المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 04 شباط/2014

عناوين النشرة

*البابا فرنيسيس: من المهم أن يكون لنا أصدقاء بوسعنا الوثوق بهم. لكن من الضروري أن يكون لدينا ثقة في الرب، الذي لا يخيب آمالنا أبدا.

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا 11/33-36/. سِراجُ جَسَدِكَ هُو عَينُكَ

بالصوت/تأملات إيمانية للياس بجاني في الآية الإنجيلية (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23) التي تقول: "أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل"/03 شباط/14

*تحليل سياسي لشارل جبور وتعليق للياس بجاني

*حزب الله مقيد بالمرجعية الإيرانية وقراره مرتبط بها/الياس بجاني/03 شباط/14

*شارل جبور/مفتاح خروجه من سوريا البيئة الحاضنة/03 شباط/14

*نشرات موقعنا لليوم العربية والإنكليزية ومقابلة مع النائب السابق مصباح الأحدب

*بالصوت/من تلفزيون الجديد/مقابلة مع النائب السابق مصباح الأحدب ومقدمة للياس بجاني/03 شباط/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 03 شباط/14

*نشرة أخبارنا باللغة الإنكليزية

*مصباح الأحدب ضحية نيابية من ضحايا غباء قيادة تيار المستقبل/الياس بجاني

*يا عزيزي علي حماده: هل من حياة على من تنادي/الياس بجاني

*إلى أين سيقودنا هذا الجنون/ علي حماده/النهار

*ما هي رسالة إنتحاري الشويفات؟ 

*رسالة انتحاري الشويفات أمنية... ومركز استفزازي لـ"حزب الله" قرب التفجير؟  

*النصرة تتبنى تفجير الشويفات : استهدف حاجزاً لحزب الله

*الجيش :انتحاري يفجر نفسه في فان وسقوط جرحى

*الجيش:الحزام الناسف في انفجار الشويفات عبارة عن 5 كيلوغرامات

*سائق الفان اصيب ببطنه وامل الاحمدية بقدمها اليمنى

*الفان المفجر يعود لديب عيسى مشيك

*صقر طلب من الاجهزة المختصة مباشرة التحقيقات بانفجار الشويفات وكلف طبيبا بإجراء فحوص ال DNA لمعرفة هوية الانتحاري

*تعليق جريدة المستقبل على انفجار الشويفات

*سليمان طلب من الاجهزة الامنية التشدد في تعقب محرضي ومرتكبي التفجيرات واطلع من سلام على الاتصالات لتشكيل الحكومة

*سليمان عرض مع شربل معطيات التفجير الارهابي في الهرمل واطلع من قهوجي على الوضع في طرابلس واجواء محادثاته في السعودية

*سلام ناقش تأليف الحكومة مع سامي الجميل وموفد فرنجيه ووفد الطاشناق

*مانشيت: سليمان لمّح الى اقتراب ساعة الحسم وسلام حمل إليه مشروع تشكيلة وزارية

*سرّ الإنقلاب المفاجئ/جورج سولاج/جريدة الجمهورية

*المحكمة الخاصة بلبنان تستكمل جلساتها بالاستماع الى شهود الادعاء

*مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر واصل التحقيقات في انفجار الهرمل ولا معطيات جديدة

*ارتفاع عدد قتلى تفجير الهرمل الأول بعد وفاة شاب متأثراً بجروحه

*الهرمل شيعت ضحاياها وسط تلويح بالامن الذاتي

*الانتحاري" أحمد عبد الكريم لـ "النهار" : ما زلت حياً يرزق

*السيد علي الأمين: الطائفة الشيعية لم تُستشَر بموضوع الدخول في الصراع السوري

*اعتصام لأصحاب الشاحنات احتجاجاً على دوام السير الجديد

*ريفي: مسؤولية الدولة بأجهزتها المعنية تحديد نقطة انطلاق طائرة معراب وإسقاطها   

*حكومة "بمن حضر" الأربعاء ولكن ماذا عن الثنائي الشيعي؟

*زهرا: الاسوأ ان لـ”حزب الله” غطاء مسيحي يدافع عنه وعن تورطه في سوريا

*عكاظ السعودية: فليعامل "حزب الله" كتنظيم إرهابي كي يستقر لبنان

*قهوجي عرض حاجات الجيش في السعودية

*قهوجي زار السعودية بإطار الهبة للجيش لا الانتخابات الرئاسية

*بكركي لن ترضى بحكومة تغيب عنها "القوّتان المسيحيتان الأكبر"

*المطران بولس صيّاح لkataeb.org: الفراغ الرئاسي غير موجود في قاموس بكركي ولبنان لن يُحكم من احد

*النائب جمال الجراح: لنشر الجيش على الحدود مع سوريا

*زهرا: لضبط الحدود ولــو باليونفيل لئلا يكون لبنان ممراً للتكفير والتخوين

*جعجع عرض وهيل الاوضاع في لبنان والمنطقة

*طائرة معراب صغيرة للرصد لا يتعدى مداها 60 كلم

*حرب: طائرة معراب تحضير لعملية اعتداء على جعجع وعلى الجيش اتخاذ التدابير المناسبة

*الدكتور جعجع يتحدى طائرة الاستطلاع ويخرج إلى الحياة... ماذا كان يفعل عون و"حزب الله" في هذه الليلة؟/خالد موسى/موقع 14 آذار

*الكتائب: لإزالة كل العوائق المصطنعة من أمام تشكيل الحكومة

*امانة 14 اذار دانت التفجيرات المتنقلة: لا استقرار الا بنشر الجيش على طول الحدود مع سوريا

*مجدلاني: لا يمكننا إلا الذهاب إلى حكومة جديدة وطاولة حوار لمناقشة قضية السلاح

*والد القاصر المخطوفة في خربة داود جدد مطالبة الاجهزة بالتحرك

*النائب محمد كبارة: ما شهدته اسواق طرابلس لا يمكن السكوت عنه ولا أعذار للقوى الأمنية بعدم القيام بواجباتها

*ماذا يعني افصاح شربل عن سرقة 400 سيارة في 6 اشهر؟

*عمار الموسوي استقبل بلامبلي: إدانة الارهاب ودعم المؤسسات الأمنية/فايز سارة ينعي إبنه وسام

*امر ملكي سعودي يعاقب بالسجن من 3 إلى 20 سنة كل من يقاتل خارج المملكة أو ينتمي الى جماعات ارهابية

*وزير الخارجية الايراني: المحرقة "مأساة وحشية ينبغي الا تتكرر"

*الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق لقوات الناتو في أوروبا  للعربية: الأسد لا يفهم إلا لغة القوة

*قائد جهاز مخابرات الأسد الجوية.. لـ"جبهة النصرة": "اقتلوا راهبات معلولا....ماذا تفعلون بهن حتى الآن؟"  

*القاعدة: لا صلة لنا بالدولة الاسلامية في العراق والشام

*الإيرانيون والإسرائيليون في لقاءٍ واحد وجهاً لوجه !! 

*وفاة نجل المعارض البارز فايز سارة تحت التعذيب في سجون نظام الاسد

*إيران.. وماذا عن المحرقة السورية/طارق الحميد/الشرق الأوسط/

*حزب الله يستقدم شيعة يمنيين إلى لبنان...لماذا؟/موقع 14 آذار/طارق نجم
*نتحالف
مع قاتلنا ضد قاتله/محمد سلام

*الاعتدال ليس ضعفاً ولا يُردّ على التطرّف بالتطرّف/وسام سعادة/المستقبل

*"الجامعيون المستقلون": السيد عدنان السيد حسين مُعادِ لحرية الكلمة والشفافية وانتقدوا تعاطيه مع قضايا الجامعة على طريقة "العرّاب" وجمع الأزلام

*لوموند" من الناقورة: هدوء قلق بانتظار حرب لا مفرّ منها مع حزب الله/خاص بـ"الشفاف"

*الإعتدال وعبء المواجهة مع أصوليَّتَي النظام السوري/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

 

تفاصيل النشرة

 

 

كتب قداسة البابا فرنيسيس على صفحته ع التويتر: من المهم أن يكون لنا أصدقاء بوسعنا الوثوق بهم. لكن من الضروري أن يكون لدينا ثقة في الرب، الذي لا يخيب آمالنا أبدا.

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا 11/33-36/. سِراجُ جَسَدِكَ هُو عَينُكَ

ما مِن أَحَدٍ يوقِدُ سِراجًا ويضَعُه في مَخْبَأ أَو تَحْتَ المِكْيال، بل على المَنارَة، لِيَستَضيءَ بِه الدَّاخِلون. سِراجُ جَسَدِكَ هُو عَينُكَ. فإِذا كانَت عَينُكَ سَليمة، كانَ جَسدُكَ كُلُّه نَيِّرًا. وأَمَّا إِذا كانَت مَريضة، فجَسَدُكَ كُلُّه يَكونُ مُظلِمًا. فانظُرْ هلِ النُّورُ الَّذي فيكَ هو ظَلام. فإِن جَسَدُكَ كُلُّه نيرًا ولَيسَ فيهِ جانِبٌ مُظلِم، كانَ بِأَجمَعِه نَيِّرًا كَما لو أَنارَ لَكَ السِّراجُ بِضَوئِه».

 

تأملات إيمانية/جسد الإنسان هو هيكل الله ومن يعتدي عليه إنما يعتدي على الله ذاته
بالصوت/تأملات إيمانية للياس بجاني في الآية الإنجيلية (01 كورنثوس/الفصل الثالث/16/23) التي تقول: "أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل"/03 شباط/14
الآيات موضوع التأملات/"أما تعرفون أنكم هيكل الله، وأن روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأن هيكل الله مقدس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل. فلا يخدع أحد منكم نفسه. من كان منكم يعتقد أنه رجل حكيم بمقاييس هذه الدنيا، فليكن أحمق ليصير في الحقيقة حكيما، لأن ما يعتبره هذا العالم حكمة هو في نظر الله حماقة. فالكتاب يقول: يمسك الله الحكماء بدهائهم. ويقول أيضا: يعرف الرب أفكار الحكماء، ويعلم أنها باطلة. فلا يفتخر أحد بالناس ، لأن كل شيء لكم، أبولس كان أم أبلوس أم بطرس أم العالم أم الحياة أم الموت أم الحاضر أم المستقبل: كل شيء لكم، وأما أنتم فللمسيح، والمسيح لله.

 

تحليل سياسي لشارل جبور وتعليق للياس بجاني
حزب الله مقيد بالمرجعية الإيرانية وقراره مرتبط بها/الياس بجاني/03 شباط/14

شارل جبور/مفتاح خروجه من سوريا البيئة الحاضنة/03 شباط/14

 

نشرات موقعنا لليوم العربية والإنكليزية ومقابلة مع النائب السابق مصباح الأحدب
بالصوت/من تلفزيون الجديد/مقابلة مع النائب السابق مصباح الأحدب ومقدمة للياس بجاني/03 شباط/14

نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 03 شباط/14
English LCCC News bulletin for February 03/14


مصباح الأحدب ضحية نيابية من ضحايا غباء قيادة تيار المستقبل
الياس بجاني/مصباح الأحدب بجرأة يفضح تقاعس الدولة في طرابلس وتآمر بعضها مع بعض القضاء عليها وعلى أهلها ويسمي المتآمرين والمتخاذلين ويتناول في مقابلته دون مواربة هرطقة تشكيل الحكومة والتفجيرات الأخيرة وأخطار حزب الله والوضع المأساوي في سوريا ووضعية 14 آذار التعيسة بترددها والتنازلات إضافة إلى الملفات الساخنة المتداول بشأنها حالياً على الساحة اللبنانية

 

 

يا عزيزي علي حماده: هل من حياة على من تنادي

http://newspaper.annahar.com/article/105284-إلى-أين-سيقودنا-هذا-الجنون

الياس بجاني/04 شباط/14/معك يا عزيزي علي حماده نسأل وبصوت عال وصارخ، هل هناك حياة على من تنادي؟

للأسف حتى الآن كل النداءات والنصائح تقع على آذان صماء وعقول غبية وعلى بشر لا يعرفون غير لغة التجارة وأكل الجبنة وتقاسم المنافع والتلون والغباء.

كالعادة يا عزيزي مقالة رائعة تحاكي الواقع المزري لوطننا الغالي، لبنا، وتقول ل 14 آذار عموماً ولتيار المستقبل على مستوى القيادات خصوصاً، كفى تراجعاً، وكفى عشقاً لبري، وكفى تملقا لحزب الله، وكفى نرسيسية وتقنيص فرص "وتفنيص" وتلون واستغباء للشعب اللبناني.

وهي أيضاً تقول للرئيسين سليمان وسلام بيكفي خلصونا قبل ما يضيع البلد.

حزب الله وكما تقول دائماً هو ماكينة قتل واغتيالات، وهذه المكينة لن تتوقف محركاتها قبل أن يقف بوجهها من هو قادر على إيقافها! وللأسف 14 آذار على مستوى القيادات أثبتت منذ العام 2005 عجزها الكامل عن إيقاف محركات هذه المكينة الشريرة والجهنمية... يعني صار بدها نفضة والإتيان بقيادات شابة وجديدة .. وسامحونا.

 

إلى أين سيقودنا هذا الجنون؟

 علي حماده/النهار

قبل يومين في الهرمل، والبارحة في الطريق العام للشويفات، وغداً لا احد يعرف، لكن تفجيرا سيحصل غدا او بعده في اي مكان من لبنان. هذه هي النتائج الكارثية لسياسات "حزب الله" وسلوكه، وكلما تأخر الحزب في اتخاذ قرار بالانسحاب من سوريا وتحييد لبنان عن الصراع هناك، سيضاعف حجم الاخطار، ليس فقط على بيئته المخدرة التي لا تعرف سوى الهتاف بشكل اعمى بحياة السيد حسن نصرالله ، وترفض التفكير مؤثرة تعطيل عقلها، وتسليم امرها الى من ينحرها يوما بعد يوم، ولا يقدم لها سوى مشاريع حروب دائمة ليس فقط مع اللبنانيين، بل مع المحيط العربي والاسلامي الاوسع. والطامة الكبرى ان البيئات اللبنانية الاخرى تعاني هذا الجنون الجماعي الذي دخله "حزب الله" وادخل بيئته فيها، فتصل النار الى الشويفات غير المعنية بهذا الجنون، بل انها اكثر المناطق التي تتعرض منذ اعوام طويلة لاعتداء موصوف عليها من مشروع الحزب التمددي، الذي تحول مع الوقت الى مشروع استيطاني يذكرنا بفلسطين الثلاثينات. هذه حقيقة، وكل من ينفيها من وجهاء الدروز في لبنان يكذب، ويعرف انه يكذب. الشويفات التي يعتدي عليها "حزب الله" كل يوم تعرضت البارحة لتفجير لا ذنب لها فيه. فلا هي مؤيدة للحزب، ولا هي راضية بالاعتداءات اليومية التي تتعرض لها بيئتها الاصلية من التمدد الزاحف عليها من الضاحية الجنوبية من بيروت. ومن هنا قولنا ان سياسات الحزب في الداخل والخارج، وارتهانه المخيف لقرار الحرس الثوري في ايران، لن تجلب لبيئته المخدرة والمغرر بها الكوارث فحسب، بل انه سيدمر بقية المكونات اللبنانية التي تعارض جنون الحزب في الاصل.

لذا لا بد من موقف متلازم مع الموقف المدين لكل التفجيرات التي تقتل لبنانيين مدنيين: موقف يقول لـ"حزب الله" كفى. لقد ورّطتم لبنان كله في حروبكم الكارثية. وأنتم تكذبون حينما تقولون انكم تورطتم لمنع قدوم الارهاب الى لبنان، فقبل التورط في قتل السوريين دعما لبشار قاتل الاطفال، لم يشهد لبنان ارهابا سوى ارهابكم الذي قتل قادة استقلاليين. لم يأت ارهاب من سوريا قبل ان تتورطوا في قتل السوريين على ارضهم، وقد اتيتم محتلّين لا يميزكم عن الاسرائيلي شيء.

لقد قتلتم رفيق الحريري وقادة الاستقلال وصولا الى وسام الحسن ومحمد شطح، والآن تقتلون المواطن العادي في بيئتكم وكذلك المواطن العادي في البيئات الاخرى في كل يوم، ولا تنسحبون من دماء السوريين على ارضهم.

جيّد ان ندين الارهاب، وان نرفض التكفير، ولكن ماذا عن ادانة ارهاب بدأ بقتل رفيق الحريري، وباسل فليحان، وادانة التكفير الذي بموجبه قتل قادة لبنان الاستقلال، وكان آخرهم محمد شطح؟

بالامس كانت الشويفات الحبيبة، وهي ضحية ارهابكم اليومي، فماذا عن اليوم التالي؟ والى اين تأخذوننا بهذا الجنون؟

 

ما هي رسالة إنتحاري الشويفات؟ 

النهار/الاكيد ان الهدف هو اسقاط عدد كبير من الضحايا خصوصاً وان الانتحاري الذي خطط لتفجير نفسه داخل "فان" لنقل الركاب متجه الى الضاحية الجنوبية، كان يمني نفسه باسقاط عدد كبير من الضحايا، لكن خطأ جعل السائق يشتبه فيه ادى الى حصول التفجير قبل موعده.

العميد المتقاعد وهبي قاطيشا قال لـ"النهار" ان "هناك تغييراً في طريقة الاستهداف وهذا واضح، وقد تكون الإجراءات التي اتخذت في الضاحية دفعت الارهابيين الى اللجوء لهذه الطريقة". واكد ان الرسالة واضحة ومفادها انهم قادرون على الدخول الى عمق الضاحية واستهداف عدد كبير من المواطنين رغم الاجراءات. واوضح ان "المنفذين ارسلوا رسالة واضحة انهم سيسرعون وتيرة الاستهدافات اي ان تجهيز الانتحاري لا يتطلب وقتا كالسيارة، فمجرد ان يزنر نفسه بالحزام الناسف يصبح مشروع تفجير في اي مكان يصل اليه دون ان يلفت الانظار او ان يمر باي حاجز". وعن طريقة ردع هذا النوع من التفجيرات، قال: " لا امن من دون حدود مضبوطة، ولو جاءت اجهزة العالم كله لن تتمكن من ايقاف هذا الارهاب، الطريقة الوحيدة لايقافها هي ضبط الحدود من القاع الى المصنع والعبودية وصولا الى كل المداخل غير الشرعية والا هذا المسلسل متواصل" .

الاستهداف المنظم

من جهته، اكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد المتقاعد هشام جابر لـ"النهار" ان "الاسلوب مختلف، والسيناريو المرسوم لهذه العملية وفق المعطيات الاولية هو ان ينتظر الانتحاري ليمتلىء الفان بالركاب خلال توجهه الى مار ميخايل الشياح في الضاحية ويقوم بتفجير نفسه في نقطة مكتظة بالناس". واوضح ان "الهدف الذي لا شك فيه هو قتل اكبر عدد ممكن من الناس، من خلال انتقال الاسلوب من السيارة المفخخة الى الرجل المفخخ واعتماد الفان كوسيلة للدخول الى الضاحية لانه لا يمكن الشك فيه". وعن كيفية الحد من هذه التفجيرات، استبعد جابر ان تتوقف هذه التفجيرات لان الرادع الرئيس لها هو القرار السياسي الموحد وتجفيف البيئة الحاضنة للارهاب اضافة الى تكثيف العمل الاستخباري من خلال خلق غرفة عمليات موحدة للاجهزة الامنية". واضاف: "في الوقت الحالي، استقدام اجهزة السكانر المتطورة والاستعانة بالدول المتخصصة في هذا المجال قد يساعدان على تخفيف هذه الاستهدافات". واعتبر ان "الهدف الرئيس من استهداف اعداد كبيرة من المواطنين الشيعة هو الضغط على "حزب الله" وتجييش الشارع الشيعي ضده، لكنهم لن ينجحوا في ذلك لان مثل هذه العمليات التي تجعل من الجماعات هدفا لها تقويها وتوحدها اكثر مع شعورها بالاستهداف المنظم".

 

رسالة انتحاري الشويفات أمنية... ومركز استفزازي لـ"حزب الله" قرب التفجير؟  

موقع 14 آذار

تابعنا صباح أمس التقارير الصحفية التي أشارت إلى مدى تشديد الاجراءات الأمنية عند أبواب الضاحية الجنوبية ستصعب دخول السيارات المفخخة إلى الداخل. فمنهم من تحدث عن حواجز ثابتة وأخرون تحدثوا عن سكانيرات وكلاب بوليسية ولجان شعبية. وخلال كل محادثة مع بعض الزملاء أو مع مسؤولين أمنيين، تطرح الاشكالية الاتية: الاجراءات الامنية المشددة تكشف السيارات المفخخة، إذا يمكن استخدام التقنيات وتفتيش السيارات أو ملاحقة السيارات المسروقة، لكن كيف سيتم كشف الانتحاري، وحتى لو كشف ما العمل؟ إذا يستطيع أن يفجر نفسه في لحظة معرفته!

وهذا ما حصل أمس في الشويفات، بجانب محطة الريشاني للوقود... وقبل اكتشاف ملابسات حصول التفجير، سأل الجميع: لماذا وشويفات؟ لا مركز لحزب الله فيها وسكانها من كل الطوائف. إلى ان علم الجميع أن انتحاري ركب سيارة فان عمومي قبل 200 متر من المحطة، كانت متوجهة نحو الضاحية الجنوبية من طريق شويفات – السانت تيريز فصفير، ولكن سائق السيارة كشف الأمر ففجر الانتحاري نفسه، ما أدى إلى مقتل الانتحاري وانتشر أشلائه في الشارع وجرح السائق وامراة مرت بجانب الفان. رغم فشل الانتحاري في الوصول إلى الضاحية الجنوبية وتحقيق هدفه إلا انه أوصل رسالة إلى واضحة إلى "حزب الله" بأنه سيعتمد أي اسلوب أو تمويه للوصول إلى قلب الضاحية وأن الانتحار على استعداد لتفجير نفسه في أي لحظة وأي مكان. انه أسلوب جديد ابتعد فيه الارهاب عن السيارات المفخخة وبدأ يندمج مع الناس ويختلط بهم للوصل إلى هدفه، يركب سيارة أجرة هنا وفان هناك، وربم يخاطب الناس ويجالسهم من دون أن يعلموا، وهذا ما يستدعي السؤال الاتي: هل بات يتوجب تفتيش الناس فرداً فرداً؟

موقع "14 آذار" حضر إلى موقع التفجير. والمشهد تكرر هناك كما كل التفجيرات، أشلاء مبعثرة، ضجيج، فوضى، رائحة موت. السيارة من نوع فان أبيض لم يبق منها سوى الهيكل و"الدركسيون". وما هي إلا دقائق حتى اجتمعت الناس، وعمت الفوضى.. من يحكم موقع الجريمة؟ الجيش أم "حزب الله" ام "حركة أمل"؟ وفي الوقت نفسه شبان يشتمون القوى الأمنية بسبب منعهم من الاقتراب ودخول موقع الجريمة لتصوير الفان.

وقف أحدهم يقول لأحد العناصر الأمنية: "أنا من حزب الله .. أنا الحاج.. من حزب الله شعبة الصحراء (صحراء شويفات)"، لم يتجاوب معه العنصر الأمني، لكن في الضفة الاخرى شبان من "حركة أمل" يحصنون موقع التفجير فهل سيطرتهم أقوى في هذه المنطقة؟ صعد شاب على تمثال بولفار البطل ارسلان وبدأ يصرخ عالياً :"لبيك يا زينب". من الناحية الاخرى مجموعة تنادي باسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. لا أحد منهم يهتم بالموقع ولا الأدلة. فقط فوضى عارمة وتدافع بين الشبان واشكالات عدة مع القوى الأمنية التي فقدت هيبتها في ظل انتشار السلاح غير الشرعي.

ليلاً، وفي صفحة بعنوان "انصار صـقـور جيش التحرير الشعبي - قوات الشهيد كمال جنبلاط" على "فايسبوك"، كتب الأتي: " الانفجار الذي وقع في الشويفات يبعد عن مركز "حزب اللة" 50 متراً هذا المركز ليس له اي مبرر لوجوده على مدخل الشويفات غير انه قابع على قلب ابناء الشويفات لاستفزاز واليوم اصبح يشكل خطراً على الاهالي وكل من يسلك طريق صعوداً لقلب ووسط البلدة. عناصر حزب ايران يقطعون الطرقات صعدوا ونزولاً حين يشائون ما يشكل ضغطا نفسيا على السكان والاهالي وهو غريب عن نسيج الحي فيعد كجسم غريب في نقطة الاغلبية الساحقة من السكان من الطائفة الموحدين الدروز وهو يلاصق المشروع السكني الذي يقوم بتشيده المجلس المذهبي الدرزي لذلك اصبح مطلوباً العمل من كل الوجهاء والزعماء والمشايخ الكرام على المطالبة باقفال هذا المركز الامني الاستفزازي الذي لا مبرر لوجوده اطلاقاً بل هو جسم غريب عن المنطقة".

