المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 22 تشرين الثاني/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 21 -22 تشرين الثاني/14

رسالة مؤثرة من سعيد الى بيار الجميّل/22 تشرين الثاني/14

اغتيال الحريري: جهة قاتلة أم جهتان/علي حماده/22 تشرين الثاني/14

الاستقلال الرابع/الـيـاس الزغـبـي/22 تشرين الثاني/14

هل يشكّل اقتراح عون مخرَجاً لأزمة النصاب فتفاجئه الأكثرية بانتخاب مرشّح ثالث/اميل خوري/22 تشرين الثاني/14

هل من مؤشّر جدّي للاحتدام الماروني/النهار/22 تشرين الثاني/14

وقائع «جلجلة» الحريري والوصاية السورية/بول شاوول/22 تشرين الثاني/14

لماذا لا يكون السيسي ضيف قمة الدوحة/طارق الحميد/22 تشرين الثاني/14

من قطع رأس الرئاسة في لبنان/سليم نصار/22 تشرين الثاني/14  

مخاتلة الفهم الإماراتي للإرهاب وجهاز المناعة/جاسر الجاسر/22 تشرين الثاني/14  

 

روابط من مواقع اعلامية متفرقة لأهم وآخر 21-22 تشرين الثاني/14

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 21/11/2014

عائلة الجندي علي قاسم علي تبلغت نبأ استشهاده من ابراهيم

العسكريون يعيشون "في ظروف سيئة" وعائلة علي قاسم تتبلغ "نبأ استشهاده"

لا عيد للإستقلال للمرة الأولى منذ نهاية الحرب والغصّة على مخطوفين يقاومون برد المغاور

الملكة اليزابيث الثانية هنأت الشعب اللبناني بعيد الاستقلال

اوباما أسف لمرور ذكرى الاستقلال ولبنان من دون رئيس: الدولة وحدها مسؤولة عن الدفاع عن الحدود

قداس في الذكرى الثامنة لاستشهاد الوزير بيار الجميل في بكفيا والجميل أعلن تشييد جامعة وإقامة حديقة باسمه

قهوجي: لو لم نُحبط حُلم الإمارة الظلامية لدخلنا في حرب أخطر ممّا يتصوّرها البعض

قهوجي وضع اكليلا من الزهر على نصب شهداء الجيش في اليرزة

مقبل زار قهوجي وبحثا في مهمات المؤسسة العسكرية

الحريري يدعو لرئيس "يعطّل الفتنة": من المشين ان يحل الاستقلال وليس بيننا رأس الدولة

مصادر قيادية في “المستقبل” لـ”السياسة”: الحريري لن يختار إلا مرشحاً من “14 آذار”   

مصادر قيادية في “المستقبل” لـ”السياسة”: الاستحقاق الرئاسي أساس الحوار مع “حزب الله”  

بري لـ"النهار": الحوار بين "المستقبل" و"حزب الله" على السكة ليتّفق الموارنة... وننتخب رئيساً في 36 ساعة

سلام "الى بروكسيل الشهر المقبل" لبحث ملف النازحين السوريين

المجلس العدلي نظر ب 3 ملفات متفرعة من قضيتي نهر البارد وعين علق

سليمان من مدرسة الجمهور: جيشنا مختلف عن جيوش المنطقة وبرهن قدرته على محاربة القوى الظلامية

سلام عرض مع فرعون اوضاع وزارته واستقبل طلال المرعبي وجواد بولس

المجلس العدلي نظر ب 3 ملفات متفرعة من قضيتي نهر البارد وعين علق

جعجع امام طلاب ال AUB: التحضير للانتخابات النيابية كأنها حاصلة غدا

جعجع افتتح من معراب "مهرجان الاستقلال الرياضي الأول" للقوات في مجمع فؤاد شهاب

فتفت: السعودية لم تفرض يوما علينا موقفها

إبراهيم اجتمع بكبار ضباط الأمن العام بمناسبة الاستقلال: المخاطر كبيرة حولنا وليس لنا خيارات الا التضحية

أمانة سر البطريركية المارونية: محاولات النيل من البطريرك لا تخدم مصلحة الوطن

خير ترأس اجتماعا للجنة الكوارث بحث في الاجراءات لمواجهة اي عاصفة

شيخ العقل هنأ بالاستقلال: لدعم الجيش والقوى الأمنية للذود عن لبنان وتثبيت أمنه

وفد ايراني بحث و"جبهة العمل" في تفعيل التعاون والتلاحم بين المسلمين

بلامبلي جال في النبطية: نأمل أن نرى رئيسا جديدا للبنان ونحتفل بالاستقلال في بعبدا

ابراهيم مراد جال على ماروني وابو خاطر في زحلة لدعم المطالبة بمقعدين نيابيين للسريان

بري استقبل معلولي والمرعبي وفرحات

قبلان: حفظ لبنان بحفظ امنه ومؤسساته وجيشه ووحدته

السيارة المشتبه بها في الميناء طرابلس بداخلها كمية من الحشيشة

تحركات اسرائيلية على حدود مزارع شبعا

مصادر ايرانية: “حزب الله” يملك صواريخ فاتح وديمونا ابرز اهدافها

عناصر حزبية تعتدي على عسكري في الجيش بالزهراني

مطحنة العظام" في بيروت مغلقة إلى أجل غير مسمى وإقفال مزرعة بالشويفات

باسيل يطالب بـ"الاستقلال السياسي" وعدم التدخل بشؤون لبنان الداخلية

توقيف شيخ و4 اشخاص بجرم العمل لصالح "داعش"

البابا فرنسيس يستقبل الرئيس المصري الاثنين

ظريف يمكن ان يعود اليوم الى طهران للتشاور

الاستخبارات الاميركية: توقيف امرأة تحمل سلاحا امام البيت الابيض

فلسطينيون يهاجمون يهودا اثناء توجههم للصلاة في القدس الشرقية المحتلة

الفيصل يجري محادثات مع لافروف وكيري بشأن “داعش” والملف النووي الإيراني   

رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود يدينون جرائم التنظيم المتطرف

تركيا ستفتتح مسجداً في كل جامعة

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية01/الّذي كان يَضطَهدُنا هوَ الآنَ يُبَشِّرُ بالإيمانِ

*بالصوت والنص/الياس بجاني: الإجرام في خطاب ميشال عون الإستغبائي ورد من الرجل على نفسه يعري مصداقيته ويفضح أكاذبيه

*الكذاب والميت سواء، لأن فضيلة الحي على الميت الثقة به. فإذا لم يوثق بكلامه فقد بطلت حياته (الإمام علي)

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: الإجرام في خطاب ميشال عون الإستغبائي ورد من الرجل على نفسه يعري مصداقيته ويفضح أكاذبيه/21 تشرين الثاني/14 

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: الإجرام في خطاب ميشال عون الإستغبائي ورد من الرجل على نفسه يعري مصداقيته ويفضح أكاذبيه/21 تشرين الثاني/14 

*عون بالصوت/فورماتMP3/ سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة

*عون بالصوت WMA سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*الإجرام في خطاب ميشال عون ورد من الرجل على نفسه/الياس بجاني

*مقطع من لقاء للعماد ميشال عون مع طلاب جامعة سيدة اللويزة NDU أجري عبر الهاتف بتاريخ 26  نيسان عام 2002 وأدار اللقاء الإعلامي الأستاذ الياس الزغبي.

*مجلة الصياد في 8 نيسان 2005/ جاء في تصريح للعماد عون حرفياً ما يلي:

*وفي حديث  لتلفزيون الـ MTV ضمن برنامج “سجّل موقف” في 9/4/2002 قال عون

*عون بالصوت/فورماتMP3/ سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة

*عون بالصوت WMA سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة

*بالصوت/فورماتMP3/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة/الياس بجاني/21 تشرين الثاني/10

*بالصوت/فورماتWMA/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة/الياس بجاني/21 تشرين الثاني/10

*الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة/الياس بجاني

*قداس في الذكرى الثامنة لاستشهاد الوزير بيار الجميل في بكفيا والجميل أعلن تشييد جامعة وإقامة حديقة باسمه

*رسالة مؤثرة من سعيد الى بيار الجميّل

*في ذكرى اغتيال بيار الجميّل.. هذا ما قالته باتريسيا وأمين وألكسندر!

*أكاليل باسم "الجمهورية اللبنانية" على ضرائح رجال الاستقلال المشنوق: انتخاب رئيس فوق أي اعتبار

*عائلة الجندي علي قاسم علي تبلغت نبأ استشهاده من ابراهيم

*الملكة اليزابيث الثانية هنأت الشعب اللبناني بعيد الاستقلال

*اوباما أسف لمرور ذكرى الاستقلال ولبنان من دون رئيس: الدولة وحدها مسؤولة عن الدفاع عن الحدود

*قهوجي: لو لم نُحبط حُلم الإمارة الظلامية لدخلنا في حرب أخطر ممّا يتصوّرها البعض

*الحريري يدعو لرئيس "يعطّل الفتنة": من المشين ان يحل الاستقلال وليس بيننا رأس الدولة

*مصادر قيادية في “المستقبل” لـ”السياسة”: الاستحقاق الرئاسي أساس الحوار مع “حزب الله” 

*مصادر قيادية في “المستقبل” لـ”السياسة”: الحريري لن يختار إلا مرشحاً من “14 آذار”  

*بكركي ترد.. نحتفظ بكل حقوقنا في اللجوء إلى القضاء

*شيخ العقل هنأ بالاستقلال: لدعم الجيش والقوى الأمنية للذود عن لبنان وتثبيت أمنه

*المجلس العدلي نظر ب 3 ملفات متفرعة من قضيتي نهر البارد وعين علق

*هذه هي شروط "حزب الله" للحوار مع "المستقبل"

*ما جديد المفاوضات بشأن العسكريين المخطوفين؟

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 21/11/2014

*الاستقلال الرابع/ الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

*جعجع امام طلاب ال AUB: التحضير للانتخابات النيابية كأنها حاصلة غدا

*اغتيال الحريري: جهة قاتلة أم جهتان؟/علي حماده/النهار

*هل يشكّل اقتراح عون مخرَجاً لأزمة النصاب فتفاجئه الأكثرية بانتخاب مرشّح ثالث؟/اميل خوري/النهار

*هل من مؤشّر جدّي للاحتدام الماروني؟

*وقائع «جلجلة» الحريري والوصاية السورية!/بول شاوول/المستقبل

*الفيصل يجري محادثات مع لافروف وكيري بشأن “داعش” والملف النووي الإيراني  

*رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود يدينون جرائم التنظيم المتطرف

*لماذا لا يكون السيسي ضيف قمة الدوحة؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*من قطع رأس الرئاسة في لبنان؟/سليم نصار/الحياة

*مخاتلة الفهم الإماراتي للإرهاب وجهاز المناعة/جاسر الجاسر/ الحياة

*تركيا ستفتتح مسجداً في كل جامعة/اسطنبول ـ أ ف ب /الحياة

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية لليوم/من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية01/الّذي كان يَضطَهدُنا هوَ الآنَ يُبَشِّرُ بالإيمانِ

"مِنِّي أنا بولُسَ، رَسولٌ لا مِنَ النّاس ِ ولا بِدَعوةٍ مِنْ إنسانٍ، بَلْ بِدَعوَةٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ واللهِ الآبِ الّذي أقامَهُ مِنْ بَينِ الأمواتِ، ومِنْ جميعِ الإخوَةِ الّذين َ مَعي، إلى كنائِسِ غَلاطيةَ. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ أبينا ومِنَ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ، الّذي ضَحَّى بِنَفسِهِ مِنْ أجلِ خَطايانا ليُنقِذَنا مِنْ هذا العالَمِ الشِّرِّيرِ، عمَلاً بِمَشيئَةِ إلَهِنا وأبينا، لَه المَجدُ إلى أبَدِ الدُّهورِ. آمين. عَجيبٌ أمرُكُم! أَبِمِثلِ هذِهِ السُّرعَةِ تَترُكونَ الّذي دَعاكُم بِنِعمَةِ المَسيحِ وتَتبَعونَ بِشارةً أُخرى؟ وما هُناكَ بِشارةٌ أُخرى، بَلْ جَماعةٌ تُثيرُ البَلْ بلَةَ بَينَكُم وتُحاوِلُ تَغييرَ بِشارَةِ المَسيحِ. فلَو بَشَّرناكُم نَحنُ أو بَشَّرَكُم مَلاكٌ مِنَ السَّماءِ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي بَشَّرناكُم بِها، فلْيكُنْ مَلعونًا. قُلْنا لكُم قَبلاً وأقولُ الآنَ: إذا بَشَّرَكُم أحَدٌ بِبِشارَةٍ غَيرِ الّتي قَبلتُموها مِنَّا، فاللَّعنَةُ علَيهِ. هَلْ أنا أستَعطِفُ النّاس َ؟ كلاَّ، بَلْ أستَعطِفُ اللهَ. أيكونُ أنِّي أطلُبُ رِضا النّاس ِ فلَو كُنتُ إلى اليومِ أطلُبُ رِضا النّاس ِ، لما كُنتُ عَبدًا لِلمَسيحِ. فاعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ الّتي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ. سَمِعتُم بِسيرَتي الماضِيَةِ في ديانَةِ اليَهودِ وكيفَ كُنتُ أضْطَهِدُ كَنيسةَ اللهِ بِلا رَحمَةٍ وأُحاوِلُ تَدميرَها

وأفوقُ أكثرَ أبناءِ جِيلي مِنْ بَني قَومي في دِيانَةِ اليَهودِ وفي الغَيرَةِ الشَّديدَةِ على تَقاليدِ آبائي. ولكِنَّ اللهَ بِنِعمَتِهِ اختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ. وعِندَما شاءَ أنْ يُعلِنَ ابنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بِه بَينَ الأُمَمِ، ما استَشَرتُ بَشَرًا ولا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذينَ كانوا رُسُلاً قَبلي، بل ذَهَبتُ على الفَورِ إلى بلادِ العَرَبِ ومِنها عُدتُ إلى دِمَشقَ. وبَعدَ ثلاثِ سَنواتٍ صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى بُطرُسَ، فأقَمتُ عِندَهُ خَمسةَ عشَرَ يومًا، وما رَأَيتُ غَيرَهُ مِنَ الرُّسُلِ سِوى يَعقوبَ أخي الرَّبِّ. ويَشهَدُ اللهُ أنِّي لا أكذِبُ في هذا الّذي أكتبُ بِه إلَيكُم. ثُمَّ سافَرتُ إلى بلادِ سورِيَّةَ وكيليكيَّةَ، وما كُنتُ مَعروفَ الوَجهِ عِندَ كنائِسِ المَسيحِ في اليَهودِيَّةِ، وإنَّما سَمِعوا أنَّ الّذي كان يَضطَهدُنا هوَ الآنَ يُبَشِّرُ بالإيمانِ الّذي كانَ يُريدُ أنْ يُدَمِّرَهُ، فمَجَّدوا اللهَ مِنْ أجلي."

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: الإجرام في خطاب ميشال عون الإستغبائي ورد من الرجل على نفسه يعري مصداقيته ويفضح أكاذبيه

الكذاب والميت سواء، لأن فضيلة الحي على الميت الثقة به. فإذا لم يوثق بكلامه فقد بطلت حياته (الإمام علي)

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: الإجرام في خطاب ميشال عون الإستغبائي ورد من الرجل على نفسه يعري مصداقيته ويفضح أكاذبيه/21 تشرين الثاني/14  

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: الإجرام في خطاب ميشال عون الإستغبائي ورد من الرجل على نفسه يعري مصداقيته ويفضح أكاذبيه/21 تشرين الثاني/14  
عون بالصوت/فورماتMP3/ سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة
عون بالصوت WMA سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية


الإجرام في خطاب ميشال عون ورد من الرجل على نفسه

الياس بجاني/21 تشرين الثاني/14

إن ذكره التاريخ، وهو بالغالب لن يفعل، فسوف يشير إلى أن ميشال عون قد أجرم واضر بقيم وثقافة ومعايير وثوابت مجتمعه أكثر مما اضر به أعتى الغزاة والفاتحين والأباطرة. هذا الرجل المتقلب والمتلون لا وجود لأي روادع إيمانية أو وطنية في مكونات ثقافته الانتهازية والوصولية كونه مستمر باستغباء عقول وذكاء ومعرفة اللبنانيين ويحلل ويحرّم خلال نوباته الغاضبة والحاقدة على خلفية طروادية وبما يتوافق مع أوهامه وأحلامه ومركبات رزم عقده.

بالواقع لم تعد تقلبات وكفر وجحود وخزعبلات وهرطقات ميشال عون السياسية والتحالفية والوطنية والسلطوية تفاجئ الناشطين في مجال الشأن العام اللبناني فهو شباطي المزاج ومنسلخ عن الواقع المعاش ولا يحترم عقول حتى المغررين والواهمين بمصداقيته ووطنيته  تحت مسمى عونيين.

ففي هذا السياق الإستعلائي والإستغبائي استغرب ميشال عون أن تطالب المملكة العربية السعودية الأمم المتحدة ومجلس الأمن بوضع حزب الله وكل الميليشيات غير السورية التي تحارب داخل سوريا على قائمة الإرهاب، وقال خلال مقابلته مع الإعلامي وليد عبود يوم الأربعاء الفائت عبر محطة تلفزيون المر ما حرفيته: “قلي وين راح حزب الله قتل حدا وزت قنابل على المدنيين!! بأي مدينة وبأي بلد”.

غريب أمر هذا المنافق السياسي بامتياز والغير مسبوق في فجوره، فهو كان من أوائل الذين عملوا على وضع حزب الله على قوائم الإرهاب في أميركا وغيرها من البلدان معتبراً أنه تابع وملحق بدولتي تصنيع وتفقيس الإرهاب في العالم، إيران وسوريا.

نسأل من قام بغزوتي بيروت والجبل اللتين باركهما عون وهلل لهما؟ وهل وزع حزب إيران الورود على المناطق التي استباح كل شيء فيها وقتل بدم بارد ما يقارب المئة من أهلها الأبرياء واعتبر ما قام به من إجرام “يوم مجيد”؟

من هجر أهلنا من الجنوب إلى إسرائيل ويمنع حتى يومنا هذا عودتهم؟

من اغتال كوكبة الشهداء من ثورة الأر ومنهم الرئيس رفيق الحريري ووزع الحلوة في الضاحية الجنوبية فرحاً بقتلهم؟

من انهى حركة أمل عسكرياً في معارك إقليم التفاح وقتل من أفرادها المئات؟

من اغتال العشرات من مقاتلي الحزب الشيوعي وغيره من الأحزاب التي كانت تعمل تحت لواء الحركة الوطنية لمنعهم من القيام بعمليات ضد إسرائيل؟

من قتل سامر حنا في الجنوب ولماذا؟

من قتل وأهان العسكر اللبناني في الشياح وبعلبك واعتدى على هيبة الجيش وهمش دوره؟

من استباح صيدا ونفذ عملية إخراج أحمد الأسير منها بشكل دموي موثق بالصوت والصور؟

من كان وراء الجولات القتالية ال 21 الدموية في طرابلس؟

من هو المسؤول الأول عن مسلسل احاث عرسال والضحايا المدنيين والعسكريين؟

من يقتل الشعب السوري منذ 3 سنوات وينكل به؟

من قام بعمليات إرهابية واغتيالات وتفجيرات في الكويت والسعودية والبحرين والأرجنتين وقبرص وبلغاريا ومصر وغيرها من الدول؟

وتطول قائمة إجرام وإرهاب وارتكابات حزب إيران الإرهابي في لبنان والعشرات من الدول.

وكما دائماً عون يرد على عون ويسفهه ويعريه حتى من ورقة التوت.

 

في أسفل ردود من الرجل على نفسه بالصوت والنص ومن مقابلات وأحاديث وتصاريح موثقة يتبين من خلالها أن مصداقيته وصدقه ووطنيته واحترامه لذاته ولعقول وذكاء الآخرين هي ليست صفر، بل تحت الصفر وما تحت التحت من أصفار.

 

مقطع من لقاء للعماد ميشال عون مع طلاب جامعة سيدة اللويزة NDU أجري عبر الهاتف بتاريخ 26  نيسان عام 2002 وأدار اللقاء الإعلامي الأستاذ الياس الزغبي.

