المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 01 أيلول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 30 أب/و 01 أيلول/14

لقاء سيّدة الجبل يُطلق كتلةً لبنانية عابرة للطوائف/باسكال بطرس/01 أيلول/14

لهذه الأسباب لن تبلغ داعش بحر عكار/طوني عيسى/01 أيلول/14

من لم يحمِ الأكثرية لماذا يحمي الأقلية/شارل جبور/01 أيلول/14

جهود دولية لمنع تمدّد داعش إلى لبنان/ ثريا شاهين/01 أيلول/14

أبو عدس والحريرية المشرقية/أحمد العز/01 أيلول/14

بري في ذكرى تغييب الصدر: الإرهاب ليس مسألة أمنية بل وطنية ولا خوف على لبنان وسيعود ليكون واحة الديموقراطية في الشرق وسيبقى حديقة الحرية/01 أيلول/14

واشنطن تريد استبعاد دمشق وطهران من التحالف ضد داعش وإعطاء الرياض وعمان دوراً أكبر/باسل محمد/01 أيلول/14

سنة على تفجيري المسجدين في طرابلس/الرافعي: المستهدف هي طرابلس بسبب دعمها الثورة السورية/سلام حرب/01 أيلول/14

صفقة في الأفق... هل تضحي الدولة من أجل العسكريين ودموع امهاتهم/محمد نمر/01 أيلول/14

المخاوف اللبنانية إلى ذروتها ولا ضمانات هل يصمد الرهان على مظلّة دولية للحماية/روزانا بومنصف/01 أيلول/14

معركة عرسال تحسم مصير الاستحقاق الرئاسي الخطر الداعشي يعزّز صعود الاعتدال الطائفي/سابين عويس/01 أيلول/14

احتمال قوي لتوقُّف كيري في بيروت وجوب وأد فتنة الأعلام قبل تفاقمها/خليل فليحان/01 أيلول/14

التحشيد ضدّ داعش: على أيّ أساس/وسام سعادة/01 أيلول/14

كيف كشف لبنان النظام السوري/خيرالله خيرالله/01 أيلول/14

 التحالف وداعش والثمن/غسان شربل/01 أيلول/14

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/ رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس/الفصل 03/10-17/ وصايا عامة

*بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قول القديس بولس:  كل من أراد أن يحيا في المسيح  حياة التقوى أصابه الاضطهاد

*سلاحنا مخافة الله وإيماننا والرجاء

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قول القديس بولس:  كل من أراد أن يحيا في المسيح  حياة التقوى أصابه الاضطهاد/31 آب/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قول القديس بولس:  كل من أراد أن يحيا في المسيح  حياة التقوى أصابه الاضطهاد/31 آب/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*كل من أراد أن يحيا في المسيح يسوع حياة التقوى أصابه الاضطهاد/الياس بجاني

*زهرا/ الجيش من كل اللبنانيين ولن تنجح محاولات مذهبته

*فيديو من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع النائب انطوان زهرا/31 آب/14/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

*ملخص مقابلة النائب انطوان زهرا

*مانشيت جريدة الجمهورية : إجتماع أمني - قضائي لتحريك قضية المخطوفين وتثبيت الإستقرار

*المعارك مع "حزب الله" تتركز في جرود فليطة... واستعداد لـ"تحرير القلمون"!

*قهوجي يؤكد الاستعداد لأي هجوم مسلح: صورة علي السيّد صورته

*الجيش: مديرية المخابرات استلمت صباحا خمسة عسكريين محررين

*تسليم العسكريين المحررين الى اهاليهم في عرسال دون العبور بمؤسساتهم

*ريفي طلب إجراء التحريات للتثبت من خبر حرق الصلبان وملاحقة الفاعلين

*الجيش ازال شعار دولة الاسلام قادمة من على حائط كنيستين في طرابلس

*الجمعيات الاهلية في عرسال اكدت تضامنها مع اهالي العسكريين: لتحييد عرسال عن الصراع

*النُصرة" تُهدد بقتل الأسرى الشيعة إذا شارك حزب الله في معارك القلمون

*الشيخ مصطفى الحجيري: حرق الراية في ساسين ومواقف النواب العونيين حالت دون الافراج عن عسكريين مسيحيين

احد العسكريين المحررين: علي السيد "حي يرزق"

صفقة في الأفق... هل تضحي الدولة من أجل العسكريين ودموع امهاتهم؟

*إحراق صليب في عين الحلوة

*نديم الجميل: عمر الصورة ثلاثة أسابيع على الاقل ونخشى أن تكون لعبة استخباراتية بامتياز

*الجراح: لا يمكن البقاء من دون رئيس والتضحيات مطلوبة من الجميع

*الاحدب: لاعطاء ملف المخطوفين الاولوية والتيقظ من محاولات إحياء المخطط القديم لزرع الفتنة

*الوزير والنائب السابق طلال المرعبي أكد وقوف أهل عكار بجانب الدولة ودعا لعدم المساس بأي شعار ديني يمكن ان يكون مادة لتأجيج

*أحمد الحريري: قضية المخطوفين وطنية بامتياز والحكومة تبذل كل الجهود لتحريرهم

*فرعون: لرفع علم لبنان بدل حرق أي علم وعدم الوقوع في فخ التحريض والاستفزاز

*الحوت: هناك تحضير لمناخات من أجل عملية عسكرية تستهدف استقرار عرسال

*ميشال معوض: مواجهة التطرف لا تكون إلا بالدولة والاعتدال ولا نريد حماية خارج الشرعية

*نضال طعمة: كلنا مع الجيش ونثق بأن الشرفاء لن يسمحوا للمؤامرة بأن تمر من بوابة الفوضى الداخلية

*يزبك: المؤامرة على الجيش والشعب والوطن والأمة هي عندما لا نميز بين من حمى الوطن وبين داعش

*قاووق: الخطر التكفيري على لبنان فعلي ومن يستخف به يسيء للمصالح الوطنية العليا

*نواف الموسوي: للوقوف بحزم امام اصحاب الفكر التكفيري احمد قبلان: حذار اللعب بالامن او التفكير بكسر التوازن الداخلي

*حسين الموسوي في ذكرى الامام الصدر: أنشأ المقاومة ودعا إلى تأسيس المجتمع المقاوم

*قبيسي: هناك من يتآمر على تبديد انتصارات المقاومين ويعمل على تعميم ثقافة قطع الرؤوس

*جابر: مصرون على تفعيل قوة الجيش وتعزيزها كدرع واقية للبنان

*باسيل: لو كنت مرشحاً توافقياً لوجب طرح اسم العماد عون

*ذخائر رفقا في دير كفيفان لمناسبة عيد الطوباوي نعمه خير الله: العاصفة التي تمر اليوم ستعبر وأرضنا باقية

*جهود دولية لمنع تمدّد «داعش» إلى لبنان /ثريا شاهين/المستقبل

*نهاد المشنوق لـ"النهار": لن نتفرّج على تعرّض أيّ عسكري أو مواطن للقتل قادرون على مواجهة الإرهاب والسعودية لن تتراجع عن تنفيذ الهبات

*خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» يهدد لبنان/ديفيد داوود واشنطن انستيتيوت

*أبو عدس والحريرية المشرقية/أحمد العز/اللواء

*بري في ذكرى تغييب الصدر: الإرهاب ليس مسألة أمنية بل وطنية ولا خوف على لبنان وسيعود ليكون واحة الديموقراطية في الشرق وسيبقى حديقة الحرية

*مخاوف من استخدام النظام الإيراني الحرب على التنظيم كذريعة لتقوية شوكة الأسد وقواته وتزويده بأسلحة

*سنة على تفجيري المسجدين في طرابلس...والرافعي لموقعنا: المستهدف هي طرابلس بسبب دعمها الثورة السورية/موقع 14 آذار/سلام حرب

*البيان الختامي للقاء سيدة الجبل: حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات ولا تمييز بين إرهاب وآخر

ا*لنص الكامل لكلمة السنيورة عن "اللبننة" في خلوة سيدة الجبل:أنتم المجتمعون في الأشرفية أقرب إلي ممن يرفع راية ولاية الفقيه او الخليفة

*كلمة النائب السابق سمير فرنجية في لقاء الجبل

*محمد حسين شمس الدين في لقاء سيدة الجبل

*خلوة "سيدة الجبل" ترفض التمييز بين إرهاب وإرهاب لا لتحالف الأقليات و لا حل لكل طائفة بمفردهالقاء سيّدة الجبل يُطلق كتلةً لبنانية عابرة للطوائف/باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

*لهذه الأسباب لن تبلغ «داعش» بحر عكار/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*من لم يحمِ الأكثرية لماذا يحمي الأقلية/شارل جبور/-جريدة الجمهورية

*التحالف و«داعش» والثمن/غسان شربل/الحياة

*كيف كشف لبنان النظام السوري/خيرالله خيرالله/المستقبل

*التحشيد ضدّ «داعش»: على أيّ أساس؟/المستقبل/وسام سعادة

*تحريض طائفي مكشوف من الأشرفية إلى طرابلس وعين الحلوة ريفي يطلب الملاحقة و"التيار العوني" يدافع عن حارقي شعار "داعش"

*المخاوف اللبنانية إلى ذروتها ولا ضمانات هل يصمد الرهان على مظلّة دولية للحماية؟/روزانا بومنصف        /النهار

*معركة عرسال تحسم مصير الاستحقاق الرئاسي الخطر الداعشي يعزّز صعود الاعتدال الطائفي/سابين عويس/النهار

*احتمال قوي لتوقُّف كيري في بيروت وجوب وأد فتنة الأعلام قبل تفاقمها/ خليل فليحان/النهار

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/ رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس/الفصل 03/10-17/ وصايا عامة
أما أنت فتبعتني في تعليمي وسيرتي ومقاصدي وإيماني وصبري ومحبتي وثباتي واحتمالي الاضطهاد والعذاب وما أصابني في أنطاكية وأيقونية ولسترة. وكم من اضطهاد عانيت وأنقذني الرب منها كلها. فكل من أراد أن يحيا في المسيح يسوع حياة التقوى أصابه الاضطهاد. أما الأشرار والدجالون فيزدادون شرا وهم خادعون مخدوعون. فاثبت أنت على ما تعلمته علم اليقين عارفا عمن أخذته. فأنت منذ طفولتك عرفت الكتب المقدسة القادرة على أن تزودك بالحكمة التي تهدي إلى الخلاص في الإيمان بالمسيح يسوع. فالكتاب كله من وحي الله، يفيد في التعليم والتفنيد والتقويم والتأديب في البر، ليكون رجل الله كاملا مستعدا لكل عمل صالح

بالصوت/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قول القديس بولس:  كل من أراد أن يحيا في المسيح  حياة التقوى أصابه الاضطهاد

سلاحنا مخافة الله وإيماننا والرجاء

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قول القديس بولس:  كل من أراد أن يحيا في المسيح  حياة التقوى أصابه الاضطهاد/31 آب/14
بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قول القديس بولس:  كل من أراد أن يحيا في المسيح  حياة التقوى أصابه الاضطهاد/31 آب/14

نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

كل من أراد أن يحيا في المسيح يسوع حياة التقوى أصابه الاضطهاد

الياس بجاني

31 آب/14

جاء في رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس/الفصل 03/10-17/ : "أما أنت فتبعتني في تعليمي وسيرتي ومقاصدي وإيماني وصبري ومحبتي وثباتي واحتمالي الاضطهاد والعذاب وما أصابني في أنطاكية وأيقونية ولسترة. وكم من اضطهاد عانيت وأنقذني الرب منها كلها. فكل من أراد أن يحيا في المسيح يسوع حياة التقوى أصابه الاضطهاد. أما الأشرار والدجالون فيزدادون شرا وهم خادعون مخدوعون. فاثبت أنت على ما تعلمته علم اليقين عارفا عمن أخذته. فأنت منذ طفولتك عرفت الكتب المقدسة القادرة على أن تزودك بالحكمة التي تهدي إلى الخلاص في الإيمان بالمسيح يسوع. فالكتاب كله من وحي الله، يفيد في التعليم والتفنيد والتقويم والتأديب في البر، ليكون رجل الله كاملا مستعدا لكل عمل صالح".

من خلال جوهر وروحية واكسير كلام رسول الأمم هذا علينا أن نبتعد عن الأبواب الواسعة ونجهد للدخول من الأبواب الضيقة لأن الواسعة تؤدي إلى الهلاك والضيقة إلى جنة الخلد.

علينا أن نحمل صليب الفادي ونسير خلفه، والصليب هو رمز الفداء والعطاء والتضحية وبذل الذات بإيمان راسخ لأنه ما من حب أنبل وأسمى من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل الآخرين.

علينا أن لا ننسى أننا خاصية الفادي وهو اختارنا لنسير على دروبه.

علينا أن نعي الحقائق كلبنانيين وندرك يقيناً أن تمسكنا بإيماننا وبالرجاء، كما تعلقنا بوطن الأرز وبترابه المقدس هي قناعات مكلفة ترابياً، ولكنها مربحة إيمانياً وآخرة وتحتاج لتضحيات ومواقف وعطاءات وشهادة للحق بجرأة ودون تردد أو مسايرة لمقامات الناس.

علينا أن نستثمر ما نملك من وزنات ومواهب انعم الله علينا بها فهي أعطيت لنا مجاناً والمطلوب منها أن نضعها في خدمة الآخرين ودون مقابل أيضاً.

علينا أن نعترف بعلتنا وإلا العلة قتلتنا.

علينا أن لا نتلهى بأعراض المرض ونُجهِّل المرض نفسه. المرض هو الخطيئة وكل من يمارسها ضدنا وضد وطننا ويصادر حريتنا.

علين أن نتسلح بالإيمان والرجاء وأن نمارس المحبة قولاً وفعلا.

علينا أن لا نعبد الأشخاص والأصنام وأن تكون قضيتنا هي الأساس في حياتنا.

في الخلاصة من كان الإيمان سلاحه لن يغلبه الشر.

فلنصلي من أجل انساننا ووطننا ومن أجل السلام فيه وفي كل ارجاء العالم.

 

زهرا/ الجيش من كل اللبنانيين ولن تنجح محاولات مذهبته

فيديو من تلفزيون المستقبل/مقابلة مع النائب انطوان زهرا/31 آب/14/اضغط هنا لمشاهدة المقابلة

 

ملخص مقابلة النائب انطوان زهرا

زهرا: التسلح يستجلب الحرب والمقاومة تأتي عند الضرورة وانتخاب الرئيس من الشعب كذبة كبيرة وخطر ميثاقي

الأحد 31 آب 2014

وطنية - هنأ عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا العسكريين المحررين واهلهم بمناسبة الافراج عنهم، وقال: "بما أعرفه عن الجيش اللبناني لم ولن يستطيع احد ان يفرزه كما حاول المختطفون ان يفعلوا عندما حددوا طائفة المحررين، فالعسكري ولاؤه للدولة والشرعية اللبنانية ومؤسسته".  وقال في حديث عبر قناة "المستقبل": "لن يستطيع الارهابيون مصادرة الجيش باتجاه طائفة او ميليشيا او حزب معين، وعندما واجه الجيش المشاريع المتطرفة في نهر البادر قدم اكبر عدد من ابنائه من الطائفة السنية، والغطاء السياسي كان من قبل السنيورة والحريري، وكل هذه المحاولات لفرز الناس على هذا الأساس ذهبت ادراج الرياح على الرغم من غوص "حزب الله" في الحرب السورية، ويبقى الجيش اللبناني جيشا واحدا ومشروعنا في "14 آذار" هو الدولة".

ورأى أن "أفضل ما يمكن ان نقدمه لقضية العسكريين المخطوفين هو ان نتركها في عهدة المسؤولين عنها والا ندخل في بازار المزايدات مما يؤثر سلبا على المفاوضات". وقال: "لا شك ان موضوع انسحاب "حزب الله" من سوريا هو موضوع لبناني بامتياز ولكن ليس بخطف عسكريين من الجيش اللبناني نضغط على "حزب الله"، فالجيش لا يستعمل ورقة بوجه طرف في البلد على الرغم من ان مطلبنا هو خروج "حزب الله" من سوريا، كما واننا نعلم ان وجود الحزب على الأرض السورية يؤثر سلبا على لبنان، ولا حرب في التاريخ حصلت الا ما تحولت الى حرب ابادة ودائما المحاصر يترك له منافذ لكي يهرب منها، والمنافذ التي تركها "حزب الله" لهروب المسلحين والتكفيريين كانت كلها باتجاه لبنان".

وأكد أن "الطلب من البطريرك الراعي الاعتذار من "داعش"، "طويلة على رقبتهم" وليس الراعي الذي يخاطب من قبل هؤلاء الناس"، مضيفا أن "تنظيم داعش اخذنا الى ما قبل الجاهلية ويضع نفسه في مصاف امكانية التوجه ومخاطبة شخصيات مثل البطريرك الراعي".

وعن الصراع السوري قال: "6 أشهر تظاهرات سلمية في سوريا سقط فيها آلاف المدنيين وعندما اقترب سقوط النظام السوري ظهرت الجماعات التكفيرية التي تدعي انها تقاتل النظام وهي لم تحارب سوى الجيش السوري الحر وقوات المعارضة خدمة للنظام".

وعن لقاء سيدة الجبل، قال: "لقاء سيدة الجبل يتكلم عن المسيحي صاحب الدور ولا ينظر الى المسيحيين كما يريد البعض كأقلية مهددة وصنف مهدد بالانقراض ويجب رعايته اما ذمي او عدو للمحيط الذي يعيش به. وميزاتنا ايماننا بهذه الأرض واننا ننتمي اليها. المسيحي عنصر أصيل وثابت في هذه الارض وليس ضيفا عليها واما ان يكون صاحب دور واما لا لزوم له ان يبقى".

وعن دعوات التسلح، قال: "المواجهة بوجه المخاطر تبدأ باظهار النية على التشبث بالأرض، وقد لا تكون عبر التسلح ونحن كمسيحيين لم نكن مستعدين للتسلح، وتاريخ المقاومة معروف بهذا الشأن وعام 1975 وبشكل عفوي ومن دون تحضير استعملنا اسلحة الصيد وبدأنا المقاومة، وبالتالي التسلح يستجلب الحرب اما المقاومة تأتي عند الضرورة القصوى، بينما الدعوات للتسلح هي خدمة لمشروع ديكتاتوريي المنطقة خدمة لتحالف الاقليات وجربناها في الحرب اللبنانية ودفع ثمنها بشكل خاص المسيحي اللبناني".

واضاف: "التسلح هي دعوة مباشرة الى الحرب، وتعالوا نتوحد عبر الدولة والمؤسسات وليس وراء الميليشيات والأحزاب المسلحة و"14 آذار" اخذت هذا القرار ومن المؤسف ان "حزب الله" يسبق الدولة ويضعها امام امر واقع عبر اتخاذ القرارات من تلقاء نفسه بدءا من رفض اعلان بعبدا وصولا الى الانخراط في الحرب السورية واستجلاب الازمات الى لبنان".

وتطرق الى ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، واصفا اياه "بالشخصية الوطنية التي نحن بحاجة الى أمثالها في يومنا هذا، خارج اطار التطرف والتعصب والتخوين".

وفي ملف رئاسة الجمهورية، قال: "للأسف، نتيجة تعنت عون وسياسة الهروب الى الامام، وسياسة "حزب الله" لن تساهم في انتخابات رئاسية وعون يوافق على سياسة "حزب الله "ولكن "حزب الله" لن يأتي بعون رئيسا والحزب لا يريد ان تتم المباحثات الا عبر عون فقط، وعون لا يرى سوى نفسه رئيسا. حزب الله وعون يضربان الدستور ويتجاوزان كل الأصول ويعطلان كل المؤسسات و"حزب الله" يستفيد من كل هذه الوقائع لان لا دولة تحاسبه على مخالفاته".

وأوضح أن "رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع اعلن ترشحه بالتسلسل وتفاهم مع حلفائه، ولاحقا "14 آذار" تبنت برنامجه ومن بعدها اعلن برنامجه، وقال انه مرشح على اساس معين، ولكن فورا سرب عنا أن أيا كان مرشح "14 آذار" بما انه يتبنى نفس المواقف سيكون مرشحنا أيضا فجعجع مرشح نعم ولكن ليس المرشح الاوحد". أضاف: "اعلنا عن مبادرتنا المؤلفة من ثلاث نقاط لوقف الشغور الرئاسي الا أن جواب عون كان انتخابات نيابية قبل الرئاسية ومن بعدها أعلن فكرة انتخاب الرئيس من الشعب. انتخاب الرئيس من الشعب كذبة كبيرة وخطر ميثاقي كبير بالاضافة الى ان اي فتح باب لتعديل الدستور لا يمكن ان يقفل لانه اذا اقترح تعديل سيطرح غيره تعديلات اخرى فضلا عن تغيير النظام اللبناني".

وقال: "اقترحت ان ننتخب رئيسا من الشعب وتقسيم الأصوات عبر إعطاء علامة 25 % للمسيحي الماروني و25% لبقية المسيحيين و50% للصوت المسلم. انا لم استنكر ما قاله النائب وليد جنبلاط ان الرئاسة ليست فقط للمسيحيين فاذا حقيقة سعى مع بري الى حل عقدة الرئاسة عبر اقناع نصرالله وعون بحلحلة الأمور فهذا يعني اننا توصلنا الى حل نهائي للعقدة وانه حقيقة سعى الى التوصل الى اتفاق". وشدد على أن "انتخاب الرئيس هو الحل الاساسي وواجب دستوري ونحن ضد التمديد لمجلس النواب واعلنا عن موقفنا سابقا". وختم زهرا: "الحكومة الحالية تحتاج الى الكثير من الوقت لكي تنهي مشاكل وازمات ومخلفات الحكومة السابقة وما سبقها من فريق محدد والمؤسف انه في حياتنا السياسية امكانية المحاسبة اصبحت مستحيلة ولا يمكن المحاسبة ولا يمكننا ان نطرح الثقة بوزير او بحكومة بسبب ادائها".

 

مانشيت جريدة الجمهورية : إجتماع أمني - قضائي لتحريك قضية المخطوفين وتثبيت الإستقرار

جريدة الجمهورية الاثنين 01 أيلول 2014

فيما ينصبّ الاهتمام العالمي على بناء تحالف دولي ـ إقليمي لمحاربة الإرهاب، وفيما يعيش لبنان تردّدات أزمات المنطقة، وسط سباق محموم بين التهدئة والفتنة الطائفية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي في الذكرى السادسة والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدر إلى استراتيجية وطنية لمواجهة الإرهاب، مؤيّداً مقرّرات بطاركة الكنائس الشرقية ودعوتَهم إلى «مكافحة آفة التطرّف الديني والمذهبي»، ومُعتبراً أنّ «الاتّفاق على استراتيجية دفاعية وتعميم المقاومة إلى جانب الجيش في كلّ اتّجاه أصبح أمراً وطنياً لازماً، بل ضرورة وطنية بديهية»، ومشدّداً على أنّ «المطلوب دولياً ليس مواجهة مجزّأة للإرهاب، بل قرارات تدعم سيادة الدوَل ووحدة أراضيها ومؤسساتها وشعوبها وتكويناتها. بدا لبنان في عطلة الأسبوع كأنّه في سباق محموم بين التهدئة والفتنة الطائفية التي أطلّت برأسها من الاشرفية وطرابلس بعد إعادة توزيع صورة إحراق راية تنظيم «الدولة الإسلامية» في ساحة ساسين وما قابلها من حرقِ صلبان وكتابة شعارات «داعش» على جدران كنائس في عاصمة الشمال، في وقتٍ ظلّ ملف المخطوفين العسكريين لدى الإرهابيين مفتوحاً على مصراعيه، على رغم إفراج «جبهة النصرة»عن خمسة جدُد منهم، بينهم اربعة عسكريين في الجيش وعنصر من قوى الأمن الداخلي، وتوعّدت بتصفية الأسرى العسكريين الشيعة لديها إذا شارك «حزب الله» في القتال ضدها في القلمون بعدما اعلنَت عن انطلاق معركة تحريرها. واتّهمَت «التيار الوطني الحر» بأنّه «حرمَ بأفعاله اﻷخيرة عدداً من أبنائكم (المسيحيين) بأن يعودوا من اﻷسر»، ونصحَته قائلة: «إلزموا الحياد بيننا وبين الحزب اﻹيراني (حزب الله)».

مواكبة حكومية

في غضون ذلك، واصلَ أهالي المخطوفين تحرّكهم الإحتجاجي على الأرض، فقطعوا الطرُق بقاعاً وشمالاً، وطالبوا الدولة بالإسراع في تحرير أبنائهم. فيما فجَّر أحد العسكريين المحررين مفاجأة تمثّلت بإعلانه أنّ الرقيب علي أحمد السيّد، الذي بَثّ الإرهابيون صوَراً تُظهر عملية ذبحه منذ أيام، «لا يزال على قيد الحياة»، وأنّ «جبهة النصرة» قد أبلغَتنا ذلك»، من دون إعطاء أيّ معلومات إضافية. وفيما أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق «أنّنا نعمل على مفاوضات قد تفضي إلى إطلاق عسكرَيين مسيحيين اثنين قريباً»، أكّد وزير العدل أشرف ريفي حرصَ الدولة على إطلاق جميع العسكريين بلا تفرقة. من جهته، شدّد وزير الصحة وائل ابو فاعور على وجوب تحرير المخطوفين «ولو اقتضى الأمر تضحياتٍ ما من الدولة».

... واجتماع أمني

وعلى وقع أجواء الاضطراب الداخلي، حضرَت التطورات الأمنية برُمّتها في اجتماع عُقد في السراي الحكومي مساء امس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، والمدّعي العام التمييزي القاضي سمير حمّود. حضرَ الاجتماع قائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع محمد خير، ومفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان. وأبدى سلام ارتياحه الى الإفراج عن العسكريين الخمسة، آملاً في أن تفلح الجهود المبذولة في تحرير جميع المفقودين من أفراد الجيش وقوى الأمن الداخلي وإعادتهم الى عائلاتهم سالمين. وأكّد «أنّ اللجنة الوزارية الخاصة بمتابعة هذا الملف ماضيةٌ في عملها بدأبٍ وصبر، وبعيداً من الأضواء، لإنهاء هذه المأساة الوطنية في أسرع وقت ممكن». واستمعَ المجتمعون إلى عرض للقادة الأمنيين تناولَ الأوضاع الأمنية في جميع المناطق اللبنانية، خصوصاً في منطقة عرسال، التي ما زال المسلحون غير اللبنانيين المنتشرون في الجرود يشكّلون مصدرَ تهديد لها. وحصلَ نقاشٌ مسهَب حول جميع المعطيات الأمنية والإجراءات الواجب اتّخاذها لتحصين الاستقرار. واتّخِذت القرارات المناسبة. وقالت مصادر المجتمعين لـ«الجمهورية» إنّ سلام تمنّى عليهم الحفاظ على سرّية المداولات والقرارات التي اتُّخِذت حفاظاً على سلامة الوضع الأمني في البلاد ولحماية المخطوفين العسكريين. ولكنّ بعض المعلومات التي تسرّبَت ولم تقارب المضمون ذكرت أنّ وزيرَي الدفاع والداخلية قدّما عرضاً لصورة الوضع الأمني والتحضيرات الجارية لمواجهة أي طارئ على الأرض في عرسال ومناطق أخرى، على رغم التطمينات التي تلقّتها القيادات الأمنية بأنّ الوضع الأمني ممسوك وأنّ هناك قرارات سياسية وحزبية تواكب عملَ الأجهزة الأمنية تؤكّد أنّ أيّ ردّات فعل لن تخرج عن المألوف ولن تكون لأيّ أحداث، مهما بلغ حجمها، انعكاسات على الوضع الأمني في بقيّة المناطق، ولا سيّما منها ما يمكن تسميته «مناطق حساسة» والتي تشكّل خطّ تماس بين أفرقاء منقسمين حول الموقف ممّا يجري على الساحات الأمنية والعسكرية من عرسال الى الداخل السوري.

وتحدّث ريفي عن الظروف التي أملَت القرارات الأخيرة التي اتّخذها ردّاً على ما جرى من مَسّ بالشعائر الدينية في الأشرفية وردّ الفعل في طرابلس، وعن الدور القضائي في تنفيذ ما اتُّخِذ من قرارات.

مصادر قضائية

وقالت مصادر قضائية لـ«الجمهورية» إنّ المجتمعين اطّلعوا على ملف محاكمات الإسلاميين في سجن رومية، واستمعوا إلى شرحٍ عن مساره، حيث تبيّنَ أنّ نسبة 66,6 في المئة قد أُنجِزت وصدَرت فيها الأحكام وسيُفرَج عن كلّ مَن يتبيّن أن لا جرمَ عليه، وستُستكمل المحاكمات بالسرعة المطلوبة وفي معزل عن ملف العسكريين المخطوفين.