 

النصرة تتبنى تفجير الشويفات : استهدف حاجزاً لحزب الله

يقال نت/تبنت "جبهة النصرة" في بيان صدر على حساب تابع للقاعدة على "تويتر" تفجير الشويفات، وأعلنت انه "استهدف باصاً لنقل الركاب على حاجز تابع لـ"حزب الله". وأضاف البيان "مع استمرار جرائم حزب إيران بحق أهلنا المستضعفين في شامنا الحبيب، وإصراره على إرسال المزيد من مرتزقته لقتل الشعب السوري، ما كان منّا إلا العمل على إيقاف مذابحه والردّ بالمثل في عقر داره لكي يضطر إلى إعادة حساباته، فيا "أهل السنة" في لبنان قوموا في وجه هذه الطغمة الظالمة ولا تغرنكم هالته الأمنية فهو أضعف مما يُظهِر بكثير، وما كان تكرار ضرب الأهداف نفسها إلا دليلاً على ضعفه وهشاشته الداخلية". ولفت الى ان "العملية التي استهدفت باصاً لنقل الركاب " 30 راكب " تم تفجيرها امام احد حواجز "حزب الات" وتم مقتل جميع الركاب "الشيعة" بالاضافة الى عناصر "حزب الات" الذين كانوا في الحاجز ويزيد عددهم عن 10 عناصر ، وهذا خلافا لما اعلنه الاعلام "الشيعي الكاذب" كقناة "المنار" والتي لم تعلن عن سقوط قتلى وذلك لعدم اثارة الرأي العام "الشيعي" ضد "حزب الات"، وننبه بأن كل "شيعي" موجود في حي السلم او الضاحية الجنوبية هو عنصر من مرتزقة "حزب الات" ولكنة في إجازة، لذلك فهم هدف مشروع لنا في اي وقت وفي اي مكان".

 

الجيش :انتحاري يفجر نفسه في فان وسقوط جرحى

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:"حوالى الساعة 17,00 اقدم انتحاري داخل فان لنقل الركاب على تفجير نفسه، وذلك قرب محطة الريشاني - الشويفات، مما اسفر عن وقوع اصابات داخل الفان

 

الجيش:الحزام الناسف في انفجار الشويفات عبارة عن 5 كيلوغرامات

وطنية - صدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان الآتي:"الحاقا لبيانها السابق، وبنتيجة كشف الخبراء العسكريين على موقع الانفجار في منطقة الشويفات، تبين ان كمية المتفجرات المستعملة في الحزام الناسف هي عبارة عن خمسة كيلوغرامات من المواد المتفجرة".

 

سائق الفان اصيب ببطنه وامل الاحمدية بقدمها اليمنى

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" رشيد زين الدين أن سائق الفان حسين ديب مشيك أصيب إصابة بالغة في بطنه، وهو لا يزال في غرفة العمليات في مستشفى الشويفات. كما أصيبت أمل الأحمدية بقدمها اليمنى، وهي تخضع لعملية جراحية داخل المستشفى ذاته. يشار الى ان مشيك اوقف الفان لتعبر امال الطريق، وعندما لوحت بيدها شاكرة انفجر الفان فاصيبت.

 

الفان المفجر يعود لديب عيسى مشيك

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان الفان الذي وقع فيه الانفجار هو من نوع هيونداي لون ابيض موديل 1999 ومسجل باسم ديب عيسى مشيك ويحمل لوحة رقمها 375121/م. وقد اصيب حسين ديب مشيك بجروح وتم نقله الى مستشفى كمال جنبلاط  للمعالجة وهو يخضع لعملية جراحية.

 

صقر طلب من الاجهزة المختصة مباشرة التحقيقات بانفجار الشويفات وكلف طبيبا بإجراء فحوص ال DNA لمعرفة هوية الانتحاري

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر كلف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والشرطة العسكرية والادلة الجنائية في قوى الامن الداخلي اجراء التحقيقات في حادثة التفجير التي وقفت في الشويفات. كما كلف الدكتور أيوب إجراء فحوص الحمض النووي لمعرفة هوية الانتحاري. وقد باشرت الاجهزة الامنية اعمالها، مع العلم ان ملامح وجه الانتحاري لا تزال واضحة.

 

تعليق جريدة المستقبل على انفجار الشويفات

صار من نافل القول والتكرار إدانة واستنكار الجنون الانتحاري الإرهابي الذي يستهدف الناس عشوائياً، ويستورد الموت والعدم والحرائق والبلايا إلى بيوت اللبنانيين وشوارعهم ومناطقهم. لكن هذه المرّة، وأكثر من أي مرّة سابقة، تُشكر العناية الإلهية على تلطّفها ورأفتها ورحمتها، والتي حمت الشويفات والضاحية الجنوبية من كارثة كان يمكن أن تكون مهولة وكبيرة، لو أن الانفجار طاول محطة المحروقات، أو لو حصل داخل أحد الشوارع المكتظة. ومن نافل القول أيضاً إن روحاً بريئة واحدة تساوي كل قضايا العالم، فكيف الحال مع أرواح بريئة وطاهرة هُدرت على مذبح ذلك الجنون الإرهابي في الهرمل قبل يومين، وقبلها في الضاحية نفسها وفي طرابلس الفيحاء. لكن من جديد، تفرض مقتضيات الضمير والأنسنة والوطنية الصافية، القول إن هذا الجنون المستورد من الحرب السورية ما كان ليصل إلى بيوتنا وديارنا وأهلنا، لو لم يسبقه جنون انخراط "حزب الله" في حرب بشار الأسد ضد شعب سوريا.. حربٌ لا مصلحة لأحد في لبنان فيها، ولم يكن الدخول في أتونها إلا خدمة لمصلحة ذلك الطاغية، وغيره ممن لا صلة لهم فعلية، في المحصلة الأخيرة، بمصلحة لبنان واللبنانيين العليا.

وبرغم كل الكلام العالي النبرة والهابط المستوى الذي يرفض أو يدّعي أنه يرفض الربط بين ذهاب "حزب الله" إلى سوريا، ومجيء الجنون الإرهابي الانتحاري إلى لبنان، فإن الحقيقة الماسية والذهبية لا تتغير، وهذه تقول إن الحلّ الوحيد الممكن للخروج من هذا الجحيم، ليس سوى تحييد لبنان والتزام "إعلان بعبدا" حرفياً وعملياً. هذا الإعلان لم يكن ترفاً فكرياً ولا تنظيراً في الهواء، وإنما يتأكد يوماً تلو آخر، وشهيداً تلو شهيد، وانفجاراً تلو انفجار، ومصيبة تلو مصيبة، أنه كان مظلّة حماية للبنان وأهله في كل مناطقهم، وأياً كانت انتماءاتهم، وعندما تعرّضت تلك المظلة للخرق بفعل دوي ونيران قرار التدخل إلى جانب الطاغية الأسدي، دفع اللبنانيون ولا يزالون الأثمان الغالية. ومن جديد، رحم الله شهداء التفجيرات الإرهابية الانتحارية هذه، ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وعلى أهل الضحايا، العزاء والصبر وطول الأناة، ثم فوق ذلك، ألهم أصحاب العقول الحارة رحابة الحكمة ورجحان المنطق بما يكفي لاقتناع أصحابها بأن خيمة "إعلان بعبدا" يمكن أن تبقى حامية، ولكن فقط، بعد عودة الجميع إلى فيئها.

 

سليمان طلب من الاجهزة الامنية التشدد في تعقب محرضي ومرتكبي التفجيرات واطلع من سلام على الاتصالات لتشكيل الحكومة

وطنية - طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من الاجهزة العسكرية والامنية والقضائية "التشدد في تعقب محرضي ومرتكبي التفجيرات التي تحصل على الاراضي اللبنانية وملاحقتهم وتوقيفهم واحالتهم الى القضاء المختص".

سلام

من ناحية ثانية، استقبل سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم، الرئيس المكلف تمام سلام الذي اطلعه على حصيلة الاتصالات والمشاورات الجارية بهدف تشكيل حكومة جديدة.

ترو

وتناول رئيس الجمهورية مع وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال علاء الدين ترو الاوضاع الراهنة سياسيا وحكوميا، وعمل وزارة المهجرين في هذه المرحلة.

 

سليمان عرض مع شربل معطيات التفجير الارهابي في الهرمل واطلع من قهوجي على الوضع في طرابلس واجواء محادثاته في السعودية

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل للأوضاع الامنية والمعطيات المتوفرة عن التفجير الارهابي الاخير في منطقة الهرمل.

قهوجي

واطلع الرئيس سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع في منطقة طرابلس وعلى اجواء محادثاته التي اجراها في المملكة العربية السعودية وتتناول المساعدة الاستثنائية بقيمة 3 مليارات دولار لتجهيز الجيش بأسلحة ومعدات فرنسية.

عبد العزيز

وتناول رئيس الجمهورية مع النائب قاسم عبد العزيز التطورات السياسية المطروحة راهنا على الساحة الداخلية.

سكاف

وبحث الرئيس سليمان مع النائب السابق الياس سكاف في الاجواء السائدة راهنا للتوصل الى تشكيل حكومة جديدة.

أندية الليونز

واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من جمعية أندية الليونز برئاسة حاكم المنطقة 351 وجيه عكاري اطلعه على نشاطات الجمعية بشكل عام والتحضيرات للاحتفال بيوم الليونز مع الامم المتحدة في 15 شباط المقبل في نيويورك.

وللمناسبة قدم الوفد الى الرئيس سليمان " جائزة السلام" تقديرا لجهوده في الجمع بين اللبنانيين واتباع نهج السلام والحوار وبناء جسور المحبة بينهم.

من جهته شكر رئيس الجمهورية للجمعية تقديرها ودعاها الى "المثابرة بشجاعة في رسالتها الانسانية من خلال المساعدات التي تقدمها ومن خلال عملها على ترسيخ السلام بين المجتمعات ومن خلال تعاونها مع الامم المتحدة".

موظفو شركة PAC

وزار بعبدا وفد من موظفي شركة PAC عرض لرئيس الجمهورية قضية تعويضاتهم لدى الشركة.

 

سلام ناقش تأليف الحكومة مع سامي الجميل وموفد فرنجيه ووفد الطاشناق

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، في دارته في المصيطبة، النائب سامي الجميل وجرى بحث في الملف الحكومي. بعد ذلك، استقبل روني عريجي موفدا من رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه وتشاور معه في موضوع تأليف الحكومة. وظهرا، استقبل الرئيس سلام وفدا من حزب الطاشناق ضم امينه العام اغوب خاتشريان والنائب اغوب بقردونيان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان.

 

مانشيت: سليمان لمّح الى اقتراب ساعة الحسم وسلام حمل إليه مشروع تشكيلة وزارية

جريدة الجمهورية

العمليات الانتحارية المتكرّرة حوّلت الحكومة تفصيلاً في المشهد العام، لأنّ أولوية الناس هي استمرار الأمن، والرهان على قدرة الحكومة في النجاح بالحدّ من هذه الظاهرة الغريبة عن لبنان ليس كبيراً، وبالتالي على رغم أنّ الأنظار مشدودة في هذه الأيام إلى الحراك الحكومي الاستثنائي الذي يؤشّر إلى ولادة محتملة، إلّا أنّ الهمّ الأساسيّ يبقى في كيفية معالجة هذه الظاهرة «الإنتحارية» المستجدّة، والقضاء عليها قبل انتشارها وتوسّعها وتمدّدها.

على وقع الإرهاب الأمني المتنقل والذي كانت محطته الجديدة في مدينة الشويفات أمس بعد الهرمل، والذي تبنته "جبهة النصرة" معلنةً انه استهدف حاجزاً لـ»حزب الله»، استمرّ المخاض الحكومي الطويل من دون أن تُفلح مفاوضات التأليف الشاقة في إقناع رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" بمبدأ المداورة، ولا بقبول الطرح الذي قدّمه اليه الرئيس المكلف تمام سلام، فعقد العزم على تأليف حكومة بمن حضر، حيث حمل الى قصر بعبدا عصر أمس، وللمرة الأولى، مشروع تشكيلة وزارية تتناول في مرحلتها الأولى التوزيعة الطائفية والمذهبية للحقائب، قبل ان يبدأ مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الساعات الـ 24 المقبلة مرحلة إسقاط الأسماء على هذه الحقائب.

وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" إنّه بعدما فشل سلام في توفير مقوّمات التفاهم مع عون الذي تضامن حلفاؤه معه من غير توفير أيّ مخرج قابل للتطبيق، فإنّه يتّجه مع سليمان الى تأليف حكومة "بمن حضر"، في مهلة أقصاها الساعات الـ 48 المقبلة، ما لم تتبدّل المواقف جذرياً، ولا سيّما على مستوى قيادات 8 آذار التي تمنّعت عن إعطاء الرئيس المكلف أسماءَها تضامناً مع عون، من دون أن توفّر أيّ خطوة او مشروع بديل لإرضاء مطالبه والقبول بالمداورة التي فرضها حلفاؤه على الجميع بمن فيهم الرئيس المكلف وقوى 14 آذار، بالتكافل والتضامن مع النائب وليد جنبلاط الذي اقتصر تصريحه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" على عبارة: "لا تعليق".

ولمّح رئيس الجمهورية الى اقتراب ساعة الحسم الحكومية، عندما أكّد ضرورة تأليف حكومة في ظلّ الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، لافتاً الى انّ الرئيس المكلف يجري جولة جديدة من الاتصالات قد تظهر نتائجها في اليومين المقبلين. ورأى انّه لا يمكن ان يبقى البلد من دون حكومة، فلتشكّل بحسب الآليات الدستورية، وتذهب الى مجلس النواب لمناقشة الثقة، وهناك قد تحصل عليها ام لا.

وكان سليمان وضع الوزير وائل ابو فاعور في هذه الأجواء، فسارع الى نقلها لقيادته ومنها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقيادة "حزب الله"، الأمر الذي أدّى إلى تكثيف الاتصالات بين اقطابها وقوى 8 آذار.

«8 آذار»

وفي ظل تأكيدات سابقة لكل من «حزب الله» وحركة أمل» بأنهما لن يشاركا في حكومة يستقيل منها «التيار الوطني الحر» باعتبار انها ستكون غير ميثاقية ، تبقى الأنظار موجهة الى طبيعة الحكومة التي سيعلنها سلام وما إذا كانت ستأخذ الثقة في حال استقال الحزب والحركة منها اسوة بالتيار. وليل امس، رفضت مصادر قوى 8 آذارالتعليق على خطوة سلام واكتفت بالقول لـ»الجمهورية» انها لن تتدخل وانها كانت نصحت الرئيس المكلف بالتواصل مباشرة مع العماد عون وتركت له اتخاذ الخطوات اللازمة».

في المصيطبة

وعرض سلام في المصيطبة الملف الحكومي مع كلّ من النائب سامي الجميل وروني عريجي موفداً من رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه، ووفدٍ من حزب الطاشناق ضمّ امينه العام اغوب خاتشريان والنائب اغوب بقردونيان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان.

بقرادونيان

وأوضح بقرادونيان لـ"الجمهورية" أنّ البحث تناول المراحل التي قطعتها عملية التأليف" مؤكّداً "أنّ حزب الطاشناق سيتّخذ القرار المناسب في موضوع مشاركته في الحكومة بعد التشاور مع حلفائه في "التيار الوطني الحر" وتيار"المردة" و"حزب الله" وحركة "أمل". أضاف: "إنّ الوفد تمنّى على سلام أن يأخذ وقته ولا يتسرّع بإعلان حكومة غير متوافق عليها لأنّ ذلك قد يشكّل خطوة في المجهول". وأشار الى أنّ سلام مدرك هذا الأمر، ولذلك يحرص على تأمين توافق على الحكومة، والحؤول دون انسحاب أيّ فريق سياسي منها".

عناد لدى الطرفين

وقالت مصادر شاركت في الإتصالات لـ"الجمهورية" إنّ هناك عناداً في الموقف لدى سلام، يُقابله عناد مماثل لدى عون، وأكّدت أنّ هذا العناد لا قيمة له في حال كان هناك إرادة إقليمية ودولية فعلية لتأليف الحكومة. وشكّكت المصادر في جدّية المواقف المؤكّدة على وجوب تأليف الحكومة، وقالت: "إنّ هذه الجدّية ينبغي ان تترجَم على الأرض بعدما تنازل البعض عن شروطه، ولا يجوز أن تكون المداورة عقبة أمام تأليف الحكومة".

رفض عون

وعلمت "الجمهورية" أنّ عون رفض حقيبتي التربية والأشغال العامّة، وأنّه لا يزال مُصرّاً على حقيبتي الطاقة والإتصالات، وهو اكتشف أن ليس في وزارة الأشغال أيّ موازنة تتيح لها تنفيذ مشاريع خدماتية لأنّ الوزير المستقيل غازي العريضي قد صرف موازنة ثلاث سنوات فيها على المشاريع. كذلك رفض عون أن تُسند لـ"التيار الوطني الحر" حقيبة التربية التي ستجعله في مواجهة مع المعلّمين الذين لم ينالوا مطالبهم بعد. وفيما اعتبر وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أنّ هدف المداورة إيقاف عملية النفط، وأوضح أنّه لم يعطِ سلام أيّ اسم للتوزير وأنّ مبدأ التيار "الوطني الحر" واضح من المداورة، رافضاً الكشف عن خطواتهم المقبلة، قالت مصادر بارزة في "التيار" لـ"الجمهورية": "إنّ موقف "التيار" معروف، والمكتوب يُقرأ من عنوانه، ولا نعرف إذا كان الرئيس المكلف يريد أن يؤلف حكومة، ولقد بدأنا نُشكّك في ذلك. ووصفت المصادرعرض سلام لعون بأنه "مجرّد رفع عتب" وليس عرضاً حقيقيا، وقالت إنّ سلام يحاول خلق نوع من العرف الجديد في تأليف حكومات ما بعد الطائف بأن يقرّر رئيسا الجمهورية والحكومة نوع الحقائب والاشخاص، وهذا الامر ليس مقبولاً، كذلك فإنّ العرض الذي قدّمه ليس جدّياً، بل هو محاولة لحشر عون، ثمّ إنّ العرض لا يتمّ بالطريقة هذه، بل عبر مفاوضات حقيقية يسهم فيها المعنيّون، لا أن يسمّي سلام الحقائب". وهل إنّ الحكومة ستؤلَّف من دون التيار أو حكومة بمن حضر؟ وهل "حزب الله" سيسانده؟: أجابت المصادر: "لا ندرك اذا كانوا يريدون ان يصنعوا مشكلاً أم حلّاً في البلاد، ثمّ هل يستطيع رئيس الجمهورية التوقيع على حكومة كهذه، وهو المؤتمن على الدستور؟ ولدى سؤال المصادر: ممّا تشكو وزارة الخارجية كي يرفضها التيار؟ أجابت: "كلّ الوزارات فيها خير وبركة ولكن نسأل أيضاً: ممّا تشكو وزارة الطاقة أو وزارة المالية ووزارة الداخلية كذلك؟

الحقائب الأمنية

وعلمت "الجمهورية" أنّ فريق 8 آذار مُصرّ على إسناد حقيبة أمنية له، الى جانب حقيبة المالية أو الخارجية، ويرفض بأيّ شكل من الأشكال أن تكون حقيبتا الدفاع والداخلية في عهدة 14 آذار، لأنّ في ذلك إبعاداً له عن القرار الأمني والعسكري في البلد، ولأنّ العدالة في المداورة السياسية في توزيع الحقائب تفرض أن تكون هناك حقيبة أمنية لكلّ من الفريقين. وفي هذا الإطار، شكّكت مصادر في 8 آذار بوجود فخّ لها من خلال محاولة إسناد هاتين الحقيبتين الى 14 آذار، مُضافاً إليهما حقيبتا الاتصالات والطاقة. وأكّدت المصادر لـ"الجمهورية" أنّ فريق 8 آذار لن يتخلّى عن حقيبة الإتصالات التي تسبّبت يوماً بـ7 أيّار، وقالت: "إنّ ما يثير المخاوف والإستغراب هو التنازلات المفاجئة التي قدّمتها 14 آذار للسير في الحكومة من خلال رفع الفيتو عن مشاركة "حزب الله" فيها، ومن كانت تسمّيهم مجرمين وحاملي السلاح، وكذلك التنازل في موضوع البحث في ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، مُتخوّفة من أن تكون الغاية من هذه التنازلات هي فقط التخلّص من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وجعل الحكومة الجديدة صاحبة السلطة في البلاد، خصوصاً إذا لم تحصل الإنتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وكذلك الإنتخابات النيابية".

فتفت

من جهته، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت لـ"الجمهورية": أعتقد أنّ قوى 8 آذار تخذل الرئيس نبيه بري، إلّا إذا كان "حزب الله" يناور، فالإتفاق الأساسي كان: حكومة بصيغة 8+8+8 والحقائب الأمنية لرئيس الجمهورية، أي الفريق الوسطي، وتتوزّع الحقائب الأخرى بالتساوي ضمن الوزارات السيادية: حقيبة لـ 14 آذار وحقيبة لـ 8 آذار، فطالب بري بالمالية، وعلى هذا الاساس تسنَد الخارجية الى 14 آذار التي وافقت على ان تتولّاها شخصية مسيحيّة. لكن بعد الفيلم المدروس لعون، تبيّن أنّهم يريدون نسف كلّ الاتفاق الذي عرضه الرئيس بري، فهم الذين يتراجعون ويريدون السيطرة على الحكومة مجدّداً عبر تولّي الحقائب الاساسية، لذلك فإنّ مطالبتهم بكلّ الوزارات السيادية معناها أنّهم يريدون ان تكون مشاركتنا شكلية، وهذه إهانة لـ 14 آذار، وأعتقد انّها محاولة من الحزب لنسف كلّ الاتفاق، والمسؤولية هنا تقع على عاتق الرئيس بري الذي عليه قول الحقيقة، على ماذا وافق وماذا عرض. وفي رأيي أنّ العرقلة لم تعُد عند عون، وبات واضحاً أنّه لم يكن يعرقل من أجل "الطاقة" و"الاتصالات" بل لأنّ "حزب الله" طلب منه العرقلة. وعليه، أتوقع أن يذهب سلام الى حكومة "بمن حضر"، بعدما رفضوا الحيادية وهدّدوا، ويرفضون الشراكة الحقيقية في 8 + 8 + 8، ويريدوننا صورة شكلية فيها فقط.

 الملف الأمني

وعلى الخط الأمني، وما كادت منطقة الهرمل تلملم جراحها وتودّع شهداء التفجير الانتحاري قرب محطة الأيتام منذ يومين، حتى انتقلت يد الارهاب مجدداً الى هدف آخر، فاختارت عصر امس مدينة الشويفات في تفجير انتحاريّ جديد قرب محطة الريشاني داخل فانٍ لنقل الركّاب، ممّا أسفر عن مقتل الانتحاري وإصابة سائق الفان وسيّدة، وذلك تزامناً مع انفجار عبوة ناسفة على طريق الهرمل عند مفرق قاموع الهرمل كانت تستهدف موكباً تابعاً "لحزب اللّه"، والنتيجة أنّه لم يُصَب أحد، وإلقاء قنبلة على مستديرة الكولا ما أدّى إلى تحطّم زجاج عدد من السيارات.

«إنفجار» وشيك في سجن رومية

وفي سياق أمنيّ آخر، بات سجن رومية يشكّل للأجهزة الأمنية محور اهتمام ومتابعة نظراً إلى خطورته، خصوصاً بعد جمع جميع سجناء فتح الإسلام في مبنى "ب"، حيث تحدّثت مصادر أمنيّة لـ"الجمهورية" عن سهولة فرار هذه المجموعة من السجن، نظراً إلى وضعه الداخلي لجهة البنى التحتيّة، مشيرةً الى أنّ الخطورة تكمن في وضع هذه المجموعة مع بعضها البعض في مبنى واحد، الأمر الذي يسهّل الهروب من السجن، خصوصاً بعد تسهيل بعض المحامين وشخصيات من هيئات المجتمع المدني عملية إدخال هواتف خلوية الى داخل السجن، وتحديداً الى سجناء فتح الاسلام. وتوقّعت انفجار الوضع في سجن رومية قريباً، خصوصاً أنّ البلاد تعجّ بالعناصر الإرهابيّة المتطرّفة، الأمر الذي يشجّعها على الهروب، في ظلّ وجود قوى مساندة لها، ما يضع لبنان على سكّة الهاوية من الناحية الأمنيّة. وأكّدت المصادر وجود زعماء سجناء فتح الإسلام في المبنى (ب)، وفي مقدّمهم المدعوّان "ابو الوليد" و"ابو سليمان"، إضافة الى المدعوّ ابراهيم الاطرش (عمّ الإرهابي التكفيري الموقوف عمر الاطرش) والذي يُعتبر من أخطر جماعات "جبهة النصرة" في لبنان وسوريا". وأشارت الى اجتماعات متكرّرة ومغلقة تُعقد يوميّاً داخل السجن، ما أثار انتباه عناصر قوى الأمن الداخلي، التي تخوّفت من تحضيرٍ لعمل وشيك بدأت تستعدّ لمواجهته في حال حصول عملية فرار، خصوصاً أنّ عدد السجناء لا يستهان به. الأطرش وأبو «طاقية» إلى ذلك، شكّل اعتقال أمير "كتائب عبدالله عزام" الإرهابي من الطراز الرفيع ماجد الماجد انطلاقة مهمّة في سير عمل مخابرات الجيش اللبناني نحو كشف عناصر إرهابيّة خطيرة، وفي مقدّمهم الشيخ عمر الأطرش الذي قُبض عليه بعد عملية رصد ومتابعة اتصالاته اليوميّة. وتبيّن أنّ للأطرش ارتباطاً وثيقاً بأبو "طاقية" الذي يُعدّ دينامو "القاعدة في لبنان"، ويحوي أكثر من ألف مقاتل في عرسال، إضافة الى وجود مقاتلين ينسّقون معه في مخيّم عين الحلوة، فضلاً عن حيازته أسلحة من النوع الثقيل وموادّ متفجّرة وأحزمة ناسفة ومدافع هاون، وقد مدّه "الجيش السوري الحر" بالاسلحة والرشاشات الثقيلة. وقد اعترف الأطرش أنّ "أبو طاقية" هو المسؤول مباشرة عن تجنيده وعن تجنيد عدد لا بأس به من الإرهابيين، والعمل مستمرّ للقبض عليهم قريباً وسَوقِهم الى التحقيق.

