاد قادرا على حماية عقلية الاعتداء التي ترعاه، ولا عاد بوسعه ان يمنع عن الانسان، المعنى العميق لإنسانيته وهو الحرية!! سقط السلاح غير الشرعي للنظام غير الشرعي في سوريا وهو يغرق يومياً بدماء ضحاياه السوريين. وسقط السلاح غير الشرعي لنظام الاحتلال الايراني في لبنان وهو يغرق يومياً في الارتباك وفي الخطيئة وفي محاولاته اليائسة لمنعنا من الحلم بلبنان الذي نريد! حان الوقت لكي نعلن اننا نقاوم وسنقاوم احتلالاً ثورياً ايرانياً للقرار السياسي اللبناني. ليس في السلم والحرب فقط بل في أصغر تفاصيل حياة نظامنا الديمقراطي. وكما اخرجنا نظام الوصاية السورية من لبنان بيار صادق ونصير الاسعد سنخرج نظام الاحتلال الثوري الايراني من هذا اللبنان ليبقى موئلاً للحوار والتعدد والديموقراطية والحداثة والانفتاح. هذا الاعلان ليس نداءً الى جمهور الرابع عشر من آذار فقط، بل هو فرصة تاريخية للبنانيين لمحاولة الخروج وبصورة كاملة ونهائية من الوضع الذي نشأ منذ أكثر من اربعة عقود عندما سقطت الدولة ومُنعت من استعادت كامل سيارتها رغم انتهاء الحرب الاهلية وانسحاب اسرائيل ثم سوريا من الاراضي اللبنانية.

فالاحتفالات بذكرى الشهداء لا تلتزم الحق ولا الوطن ما لم نكمل مسيرة الاستقلال، مهما تكن التضحيات. أعلم وجع من يسمعني، وأفهم قلق من راقب مسيرات الشهداء، لكنني أذكّر من غاب عنه الخبر..

في مطلع العام المقبل يتزامن انطلاق مسارين. مسار جلسات المحاكمة في المحكمة الدولية ومسار جنيف اثنين، مهما تأخر، فهو يعني شيئا واحداً، بدء مرحلة الانتقال الى سوريا ما بعد الاسد. إنه تزامن فريد فعلاً ان يبدأ العام المقبل ببداية سقوط غُرابين بحجر واحد هو حجر العدالة. عدالة القانون في قضية رفيق الحريري وعدالة الخيار الشعبي في سوريا.

هذا في الخارج. اما في الداخل فلدينا استحقاقان. الاول هو تشكيل حكومة غير حزبّية ترعى شؤون الناس بدلاً من حكومة تصريف الفضائح وحماية سياسة النظام السوري في لبنان.

الاستحقاق الثاني هو انتخاب رئيس جمهورية قوي بلبنانيته وقادر دستورياُ. وهما امران علينا ان نتبع فيهما الكتاب لا الاهواء والنص لا الاقوال. ولنا الثقة الكاملة برعاية فخامة الرئيس والرئيس المكّلف لهذين الاستحقاقين، ولو أنهما تأخرا كثيراً … نعم، خسرنا الكثير الكثير في هذه الرحلة الطويلة قبل الوصول الى موعدنا مع لبنان الذي نريد. خسرنا الكثير الكثير من قامات وطنية كبيرة وشخصيات سياسية وامنية وإعلامية ومواطنين عزل الا من الايمان بالله والوطن! لكننا لم نخسر الحلم بهذا اللبنان ولم نخسر الرهان على هذا اللبنان ولم نخسر الإصرار على هذا اللبنان الذي لأجله نقاتل معا كل يوم وسنظل نقاتل مهما طال زمن التضحيات

فلبنان اولا ليس خيارنا، لبنان اولا قدرنا وقدر كل اللبنانيين …. وسننتصر!!

 

جنبلاط - الحريري... الى أين؟

أم تي في/ذريعة الانكفاء التي تنتهجها بعض القوى ستؤدي إلى مَلء الفراغ من بعض التيارات المتطرفة وحتى التكفيرية.  الكلام لجنبلاط , لم يشر فيه بالاصبع الى تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري وان كانوا المعنيين المباشرين , فكيف قرات اوساط المستقبل هذا الموقف؟ العلاقة مع جنبلاط عادية يقول المستقبل والتواصل دائم وان كان الخلاف واضحا في الموقع السياسي. عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار لفت الى ان "رئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريريليس في الخارج بداعي السياحة"، مشيرا الى ان "في حال انسحاب حزب الله من سوريا واعلانه الالتزام باعلان بعبدا سيأخذ الحكومة التي يريدها". وشدد الحجار في حديث للـ"mtv" على ان "رئيس جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يسير بمقولة حزب الله"، مشيرا الى ان "الاختلاف معه هو على الحكومة، وان الامور لن تذهب الى التأزم".

ولكن رغم كل شيء الامور لا تبدو متجهة  الى مزيد من التأزم بين الطرفين.

 

مراقبون: حزب الله يعاني من اختراق بشري وإلكتروني

 حمّل مراقبون حزبَ الله مسؤولية توريط لبنان في أتون الحرب السورية، وأكدوا أن ظهور العمليات الانتحارية ارتبط بظهور تنظيم حزب الله منذ عقد الثمانينات. وتعليقاً على حادثة الاختراق الأمني التي طالت فجر الثلاثاء إحدى المناطق الأمنية لحزب الله، تحدث خبراء لـ"العربية الحدث" عن أبعاد هذا الاختراق الذي يعتبر رداً على تدخل الحزب في الحرب السورية. وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربية"، عدنان غملوش، بأن "حزب الله تم استهدافه الثلاثاء في منطقة جرداء، وهذا يعني أن هناك رصداً حقيقياً لتحركات عناصر الحزب، حيث يتوقع أن تكون المنطقة المستهدفة هي نقطة تجميع عناصر الحزب لإرسالهم للقتال في سوريا". ومن جهته، أوضح الكاتب الصحافي اللبناني أمين قمورية أن "لبنان تحول إلى محافظة سورية هادئة حيناً ومتوترة أحياناً"، مضيفاً أن "الحدود سقطت بالكامل الآن بين البلدين، في حين أصبح حزب الله مستهدفاً بسبب تدخله في سوريا". أما الكاتب الصحافي فداء عيتاني فأشار بدوره إلى أن "منطقة عرسال تعتبر نقطة ضعف للنظام السوري وحليفه حزب الله، فهي نقطة ارتكاز للثورة السورية ونقطة استيعاب لنزوح اللاجئين". ولفت إلى أن "الاختراق الأمني الذي تعرّض له حزب الله الثلاثاء يتجاوز مستوى إرسال رسالة سياسية للحزب إلى التأكيد على وجود مشكلة تقنية في الجهاز الأمني لحزب الله". ويرى عيتاني أن "مَنْ ينفذ العمليات ضد حزب الله يحصل على كمّ هائل من المعلومات من داخل حزب الله، سواء بالاختراق البشري أو الإلكتروني".

حزب الله ورّط لبنان مع العالم

ويعتقد المحلل السياسي أسعد حيدر أن "لبنان لايزال إلى اليوم تحت الحماية الدولية بسبب عدم تحول التفجيرات المتنقلة إلى حرب شاملة"، مستبعداً أن "يدخل البلد في حرب أهلية، لكن مشكلة تدخل حزب الله في سوريا لها تداعياتها". ويرى أسعد حيدر أن "لبنان يتعرّض لاختناق اقتصادي يهدد استقراره بسبب تدخل حزب الله في سوريا، والحل لن يكون إلا بتفاهمات إقليمية وبمعرفة مآلات الحوار الأميركي الإيراني". ويفضل الكاتب الصحافي شال جبور الإشارة إلى أن "ظاهرة الانتحاريين لم تظهر في لبنان إلى بظهور حزب الله، ومنذ عام 1983 استمرت الظاهرة بأشكال مختلفة، واستكملت بظهور التكفيريين في حرب سوريا". وقال جبور: "حزب الله ورّط لبنان في حرب مع التكفيريين، ومع السوريين واللبنانيين، ومع الشعوب العربية والمجتمع الدولي". أما قاسم هاشم، النائب عن كتلة التنمية والتحرير في البرلمان اللبناني المنتمي لتيار الثامن من آذار، فدافع عن حزب الله وقال إن "ما يجري في لبنان ليس مسؤولية حزب الله، وإنما كان الحزب هو آخر جهة تدخل الصراع السوري"، على حد قوله. واعتبر هاشم أن "لبنان ليس جزيرة منعزلة عن سوريا، وهو بسبب تركيبته وموقعه يتأثر بما يجري في سوريا، كما أن حزب الله يدافع عن مشروع المقاومة بحربه في سوريا"، على حد قوله.

 

صيدا ما بعد الأسير مذهولة : أنجبت 5 إنتحاريين ومن عائلات مرموقة

 الحياة/اذا كان صحيحاً أن مهاجمي حاجزي الجيش اللبناني في صيدا في جنوب لبنان مساء أول من أمس هم ثلاثة انتحاريين، تكون المدينة قد أنبتت في أشهر قليلة خمسة انتحاريين، هم من أقدموا على تنفيذ مهماتهم بانتظار آخرين لم يُنفذوا بعد. طبعاً تتضمن هذه الحسبة الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم على السفارة الإيرانية في بيروت الشهر الفائت.

صيدا مذهولة مما أنجبت! وهي كحال كل المدن، ليست مدينة واحدة. المنفذون من عائلاتها الرئيسة، وثمة مُختفون من عائلاتها الرئيسة أيضاً، تبدو المدينة اليوم متوجسة مما يُضمرون. فلائحة الذين غادروا مع أحمد الأسير في أعقاب معارك مسجد عبرا في شهر حزيران (يونيو) الفائت طويلة، وتضم أسماء ممن تتوجس المدينة الإتيان على ذكرها، ليس لأنهم قساة يخيفون مدينتهم، بل لأنهم جزء من نسيجها ووجدانها الاجتماعي والعائلي، وهم في متن جسمها وعائلاتهم في صلب علاقاتها وتبادلاتها.

وصيدا التي أنجبت الانتحاريين الخمسة، وربما غيرهم ممن ينتظر تسليمه الحزام الناسف، ليس هذا ما توقعته من نفسها ومن فتيتها. فالسلفية التي غالباً ما يُربط فعل الانتحار فيها هذه الأيام ليست تقليداً صيداوياً، والمدينة، خلافاً لطرابلس، مثلاً لم تشهد بروز شيخ سلفي واحد على مدى تاريخها الحديث. أحمد الأسير نفسه لم يكن سلفياً، وهو أصلاً لم يكن شيخاً ذا باع في المشيخة والإفتاء. ثم إن موقع المدينة الجغرافي وتركيبتها الديموغرافية حتّما عليها علاقة مختلفة مع جوارها، فـ «صيدا تجوع من دون علاقة مع الجوار» على ما قال أحد تجارها، وها هي مستشفياتها اليوم تئن تحت وطأة تردد الجنوبيين الشيعة في الإقبال عليها بسبب اضطراب العلاقات الأهلية الناجم عن الوقائع الثقيلة.

وخلافاً لطرابلس ولمناطق لبنانية أخرى، لم تشهد الجماعات الاسلامية في المدينة عصر ازدهار يُذكر. فالصيداوي كان حريصاً على انتاج وجه سياسي لمدينته يغذي الوظيفة التقليدية لاقتصادها وسوسيولوجيتها. ثم إن العمق التقليدي لتديّن السكان ارتبط بطرق صوفية قاطعة في خصومتها للسلفية، ناهيك عن ان المدينة اختُرقت بسكان أخلاط أعاقوا اندراج المؤمنين بأنساق دينية واضحة ومتصلة بتقاليد راسخة.

وصيدا التي هذه حالها لا يكف أهلها عن التذكير بأن ما من مدينة في لبنان شهدت تواصلاً اجتماعياً وقرابياً بين السنّة والشيعة على النحو الذي شهدته المدينة. وها هم الصحافيون يسجلون لدى كل زيارة في أعقاب عملية يُنفذها أحد مناصري الأسير أن أم المنفذ شيعية، أو شقيقته متزوجة من شيعي. وأحمد الأسير نفسه ينتمي الى عائلة من هذا النوع، ناهيك عن منفذي العمليات الانتحارية.

لكن هذه الحقائق الصغيرة أقرب الى هذيانات اللبنانيين الناجمة عن أزماتهم المتصاعدة. القول إن أم الانتحاري شيعية، وأن شقيقته متزوجة من شيعي هو جزء من الجوهر الهذياني الذي يصيب الضحية أثناء دفعها المرض عن حالها. الأم الشيعية لا تُحصن من الانزلاق الى الموت في لحظة تأزم كبيرة كتلك التي تعيشها صيدا. من يسمع زوجة شقيق فضل شاكر (الشيعية) والتي قُتل ابنها خلال معركة مسجد التوبة تتحدث عن ابنها وعن شيعيتها يمكنه ان يلمس ضعف هذا الأثر في تكوين الابن. فهي ولتؤكد سعة صدر ابنها القتيل، أشارت الى أنه غض الطرف عن أصلها الشيعي، ولم يُذكرها به مرة واحدة. وهي اذ كشفت عن أصلها هذا، عادت ونفته عندما قالت إنها تحولت عنه وقطعت أي صلة لها به.

ثم إن القابلية السياسية والطائفية للانتحار وللقتل تشكلت في زمن متقدم على زمن رغبة صيدا في الاختلاط، وبهذا المعنى تفقد أي مناعة سابقة على هذا الزمن قوتها وقدرتها على الحد من هذه القابلية. لا بل إن عناصر الحصانة من العمل الانتحاري تتحول الى عناصر دفع له، ذاك أن الاحتقان مركب من عناصر حية وغير بعيدة. فالطرابلسي ذو الأم الطرابلسية، يُشكل العدو الطائفي له ظلاً بعيداً وغير معيوش. أما الصيداوي فعناصر انفجاره قريبة منه. ففضل شاكر الذي كان أطلق أقذع العبارات الطائفية بحق الشيعة كطائفة، كان قبل أقل من سنتين في صدد تزويج إبنته من شيعي.

لقد أسست معركة حزيران 2013، لوعي صيداوي مختلف. ليست المدينة كلها غارقة فيه، لكن هذا الوعي يخترق اليوم شرائح واسعة من أهلها، ويُستجاب له على نحو متفاوت. فها هي غادة، السيدة الأربعينية غير المحجبة، والتي انتمى والدها سابقاً قبل وفاته الى التنظيم الشعبي الناصري، تذهب كل يوم جمعة الى مسجد التوبة، الذي كان يؤم المصلّين فيه أحمد الأسير، فتتولى غسل أرضه مع مجموعة من السيدات الصيداويات من غير مرتادات المساجد.

التحوّل

في واحد من أيام العام 2012، أبلغ آل الحريري العاملين في مؤسساتهم الاجتماعية والصحية ان المصلّين خلف الشيخ أحمد الأسير في مسجد بلال بن رباح في صيدا من بينهم عليهم الكف عن التوجه الى هذا المسجد. يومها قرر عامر، وهو شاب من عائلة صيداوية معروفة ترك عمله في إحدى هذه المؤسسات ومواصلة الصلاة خلف الأسير.

وعامر لم يكن مقاتلاً مع الأسير ولم يتحول الى مقاتل. هو مريد ومصل، وهو لا يشبه الإسلامي في قيافته. شاب يجيد حلق لحيته كل صباح على نحو ما يفعل معظم أبناء الطبقة المتوسطة في صيدا، وهو مصل وراء الشيخ من دون الكثير من الكلام ومن دون الكثير من السياسة ومن الجدال حولها. يبتسم الشاب حين تقترب في حديثك معه من الشأن العام، ويكف عن الكلام.

كثيرون من مريدي الشيخ الأسير ومن مساعديه ومن المصلّين خلفه، هذه حالهم. موقعهم وقربهم من الأسير كان يبدو غير منسجم مع عناصر أخرى من شخصياتهم. فأحد الذين كانوا قريبين من الأسير كان يعمل مديراً مالياً في جريدة قريبة من «حزب الله»، واثنان من هؤلاء الفارين هما إبن وصهر لأحد كبار تجار الحلوى في صيدا وفي بيروت، وثالث هو ابن بائع فول شهير تحول الى فوال «دولي» بعد ان افتتح فروعاً لمطعمه في لبنان وخارجه. واذا أضفنا الى هذه التشكيلة فناناً شهيراً كفضل شاكر ومتمولين صيداويين وفلســـطينيين يجرى تداول أسمائهم اليوم، فإننا نخرج بخلاصة غير تقليدية في سعينا لتفسير الأسير وظاهرته. فها هو الانتحاري الصيداوي معين أبو ظهر يذهب الى هدفه برفقة الفلسطيني الصيداوي عدنان المحمد، وهذا ما فعله انتحاريو أول من أمس عندما كان كل من محمد الظريف وابراهيم المير الصيداويان برفقة بهاء السيد الفلسطيني.

والحال ان ثمة عناصر في هذه التجربة عصية على السياسة وعلى سوسيولوجيتها. فأبناء الحرف الصيداوية من بين الأسيريين، تأسرنوا في سياق صعودهم الى ما بعد حرفهم، والمتعلمون منهم فصلوا ما حصلوه في مدارسهم وجامعاتهم عن مضمون «أسيريتهم»، فيما زودت عائلات صيداوية أساسية في التجارة والسياسة مسجد بلال بن رباح بالكثير من المصلّين، فها هو ابن شقيق رئيس غرفة التجارة والصناعة في المدينة من بين المتوارين بعد المعركة، ومن المتوارين أيضاً اثنان من آل الحريري وآخر من آل الزعتري، وكثيرون كثيرون من عائلات ارتبط اسمها بالسوق وبالأعمال التجارية في صيدا.

وعندما يشعر المرء بضعف سياسية الظاهرة الأسيرية، فإن ذلك لا يعني أنها ظاهرة غير سياسية، لكنها جديدة على صعيد التفسيرات الصيداوية للسياسة. فأنت حين تقول تيار المستقبل في صيدا، يمكنك كمراقب للمدينة ان تتخيل مواصفات اجتماعية واقتصادية لبيئته، وأن ترسم خطاً لمساراته في العلاقة مع ماضي المدينة ومع حاضرها. يصح هذا أيضاً مع مناصري النائب السابق اسامة سعد، ومع ما تبقى لآل البزري من نفوذ. أما الأسير فهو لحظة غير مُدركة في وعي المدينة، أو كأنه جزء من لاوعيها، ومن صمتها الذي تضربه حول نفسها. مدير مالي سابق في صحيفة قريبة من «حزب الله» غير الودودة في علاقتها مع السنّة اللبنانيين، هو من مساعدي الأسير! ألا يدفع ذلك الى الحيرة؟ وأقارب صاحب محل حلويات البابا الذي تظاهر عماله ضد الاعتصام الذي نفذه الأسير بالقرب من متجرهم فأقفل الطريق التي يسلكها زبائنهم وكاد يتسبب بإقفال المتجر، هم من بين المقاتلين مع الشيخ! ولتكتمل حيرة المرء فقد كان اختار إمام مسجد بلال بن رباح ناطقاً رسمياً باسم المسجد هو «أحمد الحريري»، وهو الإسم نفسه الذي يحمله أمين عام تيار المستقبل ونجل نائبة صيدا بهية الحريري.

صور الأسير الكثيرة توحي بذلك أيضاً، فالرجل كان يلهو بقدر ما كان يحرّض. في صور يظهر وكأنه يرقص، وفي أخرى يقود دراجة هوائية، وهو عندما ظهر في شريط مصور وهو يضرب رجلاً، قيل انه يتجسس، كان يضربه كأنما يفعلها للمرة الأولى.

كل هذا الوهن في المشهد الأسيري، وانعدام الجوهر السياسي للظاهرة سهّلا عملية التحول العنيفة التي شهدتها الظاهرة. ذاك أن تقنية تسمين الطريدة التي انتهجها «حزب الله» عبر نفخه بالظاهرة الأسيرية، وما نجم عن ذلك من انفجار للأوضاع في المدينة وقتال الأسير، ثم اختفائه مع مجموعة كبيرة من فتيته، نقلت الجماعة من كونها ثلة مسجدية أهلية هشة وغير متجانسة الى خلية متخفية ومرشحة للتواصل مع قرينات لها في صيدا وفي خارجها. وها هم اليوم أفرادها ينتحرون باسم «كتائب عبدالله عزام»، مع ما يحمله الاسم من احتمالات علاقة لطالما ربطت صيدا بعمقها الفلسطيني، وأيضاً بعلاقة هذه الكتائب بفروع اقليمية لتنظيم «القاعدة». ومرة أخرى يبدو هذا الأمر جديداً كل الجدة على صيدا.

وصيدا الواقعة بين خطوط انقسام وتوتر اقليمي يحمل وصول «كتائب عبدالله عزام» اليها وتمكنها من الاستثمار فيها مخاطر تتجاوز مخاطر وجود متشددين في أي مدينة لبنانية أخرى. فالمدينة، لمن يعرفها، فلسطينية على قدر ما هي لبنانية، وهي شيعية بموازاة سنّيتها، وهي أيضاً طريق المسيحيين من أبناء جزين الى مدينتهم والى مناطقهم في شرق المدينة، بالإضافة الى كونها بوابة الجنوب اللبناني. واختلاط الوظائف هذا، وفوضاه واضطرابه، تتعدى ارادة السكان في ضبطها، اذا ما توافرت هذه الارادة. واليوم وبعد وصول «الكتائب»، على ما يحلو للسلفيين اللبنانيين تسمية كتائب عبدالله عزام، فإن ضابط الايقاع المحلي في المدينة أُسقط في يده.

المصدر: الحياة

 

الراعي عرض المستجدات مع سلامة ووفد القومي/نديم الجميل : لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها

وطنية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد.

نديم الجميل

ثم استقبل النائب نديم الجميل الذي قدم التهاني بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض التطورات، وقد شدد الجميل أمام البطريرك - بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي - على "ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري بهدف تلافي الفراغ الذي قد يغرق البلد. كما تناول اللقاء وضع المسيحيين في المنطقة في ظل التطورات الراهنة".

جريج

والتقى البطريرك الراعي نقيب المحامين في بيروت جورج جريج وعضو النقابة المحامي سميح بشراوي وممثلة النقابة لدى المحاكم المارونية المحامية مي قبريانوس. وأكد جريج أن "النقابة تتفاعل جدا في المواضيع والعناوين الرئيسية مع البطريرك الراعي في ظل الظروف التي نمر بها والتي لها علاقة مع الفراغ الزاحف على المؤسسات والذي نلمسه بالتعطيل الحاصل في مجلس النواب ومجلس الوزراء وفي عدم اقرار التشكيلات القضائية، وخصوصا أن نقابة المحامين تقف دائما الى جانب المؤسسات". وأضاف:"إن النقابة توجه صرخة كبيرة الى جميع المسؤولين أن يوقفوا الفراغ الزاحف على المؤسسات، وتداولنا في الاوضاع الامنية والفساد المستشري في الدولة".

وشدد على "ضرورة اقرار قانون انتخابي جديد واجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تحمل المسؤوليات لاخراج البلد من الازمات التي يمر بها". واستنكر "ما تعرض له الجيش في صيدا"، مشددا على أن "الجيش هو الضمانة والركيزة الاساسية للبنان"، واصفا الاوضاع ب "الخطيرة جدا".

القومي

واستقبل البطريرك الراعي وفد "الحزب السوري القومي الاجتماعي" برئاسة رئيس الحزب النائب أسعد حردان وضم الوفد الوزير علي قانصوه، النائب السابق غسان الاشقر والمستشار ربيع الدبس، وكان عرض للمستجدات والتطورات محليا واقليميا. وشدد الوفد على "ضرورة تأليف حكومة جديدة من اجل تسيير امور الناس وتمهد لانتخاب رئيس جديد"، مستنكرا ما تعرضت له المؤسسة العسكرية، داعيا الجميع الى "الوقوف الى جانب الجيش اللبناني ودعمه وليس فقط بالكلام". ودعا الوفد السياسيين إلى "التنازل عن المصالح الخاصة لما فيه مصلحة الخير العام".

أبي اللمع

واستقبل غبطته رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع للتهنئة بالاعياد ولاطلاع البطريرك الراعي على المشاريع والانجازات التي تقوم بها الرابطة. وسلم ابي اللمع غبطته نسخة عن تقرير الجمعية العمومية للرابطة التي انعقدت الاسبوع الماضي.

زوار

ومن الزوار مدير عام القصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير، ثم رئيس جمعية منظمة فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي.