وفي الوقت الذي كان الاجتماع منعقداً تسرّب تسجيل صوتي للناطق الإعلامي باسم «الجماعة الإسلامية» أحمد الأيوبي تحدّث فيه عن «مبشّرات جدّية في ملف العسكريين»، وقال: «أصبح هناك اقتناع كبير لدى الحكومة بأنّه لا يمكن حلّ هذا الملف من دون إطلاق أعداد من الموقوفين».

وأضاف: «الآن في هذه اللحظات يتمّ وضع بداية اللمسات لإخراج موضوع إطلاق السراح وأيضاً إنهاء ملف العسكريين اللبنانيين». وأبدى اعتقادَه «أنّنا سنشهد خلال ساعات انتصاراً لأخواننا المجاهدين وخزياً وعاراً لحزب إيران، واعداً بكشف المزيد قريباً».

برّي

وفي هذه الأجواء، أطلّ رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى السادسة والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدر أثناء زيارته لليبيا، وأكّد في كلمة وجّهها الى اللبنانيين أنّ «إنجاز الاستحقاق الرئاسي سيبقى يحتلّ موقع الأولوية، لأنّ الدولة لا يمكن ان تبقى بلا رأس، وثقة العالم بلبنان ستبقى مهتزّة إذا استمرّ العجز عن إنجاز انتخابات الرئاسة.

واعتبر «أنّ الوحدة الوطنية الآن وفي كلّ آن تشكّل ضرورة وطنية في سبيل مواجهة الإرهاب»، ومواجهتُه ليست مسألة أمنية او عسكرية فقط، إنّها مسألة تفكيرية تثقيفية وطنية تحتاج الى تعبئة وطنية وإلى ثقافة وطنية راسخة وإلى تحصين البيئة الوطنية بمواجهة فكر التكفير والتعصّب».

ورأى أنّ التصدّي للارهاب التكفيري «ليس مسؤولية السُنّة في لبنان، كما أنّ التصدّي للعدوان الاسرائيلي ليس مسؤولية الشيعة، والتصدّي لتهجير الأقليات ليست مسؤولية المسيحيين. إنّ التصدي للارهاب والعدوان والتهجير هو مسؤولية وطنية مشتركة تعبّر عنه الدولة الواحدة، ومن الضرورة بمكان ان يكون مسؤولية عربية ودولية مشتركة».

وشدّد برّي على أنّ «المطلوب دولياً ليس مواجهة مُجزّأة للإرهاب واتّخاذ قرارات لدعم جغرافية أقاليم عرقية أو طائفية أو مذهبية أو حتى قومية»، بل قرارات «بدعم سيادة الدوَل ووحدة أراضيها ومؤسساتها وشعوبها وتكويناتها لتأكيد انحياز العالم الى نظام المنطقة».

ورأى أنّ «المطلوب وطنياً تأكيد الاستثمار على زيادة قوّة الردع الوطنية التي تُميّز الجيش اللبناني، وزيادة عديده وتحديث عتاده وإنجاز إيصال المعدّات المطلوبة له من فرنسا بموجب المكرمة السعودية الاولى، وتوظيف المكرمة الثانية وبالسرعة المطلوبة، والانتباه الى ضرورة تنويع مصادر الاسلحة، خصوصاً أنّ دوَلاً عدّة عرضَت ولا تزال تعرض تقديمَ سلاح حديث للجيش».

وأكّد بري «انحياز حركة «أمل» إلى المقررات التي اتّخذها بطاركة الكنائس الشرقية في بكركي ودعوتهم الى مكافحة آفة التطرّف الديني والمذهبي». واعتبر أنّ «الاتفاق على استراتيجية دفاعية وتعميم المقاومة الى جانب الجيش في كلّ اتّجاه أصبح أمراً وطنياً لازماً، بل ضرورة وطنية بديهية».

ورأى أنّه «آن الأوان لضخّ الحياة في مشروع الدولة والعبور فعلياً إلى هذه الدولة، ورسم خريطة طريق الى ذلك يلتزم خلالها الجميع بتنفيذ كلّ اتفاق الطائف بشقّيه الدستوري والإصلاحي، لا التلاعب استنسابياً بتنفيذه».

وأكّد «أنّ العبور الى الدولة يستدعي التزام الجميع بالدستور ووقف سياسة تعطيل مؤسسات الدولة لحساب، أو على حساب، مؤسسة أخرى حصل فيها شغور أو استقالة»، وجدّد تحذيره من «الفوضى البنّاءة التي تضرب المنطقة».

بين الأشرفية وطرابلس

وكان حرقُ راية «داعش» في الأشرفية وجد صداه سريعاً في طرابلس فعمدَ مجهولون الى تجميع صلبان وحرقِها، وكتابة عبارة «دولة الإسلام قادمة» على جدران كنيستين في القبّة، سرعان ما أزالها الجيش، معزّزاً انتشارَه في محيط الكنائس في المدينة.

ريفي

وقد طلب ريفي إجراء التحرّيات للتثبت من خبر حَرق الصلبان وملاحقة الفاعلين وتوقيفهم، بعدما كان طلبَ ملاحقة حارقي راية «داعش» وتوقيفهم، الأمر الذي أثار «التيار الوطني الحر» وتمنّى على وزير العدل العودة عن قرار الملاحقة.

ومساءً، كرّر ريفي التشديد على أهمّية القرارات التي اتّخذها، وقال لـ«الجمهورية»: «من موقع مسؤوليتي الوطنية كان لا بدّ من التفكير في أفضل الوسائل والطرق لحماية الوحدة الوطنية والعيش المشترك اللذين يشكّلان أقوى نقاط قوّة لبنان ومنعته والقيمة المضافة التي يشكّلها هذا الوطن في هذه المنطقة من العالم».

وأضاف: «ما يجب حمايته اليوم يتّصل بما جعلَ لبنان بلد رسالة وليس وطناً تقليدياً. ولذلك أفهم ما حصل وكنتُ احتسبه، وإنّ ردّات الفعل التي حصلت كانت إيجابية، فالبعض ممّن امتعضَ في اليوم الأوّل فهم أهمّية الموقف في اليوم التالي».

فتفت

ودان عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت حرقَ الصلبان وكتابة شعارات مسيئة على جدران الكنائس في طرابلس. وقال لـ«الجمهورية»: «نستنكر كلّ ما يحصل، وهو أمر مرفوض حتى كردّة فعل، أوّلاً لأنّ الدين الاسلامي يرفضه، وثانياً لأنه انجرارٌ إلى الفتنة التي يسعى لها مَن وزّع صوَر إحراق علم «داعش».

وأضاف: «نحاول قدر الإمكان لجمَ الفِتن التي تنمّ أحيانا عن غباء، وأنا لا ألوم القائمين عليها لأنّهم يتصرّفون بسطحية، إلّا إذا كانت أجهزة مخابراتية وراءَهم ، لكنّ ما ألومه هو بعض التصريحات السياسية التي تذهب في اتّجاه الفِتن، فبدلاً من أن تتفاداها فهي تشجّع وتدافع وتضع نفسَها في موقع خطير، وما قام به اللواء ريفي من خلال إحالة الجميع إلى القضاء كان الطريقة المثلى لتفادي الفعل وردّة الفعل» .

وعن هوية كاتبي الشعارات على جدران الكنائس، قال فتفت: «مثلما يوجد مجانين من هنا يوجد مجانين من هناك». وأضاف: «سنتعاون جميعاً لكي لا يكبر ما حصل، ولنردعه بالقانون وبالموقف السياسي وبالمنطق، فهُم ينجرّون الى فتنة لا مصلحة فيها لأحد».

وعن عبارة «دولة الإسلام قادمة إلى طرابلس»، قال فتفت: «لا شيء فيها من الصحة، بل فيها انفعالية وغباء، ثم إذا وصلت «داعش» فهي ستطاول السنّة في الدرجة الاولى، وتحديداً الاعتدال السنّي، إذ ستعتبرهم مرتدّين، فالخوف ُموجود اليوم لدى كلّ الطوائف، والوضع يتطلب كثيراً من الدراية لوأد الفتنة».

كبّارة لـ«الجمهورية»

أمّا نائب طرابلس محمد كبارة فاعتبر حرقَ الصلبان بأنّه «عمل ولدَنة لا يستأهل التعليق أو الحديث عنه وإلّا فسنكون بذلك نكبّره ونعطيه حجماً أكبر من حجمه». وقال لـ«الجمهورية»: «ما حصل شغلة «ولدنات» ولن يؤثّر على طرابلس وأبنائها، فهي مدينة التعايش والعيش المشترك، والحاضنة للجميع، وطرابلس مدينة تؤمن بالدولة والمؤسسات والجيش».

لقاء «سيّدة الجبل»

إلى ذلك، وفي زمن الاستقطاب المذهبي الحاد الذي تبحث فيه كلّ طائفة عن حلول بمعزل عن الأخرى، وفي زمن انقسام المسيحيين بين رؤيتين لدورهم في لبنان والمشرق العربي، قدّم لقاء «سيّدة الجبل» أطروحة متكاملة لتحدّيات المسيحيين تقوم على ربط مصيرهم بمصير المسلمين على قاعدة أنّ الحلّ هو في «العمل جنباً إلى جنب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنوّر، ديموقراطي وتعدّدي»، وأنّ حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات، وأنّه لا يجوز التمييز بين إرهاب وإرهاب، كما الدعوة إلى تعميم اتّفاق الطائف والتجربة اللبنانية على كلّ الدول العربية. وقد تميَّز اللقاء بحضور الرئيس فؤاد السنيورة وكلمته التي أكّد فيها انحياز المسلمين إلى التجربة اللبنانية بقوله: «أنا أعتبر أنّكم أنتم المجتمعون هنا أقرب إليّ، أكثر من الذي يرفع راية ولاية الفقيه في طهران، أو راية الخليفة الحاكم في الموصل والرقة، لأنّكم تشبهون لبنان وتشبهون شعبَ لبنان وتاريخ لبنان بماضيه وحاضره، وطموح اللبنانيين إلى مستقبل آمن وزاهر». وقد تركت كلمة السنيورة انطباعاً لدى المشاركين بأنّ «الانتساب السنّي للتجربة اللبنانية بعد انتفاضة الاستقلال أوضح بكثير من انتسابه بعد العام 1943».كذلك تميَّز اللقاء بحضور شخصيات عربية وبمشارَكة الاغتراب اللبناني، ومناقشة علمية لكلّ التطورات، ودعوة مثلّثة الأضلاع: إلى اللبنانيين للتمسّك بالنموذج اللبناني، وإلى العرب من أجل أن يستنسخوا التجربة اللبنانية، وإلى الغرب من أجل أن يبادر ليس لحماية المسيحيين، بل لحلّ الأزمات المُزمنة والمستجدّة، من القضية الفلسطينية إلى الأزمة السورية وما بينهما النفوذ الإيراني والملف النووي.

 

المعارك مع "حزب الله" تتركز في جرود فليطة... واستعداد لـ"تحرير القلمون"!

موقع 14 آذار /١ ايلول ٢٠١٤ /"تحرير القلمون" معركة بدأ يُروج اليها في القلمون، خصوصا انها صدرت على لسان أمير "جبهة النصرة" أبو مالك الشامي، وسط معارك لا زالت مستمرة بين كتائب المقاتلين المنوعة الإنتماء هناك وجيش النظام السوري و"حزب الله".

وفي ضوء التطورات هناك، قال الناشط في وكالة "سوريا برس" ماهر حمدان لموقع "14 آذار" أن "المعارك في جرود فليطة لا تزال متواصلة مع تقدم لمقاتلي المعارضة، خصوصاً بعد الانتهاء من تحرير بلدة راس المعرة الجردية، وشهدت المعارك اشتباكات قاسية بين الكتائب المعارضة وعناصر "حزب الله"، وسقط جرحى وقتلى"، كما اشار إلى أن "بلدة عين منين شهدت ايضاً محاولات تسلل إقتحام عدة باءت بالفشل من عناصر جيش النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله". وبحسب حمدان فان المقلتلين "استطاعوا تدمير عربة بي أم بي في حاجز موزة في مدينة الزبداني، اثر الأشتباكات التي حصلت الأحد"، لافتاً إلى الاهتمام الكبير الذي حصل في القلمون جراء "اعلان أبو مالك الشامي أمير جبهة النصرة في القلمون عن معارك خلال ايام لتحرير القلمون من حزب الله و جيش النظام"، وتحدث حمدان عن "إنهيار كبير في صفوف عناصر حزب الله وجيش النظام بعد المعارك في القلمون بسبب عدد القتلى الكبير من الطرفين". أما عن الوضع الميداني والانساني "فيستمر جيش النظام و ومروحياته بقصف جرود القلمون ومدينة الزبداني وبلدة عين منين وسقط أثرها جرحى"، مضيفاً: "دخلنا اليوم العاشر ولا يزال جيش النظام يمنع دخول المواد الغذائية عن مدينة التل، كما يستمر في حصاره بلدات جرود القلمون الرحيبة ومدينة الزبداني".

 

قهوجي يؤكد الاستعداد لأي هجوم مسلح: صورة علي السيّد صورته

نهارنت/أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي ان العسكريين جاهزون لأي هجوم قد يشنه مسلحون على الجيش، لافتاً من جهة أخرى ان صورة الجندي علي السيّد "صورته، لكن يجب ان نبقي الاحتمالات مفتوحة". وفي حديث الى صحيفة "المستقبل"، الاحد، نبّه قهوجي الى كون "الاشاعات كثيرة" في هذه المرحلة، مشدداً على ان "الاوضاع على الارض طبيعية حالياً". اما عما يُقال عن ان المجموعات الإرهابية المسلحة تتحضر بالآلاف لشن هجوم على الجيش بالقول: "لا مشكلة، أهلاً وسهلاً بهم نحن اتخذنا كل الاحتياطات". وعن صور الرجل المذبوح، الذي بثتها "داعش"، مدعية انه احد، علي السيد، أحد الاسرى العسكريين، قال قهوجي: "رأينا الصور مثلما رآها كل الناس". وتابع "الصورة صورتُه، لكن علينا أن نُبقي الاحتمالات مفتوحة دائماً". يُذكر ان الخميس نشر حساب يعود للمدعو "أبو مصعب حفيد البغدادي"، على "تويتر" صورا تظهر قطع رأس شخص جسيم البنية، مطمش العينين وذو لحية متوسطة. ويدعي هذا الحساب أن المذبوح هو علي السيد "المرتد العسكري من جيش الصليب ذبحته الدولة الإسلامية لتعلموا اننا جئنا بالذبح لنحيي سنة الحبيب المصطفى والله ناصرنا".

وكشف أن الذبح تم "بعد محاولات حزب الشيطان (حزب الله) افشال المفاوضات" مهددا أنه "إن تم السعي مجددا لذلك سيذبح غيره". وبعد الهدوء الذي شهدته بلدة عرسال البقاعية الحدودية مع سوريا، مطلع الشهر الجاري، مع انسحاب مسلحين ارهابيين من البلدة اثر معارك عنيفة مع الجيش. تعرضت دورية من الجيش الخميس لكمين مسلح، تطلّب رداً قوياً من الجيش موقعاً خسائر في صفوف المسلحين. الا انه في معركة عرسال الاولى، قام المسلحون بأسر أكثر من 35 عنصراً من الجيش وقوى الأمن. واعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي ان عدد عناصر الجيش المفقودين "يبلغ 20، ومن الاحتمال أن يكون بعضهم قد استشهد". يُذكر ان "جبهة النصرة" كانت قد أطلق سراح 8 من العسكريين لديها "كبادرة حسن نية"، وفق ما أعلنت، وسط معلومات صحافية عن مطالبتها بالافراج عم موقوفين في سجن رومية مقابل المختطفين لديها. ومساء السبت، أعلن قيادي في جبهة "النصرة" الإفراج عن خمسة عسكريين من الطائفة السنية محتجزين لديها. وصباح الاحد، أكد الجيش في بيان ان مديرية المخابرات استلمت كل من: الجندي ابراهيم مصطفى شعبان، الجندي محمد عمر القادري، الجندي احمد عبود غية، الجندي وائل سعيد درويش، اضافة إلى العريف في قوى الأمن الداخلي صالح البرادعي.

 

الجيش: مديرية المخابرات استلمت صباحا خمسة عسكريين محررين

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: بتاريخه، عند الساعة 9,30 استلمت مديرية المخابرات في الجيش كلا من: الجندي ابراهيم مصطفى شعبان، الجندي محمد عمر القادري، الجندي احمد عبود غية، الجندي وائل سعيد درويش، اضافة إلى العريف في قوى الأمن الداخلي صالح البرادعي، والذين فقدوا أثناء معارك عرسال.

 

تسليم العسكريين المحررين الى اهاليهم في عرسال دون العبور بمؤسساتهم

الأحد 31 آب 2014 /  وطنية - تسلم ذوو العسكريين الاربعة في الجيش اللبناني وهم احمد غية، ابراهيم شعبان، محمد القادري ووائل درويش، والدركي صالح البرادعي ابناءهم المحررين، وذلك في عرسال من جبهة النصرة. وكان قد تم نقلهم من الجرود الى عرسال من دون المرور بمؤسساتهم.

 

ريفي طلب إجراء التحريات للتثبت من خبر حرق الصلبان وملاحقة الفاعلين

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - صدر عن مكتب وزير العدل اللواء أشرف ريفي البيان الأتي: "اوردت بعض وسائل الإعلام، والمواقع الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، خبرا مفاده، أن شبانا أقدموا على وضع صلبان على الطرقات وأحرقوها. بناء عليه، وانطلاقا من قدسية الشعائر الدينية للأديان السماوية، الاسلامية والمسيحية، ولعدم جواز المس بها بأي شكل من الأشكال، وتحت أي حجة، ولان الصليب هو الرمز الأهم في المسيحية، ونظرا للانعكاسات السلبية والخطيرة قانونيا ووطنيا لهذا النوع من الأفعال المجرمة، على السلم الأهلي والوفاق الوطني والعيش المشترك، طلب وزير العدل اللواء أشرف ريفي من النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، تكليف الجهات القضائية المختصة، إجراء الإستقصاءات والتحريات اللازمة، للتثبت من هذه الوقائع ومكان حدوثها، وكشف هوية الفاعلين وملاحقتهم، وتوقيفهم تمهيدا لإنزال أشد العقاب بحقهم".

 

الجيش ازال شعار دولة الاسلام قادمة من على حائط كنيستين في طرابلس

الأحد 31 آب /2014 /وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض، ان مجهولين كتبوا عبارة "دولة الاسلام قادمة"، على جدران كنيستين في طرابلس، وقد حضرت عناصر الجيش اللبناني وعملت على ازالتها وفتحت تحقيقا بالموضوع.

 

الجمعيات الاهلية في عرسال اكدت تضامنها مع اهالي العسكريين: لتحييد عرسال عن الصراع

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - اكد تكتل الجمعيات الاهلية في عرسال تضامنه مع اهالي العسكريين المخطوفين وقال في بيان: "ايمانا منا ببقاء الوطن، وتأكيدا على العيش المشترك واستكمالا لما قام به تكتل الجمعيات الاهلية في عرسال منذ بداية الاحداث الاليمة التي طالت البلدة، واسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء المدنيين والعسكريين، نؤكد الاتي:

- تضامننا الكامل مع اهالي العسكريين المخطوفين، ونناشد الحكومة وكل الجهات المعنية العمل على اطلاق سراحهم بأقرب وقت ممكن.

- مطالبتنا جميع الاطراف تحييد بلدة عرسال عن الصراع القائم في المنطقة.

- نتمنى على جميع وسائل الاعلام توخي الدقة بنقل الخبر.

- ندعو الدولة بكافة مؤسساتها الدخول الى البلدة لاعادة دورة الحياة الطبيعية اليها بعدما ضرب اقتصادها نتيجة الاحداث الاليمة المتتالية".

 

النُصرة" تُهدد بقتل الأسرى الشيعة إذا شارك حزب الله في معارك القلمون

وكالات/بيروت - أعلنت جبهة النصرة في القلمون في بيان نقلته "وكالة الأناضول التركية" أنّ حملتها العسكرية "لتحرير قرى القلمون" ستبدأ خلال أيام، محذّرة حزب الله من قتالها تحت طائلة قتل الأسرى العسكريّين الشيعة لديها.

وقال البيان: "حملتنا العسكريّة لتحرير قرى القلمون ستبدأ خلال أيام. وأيّ مشاركة لحزب الله في المعارك ضدنا خلال تحرير القلمون سيضطرنا لقتل الأسرى الشيعة لدينا".

وكانت "النصرة" أفرجت مساء أمس السبت عن 5 عناصر من العسكريّين اللبنانيّين المخطوفين لديها ينتمون إلى الطائفة السنيّة هم: أحمد غية، ابراهيم شعبان، صالح البرادعي، محمد القادري ووائل درويش.

 

الشيخ مصطفى الحجيري: حرق الراية في ساسين ومواقف النواب العونيين حالت دون الافراج عن عسكريين مسيحيين

 LBCI,  موقع القوات اللبنانية/أكّد الشيخ مصطفى الحجيري أن “سبب العودة عن الافراج عن عسكريين مسيحيين اثنين، هو إحراق علم “داعش” في ساحة ساسين في الأشرفية فضلا عن تصريحات بعض النواب العونيين”. وأضاف في حديث الى قناة “LBCI” أن “العسكريين الخمسة اطلقوا من دون اي مقابل”، داعيا الجيش الى “معاملة المواطنين سواسية والتعاطي بايجابية ومهنية عند الحواجز في عرسال لان اي شيء يحصل في الشارع يصل الى الثوار”. ولفت الى ان “مطلب “جبهة النصرة” الوحيد هو خروج “حزب الله” من سوريا، قائلا: “أراهن على حكمة “جبهة النصرة” ومعركتها ليست مع السنة والمسيحيين بل مع حزب الله”. وأشار الحجيري الى أن “هناك بصيص أمل وسأظل أعمل لإخراج آخر جندي لبناني”.

 

احد العسكريين المحررين: علي السيد "حي يرزق"

أكد أحد العسكريين الذين أفرجت عنهم "جبهة النصرة، الاحد، ان الرقيب في الجيش اللبناني علي السيد "لم يذبج وهو حي". وفور وصوله الى أهله في عكار، أعلن الجندي المحرر ابراهيم شعبان ان "النصرة" أخبرتنا أن "الرقيب علي السيد لم يذبح وهو حيّ يرزق".

يُذكر ان الخميس الفائت نشر حساب يعود للمدعو "أبو مصعب حفيد البغدادي"، على "تويتر" صورا تظهر قطع رأس شخص جسيم البنية، مطمش العينين وذو لحية متوسطة. ويدعي هذا الحساب أن المذبوح هو علي السيد "المرتد العسكري من جيش الصليب ذبحته الدولة الإسلامية لتعلموا اننا جئنا بالذبح لنحيي سنة الحبيب المصطفى والله ناصرنا". وكشف أن الذبح تم "بعد محاولات حزب الشيطان (حزب الله) افشال المفاوضات" مهددا أنه "إن تم السعي مجددا لذلك سيذبح غيره". كما أكد، العسكري المحرر احمد غية ان "جميع العسكريين الاسرى بخير". ومطلع الشهر الجاري وفي معارك عنيفة مع الجيش اللبناني في بلدة عرسال قام المسلحون بأسر أكثر من 35 عنصراً من الجيش وقوى الأمن. واعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي ان عدد عناصر الجيش المفقودين "يبلغ 20، ومن الاحتمال أن يكون بعضهم قد استشهد". وأطلق "جبهة النصرة" سراح 8 من العسكريين لديها "كبادرة حسن نية"، وفق ما أعلنت، وسط معلومات صحافية عن مطالبتها بالافراج عم موقوفين في سجن رومية مقابل المختطفين لديها. ومساء السبت، أعلن قيادي في جبهة "النصرة" الإفراج عن خمسة عسكريين من الطائفة السنية محتجزين لديها. كما أكد الجيش في بيان صباح الاحد ان مديرية المخابرات استلمت الى جانب شعبان، كل من: الجندي محمد عمر القادري، الجندي احمد عبود غية، الجندي وائل سعيد درويش، اضافة إلى العريف في قوى الأمن الداخلي صالح البرادعي.

 

صفقة في الأفق... هل تضحي الدولة من أجل العسكريين ودموع امهاتهم؟

٣١ اب ٢٠١٤ /موقع 14 آذار/محمد نمر/

بعدما باتت قضية العسكريين المخطوفين رأس القضايا في لبنان، وبعد مناشدة الأهالي للدولة كي تعيد ابنائها إلى وطنهم، وبعد دموع الامهات التي اثبتت انها أغلى من أي ثمن، يبدو أن الحكومة بدأت تتجه نحو التفكير بالتضحية من أجل العسكريين، إذ رجحت مصادر متابعة أن يكون مبدأ الموافقة على المقايضة مع المسلحين لاعادة العسكريين هو المحور الاول في الاجتماع الامني المنعقد حالياً، مشيرة غلى امكان الاتجاه إلى صفقة تعيد العسكريين إلى اهاليهم بناء على مبدأ المقايضة.

ورغم ذلك أكدت المصادر أن "القرار رهن الحكومة ولا مجال للتنبؤ بما ستفضي المشاورات"، مؤكدة أن "الحكومة ومن يحضر الاجتماع الأمني أعلم بمصير هذه القضية ومصلحة الوطن والسيادة وكرامة المؤسسة العسكرية وفي الوقت نفسه صحة ابناء لبنان، خصوصاً العسكريين".

ولمحت إلى أن "قضية المبادلة بالسجناء، وطرحها على الطاولة كان ملاحظاً بسبب الحضور الاساسي لرئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، والمدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، لكن تبقى الامور مفتوحة ورهن قرارات الحكومة". واشارت إلى "ايجابية كبيرة تسود اجواء الملف، وإلى امكانية حلحلة قريبا قد تبصر النور خلال ساعات"، وقالت: "الحكومة لن تترك ابنائها، وكان واضحا الحديث منذ الامس عن البدء بالتفكير بتضحيات مقابل عودة العسكريين، بانتظار القرار الرسمي من الحكومة"، مذكرة بأن "الدولة والاجهزة الأمنية تعتمد السرية التامة في هذا الموضوع حتى لا تؤثر على عملية حل الازمة، وقد تكون الامور مفاجئة وقد تكشف عنها في الوقت المناسب".

وكان ترأس الرئيس تمّام سلام في السرايا الكبيرة، إجتماعاً أمنياً حضره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ووزير العدل اللواء أشرف ريفي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، والمدّعي العام التمييزي القاضي سمير حمّود. قائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع محمد خير، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد عماد عثمان. موقع ١٤ اذار

 

إحراق صليب في عين الحلوة

لبنان الآن/صيدا - أحرقت مجموعة إسلاميّة متشدّدة صغيرة عددًا من الصلبان الخشبيّة مساء أمس السبت الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً في حيّ الطوارئ في مخيّم عين الحلوة في صيدا. وقد ترافقت هذه العمليّة مع إطلاق نار كثيف وصيحات التكبير (الله أكبر)، في ما يبدو أنّه رد على حادثة إحراق راية تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) والتي تحتوي على آية "لا إله إلا الله محمّد رسول الله" في منطقة الأشرفيّة في بيروت أمس، وفق ما نقل مندوب موقع NOW في الجنوب عن شاهد عيان. وأشار الشاهد إلى أنّ "المجموعة المتشدّدة رفعت أعلام "الدولة الاسلاميّة" و"جبهة النصرة". وفي تصريح إلى موقع NOW، أكّد مصدر فلسطيني رفيع المستوى في مخيّم عين الحلوة رفضه لما حصل وحتى إقدام أيّة مجموعة على إحراق الصليب الذي له رمزيّة دينيّة يجب احترامها. واعتبر أنّ "إثارة اسم مخيّم عين الحلوة في هكذا أحداث طائفيّة نرفضها ولن نقبل بهكذا تحريض دائم ومستمر بهدف زج المخيّم في صراعات إقليميّة، كما أنّ هذه الحادثة لم تسجّل من قبل اللجنة الأمنيّة الفلسطينيّة المشتركة". ولفت المصدر إلى أنّ حي الطوارئ لا يتبع لمخيم عين الحلوة ويتوارى فيه جميع المتشدّدين الإسلاميّين من "جند الشام" و"فتح الاسلام" وأتباع الشيخ الفار من العدالة أحمد الاسير والفنان المتواري فضل شاكر، وهو امتداد لتعمير عين الحلوة اللبناني لكنه لم يخضع لأي سلطة لبنانيّة أو فلسطينيّة. وفي هذا الاطار، ذكر "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين – قلم"، في بيان، أنّ "عددًا من الشباب سجّل اعتراضه في مخيّم عين الحلوة خلال مسيرة سلميّة قاموا بها، على مبدأ إحراق راية التوحيد مساء السبت". ولفت المنتدى في بيانه إلى أنّ "بعض وسائل الاعلام اللبنانيّة حاولت الاصطياد في الماء العكر، حيث زعمت أنّه تمّ إحراق العلم اللبناني وأعلام حزبيّة كردّة فعل على إحراق راية التوحيد، فضلاً عن ادعائها بأنّ المسيرة خرجت تأييدًا لـ"داعش". وتابع المنتدى: "أضف إلى ذلك أنّها حاولت تصوير التحرّك العفوي أنّه موجّه ومؤيّد لـ"داعش"، حيث شاركت في المسيرة أعداد غفيرة من ابناء المخيم، حسب قول بعض هذه الوسائل". وختم المنتدى بيانه بالقول: "نحن كإعلاميّين فلسطينيّين ندعو وسائل الإعلام إلى تحرّي الدقة والموضوعيّة في نقل الأخبار والتثبت من مدى صحتها قبل نقلها، كما وندعوهم إلى ضرورة الالتزام بالمهنيّة الصحفيّة وتصوير الحقيقة كما هي

 

نديم الجميل: عمر الصورة ثلاثة أسابيع على الاقل ونخشى أن تكون لعبة استخباراتية بامتياز

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - شدد النائب نديم الجميل على رفضه أي عمل سياسي يتلطى تحت شعار ديني، لافتا الى أنه "على الجميع أن يفهموا أن كل من يتعاطى الشأن السياسي سيهاجم سياسيا مهما كان الشعار الذي يتلطون وراءه، فإن لجهة حزب الله الذي يتلطى تحت رموز دينية فلا يسمح لأحد بالتهجم عليه سياسيا فتكون ردة الفعل تحت مظلة الدين، أو لناحية داعش التي تختبئ وراء رموز دينية وهي تمارس مخططا سياسيا بامتياز". وفي ما يتعلق بما حدث مؤخرا في الأشرفية، فسر الجميل في حديث الى اذاعة صوت لبنان ان "عمر هذه الصورة هو ثلاثة أسابيع على الاقل مع كل ما تظهره معالم ساحة ساسين، وخشي أن تكون لعبة استخباراتية بامتياز، متسائلا ما الهدف من تظهير صورة من هذا النوع في هذا الوقت بالتحديد". وشدد أن "هناك جهات تستفيد من بعض الاشخاص الراغبين بالقيام ببعض "العنتريات" لتوريط المناطق بأعمال نحن بالغنى عنها لاسيما المناطق المسيحية البعيدة عن صراعات ومتاهات داعش". وأكد أن "ما يهمنا هو عدم جذب أي صراع الى المناطق المسيحية والمناطق التي كانت تعتبر محايدة عن هذا الصراع القائم الذي لا دخل لنا فيه"، مشددا على تلافي المشاكل وتدارك الأمور، وعدم الوقوع في فخ الألعاب الاستخباراتية. وردا على سؤال ما اذا كان وزير العدل أشرف ريفي على حق بإحالة هذا الحادث الى النيابة العامة التمييزية، قال الجميل إن تلك المجموعة التي أحرقت العلم بريئة حتى يثبت العكس، داعيا الى عدم تورط أي شخص بأعمال تشكل تهديدا الى السلم الأهلي.