 

سرّ الإنقلاب المفاجئ

جورج سولاج/جريدة الجمهورية

يفقد لبنان مناعته الامنية يوماً بعد يوم، بعدما رُهنت حياته السياسية لأطراف النزاع الاقليمي المدمّر. العمليات الارهابية اصبحت جزءاً من المشهد اللبناني، ولا يكاد الجيش او القوى الامنية تكشف خلية او تعتقل مطلوباً حتى يقع انفجار جديد. ومع ذلك، تعجز القوى السياسية المتخاصمة عن الاتفاق، ولو في الحد الادنى، على تأليف حكومة من المفترض ان لا تتعدى ولايتها ثلاثة اشهر لأنها تصبح مستقيلة حكماً بموجب الدستور فور انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار المقبل. في الظاهر، هناك محاولات حثيثة للتفاهم على تشكيلة حكومية، وحديث عن عرقلة سببها الاصرار على الاحتفاظ بحقيبتي الطاقة والاتصالات، أو خلاف على حقيبتي الأمن، أو على ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة" في البيان الوزاري ... لكن الحقيقة ابعد من ذلك وأعمق. فالمناخ الايجابي الذي هبط فجأة قبل نحو اسبوعين وادى الى فتح ثغرة لـ "تبادل التحية" بين الرئيس سعد الحريري و"حزب الله"، كان سببه الدعوة التي وجّهها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ايران لحضور مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا. وما ان رضخ كي مون للضغوط الغربية وسحب الدعوة من طهران حتى انقلبت الامور فجأة وتعرقلت المساعي اللبنانية الايجابية لتأليف الحكومة تحت حجج وذرائع متعددة.الرسالة الايرانية الى طبَّاخي "جنيف 2" كانت واضحة: "كل تحية نواجهها بتحية افضل منها، فاذا كنتم جادين في البحث عن حلول سياسية، نحن مستعدون للمشاركة في الحلول. أما كل عزل واقصاء، فعليكم ان تتحملوا مسؤوليته، ليس في سوريا فقط وانما في لبنان والعراق وكل المنطقة". هذه المعادلة لن تحكم ملف تأليف الحكومة فقط، وانما ستنسحب ايضاً على استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، كما سترخي بثقلها على المعارك الدائرة في سوريا، خاصة وان الولايات المتحدة الاميركية حسمت خياراتها في التعامل مع طهران بمزيد من الانفتاح والحوار والتفاهم، بدل التهديد العسكري والعمل الامني.

واذا كان تأليف الحكومة الجامعة مرتبطاً تكتيكياً بما يحصل في "جنيف 2"، فإن الاستحقاق الرئاسي مرتبط استراتيجياً بالمفاوضات الاميركية - الايرانية. وعليه، كلما تقدمت هذه المفاوضات زادت حظوظ حصول الانتخابات في موعدها، والعكس صحيح. وعلى رغم ان الانظار متجهة الى "جنيف 2" كإطار للحل السياسي في سوريا، الاّ ان الايرانيين يدركون جيداً ان تفاهمهم مع الاميركيين هو المظلة الحقيقية والفعلية لرسم مسار الامور مستقبلاً في سوريا ولبنان والمنطقة، وليس مؤتمر جنيف. هناك عملية اطلقت سواء في جنيف او في المفاوضات الاميركية – الايرانية، ولن تستطيع قوى محلية إبطالها. ليس قليلاً ان النظام السوري والمعارضة جلسا في غرفة واحدة وتناقشا لأيام عدة، وليس قليلاً ان تفتح موسكو أبوابها لأحمد الجربا، وليس مستحيلاً أن تبصر الحكومة النور بسحر ساحر. غير ان المهم بالنسبة الى اللبنانيين هو ان تقف آلة القتل التي تحصد الابرياء في معارك بلا جدوى، أياً كان شكل الحكومة.

 

المحكمة الخاصة بلبنان تستكمل جلساتها بالاستماع الى شهود الادعاء

نهارنت/استكملت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها، حيث التأمت صباح الإثنين في لاهاي. وتم الاستماع الى الشاهد الثامن للادعاء عبد البديع السوسي عبر نظام الاتصال المتلفز. وأكد السوسي أنه "كان في قوى الأمن الداخلي وقد تقاعد عام 2010"، مردفاً " في شباط 2005 كنت رئيس قسم المتفجرات واختفاء الآثار بقوى الامن الداخلي". وأضاف أنه "يعمل في ثكنة الحلو في شارع مار الياس. والثكنة تبعد 10 كلم عن موقع الانفجار"، مضيفاً"حين وقع الانفجار كنت في منطقة بشارة الخوري، اي ما يبعد 2-3 كلم عن مكان الانفجار". وأشار الى أنه "لم يطلب أن يذهب إلى موقع الانفجار. لكنه حضر اجتماعا في المحكمة العسكرية التي دعا إليها قاضي التحقيق العسكري في فترة ما بعد الظهر"، مردفاً أنه "بين 10 و20 عنصرا قد حضروا الاجتماع بينهم كان هناك ضباطا كبارا وصغارا في الاجتماع. من ضمن صغار الضباط كان هناك ضابط المتفجرات، وهو شخص تحت إشراف رئيس مكتب المتفجرات". وأضاف أن "عضو مكتب المتفجرات أحضر معه إلى الاجتماع قطع من السيارات. قال انه تم العثور عليها في الحفرة التي خلفها الانفجار". ولفت السوسي في سياق منفصل الى أنه "ذهب الى مكان الانفجار في اليوم التالي لمرتين أو ثلاث مرات"، مردفاً أنه "لم يشارك في أي عمليات بحث. واستخدام الكلاب يتم وفقا لأمر صادر عن سلطة التحقيق". وشدد السوسي على "أنه لم يطلب منه تقديم تقرير إلى قاضي التحقيق في هذه القضية"، مؤكداً أن "التقرير كتب من قبل رئيس المكتب لأنه كان يعمل على الأرض ويجمع الدلائل". بعدها راح دايفيد يونغ محامي اسد صبرا من الدفاع يستجوب السوسي. و أكد يونغ أن "السوسي قال للمحكمة في آب 2005 أنه تلقى اتصالا هاتفيا طلبا لحضور الاجتماع في 14 شباط". وأردف السوسي أن " القاضي العسكري رشيد مزهر قد ترأس الاجتماع"، مشيرا الى أن "مزهر كلف أعضاء مكتب المتفجرات للتحقق من طبيعة الأجزاء المعدنية ومعرفة لأي سيارات ينتمون إليها". ولفت الى أنه "لم يتم التطرق الى عدد القتلى والجرحى في الاجتماع"، مردفاً أن " مزهر قد أعطى تعليمات للذين حضروا الاجتماع بحماية موقع الجريمة". وكان فريق الإدعاء قد استدعى في الأسبوعين الفائتين ثمانية شهود منهم أهالي ضحايا أو خبراء في الصور أو أشخاص كانوا في موقع الانفجار. واستمع الإدعاء الى خمسة من شهوده: عبد القادر درويش، شقيق محمد درويش، أحد ضحايا التفجير و ممدوح طراف شقيق المرافق الشخصي رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري منذ العام 1987، زياد طراف، نزيه او رجيلي الذي قتل شقيقه زاهي في الإنفجار، وفؤاد الذهبي شقيق الضحية مازن الذهبي.

كذلك، استدعى الادعاء الشاهدة روبن فرايزر التي حللت صور كاميرات المراقبة الموجودين حول التفجير وهي محققة عملت لفترة معينة مع فريق الإدعاء. وبدأت المحاكمات الخميس الفائت بمطالعات للإدعاء واججها الدفاع يوم الإثنين بأنه "بدون دافع" وكان الشهود في المرحلة الثالثة.

 

مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر واصل التحقيقات في انفجار الهرمل ولا معطيات جديدة

وطنية - تستمر التحقيقات الاولية في انفجار الهرمل الاخير باشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر. ولا معطيات جديدة عن تلك التي باتت معروفة.

 

ارتفاع عدد قتلى تفجير الهرمل الأول بعد وفاة شاب متأثراً بجروحه

نهارنت/"ارتفع عدد القتلى جراء انفجار الهرمل الأول وذلك عقب وفاة شاب متأثراً بجروحه"، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وفي هذا السياق، لفتت الوكالة، الإثنين، الى أن "محمد عيسى توفي في مستشفى الجعيتاوي في الاشرفية متأثرا بجروح كان اصيب بها في تفجير الهرمل الاول". وقد هز انفجار سيارة مفخخة، في 16 الجاري، مدينة الهرمل البقاعية، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من 25 شخصاً، وفق المعلومات الصحافية، في حين تبنت جماعة "جبهة النصرة في لبنان" المسؤولية. ومع وفاة عيسى يكون عدد قتلى هذا الانفجار قد ارتفع الى أربعة. وفي السياق نفسه، استهدف تفجير ثاني لانتحاري منطقة الهرمل وتبنته "جبهة النصرة في لبنان"، مساء السبت. وقد اسفر عن سقوط اربعة قتلى على الاقل واكثر من 15 جريحا. وهو التفجير الثاني في منطقة الهرمل خلال المدة نفسها، والسابع في مناطق نفوذ الحزب منذ تموز الماضي بعيد الكشف عن مشاركته في المعارك الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

 

الهرمل شيعت ضحاياها وسط تلويح بالامن الذاتي

عبد الكريم حـي وليـس الانتحـاري المفتـرض

المركزية- تسير التحقيقات في التفجير الارهابي الذي ضرب الهرمل ليل السبت، على قدم وساق، باشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.

وفي هذا السياق، توصّلت استخبارات الجيش اللبناني الى معرفة رقم هيكل سيارة الغراند شيروكي التي سرقها الانتحاري الذي نفّذ العملية، ورقم اللوحة التابع للآلية وهو 183175 /و، وكشفت انها كانت سرقت من احد الضباط في الجيش اللبناني وهو الرائد ع.ن. من منطقة الحمرا في تاريخ 11/3/2013. وكان الرائد أبلغ مخفر الشويفات عن السرقة في حينها.

عبد الكريم حيّ وليس انتحاريا: الى ذلك، وبعد نشر وسائل الاعلام صورة "احمد فوزي عبد الكريم"، على انه الانتحاري المفترض، نفى الأخير علاقته بتفجير الهرمل وأكد في حديث تلفزيوني، أن الصورة التي ارسلت لبطاقته العسكرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت مزحة من أحد الشبان ومن دون علمه. وقال "كنت اجلّد بطاقتي العسكرية واضعتها، وقرر احد اصدقائي ان يمزح معي فأخذها وصوّرها ونشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي، وأسف لتضخيم الاعلام الخبر وتحويله الى انتحاري". كما أكدت ليلى عثمان شوك، والدة أحمد أن ابنها بخير وأنه موجود في المحل الذي يملكه في باب التبانة في طرابلس. وكانت معلومات ذكرت أن القوى اﻷمنية تشتبه أن اﻹنتحاري الذي فجر سيارة الهرمل هو من آل عبد الكريم من فنيدق، وأن مخابرات الجيش تعمل للتأكد مما إذا كان هذا الشخص حيا ام ﻻ. وأشارت الى أن في حال عدم العثور على الشخص المشتبه بأنه اﻹنتحاري حيا، عندها سيتم إجراء فحوصات DNA على عينات من الاشلاء وعينات من اهله للتأكد منه.

فنيدق: من جهتهم، استنكر رئيس واعضاء بلدية فنيدق ومخاتيرها ومشايخها واهلها التفجير الذي وقع في الهرمل، ونفوا ما ورد في وسائل الاعلام عن أن اسم الانتحاري هو احمد فوزي عبد الكريم من فنيدق، مؤكدين عدم وجود هذا الاسم في سجلات النفوس. وشددوا، في بيان، على أن اهالي فنيدق تربطهم علاقات جيدة ومصالح وحسن الجوار مع أهالي الهرمل.

أمن ذاتي في الهرمل؟ وفي الهرمل التي ضربت بانفجارين في أقل من شهر، تدور مفاوضات على مستويات مرتفعة بين عشائر المنطقة و"حزب الله" واستخبارات الجيش. وأفادت المعلومات ان العشائر البارزة تصرّ على تنفيذ مطلبها اقامة الحواجز على مداخل المدينة الخمسة، مؤكدة عدم التراجع عن هذا المطلب، ولافتة الى ان في حال عدم الاستجابة، فانها ستتولى الامر عبر فرز شبابها لتأمين أمن منطقتهم، وسأل مصدر رفيع في العشائر ممثلَ الجيش اللبناني في المفاوضات "اذا كان الامن الذاتي مرفوضا فماذا قدّم الامن الرسمي"؟

تشييع الضحايا: الى ذلك، استشهد محمد عيسى الهق عند الثالثة من فجر اليوم في مستشفى الجعيتاوي في الاشرفية، متأثرا بجروح كان اصيب بها في تفجير الهرمل الاول. وتم تشييعه عند الثالثة من بعد ظهر اليوم في بلدة الكواخ في الهرمل. وكانت منطقة الهرمل شيعت قبل ظهر اليوم، شهيدي التفجير الارهابي الاخير، علي أمير علوه وعصام خير الدين، بمشاركة النائب نوار الساحلي، وسط أجواء من الحزن والغضب وزخات الرصاص. وانطلق موكب التشييع من أمام ساحة الشهداء ليمر في ساحة السراي حيث التفجير السابق، وصولا الى مدافن البلدة. ولم تمنع أحوال الطقس وتدني درجات الحرارة من مشاركة مئات الاهالي. وكانت مناسبة لادانة الارهاب والنهج التكفيري للعصابات المجرمة خلال الهتافات التي أطلقت في التشييع.

 

الانتحاري" أحمد عبد الكريم لـ "النهار" : ما زلت حياً يرزق

عكار - النهار /اوضح "الانتحاري المفترض" في تفجير الهرمل أحمد فوزي عبد الكريم" لـ "النهار" ان لاعلاقة له بـ "اي تفجير او عمل انتحاري لا من قريب ولا من بعيد. كل القصة اني كنت امس اجلد بطاقة الاحتياط العسكرية في احدى المكتبات المجاورة لمكان عملي في باب التبانة ، ووقعت من محفظتي ثم اعادها لي احد الجيران عندما عثر عليها. تلقيت اكثر من اتصال من ضباط في الاجهزة الامنية وابلغتهم اني مازلت حياً يرزق وعلى قيد الحياة. هذه المزحة الثقيلة التي لجأ اليها البعض ارفضها من الاساس ولا اقبلها لان حياة الناس ليست لعبة في يد احد. وما حصل احدث بلبلة وسط عائلتي وبلدتي فنيدق". اضاف" انا املك محلاً لبيع الادوات الكهربائية واعتاش منه وارفض هدر دم اي احد من اللبنانيين وسواهم . وبالطبع فان التفجير الاخير في الهرمل غير مقبول وفق كل الاعراف الدينية والاخلاقية". من جهته رئيس واعضاء بلدية الفنيدق ومخاتيرها ومشايخها واهلها التفجير الذي وقع في الهرمل، ونفوا ما ورد في وسائل الاعلام عن أن اسم الانتحاري هو احمد فوزي عبد الكريم من الفنيدق، مؤكدين "عدم وجود هذا الاسم في سجلات النفوس في فنيدق "

 

السيد علي الأمين: الطائفة الشيعية لم تُستشَر بموضوع الدخول في الصراع السوري

العربية/اعتبر العلامة السيد علي الأمين أنَّ "الأبرياء في لبنان يدفعون ثمن تدخل حزب الله في الحرب السورية، وتدخله جعل الدولة اللبنانية كساحة صراع وفتح الحدود من أجل تنقل المسلحين". الأمين، وفي حديثٍ إلى قناة العربية مساء اليوم، قال: إنَّ "الطائفة الشيعية لم تُستشَر بموضوع الدخول في الصراع السوري، والحزب شارك من منطلق سياسي لا طائفي"، لافتاً إلى أنَّ "ذهاب حزب الله إلى سوريا استدرج الإرهاب إلى لبنان". واعتبر أنَّ "دخول حزب الله في الصراع السوري ساهم بتدهور سمعته في الشارع العربي والإسلامي، وقراره أشبه بقرار انتحاري". ورأى أنَّ "النظام السوري لا يستحق ما يقوم به الحزب في سوريا وما يتكبده من خسائر". واعتبر أنَّ "إيران خسرت دورها في التسوية السورية واستبعدت من مؤتمر جنيف2 بسبب سماحها لحزب الله بدخول الحرب السورية".

 

اعتصام لأصحاب الشاحنات احتجاجاً على دوام السير الجديد

نهارنت/نفذ أصحاب الشاحنات في لبنان، اعتصاماً صباح الاثنين، في عدة مناطق احتجاجاً على دوام سير الشاحنات الذي أقره وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، الأمر الذي ادى الى زحمة سير على مختلف مداخل العاصمة بيروت. وأوضح رئيس نقابة مالكي وسائقي الشاحنات شفيق القسيس، أن الاضراب "تحذيري وسلمي هدفه تغيير توقيت سير الشاحنات". وأكد أنه لن يتم اللجوء إلى قطع الطرقات. الا أن شرب أعلن عن تعليق الاعتصام، بعد أن دعا اصحاب الشاحنات الى اجتماع عند الثانية من بعد ظهر الاثنين، قائلاً انه فوجئ بما حصل. وكانت قد توقفت ارتال الشاحنات على جوانب الطرقات في مناطق الدورة، صوفر، الاوزاعي، الشويفات وجسر الاولى، الامر الذي تسبب بزحمة سير خانقة، خصوصاً أن الوقت هو قوت الذروة حيث يتوجه المواطنون الى اماكن عملهم، والتلامذة الى مدارسهم. والجمعة، أصدر اصحاب الشاحنات، بياناً أعلنوا فيه الاضراب التحذيري، يوم الاثنين، وذلك بالتوقف عن العمل لغاية الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، احتجاجا على دوام سير الشاحنات. يُذكر أن دوام وقوف الشاحنات الجديد، أصبح من السادسة والنصف صباحا لغاية التاسعة والنصف صباحا ومن الرابعة بعد الظهر الى السابعة مساء. ولفت البيان، الى ان هذه التدابير تجبر السائق على الاسراع لتفادي التوقف على الطريق وهذا يتسبب بتدوين محضر ضبط بقيمة 500 الف ليرة لبنانية، وهي خسائر مادية لاصحاب الشاحنات.

 

ريفي: مسؤولية الدولة بأجهزتها المعنية تحديد نقطة انطلاق طائرة معراب وإسقاطها   

صدر عن اللواء أشرف ريفي البيان الآتي: من المستغرب جداً بعد المعلومات المؤكدة، عن تحليق متكرر لطائرة استطلاع فوق المقر العام للقوات اللبنانية، ومنزل الدكتور سمير جعجع، أن لا يعرف اللبنانيون ما هي الاجراءات التي اتخذت في هذه القضية، لكشف هوية هذه الطائرة، والهدف من تحليقها. خصوصاً وأن الدكتور جعجع كان تعرض لمحاولة اغتيال، عبر القتل المحترف بالقنص، التي نجا منها بأعجوبة، حيث أثبتت التحقيقات وجود نية اغتيال جرمية. إن مسؤولية الدولة اللبنانية بأجهزتها المعنية، وخصوصاً بعد تكرار عمليات الاغتيال، وآخرها التي أدت الى استشهاد الوزير محمد شطح، التعامل مع هذه القضية، بجدية، بحيث يصار الى تحديد نقطة انطلاق الطائرة ومسارها وهويتها والمهمة التي كانت تقوم بها، كذلك تقتضي هذه المسؤولية، إسقاطها بالوسائل المناسبة، في حال ثبت أنها طائرة عدوة، أو أنها كانت تقوم أو تحضر لعملية إجرامية.

 

حكومة "بمن حضر" الأربعاء ولكن ماذا عن الثنائي الشيعي؟

تقول مصادر سياسية مواكبة للمشاورات الجارية من أجل تشكيل حكومة لبنانية جامعة، وبعضها مقربة جداً من الرئيس المكلف تمام سلام، انه اقترب من اتخاذ قرار حاسم يقضي بولادة الحكومة بين اليوم وغد، وتؤكد انها تفضل مشاركة جميع الأطراف فيها من دون استثناء، وتأمل بألا تكون ولادتها قيصرية، وهي تراهن على الاتصالات المكثفة التي يتولاها سلام والتي يفترض أن تشمل «تكتل التغيير والإصلاح» من خلال اجتماع يعقد بينه وبين الوزير جبران باسيل في أي لحظة. وترى المصادر نفسها لـ «الحياة» ان مروحة الاتصالات التي بدأها سلام أمس ويفترض أن تستمر حتى ظهر اليوم ستشمل جميع المكونات المدعوة للاشتراك في الحكومة من دون استثناء، وتقول إن لا مشكلة تحول دون عقد لقاء مباشر بين سلام وباسيل الذي كان التقاه قبل عشرة أيام. وتضيف أن سلام لم يكن يوماً ضد التواصل مع «تكتل التغيير» برئاسة العماد ميشال عون وأن انقطاعه لبعض الوقت لم يكن بقرار منه، وإنما كانت هناك أسباب موجبة استدعت منه التريث ريثما ينجح «حزب الله» في مهمته في إقناع حليفه بضرورة الاشتراك في الحكومة الجامعة، خصوصاً أنه أخذ على عاتقه «تنعيم» موقفه، وهذا ما أبلغه لجميع الأطراف المعنيين بتأليف الحكومة فور توصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بالتعاون مع رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط الى تفاهم مع معظمهم على الإطار السياسي لحكومة تضم كل الأطراف.

وتكشف المصادر عينها أن سلام تبلغ الجمعة الماضي من مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا ان الحزب لم ينجح في إقناع عون بالتخلي عن شروطه، وبالتالي فهو لا يزال يصر على أن يتمثل بحقيبة سيادية وبثلاث حقائب أخرى، من بينها الطاقة والاتصالات. وتؤكد ان عدم نجاح «حزب الله» في وساطته لدى عون فتح الباب أمام معاودة التواصل بين سلام و«تكتل التغيير والإصلاح»، إضافة الى حركة «أمل» و «حزب الله»، بعد أن آثر الرئيس المكلف ألا يدخل طرفاً على الاتصالات الجارية بين الحزب وعون لئلا يجد البعض فيها ذريعة للتفلت من التزاماته.

وتتابع المصادر أن إخفاق «حزب الله» في وساطته مع عون أدى الى تراجع الزخم الذي كان يدفع في اتجاه تشكيل حكومة جامعة بموافقة جميع الأطراف، وبالتالي لا بد من قطع الطريق على عودتها الى المربع الأول، ما يعني ان إطار التفاهم لتشكيل الحكومة الذي طبخه الرئيس بري بات مهدداً، وهذا يستدعي الحفاظ عليه للانطلاق في جولة جديدة من المشاورات يتولاها سلام الذي التقى بدءاً من بعد ظهر أمس، وعلى انفراد، المعاونين السياسيين لرئيس المجلس الوزير علي حسن خليل والأمين العام لـ «حزب الله» حسين الخليل والوزير باسيل. وتعتقد ان هناك حاجة لهذه المشاورات بغية وضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتهم في مواجهة إجماع اللبنانيين على تشكيل الحكومة التي باتت بمثابة حاجة ملحّة مع تصاعد موجة التفجيرات الإرهابية التي كان آخرها استهداف محطة «الأيتام» للمحروقات التابعة لجمعية المبرات الخيرية في الهرمل.

وفي هذا السياق، تسأل المصادر ما الضرر من تريث سلام في التواصل مع «تكتل التغيير» طالما ان «حزب الله» طلب مهلة أقصاها ثلاثة أيام لإقناع عون بالاشتراك في حكومة جامعة، وأن عشرة أيام انقضت على هذه المهلة من دون أن ينجح في وساطته؟

الحريري وحلفاؤه

كما تسأل عن الدور المماثل لزعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أخذ على عاتقه إقناع حلفائه في «14 آذار» بضرورة المشاركة في الحكومة على قاعدة تطبيق مبدأ المداورة وأن تتشكل الحكومة من ثلاث ثمانيات مع الالتزام بإعلان بعبدا؟ وتؤكد المصادر أن الحريري خاض مفاوضات مع حليفه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ولم ينجح في إقناعه بوجوب الاشتراك في الحكومة، ومع ذلك فقد اتخذ قراره بالتنسيق مع حزب «الكتائب» والمستقلين في 14 آذار بالمشاركة في الحكومة، مبدياً تفهمه لموقف حليفه جعجع الذي تميز عن عون بعدم شن حملة على حلفائه مشككاً بهم. وتضيف ان تصلب عون في موقفه لم يدفع في اتجاه عزوف جنبلاط ممثلاً بالوزير وائل أبو فاعور عن مواصلة مساعيه، وهو اقترح إسناد الخارجية لعون، اضافة الى حقيبتين وزاريتين أساسيتين ورابعة عادية، لكن عون أقفل الباب كلياً في وجه مسعاه المدعوم من بري والمؤيد من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف والحريري وآخرين. وتنقل المصادر عن بري قوله إن «تكتل التغيير» يعتبر أكبر كتلة نيابية مسيحية ويشكل ثاني أكبر كتلة في البرلمان وبالتالي لا بد من اعطائه حصة وازنة في الحكومة وأن الاقتراح الذي عرض عليه جيد لأن لا مفر من تطبيق المداورة في توزيع الحقائب لئلا نعود الى نقطة الصفر. ويدعو بري - كما يؤكد زواره - الأطراف جميعاً الى تقدير الظروف الاستثنائية الضاغطة التي يمر بها لبنان مع تصاعد التفجيرات الإرهابية التي تستهدف ما تبقى من ركائز الدولة وتدفع لتسعير الفتنة المذهبية، اضافة الى انه ينوّه بالموقف الشجاع للحريري الذي كان وراء إحداث خرق في الجدار المسدود لا بد من الإفادة منه لتشكيل حكومة جامعة.