عون رداً على سؤال من احد الطلاب أجاب: “هناك مفارقة في الخوف عند اللبنانيين، هم خائفون من الهدوء الحاصل في الجنوب، والذي التزمه حزب الله نتيجة التهديدات الأميركية مع “باول”، ونتيجة “النصائح” التي قدمها وزير خارجية إيران “خرازي”، فهل هذا الهدوء يعطي المجال لحالة ستاتيكو جديدة فيعود الوضع إلى ما كان منذ 12 سنة، أم أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة؟ - اليوم في السياسة الأميركية الجديدة، لم تعد أميركا وحلفاؤها تكتفي بحالة “هدوء”، هي تريد تفكيك قدرة من يصنّفونهم إرهابيين، تفكيك قدرتهم على العمل حالياً ومستقبلاً، الهدوء هو عملية شلّ، وسيتبعه التفكيك، وهذا الهدوء إذا لم يتبعه تفكيك، فلن يستمر طويلاً وسيعود الوضع ساخناً. وهنا أشدد أن المهم هو النتيجة التي سنصل إليها، ونحن الآن في المرحلة ما قبل الأخيرة، والهدوء سيتبعه تفكيك. في لبنان تعامل الكثيرون مع حزب الله من خلال “التقية”، يتمنون في داخلهم أن يُضرب، ويشجعونه في العلن ويثنون على مواقفه، ويدفعونه باتجاه الصدام، وهذا توجّه سيئ وخاطئ. ونحن عندما ندعو حزب الله لترك السلاح والتحوّل إلى العمل السياسي فذلك لأننا لا نريده أن يُضرب، وإلا لكنا شجعناه على الخطأ ودفعناه كما يدفعه غيرنا. قلتها وأكررها، يجب أن يحصل طلاق نهائي في لبنان مع البندقية، داخلياً وخارجياً، هناك حل للشرق الأوسط وسيُفرض، فلماذا زيادة الخسائر أكثر، ولماذا زيادة الضحايا. فليتفضل الجميع ويعودوا إلى أنفسهم في ظل القوانين اللبنانية والدستور اللبناني ويعودوا إلى حالتهم اللبنانية، ولا تخافوا فلا الهدوء سيطيل الستاتيكو، ولا الانفجار سيحصل قبل أن يكون هناك قرار بالتفجير إذا كان هناك من قرار”.

-لقاء للعماد عون مع طلاب جامعة سيدة اللويزة NDU في 26 نيسان 2002 (أدار اللقاء الإعلامي الأستاذ الياس الزغبي)/HTML

مجلة الصياد في 8 نيسان 2005/ جاء في تصريح للعماد عون حرفياً ما يلي:
الموفد الدولي تيري رود لارسن وأمام وزير الخارجية السورية فاروق الشرع قال إن مزارع شبعا سورية. وابتسم الشرع، ولم يقل إنها لبنانية. وأنا أقول إنها في الأساس كانت لبنانية، واستولت عليها سوريا عام 1957، فلنقدم طلباً شرعياً إلى الأمم المتحدة لاسترجاعها، فلا نجمد كل اقتصادنا وكل البلد من أجل مزارع صغيرة. ونقتل كل ما هو حي ونضاعف من مديونيتنا من أجل هذه البقعة التي تُسترد بالتفاوض أو يحسم مصيرها مع الأمم المتحدة. والمزارع ليست ملكية خاصة لحزب الله، إنها مسألة سيادة على أرض، تخص كل اللبنانيين من كل المناطق والطوائف ولا أحد قادراً على الادعاء بأنه وحده يحرر الأرض ويستعيد السيادة. كلنا معنيون ومسؤولون. ولا يمكن رهن الدولة لحزب له مشروعه الخاص. لنطالب اليوم وليس غداً بترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بواسطة الأمم المتحدة. والى أن يتم ذلك، فليركن كل واحد سلاحه جانباً ويعيده إلى المستودعات. والذين يطالبون باتفاقية الهدنة لا يستطيعون التوفيق بينها وبين سلاح حزب الله. ولسبب عالق بيننا وبين سوريا وليس مع إسرائيل، يختلط الحابل بالنابل وتعلو المزايدات. وليست بهذه الطريقة نعيد بناء الدولة الحديثة. أقول إنه من الآن فصاعداً لا نقبل من أي طرف كان التقلبات في المواقف. يقولون: الحفاظ على سلاح المقاومة. فكيف والى متى؟ لا نريد أن نغش حزب الله، ولا نريد في المقابل أن يغشنا هذا الحزب. لا يجوز التلاعب بهذا الموضوع”.

وفي حديث  لتلفزيون الـ MTV ضمن برنامج “سجّل موقف” في 9/4/2002 قال عون
لا يستطيع حزب الله أن يقوم بشراكة ويربط كل الوطن برأيه هو، أنا أرفض الذمية الدينية والسياسية، ولبنان يعيش اليوم حالة من الذمية السياسية، لا أحد يستطيع أن يخالف بالرأي الشيء العام المفروض في أجهزة الإعلام، ودائماً هناك صوت واحد يسير في اتجاه واحد مفروض على الجميع، لذلك يبدو صوتي دائماً وكأنه نشاز، لماذا تبدو دائما أصوات اللبنانيين في لبنان وكأنها صُبّت في نفس القالب؟ ألا يوجد اختلاف بين رأي وآخر؟ يريدون فرض التدجين. وهذا الموضوع طرحته أيضاً على آخرين وبصورة خاصة على حزب الله، وكان ذلك بواسطة شباب يتحاورون مع حزب الله ، بين عامي 1993 و1994، وقد زاروني يومها في الهوت ميزون وسألوني عن رأيي، فطلبت منهم أن يطرحوا عليهم السؤال ذاته، وأيضاً ما يلي: “إذا وصلنا إلى الحدود الدولية غداً، بأسلوب أو بآخر، فهل ستسقط البندقية وتقام الدولة اللبنانية، أم سنبقى حاملين البندقية لشيء آخر؟” فجاء الجواب بأن المسألة متروكة لتقدير الوضع في حينه، أي وبطريقة ديبلوماسية لا يريدون ترك البندقية. السؤال الثاني كان هو نفسه الذي “وجهته في مقابلة جريدة” السفير “هل تستطيعون التوقيع على اتفاق نصل إليه أم ستسألون أحداً؟” فأجابوا بأنهم ينسّقون مع إيران “قرارنا حر ولكننا ننسّق مع إيران”. من هنا ترى العقم في أي حوار لبناني لبناني، وعندما أقول بأن بعض القوى والأحزاب اللبنانية هي امتداد للآخر فلا أتجنّى عليهم لأنني خبرت ذلك بنفسي. ولكن من الأكيد أنه لا يمكننا أن نكون مربوطين برغبة حزبية لا نعرف أصلاً أين هي “مربوطة”، فأنا حالياً لا أضمن شيء من علاقات حزب الله، الشراكة معه صعبة طالما أنه يقرر أنه وحده على السفينة ويريد أن يأخذك معه، في أي مهب ريح لا نعرف.فالجنوب إذا لم يعد للسلطة الشرعية ولسلطة القانون وللقوات الشرعية اللبنانية فلا يمكن اعتباره محرراً، هو أرض خاضعة لمليشيا، وانتقلنا من إحتلالين إلى احتلال واحد”.

خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 12/09/2002، وفي سياق جهده لإقرار قانون محاسبة سوريا واستعادة استقلال لبنان أجرى العماد عون مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي بات روبرتسون في أسفل نصها باللغة الإنكليزية، أكد من خلالها أن حزب الله منظمة ارهابية تابعة للنظام السوري كباقي المنظمات التي هي مدرجة في أميركا على قوائم الإرهاب.
عون بالصوت/فورماتMP3/ سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة
عون بالصوت WMA سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة


بالصوت/فورماتMP3/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة/الياس بجاني/21 تشرين الثاني/10
بالصوت/فورماتWMA/الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة/الياس بجاني/21 تشرين الثاني/10

 

الشهيد بيار الجميل وحبة الحنطة

الياس بجاني

النائب الشيخ بيار الجميل لم يمُت لأن الشهداء لا يموتون وإنما باستشهادهم ينتقلون من الموت إلى الحياة الأبدية حيث لا ألم ولا عذاب، بل فرح وسعادة وهناء.

الشهداء الأبرار هم حبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة:

إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرضِ وتَمُتْ بَقِيَتْ وحدَها، وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً، مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها، ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة.” (يوحنا 12/24 ).

 يدرك المؤمن أنه لم يكن ممكناً خلاصَ البشريَّة من دون التضحية التي قدمها المسيح المتجسد من خلال عذابه وصلبه. المسيح الفادي يطلب من المؤمنين حاملي صليبه الإقتداء به والسير على طريق الجلجلة بفرح وشجاعة ورجاء لأنها توصل في نهاية المطاف إلى الخلاص. إن التضحية التي قدمها المسيح دون تذمر في تحمُله العذاب والإهانة والموت هي التي أعطت وتعطي ثماراً وافرة.

 إن حبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأعطت حبّاً كثيراً للعالم كلِّه هي يسوع نفسُهُ. لقد ضحّى يسوع المتجسد بذاته في سبيل البشريّة لإعتاقها من نير العبودية ومن أوزار الخطيئة الأصلية، فمات على الصليب، ودُفِنَ في القبر، وقهر الموت وكسر شوكته، وقام حيّاً من بين الأموات، فكان بموته وعذابه ودفنه وقيامته مصدرَ الحَبّ الكثير، وينبوع النِعَم الغزيرة التي سوف تستمر بالتدفّق على البشريّة حتى انقضاء الدهر.

 إنَّ النِعَم التي يمنحُها يسوع للذين يؤمنون به ويعتمدون باسمه ويحافظون على وصاياه تؤهّلهم لأن يتمتّعوا بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الملكوت السماوي، والشهداء الأبرار هم في المقدمة، وهنيئاً للوطن الذي يهب الله أهله نِعّمة الشهادة.

 أراد يسوع أن يكون المؤمن بتعاليمه على مثاله حبَّةَ الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُدفن وتأتي بحَبٍّ كثير، فدعاه إلى أن يرفض حُبَّ حياته الأرضيَّة خشيةَ أن يفقِدَها في الآخرة، وإلى أن يُبغضَها في هذا العالم رغبةً منه في الحصول على الحياة الأبديَّة. وقد عبَّر عن هذه الدعوة بأسلوب واضح ومباشر وقوّيٍّ جداً لم يكن أحد يتوقَّعه، فكان له تأثير عميقٌ في نفوس مَنْ سمعوه وأمنوا برسالته ولا يزال وَقْعُ كلامه يسكن قلوب وعقول وضمائر المؤمنين. فمَنْ أَحبَّ حياتَهُ فَقَدَها ومَنْ أَبغضَها في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة.

 وإنَّ  الذينَ ينقادونَ لروحِ اللهِ يكونونَ أَبناءَ اللهِ حقَّاً” (رومة 8/14).

 يسوع الذي عرَف سموَّ التضحية وذاق شِدَّتَها وصعوبتَها لن يَدَعُ المؤمن الذي يحمَّلها إكراماً له من دون مكافأَة وهو الذي قال لتلاميذه الذين ضحَّوا بكل شيء في سبيله: “أَنتُم الذين تَبعتموني في جيلِ التجديد تجلِسون على اثنَيْ عشَرَ عرشاً, وتَدينون أَسباطَ إسرائيل الإثنَيْ عشَر”. (متى 19 /27-29).

 إن لبنان الرسالة والقداسة والتعايش والحضارة والعطاء الذي مشى على أرضه يسوع برفقه أمه السيدة العذراء وبارك ترابه واجترع فيه أول عجائبه يوم حوًّل في عرس قانا الجليل الماء إلى خمر، وبعد ذلك أعجِب بإيمان الكنعانية فشفاها، هذا اللبنان هو عصي على كل قوى الشر والإرهاب، وكما انتصر شعبه بإيمانه الراسخ والصلب طوال 7000 على كافة الغزاة والمارقين، سوف ينتصر بفضل عطاءات الشهداء من أبنائه على كل قوى الإرهاب التي تحاول قتله واقتلاع هويته ونحر تاريخه وأبلسته وتحويله إلى جمهورية أصولية لا تشبهه وغريبة عن قيمه وتاريخه وثقافته.

 اللبنانيون هم أبناء الرجاء والإيمان والتقوى والشجاعة والصمود والشهادة ولذلك لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب والإستكبار والطروادية تنجح في استعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات. إن بيار الجميل الشهيد حي في قلب وعقل ووجدان كل لبناني سيادي وحر ومؤمن. ومع النبي أيوب نقول: الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً”.

ملاحظة/هذه المقالة نشرت في 21 تشرين الثاني/2010

 

قداس في الذكرى الثامنة لاستشهاد الوزير بيار الجميل في بكفيا والجميل أعلن تشييد جامعة وإقامة حديقة باسمه

الجمعة 21 تشرين الثاني 2014

 وطنية - أحيت عائلة الوزير بيار الجميل وحزب الكتائب اللبنانية الذكرى الثامنة لاستشهاده ورفيقه سمير الشرتوني، بقداس في كنيسة مار مخايل الرعائية في بكفيا، شارك فيه الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، نيكول الجميل، باتريسيا بيار الجميل وولداه أمين والكسندر ومنسق اللجنة المركزية في الحزب النائب سامي الجميل. وقد مثل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، كما مثل الرئيس سعد الحريري النائب جان اوغاسابيان. وحضر الوزراء: سجعان قزي، الآن حكيم، رمزي جريج، مجد حرب ممثلا والده الوزير بطرس حرب، سفير الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل، النواب سامر سعاده، نديم الجميل، فادي الهبر، أحمد فتفت، هنري حلو وهاغوب بقرادونيان ممثلا حزب الطاشناق، الوزيران السابقان محمد يوسف بيضون ونايله معوض والنائبان السابقان صولانج بشير الجميل وغبريال المر. كما حضر رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، كميل دوري شمعون، امين عام الأحرار الياس ابو عاصي، الدكتور داوود الصايغ، رئيس "جبهة الحرية" فؤاد أبو ناضر، نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد، نائب رئيس الكتائب شاكر عون وأمين عام الحزب ميشال خوري، رئيس الرابطة القبطية ادمون بطرس، رئيس نادي الصحافة يوسف الحويك، الدكتورة مي شدياق، يمنى بشير الجميل، الأخت ارزه الجميل، ريمون غانم ورانيا انطوان غانم، الدكتور أنطوان صفير، أعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي في الكتائب، عائلة الشهيد سمير الشرتوني ورؤساء بلديات ومخاتير من مختلف المناطق.

زيدان

ترأس الذبيحة الالهية المطران كميل زيدان الذي أشاد بمزايا الوزير الشهيد وقال: "الله هو رجاؤنا لكن الرجاء يطلب منا خطوات يومية هذا ما نتعلمه من بطرس الرسول الذي حمل اسمه الشيخ بيار فلنؤمن ونعمل لنبعث الرجاء ونحقق الامل مستلهمين مسيرة شهيدنا بيار الذي كان امل العائلة والحزب والوطن، انه القائل لاصدقائه كل هموم لبنان كانت تناقش في بيتنا". أضاف: "والدته كانت في نظره صانعة رجال وطورت الايجابية في شخصيته والغت السلبية منها ويكفي ان نذكر بكلمة واحدة للشيخ أمين: رفعت التحدي من اجل ان تلتئم العائلة في خدمة لبنان". وتابع: "كان امل الشباب في حزبه واراد ان يكون نموذجا للاخرين وعندما عاد الى لبنان نصحه احد اصدقائه شو بدك بالسياسة عد الى الخارج فما كان من بيار الا ان اجابه ما بالك لو مر احد اللبنانيين ورآني ألن يقول انظروا الى بيار الجميل هنا، ونحن نموت في لبنان. كان يخدم كل من طلب منه خدمة وكان كأنه قد حصد جائزة، بنظره لبنان هو جزيرة الامل في الشرق ومحبته للبنان وتعلقه به جعلانه يرفض متابعة دراسته في فرنسا فعاد الى لبنان يدرس الحقوق في جامعة الحكمة بينما كان الشباب الاخرون يحلمون بالهجرة".

وقال: "انتخب نائبا وعين وزيرا للصناعة واشتهر بالقول المأثور بتحب لبنان حب صناعته، وانفتح على جميع التيارات السياسية فما تعرف عليه احد الا احبه واصبح رمزا لجيل جديد من السياسيين يحلم به كل مواطن مخلص. قتلوه ليقتلوا كل هذه الامال لكن غاب عنهم ان الامل ينبع من ايماننا بالله، آمالنا تجد اساسها في صلابة الاباء والاجداد وفي ايمانهم الراسخ في محبة الله، صلاتنا ان تكون ذكرى استشهاده وعيا اعمق لمعنى الشهادة فننال قوة في الصمود بوجه التحديات وعندها فقط لا يستطيع احد ان يقتل املنا ورجاءنا لان الله معنا".

وعاون زيدان الأب انطوان اشقر ولفيف من الكهنة، كما خدمت القداس جوقة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمه.

نجل الشهيد

وألقى أمين بيار الجميل نية توجه فيها الى روح والده جاء فيها: "اليوم وبعد 8 سنوات من غيابك احس بالفراغ اكثر واشتاق لغمرتك وانظر الى صورتك وارى وجهك الضاحك، انا والكسندر بحاجة لكي ترى نجاحنا في المدرسة وبحاجة الى دعمك لنا وافتخارك بنا، اسأل نفسي لما انت لست الى جانبي عندما احزن او افرح وفي الاعياد، لكن هذا قدرنا ونحن نفتخر به. نعدكم انه مهما حاولوا لن يقتلوا املنا بلبنان اطلب من الله ان يصلي لكل ولد فقد اباه وخصوصا ابناء شهداء الجيش اللبناني".

الرئيس الجميل

وفي الختام كانت كلمة للرئيس أمين الجميل كشف فيها عن مفاجأتين: الأولى البدء بتشييد جامعة في بكفيا باسم بيار امين الجميل وحديقة في ساحة الشهداء تقام فيها النشاطات الثقافية والفنية الشبابية. وقال: "وعدنا لك يا بيار انهم لن يقتلوا املنا بلبنان، استشهادك وسمير الشرتوني ألهم قوافل من الشباب مستعدين للدفاع عن لبنان امام كل المخاطر، ونعرف الخوف في الداخل والخارج. القوافل تعاهدكم ان يعيدوا الثقة والطمأنينة لانهم بتصميمهم وايمانهم سيواجهون كل المخاطر". وتوجه الى بيار قائلا: "نذرت نفسك لشباب لبنان الذين آمنوا بك ولذلك لا نريد ان نخيب املهم بل ان نزيد عزيمتهم. لدي مفجأتين حتى نؤكد ايماننا بالذي انجزته، اولا بدأنا بتشييد جامعة ستحمل اسم "مجمع بيار امين الجميل الجامعي" على ارض قدمتها بلدية بكفيا وقريبا سنلتقي لتدشين المجمع الجامعي. اما المفاجأة الثانية فإصدار بلدية بيروت قرارا بإقامة حديقة باسم بيار امين الجميل في ساحة الشهداء لتكون مساحة ثقافية وفنية من اجل الشباب لتنظيم نشاطات ثقافية تربوية وتكون مساحة ليلتقي فيها كل شباب لبنان ليجددوا إيمانهم ببلدهم وبالحرية". وختم: "بهذه الطريقة نعزز ايمانك بالشباب ونتعاون كلنا ليزيد ايمان الشباب بلبنان، وبالتالي نكون أقوى وأقوى في الدفاع عن لبنان أكان من المخاطر الداخلية ام الخارجية. هذا شعورنا اليوم ومهما فعلنا نظل مقصرين، وهذا انجاز متواضع عله يكون بداية الطريق ليكون استشهادك في سبيل الحرية وسبيل لبنان الاستقلال".

وكانت العائلة ومسؤولو حزب الكتائب وضعوا قبل القداس أكاليل الزهر على ضريح الوزير الشهيد.

 

رسالة مؤثرة من سعيد الى بيار الجميّل

عندما كنت أتابع شهادة الصديق مروان حمادة أمام المحكمة الدولية، عدتُ في ذاكرتي إليك. وأكّدت في خفايا عقلي أنّ العدالة مسارٌ إذا طبِّقت مرّة من أجل الشهيد رفيق الحريري، فستفسح المجال لتطبيقها كلّ مرة، من أجلك ومن أجل الآخرين.

ومن خلال متابعتي لشهادة مروان، قدّرت أكثر معنى شهادتك ومعنى غيابك عنّا. وكأنّك حرَمتَ نفسك من شبابك ومن رؤية أمين وألكسندر وزوجتك باتريسيا، وحرَمت نفسك من الصعود إلى أعلى المرتبات من أجل لبنان، ومن أجل العدالة في لبنان وأيضاً في العالم العربي.

وعندما كنت أتابع مروان أيضاً، استعرضت شريط ذكرياتنا معاً منذ انطلاقة «قرنة شهوان»، ولقاء البريستول وانتفاضة الاستقلال ولقاء 14 آذار حتى استشهادك يا كبير لبنان ويا شيخ شباب الشهداء.

بيار، كما كلّ سنة أفيدك عن أحوالنا، وأؤكّد لك أننا ننتصر أحياناً ونخسر أحياناً أخرى، ننهَض حيناً ونتراجع حيناً آخر، إنما لن نتوقّف حتى تحقيق الأهداف التي وضعناها معاً، وهي: الوحدة الداخلية والسلام من أجل لبنان والاستقلال، وبناء الدولة الواحدة المسؤولة الوحيدة عن مواطنيها وعن أمنهم وحماية حدودهم. هذه السنة، نسعى إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. بعد حوالى 200 يوم على الشغور في بعبدا، وفي هذا السياق لا أبالغ إذا قلت للبنانيين أنّك كنت رئيس أحلامنا وطموحنا، طموح شباب لبنان كله.

ولدت في بيت رئيس وهذا فخر لك، إنما غادرت رئيساً لجمهورية أردناها قوية، فقتلوك. ترَكت في غيابك فراغاً وطنياً كبيراً، لأنك كنت تمتلك الشجاعة في خياراتك السياسية. وعندما عبرتَ «المتحف» في السياسة، غادرت حزبيّتك وبيئتك ومنطقتك إلى رحاب الوطن فاستقبلوك على الضفة الأخرى بالفرح والصدق والشراكة. كنت تمتلك شجاعة المواجهة حتى داخل بيئتك الضيقة، فلم تتراجع في مواجهة كلّ من ادّعى احتكار التمثيل وكلّ من تحالف مع سلاحٍ يشكّل شواذاً في حياتنا الوطنية.