 

الجراح: لا يمكن البقاء من دون رئيس والتضحيات مطلوبة من الجميع

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - رأى النائب جمال الجراح "أن التضحيات مطلوبة من الجميع لانقاذ البلد، اذ لا يمكن البقاء من دون رئيس في ظل الاخطار المحدقة"، مشددا على "أهمية وحدة الموقف السياسي الداخلي في هذه المرحلة ودعم المؤسسة العسكرية لانهاء الازمة، لان أي خلل في المؤسسة العسكرية وفي دورها وتجهيزها يعرض البلد للخطر أكثر فأكثر". وأشار في حديث الى "صوت لبنان 93,3"، "الى وجود جهد جدي ومحاولات حثيثة ومتقدمة عبر قنوات عدة لاطلاق سراح العسكريين الاسرى"، موضحا ان مسألة نجاحها من عدمه "خاضعة لظروفها". وأكد أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاهميته الكيانية والميثاقية وعدم وجود مانع لذلك في جلسة الثاني من أيلول المقبل، "أعطى أولوية لمعالجة الوضع الامني المتراكم بدءا من ملف العسكريين واخراج عرسال من مأزقها والانصراف بعدها الى معالجة باقي الملفات المتعلقة بأمن لبنان واستقراره، وسلمه الاهلي من اللجوء السوري الى الانسحاب من سوريا". وردا على سؤال عن ارتباط عودة الرئيس الحريري باتصالات سعودية - ايرانية متقدمة، دعا الحريري الى "عدم اعطاء التقارب السعودي - الايراني أكثر من حجمه، فلبنان ليس ملفا وحيدا في المنطقة ، ما يقتضي على اللبنانيين العودة الى مناعتهم الداخلية".

 

الاحدب: لاعطاء ملف المخطوفين الاولوية والتيقظ من محاولات إحياء المخطط القديم لزرع الفتنة

الأحد 31 آب 2014 / وطنية - دعا رئيس لقاء "الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب الحكومة اللبنانية الى "إعطاء ملف المخطوفين الاولوية القصوى، واتخاذ كل الاجراءات التي من شأنها إطلاق سراحهم، لما لهذا الملف من خطورة على صعيد المؤسسة العسكرية ولحمة اللبنانيين". وشدد الاحدب خلال استقباله وفدا من أبناء باب التبانة في منزله بطرابلس، على ان محاربة الارهاب توجب على الحكومة القيام بخطوات عدة أبرزها:

- ضبط الحدود اللبنانية السورية بالاتجاهين، والتنبه من محاولات البعض الرامية الى جر مؤسسات الدولة اللبنانية، لا سيما الجيش الذي نعول عليه لحماية الوطن من الارهاب، الى حرب استنزاف مفتوحة مع "داعش" و"جبهة النصرة" وكل من يقاتل الاسد، وذلك للتخفيف عن النظام السوري عبر نقل المعركة الى لبنان. - التيقظ من محاولات إحياء المخطط القديم الرامي لزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وكلنا يتذكر مخطط سماحة مملوك في ظل ما نراه اليوم من محاولات لاعادة هذه الفتنة.

- الاسراع بمحاكمة الموقوفين لمنع الارهابيين من توظيف هذا الملف عبر استقطابهم اليائسين وفاقدي الامل من معالجة عادلة لملف الذين ورطوهم في الحرب السورية وفي احداث طرابلس والموقوفين الاسلاميين الذين لم يعالج ملفهم حتى اليوم.

أضاف: "ان المزايدات من قبل الحكومة على ضرورة القيام بمشاريع انمائية للمناطق المحرومة والمتضررة دون خطوات فعلية لن تساهم بمحاربة الارهاب، لذلك عليكم اخذ خطوات فورية تبدأ بدفع تعويضات عادلة للمتضررين من احداث طرابلس، وإقرار مشاريع انمائية تخلق فرص عمل سريعة لآلاف الشبان". وختم: "إن الاستمرار بسياسة المياعة باتخاذ القرارات والوعود العقيمة ستجعل من الشبان الفقراء،المحرومين، المظلومين، الملاحقين بسبب سياساتكم الخاطئة، بيئة حاضنة للارهاب، ومستعدة للتحالف مع "داعش" او حتى الشيطان ، للانتقام من استمراركم بالسياسات الظالمة بحقهم".

 

 الوزير والنائب السابق طلال المرعبي أكد وقوف أهل عكار بجانب الدولة ودعا لعدم المساس بأي شعار ديني يمكن ان يكون مادة لتأجيج

الأحد 31 آب 2014 /  وطنية - رحب رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي، خلال ترؤسه اجتماعا للتيار، بإطلاق سراح بعض المخطوفين من العسكريين، شاكرا "من سعى لعودتهم الى اهلهم"، وآملا "ان تكتمل الفرحة بعودة جميع العسكريين المحتجزين". كذلك أمل "ان يكون الخبر المتداول حول مقتل الرقيب علي السيد غير صحيح، لان هذا العمل البربري والهمجي لا يمكن ان يصدر الا عن اعداء الدين الذين ينفذون المؤامرات على الاسلام والعرب". وأكد "وقوف اهل عكار والشمال بجانب الدولة والشرعية وجميع مؤسساتها، وخصوصا الجيش والقوى الامنية الاخرى، فعكار لن تكون يوما حاضنة للارهاب او لأي شكل من اشكال التطرف وتفتيت البلاد". وتوجه بالشكر الى رئيس الحكومة ووزير الداخلية "لاهتمامهما بمتابعة موضوع المخطوفين"، مؤكدا ان "الجهود كلها يجب ان تتركز على انتخاب رئيس جديد للبلاد، فكفى هدرا للوقت في ظل المخاطر التي تهدد الكيان اللبناني، وان انتخاب رئيس يشكل مدخلا للبنان الجديد، لان الواقع السياسي الحالي اصبح مترهلا جدا ويتطلب تغييرا جذريا في الذهنية السياسية بعد الحالة الكارثية التي وصلنا اليها وبعد تعطيل كل المؤسات". وشدد على "ضرورة الابتعاد عن كل ما يسيء الى الوحدة الوطنية بما في ذلك المظاهر او الخطابات المتشنجة التي تربي الحقد في قلوب الناس"، ووجه دعوة الى رؤساء الطوائف "للتعميم على جميع المؤسسات الدينية من اجل ترسيخ المحبة ونبذ الفرقة وعدم المساس بأي شعار ديني ممكن ان يكون مادة دسمة لتأجيج الفتن من أجل حماية وطننا ومسيرة الأمن فيه". كما وجه دعوة الى كل القادة السياسيين "ليضعوا مصلحة لبنان اولا، ويأخذوا القرارات الجريئة التي تحفظ لبنان وسيادته واستقراره وتمنع استجرار الفتن والاحداث التي تحيط بنا، وعدم الرهان على الخارج لان لكل دولة مصالحها وغايتها". وختم: "حبذا لو يستطيع مجلس النواب يوم الثلثاء المقبل ان ينتخب رئيسا للجمهورية ويعقد جلسات لاقرار مشاريع القوانين والاقتراحات التي تتسم بالاهمية الكبرى، ومن ضمنها سلسلة الرتب والرواتب التي لم يعد يتكلم عنها أحد". وكان المرعبي قد التقى في دارته في بلدة عيون الغزلان، العديد من الفاعليات والاهالي.

 

أحمد الحريري: قضية المخطوفين وطنية بامتياز والحكومة تبذل كل الجهود لتحريرهم

الأحد 31 آب 2014 /  وطنية - شدد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، على أن "قضية المخطوفين من عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي هي قضية وطنية بامتياز، تعني كل لبناني بقدر ما تعني عائلاتهم، ولا بد من تضافر كل الجهود الصادقة من أجل الوصول إلى تحريرهم وتأمين عودتهم إلى وطنهم وعائلاتهم سالمين، باعتبارها أولوية تعلو على أي أولوية في الوقت الراهن". وأكد في مداخلة هاتفية من خارج لبنان مع "شباب المستقبل" المشاركين في المؤتمر السنوي الرابع الذي ينظمه قطاع الشباب في ثانوية قب الياس الرسمية، تحت عنوان "عدل واعتدال .. ليبقى لبنان"، والذي يختتم أعماله اليوم، "الوقوف إلى جانب أهالي المخطوفين الذي يعبرون بصرختهم عن وجع كل اللبنانيين الذين هالهم ما حصل في عرسال من اعتداء سافر على الجيش والقوى الأمنية"، داعيا الأهالي إلى "الصبر المقرون بالثقة بكل ما تقوم به الحكومة من أجل تحرير أبنائهم، لا سيما وأنها لا تترك أي باب إلا وتطرقه، ولا توفر أي اتصال إلا وتقوم به من أجل الوصول بهذه القضية إلى خواتيمها، خصوصا بعد الإفراج عن خمسة عناصر جدد بالأمس"، محذرا من "أي مزايدات سياسية أو إعلامية أو فتنوية من شأنها أن تؤثر سلبا على الجهود الصادقة التي تبذل في سبيل تحريرهم". وتوجه بأحر التعازي إلى عائلة الجندي علي السيد الذي لقي حتفه بطريقة بربرية على يد الإجرام الذي لا يمت إلى الاسلام والمسلمين بأي صلة ، مؤكدا أن "علي السيد هو شهيد كل الوطن قبل أن يكون شهيد عكار الأبية التي اعتادت أن تقدم دماء شبابها وأبطالها على مذبح الدفاع عن كل لبنان". وعن الاحداث في المنطقة العربية، رأى "أن ما نشهده من أحداث مترابطة في العراق وسوريا ولبنان وغزة هو قمة التحدي لمبدأ العدل ولمنطق الاعتدال، من منطلق تثبيت العدل والاعتدال بكل مضامينهما الفكرية والسياسية والاجتماعية، كي نستطيع من خلال الشباب، وتحديدا شباب المستقبل، أن نبني جيلا بعيدا عن العصبيات المذهبية والدينية، وأن نبني لبنان الحلم الذي أراده لنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، داعيا الشباب "إلى عدم اليأس والإحباط، لأننا نقترب من الحقيقة التي ناضلنا من أجلها منذ العام 2005، ولأننا نعيش في خضم لحظة تاريخية نشهد فيها على الشعوب العربية التي تكتب بدمائها استقلالها الحقيقي".

 

فرعون: لرفع علم لبنان بدل حرق أي علم وعدم الوقوع في فخ التحريض والاستفزاز

الأحد 31 آب 2014 / وطنية - شدد وزير السياحة ميشال فرعون على أن "حرمان الناس في لبنان، في السنة الرابعة عشرة من الألفية الثالثة، من المياه والكهرباء، وهما من أبسط الحقوق، يشكل جرما لا يجوز السكوت عنه". وأجرى فرعون، "نتيجة تدهور الوضع في العاصمة بعد ارتفاع ساعات التقنين الى حد غير مسبوق والانقطاع المستمر للمياه"، سلسلة اتصالات أبرزها مع رئيس الحكومة تمام سلام ومع عدد من المسؤولين للوقوف عند أسباب هذه الأزمة وسبل إيجاد حلول سريعة لها. وقال في تصريح اليوم: "يعاني أبناء بيروت من أزمة غير مسبوقة سببها تراكم الأخطاء في معالجة ملفي الكهرباء والمياه، بالإضافة الى إضراب المياومين وما تسبب به من رفض لإصلاح الأعطال، في حين أن المواطنين هم من يدفعون الثمن من جهة وتقع مصالحهم ضحية بعض المصالح والقرارات المغلوطة". ولفت الى "ضرورة الإسراع في اتخاذ تدابير تحول دون تحول الناس الى رهينة لكل معترض، بغض النظر عن أحقية مطلبه، كما دعا فرعون المياومين الى استكمال البحث في مطالبهم بعيدا عن تعطيل الناس في حياتهم اليومية وحتى صحتهم"، وأكد أنه سيطرح مسألة انقطاع الكهرباء والمياه في العاصمة على طاولة مجلس الوزراء في جلسته المقبلة، داعيا الى "محاسبة المسؤولين عن انقطاع المياه والكهرباء وعلى التأخير في أخذ الإجراءات على صعيد المياه التي كان يجب ان تتخذ منذ شهر شباط إذ كان واضحا اننا سنصل الى الأزمة التي نتخبط بها على صعيد المياه وكان يجب بداية القيام بعملية حفر الآبار منذ ذلك الحين بقرار من الحكومة السابقة". وأكد ان "استياء المواطنين في بيروت وضواحيها بمحله أمام الأزمة التي يعيشونها حيال أبسط حقوقهم والظلم الذي يلحق بهم وبغيرهم من اللبنانيين بسبب سوء الإدارة واخذ القرارات والهدر في الأموال والتقصير من أكثر من مسؤول سياسي في عدد من الوزارات في السنوات الماضية دون محاسبة، في حين ان الفاتورة عالية ولن يستطيع احد السكوت عن هذه الفضيحة". من جهة أخرى، أكد فرعون أنه تواصل من الخارج حيث يقوم بزيارة خاصة مع عدد من فاعليات الأشرفية وعائلاتها بشأن حادث حرق شبان لعلم ما يسمى ب "الدولة الاسلامية"، مشيرا الى أنه يتفهم "حماسة البعض تجاه ما قام به تنظيم "داعش" في العراق وخصوصا اعتدائه على الجيش اللبناني في عرسال وخطفه لعسكريين، وإنما يجب أن نتذكر دائما أن المعركة في مواجهة التطرف هي معركة شعب ودولة وجيش، ويخوضها المسلمون والمسيحيون معا، من دون أن نقع في أي فخ من خلال التحريض والاستفزاز والابتزاز، كما حصل في دول أخرى لأن هذه الافخاخ معروفة المصدر وهي تحاول دوما أن توقع الفتنة في لبنان". وقال: "بوحدتنا نحن أكثر قدرة على مواجهة التنظيمات المتطرفة والإرهاب الآتي إلينا من الخارج. ان "داعش" أقل خطر من الغدر والفتنة، فلنكن جميعا على قدر المسؤولية التي تتطلبها هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة". ولفت إلى أن "المعركة مع "داعش" ستكون طويلة، وفي بعض البلدان المجاورة نرى التواطؤ بين هذا التنظيم وبعض الأنظمة في الاعتداء على الإسلام المعتدل، مما يعني ضرورة أن نحمي هذا الإسلام الذي يقف في الخط الأمامي في مكافحة "داعش" والديكتاتوريات التي نخوض معها معركة قيم تطاول أبناء الطوائف كلها". ودعا فرعون اللبنانيين "بدل أن يحرقوا أي علم، الى أن يرفعوا علم لبنان بكل ما يحمله ذلك من رسالة وطنية، فهذا العلم سندافع عنه بكل الوسائل المتاحة وهو وحده يحمي مبادءنا ويعبر عنها".

 

الحوت: هناك تحضير لمناخات من أجل عملية عسكرية تستهدف استقرار عرسال

الأحد 31 آب 2014/وطنية - رأى نائب الجماعة الإسلامية عماد الحوت ان "هناك حملة أكاذيب وإشاعات تستهدف عرسال التي اكدت انها مع الجيش وليس مع المسلحين، وهناك تحضير لمناخات من أجل عملية عسكرية تستهدف استقرار عرسال". وقال في حوار مع جريدة "اللواء" ينشر غدا الإثنين: "نظلم المفتي عبد اللطيف دريان اذا حملناه جميع الأعباء، والجماعة قدمت له مشروعا لمأسسة العمل في دار الفتوى". واعتبر ان "النائب العماد ميشال عون يضع العراقيل أمام انتخاب رئيس للجمهورية، فمن حقه الترشح والمنافسة وليس التعطيل"، مشددا على "ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية أولا وبعدها الانتخابات النيابية، لكننا لسنا مع الفراغ في المؤسسات والتمديد مخرج لمنع الفراغ". ولفت الى ان "سلاح "حزب الله" خارج الصراع مع العدو غير شرعي، ودوره في سوريا أثار المشاعر الطائفية، وهو لم يقاتل في سوريا، دفاعا عن المراقد واللبنانيين وإنما عن محور يمتد من إيران الى لبنان". وختم بالقول: "هناك تساؤلات تؤكد الدور المشبوه لداعش ولماذا افرج النظامان العراقي والسوري عن قيادات التنظيم؟".

 

ميشال معوض: مواجهة التطرف لا تكون إلا بالدولة والاعتدال ولا نريد حماية خارج الشرعية

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - شدد رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض على أن "التحدي الأكبر اليوم هو في انتخاب رئيس للجمهورية لوقف انهيار الدولة واعادة تكوين السلطة والمؤسسات الدستورية من رأسها، وكل الباقي حفلة مزايدات وفقاعات صابون لإلهاء الرأي العام عن الأساس الذي يبقى انتخاب رئيس جديد". كلام معوض جاء في العشاء السنوي الذي أقامته "جمعية المساعدات الاجتماعية"، في مجمع سياحي في إهدن، في حضور الوزيرة السابقة نايلة معوض، النائبين السابقين جواد بولس وقيصر معوض، عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار يوسف الدويهي، ممثل "حزب القوات اللبنانية" سركيس بهاء الدويهي، مثل "تيار المستقبل" طارق عجاج، ممثل حزب الكتائب اللبنانية ميشال باخوس الدويهي، نائب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" كمال معوض، القنصل الفخري لسيراليون دونالد العبد، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، رئيس صندوق التعاضد الماروني الاب نادر نادر، رئيس "نادي السلام" الخوري اسطفان فرنجية، الرئيس الاسبق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي، رئيسة كاريتاس زغرتا انطوانيت بلعيس ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات من منطقة زغرتا الزاوية وحشد من المغتربين وأعضاء وكوادر "حركة الاستقلال" وأبناء المنطقة. بداية النشيد الوطني، فنشيد "حركة الاستقلال"، ثم تم عرض فيلمين كتحية لروح كل من رئيس بلدية زغرتا السابق الراحل توفيق معوض ومنسق قطاع الجرد في "حركة الاستقلال" الراحل طوني يونس، بعد ذلك كانت لفتة من الجمعية تجاه الشابة نور أسعد كرم التي فازت بمسابقة الشعر الفرنسي في باريس، قبل أن تقوم الوزيرة السابقة نايلة معوض بتكريم رجل الأعمال ميلاد الغزال معوض، معددة إنجازاته "التي شملت كل المناطق اللبنانية". وتسلمت عائلة المكرم درعا تكريمية، وألقى حفيده بول جوزف معوض كلمة شكر فيها "مؤسسة رينيه معوض" والجمعية على المبادرة.

معوض

وفي الختام كانت كلمة ميشال معوض الذي قال: "هناك الكثير من الكلام والهمسات والوشوشات عن لقاءات وتفاهمات حصلت بينا وبين تيار المردة. يهمني ان أؤكد بكل صراحة أن لا أساس لكل ما قيل ويقال. انما، وفي الوقت نفسه، يهمني أن أؤكد أنه في ظل التطورات والتحديات والمخاطر التي نمر فيها، لا يمكننا، لا وطنيا ولا مسيحيا ولا زغرتاويا، أن نعيش قطيعة، ولو كنا مختلفين جوهريا في السياسة. من هذا المنطلق وعلى هذه الأسس جرى تواصل بيننا وبين التيار الوطني الحر، والتقيت العماد ميشال عون قبل أشهر. وفي موضوع العلاقة مع تيار المردة دعوني أقول الاشياء كما هي: نعم نحن على خلاف سياسي واضح، إنما وفي الوقت نفسه أنا مقتنع بأنه في هذا الظرف السياسي والامني بالتحديد، هناك أمور جوهرية تتعلق بمصلحة زغرتا الزاوية ومستقبلها وأمن أهلها، علينا السعي للاتفاق عليها. وعلى هذه الأسس أنا منفتح على أي تواصل أو حوار مع تيار المردة، وهذا طبعا لا يعني أي تغيير في الموقع السياسي لكل طرف. انا راسخ في الخيار السيادي الاستقلالي الميثاقي، وأتصور أن سليمان فرنجية واضح في خياراته". ورأى أن "مواجهة أي مخاطر قد تتعرض لها زغرتا الزاوية لا تتم بمنطق التقوقع، انما بالشراكة مع محيطنا ومع الاعتدال في محيطنا، وأول هذا المحيط هو طرابلس". أضاف: "نواجه اليوم جميعنا تنامي خطر الارهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة وبدأ يهدد لبنان، سواء بالتفجيرات والعمليات الانتحارية أو بالمواجهات التي نعيشها في عرسال والتي تستمر تداعياتها مع خطف العسكريين والتهديدات بذبحهم والتي بدأت تنفذ. رحم الله شهداء الجيش اللبناني. نحن متضامنون كل التضامن مع عائلات المخطوفين ومع القيادات الامنية والسياسية لاسترجاعهم. هذا الارهاب لا دين له، وهو يحاول اعادة المنطقة الى العصر الحجري". وتابع: "كيف يمكن أن نواجه داعش وأمثالها؟ البعض يعتبر انه بامكاننا أن نواجه التطرف بتطرف مضاد، وأن سلاح حزب الله يمكن أن يكون الحل في وجه سلاح داعش، لكن هذا أكبر خرافة. أولا، لأن التطرف يغذي التطرف المضاد، فلم تكن داعش لتوجد من دون وجود أرض خصبة، ومن دون ارهاب بشار الاسد بحق شعبه، ومن دون ممارسات ايران المذهبية المتطرفة في العراق وسوريا ولبنان. ان ازاحة نوري المالكي في العراق شكلت اعترافا عمليا من طهران بأن الاستمرار في القهر المذهبي يغذي داعش اكثر فأكثر. وآمل في أن يتم تعميم مؤشرات الاعتراف الايراني في العراق على سوريا، لنشهد ازاحة بشار الاسد كمقدمة لقطع رأس داعش وعودة الاستقرار، ولتتعمم أيضا على سياسات حزب الله ونشهد عودته الى كنف الدولة اللبنانية. وثانيا، لأن الادعاء بأن سلاح حزب الله يحمينا في وجه داعش سقط على أرض الواقع. فمن جهة، وعلى رغم الشعارات الرنانة المرفوعة تبين أنه ما من انتصارات تتحقق في سوريا، لا في القلمون ولا في غير القلمون، كما تبين أن الحسم العسكري وهم مستحيل، وتدخل حزب الله في سوريا تحول حرب استنزاف بلا أفق تورط لبنان ويذهب ضحيتها شباب لبنانيون. ومن جهة ثانية، فإن الوقائع أسقطت شعار "نحن نقاتل داعش في سوريا لمنعها من المجيء الى لبنان"، لانها أتت الى لبنان. وحين أتت، اختبأ حزب الله وراء الجيش اللبناني كما حصل في الضاحية حين فشل في تجربة الامن الذاتي بعد التفجيرات، كما اختبأ وراء الجيش في عرسال في المواجهات الاخيرة، وكلام قائد الجيش حول تفاصيل ما جرى كان أكثر من واضح. ولقد تبين عمليا ان الذي يحمي لبنان هو الجيش والقوى الامنية الشرعية. وخارج الشرعية لسنا بحاجة الى أحد يحمينا. نحن في زغرتا نعرف، وعلمنا الناس، كيف نحمي حريتنا وأرضنا ووجودنا". وكرر معوض شعاره "ليس هناك من تطرف بسمنة وتطرف بزيت"، وقال انه "ليس هناك ارهابيون زعران وارهابيون أوادم. وضعنا أمام خيارين، اما ديكتاتورية وحشية أو تطرف تكفيري. إما دولة الخلافة أو دولة الولاية. هذه المعادلة المذهبية سوف تدخل المنطقة كلها في حرب مئة سنة جديدة تحرق الأخضر واليابس، ولقد بدأنا نرى تباشيرها". وتوجه الى المسيحيين بالقول: "ان الخيار بين تطرفين لا يحمينا ولا يحمي حريتنا ولا يحمي نمط حياتنا. لا يحمينا الا ثنائية الدولة والاعتدال. لا يحمينا الا نسج مشروع شراكة مع الاعتدال الاسلامي لمواجهة التطرف، مشروع شراكة مع الاعتدال السني في وجه التطرف السني، مع الاعتدال الشيعي في وجه التطرف الشيعي. فمن يريد مواجهة داعش لا يغتال محمد شطح ولا ينفي سعد الحريري. لا يحمينا الا الشراكة مع الاعتدال. لا يحمينا الا الدولة بمؤسساتها وجيشها وعلى رأسهم رئيس للجمهورية". وشدد على أن "التحدي الأكبر اليوم هو في انتخاب رئيس للجمهورية لوقف انهيار الدولة واعادة تكوين السلطة والمؤسسات الدستورية من رأسها. هكذا نواجه بالفعل داعش، وكل التطرف. وكل الباقي، تمديد أو لا تمديد للمجلس النيابي، وطرح تعديلات دستورية لانتخابات رئاسة الجمهورية، كلها حفلة مزايدات، وليست أكثر من فقاعات صابون لإلهاء الرأي العام عن الأساس الذي يبقى انتخاب رئيس جديد". وجدد معوض التأكيد أنه "لن يحمينا في وجه التطرف، أي تطرف، فقط ثنائية الدولة والاعتدال هي التي تحمينا"، وختم: "لا تخافوا مهما كانت المصاعب كبيرة، سنبقى في أرضنا وسنبقى نحن والاعتدال أكثرية".