حكومة بمن حضر؟

لكن المصادر نفسها تسأل عن موقف الأطراف المنتمين الى 8 آذار من تشكيل حكومة جامعة قد تتشكل بمن حضر في حال ان المشاورات الحاسمة التي أجراها أمس سلام مع «أمل» و «حزب الله» و «التيار الوطني الحر» لم تبدل من شروط الأخير وهل يشاركان في الحكومة إذا ما بادر عون الى سحب ممثليه منها؟ وتؤكد أن الجواب متروك لـ «حزب الله» وحركة «أمل» مع أن المشاورات التي أجراها سلام أول من أمس بعيداً من الأضواء وشملت رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة بعد مقابلته رئيس الجمهورية وأبو فاعور بالنيابة عن جنبلاط قادت الى تأييدهما لقيام حكومة جامعة بمن حضر على أن يتحمل من لا يشارك فيها مسؤولية قراره عدم المشاركة.

وتضيف ان المشاورات بين سليمان وسلام لم تنقطع وتنطلق من استبعاد تشكيل حكومة حيادية والإصرار على ان تكون سياسية جامعة، وتقول ان عامل الوقت يداهم الجميع الآن، ليس لأن استحقاق انتخاب رئيس جمهورية جديد أخذ يقترب من موعده، وإنما لأن وجود حكومة كهذه يمكن ان يدعم الغطاء السياسي للأجهزة الأمنية، وأولها الجيش، في تصديها للإرهابيين لأن مواجهتهم بحكومة جامعة تبقى أفضل بكثير من حكومة حيادية.

وتقول هذه المصادر أن هناك رغبة دولية وإقليمية تشجع على تشكيل حكومة جامعة، وأن قرار المجتمع الدولي في هذا السياق لم يتغير ولا يزال على حاله بصرف النظر عما يروج من اجتهادات محلية يراد منها التشكيل بوجود غطاء دولي داعم لمثل هذه الحكومة. أما بالنسبة الى موقف «أمل» و «حزب الله» وآخرين في قوى 8 آذار من الاشتراك في الحكومة في حال لم تؤد مفاوضات اللحظة الأخيرة مع «تكتل التغيير» الى تحقيق اختراق من شأنه أن يسهل ولادتها، فهناك من يدعو الى التريث وعدم حرق المراحل من دون أن يحجب الأنظار عن طرح مجموعة من الأسئلة والنقاط لاستكشاف القرار النهائي الذي سيصدر عنهم.

ومن أبرز الأسئلة المطروحة:

- ان المعنيين المباشرين بتشكيل حكومة جامعة يؤكدون استناداً الى معلومات أولية توافرت لعدد من الرؤساء أن «تيار المردة» بزعامة النائب سليمان فرنجية وحزب «الطاشناق» يشاركان في هذه الحكومة حتى لو سحب عون ممثليه منها.

- لكن ماذا عن قرارهما المشاركة إذا ما قرر «حزب الله» التضامن مع حليفه عون وبادر الى سحب ممثليه في الحكومة، فهل يلتزم «المردة» و «الطاشناق» بموقف الأخير أم يتميزان عنه؟

- ان الرئيس بري كان ولا يزال يحبذ تشكيل حكومة جامعة. لكن أي موقف سيتخذه إذا ما تضامن «حزب الله» مع عون وسحب ممثليه من الحكومة، فهل يحذو حذوه أم يترك له تقدير الموقف وصولاً الى تمييز موقفه بموافقة ضمنية من الحزب، خصوصاً أنه ليس في وارد الاختلاف معه، لا سيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي تستدعي وحدة الموقف الشيعي في مواجهة خطر الإرهابيين؟

- لو افترضنا ان «حزب الله» ماضٍ في موقفه المتضامن مع عون، فهل يدفع أطرافاً محليين وإقليميين ودوليين الى وضع علامة استفهام على موقف إيران الداعم لمثل هذه الحكومة والذي عبّر عنه وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في زيارته الأخيرة لبيروت ويفتح الباب أمام التشكيك بعدم جدواه وصولاً الى تحميل طهران مسؤولية التراجع عن تعهدها تأييد حكومة جامعة؟

وعليه، فإن الأجوبة عن كل هذه الأسئلة ستظهر تباعاً مع الاستعدادات الجارية للإعلان عن تشكيل حكومة جامعة في الأيام القليلة المقبلة في ضوء ما يقال عن أن يوم غد الثلثاء هو الموعد المحدد لولادتها، وإذا تأخرت فإنها ستولد حتماً بعد غد الأربعاء.

 

زهرا: الاسوأ ان لـ”حزب الله” غطاء مسيحي يدافع عنه وعن تورطه في سوريا

موقع القوات اللبنانية/أكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب انطوان زهرا ان الاسوأ في هذه المرحلة هو ان لـ”حزب الله” غطاء مسيحي يدافع عنه وعن تورطه في النزاع السوري، والعماد ميشال عون خرج قبل يومين للدفاع عن “ثلاثية الجيش والشعب” والمقاومة ووجوب استمرار اعتمادها في البيانات الوزارية. زهرا اضاف: “يجب الا يكون لبنان ممرا للتكفير والتخوين ولا نريد استمرار تدخل “حزب الله” في سوريا وهذه كلها تتم بضبط الحدود ولو اضطرننا للاستعانة باليونيفيل بحسب ما ينص عليه القرار 1701. كلام زهرا جاء خلال مشاركته في الخلوة التي دعت اليها منسقية البترون في حزب “القوات اللبنانية” وشارك في قسم منها رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الذي ناقش مع المجتمعين الاوضاع الحزبية واهمية عمل لجان البلدات والقرى في التنظيم الحزبي الجديد، وكذلك شارك امين عام الحزب الدكتور فادي سعد ومنسق المنطقة الدكتور شفيق نعمة وامناء السر في البلدات والقرى البترونية. زهرا عرض للوضع العام منذ الاستقلال الاول في 1943 واحداث العام 1958 وما تلا احداث ايلول الاسود في الاردن وصولا الى العام 75 وحروب الاخرين على ارض لبنان وانشاء ايران لـ”حزب الله” والذي هو مشروع يرمي الى الهيمنة، كاشفا ان عدم تسليم الاخرين (ما عدا “القوات”) السلاح بعد الطائف هو ما اوصلنا الى ما نحن فيه راهنا، مذكرا بممارسات النظام السوري وبدأ الاغتيالات من مروان حمادة الى الرئيس رفيق الحريري. زهرا ذكّر بكيفية قيام 14 اذار التي لم تترك لها فرصة لاستلام السلطة في لبنان لان الفريق الاخر اعتمد دائما سياسة التعطيل بعد العام 2005 والاعتكاف والاستقالة والنزول الى الشارع في 23 كانون الثاني 2007 وفي غزوة 7 ايار 2008 التي اعقبتها تسوية الدوحة. زهرا أكد ان التحول السني نحو لبنان اولا بعد 2005 هو مكسب تاريخي للبنان الشراكة والانفتاح والدعوة ان تتولى الدولة ومؤسساتها المسؤوليات الامنية والعسكرية دون شريك او منازع ، واضاف: “نحن نحرص على علاقاتنا مع حلفائنا لان هذا التحالف العابر للطوائف وحده القادر على ايصالنا الى الحرية والسيادة والاستقلال”. زهرا شدد على ان اسباب اصرار التيار على الاحتفاظ بوزارة الطاقة هي اسباب نفعية صغيرة طارحا علامات استفهام كبيرة حول اسبابه. وردا على سؤال عن الطائرة فوق معراب ختم زهرا بأن الاصرار على اغتيال د. جعجع (وهذا هدف الطائرة) سببه اعتقادهم ان “القوات اللبنانية” هي اخر متراس فأذا اصابوننا (لا سمح الله) ينتهي الامر ويتم الاستسلام التام. وكانت الخلوة التي انعقدت في معراب تخللها مداخلات لد. سعد الذي تحدث عن التنظيم الحزبي والاداري، ود. نعمة الذي شرح برنامج واهداف الخلوة، اضافة الى مداخلات لمكتب الدعاية الحزبية وجهاز الخدمات الطبية وجهاز الاعلام والتواصل ورئيس تحرير مجلة “المسيرة” أمجد إسكندر.

 

عكاظ السعودية: فليعامل "حزب الله" كتنظيم إرهابي كي يستقر لبنان

رأت صحيفة عكاظ السعودية في إفتتاحيتها السياسية أنه "لا بد لكي يستقر لبنان أن يعامل الحزب (الله) كمنظمة إرهابية، وأن يجبر على الانضمام للجيش اللبناني أو يتم حله وتفكيكه،" معتبرة أنه "ليس بالمستغرب  أن يظهر من بين اللبنانيين أو غيرهم من يرد الصاع صاعين للحزب وأن يستهدف قياداته ورموزه ومعاقله العسكرية أو تجمعاته السكنية."

 وتحت عنوان "ثمن أخطاء حزب الله" كتبت عكاظ في زاوية "الرأي السياسي":

"يستمر لبنان في دفع ثمن أخطاء حزب وتدخله السافر في سوريا، ورفضه الدائم لأن ينضوي تحت جناح المؤسسة العسكرية اللبنانية، واستهداف الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، صحيح أن الإرهاب لا يبرر ومن الخطأ ربطه بمذهب أو طائفة، ولكن هذا ما سعى إليه حزب الله مدعوما بتوجيه ودعم ومساندة من طهران لفرض واقع مختلف على الأرض ضد الجيش الحر في سوريا ومساندة نظام الأسد لضمان البقاء في السلطة لتنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة .  "لم يكن حزب الله في يوم من الأيام يعمل لصالح لبنان ... ولطالما دفع لبنان ثمنا باهظا لأخطاء وتجاوزات وتمرد حزب الله، وليست حرب 2006 إلا شاهدا على ذلك . "وليس بالمستغرب أن يظهر من بين اللبنانيين أو غيرهم من يرد الصاع صاعين للحزب وأن يستهدف قياداته ورموزه ومعاقله العسكرية أو تجمعاته السكنية، التي تضم عادة مدنيين ونساء وأطفالا يدفعون أرواحهم ثمنا لأخطاء قيادات وعسكريي الحزب المنشق عن وطنه الأم

"من الطبيعي أن تحدث تفجيرات الهرمل، ومن الطبيعي أن تستهدف الضاحية الجنوبية، ومن الطبيعي أن يظهر من يناهض الحزب، طالما أن الحزب يناهض الجميع، ولا بد لكي يستقر لبنان أن يعامل الحزب كمنظمة إرهابية، وأن يجبر على الانضمام للجيش اللبناني أو يتم حله وتفكيكه، وهذا بالطبع يحتاج لمواجهة كبيرة جدا ودعم دولي لا محدود، لكن النتائج المتوخاة تستحق التضحية." (عكاظ-السعودية)

 

قهوجي عرض حاجات الجيش في السعودية

الجديد/أطلع قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على أجواء محادثاته التي أجراها في المملكة العربية السعودية وتناولت المساعدة الإستثنائية بقيمة 3 مليارات دولار لتجهيز الجيش بأسلحة ومعدات فرنسية. وإستقبل في مكتبه في اليرزة، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، وتناول معه نتائج زيارته للسعودية، والأوضاع الأمنية في البلاد، وشؤوناً تتعلق بالمؤسسة العسكرية.

وخلال الزيارة التي قام بها قائد الجيش على رأس وفد عسكري إلى المملكة العربية السعودية، بحث في موضوع المساعدة العسكرية السعودية للجيش. وعقد إجتماعاً مطولاً مع رئيس الديوان الملكي الشيخ خالد بن عبد العزيز التويجري والمسؤولين العسكريين السعوديين الكبار، ورئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الأميرال ادوار غيو. وخلال الإجتماع قدم الجانب اللبناني عرضاً مفصلاً عن حاجات الجيش، فيما شدد الجانب السعودي على أهمية دور المؤسسة العسكرية اللبنانية في حفظ استقرار لبنان ومكافحة الإرهاب، مؤكداً أن المساعدة العسكرية للجيش اللبناني تنطلق من حرص بلاده المطلق على توفير الدعم له.

ثم عرض بالتفصيل المبادرة السعودية والتعاون مع فرنسا لتأمين كل ما يحتاج اليه لتعزيز قدراته، فيما أبدى الجانب الفرنسي إستعداده لتلبية المطالب التي تقدم بها الجيش. وفي إطار الزيارة، نظمت الجالية اللبنانية في السعودية إستقبالاً لقائد الجيش في حضور السفير اللبناني عبد الستار عيسى، وألقى قهوجي كلمة في المناسبة نوه فيها بإحتضان المملكة لهم، "ودورهم في نهضة هذا البلد الشقيق ودعم وطنهم الأم". وقال قهوجي "يمر وطننا لبنان بمرحلة دقيقة من تاريخه، ناجمة عن الأحداث الإقليمية في محيطه، وإنعكاسها على أرضه على المستويات السياسية والإقتصادية والأمنية، وعلى الرغم من ذلك، أكد اللبنانيون تمسكهم بوحدتهم ونبذهم الإنقسامات الفئوية، والتفافهم حول الجيش الساهر على مسيرة السلم الأهلي الذي أرسى اتفاق الطائف قواعده ومرتكزاته". وأضاف إن "كل ما تسمعونه من أحداث غريبة عن مجتمعنا اللبناني وروحية عائلاتنا وتقاليدنا، لهو مرحلي وعابر وسنتخطاه نحن وأنتم، بفعل تمسكنا بقضيتنا الأم، وبالتعايش اللبناني الذي يشكل رمزنا الوطني. وكما أن الجيش يواصل مقارعة الإرهاب، كذلك هو على جهوز دائم لمواجهة العدو الإسرائيلي وإحباط مخططاته".

 

قهوجي زار السعودية بإطار الهبة للجيش لا الانتخابات الرئاسية

نهارنت/شددت مصادر عسكرية، الاثنين، على أن زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى المملكة العربية السعودية تتركز على البحث في المساعدات للجيش اللبناني، نافية ارتباطها بأي شكل من الاشكال بالاستحقاق الرئاسي.

وتوجه قهوجي في زيارة عمل الى السعودية، الجمعة، تلبية لدعوة رسمية، يرافقه وفد عسكري للبحث في ملف المساعدات العسكرية والهبة السعودية للجيش اللبناني، وفق ما أعلنت قيادة الجيش حينها. من جهتها، نقلت صحيفة "الجمهورية"، الاثنين عن مصادر عسكرية، تأكيدها أن لا علاقة للزيارة بموضوع إقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، موضحة أن قهوجي شرح للجانب السعودي احتياجات الجيش بناءً على لائحة مفصلة وضعها كبار ضباط القيادة المعنيين بالمساعدات العسكرية من سلاح وأجهزة وعتاد. ويُتخوّف من فراغ رئاسي في لبنان، مع الاقتراب الى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ايار 2014، وفي ظل فراغ حكومي وعدم توصل الرئيس المكلف تمام سلام الى تشكيل حكومة جديدة اثر استقالة حكومة نجيب ميقاتي في نيسان الفائت. الى ذلك، شددت مصادر "الجمهورية" على أن الزيارة جاءت في اطار تعزيز القدرات العسكرية والتدريبية للمؤسّسة العسكرية من أسلحة دفاعية جوّية وبرية وبحرية، إضافةً الى دبابات وآليات من الطراز الرفيع. يُذكر انه في أواخر كانون الاول الفائت، أعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن قرار العاهل السعودي تقديم مساعدة سخية مشكورة للبنان بمقدار 3 مليار دولار مخصصة للجيش ستسمح له بالإستحصال على أسلحة حديثة من فرنسا". يُشار الى ان قهوجي غادر في 30 كانون الثاني الى فرنسا، التقى خلالها مسؤولين عسكريين، للبحث في سبيل تفعيل علاقات التعاون العسكري بين الجيشين. يُذكر أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعلن في أواخر كانون الاول الفائت، أن السعودية قررت تقديم مساعدات عسكرية الى الجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار على ان يتم شراؤها من فرنسا. وتعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند آنذاك بـ"تلبية" طلبات تسليح الجيش اللبناني لدعم سليمان.

 

بكركي لن ترضى بحكومة تغيب عنها "القوّتان المسيحيتان الأكبر"

نهارنت/أفادت معلومات صحافية أن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لن يرضى عن حكومة تغيب عنها القوّتان المسيحيتان الأكبر"، مردفة أن "بكركي ترفض كل انواع التهميش للمسيحيين".

وأشارت مصادر بكركي في حديث لصحيفة "الجمهورية"، الإثنين، الى أنّ "البطريرك فرمل حكومة الامر الواقع لأنه اعتبرها غير ميثاقية وستزيد الشرخ في البلاد، لن يغطّي حكومة من دون الممثلين الفعليّين للمسيحيين".

وأوضحت "لا ينتظرنّ احد من بطريرك الموارنة ان يرضى عن حكومة تغيب عنها القوّتان المسيحيتان الأكبر، وبالتالي هي ايضاً غير ميثاقيّة مثل حكومة الامر الواقع". وكشفت المصادر انّ "بكركي ستقول كلّ ما لديها بعد غد الأربعاء المقبل، وسترفض كلّ انواع التهميش الذي يطاول المسيحيين وأيّ مكوّن آخر". وفي غضون ذلك، أكد مصدر متابع عملية التأليف في حديث لصحيفة "النهار" ليلاً أن "وزسر الطاقة جبران باسيل لم يطالب بحقيبة المال كما تردد امس، وان حصة "التيار" ستكون الخارجية والتربية، وعليه فقد وعد باسيل بالرد خلال 24 ساعة من تاريخ امس (الأحد)، واذا كان الجواب ايجابياً فيمكن عندها الرئيس المكلف (تمام سلام) أن يلتقي (رئيس تكتل "التغيير والإصلاح") النائب ميشال عون قبيل اعلان الولادة اليوم او غدا. أما اذا اتى الجواب سلبياً، فان سلام أطلع (رئيس مجلس النواب) نبيه بري على اجواء التعطيل وأعلمه بقرب اعلان التشكيلة بمن حضر".

ورأى الراعي في عظة قداس الأحد أن "الوثيقة التي ستطلقها بكركي تؤكد على الثوابت الوطنية"، مردفاً أن " مسؤولية الجرائم تقع على كل اللذين يرفضون المصالحة والتفاهم ويعرقلون تأليف الحكومة". وحمّل الراعي، "مسؤولية الجرائم لكل اللذين يرفضون المصالحة والتفاهم ويعرقلون تأليف الحكومة ويخططون للفراغ الرئاسي". وكان سلام قد أجرى مساء الأحد سلسلة لقاءات ومشاورات للبحث في الملف الحكومي، وسط معلومات عن عرضه على عون حقيبتين من بينهما الخارجية. يشار الى أنه بعد التوافق على تشكيل حكومة بصيغة 8-8-8، تجري المناقشات بين الاطراف السياسيين حاليا حول تسلم الحقائب الوزارية، خصوصا وأن رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون يرفض اعتماد مبدأ المداورة في الحكومة العتيدة، مؤكداً تمسكه بحقيبة "الطاقة والمياه". وأفادت مصادر سلام لصحيفة "الحياة" صباح اليوم الأحد، أن "لا مانع لرئيس الحكومة المكلف من التواصل مع عون"، مشيرة الى أن سلام "التقى مرات عدة باسيل للبحث معه في تأليف الحكومة".

 

المطران بولس صيّاح لkataeb.org: الفراغ الرئاسي غير موجود في قاموس بكركي ولبنان لن يُحكم من احد

 اشار النائب البطريركي العام المطران بولس صّياح الى ان بكركي سُتصدر في الخامس من شباط المقبل وثيقة وطنية للتأكيد على الثوابت ونقل الواقع وتطلعات المستقبل، مذكّراً في حديث الى kataeb.org ما اعلنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بشأن هذه الوثيقة، بحيث انها ترتكز على 3 مقومات هي الثوابت الوطنية والهواجس والاولويات، مشيراً الى انها تتضّمن نحو عشر صفحات، والعمل عليها بوشر منذ شهر آب الماضي بعد سلسلة طويلة من اللقاءات مع جميع المسؤولين اللبنانيين وعلى المستويات كافة، وبعد الاستماع الى هواجسهم وتطلعاتهم ومناقشتها معهم، كما نقل المطران صيّاح هواجس البطريرك الراعي الذي يدعو دائماً الى الترّفع عن المصالح الضيقة لتسهيل تشكيل الحكومة الجامعة التي تمنع حصول فراغ كامل في المؤسسات الدستوريّة . ورداً على سؤال حول إمكانية ان تدعو بكركي القادة المسيحييّن الى اجتماع لبحث الاستحقاق الرئاسي وتوحيد كلمتهم في هذا الملف، قال :" ليس جديداً على بكركي دعوتها القادة المسيحييّن لبحث اي ملف هام، لان هدفها يبقى دائماً العمل المشترك للخروج بنتيجة ايجابية، والدعوة واردة لكن لا يوجد توقيت زمني لها حتى الان".

وحول إمكانية حدوث فراغ رئاسي على مستوى رئاسة الجمهورية في ايار المقبل بحسب ما يتخوّف البعض، اكد المطران صيّاح بأن الفراغ الرئاسي غير موجود في قاموس بكركي، لان هاجسنا إيصال رئيس في الموعد الدستوري . وعن مدى وجود تخوّف اليوم على الوجود المسيحي في لبنان، اعتبر بأن الخوف غير وارد على الوجود المسيحي ، لاننا شهدنا اضطرابات عديدة في لبنان والمنطقة وبقي موقعنا، مشددّاً على ضرورة توحيد الصفوف والترّفع عن المصالح الشخصية في هذه المرحلة الدقيقة. وحول رأي بكركي بالصيغة الحكومية المطروحة، ختم المطران صيّاح:" نحن مع حكومة ميثاقية تعمل من اجل مصلحة هذا البلد من خلال التوافق الذي يجمعها، خصوصاً اننا بحاجة لذلك لان الوضع لم يعد يطاق والملفات العالقة كثيرة، من هذا المنطلق نرفض عزل شريحة كبيرة من اللبنانيين، مذكّراً كيف حاول البعض تهميش حزب الكتائب في العام 1975 لكنه رفض وتصّدى لهم، لذا علينا رفض تهميش اي فريق، ولبنان لن ُيحكم من احد  بل بالتوافق بين جميع أبنائه ، من هنا على التمثيل المسيحي أن يكون سليماً في الحكومة المرتقبة، وبكركي تريد ان يتمثل الجميع ويحق للمسيحييّن ما يحق لسواهم من حقائب". صونيا رزق

 

النائب جمال الجراح: لنشر الجيش على الحدود مع سوريا

وطنية - جدد النائب جمال الجراح في حديث لاذاعة "صوت لبنان 3.93 "المطالبة بنشر الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا والاستعانة بالقوة الدولية اذا دعت الحاجة ومنع دخول وخروج المسلحين من والى سوريا"، مشددا "على أهمية التزام اعلان بعبدا في هذا الاطار لناحية حياد لبنان عما يجري في سوريا والتورط في الصراع السوري لما لذلك من تداعيات خطيرة على لبنان واللبنانيين وبالتالي انسحاب حزب الله من القتال السوري قبل فوات الاوان". وعلى الصعيد الحكومي، انتقد الجراح "استمرار الصراع على الحقائب تحت شعارات مختلفة والمطلوب قبل ذلك انقاذ لبنان من الخطر المتربص به في هذه المرحلة الدقيقة"، متحدثا عن "حراك واتصالات بين الرئيس المكلف والافرقاء".

 

زهرا: لضبط الحدود ولــو باليونفيل لئلا يكون لبنان ممراً للتكفير والتخوين

المركزية- أشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا الى ان "الاسوأ في هذه المرحلة ان لـ "حزب الله" غطاءً مسيحياً يُدافع عنه وعن تورّطه في النزاع السوري، ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون خرج قبل يومين للدفاع عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" ووجوب استمرارها في البيانات الوزارية"، مشدداً على اهمية الا "يكون لبنان ممراً للتكفير والتخوين ولا نريد استمرار تدخل "حزب الله" في سوريا وهذه كلها تتم بضبط الحدود ولو اضطررنا للاستعانة باليونفيل بحسب ما ينص عليه القرار 1701". لام زهرا جاء خلال مشاركته في الخلوة التي دعت اليها منسقية البترون في حزب "القوات"، وشارك في قسم منها رئيس الحزب سمير جعجع الذي ناقش مع المجتمعين الاوضاع الحزبية واهمية عمل لجان البلدات والقرى في التنظيم الحزبي الجديد، بالاضافة الى الامين العام للحزب فادي سعد ومنسق المنطقة شفيق نعمة وامناء السر في البلدات والقرى البترونية.