بيار، كنت مع الناس تعيش همومهم اليومية فأحبّوك. وأؤكّد لك يا صديقي أنك ما زلت بين الناس، يذكرونك في كل قرية وبلدة ومدينة زرتها، يذكرون ابتسامتك وشجاعتك وكرم اللقاء معك. لا نزال جميعاً نستمدّ منك شجاعة الإستمرار. حتى يوم اللقاء معك.

 

في ذكرى اغتيال بيار الجميّل.. هذا ما قالته باتريسيا وأمين وألكسندر!

في أسبوع الاستقلال وفي منزلها في الرابية، تستقبلنا عائلة شهيد الاستقلال الشيخ بيار الجميّل وفي ذكرى استشهاده، بكثير من المحبّة والموَدّة والبسمات والنِكات والبساطة. عائلة، باختصار، تُجسّد العفوية والسلام. تقول سيّدة المنزل باتريسيا الجميّل إنّها قد لا تفهم في السياسية كثيراً، وهي لم تحبّها يوماً، إلّا أنّها أحبّت زوجَها. وتكشفُ أنّ أكثر ما جذبَ بيار إليها كان بساطتها وبَسمتها، وهي في المقابل، تعترف بأنّ ضحكته وإنسانيته المرهفَتين أنسَياها حجمَ المسؤولية عند قرارها الارتباطَ بأحد أفراد عائلة الجميّل، ولم تُثنِها المخاطر التي ألمَّت بهم منذ التاريخ عن قرارها في مشاركته المسيرةَ في السرّاء والضرّاء. مّا عن ولدَيها، فتُجيب والضحكة تملأ وجهَها: «سأحدّثكم عنهما قدرَ ما تشاؤون، فهما يشعّان نوراً ويَمنحان البيتَ إشراقةً ويملأانه فرَحاً، لا سيّما عندما يبتسمان، فسِرُّ ضحكتهما النابعة من القلب، أنّها تشبه ضحكة بيار الصادقة والعفوية التي تزرع الأمل وتزيل الألمَ وتُحيي الرجاء». أمين وألكسندر جلسا يُنصتان إلى حديث والدتهما، فيما لم تفارق البسمة ثغريهما، إلّا أنّهما استأذنا ليعاودا متابعة دروسهما بعدما وعدنا أمين بأنّ جلستنا معه ستكون مميّزة عند الانتهاء من حصّته مع أستاذ اللغة العربية، لتعلّقَ باتي (كما أحبّت أن نناديها): «منهمكة هذه الأيام بالفَيقة بكّير للتدريس والمراجعة! ما في مزح السنة! هناك شهادة الـBrevet لأمين».

ومتى تجلسين مع نفسِك؟

تجيبُ السيّدة باتريسيا بغَصّة، من دون أن تفارق البسمة وجهَها: أجلس مع بيار يومياً. وأتمنّى أن تزهر التضحية الكبيرة التي قدّمها لبلده، لأنّني أخاف عندما أرى الاتجاه الذي يذهب إليه البلد. ولكن يجب أن نثق بالأمل الذي زرعه فينا.

• هل أحَبَّ بيار وطنَه أكثر من العائلة؟

- لم يحبّ بيار وطنه أكثر من العائلة، وليس دقيقاً الوصفُ، إنّما كان قلبه كبيراً كفاية ليحبّنا كلّنا سَوياً، وخصوصاً لبنان وحزب الكتائب»، تتنهّد وتضيف... «وبعد كان بيساع». كانت إنسانيته طاغية على شخصيته وفوق كلّ اعتباراته. أعلم «أنّ شقفة من حياتو كانت لعيلتو، أمّا الشقفة الأكبر فكانت لوَطنو».

• ماذا يعني لكِ شهر الاستقلال؟

- كانت لنا مواعيد مؤلِمة مع القدر هذا الشهر، فبالإضافة إلى ذكرى استشهاد بيار الثامنة، فقد غيّبَ الموت والدي. كذلك فقدَت العائلة الشيخ ألكسندر الجميّل الذي أكنّ له مع زوجي بيار معزّةً خاصة، وكانت له بيننا مكانةٌ سياسية مهمّة.

وقد فقدناه منذ أسبوعين، وكان لفكر الشيخ ألكسندر الجميّل السياسي الأثرُ الكبير في الإلمام السياسي لزوجي بيار، فهو كان في غياب الرئيس أمين الجميّل القسري في فرنسا يأتي صباح كلّ سبت إلى منزلنا متأبّطاً قصاصات الجرائد، ويصرّ على بيار قراءتها والاحتفاط بها في أرشيفه.

• كيف أقنعَتِ ابنَ بكفيّا بمصاهرة زغرتا؟

- وُلدتُ في زغرتا في عائلة مسالِمة لم تنتمِ إلى أيّ من الأحزاب السياسية. ويهمّني في هذا السياق التأكيد أنّ بيار، ومن دون جهد منّي أو من العائلة، قد دخلَ إلى قلوب أبناء زغرتا. وقد حزنَ أهلها عليه كحزن أهل بكفيا ولبنان عليه، وبَكوه بقدرهم.

ألم تخافي يوماً من خطر الارتباط بزعيم سياسي من عائلة الجميّل؟

- تعرّفتُ إلى بيار في عامه الـ21، وكنتُ أنا في الـ 20، لم أفكّر كثيراً في الخطر ذلك الوقت، فلم يكن يزاول السياسة عندما التقينا، كان في سَنتِه الجامعية الأولى وكانت عائلته في الخارج، وربّما شعرَ بأنّ السياسة لا تهمّني، فكان يقول لي: لا تخافي لم أحبّ السياسة، وأنا سأزاول المحاماة فقط. تضحك باتي وتضيف: أقول لأقاربي وللأهل: «سايَرني سَنة فقط». عام 1995 قال لي: إنتهى الأمر. سأبدأ بعقد لقاءات للشباب، فأنا أريد تحريك العجَلة مجدّداً، فلم أُرِد أن أقفَ في طريقه.

وكبرَت رغبتُه في العمل لإحياء حزب الكتائب وإنعاشه واستردادِه، وقد حقّق حلمَه بعدما عملَ جاهداً لعودة الرئيس أمين الجميّل إلى لبنان، فكان له ما أراد.

• بمَن تأثرَ الشيخ بيار الجميّل في نظرك؟

- في المرحلة الأولى تأثرَ بوالده، إلّا أنّ بيار عملَ كثيراً على نفسه، فخلق حالة خاصة به. وبتجرّد أرى أنّ شخصية بيار الجميّل تأثرت بالتركيبة الكبيرة لشخصية الرئيس المؤسس جدّه بيّار الجميّل، مع تأثّرِه الأساسي بالطبع بوالده أمين، وأعتقد أنّ هذه هي الحقيقة. كما تأثرَ أيضاً ببشير، ففي النهاية هما من الفرع نفسه، والأساس.

• كيف تصفين الوجه الآخر لبيار؟

- لديه سِرّ ومقدرةٌ على تحريك كلّ ما هو جامد إنْ في المنزل أو في المحيط الذي يتواجد فيه، فورشةُ حزب الكتائب بدأ تنفيذها بيديه، أرادها ورشةً وطنية من دون التفكير بالعواقب. وفي الوقت الذي ترك الكتائبيّون بمعظمهم التزاماتهم الحزبية وبيوتَهم ووطنَهم وغادروا، جاء بيار ليصعقَهم مجدّداً، فتدبّ الروح الوطنية في أوصالهم ويعودوا متلهّفين للمشاركة في ورشة العمار.

• كيف اعتاد أمين وألكسندر على فكرة غياب والدهما منذ ثماني سنوات حتى اليوم؟

- منذ استشهاد بيار عملتُ على تثبيت فكرة أنّ بيار معنا ويَرانا من فوق. فلم يشعر ولداي بفقدانه.

• كيف يتفاعل ولداكِ عندما يُذكر اسمُ والدهما أمامهما؟

- أجمل ما في ولديّ أنّهما عند ذكر بيار، لا ترتسمُ الحسرة على ثغريهما، بل ابتسامةٌ رائعة.

• كيف تصفين علاقتك بالعائلة الكبيرة؟ وهل تلتزمين بالنشاطات السياسية والكتائبية؟

- علاقتي بالعائلة جيّدة جداً، فنحن نجتمع أيام الآحاد، وهي مقدّسة بالنسبة لنا ولهم. وتضيف ضاحكةً: «لا نسجّل الفاولات، فنهار الأحد عائليّ بامتياز، نقصد فيه مع ولديّ منزلَ جدّهما الرئيس أمين الذي ينتظرنا مع عائلته بشوق، وهم يحيطون عائلتي برعاية خاصة وبدَعم لا محدود، وأنا أفتخر بعلاقتي الرائعة بهم.

كما أحاول المشاركة في النشاطات الكتائبية قدر المستطاع. إلّا أنّ اهتمامي الخاص والإضافي هذه السنة بالشهادة الأولى لأمين يمنعني من الالتزام الكلّي، الأمر الذي يسري على دراستي أيضاً بعدما توقّفتُ عن إتمام السنة الأخيرة المتبقّية لي من الماستير في الاتصالات وعالم الإعلام، لأتفرّغ لولديَّ.

• أيّ ولديك أقربُ إلى شخصية بيار الجميّل، أمين البِكر أم ألكسندر؟

- الاثنان لديهما شيء مشترَك من شخصية بيار، إلّا أنّ الذي يملك الكاريزما «والعجقة»، أي عجقة بيار، هو أمين. فهو يتحرّك كوالده تماماً. أمّا ألكسندر فلديه شيء من الجدّية والحسم أكثر، إلّا أنّ ضحكة بيار أراها في وجه «ألكس»، فوجهُه بكامله يضيء وينوّر عندما يضحك... يحبّ مادة الرياضيات، فيما يفضّل أمين التاريخ.

وتضيف: «أرى في أمين كاريزما بيار، وأرى في ألكس جدّية بيار عندما يريد تسجيلَ رأي أو فكرة أو موقف. يعرف ماذا يريد. «بياخِدا جَد». أمين «أبو عجقة» لا يستطيع الجلوس على كرسي مدّة طويلة بلا حراك. تماماً كوالده الذي كان دائم الحركة ويهوى وضعَ لمساته في كلّ شيء.

• هل لدى أمين مَيلٌ إلى السياسة؟

- بدأ يميل إلى العمل السياسي ويستمتع بذلك، والشباب يحضنونه. عندما قرأ النيّة للمرّة الأولى في ذكرى والده تأثّر بـ«الوقفة» وأحبَّ تكرارَها في القدّاس السنوي غداً (اليوم). وهو سيتلو أيضاً نيَّةً عن نفس والده، والفَرق اليوم أنّه أصبح يستوعب ما يقرأ أكثر فيتأثّر بالمضمون.

• وهل بدأا يستمعان إلى خطابات والدهما؟

- نعم يستمعان إليها، خصوصاً أمين الذي بدأ يصغي إليها كلّها، علماً أنّني تجنّبتُ هذا الموضوع بدايةً لأنّني كنت أنزعج من رؤية بيار على الشاشات، فلم أرَها ولم أدعهما يشاهدانها، إلّا أنّ الوضعَ تغيّر اليوم. فهما يشاهدانها ويجلسان قربي بحماسةٍ لسماعها، فيعاود أمين مشاهدة الشريط وتكرار أقوال والده. أمّا ألكسندر فيصمت وتكرج الدموع من عينه ولا يقول شيئاً.

ولتغيير الأجواء، تبتسم السيدة الجميّل وتكشف أنّ أمين بدأ يُخطّط لما سيقول في خطاباته في المستقبل. وعندما سألناها عمّا يفعله ألكسندر حين يخطب شقيقه أمين أمامه، تجيب ضاحكة: «ألكسندر يصغي ويبدأ بالتنظير علينا»!

لحظات لا يمكن نسيانها معه؟

- لم يقُل كلّا يوماً للأولاد، وكان يجلب الهدايا معه عند العودة، ويقول لي: «لا أراهما كثيراً، قولي أنتِ لا واتركيني أقول لهما نعم». حاوَل بيار دوماً الوصول إلى المنزل مساءً في فترة استحمام الأولاد، وهو لطالما أحبَّ مشاركتي هذه اللحظات، وقد أمضينا سنواتٍ كثيرة أنا وأمين وألكسندر، عندما يحين موعد الاستحمام مساءً ولدى سماعنا إغلاقة الباب ليلاً... نجفل.

أمين ونشيد الكتائب

لم نجفَل من اختراق أمين جلستنا بعدما عاد من درسه متحمّساً للمشاركة في الحوار كما وعدنا، وذلك بعدما سمحَ لنفسِه بفترة استراحةٍ أخرى ليفيَ بوعده ويعطينا حصريّاً مقابلته الصحافية الأولى! تُسارِع والدته إلى احتضانه، لافتةً إلى أنّه سيبلغ الرابعة عشرة من العمر عشيّة عيد الميلاد، إلّا أنّ أمين كان قد استوى في جلسته مستعداً للحوار.

• أرى أنّك لا تحبّ اللغة العربية؟ هل يزعجك الكلام باللغة العربية، وهل تجدها صعبة؟

يضحك أمين بيار الجميّل من قلبه ويجيب: صحيح هي صعبة ولا أحبّها، ولكنّني سأتعلمها وأتقنها، لأنّها لغة والدي وبلدي، ولأنّني قرّرتُ أن أصبح محامياً لامعاً كوالدي، لذلك يلزمني تعلّمها جيّداً وإتقانها وسأفعل ذلك.

غير المحاماة، ماذا كنتَ لتفعلَ لو خُيّرت؟

- أحبّ العمل السياسي، ربّما سأكون رجُلاً سياسياً، ولكن أحبّ الرياضة أيضاً، وخصوصاً كرة القدم. وربّما كنت سأغدو لاعبَ كرة قدَم مشهوراً كخَيار آخر.

• مَن هو زعيمُك المفضّل؟

- والدي طبعاً، وبعده جدّي أمين وعمّي سامي بالتأكيد. وأحبّ قضاءَ أوقاتي مع جدّي وعمّي والشباب.

• مَن هو فريقُك المفضّل؟

- برشلونة، فيما يفضّل شقيقي أليكس تشيلسي.

• هل تتابع برامجَ تلفزيونية معيّنة؟

- أتابع البرامج الأجنبية التثقيفية، إلّا أنّني أحبّ متابعة نشرات الأخبار المحلّية.

• هل تحبّ الغناء؟ وماذا تُنشد؟

يبتسم ويجيب: أحبّ نشيد الكتائب، ولكنّني أفضّل غناء «عالصخر منحفر كتائب».

• ومَن تحبّ؟

- أحبّ لبنان وعائلتي.

• إلى أيّ درجة تحبّ لبنان؟

- قد ما حَبّو بيّي.

• هل تعلم كم أحَبَّ والدُك بيار لبنان؟

- بَعرف... استشهد كرمالو.

• هل استمعتَ إلى خطابات والدك؟

- نعم، وأفعل ذلك بصورة متواصلة، وأحبّ تردادها، وتردادَ بعض الشعارات التي أثّرَت فيّ.

• ما هي المواقف والشعارات التي أثّرَت فيك؟

- تستوقفني السيارات في شوارع بيروت التي ما زالت تضع على زجاجها الشعار الذي أطلقه أبي عندما كان وزيراً للصناعة «بتحِب لبنان.. حِب صناعتو». وأتسابَق مع شقيقي ألكسندر لتعدادها ونفرَح بالنتيجة.

• وأيّ الخطابات أحَبُّ إلى قلبك؟

- أحبّ ذلك الخطاب الذي أطلّ فيه والدي من بكفيا أمام تمثال جدّي بيار الجميّل في ذكرى وفاته، فقال فيه: «مين قال إنّو بيار الجميّل مات، بيار الجميّل عايش بكلّ واحد فينا».. وينظر أمين إلى السماء وبضحكةٍ واثقة غلّفتها غصّة خفيّة يقول: «أنا بدوري سأقول للّبنانيين وللكتائبيّين غداً: «مين قال إنّو بيار الجميّل وبيّي بيار أمين الجميّل ماتوا.. بيار المؤسّس وبيي بيار الجميّل عايشين بكلّ واحد فينا». 

مارلين وهبة |  الجمهورية

 

أكاليل باسم "الجمهورية اللبنانية" على ضرائح رجال الاستقلال المشنوق: انتخاب رئيس فوق أي اعتبار

22 تشرين الثاني 2014/النهار

في سياق تكريم رجالات الاستقلال في الذكرى الحادية والسبعين لاستقلال لبنان ، وضع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إكليلا من الزهر باسم "الجمهورية اللبنانية" على ضريح والده صائب سلام في حضور وزير البيئة محمد المشنوق وشخصيات.

وزار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ووضع اكليلا على وقع لحن الموت، وألقى كلمة قال فيها: "انه ضريح "الجندي المعلوم" الذي سقط في وضح النهار وهو يخوض معركة النهوض بلبنان، وافتتح باستشهاده معركة الاستقلال الثاني التي دفع لبنان في سياقها خيرة شبابه". أضاف: "أعود اليوم الى الشهيد رفيق الحريري، الى هذه الحقيقة المستمرة في سيرة لبنان. أعود اليه اليوم تحديدا، في عيد استقلال لبنان البلا رأس، مؤمنا بأنه ما كان ليهدأ أو يتأخر عن قيادة معركة حماية الرئاسة، قيمة ومقاما، تماما كما يفعل الرئيس سعد الحريري اليوم، رافعا، ومعه كل الأحرار، معركة انتخاب رئيس للبلاد فوق اي اعتبار سياسي او مصلحي او اي معركة جانبية.

أعود الى رفيق الحريري كحالة استقلال في ذاتها، وهو الذي طالما أدرك الاستقلال ومارسه، ليس كحالة سياسية لكيان أو شعب فقط، بل بوصفه ممارسة فردية أولا تكون في الاستقلال عن الذات وانانيتها وأمراضها، الاستقلال عن ثقافة التقوقع والانغلاق والتشاؤم ورفض الاخر، الاستقلال عن ثقافة اللاحوار واللاتسوية وان كان دائما بعنوان العدل والعدالة والمساواة لكل اللبنانيين".

ووضع وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم إكليلا على ضريح الرئيس بشارة الخوري في مدافن رأس النبع، في حضور نجله ميشال الخوري، فيما وضع وزير الإعلام رمزي جريج اكليلا على ضريح الرئيس رياض الصلح في الأوزاعي.

وفي بيروت ايضا ، وضع النائب محمد قباني إكليلا على ضريح عدنان الحكيم في مدافن الباشورة، فيما وضع النائب ميشال موسى اكليلا على ضريح حبيب ابي شهلا في مار الياس.

وفي جبل لبنان، وضع النائب علاء الدين ترو اكليلا على ضريح الرئيس كميل شمعون في دير القمر، فيما زار النائب نعمة الله ابي نصر ضريح الرئيس فؤاد شهاب في غزير حيث وضع اكليلا على وقع نشيد الخلود.

وزار وزير السياحة ميشال فرعون "بيت الاستقلال" في بلدة بشامون - قضاء عاليه، لرعاية الاحتفال الذي أقامته البلدية والاهالي بعد ترميم البيت فيما وضع وزير الاعلام رمزي جريج اكليلا على ضريح الامير مجيد ارسلان في خلده، في حضور رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان وشخصيات. ووضع وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي اكليلا عند تمثال مؤسس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ بيار الجميل في بكفيا في حضور الرئيس امين الجميل فيما زار النائب يوسف خليل ضريح سليم تقلا في زوق مكايل.

وشمالا، وضع وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس إكليلا على ضريح عبد الحميد كرامي في باب الرمل في طرابلس في حضور الوزير السابق فيصل كرامي وشحصيات، فيما وضع النائب قاسم عبد العزيز اكليلا على ضريح حميد فرنجيه في اهدن، في حضور النائب السابق سمير فرنجيه. وجنوبا، وضع النائب ميشال موسى اكليلا على ضريح الرئيس عادل عسيران في محلة بوابة الفوقا، في حضور النائب بهية الحريري التي وضعت بدورها اكليلا من الزهر.

وبقاعا، وضع وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر إكليلا على ضريح الرئيس صبري حماده في الهرمل فيما زار النائب قاسم هاشم قلعة الإستقلال في راشيا الوادي، متفقدا الأجنحة والأقسام التي اعتقل فيها رجالات الاستقلال عام 1943.

 

عائلة الجندي علي قاسم علي تبلغت نبأ استشهاده من ابراهيم

الجمعة 21 تشرين الثاني /2014 /وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش، أن عائلة الجندي علي قاسم علي، تبلغت نبأ استشهاده من اللواء عباس ابراهيم. وكانت عائلة الشهيد تعتقد انه من بين الجنود المخطوفين، ليتبين لاحقا انه استشهد خلال المعارك في عرسال. وتجري الان مفاوضات لتسليم الجثة

 

الملكة اليزابيث الثانية هنأت الشعب اللبناني بعيد الاستقلال

الجمعة 21 تشرين الثاني 2014 /وطنية - وزعت سفارة المملكة المتحدة البريطانية في لبنان رسالة من الملكة اليزابيث الثانية للشعب اللبناني لمناسبة عيد الاستقلال، جاء فيها: "يسرني أن أتوجه للشعب اللبناني بالتهاني وأحر التمنيات بحلول عيد الاستقلال، واتمنى للبنان حسن المصير والاستقرار والفرح في هذا العام".