 

نضال طعمة: كلنا مع الجيش ونثق بأن الشرفاء لن يسمحوا للمؤامرة بأن تمر من بوابة الفوضى الداخلية

الأحد 31 آب 2014 / وطنية - ناشد النائب نضال طعمة "ضمائر جميع الشرفاء في عكار، كما في كل لبنان، البقاء صفا واحدا ويدا واحدة إلى جانب الجيش". وقال في تصريح اليوم: "هالتنا وقضت مضاجعنا الأنباء التي طالت الرقيب علي السيد ابن بلدة فنيدق، واننا نأمل بأن تكون هذه الأنباء عارية من الصحة، ونقول بأن المستهدف يا أبناء عكار الشرفاء، ليس الجيش فقط، ولا أبناؤكم فقط، بل المستهدف هو لبنان. وإذ نعلن ونؤكد وقوفنا إلى جانب عائلات ابنائنا العسكريين وإلى جانب الجيش، نؤكد أن دماء أبنائنا يجب أن تحترم وتقدر، لنتجند جميعا في سبيل القضية التي ضحوا بالغالي من أجلها. وعكار التي أعطت وضحت وبذلت على مذبح الشهادة، ومع الأنباء السارة عن إطلاق سراح مجموعة من العسكريين، نستصرخ ضمائر كل المسؤولين في البلد، وضمائر العالم أجمع، لتبذل كل الجهود لوقف المسار الهمجي، ولعودة كل أسرى الجيش إلى عوائلهم، فنحن ما اعتدنا في هذا البلد أن نميز بين دين ودين، أو طائفة واخرى، فكل لبناني، وكل جندي في جيشنا، هو ابن هذا البلد، ولا يمكن للفكر الديني الصحيح إلا أن يكون حاميا وحاضنا للجميع". أضاف: "إذا كان القصد من مثل هذه الممارسات، زرع روح التفرقة بين اللبنانيين، وصب الزيت فوق المشاعر الطائفية والمذهبية، فإننا نناشد أهلنا التحلي بالوعي الكافي وتفويت الفرصة على المتربصين شرا بهذا البلد، بتمسكنا بهوية لبنان، دولة العدالة للجميع، وبتمسكنا بقيمنا الروحية الإسلامية والمسيحية التي تعتقنا من كل الخطابات المتزمتة، وبعض السلوكيات الصبيانية الضيقة، من فعل أهوج هنا، ورد فعل أرعن هناك. وما أبهاه دولة الرئيس فؤاد السنيورة حين قال، في إطار فعاليات لقاء سيدة الجبل: أنا المسلم العروبي لا أجد قاسما مشتركا يجمعني بأولئك الإرهابيين المتزمتين". وتابع: "في هذا الظرف العصيب، أناشد ضمائر جميع الشرفاء في عكار، كما في كل لبنان، أن نبقى صفا واحدا، ويدا واحدة، وقلبا واحدا، إلى جانب الجيش اللبناني، الذي يستبسل في ساحة الكرامة ليحافظ على حريتنا جميعا، وليحمينا ويحمي أبناءنا من الشرور المتربصة بنا. لقد نجح جيشنا الوطني في بقائه على مسافة واحدة من الجميع، ولم ينجر إلى متاهات فئوية، وهاجمه البعض عندما لم يسترسل في مسار يخدم فئة دون أن يخدم الوطن. اليوم الاستحقاق داهم، والموقف الوجداني الوطني يطلب من الجميع أن يلعب دوره. ونحن واثقون ان الشرفاء في عكار وفي كل لبنان، لن يسمحوا للمؤامرة أن تمر من بوابة الفوضى الداخلية، فكلنا مع الجيش، والداخل سيكون خير سند له ليحمي الحدود، ويطهر الأرض، ويسترجع الأسرى، ويحقق لنا جميعا الكرامة والعزة". وختم: "لنحمي جيشنا وبلدنا، لا بد من حماية مؤسساتنا والمسار الديموقراطي السلمي في البلد، وكيف يكون ذلك دون الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، ليصار إلى وضع قانون عصري للانتخابات، إذا تمكنا من ذلك، والشروع مباشرة بتنظيم الانتخابات النيابية. من هنا نجدد مناشدة الفريق الآخر التخلي عن تصلب يؤسس للمزيد من الفراغ والضياع، والرئيس الذي نرنو إلى وصوله إلى كرسي الرئاسة، نرجوه لبناني الهوى والانتماء، يستمد قوته من قدرته على التواصل بين الجميع، كي لا يشعر أي لبناني أن هناك خاسرا أو رابحا، كي لا يستقوي أي فريق على الفريق الآخر، نريد فخامة الرئيس العتيد مدخلا حقيقيا لخلاص البلد، فقد سئم اللبنانيون إعصار استزافهم على كل المستويات".

 

يزبك: المؤامرة على الجيش والشعب والوطن والأمة هي عندما لا نميز بين من حمى الوطن وبين داعش

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - بعلبك - استذكر الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، خلال كلمة ألقاها في حسينية طاريا في احتفال تأبيني للشهيد عباس سماحة نجل رئيس جمعية التعليم الديني في لبنان محمد سماحة، الامام موسى الصدر، في ذكرى تأبينه، قائلا إن الصدر "هو خريج المدرسة الإسلامية الإنسانية التي تريد للبشرية الهداية والنور، لذلك لم تكن حدوده طائفة أو مذهب، إنما الانسان وكرامة الإنسان". أضاف: "وقف الإمام الصدر في وجه الظلم والحرمان، يواجه الحرمان وطواغيت المال أصحاب الجشع الذين حرموا الناس وجوعوهم وجلسوا في قصورهم، فالإمام الصدر دعا إلى مواجهة الحرمان من دون أن يؤطره بإطار طائفي أو مذهبي، لأن الحرمان كالإرهاب لا يعرف طائفة ولا مذهب".وتابع: "عندما وجد الإمام الصدر أن هناك فتنة تريد أن تقضي على البلد، والوطن مهدد، كان اعتكافه، وكانت كلمته: سأبذل نفسي من أجل كل الشعب ومن أجل لبنان. وعندما كانت القضية فلسطين يمم وجهه نحوها وقال: فلسطين حق مطلق وإسرائيل شر مطلق قاتلوها بأسنانكم وأظافركم".وسأل "أين العالم من قضية الإمام الصدر، وأين دعاة الحقوق الإنسانية، ظنوا أنهم بتغييبه يقتلعون المقاومة التي أسس الإمام الصدر بنيانها، ولم يدركوا أن هذا البنيان أسس قربة لوجه الله، وها هي مقاومة الإمام الصدر مستمرة". وأردف قائلا: "نسمع من قياديين في لبنان عبثوا بهذا البلد أن داعش وحزب الله وجهان لعملة واحدة، ويتدرجون أكثر بالحديث عن ولاية الفقيه. هذا لن يغير في المعادلة. العالم كله يشهد بأننا وولاية الفقيه ندفع الثمن الباهظ من أجل تحرير فلسطين، وهؤلاء لم ينصروا ويدعموا فلسطين بمظاهرة أو كلمة، بينما الصواريخ الإيرانية هي التي كانت تقصف المستوطنات الإسرائيلية. عندما كنا نطالب بالاستراتيجية الدفاعية، كانت الاستراتيجية بالنسبة إليهم التخلي عن سلاح المقاومة، في حين أن الاستراتيجية الدفاعية تقتضي البحث بكيفية حماية الوطن من تهديدات العدو الإسرائيلي وكيفية بناء الدولة القوية والجيش القوي، فدعم الجيش الوطني ليكون قادرا على حماية الوطن وحدوده وداخله، لا يكون بالكلمات المعسولة، وهم حتى الآن تركوا هذا الجيش لقدره. وما حصل في عرسال لا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم مسؤوليته مهما حاولوا أن يتذرعوا، فهم الذين حرضوا على الجيش". ورأى ان "المؤامرة على الجيش وعلى الشعب والوطن وعلى الأمة هي عندما لا نميز بين من حمى الوطن بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة وبين داعش". وشدد على أن "المخطوفين من عناصر الجيش والقوى الأمنية هم أبناء هذا الوطن، لذلك نحن مع أهاليهم نطالب الدولة والحكومة بأن تبذل كل ما لديها من أجل إنقاذ أرواحهم". وطالب الحكومة ب"توفير الغطاء السياسي الكامل للجيش الباسل بكل أفراده ورتبائه وقيادته الذين يدافعون عن كرامة هذا الوطن"، وقال: "يجب أن يدرك أهلنا في عرسال جيدا أن لا النصرة ولا داعش تدوم لهم، إنما الدولة اللبنانية هي التي تدوم لهم". وأكد "المضي قدما للدفاع عن كرامة وعزة شعبنا وأهلنا في مواجهة الإرهاب التكفيري"، شاكرا "الأهل وعوائل الشهداء وشباب الدفاع المقدس الذين هم في عمر الورود الذين يدافعون عن مجتمعهم وعرضهم وعن تربة وطنهم، ويستشهدون من أجل عزة هذا البلد وحريته".وفي رد على كلام الرئيس السنيورة، قال يزبك: "الولاية هي سر وجودنا وسر حياتنا، ولن نزيح عن هذه الولاية مهما غلت الأثمان، وسيبقى مشعل الولاية مضيئا على العالم كله، وإن عزتنا ونصرنا وكرامتنا ووجودنا هو من خلال هذه الولاية التي نتحدى بها الإرهاب والظلم والتعسف". ورأى أن "مستقبل الوطن لا يمكن أن يقرر من خلال أصحاب الجشع والحقد والخطابات التحريضية، وإنما يبنى الوطن من خلال أبنائه الذين يعيشون همه. فلبنان هو الوطن النهائي للجميع، لذلك علينا أن نحافظ عليه، فلماذا تعطلون المؤسسات ولماذا لا يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية؟ اعلموا أن لا أميركا ولا أوروبا ولا الخليج ولا العالم يبكي عليكم، هم يبكون على مصالحهم، لذا علينا أن نتوحد لمواجهة المصاعب وبناء وطننا". وختم يزبك: "نحن نحرص على وحدة لبنان، لذلك سنستمر مع كل الشرفاء بحماية الوطن، ولن نسمح بأن يعبث به المتآمرون من الدواعش وغيرهم".

 

قاووق: الخطر التكفيري على لبنان فعلي ومن يستخف به يسيء للمصالح الوطنية العليا

الأحد 31 آب 2014 /  وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الخطر التكفيري على لبنان هو فعلي وحقيقي ومتواصل ومستمر، ومن يستخف أو يشكك به فهو جاهل أو متجاهل وهو يسيء للمصالح الوطنية العليا للبنان، ومن يتنكر لدور "حزب الله" في حماية لبنان مكابر على الحقيقة"، مشيرا إلى أن "قرار داعش معلن، فشعارهم المزعوم هو إقامة دولة الإسلام في العراق والشام بما يعني لبنان لأنه جزء من الدولة المزعومة التكفيرية، والمسألة ليست إلا مسألة أولويات بدأت تتكشف فصولها الجديدة في المشروع والعدوان التكفيري على لبنان". كلام قاووق جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد مهدي منيف عطوي في حسينية بلدة شقرا الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين، مسؤول العلاقات العربية في الحزب الشيخ حسن عز الدين إلى جانب عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة. وأكد ان "لبنان بمعادلة المقاومة قادر وقوي ويستطيع أن يحمي السيادة والكرامة شرط أن يتوفر للجيش اللبناني القرار القوي والجريء قبل العدة والعديد"، مطالبا الجميع ب"تحصين الموقف السياسي والوحدة الداخلية وموقف لبنان عن أي عدوان وابتزاز تكفيري، والإسراع بإقرار الإستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان"، معتبرا أن "التردد والتسخيف والمماطلة والخطاب المسموم التحريضي هو أفضل خدمة مجانية للمشروع التكفيري ويفتح شهية التكفيريين على المزيد من الغزوات على لبنان". وشدد على أن "قضية الإمام السيد موسى الصدر هي محطة أليمة في تاريخ لبنان والأمة، فالإمام الصدر كان صوت الوحدة الوطنية الذي لا يحتمله رعاة ودعاة الفتنة والحرب الأهلية وأهل الضلال والتضليل، وكان صوت فلسطين ونصرة القدس الذي لا يحتمله أعداء القدس، ولأجل كل هذا استهدفوه وأخفوه عن الوطن".

 

نواف الموسوي: للوقوف بحزم امام اصحاب الفكر التكفيري احمد قبلان: حذار اللعب بالامن او التفكير بكسر التوازن الداخلي

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - أقام المحامي عياد محمد عاصي احتفالا تكريميا للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد عبدالامير قبلان في بلدة أنصار، "تقديرا لرمز من رموز الوطنية والانفتاح"، في حضور شخصيات نيابية وسياسية وحزبية وعسكرية وفاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير.وألقى عاصي كلمة رحب فيها بقبلان "فتكريمك هو تكريم للعمل والمعرفة والمحبة والاحترام". وألقى قبلان كلمة قال فيها: "نحن نعيش اليوم عالما يتنكر للسماء ، حتى الموت تحول الى مراسم اجتماعية تعني الاحياء لا الاموات، وكل ذلك بسبب الفساد الفكري الذي حول الاطروحة السياسية والصيغة الاجتماعية الى قطيعة مع حاجة الانسان لقبره ومحتوم اجله ومعاده، فتحولت الارض من حوله الى مخالب سلوكية متوحشة مزقت الانانية فيها الباطن الاخلاقي فينا، وها هو العالم اليوم يعيش خصومة عنيفة بالسياسة والمال والاسواق والاستهلاك والعسكر والقيم المتراكمة". أضاف:"ان ناتج العقل السماوي حول لبنان الصغير الى حجر اساس للتوازنات الجديدة رغم وجع الاختبارات ومرارة المراحل ، واضحى محرك التحولات الكبيرة بفضل مقاومته التي كسرت هيبة الميزان الاستراتيجي الاميركي الاسرائيلي".

وتابع: "بصدق، لولا مقاومة لبنان لكانت بيروت اليوم محافظة سوداء من محافظات داعش التكفيرية بكل ما تعنيه داعش من خصومة جبارة مع الله والانسان، ولذلك فاننا اليوم اكثر تمسكا بخيار المقاومة ونهجها، واكثر تصميما على محاربة الارهاب التكفيري. ولن نقبل للقرار السياسي اللبناني ان يتحول فريسة للحلف الغربي العربي الذي قاد معركة دمشق وحاول تاليا في غزة، ويعمل الان في اليمن ووضع كل امكاناته في العراق ، فحفظ لبنان يبدأ بالسياسة وينتهي بالعسكر وليس العكس". وقال: "اننا نصر على تحويل الجيش اللبناني الى قوة استباقية لا تعيش على الهبات المسمومة"، محذرا من "تهريب الصفقات ومذهبة الامن وبناء الاجهزة كمقاطعات لها وظائف اقليمية وادوار خاصة". وعن رئاسة الجمهورية، قال: "اننا مع انتخاب رئيس وطني، ليس موظفا عند أحد، وكبرياؤه الوطني يمنعه ان يكون موظفا عند احد ، لان لبنان بلا رئيس خير ألف مرة من رئيس لا يخجل من بيع البلد".حذر من "اللعب بالامن او التفكير بكسر التوازن الداخلي ، لان لبنان صغير جدا ومكشوف وكل شي فيه معروف ، والقرار محسوم بمنع سقوطه او نقله من موقع الى موقع".

الموسوي

ثم تحدث باسم نواب الجنوب النائب نواف الموسوي الذي قال: "اننا جميعا في لبنان في فريقنا السياسي، حريصون على كل شكل من اشكال التوافق الوطني وعلى ابرام تفاهمات نرى ان من شأنها ان تؤدي الى قيام جبهة لبنانية موحدة في مواجهة الخطر التكفيري، واذا كان ثمة اهتمام متزايد في العالم بتشكيل حلف دولي اقليمي لمواجهة المجموعات التكفيرية، فان الحرصاء على لبنان ينبغي ان يكونوا اكثر تقدما في اقامة هذه الجبهة التي من خلالها يمكن ان يحمى لبنان التعددي في مواجهة المجموعات التي تريد ان تفرض لونا واحدا هو اللون الاسود على حياة اللبنانيين وعلى حياة المنطقة بأسرها". وقال: "ندعو في هذا المجال الى الوقوف بحزم امام اصحاب الفكر التكفيري، ولقد قلنا للمعنيين ان لبنان لا يتحمل اصحاب الفكر التكفيري، لانه قائم على التعددية التي تفترض الاعتراف بالاخر، وفي ما يتعلق بالدور المعهود الى الجيش اللبناني، فانه دور اساسي ومهم وجسيم ، لكن الدعم المفترض الذي ينبغي ان يلقاه الجيش لم يتوفر حتى الان، اذ لا تزال ثمة قيود غير معلنة او مضمرة تعيق الجيش اللبناني عن القيام بمهمته الوطنية في الدفاع عن لبنان في مواجهة المجموعات التكفيرية".

ودعا الى "تعزيز الجيش اللبناني والالتفاف حوله ، والى تقديم كل دعم له من اجل القيام بواجبه الوطني". وقال: "في ما يتعلق بحياتنا الوطنية، فاننا لا زلنا نعتبر ان بامكان اللبنانيين ان يقدموا على انجاز استحقاق رئاسة الجمهورية اذا اتخذوا قرارا جريئا بان يكون الشخص المناسب في الموقع المناسب. ونحن نعتقد ان لموقع رئاسة الجمهورية شخصا مناسبا قادرا على شغل هذا الموقع لا سيما في هذه المرحلة". وهنأ "الشعب الفلسطيني بقدرتهم على مواجهة العدوان الصهيوني ونسأل الله تعالى ان يمن عليهم بحسن ادارة الموقف على النحو الذي يمثلهم من تثمير الانجازات الميدانية والعسكرية، انجازات سياسية تحقق ما يتطلع الشعب الفلسطيني من حرية وسيادة واستقلال". بعد ذلك، قدم عاصي درعا تذكارية لقبلان.

 

حسين الموسوي في ذكرى الامام الصدر: أنشأ المقاومة ودعا إلى تأسيس المجتمع المقاوم

الأحد 31 آب 2014 /  وطنية - أحيا مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر في ندوة تحت عنوان : "الإمام الصدر واستشراف مستقبل الأمة"، في حضور رئيس تكتل نواب بعلبك - الهرمل حسين الموسوي ، مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" النائب السابق محمد ياغي ، رئيس بلدية بعلبك حمد حسن ، رئيس اتحاد بلديات بعلبك حسين عواضة وفعاليات سياسية واجتماعية وثقافية وتربوية. وأكد الموسوي أن "الإمام الصدر حمل راية الحسين وعمل من أجلها ، وأنشأ المقاومة ودعا إلى تأسيس المجتمع المقاوم ، وكان الإنسان محور نشاطه وحركته". وقال: "الوطن في مفهوم الإمام الصدر هو الوطن المحفوظ المقاوم ، وقد دعا كل اللبنانيين إلى الدفاع عن الجنوب في مواجهة العدو الصهيوني". أضاف:"أبشع صور الإرهاب مع داعش وأخواتها، في ما يفعلون ويرتكبون اليوم، هم صهاينة بوجه آخر، يذبحون كل الناس ويدمرون الكنائس والمساجد والأديرة والمزارات ، ولكن هؤلاء لا يخيفوننا، فللباطل جولة ولكن النصر حتما للحق وأصحابه". وتابع: "يسعون لنشر الفوضى ، يريدون أمة ممزقة من غرب البلاد إلى شرقها ، ويقف يقاوم بقية من شعب فلسطين وبقية من شعب لبنان ، يرحل المحتل من غزة كما هزم وخرج قبلها من لبنان ذليلا مدحورا، وبقينا أحرارا مقاومين ". وأشاد بتضحيات الجيش اللبناني في عرسال المظلومة المعتقلة المقهورة، في مواجهة الإرهابيين والتكفيريين، وقال: "هي معركة الإنسان في مواجهة داعش ، دولة تشويه الإسلام في العراق والشام ، بل في كل العالم ". ودعا الجميع إلى اتخاذ "موقف شريف وحر في دعم الجيش اللبناني ضد الإرهاب التكفيري، وقول كلمة الحق ورص الصفوف قبل فوات الأوان ، والإخلاص لله ولوطننا ولأمتنا".

ولفت الموسوي إلى أن "العصبية والحقد ومحاولة إثارة الفتنة السنية - الشيعية فشلت ولم يستطيعوا الاستفادة منها". وختم بالقول: "نريد انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن بهذا الوطن وبشعبه وبجيشه الوطني القوي المسلح وبمقاومته المؤازرة للجيش في الدفاع عن وطننا لبنان".

مراد

بدوره، اعتبر الدكتور ميشال مراد أن "شخصية الإمام السيد موسى الصدر قد بنيت على الحكمة والمعرفة والعلم والتواضع وبعد النظر، وعلى الدعوة إلى الحوار بين الأديان".

وألقى الدكتور محمد أبو علي قصيدة من وحي المناسبة.

 

قبيسي: هناك من يتآمر على تبديد انتصارات المقاومين ويعمل على تعميم ثقافة قطع الرؤوس

الأحد 31 آب 2014 / وطنية - نظم مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل" - اقليم الجنوب، ضمن إحياء فاعليات الذكرى السادسة والثلاثين لإخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، حفل تكريم وتخريج طلاب معهد كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية - الفرع الخامس النبطية، في قاعة الاحتفالات الكبرى في مجمع نبيه بري الثقافي في الرادار في المصيلح، برعاية عضو كتلة "التنمية والتحرير النيابية" المسؤول التنظيمي لحركة "أمل" في الجنوب النائب هاني قبيسي، وحضور النائب عبد اللطيف الزين، مدير كلية ادارة الاعمال والعلوم الاقتصادية في الجامعة اللبنانية -الفرع الخامس الدكتور حسين بدران، مسؤول مكتب الشباب والرياضة في حركة "أمل" محمد سيف الدين، أساتذة جامعيين وحشد من ذوي الطلاب وفاعليات تربوية. استهل الاحتفال بدخول موكب الخريجين، ثم النشيد الوطني ونشيد حركة أمل. بعدها ألقت الطالبة فاطمة قبيسي كلمة الطلاب المتخرجين. ثم القى الشاعر زاهي وهبي كلمة تحدث فيها عن الإمام الصدر ودور الشباب في مواجهة الفكر التكفيري، وقال: "ان شهر آب شهر إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه، هو شهر الجميع مدعو فيه العمل من أجل إجلاء كل الملابسات لكشف حقيقة جريمة إخفاء إمام الاعتدال الإمام السيد موسى الصدر الذي نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى في هذا الزمن لمواجهة الفكر التكفيري، الفكر الداعي ولمواجهة ثقافة قطع الرؤوس ونبش القبور وتدمير المقامات والكنائس، المرحلة بأمس الحاجة لفكر الإمام موسى الصدر فكر الاعتدال والانفتاح". قبيسيبعدها، ألقى قبيسي كلمة جاء فيها: "نحتفل اليوم في رحاب ذكرى الإمام الصدر لنؤكد ان هذا اليوم هو انتصار للعلم على الجهل، هو يوم انتصار الحرية على التغييب، هو انتصار للمقاومة على الاحتلال، هو انتصار لثقافة المقاومة في غزة". أضاف: "للاسف هناك من يتآمر على تبديد انتصارات المقاومين، من خلال العمل على تعميم ثقافة قطع الرؤوس، بالرغم من كل ذلك سنبقى نقاوم بيد ونحمل الكتاب بيد اخرى، وسنبقى جاهزين للدفاع عن ارضنا ضد العدو الحقيقي المتمثل باسرائيل".

وتابع قبيسي: "للاسف هناك من يسعى لاستبدال العروبة والقومية والوطنية بمفردات اخرى، وتعميم ثقافة الظلام الاسود القاتم". وناشد الطلاب الوقوف الى جانب الجيش والوطن في مواجهة حملات التشكيك والاستهداف الذي تتعرض له مؤسسة الجيش اللبناني، داعيا الجميع وعلى مختلف الانتماءات السياسية الى "المحافظة على كل مؤسسات الدولة، لانها هي التي تكفل الحماية للجميع"، مشددا على ضرورة "إنجاز الاستحقاقات وفي مقدمها استحقاق رئاسة الجمهورية"، مشيرا الى ان الحركة سوف تسعى "لإنجاز الانتخابات النيابية".

وختم: "الطلاب هم أمل لبنان، وهم مدعوون للمحافظة على فكر الإمام الصدر فكر الاعتدال والحوار والانفتاح". بعدها، وزعت الشهادات التقديرية على 90 طالبا وطالبة شكلوا دفعة العام الدراسي الجامعي عام 2014.

 

جابر: مصرون على تفعيل قوة الجيش وتعزيزها كدرع واقية للبنان

الأحد 31 آب 2014 /وطنية - تابع النائب ياسين جابر أمورا وشؤونا إنمائية وخدماتية لمدينة النبطية ومنطقتها، والتقى في دارته في النبطية وفد المجلس البلدي لمدينة النبطية برئاسة رئيس البلدية الدكتور أحمد كحيل واعضاء البلدية، وتم خلال اللقاء استعراض حاجات المدينة لا سيما المعاناة التي تمر بها جراء ضعف التيار والتقنين القاسي للكهرباء والذي انعكس سلبا على امور الناس الحياتية والاقتصادية. وأكد جابر بعد اللقاء أن "التيار سيعود بقوته الكاملة إلى النبطية بعدما تمت أعمال إصلاح المحول الخاص بقضاء النبطية في معمل الزهراني الكهربائي لكن للاسف ان التقنين الكهربائي مستمر اسوة بكل المناطق"، مشيرا الى ان "البحث تناول ملفات حيوية وهامة ومنها قرب البدء ببناء السرايا الحكومية الجديدة للنبطية، على ان تقوم بلدية النبطية بزيارة لشركة "يامن" والمهندسين فيها للاطلاع منهم على المرافق والدوائر الحكومية في السرايا المزمع بناؤها ومنها مشروع لبناء قصر عدل جديد الى جانب السرايا واضافة مبنى للامن العام بالقرب منها، وستكون السرايا مدينة حكومية جديدة للنبطية، كما تم الاتفاق على القيام بزيارة الى وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر لمتابعة المواضيع التي كان قد تم بحثها معه خلال زيارته الاخيرة للنبطية ولشكره على انجاز المخطط التوجيهي لمدينة النبطية". وأمام وفود شعبية قال: "نحن في حاجة كلبنانيين الى رص الصفوف ووحدة الموقف وتغليب لغة العقل والمنطق على ما عداها، فالمرحلة حساسة ومصيرية من تاريخ الوطن وهذا ما يستدعي تأكيد الوحدة الوطنية الداخلية والالتفاف حول المؤسسة العسكرية الضامنة الوحيدة للامن والاستقرار في لبنان". أضاف: "أمام خطورة التهديدات والاعتداءات التكفيرية الارهابية على الجيش في عرسال فان الاستثمار بالامن هو المطلوب اليوم لانه يؤمن الاستقرار الامني والاجتماعي والاقتصادي وهو من المهام الاولى للدولة في هذه الظروف الحساسة والخطرة في لبنان والمنطقة العربية المحيطة، من هنا فان قرار مجلس الوزراء الاخير بتطويع الالاف من العسكريين في الجيش وقوى الامن الداخلي خطوة مهمة على هذا الطريق لحماية لبنان والدفاع عنه وعن حدوده الجنوبية والشرقية في مواجهة الخطرين الاسرائيلي والارهابي". وأكد ان "من هزم اسرائيل قادر على التصدي لكل التيارات التكفيرية الارهابية ومن هنا نعول كل الاهمية على جيشنا اللبناني وعلى وحدة الموقف السياسي خلف الجيش وهذا ما يقوم به الرئيس نبيه بري الذي استدعى سفراء الدول الكبرى ووضعهم امام مسؤولياتهم من اجل اقامة جسر جوي لمساندة الجيش وتسليحه ودعمه، وعلى اللبنانيين ان يكونوا صفا واحدا خلف جيشهم لان النار اذا ما التهمت الوطن فهي لن تستثني احدا انما ستطال الجميع لذلك سنبقى مصرين على تفعيل وتعزيز قوة الجيش اللبناني كدرع واقية للبنان".

 

باسيل: لو كنت مرشحاً توافقياً لوجب طرح اسم العماد عون

نهارنت/أعلن وزير الخارجية جبران باسيل، المنتمي الى "التيار الوطني الحر"، انه لو كان هو نفسه رئيساً توافقياً لرئاسة الجمهورية لوجب ان يكون اسم رئيس التيار النائب ميشال عون "توافقياً". وفي حديث الى صحيفة "الانباء" الكويتية، الاحد، لم يؤكد وزير باسيل ولم ينف مسألة ان يكون هو المرشح التوافقي لسدة الرئاسة الاولى. الا انه أشار الى انه "لو كان هذا مطروحا لوجب ان يكون اسم الجنرال ميشال عون توافقيا، وهذا ما لا يمكن ان ينطبق عليّ وأنا سليل سياسي للعماد عون، من دون ان ينطبق عليه". يُشار الى ان فريق 14 آذار يخوض المعركة الرئاسية بمرشحه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حين يدعم رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، مرشح "اللقاء الديمقراطي" النائب هنري حلو، ولا مرشح معلن لفريق 8 آذار وسط اصرار عون على خوض الانتخابات الرئاسية "توافقياً".