وعرض زهرا الوضع العام منذ الاستقلال الاول في 1943 وحوادث العام 1958 وما تلا حوادث ايلول الاسود في الاردن، وصولا الى العام 75 وحروب الاخرين على ارض لبنان وانشاء ايران لـ"حزب الله" والذي هو مشروع يرمي الى الهيمنة"، كاشفا ان "عدم تسليم الاخرين، ما عدا "القوات"، السلاح بعد الطائف هو ما اوصلنا الى ما نحن فيه راهناً"، ومذكرا بـ"ممارسات النظام السوري وبدء الاغتيالات من مروان حمادة الى الرئيس رفيق الحريري".

وذكر "بكيفية قيام "14 اذار" التي لم تترك لها فرصة لاستلام السلطة في لبنان لان الفريق الاخر اعتمد دائما سياسة التعطيل بعد العام 2005 والاعتكاف والاستقالة والنزول الى الشارع في 23 كانون الثاني 2007 وفي غزوة 7 ايار 2008 التي اعقبتها تسوية الدوحة"، لافتاً الى ان "التحول السنّي نحو لبنان اولا بعد 2005 هو مكسب تاريخي للبنان الشراكة والانفتاح والدعوة ان تتولى الدولة ومؤسساتها المسؤوليات الامنية والعسكرية من دون شريك او مُنازع"، مؤكداً اننا "نحرص على علاقاتنا مع حلفائنا لان هذا التحالف العابر للطوائف وحده القادر على ايصالنا الى الحرية والسيادة والاستقلال". وفي الشأن الحكومي، عزا زهرا اصرار "التيار الوطني الحر" على الاحتفاظ بوزارة الطاقة لاسباب نفعية صغيرة"، طارحاً علامات استفهام كبيرة حول اسبابه". وعن الطائرة فوق معراب، اشار زهرا الى ان "الاصرار على اغتيال جعجع، وهذا هدف الطائرة، سببه اعتقادهم ان "القوات اللبنانية" هي اخر متراس فاذا اصابونا، ينتهي الامر ويتم الاستسلام التام".

 

جعجع عرض وهيل الاوضاع في لبنان والمنطقة

وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع السفير الاميركي في لبنان دايفيد هيل الأوضاع السياسية العامة في لبنان والشرق الأوسط، لاسيما الوضع في سوريا وضرورة أن يؤدي مؤتمر جنيف 2 الى إيجاد حلٍ سريع للأزمة التي تعيشها سوريا منذ ثلاث سنوات.

 

طائرة معراب صغيرة للرصد لا يتعدى مداها 60 كلم

المركزية- علمت "المركزية" من مصادر معنية ان الطائرة المجهولة التي تحلق فوق معراب منذ مدة بعيدة ورصدت اكثر من مرة، صغيرة الحجم لا يتعدى مداها الستين كيلومترا ومهمتها محصورة بالاستطلاع والرصد، بما يدحض نظرية ان تكون اسرائيلية او من خارج الحدود اللبنانية، ويرفع منسوب القلق من ان تكون مخصصة لتحديد هدف معين قبل استهدافه من طائرة اخرى مخصصة للغاية.

 

حرب: طائرة معراب تحضير لعملية اعتداء على جعجع وعلى الجيش اتخاذ التدابير المناسبة

وطنية - أكد النائب بطرس حرب في حديث إلى إذاعة "لبنان الحر"، أن "قضية تحليق طيران مجهول تكرارا فوق معراب، هي من دون شك قضية خطيرة ويمكن أن تكون عملية تدخل في إطار التحضير لاعتداء على معراب وعلى الدكتور جعجع، وهذا طبعا يهز الأمن في البلد كله ويعرض استقراره وسلامة الدكتور جعجع للخطر، وبالتالي لا يمكن السكوت عنه والتعامل معه بخفة". وقال: "من أجل ذلك، يفترض بالدولة وبأجهزتها الأمنية، وبصورة خاصة الجيش اللبناني الذي يملك المعدات التي تؤهله أن يراقب ويرصد ويمنع أي اعتداء لا سمح الله، أن يتخذ التدابير اللازمة لحماية معراب من أي اعتداء محتمل عليها، كما يفترض أن يحصل تحر حول مصدر الطيران ومن المسؤول عن هذا الطيران، ومن غير الجائز ترك الأمور على عواهنها، وكأننا ننتظر أن يقع أي اعتداء لنبحث بعد ذلك عن معالجة النتائج. ومن هنا، من واجب الدولة إعطاء أهمية قصوى لهذه القضية. وطبعا نحن كقوى 14 آذار لن نكون متفرجين إذا استمر إهمال هذا الموضوع والتعاطي معه بخفة". وحذر حرب من "لفلفة موضوع بهذه الخطورة"، كما بالنسبة الى موضوع محاولة اغتياله في مصعد المبنى الذي يضم مكتبه، لافتا إلى أنه "لا يمكن اعتياد التعامل مع مثل هذه الأحداث كأمر عادي ومسألة بسيطة، لأنها تعرض أمن البلد للاهتزاز، كما حياة القادة والناس، ولذلك لا يمكن السكوت عنها". وردا على سؤال في شأن الحكومة، قال حرب: "لقد آن الأوان لوضع حد لهذه المهزلة بعد مخاض عسير وطويل ومضجر، إذ لا يجوز تعليق مصير البلد بشخص أو بحقيبة وزارية، وإن الكلام على حق المسيحيين والحقوق الاستراتيجية لهم لا ينطلي على أحد. فالمسيحيون هم كسائر اللبنانيين وموضوع النفط يخص الجميع". واستغرب كلام مسؤولي "التيار الوطني الحر" عن عدم استشارة التيار في موضوع الحكومة والحقائب، وقال: "عندما ذهب حزب الله إلى سوريا وورط لبنان في هذه المأساة الكبيرة، لا أعتقد أنه استشارهم ولا هم أسمعوا صوتهم، وبالتالي أستغرب عندما يطلع صوت التيار الوطني الحر عندما يتعلق الأمر بقعد وزاري، ولا يطلع صوته عندما يتعلق الأمر بأمن لبنان ومستقبله وعلاقاته الخارجية". وشدد على "ضرورة أن يحسم الرئيسان سليمان وسلام موضوع الحكومة في أسرع وقت".

 

الدكتور جعجع يتحدى طائرة الاستطلاع ويخرج إلى الحياة... ماذا كان يفعل عون و"حزب الله" في هذه الليلة؟

خالد موسى/موقع 14 آذار

منذ أسبوعين وفي حديث تلفزيوني كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن وجود طائرة إستطلاع تحوم فوق أجواء معراب رآها حراس المقر بأم العين وتم تبليغ قيادة الجيش مباشرة للإشراف على التحقيق في الموضوع، وقد وعده قائد الجيش العماد جان قهوجي شخصياً بمتابعة الموضوع . وبعد أيام قليلة من مقابلة جعجع عادت الطائرة لتحلق فوق سماء معراب مستطلعة أجواء المقر العام على علو منخفض، فيما شاهدها الحراس مؤكدين أنها طائرة إستطلاع بيضاء اللون بلا طيار، كما رصدتها أجهزة المراقبة الجوية التابعة لمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ولكن لم تعرف من اين إنطلقت وأين حطت. أمر أعاد إلى الإذهان طائرة "أيوب " الإستطلاعية التي أطلقت في العام الماضي الى الأراضي المحتلة لإستطلاع ما يقوم به العدو الإسرائيلي، والتي تبناها آنذاك "حزب الله" بعد أن قام الطيران الإسرائيلي بإسقاطها مقابل ساحل حيفا.

ويأتي هذا التحليق المكثف لطائرات الإستطلاع فوق سماء معراب وما تشكله من حيثية ورمزية في الشارع المسيحي ضمن مسلسل الإغتيالات السياسية التي يطاول شخصيات من قوى "14 آذار". وتأتي هذه المحاولة بعد فشل المحاولات السابقة لإغتيال جعجع والتي أنقذته العناية الإلهية في حينها من طلقة قناص محترف في نيسان 2012، من احدى التلال المطلة على معراب، والتي دفعت الفريق الأمني لجعجع الى بناء أسوار عالية تحجب الرؤية من التلال المطلة على منزل جعجع من أجل الحماية.

أزيز طائرات الإستطلاع لم تمنع جعجع من البقاء في منزله كما أراد باعثو الطائرات أن يكون كذلك أو أن يستسلم لمشيئتهم، غير أن الحكيم خرج متحدياً كل هذه المحاولات الى سهرة عائلية ليل السبت الأحد برفقة زوجته النائب ستريدا جعجع في مطعم 'ليالي زمان” في مجمع Eddé Sands – جبيل، وقد وصلت النائب جعجع قبيل وصوله بعشر دقائق الساعة الاولى بعد منتصف الليل، ثم انضم الى السهرة الاعلامي في قناة الـ 'mtv” الزميل وليد عبود الذي كان يشارك في حفل لتكريمه في احدى قاعات المجمع في حضور السيد روجيه اده، وامضوا سهرة طويلة مع طلوع الفجر ولم يغادر معظم الساهرين الا معه. هذه السهرة التي استفزت مواقع التيار "الوطني الحر" وحليفه "حزب الله" على شبكات التواصل الإجتماعي، معتبرين ان "جعجع ضرب عرض الحائط مشاعر أهالي الهرمل وذهب الى الرقص متحديا الوضع الامني الخطير".

"هذه الحملة القديمة الجديدة التي يخوضها دائماً التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله ليست بجديدة ولا بالأمر المستغرب"، على حد تعبير مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية والخبير في الشؤون العسكرية العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، وسأل في حديث خاص لموقع "14 آذار":" ماذا كان يفعل رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون ومعاونوه كما مسؤولو حزب الله في تلك الليلة، هل كانوا يصلون من أجل شهداء الهرمل أما كان كل واحد منهم يقيم سهرة، فكفى ضحكاً على الشعب، فهم ليس أحرص من الدكتور جعجع على الوطن والشعب".

وفي شأن المعطيات الجديدة حول طائرة معراب، لفت قاطيشا الى أن "لا معطيات جديدة حول الحادثة، ولكن قيادة الجيش تتابع الموضوع عن كثب، وتجري تحقيقاتها في هذا الموضوع، وقد وعدتنا بإبلاغنا بأي جديد فور توفر معلومات جديدة حول الموضوع"، معتبراً أن "هذه الطائرات وغيرها رسالة واضحة للدكتور جعجع ولكل الأحرار في قوى "14 آذار" نتيجة مواقفهم السيادية والإستقلالية اتجاه ما يحصل في البلد".

ورأى قاطيشا أن "من لديه مثل هذه الطائرات في البلد معروف لدى الجميع ويحاول اخضاع الجميع لمشيئته، تارة بالإغتيال السياسي عبر السيارات المفخخة والتي استهدفت العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية والإقتصادية والأمنية في قوى "14 آذار"، وتارة أخرى عبر محاولات الإغتيال بالعبوات الناسفة في المصاعد كما حصل ما النائب بطرس حرب أو عبر رصاص القنص كما حصل مع الدكتور جعجع منذ عامين"، مشدداً على أن "القوات اللبنانية لن تترك أي وسيلة لمعرفة مصدر هذه الطائرات وتضع حداً لها، وهي تضع كامل ثقتها بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية في قدرتها على معرفة مصدر هذه الطائرات والهدف منها".

 

الكتائب: لإزالة كل العوائق المصطنعة من أمام تشكيل الحكومة

وطنية - عقد حزب الكتائب اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس أمين الجميل وناقش التطورات، واصدر المجتمعون بيانا اعتبروا فيه أن "الانكشاف الامني الذي يهدد بعرقنة خطيرة بات عاملا أساسيا للسير اراديا وجماعيا وتوافقيا بخطة سياسية عاجلة تقضي فورا بتشكيل حكومة جامعة وقادرة، وازالة كل العوائق المصطنعة من أمام تشكيلها، وهي شروط قد تصح في الوقت العادي، لكنها تصبح مارقة في هذا الظرف الوجودي الذي يمر به لبنان".

ودعوا الى "التوافق الوطني على إنجاز الاستحقاقات الدستورية المقبلة، وفي مقدمها انتخاب رئيس للبلاد ضمن المهلة الدستورية، لأن أي تهاون في هذا المجال يحمل صاحبه مسؤولية وطنية كبرى".

وضم المكتب السياسي صوته الى النداء الذي أطلقه رئيس الحزب في معرض ادانته التفجير الاخير الذي أصاب المواطنين في الهرمل، مجددا موقفه الداعي الى "انجاز السيادة الوطنية ووضع حد للانفلات الامني الخطير".

وإذ ندد الحزب "بالجريمة الارهابية النكراء"، تقدم "بأحر التعازي من ذوي الضحايا، وبالشفاء العاجل للمصابين". وكرر موقفه الداعي الى نشر الجيش على طول الحدود "لوقف عبور الاشخاص والسلاح والآليات المفخخة".

ورفض "رفضا قاطعا التهديدات الاسرائيلية بقصف مناطق سكنية ومدنية، وهي تشكل خرقا للقرار 1701، وانتهاكا صارخا لسيادة الدولة وسلامة شعبها"، داعيا مجلس الامن والدول النافذة الى "معالجة جادة لهذه التحذيرات التي غالبا ما تكون مقدمة لعدوان على لبنان، والى تفويت الفرصة على اسرائيل وعدم إعطائها أي ذريعة لشن اعتدائها". واستنكر الحزب "الاعتداءات السورية التي تستهدف المناطق الحدودية، سواء الشمالية منها أو الشرقية"، ودعا السلطة الى "حزم أمرها والتوجه الى المرجعيات العربية والدولية لضمان السيادة والامن للمواطنين، وتأمين الغطاء للجيش للقيام بواجب الدفاع ورد الاعتداءات بالوسائل المناسبة".

 

امانة 14 اذار دانت التفجيرات المتنقلة: لا استقرار الا بنشر الجيش على طول الحدود مع سوريا

وطنية - استنكرت الأمانة العامة لقوى 14 اذار في بيان، "الأحداث الأمنية المتنقلة من منطقة إلى أخرى، التي طالت بالأمس مدينة الهرمل واليوم مدينة الشويفات، موقعة مزيدا من الضحايا"، واشارت الى ان "تورط حزب الله في القتال الدائر في سوريا لن يستجلب إلى لبنان إلا المزيد من الويلات والخراب والإرهاب والدموع". ورأت أن "الإستقرار في لبنان لن يأتي إلا نتيجة تدابير إجرائية محددة تتمثل بنشر الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية - السورية، حماية لأهلنا في عكار والبقاع، ومؤازرته بالقوات الدولية كما يتيح القرار 1701 الذي تبناه "حزب الله" ووقع عليه في العام 2006، والذي يشكل مظلة أمنية للبنان برا وبحرا وجوا". وطالبت "القوى الأمنية وبخاصة الجيش، إصدار بيان يوضح ملابسات طائرة معراب، واتخاذ الإجراءات اللازمة تفاديا لحدث أعظم".

 

مجدلاني: لا يمكننا إلا الذهاب إلى حكومة جديدة وطاولة حوار لمناقشة قضية السلاح

وطنية - علق عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني على حادث التفجير في منطقة الشويفات، فقال: "نحن لا نبرر، بل نصف واقعا يقول انه بعد دخول "حزب الله" إلى سوريا ومقاتلة الشعب السوري بدأت الأعمال الإرهابية والتفجيرات وظاهرة الإنتحاريين".

وأضاف في مداخلة هاتفية عبر "المؤسسة اللبنانية للارسال": "يجب مواجهة هذه الأعمال الإرهابية، وتأليف حكومة جديدة تعطي نوعا من الأمل للبنانيين، وتهدئة الأجواء السياسية، والذهاب إلى طاولة الحوار لمناقشة سلاح "حزب الله" ووجوده في سوريا".

وختم: "لا يمكننا إلا الذهاب إلى حكومة جديدة، وإلى طاولة حوار لمناقشة قضية السلاح ومشاركة حزب الله بالحرب في سوريا".

 

والد القاصر المخطوفة في خربة داود جدد مطالبة الاجهزة بالتحرك

وطنية - عقد بسام صالح والد الفتاة ك. صالح (14 سنة) مؤتمرا صحافيا في منزله في بلدة خربة داود جدد فيه مطالبة الاجهزة الامنية والقضائية بالتحرك لمعرفة مصير ابنته القاصر التي كان قد خطفها قبل نحو 16 يوما زوج عمتها م.م.ع. وحتى الآن لم يعرف مصير الفتاة، ولا سيما أن خاطفها متوار وغير معروف مكان اقامته. وأشار صالح الى أنه كان قد أبلغ الأجهزة الأمنية بفقدان ابنته فور حصول الأمر، وتقدم بشكوى أمام فصيلة درك القبيات، "ولكن حتى الآن لم يتحرك هذا الملف"، متسائلا عن سبب التأخر في ذلك وما مصير ابنته التي لا يجوز شرعا ان تتزوج من زوج عمتها وهي ايضا فتاة قاصر. وأكد أنه يطالب باستعادتها "مهما كانت الظروف، وان العائلة لن تتراجع عن متابعة هذه القضية الانسانية بالدرجة الاولى"، محملا مسؤولية ما قد يحصل لابنته الى كل المسؤولين المعنيين.

 

النائب محمد كبارة: ما شهدته اسواق طرابلس لا يمكن السكوت عنه ولا أعذار للقوى الأمنية بعدم القيام بواجباتها

وطنية - أكد النائب محمد كبارة أن "ما شهدته أسواق طرابلس من إشتباكات عبثية، لا يمكن السكوت عنه، خصوصا أنه يستهدف عمق المدينة الأثرية وخزانها البشري والاقتصادي"، داعيا "الجيش والقوى الأمنية الى التصدي بكل حزم للعابثين بالأمن".وقال كبارة في تصريح: "إن ما جرى في أسواق طرابلس يدل على الانتشار الكثيف لسلاح الفوضى وهو أمر مرفوض ومستهجن خصوصا أنه يستهدف العصب الاقتصادي في المدينة وثروتها الأثرية الفريدة. قلنا ونكرر اليوم، ان أمن طرابلس وسلامة أهلها خط أحمر، وليس هناك من أعذار للقوى الأمنية في عدم القيام بواجباتها بالتصدي السريع والحاسم لكل العابثين بالأمن وملاحقتهم وتوقيفهم وتقديمهم الى العدالة".

أضاف: "إن نواب طرابلس مستمرون في العمل على حماية المدينة وأهلها من العبث الأمني، ومن إنتشار السلاح بشكل فوضوي، وليس هناك غطاء على أي مخل بالأمن، ونحن كنواب لن ولا نغطي أحدا، ونضع الجيش اللبناني والقوى الأمنية أمام مسؤولياتهم من أجل حماية المدينة والحفاظ على إستقرارها، وإجراء تحقيقات شفافة وكشف كل المتورطين في هذه الاشتباكات والمتسببين فيها، ومن يقف خلف وقوع هذه الخسائر البشرية والمادية، وندعو الهيئة العليا للاغاثة الى الكشف على الأضرار التي حصلت والتعويض على المتضررين".

 

ماذا يعني افصاح شربل عن سرقة 400 سيارة في 6 اشهر؟

علي منتش/النهار/اثار حديث وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل بعد تفجير الهرمل امس عن سرقة نحو 400 سيارة خلال الاشهر الستّة الماضية في لبنان حالاً من البلبلة في الشارع اللبناني، اذ قادت هذه المعلومة الناس الى تحليل تلقائي مفاده ان هناك عشرات السيارات المفخخة التي تنتظر ساعة الصفر لاصطياد المدنيين، وخصوصاً ان حديث شربل جاء في اطار توضيح مسألة السيارات المفخخة التي تنفجر في بعض المناطق اللبنانية والتي يتبين ان غالبيتها العظمى مسروقة . في هذا السياق، اكد مصدر امني لـ"النهار" ان "معدل السيارات التي سرقت في شهر واحد خلال العام 2013 هو 135 سيارة، اي حوالي 1620 سيارة سرقت طوال العام، لكن هذا لا يعني ان هذا العدد هو عدد السيارات المفخخة في لبنان، فمن المستحيل ربط الامرين بهذه البساطة ". واذ يؤكد المصدر ان هناك زيادة نحو 35 في المئة في معدل سرقة السيارات سنويا بالمقارنة مع الـ2012، يشير الى "ان السرقات ازدادت منذ بدء الازمة السورية، لكن ليس بالضرورة ان يكون السوريون انفسهم من يقومون بالسرقة، فهناك عصابات لبنانية تقوم بالامر وتوظفه لاغراض مادية او امنية لصالح جهات مختلفة ". ووفق المصدر، فان التفّلت الامني الذي تشهده بعض المناطق لعب دورا كبيرا في ازدياد هذه النسبة، ربطا بازدياد الحاجة والطلب على السيارات المسروقة من قبل العديد من المجموعات . ويؤكد المصدر ان "الاجراءات الامنية التي تقوم بها الاجهزة الامنية كبيرة جداً، لكن خطورة الوضع في البلد تتخطى امكانية الاجراءات، وهناك سيارات تسرق وتهرب فورا الى سوريا نظراً لتفلّت الحدود، ومع ذلك فان القوى الامنية اللبنانية القت القبض خلال العام الماضي على 534 سارق سيارة، وهذا انجاز كبير جداً ".ويقول انه "في حال توقف سرقة السيارات في لبنان، فهذا لا يعني توقف التفجيرات، لانه من الممكن ان تكون السيارة المستخدمة قد سرقت من بلد آخر، سوريا مثلاً ". وبرر المصدر مسألة كون معظم السيارات المستعملة في التفجيرات رباعية الدفع "بأن المجموعات المسلحة تستخدمها في الكثير من المناطق الجردية والجبلية لاغراض التنقل قبل التفجير ".

وتطرح مسألة السيارات المسروقة، وربطها ببعض التفجيرات اسئلة عن ضرورة ايجاد طريقة عملية لتعميم مواصفات السيارات المسروقة بشكل شهري، علماً ان الامنيين يقولون بعدم جدوى الامر ربطاً بعدد السيارات المسروقة الكبير جداً وقيام المخططين بتغيير لوحاتها .

 

عمار الموسوي استقبل بلامبلي: إدانة الارهاب ودعم المؤسسات الأمنية  

إستقبل مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" عمار الموسوي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، وتم التشديد خلال اللقاء، وفق بيان للحزب على "إدانة عمليات التفجير الإرهابية، وخصوصا ما حصل مساء السبت في مدينة الهرمل، وعلى كون كل هذه الجرائم تستهدف المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، كما تم التشديد على رفض أي منطق يهدف إلى تبرير هذه الأعمال". كذلك تطرق اللقاء إلى أهمية دعم المؤسسات الأمنية وفي مقدمها مؤسسة الجيش وتعزيز قدراتها، وخصوصا في هذه المرحلة، "حيث تسجل محاولات دؤوبة للمس بالاستقرار الوطني والسلم الأهلي، مع الإشارة إلى أن أفضل سبل الدعم هي في تحقيق الإجماع الوطني من حول هذه المؤسسة وعدم التشكيك بدورها". من جهة أخرى، تمت مناقشة الأجواء والمناخات المرافقة لعملية تأليف الحكومة وآخر الخطوات المسجلة على هذا الصعيد.

 

 

دوليات

 

فايز سارة ينعي إبنه وسام

نعى عضو الائتلاف السوري المعارض فايز سارة  ابنه وسام الذي قضى في أحد سجون النظام تحت التعذيب. وسام نموذج عن شباب مسيحي مناضل من أجل الحرية في سوريا... فايز سارة كتب في نعي ابنه: "بعد كل ما أصابنا وأصاب شعبنا من قتل واعتقال وتشريد وتدمير وتهجير، أخبرونا اليوم أنهم قتلوا وسام تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري في دمشق بعد شهرين من اعتقاله. بهذا، انضم وسام إلى قافلة شهداء سوريا شابًا في السابعة والعشرين من عمره. وسام في ثورة السوريين كان واحدًا من شبابها الأوائل، خرج متظاهرًا وناشطًا في الإغاثة مع أخوته ضد الدكتاتورية مثل كل السوريين الراغبين في حياة أفضل توفر الحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين".

 

امر ملكي سعودي يعاقب بالسجن من 3 إلى 20 سنة كل من يقاتل خارج المملكة أو ينتمي الى جماعات ارهابية

وطنية - أصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، اليوم، أمرا ملكيا يعاقب بموجبه ب"السجن مدة لا تزيد على عشرين عاما كل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو انتمى الى تيارات أو جماعات دينية وفكرية متطرفة". وقال البيان الصادر عن الديوان الملكي: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على عشرين سنة، كل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة بأي صورة كانت محمولة على التوصيف المشار إليه في ديباجة هذا الأمر. ويعاقب كل من ينتمي الى التيارات أو الجماعات وما في حكمها الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة منظمات إرهابية داخليا‹أو إقليميا‹أو دوليا، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة. وإذا كان مرتكب أي من الأفعال المشار إليها في هذا البند من ضباط القوات العسكرية أو أفرادها، فتكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد عن ثلاثين سنة"

 

وزير الخارجية الايراني: المحرقة "مأساة وحشية ينبغي الا تتكرر"

نهارنت/اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاحد ان المحرقة النازية بحق اليهود كانت "مأساة وحشية مشؤومة ينبغي الا تتكرر ابدا". وقال ظريف لقناة التلفزيون الالمانية فينيكس بعد مشاركته في مؤتمر الامن في ميونيخ (جنوب) "ليس لدينا شيء ضد اليهود (ونكن) اكبر احترام لهم داخل ايران وفي الخارج. لا نشعر باننا مهددون من احد". وبخلاف سلفه محمود احمدي نجاد الذي انكر حصول المحرقة، ندد الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني ب"مذبحة اليهود على ايدي النازيين". وبحسب مقتطفات من المقابلة بثتها قناة فينيكس، اكد ظريف الاحد ايضا ان "حقوق الشعب الفلسطيني منتهكة منذ ستين عاما" من جانب اسرائيل التي تستخدم "تكتيك التمويه". وتطرق الوزير الايراني الى موضوع المفاوضات الصعبة حول البرنامج النووي الايراني، موضحا ان طهران تريد "كسر الحلقة المفرغة واستخدام كل السبل لارساء الثقة". لكنه تدارك "لن نقبل بان يتحكم فينا" الاخرون. واعلنت طهران في العشرين من كانون الثاني تجميد بعض انشطتها النووية الحساسة تنفيذا لاتفاق مرحلي توصلت اليه مع الدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) في 24 تشرين الثاني في جنيف. وسيلتقي المفاوضون مجددا في 18 شباط في فيينا. وكالة الصحافة الفرنسية.