 

عون ترأس اجتماع تكتل التغيير والإصلاح ليون: لا يجوز تأليف حكومة لن تحصل على ثقة المجلس

وطنية - ترأس رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون بعد ظهر اليوم في الرابية الإجتماع الأسبوعي للتكتل . وبعد الإجتماع، تلا وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال غابي ليون بيان التجمع وجاء فيه : "تناولنا اليوم العديد من المواضيع، وكان على رأسها موضوعان، الأول هو موضوع تأليف الحكومة والثاني موضوع رئاسة الجمهورية. صدر اليوم عن "الجبهة الوطنية لحماية الدستور"، رأي جديد في ما خص موضوع تأليف الحكومة، جاء فيه: "يتوجب على رئيس الجمهورية الإمتناع عن إصدار مرسوم تأليف أي حكومة تناقض أحكام الميثاق والدستور، أي المشاركة الفعلية للمكونات الطوائفية للوطن الواحد في صناعة القرار على صعيد السلطة الإجرائية، وعدالة تمثيل الطوائف بالمفهوم الميثاقي والدستوري والسياسي الذي شرِح.

إن المادة 64 من الدستور اللبناني جعلت من الثقة البرلمانية شرطا لقيام حكومة مكتملة الولاية لممارسة السلطة الإجرائية بصورة جماعية، وبهيئة مجلس وزراء، ما يفترض معه أن تكون غاية كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف التوصل إلى مثل هذه الحكومة من خلال مرسوم التأليف، من ضمن المبادئ والأحكام أعلاه".

ذلك يعني أنه لا يصح تشكيل حكومة مع العلم مسبقا والنية المسبقة والمعرفة المسبقة بأن الحكومة لن تنال ثقة مجلس النواب. هذا عمل باطل وتشوبه شائبة كبرى. لا يجوز تأليف حكومة لن تحصل على ثقة المجلس، لتكون حكومة تصريف أعمال بدلا من حكومة تصريف أعمال موجودة حصلت على ثقته، إلا أنها باتت بحكم المستقيلة لأن رئيسها قدم استقالته لأسباب تبين في ما بعد عدم دستوريتها. والمستغرب في الموضوع هو أن صلاحيات رئيس الحكومة ازدادت بعد استقالته، إذ بات يصدر القرارات التي تحتاج أكثرية في الحكومة، منفردا..في أي بلد في العالم تزداد صلاحيات رئيس الحكومة بعد استقالته؟

الموضوع الثاني الذي تم بحثه هو موضوع الفوضى أو الفراغ، الرسالة التي نريد توجيهها إلى الجميع، في الداخل والخارج على حد سواء، هي أننا لسنا بحاجة لنصائح من أحد من باب المفاضلة بين الفراغ أو الفوضى.. فالفراغ والفوضى شران ونحن لا نميز بين شر وآخر..!! إننا راشدون بما يكفي لمعرفة مصلحة بلدنا، وقد سبق أن قال العماد عون في هذا الخصوص "إن التمديد هو الفراغ الأكبر، ولا فراغ أكبر من فراغ التمديد..

اضاف "كما سبق وقلنا بعد خلوة تكتل التغيير والإصلاح في دير القلعة "إننا أصبحنا في مرحلة لا يمكن أن نقبل برئيس للجمهورية لا يستند على قاعدة شعبية وبالتالي لا يكون قويا.القوة هي المعيار الأساس لرئاسة الجمهورية.

هناك موضوع آخر يجب ألا ينساه أحد، وهو استمرار عملية خطف الراهبات والمطرانين، وهذا الموضوع يدفعنا لرفع الصوت، ودعوة المجتمع الدولي، واللبنانيين في أوروبا والعالم للتحرك. لا يجوز الإستمرار في إلتزام الصمت حيال هذا الموضوع. دخلنا في زمن الأعياد، فيما الغصة موجودة في القلوب.. الخطر يدق الأبواب باستمرار، وهنا أعني الخطر التكفيري الظلامي الذي لا يعرف لا حدودا جغرافية ولا حدودا دولية.على اللبنايين أن يدركوا حجم هذه المخاطر وأن يتحركوا في عواصم الدول حيث القرارات لرفع هذا الصوت عاليا".

حوار

ثم أجاب الوزير ليون عن أسئلة الصحافيين:

سئل: في موضوع الحكومة، صلاحية رئيس الجمهورية والرئيس المكلف هي صلاحية كاملة في موضوع تشكيل الحكومة، من أين أتيتم بالنظرية التي صرحتم بها منذ قليل، المعرفة المسبقة بالثقة؟

اجاب:لا أحد يعمل بهدف إنتزاع صلاحية الآخر، هناك نظام برلماني ديمقراطي، وعندما يكون هناك حسن نية لتأليف حكومة من قِبل رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف، يكون هدفهما الأول نيل الثقة. الوضع السياسي اليوم في البلد واضح المعالم، والجميع يعلم أي نوع من الحكومات قد تحصل على ثقة مجلس النواب.. لماذا برأيكم تمت تسميتها بحكومة "الأمر الواقع"؟ هذه التسمية تعني تشكيل حكومة حتى ولو لم تكن مقبولة من اللبنانيين، شاء من شاء وأبى من أبى..!! حكومة تصريف الأعمال القائمة اليوم حائزة على ثقة مجلس النواب، ولا يجوز استبدالها بحكومة لا تحظى بثقة المجلس وهو الممثل الأول للبنانيين.

سئل: ولكن ماذا تعني الحكومة الحيادية أو حكومة تكنوقراط؟

اجاب: لا يوجد في لبنان ما يسمى حيادية وتكنوقراط في ظل بلد مقسوم عموديا. ليس هناك أي شيء حيادي. ولكي أكون دقيقا يمكن القول إن العمل مع النية والمعرفة المسبقة بأن الحكومة لن تنال ثقة مجلس النواب هو عمل باطل وتشوبه شائبة كبرى.

سئل: هل بحث التكتل اليوم في القتل المتعمد للجيش اللبناني في مراكزه خصوصا أننا نرى أنه قد تم الإعتداء على مركز للجيش في بعلبك، وقد أصيب على الأثر عنصران منه بجروح. إلى متى سيعاني الجيش اللبناني من هذه الأمور؟

اجاب: هذا الأمر يندرج في خانة المخاطر التي نحذر منها. عناصر الجيش تترك عائلاتها لتؤمن لنا الحماية، فيأتي التكفيريون ويعتدون عليها..هذا الأمر غير مقبول ويترك الكثير من الآثار الخطيرة في النفوس. كما أن هذا الأمر أتى بنتجية سياسة خاطئة سبق ونبهنا منها مرارا وتكرارا، وهي بعد نأي لبنان بنفسه عن أمنه الذاتي وعن مصالح شعبه.

سئل: ألا يستوجب هذا الأمر انعقاد الحكومة؟

اجاب: بالطبع. نحن نتساءل من الذي يحكم اليوم؟ هل يمكن لسفينة أن تسير من دون قيادة؟ السلطة التنفيذية اليوم مناطة بمجلس الوزراء سواء أكان مستقيلا أو غير مستقيل. ولكن من يحكم اليوم؟ هل يمكن أن تزيد صلاحيات رئيس مؤسسة قدم استقالته؟ رئيس حكومة لبنان قدم استقالته بخياره الذاتي، وما حصل هو أن صلاحياته قد ازدادت، فقد بات يختصر مجلس الوزراء تحت ستار الضرورة والوضع الإستثنائي ويصدر قرارات هي من صلاحيات مجلس الوزراء، وتحتاج لتصويت نصف أعضائه. هذا الموضوع ميثاقي ودستوري وفقهي.

إذا كانت كل هذه المخاطر التي نعيشها اليوم بدءا بموضوع النازحين مرورا بموضوع الأمن وصولا إلى الوضع الإقتصادي ومسألة تلزيم النفط الذي يؤمن مصلحة لبنان ويجب أن تكون مواعيده ملزمة، لا تستوجب عقد مجلس الوزراء، فما الذي يستوجب عقد مجلس الوزراء إذا؟ على الحكومة أن تجتمع كي تصرف الأعمال.الوزراء يقومون بتصريف الأعمال في وزاراتهم، ولكن أين تصريف الأعمال الجماعي للحكم في لبنان؟ من يحكم لبنان اليوم؟ لماذا كل مفاصل الحكم مخلعة؟ هل هذا المراد وهو ما يريدون إيصالنا إليه؟!

سئل: التقى العماد عون بالأمس البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقد كان البحث حول الملف الرئاسي. ماذا قال البطريرك الراعي للعماد عون؟

اجاب: هذا اللقاء ثنائي، والبطريرك الراعي هو من يعبر عما قاله. مواقف العماد عون بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية معروفة، ومن المعروف عنه أيضا أن رأيه وموقفه واحد في كل تصريحاته، أكانت خاصة أو إعلامية.

سئل: لكن وبالعموميات، لماذا عدتم إلى بكركي في موضوع رئاسة الجمهورية، فقد كان العماد عون في السابق يقول إن بكركي تتعاطى في الشأن الديني فقط.

اجاب: لست أعلم إذا كان اللقاء مع بكركي هدفه رئاسة الجمهورية فقط، فأنا أعتقد أن كل المواضيع كانت مطروحة على طاولة البحث.

سئل: أنت تدعو اللبنانيين في أقاصي العالم لإطلاق الراهبات في سوريا، ولكن ألا يجب أيضا كشف مصير الأبوين شرفان وأبو خليل. ولكن ليس هناك من تحرك للكشف عن مصيرهما.

اجاب: تم تشكيل الكثير من اللجان لمتابعة هذا الموضوع، وتوالى عليه الوزراء، وهو موضوع مختلف تماما عن موضوع الراهبات.. علينا أن نطالب أولا الجهات المحلية الموجودة بموضوع المخفيين قسرا والذين خطفوا في الحرب، لأن هناك جهات لبنانية خاطفة، ولا يمكن لأحد من هذه الجهات المسؤولة التي نعرفها جميعا أن يتهرب من هذه المسؤولية. ومن باب أوْلى، إذا كنت تردد صدى هذه الأصوات، عليك أن تسأل هذه الأصوات ماذا فعلت بهم، لا سيما أنها هي من قامت بخطفهم، من ثم نقوم بالمطالبة بجهة خارجية. نحن نتحدث عن موضوع عمره أسابيع وموضوع آخر يكاد يصبح عمره عام لرجال دين على مستوى معين تم اختطافهم بهدف إرادي من جماعات مدعومة من بعض هذه العواصم والدول. إذا فهذا الموضوع مخنلف تماما، أما موضوع الأبوين يجب أن تسأل عنه الحكومات المتعاقبة واللجان التي تباحثته.

 

المجلس الوطني لثورة الأرز ابدى ملاحظات على لقاء بكركي وتخوف من إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين

وطنية - عقد المجلس الوطني لثورة الأرز (الجبهة اللبنانية) إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام المهندس طوني نيسي، وحضر جميع أعضاء المكتب السياسي الممثلين لأحزابهم وناقشوا كل البنود المدرجة على جدول الأعمال. وفي نهاية الإجتماع صدر عن أمانة الإعلام البيان الآتي نصه: "يبدي المجتمعون ملاحظاتهم الأولية على ما ورد في وسائل الإعلام عن اللقاء الذي حصل في الصرح البطريركي والذي تمت خلاله مناقشة مواضيع حيوية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: قضية بيع الأراضي، الشغور في المؤسسات الرسمية، الإنتخابات النيابية، الإستحقاق الرئاسي ... وفي الملاحظات: لن ولم يتفهم المجتمعون كما سائر الموارنة خاصة والمسيحيون عموما هذه الدعوات التي تشمل أحيانا أشخاصا غير جديرين بالثقة نظرا لطبيعة أعمالهم وأفعالهم أثناء الحقبة السورية المغطاة من المجتمع الدولي في حينها وفي طليعتها الإدارة الأميركية، ليعلن المجتمعون علنا وصراحة أن هؤلاء غير جديرين بتحمل المسؤولية، ويتساءل المجتمعون أي دور مطلوب من البطريركية المارونية تمهيدا لمواكبة الإستحقاق الرئاسي الداهم؟و هل بإمكانهم فعليا التحضر لوضع خطة للحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق وفي لبنان؟! وهل يجرأون بحث موضوع مخاطر إفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين مع كل من إيران والسعودية ؟! وهل يعلم هؤلاء المدعوين الى بحث هواجس المسيحيين ما يلي:

1.إن المسيحيين في لبنان باتوا يشكلون حوالي 40% من عدد السكان، إذ أن الحرب أدت الى تهجير ما لا يقل عن مليون شخص منهم.

2.لقد بلغ عدد مسيحيي سورية اليوم حوالي 15%، واللافت أن حضورهم بات ورقة إبتزاز بيد كل من المعارضة والنظام.

3.مسيحيو مصر باتوا يشكلون حوالي 10% من عدد السكان، ويتعرضون للاضطهاد.

4.مسيحيو الأردن باتوا يشكلون حوالي 4% من عدد السكان، وهم الوحيدون حاليا يتمتعون بحرية معينة.

5.مسيحيو العراق باتوا يشكلون حوالي 3% من عدد السكان.

6.مسيحيو فلسطين باتوا يشكلون حوالي 2% من عدد السكان، نتيجة الإحتلال الإسرائيلي الذي ألزمهم الى الهجرة.

وفي نهاية هذا البيان يسأل المجتمعون الصرح البطريركي بكل إحترام ومحبة: هل وضع المسيحيين مع هذه الطبقة السياسية ومع هذه الطريقة التي تدار فيها معالجة أزمتهم الوطنية والوجودية مقبولة؟".

 

اعادة انتخاب انغيلا ميركل مستشارة لالمانيا

وطنية - اعيد انتخاب المحافظة انغيلا ميركل اليوم مستشارة لالمانيا لولاية ثالثة بغالبية ساحقة من اصوات النواب، على ما اعلن رئيس مجلس النواب نوربرت لاميرت. وستقود ميركل التي تبدأ ولاية جديدة من اربع سنوات "ائتلافا كبيرا" من حزبها الاتحاد الاجتماعي المسيحي وفرعه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي مع الاشتراكيين الديموقراطيين.

 

اكثر من 100 قتيل جراء "قنابل برميلية" اسقطتها طائرات الجيش السوري على حلب

 قالت منظمة اطباء بلا حدود إن ما يزيد على 100 شخص قتلوا وأصيب اخرون جراء "قنابل برميلية" اسقطتها طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري على حلب في هجمات استمرت اليوم الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي.

وأضافت المنظمة التي تقدم امدادات طبية للمدينة الواقعة في شمال سوريا أن مستشفيات حلب التي أصيب كثير منها بأضرار وتعمل بالفعل فوق طاقتها تكتظ بالقتلى والمصابين. وقال ايتور زبالغوجيزغوا منسق اطباء بلا حدود في سوريا "استهدفت طائرات الهليكوبتر على مدى الايام الثلاثة الأخيرة مناطق مختلفة منها مدرسة وملتقى طرق الحيدرية حيث ينتظر الناس حافلات النقل العام."

وأضاف في بيان "كثيرا ما تؤدي الهجمات المتكررة إلى الفوضى وتزيد صعوبة علاج الجرحى ومن ثم تزيد اعداد الوفيات." وتستخدم قوات الرئيس بشار الأسد الطائرات والمدفعية بتواتر في قصف المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في انحاء سوريا. لكن القوات السورية لم تتمكن رغم ذلك من استعادة الاجزاء الواقعة في شرق ووسط مدينة حلب التي اقتحمتها المعارضة في صيف 2012 لكنها طردت مقاتلي المعارضة من بلدات تقع جنوب شرقي المدينة في الاسابيع الاخيرة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 15 شخصا بينهم طفلان لاقوا حتفهم في غارات جوية شنتها المقاتلات على حي الشعار في حلب اليوم الثلاثاء. وكان المرصد قال امس الاثنين ان 76 شخصا قتلوا جراء القنابل البرميلية في حلب يوم الأحد. ولم يذكر المرصد ومقره بريطانيا إن كان ضحايا اليوم قتلوا ايضا باستخدام قنابل برميلية. والقنابل البرميلية هي اسطوانات أو براميل نفط مملوءة بالمتفجرات. وعادة ما يتم دحرجتها لتسقط من الجزء الخلفي للطائرة الهليكوبتر دون محاولة إصابة هدف محدد لكنها تسبب خسائر بشرية واسعة النطاق واضرارا كبيرة. وقال المرصد السوري إن طائرات هليكوبتر اسقطت قنابل برميلية قرب بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب ولكن لم يتضح ما اذا كانت هناك اي اصابات أو خسائر في الأرواح. وأضاف أن مقاتلين من المعارضة أطلقوا صواريخ على بلدتين شيعيتين قرب مدينة حلب اليوم الثلاثاء بعد ان حذروا امس الاثنين من انهم سيستهدفون البلدتين اذا استمر قصف حلب. وقال انه لم ترد تفاصيل فورية عن وقوع اصابات جراء الهجوم الصاروخي. وقتل أكثر من 100 ألف شخص في الصراع الدائر في سوريا منذ اكثر من عامين ونصف العام وفقا لاحدث احصائية للامم المتحدة عن اعداد القتلى والصادرة في يوليو تموز.

 

2885 ضحية قضوا ذبحاً بالسكاكين والسواطير بيد “فرق موت” نظام الاسد

 “لن تسمع صوت الرصاصة التي ستقتلك ولكنك حتما ستموت ألف مرة وأنت تشاهد السكين التي تذبح ابنك قبل أن تصل إليك”… تلك جملة وردت في تقرير “بالسكين” الذي يوثق قتل نظام الاسد لـ2885 مدنياً.. ذبحاً واعدّه الائتلاف الوطني السوري المعارض. يلفت التقرير الى ان الناس في سوريا لا يموتون بالكيميائي وحده، يجب أن يتذكر العالم هذا جيدا فعشرات الآلاف من المدنيين السوريين قضوا تحت القصف وبالصواريخ البالستية والقنابل الفراغية والعنقودية وبراميل البارود التي تسقطها الطائرات على منازل المدنيين، وآلاف آخرين قضوا بالذبح والحرق، أو الحرق وهم أحياء. فقد قتل أكثر من 150 ألف مدني سوري بمختلف أنواع الأسلحة حتى الآن.

ويوضح التقرير انه “يمكن أن يتخفى نظام كامل وراء شريط فيديو يصف حادثة فظيعة، ويمكن أن يحول ثورة شعبية بالألفاظ إلى مجرد مؤامرة، لكن هذا كله يتبخر عندما تكتشف الحقائق والفظائع المروعة التي نفذها ضد المدنيين عدا عن آلاف الفيديوهات التي لم يستطع السوريون إيصالها للعالم. التقرير يركز على المجازر الممنهجة التي ارتكبتها قوات النظام بالأسلحة البيضاء فقط، خلال أكثر من سنتين ونصف من عمر الثورة. وكشف كيف أن 20 مجزرة على الأقل قضى خلالها 2885 ذبحاً ارتكبت خلال 20 شهراً، بما معدله مجزرة واحدة كل شهر، ذبح فيها ما يزيد عن 200 طفلاً و 120 امرأة. واستند التقرير إلى معلومات مأخوذة من مصادر مفتوحة وتقارير لمنظمات دولية وشهادات لناجين بالإضافة إلى شهادات النشطاء، وجميع معلومات هذا التقرير موثقة ومتاحة على الإنترنت، كما أن معظمها موثق بالصور والفيديوهات على اليوتيوب. ولفت الى ان “ما يجمع هذه المجازر أنه قبيل ارتكابها تعرضت مناطقها للقصف المدفعي العنيف، وأنها ارتكبت من قبل فرقة وحيدة مدربة، تنقّلت بين كلّ المدن السوريّة الثائرة مثل حمص ودرعا ودمشق وحلب، والتي عُرفت باسم فرقة الموت، وقامت بارتكاب مجازر مروّعة بحقّ المدنييّن العزّل، وبأعمال وحشية جداً من ضرب وتعذيب وسحل وحرق وقتل في النهاية بالرصاص والسكاكين، على مرأى من أهاليهم، أو من أهالي الحيّ الذي نشأوا فيه!”

ويلفت “الائتلاف” الى ان “هذا التقرير الفظيع هو واحد من سلسلة تقارير تروي الوقائع الثابتة والتي تمثل الأدلة الأكثر وضوحاً على أن التعايش مع نظام الأسد غير ممكن، وأنه إن لم تتم محاسبة المجرمين فإن نتائج ذلك ستكون خطيرة على تماسك المجتمع السوري واستعادة عافيته، فالحديث عن أي مصالحة بعد الحرب لن يكون لها معنى بدون محاسبة”. واعتبر ان “المجتمع الدولي اكتفى حتى الآن بالتنديد دون أي خطوات عملية على الأرض لحماية المدنيين، قد يكون الحل السياسي هو الطريق لكن ريثما يتم ذلك من يحمي المدنيين؟ هذه مسؤولية المجتمع الدولي، وليس فقط مجلس الأمن، التي لا يبدو أنه ينوي التحرك بموجبها”.

وتناول هذا التقرير المجازر الدموية التي ارتكبها نظام الأسد لقمع الثورة باستخدام الأسلحة البدائية من السكين والسيف والساطور، وبلغ تعداد مجازره 20 مجزرة إلى الآن في أكثر من مدينة سورية، حيث قام بارتكاب 6 مجازر في محافظة حمص و 5 في حماة و 3 في ريف دمشق و 2 في بانياس ومجزرة في كل من حلب ودرعا وإدلب ودير الزور.

وتنوعت أسلحة الجريمة والمجزرة بين السيف والسكين والساطور إلى الإحراق والإعدام الميداني، كما تنوعت الضحايا بين العجوز والشاب والمرأة والطفل حتى الرضيع. يذكر التقرير في كل مجزرة معلومات أساسية عن تاريخ المجزرة ومكان وقوعها والجهة المنفذة للجريمة بالإضافة لذكر عدد الضحايا الذين سقطوا خلالها، كما يحاول ذكر ردود الفعل المحلية والدولية على المجزرة إن وجدت، فيما يتم تسجيل شهادات الناجين من المجزرة أو شهود العيان حال توفرها.

وقد خلص التقرير إلى أن النظام قد قام مبكرا من عمر الثورة بتشكيل فرق موت خاصة بتنفيذ المجازر الدموية بالسلاح الأبيض قوام هذه الفرق الحرس الجمهوري التابع لقوات النظام وعناصر من الحرس الثوري الإيراني بالإضافة للشبيحة وعناصر حزب الله، معتبرا ذلك سلاح ترهيب قد يردع الناس عن الخروج ضده ومناهضة طغيانه.

والمجازر هي:

•1 مجزرة الحولة بحمص

•2 مجزرة بابا عمرو في حمص

• 3 – مجزرة كرم الزيتون والعدوية بحمص

• 4 – مجزرة مزارع آبل بريف حمص

• 5 – مجزرة القبير

• 6 – مجزرة التريمسة بريف حماة

• 7 – مجزرة داريا

• 8 – مجزرة دير الزور

• 9 – مجزرة الذيابية

• 10 – مجزرة الصنمين

• 11 – مجزرة جديدة الفضل

• 12 – مجزرة البيضا ورأس النبع في بانياس

• 13 – مجزرة قرية البيضا

• 14 – مجزرة كفر زيبا بريف إدلب

• 15 – مجزرة الشيخ حديد في الريف الحموي

• 16 – مجزرة رسم النفل بريف حلب

• 17 – مجزرة السخنة بريف حمص

• 18 – مجزرة الشنابرة بريف حماة

• 19 – مجزرة قرية وادي المولى بريف حمص

• 20 – مجزرة في قرية كوكب بريف حماة

 

مخاوف من تصاعد الهجمات على الجيش واستهداف "اليونيفيل"

لندن- كتب حميد غريافي: السياسة/توقعت أوساط ديبلوماسية عربية في لندن, أمس, أن "تتصاعد عمليات التفجير الانتحارية ضد حواجز وتجمعات الجيش اللبناني في مختلف أنحاء لبنان", رداً على انحياز قادته وعناصره إلى "حزب الله" وحلفائه. وقال ديبلوماسي عربي لـ"السياسة", تعقيباً على مهاجمة حاجزي الجيش اللبناني في صيدا, ليل الأحد الماضي, على أيدي انتحاريين سلفيين من جماعة الشيخ أحمد الأسير, "إننا نتوقع تصعيداً خطيراً ضد الجيش اللبناني في مختلف مناطق لبنان, على أيدي من يطلقون عليهم لقب "تكفيريين" من السنة المحليين والقادمين من سورية والخارج, ومحاولات تحرش دموية بقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" وأفراد من الجيش الإسرائيلي داخل حدودهم, وتصفية قادة جنوبيين من "حزب الله", وتفجير مخازن أسلحة وصواريخ في جنوب الليطاني وشماله, كما نتوقع استهداف السفارتين الروسية والصينية ومجدداً السفارة الايرانية بصواريخ أرض - أرض (كاتيوشا أو غراد) إضافة الى عمليات اختطاف مؤيدين لـ"حزب الله" ونظام الأسد في لبنان وإعدام بعضهم على شاشات التلفزة". وكشف الديبلوماسي, استناداً إلى معلومات من استخبارات بلده في بيروت, عن أن جماعات سلفية متطرفة "تستعد للقيام بعمليات إرهابية وانتحارية في مناطق وليد جنبلاط الدرزية", بسبب انحيازه إلى "حزب الله" ونظام الأسد. ونقل الديبلوماسي لـ"السياسة" عن مسؤول أمني عربي كبير يزور لندن راهناً, قوله ان "سنة لبنان ومسيحييه يرفضون رفضاً قاطعاً ترشيح قائد الجيش اللبناني الحالي العماد جان قهوجي لرئاسة الجمهورية خلفاً للرئيس ميشال سليمان", وأنهم "يفضلون حدوث فراغ في الرئاسة على أن يمدد لسليمان أو أن ينتخب قائد الجيش خلفاً له".