 

اوباما أسف لمرور ذكرى الاستقلال ولبنان من دون رئيس: الدولة وحدها مسؤولة عن الدفاع عن الحدود

الجمعة 21 تشرين الثاني 2014 / وطنية - أكد الرئيس الاميركي في رسالة الى الشعب اللبناني بمناسبة عيد الاستقلال، ان "الولايات المتحدة تأسف أن تمر هذه الذكرى من دون وجود رئيس منتخب للجمهورية اللبنانية، وهو رمز مهم لوحدة الامة وعامل رئيسي في تعزيز سيادة واستقرار لبنان. ويجب أن يكون انتخاب الرئيس قرارا لبنانيا بحتا، ولكنه قرار يجب أن يتخذ لصالح الشعب اللبناني".وقال: "نحن أيضا فخورون بعلاقتنا الطويلة الأمد مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وبمساهماتنا لتطوير مؤسسات الدولة هذه التي لها وحدها الشرعية والمسؤولية في الدفاع عن حدود لبنان وحماية مواطنيه، وهي مسؤولة تجاه جميع اللبنانيين. ستواصل الولايات المتحدة الوقوف مع شركائها اللبنانيين في مواجهة التهديدات التي يشكلها المتطرفون لبلدينا وللعالم".

وفي ما يلي نص الرسالة:

"فيما يحتفل الشعب اللبناني بذكرى الاستقلال في 22 تشرين الثاني، أتقدم والشعب الاميركي إليه بأحر التهاني. إن الولايات المتحدة تدعم بقوة المبادىء التأسيسية للبنان من سيادة واستقلال وممارسة الحريات للجميع.

كأصدقاء للشعب اللبناني، تأسف الولايات المتحدة أن تمر هذه الذكرى من دون وجود رئيس منتخب للجمهورية اللبنانية، وهو رمز مهم -غائب- لوحدة الامة وعامل رئيسي في تعزيز سيادة واستقرار لبنان. يجب أن يكون انتخاب الرئيس قرارا لبنانيا بحتا، ولكنه قرار يجب أن يتخذ لصالح الشعب اللبناني. إن الولايات المتحدة فخورة بعلاقاتها القوية مع الشعب اللبناني. وهذه العلاقات تشمل روابط اقتصادية وثقافية وتعليمية على مدى أجيال عديدة. وقد عززت هذه الروابط بفضل المساهمات العديدة للأميركيين من أصل لبناني. ونحن أيضا فخورون بعلاقتنا الطويلة الأمد مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وبمساهماتنا لتطوير مؤسسات الدولة هذه التي لها وحدها الشرعية والمسؤولية في الدفاع عن حدود لبنان وحماية مواطنيه، وهي مسؤولة تجاه جميع اللبنانيين. ستواصل الولايات المتحدة الوقوف مع شركائها اللبنانيين في مواجهة التهديدات التي يشكلها المتطرفون لبلدينا وللعالم. إن الشعب اللبناني هو من الشعوب الاكثر ثباتا في العالم. أنا واثق أنه، وبدعم من المجتمع الدولي، يستطيع اللبنانيون الاستمرار التغلب على الصعوبات وبناء طريق إلى الاستقرار والازدهار في مواجهة التحديات العديدة التي يواجهها لبنان في المنطقة اليوم. إن الشعب اللبناني يستحق هذا وأكثر. في هذه المناسبة السعيدة، أتقدم بتقديري لهم وللعلاقات الدائمة بين بلدينا".

 

قهوجي: لو لم نُحبط حُلم الإمارة الظلامية لدخلنا في حرب أخطر ممّا يتصوّرها البعض

22 تشرين الثاني 2014/النهار

وجه قائد الجيش العماد جان قهوجي "أمر اليوم" إلى العسكريين في الذكرى الـ71 للاستقلال، جاء فيه: "للمرة الثانية على التوالي، يفرض علينا الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، إلغاء احتفال وطني عزيز على قلوب أبناء الوطن جميعا. ففي الأول من آب اعتذرنا الى اللبنانيين عن عدم إجراء احتفال تقليد الضباط المتخرجين السيوف، واليوم ألغينا إقامة العرض المركزي لمناسبة عيد الاستقلال، آملين أن تشهد البلاد انتخابا لرئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن، مما يسهم بكل تأكيد، في انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة الوطنية إلى مسارها الطبيعي". أضاف: "تطل ذكرى الاستقلال، ولبنان مهدد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء. فبالأمس القريب أنتم من أفشل هذا المخطط بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى الأبطال، وأنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر، والتي لو حصلت، لأدت إلى أحداث مذهبية مدمرة تشمل لبنان بأسره، ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض. فكان تصديكم للتنظيمات الإرهابية وعزلكم لها في منطقة عرسال، ثم إنهاء وجودها الشاذ في مدينة طرابلس ومحيطها بسرعة قياسية، محط تقدير اللبنانيين وإعجاب دول العالم. واعلموا أن قرارنا واضح: إن الحرب ضد هذه التنظيمات مستمرة، فلا هوادة ولا استكانة في قتال الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان. وإن القيادة ستواصل بذل أقصى الجهود، ولن تدّخر وسيلة في سبيل تحرير رفاقكم المخطوفين لدى هذا الارهاب، وعودتهم الى مؤسستهم وعائلاتهم. في موازاة مواجهتكم البطولية للارهاب، كونوا على أتمّ الاستعداد لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يعمل على استغلال الظروف الإقليمية للامعان في خروقه واعتداءاته، واحرصوا على التزام القرار 1701 ومندرجاته بالتنسيق مع القوة الدولية، وحماية المياه الإقليمية من محاولة هذا العدو استحداث منطقة بحرية عازلة، وواظبوا على حماية مسيرة السلم الأهلي في البلاد". وللمناسبة وضع قائد الجيش، ورئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان وعدد من كبار ضباط أجهزة القيادة، إكليلا على نصب شهداء الجيش في وزارة الدفاع الوطني، "تكريما لأرواحهم الطاهرة، وتقديرا لتضحياتهم الكبيرة في الحفاظ على وحدة الوطن واستقلاله". وأقيم في باحة وزارة الدفاع الوطني، احتفال رمزي جرت في خلاله مراسم رفع العلم وتلاوة "أمر اليوم".

كذلك أقيمت احتفالات رمزية في قيادات المناطق العسكرية والوحدات الكبرى والقطع المستقلة، تخللتها تلاوة "أمر اليوم" ووضع أكاليل على الأنصاب التذكارية للشهداء. وأقامت قيادة منطقة البقاع العسكرية عرضا عسكريا صباحاً في ثكنة أبلح، وتلي "أمر اليوم"، واختتم الاحتفال بعرض عسكري. كذلك احتفلت منطقة الشمال العسكرية بالمناسبة في ثكنة بهجت غانم في القبة - طرابلس.

 

الحريري يدعو لرئيس "يعطّل الفتنة": من المشين ان يحل الاستقلال وليس بيننا رأس الدولة

نهارنت/شدد رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري على انه من "المشين" ان يحلّ عيد الاستقلال في ظل غياب رأس الدولة، ووسط "حرقة" أهالي عسكريي عرسال المحتجزين لدى الجماعات الارهابية، داعياً الى رئيس "يعطل ألغام الفتنة".

وفي بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، الجمعة، لفت الحريري الى ان العديد من "المآسي والحروب تعاقبت على أيام الاستقلال، وحجبت عن اللبنانيين فرحة الاحتفال بعيدهم الوطني، وإقامة العروض العسكرية في العاصمة وتنظيم الاستقبال التقليدي في القصر الجمهوري".

الا انه أشار الى ان "المرارة" أصبحت مضاعفة هذا العام "بسبب غياب رأس للدولة يمثل رمزيتها الوطنية والدستورية ويعبّر عن روح الصيغة التي قامت عليها دولة الاستقلال".

هذا الى جانب "الحرقة التي تعيشها أمهات وزوجات وآباء وأولاد العسكريين المخطوفين (لدى الجماعات الارهابية منذ مطلع آب الفائت، اثر معارك عنيفة بين الجيش ومسلحين ارهابيين)، ويتردد صداها في بيوت اللبنانيين جميعاً"، يتابع الحريري.

واعتبر انه لـ"أمر مشين ومُريب، أن يحل عيد الاستقلال وليس بيننا رئيس للجمهورية، يعطيه الدستور حصراً شرف القَسَم للمحافظة على استقلال الوطن وسلامة أراضيه".

ومنذ أيار الفائت، يعيش لبنان فراغاً رئاسياً بسبب رفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته وفشل النواب في التوافق على رئيس جديد، الامر الذي انعكس بالتمديد لمجلس النواب، مطلع الجاري، لرفض البعض اجراء الانتخابات النيابية في ظل الفراغ الرئاسي، وسط مقاطعة نواب "الكتائب" و"التيار الوطني الحر" وتصويت ضد التمديد من قبل نائبي "الطاشناق". وجدد الحريري الدعوة الى "خارطة الطريق تحمي لبنان من العواصف المحيطة، والى المبادرة دون أدنى تأخير لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، يضع في أولوياته إحياء الحوار الوطني وتعطيل ألغام الفتنة، وفك الاشتباك الأمني والعسكري مع الحرب السورية". وأوضح ان هذه الخارطة "تشكّل القاعدة المتينة للاستقرار المطلوب، والبيئة الحاضنة للجيش ودوره في ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب واسترداد العسكريين المخطوفين، وجسر العبور إلى دولة الاستقلال التي كانت وستبقى محط أنظار جميع اللبنانيين". وشدد الحريري في بيانه على ان الاستقلال، هو "ترجمة لمفاهيم السيادة والحرية والعدالة وتداول السلطة"، مضيفاً "أي معنى يبقى من الاستقلال إذا كانت الغاية من الحياة السياسية استبدال سلطة الانتداب بسلطة الفراغ في المؤسسات الدستورية". ورأى ان إصرار البعض على "الدوران في حلقة الشغور وإبقاء رئاسة الجمهورية رهينة متغيرات خارجية، هو إصرار على بقاء لبنان في دوامة الانقسام والضياع، وأكبر إساءة توجه لتلك النخبة من رجال لبنان، التي صنعت الاستقلال وجعلته قاعدة لولادة الميثاق الوطني وتأكيد صيغة العيش المشترك". يُشار الى ان رئيس الحكومة تمام سلام، ألغى مراسم الاحتفال بالعيد الـ71 للاستقلال، بسبب الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، وسيتم الاكتفاء بوضع أكاليل زهور على اضرحة الشهداء بإسم الجمهورية اللبنانية.

 

مصادر قيادية في “المستقبل” لـ”السياسة”: الاستحقاق الرئاسي أساس الحوار مع “حزب الله” 

بيروت – “السياسة”: يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري إشاعة أجواء تفاؤلية بما يتصل بالاستحقاق الرئاسي, رافضاً الإفصاح عن أسباب هذا التفاؤل, وبالرغم من أن الأجواء الداخلية والإقليمية لا توحي بانفراجات وشيكة يمكن أن تنعكس إيجابيات على الوضع الداخلي في لبنان, سواء بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي أو إلى معاودة الحوار بين “8 و14 آذار” وتحديداً بين “حزب الله” وتيار “المستقبل”. وعلمت “السياسة” في هذا السياق, أن الرئيس بري يسعى جهده لتعبيد الطريق أما استئناف الحوار بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” باعتبار أن هذه الخطوة في حال حصولها ستترك إيجابيات كثيرة على الوضع الداخلي وتهدئ الأجواء المحتقنة, بما يساعد على حلحلة العقد أمام الإستحقاق الرئاسي, بما يمكن من معالجة الفراغ الذي يوشك بعد أيام قليلة على دخول شهره السابع, مع أن الصعوبات لا تزال كبيرة أمام إيجاد حل لهذا المأزق, لكن الحوار من وجهة نظر مقربين من بري أفضل بكثير من اللاحوار, ومن شأن هذه الخطوة أن تفتح كوة ولو صغيرة في الجدار المسدود, ربما تفضي إلى حلول في المرحلة المقبلة. والسؤال الذي يطرح هنا هل سينجح الرئيس بري في مساعيه ويجمع “حزب الله” و”المستقبل” على طاولة واحدة? وفي هذا الإطار, قالت أوساط قيادية بارزة في تيار “المستقبل” في تصريحات لـ”السياسة”, إنه لا يمكن العودة للحوار لمجرد الحوار, وإنما يجب أن نحصل على تعهد من جانب “حزب الله” بالالتزام ما ينتج عن هذا الحوار وتحديداً ما يتصل بالاستحقاق الرئاسي, باعتبار أن المدخل لاستمرار الحوار مع “حزب الله” هو التفاهم على إجراء الانتخابات الرئاسية لملء الفراغ القائم وإخراج البلد من أزمته التي تنذر بمخاطر عدة في المرحلة المقبلة.

وأكدت أن “المستقبل” لن يذهب إلى أي حوار إذا وجد أن الفرق الآخر ليس مستعداً لتقديم التنازلات المطلوبة لإنجاح مثل هكذا حوار.

 

مصادر قيادية في “المستقبل” لـ”السياسة”: الحريري لن يختار إلا مرشحاً من “14 آذار”  

بيروت ـ “السياسة”: تتزايد التسريبات في الأوساط السياسية والإعلامية منذ فترة غير قصيرة عن سيناريو محتمل يجري العمل على أساسه, قد يفضي إذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها إلى انتخاب رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية, على أن يكون رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري رئيساً لحكومة العهد الجديد, الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات والاستفسارات في الأوساط السياسية في “14 آذار” وخارجها, بالرغم من أن هذا السيناريو مازال مجرد تكهنات إعلامية.

وفي هذا الإطار, أكدت مصادر قيادية في تيار “المستقبل” لـ”السياسة”, أن لا تفاهمات حصلت بين الرئيس الحريري والنائب عون بشأن الاستحقاق الرئاسي, مشيرة إلى أن كل ما جرى في اللقاء الذي جمع الرجلين في روما كان توافق على تعبيد الطريق أمام ولادة حكومة الرئيس تمام سلام, لا أكثر ولا أقل. وشددت على أن ملف الاستحقاق الرئاسي لم يبحث في هذا اللقاء بشكل مفصل, بقدر ما كان تأكيد على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها تجنباً للفراغ الذي لا يحتمله لبنان, بالنظر إلى نتائجه السلبية على الأوضاع الداخلية.

وجزمت المصادر لـ”السياسة” بأن الرئيس الحريري سيدعم مرشحاً من قوى “14 آذار” لرئاسة الجمهورية, على أن تعقد قوى “14 آذار” اجتماعاً في وقت قريب للبحث في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي والتوافق على مرشح إجماع لخوض الاستحقاق في مواجهة مرشح “8 آذار”, مشددة على أن العلاقات بين تيار “المستقبل” وحلفائه في “14 آذار” على أفضل ما يرام وخاصة مع “القوات اللبنانية”, ومشيرة إلى أن الرئيس الحريري تعامل بإيجابية مع إعلان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ترشيحه للرئاسة الأولى, لأن ذلك من حقه.

ودعت المصادر البعض إلى الخروج من الأوهام وتفسير الأمور على غير حقيقتها, لافتة إلى أن الحريري لا يمكن أن يختار مرشحاً للرئاسة إلا من ضمن فريق “14 آذار”, لكي يأخذ على عاتقه مهمة استكمال تطبيق مبادئ وأهداف انتفاضة الاستقلال على طريق لبنان سيد حر مستقل, في محيطه العربي والدولي. وشددت على أن المملكة العربية السعودية تعتبر الاستحقاق الرئاسي شأناً لبنانياً داخلياً ولا يمكن أن تتدخل فيه أو تعمل لمصلحة هذا المرشح أو ذاك, وبالتالي فهي على مسافة واحدة من الجميع وما يهمها أن تجري الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري. من جهته, أوضح عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري, أمس, ان “المنطق يقول انه يجب على قوى “14 آذار” ان ترشح من يُمثلها لتولي رئاسة

 

بكركي ترد.. نحتفظ بكل حقوقنا في اللجوء إلى القضاء

الوكالة الوطنية للاعلام L صدر عن أمانة سر البطريركية المارونية البيان الآتي:

"دأبت بعض وسائل الاعلام على تناول مقام السيد البطريرك ودوره الوطني، كلما كان له موقف وطني حازم. فبيانا للواقع نوضح التالي:

1- إن إدارة أملاك وأموال البطريركية محكومة بالقوانين الكنسية والمدنية وأمانة الاشخاص القيمين عليها، وليست، كما لم تكن يوما، مجال تأثير لأغراض من أي نوع كانت أو لأي نفع شخصي.

2- إن البطريركية، وانطلاقا من حرصها على سياسة الإنماء التي تنهجها، ما توقفت يوما عن أعمال البناء والمساهمة في تأدية واجباتها الدينية والوطنية من خلال تقديم العقارات وما تملك، سواء عن طريق الإدارة أو الاستثمار أو أي سبيل قانوني آخر، انطلاقا من حرصها ورسالتها على تأمين فرص عمل لطالبيها.

3- مرة جديدة نهيب ببعض وسائل الاعلام أن تبقى ملتزمة دورها والقوانين ومواثيق الشرف والاخلاقية والموضوعية، كي تبقى كرامة الناس والمؤسسات مصونة، حيث لا يستقيم لها دور إلا بعد التحقق من صحة الخبر، فلا يبقى بعدها من مكان لخبر مصطنع وكاذب يسيء بنوع خاص الى صانعه والى كرامته وضميره. اما البطريركية فليس لها من هدف شخصي في مواقفها سوى مصلحة الوطن والناس.

4- إن محاولات النيل من مواقف صاحب الغبطة لا تخدم المصلحة الوطنية للبلد في هذا الظرف الدقيق، وهو الذي يستلهم مواقفه من روحية الكنيسة ومرجعية البطريركية التاريخية ورسالة لبنان التي يدافع عنها في كل المحافل الدولية ومن أجل كل اللبنانيين.

تطالب امانة سر البطريركية وسائل الاعلام التي تقدر دورها وجهودها في خدمة الحقيقة أن تتوخى الدقة والموضوعية في كل ما تقول وتكتب، مستوضحة امانة سر البطريركية المستعدة دائما لخدمة الحقيقة واهدافها الواضحة.

من هنا، وإحقاقا للحق والحقيقة، فإننا نحتفظ بكل حقوقنا لاتخاذ أي موقف قانوني نراه مناسبا".  

 

شيخ العقل هنأ بالاستقلال: لدعم الجيش والقوى الأمنية للذود عن لبنان وتثبيت أمنه

الجمعة 21 تشرين الثاني 2014 / وطنية - توجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ب"التهنئة إلى اللبنانيين جميعا، لمناسبة عيد الاستقلال، على رغم أنه يأتي هذا العام فيما البلاد لا رئيس للجمهورية فيها، وأوضاعها الأمنية والسياسية والاقتصادية مشوبة بالقلق والحذر، فيما عدد من أبناء المؤسسات العسكرية والأمنية لا يزالون مخطوفين، والأجواء العامة لا توحي بانفراجات قريبة." وإذ أسف " لهذا المشهد الذي ينغص الاستقلال، ناشد القيادات السياسية جميعها العمل الحثيث لإنقاذ لبنان من كل ما يحيط به من تحديات خارجية، وما يعتريه من مشاكل داخلية، وأن يبادروا سريعا الى انتخاب رئيس للجمهورية، وأن يعيدوا الحياة الدستورية إلى طبيعتها"، داعيا الحكومة إلى "العمل الحثيث واليومي في خدمة مصالح الناس وحمايتهم في لقمة عيشهم ومعالجة همومهم الحياتية"، مشددا على "ضرورة تقديم كل الدعم المطلوب الى الجيش والقوى الأمنية القادرة وحدها على الذود عن لبنان وتثبيت أمنه وسلمه واستقراره ومكافحة الإرهاب وحماية الحدود، وصد الأخطار من العدو الإسرائيلي"، راجيا أن "نصل قريبا إلى مرحلة يشعر فيها اللبنانيون بالاستقلال الحقيقي".

 

المجلس العدلي نظر ب 3 ملفات متفرعة من قضيتي نهر البارد وعين علق

الجمعة 21 تشرين الثاني 2014 /وطنية - أعلن المكتب الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان أن "المجلس العدلي المؤلف من القاضي أنطوني عيسى الخوري رئيسا بالإنابة، والقضاة الأعضاء: جوزف سماحة، بركان سعد، غسان فواز، وناهدة خداج نظر في الجلسة التي عقدها في قصر عدل بيروت في 21/11/2014 بثلاثة ملفات متفرعة عن قضية الاعتداء على أمن الدولة في منطقة مخيم نهر البارد وملف الاعتداء على أمن الدولة في محلة عين علق، فأرجأ الملف رقم 26 للحكم إلى 5/12/2014. أما في الملف رقم 37 والملف المتعلق بقضية عين علق فقرر رئيس المجلس بالإنابة تكرار سوق المتهمين الثمانية الذين تمنعوا عن المثول في الجلسة الراهنة إلى الجلسة المقبلة المحددة في 19/12/2014 والتوضيح إلى القوة المولجة بحراسة السجن بوجوب تنفيذ قرار السوق بحرفيته تحت طائلة المسؤولية، ما لم يقم مبرر قانوني يحول دون السوق، وتسطير كتاب إلى حضرة النائب العام لدى محكمة التمييز لإجراء المقتضى بهذا الخصوص، حرصا على حسن سير العدالة ومنعا للتأخير في المحاكمة. وقبل المجلس المعذرة الطبية المقدمة من أحد المتهمين في الملف رقم 11 المتفرع عن ملف الاعتداء على أمن الدولة في منطقة مخيم نهر البارد، وأرجأ الجلسة إلى تاريخ 19/12/2014".