 

الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق لقوات الناتو في أوروبا  للعربية: الأسد لا يفهم إلا لغة القوة

العربية / باسل الحاج جاسم/وصف الجنرال ويسلي كلارك، القائد السابق لقوات الناتو في أوروبا ما يجري في سوريا بالمأساة، وقال إنه لا أحد يريد المزيد من إراقة الدماء، لكن الرئيس السوري بشار الأسد لا يفهم إلا لغة القوة.

واعتبر كلارك أن ترك الفعل ليس خيارا ناجحا في مواجهة الأزمة السورية، ولكن تقع فقط على السوريين مسؤولية التخلص من الديكتاتور، والولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تدعمهم بالسلاح. وقال الجنرال كلارك في حديث خاص مع مراسل "العربية" في آسيا الوسطى "إن تعقيد الأزمة السورية ومأساتها الإنسانية يعود إلى عدة أسباب؛ من أهمها أن الظروف التي ساعدت في السابق على نجاح التدخلات العسكرية لا تتوفر في الحالة السورية، وأبرزها تعذر الحصول على قرار من مجلس الأمن للتدخل بسبب الموقفين الروسي والصيني، كما أن انقسام الثوار على الصعيدين السياسي والعسكري يشكل صعوبة أخرى". وذكر كلارك بحرب كوسوفو عام 1999م عندما استخدم الغرب القوة العسكرية من خلال غارات جوية استمرت 72 يوما للتوصل إلى حل سياسي، بعد فشل المحادثات الدبلوماسية. وأضاف أنه سبق لواشنطن أن استخدمت استراتيجية مشابهة "استراتيجية التصعيد العسكري" ضد الزعيم الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش في كوسوفو عام 1999م، وفي وقتها كان كلارك القائد العام لقوات الناتو في تلك المهمة. وأضاف "ديكتاتور وحشي مثل الأسد، لا تصلح معه غير هذه اللغة، باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تجبره على التفاوض من أجل الخروج". ويرى كلارك أن الشرق الأوسط يختلف عن البلقان، فروسيا الآن أكثر قوة مما كانت عليه خلال حرب البلقان، فيما أصاب الضعف أميركا بعد حقبة من الحروب، لكن بالرغم من ذلك هناك قواسم مشتركة، فالروس كانوا يدعمون صربيا كذلك. وحول تصريحاته المتداولة في موقع اليوتوب قبل سنوات حول ضرورة تغيير أنظمة في دول عدة مثل سوريا وليبيا والعراق وإيران، قال الجنرال الأميركي هذا الكلام كان في زمان وظروف مختلفة، ولا صلة لذلك بما يجري اليوم. وخدم كلارك نحو 28 عاما في جيش الولايات المتحدة الأميركية، وكان آخر منصب شغله هو القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي، والقائد العام للقيادة الأوربية الأميركية، وفي عام 2003 خاض كلارك الترشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وفاز بالعديد من النقاط في الاقتراعات قبل الانسحاب من الانتخابات مبكرا في عام 2004.

 

قائد جهاز مخابرات الأسد الجوية.. لـ"جبهة النصرة": "اقتلوا راهبات معلولا....ماذا تفعلون بهن حتى الآن؟"  

موقع 14 آذار/"قضم" في القلمون، والنظام السوري مكانه منذ احتلال النبك وقارة، لكن يوميات السوريين هناك لا تخلو من القصف العشوائي والاشتباكات والقنابل العنقودية اضافة إلى تجويع سكانها، فضلأً عن اهتمام "حزب الله" بهذا المنطقة وطمعه باحتلالها، تماماً كما ساند النظام في القصير وقارة والنبك وغيرها. في القلمون ملفات ساخنة، أولها حديث عن عودة المعارك وعمليات القضم خلال فترة بالنسبة إلى الحزب باتت قريبة، وثانيها قضية راهبات معلولا التي تشهد عملية تفاوض لا زالت لم تخرج بأي نتيجة ملموسة سوى فضيحة تكشف اجرام بشار السد، أما ثالثها تدوال اسم منطقة يبرود في الاعلام اللبناني على أنها المصدّرة للسيارات المفخخة. أما عن آخر مستجدات تعنت النظام.. مسيرة في النبك مؤيدة له، وقدم مدير المركز الإعلامي في القلمون وعضو الهيئة العامة للثورة السورية معلومات عن هذه المسيرة وحقيقتها، بالقول لموقع "14 آذار": "أجبرت قوات الأسد الموظفين الحكوميين وطلاب المدارس في مدينة النبك على الخروج بمسيرة مؤيدة للنظام كي يظهر أنه يتمتع بالحاضنة الشعبية، علماً أن قوات الأسد دخلت المدينة منذ حوالي الشهرين بعد عمليات عسكرية شرسة جداً بمساندة قوات من حزب الله وميليشيا لواء ذو الفقار العراقي الشيعية وارتكبت مجازر ي حق المئات من اهالي المدينة الذين قضوا ذبحاً وحرقاً على أيدي تلك القوات، لتخرج المسيرة اليوم ولسان حال الأهالي يقول دمرت مدينتنا وذبح أطفالنا كي نهتف "لبيك يا أسد".

7 كلم من أصل 106

وقال القلموني: "منذ شهرين، بدأ النظام بعملية عسكرية واسعة النطاق في القلمون، استبقها بتضخيم اعلامي واتبع سياسة "القضم" ووصلت إلى حد السيطرة على 7 كلم فقط من أصل 106 كلم وهو اجمالي منطقة القلمون المحررة لتتوقف بعدها العمليات العسكرية ويعود الجيش الحر لاستلام زمام المبادرة في العمليات العسكرية، اذ لا يزال الثوار يحتفظون بفائض من القوة العسكرية والذخائر تسمح لهم بأن يمتلكون زمام المبادرة على عموم الجبهات وتؤمن لهم مقومات الصمود".

وتوقف عند ما أطلق عليه "تشويه صورة مدينة يبرود"، بعدما اعتبر "حزب الله" في أكثر من مناسبة أنها "الهاجس الأكبر له، وأن هذه المنطقة مصدر الخطر لعمقه اللبناني ما اعتبره ضوءاً أخضر للتدخل في معارك القلمون"، لكن القلموني يشدد على أنها "مجرد ادعاءات للحزب، إذ تنبأت التقارير التي سربتها صحيفة الوطن السعودية منذ حوالي اربعة أشهر ان الحزب سيفتعل تلك التفجيرات ليشير بأصابع الاتهام الى منطقة القلمون ويبرر تدخله في معاركها".

راهبات معلولا

أما في شأن جديد قضية راهبات معلولا، فأكد أن "المفاوضات مستمرة وكان آخرها التفاوض مع الوفد القطري الذي قال أنه سيقوم بوساطة مع نظام الأسد لإخراج معتقلات من السجون مقابل الإفراج عن الراهبات وتسليمهم لمنظمات دولية ولم يرد النظام على هذا الأمر"، وكشف القلموني لموقع "14 آذار" عن أن "النظام حاول استفزاز جبهة النصرة التي تولت مسؤولية حماية الراهبات والتفاوض حول مصيرهن، حيث ورد في اتصال جميل حسن قائد جهاز المخابرات الجوية التابع لنظام الأسد قوله: "اقتلوهن.. ماذا تفعلون بهن حتى الآن" وهو دليل على استهتار نظام الأسد بمصير الراهبات وتأكيد حصوله على مكاسب مقابل التفاوض لإطلاق سراحهم".

 

القاعدة: لا صلة لنا بالدولة الاسلامية في العراق والشام

وطنية - اعلنت "القيادة العامة" لتنظيم القاعدة في بيان منسوب لها نشر على الانترنت، ان "لا صلة لها بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروف بداعش". وجاء في البيان الذي نقلته مؤسسة سايت المتخصصة في رصد المواقع الاسلامية "تعلن جماعة قاعدة الجهاد انها لا صلة لها بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تستشر". اضاف البيان :"ان التنظيم الذي ينشط في سوريا والعراق والذي تتهمه المعارضة السورية بالعمل لحساب نظام الرئيس بشار الاسد ليس فرعا من جماعة قاعدة الجهاد، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها". وكان زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري دعا الشهر الماضي في رسالة صوتية نشرت على الانترنت الى وقف القتال بين "اخوة الجهاد والاسلام" في سوريا، وذلك بعد احتدام القتال بين الفصائل المعارضة.

 

الإيرانيون والإسرائيليون في لقاءٍ واحد وجهاً لوجه !! 

العربية/ ظهرت أول صورة لاجتماع ضم مسؤولاً إيرانياً وآخر إسرائيلياً مكشوف وعلني واضح، وتم التقاطها الأحد الماضي في جلسة على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، وفي أسفلها إلى اليمين يبدو وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، ومقابله إلى اليسار جلس مستمعا وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون. ومع أن من عادة الإسرائيليين الخروج من أي مكان يظهر فيه أمامهم مسؤول إيراني، كالإيرانيين الذين كانوا يقومون بالشيء نفسه أيضا طوال عقود، إلا أن يعالون لم يغادر القاعة وظريف يتحدث فيها، ولا شعر وزير الخارجية الإيراني بالحرج أيضا من وجود الوزير الإسرائيلي مقابله تماما. مع ذلك سبق أن جرت لقاءات غير مباشرة بين إسرائيليين وإيرانيين، واحد منها كان العام الماضي أثناء مؤتمر عن السلاح النووي في الأردن، لكنها المرة الأولى التي نرى فيها صورة عن لقاء غير مباشر جمع الطرفين في قاعة واحدة. ويبدو أن انتهاز الفرصة كان سهلا على مصور إسرائيلي اسمه أرييل هيرموني، وهو من صحيفة "يديعوت أحرونوت" على ما يبدو، فالتقط الصورة للمشهد من مكان مرتفع عن أرضية القاعة، ربما كي لا يلاحظه أحد، وإلا لكان التقط غيرها عن قرب، أو لأنه أرادها جامعة للوزيرين معا، ولم يجد إلا زاوية فوقية.

 

وفاة نجل المعارض البارز فايز سارة تحت التعذيب في سجون نظام الاسد

وكالات/توفي الشاب وسام سارة، نجل عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض فايز سارة، بسبب تعرضه للتعذيب أثناء اعتقاله في احد سجون النظام السوري بدمشق. و اعلن المكتب الاعلامي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وفاة وسام فايز سارة في السجن تحت التعذيب. وكتب فايز سارة من جهته على صفحته على “فيسبوك” في نعي لابنه “بعد كل ما اصابنا واصاب شعبنا من قتل واعتقال وتشريد وتدمير وتهجير، اخبرونا اليوم انهم قتلوا وسام تحت التعذيب في فرع الامن العسكري بدمشق بعد شهرين من اعتقاله في دمشق”. واضاف “بهذا، انضم وسام الى قافلة شهداء سوريا شابا في السابعة والعشرين من عمره وهو اب لطفلين”. وتابع سارة “وسام في ثورة السوريين كان واحدا من شبابها الاوائل، خرج متظاهرا وناشطا في الاغاثة مع اخوته ضد الدكتاتورية مثل كل السوريين الراغبين بحياة افضل توفر الحرية والعدالة والمساواة لكل السوريين”. ووصف ابنه بانه كان “مناضلا سلميا”، مشيرا الى انه اعتقل مرة اولى مع شقيقه الاكبر بسام في ربيع 2012، وافرج عنهما لاحقا. ثم اعتقل في كانون الاول 2013، وتم تعذيبه حتى الموت”. وجاء تعليق فايز سارة تحت صورة لابنه الشاب وقد بدا ملتحيا يرتدي كنزة زيتية مقلمة بالاسود. وفايز سارة هو مسيحي مقيم حاليا في تركيا، وعضو في الهيئة السياسية للائتلاف المعارض منذ آب 2013. اعتقل لمدة عامين في أواخر السبعينات لنشاطه في الجماعات اليسارية، كما اعتقل مرتين لاحقاً، الأولى في العام 2008 بصفته عضوا في المجلس الوطني لإعلان دمشق حيث أمضى مدة عامين ونصف بموجب حكم قضائي، والثانية لمدة شهر في أعقاب انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد في العام 2011.

 

مقالات

 

إيران.. وماذا عن المحرقة السورية

طارق الحميد/الشرق الأوسط/

يقول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة تلفزيونية مع محطة ألمانية على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ، إن المحرقة النازية بحق اليهود كانت «مأساة وحشية مشؤومة ينبغي ألا تتكرر أبدا». حسنا، ما الذي ستضيفه هذه التصريحات لأمننا؟ وكيف تُجنّب منطقتنا تكرار تلك المحارق؟ المؤكد أن أهمية تصريحات ظريف هذه لا تكمن في بعدها الأخلاقي، أو الإنساني، وإنما هي ورقة سياسية تفاوضية تستخدمها إيران الآن لتقول للمجتمع الدولي إن نظامها الحالي مختلف تماما عن نظام أحمدي نجاد الذي أنكر حصول المحرقة. ولذا فإن السؤال للوزير والنظام الإيراني هو: وماذا عن المحرقة التي تحدث أمام أعيننا الآن من قبل نظام الأسد بحق السوريين؟ ماذا عن الصور الأخيرة الموثقة لتعذيب آلاف السوريين بطريقة وحشية تشبه ما حصل في «الهولوكوست» من قبل نظام الأسد، والتي تعتبر جريمة من جرائم الحرب؟ وماذا عن استخدام الأسد للكيماوي ضد السوريين؟ وماذا عن القنابل الحارقة التي يلقيها الأسد يوميا على السوريين؟ وماذا عن الحصار والتجويع، ورغم كل ذلك يحظى الأسد بدعم غير محدود من قبل إيران التي تتأسف اليوم على المحرقة النازية بحق اليهود؟ فهل علينا الانتظار حتى تقر إيران بما يحدث بسوريا بعد عقود، وتتأسف كما تأسفت الآن على اليهود؟ كيف يمكن أن يصدق المجتمع الدولي بعد كل ذلك الإدانة الإيرانية للمحرقة التي وقعت بحق اليهود، بينما تؤيد طهران الأسد الذي يرتكب كل يوم محرقة جديدة بحق السوريين؟ بل السؤال هنا أيضا: من الأَولى بالتطمين الإيراني الآن.. العرب، وتحديدا السوريون، أم المجتمع الدولي، واليهود الذين قال عنهم ظريف في نفس المقابلة إنه ليس لدى إيران «شيء ضد اليهود، ونكن أكبر احترام لهم داخل إيران وفي الخارج»؟ فإذا كانت مشاعر إيران هذه صادقة تجاه اليهود، وتمثل بعدا أخلاقيا لدى النظام الإيراني الحالي، فمن باب أولى أن تكون المشاعر الإيرانية هذه أصدق تجاه السوريين، وعلى إيران أن تباشر بإدانة جرائم الأسد التي تمثل إحدى أبشع جرائم عصرنا هذا. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن على عقلاء إيران، مثلا، أن يتأملوا واحدة من عجائب هذه المنطقة، فإذا كان تنظيم القاعدة الإرهابي يصدر بيانا، مثلما فعل بالأمس، ينفي فيه علاقته بـ«داعش»، ويقول إنه «لا صلة له بجماعة (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها، ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها، ولذا فهي ليست فرعا من جماعة قاعدة الجهاد ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها» - فألا يكون من الأولى أن تصدر إيران الآن بيانا مثل بيان «القاعدة» هذا لتدين فيه الأسد وجرائمه بحق السوريين، حتى يمكن بعده تصديق مشاعر إيران تجاه المحرقة النازية، وخصوصا أن الأقربين أولى بالمعروف؟

 

حزب الله يستقدم شيعة يمنيين إلى لبنان...لماذا؟  

 موقع 14 آذار/طارق نجم

لم يعد حزب الله يخفي ما يقوم به من أدوار إقليمية نيابة عن جمهورية الولي الفقيه في إيران، ولأنّ الأثر يدل على المسير، فآثار الحزب وبصماته منتشرة على ميادين القتال من العراق إلى اليمن وصولاً إلى سوريا. وما كان ولوج حزب الله الى وسط الصراع اليمني الداخلي إلا عينة ترجمها بشكل مكّبر وموسّع وأكثر شراسة في الصراع السوري. ويوم وقف الى جانب الحوثيين من منطلقات مذهبية واستراتيجية، كان يعمل كأداة للإسناد والتدريب والإعداد. الآن بات حزب الله يستخدم لبنان منصة لأطماع إيراني حيث يؤآزر اليمنيين المعارضين من جماعة الحوثي بالطبع، وكذلك من دعاة الإنفصال أمثال علي سالم البيض (الرئيس السابق المقيم في لبنان) والذي نقل معه القناة الفضائية التابعة له المسماة "عدن لايف" لتبث من الضاحية الجنوبية المحسوبة على حزب الله. وقبل شهرين، أعرب وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي عن استيائه بسبب الدعم الذي يقدمه حزب الله لرئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال، وذلك لا يخدم مصلحة العلاقات بين اليمن ولبنان. لكن الأمر لا يقتصر على هذه القناة. فقد أشارت تقارير صحافية يمنية الى وجود قناتين يمنيتين تبثان من جنوب لبنان تعمل لصالح الحوثيين، حيث تحولت مقرات هذه المحطات إلى مقرّات تدريب لليمنيين القادمين الى لبنان. إحدى القناتين هي قناة المسيرة والتي تنقل أخبار الحوثيين وتعمل على نشر فكرهم وطاقمها من اللبنانيين واليمنيين الشيعة. أما الثانية فهي قناة الساحات التي تعمل باشراف أحد المسؤولين في حزب الله وتنتجه نهجاً مشابه لأختها خصوصاً أنّ جميع العاملين تلقوا تدريباتهم في "المنار".

وتشير المعلومات الصحفية اليمنية إلى أنّ هذه المحطات تقدم رواتباً عالية نسبياً للاعلاميين اليمنيين إلى جانب توفيرها للسكن وبعض المنح الدراسية لهم في الجامعات التي يسيطر عليها حزب الله، وبالتالي فهي مدعومة إيرانياً حيث يشكل الجنوب اللبناني بقعة آمنة للمخططات التي قد تستهدف اليمن في ظل الإجرآت الرقابية في اليمن والتي تمنع وجود هذه القنوات.

وتتحدث مصادر أمنية عن ازدياد عدد القادمين اليمنيين الى لبنان والذين ارتفعت أعدادهم بشكل مضطرد حتة وصولوا الى الآلاف في فترة بسيطة من خلال حصولهم على تأشيرات دخول قصيرة الأمد بعضها يمتد لبضعة أشهر وبعضها اطول على أنّ أكثرهم من الشيعة اليمنيين. وإذ تشير الترجيحات أنّ البعض يعمل في مجال الإعلام الذي يشمل تلقزيونات ومجلات ومواقع الكترونية ووكذلك في الحراك السياسي الذي ذكرناه آنفاً، فقد ربطت هذه المصادر ظاهرة تزايد المسافرين اليمنيين الى بيروت بما نقل عن تدريبات عسكرية يتلقاها الحوثيون في لبنان. فقد وصلت مجموعات من الحوثيين الى اليمن بعيد تلقيها تدريبات عسكرية فى معسكرات حزب الله تحت إشراف الحرس الثورى الايراني فى جنوب لبنان حيث اكتسبت خبرات قتالية متقدمة على يد من المختصين بعيداً عن الأراضي اليمنية حيث السلطة باتت تراقب معسكراتهم بشكل أكبر وترصد تحركات نقلهم للسلاح هناك.

لا ريب أن حزب الله يحضّر الحوثيين ليكونوا نسخة عنه في اليمن مساهماً في التمدد الفارسي من خلال دول حوثية في شمال اليمن وهم الذين بدأوا بتنظيم صغير في العام 1992 وتلقوا الدعم الإيراني ليخوضوا الحروب ضد اليمن وكذلك السعودية طول العقد الماضي. ولا تستبعد بعض المصادر الأمنية أن يستخدمهم حزب الله في القتال داخل سوريا ضد الثوار المعارضين لنظام بشار الأسد، من أجل تدريبهم ضمن معارك حقيقية من جهة ولتخفيف نسبة القتلى الذين يسقطون في مواجهة الثورة السورية وربما في مواجهة داخلية لبنانية.

 

نتحالف مع قاتلنا ضد قاتله

محمد سلام

كل ما يطرحه حزب السلاح على اللبنانيين السياديين المتهم بقتلهم والمشاركة في قتلهم يُختَصَر بفكرة واحدة: "نحن قَتَلَتُكُم نُريدُكم أن تتحالفوا معنا ضد من يقتلنا." أسخف ما في هذه المسخرة الوقحة هي أن بعض السذّج السمجين  "يتفكّرون" في "جدواها ... وطنياً". زعيق حزب السلاح القاتل سببه إنكشافه وبيئته على آلة القتل التي كان إستخدمها ومحوره الممانع  حصرياً لتصفية السياديين اللبنانيين منذ اغتيال الرئيس رينيه معوّض يوم ذكرى الاستقلال في 22 تشرين الثاني العام 1989  وحتى إغتيال الدكتور محمد شطح في 27 كانون الاول 2013 ... ولا يوجد أي مؤشر إلى أنه سيتوقف عن إستخدامها. نائب أمين عام حزب السلاح الشيخ نعيم قاسم كان صادقاً ولكنه لم يكن دقيقاً إذ قال بعد القنبلتين البشريتين اللتين إنفجرتا على سور السفارة الإيرانية إن "البلد صار مكشوفاً أمنياً." بالنسبة للسياديين اللبنانيين، أي الضحايا الذين لم يقتلوا أحداً، البلد مكشوف أمنياً منذ إغتيال الرئيس رينه معوض قبل 35 عاماً. وقبل ذلك أيضأ، لذلك كلام الشيخ نعيم قاسم غير دقيق.  لو توخى الدّقّة، والصدق في الدّقّة، لتوجّب على الشيخ نعيم قاسم القول إن حزبه وبيئته وشعبه صاروا الآن مكشوفين أمنياً على القنابل البشرية التي تستهدفهم لأول مرة بعدما  كانت قنابلهم وتفجيراتهم وحدها هي التي تقتل أبرياء لم يتهموا يوماً بأنهم قتلوا أحداً. كل السياديين اللبنانيين الذين قُتِلوا لم تتلطخ أياديهم بدماء أحد. كانوا مسالمين يعيشون في بلد مكشوف أمنياً للقتلة الذين لا يخضعون لأي مساءلة أو عقاب. والآن، عندما صار حزب السلاح مكشوفاً صار الشيخ نعيم يعتبر أن البلد مكشوف أمنياً.  في موازاة هذه الغطرسة في تصنيف "الإنكشاف" زعق حزب السلاح على الضحايا اللبنانيين، على ضحاياه من اللبنانيين، يريد من الذين قتل هو أهلهم وإستباح بيئتهم أن يتحالفوا معه ضد من يقتله....كي يعود ويقتلهم. هل يمكن وصف هذا الطرح بما هو أقل من مسخرة؟

 لماذا قد ترغب ضحية في التحالف مع قاتلها ضد من يقتله؟

 ببساطة. الضحية غير معنية بما يعاني منه جلادها.  والضحية، بما هي ضحية غير قاتلة، حتماً رافضة للتحالف مع جلادها ضد من يقتله. وهذه الضحية هي بصراحة ووضوح وشفافية وصدق وبكل وطنيّة غير معنية بالتحالف مع قاتلها حتى ضد من تعتبره الضحية عدوها، أي إسرائيل، لأن الضحية تعادي إسرائيل لحساب لبنان، فيما الحزب القاتل يعادي إسرائيل لحساب إيران ... كي يأتي رئيس إيراني إلى البحر اللبناني –كما أتى أحمدي نجاد إلى البر اللبناني في بنت جبيل- ويهدد إسرائيل لحساب إيران. الضحية اللبنانية السيادية غير معنية بتغطية قاتلها بالمطلق. فالضحية ليست هي من أرسلت قاتلها إلى سوريا ليمارس قتله للشعب السوري على الأرض السورية. فلماذا تطالب الضحية اللبنانية قاتلها بالإنسحاب من الأرض السورية؟ هل لتغطي إنسحابه، "وتمسح" له جرائمه على الأرض السورية؟  وإذا مسحت الضحية اللبنانية جرائم قاتلها على الأرض السورية، ألا تساهم في التهيئة لمسامحته على الجرائم التي إرتكبها بحق السياديين اللبنانيين على الأرض اللبنانية؟  الضحية اللبنانية السيادية ليست هي من طلبت من أعداء قاتلها أن يقتلوه. وليست هي من شجّعت أعداء قاتلها على قتله. والضحية السيادية اللبنانية ما زالت ضحية ولا تمارس القتل. فلماذا تقدّم لقاتلها خدمة التحالف معه ضد من يقتله؟  بل لماذا تقدم الضحية اللبنانية السيادية لقاتلها خدمة التعاطف معه ضد من يقتله؟  السياديون اللبنانيون لا علاقة لهم بالقتل إلا حيث هم ضحاياه. أما الصراع القائم بين الحزب القاتل ومن يقتله فلا يجب أن يكون للضحايا السياديين اللبنانيين أي علاقة به، لا لجهة تأييده أو لجهة رفضه، وحتماً لا لجهة التحالف مع قاتل السياديين اللبنانيين ضد من يقتله.