وقال الديبلوماسي ان دول مجلس التعاون الخليجي لا تؤيد أياً منهما للرئاسة, وتسعى الى ايصال " رئيس قوي من 14 آذار", مؤكدة على لسان بعض مسؤوليها ان حلفاءها في لبنان يمتلكون الاغلبية البرلمانية, "لأن جنبلاط لن يقف مع "8 آذار" بل يمتنع وجماعته عن التصويت أو عن حضور جلسة الانتخابات إفساحاً في المجال أمام مرشح "14 آذار" للفوز" في الانتخابات الرئاسية المقررة الربيع المقبل.

 

"حزب الله".. وسياسة اللسانين!

فادي شامية/المستقبل

في العدّ، تكاد لا تحصى الوقائع التي يقول فيها "حزب الله" ما يخالف أفعاله. البحث في بياناته وتصريحات قياداته يظهر كمّاً كبيراً من "البراغماتية". الأدلة على استعمال الحزب لسانين إذا اقتضت الضرورة، أو تبديل لسانه مع تبدل المصلحة؛ أكبر من أن يجمعها مقال. أثناء العدوان في العام 2006؛ كان لسانه تجاه حكومة الرئيس السنيورة رطباً، وعندما وصف حليفه الإستراتيجي نبيه بري حكومة فؤاد السنيورة بحكومة "المقاومة السياسية" صمت الحزب تماماً، ثم ما لبث أن انقلب على هذه الحكومة، متهماً إياها بأوصاف الخيانة المختلفة. حاله مع السوريين كانت أشنع؛ فقد أشاد الحزب باستقبالهم جمهوره في العام 2006، لكنه كافأهم اعتباراً من العام 2011 بالإسهام بقمعهم، ثم الإسهام بقتلهم في العام 2012، ثم تحوّل رأس حربة في تهجيرهم واحتلال أرضهم في العام 2013، بعدما صار اسمهم وفق قاموسه "تكفيريين".

في لبنان يقسم الحزب خصومه ما بين "إلغائيين" و"تكفيريين". النائب محمد رعد مهاجماً خصومه وكأنه يتكلّم عن صفتين في حزبه -, يقول: "لقد بات اللبنانيون جميعاً، يفهمون سر التناغم بين الإلغائيين في السياسة والتكفيريين في العقيدة والثقافة، فالمدرسة والمنهجية واحدة" (24/11/2013). بالانتقال إلى الوقائع؛ يقدم الحزب أدلة - في كل يوم - على عدم تسامحه مع المخالفين، لا سيما الشيعة منهم. هؤلاء إما مهجّرون خارج مناطقهم، وإما محاصرون في بيوتهم. رامي عليق شاهد واحد على "إلغائية" الحزب. الشهيد هاشم السلمان دليل فاضح على كيفية تعاطي عسكر الحزب مع من يتجرّأ على التظاهر ضده. "غزوة اليسوعية" خير شاهد على احترامه الديمقراطية! أما المتدينون السنة؛ فهم تكفيريون إن كانوا ضده، ومقاومون إن كانوا معه، حتى لو كان أحدهم الشيخ عمر بكري (أحد نواب الحزب تطوّع للدفاع عنه فيما تولى النفوذ باقي المهمة. بكري تطوّع لتبرئة الحزب من انفجار بلغاريا معلناً أن أحد تلاميذه هو المفجر!).

عندما سئل السيد حسن نصر الله عمّا تريده إيران من لبنان؛ أجاب: "لا تريد سوى أن نكون على تفاهم مع بعضنا البعض" (3/12/2013). لسان نصر الله عاكس تصريحات مشهورة تجعل من لبنان "عمق الدفاع الاستراتيجي لإيران" (القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى صفوي - 8/9/2012)، وهو تناسى كلياً الوجود العسكري الإيراني في لبنان، الذي أكّده القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بنفسه عندما قال: "إن عناصر من قوة القدس التابعة للحرس الثوري موجودون في سوريا ولبنان... ونحن نقدم نصائح وآراء ونفيدهم من تجربتنا" (16/9/2012).

أما في ملفّي الجريمة والفساد، فحدّث ولا حرج؛ من فضائح حبوب الكبتاغون والسيارات المسروقة، مروراً بسرقة الكهرباء والتعدي على الأراضي المشاع، وصولاً إلى تقديس المجرمين وتقديم الحماية لهم. لسان الحزب يقول إنه يريد الدولة فيما هو يقيم الأمن الذاتي. لسانه يقول: لا نشاط للحزب في الخارج. الوقائع القضائية تقول إنه أضاف إلى رصيد نشاطه الخارجي هذا العام؛ انفجار بورغاس في بلغاريا، وسفينة الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، ومحاولتي هجوم في قبرص ونيجيريا.

في الأسبوع الماضي أضافت المجموعة اللبنانية للإعلام (تلفزيون "المنار" وإذاعة "النور") التابعة للحزب شاهداً جديداً إلى هذا السجل. كانت المجموعة مهددة بإلغاء عضويتها من "اتحاد إذاعات الدول العربية"، ما يعني حرمانها من البث عبر المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات)، والشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات)، وذلك على خلفية شكوى البحرين من تغطيتها "المنحازة" لأحداث البحرين. أحيلت الشكوى إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فصادق مجلس وزراء الإعلام العرب عليها وأحالها إلى الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات العربية، فلم يجد وفد "المنار" المشارك في الاجتماع في العاصمة التونسية بداً من تقديم اعتذاره إلى هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين، و"التعهد مستقبلاً باعتماد الموضوعية في تغطيتها (المجموعة اللبنانية للإعلام) لأخبار الدول العربية وما يجري فيها من أحداث، واحترامها للمعايير المهنية... وإجراء التقويم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، وتصويب ما يخرج عن هذا الإطار، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الأشقاء العرب، لا سيما مملكة البحرين"، وقد تلا مدير عام اتحاد الإذاعات العربية، بيان اعتذار في الاجتماع نفسه.

بعد يومين أصدر "حزب الله" بياناً أقر فيه بحصول الاعتذار، لكنه اعتبر أن "الموقف تم من دون الرجوع إلى قيادة حزب الله، وكان تقديراً خاصاً من الوفد الممثل لإدارة المجموعة اللبنانية للإعلام". بعد عودة الوفد إلى لبنان؛ سُئل مدير عام "المنار" عبد الله قصير عن الاعتذار فاعتبره مجرد: "تسوية لمنع سحب العضوية من اتحاد الإذاعات العربية"!

للتذكير؛ سبق للحزب أن أنتج "تسويات" مماثلة كثيرة؛ فقد تعهد في الدوحة بعدم إسقاط الحكومة، ثم فعل، وتعهّد في السابق أن تبقى وجهة سلاحه في مواجهة العدو الإسرائيلي لكنه وجّهها إلى صدور السوريين!

 

اسطوانة "حزب الله": عميل أو تكفيري!

اعتاد "حزب الله" على نقل البندقية من كتف إلى كتف، فمن الحدود اللبنانية الإسرائيلية ومقاومة الاحتلال إلى قتل الشعب السوري وتوصيفه على أنه بأكمله تكفيري. ويبدو أن سياسية "حزب الله" باتت ملاصقة لما يجري في سوريان وبات رهانه الوحيد على بقاء النظام السوري وإلا سيخسر الكثير.. اقله سضعف إلى حد التقوقع. متابعة تصريحات قادة "حزب الله" متعة، وكأنها "بازل سياسية" ضائعة، مفلسة، لا خيار فيها سوى التعقيد والعرقلة. بالأمس رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق مسك بزمام لبنان "وشمّعها" بقوله: "لا حل للأزمة في لبنان لا اليوم ولا غدا ولا بعده، إلا بحكومة مصلحة وطنية". مصادر قيادية في "14 آذار" توقفت عند هذا الكلام، وذكّرت قاووق بحكومة الرئيس سعد الحريري التي تم اسقاطها بقوى السلاح والقمصان السود، متسائلة: "هل يريد "حزب الله" حكومة سياسية لاسقاطها من جديد حينما يحلو له ذلك؟"، وقالت: "14 آذار طرحت موقفها تجاه الحكومة، وهو أن الوضع الحالي لا يناسبه سوى حكومة جيادية من اشخاص غير حزبيين، لكن لا يمنع أن يكونوا مقربين من احزابهم وذلك بهدف ابعاد التشنج السياسي والطائفي عن الحكومة من أجل التفرغ لهموم المواطنين ومشاكلهم".

كم جددت المصادر موقف قوى "14 آذار" الداعي إلى انسحاب "حزب الله" من سوريا لأن أغلبية الشعب اللبناني يرفض تدخله ومن غير الممكن لقوى السيادة والاستقلال الجلوس على طاولة واحدة وفي حكومة واحدة مع منتهك للقوانين بحجج واهمة، من غير الممكن أن نجلس مع حزب يقتل الشعب السوري ويتدخل بشؤون الاخرين". وأضافت: "بعد تشكيل حكومة حيادية تهتم بشؤون المواطنين، وبعد تنفيذ مقررات الحوار واولها سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بما في ذلك سلاح الجبهة الشعبية – القيادة العامة في الناعمة، حينها يمكن التكلم عن حوار، كما أن قوى "14 آذار" جاهزة للحوار متى يدعو رئيس الجمهورية ميشال سليمان إليه".

وتوقفت ايضاً عند الاسطوانة التي كررها قاووق بأن "على "المراهنين على إسقاط النظام في سوريا أن يعتبروا مما يحصل في الميدان فيها، وألا يؤخروا تشكيل الحكومة ويعطلوا البلد"، وقالت: "واضح من الجهة التي تراهن على الوضع السوري، بل واضح من لم يستطع الصمود أمام الرهان وقرر التدخل بميليشياته لتغيير موازين القوى بحجج أقل ما يقال عنها أنها كاذبة"، واضافت: "على قوى "8 آذار" وتحديداً حزب الله، الاعتراف بسقوط النظام السوري قبل سقوطه رسميا، لن هناك أكثر من 80% من الأراضي السورية في وضع مضطرب، في أي بلد في العالم ونظام طبيعي يعتبر هذا الأمر خسارة فادحة للنظام بما فيه، فلا أحد يعول على كر وفر هنا أو ربح معركة هناك"، مذكرة بأن "14 آذار تدعم الثورة السورية والشعب السوري بالسياسة والاعلام، وتدعم اللاجئين الهاربين من اجرام النظام بخلاف "حزب الله" الذي يلاحق السوريين حتى منازلهم لقتلهم".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" راشد فايد: إستقالة العريضي كالأرملة التي تطلب الطلاق من المرحوم

أوضح عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" راشد فايد أن "انفجار البقاع هو نتيجة تدخل حزب الله في سوريا"، لافتاً في الوقت عينه الى أن "السبب الأساسي هو غياب الدولة، فعندما يكون هناك شريك لها في قرارها العسكري والامني فذلك يعني أن هناك منافذ لمن يريد ان يخرب". وقال فايد، في حديث الى محطة تلفزيون "الجديد": "الكلام على ضرورة عودة حزب الله من سوريا فرع من المشكلة، لكن المشكلة الاساسية هو وجود السلاح بيد حزب الله، إذ لو لم يكن يملك سلاحا لما ذهب الى سوريا، فوجود السلاح لديه جعله يشعر انه قوة إقليمية وانه مؤهل للدور الذي أُّريد له إقليميا فقرر ان يقاتل في سوريا وكأنه قوة عظمى".

ورأى أنه ليس بالضرورة ان يكون حادث اللبوة عملا داخليا، مشددا على "ضرورة ألا ننسى ان هناك صراعا مخابراتيا اسرائيليا مع "حزب الله" وبالتالي يمكن ان يكون هذا الطرف قد استغل من جانب المخابرات الاسرائيلية بطريقة ما حتى تجرد قدرة "حزب الله" الامنية في هذه المنطقة او تلك". وإذ لفت فايد الى أن "هناك غزلا وطنيا بالجيش اللبناني اليوم من كل الفرقاء"، استدرك بالقول: "لكن هل الجيش اللبناني يلبي هذا الغزل بالكفاءة المطلوبة، وعلى سبيل المثال في طرابلس وقعت 18 جولة قتال ووضعت 20 خطة أمنية ولا نزال مكاننا وأمن طرابلس مهدد يوميا". وأكد أن "المطلوب اليوم هو الحسم، وان كان الحسم بحاجة الى قرار سياسي فليقل الجيش انه لا يملك قرارا سياسيا"، مشيرا الى أن "هناك مجموعة من حثالة القوم يحملون السلاح ويمارسون الترهيب ضد أهلهم مباشرة يريدون القتال وليس ذلك طلب الجميع". أضاف: "لبنان يعاني من مشكلة إسمها وجود دولة على هامش الدولة أو فوق الدولة إسمها دولة حزب الله، يضاف إلى ذلك دور الأخير في سوريا والذي تسبب بوجود بعض الجماعات الاقلية التي اخذت قرارا بمواجهة حزب الله، واحمد الاسير كان نموذجا على ذلك".

وعما يحكى عن ان فريق "14 أذار" شكل فريقا ماليا عندما كان في السلطة، أوضح فايد ان "المالية خاضعة لمجلس الوزراء وللتصويت في مجلس النواب، ووجود وزير مالية من تيار المستقبل لا يعني سيطرته على مالية الدولة" ، لافتاً إلى أنه "ما من قرار مالي يمسكه تيار المستقبل في الدولة لكن هناك توجه مالي يقترحه تيار المستقبل والجميع مسؤول عن تبنيه".

وشدد فايد على ان "ما يؤدي الى الاتجاهات التكفيرية هي اتجاهات مماثلة ولو غُلِفت".وذكّر ببدايات حزب الله يوم كان الإعلام الغربي يسميه تكفيريا، لا سيما عند اغتيال المثقفين الشيعة المعارضين لنهجه السياسي.الى ذلك، قال: "في مؤتمر طرابلس رأيت أن الناس لا تزال تريد سعد الحريري وليس هناك نقاش عن بديل، وسعد الحريري لم يأخذ قرارا بالانكفاء بل هناك طرف وجه ضده حملات وكأنه كان يريد لفئات متطرفة ان تحل مكان سعد الحريري وهذا الطرف نفسه سماها تكفيرية". وإذ جزم لأننا "ندين التكفيريين ونؤيد الليبرالية الكاملة"، أكد أن "تيار المستقبل لا يزال يمثل الاغلبية السنية، ولكن عندما يكون هناك خروج على سلطة الدولة وتدخل بعملها وقواها من قبل حزب الله ستظهر مجموعات صغيرة تريد أن تؤكد وجودها في الضد منه".

من جهة أخرى، أوضح فايد أن "دولة القانون هي التي تنظم العلاقة بين السلطة والرأي العام، وبحكم القوانين تنظم العلاقة بين الافراد والجماعات"، سائلا "هل إطار القانون يسمح لحزب الله بحمل سلاح وأن ينشر جماعته في الطرقات؟". وتابع: "منذ الـ2006 وحتى اليوم ألم يجد حزب الله طريقة تناسبه لكي يكون سلاحه جزءا من سلاح الدولة، لماذا هذا السلاح مفيد بيد احد عناصر الحزب وليس مفيدا بيد الجيش؟ هل يعتقد حزب الله ان الجيش اقل كفاءة ام انه لا يؤتمن على السلاح؟".أما عن امتناع "تيار المستقبل" عن الرد على النائب وليد جنبلاط، أوضح ان "السياسة لا تعني بالضرورة الدخول دوما بالسجالات، والجدل الجدي يكون في مجلس النواب او عبر الحكومة، اما الكلام الآن فلا يقدم ولا يؤخر". وعن العلاقة اللبنانية السعودية، لم ير ان "السعودية اليوم غاضبة من لبنان، فهي تتصرف معه اليوم كما تصرفت باستمرار، لا تدخل بتفاصيل الحياة اللبنانية لكن حينما يكون هناك حاجة للدعم لا تتأخر ". وفي موضوع المؤتمر الصحافي الذي عقده الوزير غازي العريضي البارحة، شبه فايد استقالته بـ"الارملة التي تطلب الطلاق من المرحوم"، وقال: "الحكومة ميتة ولن ادخل بطبيعة العلاقة بين الوزير العريضي والنائب وليد جنبلاط المعروفة بأنها غير مريحة والدليل انه عندما كان هناك ترشيحات للانتخابات لم يتم ترشيحه. وهذه الحكومة لم يعد لها اي قيمة معنوية وليس لها اي اثر في الحياة العامة ".

وتطرق فايد الى انفجار شمال بعلبك، فرفض الاستعجال باطلاق الاتهامات، لافتا الى ان "من لديه عقلية إجرامية لا يتجه الى منطقة نائية بطريق مكشوفة. وانفجار على بعد 3 كلم من مركز الحزب لا يعني انه يستهدف الحزب وقد تكون السيارة تابعة للحزب او ناقلة للاسلحة". في قضية النازحين السوريين، شدد على أن "نمط عيش النازحين عار على الانسانية والعرب واللبنانيين وعار على هذه الحكومة الميتة"، وتوجه الى "حزب الله" والجنرال ميشال عون الذين رفضوا انشاء مخيمات للنازحين بالقول: "عندما رأيت صور المخيم الذي أنشأته تركيا للاجئين أدركت كم أنها دولة تحترم نفسها والانسان أياً يكن "، سائلا "ما هي الحكمة التي اقتضت من حزب الله وميشال عون ان يرفضوا مراكز إيواء اللاجئين؟".

 

هجوم الضعفاء على رئيس الجمهورية

مارون حبش/موقع 14 آذار

يواصل فريق "8 آذار" هجومه على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ويحاول المستحيل من أجل تشويه صورته. ورغم اعلان الرئيس صراحة وفي أكثر من لقاء إعلامي مباشر عدم رغبته بالتمديد ورفضه له، إلا أن فريق "شكراً النظام السوري" وما يدور في فلكله يستخدم إعلامه ليقنع الرأي العام أن رئيس الجمهورية يريد التمديد، فضلاً عن الاتهامات المتتالية بارضاء السعودية، كما لم "يستح" أحدهما في التطاول على موقع الرئاسة فقط من أجل "اثبات" التبعية الميليشياوية وكره الدولة والمؤسسات. منذ مواقف الرئيس سليمان الرافضة لمنطق السلاح والارتهان للخارج ودعوته للوقف إلى جانب الجيش واحترام حدود لبنان، بدأ مسلسل الاتهام والاغتيال السياسي، ورغم ذلك صمد الرئيس ومازال، بوجه كل الفبركات والخطابات التحريضية. فماذا فعل رئيس الجمهورية سوى أنه دافع عن الدستور والاتفاقيات والدولة اللبنانية، وهل رفض الاعتداء على السيادة اللبنانية خيانة؟ هل عدم ترك البلاد والعباد خدمة لأجندات خارجية جريمة؟ أوساط قوى "14 آذار" لأحظت أن "الفريق الآخر يهتم في الفترة الحالية وهي الأشهر الأخير قبل الاستحقاق الرئاسي بتشويه صورة الرئيس ميشال سليمان وتاريخه الوطني طوال فترة شغله موقع الرئاسة، وهو أمر غير مستغرب من فريق يحاول دائماً فبركة الاتهامات من أجل ضرب هيبة الدولة"، معتبرة أن "هم فريق "8 آذار" اليوم الفراغ في سدة الرئاسة، وذا حصل نكون في وقت باتت فيها سلطة الدولة شبه معدومة بمؤزرة عرقلة تشكيل حكومة تسيّر شؤون المواطنين". ووصف الحملة على الرئيس بـ"هجوم الضعفاء على الرئيس القوي".

واعتبرت أن "الهدف السيطرة على لبنان واخضاعه للاجندة الايرانية، وابعاد أي عنصر يشكل وسيلة ضغط لاخراج "حزب الله" من سوريا، وبالتالي من أجل تسهيل أمور الحزب ميدانيا، من دون حسيب أو رقيب يسأل إلى أين تتجه هذه الدبابة أو المقاتل؟"، وأضافت: "الرئيس سليمان لم يخضع لسياسات الارتهان الخارجية، خصوصا سياسة "حزب الله" لذلك يريدون تشويه صورته على أنه متمسك بالكرسي فيما هو ووفق ما قال مرارا وتكراراً لا يريد التمديد، فلما كل هذا التذاكي؟". وشددت على "ضرورة مرور الاستحقاق الرئاسي على خير، وعدم افراغ الموقع الذي لا يزال صمام آمان الدولة في أكثر الأحيان بسبب وجود الرئيس ميشال سليمان الذي لا يريد أي مصلحة سوى للبنان ولا يزال قوياً في مواقفه الوطنية"، رافضة الخوض في "اسماء المرشحين لأنه لا يزال هناك متسع من الوقت لذلك ولا يزال الرئيس سليمان في موقعه كحارس الدستور والسيادة للبنان، وعندما يحين الاستحقاق الرئاسي لن تنظر "14 آذار" سوى لصالح لبنان واللبنانيين". ورفضت الأوساط "ما يتردد عن أن السعودية تتدخل في الشأن الرئاسي أو غيره"، مذكرة بأنه "لم يشهد لبنان أي مرحلة تدخلت فيه السعودية سوى من أجل سيادة لبنان واستقراره، بعكس المحور الإيراني الذي يحاول فرض سياسته على لبنان"، وقالت: "حزب الله جهة مسلحة بأمرة إيران ولديه ذيول في صيدا وطرابلس كلها تؤتمر منه، وبالتالي لا هدف لإيران سوى احداث الاشكال والتحامي خلف السلاح واستغلاله من أجل المصالح السياسية التي تتوافق مع أجندتها في المنطقة".

 

سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست في لقاء مع طلاب الحكمة: الاتحاد الاوروبي يشجع على تأليف حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية

وطنية - عقدت سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست، مساء امس، لقاء مع طلاب كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحكمة – فرن الشباك، دعا اليه رئيس الجامعة المونسينيور كميل مبارك وشارك فيه الوزير السابق سليم الصايغ وحضره عميد الكلية امين لبس وعدد من الاساتذة.

مبارك

بعد النشيدين اللبناني والاوروبي، تحدث مبارك فرأى انه "في زمن تترنح فيه الديموقراطية نبحث عن خشبة خلاص أو حجر نبني عليه فربما تتحقق احلام المستقبل".

وقال :"ان الانانيات الفردية والدولية تتقاسم دول العالم فباتت الدول وكأنها رهينة أمر ما اختبرناه منذ سنوات"، لافتا الى انه "في السابق كانت الجيوش تربح الحروب واليوم هناك موضة الغرائز ما جعل الناس يخشون امرا لا يمكنهم التكهن به والسؤال هو هل سنبقى هكذا ام سنتقدم؟".

الصايغ

ثم تحدث الصايغ الذي شكا من "غياب حكومة يمكنها ان تتسلم زمام الاوضاع في البلد فيما تقوم منظمات المجتمع المدني بسد الفراغ حيث يمكنها"، لافتا الى حضور ايخهورست "على الارض بين المواطنين اللبنانيين في كل مكان تستمع الى مشاكلهم وحاجاتهم وتستمع الى وجهات نظر غير وجهة نظر الحكومة في الاوضاع"، مشيرا الى ان "العمل الدبلوماسي هو جهد يومي مع الاوضاع المعقدة في لبنان وتداخلها مع الازمة السورية".

ايخهورست

من جهتها، اشارت ايخهورست الى "الازمة الاقتصادية والمالية التي عانت منها 28 دولة اوروبية وهي على عتبة مواجهة ازمة اجتماعية يتعين على الاتحاد بذل الكثير من الجهد لمواجهتها بعدما تخطينا الازمتين الاقتصادية والمالية". ورأت انه "مع الاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط لا بد من بذل المزيد من الجهد في لبناء دولة مدنية في كل دول المنطقة وهذا مسار طويل ومعقد"، لافتة الى ان "الاتحاد الاوروبي يحاول مساعدة كل من يريدون التقدم نحو الدولة المدنية". واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي "يريد مساعدة لبنان، هذا النموذج في التنوع الذي يجب اتباعه"، مشددة على اهمية احترام العملية الدستورية وضمان حرية الرأي والتعبير وهذا ما تحتاجونه لحمل دول الاتحاد على النظر في افضل دعم ممكن للبنان". وتحدثت عن المساعدات الاوروبية للبنان التي بلغت نحو مليار يورو، مشيرة الى تعاظم الحاجة الى الدعم مع تفاقم ازمة اللاجئين السوريين وعبئها الكبير على لبنان دولة واشخاصا مضيفين، مشددة على حرص الاتحاد على "التأكد من طريقة صرف الاموال وانها تذهب الى حيث يجب"، ومؤكدة "استمرار دعم الجيش اللبناني وسائر القوى الامنية".