 

هذه هي شروط "حزب الله" للحوار مع "المستقبل"

لايزال موضوع الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" في دائرة الاهتمام والمتابعة السياسية والإعلامية، في وقت يواصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحركاته بقوة في هذا الاتجاه. وأشارت مصادر في قوى 8 آذار الى ان "وجهة نظر داخل هذا الفريق تجزم بأن تيار المستقبل غير جاهز الآن للشروع في أي حديث سياسي جدي مع حزب الله انطلاقا من اعتقادها بوجود موقفين من هذا الحوار: موقف يعبر عنه الرئيس سعد الحريري الذي أبدى انفتاحا للحوار، والآخر يعبر عنه الرئيس فؤاد السنيورة الذي لايزال يتحفظ ويضع الشروط ومنها تخلي الحزب عن ترشيح رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الى رئاسة الجمهورية". ولفتت الى ان "بعض شخصيات التيار أبدوا بدورهم رفضهم علنا هذا الحوار، إذ يعتبرون ان أي تواصل سياسي مع حزب الله في ظل وجوده في سوريا وامتلاكه السلاح وعدم استكمال البحث في الاستراتيجية الدفاعية وهو هزيمة سياسية جديدة واعتراف بأمر واقع يرغب الحزب بتكريسه والقفز عنه". واوضحت المصادر ان "المستقبل" لن يبادر الى الحوار مع الحزب إلا بعد انتهاء الإدلاء بالشهادات أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي في شأن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكذلك بعد انتهاء جولة المفاوضات الجارية حاليا بين إيران والدول الغربية في 24 الجاري وباحتمال خروجها باتفاق في ظل التوقعات الشائعة في هذا الصدد". وحمّلت المصادر في قوى 8 آذار "تيار المستقبل" مسؤولية التأخير في انطلاق الحوار، خصوصا ان الحزب على استعداد لهذا الحوار في الشؤون الداخلية المتعلقة بالانتخابات الرئاسية وقانون الانتخابات والحكومة، أما سلاح المقاومة والتدخل في سوريا فهما خارج أي بحث".

المصدر :الأنباء الكويتية

 

ما جديد المفاوضات بشأن العسكريين المخطوفين؟

على صعيد المداولات التي جرت في مجلس الوزراء، فقد وصفت مصادر وزارية لصحيفة “اللواء” الجلسة بانها “كانت عادية وانتهت بسرعة قياسية غير مسبوقة”، مشيرة إلى انه “بعد ان تلا رئيس الحكومة تمام سلام رسالة الاستقلال إلى اللبنانيين امام الوزراء، رغب في اطلاعهم على موضوع المفاوضات الجارية في شأن تحرير العسكريين المخطوفين، مشيراً إلى ان هذه المفاوضات ما زالت تراوح، وأن خلية الأزمة اجتمعت أمس الأوّل لمتابعة معالجة هذا الموضوع الدقيق والمعقد، آملاً ان تؤدي هذه المعالجة إلى النتيجة المرجوة”.

واشارت الى انه “قبل ان ينتقل مجلس الوزراء إلى بحث جدول أعماله المؤلف من 43 بنداً، عرض وزير الاشغال غازي زعيتر الأسباب التي أدّت إلى إغلاق نفق المطار بسبب الأمطار التي هطلت في الأسبوع الماضي”، لافتاً إلى ان “المياه تدفقت إلى النفق من مكان آخر، وأبلغ الوزراء انه ارسل تقريراً بهذا الموضوع إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، محدداً المسؤوليات، متحدثاً بصراحة على تعديات على مجرى نهر الغدير”.

واوضحت المصادر الوزارية انه “لا يجوز تحميل مسؤولية التقصير لأحد بسبب هذه التعديات كاشفة انه من الصعوبة بمكان معالجة الأمر بسرعة لا سيما إذا كانت هناك عاصفة جديدة ستحل على لبنان في نهاية الأسبوع”.

واكدت المعلومات ان “تشنجاً رافق الجلسة، بسبب انتقاد وزراء “التيار الوطني الحر” لأداء وزارة الاشغال، الذين انتقدوا ما اسموه عدم توازن المشاريع التي تنفذها الوزارة، الأمر الذي أدى إلى عودة السجال بينهم وبين الوزير زعيتر، وبالتالي إلى تأجيل البت بهذا الملف الذي اعده وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب”.

اما ملف الفيول اويل المدرج على جدول الأعمال، فكشفت المصادر انه “تقرر تأجيل البحث فيه ريثما ينتهي بعض الوزراء من وضع ملاحظاتهم على دفتر الشروط، مع تأكيدها ان المسألة تقنية بحتة”.

واشارت الى انه “لا يمكن الحديث منذ الآن عن مناقصة قبل الانتهاء من دفتر الشروط، مع التركيز على ان ملف الفيول اويل من صلاحية وزارة الطاقة، وهذه نقطة خلافية لم يجر بتها. ان بند الترخيص لكليات في جامعات لبنانية استحوذ على نقاش دام ساعة ونصف الساعة، وتركز على الآلية الواجب اتباعها في هذا المجال، وما إذا كان الأمر يتصل بتراخيص كليات أم فروع جديدة في الجامعات، كذلك فتح نقاش حول المستوى العلمي المنشود للتعليم الجامعي في لبنان”.

المصدر :اللواء

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 21/11/2014

الجمعة 21 تشرين الثاني 2014

 * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

أكبر من طقس شتوي وأصغر من عاصفة. فالطقس ماطر بغزارة وعاصف بقوة وبارد ليلا مع رياح ومبرد نهارا وهو سيستمر على هذه الحال اسبوعا.

وفي الطقس السياسي برودة ايضا وذكرى الاستقلال حزينة وبلا احتفال مركزي بسبب غياب الرعاية الرئاسية وسط اعراب الرئيس الاميركي عن الاسف لعدم وجود رئيس للبنان وتأكيده دعم الجيش اللبناني وتشديده على ان الدولة وحدها مسؤولة عن الدفاع عن حدوده.

وفيما أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي على استمرار السعي لتحرير العسكريين المخطوفين كشف والد العريف علي قاسم علي انه تبلغ ان ابنه استشهد في معارك عرسال وان الخاطفين احتفظوا بجثمانه.

وفي البقاع الغربي سلم الشيخ جاسم العسكري المخطوف مصطفى الحجيري في حوش الحريمي بحضور ضابط في الجيش اللبناني.

في الخارج نفذ طيران التحالف الدولي ثلاثين غارة جوية على مواقع داعش في سوريا والعراق.

وفي العراق شن مسلحو داعش هجوما واسعا على الرمادي وتصدى لهم الجيش والعشائر.

وفي فيينا انتهى التفاوض الغربي الايراني لكن وزير الخارجية الاميركي انتقل الى باريس للتشاور في فترة حوار اضافية.

واتفق كيري مع نظيره الروسي على الحاجة لجهود اضافية للتوصل الى اتفاق مع ايران. وكشف لافروف عن تنسيق روسي سعودي في مجال اسعار النفط. وفي القدس اشتبك المصلون في المسجد الاقصى مع جنود الاحتلال لاسرائيلي. في وقت قالت الاذاعة الاسرائيلية انه تم اعتقال مجموعة كانت تستعد لاغتيال ليبرمان.

وفي مجال آخر هددت القاعدة في جزيرة العرب بأن الحوثيين في اليمن سيدفعون الثمن.

عودة الى الوضع المحلي وتفاصيل عن حال الطقس.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

ما يعمق من المأساة التي يعيشها اللبنانيون، في ظل انعدام الاستقرار الامني والاجتماعي، ان يحل عيد الاستقلال غدا والجمهورية من دون رأس، والعشرات من العسكريين اللبنانيين في قبضة ارهابييي داعش والنصرة في جرود عرسال.

انه يوم حزين مشوب بالقلق على الحاضر والمستقبل، خلافا لمعظم أيام الاستقلال التي مرت منذ العام 1943 وفق تاكيد الرئيس سعد الحريري الذي اكد أن الإصرار على الدوران في حلقة الشغور وإبقاء رئاسة الجمهورية رهينة متغيرات خارجية، هو إصرار على بقاء لبنان في دوامة الانقسام والضياع، وأكبر إساءة توجه لتلك النخبة من رجال لبنان، التي صنعت الاستقلال وجعلته قاعدة لولادة الميثاق الوطني وتأكيد صيغة العيش المشترك.

اما الرئيس الاميركي باراك اوباما فقد اسف لمرور عيد الاستقلال في لبنان من دون وجود رئيس للجمهورية، مشددا على ان انتخابه يجب ان يكون قرارا لبنانيا بحتا.

وفي ذكرى الاستقلال، تأكيد لقائد الجيش العماد جان قهوجي ان المؤسسة لن تدخر وسيلة في سبيل تحرير العسكريين المخطوفين وعودتهم الى عائلاتهم. وشدد على ان الحرب ضد التنظيمات الارهابية مستمرة من دون هوادة.

وفي جديد ملف العسكريين المختطفيين زيارة عائلة ابراهيم مغيط له وابلاغ اللواء عباس ابراهيم عائلة الجندي المخطوف علي قاسم العلي عن وفاته. وفي المعلومات ان العلي كان جريحا لدى خاطفيه وتوفي منذ مدة وتم الإعلان عن وفاته اليوم عبر الوسيط الذي ابلغ بدوره عائلته خبر وفاته.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

عشية العيد الواحد والسبعين للاستقلال تتزاحم الملفات في لبنان ليبقى أبرزها الإرهاب الذي يواجهه الجيش بالحسم والحزم، محبطا مشاريعه الظلامية وإقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن الى البحر، التي لو حصلت لأدت الى حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض كما أكد عماد الجيش في أمر اليوم للعسكريين.

وعلى خط هذا الإرهاب سجل في الساعات القليلة الماضية تطور تمثل بإطلاق مجموعات مسلحة بالمقلب الشرقي لجبل الشيخ قذيفتين بإتجاه إحدى نقاط الجيش اللبناني في شرق شبعا، بالتزامن مع إحتدام المعارك بين الجيش السوري والمسلحين في تلك الجبهة من دون أن يخفي العدو الإسرائيلي دعمه لهؤلاء المسلحين وخصوصا جبهة "النصرة". إنسجاما مع هذا الدعم تندرج التحركات الإسرائيلية التي سجلت صباح اليوم على حدود مزارع شبعا.

مناخيا، يبرز اليوم وصول العاصفة "ميشا" التي بدت طلائعها من الشمال بإقفال الأمطار الغزيرة لنفق شكا.

الى الأمن الغذائي الذي أقفلت على نيته اليوم مسالخ ومطاعم ومؤسسات تجارية.

أما في السياسة فكانت جلسة للمجلس الدستوري على نية طلب الطعن الذي تقدم به نواب تكتل "التغيير والإصلاح" في مواجهة قانون التمديد للمجلس النيابي من دون الخروج بقرار، ومن دون تحديد موعد جديد.

وقبل الجلسة تظهرت ردود الفعل على طرح العماد ميشال عون حصر السباق الرئاسي بينه وبين رئيس حزب "القوات اللبنانية"، إذ رفضت أحزاب "المستقبل" و"الكتائب" و"التقدمي الإشتراكي" هذا الطرح الذي أيدته "القوات" لكنها عارضت فرض الشروط.

في غضون ذلك يستمر الرئيس نبيه بري في تهيئة الأرضية اللازمة للحوار بين "حزب الله" و تيار "المستقبل"، وقد شدد زواره على "أن هناك إتفاقا على مبدأ حصول الحوار، وأن تحديد الموعد يتم في ضوء إنجاز جدول الأعمال".

إقليميا، تتجه الأنظار الى "فيينا" التي تشهد مفاوضات ربع الساعة الأخيرة، لإبرام إتفاق إطار بين إيران ومجموعة الخمسة زائدا واحدا، علما أن ثمة ثلاثة أيام فقط لإنتهاء المهلة النهائية المحددة للتوصل الى إتفاق. شد حبال بين الغرب وطهران لزوم المفاوضات. ومن هنا جاءت الأنباء عن توجه محتمل لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من "فيينا" الى طهران للتشاور في آخر العروض الغربية لبلاده.

* مقدمة نشرة أخبار "ال بي سي"

على طريقة المسحراتي في شهر رمضان، توجهت فجرا مجموعة من الناشطين إلى بيوت قضاة المجلس الدستوري. لحثهم على قبول الطعن بالتمديد. لكن صيحات "يا قاضي فيق فيق، ما تمضي عالتمديد" لم تكن كافية كي يبت القضاة بالطعن منذ الجلسة الأولى. وإذا كان الأمل لا يزال واردا بقبول الطعن، فإن للاستقلال هذا العام انتكاستين: الأولى هي المقعد الرئاسي الشاغر، والثانية هي المقاعد النيابية الممتلئة بالنواب الممددين لأنفسهم.

وفي مواجهة الانتكاسات المتتالية، برزت على الأقل قابلية للحوار من أجل الخروج من المأزق السياسي. فقد أعلن الرئيس سعد الحريري في كلمة بمناسبة عيد الاستقلال أن العيد مناسبة للمبادرة لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. هذه المشاورات التي يفترض أن تجري مع الطرف الآخر تؤكد القرار النهائي لتيار المستقبل بمباشرة الحوار. وهو ما عاد وأكده بطريقة أخرى وزير الداخلية نهاد المشنوق من أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حين قال أن الاستقلال، كما مارسه الحريري، هو أولا استقلال عن ثقافة اللاحوار واللاتسوية.

إذا إلى الحوار در، وإن كان المتحاورون قد صادروا مسبقا أصواتنا ومقاعد برلماننا.

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

عند ضرائح رجالاته بقي إستقلال لبنان هذا العام بلإكليل لا بثلاثة، إختصرت الجمهورية بعد أن غاب رئيسها وتليت الخطابات مستعرضة التحديات، فيما القرار الحكومي إلغاء الإحتفالات.

أمر اليوم العسكري إستعرض من الإرهاب التكفيري الى العدو الإسرائيلي، شرح قائد الجيش اللبناني في ذكرى الإستقلال واقع الحال، تحدث عن المؤامرات وما أفشله الجيش من مشاريع إمتدت من السلسلة الشرقية الى البحر الشمال.

في بحر الفساد غرق اليوم رغيف خبز اللبنانين العفن كما ستكشف "المنار" شائعات "ميشا" وهويتها، غرق اللبنانيون قبل أن تغرقه مياهها، فحلت ضيفا خيرا حاملا الأمطار من دون أن ترتقي الى مستوى العواصف المسببة للخسائر والأضرار.

في "فيينا" مفاوضات نووية الخسارة فيها ممنوعة، لقاءات ونقاشات بين الإيرانيين والدول الكبرى تسابق الزمن فيما بورصة المواقف القادمة من هناك تشي بجدية غير مسبوقة، فهل يتم تحقيق إختراق يلغي فكرة تمديد المفاوضات؟

في العراق منع الجيش تمدد "داعش" في الرمادي ملحقا بهم خسائر كبيرة. وفي سورية أحبط الجيش هجوما للمسحلين في القلمون.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

تعود ذكرى الإستقلال ورئيس الدولة غائب والشغور مستشر لليوم الحادي والثمانين بعد المئة، وبعض من في البلد المستقل ينتظر قرارات الخارج من إجتماعات "فيينا" النووية الى مسارات سورية الميدانية.

تعود الذكرى ومجلس النواب يعيش الأيام الأولى من التمديد الثاني والخوف من أن لا يؤدي المبتغى الذي وعد به الممددون لنفسهم، خصوصا لجهة إقرار قانون جديد للانتخابات التشريعية.

تعود الذكرى والميثاق على المحك جراء إغفال بعض شركاء الوطن لحسن التمثيل المسيحي فيما الحوار بين اللبنانيين يترنح، لا سيما بين "حزب الله" و"المستقبل" بعد مطالبة السعودية بإدراج الحزب على لائحة الإرهاب الدولية.

تعود الذكرى وجزء من الوطن محتل من قبل إرهاب تكفيري، فيما العسكريون المخطوفون ما زالوا في قبضة هؤلاء وحالهم سيئة كما قال شقيق الجندي المخطوف إبراهيم مغيط، بعدما إلتقاه مع أفراد من عائلته في الساعات الماضية في جرود عرسال، مع الإشارة الى أن اللواء عباس إبراهيم أبلغ عائلة الجندي المخطوف علي قاسم علي نبأ إستشهاده أثناء خطفه.

تعود الذكرى والبلد المستقل مكبل بالفساد في كل مرافق الدولة، وقسم بغذاء فاسد ومياه ملوثة.

تعود الذكرى ببارقة أمل وحيدة حملتها "ميشا" علها بأمطارها تغسل عار ما إرتكبه بعض الساسة بالوطن.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

استقلال هذا العام مختلف جدا عن كل أعياد الاستقلال التي مرت على الجمهورية. ففي العادة نستمع ليلة العيد، اي الليلة، الى رسالة رئيس الجمهورية، لكننا هذا العام بلا رئيس للجمهورية فالى رسالة من نستمع؟ ويوم العيد جرت العادة ان يكون عرض عسكري، لكننا غدا سنبقى بلا عرض عسكري لأن لا رئيس للجمهورية يؤدي له الجيش تحية الاستقلال. كذلك جرت العادة يوم العيد ان تفتح ابواب قصر بعبدا امام المهنئين. لكن لعنة الوطن شاءت هذه السنة ان تبقى أبواب قصر بعبدا مغلقة. نحن اذا في ذكرى لا في عيد. وفي الذكرى مناشدة الى اهل السياسة عندنا، لا سيما الذين يصرون على تعطيل النصاب، بأن ينزلوا الى مجلس النواب، وان ينتخبوا رئيسا، لأن الوطن لا يبنى بالتعطيل ولأن الجمهورية في حاجة الى رجال دولة حقيقيين وليس مجرد رجال سياسة يلهثون وراء مصالحهم لا وراء مصلحة الوطن.

وفي ذكرى الاستقلال جدد قائد الجيش العماد جان قهوجي التأكيد ان الحرب ضد التنظيمات الارهابية مستمرة، وصولا الى اقتلاع الارهابيين من جذورهم. في المقابل يسجل ملف المخطوفين العسكريين مراوحة لافتة، اذ لا جديد على صعيد الوسيط القطري، في حين يواصل الاهالي زياراتهم الى الجرود للقاء ابنائهم. وقد زارت عائلة مغيط اليوم ابنها وافادت ان اوضاع الاسرى سيئة جدا. سياسيا: الانظار شاخصة لمعرفة ما اذا كانت الجرعات الايجابية التي يبثها الرئيس بري يوميا ترتكز على معطيات مؤكدة، او انها لبث أجواء تمهيدية لاطلاق الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله.

الى ذلك عقد المجلس الدستوري اليوم جلسته الثانية من دون صدور اي قرار، وأشارت المعلومات الى امكان عقد الجلسة الثالثة الثلثاء المقبل. هذا في لبنان. أما في فيينا فالمواقف والمعطيات تتقاطع عند تأكيد حصول تقدم جدي في الملف النووي الايراني يمكن أن يؤدي الى توقيع الاتفاق المبدئي في الرابع والعشرين من الجاري.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

على زمن الميشالات السياسية.. ضربنا جنون ميشا.. فتوقعنا عاصفة لم تأت واسما مستوردا من حواضر البيت ومستقى من تسونامي الراجعين ونافست مصلحة الارصاد السياسية.. مصلحة الأرصاد الجوية لكن المعنيين بالمناخ أكدوا أن العاصفة عابرة وتأتي عارية من الاسم.. من الانتماء وقد اختلطت بتربة سياسية ربيناها باليدين... ومن الأتربة والوحول أن يبلغ لبنان عيد استقلاله مقطوع الرأس الرئاسي .. مبلل الخيار .. تجرفه سيول الخارج .. ويغرق في شبر قرار يرمي الاتهامات في مستنقع خلافات تتجمع فيه البرك التي تكاد تكون آسنة وتصيبها عدوى الفساد الغذائي وكله من بعضه...

وإذا كان قرار إقفال المسالخ على مستوى الغذاء في متناول اليد فإن أي توجه لإقفال المسالخ السياسية لم يتخذ بعد.. بحيث يرهنه اللبنانيون لأياد خارجية ويجري ربطه بمعامل إنتاج الطاقة السياسية في فيينا حتى تكاد تسمى محادثات النووي بالخمسة "زائد اثنين" لا واحد فقط بعد إشتراك لبنان ذاتيا ورهانه على النتائج لكن إذا أراد اللبنانيون حلا لتخصيبهم الرئاسي من صنع مجلسهم النيابي وغير مطعم بأي وصايا خارجية فلماذا لا يقبلون بطرح العماد ميشال عون معدلا فيطحنوا عظام الاقتراح من الجانب المتعلق بهم وعلى طريقتهم وبما يرضي قوى الرابع عشر من آذار التي ما عليها إلا أن تخوض حرب تحرير من ترشيح سمير جعجع عوضا من اتهام الآخرين بحروب إلغاء .. وما دام زعيم المستقبل سعد الحريري قد أصبح على قناعة بأن لا حظوظ لجعجع وأن فرصه باتت منعدمة فإنه لم يبق سوى خطوة واحدة هي التوافق على اسم بديل من داخل البيت.. والشخصيات متوافرة وقد نضج ترشيحها من أمين الجميل إلى بطرس حرب وآخرين طرح عون يأخذ بعون مرشحا عن فريق الثامن من آذار .. ويعدل الخصم في اسم مرشحه مع ترتيب التواصل مع الوسطيين... فنصل إلى حل لبناني صافي الخيار .. أما البقاء على ترشيح قائد القوات للعناد والنكايات بعد خمس عشرة جلسة فاشلة فهو التعطيل بعينه وإلغاء لشخصيات مارونية عريقة تنتظر منحها فرصة التجربة.