كل العناوين السياسية التي يزعق بها الحزب القاتل على جميع المستويات، أكانت حكومة جامعة، أم حكومة وحدة وطنية، أم حقائب سيادية مضمونها واحد: "أنا قاتلكم أريدكم أن تتحالفوا معي ضد من يقتلتي. كي أتفرغ لقتلكم"!!!

هي مسخرة تجسّد غطرسة القاتل الذي يأمر ضحيته بالدفاع عنه، حتى من دون أن يتنازل أخلاقياً ويطلب المغفرة ... ربما لأنه يعلم أن أحداً لن يغفر له.

 بل، ولنكن أكثر تحديداً، لأنه يعلم أنه لا توجد أي مرجعية روحية مسلمة سنيّة في الكون قادرة على الإفتاء بالمغفرة له، لأن مثل هذه الفتوى تناقض نصوص القرآن الكريم.

 وعندما نتحدث عن مرجعيّات روحية سنيّة فإننا لا نعني حتماً أصحاب العمائم المتورّمة، والذمم المثقوبة، والأعلمية الضامرة.

 

الاعتدال إن حكى (1)

الاعتدال ليس ضعفاً ولا يُردّ على التطرّف بالتطرّف

وسام سعادة/المستقبل

"الاعتدال" كلمة عادة ما تُستحسن في وجه الغلوّ والتطرّف. لكنها تتهَمُ في حيويتها.

أساساً كلمة "الاعتدال" بحد ذاتها تحوي نقطة قوّة ونقطة ضعف.

أمّا عن نقطة الضعف فهي حين يتبدّى "الاعتدال" بمظهر "الفاتر" بين السخونة والبرودة، و"الغامض" أو "الملتبس" بين وضوحين قصويين.

أمّا عن نقطة القوة فهي حين تعاد الكلمة إلى جذرها "عَدَلَ"، كمثل قولنا "عَدَلَ عن الطريق" أي حاد عنها، و"عدَل إليه"، أي رجعَ. هو جذر حركيّ بإمتياز، وعنه اشتقّ "العدل" وهو بحسب معاجم العرب الأساسية "ما قام في النفوس على أنّه مستقيم وهو ضد الجور"، ومن التعاريف أنّ "العدل هو الذي لم تظهر منه ريبة"، أي يرضى الناس بالإحتكام إليه ويرضون بتحكيمه في ما بينهم.

باستعادة القربى الإشتقاقية بين "الاعتدال" وبين "العدل" أو "العدالة" تعود نقطة الضعف نفسها لتصبح نقطة قوّة:

فالاعتدال هو انتصاف بين المتطرّفين، إنّما بغرض تحقيق الإستقامة وتوسّع نطاقها. يمكن طبعاً أن يكون الاعتدال توفيقياً، ووسطياً أنى دعت الحاجة، لكن يمكنه أن يكون أيضاً جذرياً، وبرنامجياً، بل هو يكتسب كل صفاته حين يكون كذلك: انتصاف بين المتطرفين وعدم وقوع في حبائل الغلو أياً كان نوعها، انما هو الاتزان من أجل اعداد العدّة لفرض معادلة الإنصاف والعدل، وهذا يعني بالدرجة الأولى لبنانياً، أن لا تستبد جماعة أهلية بأخرى، وأن لا تنكر الواحدة حق الجماعة الأخرى في الوجود الحرّ والعيش الكريم والمشاركة السياسية والإسهام في صنع الذاكرة الوطنية المشتركة، وأن لا تجنح الواحدة لانتحال صفة المتكلم بلسان الجماعة الأخرى، أو أن تهضم حق غيرها في التمايز والمشاركة بحجة أنها أعلم من الفئة الأخرى بمصلحتها.

والحال ان قسماً أساسياً من المشكلة مع "حزب الله" تكمن هنا، فهو ان كان لا ينكر التعددية اللبنانية بشكل مباشر، الا انه يتعامل مع الجماعات اللبنانية الأخرى على أنه أعرف منها بمصالحها هي، ويسعى جاهداً، ويائساً بالنتيجة، إلى فرض ارادته الانتدابية الوصائية على بقية الطوائف، مرة باسم "الوحدة الاسلامية" لفرض معادلته على السنّة، ومرة باسم "تحالف الاقليات" لفرض معادلته على المسيحيين والدروز والعلويين.

في المقابل، الاعتدال في نطاقه اللبناني لا يمكنه أن يعني أقلّ من التأسيس على الطبيعة الثنائية المسيحية - الاسلامية لهذا الكيان، وعلى كل ما من شأنه ابعاد اللبنانيين عن تكفير بعضهم بعضاً، أو "تنجيس" بعضهم بعضاً، أو ادعاء تمثيل طائفة منهم لطائفة أخرى، أو مسعى عزل كل طائفة على حدة، الأمر الذي يؤدي حينذاك إلى استبداد كل جماعة بأفرادها. الاعتدال هو الموازنة بين حقوق الأفراد وحقوق الجماعات، وفيما بين الجماعات، وهو الكيانية الميثاقية المتصالحة تماماً مع تعدديتها الذاتية وتمايزها المنتمي إلى محيطها، والتي تتفاعل فيه تحديداً مع كل من يقدّر لهذا التمايز اللبنانيّ حقّ قدره سياسياً وثقافياً واقتصادياً في المحيط العربي، اذ ليس الفيصل هنا ان يبحث أهل الاعتدال اللبناني عمّن يماثلهم في أفكارهم ومعاشهم من ضمن هذا المحيط، بل عمّن تنسجم مصلحته ومصلحتهم في الحفاظ على هذا الكيان - الرئة، الذي ان كان يلزم الاحتراس من النزعات الشوفينية التي تعظّم دوره فوق المعقول، إلا أنه ينبغي اطلاق سراح الاعتزاز الجميل بخواصه ومزاياه، وبصلته الحميمة، مع "حرّية" بعلية، جردية، قدر ما هي متوسّطية، عملية.

"الاعتدال" كلمة حيوية يمكن أن تتّسع لمنظومة أفكار وحساسيّات وتجارب ومبادرات تتمركز حول مفهوم "العدالة". هذا يعني لبنانياً، أنّ "الاعتدال" هو نقيض ذهنيات "الإستقواء" و"التسلّط" ومشاريع "الهيمنة" الفئوية، مثلما أنّه إظهار لما في هذه الذهنيات والمشاريع من حياد عن جادة السوية، واندفاع نحو المغامرات اللامحسوبة، التي ترتد في النهاية سلباً على كل الوطن، لكنّها أكثر ما ترتد فعلى الفرقة المغامِرة نفسها، وعلى الفئة التي نشأت ضمنها، وتسيّدت عليها، وقصّت أجنحة المناوئين لها فيها، لتحاول من بعد ذلك الطيران بجموح، وبلا أجنحة كافية، فوق بقية المجموعات، فتطير بعض الشيء ثم تهوي وتقع.

والاعتدال لبنانياً هو من زاوية معيّنة فاتحة قراءة نقدية للتاريخ اللبناني منذ قيام هذا الكيان وإلى اليوم. فنحن أمام كيان يحوي مفارقة كبرى. فأي استيعاب لمعطياته التعدّدية الدينية أو المناطقية أو لموقعه الجغرافيّ، لن يطالعنا الا بنتيجة واحدة: هذا البلد لا يحكم بسيادة منطقة فيه على أخرى، وطائفة منه على أخرى، بل أنّ مشاريع من هذا القبيل لم تقمْ إلا بسلب عموم البلد سيادته، بل تهميش منسوب تقرير اللبنانيين لشؤونهم أكثر فأكثر.

في الوقت نفسه، فإنّ هذا البلد لم تهدأ فيه النزعات المتطرّفة والمصابة بجنون العظمة منذ العقود الأولى لتأسيسه. فهذا يكابر على الجوار والمحيط، وذاك يكابر على الداخل نفسه. هذا يتأثّر بهذه المنظومة التوتاليتارية أو تلك، وذاك يجحد بـ"الديموقراطية الطائفية" اذ يقارنها، خبط لصق، بالديموقراطيات الليبرالية الغربية، بالقفز عن كل سياق تاريخي وحضاري، فيجحد بما حقّقه اللبنانيّون من تجربة اختلاط وتخليط وحرّيات حقّها.

هي مفارقة كبرى. الكلّ في ساعة روية سيقول لك أن هذا البلد لا يحكم بالإكراه والغلوّ والتطرّف والإستقواء والقهر والكيد والكراهية، ولا بمغامرة لا تتناسب مع حجمه، ولا بجحود ينكر من الأصل حيوية البلد ودوره والآفاق المتاحة أمامه. مع ذلك، لم تتوقف التناقضات الداخلية، معطوفة على التبدّلات الإقليميّة، من افراز مشاريع تطرّف واستقواء، كما لم تتوقف المغامرات غير المحسوبة بل زادت، ولم يتوقف الجحود بلبنان والحطّ من قدره ومن شأن بنيه والتراث التكويني لهويته الوطنية بل زاد.

التطرّف الجامع

واليوم، فما نراه ان كلّ ما زاد اجتمع: المنظومة نفسها التي تسمّي نفسها أو نسمّيها ممانعة، والتي يقودها داخلياً "حزب الله" وأشياع النظام السوري من حوله، إنّما تجتمع فيها كل نقائض الاعتدال اللبناني دفعة واحدة: هي أولاً تمضي في مشروعها الفئوي التغلّبي على اللبنانيين الآخرين، بشكل لا يقارن بأي مشروع تغلّبي سابق، وهي ثانياً تمضي في انعزالها الداخلي، لإنشاء مجتمع منفصل، ومتغلّب بانفصاله، عن سائر المجتمع اللبناني. وهو مجتمع منفصل، بأيديولوجيا تعبوية خلاصية متطرّفة، وبما يؤدي إلى افراز مشاريع "مجتمعات مقفلة" أخرى، بارتدادات غريزية إلى "سياسات الهوية الأولى" وإلى التسابق على الغلوّ، وإلى فرز الناس بين "أشرف الناس" ومن دونهم منزلة، فيردّ عليهم بقلب المعادلة نفسها رأساً على عقب من طرف الفئة الأخرى، وهكذا.

وثالثاً هو نفسه المشروع المغامر بما لا طاقة للبلد الصغير، وللتعدّدية الكبيرة فيه، على احتماله. فزمن تأسيس امبراطورية عالمية انطلاقاً من قبيلة واحدة قد ولّى منذ قرون بعيدة. الا أنّ "حزب الله" يتصرّف كمغامر امبراطوريّ. خلية في مصر، وميليشيا يدرّبها في شمال اليمن، وعلاقة لوجستية بينه وبين "تنظيم القاعدة" في العراق، وعملية تفجير في بلغاريا، تذكّر بغزوة سابقة في بيونس ايرس الأرجنتينية. لكن كل ذلك لا يقارن بالمغامرة المذهبية الدامية الكبرى التي يتورّط بها الحزب ويورّط فيها شبابه وناسه واللبنانيين جميعاً في سوريا، ولا يقلّل من فداحة الأمر، بل كارثيته، وكابوسيته، رهان "حزب الله" فيه على المتطرّفين من الجهة المقابلة. فالتطرّف المذهبي المضاد لن يجعل منه فئة اعتدال، ولم يظهره إلى الحين غير فئة ماضية باندفاع شديد إلى تزخيم وتأجيج الفتنة .. هذه الفتنة التي تبلغ الذروة عندما يتوجّه طرف فيها لمن يخالفه بأنّ "الفتنة هي الآخر"، وعندما يعرّف نفسه بـ"أني أنا المقدّس" أمّا "أنت فتكفيري". هل يقاتل "حزب الله" التكفيريين في سوريا، أو يقاتل من يحسبهم كفاراً؟ احترنا!

ورابعاً، فإن هذا المشروع نفسه، الفئوي والمغامر، يتطرّف أيضاً لجهة جحوده بالكيانية اللبنانية، ويعامل البلد كما لو أنه بلد أجنبي بالنسبة إليه، وبدلاً من أن يحاول إغناء الوطنية اللبنانية المراكمة طيلة القرن الماضي فهو يسعى إلى ابطالها بالمطلق، في الوقت نفسه الذي يوزّع تهم العمالة والتخوين هنا وهناك، بشكل اعتباطي ومبتذل يتبدّل حسب خارطة تحالفاته، وتبعاً للتقية السياسية حيثما دعت الحاجة. هذا في حين يضرب المشروع نفسه معيار الوطنية ويعرف عن نفسه بصفة الطليعة التي تأخذ على عاتقها "أمّة رسالية"، وهذه في عرف منظومة الممانعة تبقى "أمة مبهمة"، ساعة تتلبّس "العروبة" وساعة تتطرّف في "الشعوبية"، وساعة ترفع راية "الاسلام" وساعة تعيد كل تاريخنا الحالي إلى واحدة من ترجيعات حرب الجمل وصفّين.

التطرّف العاجز

وفي وجه هذا التطرّف الجامع لشرائطه، ككونه فئوياً ومغامراً وعابراً للحدود ومتماثلاً مع نظام حاكم في دولة أجنبية وجاحداً بالكيانية والميثاقية وانتدابياً هيمنياً في علاقته مع مكونات المجتمع اللبناني، وايديولوجياً شمولياً لجهة التعبئة والعقيدة، يبرز التحدي بأن لا يكون الرد على التطرّف بالتطرّف. ففي مقابل جحود "حزب الله" بالوطنية اللبنانية، بالحريات العامة والخاصة، بالسلام كقيمة أساسية، بالتسامح والتنوير والاصلاح الديني، بالتراكم الثقافي والتعددية بكافة مندرجاتها، لا ينفع التطرّف المقابل، فهذا قد يزيّن لنفسه لبرهة أنّ الذئبية لا يردّ عليها الا بالذئبية، وان الاعتدال ضعف، وهذا يستند أساساً إلى كون الاعتدال اللبناني لم يستطع أن يثبت نفسه ويبلور طرحه ويجسّد برنامجه بالشكل الكافي بعد.

الاعتدال "حلم بالحُلم" بين اللبنانيين، بالرويّة والتأنّي. التفاتة إلى تعدّدية الأبعاد والمستويات في الواقع اللبنانيّ وعند استرجاع المراحل الماضية. هكذا، أقلّه، يفترض به أن يكون. لا يكون الاعتدال بتوهّم ان كل التاريخ اللبناني الماضي كان تاريخ نزعات تآخٍ وتسامح وتوازن واتزان واعتدال، ولا بتوهّم انّ كل الذي جرى هو تعاقب نزعات متطرّفة وذئبية، تنهش الواحدة منها لحم الأخرى، وتفرض لحظة غلبتها ثم يأتي من يخلعها. لا هذا الوهم ولا ذاك. فهذا البلد فيه من التناقضات ما جعل توالي مشاريع الاستقواء الفئوي يتواجه، وأحياناً كثيرة يتعايش، مع أشكال اعتدال متفاوتة في الوعي والخبرة والحظ، ويندرج ضمن ذلك كل مسعى كي يكون لبنان بلداً مثل سواه من البلدان المتصالحة مع كيانها ووجودها، والمشخّصة بشكل واقعيّ لأدوارها وامكاناتها، ومتطلّعة بشكل مدروس نحو الآفاق والطموحات التي من دونها لا يمكن أن ينال أي شعب في هذه الدنيا حقّه من "السعادة"، علماً أنّ "السعادة"، والتي كان يعبّر عنها ذات يوم ذلك الشعار التقدميّ جدّاً، والراهني تماماً "وطن حرّ وشعب سعيد"، انما من شروطها، تأمين مناخ من السويّة، ومن المصارحة والشفافية والهدوء، يستعيد فيها الخطاب السياسي بلاغته من بعد أن استبدّ به الابتذال والاسفاف، ويروّج فيه مجدّداً الخطاب الاقتصادي الاجتماعي الذي تعبّر فيه كل فئة عن موقعها ومصالحها ومخاوفها، من دون غوغائية ولا رُهاب، كما أنّه الإصلاح المطلوب في الخطاب الثقافيّ، ما يستدعيّ بالدرجة الأولى، ملاحظة الركود الذي وقعنا فيه.

منهاج تغيير لا محافظة

الاعتدال كي يكون اعتدالاً بحق يلزم أن يكون تغييرياً، ويمكنه حتى أن يكون جذرياً سواء في تشخيصه للمشكلات أو في اجتراحه للحلول، انما بشروط ثلاثة:

الأول أن النضال التغييري المعتدل ينبغي ان لا يلبس أي معركة كانت، سواء سياسية أو اجتماعية أو ثقافية لبوس ثنائية "الخير المحض في مواجهة الشرّ المحض". فحتى عندما يكون الخصم شريراً، ينكّل بالناس ويهدر طاقات المحسوبين عليه، بلا طائل، وجب عدم الوقوع في ما وقع فيه من شطط، كونه تصوّر نفسه على أنه الخير في ذاته، والحقّ المجسّد، والشرف الأعلى، فكان أن ظلم الآخرين مرة بمظلوميته، ومرة بانتصاريته، وما فعل في نهاية الأمر سوى أنه ظلم نفسه.

في هذا المجال بالتحديد ينبغي أن يعي ذلك اللبنانيّون الذين يواجهون اليوم تطرّف "حزب الله" بالدرجة الأولى، لكن أيضاً كل تطرّف آخر يناوئ تقاليدهم المتسامحة والشغفة بالحياة ومتعها وحرّياتها، وخلطتهم الجبلية - المتوسّطية، بحلوها ومرّها، وبكثرة المبالغات التي قد يفطر الناس هنا عليها. فهم اذا كانوا يواجهون هذا الحزب أو غيره من المتطرّفين، فليس لاستبدال تطرّف بآخر، وليس لادعاء تمثيل "الخير المطلق" و"الحق المطلق" في مواجهته، وانما من أجل بلورة المنظومة التي يسمح الارتكاز والاحتكام اليها بأن يتوقف كل الفرقاء عن الشعور بالغبن والحرمان والاستبعاد والمظلومية في وقت واحد، وهذه مفارقة مضحكة مبكية في لبنان، لكنها تكشف عن مشكلة عميقة.

والشرط الثاني للتغيير المعتدل أنّه ينطلق من معطيات الواقع ولا يكابر عليها، ولا يغامر في تعنيف هذا الواقع سواء بالتعامي الكلامي عنه، أو بالإجهاد الارادوي له. فأساس الاعتدال من الناحية الفلسفية، هو التنبه إلى ان "الخلق من عدم" ليس من صلاحيات الإنسان، بل الإله الخالق. وهكذا، فالاعتدال وان كان يتيح كفكرة، بل يحثّ على قفزات نوعية في اتجاه الاصلاح السياسي للنظام اللبناني، فإنه لا يمكن أن يفعل ذلك الا في ضوء الانطلاق من المحقّق، والمراكَم. ليس كل يوم يمكن انتاج نقطة ميثاقية اسلامية - مسيحية، وبالتالي ينبغي الانطلاق مما تحقّق في هذا المجال، حيث أنّ الحرب اللبنانية انتهت بميثاق تكمن القوة فيه بأنه نظر إلى هذا الكيان على أنه كيان اسلامي - مسيحي بامتياز، وجعل لذلك مدخلاً مهماً هو المناصفة، وكان أن عاد الارشاد الرسولي ليرفد هذه المعادلة بالقراءة المسيحية لهذه الميثاقية الاسلامية - المسيحية المنبعثة بعد الحرب، والتي بقيت تقضّ مضاجع نظام الوصاية السورية على لبنان إلى أن أجبرته على الجلاء الذي حاول عبثاً استباقه أو محاصرته لأجل الغاء مفاعيله، من طريق الاغتيالات المتسلسلة.

والشرط الثالث أنّ برامج المعتدلين التغييرية لا يمكن أن تكون مقفلة، بل تفترض المراجعة عتبة عتبة، ولا يمكن أن تجيب عن كل الأسئلة دفعة واحدة، ولا هي تعد الناس بالجنّة على الأرض، انّما تستعيد هذه البرامج، الهدف الذي حدّده عبقري علم السياسة الفرنسية في القرن التاسع عشر الكسي توكفيل بأنه ابتغاء تحسين مصالح وشروط عيش العدد الأكبر من الناس عند كل منعطف. وهذا ينبغي أن يكون مدخلاً على سبيل المثال، لا الحصر، لتدشين ورش تفكير حقيقية تعيد تقويم كومة الأدبيات السياسية الطموحة في العقدين الماضيين والتي تمحورت كلّها حول موضوع "بناء الدولة" أو "العبور اليها" في لبنان. لماذا لم يترافق هذا التراكم في الأدبيات وفي الانتظارات الا مع تراكم في أسباب وأشكال ومناحي تعطيل المؤسسات وتفريغها من محتواها، والاستهانة بالقوانين، واحلال "شريعة الغاب"، بل "شريعة اصبع التهديد"؟ هل فقط لأنّ "حزب الله" شكّل رأس حربة المشروع "المقاوم في الدولة" في لبنان، أو لأن الفكرة عن الدولة في معشر اللبنانيين الاستقلاليين والأحرار بقيت هلاميّة، ومجرّدة، ومثاليّة، ومنفصلة عن تاريخ الدولة الموجودة هنا وجوداً ناقصاً، بحيث سهّل ذلك على هذا الحزب الفئوي - الشموليّ المسلّح الانقضاض على مؤسسات وأجهزة وعلى دستور وقوانين الدولة الموجودة بالفعل، وان كان وجودها ناقصاً وجزئياً؟

لأجل ذلك، ومثلما أن في الاعتدال السياسي اللبناني عناصر محافظة لا مفرّ منها، ومنها الالتقاء مع عنصر أساسي في التفكير السياسي المحافظ - بالمعنى الغربي لكلمة محافظ - وهو ان المؤسسات السياسية ان فرط عقدها لا يمكن تأمين بديل عنها بشكل إرادوي وسريع، وبالتالي لا بدّ من صدّ كل تفريغ للمؤسسات وكل تعطيل، ولا بدّ من الهزء بكل دعوة إلى "التأسيس من الصفر"، فلا تأسيس الا على تراكم، والا كان التأسيس مغامرة، يدفع بها من يمتلك الآن سبب القوة المسلحة وقد لا يمتلكها غداً، فترتد المغامرة عليه وعلى الدائرة التي ينبثق منها ويدّعي تجسيده لمصالحها وطموحاتها.

الاعتدال القديم والاعتدال الجديد

قبل الربيع العربي لعام ، كان "الاعتدال" اسم مشترك لمجموعة من العواصم الاقليمية المواجهة لمنظومة الممانعة التي تقودها ايران، والحركات الراديكالية الدائرة في فلكها، والنظام السوري الذي بدأ ندّاً في تحالفه معها وانتهى تابعاً لها، والغلبة الفئوية التي جاءت بعد الاحتلال الأميركي تستبدل الغلبة الفئوية التي كانت قائمة في ظل "البعث"، وعموم دعايات المزايدة ضد منطق التسوية في الصراع العربي - الاسرائيلي.

وفي لبنان، شكّلت "قوى آذار" حلقة متميزة من هذا "الاعتدال العربي" وقتذاك، كونها كانت تمثّل ائتلافاً تعددياً يدافع عن الحدّ الأدنى من الديموقراطية اللبنانية في مواجهة الحد الأقصى من العدوان عليها من جانب "حزب الله" وحلفائه. التوفيق بين الطبيعتين "الديموقراطية" و"المعتدلة عربياً" للحركة الاستقلالية اللبنانية لم يكن بالأمر السهل. الاعتدال كان يفتقد ربيعه.

لكن الربيع العربي الذي جاء يزلزل الاقليم، ويكشف تصدّع المجتمعات في الأنظمة المنهارة، جاء ليخالف الصورة الوردية المشكّلة عنه في عامه الأول. فالانتقال إلى التعددية الدستورية، وإلى التداول السلمي على السلطة، لم يفرض نفسه الا بأشكال مراوغة، وهشّة، سرعان ما تنقلب إلى نقيضها. وهذا لا يقلّل حجّة الدستوريين - التعدّديين في لبنان والمنطقة، بالعكس تماماً، لكنه لا يعني أن الواقع يسير وفقاً لمشتهاهم، ما يدفعهم من ثمّ إلى وجوب الاعتدال هنا أيضاً، وعلى قاعدة نبذ تصوّرين: الصورة الوردية للربيع العربي، المتفائلة فوق اللزوم، والصورة الكابوسية عنه، المسخّرة عن قصد أو عن غير قصد لخدمة المقاومة الاستبدادية لهذا الربيع، وهي مقاومة عنوانها الأبرز اليوم نظام المجازر اليومية في سوريا.