وذكرت بأن "القسم الاكبر من قوات اليونيفل هو من دول الاتحاد الاوروبي واملنا هو في استمرار تحييد لبنان عن الازمة السورية وبقائه في منأى عن تداعياتها"، مطالبة "الطلاب اللبنانيين بالبقاء في لبنان والعمل فيه"، مؤكدة "سعي الاتحاد لضمان سعادة الشعب اللبناني". وشددت على "التزام الاتحاد عملية السلام في الشرق الاوسط على قاعدة الدولتين، اسرائيل وفلسطين". وذكرت بالقيم الاوروبية العدالة والمساواة والحرية والشفافية وحقوق الانسان آملة تعميمها في المنطقة. وفي ما يتعلق بتعاطي اوروبا مع "حزب الله" بعد تصنيف جناحه العسكري ضمن المنظمات الارهابية، لفتت الى ان "الاتحاد يعيد النظر في هذا التصنيف كل ستة اشهر"، مؤكدة "ان حزب الله هو جزء من المجتمع اللبناني وهو شريك في الحياة السياسية من خلال الحكومة والبرلمان"، نافية تدخل الاتحاد في الشؤون اللبنانية ومؤكدة انه "يشجع جميع الاطراف على تأليف حكومة لكننا لا نتدخل في من سيشارك في هذه الحكومة. عليكم تأليف حكومة لمواجهة مشكلة اللاجئين السوريين وعليكم تلافي وقوع فراغ في الحكم وانتخاب رئيس للجمهورية".

 

شجاع وضروري: لقاء الفيصل مع شخصيات إسرائيلية وإحياء المبادرة العربية

بيار عقل/الشفاف/كانت مشكلة "مبادرة السلام العربية"، في العام ٢٠٠٢، وهي نفسها "المبادرة السعودية" التي تحدّث عنها الأمير تركي الفيصل أمس، مزدوجة: فقد استخفّ بها رئيس حكومة إسرائيل في حينه، أرييل شارون، الذي كان منهمكاً بتدمير ما تبقّى من "السلطة الفلسطينية" وبإنهاء الدور السياسي لياسر عرفات (مع أن أخطاء عرفات لعبت دوراً أساسياً في إسقاط باراك وإيصال شارون إلى رئاسة حكومة إسرائيل).

أما العقبة الثانية فتمثّلت في تردّد أصحاب المبادرة الحقيقيين، أي المملكة العربية السعودية، في نقلها بأنفسهم وإيكال مهمة عرضها على الإسرائيليين إلى واحدة من دولتين عربيتين تقيمان علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، أي إلى الأردن. وذلك حرم المبادرة من التأثير الحاسم في الرأي العام الإسرائيلي كما كان سيحصل لو حملها ممثّلو السعودية ودول الخليج! بعد الإتفاق الأميركي-الإيراني في جنيف، وفي ضوء الموقف الأميركي "الرديء" من تطوّرات الثورة السورية، وخصوصاً في ضوء "الجشع الإيراني" للسيطرة على المنطقة العربية، من لبنان إلى العراق، وإلى سوريا والبحرين، كان لا بدّ من كسر الوضع القائم عبر لقاءات علنية بين الطرفين العربي والإسرائيلي. لقاء موناكو أمس يأتي بعد خطاب الرئيس الإسرائيلي بيريس بالفيديو الذي توجّه إلى 29 وزير خارجية عربي في أبو ظبي في مطلع الشهر الحالي. هل ستفيد هذه الخطوات العربية "العلنية" (وخيبة أمل إسرائيل من سياسات أوباما) في إقناع نتنياهو بأن اللحظة الراهنة مناسبة لصلح تاريخي عربي-إسرائيلي يسمح بإقامة دولة الشعب الفلسطيني وبإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي؟ إنزعاج إسرائيل من التقارب الأميركي-الإيراني سيلعب دوراً، ولكنه قد لا يكون كافياً في ضوء تشدّد نتنياهو. ولكن الإصرار العربي على "مبادرة السلام" (مترافقاً مع سياسات أوباما!) سينتهي في نهاية المطاف إلى إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن السلام مع العرب هو السبيل الوحيد لـ"إخراج" إيران من المنطقة التي تسلّلت إليها تحت "غطاء" مواجهة إسرائيل! خطوة الأمير تركي الفيصل جاءت في وقتها، وهي تتّسم بالشجاعة والحصافة. "السلام" مصلحة عربية بالدرجة الأولى. وهو بات أكثر "إلحاحا" الآن مع استعار الصراع الإيراني-العربي (وليس الشيعي-السنّي، كما يردّد كثير من الباحثين الغربيين).

بيار عقل

القدس (CNN)— كشفت السلطات الإسرائيلية عن اجتماع قالت بأنه "تاريخي" بين سفير المملكة العربية السعودية السابق لدى الولايات المتحدة، تركي الفيصل، ودبلوماسيين إسرائيليين في موناكو، الأحد. وجاء في التقرير المنشور على موقع الإذاعة الإسرائيلية: "عقد اليوم اجتماع تاريخي بين ممثلين اسرائيليين وسعوديين على هامش اعمال مؤتمر في امارة موناكو حيث صافح السفير السعودي لدى الولايات المتحدة سابقا الامير تركي الفيصل سفير اسرائيل في واشنطن سابقا ايتمار رابينوفيتش وعضو الكنيست مئير شطريت." واشار التقرير إلى أن "الامير الفيصل حث إسرائيل على قبول مبادرة السلام السعودية وقال انه يشكك في مصداقية الرئيس الامريكي براك اوباما بشان المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية." وجاء في التقرير: "تعقيبا على دعوة وجهها النائب شطريت للأمير تركي لإلقاء خطاب امام الكنيست قال الامير تركي الفيصل إنه ما من جدوى في مثل هذه الخطوة طالما لم تتبن اسرائيل مبادرة السلام السعودية." مدير المخابرات السعودية السابق:امريكا وبريطانيا لم تساعدا مقاتلي المعارضة السورية بما يكفي

موناكو (رويترز) - قال الامير تركي بن الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق ان معارضي الرئيس السوري بشار الاسد يواجهون وضعا صعبا منذ بداية الصراع السوري لان الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا مساعدتهم.

وعلقت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير القتالية لشمال سوريا يوم الخميس بعد تقارير قالت ان الجبهة الاسلامية استولت على مبان تخص المجلس العسكري السوري التابع للجيش السوري الحر على الحدود مع تركيا.

وانتقد الامير تركي هذا القرار قائلا ان البلدين تركا الجيش السوري الحر المعتدل يدافع عن نفسه.

وقال الامير تركي لرويترز على هامش مؤتمر السياسة العالمي في موناكو "الامر الاكثر ضررا هو انه منذ بداية هذا الصراع ومنذ ظهور الجيش السوري الحر كرد على افلات الاسد من العقاب لم تتقدم بريطانيا والولايات المتحدة وتقدمان المساعدات الضرورية للسماح له بالدفاع عنه نفسه وعن الشعب السوري امام الة القتل التابعة للاسد.

"هناك وضع يملك فيه طرف الاسلحة كما هو الحال بالنسبة لنظام الاسد مع دبابات وصواريخ.. والطرف الاخر يصرخ طالبا الحصول على اسلحة دفاعية في مواجهة هذه الاسلحة الفتاكة التي يملكها الاسد.

"لماذا يتعين عليه وقف القتل؟." "هذا بالنسبة لي هو السبب في عدم وجود الجيش السوري الحر في وضع بارز كما كان ينبغي اليوم بسبب نقص الدعم الدولي له. القتال سيستمر والقتل سيستمر."

وتعد السعودية وقطر الداعمين الرئيسيين للائتلاف الوطني السوري والجيش السوري الحر الذي يساعدانه بالسلاح والتدريب والمال ومعلومات المخابرات العسكرية في القتال ضد حكم الاسد.

وتدعم ايران الاسد. واحجمت الدول الغربية عن تقديم اسلحة ثقيلة مثل راجمات الصواريخ المضادة للدبابات خشية احتمال وصولها الى جهة خطأ. وقال الامير تركي انه يرى ان النجاح في وقف هذا الصراع هو انهاء نظام الاسد. وقالت مصادر للمعارضة ان من المقرر ان يعقد قادة من الجبهة الاسلامية التي تمثل اتحادا لست جماعات رئيسية لمقاتلي المعارضة محادثات مع مسؤولين امريكيين في تركيا خلال الايام المقبلة في انعكاس لمدى التفوق الذي حققه تحالف الجبهة الاسلامية على الوية الجيش السوري الحر. وقال احد مقاتلي المعارضة من الجبهة الاسلامية انه يتوقع ان تناقش المحادثات مااذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في تسليح الجبهة وتكليفها بمسؤولية الحفاظ على النظام في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشمال سوريا.

 

النص الحرفي لمقابلة جوني عبدو: إسرائيل مثل "حزب الله" الأعلى

يقال نت/17 كانون الأول/13   

سأل السفير السابق جوني عبدو إذا كانت الدولة اللبنانية لا تريد التدخل في سوريا فقولوا لي أين منع الجيش عناصر من حزب الله من الإنتقال إلى سوريا؟

واعتبر في مقابلة ضمن برنامج بموضوعية على "إم.تي.في" أن هناك ثمة تسرع في اعتبار العمليتين ضد الجيش اللبناني أمس انتحاريتين .

وأشار عبده إلى أنه لا يوجد إنطباع أن حزب الله يعامل كغيره في الدولة اللبنانية بل هو فوق الجميع.

وقال: الحوادث الأمنية كالتي حصلت على الحواجز في الأمس عرضة لأن تحصل مجدداً.

وأبدى خشيته مما يجري في لبنان لافتا إلى أن الوضع في المنطقة مهزوز.

وإعتبر عبده أن الإستقرار في لبنان يعني الخضوع لإرادة حزب الله، لافتا إلى أن إسرائيل هي المثل الأعلى لحزب الله في كل شيء.

وحول ما يجري في سوريا قال السفير عبده إن المعارضة لا تملك معدات تستطيع الهدم، والدمار في سوريا يؤكد أن النظام من فعل ذلك وليس المعارضة والنظام لم ينتصر بل دمر بلاده وهدمها.     

ورفض أن يكون ما يجري في طرابلس له علاقة بالقرار العسكري، في حين إعتبر أن مايجري في جبل محسن مرتبط مباشرة بسوريا.

وأكد أن المملكة العربية السعودية ترعى الإعتدال السني وقال: لو ارادت أن ترسل السلاح لكانت فعلت ذلك ، لافتا إلى أن إيران تضبط الإرهاب الشيعي ونصف الإرهاب السني، مؤكدا أن بن لادن كان يتبع إيران في وقت من الأوقات.

وقال لن نعود إلى 1975 بسبب وجود 3 أطراف أساسية وهي القوات اللبنانية وتيار المستقبل وحزب الكتائب لا تريد الحرب أما التيار العوني فيعتبر نفسه محميا من ميليشيات أخرى.

ورأى السفير عبده أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان بات قويا، وهو أقوى من ميشال عون من ناحية السيادة، كما انه حريص أكثر بكثير من غيره على إنتخابات رئيس جمهورية جديد، وقال أنا ضد التمديد وأعتقد أنه لن يحصل، معربا عن إعتقاده أن بكركي لن تتدخل في تسمية الرئيس.

وإعتبر أن رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام كلّف تشكيل الحكومة على أساس إجراء إنتخابات نيابية.

وأشار إلى أنه لا يمكن للعماد ميشال عون بناء شعبية ليضعنا في تصرف حزب الله.

وقال إن النظام السوري يفضّل رئيسا على شاكلة إميل لحود، وبحسب الترتيب فإنه يفضّل لحود ففرنجية فعون للرئاسة. 

وتوقّع السفير عبده أن يتم تشكيلة حكومة إنتخابات رئاسية.

ورفض أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري تابعا لولاية الفقيه، ولكنه طلب منه أن يعلن ذلك.

ووصف الرئيس أمين الجميل بأنه يسير عل الطريق الصحيح وبأن مواقفه باتت مدروسة أكثر.

وقال إن النائب سليمان فرنجية ينقل بصدق ما تقوله سوريا، وإن وليد جنبلاط ليس مضطرا لشتم 14 آذار ليرضي حزب الله، مستغربا كيف تخلّى عون "الشعبوي"عن المعادلة السيادية.

وحول بدء المحكمة الدولية قال عبده:16إن كانون الثاني سيكون موعد جلسة تاريخية للمحكمة الدولية وتوقع من أنها ستكون من أسرع المحاكمات على الإطلاق، ولولا دماء الحريري وثورة 14 آذار لكان السوري لا يزال في لبنان

ووجه كلمة إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري فقال: لا أعتقد أنه ينتظر المحكمة لأنه يؤمن بالعدالة الإلهية ونالها حيث هو .

وللقتلة قال عبده: "الله لا يوفقن وما يعيدوها"

واعتبر أن الهجوم على المقابلة التي أجراها تلفزيون الجديد لم يكن في محله لأنه ركز على وسام الحسن ونسي أنه ركز على سوريا وعلى حزب الله في االتنفيذ،  وإستغرب إخراج الضباط الأربعة من السجن وقال إن من هاجم  المحقق السويدي وقع في فخ حزب الله لأن الحزب أراد توجيه الأنظار إلى الحسن وإبعاد الأنظار عنه وعن سوريا.

ووصف ما يجري في سوريا بالكرّ والفرّ بين المعارضة والنظام، مؤكدا أن الثورة هي التي تزداد صمودا وليس النظام، وتساءل كيف أن الثورة ما زالت صامدة على الرغم من كل هذا الدعم من حزب الله و إيران.

المعارضة لا تستطيع لأن تحتل مناطق لفترة طويلة، وأعرب عن إعتقاده أن أحد المطرانين لم يعد على قيد الحياة.

وقال إن متمولا سوريا مواليا للنظام السوري ساهم في الإفراج عن صحافيين كانا مخطوفين في سوريا وتدور حوله الشبهات حول متفجرة الرويس.

وإعتبر عبده أن المعارك في سوريا سوف تدوم سنوات وسنوات.

وكشف أن وزيرا يستقيل من السياسة حاليا نقل إلى المسؤولين السوريين ترحيب الرئيس الشهيد رفيق الحريري على القرار 1559 وقال أنا لا أعتب على من إنتقد الرئيس الحريري إنما غاضب على من حرّض على قتله.

النص الحرفي

وفي ما يأتي النص الحرفي لما قاله عبدو:

هناك تسرع في تسمية العمليتين في صيدا بعمليتين انتحاريتين، لأن المعلومات الظاهرة حتى الآن لا تثبت على الاقل ان العمليتان انتحاريتان. الامر فيه التباس.

هذه الامور ستستمر في الحصول الآن ولاحقا.

في ما يتعلق بالجيش، اريد ان اتحدث عن علاقته مع الحالات السياسية والعسكرية الموجودة على الساحة اللبنانية وارتباطه كليا بمعادلة جيش وشعب ومقاومة. ممنوع ان يمس أحد بالجيش، ولكن يتم اعطاء الانطباع ان هذا الجيش موجود كي لا يقوم بأي عمل ضد حزب الله، حتى مجرمي وزعران حزب الله. اذا كان هناك دولة لبنانية لا تريد التدخل في سوريا، لا يجرؤ احد على القول للجيش ان يمسك بشخص من حزب الله يعبر الحدود الى سوريا. اعطاء الانطباع بوجوب تطبيق ثلاثية جيش وشعب ومقاومة، غدا قد يطالبوننا بأن يذهب الجيش ليساعد المقاومة في سوريا، والشعب يلحق به. الجيش مجبر ان يكشف نفسه سياسيا، السياسة أجبرته على ان ينكشف لأنه مربوط، وبالتالي هو قادر على توقيف ناس من عرسال ومن طرابلس ومن اينما كان، وغير قادر على توقيف أحد من حزب الله.

الجيش مكشوف، السياسة كشفته، والقرار السياسي كشفه، وهو كشف نفسه لأنه كان قادرا على ان يتمرد على هذا النوع من القرار.

انا لا أهاجم الجيش، بل أهاجم القرار السياسي الذي يتحكم بالجيش في ظل عدم قدرة الجيش على مواجهة هذا الامر.

الرأي العام السائد أن مشاركة حزب الله في القتال في سوريا ساهم مساهمة فعالة في مجيء الانتحاريين والتكفيريين الى لبنان. نعيم قاسم يقول أنهم يدافعون عن المقاومة. اذا كان هناك دفاعا عن المقاومة، قرار الحكومة باتباع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة تفرض ذهاب الجيش ايضا الى سوريا، وأن يتبعه الشعب. هناك عملية غموض في علاقة الجيش والمقاومة في الجنوب. هل هذه العلاقة تنسحب بالتنسيق في الجنوب على التنسيق في الداخل ضدي وضدك؟ رأيي ان الجيش غير قادر على توضيح هذا الموضوع، وبالتالي غير قادر على القول أنه لا يوجد تنسيق في الداخل. الجيش غير قادر على ابراز نفسه انه مستقل كليا عن حزب الله وعن تسلط حزب الله.

يتكلمون اليوم عن رئيس جمهورية قوي. هناك من يقول أن اميل لحود قوي، بقي 9 سنوات في قيادة الجيش، ركّب حزب الله على رقبة الجيش، وبقي 9 سنوات في رئاسة الجمهورية، فركّب حزب الله على الدولة اللبنانية كلها. خلال 18 سنة عوّد الجيش والدولة اللبنانية الخضوع لحزب الله. وهذا يسمونه رئيسا قويا.

الوضع في المنطقة كله مهزوز. يكاد اللبناني يقول لنفسه انه يعيش بالصدفة.

عن حادثة الناقورة:

اسرائيل لا تنتظر رأي احد في الرد على حوادث من هذا النوع، ما يتحكم بقرارها هو أمنها هي، وهي تعرف متى تستغل حادثة كالتي حصل لتفتعل منها مشكلة. عندما تكون اسرائيل جاهزة لخوض حرب تفتعل مشكلة من حادثة أقل اهمية من التي حصلت.

عن كلام الرئيس السنيورة امس ان حزب الله تحول قوة احتلال وقهر عبر مشاركته في القتال السوري:

هناك قوة سلاح موجودة لدى حزب الله، وبالتالي القهر موجود. هذا لا يعني على الاطلاق أن المطلوب من الآخرين ان يسكتوا كي لا يتهموا بأنهم محرضون. 14 آذار وقياداتها لا تملك الا الانسان والكلام والاعتراض والتعبئة ضد ما يجري. هناك عملية إجبار للخضوع لارادة موجودة في لبنان يشترك فيها الكثير من الناس، منهم مسيحيين ومنهم غير مسيحيين. الاستقرار يعني في لبنان بالنسبة للجميع الخضوع لارادة حزب الله، وهذا صحيح، فإذا خضعنا كلنا لارادة حزب الله وسلّمنا السلطة لحزب الله، يصبح هناك استقرار في لبنان ولا يعود هناك سلطة.

اسرائيل تشكل مثلا أعلى لحزب الله بكل شيء حتى بالقتال وبالتالي فان حزب الله يتمنى كما تتمنى اسرائيل بأن يكون هناك حماس حتى يصبح ابو مازن لا شيء تماما كما يتمنى حزب الله ان تكون هناك قاعدة حتى يصبح تيار المستقبل لا شيء .

انا اطالب حزب الله ان لا يقاتلني في الداخل ولا اطلب منه عدم قتال اسرائيل .

تدخل الحزب في سوريا أضعف قدرته على مواجهة اسرائيل لسبب بسيط انه كان يتمتع بهيبة كبيرة لم تعد موجودة بعد كمية قتلاه التي تصل الى لبنان من سوريا .

حزب الله أثبت بعد ان تدخل عسكريا في سوريا ان الجيش السوري ضعيف . حزب الله يخوض حرب شوارع هو مدرب عليها اكثر من الجيش السوري .

ما حصل من دمار في سوريا يؤكد ان المسؤول عنها هو النظام وليس المعارضة التي لا تملك معدات عسكرية وقتالية ونارية تستطيع احداث هذا الهدم . سوريا تهدمت من قبل النظام . النظام لم ينتصر بل هو هدم سوريا . الحديث عن انتصار ليس للنظام بل للمعارضة فالنظام يمتلك المدفعية والطيران ووسائل القتال المتطورة لكنه لم يستطع اسقاط المعارضة خلال ثلاث سنوات . موازين القوى تسمح لنا بأن نسأل كيف بعد مرور ثلاث سنوات لم يتم اخماد الثورة ولم يتم كسرها على الرغم من قوة النيران التي يستعملها النظام وحلفائه والمساعدات الروسية .

انا استبعد ان تحصل مواجهة في اي فترة من الفترات بين حزب الله والفلسطينيين في لبنان لأن هناك وعي فلسطيني وكذلك وعي لدى حزب الله .

الوضع في طرابلس سيستمر على ما هو عليه حتى بعد تسليم الجيش الأمر هناك . للأمر في طرابلس علاقة بموقع معين اسمه جبل محسن يخضع كليا الى قرار النظام السوري بدليل التصاريح التي يطلقها رفعت عيد عن انهم جنود في الجيش السوري.

هناك أوامر تأتي من النظام السوري الى علي ورفعت عيد اما بتهدئة الوضع ام عدم تهدئته وحزب الله الذي يمول الموضوع في طرابلس .

لو ارادت السعودية ان تسلح كانت قامت بذلك وهي تعرف جيدا بصورة خاصة الطائفة السنية والاعتدال السني الذي ترعاه السعودية . السعودية لا تمون على المتطرفين بعد ان كانت متهمة في السابق انها تدعم المتطرفين وبن لادن , لكنها اثبتت انها مع الاعتدال وهي وقفت ضد الاخوان في مصر .

اذا كان هناك ارهاب داخل الطائفة الشيعية فهو مضبوط من دولة اسمها ايران وبن لادن كان تابعا لايران في وقت من الاوقات . ايران تسيطر على نصف ما يسمى بالارهاب السني .

لا تيار المستقبل ولا القوات اللبنانية ولا حزب الكتائب يريدون ان يتسلحوا ليدافعوا عن انفسهم بالسلاح لكن من الممكن ان تتغيرالقرارات او ان يحشروا ومجيء السلاح لا يحتاج الى سنوات حتى يصل لكن لا يوجد قرار لدى هذه القوى للتسلح ’ وطبعا لا يوجد قرار بذلك لدى ميشال عون لأنه يعتبر نفسه محمي من قبل ميليشيات اخرى .

عن الاستحقاق الرئاسي:

سليمان تجاوز الضبابية وهو يتصرف كرئيس سيادي وهو من الرؤساء الاقوياء، اصبح رئيس قوي يتمسك بالسيادة اكثر من غيره بكثير.

قسم من 8 آذار يقول ان باب التمديد اغلق بوجه سليمان وجزء يقول انه يلحق التمديد، هو لا يريد التمديد وهو حريص على انتخابات رئاسية اكثر من غيره بكثير والمؤثر الاساسي بالانتخابات الرئاسية هو رئيس الجمهورية.

الرئيس سلام عين على اساس حكومة انتخابات نيابية، عطلوا له كل شيء. وكان قادر هو ورئيس الجمهورية التغاضي عن كل شيء وعن التهديدات والمضي في التشكيل فراينا سابقا التهديدات بشأن القرار الظني ولم يحصل شيء.

اليوم سلام اصبح رئيس حكومة انتخابات رئاسية وبيد رئيس الجمهورية التشكيل، سلام حر بتأليف حكومة اذ سماه 124 نائب.

الرئيسين سليمان وسلام قادران على تأليف حكومة وعلى الاغلب ان تتألف هذه الحكومة قبل اسبوع من الاستحقاق الرئاسي. هذه الحكومة امامه شهر للذهاب لمجلس النواب وطلب الثقة ولكن يصبح مجلس النواب هيئة ناخبة لرئاسة الجمهورية، آنذاك سيتسابقون لانتخاب رئيس كي لا تبقى هذه الحكومة ما يعني ان رئيس الجمهورية هو المؤثر الاكبر في اجراء الانتخابات الرئاسية.

ما يعرفه ايضا سليمان انهم يتكلون على شيء لا يمكن ان يحصل وهو عدم تسليم الوزارات، من الذي لن يسلم؟ ميقاتي سيسلم والتيار الوطني الحر لا اعتقد انه لن يسلم. حزب الله يمكن ان لا يسلم وحتى حركة امل اشك في ان لا تسلم. الوزارات تسلم وعلى راسها رئاسة الحكومة. بأمرة من لن يسلموا؟ رئيس حكومتهم غير موجود.

رئيس الجمهورية بيده الاوراق الكبرى لاجراء انتخابات رئاسية.

لا تمديد لسليمان وانا ضد التمديد رغم اعجابي بمواقف سليمان القوية. الرئيس ميشال سليمان هو الاقوى وعلى الاقل هو اقوى من ميشال عون من ناحية السيادة. هل السيادة تكون بانشاء شعبوية ووضعها في تصرف حزب الله؟

ليس قرار نصف الشعب اللبناني الخضوع للمقاومة.