ومواساة لنا في عيد استقلال بلا رئيس كتب باراك أوباما الى اللبنانيين بحبر العزاء .. وأبرقت الملكة اليزابيت مع سفيرها النشيط توم فليتشر الذي غيب النشيد الوطني أكثر من سياسيي لبنان لكن دموع الاستقلال ليست على رئيس ضائع وإنما على جنود مخطوفين يعيشون صقيع الجرد .. وتصلنا أنباؤهم المأساوية عبر زيارات ذوويهم وبينها عائلة ابراهيم مغيط اليوم .. وثانية أوردها الأمن العام عن استشهاد الجندي علي قاسم علي في مواجهات عرسال وفي الاستقلال ... تؤكد معلومات الجديد استقلال الإرهابي شادي المولوي في عين الحلوة ..وكلنا على الوطن .

 

الاستقلال الرابع 

 الـيـاس الزغـبـي/لبنان الآن

يكاد لبنان يكون الدولة الوحيدة التي تبحث دائماً عن استقلالها، وكأنّ الاستقلال صخرة "سيزيف" لا يكاد يوصلها إلى القمّة حتّى تتدحرج في المنحدر! نحن الآن في خضمّ السعي إلى استقلالنا الرابع بعد سبعة عقود. طوينا الاستقلال الأوّل عن الانتداب الفرنسي، فالثاني عن الاحتلال الإسرائيلي، فالثالث عن الاحتلال السوري، وبلغنا مرحلة البحث في الاستقلال الرابع عن الاحتلال الذي يُمكن وصفه بالداخلي أو الإيراني المقنّع. وفي حين أنّ اللبنانيّين توحّدوا حول الاستقلال الأوّل، وحاولوا بناء دولة مستقلّة بعد 1943، وتلاقوا حول الاستقلال الثاني، وحاولوا تثمير تحرير جنوب لبنان بعد الـ 2000، إلاّ أنّهم انقسموا على الاستقلال الثالث، وذهب نصفهم إلى تأييد المحتل السوري بعد الـ 2005، وكأنّ هذا النصف ساءه التحرّر والاستقلال عن الوصاية.

أين تكمن المشكلة الآن؟ لا يخفى أنّ فريق "حزب الله"، 8 آذار بخلفيّته الإيرانيّة - السوريّة، لا تعنيه الذكرى الـ 71 للاستقلال، وليس في أدبيّاته وإعلامه وبرامجه وثقافته الاحتفال بالمناسبة. وقد امتدّت العدوى من "حزب الله" نفسه إلى حلفائه، حتّى المسيحيّين منهم، فغابت عنهم الذكرى، وأصبح 22 تشرين الثاني مجرّد يوم في الروزنامة. كما لا تعنيه ذكرى تحرّر لبنان من الجيش السوري في 26 نيسان 2005، وينظر إلى انتفاضة الاستقلال الثاني المعروفة بـ"ثورة الأرز" بعدائيّة موصوفة. ولا يرى في السلاح المتفلّت في الداخل والمتورّط في سوريا إلاّ سلاح "مقاومة"، ولا يتردّد في وصفه بحامي الاستقلال والسيادة. مفارقة مدمّرة: سلاح غير شرعي يحمي السيادة والاستقلال الشرعيَّيْن! وقد باتت كلمة "مقاومة" مطّاطة وفضفاضة تتّسع لأكثر من تبرير وتفسير، برغم ابتعادها جدّاً عن معناها الأصلي، مقاومة إسرائيل. أصبحت "مقاومة" الخطر على المقامات والمراقد، وللدفاع عن القرى ذات المذهب الواضح، و"مقاومة" التكفيريّين، و"مقاومة" لحماية نظام غير لبناني، و"مقاومة" المشروع الأميركي الغربي والسياسة الخليجيّة والسعوديّة والتركيّة.. وغداً "مقاومة" لا نعرف ضدّ مَن وأين ومتى. وهذه "المقاومة" ترهن مستقبل لبنان لقرار مرجعيّتها: فلا رئيس جمهوريّة إلاّ من صلبها، ولا انتخابات نيابيّة إذا لم تضمن أكثريّتها، ولا مؤسّسات مليئة إذا لم تقدّم لها الغطاء. إبتزاز سياسي أمني إجتماعي إقتصادي متكامل لتأمين ورقة إضافيّة للمرجعيّة المفاوضة في مسقط وفيينا. لذلك، فإنّ إنجاز الاستقلال الرابع يكمن في تخليص لبنان من ورطتين: ورطة السلاح غير الشرعي الذي يجسّده "حزب الله" بامتياز، وورطة الانزلاق في الحرب السوريّة وتقديم الأوراق لمساومات طهران. وقد بدأ هذا الاستقلال بورقة ظهرت في بدايتها عاديّة تجميليّة، هي "إعلان بعبدا"، ثمّ تعاظمت قيمتها لترقى إلى مستوى المواثيق والنصوص التأسيسيّة. ولا استقلال فعليّاً إلاّ بتطبيق مبدأ تحييد لبنان كما نصّ عليه الإعلان. لقد باتت معالم الاستقلال الثابت واضحة: إنهاء وصاية السلاح الداخلي غير الشرعي، وإنهاء التورّط في حروب الآخرين. فلا استقلال مع بقاء نصف لبنان ملتزماً مشروعاً غير لبناني. وطالما أنّ هذا النصف غارق خارجيّاً كما هي الحال راهناً، فلا أمل باستقلال واستقرار وسيادة وبناء دولة. وفي حال الالتزام بلبنان المحايد، لا نعود في حاجة للبحث عن استقلال خامس وأكثر، بل نكسر الحلقة المفرغة لسعينا السيزيفي الدهري. لبنان يستحقّ استقلاله الرابع.. الثابت والأخير.

 

جعجع امام طلاب ال AUB: التحضير للانتخابات النيابية كأنها حاصلة غدا

الجمعة 21 تشرين الثاني 2014 /  وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وفدا من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت قدم له الفوز الذي حققه تحالف طلاب "القوات" و"تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي في الانتخابات الطالبية.

وكانت مناسبة هنأ خلالها جعجع الطلاب بالفوز، مجددا التأكيد "ان نتائج الانتخابات الطالبية في الـAUB ونتائج الانتخابات في كل جامعات لبنان تبين مجددا أن التمثيل الشعبي الحقيقي منحاز الى قوى 14 آذار، كما أن هذه الانتخابات الطالبية تظهر جليا خيار الشباب المسيحي بأكثريته الى أي فريق سياسي ينتمي وبأي مبادئ يؤمن". ودعاالطلاب الى "العمل بشكل دؤوب ومكثف لخدمة كل رفاقكم في الجامعة الى أي فريق سياسي انتموا"، وحضهم على "خدمة مجتمعاتهم وأن يكونوا ناشطين سياسيين فيها والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة كأنها حاصلة غدا"، مشيرا الى "أن حزب القوات اللبنانية وحلفاءه سيسعون الى إقرار قانون انتخابي جديد يؤمن التمثيل الحقيقي للجميع". وشدد جعجع على أن "الأمل بانتخاب رئيس للجمهورية يبقى كبيرا، لأنه من دون رأس ستبقى الدولة معطلة ومشلولة، وأعدكم بأن حزب القوات سيسعى دوما الى إجراء هذا الاستحقاق المهم بأسرع وقت ممكن لتستقيم الحياة السياسية في البلاد ولتعود الحياة الى ربوع الوطن".

 

اغتيال الحريري: جهة قاتلة أم جهتان؟

علي حماده/النهار

22 تشرين الثاني 2014

شكّلت جلسات الاستماع الى النائب مروان حماده بصفته شاهدا في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري محطة مهمة على طريق الاحاطة بمجمل صورة القضية. فقد حاول المدعي العام غرايم كامرون من خلال اطلاق مجموعة شهادات سياسية ان يعود بالقضية الى جذورها الحقيقية التي تتجاوز الفعل الإجرامي المجرد الى الاساس السياسي الذي يرسم بدقة ظروف اغتيال الحريري في ظل معركة كبيرة وضعته في صدام مباشر مع النظام السوري وبشار الاسد بالتحديد. ولعل العودة الى الظروف التي احاطت بالجريمة مكّنت الادعاء العام من فهم اسباب وقوع الجريمة، بتجاوزها الفعل من الناحية التقنية البحتة. فالمتهمون الاربعة وفي مقدمهم مصطفى بدر الدين اقرب المقربين الى السيد حسن نصرالله ومعاون القائد العسكري الراحل لـ"حزب الله" عماد مغنية لا يمكن تصنيفهم بحسب التعبير الدارج على انهم "ذئاب معزولة"، اقترفوا جريمة اغتيال رجل بقامة رفيق الحريري، وبوسائل امنية ولوجستية كبيرة.

واذا كانت المحكمة اعلنت صراحة انها ستوجه الاتهام الى افراد وليس الى جماعات ودول وتنظيمات، فإن مجرد استدعاء مروان حماده ولاحقا الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس"اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط وغيرهم ممن عايشوا الحريري في مرحلة الصدام مع بشار الاسد معناه ان المدعي العام ومعه هيئة المحكمة يعتبرون ان جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لا يمكن حصرها بالجانب التقني بل ان الاحاطة بها يحتاج الى التعمق في الظروف السياسية التي ادت بجهة معينة الى اتخاذ قرار بشطبه جسديا.

لم يقتل الحريري لأسباب شخصية. ولم يكن للمتهمين الاربعة وآخرين قاموا بالتنفيذ اي دوافع شخصية لقتل رجل بحجم رفيق الحريري. والحال ان شطب شخصية بهذا الحجم كان قرارا كبيرا اتخذ في عاصمة او اكثر. لم تكن جريمة محلية الصنع، بل جريمة ارهابية اتفق المجتمع الدولي بنصابه الكامل على انها ارهابية بامتياز، مما استدعى تشكيل محكمة دولية (مختلطة) للمرة الاولى في تاريخ المحاكم الدولية من اجل محاكمة قتلة شخصية سياسية واحدة.

لو لم يكن المجتمع الدولي بنصابه الكامل (مع روسيا والصين) على يقين ان اغتيال الحريري كان عملا ارهابيا اكبر من لبنان نفسه لما صوّت أركانه على قرار تشكيل المحكمة تحت الفصل السابع.

في لاهاي كان لبنان على موعد مع رواية رسمت مشهد المعركة السياسية كما حصلت بين الرئيس رفيق الحريري والنظام السوري في السنوات والاشهر التي سبقت اغتياله. لم يكن الصراع مع الوصاية السورية وحلفائها تفصيلا عاديا في ضوء ما شهده لبنان من اغتيالات واجتياحات وغزوات سورية - لبنانية مشتركة. من هنا السؤال المشروع: هل كان المتهمون مجرد ادوات منفّذة للنظام السوري وحده، ام انهم عملوا في اطار غرفة عمليات مشتركة بين "حزب الله" والمخابرات السورية؟

 

هل يشكّل اقتراح عون مخرَجاً لأزمة النصاب فتفاجئه الأكثرية بانتخاب مرشّح ثالث؟

اميل خوري/النهار

22 تشرين الثاني 2014

يقول نائب شارك في اجتماعات الطائف التي انتهت الى اتفاق أصبح دستوراً للبنان، لو أن الجميع تقيّدوا بنصوصه واحتكموا اليه عند اي خلاف، لما كان لبنان يشهد ازمة انتخابات نيابية ولا ازمة تشكيل حكومات ولا ازمة انتخاب رئيس للجمهورية، انما لجأ بعضهم الى تفسير بعض نصوصه على هواه، او الى مخالفة هذه النصوص، او اعتماد "عُرف" بديل منها يتبدل مع تبدل الاشخاص والغايات. فتشكيل الحكومة يتولاه الرئيس المكلف بعد استشارات يجريها رئيس الجمهورية لتسميته ويصدر بالاتفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيلها. لكن ما يحصل، خصوصا في السنوات الاخيرة، ان رؤساء الاحزاب والكتل النيابية هم الذين يتولون تشكيل الحكومة بتسمية اسماء الوزراء والحقائب لكل منهم، حتى اذا لم يوافق عليها الرئيس المكلف او رئيس الجمهورية امتنع بعض هذه الاحزاب والكتل عن الاشتراك فيها بغية إحداث أزمة وزارية لا خروج منها الا بتسوية... وتكثر التفسيرات من جهة اخرى لما نص عليه الدستور في ما يتعلق بقانون الانتخاب. فالمادة 24 تنص: "يتألف مجلس النواب من نواب منتخبين يكون عددهم وكيفية انتخابهم وفقا لقوانين الانتخاب المرعية الاجراء، والى ان يضع مجلس النواب قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، توزع المقاعد النيابية وفقاً للقواعد الآتية: بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ونسبياً بين طوائف كل من الفئتين ونسبياً بين المناطق. ويحدد قانون الانتخاب دقائق تطبيق هذه المادة".

وجاء في اتفاق الطائف "ان الانتخابات النيابية تجرى وفقا لقانون انتخاب جديد على اساس المحافظة يراعي القواعد التي تضمن العيش المشترك بين اللبنانيين ويؤمن صحة التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب واجياله وفعالية ذلك التمثيل بعد اعادة النظر في التقسيم الاداري في اطار وحدة الارض والشعب والمؤسسات". وقد اختلفت تفسيرات هذه المادة بين من يرى المحافظة اساسا للانتخابات، ومن يرى ان اعادة النظر فيها وتقسيمها دوائر هي التي تحقق التمثيل السياسي لشتى فئات الشعب، فوضعت قوانين على اساس دوائر مختلفة الحجم كان آخرها قانون الستين كما صار تعديله في الدوحة. وتكثر الآن مشاريع القوانين المقترحة التي تعتمد النسبية في دوائر والاكثرية في دوائر بحيث بلغ الحرص على تحقيق التمثيل الصحيح حد اقتراح مشروع ارثوذكسي، ولم يتم التوصل حتى الآن الى اعتماد اي من هذه المشاريع لأن كل طرف يريد ان يكون على قياسه وليس على قياس الوطن وان يضمن له الفوز بأكثرية المقاعد النيابية فيكون له الحكم وحده بموجب هذه الاكثرية التي يصبح تطبيقها مقبولا وإنْ في ظل الطائفية التي تفرض في رأي طرف آخر اعتماد الديموقراطية التوافقية.

ومن الطبيعي ان يهتم الزعماء بشكل قانون الانتخابات النيابية لأن على نتائجه يقوم حكم جديد او يعاد به تكوين السلطة. وقد أدى خلافهم على هذا القانون الى التمديد مرة اولى ومرة ثانية لمجلس النواب، وبات يخشى ان يصبح اجراء الانتخابات النيابية في لبنان مشكلة ما دام الخلاف قائما على هذا القانون وكل طرف يشد به الى ناحيته...

اما الانتخابات الرئاسية فإنها تشهد للمرة الأولى ازمة لم تشهدها من قبل بسبب بدعة تغيّب النواب من دون عذر شرعي عن جلسات الانتخاب وخلافا لما نص عليه الدستور في المادة 74.

وهذا يعني ان الدستور اعطى الاولوية لانتخاب رئيس الجمهورية قبل أي عمل آخر.

لكن نواباً اعطوا لأنفسهم حق التغيب عن جلسات انتخاب رئيس للجمهورية معتبرين ذلك من حقهم الديموقراطي... في حين ان هذا التغيب اذا جاز في جلسات مخصصة لدرس مشاريع عادية لا تعنيهم، فلا يجوز ابدا في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لأن المؤسسات والسلطات لا تسير بانتظام في غياب رئيس الدولة الذي هو في الواقع رئيس كل السلطات.

أما بدعة حصر الترشح للرئاسة الأولى باثنين فقط، التي طلع بها العماد ميشال عون، فتتنافى ونص الدستور (المواد 73 و74 و75)، ناسيا او متناسيا ان الانتخابات الرئاسية ليست مثل الانتخابات النيابية تفرض التقدم بترشيحات بحيث ان في استطاعة الاكثرية النيابية اذا شاءت انتخاب شخصية غير مرشحة لرئاسة الجمهورية وعدم تقيدها بانتخاب مرشحين معيّنين صار الاتفاق عليهم خارج المجلس. وقد تكون الايجابية الوحيدة في اقتراح عون هي في انها قد تشكل مخرجا لأزمة النصاب بحيث يلتئم مجلس النواب لانتخاب عون او الدكتور سمير جعجع، كما يقترح، فتكون المفاجأة انتخاب مرشح آخر معلن او غير معلن. فهل يقبل "التيار الوطني الحر" الاحتكام في الخلاف على رئاسة الجمهورية الى مجلس النواب ام الى تسويات تتم خارجه بعيدا من الديموقراطية ومن عملية الاقتراع السري كما نص الدستور؟

 

هل من مؤشّر جدّي للاحتدام الماروني؟

22 تشرين الثاني 2014/النهار

لم يكن في تقدير المتتبعين للوضع الداخلي ان يحتدم التنافس الماروني على الموقع الرئاسي في هذه الحقبة الى حدود خارجة عن السياق العام الذي طبع الاشهر الستة المنصرمة من عمر ازمة الفراغ الرئاسي باعتبار ان لا جديد حقيقيا يعتد به من شأنه ان يتسبب بهذا الاحتدام. وعلى رغم كل ما قيل ويقال حول تحركات خارجية وبالأخص فرنسية من اجل تحريك الجهود لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ثبت ان اي رهان على هذا النوع من المعطيات لا يزال يصطدم بوقائع اقليمية ودولية غير مؤاتية اطلاقا لكسر الازمة الرئاسية.

ويغلب على اقتناع اوساط واسعة الاطلاع ان الاحتدام الصاعد في الايام الاخيرة في الملف الرئاسي لا يحمل جدية كافية للبناء عليه كمؤشر حيوي لاقتراب انهاء ازمة الفراغ الرئاسي. لذا تدرج تصاعد الحمى التنافسية بين عدد من الزعماء الموارنة في اطار ملء الفراغ السياسي الذي يسود الواقع الراهن عقب خطوة التمديد لمجلس النواب. وفي رأي هذه الاوساط انه قد يصح ان العماد ميشال عون هو من بادر الى تحريك قعر البئر الراكد لكن ذلك لا يعني حكما ان "مبادرة" عون استهدفت قلب قواعد الانسداد الرئاسي مقدار ما عنت هدفا آخر.

الواقع ان المرحلة الاخيرة شهدت تعاقبا لمواقف مثيرة للاهتمام الداخلي لكل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والعماد عون والرئيس امين الجميل كان من شأنها ان رسمت ايحاءات حيوية مارونية طارئة ولكنها سرعان ما تبدت عن استمرار الدوران في الحلقة المفرغة. وضع جعجع اطار تسوية مبدئية تقوم اما على مبارزة انتخابية مباشرة يؤمن لها النصاب في جلسة الانتخاب وليفز فيها من يحظى بالاكثرية او التوافق على مرشح ثالث. لكن عون بادر الى طرحه بحصر المعركة به وبجعجع شرط الزام رؤساء الكتل النيابية هذا الشرط. وتولى الرئيس الجميل الانقضاض بعنف على طرح عون ولكنه ضمنا انقض ايضا على ثنائية عون – جعجع من خلال تلويحه الافصح بانه مرشح 14 آذار البديل من جعجع.

تميل الاوساط المعنية الى الاعتقاد ان عون قام بطرح يدرك سلفا انه غير قابل للحياة بدليل انه هو نفسه وصفه بانه يتجاوز الاطر الديموقراطية. غير ان الهدف الحقيقي لعون كان تخفيف وطأة تحميله تبعة تعطيل الانتخابات الرئاسية بالتكافل والتضامن مع حليفه "حزب الله" اكثر من اي شيء اخر بما ينطوي ضمنا على استبعاد التحالف الثنائي عون – نصرالله اي اتجاهات حاسمة في الملف الرئاسي راهنا سواء كان الامر يتصل بعدم تسليم عون بعد بانتفاء حظوظ فرصته الرئاسية او بسبب المعطيات الاقليمية التي تربطهما بايران تحديدا لتسهيل الحل. وهو الامر الذي يشكل في رأي هذه الاوساط تطورا مهما لجهة شعور عون بتصاعد الثقل الذي بات يؤثر عليه في الوسط المسيحي.