ودخل لبنان في الشغور الرئاسي بعد فشل النواب في انتخاب رئيس جديد ورفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته والقى خطاب الوداع في 24 أيار. من جهة أخرى وعن ضبط الحدود اللبنانية، أعرب باسيل في حديثه لـ"الانباء" عن اعتقاده بأنه ليس هناك "عملية ضبط للحدود"، موضحاً انه في الجنوب و"من جهة إسرائيل، تخرقها جوا وبرا وبحرا ومن الناحية السورية هناك حركة للمسلحين بلغت درجة احتلال بلدية لبنان، مسلحون أجانب غير لبنانيين، ليس هناك ضبط للحدود". وأكد وجوب ان "يكون هناك ضبط للحدود انما من قبل القوات المسلحة الشرعية اللبنانية بين لبنان وسورية بحكم تأمين مصلحة استقلال كل منهما وعدم التعاطي في الشؤون الداخلية لأي منهما". وشدد على ان لبنان يطالب الموفدين الدوليين "بمساعدة لبنان في موضوع النازحين من خلال إعادتهم الى سوريا ومساعدة الجيش اللبناني وتقويته للتمكن من مواجهة الإرهاب". وأضاف "الأهم من ذلك كله نطالب بمنظومة إقليمية ـ دولية لمواجهة الإرهاب ليس فقط في لبنان او العراق او سورية بل في منابعه الفكرية وتجفيفها ماليا أيضا، وحدوده أكبر من لبنان، نحن أصحاب قضية وفهم لهذا الموضوع، وكل ما نبهنا منه حصل".

 

ذخائر رفقا في دير كفيفان لمناسبة عيد الطوباوي نعمه خير الله: العاصفة التي تمر اليوم ستعبر وأرضنا باقية

الأحد 31 آب 2014 /  وطنية - وصلت ذخائر القديسة رفقا، ولمناسبة عيد الطوباوي الاخ اسطفان نعمه، الى دير كفيفان وسط مسيرة صلاة انطلقت من مفرق دير مار يوسف جربتا حيث كان في استقبالها جمهور دير كفيفان وحشد من المؤمنين. ورافق الذخائر كل من رئيسة الدير الام مرتا باسيل والراهبات ومرشد الدير الاب بولس قزي بالاضافة الى حشد من اهالي القرى المجاورة. وحملت الذخائر على الاكتاف على وقع التراتيل والصلوات وصولا الى دير كفيفان، حيث ترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا احتفاليا عاونه فيه معلم المبتدئين الاب نجم شهوان ورئيس الدير الاب سيمون صليبا بمشاركة الخوراسقف اميل شاهين ولفيف من الآباء والكهنة.

العظة

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى خيرالله عظة قال فيها: "يجمعنا اليوم الطوباوي الأخ اسطفان نعمه في عيده وفي ديره، ويدعونا مع القديس نعمةالله الى استضافة القديسة رفقا، فنستحضر القديسين الثلاثة الذين تقدسوا على أرضنا البترونية في عيشهم لمقومات الروحانية المارونية النسكية من دون ان يلتقوا ويتعارفوا الا بعد دخولهم الملكوت. وهم يدعوننا اليوم الى أن قف أمام الله لنفحص الضمير ونقوم بفعل توبة صادق ونتخذ المقاصد للتجدد في التزامنا المسيحي وفي شهادتنا للمسيح على الارض الذي تجسد فيها ابن الله انسانا وصلب ومات من أجل خلاصنا. والتجدد هذا هو الهدف من مسيرة المجمع الابرشي الذي يدعونا اليه وانطلقنا فيه معا منذ حوالى العشرة أشهر". وتوقف خيرالله عند حياة الأخ اسطفان نعمه واستخلص منها العبر للحياة اليومية وقال: "لقد تربى في عائلة مسيحية ملتزمة بالصلاة والتقوى والمحبة والعمل في الأرض في بلدة لحفد، واعتاد منذ الصغر أن يرعى مواشي أهله ويأوي معها الى معبد قديم على اسم مار سابا الراهب الناسك للصلاة والابتعاد عن العالم. دخل الرهبانية اللبنانية المارونية بعمر 16 سنة بعد أن كان فقد والده قبل سنتين، واتخذ اسم اسطفان تيمنا باسم والده وبشفيع بلدته لحفد. أمضى حياته في الرهبانية، وكانت قصيرة إذ توفي بعمر 49 سنة، عاملا في الارض ومصليا وكان يعمل كل شيء تحت نظر الرب ويردد "الله يراني". تنقل في أديار الرهبانية وبخاصة بين دير ميفوق ودير جبيل وأنهى حياته في كفيفان، وكان عاملا في الجنائن والكروم، كان ريس حقلة. ومن ناحية ثانية كان راهبا مصليا كثير الصلاة والتأمل وقليل الكلام، مثابرا على زيارة القربان المقدس كما كان علمه القديس نعمةالله. وكان عمله اليدوي صلاة دائمة والمسبحة كانت صلاته اليومية. في حياته الرهبانية ، تميّز بعيش الفضائل الانجيلية الثلاث، التي هي نذوره الرهبانية: الطاعة والعفة والفقر. عاشها بتجرد كامل عن كل ملذات الدنيا. وتقدس في هذه الحياة وعلى هذه الارض. أما ما نتعلمه من حياة الطوباوي الاخ اسطفان هو أننا جميعا وبخاصة نحن ابناء هذه الارض البترونية مدعوون الى القداسة ونحن نستطيع أن نتقدس كما تقدسوا هم الذين سبقونا". وتابع:"نحن مدعوون الى القداسة أولا في عيش مقومات روحانية كنيستنا النسكية أي في العلاقة مع الله، في الصلاة والابتهال وفي المحبة بين بعضنا البعض، وثانيا في العمل في الارض اللتي نعرف قيمتها عندما نعمل فيها، فالارض تركها الله لنا مسؤولية في اعناقنا ورسالة لنا ولأجيالنا الطالعة وثالثا في التزامنا بالقيم الانجيلية التي هي فضائل انجيلنا اي ان نعيش المحبة بين بعضنا البعض والتضامن والوحدة والتضحية والتجرد عن هذا العالم. نحن كلنا نستطيع ان نتقدس في عيشنا هذا اذا اردنا ان نكون قديسين ونحن نستطيع ان نكون قديسين، كما قال لنا، قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في اعلان قداسة رفقا ونعمةالله، "أنتم ايضا تستطيعون أن تكونوا قديسين". ونحن ابناء هذه الأرض البترونية دعوتنا دعوة خاصة ، ونحن ابناء لبنان المسيحيون دعوتنا دعوة خاصة لأن قديسينا يشفعون بنا من حيث هم في ملكوت الآب السماوي وجميعهم يدعوننا اليوم في هذه الايام العصيبة التي تمر على كنيستنا في لبنان وفي الشرق والايام العصيبة التي تمر على وطننا لبنان وعلى بلداننا في الشرق الاوسط، ونحن المسيحيون اصيلون في بلداننا في لبنان وفي الشرق الاوسط لذلك نحن مدعوون الى ان نشهد للمسيح وألا نخاف من شيء ولا على شيء ولنتذكر ان قديسينا الثلاثة نعمةالله الحرديني ورفقا والاخ اسطفان عاشوا في ظروف اصعب من الظروف التي تمر علينا اليوم. الاب نعمةالله الحرديني عاش في ازمة عصيبة جدا دامت 21 سنة بين 1840 و1861 وكانت فيها المجازر والمذابح ضد المسيحيين والموارنة بنوع خاص وكان هو يصلي ويتقدس في هذا الدير ويطلب خلاص شعبه وكنيسته. وتم الخلاص بعد الصليب والموت. كذلك القديسة رفقا عاشت تلك الازمة بالذات وكان فيها في دير القمر ومع شعبها صلت الى الله وقدمته اليه قربانا زكيا وطلبت الخلاص ونالت الخلاص والخلاص كان بحمل الصليب والموت. ولا عبور الى الحياة الا بالصليب والموت. فالاخ اسطفان عاش الحرب العالمية الاولى وكان في هذا الدير وفي دير ميفوق يوزع ما اعطاه الله من خيرات للدير يوزعها على الفقراء والعائلات المحتاجة وكان يحرم نفسه كما كان يحرم الرهبان من عيش رغيد يوزع على المحتاجين في المجاعة وخلال سنوات الحرب. انها امثولة كبيرة لنا اليوم كي نتأكد ان العاصفة التي تمر اليوم ستعبر وارضنا باقية، هي ارض وقف لله وكنيستنا باقية حاملة شهادتها للمسيح ودعوتها الى القداسة ورسالتها في خدمة الانسان كل انسان".

وختم: "أمثولة لنا جميعا كي نعرف اننا بعد عبور العاصفة نحن ايضا سنبقى ، شهودا للمسيح في ارض المسيح هنا وفي بلداننا في الشرق الاوسط وسينتصر السلام ، سلام الله لا سلام البشر، ستنتصر المحبة والمصالحة والاخوة والانفتاح واحترام التعددية. هذه رسالة كنيستنا وهذه هي رسالة وطننا لبنان وسنحملها بفخر واعتزاز ورأس مرفوع على خطى قديسينا وجميع القديسين الذين سبقونا بحملهم الصليب وبموتهم سبقونا الى مجد القيامة. آمين."

تطواف الذخائر

بعد القداس ، أقيم تطواف بذخائر القديسة رفقا في باحة الدير تقدمتها المشاعل وصولا الى مدخل ضريحي القديس نعمة الله والطوباوي اسطفان حيق أقيم زياح. وبعد ان تبارك المؤمنون من الذخائر أدخلت الى جانب ضريح الطوباوي اسطفان حيث امضت ليلة مع القديسين لتعود الى دير مار يوسف جربتا مساء اليوم.

 

جهود دولية لمنع تمدّد «داعش» إلى لبنان

ثريا شاهين/المستقبل

لاحظت مصادر ديبلوماسية في الآونة الأخيرة، تضافراً للجهود الدولية لمواجهة تنظيم «داعش» ومكافحته. وسجل هذا الجهد على المستوى الديبلوماسي من خلال القرار الدولي 2270 الذي يحظر تمويل هذا التنظيم، والمستوى العسكري من خلال توجيه ضربات جوّية للتنظيم في العراق، وتسليح الأقليات لمواجهته. لكن لماذا هذا الجهد الآن، وهل يمكن أن ينجح في وضع حدّ للتنظيم؟ تؤكد المصادر أنّ الدول الكبرى بدأت منذ مدّة تدرك أنّ خطر «داعش» لم يعد يطال فئات معينة في المنطقة، جرى سابقاً غضّ النظر عن حركته حيالها، من قِبَل المجتمع الدولي. وهو الذي كان يريد من الدول المعنية في المنطقة أن تقوم هي بمعركتها مع هذا التنظيم لإزالته وإزالة خطره. وتزامنت المرحلة السابقة مع اعتبار المجتمع الدولي أنّ «داعش» جعل إيران تقبل بالتفاوض مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني، لكن بعد نمو هذا التنظيم الذي توسّع وكبر بشكل بات يهدّد الدول ذاتها التي غضّت النظر عن نشوئه وتمويله، وعقيدته وأهدافه، وجدت أنّه من الضروري فعل شيء ما لوضع حد لتوسّعه لأنّه «تنظيم إرهابي» خطره يطال الجميع من دون استثناء، ويمكن له أن يعمل لمصالح أخرى، والانقلاب على الدول التي سمحت بقيامه. وتشير المصادر إلى أنّ هذا التنظيم لم ينشأ مصادفة، إنّما كان وراءه مَن ساهم بذلك ولأغراض محددة. إنّما يبقى السؤال هل ستكون الضربة الموجّهة إليه قاضية، أم أنّها ستبقى في حدود معينة؟

ومن أجل ضربه صدر القرار 2270 والذي يعني، بحسب المصادر، ثلاثة أمور هي:

- أنّه يشكّل رسالة سياسية إلى تنظيم «داعش» بأن لا يتخطّى في ممارساته حدوداً معينة، وأنّه ستتم محاسبته ومراقبته.

- انه يشكّل رسالة إلى مَن يموّل «داعش» بأنّه بات تحت المراقبة، وهذا من شأنه أن يحدّ من عملية تمويله.

- أنّه من الضروري إعادة النظر بأداء «داعش» وإعادة فرملة هذا الأداء، بحيث لا يقوى بطريقة تضرّ بمصالح دولية كبيرة.

وعلى الرغم من حصول معركة عرسال أخيراً، إلاّ انّ الدول مستمرة في عدم السماح بدخول «داعش» إلى لبنان، ولا تسمح بالتالي أن يكون لبنان مسرحاً لعملياته. إذ لا مكان أو مجال لعمله فيه، حيث لا بيئة حاضنة، وحيث أنّ هناك تقاسماً للنفوذ الطائفي، وليس من فئة مغلوب على أمرها. وموقتاً، لن يحصل في لبنان كما يحصل في العراق وسوريا، مع أنّه يجب التنبّه إلى إمكان محاولة دخول مجموعات «داعشية» إلى البلاد، وأنّ خطرها يبقى قائماً، ومن الضروري تعزيز سلطة الجيش وقدراته، وهو الأمر الذي يقلق في الوقت الحاضر الحكومة واللبنانيين على حد سواء.

القرار الدولي يؤثّر على تمويل هذا التنظيم. إذ ينكشف المموّلون، وقبل مدة تم كشف مموّلين، كما يؤثّر على الأشخاص الذين يساعدونه. مع الإشارة إلى أنّ السيطرة على منابع النفط من التنظيم، يشكّل احدى أبرز وسائل القضاء على التمويل الذي يحظى به.

كل الدول التي تحارب التنظيم متفقة على أنّ القضاء عليه عملية طويلة، لكن في النهاية سيتم القضاء عليه. التنظيم استفاد من النقمة الطائفية في العراق على السلطة أيام رئيس الحكومة السابق نوري المالكي. إلاّ أنّ تفاهم القبائل والأطراف السنّية، يمكّنهم من وضع حدّ لهذا التنظيم. تمت محاربة «القاعدة» و»طالبان» بالصحوة العشائرية السنّية، وبالوحدة الوطنية. في العراق تراجعت إيران عن دعم المالكي بضغط من أداء «داعش»، أولاً، والنقمة عليه، ومن انهيار المؤسسات العراقية، وخصوصاً الجيش. المهم الآن هل سيكون هناك تراجع عن كل إجراءات المالكي أم لا؟ الشرط الأميركي قيام حكومة وحدة وطنية حقيقية في العراق وليس سيطرة طرف على طرف. وعندما تتوقّف الأطراف الداخلية عن دعم «داعش» من الصعب أن تكمل، لذلك هناك دعوة لحكومة وحدة وطنية. مع الإشارة إلى أنّ الايديولوجية غير المقبولة تستفيد من القضية أي قضية الحرمان من السلطة. وهناك مؤسسات وأفراد يموّلون «داعش» الذي يتموّل أيضاً من النفط الذي يبيعه، على أساس ان المناطق التي يحتلها غنية بالثروات الطبيعية.

وعندما تتعزّز السلطة العراقية تصبح قادرة على مواجهة التطرّف. ما يعني تقوية الاعتدال السنّي والشيعي، ما يمكّن من هزيمة «داعش» بشكل أكبر. وإذا تمّ إيجاد حل سياسي في العراق، فإنّ الأمر سيكون مترابطاً مع الوضع في سوريا ومصير «داعش» هناك. حتى الآن لا أفق للحل في سوريا، لكن ثمة افكاراً يجري العمل عليها تحضيراً للحل عندما يحين أوان الاتفاقات الكبيرة.

 

نهاد المشنوق لـ"النهار": لن نتفرّج على تعرّض أيّ عسكري أو مواطن للقتل قادرون على مواجهة الإرهاب والسعودية لن تتراجع عن تنفيذ الهبات

النهار/مي عبود ابي عقل/30 آب 2014

وردت الى وزير الداخلية نهاد المشنوق خلال إجراء هذه المقابلة صورة تظهر احد العسكريين المخطوفين مذبوحا، فذُهل لهول المشهد، وصب كل اهتمامه واتصالاته بالاجهزة على التأكد من حقيقة الصورة. وكان خارجا للتو من جلسة مجلس الوزراء يحذر من خطر "داعش" والتنظيمات التكفيرية الاخرى على لبنان. لذا فرضت البداية نفسها على حديث تشعب ليشمل الامن والسياسة والرئاسة.

ماذا عنيت بقولك أن "داعش" على الحدود؟

- هؤلاء الموجودون في الجرود وعلى الجانب السوري من الحدود هم من "داعش" وتنظيمات اخرى. قلت هذا الكلام في مجلس الوزراء لأن المناقشات في معظم الجلسات لا تأخذ في الاعتبار حجم الاخطار التي نعيشها على الحدود اللبنانية - السورية، ولا حجم الحريق الذي بدأ يمتد من سوريا إلى لبنان، قبل أحداث عرسال وبعدها. لا أنكر حق الوزراء في الاهتمام باداراتهم وسياساتهم وانتخاباتهم... ولكن، أعتقد أن الاولوية المطلقة اليوم هي للوضع الامني ونتائجه.

هل يقرّب "داعش" بين "المستقبل" و"حزب الله"؟

- أعتقد أن مسألة "داعش" سوف تقرّب بين جميع اللبنانيين. لا قدرة على مواجهة هذه التنظيمات التكفيرية والتدميرية، إلّا بمزيد من التماسك والتفاهم الوطنيين، و"حزب الله" جزء من النسيج الوطني الذي يجب أن يكون متفاهَماً عليه.

هل الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية قادرة على مواجهة هذين الارهاب والخطر؟

- من حيث قدرتها على المعرفة والمتابعة والاعتقال وعلى القتال، نعم.

ولوجيستيا؟

- بالامكانات المتوافرة لدينا، لدينا قدرة كبيرة. وكلما توافرت إمكانات أكبر، زادت قدرتنا أكثر على المواجهة. اشير هنا الى هبة المليار دولار التي قدمتها المملكة العربية السعودية ووضعت آلياتها على السكة، ونقوم بالاجراءات الادارية اللازمة لتحقيق أعلى نسبة من الشفافية في شراء المعدات، والى هبة الثلاث مليارات التي لن تتراجع عنها وتقوم باجراء اللازم من اجل تنفيذها، وقد اثبت الملك عبد الله بن عبد العزيز انه الوحيد الذي فعل ما قاله، فدعم لبنان وعروبته واستقلاله، تسليحا واقتصادا.

لكن على اللبنانيين أن يتفاهموا. هناك خلاف لبناني على مسألة معالجة النزوح السوري إلى لبنان. ومن خبرتي في وزارة الداخلية اقول انه يستحيل تنظيم وجود النازحين السوريين في لبنان من دون إقامة مخيمات متوسطة، تستطيع أن تساعد في ضبط الوضع، والحصول على "داتا" جدية عن الناس. الوجود السوري النازح في لبنان بدأ يشكل عبئاً غير طبيعي وغير مسبوق في العالم. نحن دولة، 38% من المقيمين فيها من غير أهلها، وهي نسبة لا يمكن تصورها. اذا نظرنا الى النصف الفارغ من الكوب نراه يشير إلى أن هذا الوجود السوري تسبب بكثير من الأزمات، وتقرير البنك الدولي يقول إنه تسبب بخسارة لبنان 7 مليارات دولار، اضافة الى الخسائر في الكهرباء وفي البنية التحتية والقدرة الانتاجية والمنافسة في سوق العمل.

غير أن النصف الملآن يشير إلى أننا، بعد 3 سنوات ونصف السنة تقريبا من الحريق في سوريا، والذي استكمل بالحريق في العراق، لا يزال الوضع الامني والاقتصادي والاجتماعي تحت السيطرة، وهذا دليل الى مرونة النظام اللبناني وقدرة اللبنانيين على التكيّف مع الحالات التي تطرأ عليهم .

لا تحب الحديث عن عرسال في الاعلام، لكن لا بد من سؤال: أين أصبحت قضية العسكريين المخطوفين، وهل من وساطات اقليمية؟

- عرسال خطر قائم ويجب متابعته وملاحقته ومعالجته بدون تردد ولا إهمال، وهذه مسألة مختلفة عن مسألة التفاوض. اؤكد اننا لا نألو جهدا في معالجة مسألة المخطوفين. وقد وضع الرئيس تمّام سلام قاعدة أساسية للتعامل مع هذا الموضوع تقوم على السرية. هذا الأمر يعالج بسرية وكتمان، حفاظا على طبيعة المهمة ونجاحها من دون استعراضات إعلامية . وأنا شكرت "هيئة العلماء المسلمين" على الدور الذي أدته، لكنني، في الوقت نفسه سجلت عتبي عليها، لأن الاعضاء أعلنوا عن دورهم بطريقة استعراضية، وأعلنوا انسحابهم بطريقة استعراضية أكثر. من يريد أن يقوم بمهمة كهذه، مهمة إنسانية ووطنية في الوقت نفسه، لا يعلن عنها إلّا عند الضرورة القصوى.

هل كلفتهم الحكومة اللبنانية بالوساطة؟

- الحكومة اللبنانية كانت على اطلاع ومعرفة. هناك فرق بين التكليف وبين الاطلاع والمعرفة. هم الذين تطوعوا، والحكومة اللبنانية ، رئيس الحكومة ووزير العدل وأنا وآخرون، كنا على علم بهذا الامر وباركناه. هم تطوعوا، فهذا موضوع يهمهم ويعنيهم لكونهم حرصاء على صورة الدين ورجال الدين وعلى صورة الاسلام باعتباره دين سلام وليس دين ظلم وقهر.

هل هناك جهات أخرى تعمل على هذا الموضوع؟

نعم. من هي هذه الجهات؟ ماذا فعلت؟ إلى أين وصلت؟ لن أجيب، فهذا جزء من السرية. هناك أكثر من جهة تعمل على هذا الموضوع. أكرر أن الرئيس سلام وأنا وجميع المعنيين لم نترك بابا إلا طرحناه وسنطرحه أكثر للوصول إلى نتيجة في هذا الموضوع.

في أي إطار تضع قضية عرسال؟

- عرسال منطقة اشتباك دائم، تحتاج إلى قرارات سياسية كبرى تتعلّق بوجود النازحين السوريين، وقرارات سياسية أكبر حول سبل التعامل مع الوضع العسكري هناك، وقرارات دعم عملانية وتجهيزية للقوى الامنية والجيش للقيام بدورها. عرسال ليست أمرا بسيطا، وموضوعها لم ينته على رغم كل الاشكال التي تتخذها الامور الآن.

أريد أن أقول للخاطفين: يجب أن يتذكروا أنهم يعرّضون وجود مليون ونصف المليون سوري في لبنان للخطر، بسبب تصرفاتهم، وتهديداتهم، واعتقادهم أنهم يستطيعون التشهير بالجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي من دون أن يؤثر ذلك في الوجود السوري في لبنان . هذه جريمة بحق الشعب السوري في لبنان، قبل أن تكون جريمة بحق الشعب اللبناني.

هل تقصد أنهم يمكن أن يتعرّضوا للطرد؟

- لا يعتقدنّ أحد أننا سنبقى متفرجين على تعرّض أي عسكري لبناني أو أي مواطن لبناني للقتل او للذبح، ونكون في الوقت نفسه متمسكين بالوجود السوري في لبنان. إضافة إلى أن لهؤلاء العسكريين أهالي أظهروا صبرا وانضباطا، واثبتوا التزاما بالدولة وقبولا بكلامنا، أو بمحاولة الطمأنينة التي نوحي لهم بها. غير أن هذا الامر ليس مضمونا ودائما، ويجب أن يعرف الخاطفون ذلك.

الحوار والرئاسة

دعا "حزب الله"، على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، قوى 14 آذار إلى انتهاز الفرصة للتفاهم والتحاور. هل ستلبون الدعوة؟

- هذا عنوان عام يحتاج إلى المزيد من التحديد، وإلى جدول أعمال وتحديد نقاط الخلاف والاتفاق. أكيد اليوم يجب تعميق الهدنة أو ربط النزاع بين الاطراف اللبنانيين، وخصوصا "حزب الله" و"تيار المستقبل". وهذا يتطلب خطوات من الجانبين استثنائية يجب على الطرفين القيام بها.

ما المطلوب من "حزب الله"؟

- لن أحدد مسبقا ولن أقول ان هناك شروطا مسبقة. ولكنهم يعرفون، وهناك مناقشة علنية وغير علنية عبر قوى سياسية عدة، ولكنها غير مباشرة، تعطي انطباعا عن الخريطة السياسية التي تجعل التفاهم الذي يدعو إليه الشيخ نعيم قاسم أكثر امكانا. أنا سمعت مثلا خطاب السيد حسن نصرالله، وكان هادئا وذا صياغة ومضمون هادئين. ولكن هناك ثلاثية جديدة: دعوة "حزب الله" خصومه السياسيين والدولة اللبنانية والنظام السوري إلى التعاون في مجال مكافحة الارهاب. كلا، نحن معنيون باتفاق الأطراف اللبنانيين على جدول أعمال محدد، نحدد فيه نقاط الخلاف ونقاط اللقاء والتفاهم وامكان الحركة. وأولاها، في اتجاه ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية، الذي يشكل جزءا من اكتمال النصاب الدستوري للنظام السياسي، ومن مواقع الاجماع اللبناني التي نحتاج إليها الآن.

هل اقتربت نهاية الفراغ كما يشاع ويقال؟

- أعتقد أن الحد الأقصى المتاح لنا الآن هو الحفاظ على الخيمة الاقليمية والدولية وليس أكثر. لا أعتقد أن الوضع العراقي سينعكس على لبنان، ولا أرى انتخابات قريبا.

هل حان أوان الاتفاق على رئيس وفاقي؟ وهل تعملون في هذا الاتجاه؟

- الغالبية العظمى من القوى السياسية اللبنانية باتت متأكدة أنه لا يمكن أن يأتي إلّا رئيس وفاقي، وهذا ما يفرض مواصفات محددة، ويقلل لائحة المرشحين الى اثنين او ثلاثة لا اكثر، ويسهل الامور. ولن أدخل لعبة الاسماء. الاتفاق على رئيس، في رأيي، مسألة اقليمية ودولية، والدور المحلي محدود.

يبدو أن" 8 آذار" تتنصل من مسؤولية التمديد لمجلس النواب، فهل تتحمل "14 آذار"، وخصوصا "المستقبل"، هذه المسؤولية؟

- نحن أعلنّا بوضوح، والرئيس الحريري، أن الانتخابات الرئاسية أولوية قبل الانتخابات النيابية. هذا الموقع الرئاسي في لبنان استثنائي وليس عاديا، أولا، لأنه مسيحي، انه الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق، وثانيا لأنه الموقع الوحيد الذي يُعدّ ضمان الجميع، ونادرا ما يكون موضع خلاف أو انقسام، على عكس السلطتين التشريعية والاجرائية. وتاليا فهو ضروري للبنان من اجل تماسك نظام، وضروري أيضا وسط ما يتعرّض له المسيحيون في المنطقة.

الحريري المعتدل

وهل التمديد يسهّل انتخاب رئيس للجمهورية؟

- للتمديد ضرورتان: واحدة أمنية وهذا من موقعي كوزير داخلية، وأخرى وطنية من حيث ضرورة أن يكون الرئيس اللبناني المسيحي المنتخب الوحيد في المنطقة، موجودا في موقع الرئاسة، وهذا من موقعي السياسي كممثل لكتلة "المستقبل". هناك أزمة سياسية وأمنية كبرى في البلاد. يلفنا غطاء رباني حتى الآن، لأن هناك حريقين كبيرين في سوريا والعراق، وما أصابنا منهما محدود جدا جدا جدا، وهذا ليس بفضل وَعي اللبنانيين، بل بفضل قرارات كبرى تجاوبت معها القوى السياسية الرئيسية.

ما دام انتخاب الرئيس يعيد الانتظام الى الحياة السياسية فلماذا لا يعمل فريقكم في هذا الاتجاه؟

- رقصة "التانغو" يلزمها شريكان، 8 و14 آذار. واضح من كلام الرئيس سعد الحريري في الفترة الاخيرة انه اكثر انفتاحا وقدرة وتمسكا بالاعتدال الذي يؤدي الى تفاهم على رئيس وفاقي، وليس رئيسا يمثل جهة واحدة.

تعني أن أطراف "8 آذار" لا يريدون انتخابات؟

- واضح ان "اما نحن او لا احد". زائد ان هناك قرارا اقليميا من ايران وبما تبقى لسوريا اوالقوى المتحالفة معهم بعدم الرغبة في أن تجري الانتخابات الرئاسية قبل ان تكون اهدافهم السياسية تحققت، وهي لا تبدو ظاهرة للعيان حتى الآن.

انت على اتصال مباشر وعلاقة جيدة بالعماد ميشال عون؟

- ولا نزال، ولكن هذا لا يعني تفاهما على الرئاسة. لا يمكن احداً الادعاء انه رئيس وفاقي. الوفاقي يعني قبول خصمك بك وليس قبول اهلك وحدهم بك. وبالتالي يلزم شخص وفاقي يكون مقبولا من الطرفين، والوفاقيون من المرشحين محدودون.

ما تعليقك على ما يقال عن تقصير في تصرف الجيش في عرسال؟

- الجيش قيادة وضباطا وعسكريين تصرف بمسؤولية وطنية من الدرجة الاولى والممتازة تجاه المدنيين من لبنانيين وسوريين في عرسال. انقذ الجيش 100 الف مدني، وانقذ السلم الاهلي في لبنان، لان احدا لم يكن في امكانه ضبط ردود الفعل على اي تصرف. لديهم مشكلات عسكرية بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة وبسبب وجود 77 كلم من الحدود اللبنانية – السورية.