لا يجوز الخضوع لارادة حزب الله في كل شيء.

الفراغ خيار جدي عند حزب الله فقط، الاطراف المسيحية بمن فيهم عون ليسوا مع الفراغ. اعتقد الرئيس سليمان سيؤلف هذه الحكومة ويجبر الناس اما السير بها او الذهاب لانتخابات رئاسية.

السيادة هي التي تحدد كل شيء، امين الجميل رئيس سيادي اي رئيس قوي رغم كل المخآذ عليه في عهده، سمير جعجع رئيس قوي وبطرس حرب رئيس قوي، الرئيس سليمان اقواهم.

جون عبيد سياسي محنك وله اتصالات واسعة ومحاور يستطيع محاورة الجميع ولكن لا نعرف اذا كان لديه خصم. رئيس الجمهورية يجب ان يكون حامن ورئيس لجنة حوار.

رياض سلامة مثل جون عبيد ايضا.

العماد قهوجي، هناك امني غير قهوجي وقهوجي يقوم بجهده ليكون وضع الجيش الوضع السليم وينقصه اشياء اساسية اي تغطية انكشاف الجيش بوجه حزب الله، ليس لأنه مطروح لرئاسة الجمهورية عليه ان يخضع لحزب الله حتى انتخابه وهذا ما فعله الرئيس سليمان في البدء.

الرئيس سليمان ليس بوضعية الرئيس سركيس وبقاء الرئيس سركيس آنذاك كان بموافقة الجميع.

السوريون يريدون اما اميل لحود او سليمان فرنجية او عون، اميل لحود ليس مطروح. يتردد اسمه لانهم يريدون شبيه له.

تأييد 8 آذار لعون مناورة ليحصلوا على شيء آخر.

المشكلة في مجلس النواب، هل سيجتمع قبل الاتفاق على رئيس ام سيجتمع لانتخاب رئيس؟

اعتقد انه قد تحصل معركة نصاب.

بكركي لن تدخل في تسمية رئيس، المطلوب من بكركي ان تحدد لنا ما يعني رئيس قوي.

عن تشكيل الحكومة:

اتوقع ان تتشكل حكومة والصيغ لن تعود مهمة، ستكون حكومة انتخابات رئاسية حيادية.

بري ليس تبعي لولاية الفقيه ولم يعلن هذا بعد.

اعود للقول لنصر الله اذا كانت الامور بالقوة فالامر له اما بالشرعية فالامر للدولة وهو مثل غيره ولذلك هو متمسك بسلاحه اذ لم يأخذ شيئا بالشرعية.

اقول لجنبلاط ليس احد مكان احد وانا اقدره وهو يعرف مصالحه ومصالح طائفته وزعامته، ليس ضروري كي يرضي حزب الله او غيره ان ينتقد الى هذا الحد 14 آذار، يستطيع ارضائهم دون هذا الانتقاد واحيانا الشتائم.

لم ينجح احد الا حزب الله في لبنان. لم ينجح احد بالوسطية سوى الرئيس سليمان. اذا بقي هكذا جنبلاط سيخرج من 14 آذار من يقول انهم يقبلون بالـ9-9-6 شرط ان يُحسب على 8 آذار.

لجعجع اقول انه حيد قليلا عن مساره اللبناني الصافي ومن الصعب ان يعود الى المسار الاساسي وهذا حصل بدعمه القانون الارثوذكسي. في حقوق المسيحين لا يستطيع المسيحي الدخول في معادلة العدد والا يخسر. هل المسيحيين هم الحزبيين فقط؟ هل نبيل دو فريج او بطرس حرب او جون عبيد ليسوا مسيحيين؟ هؤلاء مسيحيين اكثر من غيرهم، كل الاحزاب المسيحية تمثل اقل من 20% من المسيحيين والباقون حياديين.

سمير جعجع اللبناني بامتياز حصل خدوش على توجه السيادي في مكان ما. الانطباع دائما اقوى من الحقيقة اذ اعطى انطباع ان المسيحي اهم عند من كل شيء رغم ان السنة في مكان ما كانوا يقبلون ان يكون جعجع زعيمهم.

ليس سهولة على تيار المستقبل بشكل خاص وسعد الحريري ان يقبلوا ان دو فريج ومكاري واوغاسابيان ليسوا مسيحيين، جعجع ليس لديه مسلمين في القوات كي يقبل ام لا بينما تيار المستقبل حزب مختلط يُطلب منه ان يكون حزب سني بحت.

عن امين الجميل: حصلت تعديلات ايجابية بمواقفه اصبحت مدروسة والحزب يقوم بعمل جيد، حبه التميز عن غيره موجودة في التربية عنده.

الوزير سليمان فرنجية الوحيد الذي يقول بصدق ما تريده سوريا. في الامس قال كلام غريب مع مارسيل الاسد عندما قال ان الاسد كان يريد سليمان وانه قال للأسد انه سيعطنهم في الظهر. هو لا زال منسجم مع نفسه ويعترف انه يسير بما يطلبه الاسد حتى لو لم يكن مقتنع.

عون شعبوي اساسي وكان سيادي كيف ترك المعادلة السيادية انا لا افهم. قد يغير الانسان بلسانه لحماية نفسه لا يغير قناعاته، جنبلاط مثلا يغير بلسانه ولكن لا يغير بقناعاته.

بحسب معلوماتي ان هناك تحضيرات هائلة لبدء المحاكمات في المحكمة الدولية . هناك تحضيرات لدى الادعاء ولدى الدفاع . هذا يعني ان كل الادعاءات التي قالها حزب الله بأن المحكمة لا تعنيه هناك تحضيرات كبيرة للدفاع لدرجة لا يمكن لأحد ان يصدق ان حزب الله خارج هذه التحضيرات . جلسة بدء المحاكمات ستكون جلسة عارمة وتاريخية وستأخذ ابعادها الاعلامية والقضائية الكبيرة . هذه المحكمة هي من أسرع المحاكم الدولية مقارنة مع محاكم اخرى وسيتم ملاحقة المجرم مهما تقدم الوقت.

الرئيس الشهيد رفيق الحريري يؤمن بالعدالة الالهية وقد حصل عليها حيث هو موجود اللآن لكن يبقى للرئيس سعد الحريري وعائلة الحريري والسيدة نازاك مطلبهم بأن تكون هذه المحكمة ترجمة للعدالة الالهية وهم مصرون على ان لا تذهب دماء رفيق الحريري والشهداء الباقين هدرا ، ونحن لنا الفخر بشهداء الاستقلال وعلى رأسهم بشير الجميل ورينيه معوض وكمال جنبلاط وغيرهم من شهداء 14 آذار ، عليهم ان يتأكدوا ان هذه المحكمة سوف تعطيهم الحق بالتمسك بالسيادة اللبنانية وبالتالي فان دماء الشهداء لم تذهب سدى . دماء رفيق الحريري وتظاهرة 14 آذار المليونية هي التي اخرجت الجيش السوري الذي لم يكن يحلم احد بأن يخرج من لبنان.

حزب الله أثبت في المحاكم الدولية والمحلية انه بمعزل عن كل القرارات القضائية .

هم اختاروا الخروج على القانون عن الخضوع للقضاء .

المتهمون سيأتون الى القضاء جلبا .

ردات الفعل على ما قاله مساعد ميليس لم تكن في مكانها فموضوع الشهيد وسام الحسن جرى الحديث عنه سابقا وبالتالي اخذ حيزا من التفسيرات ومن غير الممكن وجود شبهة على الشهيد الحسن ومساعد ميليس عبر تلفزيون الجديد ذكر ان سوريا بتنفيذ من حزب الله هما اللذين اغتالا رفيق الحريري . هو ثبت الاتهامات على حزب الله وزاد عليها الشبهة على وسام الحسن فصدرت منا ردات فعل على موضوع الحسن وانسينا العالم تأكيداته حول تورط حزب الله . مقابلة الجديد لم تفد حزب الله بل اضرت به والحزب اراد ان تشار اصابع اتهام 14 آذار الى الحسن وهذه الضجة ضد الشهيد الحسن لها هدف وحزب الله يبحث عن بحصة تسند خابية في موضوع المحكمة .

النظام السوري خاف من مكافحة غازي كنعان للفساد لأقرب المقربين من بشار الاسد هو رامي مخلوف لذلك فان جزء كبير من هذا الموضوع ادى الى ان يدفع حياته ثمنا.

لبشير الجميل ورفيق الحريري التوجه نفسه في السيادة اللبنانية، وانا سرت وراء بشير الجميل ووراء رفيق الحريري لهذا السبب بالذات.

اخفاء موسى الصدر كان من ضمن الصراع السني الشيعي، القذافي كان يريد توحيد المسلمين تحت ستار الكتاب الأخضر، وبالتالي، الامام الصدر كان له انتقادات على الكتاب الاخضر، فأخذه وأخفاه عنده. نحن قمنا بتحقيق بموضوع الامام الصدر، وأرسلنا من اشجع الضباط وأرقاهم بالفكر الى ايطاليا للتحقيق هناك، واكتشف ان الذين نزلوا في الاوتيل ليسوا الامام الصدر ورفيقيه، والبدلاء لم يكونوا بالشكل نفسه، وهناك هناك شنط تابعة للمرحوم الامام الصدر بوقتها أحضرناها وسلمناها للمخابرات.

س: هل تتوقع لائحة اغتيالات جددية بالتزامن مع بدء المحكمة ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في لبنان؟

ج: لا يمكن لأحد أن يتكهن في هذا الامر. هذه قرارات تصدر في ساعتها، في اوقات معينة وفي ظروف معينة.

سوريا اهتمت كثيرا باغتيال وسام الحسن، واهتمت بالتفجيرات في موضوع ميشال سماحة، واهتمت بتفجيرات موجودة في طرابلس ضد المسجدين، واهتمت بتسليح جبل محسن، واهتمت بإرسال صواريخ لحزب الله. سوريا ما زالت تهتم بما هي قادرة عليه في لبنان. هناك اجهزة مخابرات موجودة في سوريا، أسنانها خفّت قليلا، والآن اصبحت "بدها السترة" أكثر مما لديها قدرة على الفعل، ولا أحد يعرف متى تعود قدرتها على الفعل، لأنه اصبح لديها إمدادات في حزب الله وفي ايران.

عن مستقبل الازمة السورية:

العملية في سوريا واضحة. الخبير الاستراتيجي الوحيد الذي أنصح به هو نزار عبد القادر.

العملية هي عملية كر وفر واضحة، يوم نرى ان المعارضة تقدمت، ويوم نرى ان النظام تقدّم. المهم أن المعارضة يجب أن تعرف أنها لا يمكنها البقاء في منطقة معينة لفترة طويلة من الزمن لأن هناك طيران ومدفعية، وبالتالي حتى القرى التي يدخل اليها الثوار والجيش الحر، يخاف أهلها.

من يزداد صمودا في سوريا هو الثورة، كل موازين القوى تقول انه بين الطيران والمدفعية والمساعدات الهائلة سواء من حزب الله او ايران او روسيا، يجب ان لا نتساءل كيف ما زال النظام قائما بل كيف ما زالت الثورة قائمة.

خطف المطرانين ابراهيم واليازجي وراهبات معلولا:

الامر محيّر. انا لم أعلم ان المعارضة اعادت السيطرة على معلولا، آخر خبر وصلني هو ان النظام استلم الدير، وبعد ذلك تم خطف الراهبات، دون ان يقول أحد أن النظام ترك معلولا. هناك علامة استفهام حول هذا الموضوع.

بالنسبة للمطرانين، المعلومات ضئيلة جدا بشأن الحجز الحاصل على المطرانين. هناك من يقول ان أحد المطرانين لم يعد على قيد الحياة، وهناك من يقول أن من يعلم تماما مكان وجودهما هو احد المتمولين السوريين الذي تمكن من إخراج الفرنسيين الاثنين والذي يوجد علامات استفهام بشأنه في موضوع متفجرة الرويس، والذي يوجد احد الوزراء السابقين على اتصال معه، ولأن هذان الفرنسيان أُفرج عنهما بواسطة هذا المتمول مطلوب ان يُعطى له وسام فرنسي. ولكن الاتهامات التي صدرت هذا المتمول الكبير والذي هو مع النظام، كان قد وعد بإخراج فرنسيين وبإخراج المطران، ولكن الآن "تخربطت" الامور.

حسب معلوماتي، المطرانان موجودان لدى جبهة النصرة.

الوضع السوري:

لا اعرف اذا كان الوضع ذاهب نحو التقسيم. هذا الامر له علاقة بنتائج المعارك في سوريا ونتائج نهاية الازمة في سوريا. الشيء الاكيد انه اذا ضعفت المعارضة ولم تستطع القيام بتقدمات معينة على الصعيد العسكري وعلى الصعيد الساتراتيجي، قد تقبل المعارضة بأن النظام "يحل عنها" ويعطيها استقلالية معينة.

اذا حصلت تسوية اساسية بالموضوع، لا اعتقد ان أحد يمكن ان يرضى بتقسيم سوريا، لا المعارضة ولا النظام.

المعارضة الموجودة في جنيف 2، كي تبرر وجودها، ستشتم بشار الاسد، والناس الذين يمثلون بشار الاسد سيشتمون المعارضة، وهناك ناس سيطرحون تأجيل الاجتماع وتشكيل لجنة، وسيقف الاجتماع هنا الى حين تحديد جنيف 3 و4 و5. بدون شك، ان اجتماع جنيف 2 قد يحصل بالشكل، والنتائج فاشلة كليا.

ما صحة ما يقال عن ان الرئيس الاسد بات حاجة غربية من اجل حرب على الارهاب والارهابيين ونجح على الاقل في هذا الامر؟

بدون شك أنه نجح. هو أوجد النصرة وداعش، أوجدهم من السجون السورية، فأصبح الناس يترحمون على النظام.

صحيح ان الغرب يفضّل "شيطان يعرفه على شيطان يتعرفون عليه"، ولكن هم ايضا ينتظرون ولا يساعدون النظام على الانتهاء من التكفيريين.

عن اختفاء جوزيف صادر:

آسف انه بعد اختفائه بأسبوع الدولة اللبنانية اقنعت العائلة ان لا تتحدث في الموضوع، كيف اذا يتابعون القضية؟ لا معلومات لدي ولك شعور ان هذا يتبع التمرد على القضاء بكل شيء من قبل حزب الله.

عن الربيع العربي:

اوافق على ان الربيع العربي قُتل.

بالنسبة لي لا مسيحيين يشكلون حزب، المسيحيين في سوريا بعض المسيحيين في لبنان ورطوهم وكانهم جميعهم مع النظام لكنهم مثل اي مواطن سوري منهم مع النظام ومنهم ضده. المسيحيين السوريين مواطنين سوريين. اعطاء الانطباع ان المسيحيين احزاب داخل دول فيه تحريض على المسيحيين.

ليس خطأ ان المسيحيين لو كانوا متشبصين بأرضهم لبقيوا، التبشص بالارض ليس شيمة دينية شيمة وطنية.

عن الاتفاق الايراني الغربي:

اتمنى ان يكون مقدمة لاتفاق في المنطقة، استغرب ان السعودية لم تعلن بمؤتمر صحفي عن موقفها صراحة عن هذا الموضوع الا ضمن دول الخليج. هذا الاتفاق متابعة لاجتماع ايراني اميركي حصل من سنتين مع الخامنئي بالذات وتوقف عن التنفيذ بناء لطلب الخامنئي اذ لم يكن يعرف اذا كان اوباما سيعود رئيسا. عندما عاد اوباما تريث خامنئي للانتخابات الايرانية. هناك رضى ايراني للدخول بالمنظومة الدولية التي كان يرفضها، لن نر بعد الآن نصر الله في لبنان يتنكر للقرارات الدولية.

لا بد ان يحصل تصرف من الدول العربية ولبنان بالذات بايجابية مع هذا الموضوع، الدولة يجب ان تكون موجودة ليساعدها احد. لا تستطيع الدولة ان تنوجد ضد ايران لكن هذه المنظومة التي دخلتها ايران قد تساهم في تهدئة الوضع في لبنان والوصول الى استقرار معين.

لم يعد يقدر الايراني ان يقول انه يريد محو اسرائيل من الوجود.

الغضب السعودي سببه الارتباط الايراني السوري وكيف سينعكس هذا الاتفاق على سوريا ولبنان، هنا نتفهم تخوف السعودية من ان يكون ثمن التفاهم الايراني مع الغرب سوريا ولبنان.

عن الانفتاح السعودي على روسيا:

الاتصال الاول بين بندر وبوتين حصل بناء لطلب السعودية الاجتماع الثاني حصل بناء اتصال بين بوتين والملك. لا بديل عن التحالف الاميركي السعودي، القصد القول لروسيا انهم ليسوا ضدها. السعودية لن تتخلى عن حليفتها اميركا.

لا اتوقع حرب اهلية جديدة في لبنان فلا حزب الله يريد حرب اهلية ولا الفريق الآخر عنده الامكانيات.

اتحدث من الخارج لأتحدث كما اريد فاذا ذهبت الى لبنان علي تخفيف لهجتي وانا لا اريد ذلك.

 

ما بين عُمان وإيران وبين السعودية وسورية

جورج سمعان/النهار

لولا التدخل الفاعل للديبلوماسية الكويتية لكانت قمة دول مجلس التعاون أمام امتحان كبير. الشيخ صباح الأحمد اصطحب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل أيام من موعد القمة الـ 34 إلى الرياض لترطيب الأجواء بين قطر والسعودية. كان الهدف تبديد التوتر الناشيء عن التعارض في موقفي البلدين مما يجري في مصر. ثم كان التحرك الكويتي لإخماد عاصفة أثارتها تصريحات الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد الله الذي أعلن معارضة السلطنة قيام «اتحاد خليجي» حتى ولو أدى ذلك إلى مغادرتها المجلس القائم... ومرت القمة بسلام على قاعدة أن «الاختلاف مسموح لكن الخلاف ممنوع» كما عبرت إحدى الصحف الكويتية.

الاختلافات كثيرة بين دول المجلس، ويتوقع أن تستمر بفعل التطورات التي تشهدها المنطقة، والغموض الذي يكتنف مسيرة قيام نظام إقليمي جديد. وما فعلته الكويت هو إستعادة هذه الاختلافات والتباينات إلى داخل المجلس. ولا يعني هذا بالطبع زوالها. لكنها ستبقى تحت سقف المنظومة فلا تهدد مصيرها ومسيرتها. ستظل التحديات التي ظهّرت هذه المواقف المختلفة قائمة ما دامت الظروف والتداعيات التي استدعتها قائمة هي الأخرى. لقد تجاوز المجلس امتحانات قاسية طوال مسيرة ثلاثة عقود ونيف. فليس قليلاً أن يعيش الخليج ثلاث حروب مدمرة وينجو: الحرب العراقية - الإيرانية التي استمرت نحو ثماني سنوات، ثم غزو الكويت وتحريرها ثم الغزو الأميركي للعراق. وقد تركت هذه الأحداث الكبرى تداعيات بدلت البيئة السياسية والمشهد الأمني في المنطقة برمتها. وجاءت عواصف «الربيع العربي» التي أطاحت ما بقي من أركان النظام العربي وأسسه لتفاقم حال الانكشاف في منطقة الخليج والشرق الأوسط عموماً.

توكأت دول المجلس طويلاً على المظلة الأمنية الغربية التي ربطت أمن الطاقة في الخليج بأمنها القومي وبمصالح الدول الصناعية الكبرى. ووفرت بذلك الأمن والحماية لهذه الدول حيال التهديدات والمخاطر. لكن المواقف الأخيرة للإدارة الأميركية ساهمت في مزيد من انكشاف دول مجلس التعاون. وبات على هذه الاتكال على قدراتها الذاتية في الصراع المحتدم لقوى كبرى في المنطقة تتسابق لملء فراغ جزئي سيخلفه تراجع دور واشنطن المتوجهة شرقاً إلى بحر الصين. لا جدال في أن الدول الست للمجلس تتشارك في مخاوفها من قدرات إيران العسكرية، ومن برنامجها النووي وترسانتها الصاروخية، ومن تمدد نفوذها وطموحها الجامح لقيادة المنطقة. ألم يدعُ الرئيس محمود أحمدي نجاد قمة المجلس في الدوحة نهاية العام 2007 إلى إنشاء «مؤسسات أمنية للتعاون» بين ضفتي الخليج، وإلى هيئات للتعاون في مجلات الاقتصاد والطاقة والتعليم والسياحة...؟ دعاها إلى طهران الساعية إلى اخراج القوى الكبرى من الخليج، وهو أمر شبه مستحيل نظراً إلى المصالح الحيوية والاستراتيجية لهذه القوى. وهو ما تعارضه أيضاً الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون التي لا تخفي هواجسها الأمنية والعسكرية حيال طموح جارها الشرقي إلى قيادة المنطقة.

لم يسبق لدول الخليج أن واجهت في العقود الثلاثة انكشافاً بهذا القدر. سقط العراق، «البوابة الشرقية» التي دعمتها طويلاً للوقوف في وجه سياسة «تصدير الثورة» التي نهجها الإمام الخميني. وأخطر ما في هذا السقوط أن الإدارة الأميركية التي أطاحت نظام صدام حسين سحبت قواتها مخلية الساحة لإيران. لم تتخذ أي إجراء يطمئن حلفاءها الخليجيين أو يبدد هواجسهم من الآثار السلبية لهذا الانسحاب. من هنا مرد المخاوف المتجددة من مآلات الحوار القائم بين واشنطن وطهران. صحيح أن الولايات المتحدة لم تتخل عن مصالحها في المنطقة، لكن ما تغير هو سبل حماية هذه المصالح والدفاع عنها. وهي لم تراع هنا لسد الفراغ الذي قد يخلفه تراجع دورها سوى أمن إسرائيل. ولهذه الغاية كان تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، وربما على حساب المعارضة السورية و»اًصدقائها» وأهدافهم. ثم اتفاق جنيف لوضع البرنامج النووي الإيراني على سكة الرقابة الدولية لمنع تطوير سلاح ذري. وما يقلق مجلس التعاون هو توجه في السياسة الأميركية إلى إيكال مهمة حماية الأمن والاستقرار في هذا الإقليم أو ذاك إلى قوى إقليمية كبيرة هنا وهناك. وفي عالم عربي متحول باستمرار بفعل «عواصف التغيير» التي لم تهدأ ثمة ميل أميركي نحو التفاهم مع الجمهورية الإسلامية، بصرف النظر عما يخلفه هذا التفاهم من إضرار بمصالح حلفائها العرب التاريخيين... على غرار ما حصل في العراق، وما قد يحصل في أفغانستان حيث حاجة الإدارة ماسة إلى التفاهم مع طهران وموسكو عشية الانسحاب من كابول.

يكفي مثل هذا السيناريو لمضاعفة مخاوف أهل الخليج الذين اطمأنوا طويلاً إلى قاعدة ثلاثية من السعودية ومصر وسورية لم تعد قائمة في ظل التطورات الأخيرة. بل في ذاكرتهم صورة تجربة لم تعمر قامت لترسيخ هذه الثلاثية ومأسستها، عندما قام ما سمي «إعلان دمشق» وضم مصر وسورية إلى الدول الست. وأشير يومها إلى ضغوط أميركية كانت، مع أسباب أخرى، وراء انفراط هذا العقد. كانت واشنطن تسعى إلى «حبس» مصر داخل حدودها المحلية والحد من دورها الإقليمي، خصوصاً في الخليج الذي طالما اعتبرته جزءاً من فضائها الأمني والاقتصادي الحيوي.

حيال هذا التبدل العميق في البيئة السياسية الذي فرضته التطورات المتسارعة، كان طبيعياً أن تتباين مواقف دول مجلس التعاون، خصوصاً بين عُمان والسعودية. كان الموقف العماني صادماً. لكنه لم يكن مفاجئاً بالقدر الذي صُوّر به. كان طبيعياً، في ظل الأجواء الملبدة التي تعيشها دول مجلس التعاون، أن يبالغ بعضهم في قراءته ولكن ليس إلى حد الحديث عن «خطة لتدمير» هذه بنية عمرت ثلاثة عقود. كأن العوامل التي استدعت قيام هذه المنظومة ربيع العام 1981 كانت أشد خطورة مما يواجه دول الخليج هذه الأيام. أو كأن هذه المنظومة لم تنج من أتون ثلاث حروب كبيرة زلزلت المنطقة. لذا لم يكن متوقعاً أن ينفرط هذا العقد أمام التحديات الآنية الخطيرة، على رغم التباينات بين الدول الست من هذه الحرب وغيرها من الأزمات. فالمجلس رأى النور وسط دخان الحرب العراقية - الإيرانية. وبينما رأى معظم دوله مصلحة في دعم نظام الرئيس صدام حسين، كان للسلطنة موقف مختلف. ارتأت «النأي بالنفس». ولم يثنِ صدام عن سعيه لاستخدام طائراته الحربية أجواء عُمان ومطاراتها لمهاجمة الجمهورية الإسلامية، إلا عندما لوّحت مسقط باستعمال القوة لمنع هذا الأمر.