تستخلص هذه الاوساط ان الازمة الرئاسية تبدو مفتوحة على تموجات باردة تارة وساخنة احيانا من دون اي افق واقعي لحلول وشيكة. وهو امر يزيد الشكوك لدى هذه الاوساط في واقعية الكلام الذي يدأب عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مبشرا بامتلاكه معطيات ايجابية في شأن الملف الرئاسي. واذا كانت الاوساط المشار اليها لا تشكك في حسن مقاصد بري من الدفع نحو ايجاد مناخات مشجعة لانهاء ازمة الفراغ الرئاسي فانها تستبعد في الوقت نفسه الا يكون بري على بينة تامة من اجندة حلفائه التي يبدو انه يتبع قاعدة تلطيفها وتمرير الوقت في انتظار ما يمكن ان يبدلها يوما.

 

وقائع «جلجلة» الحريري والوصاية السورية!

بول شاوول/المستقبل

كانت مشهدية ظهر فيها الشهيد الحي مروان حمادة ليدلي بشهادته أمام المحكمة الدولية حول اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومن سقط من المواطنين في جريمة العصر. مشهدية الرجل الذي واجه المحكمة على الشاشة بحضور مهيب، وبلغة مجردة وبسردية عارية منزهة عن الخطب والبلاغة. لغة قالت الحقائق بخلفياتها وحذافيرها وكواليسها في مراحلها المتعددة بسيناريواتها ومخرجيها وممثليها وقوّاليها وصحافييها.

فاغتيال الحريري لم يكن واقعة، مفصولة عن تاريخ الوصاية الأسود، وحلفائها في لبنان، ولم يكن لحظة منزوعة من زمنها المتطاول. لحظة عمرها أربعون عاماً من طغيان النظام السوري في لبنان. وشريط طويل من جلجلة طويلة حمل اللبنانيون، والحريري، صلبانها، ومشوا تحت أسياط جلاديهم.

انها اللحظة الحُبلى مكتنزة ما تكدس في الذاكرات الموشومة بالذل. فمروان حمادة جسّد هذه اللحظة، وهو الذي خرج بأعجوبة من بين فكي الموت، وعرف البرزخ الذي يصل الحياة بالعدم. وها هو بكل حيواته يواجه المحكمة ليدلي بشهادة العصر. وكنّا كلما استمعنا إلى حمادة تنقشع وراء كلامه شرائط مستعادة وصّور ومشاهد ووقائع حية عشناها وخبرناها وشهدنا كثيرها على امتداد الوصاية البعثية على لبنان. كأن كل واقعة كان يسردها حمادة وراءها صورة ومشهدية وشريط مكتنز بالدم والجثث والشهداء والموتى والسجون والاغتيالات والمذابح. شريط معبأ بأربعين عاماً من صور الخراب والدمار على امتداد الوصاية السوداء. انها الكلمة التي تصير صورة بلا حدود.

فكأن كل تفصيل أورده حمادة، كل كلمة، (حتى الصمت) وكل عبارة وكل استرجاعَة، تفتح لذاكرتنا. هنا صورة ومخيلاتنا وحواسنا فصولاً من جحيم الوصاية. تتراءى أمامنا، كخلفية لشهادته، صورٌ هي من عنفها أعنف من الخيال. صور الشهيد رفيق الحريري في لحظاته الأخيرة، خارجاً من المقهى مودعاً الأصحاب، ثم الدوّي الكبير، ثم الملحمة المصورة، والتفجير الهائل بكل مساحاته وخرابه وأجوائه: أف! استشهد الرئيس الحريري! هكذا بين لحظتين: لحظة حياة عامرة الفقدان.... ثم الاعدام المدّوي: القتل البربرية: والخسارة الكبرى صورة بانورامية. مشهدية تسكن الحواس وتقوى على الذاكرة. تسكن اللغة وتستوطن الصمت. قتلوه وقتلوه. هنا صورة، تستعيدها من «فلاش باك» حمادة! ثم الصراخ.. ثم الدمع.. ثم الفاجعة التراجيدية.... تأخذك إلى الوطن كله. إلى جلجلة الحريري مع نظام الأسد والجلجلة صورة أيضاً. لكن بأبعاد عديدة: الطاغية بجنونه وأمراضه وعنف وجوهه ويديه الموتورتين والكراهية المجلجلة بصوته «الآمر» الناهي، الخشبي: وأمامه الحريري. هنا الجلاد وأمامه الفريسة في لعبة القتل والسادية والعدوانية والكراهية والتعطش إلى الدم. ويمكن من خلال متابعة شهادة حمادة للوقائع ان تتصور طول الجلجلة التي مشاها الحريري، الفريسة «المتمردة» مثخناً بجروحه الروحية والنفسية آملاً بعالم أفضل لهذه البلاد وللناس. كأنها طقوس الذبيحة منذ بداية الوصاية السورية وحتى لحظة القتل. أف! ومن أين جاء هذا الشعب بكل هذا الصبر، لتسأل، من أين جاء الشهيد الحريري بكل هذا الصبر، بكل هذا العناد، بكل هذا الشغف بناسه وأرضه، بكل هذا «التمرد» الذي نصفه في القلب ونصفه في وجه الطاغية، من أين أتته هذه القوة الجبارة ليواجه أحياناً بالضعف (والضعف قوة أحياناً في الانتظارات الكبرى) وأحياناً بالسياسة وأخرى بكسب الوقت. انه منطق الانتصارات الكبرى، وهي كانت خبيئة لكن ساطعة في سلوك الحريري، وأفكاره وأحلامه بالسيادة والاستقلال والحرية. قُصفت هذه الانتظارات في تلك اللحظة التي اكتملت فيها فصول الجريمة. فقد «اكتشف» القتلة (نيات الحريري) أي انتظاراته. عرفوا انه بات «الخطر». الخطر بحضوره الراجح، الشعبي المتنامي، وأفقه الدولي. ومشاريعه وانماءاته. وكلها مقدمات. ولكل خروج على الطاغية مقدمات. وهنا بالذات كان لهم أن يبعثوا برسالة إلى الحريري، بمحاولة اغتيال مروان حمادة. كانت عملية مجازها الحريري (وكل من يرفض طغيان الوصاية. نصف الجريمة التي نفذت بحمادة، أدركت الحريري. لكي لا أقول كلها. إما القتل ، او الخضوع. إما الموت أو الانسياق لاستبدادنا. ومَنْ لا تتراءى أمامه صور العملاء والصحافيين الذين افلتهم النظام على الحريري: التشويه، التسفيه، التواطؤ، الاختلاف، التهديد؟ لكن الصورة «الأبهى» في هذه الجداريات التاريخية من المشهدية هي صورة اميل لحود، على نهاية ولايتهم الأولى. يطلع من ذاكرتك مبتسماً «برونزياً» يرفل بمجد قيود الوصاية. فهو ابنها البار تتصوره بوجه متباسط وخلفها وجوه مستعارة! فلنجدد له! فلنعينه وعليكم ان توافقوا! صور رستم غزالة وغازي كنعان، ومحمد خلوف، أف، كلها تتصادم امامك في اجتماع الأسد والحريري... وبوجودهم! صور كأنها من ارشيف النازيين، وهتلر وهملر والصلبان المعكوفة والكلام الفظيع: والشهيد الحريري بينهم. لم يكن اجتماعاً. بل استدعاء لتبليغ «الفتوى» أو «الفرمان» تنتخب رمز «المقاومة» و»الممانعة» اميل لحود... أو سأدمر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط! ما أصغر كلمة لبنان على فكيه! وما أكبرها على رأسه!

تتذكر هتلر بيديه، وبحركاته الهستيرية تتذكر ستالين ... هولاكو. انها الصورة التذكارية الأخيرة التي رسمها مروان حمادة في شهادته. الاجتماع الأخير بين الجلاد والفريسة. يا للرعب! وهنا ترجع بك الذاكرة من خلال قسمات حمادة ففرائس أسقطها هذا النظام؟ كمال جنبلاط، المفتي خالد، سليم اللوزي، رينيه معوض، وقبلهما حسين مروة ومهدي عامل وسهيل طويلة... أف! انها العائلة المقدسة تحلف بالقتل، وتستأنس بالتذكير به في كل مناسبة. أو لم تتوجد الا بالقتل او لم تستمر الا بالقتل؟ وها هي قصة القتل ترتفع شعاراً بسلطة بشار الأسد يهدد الحريري (ووليد جنبلاط)، الرئيس الشهيد الصامت. والهيستريا الاستبدادية في أوجها. صورة الحريري: خرج من اللا «اجتماع» أي من جلسة الترهيب والتبليغ ممتقعاً محتقناً، كاظماً غضبه. مسترسلاً في أفكاره: فهو يعرف هذا النظام جيداً. ويعرف انه سبق وهدده عملاؤه في لبنان، (حزب الله من الأبطال المرموقين في هذه المشهدية ذوي الدور الأمامي والخلفي).. لم يكن امتقاع وجهه، وتوتره، خوفاً على نفسه. فهو كابد وعانى سابقاً مع هذا الشعب. لا! امتقع وجهه أكثر لأن صورة اميل لحود مجدداً ظهرت ملأت الشاشة وبرزت بلقطة مكبرة وكأنها الاحتقار بعينه. احتقار الشعب بعينه. تجديد الارهاب بعينه. اطالة الجلجلة بعينها. وهنا بالذات، وخلف صوت حمادة الهادئ الرصين. المهيب. ظهرت صورة لقاء جنبلاط والحريري: الضحيتين المحتملتين. المقبلتين «من سيقتلون منا أولاً انا أو انت؟ قال أحدهما للآخر«. وهنا بالذات تذكرت انا المشاهد صورة اجتماع كمال جنبلاط وريمون اده وهما يتساءلان: «من سيقتلون أولاً يا عميد أنا أو أنت»! انها الصورة التذكارية الدموية الدائمة في مخوخ حافظ وبشار الأسد! بل كأنها الصورة المثالية المعلقة دائماً على جدران صالونات الوصاية. لكن ما هذا؟ اصطدم رأس الحريري، كما اخبرنا مروان حمادة بزجاج سيارته بعد خروجه من اجتماع الترهيب التبليغ: نزيف من أنفه، انه الغضب، نزف. انه تاريخ طويل من النزف نفر. انه الصبر الذي يضيق بنفسه، فينزف دماً، أو صمتاً، أو تمرداً، انه الذّل الذي يزحزح مكامنه فينفجر. لكنه ايضاً النزيف الذي سال من جسد كمال جنبلاط، ومن اشلاء رينيه معوض ومن عروق اللبنانيين في السجون السورية. فالدم واحد والطاغية واحد في كل مكان، بل، وللحظة خاطفة كان الحريري وهو يعالج نزف انفه، يتذكر موته؟ موته المقبل. انها الإشارة، أف!

وعندما امعنت النظر في وجه مروان حمادة وهو يدلي بشهادته على الشاشة، فكأنما احسست انه ايضاً، وفي لحظة تفجيره تذكر موته، خروجه من السيارة المتفجرة... بخروج الحريري من اجتماع التبليغ.

حمادة تحسس دمه كذلك (وكذلك الشهيد الحي الياس المر) لكن بعد النجاة.. الحريري تحسس دمه وكأنه علامة إلى الشهادة!

انها الصورة المندمجة المونتاج التي تضم كل صور الشهداء بعد الحريري. صورة متناغمة، لطاغية مستنسخ. ليشزوفرانيا مستنسخة لتاريخ مستنسخ!

حمادة ما زال في حلقاته يستحضر الوقائع، بتلك الدقة، والموضوعية بلا «انفعال» او «تأثر» او عاطفة. مستبطنة خلف جروحه الملتئمة، وخلف شهادته الثابتة. فأي قدرة هذه على استبطان العواطف الكبرى في مثل هذه التذكارات الفظيعة، التي لا تقف عند الراوية ولا واقعة الشهادة فحسب بل إلى شريط طويل من صور الشهداء الذين نحروا بعد الحريري: سمير قصير! (كيف لا اتذكرك يا صديقي ويا تلميذي ويا رفيقي!) جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، انطوان غانم، وليد عيدو، سامر حنا... ووسام الحسن. مشهد المواكب تتراءى: دمعة واحدة لمئات آلاف المنتفضين، والمحزونين! الجنازات، الأضرحة، الصور... أف ! كلها تخرج واحدة واحدة من وراء كلمات حمادة. الناس افجعتهم المصيبة: وأفجعهم أكثر: اعادة انتخاب اميل لحود. وانتخاب هذا الأخير واستمراره «المُهين« كان بين موت وموت. بين مجزرة وأخرى. بين ذل وأذل. بين دم ودم. اف! وفي عهده دفع الحريري حياته ثمنا كل هذا الدم الغالي اهرق، «لانتخاب» رئيس الكريهة.

الصورة: موكب الحريري الجنائزي. الصورة المقابلة: اميل لحود في القصر. الحكم مقابل القتل. الحرية مقابل الوصاية. اف! هذا كثير. هذه الصورة اقسى من طن المتفجرات التي أودت بالحريري. أقسى من الموت. لأنها تمثل تحكم القتلة بالحياة. استمرار الجلادين باطالة الجلجلة. هذا كثير، وكأن هذه الصورة المثلثة: اميل لحود، بشار الأسد، ضريح الحريري، جرفت كل المخاوف، كسرت كل المحرمات، احيت التمرد، وارتقت بالغضب إلى مستوى الثورة. ولما يجف دم الحريري بعد، صورة خزي تتصدر الشاشات: تظاهرة حزب الله شاكراً القتلة على قتلهم، وعلى احتلالهم لأنه صنو هذا القتل والاحتلال. صورة التقزز والاشمئزاز.. لكن صورة الاستنهاض. إلى الشارع أيها الأحرار: إلى ساحات الحرية. إلى كل لبنان، قم، ارفع رأسك فلتزدد الارزة خضرة، ويزدد صنين بياضاً... وبيروت وطرابلس وصيدا وعكار والجبلان والسهل وبعلبك، لا تستزيد حرياتها المقبلة. انه اليوم الذي ساوى يوم اغتيال الحريري.

وعندما يكمل مروان كلامه تطلع المشهديات الكبرى، الاعلام اللبنانية استعادت لبنانيتها. الشوارع استعادت حرياتها. المدن كراماتها. الاطفال طفولاتهم. الشيوخ شبابهم. المقعدون أقدامهم، العميان ابصارهم. انها لحظة الملحمة الكبرى، تطل من وراء شهادة الشهيد الحي. شاشاتها الكبرى: كيف تصير البلاد غابة من الاجساد العالية، كيف تملأ الفضاءات أصوات طالعة من حناجر الأرض والانهر والينابيع!

انها 14 آذار في ملحمتها الكبرى: فلتسقط حكومة الوصاية وسقطت حكومة الوصاية. انتفاضة الاستقلال (ما اروع ضريح الحريري عندما تفوح وروده استقلالاً ) فلنطرد الوصاية، فلنخرج الاحتلال البعثي. وانسحبت جيوش الوصاية. وصار الهواء انقى. والشمس اسطع. والمطر اخصب. والأرصفة اوسع والمدن ارحب. فليسقط الوجود البوليسي . فليسقط اميل لحود. هبوا إلى القصر. صرخها وليد جنبلاط . اسقطوا هذا الرئيس... والصورة : صار رئيساً رهين المحابس. سطوة الانتفاضة قيود العمالة، والالتصاق بجدران القصر! فليبق قصره أكثر فراغاً منه.

من تلك الشاشة الصغيرة التي تناصَفَها حمادة والمحكمة ، يطل تاريخ طويل وصراخ طويل: نريد الحقيقة! في وجه العملاء الذين راحوا يضللون، ويكذبون ويهددون ويقتلون الحقيقة: محاكمة القتلة: محكمة دولية واتت المحكمة الدولية. نريد العدالة. والعدالة تأتي بعد الحقيقة. وها هي العدالة في المحكمة الدولية. وها هي في فصولها وتحت رجم المتواطئين والقتلة، تستمر. وها هي حقائق الادانة تتوالى: تساقطت بروح المتهمين واسوارهم.

طلعت اسماء المتهمين: من حزب الله ثم سُحب اسم بشار الأسد. والمؤامرة ووقائعها وها هي كلها امامنا: لحظة تاريخية مشهدية تضيء ما عتّمه المضللون وها هو بشار الأسد (وغداً الحزب كجسم ميت تابع للوصايتين السورية والايرانية) المتهمون بالاسماء والصورة. تواروا. المتهمون الكبار الآمرون. اخفوهم، في سراديبهم ومتاهاتهم (وقد يصفّونهم ذات يوم ليستروا الأعظم) وحوّلوهم ايقونات مزيفة وقديسين سوداً.

هذه الصور والمشهديات والشرائط الطويلة لجلجلة الحريري والشعب اللبناني توالت امامي، كلها، من لحظة الدم إلى لحظة الانتفاضة. أو ليست «الانتفاضة الاستقلالية كانت من «انتصارات» الحريري، الذي دفع حياته ثمناً لها!

لكن الدم كان اقوى!

لكن الصورة كانت ابلغ

لكن الصرخة اعلى

لكن الناس اعظم.

الشهيد الحي فجّر كل تلك التواريخ المظلمة

فشكراً مروان حمادة!

بول شاوول

 

الفيصل يجري محادثات مع لافروف وكيري بشأن “داعش” والملف النووي الإيراني  

موسكو, باريس – وكالات: أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, أن موسكو والرياض اتفقتا على تشكيل فريق عمل, لتنسيق التعاون فيما بينهما لمواجهة الإرهاب.

وذكر وزير الخارجية الروسي, أن روسيا والمملكة العربية السعودية معنيتان باستقرار الوضع في الشرق الأوسط.

وشدد لافروف خلال لقاء نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل, في موسكو, على حرص واهتمام البلدين بإيجاد طرق تخرج المنطقة من حالة عدم الاستقرار, وتحقق ديمومة التطور لكافة دولها, مثمناً أهمية سماع وجهة النظر السعودية الدولة التي ترعى المقدسات الإسلامية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقب المباحثات مع الفيصل على أن موسكو والرياض ترفضان أي ممارسات من شأنها ان تساعد على تمرير صفقات النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”. وأضاف لافروف مخاطباً الفيصل “خلال تواجدكم الأخير في روسيا بحثتم هذه المسائل مع الرئيس (فلاديمير) بوتين في خطة ستراتيجية”. وأوضح لافروف “نحن معنيون بإزالة الخلافات داخل العالم الإسلامي الذي تربطه بروسيا سنوات طويلة من العلاقات والتعاون القريب, ومعنيون أيضا بتطوير العلاقات”. كما أكد أن هذا اللقاء سيكون “خطوة باتجاه حوار مبني على الثقة بين بلدينا”. ودعا إلى ضرورة توحيد جهود جميع الدول من أجل التصدي للتهديدات التي يشكلها تنظيم “داعش”. وبشأن المباحثات مع وزير الخارجية السعودي, أشار لافروف إلى أنها تناولت تطورات الوضع في سورية والعراق وليبيا واليمن والنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي. ولفت إلى أنه اتفق مع الامير سعود الفيصل على مواصلة المشاورات بشأن هذه القضايا خلال اجتماع وزاري لروسيا وجامعة الدول العربية المقرر عقده في الخرطوم الشهر المقبل. بدوره شكر الوزير السعودي نظيره الروسي على دفء اللقاء والاستقبال رغم البرد القارس في موسكو, غير أنه أشار إلى أن وجهات نظر موسكو والرياض في عدد من القضايا “لا تتطابق دائما, إلا أنهما تتوصلان إلى تفاهمات”. وقال الفيصل “سعيدون بلقائنا لبحث كافة المسائل التي تحدثتم عنها”. وشدد الفيصل على أن العالم الإسلامي يعيش وضعاً مليئاً بالمشكلات يسيئ لمكانة الإسلام وهذا الشيء يعني كافة الديانات, لأنه يمتد لفترة طويلة وأثر فيه الكثير من الأزمات. وأعرب عن أمله في أن تثمر نتائج اللقاء مع لافروف ب¯”قرارات تجعل الشرق الأوسط مستقرا”.

إلى ذلك, بحث الأمير سعود الفيصل مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري, في العاصمة الفرنسية, دور السعودية في الحرب ضد تنظيم “داعش”, والتطورات المتعلقة بالمفاوضات النووية مع إيران. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر ساكي, في تصريح صحافي “التقى الوزير كيري مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس, حيث تداولا التقدم الذي يحققه التحالف ضد داعش والدور المهم الذي تضطلع به السعودية في هذا الجهد”. وأضافت ساكي أن “الوزير (كيري) تداول مع الفيصل المفاوضات النووية المستمرة للاتحاد الأوروبي ومجموعة (5+1) مع ايران, بما في ذلك المخاوف المستمرة بخصوص برنامج إيران النووي”. وأشارت إلى تأكيد كيري على “التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار المنطقة”.