المشنوق من الرابية: عرسال قنبلة موقوتة

استقبل رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في دارته في الرابية، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي قال: "انا حريص على زيارة العماد عون في الظروف الاستثنائية". اضاف: "تشاورنا في ثلاثة أمور، الاول: تفعيل العمل الحكومي لا سيما في الإنتاج واستمراره في الوتيرة الضرورية، والثاني تفعيل العمل النيابي لإيجاد صيغة وفاقية وتفعيل مجلس النواب. أما الأمر الثالث والأهم فهو اننا بحثنا في تطورات عرسال العسكرية والسياسية والأمنية".

ورأى "ان الموضوع لم ينته، والوضع بين المسلحين والأهالي وموضوع العسكريين المخطوفين، يشغل اللبنانيين. واتفقنا مع العماد عون على مزيد من التشاور والتنسيق (...) لأن ما نشهده وما حصل ليس فقط لم ينته، بل هو قنبلة موقوتة جاهزة دائماً للانفجار".

وتمنى "بمساعي القوى ان نستطيع تحقيق تقدم في عرسال وفي موضوع النزوح السوري ولا بد من وضع جدولة له لنخفف آثاره السلبية على الاوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية".

وسئل: ما مدى صحة الخبر عن اعدام احد العسكريين، فأجاب: "هناك شكوك في الخبر والصورة".

 

خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» يهدد لبنان

ديفيد داوود واشنطن انستيتيوت

28 آب/أغسطس 2014

أدى زحف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» [«داعش»] (المعروف حالياً باسم «الدولة الإسلامية») إلى تسليط الأضواء الدولية على سوريا والعراق خاصةً بعد استيلاء «داعش» على أراضي شاسعة في كلا البلدين. وبالرغم من أن لبنان لا يزال بعيداً عن الأنظار، إلا أن انتشار الطائفية وغياب الاستقرار فيه يتركانه عرضة لهذا الخطر المتنامي في المنطقة.

وكان لغياب الوحدة الوطنية نتائج كارثية على لبنان. فلم تتخطَّ البلاد حتى الآن العواقب الوخيمة التي ترتبت عن الحرب الأهلية الدموية (1975 - 1990) التي استغل خلالها بعض اللاعبين الإقليميين الانقسامات الطائفية فيه من أجل مصالحهم السياسية الخاصة. فعلى سبيل المثال، دخل الجيش السوري لبنان تحت ذريعة مساعدة المسيحيين الموارنة في بادئ الأمر، فيما استغلت إيران ظاهرة تهميش الشيعة والاحتلال الإسرائيلي لتنشئ ميليشيا «حزب الله» الشيعية. وثمة احتمال كبير بأن يستغل تنظيم «داعش» فشل الدولة اللبنانية في معالجة الانقسامات الطائفية العميقة - تماماً كما فعل في العراق وسوريا.

لقد أخذت الشكاوى أو المظالم السنية بالازدياد في لبنان بسبب انخراط «حزب الله» في الحرب السورية  فضلاً عن السياسات المزدوجة المعايير التي تنتهجها الحكومة. فعلى سبيل المثال، أعرب بعض السنة عن اعتراضاتهم على "التوقيفات العشوائية" لأبناء الطائفة السنية في مدينة طرابلس الشمالية. وقد بلغ الحد بالنائب في "تيار المستقبل"، محمد كبارة، إلى القول أن "استمرار الاضطهاد الأمني للطائفة السنية سيؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة النتائج".

ويأوي لبنان أيضاً أعداداّ ضخمة من اللاجئين السوريين والفلسطينيين وغالبيتهم من الطائفة السنية. وقد عانى الفلسطينيون طويلاً من الإذلال والتهميش في ظل النظام السياسي اللبناني، ونتيجةً لذلك ازدادوا تأثراً بالعقيدة الإسلاموية. فالاشتباكات التي وقعت في عام 2007 بين "الجيش اللبناني" وتنظيم "فتح الإسلام" المتفرع عن تنظيم «القاعدة» - في مخيم "نهر البارد" لللاجئين الفلسطينيين، هي دليل على قدرة الحركات الإسلاموية على بسط سيطرتها في المخيمات. وعلاوة على ذلك، يُظهر الفلسطينيون عداءً أكبر تجاه «حزب الله» لأنه يحارب إلى جانب النظام السوري. ومن خلال محادثات خاصة أجريتها مع بعض الشباب الفلسطينيين الذين يتعرضون باستمرار للمضايقة من قبل «حزب الله»، تلمست شعوراً متنامياً بالكراهية تجاه الحزب الشيعي، واستياءً تجاه اللبنانيين الشيعة بشكل عام. ومن السذاجة الاعتقاد أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» لم يلاحظ هذه المواقف، ومن المؤكد أنه سيستغلها لصالحه. وقد يكون ذلك قد بدأ بالفعل.

وعلاوة على ذلك، هناك حالياً أكثر من مليون نازح سوري في لبنان. وقد أهملت الحكومة اللبنانية احتياجاتهم الأساسية، أو عاجزة عن تلبيتها. وهؤلاء أيضاً يشكلون قاعدة تجنيد لـ «الدولة الإسلامية»، لا سيما وأن بعض التقارير قد أشارت إلى أن هذا التنظيم المتطرف قرر في أوائل آب/أغسطس 2014 أن يشن هجوماً على بلدة عرسال السنية الواقعة بالقرب من الحدود اللبنانية- السورية، لأنها تأوي العديد من اللاجئين. وعلى الرغم من أن «حزب الله» تعهد بدعم "الجيش اللبناني"، بمساهمته في دحر تقدم المسلحين المنتسبين إلى تنظيمَي «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» في البلدة الحدودية المذكورة، إلا أن هذا الأمر قد يفاقم التوتر الطائفي الذي سيصب في مصلحة المسلحين السنة. وفي هذا السياق، صرح قائد "الجيش اللبناني" العماد جان قهوجي أنه لو خسر الجيش معركة عرسال لتعاظم التوتر السني- الشيعي واستمر تنظيم «داعش» في زحفه وصولاً إلى الساحل لإعلان دولته.

ومن المؤكد أن الاشتباكات الخطيرة التي وقعت في عرسال لن تكون المحاولة الأخيرة لـ «الدولة الإسلامية» لدخول لبنان. وإذا ما نجحت خطوتها التالية، من المحتمل أن تصل إلى مأزق عسكري مع «حزب الله» على طول الحدود الطائفية القائمة - كما رأينا في العراق وسوريا - وفي هذه العملية، ستسيطر على بعض المعاقل السنية. وإذا ما حدث ذلك، سينقسم لبنان طائفياً، وستعود كل طائفة إلى مناطقها التقليدية للتصدي للهجوم. ومن المرجح أن يشكل ذلك نهاية مؤسفة للبنان كدولة.

ومن غير المرجح أن يرضخ سنّة لبنان وقياداتهم لتنظيم «الدولة الإسلامية» من باب الاقتناع بأيديولوجيته، إلا أن الاحتياجات العملية قد تطغى على الأيديولوجية. فالنقص في الإمدادات والذخائر قد دفع العديد من الثوار السوريين إلى تغيير ولائهم، بينما أقر آخرون أن إحباطهم في ساحة المعركة قد يدفعهم إلى الانضمام إلى «داعش». وبدافع اليأس والعنف الطائفي، من الممكن أن نشهد قريباً منحىً مماثلاً لدى بعض السنة في لبنان. وإذا واصل لبنان تهميش السنة، فسيقوم تنظيم «الدولة الإسلامية» بتكرار نهج «حزب الله» تجاه الشيعة اللبنانيين. كما سيعمل على استغلال غياب الدولة اللبنانية ويؤمّن الحماية المسلحة ومجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية لبعض السنة مقابل خضوعهم له تماماً. وباختصار، فإن لبنان في خطر كبير من أن يصبح الضحية المقبلة لـ «الدولة الإسلامية» وما حدث في بلدة عرسال الحدودية يعتبر عيّنة عما قد ينتظر البلاد.

ديفيد داوود حائز على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي، وقد عمل في لبنان ومصر مستفيداً من طلاقته في اللغة العربية. وقد نُشرت هذه المقالة في الأصل في منتدى فكرة.

 

أبو عدس والحريرية المشرقية

أحمد العز/اللواء

31 آب/14

إنّ دعوة الرئيس بري إلى جلسة إنتخاب رئيس للجمهورية الثلاثاء في 2 أيلول القادم.. تصادف الذكرى العاشرة لصدور قرار مجلس الأمن 1559 والذي جاء في اليوم التالي للتمديد للرئيس لحود.. إذ إنقسم اللبنانيون بين البريستول المؤيّد للقرار.. وعين التينة الرافضة لذلك.. فكان العزل السياسي للرئيس رفيق الحريري رغم تمييزه المقاومة عن الميليشيات.. وتشكّلت حكومة الرئيس عمر كرامي.. وهذا الإنقسام هو نفسه الذي وقع بعد عملية إغتيال الرئيس الحريري.. وما عُرف بقوى 8 آذار وقوى 14 آذار..

جاء القرار 1559 واضحاً بأسبابه وأهدافه وموضوعه.. أي رئاسة الجمهورية اللبنانية.. ومعها قضية سيادة الدولة اللبنانية على كامل ترابها وانسحاب القوات السورية وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.. فإنّ القرار 1559هو بمثابة إزالة آثار ما عرف باتفاق القاهرة للعام 69 الذي سمح لمنظمة التحرير الفلسطينية بإقامة المعسكرات والقتال من الجنوب اللبناني الذي أدّى إلى زوال الدولة ودمار البلاد والإنشطار الوطني وارتكاب المجازر الشنعاء.. أي أنّ القرار 1559 هو بمثابة إعتراف من مجلس الأمن بالأهلية اللبنانية الوطنية وبقدرة اللبنانيين على حكم أنفسهم بأنفسهم واستكمال مسيرة البناء العمراني والسياسي والديمقراطي..

شكّل اغتيال الرئيس رفيق الحريري رداً إستراتيجياً على الإتجاه الإنمائي والسلمي والديمقراطي والإنفتاحي الذي جسدته التجربة الحريرية كفريق ثالث للإنقسام الطائفي والمسلّح الذي شكّل على مدى سنوات الصراع الطويل بين اللبنانيين.. سياسياً وأمنياً وجغرافياً ومجتمعياً.. وكانت هذه القوى السياسية رحّبت بالحريرية بما هي مرحلة عابرة لاعتقاد هذه القوى بأنّها الخيار الأول والأخير والأبدي للشعب اللبناني العزيز..

فاجأت التجربة الحريرية هذه الثنائية السياسية والعسكرية إذ أصبحت خياراً وطنياً عابراً للطوائف والمناطق.. حيث إستطاعت القوى المدنية أو السواد الأعظم من عموم الشعب اللبناني بأغنيائهم وفقرائهم التحرّر من الهيمنة.. وسارعت الى المبادرة والعمل والإستثمار والإنفتاح.. واجتمع اللبنانيون بانسياب مدني وطني عارم.. كانت ذروته القدرة على مقاطعة التّمديد رغم التّهديد والوعيد.. وجعل العالم يعترف بهذه التّجربة الوطنية الحديثة والمدنية وصدور القرار 1559..

مع محبّتي وتقديري للمفكّر سمير فرنجية ولعبقرية «البك» في صناعة السياسات فإنني أتوقع منه في لقاء سيدة الجبل الإستثنائي غداً تنويهاً بالنواب الذين قاطعوا التمديد.. ومراجعة لعشر سنوات على صدور القرار 1559 وتداعياته واغتيالاته وآثاره على التجربة السلمية الديمقراطية الوطنية.. وعلينا أن نتحمّل المسؤولية السياسية والفكرية تجاه هذه التجربة التاريخية الإستثنائية والمكلفة جدّاً!..

جاء القرار 1701 بعد عدوان تموز ليعيد إنتاج القرار 1559 وإلغاء مفاعيل تفاهم نيسان وحق لبنان بمقاومة الإحتلال.. وكان ذلك إحدى أهم إنجازات حكومات الرئيس الحريري.. بالإضافة إلى ذلك فإنّ عدوان تموز أعاد إنتاج التّموضع الأول للقرار 1559 تفادياً للقرار الدولي 1595 الخاص بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان..

إنّ هذه المراجعة هي ضرورة سياسية ووطنية إذا كنّا نريد أن ندرك ما آلت إليه الأمور في لبنان والمنطقة والتّحدّيات الكبرى التي تهدّد المنطقة والعالم في آن..

جاء القرار 2170 الخاص بمحاربة الارهاب في سوريا والعراق ردّاً على داعش ليحتوي السنوات العشرة الماضية وتداعياتها وارتجالاتها وإنسحاباتها وإغتيالاتها ودمارها وتهجيرها.. وهنا نتحدث عمّا جرى خلال السنوات العشرة الأخيرة في كلّ من لبنان وسوريا والعراق وغزة.. أي المشرق العربي بكلّ تنوّعه وتداخله الإقليمي بدول الجوار العربي.. إسرائيل وتركيا وإيران.. بالإضافة إلى أهمية المشرق الإستراتيجية بالنسبة لدول العالم قاطبةً وبدون إستثناء.. مع التّغييرات في مصر وتونس والخراب الذي يأكل ليبيا والسودان واليمن.. ولهذا علينا أن ندرك كلبنانيّين بأنّ كلّ هذه التّطوّرات والأحداث بدأت مع موجة القرار 1559 وزلزال إغتيال الرئيس رفيق الحريري..

تفاجأ الجميع بدولة الإسلام «داعش» وما تعرّض له الأخوة المسيحيّون والأزيديّون في العراق خلال الأيام الماضية.. بالإضافة إلى إعدام الصحافي الأميركي وغزوة عرسال وما رافقها.. ثم بدأت عملية التوليد السياسي من خلال هذه الأحداث الأليمة.. إقليمياً ودولياً ومحلياً.. وكلّها محاولات تندرج تحت فن إعادة إنتاج الذات دون مراجعة الأخطاء والعثرات والشواهد والأحداث التي قدّمت لما نراه الآن.. من خروج على القواعد والأعراف والإستخدامات الفئوية للدولة ومؤسساتها والإنهيارات الإقتصادية والصناعية والسياحية والإعلامية والأمنية والأخلاقية..

كانت سنوات عشرة عجاف وصعبة وكلّها مقدّمات لما رأيناه وما قد نراه.. لأنّنا في بداية النهاية للأهوال والتي ستكون الأشد هولاً قبل أن تستقر المنطقة على تحدّياتها الجديدة عبر الدولة الوطنية.. فطائرات الإستطلاع تملأ الأجواء.. والإستعدادات للتّحالف الاقليمي الدولي تَسير بسرعة كبيرة وهي تشبه ما قبل أفغانستان وليس ما قبل العراق.. أي أنّ هناك إجماع دولي على خطورة هذه المواجهات والتي تسبّبت فيها السياسات الصغيرة للدول الكبيرة.. وكذلك أهوال غزة ودمارها وضحاياها بمعزل عن النتائج والتسويات والإنتصارات.. فإنّ جنود العدو الاسرائيلي توجّهوا إلى الجبهة الشمالية وأصبحت منطقة الجولان منطقة حربية واحتلّت جبهة النصرة معبر القنيطرة واحتُجِز أفراد من القوات الدولية هناك.. وكلّها تطورات سريعة تقول بأنّ هذه الجبهة الشمالية تسير نحو الإشتعال..

عشية اغتيال الرئيس الحريري كانت الاتجاهات كثيرة.. وجميعها تحاول الإجابة على سؤال واحد.. وهو حقيقة من قتل الرئيس الشهيد.. كانت اتجاهات قوية وحقيقية.. وكان هناك إتّجاه آخر يحاول الدّمج بين حقيقة من اغتال الرئيس الشّهيد وحقيقة لماذا اغتيل الرئيس الحريري.. فأُهمل شريط أبو عدس ولم يقرأ بدقة وعناية لأنّ الغاية منه كانت تجهيل الفاعل.. وهو كذلك إلاّ أنّ مضمونه عميق وحقيقي.. إذ أنّه أُريد منه إظهار المتضرر الأكبر من الحريرية الإنمائية والإعمارية.. أي أنّ ظاهرة الرئيس الحريري كانت العدو الحقيقي للجهة السياسية التي ينتمي إليها أبو عدس.. وأن واضعه كان يعرف جيداً الخطر الذي تشكّله التجربة الحريرية على التّطرف الذي تجسّد بداعش وأخواتها.. وأن المتضرّر الحقيقي من الدولة الحريرية الانمائية هي الدولة الإستبدادية الداعشية.. الدينية وغير الدينية.. وأن حريري لبنان هو نقيض العرب الافغان وامتداداتهم.. وهما اتجاهان معاكسان قدرهما الاصطدام.. فالأوّل يسير نحو الأمام والثاني يسير نحو الوراء.. وهذا ما دفع مؤخّراً الجميع وبدون إستثناء.. محلياً وعربياً واقليمياً ودولياً.. بالاستنجاد بالحريرية الانمائية المتمثّلة بسعد الحريري تحديداً.. لأنه الوحيد الذي تصدّى مبكراً للتطرّف بالاعتدال.. والذي أعطى كلّ شيء ولم يأخذ شيئاً.. أما الآخرون فأخذوا الكثير وأعطونا الكثير من الكلام.. لأنّ محاربة داعش لا تكون بداعس.. أي بالاستبداد أو الاستخفاف بعقول الناس أو بالفساد أو الادعاء أو الاوهام.. بل بالعطاء والإنجاز والصّبر والتحمّل والتسامح وإعادة البناء والسعي لوصل ما انقطع واعادة الإعتبار للدولة الوطنية الإنمائية.. وهذا ما فعله رفيق الحريري.. وهذا ما يريده الآن كلّ الذين يحاولون الاحتماء بالقرار 2170 بعد فوات الأوان وإقامة حكومات حريرية في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان.. حكومات تقوم على الإنجاز وليس الادعاء..

الآن وبعد عشر سنوات على القرار 1559 واغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري نجد لبنان والمنطقة أمام 1559 + 10.. وأبو عدس والحريرية المشرقية!

 

بري في ذكرى تغييب الصدر: الإرهاب ليس مسألة أمنية بل وطنية ولا خوف على لبنان وسيعود ليكون واحة الديموقراطية في الشرق وسيبقى حديقة الحرية

الأحد 31 آب 2014 وطنية - وجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، كلمة الى اللبنانيين في الذكرى 36 لتغييب الإمام السيد موسى الصدر، في حضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان، عائلة الإمام الصدر، قيادة حركة أمل، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، نقيبي الصحافة والمحررين محمد بعلبكي والياس عون، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، وحشد من رؤساء ومديري التحرير ومراسلي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.

وقال بري: "ها نحن كما في كل عام، نأتي الى مواسمك، الى قمح يديك، وعنب عينيك وحواكير تينك وزيتونك، والى مواسم شعبك العظيم المقيم والمغترب. انها حكايتنا معك يا سيدي، حكاية الحنين عن الزمان، حكايتنا التي ابتدأت مع الظلم والحرمان، مع الارهاب والعدوان، حكاية الغربة في الوطن والغربة من الوطن، حكاية التهميش وعدم الاكتراث، حكاية احتكار الضوء في شريط ساحلي ضيق، وحرمان الجنوب والبقاع وعكار والضنية واعالي كسروان وجبيل، وضواحي المدن وحكاية العدوان، حكاية الاجتياحات والمجازر المتنقلة من حانين، الى كفرشوبا وكونين وقانا ويارين وعيتا الشعب وسوق بنت جبيل والخيام".

أضاف "انها حكايتنا منذ عهود الاستعمار والانتداب والاستقلال ومعاناتنا يا وحدنا يا وحدنا. انها حكايات ادهم وصادق والمصري ورفاقهم، حكاية الاستقلال الذي قام على كتفنا، وحكاية الدولة التي قامت على حسابنا دون اي كشف حساب، ووقوعنا بين مطرقة العدوان وسندان الحرمان طيلة عهود، الى ان بدأت مسيرتك على طول الحدود تواسي الجراحات والعذابات بمواجهة ليل الارهاب الرسمي الاسرائيلي اليومي، مبشرا بالمقاومة لردع العدوان على حدود الوطن، والى ان بدأت مسارك مبشرا بالمقاومة على حدود المجتمع في سبيل تحقيق المشاركة والتعايش والحوار والوفاق ورفع الغبن".

وتابع "وكانت يا سيدي ولادة امل على يديك، هذه الحركة الوطنية الشريفة التي اخذت على عاتقها صون كرامة لبنان ورد العدوان الاسرائيلي، وكان شهداؤها محمد سعد وخليل جرادي وبلال فحص وحسن قصير واحمد قصير والشيخ راغب حرب، وكل شهدائها الذين عبروا عن نداء كل طفل وامرأة وكبير ان هبوا للدفاع عن لبنان ومنعوا العدو من ان يدنس ارض وطنهم. انها حكايتنا معك يا سيدي. بل انك انت أنت حكايتنا".

وأردف "لك نحن. لك شهقة فرحنا بأننا ننتمي الى لبنان الوطن النهائي، لك ما نغزله من غربة جذلى في احزاننا على الذين يقعون على الموت من على سرير الغيم ضحايا الطائرات، التي تقلهم من مواقع حرمانهم في الغربة، والذين يقعون صرعى الاغتيالات او الذين يرتفعون شهداء دفاعا عن الوطن وحدوده. لك احرف فلسطين التي تهدل كالحمام واوجاعها الكارثية المنتصرة في غزة، ولك بطولات الفلسطينيين المؤمنين الذين لن تتحرر القدس الا على ايديهم. ولك قلوبنا التي لا تبارحكم حتى في الحلم".

وتوجه إلى اللبنانيين "وبعد...فإنني ايها اللبنانيون، ايتها الاخوات والاخوة الامهات والاباء، أيها الإعلاميون الكرام: اقف على منبر الوفاء للامام الصدر كما دائما كمسؤول امامكم لا عنكم، لاقدم لكم اولا كشف الوقائع المرتبطة بقضية الامام ورفيقيه، ولنرتب معا اولوياتنا الوطنية والعربية:

اولا: في قضية الامام ورفيقيه:

1 - فقد تم تشكيل لجنة متابعة رسمية بقرار من مجلس الوزراء، وهي لم توفر جهدا في اي مكان وعلى اي صعيد، وقد انطلقت هذه اللجنة في عملها من ثوابت وقواعد اهمها:

أ - العمل لتحرير الامام ورفيقيه كي يعودوا الى ارض وطنهم وساحة جهادهم.

ب - ارسل سفير الى ليبيا ليكون بكل وضوح وخصوصا سفير قضية الامام.

ج - لا محل للتطبيع مع ليبيا قبل تعاون الجانب الليبي في هذه القضية وإنهائها.

د - مطالبة الاعلام بالمواكبة الدقيقة والمسؤولة مع كل الحرص على حريته، كما قال الامام: "الحرية لا تصان الا بالحرية"

ه - التأكيد ان هذه القضية لبنانية عربية اسلامية انسانية شريفة ومقدسة، ولذا فإن الوسائل المعتمدة في متابعتها هي دائما شرعية وقانونية، ولا محل هنا للمساومات والمآرب الخاصة، ولا للتورط في الصراعات والحسابات الفئوية، لا سيما ان الامام مفكر وحدوي وشخصية عالمية وقضيته قضية حق.

2 - لقد زارت اللجنة ليبيا مرارا بعد سقوط الطاغية حتى في احلك الظروف، كما زارت دولا اخرى عديدة حيث تمت مقابلة شخصيات تملك معلومات عن القضية. لقد كانت المتابعات تحصل ساعة بساعة بمواكبة مني شخصيا، وبتنسيق تام مع عائلة الامام الصدر، ولكن لا بد من لفت العناية الى اننا نتعامل غالبا من دولة الى دولة، لأننا رأينا في ذلك فائدة اكبر للقضية، كما ان الاستماع الى اشخاص مقيمين في تلك الدول، لا يتم الا وفق خيارات لا تتيح اجراء تحقيق بكل ما في الكلمة من معنى.

3 - اننا وبعد جهود مضنية على مدار عامين كاملين، اوفدت مع الوفد الرسمي موفدا خاصا الى رئيس مؤتمر العام الليبي، وتم توقيع مذكرة تفاهم اثر ذلك بين الدولتين اللبنانية والليبية بخصوص هذه القضية واهم ما تضمنته المذكرة:

أ - اعتراف الجانب الليبي رسميا، بحصول جريمة الخطف في ليبيا من قبل نظام معمر القذافي، وبالتالي الإدعاء بأنه سافر الى ايطاليا هو محص افتراء.

ب - الاقرار بحق المنسق القضائي اللبناني حضور التحقيقات وتقديم الاقتراحات والحصول على المعلومات والمستندات ذات الصلة.

ج - تعهد الجانب الليبي بفتح ابواب التعاون في هذه القضية بشكل اكثر جدية وفعالية، واتخاذ كل الاجراءات في التحقيقات والتفتيش عن اماكن احتجاز محتملة، وتسريع الخطى لأن عامل الوقت ثمين جدا في قضايا الاخفاء القسري".

وقال: "لكن وللاسف، فما ان تم توقيع المذكرة في الحادي عشر من اذار 2014، حتى انهارت الاوضاع في ليبيا، وهكذا كان لا بد من وضع خطة للبقاء على اهبة الاستعداد وترقب الامور واقتناص الفرص للمتابعة والعمل. كما اننا درسنا، ونطبق خططا بديلة، ولا يمكن لنا ان نقف مكتوفي الايدي حيال هذه القضية المقدسة لدى كل انسان حر".

أضاف "اما على الصعيد القضائي الوطني، فإن القضية لا تزال قيد النظر في شق منها امام المجلس العدلي، وهو اعلى محكمة في لبنان، ويتألف من خمسة من كبار القضاة المشهود لهم بالكفاءة والمناقبية برئاسة رئيس مجلس القضاء الاعلى. كما تم تقديم ادعاء شخصي بوجه مدعى عليهم جدد من كبار واهم اركان نظام معمر القذافي مع الادلة التي تدينهم امام المحقق العدلي، الذي عين مؤخرا بعد مرض ووفاة القاضي الشجاع المرحوم سميح الحاج".

وتابع "ويهمني لفت عناية جميع المعنيين، انه في قضية الاختطاف يتم التركيز على التحقيقات الجديدة امام المحقق العدلي، أما اثبات وفاة معمر القذافي فليس له اي فائدة او معنى، اللهم الا للسير في مطالب لا تليق بالقضية".

ونوه ب"عائلة الامام، التي حرصا منها على اضفاء الطابع السامي على القضية لم تطالب بتعويض الا بتعويض رمزي مقداره ليرة لبنانية واحدة، فأهل المخطوف عادة يطالبون الخاطف بتحريره اولا، دون الالتفات الى مطالب اخرى تحت حجة الضغط وما شابه ذلك".

ووجه التحية "للاعلام اللبناني، وللجمهورية الاسلامية الايرانية التي تتابع هذه القضية بذات الروحية التي تتابع فيها كل قضية وطنية واسلامية رائدة"، كما وجه التحية أيضا "لأخي الكبير سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي سيفتتح بعد أربعة أيام في الرابع من أيلول فرع الجامعة الإسلامية في كلياتها المتعددة في بعلبك باسم الإمام موسى الصدر، وكنا قد وضعنا حجر اساسها منذ أعوام"، مغتنما "الفرصة في هذا المجال لأوجه التحية والتقدير الى فريق وكلاء الادعاء الشخصي عن عائلة الامام، الذي يضم خيرة محامين من مختلف المشارب".

وأكد أنه "منذ ان حملنا الامانة وتولينا المسؤولية في قيادة حركة امل، ومن ثم رئاسة المجلس النيابي، لم نتوان عن متابعة هذه القضية بمختلف الوسائل السياسية والقضائية والدبلوماسية والاعلامية والامنية والدولية والاهلية، وكنا لا نترك مناسبة دون اثارة القضية في اي محفل، ولم ندخر وسيلة للضغط على معمر القذافي حتى لقي حتفه على يد شعبه المقهور. ومع ليبيا الثورة لم يكن لنا هم الا الامام وقضيته وما زلنا على العهد"، معاهدا "ربي اشهد اننا سنبقى كموج البحر لا يهدأ لنا بال ولن ننام ملء جفوننا حتى تحقيق هذا العهد".

ثانيا: على الصعيد الوطني:

قال: "إننا في حركة أمل نرى ان انجاز الاستحقاق الرئاسي سيبقى يحتل موقع الاولوية، لأن الدولة لا يمكن لها السير دون رأس، ولأن ثقة المواطن بالدولة وثقة العالم بلبنان ستبقى مهتزة اذا استمر العجز عن انجاز انتخابات الرئاسة. ونحن نرى كما رأى الامام الصدر في ايار عام 1976 ان فصلا" جديدا" من حياة الوطن والمواطن يبدأ مع انتخاب رئيس للجمهورية يمكنه ان يكون الخيط الابيض من فجر الامل وبداية النهاية من ليلتنا الظالمة المظلمة".