وفي السياق نفسه كان غياب عُمان عن القمة التي عقدت في بغداد إثر قبول طهران وقف النار، وعشية غزو الكويت. لم يرق لها أن «تبايع صدام زعيماً على العرب»، كما عبر بعض ديبلوماسييها. وجاء موقف عُمان في سياق سياسة عامة نهجتها طويلاً قبل ذلك. فقد غابت عن قمة بغداد التي عقدت في نهاية العام 1978 وقررت إسقاط عضوية مصر الذاهبة إلى اتفاقي كمب ديفيد، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس. بل إن السلطان قابوس توجه في زيارة رسمية للقاء الرئيس أنور السادات!

ولعل القدر الكبير في هذا التباين مرده - بين عوامل أخرى - إلى واقع الجغرافيا والإرث التاريخي والثقافي والاجتماعي. فبخلاف دول شبه الجزيرة التي تنظر تاريخياً إلى الشمال، إلى بلاد الشام وبعدها إلى أوروبا، تتطلع السلطنة نحو الجنوب والشرق، من شرق القارة السمراء إلى المقلب الآخر من الخليج وبحر العرب، إلى الهند وباكستان وإيران وما بعدها. هذه النظرة مثقلة بصفحات طويلة من النفوذ العماني الذي امتد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من بحيرات أفريقيا الوسطى إلى شبه القارة الهندية، في ظل «السلطنة» العمانية في مسقط وزنجبار، إلى أن سقطت الأخيرة، «الأندلس الأفريقية»، كما يحلو لبعض العمانيين أن يسميها، في العام 1964 وتهاوى الحضور العربي هناك.

ومن واقع الجغرافيا والتاريخ أن السلطنة لا تزال تحفظ للإيرانيين الدعم العسكري الذي قدمه الشاه في مواجهة «ثورة ظفار» من 1965 إلى 1975. هذا حتى لا نتحدث عن العلاقات الاجتماعية التي تربط بين العمانيين والإيرانيين. وهو ما تشي به الديموغرافيا العمانية وتنوعها المذهبي والعرقي، العربي والبلوشي والباكستاني والهندي والسواحلي. وهناك سيل من الاتفاقات المبرمة بين السلطنة والجمهورية الإسلامية، المتجاورتين في مضيق هرمز، ليس آخرها «اتفاق التعاون الأمني» (2009)، واتفاق التعاون الدفاعي واتفاق تصدير الغاز (2013). هذه الحقائق الجغرافية - التاريخية لا يمكن أن تزول بسهولة مهما تعاظم التلاحم بين دول مجلس التعاون. وحسناً فعلت الكويت بنزع فتيل المواقف المختلفة، خصوصاً من ملف التعامل مع الجمهورية الإسلامية. ولكن يبقى على السلطنة التي وجدت مصلحة في أداء دور مسهل للحوار بين طهران وواشنطن، أن تجد السبيل لدعم أشقائها في مواجهة مصيرية مع الجمهورية الإسلامية فوق أكثر من بقعة مشرقية. وهي تدرك بالتأكيد أن خسارة السعودية لسورية ومعها لبنان بعد العراق سيترك آثاراً مدمرة على مستقبل شبه الجزيرة والإقليم برمته. وعندها لن ينفع مجلس تعاون ولا اتحاد خليجي... ولن تكون السلطنة بمنأى.

ليس المطلوب أن تصطف دول الخليج في موقف واحد موحد، فهذا لم تصل إليه أوروبا التي يجمعها اتحاد واسع. المطلوب أن تحث الدول الست الخطى على طريق توحيد منظومتها من القوانين والشرائع ومؤسسات الحكم وأدواته، خصوصاً في الميدان الاقتصادي. صحيح أنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا الميدان، لكن الطريق لا يزال طويلاً لتحقق الحد الأدنى من المساواة في المجالات المالية والاجتماعية والتنموية والخدماتية، ومن القوة العسكرية المشتركة والمعتبرة... عندما يشعر أهل الخليج جميعهم بجدوى المصالح والمنافع الاقتصادية وبتوافر القوة الذاتية التي يقدمها مجلسهم يحسنون اختيار السياسات التي تحافظ على هذه المكاسب بعيداً من إرث التاريخ وتقاليده وثقل الجغرافيا وثوابتها، وبعيداً من المخاوف والهواجس حيال هذا الجار وذاك!

 

أجندة «القاعدة» في سورية

عبدالله إسكندر/النهار

في انتظار معرفة جنس الملائكة، اي معرفة المسؤول عن توسع نفوذ «القاعدة» ومشتقاتها في سورية، باتت أجندة التنظيم الارهابي تفرض نفسها على تطورات الصراع. وسواء دفع النظام منذ البداية الى عسكرة الحركة الاحتجاجية ليتسنى له تنفيذ حله الأمني وإعادة اخضاع البلاد لحكمه الاستبدادي أو تسللت العناصر الارهابية الى الحركة الاحتجاجية التي احتضنتها من اجل ان ترد على آلة القتل المتقدمة، فإن الخطف على الهوية وتطبيق الحدود وخطف رموز العمل المدني والوطني باتت المسيطرة على كثير من التطورات الميدانية، بعدما تناولها الجدل لوقت طويل في العواصم المهتمة في الشأن السوري، بذريعة التعرف الى المعتدلين لدعهم والمتشددين لمقاطعتهم. والتركيز على أجندة «القاعدة» ليس انحرافاً عابراً في الصراع، انه نتيجة للتغييب، القسري او المفتعل، لشعارات الحركة الاحتجاجية وللفراغ الذي تركته الخصومات داخل المعارضة وللعجز عن اعادة تنظيم الذات على سوية تواجه النظام. كما انه نتيجة للسعي الدؤوب لهذا النظام الى مواجهة عدو تتسم صورته بالتشدد والارهاب والتزمت الديني في بلد متعدد المذاهب، بما يشكل تبريراً للحل الامني الذي اعتمده الحكم وما زال يعتمده.

لكن الخطورة القصوى التي تهدد مصير الثورة السورية هي تلخيص وضعها الراهن بأجندة «القاعدة». ولا تتعلق المسألة هنا بسعي النظام، وراعيه الروسي، الى فرض هذه الأجندة على الاستعدادات لمؤتمر «جنيف 2» فحسب، وانما تتعلق ايضاً بالعلاقة مع المعارضة السورية. خصوصاً بعدما اظهرت النواة الصلبة الغربية (الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا) في مجموعة «اصدقاء الشعب السوري»، انها تصطاد اي تطور ميداني يتعلق بالمعارضة من اجل التراجع خطوات عن دعمها. وفي هذا الاطار جاءت سرعة وقف المساعدات بعدما استولت «الجبهة الاسلامية» على مستودعات لـ «الجيش الحر»، كما جاءت سرعة اعلان اعادتها، بما يضعف المعارضة سياسياً اولاً ومن ثم ميدانياً، ويتيح للمجموعات الارهابية، التي تتزود السلاح وتتلقى المساعدات من خارج هذه الاطر، التمدد بفعل هذا العجز الغربي عن ادراك حجم الضرر الذي يُلحق بقضية الحركة الاحتجاجية نتيجة هذا السلوك.

ضغطت الولايات المتحدة ولا تزال، على الجوار السوري خصوصاً البلدان الخليجية من اجل تقنين المساعدات لحركات المعارضة ومنع تزويد «الجيش الحر» بالأسلحة المتطورة والثقيلة. والنتيجة اضعاف هذا الجيش وتراجع النفوذ السياسي للمعارضة. في حين استمرت المساعدات الاهلية والتبرعات الفردية للمجموعات المتشددة والمرتبطة بـ «القاعدة» التي يتوسع نفوذها بمقدار ما تقدم من خدمات حياتية في مناطق تعاني قلة الموارد والحصار، والتي تتسلح من خارج أطر الدعم الرسمي للمعارضة.

في الوقت ذاته، جرى التركيز على معارضة معتدلة ومعارضة متشددة، في تمييز قسري لمكونات العمل الاحتجاجي في سورية. وهنا ينبغي التشديد على ان «القاعدة»، ومشتقاتها، غير معنية اطلاقاً بالثورة السورية ولا تمت بأي صلة اليها او بأهدافها. انها حال عابرة للاوطان وليست سورية بالمطلق. وتالياً ليس هذا التنظيم الارهابي ومشتقاته جزءاً من المعارضة السورية وبرنامجها، وهو خارج التقسيمات والتصنيفات التي يمكن ان تلاحظ داخل المعارضة السورية. كما ان مواجهتها ينبغي ان تكون في اطار يتجاوز المسألة السورية التي هي مسألة صراع بين نظام متسلط وبين سوريين يطالبون بحقوقهم في المساواة والحرية والديموقراطية.

هذا التمييز بين الاعتدال والتشدد يرتبط بالمعايير التي وضعها الراعي الروسي للنظام السوري بغرض منع التطرق الى جوهر الازمة السورية وايجاد الحل الجذري لها. وهذا يعني سياسياً ان القضايا المتعلقة بجوهر الازمة اصبحت شعارات متشددة ينبغي استبعادها من كل اطر للحل، خصوصاً ان التحضير جارٍ لـ «جنيف 2». هكذا تصبح أجندة «القاعدة» والمواقف المتشددة من مبررات وضع العراقيل امام جوهر الحل في سورية.

 

إنتحاريون ضدَّ مَن... ولمصلحة مَن؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

المؤكد هو أنّ لبنان، وكما كان متوقَّعاً، دخل الزمن الإنتحاري المتسلِّل إليه من سوريا... المتسلِّل إليها من العراق. وفي البلدان الثلاثة، يغرق الملف الإنتحاري في الغموض الكامل: إنتحاريون ضدّ مَن... ولمصلحة مَن؟

لماذا استهداف الجيش في الليلة التي كان الآذاريون يلمّعون صورة الإعتدال السنّي في طرابلس؟ يطرح فريق "14 آذار" شكوكاً مشروعة: لماذا إختار الإنتحاريون أن يصوِّروا أهل السنّة وكأنهم متطرفون وأعداءٌ للجيش في صيدا، في الليلة التي كان الآذاريون يلمّعون صورة الإعتدال السنّي في طرابلس، ويباركون للجيش نجاحه في النسخة الأخيرة من "الخطة الأمنية". بالنسبة إلى البعض، أصابع النظام السوري و"حزب الله" وإيران ربما هي التي تدير بعض المجموعات الإنتحارية أو الجهادية التكفيرية، في لبنان وسوريا والعراق. وأبرز الدلائل إلى ذلك هو أنّ وجود هذه المجموعات كان سبباً أساسياً في ضرب المعارضة السورية.

فالتكفيريون باتوا أعداء "الجيش السوري الحرّ" قبل النظام. وهم يقومون بأعمالٍ إرهابية يرفضها الرأي العام الدولي (البشاعات ضد الأسرى) وتجاوزاتٍ مذهبية (العلويون وبيوتهم) أو طائفية (المسيحيون ورموزهم) أو عرقية (الأكراد ودورهم). وبروز هؤلاء شرذَم المعارضة في لحظة الحاجة إلى التوحُّد، ووجَّه إليها ضربة قاسية عندما توقَّف الغربيون عن مدِّها بالمساعدات، بسبب الخوف من الإنتحاريين.

وفي لبنان، المعادلة ليست بعيدة. فالإنتحاريون السنّة، المحسوبون على المجموعات الأكثر عداءً للنظام السوري، يبدون أحياناً أقرب إليه من تيار "المستقبل"... وكأن التطرُّف في طرفي النقيض يلتقي في النهاية عند نقطة واحدة.

مثلاً: الذين إستهدفوا الجيش اللبناني في عرسال وشوَّهوا جثامين الشهداء يُقال إنهم تكفيريون. والذين باغتوا الجيش في عبرا، قبل أشهر، وإرتكبوا المجزرة وتسبّبوا في المواجهة هناك يُقال إنهم من أنصار الشيخ أحمد الأسير. وكذلك اللذان إعتديا أخيراً على الجيش في الأولي ومجدليون. فالمجموعات الأكثر تطرفاً ضدّ النظام السوري وحلفائه تضع الجيش في مقدمة أهدافها، أي إنها تضعه في خانة العداء لها، معتبرة إياه حليفاً لـ"حزب الله". وهذا الموقف يناقض مواقف المعتدلين السنّة، وتيار "المستقبل" تحديداً. كما أنه يخلق إرباكاً في القواعد السنّية التي تحتار بين دعمها المطلق للجيش، والتشكيك فيه. وهذا ما يؤدي إلى إضعاف "المستقبل" أيضاً.

ومعلوم أنّ نواباً من تكتل "لبنان أولاً" وكوادر لـ"المستقبل" وجَّهوا إنتقادات لاذعة، ولا يزالون، للجيش اللبناني، متهمين إياه بأنه منحاز. وأعلن البعض شروطاً للقبول بتنفيذ الجيش للخطة الأمنية في طرابلس، وهي أن يكون على مسافة واحدة من الجميع: في التبانة كما في بعل محسن. لكنّ القرار السياسي في لبنان لا يمنح الجيش مداه الكامل في الحركة. ولذلك، ترتبك القوى الأمنية والعسكرية، في طرابلس وصيدا والبقاع وبيروت. وإذ يفضِّل "المستقبل" في أدبياته الرسمية إبقاء الجيش فوق الشبهات والإتهامات، يذهب السنَّة "الآخرون" إلى حدّ تكفير الجيش... وتنفيذ عمليات إنتحارية ضده.

واللغز هو الآتي: مَن هي الجهات التي تُشجّع على تصوير الجيش عدوّاً لفئة معينة، ومَن يساعد على تصوير فئةٍ معينة عدوّاً للجيش. ومَن يساعد على التنفيذ، في هذا الإتجاه أو ذاك؟ وهل يتبيّن أنها جهة واحدة؟

وتالياً: مَن أوجد الجهاديّين التكفيريّين، أي الإنتحاريّين، في لبنان، ومَن يضع لهم الروزنامة، وما هي الأهداف القريبة والبعيدة في هذه الروزنامة؟ والسؤال الأهم هو: لمصلحة مَن كل ذلك؟

نظرياً، الجهاديون السنّة هم ردّة الفعل الطبيعية على المجهادين الشيعة. فالتطرف يستولد التطرف. ولكن عملياً، يبدو المسار الإنتحاري للجهاديين، الذين يأخذ الجيش في طريقه، أو ربما المسيحيين لاحقاً، مساراً إنتحارياً فعلاً لأصحابه في الدرجة الأولى... وليس لـ"حزب الله"، ولا للرئيس بشار الأسد الذي سيرفع لواء الإرهاب لإستعطاف المجتمع الدولي مجدداً، محاولاً إسترداد الوصاية على إستقرار لبنان والشرق الأوسط.

اللغز الإنتحاري مَن يحلّه: مِن زمن أسامة بن لادن إلى زمن أحمد الظواهري... ومن الزمنَين العراقي والسوري إلى الزمن اللبناني؟

 

لماذا يُصعّد «المستقبل» خطابه؟

كريستينا شطح/جريدة الجمهورية

شكّلت كلمة الرئيس سعد الحريري التي ألقاها نيابةً عنه النائب نهاد المشنوق في الاحتفال التكريمي الذي أقامته «القوات اللبنانيّة» للفنان الكاريكاتوري بيار صادق والصحافي نصير الأسعد، رسالةً تجسّد طبيعةَ المرحلةِ السياسيّة على مستوى لبنان والمنطقة. عندما يتكلّم المشنوق عن احتلال ايراني للبنان، وأنّ مصير هذا الاحتلال لن يكون أفضل من مصير الاحتلال السوري، فهذا يعني وفق مصادر قريبة من تيّار "المستقبل" الآتي:

- أولاً، على المستوى اللبناني: لا حكومة في المدى المنظور قبل انسحاب "حزب الله" من سوريا ولا مساومة على هذا الموقف، بل ستحمل المرحلة تصعيداً سياسيّاً في مواجهة محاولات الحزب وضع يده على لبنان.

- ثانياً، لن تخضع قوى "14 اذار" لأيّ ابتزازٍ ولن تُقدم على أيّ تنازل، فزمن التنازلات ولَّى الى غير رجعة، وأيّ تسوية إما تكون بشروط الدولة أو لا تكون.

- ثالثاً، لا حوار إلاّ على قواعد ثابتة تتَّصل بأجندة زمنيّة محدّدة تبدأ بانسحاب "حزب الله" من سوريا وتنتهي بتسليم سلاحه في لبنان.

- رابعاً، لا يمكن البحث في أيّ مؤتمرٍ تأسيسي أو أيّ صيغة تتناقض مع اتفاق الطائف. فأيّ تطوير للدستور يجب أن يحصل في ظروف طبيعيّة بعيدة عن تهديد السلاح ووهجه، وحتّى ذلك الحين يجب التزام تنفيذ مندرجات اتفاق الطائف لا أكثر ولا أقلّ.

- خامساً، مَن يعتقد أنّه بتفريغ المؤسسات الواحدة تلوَ الأخرى يستطيع الحصول على مكتسبات وتنازلات، فهو مخطىءٌ لأنّ لا تنازل على حساب سيادة لبنان واستقلاله.

- سادساً، نتمسّك بتأليف حكومة حياديّة أو انتقاليّة شرط أن لا تضمّ حزبيّين إلاّ بعد انسحاب "حزب اللّه" من سوريا.

- سابعاً، نتمسّك بإجراء الانتخابات الرئاسيّة في موعدها الدستوري بعيداً عن معزوفات التمديد والتجديد، وبالتالي نصرّ على انتخاب رئيسٍ جديد يستكمل ما خلص اليه الرئيس ميشال سليمان من مواقف وطنيّة سياديّة واستقلاليّة.

من هنا، تعتبر المصادر نفسها أنّ المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التصعيد السياسي في محاولةٍ لدفع "حزب اللّه" الى مراجعة خياراته تجنبّاً لانزلاق لبنان نحو الهاوية. وتلاحظ أنّ تصعيد المشنوق في كلامه عن احتلال ايراني، يتزامن ويتقاطع مع تصعيدٍ خليجي، عبَّر عنه مجلس التعاون الخليجي في بيانه الأخير، بحيث ربط ترحيبه بالانفتاح الايراني على المنطقة والجوار بخطواتٍ عمليّة، محذّراً من استمرار السياسات التدخليّة نفسها التي ساهمت وما تزال في هزّ الاستقرار في عواصم عربيّة عدّة.

ومن هنا، لا يعتبر هذا التصعيد معزولاً في الزمان والمكان، إنما يأتي متكاملاً مع الموقف العربي، الأمر الذي يؤكّد مجدّداً أنّ لبنان ليس متروكاً في خضمّ هذه المواجهة.

وتلفت المصادر الى أنَّ الاتصالات التي أجرَتها مع عواصم القرار الغربيّة، أكّدت أنّ الاتفاق النووي الإيراني لا يتضمَّن أيّ اتفاق حول الدور الايراني في المنطقة، لا بل هناك إصرارٌ غربيّ على معالجة كلّ ملف على حدة، فبدأ بتحديد الملف النووي، ليتفرّغ للدور الاقليمي الايراني بحيث عبّر أكثر من مسؤول أميركي عن قلقه من هذا الدور وتحديداً في سوريا ولبنان.

وفي هذا السياق، تؤكد المصادر أنّ لا مساومة دوليّة مع ايران على حساب لبنان أو الشعوب العربيّة، لا بل هناك إصرارٌ على فكفكة العقد في المنطقة وصولاً الى إرساء السلام، وهذا ما يفسّر الى حدّ بعيد ما حصل عبر تفكيك السلاح الكيماوي، ثمّ العمل على تفكيك السلاح النووي والعمل في التوازي على الملف الفلسطيني - الاسرائيلي.

وتخلص المصادر إلى أنّ محور الاعتدال في لبنان والمنطقة الذي يستظلّ الشرعيّة الدوليّة، لن يألوَ جهداً لمواصلة نضاله في مواجهة القوى التكفيريّة والمتطرّفة السنّية والشيعيّة. ولا بدّ من التذكير هنا بأنّ نموّ هذه المجموعات مردّه الى الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني، وأخيراً السوري، نتيجةَ رفض ايران واسرائيل إقامة تسوية عازلة في المنطقة وإبعاد شبح الحرب وتثبيت السلام وترسيخ الاستقرار.

 

َفعَلَها غازي العريضي ولكن الى أين؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

قليلون هم مَن لم يفاجئهم الوزير غازي العريضي بقراره التوقف عن تصريف الاعمال. ويقال إنّ الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط هما فقط كانا على علم مسبق بقرار العريضي الذي اتخذه بعدما طُلب منه الحضور امام المدعي العام المالي. فما الذي جرى ولماذا إتخذ العريضي هذه الخطوة؟

لماذا شعر العريضي بأنه وحيد؟

يعترف أقربُ المقربين الى العريضي بأنّ ما تحمّله الرجل منذ أشهر لا يتحمله كثيرون مِمَن يمارسون مسؤولياتهم في الحكومة أو في أيّ موقعٍ رسميٍّ آخر. فقد لاحقته الإتهامات والشبهات على كل المستويات، بدءاً بحياته الحزبية وعلاقته المتوترة مع جنبلاط وصولاً الى تخليه عن مقعده النيابي قبيل تأجيل الإنتخابات النيابية.

ولم يقف مسلسل الملفات هنا، فقد بلغت الأمور قطاعاتٍ وملفاتٍ أخرى تبدأ بملف سجن رومية، وصولاً الى غرق اللبنانيين تحت جسر المطار وما بينهما من ملفات المطار والشركات العاملة فيه، وصولاً الى التلزيمات في وزارة يحتكرها عددٌ قليلٌ من الشركات والرجال الذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، قبل أن يوزعوا الأعمال على الشركات والمتعهدين تارة بالعدل والقسطاس وبصيغ أخرى ترتبط بمنطق "انّ لكلّ عهد رجاله".

ليس سهلاً على كثيرين استكشاف الأسباب التي دفعت العريضي الى اتخاذ قراره هذا بالسرعة التي يرغب بها البعض، فقيادة الحزب التقدمي الإشتراكي بمعظم أركانها فوجئت بالخطوة إذ سمعت بها من شاشات التلفزيون، او من خلال الرسائل القصيرة، فلم يناقشها العريضي مع أحد ولم يطرحها طرف آخر على مجلس القيادة في إجتماعاته الدورية مثلما حصل في مناسباتٍ سابقة، فـ"الرفيق غازي" ينتمي الى الحزب التقدمي الإشتراكي الذي تحرص قيادته على الإطلاع على كل الخطوات والقرارات الكبرى التي يتخذها الملتزمون حزبياً، ولو لأخذ العلم فقط، وهو حزبي منضبط الى أقصى الحدود.

ويقول أحد قياديي الحزب إنّ العريضي لم يستسغ أبداً إستدعاءه الى مكتب المدعي العام المالي، وإنه لم يناقش قراره بالتوقف عن مهماته الوزارية مع المراجع الحزبية، إذ أطلع رئيس الجمهورية قبل اسبوع على ما لديه من وثائق ومعلومات ولم يتمكن من مراجعته في شأن رفضه خطوة المثول امام المدعي العام المالي، لكنه ابلغ اليه أنه لا يتحمّل هذه الخطوة، لكنه سيقوم بها ويتوقف عن ممارسة تصريف الأعمال بعدها مباشرة.

وبعد سليمان أطلع العريضي جنبلاط على قراره، لكنه لم يسمع منه ثناءً عليه، أذ ترك له الأخير حرية القرار وتقديرالنتائج. ذلك انّ العلاقة بينهما لم تكن سيئة في الآونة الأخيرة، لكنها دون ما كانت عليه قبلاً، فجنبلاط جمّد كثيراً من الأمور والملفات التي كان العريضي يتولاها.

وبعد سقوط تسوية الـ"سين ـ سين" وخلاف العريضي مع الرئيس سعد الحريري الذي انعكس قطيعة سعودية معه من طرف واحد منذ واقعة مشاركته في إحتفال الجنادرية العام ما قبل الماضي رفعت زميله الوزير وائل ابو فاعور الى مرتبة القيام بالمهمات التي كانت له، بعدما ابلغ زملاءه في القيادة الحزبية انهاء حياته النيابية في جلسةِ اختيار مرشحي الحزب الى الإنتخابات التي أُرجئت. في هذه الأجواء، كان العريضي يستعدّ لمؤتمرٍ صحافي قبل اسبوعين حول ملفات سجن رومية، إذ لاحقته الضغوط بكل ما جرى هناك.

وقبل أن يقول العريضي كلمته في ملفات رومية فاجأته أحداثُ "ألكسا" وغرقُ اللبنانين في بحيرات الطرق العامة والأتوسترادات، خصوصاً تحت جسر المطار فنجا المئات من كارثة محتّمة لولا العناية الإلهية، حتى قيل إنّ البث التلفزيوني المباشر انقذ عائلات كان يمكن ان تكون في عدد الموتى.