 

رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود يدينون جرائم التنظيم المتطرف

فيينا – كونا: دان رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود بشدة العنف الذي يمارسه تنظيم “داعش” في العراق وسورية. وجاء ذلك الموقف في ختام مؤتمر فيينا الدولي مساء أول من أمس, بمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات والأديان الذي عقد بعنوان “معاً ضد العنف باسم الدين” بهدف تشجيع التسامح والتنوع الثقافي والديني. وأعرب العديد من رجال الدين خلال جلسات المؤتمر عن صدمتهم العميقة مما أقدم عليه “داعش” من احتلال مساحات شاسعة من العراق وسورية وعمليات القتل التي ينفذها. وقال الأمين العام للهيئة الإسلامية العالمية عبد الله بن التركي عبد المحسن إن بعض المنظمات تقترف تحت شعار “الجهاد” أعمالاً لا صلة لها بالإسلام, معرباً عن صدمته وإدانته الشديدة لهذا التصرف “الذي لا يعكس بأي حال من الأحوال جوهر الدين الإسلامي الحنيف, والإسلام منهم براء”. من جانبه, دان وزير الدولة للشؤون الخارجية في المملكة نزار بن عبيد المدني تدخل العديد من الفصائل في الشرق الأوسط التي تلجأ إلى الإرهاب والعنف باسم الدين, مشيراً إلى أن تلك الفصائل أحدثت العديد من المصائب وتمارس القتل وكل أنواع الإبادة تحت ستار الإسلام مع أن الإسلام بعيد عنهم ولا صلة له بهم”. ودعا إلى محاربة هؤلاء المتطرفين الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد الناس, مشدداً على ضرورة مقاومتهم من خلال نشر مبادئ التسامح والتنوع. وكان مؤتمر فيينا للحوار ركز أعماله على ثلاثة محاور أساسية بشأن التماسك الاجتماعي والإعلام الاجتماعي والتعليم بين الأديان. وعمل المشاركون في المؤتمر على تحديد الاهتمامات والأولويات المشتركة في تلك المناطق ووضع التوصيات المتنوعة للجهات الفاعلة فيها لدعم التنوع الديني والثقافي خصوصاً في العراق وسورية. وحذر المشاركون في المؤتمر من أن التنوع الديني والثقافي داخل حدود العراق وسورية, بات عرضة للتهديد في العصر الراهن, كما أن العنف بات يهدد بقاء الأقليات الدينية والنسيج الاجتماعي والديني والعلاقات بين المجتمعات

 

لماذا لا يكون السيسي ضيف قمة الدوحة؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

طوت القمة الخليجية التشاورية في السعودية صفحة معقدة من الخلاف الخليجي - الخليجي ونتج عن ذلك عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر، وأتبع تلك القمة بيان مهم ناشد فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مصر «شعبا وقيادة» السعي لإنجاح اتفاق الرياض المهم بمسيرة التضامن العربي. وعلى الفور، وبعد بيان الملك عبد الله بن عبد العزيز التاريخي بادرت القاهرة إلى مباركة البيان السعودي، وقالت الرئاسة المصرية إن القاهرة «تعرب عن ثقتها الكاملة في حكمة الرأي وصواب الرؤية لخادم الحرمين الشريفين، وتثمن غاليا جهوده الدؤوبة والمقدرة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ومواقفه الداعمة والمشرفة إزاء مصر وشعبها»، ومؤكدة أن القاهرة تجدد عهدها بأنها كانت وستظل «بيت العرب»، ومشددة على تجاوبها الكامل مع هذه الدعوة الملكية الصادقة: «التي تمثل خطوة كبيرة على صعيد مسيرة التضامن العربي». وعليه فطالما أن هذه الدعوة الملكية السعودية الصادقة قد قوبلت بتجاوب مصري سريع، وتأييد إماراتي غير متردد يظهر حكمة السياسة الخارجية الإماراتية، ودعمها لما فيه مصلحة المنطقة، والخليج، فإن السؤال هو: لماذا لا توجه الدعوة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليكون ضيف الشرف بالقمة الخليجية المقبلة في قطر، وتكون هذه الدعوة بمثابة الإعلان الرسمي عن طي صفحة ليس الخلاف الخليجي - الخليجي، وإنما لرأب الصدع العربي الواضح، خصوصا أن مصر ليست جزءا من العرب، بل هي بيت العرب، وهكذا يجب أن تكون. دعوة مثل هذه تعني إعلانا رسميا بالتفاف الخليج ككل مع مصر وحولها، صحيح لن تنهي هذه الدعوة كل الخلافات، ولن تضمد كل الجروح، لكنها ستكون خطوة بالاتجاه الصحيح، فمصر لا تُترك، ولا يُستغنى عنها، ولا يمكن تخيل العرب، وتحديدا الخليج العربي، من دون مصر، وهذه هي الكارثة التي كاد يحدثها الإخوان المسلمون إبان فترة حكمهم لمصر.

صحيح أن دعوة الرئيس السيسي للقمة الخليجية في قطر، وإن حدثت، ستكون بمثابة امتداد للأعراف الخليجية العاطفية في حل الخلافات.. وليكن ذلك! فالعاطفة جزء من النسيج الذي يربطنا مع مصر، وما يحتاجه الخليج اليوم هو الوقوف مع مصر التي تعني قوتها قوة العمق الخليجي، وهذا الأهم، والأصح، وسيكون ذلك بمثابة كسر للجليد بعد 4 أعوام قاسية، وصعبة، وتحسبا للقادم، وهو أصعب وأقسى، ويتطلب علاقات خليجية - مصرية مميزة.

دعوة الرئيس السيسي لقمة الدوحة، وإن حدثت، لن تنهي كل الخلافات، فالطريق طويل، لكنها تعني التواصل، وإرسال رسالة سياسية مهمة للجميع، وتحديدا إيران، وكل من يناصر المجرم بشار الأسد، كما أنها رسالة تقدير واحترام مستحقة لكل المصريين، ورسالة للمواطنين الخليجيين بأن قادم الأيام يحمل رؤية أكثر وضوحا من رؤية الأعوام الماضية خليجيا، ومصريا، وعربيا. وبالطبع فإن دعوة السيسي ليست منة، ولا تكريما، بل هي اعتراف بأن الغد غير الأمس، وهذا مطمح كل العقلاء.

 

من قطع رأس الرئاسة في لبنان؟

سليم نصار/الحياة

على رغم تجريد رئيس جمهورية لبنان في مؤتمر الطائف كل صلاحياته الإجرائية السابقة... إلا أن المطالبة بضرورة انتخابه تبقى في مقدم الأولويات. ومع أن رئيس الحكومة تمّام سلام هنأ الشعب بعيد الاستقلال، إلا أنه أكد في كلمته بأن الفرحة لن تكتمل إلا بانتخاب رئيس للجمهورية وعودة العسكريين المخطوفين. وهو من موقع المسؤولية لا يستطيع أن يتصور جمهورية من دون رئيس يمثل وحدة الوطن، ويحافظ على احترام الدستور ويضمن سلامة الاستقلال. وبسبب هذا الشعور، يرى المواطنون أن الشلل الإداري قد تسلل الى كل المؤسسات والأجهزة الرسمية، وأن خلافات الوزراء ليست سوى انعكاس طبيعي لغياب قاضي القضاة.

جماعة 14 آذار تتهم فريق 8 آذار بعرقلة مساعي النواب لأن «حزب الله» يرفض تكرار تجربة رئيس توافقي مثل ميشال سليمان. وحجّته أن الرئيس السابق دخل الى قصر بعبدا تحت شعار التوافق، ثم تحول تدريجياً الى رئيس لا يمثل كل شرائح المجتمع. من هنا إصرار قيادة «حزب الله» على اختيار رئيس غير توافقي مثل ميشال عون، يمكن أن ينقل البلاد الى موقع أكثر صلابة وشفافية وتنظيماً.

وبما أن ايران تتصرف مع العراق وسورية واليمن من موقع الدول التابعة لتوجيهاتها، فإن علاقتها الوثيقة بـ «حزب الله» تعفيه من دور التبعية. والسبب أن السيد حسن نصرالله يرتبط مباشرة بمكتب المرشد الأعلى الإمام علي خامنئي لأنه من معتنقي مرجعية ولاية الفقيه.

في ظل الارتباك الذي يعانيه نواب لبنان لحسم موضوع الرئاسة، تحولت عملية الاختيار في ايران الى مسألة سياسة داخلية بالغة الأهمية. وكان من الطبيعي أن تنعكس وجهات نظر المسؤولين على قرار انتقاء شخصية صديقة تطمئن طهران الى تحالفها.

العسكريون، وفي طليعتهم قاسم سليماني قائد «فيلق القدس»، إضافة الى قادة «الحرس الثوري»، يؤيدون «حزب الله» في موقفه المعلن على لسان الأمين العام السيد حسن نصرالله. وقد أعربوا عن رغبتهم في انتخاب العماد ميشال عون المدعوم من غالبية الشيعة، إضافة الى دعم الرئيس بشار الأسد ومساندة حلفائه في لبنان.

ولكن الفريق السياسي بقيادة الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، يفضل اختيار قائد الجيش جان قهوجي لمنصب الرئاسة، خصوصاً خلال هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة.

وذكرت مصادر مطلعة في طهران أن انتقادات السياسيين لميشال عون ساهمت في تأخير موعد الانتخاب. وقد وصفته بأنه شخص يتعذر ضبطه أو التنبؤ بانفعالاته وتحالفاته. وهي صفات يعتبرها أنصاره، مثل وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي، بأنها شهادة لمصلحته. أي أنه مستقل في سلوكه السياسي ويتمتع بهامش واسع من حرية الرأي.

بيدَ أن الفريق السياسي الإيراني المعارض لاختيار العماد عون، يذكّر بأحداث أيلول (سبتمبر) 1988، يوم تولى عون رئاسة الحكومة الانتقالية في نهاية عهد الرئيس أمين الجميل. وقد ساعده في حينه على اتخاذ تلك الخطوة الدكتور سمير جعجع. وفي المقابل تشكلت حكومة أمر واقع برئاسة سليم الحص تشرف على المناطق الخاضعة للنفوذ السوري. وانقسمت الدول العربية في تعاطيها مع الحكومتين، بحيث أن سورية قاطعت حكومة عون ودعمت حكومة الحص. أما العراق فقد قاطع حكومة الحص، وساند حكومة عون.

واستناداً الى هذه الخلفية، ترى حكومة روحاني أن ماضي ميشال عون يؤكد تعاونه مع صدام حسين الذي حارب ايران بكل الوسائل المتاحة. والثابت أن عون تلقى في حينه حزمة صواريخ كهدية لاستخدامها ضد دمشق. لهذه الأسباب وسواها تردد في طهران أن السياسيين يميلون الى تزكية قائد الجيش جان قهوجي لمنصب الرئاسة. خصوصاً أنه يتولى قيادة جيش مؤلف من خمسين ألف جندي.

صحيح أن «حزب الله» لديه من العناصر المدربة أكثر من هذا العدد، الأمر الذي يؤهله للقيام بدور الجيش النظامي... ولكن الصحيح أيضاً أن المسيحيين والسنّة والدروز سيقاومونه في حال توليه هذه المهمة. بينما ترضى كل الطوائف بسلطة الجيش النظامي الذي يضم جنوداً من كل المناطق وكل المذاهب.

وبسبب الهبة السعودية، سيضطر جان قهوجي الى تجنيد عدد إضافي قادر على استيعاب الأسلحة المتطورة. وربما تلزمه الحاجة الى ضخ دم جديد في الجسم العسكري المترهل، وإلى إحياء قانون التجنيد الإجباري الذي ألغاه الرئيس آميل لحود.

ولكن، هل يرضى اللبنانيون بعودة عسكري الى الحكم، بعدما خبِر الجيل السابق تجاوزات المكتب الثاني التابع لسلطة اللواء فؤاد شهاب؟ وهل يطمئن النواب الى رئيس عسكري مثل آميل لحود، أمضى تسع سنوات من عهده في الاعتراض على مقررات حكومة رفيق الحريري؟ وهل تقبل جماعة 14 آذار بانتخاب قهوجي بعدما اتهمته بالانحياز الى «حزب الله»، والانفتاح على نظام الرئيس بشار الأسد؟

ولدى جماعة 14 آذار أدلة كثيرة على تعاون قهوجي المنحاز مع «حزب الله» بغرض كسب أصوات نوابه والنواب المؤيدين لخطه السياسي. ومن أبرز تلك الأدلة الأوامر التي أصدرها للجنود بضرورة اعتقال آلاف المقاتلين السنّة الذين يحاربون على الجبهة السورية ضد مقاتلي «حزب الله.» وهم في غالبيتهم ينتمون الى سنّة طرابلس وعكار. وربما دفعهم الى هذا المعترك التحدي الذي أعلنته قيادة «حزب الله» بأنها على استعداد لمحاربة خصومها ومنتقدي مشاركتها في الحرب الأهلية السورية... ولكن فوق الأرض السورية.

التطمين الآخر الذي زرعته واشنطن في صدر العماد قهوجي، جاء خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الى العاصمة الأميركية لحضور مؤتمر دول التحالف الساعية الى محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). وطالب قهوجي بضرورة زيادة المساعدات العسكرية من أجل محاربة التطرف، وضمان أمن الحدود، وتطبيق القرارات الدولية (1559-1701).

وحدث أثناء انعقاد المؤتمر، الذي استمر ثلاثة أيام، أن جدّد رئيس هيئة الأركان الأميركية مارتن ديمبسي تأكيده بأن واشنطن لن تدخل في لعبة تسمية رئيس جمهورية لبنان. وقال أيضاً إن الخيار يعود للبنانيين وحدهم، رغم الأهمية التي توليها واشنطن لاستعجال ملء الفراغ.

ومثل هذا الكلام المعسول لا ينطبق على واقع الحال في لبنان، لأن النواب فشلوا مرات عدة في انتخاب رئيس. لهذا السبب أعلن رئيس المجلس نبيه بري تأجيل الجلسة التالية الى العاشر من كانون الأول (ديسمبر). وفي ظنه أن انفراج العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن يسهّل ظروف الاتفاق على رئيس. وهذا ما أوحت به كتلة «المستقبل» خلال اجتماعها يوم الثلثاء الماضي برئاسة فؤاد السنيورة، وقد حدّدت في بيانها أخطار شغور الرئاسة، واعتبرت أن هذا الواقع المتمثل باندماج «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» سيؤدي الى مزيد من الارتباك والفوضى السياسية والأمنية.

حكومة تمام سلام أعربت عن قلقها من تداعيات المأزق الدستوري الذي سببه انشطار مجلس النواب العاجز عن انتخاب رئيس. لذلك قرّرت إلغاء العرض العسكري الذي يتم عادة بحضور الرؤساء الثلاثة وممثلي السلك الديبلوماسي. وقد أزعج هذا القرار الرئيس السابق ميشال سليمان الذي دعا الى انتخاب رئيس بالسرعة القصوى، مؤكداً أن لبنان لا يجوز أن يبقى «مقطوع الرأس». وطلب من النواب الخروج من الدائرة المفرغة، وانتخاب خلف له وفق اتفاق الطائف لا وفق قيود الطائفية.

ويبدو أن عزوف الحكومة عن الاحتفال بعيد الاستقلال أقلق وزير الخارجية جبران باسيل، الذي أوصى السفراء بضرورة إقامة حفلات الابتهاج لأن حضور لبنان أهم من غياب رئيس الجمهورية. وتحصَّن بالمنطق الذي يقول إن السفارات ظلت ناشطة خلال هذه المناسبة طوال سنوات الحرب.

المهم أن الوزير جبران باسيل خالف قرار الحكومة التي يشارك فيها لعل الظروف المقبلة تخدمه في حال بقيت الحظوظ مقفلة في وجه والد زوجته ميشال عون. كذلك يتوقع زعيم «المَرَدة» سليمان طوني فرنجية، أن يجيِّر له عون المساندة المطلوبة في الدورة المقبلة، خصوصاً أنه احترم علاقة التحالف التي تجمعهما ولم يغادر غرفة الانتظار.

أما الوزير السابق جان عبيد فقد ابتسم له الحظ إثر مقتل الرئيس رينيه معوض. ولكنه أعرَضَ عن قبول عرض سورية في حينه بانتظار مرور فترة انتقالية. وهو حالياً ينتظر تحرك داعميه الأساسيين نبيه بري ووليد جنبلاط، إضافة الى تأييد دول إقليمية التزمت مناصرته لدى العواصم الكبرى. وهذا ما دفعه الى التزام الصمت على أمل الانتقال من «قصر تربل» الى قصر بعبدا.

 

مخاتلة الفهم الإماراتي للإرهاب وجهاز المناعة

جاسر الجاسر/ الحياة

كان طبيعياً أن تواجه القائمة الإماراتية الأخيرة للتنظيمات الإرهابية سلسلة من الاعتراضات والتذمر والاستنكار، لأنها تجاوزت الإطار الظاهر الفج والتفتت إلى الداخل لتبحث في الجذر والمنشأ والأساس، ولتخترق التكوينات المسببة والمؤسسة للفعل الإرهابي الظاهر على السطح.

كل نشاط إرهابي هو حصيلة جهد من التربية والتوجيه، إلى أن تنضج ثمرته وتكتمل صناعته، فيتحول إلى السلاح فعلياً ويمارس نشاطه في التخريب والدمار واستهداف المجتمعات، وهو تالياً لا يمكن السيطرة عليه ومنع انتشاره، ما لم يتم القضاء أولاً على المحاضن التي نبت فيها وارتوى من خطها. الغضب الذي انتاب الجماعات المدرجة في القائمة الإماراتية يعبر عن الخوف الذي يتهددها مستقبلاً، خشية أن تمتد الشرارة الإماراتية لتضم دولاً أخرى استدلالاً بما حدث ويحدث مع جماعة «الإخوان المسلمين» التي تتسع دائرة الحظر عليها حتى وصلت إلى القلعة الآمنة لندن، وبدأ التحقيق والتمحيص في نشاطاتها المختلفة. القائمة الإماراتية حصار نوعي فريد لكل المؤسسات القائمة على التحريض وتنشئة الكوادر حتى إن لم تتمظهر بشكل إسلاموي كما هي حال منظمة «الكرامة» ذات الصبغة الحقوقية، وإن ارتكز دورها على مهاجمة دول الخليج والتحريض عليها ووسمها بالدكتاتورية والمستبدة عبر غلاف الدفاع عن حقوق الإنسان.

قائمة الإمارات أقرب إلى البحث العلمي، لأنها تعمقت في الجذور التي تهددها، لتكشف «D.N.A» الإرهاب وتلاحق كل التحولات الجينية الناشئة عنه والمرتبطة به، ما يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي للدولة فلا يخترقها جرثوم مخادع حديث النشأة لم يدخل ذاكرة المنظومة المناعية بعد. هذا التحصين الاستباقي يشبه عملية التطعيم التي تنبه الجهاز المناعي من مرض جديد عليه وتغذيه بالبيانات اللازمة، ليبني شبكته الدفاعية ويتحرك لمهاجمته، باعتباره لا ينتمي للجسد ويشكل خطراً عليه، لذلك لا حاجة للمضادات الحيوية إلا إن تمكن الجرثوم من تجاوز الدفاعات الأساسية وبدأ في إنهاك الجسم، لترتفع قابليته للإصابة بجراثيم أخرى تتعاضد للفتك به. صحة الجسد مرتبطة أساساً بالمناعة، التي تتمثل قدرتها في التعرف إلى الأشياء الدخيلة على الجسد والأجنبية عنه، لتقوم بتدميرها وتطهير الجسد منها، وهو ما قامت به الإمارات، إذ حصنت جهازها المناعي بتغذيته بكل خطر محتمل لينشئ الأجسام المضادة لها، قبل أن يتأخر الوقت فيصبح المضاد الحيوي خياراً قد ينجح في احتواء المرض، وقد يفشل لأن التركيبة الجديدة غامضة وغير داخلة في تركيبته الهجومية.

ما يرهق العالم هو أن «إيبولا» خارج كل التجهيزات الدفاعية فأصبحت ملاحقته أملاً غامضاً، بينما هو يفتك بضحاياه، وهو ما لم تنتظره الإمارات فاستبقت «إيبولا» الإرهاب، لأن البراعة ليست في معالجة المرض ومقاومته، بل في منع أساسه وكبت كل مسبباته تماماً، مثل كل الأمراض التي انقرضت بعد اكتشاف طرق التحصين منها، وليس عبر العلاج الذي يحاول الخلاص من الكارثة أو على الأقل تخفيف أضرارها.

 

تركيا ستفتتح مسجداً في كل جامعة

اسطنبول ـ أ ف ب /الحياة

أعلنت أعلى هيئة دينية في تركيا الجمعة أنها تريد بناء مسجد داخل كل جامعة حكومية، ما يزيد من مخاوف المنتقدين إزاء فرض مبادئ الإسلام على المجتمع التركي. وصرح محمد غورميز، رئيس مديرية الشؤون الدينية التركية أنه "يجري العمل على بناء مساجد في اكثر من 80 جامعة. وافتتح 15 منها للصلاة، وسيتم افتتاح 50 مسجداً آخر على الأقل في 2015". وصرح غورميز لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء "يوجد 20 مليون شاب في بلدنا، ونود أن نصل الى كل واحد منهم". وتتّهم حكومة الرئيس رجب طيب اردوغان ذات الجذور الاسلامية، بالسعي الى فرض الديانة على المجتمع التركي المسلم بغالبيته العظمى لكنه علماني رسمياً، وأسلمة النظام التعليمي. وقال غورميز انه سيتم في كل واحد من المساجد الجديدة تعيين رجال دين برواتب حكومية لحل "مشاكل الشباب" وتقديم الإرشاد لهم. وأضاف أن المساجد "ستكون الأماكن التي يشعرون فيها بحب الله في قلوبهم". وأكد: "نحن نولي أهمية كبيرة للمساجد في الجامعات. فهي الطريقة الوحيدة لإعادة المساجد إلى حياتهم وإلى المدن وإلى قلوب شعبنا". وفي أيلول (سبتمبر)، سمحت الحكومة للفتيات في المدارس الثانوية الحكومية بارتداء غطاء الرأس، ومنعتهن من وضع الماكياج أو صبغ شعورهن أو وشم أو ثقب أجسادهن