أضاف "ان اتمام انتخابات الرئاسة امر سيعبر عن قوة وحدتنا، ورسوخ نظامنا وسيفتح الباب لانجاز مختلف الاستحقاقات، التي تدق على الابواب، ومنها الانتخابات النيابية، مما يعيد الى لبنان بهاء نظامه البرلماني الديموقراطي، ويطلق عملية سياسية نحن احوج اليها لمواجهة استحقاقات وتهديدات الارهاب العابر للحدود والدول، وهي تهديدات طرقت ابوابنا وشعرنا بها طورا على شكل ازمة نازحين، وتارة على شكل معتقلين وتفجيرات واجتياحات كما حدث لعرسال، وجولات لحروب صغيرة كتلك التي شهدتها طرابلس وصيدا".

ورأى أنه "آن الاوان لكي نهب جميعا لتوحيد الصفوف ونضع حدا لكل صراع وشقاق، ونثبت اننا اقوى من الفتن، ونحفظ بلدنا انموذجا لتلاقي الحضارات، وصيغة العيش المشترك في هذه القرية الكونية، ونثبت امكانية حفظ التنوع في الوحدة، ونؤكد ان السير في مشروع المواطنة هو الذي يؤسس لاكثرية وطنية واحدة".

واعتبر ان "الوحدة الوطنية الآن، وفي كل آن تشكل ضرورة وطنية في سبيل مواجهة الارهاب كما كانت سلاحنا الامضى بمواجهة العدوان الاسرائيلي عام 2006. وان مواجهة الارهاب ليست مسألة امنية او عسكرية فقط، انها مسألة تفكيرية تثقيفية وطنية تحتاج الى تعبئة وطنية والى ثقافة وطنية راسخة، والى تحصين البيئة الوطنية بمواجهة فكر التكفير والتعصب. وان التصدي للارهاب التكفيري ليس مسؤولية السنة في لبنان، كما ان التصدي للعدوان الاسرائيلي ليس مسؤولية الشيعة، والتصدي لتهجير الاقليات ليست مسؤولية المسيحيين. ان التصدي للارهاب والعدوان والتهجير هو مسؤولية وطنية مشتركة تعبر عنه الدولة الواحدة، ومن الضرورة بمكان ان يكون مسؤولية عربية ودولية مشتركة".

وقال: "إنني هنا أوجه عناية الجميع إلى السكوت إلى حد الخرس الذي جرى عن تطور حركة الارهاب لتصبح تشكيلات منظمة وتجتاح أراضي بحجم دول، وتصل إلى حد تهديد جميع كيانات المنطقة وتتحول إلى تهديد عابر لكل الحدود وتصدر المخاوف منها الى كل العالم".

وبعدما سأل: "كيف؟"، أردف: "ان الصمت المريب والتأخر في اتخاذ القرار الدولي الأخير 2170 الذي قصد تجفيف بعض منابع الارهاب المادية والبشرية، لكن بخفر وبدون أسنان وكذلك عدم اتخاذ مواقف دولية حازمة هو السبب الذي ادى وسيؤدي الى حصول ما حصل من كوارث ومصائب.

ان الجيوش الاجنبية التي تنضم إلى عناوين الارهاب في غير موقع وبلد عربي، باتت تهدد الآن أمن غير بلد عربي منها لبنان وبلدان الخليج والأردن، وطبعا وأساسا سوريا وتستدعي ضبط حركة المسلحين والسلاح عبر المطارات والدول".

ورأى أن "المطلوب دوليا ليس مواجهة مجزأة للارهاب واتخاذ قرارات لدعم جغرافية اقاليم عرقية او طائفية او مذهبية أو حتى قومية. ان المطلوب قرارات بدعم سيادة الدول ووحدة اراضيها ومؤسساتها وشعوبها وتكويناتها لتأكيد انحياز العالم الى نظام المنطقة".

أما المطلوب وطنيا فهو "تأكيد الاستثمار على زيادة قوة الردع الوطنية التي تميز الجيش اللبناني، وزيادة عديده وتحديث عتاده وانجاز ايصال المعدات المطلوبة للجيش من فرنسا بموجب المكرمة السعودية الأولى، وتوظيف المكرمة الثانية وبالسرعة المطلوبة، والانتباه إلى ضرورة تنويع مصادر الأسلحة خصوصا وان دولا عديدة عرضت ولا تزال تعرض تقديم سلاح حديث للجيش".

أضاف: "إن ما يحدث في العراق أو سورية او اليمن او ليبيا او تونس وما يتهدد دائما الشقيقة الكبرى مصر، أمر يعني لبنان، لأن لبنان هو مرآة الشرق، وما يحدث في انحاء الامة انما يصيب مقتلا فيه، فكيف اذا كان الامر هو التعدي على المسيحيين واستباحة مدنهم وسلبهم وتهجيرهم كما حدث في العراق مؤخرا".

وشدد على "ان لبنان يجب ان يكون محامي التعايش الذي شكل عنوانا لهذا الشرق العربي العظيم، ويجب ان لا نألو جهدا في قرع الأجراس وتنبيه العالم إلى خطورة العدوان التكفيري على حق الحياة وحق السكن لمجموعات شكلت منذ فجر التاريخ جزءا هاما من تاريخ المنطقة".

تابع: "لقد سار مجلس النواب اللبناني منذ جلسته المنعقدة بتاريخ 19 آب، خطوات بإتجاه ادانة العدوان الارهابي الاسرائيلي على غزة والعدوان الارهابي التكفيري على الموصل ومنطقتها والمحاولة المستمرة لتفريغها من المسيحيين، وعقدت لجنة حقوق الانسان النيابية اجتماعا مع منظمات حقوق الانسان اللبنانية والفلسطينية واتخذت التوصيات المناسبة، كما قامت بمراسلة لجان حقوق الانسان في مختلف المنظمات الدولية والاسلامية والقارية والجهوية واللغوية".

واستطرد قائلا: "وأؤكد من على منبر الامام الصدر الذي في لحظة حرجة من لحظات الحرب الأهلية اللبنانية قد افتدى القاع ودير الأحمر بنفسه ومنع الاعتداء عليهما، اؤكد انحيازنا في حركة أمل إلى المقررات التي اتخذها أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الشرقية في اجتماعهم الذي انعقد في الديمان بتاريخ السابع من آب 2014 وبالأمس القريب في 27 آب في بكركي، ودعوتهم الى مكافحة آفة التطرف الديني والمذهبي، باعتبار التطرف داء يهدد منطقة الشرق بكل مكوناته، ونضم جهودنا إلى المساعي التي تدعو المسلمين والمسيحيين ومراجعهم جميعا لتجنيب منطقتنا هذه الويلات بنشر الوعي في العقول والضمائر حول خطر التطرف والتعصب، والدعوة الى التزام أصول الدين وجوهره بعيدا عن كل استغلال له من أجل مآرب شخصية وتحقيق مصالح اقليمية ودولية.

إننا في حركة أمل نؤكد على نهجنا الثابت الذي رسمه الامام القائد السيد موسى الصدر، في اعتبار ان الطائفية هي سياسة وليست دينا، والطوائف هي الدين".

وقال: "انني دائما، وكما الامام الصدر، استدعي ان تكون عيوننا مفتوحة بإتجاه الجنوب وان تتوحد على ان اسرائيل هي التي تمثل التهديد الوجودي للبنان، وان لبنان التعايش بالنسبة لها يمثل نقيضها العنصري وانه كان ولازال يمثل منافسها المصرفي والسياحي والتجاري في نظام المنطقة، وهي بهذه الصفات إضافة الى حروبها ضد لبنان تمثل الشر المطلق، وهو الأمر الذي يستدعي ان نتوحد على ان من كانت اسرائيل عدوه فهو عدو كاف، وان نأخذ بعين الاعتبار ان أي عدوان اسرائيلي سيضعف لبنان وليس فئة او جهة في لبنان".

وذكر بأنه "في الحوار عام 2006، اتفقنا على أشياء عديدة ولكن لم نتوصل الى استراتيجية دفاعية واحدة، لماذا؟ كلمة مختصرة: بسبب عدم الشعور الواحد آنذاك ازاء الخطر الإسرائيلي وكيفية التصدي له، هل بالديبلوماسية أم بالمقاومة؟ واليوم بعد ان اصبحت كل حدود الوطن مهددة جنوبا وبحرا من اسرائيل، وبقية الحدود من الارهاب التكفيري، أصبح الاتفاق على استراتيجية دفاعية وتعميم المقاومة إلى جانب الجيش في كل اتجاه، امرا وطنيا لازما بل ضرورة وطنية بديهية. ألا يكفي ما يحيط بنا لكي نتوحد؟ وهل نبقى موحدين ونحن نذهب إلى تقسيم المقسم؟".

وأردف: "وعلى الصعيد الوطني كذلك، لقد آن الاوان من أجل ضخ الحياة في مشروع الدولة والعبور فعليا إلى الدولة ورسم خريطة طريق إلى ذلك يلتزم خلالها الجميع بتنفيذ كامل لاتفاق الطائف بشقيه الدستوري والاصلاحي لا التلاعب استنسابيا بتنفيذه".

وشدد على "ان العبور الى الدولة يستدعي التزام الجميع بالدستور ووقف سياسة تعطيل مؤسسات الدولة لحساب او على حساب مؤسسة أخرى جرى فيها شغور او استقالة، لأن الواقع الراهن يعبر عن اننا وبدلا من سد العطل دستوريا نمارس التعطيل عضويا، "إذا واحد وجعو راسو منقطعلو ايديه ورجليه؟"، ولعل المثل البارز ما حصل بالنسبة الى سلسلة الرتب والرواتب.

إنني لا اريد شرح مسيرة هذه السلسلة منذ الحكومة السابقة إلى اليوم في مجلس النواب، والمباحثات التي جرت والتي لم تترك بابا الا وطرقته ولم تترك امرا إلا وبحثته، وقد توصلنا الى تفاهمات كثيرة بشأنها وانجزنا اقرار العديد من مواد قانونها بإنتظار استكمال اقرارها، الا ان الامر توقف عند فيتو لا نعرف أسبابه سوى اننا لمسنا انه بقصد تعطيل دور المجلس التشريعي كما في كل مرة ولأسباب ليست دستورية".

وتابع: "إنني في كل الحالات، وكما كنت على الدوام أؤكد لكم ثبات ورسوخ استقرار النظامين الأمني والنقدي رغم بعض الاهتزازات، وأقول للجميع رغم كل ذلك لا خوف على هذا البلد. لبنان أكبر من كل أمر يدبر في ليل. لبنان سيعود ليكون واحة الديموقراطية في هذا الشرق وسيبقى حديقة الحرية".

وقال: "حذرت وما زلت أحذر، من ان ما يوصف بالفوضى البناءة التي تضرب منطقتنا، ستؤدي الى تقسيم المقسم وجعل الكيانات الراهنة فيدراليات وكونفدراليات. ان المانع الرئيسي أمام قيام اسرائيليات جديدة وأمام تشكيل "الدولة الداعشية" ككيان أمر واقع هو انطلاق العملية السياسية بعد انجاز كل الاستحقاقات في العراق".

أضاف: "لقد انطلقت التجزئة أصلا من انقسام الموقف الفلسطيني ومن قيام سلطة في الضفة وسلطة في غزة، ورهاني اليوم هو على وحدة الموقف الفلسطيني الذي عاد بأبهى صوره خلال مواجهات غزة وخلال مفاوضات القاهرة. ان ضعف القوة التي اثبتها العدوان الاسرائيلي على غزة، يجب ان يؤدي بنا جميعا الى العودة الى مشروع فلسطين والى الاصطفاف خلف هذه القضية المركزية، والى تأكيد انحيازنا جميعا الى الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وتقرير مصيره وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

ورأى ان "كبح الارهاب التكفيري كما العدوانية الاسرائيلية، يعتمد على وحدة الموقف والادوار في اطار برنامج عربي لمواجهة هذا الارهاب. لقد آن الاوان لاعتراف الجميع ان الحل السياسي هو السبيل لحل المسألة السورية واليمنية والليبية ومنع وقوع تونس ضحية العنف، وانه لا بد من عمل عربي موحد واستراتيجية عربية موحدة لمواجهة الارهاب، وان هذه المواجهة ليست أمنية وعسكرية فحسب، بل هي ثقافية وتستدعي دور المرجعيات الاسلامية لنشر مبادىء الدين الحنيف والتصدي لتشويه الدين".

وختم بالقول: "أخيرا لك الوعد والعهد يا سيدي الامام الصدر ورفيقيك فضيلة الشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدر الدين، ان نواصل مسيرتنا لتحريرك من الظلم وظلام النظام الذي تهاوى، وان نواصل الالتزام بخطك ونهجك وصولا إلى استقرار لبنان والدولة في لبنان وازدهار الانسان في لبنان.

عشتم، عاش الامام الصدر، عاش لبنان".

 

واشنطن تريد استبعاد دمشق وطهران من التحالف ضد “داعش” وإعطاء الرياض وعمان دوراً أكبر

مخاوف من استخدام النظام الإيراني الحرب على التنظيم كذريعة لتقوية شوكة الأسد وقواته وتزويده بأسلحة

بغداد – من باسل محمد: السياسة/ في إطار التحرك لإنشاء تحالف دولي لمواجهة خطر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش), تتجه بعض المؤشرات الى بلورة تحالفات إقليمية جديدة ربما تكون بديلاً عن التحالفات السابقة, سيما الذي كان يربط بغداد بدمشق وطهران. وكشف قيادي بارز في “المجلس الأعلى الإسلامي” برئاسة الزعيم الشيعي عمار الحكيم ل¯”السياسة”, ان الولايات المتحدة عرضت اقامة تعاون ستراتيجي عسكري يضم الأردن والعراق والمملكة العربية السعودية, لمواجهة خطر “داعش” في الفترة القريبة المقبلة. وقال القيادي العراقي الشيعي إن الإدارة الاميركية تسعى الى استقطاب الحكومة العراقية الى تحالفات اقليمية جديدة في ضوء تحديات الحرب على “داعش” لتكون بديلاً عن التعاون العسكري والأمني العراقي – الايراني – السوري الذي ميز عهد حكم رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي. وأضاف أن “التحالف الوطني” الشيعي ورئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي, يواجهان وضعاً حرجاً في التعامل مع التحالفات الجديدة, خاصة أن القضاء على “داعش” أصبح أولوية في البرنامج الوزاري لحكومة العبادي المرتقبة, وبالتالي إذا كان هذا التحالف مع عمان والرياض سيؤدي الى تحقيق نصر سريع وحاسم على الخطر الإرهابي, فسيكون مفيداً للغاية غير أن الابتعاد عن التحالف أو التعاون مع النظامين الإيراني والسوري ربما سيجلب بعض المشكلات السياسية لبغداد. ورأى القيادي في مجلس الحكيم أن واشنطن لديها شكوك قوية بشأن التعاون مع نظامي سورية وايران بشأن الحرب على “داعش” رغم التصريحات الاميركية المعلنة التي شجعت على مشاركة طهران, إلا أنه في الواقع لا يوجد ما يثبت أن الولايات المتحدة متحمسة لدور ايراني للقضاء على التنظيم المتطرف, لأن هذا الدور سيكون بالتنسيق مع نظام بشار الأسد, ومن أجل مصلحته, وبالتالي برزت بعض المعطيات التي تفيد بأن إيران تريد القضاء على “داعش”, من أجل تقوية قوات الأسد على الأرض, وهو الهدف الذي لا يتفق مع الهدف الأميركي, وهو أن واشنطن تريد تقوية المعارضة السورية المعتدلة لا نظام الأسد, كما أن واشنطن ووحلفاءها الغربيين يخشون من أن تستغل طهران الدعوات الغربية للمشاركة في الحرب ضد “داعش” لتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لنظام الأسد, وبالتالي يوجد قلق غربي من تفسير القيادة الايرانية هذه الدعوات على أنها ضوء أخضر لتدخلها في الوضعين العراقي والسوري. وبحسب معلومات القيادي في المجلس الأعلى, فإن عواصم اقليمية مهمة طلبت من الغرب مراجعة موقفه من مشاركة ايران في أي جهد دولي لمحاربة “داعش”, لأن هذه العواصم تعتقد أن نتيجة الدور الايراني في هذا الجهد لن يصب في مصلحة القضاء على هذا التنظيم, ويمكن أن تستفيد الجماعات المتطرفة لكسب المزيد من المؤيدين اذا شارك النظام الايراني بصورة فعالة ومباشرة في أي عمل عسكري ضد التنظيم المتطرف, لاعتبارات عدة. وكشف أن واشنطن تفكر في أن يكون للقوات البرية الأردنية في مرحلة لاحقة من الحرب ضد “داعش” دور في مناطق الحدود داخل الاراضي العراقية وبالتحديد في مناطق داخل محافظة الأنبار, كما أن السعودية يمكنها ان تشن غارات جوية على مواقع التنظيم في مناطق الحدود العراقية – السورية. ورأى القيادي العراقي الشيعي أن الحرب على “داعش” في المنطقة, ربما تؤدي الى تقارب عراقي مع العالم العربي أكثر من الفترة السابقة, وربما يكون ذلك تطوراً مقلقاً للنظام الإيراني, غير أنه من الصعب على القيادة الايرانية أن تقبل بأن تكون خارج أي دور في محاربة الإرهاب, كما أنها تدرك أن نفوذها سيكون في خطر في سورية والعراق اذا قبلت بتنحيتها جانباً في هذه الحرب التي تحاول الولايات المتحدة أن تفرز من خلالها تحالفاً عالمياً. وانتقد القيادي المقرب من الحكيم, الموقف الغربي على اعتبار أن الدعم العسكري من غارات وتسليح, يقتصر على قوات البشمركة الكردية ومناطق كردستان العراق, فيما تقوم بدعم قوات الجيش العراقي روسيا وايران, وهذا معناه بشكل صريح وواضح أن “الغرب لا يريد ان يتعاون مع ايران في محاربة “داعش” ولا يستسيغ مشاركة موسكو في هذه الحرب”. –

 

سنة على تفجيري المسجدين في طرابلس...والرافعي لموقعنا: المستهدف هي طرابلس بسبب دعمها الثورة السورية

موقع 14 آذار/سلام حرب

مرّت الذكرى السنوية الأولى لتفجيري مسجديّ التقوى والسلام بصمت وبجرح لم يبرد ولم يلتئم. ففي 23 تموز من العام 2013، هزّ تفجيران مروعان مدينة طرابلس وشكلا صدمة للبنانيين من حيث الحجم والاستهداف، فعادت الى اذهان البعض صورُ الحربِ التي حاول المواطنون تناسيها منذ أكثر من عقدين من الزمن، فيما الأيادي القادمة من خلف الحدود تأبى إلا تذكيراً بها. المشاهد المروعة التي نقلتها الصور في حينه من جثث مقطعة وأخرى محروقة كان أقصى درجات الترويع ولكن المكان المستهدف في عاصمة الشمال والتوقيت للجريمة، كانا يحملان الدلالات الكبرى: مسجدي السلام والتقوى خلال وقت صلاة الجمعة كانا في دائرة الانفجارين الأساسيين حيث الاكتظاظ كان في اوجه. وتكتمل الصورة حين يكون خطيبا المسجد هما: الشيخ سالم الرافعي (رئيس هيئة علماء المسلمين في حينه وعضو الهيئة حالياً) والشيخ بلال بارودي (عضو الهيئة). الاتهامات الاولى كانت في محلها مع بصمات النظام السوري على المجزرة التي أسقطت 55 شهيداً ومثلهم على 10 أضعاف من المشوهين والجرحى الذي كان كل ذنبهم أنهم قصدوا صلاة الجمعة. أذناب النظام السوري من آل عيد وجهت اليهم التهم القضائية وبشكل مباشر وإن كانت لم تنفذ بحقهم بلاغات التوقيف لأسباب باتت معروفة مناه ما هو اقليمي ومنها وما هو قائم على المحسوبيات الطائفية. الشيخ سالم الرافعي أشار في حديث له الى موقع 14 آذار الالكتروني "أنّ المستهدف الحقيقي من وراء التفجيرين المروعين لم يكونا الشيخين الخطيبين فحسب بل كان المستهدف هي مدينة طرابلس ككل، بشيبها وشبابها وأطفالها، وبامتدادتها على خلفية دعمها الثورة السورية. لم نكن لنتخيّل أنّ النظام السوري كان ليجروء على اتهداف المصلين في صلاتهم على هذا الشكل انتقاماً لدعمهم لثورة سوريا، ولكننا اكتشفنا أنّ ظلم هذا النظام لا يبدو أن له حدوداً، خصوصاً بعد أن اعتاد قصف شعبه بالبراميل المتفجرة والمفخخات الثقسلة وصولاً الى ضرب ابنائه بالسلاح الكيماوي في عدة مناطق. والغريب أنّ الغرب تفكّر بالتعاون معه بالرغم من كل ذلك!"

وعن المتهمين في التفجيرين الذين تمّ تداول أسمائهم وتسطير مذكرات التوقيف بحقهم، أجاب الرافعي "نشكر أولاً الأجهزة الأمنية التي كشفت من كان وراء هذه الجريمة المزدوجة وأعلنت عن أسمائهم بوقت ليس بالطويل. ثانياً، قد يقول البعض ليتهم لم يعلنوا عن الأسماء لأنها ستكون حسرة في قلوب أولياء الضحايا بسبب عدم القدرة على محاسبة المجرمين لأسباب أقليمية. لذلك أدعو القضاء الى اتمام عمله وإنجاز المهمة التي اتخذها على عاتقه لجهة توقيف ومحاسبة المتورطين، لا أن يغض الطرف عن الظلمة والقتلة والمجرمين الكبار في حين قد يحاسب من يركب دراجة نارية من دون رخصة!"وعرّج الشيخ الرافعي على الوضع في طرابلس قائلاً " كل هذا الظلم وعدم احقاق العدل يولد شعوراً بالغبن في الوسط الطرابلسي. وضعنا مرتبط بالوضع الإقليمي بشكل عام ولا يمكن الفصل بين الإثنين. لبنان اعتاد التأثر بالجوار خصوصاً في ظل تدخل من جهة حزب الله بشكل مباشر وسافر في سوريا، ما يجرنا جميعاً الى وسط أتون لا نريده ولا نرغب به".

 

البيان الختامي للقاء سيدة الجبل: حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات ولا تمييز بين إرهاب وآخر

وكالات/31 آب/14

اعلن البيان الختامي للخلوة العاشرة للقاء سيدة الجبل، الذي القاه منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد، ان المشاركين اتفقوا على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم، وذلك على الأسس التالية:

أولاً- لا تمييز بين إرهاب وإرهاب.

وهذا موقف أخلاقي قاطع. لا يمكن أن نشعر بالإشمئزاز من جرائم “داعش” ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتّم عليها. إن إدانة إرهاب “داعش” يستدعي أخلاقياً ومنطقياً أن ندين الإرهاب الذي يمارس بحق الشعب في سوريا، والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة. الإرهاب مرفوضٌ أياً كان مصدره. وليس هناك مجرم يتمتع بامتياز يخوّله أن يرتكب المجازر دون أن يتحمّل اللوم ودون أن توجّه إليه أصابع الإتهام.

ثانياً- الإرهاب يطال الجميع.

 الأقليات كما الأكثرية. صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد “داعش”، إلا أن معظم ضحايا “داعش” هم من المسلمين. ومن يتعرّض للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليست الأقليات وإنما الأكثرية. كما أنه ليس هناك ضحية قيمتها أكبر من ضحية أخرى.

ثالثاً- حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات.

وهو تحالف يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الأغلبية المسلمة. إن ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدّة، تحت شعار تحالف الأقليات، يشوّه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديموقراطية، ويحوّله إلى شريك في التسلّط الذي يمارسه نظام متهاوٍ لن يطول به المقام، ويُلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وقد بدأ بالأفول.

رابعاً- ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين.

بل حلّ شامل لكل مشاكل المنطقة. وللمسيحيين دورٌ فاعلٌ فيه. الحل بالنسبة للمسيحيين، هو في العمل جنباً إلى جنب مع المسلمين من أجل عالمٍ عربي متنوّر، ديموقراطي وتعددي.

خامساً- تعميم التجربة اللبنانية.

إن التجربة اللبنانية في العيش معاً يُمكن أن تُقدّم للمجتمعات العربية التعددية نموذجاً يُحتذى به. كما أن لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يُصبح مصدر إلهام لعالمٍ عربي متجدد. إن حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجّب تعميمها على العالم العربي.

 

النص الكامل لكلمة السنيورة عن "اللبننة" في خلوة سيدة الجبل:أنتم المجتمعون في الأشرفية أقرب إلي ممن يرفع راية ولاية الفقيه او الخليفة

في كلمة له جالت على إشكاليات التطرف والإستبداد في عالمنا العربي، كما على مشاكل لبنان الراهنة، في مقاربة استحوذت على اهتمام المراقبين، أكد رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة أن الإرهاب بشتى أشكاله وأسمائه من طينة واحدة ولا مفاضلة بين بعضه بعضا وهو يستهدف بشروطه الجميع ، وابدى تخوفه من ان يمتد لهيب النيران في المنطقة الى لبنان مشددا على تجنيب الوطن الويلات. وقال في خلوة "لقاء سيدة الجبل" السنوية في فندق "لوغبريال": "أنا المسلم اللبناني العروبي لا أجد أي قاسم مشترك مع من يتخذون من الاسلام شعارا يرتكبون تحت لوائه جرائمهم البشعة"،وأضاف متوجها للمجتمعين: "أنتم أقرب إلي من راية ولاية الفقيه وراية الخلافة في الموصل والرقة". وفي الملف الرئاسي ، أكد السنيورة أنهم لا يؤمنون برئيس جمهورية ينحاز للمحاور بل برئيس ينحاز لاعلان بعبدا ،وقال:"ونمد ايدينا على اساس الحوار مع شركائنا للتفاهم بخصوص الرئيس .". واضاف: "نعم للعيش المشترك بين اللبنانيين ونعم لاحترام الجيش والقانون في لبنان ولا سلطة لسلاح خارج عن سلطة الدولة ولدعم المؤسسات الأمنية".

 

 النص الكامل لكلمة السنيورة عن "اللبننة" في خلوة سيدة الجبل

أنتم المجتمعون في الأشرفية أقرب إلي ممن يرفع راية ولاية الفقيه او الخليفة

السادة الكرام،ايها اللبنانيون،

تنعقد اليوم خلوتكم العاشرة في ظروف بالغةِ الصعوبة والخطورة، اذ إن الاحداث والتطورات الجارية في المنطقة من حولنا تكاد توازي في اهميتها تلك الاحداث الهامة التي عصفت في المنطقة قبل نحو قرن من الان، ومنها نشوب الحرب العالمية الاولى وتفكك السلطنة العثمانية وما تلاها من تبدَّلٍ في الموازين والخرائط السياسية في المنطقة. ومن ضمنها قيام دولة لبنان الكبير، وبعدها الأحداث العاصفة في المنطقة والعالم خلال الحرب العالمية الثانية وما تلاها.

وفي خضم هذا القلق الشديد الذي يعصف بنا ونحن نتابع المتغيرات والحرائق المندلعة من حولنا وهي تلفح بلدنا بلهيبها وتطبعه بتأثيراتها وتداعياتها يستبد بنا الخوف. إنها متغيراتٌ ما وَقَعَ في هَوْلِها شيءٌ يضاهيها في تأثيراته علينا، منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948. خوفُنا، كلُّ خوفِنا، ان يمتد لهيب تلك النيران الى بلدنا. همُّنا، كلُّ همِّنا يتركز في ما ينبغي علينا أن نقوم به لِنُجنِّب وطننا الويلات والشرور، وأن نتمكّن من لعب دورنا بقدر ما نستطيع من أجل التأثير إيجاباً في مجرى الاحداث فيما خصّ بلدنا وكذلك فيما خصَّ المنطقة العربية من حولنا. السادة الكرام، مع بداية القرن الماضي انقسم اللبنانيون بين الخيارات، فكان بعضهم يميل الى العزلة والانغلاق، ومال بعض المسيحيين الى فكرة الوطن الصغير فيما عارض تلك التوجهات كثير من المسيحيين والمسلمين. ولقد طالب البعض برفض صيغة لبنان الكبير، بينما تمسك بعضهم الآخر بالوحدة او الاندماج مع سوريا. وقد حصلت تطورات كبيرة آنذاك آثر فيها مسيحيون ومسلمون عقلاء ومتبصرون صيغة لبنان الكبير بما عنته من فرادة وقيم سامية وحضارية ودور فاعل ومؤثر في المنطقة والعالم العربي. ولقد تجاوز بعدها المسلمون، وعلى مدى عقود عديدة وفي ضوء تجارب متنامية محلية وإقليمية ودولية مؤثرة كان اتفاق الطائف في ذروتها، تحفظات عديدة وأصبح لبنان بالنسبة لهم كما لجميع اللبنانيين وطناً نهائياً متآلفاً وفاعلاً في محيطه العربي. لكننا اليوم ومع بداية القرن الواحد والعشرين تعود لدى البعض معركة الخيارات بين اللبنانيين للاحتدام، والسؤال المطروح لدى هذا البعض مجدداً الآن هو أي لبنان نريد؟ هل نريد لبنان وطناً نهائياً لجميع ابنائه متآلفاً مع محيطه العربي، وطناً سيداً حراً مستقلاً، أساسُهُ التضامن الوطني والعيشُ المشترك والواحد بين المسلمين والمسيحيين. لبنان القائم على حيوية التنوع وفضيلة احترام الآخر والحريات الخاصة والعامة وميزات النظام الديمقراطي والدولة المدنية والتداول السلمي للسلطة. أم نريده أن يصبح جزءا من مشاريع إقليمية منها امبراطوري يتوسل المذهبية لتمرير المشاريع العابرة للحدود غير المتآلفة مع مصالح اللبنانيين والتي تستقوي بالسلاح غير الشرعي وتجاوز القانون وتعمل على تحويل لبنان إلى صندوقة بريد أو ساحة لتبادل الرسائل للضغط على الآخرين ولممارسة التسلط والكيل بمكيالين؟

هل نريد لبنان ان يكون نموذجاً لثقافة الحياة والتسامح والمواطنة والابداع والمبادرة والانجاز، ام نموذجاً لثقافة الموت وتصدير الثورات وزعزعة الاستقرار.