وعلى هذه الخلفيات توالت الكوارث والنكبات ففتح العريضي المعركة ضد وزير المال محمد الصفدي، ما أحدث صدمةً كبيرة في الوسط السياسي في الوقت الذي كان رئيس الحكومة يسعى الى عقدِ جلسةٍ للحكومة للبت ببعض القضايا الأساسية، ووسع العريضي بيكارَ المعارك المفتوحة على أكثر من مستوى فيما البلد تحت وطأة أزمة تأليف حكومة ممستمرة منذ نحو 9 أشهر.

كان هناك من رفاق العريضي من سأل، هل كان يدرك الى أين يمكن أن تؤدّي الأمور في كل ما أثاره؟ وهل كان يترقب النتائج المترتبة على مثل هذه المعارك التي خاضها أخيراً؟ وهل كان توقيتها في محله؟

وهل انّ جنبلاط الذي يواجه كمّاً هائلاً من الأزمات والملفات والهواجس الأمنية السياسية والحكومية، الى الملفات الحزبية والعقارية قادرٌ على توفير الحماية للعريضي وتبني المواجهات التي يخوضها؟ وهل أخطأ العريضي في حساباته؟ وهل استعجل الخطوة أم لا؟ لم يتمكن ايٌّ من رفاق العريضي الإجابة على هذه الأسئلة، فأضافوا اليها سؤالاً هو: فعلها العريضي... ولكن الى أين؟

 

1701 أو توازن الرعب

شارل جبور/جريدة الجمهورية

نجحت قيادة الجيش في بيانها المتصِل بحادثة الناقورة، التي أطلق فيها جنديّ في الجيش اللبناني النار على دورية إسرائيلية وأسفرَت عن مقتل جندي إسرائيلي، في تطويق هذه الحادثة. وأهمية هذا البيان مزدوجة: رَفع المسؤولية عن الجيش كمؤسسة ووَضعها في الإطار الفردي، مع استمرار التحقيق لمعرفة الدوافع وراء العملية، والتأكيد على التزام مندرجات القرار 1701، ولا سيما لجهة التنسيق مع القوات الدولية وحفظ الاستقرار جنوبي الليطاني.

لكنّ هذا البيان، على أهميته، لا يمنع المطالبة بكشف الرواية كاملة لتبيان ملابسات هذه الحادثة التي كان يمكن أن تُشعل حرباً إقليمية، ما يجعل من الضروري طَرح بعض التساؤلات: هل هناك من يريد توريط الجيش اللبناني في مواجهة مع إسرائيل، أو توريط "حزب الله" في هذه المواجهة؟

وهل باستطاعة الحزب فَتح جبهتين ضد إسرائيل والشعب السوري؟ وهل هناك من أراد إيصال رسالة غير مباشرة إلى إسرائيل وبواسطة الجيش لضمان عدم ردّ فعلها؟ وما هي طبيعة هذه الرسالة؟ وهل تتصِل بالمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية التي تخشى إيران من وصولها إلى النتائج المرجوّة في ظل الكلام عن اتفاق بحدود نيسان، أم انها تتعلّق بأجندة داخلية تهدف إلى إعلاء الملفات الأمنية على حساب السياسية؟

وهل تصرّف العنصر مَردّه إلى إحساسه الوطني؟ أم هو ناجم عن إرباكه؟ أم عن تلقّيه أوامر من جهة معينة؟ ومن هي هذه الجهة؟ وألا يستعلِم الجيش عن عناصره لجهة خلفيّاتها وميولها وتوجهاتها، وتحديداً في المواقع الحساسة التي يمكن أيّ خطأ أن يقود إلى خراب البلد؟ وهل كان ليجرؤ هذا الجندي على إطلاق النار لو لم يكن مطلوباً منه ذلك؟

وإذا كانت قواعد الاشتباك المعمول بها تنصّ على أن تتعامَل الوحدة العسكرية المنتشرة على الحدود مع أيّ اختراق فور وقوعه، ألا يفترض بعناصر هذه الوحدة أن يكونوا أكثر دقة من حادثتي "العديسة" و"الناقورة" اللتين أظهرتا بالحد الأدنى تسرّعاً وعدم حرفية؟ ولماذا استسهال فتح النار قبل العودة إلى رئاسة الوحدة، ومنها إلى القيادة ومراجعة قوات اليونيفيل؟ وما مَردّ عدم التحلّي بضبط النفس؟

وهل هناك مَن يريد ضرب صورة الجيش لدى المجتمع الدولي بإظهار عجزه عن توفير الاستقرار على الحدود بغية تبييض صورته وقدرته على القيام بالمهمة؟ وهل هناك مَن يريد أن يسوّق نفسه لدى المجتمع الدولي بأنه الضامِن للاستقرار بُغية كَسب وظيفة الشرطي على الحدود؟ على غرار محاولات النظام السوري تسويق نفسه بأنه الضامِن للاعتدال بغية كَسب وظيفة مواجهة المتطرفين الذين يعمل على تجنيدهم وإطلاقهم وتصديرهم.

وإذا كان ما حصل قد حصل، إلّا أنه يجب اتخاذ كل التدابير لمنع تكراره، لأنه في لحظة معيّنة قد تكون إسرائيل بحاجة لذريعة من أجل ضرب لبنان واجتياحه، ومن غير المسموح مَدّها بالذرائع لاستهداف البلد لحسابات غير لبنانية. فإسرائيل ومحور الممانعة قد يتقاطعان في لحظة معينة على تفجير المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وسيستخدمان لبنان تحقيقاً لغايتهما. وبالتالي، يجب قطع الطريق عليهما من خلال إقفال أيّ ثغرة أو خطأ مقصود لجَرّ لبنان إلى مواجهة لا طائل له فيها.

أمّا الإيجابية الوحيدة لِما حصل، فتكمن بأنّ الضامِن الوحيد لأمن لبنان واللبنانيين هو القرار 1701 الذي أعاد الجيش اللبناني التأكيد على كل مُندرجاته، وقد أظهرت حادثة الناقورة مدى فعاليّة هذا القرار في معالجة أيّ خلل أو اختراق، ما يؤكّد مجدداً أن ليس هناك استراتيجية دفاعية خارج هذا القرار الذي استبدل عملياً اتفاق الهدنة، وأيّ كلام آخر من قبيل ما يسمّى توازن الرعب لا أساس له سوى التهويل وتمديد الأزمة وإبقاء الدولة معلّقة والساحة مُستباحة، فضلاً عن أنّ كلّ فلسفة نظرية الرعب هدفها تبرير بقاء سلاح "حزب الله" الذي تدرّجَ من تحرير مزارع شبعا إلى الدفاع عن لبنان وصولاً إلى إزالة إسرائيل من الوجود، على غرار تدَرّجه في سوريا من الدفاع عن السيّدة زينب إلى مواجهة التكفيريين لحماية لبنان وصولاً إلى الدفاع عن النظام السوري.

وما حصل في الناقورة أيضاً وأيضاً هو رسالة، والأهم أنّ "حزب الله" لم يعد قادراً على إرسال الرسائل بشكل مباشر، لأنه يدرك أنّ ردّ الفِعل عليه يختلف عن رد الفِعل على عنصر في الجيش اللبناني. وبالتالي، هذا الوضع جنوباً يجب حَسمه على قاعدة إمّا أن يحكم القرار 1701 العلاقة بين لبنان وإسرائيل، وإمّا أن يحكمها توازن الرعب بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.

ولكن، من غير الجائز الاستمرار في هذه الازدواجية بين 1701 وسلاح الحزب، هذه المزاوجة التي يستفيد منها الحزب مُستظِلاً الشرعية الدولية. ولذلك، على المجتمع الدولي أن يحسم موقفه: إمّا أن تكون كامل السلطة له، أو ينسحب من جنوب الليطاني.

 

الحل: بديل من الأسد أو "القاعدة"

أسعد حيدر/المستقبل

المعارضات السورية، تقاتل وحدها مشتّتة، فتتراجع وتدافع، والنظام الأسدي يقاتل موحّداً ومعه حلفاؤه إيران وروسيا و"حزب الله" والميليشيات الشيعية العراقية، فيهاجمون ويتقدمون بوصة بوصة. الطرفان يقاتلان ووجهتهما جنيف. لم يعد من شك أنّ الحسم العسكري مستحيل. انتصار أي فريق ممنوع، لأنّه ينتج تحوّلات وتغييرات استراتيجية، لا تريد واشنطن وموسكو حصولها. كلفة التغييرات عالية جداً، قد تنتج مواجهات مرفوضة. مهما قيل عن عودة الحرب الباردة، فإنّ موسكو لا قدرة لها عليها، وواشنطن اوباما، لا تريد الحرب. واشنطن وموسكو تنسقان وتعملان بالتفاهم معاً على عقد جنيف-2 وتوفير نجاحه، لملاقاة استحقاقات العام 2014 في الشرق الأوسط. رغم كل التوتّر في التصريحات، فإنّهما مرتاحتان للتصعيد في سوريا، وصولاً إلى استسلام القوى المتقاتلة لشروط التعب ويقينها باستحالة الانتصار من جهة، ومن جهة أخرى استكمال لعبة الموت في استنزاف التطرّف. موسكو تستنزف أصوليي الشيشان وغيرهم، وواشنطن تكسب أكثر في ضرب التطرّف السنّي بالتطرّف الشيعي ممثلاً بـ"حزب الله" والميليشيات الشيعية العراقية.

ارتياح موسكو وواشنطن لنزيف القوى الأصولية يتراجع. أدركت العاصمتان، أنّ نمو التطرّف في سوريا يشكّل خطراً كبيراً عليهما وعلى العالم. سوريا مرشّحة لتكون أكبر قاعدة لـ"القاعدة". حروب "القاعدة" السابقة تمرين ميداني محدود. موسكو وواشنطن، "انتجتا" نمو التطرّف الانتحاري وإمساكه بـ"الملعب" السوري. نحر الاعتدال والاستئساد ببقاء الاسد، أنتج هذا الخطر العالمي. موسكو "قاتلت" بقوّة سياسياً وحتى عسكرياً في مد الأسد بكل أنواع الاسلحة والخبراء وحتى بالمرتزقة الروس والاوكرانيين. واشنطن، دعمت بقاء الأسد لإرضاء إسرائيل بحجّة غياب البديل المعتدل، فكان أن اعتبر الاسد بقاءه مطلبا أميركيا. الآن أدرك جون كيري (الذي يكذّب تصريحه بتصريح مضاد) "أنّ الاسد يغذّي وحش التطرّف". المهم الأفعال، كما يقول الأميركيون، وليس الكلمات. السؤال كيف سيتم التعامل مع هذا "الأسد"؟

تبقى إيران في قلب المعركة. ما أعلنه قائد "الحرس الثوري" محمد جعفري أنّ "سوريا تمثّل الخط المتقدّم في المواجهة، وإيران لن تدخر جهداً في الحفاظ عليها"، مهما كانت خلفيّاته وأسبابه الداخلية، فإنّه يبقى صدى ميدانيا لموقف المرشد آية الله علي خامنئي. يبدو واضحاً، وجود مشكلة مهمّة وحسّاسة في طهران اسمها سوريا. الجميع، من معتدلين ومتطرّفين في دوائر القرار في طهران، يعرفون أنّه لا يمكن لإيران الخروج من "شبكة" جنيف النووية، لأنّ "الطعم" الذي قدم لها، لا يمكن التحايل عليه ولا تركه. الوضع الاقتصادي يفرض ذلك. عندما لا يتم وضع الميزانية الإيرانية للعام الشمسي المقبل بالعملة الإيرانية، والاكتفاء بسعر محدّد لبرميل النفط بـ95 دولاراً، معنى ذلك أنّ رفض المصالحة ترجمته تدحرج التومان إلى الهاوية، في حين أنّ التوصل لاتفاقية نهائية ينقذ الاقتصاد الإيراني، ابتداء من خفض التضخم بعد أن تجاوز أعلى رقم في العالم وهو 43 بالمئة.

دوائر القرار في طهران تعرف أنّ التفاوض حول مستقبل سوريا قد بدأ، ولا يمكنها سوى الانخراط فيه، حتى لا تخسر. كلام جعفري تذكير بالوجود الإيراني في سوريا وعدم التخلي عنه قبل مقايضته بما يناسب جزءاً من الطموحات المرسومة، طالما أنّ الانتصار مستحيل. طهران ترغب أن يكون بديل الأسد علوياً، مع ضمانات بعودة "حزب الله" إلى لبنان "سالماً" ومحققاً لبعض المكاسب في السلطة حتى لا يُسأل من حاضنته الشعبية ماذا فعل بـ"الورد" من شباب المقاومة؟ التصعيد سيّد الموقف. لكن لم يعد أمام واشنطن سوى فتح القنوات المقفلة لتسليح ما تبقى من المعارضة المعتدلة، والتفاوض مع موسكو وطهران على "بديل" للأسد حتى لا يخسر العالم مع صعود "القاعدة".

 

سورية تسقط في الهاوية

هيئة تحرير "واشنطن بوست/السياسة

منذ سبعة أسابيع اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري الديكتاتور السوري بشار الأسد بشن "حرب مجاعة" على مئات الآلاف من المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها قوات المتمردين, التي تخضع لحصار تفرضه القوات الحكومية التي ترفض السماح بدخول امدادات الغذاء والدواء.  وحذر السيد كيري من خطورة الوضع بقوله: يتعين على العالم ان يتصرف بسرعة لان تكتيكات النظام تهدد بوقوع كارثة انسانية تسقط البلد في الهاوية.

ومنذ ذلك الحين, لم يكن هناك اي عمل او تصرف عملي - لا من جانب "العالم" ولا من قبل الولايات المتحدة التي تمتلك الوسائل المناسبة لكسر الحصار - ولكنها لا تختار استعمال هذه الوسائل او توظيفها, والنتيجة ان سورية, مع بداية فصل الشتاء قد تنحدر الى الهاوية التي تحدث عنها السيد كيري. وإذا أمعنا النظر في تقرير فاليري آموس منسقة الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة "4 ديسمبر" نجد أن سبعة ملايين سوري, اي 40 في المئة من السكان, هم في أمس الحاجة الى المساعدات الغذائية والطبية. بحلول نهاية العام, سيصبح عدد اللاجئين في الدول المجاورة 3 ملايين, ولا يحصل على المساعدات الدولية سوى جزء بسيط من المحتاجين الى تلك المساعدات.

في بعض المناطق المحاصرة بالقرب من دمشق هناك نحو 290 الف مواطن قطع عنهم الغذاء والدواء منذ اكثر من ستة اشهر. وفقا لهيومن رايتس ووتش "يعاني الناس من نقص حاد متزايد في المواد الغذائية, وهم يموتون من نقص الرعاية الطبية بسبب الحصار", وقال مواطنون لمحققين في مقابلات هاتفية انهم يأكلون أوراق الأشجار. لم يبد السيد كيري- الذي كرس معظم وقته في الأسبوعين الماضيين في رحلات مكوكية دون جدوى بين الاسرائيليين والفلسطينيين- اهتماما كبيرا بالكارثة الانسانية التي تتكشف في سورية منذ نشرنا لمقال افتتاحي حول هذا الموضوع في 25 اكتوبر, بل انحصرت سياسة الولايات المتحدة في إخراج الاسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد من البلاد, والترويج لمؤتمر سلام الشهر المقبل في سويسرا. انهارت تماما الستراتيجية التي تبناها يوما ما السيد كيري والقائمة على دعم المتمردين, وكذلك انهارت القوى المعتدلة التي كانت تستهدفها تلك الستراتيجية ما اضطر الادارة الآن لاجراء محادثات مع ائتلاف اسلامي تفوق على حلفاء تلك الادارة. ستراتيجية السيد كيري في مؤتمر السلام تعتمد على الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تضم ممثلين عن جميع الاطراف, لكن هذا الهدف الاشبه بتسديدة بعيدة, هو الآن مجرد هدف وهمي, ومع عدم وجود اتباع على ارض الواقع, يفتقر زعماء المعارضة المعتدلة الى المكانية اللازمة لاقتراح مثل هذا التشكيل الحكومي الموقت في حين ان كلا من النظام والجماعات الاسلامية يرفضون هذه الفكرة, كما ان روسيا وايران, اللتين ساعدتا قوات الأسد في تحقيق سلسلة من الانتصارات العسكرية التكتيكية في الاشهر الاخيرة, لا تظهران اي علامة على التراجع او وقف دعمهما للنظام.

اصبح مؤتمر السلام ورقة توت تخفي وتغطي غياب ستراتيجية واضحة للولايات المتحدة في الشأن السوري - وليس من المقرر ان يبدأ المؤتمر قبل ستة اسابيع. وخلال ذلك الوقت سيموت الآلاف من المدنيين السوريين بلا شك من الجوع, أو سيكونون عرضة للموت بسبب نقص الدواء والعلاج, ان لم يقتلوا جراء القصف العشوائي للنظام. الولايات المتحدة لديها خيارات لم تستخدمها, اذ يمكنها ان تطالب روسيا بوقف عرقلة قرار من مجلس الأمن الدولي يأمر نظام الاسد بالسماح بوصول قوافل الاغاثة الى المحتاجين مقابل المضي قدما في المؤتمر الذي جاء بمبادرة من موسكو, كما يمكن ان تهدد القوات التي تفرض حصارا بعدم تنفيذ ضربات صاروخية وجوية.

كتب السيد كيري: لا يمكن للعالم الجلوس ومشاهدة الابرياء يموتون, لكن هذا هو بالضبط ما فعله كيري وادارة اوباما بصفة عامة.

*هيئة تحرير "واشنطن بوست"

 

 خصوم "حزب الله".. "ناكرو الجميل"

وسام سعادة/المستقبل

فكرتان تبقيان من خطاب "حزب الله" في الآونة الأخيرة، إذا ما طرحنا جانباً المؤثرات الزجرية والتوعّدية التي خفّ نسبياً مفعولها بعد اتساع رقعة تورّط الحزب في سوريا والانعكاسات الدموية المباشرة لهذا التورط على الداخل اللبناني. الفكرة الأولى هي أن "حزب الله" وزعيمه "السيد حسن" يسجّلان على "الفريق الآخر" انه يعتمد اللعبة الخاسرة سلفاً نفسها، التي سبق اختبارها في موضوع تقرير حال الحرب من حال السلم، ثم في موضوع السلاح في الداخل، والآن في موضوع تدخّل الحزب في سوريا. فعند كل عتبة يعمد الفريق المناوئ للحزب في الداخل الى دعوة الأخير للعودة الى استئناف "الشراكة" بشرط أن يتراجع الحزب عن الذهاب بعيداً في مناقضته للإجماع الوطني، مرة إذ هو يأخذ على عاتقه قرار الحرب والسلم جنوباً، ومرة إذ يعمد إلى تأديب مناطق وبيئات لبنانية بسلاحه، ومرة إذ يبعث بالآلاف من شباب الطائفة الشيعية للدفاع عن نظام آل الأسد وضد النسيج الأكثري السني من الشعب السوري الثائر. ما يقوله لنا "حزب الله" أنه عند كل منعطف يحطّم رقماً قياسياً جديداً لجهة خروجه على الإجماع الوطني وعلى آخر معالم الكيانية والميثاقية، لكن الفريق الآخر يقف عاجزاً أمامه، لا يستطيع ثنيه عمّا هو مقدم عليه، بل إنّ الفريق الآخر يتطبّع عملياً مع الأمر الواقع الذي كان فرضه الحزب في العتبة السابقة. فمن كان يطالب بتسليم قرار الحرب والسلم إلى الدولة، ثم بسحب السلاح من الأزمة الأهلية الداخلية، يبدو اليوم وكأنه غضّ الطرف عملياً عن هذين الأمرين، وصار يرهن استئناف المشاركة الحكومية مع الحزب بـ"انسحاب" الحزب من سوريا. فكأن لسان حال خصوم الحزب الداخليين هو الترحّم على زمن كان يكتفي فيه الحزب بمصادرة الإجماع الوطني ودور الدولة في موضوع الحرب والسلم وكيفية ادارة الصراع مع اسرائيل لبنانياً، ومن ثمّ الترحّم على زمن كان يكتفي فيه الحزب بمحاصرة شريان الحياة التجارية والاقتصادية في وسط العاصمة ثم غزو الشطر الغربي منها وبعض الجبل، فالشرّ الأوّل يبقى أقلّ من الشرّ الثاني، والشرّان السابقان أقلّ من الشرّ الحالي. خلاصة الفكرة الأولى أن الحزب يسأل خصومه الداخليين: ألم تبيّن لكم التجربة أنكم أعجز عن ايقافي عند حدّي، وأنه ليس لي حدّ يحدّني، وأنه في كل مرة انتقل فيها إلى طور إضافي "التفرعن" تسلّمون عملياً بالأطوار السابقة؟ في هذا بالتأكيد الكثير من الصحّة: سوى أنّ الحزب ينسى أنه في كل مرة يتسلّق صخرة جديدة يوسّع هامش مخاطرته بذاته، وربعه، وبالهيكل اللبناني الهشّ بشكل عام. فلو سلّمنا جدلاً انّ خصومه يتطبّعون عملياً مع الأمر الواقع الذي فرضه قبل الطور الحالي، فانّ ذلك لا يعني أنّه أنجز مرحلتين في "اللعبة الافتراضية" وهو الآن ينجز الثالثة. هذا التقسيم خيالي محض. الارتكاز عليه أكثر من اللازم يجعل المراهنة أشبه بلعبة ميسر. أما الفكرة الثانية التي يقنع الحزب نفسه بها، قبل التباهي بطاووسيتها أمام خصومه، فهي أنّ تدخله في سوريا، يلحق ضرراً بتيارات سياسية لبنانية لكنه يعود بالخير على جميع الطوائف اللبنانية بلا استثناء، فهو الذي يحمي تعددية المسيحيين واعتدال السنة وخصوصية الدروز، وبالتالي فإن أساس مشكلته حالياً مع خصومه أنهم ناكرون للجميل.

هنا أيضاً ثمّة مقدار من الصحّة. فالاستعصاء الداخلي عن حل مشكلة "حزب الله" إنما تسمح الانتفاخة الحربية الاستنزافية للحزب شرقاً باتاحة المجال لتجاوزها، لأن الحزب إذا "عاد" من سوريا فلن يعود كـ"حزب الله" الذي كنا نعرفه قبل هذا التورّط، أياً كان مضمون العودة وشكلها. إصرار الحزب على القول إنه لن ينسحب من سوريا يعني إصراره على معرفة الجواب النهائي للتاريخ بشأنه.

 

حافظوا على الجيش ليحفظ لبنان

الياس الديري/النهار

وسط صراع سياسي عاصف يجتاح المنطقة من حول لبنان، وعلى عتبة استحقاقات لبنانيّة مصيريّة، يتعرّض الجيش اللبناني، كرمز للوحدة الوطنيّة لاعتداءات مبرمجة تُنذر بمرحلة خطيرة. وتؤشّر لوجود مخططات ونيّات مبيّتة. لن يكون أولها ولا آخرها ما شهدته صيدا قبل أيام. لكن هذا الجيش الذي يشكّل بجدارة سياجاً للوطن المطعون من بعض أهله وبَنيه، سيبقى حريصاً على الدور والعبء والمسؤوليّة. محافظاً بوحدة صفوفه على الخيط الرفيع الذي لا يزال ممسكاً بوحدة لبنان التي أوهنتها الحروب، والأزمات، والمواجهات، والقفز من فوق الدستور والقوانين والمؤسسات والمواثيق القديمة كما الجديدة. وفي قرارة نفس كل لبناني أن لا جيش إلا الجيش. ولا سلاح إلا سلاح هذا الجيش. ولا قوى وقوات إلا القوى الأمنية المتمّمة بدورها ومسؤولياتها لدور الجيش ومسؤولياته، والتي تقدّم بدورها الشهيد تلو الشهيد. فمن حقّ هذا الجيش، وهذه المدرسة، وهذا السياج الذي لا يبخل بدم ولا بشهادة، على المسؤولين والمتزعّمين والسياسيّين واللبنانيّين عموماً، أن يحيطوه بكل حرص ورعاية وعناية كرموش العين. وبذل الغالي والغالي أكثر لتمكين المؤسّسة المدرسة من الاستمرار في صمودها. وتزويدها كل ما يمكّنها من الدفاع عن لبنان ووحدته وصيرورته أياً كانت الأثمان والتضحيات. وفي أصعب الظروف وأخطر المراحل. مَن ينسى، ومَن لا يعترف، أن مؤسّسة الجيش، بقيادتها وضبّاطها ورتبائها وجنودها وبواسلها، هي الجامعة لهذه التشكيلة اللبنانية العجائبية. وهي التي تحتضن كل الطوائف والمذاهب ضمن إطارها الوطني، وضمن مسؤولياتها التي تشمل وحدة العيش، ووحدة المؤسسات، ووحدة لبنان، وكل ما يتصل بالأمن والاستقرار وسلامة دورة الحياة بكل تشعّباتها. لا حاجة إلى التأكيد، هنا، أن الجيش اللبناني يدافع عن كل لبنان أرضاً وحدوداً وشعباً. ولا قوة مسلّحة تضاهيه أو تُكمل مهمّته سوى قوى الأمن الداخلي، والمؤسّسات النظامية الأمنيّة المتفرّعة.