طبعاً، ينبغي أن يبقى المعتدلون متمسكين بالتفاؤل، الا أنه التفاؤل الواعي، النقدي، المطمئن إلى ان الأمور لا يمكن ان ترجع بكليتها إلى الوراء، وانّ الشعوب التي خرجت تنادي بالحرية لن تسمح بأن تسلب ما حققته بهذه البساطة، لكنه التفاؤل الذي ينبغي ان يظلّ قلقاً، طالما ان مسيرة تكريس انتفاضات الحرية في نظم سياسية تعددية دستورية وفي سياسات اقتصادية واجتماعية تعالج الصدع في هذا المجتمع أو ذاك، ما زالت مسيرة لم تبدأ بعد، والاعتدال العربي الجديد يكون باطلاق هذه المسيرة ويطرح نفسه كسلسلة علاقات متوازنة، بين الدين والدولة، والمدينة والريف، والأفراد والجماعات، والمصالح الوطنية والقضايا القومية.

في مرحلة انكفاء المستعمرين، لم تتمكن النخب التقليدية من الحفاظ مطوّلاً على الهامش الليبراليّ والنكهة الكوزموبوليتية التي كانت تطبع المدن الرئيسية في المنطقة قبل عصر الانقلابات العسكرية، وهو ما يعود بشكل أساسي إلى عدم قدرة هذه النخب التقليدية على تمثيل سياسات تعمل على النهوض بحال العدد الأكبر من السكان، وبالذات أبناء الأرياف المختلفة. صعود العسكر، وفي مقابلهم الحركات الاسلامية، كان في جزء أساسي منه بسبب من ذلك. والحال أننا اليوم أمام مشكلة شبيهة نوعاً ما، طالما أن النخب الليبرالية التي أفرزتها العقود الأخيرة وبرزت في موجات الربيع العربي الأولى تبقى غير قادرة على الشخوص إلى الهدف الرئيسي لأي سياسة ديموقراطية حقيقية: تحسين مصالح وأرزاق وأنماط حياة العدد الأكبر من السكان بشكل متدرّج وتراكمي.

بسبب من تأخر انبثاق مناخ اعتدالي دستوري تعددي شعبي جديد في كل بلد عربي اثر موجات الربيع الأولى، كان أن أمسكت ثنائية "العسكر والاسلاميين" مجدداً بالرقاب، فيما غرقت الثقافة السياسية بين خيارين لا يبنى عليهما: شعبوية غوغائية توهم نفسها بأنّ "الجماهير هي الحل ليل نهار"، ونخبوية منعزلة وغير مستندة إلى قاعدة اجتماعية. الحركات الاسلامية وصلت من طريق الصناديق إلى سلطة - لم يكن قد تخلى العسكر عن عمقها - أظهرت كما تدلّ التجربة المصرية تحديداً زيف وعودها بالتحول إلى حركات ديموقراطية محافظة، ومعتدلة في انتهاجها لمنطق التداول السلمي على السلطة، فكانت أن عبّدت لنفسها طريق فشلها السريع والذريع ومكّنت أخصامها من خلعها، خصوصاً حين حاولت استخدام جهاز دولة ليست منه وليس منها ضد أخصامها.

الاعتدال الجديد الذي تنبغي المبادرة نحو اطلاق فكرته والجمع بين حساسياته المختلفة على امتداد الاقليم ينبغي أن يقرأ جيداً في هذه التجربة، مثلما ينبغي عليه ان يقرأ جيداً في "الاعتدال القديم" الذي رفعت لواءه يوماً الأنظمة التي سقطت بفعل الربيع.

كذلك الأمر، فالاعتدال الحقيقي لا يعني ابداً التطرف في مواجهة الحركات الاسلامية، ولا الانسياب في الموجة الشعبوية المقابلة لها. الاعتدال قدر ما يستلزم نقداً جذرياً لوقائع عجز الحركات الاسلامية، لا سيما المتحدرة من المدرسة الاخوانية، ونكوصها عن انتاج اعتدالها الذي وعدتنا به هي قبل سواها، فهو يستلزم نقداً جذرياً للنزعات الاستئصالية واللائكية المغالية، ولكل النزعات الشعبوية والبونابرتية، وكل من يدٌعي امتلاكه لشرعيات تامة، وحلول سحرية. ما نحتاجه في كل بلد هو النظرة العادلة إلى مكوّناته، واقرارها على ما هي عليه، ووصفها بالشكل الملموس، من دون نظرة تحصر نفسها في المدينة دون الريف، وفي القسم المتغرب ثقافياً من المجتمع دون القسم التقليدي او الاحيائي دينياً واجتماعياً أو العكس، ولا تكابر على التعددية سواء كانت لسانية أو مناطقية او دينية او مذهبية، وتنصف الجماعات كما الأفراد، ولا تغفل راهنية النضال من أجل تحقيق السيادة الوطنية ليس فقط سياسياً بل أيضاً اقتصادياً وحضارياً.

في الأمر أفق طوباوي خلاصي بلا شك. لكن بمجرد ان يبدر هذا الافق الطوباوي الخلاصي من الجرأة على تسمية التعددية الموجودة عينياً والواقعية بأسمائها وكما هي تُفصح عن نفسها، وعلى عدم استبعاد فئة لأي عذر أو ذريعة كانت، فان الاعتدال يصير بمثابة الفكرة المحرّضة على تحويل مثالات العدالة إلى برامج سياسية، جذرية ومتدرّجة في آن: جذرية ليس لأنها تدعي امتلاك الحقيقة او امتلاك الحل، بل لأنها تقرّر بأن الحقيقة هي حقيقتنا سوية، والحل لا يفرضه فريق على آخر، بل يصنعه فريقان عندما يتفقان على الاهتداء إلى ثالث يحكم بينهما، وهو القانون، وعلى رأسه قانون القوانين ورأس هرمها: الدستور.

منذ عندما أعلن الدستور العثماني، وتشكّل "مجلس المبعوثان"، كنتيجة لتراكم الاصلاحات أو "التنظيمات" العثمانية وإلى اليوم، لا تزال الفكرة الدستورية تناضل في مواجهة نفاتها، والمتحايلين عليها في هذه المنطقة. المعتدلون هم الدستوريون، أو اذا شئنا استعادة تعابير الثورة الايرانية لعام هم "المشروطة" في مواجهة "المستبدة". اليوم أيضاً هذا هو التحدي: الصراع بين أنصار وأعداء "التنظيمات" في الفترة العثمانية المتأخرة هو صراع الراهن العربي بين دستوريين - تعدديين يعرّفون اعتدالهم اذاك بالايجاب، وبين متطرفين ليس لهم أي ايجاب يعرّف عنهم لأنهم يتشاركون، من أي خلفية أتوا، في النزوع إلى العدم. الاعتدال وجود.

 

"الجامعيون المستقلون": السيد عدنان السيد حسين مُعادِ لحرية الكلمة والشفافية وانتقدوا تعاطيه مع قضايا الجامعة على طريقة "العرّاب" وجمع الأزلام

المستقبل/اوضح لقاء الاساتذة الجامعيين المستقلين في "الجامعة اللبنانية " أنه اصبح مفهوماً ومكشوفاً أن رئيس الجامعة عدنان السيد حسين يسعى الى كم الافواه وقمع الحريات والتعبير عن الرأي الحر المستقل في الجامعة من خلال سعيه الى شراء ضمائر بعض الاعلاميين التربويين، مشددا على أن هذه الخطوة ستبوء بالفشل. وأبدى اللقاء في بيان أصدره عقب اجتماع ضمّ أساتذة من جميع فروع الجامعة بحضور اللجنة الإعلامية "ثقته بالإعلاميين التربويين في الصحف اللبنانيّة وبأن كل فرد منهم هو "النهار" للحقيقة و"السفير" لصوت الذين لا صوت لهم، و"الأخبار" للصوت الحر وهو " اللواء" للحق والعدالة " وهو "المستقبل" الافضل للأجيال القادمة وغيرهم".

واعتبرأنه " من آخر انجازات رئيس الجامعة الاصلاحية والتي تبدأ بخطوة كم الافواه وقمع الحريات والتعبير عن الرأي الحر المستقل في الجامعة خطة بدأ بتنفيذها انطلاقا من عدائه لحرية الكلمة والشفافية".

أضاف البيان: " شكّل رئيس الجامعة لجنة اعلامية برئاسة عميد كلية الاعلام وبعض المنتفعين، مهمتها وضع خطة للتصدي واستيعاب المواقف التي تكشف عن خرق القوانين وعقد الصفقات والمناقصات المشبوهة التي تجريها ادارة الجامعة مركزيا عبر المسؤول عن المناقصات الذي صودف أنّه أحد أقرباء الرئيس".

واوضح أنه "بناء على توجيهات رئيس الجامعة وضعت اللجنة لائحة بأسماء الاعلاميين التربويين في الصحف لدرس كيفية التعامل معهم، كل على انفراد، على خلفيّة قدرته على شراء الذمم واستنادا الى مقولة يرددها في محافله دون وجل او خجل ودون تقدير للاساءة المعنوية والشخصيّة التي ستلحق بهم من جرائها، وهي انّ " كل واحد وإلو سعرو"، مشيرا الى ان " رئيس الجامعة قام بالاتصال وبزيارة بعض أصحاب الصحف والقيّمين عليها لوضع حد لكل ما قد ينشر من مواقف نقدية لاحوال الجامعة والتجاوزات التي تحصل فيها وحصر ما ينشر عن الجامعة بالبيانات التبخيرية من قبل "شعراء البلاط " فقط بحجة عدم نشر غسيل الجامعة في الخارج وبناء عليه بدأ رئيس الجامعة بالتباهي أنه استطاع ان يخاطب بعض اصحاب الصحف باللغة التي يستسيغونها وأمن بذلك تدخلهم لدى الاعلاميين التربويين العاملين لديهم، حسب قوله وادعاءاته".

وأشار البيان إلى أنه "منذ نحو الشهرين بدأ رئيس الجامعة يتحدّث بكل ثقة أنه استطاع ان يدجّن الاعلاميين التربويين في معظم الصحف انطلاقا من الخطة التي وضعها مع لجنته الاعلامية؛ أمام هذا الواقع المرير والمحزن الذي تمر به الجامعة في عهد رئيسها الحالي الذي نتمنى منه الاستقالة الطوعيّة حفاظا على ما تبقى لديه من مصداقيّة تكاد أن تصبح مفقودة، يأسف الأساتذة الجامعيون المستقلون لمستوى الاداء الذي لا يليق برأس الهرم في الجامعة إذ إن قضاياها لا يمكن التعاطي معها على طريقة " العرّاب" الذي يجمع حوله الازلام والمنتفعين والمستشارين المبخرين، فهذا إذا دلّ، إنما يؤكد درجة الانحدار الذي وصلت اليه شبكة علاقات المصالح والمنافع المتبادلة القائمة بين أصحاب القرار في الجامعة ولوبي المناقصات والتلزيمات الاحتكاريّة، هذا اللوبي المحظي بتغطية سياسيّة معروفة وهكذا أصبحت ثقافة عقد الصفقات والمناقصات المشبوهة وخرق القوانين التي تغطيها " لجان قانونية" غير قانونية المهام تبرّر نهب المال العام بإستشارات غب الطلب، هي السائدة، وتساءل المجتمعون عن أسباب تلكؤ النيابة العامة المالية عن التحرك ووضع يدها على ملفات الفاسدين والمفسدين في الجامعة على الرغم من وجود عشرات التقارير والمقالات التي تشير بالاسماء الى المرتكبين وهي بمثابة إخبار ولم تحرك ساكنا حتى تاريخه".

وختم البيان: "إزاء هذا الواقع، يصبح مفهوماً ومكشوفاً، سعي رئيس الجامعة الى شراء ضمائر بعض الاعلاميين التربويين، الذي بإعتقادنا الراسخ أنه سيبوء بالفشل، فهم كانوا وسيبقون المدافع الشرس بسلاح كلمتهم عن قضايا الجامعة الوطنية ونضال اساتذتها، وعن ضرورة الحفاظ على مستوى ممارسات القيّمين عليها لجهة النزاهة والشفافيّة والدور الذي يرقى ويليق بجامعة الوطن وكشف المرتكبين بحقها أيّاً تكن مواقعهم وانتماءاتهم وتغطيتهم السياسيّة وغير السياسيّة".

 

 

"لوموند" من الناقورة: هدوء قلق بانتظار حرب لا مفرّ منها مع حزب الله

خاص بـ"الشفاف"

تبدو العوّامات مصفوفة في خط مستقيم في الأفق، على بعد ٥ كيلومترات. وهي تشكل علامات الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، التي تشكّل إمتداداً دقيقاً للحدود البرية بين البلدين، التي تنتهي لجهة الغرب في نقطة "رأس الناقورة". ويمكن، من الشاطئ، مشاهدة زورق دورية للبحرية الإسرائيلية مهمّته فرض احترام حظر الإقتراب إلى أقل من ٥٠٠ متر من العوّامات.

إن الخطر حقيقي. فحسب مصادر أميركية رسمية نقلت معلوماتها جريدة "وول ستريت جورنال" في ٢ يناير، فإن حزب الله تسلّم، من سوريا، مكوّنات صواريخ روسية مضادة للسفن من نوع "ياخونت". بالمقابل، أكّد لنا مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى أن حزب الله لا يمتلك بعد تلك الأسلحة المتطورة. ولكن الدول اليهودية صرّحت علناً أن امتلاك مثل تلك الأسلحة لن يكون مقبولاً.

وكانت إسرائيل قد قصفت مخازن عسكرية تقع في مطار اللاذقية، في شمال غرب سوريا، في تموز/يوليو ثم في ت١/أكتوبر ٢٠١٣، بغية تدمير صواريخ "ياخونت" كان مقرّراً نقلها لحزب الله. وأفادت الصحافة اللبنانية أن الطيران الإسرائيلي أغار مجدداً على اللاذقية في ٢٦ ك١/ديسمبر الماضي.

"أنظروا، كل شي هادئ"، قال اللفتنانت كولونيل يوغيف بارشيشيت، وهو يشير إلى البحر الخالي من أي حركة وإلى الأراضي اللبنانية، "ولكن هذا الموقع يمكن أن يتحوّل إلى منطقة حربية في غضون ثوانٍ". وكان جندي إسرائيلي قد قُتِل في يوم ١٥ ديسمبر على يد قنّاص من الجيش اللبناني، على مسافة قريبة من هنا. وفي ٢٩ ديسمبر، أطلق الجيش الإسرائيلي صلية قذائف مدفعية ردّاً على إطلاق ٤ صواريخ ضد الأراضي الإسرائيلية، كما وجّه تحذيراً إلى الحكومة اللبنانية.

ولمراقبة هذه المنطقة البالغة الحساسية، يعتمد الضابط الإسرائيلي على حوالي ١٠٠ جندي وعلى معدات مراقبة إلكترونية. وفي آخر نقطة التفتيش الإسرائيلية، هنالك حاجز حديدي يسمح بدخول المنطقة الخاضعة للقوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدة ("اليونيفيل") والمكلّفة بفرض حالة الهدنة في جنوب لبنان منذ العام ١٩٧٨. وعلى جانبي الموقع الإسرائيلي، هنالك ممرّ مزروع بالألغام عرضة ٤ أمتار ويمتدّ على امتداد الحدود بين البلدين.

إن العسكريين الإسرائيليين يلتقون زملاءهم اللبنانيين ثلاث مرات في الشهر، بحضور ضباط "اليونيفيل". وينقل الإسرائيليون إلى اللبنانيين كل التحركات التي يقوم بها مقاتلو حزب الله ولكن بدون أن تساورهم أوهام حول النتيجة. وقال لنا اللفتنانت كولونيل يوغيف بارشيشيت أن "الجيش اللبناني يرغب في أن تظل الحدود هادئة، وهو يقوم بعمل جيد على العموم، ولكنني أشك في أن يكون لديه أي سلطة على حزب الله".

وأضاف: "حينما نشاهد أربعة "رعاة" ومعها ماعزتان على مسافة قريبة من مواقعنا، فإننا نعرف حقيقة هويتهم: فهم مقاتلون من حزب الله يقومون برصدنا"! ويقول الجنود الإسرائيليون أنهم يلاحظون بصورة منتظمة قيام شاحنات بتفريغ شحنات صواريخ ليلاً في القرى اللبنانية.

أعداد كبيرة من المدنيين اللبنانيين سيسقطون في أي حرب مقبلة

ويوم الأربعاء الماضي، شدّد رئيس أركان سلاح الطيران، الجنرال أمير إيشيل، على أن حزب الله قد أقام "ألوف" مخازن الأسلحة في القرى. وأضاف أن إسرائيل ستكون مضطرة لتدمير تلك المخابئ في أي حرب مقبلة حتى لو تسبّب بذلك بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

وفي تل أبيب، أكّد الجنرال "إيغال" (إسم مستعار) أن حزب الله يملك ١٠٠ ألف صاروخ في قرى جنوب لبنان. وقال: "في لحظة ما، سيكون علينا أن ندخل أراضي لبنان، وستكون حرباً "قذرة" لأن حزب الله يستخدم المدنيين كدروع بشرية". وتؤكّد أقواله تحليل قيادات الجيش الإسرائيلي ومفادها أن حرباً جديدة مع لبنان باتت أمراً لا مفرّ منه، وأن الضحايا المدنيين سيكونون بأعداد كبيرة لأن جيش الدفاع الإسرائيلي سيضرب بسرعة وبقوة لكي يقصّر مدة عمله في الجانب الآخر من "الخط الأزرق" (الحدود المعتمدة منذ يونيو ٢٠٠٦).

بالنسبة لسوريا، يقدّر الخبراء الإسرائيليون أنه، تبعاً للفترات، فإن ما بين ١٥٠٠ إلى ٣٥٠٠ عنصر من حزب الله يقاتلون إلى جانب جيش بشار الأسد. "يضم حزب الله حوالي ٢٠ ألف مقاتلا، وقد اكتسب خبرة عسكرية من القتال في سوريا". وإذ يقول الجنرال "إيغال"، أن "أيا من أعداء إسرائيل لا يملك حالياً أي حافز لبدء حربٍ ضدنا"، فإنه لا يستبعد خطر قيام مجموعات جهادية بتفجير الوضع في الجولان.

إن منطقة الجولان تشهد هدوءاً قلقاً يتخلّله إطلاق هاونات أو صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي يعتبره الإسرائيليون نتيجة غير مقصودة للقتال الدائر بين جيش دمشق ومجموعات الثوار. إن تكاثر المقاتلين الجهاديين، الذين يكرهون "العدو الصهيوني"، بين المناوئين للأسد يثير قلق حكومة إسرائيل. فيمكن لبعض الجماعات القريبة من "القاعدة" أن تسعى لتوريط إسرائيل في النزاع السوري بهدف جرّها لحرب مع جيش الأسد.

ويظهر أن إسرائيل تعتبر أن بقاء الأسد في السلطة هو أهون شرّين إزاء الجماعات الجهادية المتطرفة. وفي ٢٩ يناير، قال الجنرال بني عانتز، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: "إذا صمد الأسد، فسيكون ذلك بفضل المحور المتطرف الذي يشمل إيران وحزب الله. وإذا سقط، فإن البديل سيكون من أعضاء الحركة الجهادية العالمية". وكلا السيناريوين سلبي من وجهة نظر إسرائيل.

وإزاء المستقبل الغامض للبنان وسوريا، فقد أعلنت إسرائيل لتوّها عن إنشاء فرقة جديدة سيتم نشرها في هضبة الجولان.

 

الإعتدال وعبء المواجهة مع أصوليَّتَي النظام السوري

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

لا يشكّل تراجع حزب الله المفاجئ في الموضوع الحكومي، إلّا جزءاً من اعترافٍ كان يجب أن يسبق «الأخطاء الكبرى» التي اقترفها في لبنان وسوريا، بأنّ الأكثرية السنّية في لبنان والمنطقة، هي أكثرية معتدلة.

فلو عمل حزب الله بهذه الحقيقة التي يعرفها ويتعامى عنها، لما كان اغتيل رفيق الحريري، ولما حصلت المواجهة الكبرى التي بدأت في لبنان، وعلى الأرجح التي لن تنتهي في سوريا، بانفلات قواعد اللعبة، وبجنوح مخيف نحو التطرّف، الذي بدأ يهدّد الاعتدال، قبل أن يوجّه جهده للردّ في سياق حرب مذهبية، تكرّر مشهداً من مشاهد القرون الوسطى في أوروبا، التي عانت لمئات السنين من حروب إبادة بين الطوائف المسيحية.

يدفع حزب الله اليوم ثمن هذا التعامي المقصود عن الحقائق، ويدفع الضحايا الأبرياء، ثمناً لحريقٍ لم يكونوا سبباً في إشعاله، ويدفع لبنان فدية مجانية، لخدمة مشروع الدفاع عن وجود النظام السوري، والأخطر أنّ هذا الثمن مرشّح للارتفاع، باعتراف الجميع بأنّ الفتنة المذهبية التي تمّ إيقاظها، لا بدّ أنّها ستتدحرج ككرة ثلج هوجاء، لن يستطيع أحد إيقافها.

وإذا كان النظام السوري يشاهد سعيداً استعار الحرب المذهبية، فإنّ المفارقة تكمن في موقف حزب الله الذي ذهب الى سوريا بطلب إيراني إنقاذاً للنظام. فالحزب يتلقّى نتائج هذه الحرب، التي يشارك حليفه في تسعيرها، تارةً عبر مدّ "التكفيريين" غبّ الطلب، بالسلاح والمال والنفط، وطوراً عبر تشجيع تنفيذ عمليات الثأر والتفجير المتبادل، لإقفال الباب أمام أيّ احتمال، ولو بالحدّ الأدنى، لتخفيف الاحتقان المذهبي.

مفارقة تفجير المسجدين في طرابلس، تحمل كثيراً من الدلالات، حيث دلّت التحقيقات الى أنّ إخراج قيد شيعيّ رماه الجناة في مكان الجريمة، لتسعير الفتنة المذهبية، وما لبث التحقيق أن اكتشف أن ليس لهذا الشخص المنتمي الى حزب الله، أيّ علاقة بالتفجير. في حين ثبتت مسؤولية النظام السوري عن ارتكابه.

لم تكن آلة الإتهام بالتكفير جديدة، فالرئيس رفيق الحريري كان النظام السوري وحلفاؤه يتّهمونه بأنّه تكفيري. هؤلاء بنوا كلّ استراتيجتهم بهدف البقاء، على نظرية التخويف من الأكثرية التكفيرية التي تريد ابتلاع الأقليات واضطهادهم. وقد جاءت الثورة السورية لتكشف كثيراً من عمل هذه الآلة الدعائية، ومن أساليب البطش الموازية، التي ارتكبت في سوريا ضد ملايين السوريين، تحت يافطة محاربة التكفير، حتى كاد البعض يصدّق أنّ مئات الآلاف الذين تظاهروا في حماه، أعضاء مؤسّسون في "داعش"، وأنّ الشعب السوري بأكثريته هو مجموعة من تنظيم "القاعدة"، وأنّ الرئيس سعد الحريري، هو بن لادن بربطة عنق، كما يردّد بعض أصوات النظام السوري في لبنان. من المفارقات اليوم أنّ عبء مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، سواءٌ منها التي أنتجها النظام السوري، أو التي سبّبها قتال حزب الله في سوريا، أو التي سعّرها المسلسل اللبناني المستمر في محاربة الاعتدال منذ العام 2006، سيُلقى على عاتق هذا الاعتدال نفسه، وعلى حلفائه في العالم العربي والإسلامي.  منذ الآن بدأت الجهات المعنية في الطائفة السنّية، تدرس مدى اتّساع هذه الظاهرة، بما يعني ذلك من حركات أصولية كانت مختنقة في ظلّ أكثرية الاعتدال، تستعدّ اليوم للتحرك تحت ستار المواجهة، مع ما تسمّيه امتهان حزب الله المتكرّر للطائفة السنّية، وما بعض التحرّكات في طرابلس وغيرها، سوى مؤشّر على هذا التحرّك.

كما أنّ الدرس يصل الى تفقّد أوضاع بعض المشايخ، الذين فقدوا ميزة القدرة على التمييز بين تهدئة الشارع، وتغطية من يخترقونه بمشاريع مشبوهة، وبعض هؤلاء اتّخذ مواقف تفتقد للاتّزان في الفترة الأخيرة.

ويصل درس أوضاع الطائفة، الى رصد بعض الاختراقات الخطيرة، التي نفّذها النظام السوري، والتي تستعدّ لتوليد "دواعش" جديدة. هنا يفترض مواجهة التحدّي الذي يمثّله بعض اللابسين ثياب الإسلاميين، منهم في سجن رومية، والآخرون يتحرّكون على الارض، وينفّذون أجندة تخدم هذا النظام. في العراق أخذت الصحوات السنّية على عاتقها مسؤولية محاربة التطرّف، الذي غذّاه النظام السوري تحت شعار محاربة الاحتلال الأميركي، وفي سوريا تتكفّل المملكة العربية السعودية بتمويل وتسليح "الجيش الحر" الذي يقاتل "داعش" التي يدعمها النظام. أمّا في لبنان، فإنّ موجة التفجيرات الإرهابية المعروفة الأسباب، سترتدّ عاجلاً ام آجلاً إلى محاربة الاعتدال، وسيكون الحريري أمام مسؤولية التصدّي للتطرّف، فما هي آليات هذه المواجهة التي تعني نزاعاً مع أصوليتين؟ ومن هم الشركاء المؤهّلون لخوضها؟