إذاً، لا بدّ من طرح أسئلة صريحة عن "السلاح الآخر" و"الجيش الآخر"، وعلى أيّ اساس، ولأية مهمة لا يقوم بها الجيش الشرعي والقوى الأمنية الشرعيّة؟ وأين ذاك الجيش مع سلاحه الآن؟ وهل يخوض "معركة لبنان"؟

لا يذود عن لبنان وحدوده وكيانه وسيادته إلا الجيش اللبناني الذي يضمّ في صفوفه كل الطوائف والمكوّنات. فحافظوا عليه، وادعموه، وزوّدوه كل ما يحتاج إليه للقيام بواجبه الوطني الأسمى.

 

بين التمديد والفراغ

عبد الوهاب بدرخان/النهار

عام 2004 أمر بشار الاسد بتمديد ولاية إميل لحود في الرئاسة اللبنانية ومضى في هذا القرار الى حد اغتيال رفيق الحريري. وفي 2011 اهتزّت سلطته وشعر بأن رئاسته مهددة، ولكي يمدد ويديمها الى 2014 وما بعدها اندفع الى اغتيال الشعب السوري. ورغم "الانتصارات" التي يصنعها له الايرانيون و"حزب الله" والعصابات الاخرى، لا يبدو الاسد مطمئناً الى البقاء في السلطة. وهذا البقاء لا يضمنه سوى الاستمرار في القتل، أما الدخول في مفاوضات لأجله فهذه مسألة اخرى تخضع للمساومات، ومع أنه ساوم كثيرين (اميركا، اسرائيل...) سابقاً لحمايته إلا أنه لم يتصوّر يوماً أن يضطر الى مساومة ممثلين عن شعب سوريا، ولن يساوموه على بقائه.

هذه المرّة لن يستطيع الاسد أن "يأمر" بالتمديد لميشال سليمان، فهو لا يستطيع ولا يرغب، ثم انه منشغل بتأمين التمديد لنفسه وللحكم الاسدي الذي فقد كل مبرراته السورية باستثناء ما يقول الروس والايرانيون انها "مصالح" لهم في سوريا وفي نظامها. لن يحدث فراغ في الحكم في سوريا لأنه حاصل فعلياً منذ منتصف 2012 على الأقل. أما في لبنان فالفراغ وارد، لكن ادارته هذه المرّة ستختلف، سواء بالأشخاص أو بالاسلوب. فالرئيس سليمان لن يطلب التمديد، وهو جاء وبقي على أساس التوافق، لكن فريق "8 آذار" الخارج عن كل التوافقات - آخرها "اتفاق بعبدا"، واللائحة طويلة - بات يعتبر أن الرئيس لم يعد توافقياً ما دام أنه يدافع عن الدولة وينتقد ازدواجية السلاح ولا يبارك مشاركة "حزب الله" في القتال داخل سوريا بل يتهم حسن نصرالله بأنه يطلق الاتهامات جزافاً ضد السعودية.

غير أن الاسد وحلفاءه قد يكونون توصلوا الى تحديد البديل من سليمان: فإما الفراغ في الحكم وإما ميشال عون. في ظهوره التلفزيوني الأخير استخدم عون كل حجج الاسد في شرح الأزمة السورية كما في الحديث عمن سماهم "المتمردين". أما بالنسبة الى الرئاسة فحرص عون على أن يبدو "عايز مستغني"، لأن قواعد اللعبة مبلبلة ويجب أن تُلعب باسلوب مختلف. فهو لا يرى منافساً حقيقياً ولا يحب البحث عن توافقات خارج حلفائه لأنه يريد أن يكون رئيساً تصادمياً. لكن المعادلة السياسية الراهنة ضيقة وتجعل حظوظه مضمونة وغير مضمونة، فحتى لو حسم الحلفاء تأييدهم في الوقت المناسب فإنه لا يكفي وحده، لذا وجد حزبه ضرورة أن يفتح حوارات مع التيارات المناوئة. أما الفراغ المحتمل فلا شك في أن الاسد وحلفاءه يفضلون الاعتماد على "حكومة ميقاتي" لادارته، أو بالأحرى ليديروا الدولة من خلالها، كما فعلوا منذ جاؤوا بها ونصّبوها. المؤكد أنهم لن يسهّلوا تشكيل حكومة تمام سلام، والأكيد أن تعويم حكومة ميقاتي كسواه من الخيارات - مضمونٌ وغير مضمون - لكنهم سيحاولون، ومن عاداتهم استخدام الترهيب.

 

لبنان في القمة الفرنسية - السعودية فهل يأتي الترياق من الرياض

خليل فليحان/النهار

ستسعى فرنسا لدى السعودية الى ايجاد مخرج لشلل الحياة السياسية التي اصابت لبنان والقلق من تزايده ليفرغ الجمهورية من رئيس يتسلم من الرئيس ميشال سليمان. ومن المقرر مناقشة الوضع اللبناني والاقتراحات التي تضمن تجاوز الاخطار المحدقة به خلال القمة التي سيعقدها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال الزيارة التي سيقوم بها هولاند للرياض في 29 من الجاري لمدة 48 ساعة.

ونقل عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان هولاند يدرك ان فئة كبيرة من اللبنانيين تتأثر بما يطلبه منها العاهل السعودي لتليين مواقف حالت الى الآن دون تشكيل حكومة قادرة على ان تواكب التطورات الخطيرة التي تعصف بسوريا والمرجحة ان تطول سنوات، وان هذا الصراع امتد الى لبنان فقسم القوى السياسية بين مؤيد للنظام سلميا وسياسيا، وفريق آخر يقاتل الى جانب قواته المسلحة، وقد حقق انتصارات على الجبهة. وعلى الرغم من هذه الانقسامات، يعتبر الرئيس الفرنسي ان في امكان السعودية ان تؤدي دورا يضع حدا لفقدان المناعة الذي يضرب البلاد، ولا سيما في السلطتين التنفيذية والتشريعية، والخلل الامني المتمثل بتفجير سيارات مفخخة في احياء سكنية ردا من المعارضة السورية على مشاركة قوى لبنانية في القتال في سوريا.

وذكر ان المشكلة تبقى من دون حل، لان فريق الثامن من آذار لن يقبل بأي دور للسعودية التي تمول المعارضة السورية ضد النظام، ولذا ليس هناك مبادرة مستقلة يمكن ان تقوم بها السعودية وحدها.

ويلجأ هولاند الى الملك عبد الله ليحاول ايجاد ما يحصن لبنان من الانعكاسات السلبية، بعدما تبين له ان الاتصالات التي اجرتها بلاده منذ اندلاع الازمة قبل 33 شهرا مع عدد من الافرقاء الفاعلين لم تؤد الى تخفيف سوء التفاهم في ما بينها لسد الفراغ المتحكم في المؤسسات التشريعية والتنفيذية، والعجز في تشكيل حكومة جديدة بعد مرور نحو ثمانية اشهر على تكليف الرئيس تمام سلام، وتعبيد الطريق امام الاستحقاق الرئاسي تجنبا لفراغ يمكن ان يبدأ من 25 ايار المقبل، موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية. وعزت دوائر الاليزيه والكي دورسيه ذلك العجز الى تعادل القوى السياسية المنقسمة والمختلفة حول صيغة الحكومة الجديدة وهوية المشاركين فيها والتأمين الضمني لقوى الثامن من آذار لمكسب اضافي من خلال حكومة الـ 9+9+6، والرفض المطلق لقوى 14 آذار لها. وقد تبين لباريس ولفريق العمل الذي كان يحلل نتيجة الاتصالات التي اجريت، مدى عجزها عن امكان معالجة الانحلال السياسي المتحكم في لبنان حتى اشعار آخر.

ولعل الاخطر في نظر الفرنسيين وفقا لاحد التقارير الواردة الى بيروت، وقد اطلعت “النهار” على عناوينه الرئيسية، ان تلك القوى، أياً يكن اتجاهها، لا تأخذ في الاعتبار الاستقرار السياسي والامني في البلاد وحمايتها من انتقال عدوى الازمة السورية ونتائج الاشتباكات الدائرة بين قوات النظام والمعارضة. وفي الفترة الاخيرة، لجأ اكثر من تنظيم متطرف الى تصفية ضباط ومصادرة ذخائر تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، مما دفع بالولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا الى وقف مد هذا الجيش بها من مواد لوجيستية غير قتالية.

والسؤال المطروح في بيروت من يقنع القوى السياسية المتناحرة بانقاذ لبنان من التشرذم الذي يجتازه حاضرا، والذي ادى الى مزيد من الانقسامات الحادة التي طالت كل شيء وادخلت الارهاب والانتحاريين الى اكثر من منطقة؟ لا حاجة لتتكاتف الدول الصديقة لمساعدة لبنان، لأن سفراءها اطلعوها على تفاصيل ما يجري، وحذروا من مخاطره، فهل سينضمون الى فرنسا لاعادة البلاد الى حالتها الطبيعية؟ لعل ما يدعو الى الامل ان ليس هناك من احزاب وتيارات حملت السلاح وتقاتلت كما يجري في سوريا بين النظام والمعارضة، وهذا يعني انه يمكن معالجة الخلل السياسي الذي ينعكس ايجابا على البلاد، بالحياد من جميع الافرقاء حيال ما يجري في سوريا.

 

الرئيس الجميّل سمع في واشنطن ملاحظات غير سارّة على لبنان لست مهووساً بالرئاسة وهناك حالمون بها على مدار الساعة

بيار عطاالله/النهار

يبدو كلام الرئيس أمين الجميل المتفائل في ما يخص الدعوة الى مشروع مارشال للشرق الاوسط، كأنه تغريد خارج السرب فالاوضاع في المنطقة لا تؤشر للكثير من الايجابيات، لكن رئيس الكتائب يرى بوادر حراك جدي، ومؤتمر جنيف 2 يسير قدماً الى الامام، اما في القاهرة فيتجه المصريون الى الاستفتاء على الدستور الجديد. لكن الاهم ان الاتصالات الاميركية – الايرانية اصبحت واقعاً قائماً على الارض، وتطورات الملف النووي الايراني ستكون لها ارتدادات ايجابية على الوضع في سوريا ولبنان والمنطقة. وما سمعه الجميل في العاصمة الاميركية يدفعه الى الكلام على الحاجة الى مشروع مارشال شرق اوسطي.

سمع الجميل في واشنطن ملاحظات غير سارة على الوضع اللبناني. وفي مقاربته ان لبنان في غيبوبة، اذ لا مبادرات ولا حوار، ومؤسسات الدولة تعمل بـ 35 في المئة من طاقتها في اقصى حد، في حين يتهدد الفراغ ما تبقى. اما على الساحة الدولية فلبنان مغيب بالكامل في رأيه، وهو يخسر صدقيته ودوره تدريجاً على كل الصعد بدليل تحييده الكامل عن الحراك الديبلوماسي في ملفات الشرق الاوسط فيما يتحمل اعباء اللاجئين وارتدادات الازمات. كذلك سمع الجميل اسئلة عن سياسة لبنان الخارجية ودوره بالنسبة الى الوضع في سوريا ومصر، ومنها: لماذا لا يهتم اللبنانيون بمعالجة مشكلاتهم ما داموا يعرفونها؟"

"الوضع مأسوي"، يختصر الجميل الامر لكنه يقول ان "الافضل ان تضيء شمعة من ان تلعن الظلام، لذا نعمل على اعادة اطلاق "بيت المستقبل"، وهو من ضحايا الحرب، بالشراكة مع مؤسسة "جيرمان مارشال فاند". وعلى جدول الاعمال مشاريع ورش عمل لاصحاب الاختصاص تنتهي بمؤتمر دولي في النصف الثاني من 2014".

يرفض أي ربط بين زيارته واشنطن واستحقاق رئاسة الجمهورية، رغم ان اسمه مطروح في الاعلام .

ويشرح انه يزور العاصمة الاميركية سنوياً، اما المشروع مع "جيرمان مارشال فاند" فيتم الاعداد له منذ مدة طويلة، والزيارة تزامنت مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي ويقول انه ناقش مع خبراء المؤسسة "ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها وانتظام المؤسسات الدستورية، ورئاسة الجمهورية في مقدمها وسبل حض السياسيين اللبنانيين على اجراء الانتخابات في مواعيدها".

يؤكد الجميل انه لم يتخذ القرار بعد بالترشح "ولم أقم بأي تحرك في هذا الاتجاه، أما اذا توافرت الظروف المؤاتية فلكل حادث حديث". ويضيف: "اريد حكومة قادرة ورئيساً يحقق قسمه الدستوري ويملك الشجاعة والقدرة اللازمة على تحقيق ذلك. وبعد نهاية ولايتي الرئاسية شاهدنا تجاوزاً للنصوص الدستورية وتغاضياً عن مستلزمات السيادة، وهذا ما ندفع ثمنه غالياً اليوم، والعودة الى الاصول واحترام المصلحة اللبنانية سيحتاجان الى جهود جبارة".

اما عن المطالبة برئيس مسيحي قوي فيقول: "لبنان ينزلق الى الهاوية، وهناك استهتار بالوحدة الوطنية والشراكة على كل الصعد الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية. وتحت ستار الانماء ضحينا بمجموعة من القيم والمبادئ، وهذه المرحلة تحتاج الى قيادة قادرة وعلى مستوى المرحلة لكي تعيد الروح الى لبنان ودوره ومقومات وجوده". يرى الجميل ان اجتماع المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً قد لا يؤدي الى التفاهم على مرشح واحد، لأن هناك طموحات رئاسية واوضاعاً لا تسهل التفاهم بين اللبنانيين، وهناك من ينام ويقوم ويحلم برئاسة الجمهورية على مدار الساعة". وفي رأيه ان المناخ العام في المنطقة وتأثيراته على لبنان ستؤدي الى دينامية معينة قد تتبلور معها هوية المرشح الذي يصبح توافقياً حينها. والرأي لدى رئيس الكتائب ان التوافق الرئاسي هو نتيجة معطيات اقليمية ودولية ومحلية ويقول: "لست مهووساً بالرئاسة ومقابلة تلفزيونية لا تجعل الانسان رئيساً عام 1982 رشحني زعماء الموارنة وفي مقدمهم الرئيس كميل شمعون انطلاقاً من ظروف معينة، بينما لم اكن قبل اسبوع مرشحهم المفضل، بمعزل عن رأي القيادات الاخرى".

وعنده ان التطورات الاقليمية، رغم ضبابيتها، يمكن ان تفتح الباب واسعاً امام ايجابيات على الساحة اللبنانية، وعلى اللبنانيين عدم تفويت هذه الفرصة والخروج من المأزق الحالي والافادة من الجهود الدولية المنصبة على المنطقة. والجميل في هذا الاطار، لا يقفل الجميل خطوطاً مع اي من الاطراف الاقليميين والدوليين، ويقول ان من ينتقد العشاء في السفارة الايرانية انما يتناول الامر في شكل سطحي، وهذه الزيارة ليست الاولى من نوعها، والتواصل مع السفير الايراني يعود الى سنوات، واتصالاتنا مع بالايرانيين علنية وليست سرية. ويطمئن المصطادين في الماء العكر الى انه تلقى اتصالاً من شخصية سعودية رفيعة خلال وجوده في الولايات المتحدة، وناقشا في مختلف الامور بكل ود "لما فيه خير لبنان".

 

المشاركة العلوية في "مؤتمر طرابلس" تعكس صورة التعايش الحقيقية

ونوس لـ "المستقبل": أبناء الطائفة متصالحون مع محيطهم وحضروا رغم التهديدات

فاطمة حوحو/المستقبل/حظي مؤتمر طرابلس الذي نظمته قوى الرابع عشر من آذار تحت عنوان "العيش المشترك مسؤولية وطنية مشتركة" يوم الأحد الماضي، بمتابعة حثيثة في الوسط السياسي، وأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام أهل الشمال على مختلف انتماءاتهم وتلاوينهم، وكانت مشاركة فاعليات علوية تحدت التهديدات لافتة على مستوى ما طرحته والأفكار التي قدمتها والصورة التي أوضحتها وبيّنت مخاطر حصر تعاطي البعض مع الطائفة العلوية بحزب "آل عيد"، وأكدت أنها جزء من النسيج السياسي والاجتماعي المتنوع القائم في طرابلس والشمال وأنه لا بد من خلق بيئة حاضنة تستطيع أن تحمي العلويين الخارجين عن سلطة "آل عيد" الذين يتحدثون باسم الطائفة ويدّعون حمايتها، في حين أنهم مجرد عصابة مأجورة لنظام مأجور.

في إضاءة على هذه المشاركة المميزة بكونها قوى مدنية، عملت وتعمل مع الفاعليات الطرابلسية من أجل وضع حد لمشاريع الفتن المتجددة عبر جولات القتال ومن أجل طرابلس خالية من السلاح، ومن أجل السلم الأهلي وحفظ المدينة من سرطان الحرب المذهبية، الذي يصدر من الخارج وتستفيد منه أطراف سياسية مرتبطة به أو تجّار السلاح ومن وراءهم في الداخل، التقينا عضو كتلة "المستقبل" النائب بدر ونوس الذي اعتبر أن "مؤتمر طرابلس طريقة فضلى لجمع كل الأطياف اللبنانية وقد أظهر تعاطف الجميع ومحبتهم للمدينة، بعد المواقف التي تسببت بجرها الى حافة الحرب، ونتيجة ممارسة الظلم والعدوان ضدها".

ويأمل أن يكون طرح المصالحة بين جبل محسن وباب التبانة ناجحاً، إلا أنه يستدرك "قد لا يحل ذلك المشكلة، إذ سبق أن اجتمع الرئيس سعد الحريري مع كبار السياسيين في لبنان والنواب، من أجل المشكلة، وهو تحمّل أعباء لم نكن ننتظر القيام بها، فأنا حينها كنت معارضاً للكثير من المواقف، إلا أنني قبلت بها، لأن الرئيس الحريري يمون على الأولاد والعائلة. لكنني حذرت حينها من أن المتقاتلين قد لا يتجاوبون، لأن هناك بعض الرموز الوضيعة التي تباع وتشترى تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه وأن تستمر المعارك من أجل قبض الأموال، وبمجرد الايعاز الى المتقاتلين بالانسحاب ووقف المعارك من قبل هذه الرموز فإن حالة الاقتتال القائمة تنتهي، فعلي عيد (أمين عام الحزب العربي الديموقراطي) تم "تغنيجه" كثيراً، أما مقاتلو التبانة فهم يخضعون أيضاً لقرار معلميهم، إذا تم إيقاف تمويل المتقاتلين، تعود طرابلس الى وئامها ومحبتها القائمة وقبول الآخر والتسامح بين أهلها موجود في العمق، المشكلة تكمن في أن المصالحة ستجري بين مَن ومَن، والخوف من أن تحصل عملية ابتزاز خلال السعي لإنجازها من قبل رؤساء المجموعات القتالية من الجهتين، لأن السلاح يعميهم والبعض منهم اغتنى من وراء تجارة السلاح والقتال وهؤلاء يحتاجون لأكثر من الدولة ولأكثر من مؤسسة قادرة على دفع المليارات من أجل السيطرة عليهم ومنعهم من تفجير المحاور، الحل سياسي بالدرجة الأولى يقضي بوقف الحنفيات التي تفتح لدعمهم والعودة الى الضمير".

أما عن المشاركة العلوية في المؤتمر ورأيه في المداخلات التي قدمت من قبل مشاركين ينتمون للطائفة العلوية، فيوضح أن المشاركين الموجودين من الطائفة العلوية، معظمهم يعيش خارج جبل محسن، فجبل محسن لا يمثل العلويين، في البداية كان بالإمكان القول أن ثقل العلويين في جبل محسن، أما اليوم فهم منتشرون في طرابلس وفي كل أنحاء الشمال، لكن بعد المعارك هجر نحو 60% منهم الى مناطق الشمال، ومن بقي في جبل محسن فهو إما مَن يريد أن يقاتل وإما فقير معدوم ليس باستطاعته أن يغادر منزله ولا حول ولا قوة له في ذلك، العلويون منتشرون في طرابلس ومساهمون في بنائها وإعمارها، وكل الكلمات التي قيلت في المؤتمر شددت على ان أبناء جبل محسن ليس بإمكانهم التحرك بسبب التهديدات التي يتعرضون لها، وقد شارك عدد منهم في اجتماعات مع مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار منذ فترة وتم تهديدهم جميعاً، ورغم ذلك كان الحضور العلوي في المؤتمر لافتاً حيث عبّروا عن محبتهم لطرابلس واستنكارهم لما يجري ولو كان هناك شعور بالأمان بالنسبة الى كثيرين لكانت المشاركة أوسع، إلا أن البعض فضّل عدم المشاركة حتى لا يتم تهديده ومن أجل أن يحافظ على مصالحه الخاصة في عمله وحتى لا يتضرر نتيجة التهديدات، ورغم ذلك كان عدد المشاركين العلويين مميزاً ومداخلاتهم كانت مميزة أيضاً، وكان هناك نخب علوية لا تريد التغيب عن مثل هذا المؤتمر وهؤلاء هم الذين يمثلون العلويين، أما الذين لم يستطيعوا الحضور فقد عبّروا عن اهتمامهم بالمؤتمر من خلال الاتصالات التي أجروها لمعرفة ماذا دار داخل المؤتمر، واليوم هناك إرهاب يمارسه "الحزب العربي الديموقراطي" ورفعت عيد ووالده على العلويين أكبر بكثير مما يمارس على الطرابلسيين الآخرين".

ويتوقف أمام الأحداث التي جرت من إطلاق نار على بعض العمال العلويين وإحراق محال بعضهم في المدينة، مؤكداً أن "مثل هذه الممارسات تخدم آل عيد وتوجهاتهم، ومعناها أن السنّة يقتلون العلويين وليس عليهم إلا الاحتماء بالحزب العربي الديموقراطي".

ويشدد على أن "الطائفة العلوية منفتحة رغم إرهاب آل عيد"، مشبهاً "الحزب العربي الديموقراطي" بالسرطان الذي أصاب الطائفة، ومؤكداً أن "الجميع لامس هذا الجرح الأليم حين تحدث في المؤتمر، فهو جرح علوي قبل أن يكون جرحاً سنياً علوياً، فإساءات آل عيد الى الطائفة أكبر من أن تستطيع هذه الطائفة تحملها، خصوصاً أن ذلك عرّض الأبرياء لاعتداءات مرفوضة في طرابلس، بينما لم نر أي اعتداء على جماعة آل عيد ومقاتليهم، هناك يد آثمة تريد إبقاء الطائفة العلوية معزولة عن غيرها، ولكن لا بد من الاعتراف أنّ الرأسمال العلوي موجود في طرابلس فالمحال التجارية التي يمتلكها أشخاص من الطائفة هي قلب البلد، وفي الكورة وهي اليوم منتشرة في مجدليا وزغرتا. الخلاف ليس مذهبياً، وأكبر دليل أن القرى العلوية في عكار حيث التداخل قائم والعلاقات طبيعية وممتازة والعيش المشترك ظاهر، فلماذا هذا الأمر قائم في عكار بينما في طرابلس هناك سعي الى تدمير العيش المشترك؟ من المؤكد ان هناك أيدي آثمة تسعى الى ذلك".

ويلفت إلى ان "لجنة المصالحة لم تتشكل حتى الآن ولكن سوف يتم تشكيلها قريباً"، ويستدرك "إذا كانت الدولة عاجزة عن تنفيذ الأحكام التي صدرت بحق البعض في طرابلس وعاجزة عن وقف الاقتتال وعاجزة عن وقف تسليح المتقاتلين في طرابلس وجبل محسن وعاجزة عن وقف تمويلهم، فإنّ أرضية المصالحة يجب أن تركز على ذلك، أما الشعب "الآدمي" فهو يتصالح بسرعة ولا مشكلة لديه في التعامل مع الآخر، المطلوب أن لا نجعل من صورة المدينة قندهار جديدة كما يحاول البعض تسويق ذلك".

ويركز على "ضرورة سحب الترخيص من الحزب "العربي الديموقراطي" وهو لديه اصلاً رخصة جمعية وليس حزباً، لأن لديه أعضاء ملاحقين بتهم".

ويؤكد أن "الجيش لو أراد حسم الأمور لاستطاع ذلك، هو يلاقي الترحيب والمحبة من جميع أبناء طرابلس، وهو موجود، لكن الأهم أن ينجح في منع دخول السلاح، والعبرة ليست في نشر الحواجز وإنما الضرب بيد من حديد، ومن المؤلم سقوط الشهداء في صفوفه، ولكن ذلك أفضل من أن يسقط البلد شهيداً، لا أمل إلا بنزع السلاح وعدم التهاون مع حامليه والمتاجرين فيه، والتخلص من نغمة أنا لا أستطيع تطويق أو مداهمة هذه البناية أو تلك أو ملاحقة هذا الشخص أو ذاك".