هل نريد لبنان شوكةً في خاصرة محيطه أم منارةً على شاطئ المتوسط للعيش المشترك والثقافة والتنوع والحرية والقبول بالآخر؟

هل نريد شباب لبنان طلائع متقدمة ونخباً متنورة خلاقة ومتألقة في بلدهم وفي محيطهم العربي والدولي. أم عناصر مسلحة تمارس الاغتيالات وحرب العصابات من القصير إلى القلمون وأحياء دمشق وحلب وحارات بغداد والموصل وفي انحاء أخرى ما يتخطى هذه المناطق تحركهم قوى الاستبداد والظلم والطغيان، وهي التي في عملها هذا تحول لبنان إلى ساحة للتقاتل وتستجلب قوى الشر والارهاب إلى هذه الساحة. هل نريد لأجيال لبنان الجديدة أن تكونَ على مثال جبران خليل جبران وامين المعلوف وشارل عشي وغيرهم كثير أم نريدهم وَقوداً لحرائق وجثامين في أكفانٍ، نتيجةَ الانخراط في ذلك القتال العبثي والمدمِّر بين بعض الأنظمة وشعوبها؟ هل نريد جيش لبنان، وجنود لبنان، لحماية سيادة واستقلال لبنان والدفاع عن مواطنيه ضد اي معتدٍ وضد جميع قوى الارهاب وأن يستمر في التأكيد على احترام دستوره وقوانينه؟ أم أن يتحول الى فرقة في خدمة مشاريع ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية أو المنظمات الإرهابية وفي المحصلة أدوات في الحروب المتناسلة والمتنقلة في المنطقة من بلدٍ إلى آخر؟

السادة الكرام، ايها اللبنانيون، لقد ﭐبتُلي العالم العربي بآفة الاستبداد والطغيان وقمع الحريات المولِّدِ للتطرف. ولقد أفضت ممارسات تلك الأنظمة الاستبدادية الى ردود فعل عليها تمثلت بنمو ظواهر التطرف والعنف والإرهاب. فلو كانت للشعب العراقي دولته العادلة المحتضنة لكافة مكونات شعبها لما ثارت صحوات الأنبار، ولما تقاعست تلك المكونات عن التصدي لمنظمات التطرف والإجرام والتوحش ولمنعتها من العودة إلى العراق والانطلاق مجدَّداً. ولو كانت للشعب الليبي دولته العادلة لما ظهرت التشكيلات المتطرفة ولما انفلت حبل الأمن والنظام هناك. ولو سمع النظام الغاشم الظالم صيحات الحناجر البريئة الصادقة التي طالبته ولأكثر من ثمانية أشهر، برفع الظلم والمحاسبة في درعا وطالبته أيضاً بالحرية والمساوة والمشاركة، لنجت سوريا وشعبها ومدنها وتراثها من الموت والدمار.

لقد أطاح الاستبدادُ الغاشمُ والظالمُ بتاريخ وتراث سوريا الإنساني الذي تراكم عبر التاريخ منذ ظهور المسيحية الى انتشار الإسلام وصولاً الى الفتوحات العربية. لم يتردد الطُغاةُ في تدمير كل شيءٍ من أجل البقاء في الحكم والاستبداد، لا بل وفي ممارسة الإرهاب المتمادي في استعمال السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة لقتل العباد وتدمير البلاد واستيلاد المنظمات الارهابية على أنواعها ومنها ما جرى استيلاده من رحم سجونهم ومعتقلاتهم بقصد تدمير صورة المعارضة السلمية وتسويق أنفسهم أمام العالم بما ليسوا هم عليه. والنتيجة التي وصلنا اليها، دمار سوريا وقتل السوريين وتهجيرهم، فخسرت الإنسانية تراث وتاريخ سوريا وخسر السوريون، ولم يربح الطغاة ولن يربحوا بإذن الله.

أيها الإخوة والاخوات، الإرهاب بشتى أشكاله وأسمائه جميعه من طينةٍ واحدة. لا مفاضلةَ بين بعضه بعضاً. وهو يستهدف بشروره الجميع. لا فرق بين ما هو نازل بأقلية أو أكثرية. والإرهاب لا يُكافَحُ بالإرهاب ولا بالعودة إلى القبول بالاستبداد الذي يتسبب به والذي يستولد التطرف والارهاب ليبرر وجوده واستمراره. ثم إنّ التطرف والإرهاب لا يكافح بالطائفية المقيتة، بل يكافح من خلال إعادة الاعتبار للدولة الديمقراطية ودورها وعدالتها. الدولة المحتضنة لكل مكونات المجتمع والتي ترفض الاقصاء أو التهميش لأيٍّ منها. ويكون ذلك بالعمل على تطبيق حكم القانون بحزم واقتدار وبدون تفرقة ولا تمييز. وكذلك فإنّ الطريق الصحيح إلى المكافحة الحاسمة للإرهاب تكون من خلال السعي الحثيث لاجتراح الحلول العاقلة والناجعة والدائمة للمشكلات السياسية والاجتماعية والأمنية التي يعاني منها الناس وتشعرهم بالظلم والتي تزعزع الاستقرار وتعرقل النمو والتنمية وتهدد الاوطان. وعن غير هذا الطريق لا تكون الا معالجات مجتزأة ومؤقتة لا تلبث الا وان ترتد بعد ذلك بأشكال متعددة وتكون أكثر خطورة من سابقاتها.

أيها الإخوة والاخوات،

أنا المسلم اللبناني والعروبي لا أجد أي قاسم مشترك ولا شيء يجمعني مع أولئك الطغاة المستبدين ولا مع الإرهابيين ولا مع أولئك الذين يتخذون من الاسلام شعاراً يرتكبون تحت لوائه جرائمهم البشعة ضد الإنسانية بدعوى احتكار معرفة الاسلام والإيمان في العراق والشام. وأنا أجد نفسي معكم أنتم المجتمعون اليوم هنا في الاشرفية في بيروت، الأقرب الي والى نهج تفكيري وإلى تفكيرِ ونهجِ كثيرين مثلي في لبنان وخارج لبنان. سأقولها صريحةً وواضحةً مرةً ثانية، أنا أعتبر أنكم أنتم المجتمعون هنا وغيركم كثير اقرب الي، اكثر بكثير من الذي يرفع راية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية في طهران، او راية الخليفة الحاكم في الموصل والرقة، لأنكم أنتم تشبهون لبنان وتشبهون شعب لبنان وتاريخ لبنان بماضيه وحاضره ومستقبله وتعبِّرون عن حقيقة طموح اللبنانيين إلى مستقبلٍ آمنٍ وزاهر متلائم مع مصالحنا ومع حركة العالم من حولنا. مع أمثالكم نريد أن نبنيَ معاً ونُعْليَ في بناء لبنان على أساس الثوابت الوطنية والعيش المشترك، ونتشاركَ سويةً في صنع مستقبله وفي تطوير حياته السياسية نحو الدولة المدنية لكي يتمكن وطننا من التلاؤم مع طموحات أبنائه ومع محيطه العربي والعالمي ومع عالم العصر وعصر العالم. بلدُنا صغير لكنه مؤثّر، باعتباره كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، أو كما وصفه في تلك الكلمة الثاقبة، حين قال: لبنانُ أكثرُ من وطن، إنه رسالةٌ للإنسانية في العيش المشترك والواحد لخدمة الانسان، وعنوانٌ للحيوية المجتمعية المحفزة على الإنجاز والتقدم وإطلاق المنافسة الإيجابية والبناءة بين أبنائه بما يحقق التقدم على مسارات التميز الحميد لتحسين مستوى ونوعية عيشنا المشترك.

وعلى هذا، فإنّ السؤال اليوم أي لبنان نريد وأي لبننة نريد ان نُصدِّر إلى محيطنا في هذا الشرق؟ هل اللبننة هي إرسال شبابنا إلى الموت في صراعات محاور لا تعنينا والتي لن يخرج فيها أحد منتصراً. أم اللبننة هي نقل قيم اجتماعنا اللبناني النبيل من طريق العدوى الايجابية إلى محيطنا؟ ففي السابق استُعمل تعبير اللبننة للدلالة على العنف وعلى النزاعات العبثية المتناسلة واللامنتهية. ونطمح الآن لاستعمال هذا التعبير بالمعنى الايجابي وليس السلبي لتلك الافكار النبيلة ومنها ما يتمثل بثقافة قبول الاخر والحرية والاعتدال والعيش المشترك والتداول السلمي للسلطة. فلبنان تحول فيما مضى في جانب من مشكلته، أرضاً للنزاعات الدولية والإقليمية. ولكن اللبنانيين نجحوا في التقاط اللحظة المناسبة، والاستفادة من فرصة الإجماع الإقليمي والدولي التي كانت سانحةً آنذاك على الحل لابتكار التسوية التاريخية المناسبة في الطائف، حيث أعادوا صياغةَ ميثاقهم الوطني، وعملوا على إنعاشَ حياة بلدهم بعد أن شارف على التفكك والزوال. نحن نأمل ان ينتقل النموذج اللبناني في التسوية الوطنية والاعتراف بالآخر والحكم الجامع والمحتضن لكل المكونات وفي المشاركة والتداول السلمي للسلطة الى أسلوب لمعالجة المعضلات والحرائق في العالم العربي. نحن نأمل ان يتعمم نموذجُ حلِّ الطائف في لبنان باعتباره رسالة، في العالم العربي، وعلى وجه الخصوص بعد ان فشلت كل صيغ الحكم السابقة في الاستمرار والإقناع وفي حفظ المكوِّنات الوطنية في بعض الأقطار العربية. بإمكان بعض الأخوة العرب تحويلُ مشكلة الحكم لديهم الى فرصة مستجدة، عبر الخلاص من صيغة الدولة الديكتاتورية الاستبدادية والانتقال الى صيغة الدولة التشاركية المتمثلة بالصيغة اللبنانية الحالية على أساس أن لا تتسلُّطَ فئةٌ على أُخرى، أو مجموعة على باقي المجموعات فتهمشها أو تلغيها أو تفرض عليها ما لا يقره الاجماع الوطني. ولكن على أساس صيغة لا غالبَ ولا مغلوب ومن خلال ممارسة الاعترافِ بالآخر والاحترامُ المتبادلُوالتكامُلُ فيما بين جميع المجموعات لما فيه منفعةٌ للجميع.

هذا الحل اي اللبننة بالمعنى الايجابي عبر نموذج الطائف والدولة التشاركية بات مناسباً الآن، بعد أنهار من الدماء في سوريا والعراق. وهنا نكون قد استعملنا شعار اللبننة في المكان المناسب بالفعل.

أنا لا أقول إن صيغتنا للحكم في لبنان خالية من الشوائب والحقيقة أنها مازالت في طور الاستكمال وهي في جوهرها وفي حسن تطبيقها تشكل في الحقيقة نموذجاً يحتذى به. لكنني ما أدعو اليه هو اعتماد روح التقارب والتكامل والحل السلمي وغير العنفي للاختلافات منهجاً وأسلوباً، واعتماد ارادة التشارك والمشاركة صيغةً للحكم بديلاً عن الاستبداد والديكتاتورية والتسلط. هل هناك من يتصور مثلاً حلاً مستقبلياً في سوريا وفق الصيغة القديمة الاستبدادية العائلية الحزبية والعصبوية؟ هل يمكن في العراق إعادةُ حكم الطاغية الديكتاتوري وفق نموذج صدّام حسين أو المالكي؟ لم يعد امام دول المشرق العربي على الاقل سوى استلهام النموذج اللبناني الذي طُوِّرَ وجرى الإجماع عليه في الطائف، وهو الذي أَنقذ لبنان وحمى الجمهورية.

أيها الإخوة والاخوات،

عندما تتعقد الأحوال وتصبح الأمور صعبة على التمييز هنا نفتقد ونعرف أهمية العودة إلى التمسك بالمبادئ الاساسية التي قام عليها العقد الاجتماعي اللبناني لكي تكونَ هي بوصلَتُنا في الابحار في هذه اللجة المليئة بالألغام وهي الضمانة في وصولنا إلى بر الأمان.

وبالتالي فإنه مع اختلال الموازين علينا ان نعود الى الاوزان الاصلية والقواعد الاساسية. ونحن في لبنان تعاهدنا على الشراكة والعيش المشترك والواحد وهو المنطلق الذي نتمسك به وفيه. وانطلاقاً من الأُسس التي راكمها وانطلق منها اجدادنا فإننا نعيد التأكيد عليها:

اولاً: نعم للبنان القائم على العيش الواحد المشترك بين المسيحيين والمسلمين المتشاركين سوية في الحقوق والواجبات وفي استيعاب دروس الماضي وفي تعزيز بناء الحاضر والدفاع عنه وتحمل أكلافه والتنعم بمنافعه والانطلاق نحو المستقبل الرحب بثقة واقتدار. ونعم لاتفاق الطائف ولمبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

ثانياً: نعم للنظام الديمقراطي المدني السلمي الملتزم قولاً وعملاً بمبدأ التداول السلمي للسلطة المحترمِ لحقوق الإنسان.

ثالثاً: نعم لإعادة الاعتبار للدولة ودورها وعدالتها. دولة القانون والمؤسسات التي تحترم الجدارة والكفاءة والانجاز ومبدأ تكافؤ الفرص.

رابعاً: نعم لتطبيق القانون واحترام الدستور ودعم المؤسسات الرسمية المدنية والامنية وفي طليعتها الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى التي يجب ان تعمل جميعها ضمن القوانين وتحت إشراف سلطة الدولة وبإمرتها.

سأكررها، نعم لاحترام الجيش اللبناني، ونعم لاحترام القانون في لبنان. ولا لسلطةٍ ولا لأي سلاحٍ خارجٍ عن سلطة الدولة اللبنانية.

خامساً: نعم لتعزيز العلاقات العربية- العربية القائمة على الندية والشراكة والتعاون والتكامل فيما بينها وفي ظل الاحترام المتبادل للاستقلال والسيادة.

سادساً: لا لكل أشكال التطرف والإرهاب أكانت باسم الدين أم باسم المعتقد أم باسم الحزب أو الطائفة. ونعم للتقيد بالقانون وإنزال القصاص العادل بالمجرمين وأحكام العدالة.

إنطلاقاً من ذلك فإننا نعتبرُ أنّ الأَولوية الآن هي في الحفاظ على استمرارية الدولة وتفعيل مؤسساتها وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. وعلى ذلك، فإننا نؤمن بأن انتخاب رئيس للجمهورية هو المهمة الاساسية والاولى التي يجب الالتزام بها وتنفيذها من قبل النواب والقوى السياسية لكي يعاد تكوين السلطة في لبنان والانطلاق في رسالتنا القديمة الجديدة لمواجهة الأخطار والتحديات المحيطة بلبنان.

إننا نعتقد أنّ الرئيسَ المطلوبَ للجمهورية هو الرئيس الذي يشكل رمز وحدة البلاد، الرئيس والجامع والحكيم والعادل والمؤمن بصيغة الطائف والمحترم للدستور. الرئيس الذي يتمتع بالرؤية والصفات القيادية والحوارية، القادر على جذب الجميع إلى المناطق المشتركة فيما بينهم.

نحن لا نؤمن برئيسٍ للجمهورية ينحاز للمحاور الإقليمية او الدولية، بل برئيس يؤمن بإعلان بعبدا ويلتزم به.

نحن لا نؤمن برئيس للجمهورية يحمل مشاريع ثأرية أو انتقامية.

نحن لا نؤمن برئيس للجمهورية يتبنى لغةَ انتصار فريقٍ أو هزيمةَ فريقٍ من اللبنانيين، بل نريد رئيساً يجمع صفوف اللبنانيين ويحقق المصالحة بينهم تحت لواء احترام الدستور والقانون واحترام حقوق الإنسان والحريات ويعمل على تجنيبهم الويلات والشرور لكي يتوحد الشعب من خلفه وينطلق نحو المستقبل بثقة واقتدار.

من هنا، وفي ضوء ما وصلت اليه حال البلاد من تعطيل لجلسات انتخاب رئيس للجمهورية فإننا وكما عبرنا عن ذلك في أكثر من مناسبة، إننا على استعداد للبحث والتوافق بخصوص الرئيس الجديد الذي يحظى بتأييد غالبية اللبنانيين.

لذلك فاننا نمد أيديَنا ونبسُطَها على أساس الحوار مع شركائنا في الوطن للتفاهم المبني على الحرية واحترام السيادة وسلطة الدولة والقانون واحترام الرأي الاخر وليس على اساس الارغام والتسلط والاستقواء.

أيها الأخوة والاخوات... أهلاً بكم في عروس العواصم العربية بيروت.. بيروت مدينة الحضارة والمدنية.. بيروت الأبيّة المناضلة والصامدة.. أهلاً بكم في الأشرفية.. أشرفية الأبطال والاحرار.. أشرفية الانفتاح والاستنارة والعيش المشترك والواحد..

معاً كنا ومعاً سنكون ومعاً سنعمل لمستقبلنا الواحد.. لكي يبقى لبنان.. عشتم وعاش لبنان..

 

كلمة النائب السابق سمير فرنجية في لقاء الجبل

31 آب/14

وألقى النائب السابق سمير فرنجية كلمة جاء فيها:

أيها الأصدقاء،

نحن اليوم أمام خيار مصيري:

فإما الاستمرار على ما نحن عليه من انقسامات وصراعات قد تؤدي في ظل ما تشهده المنطقة الى العودة بلبنان الى زمن الحرب وإما العمل على طي صفحة الماضي والشروع في بناء سلام هذا البلد.

أضعنا في الماضي فرصاً عديدة لإنقاذ بلدنا:

عام 1989، أتاح لنا اتفاق الطائف فرصة سلام أولى لم نتمكن من التقاطها بسبب اعتراضات داخلية أفسحت في المجال أمام النظام السوري لفرض وصايته على البلاد.

عام 2000، أتاح لنا انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان فرصة سلام ثانية أفشلها قرار سوري بعدم السماح للجيش اللبناني باستلام المناطق المحررة بحجة عدم انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا.

عام 2005، أُتيحت لنا فرصةٌ ثالثة للسلام، على أثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري؛ وذلك من خلال التلاقي المسيحي – الاسلامي في 14 آذار 2005، ما أجبر القوات السورية على الانسحاب. فرصةُ السلام هذه أطاح بها النظام السوري الذي أطلق "ثورة مضادة" أرفقها بحملة اغتيالات سياسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ لبنان.

عام 2010، أتاح اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية في نهاية وساطتها بين لبنان وسوريا والقاضي بعقد مؤتمر من أجل "المصالحة والمسامحة"، أتاح لنا فرصة سلام رابعة أجهضها النظام السوري.

أيها الاصدقاء، لا يوجد اليوم أمامنا فرصة سلام جديدة. فالمنطقة سائرة نحو المزيد من العنف في ظل اصطفافات وتقابلات سياسية ومذهبية حادة يعتبر فيها كل طرف بأنه في موقع الدفاع المشروع عن النفس. والإشارات عن تحولات خارجية قد تحد من خطورة هذا الوضع لا تزال إشارات خجولة وملتبسة.

والسؤال المطروح علينا اليوم هو الآتي: هل بإمكاننا ابتكار فرصة سلام جديدة أم أننا أمام قدر لايمكن مواجهته؟

لا يزال أصحاب المشاريع العنفية على موقفهم وإن بدأت ترتسم تساؤلات متزايدة حول كلفة هذا الخيار والقدرة على الحسم. أصحاب هذه المشاريع لم يدركوا بعد أن العنف، مهما تعددت مبرراته وتنوعت أشكاله، لا يؤدي في نهاية المطاف سوى الى الخراب. ويكفي للتأكيد على ذلك التذكير بتجارب كل "المقاومات" على اختلاف أشكالها، تجربة "المقاومة اللبنانية" ضد الوجود الفلسطيني المسلح التي انتهت ب"حرب إلغاء" بين المسيحيين، وتجربة "المقاومة الوطنية" دفاعاً عن المقاومة الفلسطينية التي انتهت ب"حرب المخيمات" ضد الفلسطينيين و"حرب إلغاء" بين الأحزاب الشيعية، وأخيراً تجربة "المقاومة الاسلامية" ضد اسرائيل التي تنتهي اليوم ب"حرب إلغاء" ضد الثورة في سوريا.

في مقابل هذا المنطق القائم على العنف، بدأ يرتسم منطق آخر – تعبر عنه الحيوية المستجدة لتشكيلات المجتمع المدني - يقول بإمكان مواجهة هذا القدر شرط تحقيق أمرين:

الأمر الأول هو اعتماد موقف أخلاقي لا يقيم تمييزاُ بين إرهاب وآخر، فيدين كل أنواع الإرهاب، من إرهاب اسرائيل بحق المدنيين في غزه، الى إرهاب النظام السوري بحق شعبه، الى إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية بحق الأقليات الدينية والأتنية في العراق. وكذلك لا يقيم تمييزاً بين حق وآخر، فيقر بحق الانسان في هذه المنطقة بالحماية ، أكان ينتمي الى أقلية أو أكثرية.

والأمر الثاني هو تجاوز الحدود الطائفية المرسومة لتوحيد الجهد بين المعتدلين في كل الطوائف في مواجهة المتطرفين في كل الطوائف والعمل، بالتعاون مع الناشطين في المجتمع المدني، على انشاء شبكة أمان تحد من المخاطر التي تتهددنا وتعيد للمجتمع مناعته في مواجهة العنف وتمهد الطريق ل"انتفاضة سلام".

أيها الاصدقاء،

السلام بات شرطاً ملازماً لبقاء لبنان، لبقائة بمسلميه وبمسيحييه.

ويكفي للتدليل على هذا الأمر الإشارة الى أن ما يقارب 40% من سكان لبنان أصبحوا من غير اللبنانيين، وهذه النسبة الى ارتفاع بسبب استمرار المجازر في سوريا.

حان الوقت لطي صفحة الصراعات التي تعطل قدرة الدولة على حماية البلد والشروع في بناء سلام لبنان الدائم.

السلام يحتاج اولا الى "الادراك بأن "خلاص لبنان يكون لكل لبنان او لا يكون، ويقوم بكل لبنان او لا يقوم، ذلك انه ليس من حل لمجموعة دون اخرى، ولا لمجموعة على حساب أخرى". الكلام هنا للمجمع البطريركي الماروني

السلام يحتاج ثانيا الى استعادة الدولة لسيادتها المفقودة منذ العام 1969 وتأكيد حقها الحصري في امتلاك القوة المسلحة.

السلام يحتاج ثالثا الى تحرير الدولة من صراعات الطوائف عليها والشروع، تأسيسا على اتفاق الطائف، في بناء دولة مدنية، كي لا تبقى هواجس الطوائف ومخاوفها المحرك الاساسي للتاريخ اللبناني.

السلام يحتاج رابعا الى انهاء حقبة سوداء في تاريخ العلاقات اللبنانية – السورية والبحث مع القوى التي تناضل من اجل قيام نظام ديموقراطي في سوريا، في تصور مشترك لعلاقات مستقبلية تضمن حقوق البلدين.

السلام يحتاج خامسا الى طي صفحة الماضي مع الفلسطينيين، ودعم الجهود الرامية الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة هي شرط السلام في المنطقة.

أيها الأصدقاء،

أشعر في هذه الأيام يشئ من المهانة عندما أرى البعض يتوسل،باسمي، حماية من هنا أو هناك. أقول لهذا البعض أن حمايتي، كحماية شريكي في هذا الوطن، تأتي من مكان واحد، تأتي من دولة أتشارك معه في بنائها وإدارتها. وأقول أيضاً لهذا البعض أنه من المعيب المطالبة بحماية المسحيين والاستمرار في الوقت ذاته بالسكوت عن مجازر متواصلة بحق المسلمين.

أرى أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا المسار الانحداري الذي حوّلنا من جماعة لعبت دوراً أساسياً في قيام الكيان اللبناني وبناء دولته الى أقلية يدفعها هاجس الخوف الى البحث عن حماية لها من خارج الدولة، وعلى حسابها.

نحن في هذا الشرق لسنا أقلية إنما جماعة، والفرق بينهما كبير. "نحن لسنا أقليّة ترتبط بعلاقات جوار وتساكن مع الآخرين، وتبحث عن سبل تنظيم تعايشها مع الأكثريّة والمحافظة على خصوصيّتها. إننا جماعة لها دور فاعل من خلال تواصلها وتفاعلها مع كلّ الجماعات في رسم مستقبل مشترك لها ولهم، يقوم على المبادئ التي تؤمّن للإنسان حريّته وتحفظ كرامته وتوفّر له العيش الكريم".

هذا الكلام ليس كلامي. إنه كلام المجمع البطريركي الماروني.

أيها الأصدقاء

لا نريد حماية من الغرب. نريد منه أن يشاركنا في معركة السلام وأن يعمل من أجل ذلك على تصحيح أخطاء ارتكبها وأوصلت المنطقة الى ما هي عليه:

خطأ إبقاء الصراع العربي-الاسرائيلي دون حل، الأمر الذي ولّد حروبا دوريةُ ونزاعات دموية.

خطأ التحالف مع أنظمة الاستبداد في المنطقة زمناً طويلاً وعلى حساب شعوبها.

خطأ تدمير الدولة في العراق وابقاء مواطنيها من دون حماية.

خطأ السكوت على جريمة ضد الانسانية ترتكب في سوريا.

أيها الأصدقاء لا نطلب من الغرب سوى تصحيح أخطائه . أما خلاصنا الفعلي والحقيقي فبيدنا معاً وجميعاً.

 

محمد حسين شمس الدين في لقاء سيدة الجبل

وألقى محمد حسين شمس الدين كلمة جاء فيها:

ألأخوة والأخوات والأصدقاء

السلام لجميعكم ورحمة الله وبركاته.

يقول قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في إرشاده الرسولي المخصَّص لسلام الشرق الأوسط – وأنقل هذا بالمعنى لا بالنصّ الحرفي:

"السلام قيمة ثابتة ومتأصّلة في وعي أبناء هذه المنطقة وثقافتهم وتطلعاتهم منذ القدم. ولذلك نلاحظ أنهم، وعلى اختلاف أديانهم، إنما يحيّون بعضهم بعضاً بتحيّة السلام".

وقبل أن أدخل في صُلب موضوعنا، أودّ أن أشير إلى نقطة لم أتمكن من إطّراحها جانباً. فقد يتبادر إلى ذهن البعض منكم أنني أتحدّث بصفة شيعية، وربما تمثيلية بمعنى ما. وقد يكون في ذهن الذين دعوني إلى هذا المنبر، مشكورين، أني بهذه الصفة الافتراضية أحقّق المراد. هنا يوجد خطأ "تقني" طفيف يمكن استدراكه بما يلي: الواقع أنن أشعر بانتماء إلى كل الجماعات المكوّنة للحالة الوطنية اللبنانية، بما فيها المكوّن الشيعي بطبيعة الحال، كما أشعر بمسؤوليةٍ حيال كل منها، دون ادعاء أية صفة تمثيلية، ولو جزئية. هذا على صعيد الاجتماع الوطني الانساني. أما على الصعيد الإيماني، فأرى إلى نفسي مسلماً ومسيحياً في آن معاً، وبمقادير غير متفاوتة كثيراً في الجوهر، وقد أشعر بصلة مع اليهودية بمقدار ما يُتيح لي فهمي لإسلامي ومسيحيتي في إطار الإيمان الإبراهيمي الكبير. على هذا لا أراني أصلح لشهادة على سبيل "العيّنة" وفق التصنيف اللبناني الشائع. وعلى هذا لستُ ههنا لأتضامن معكم من خارج سياقكم، بل لأتضامن مع قناعاتي التي أتعهّدها داخلكم. إسمحوا لي إذاً أن أطرح من على منبركم – منبري هذا بعض الأسئلة والإشكاليات بخصوص المسيحيين في لبنان والمنطقة العربية:

عام 1919 حمل البطريرك الياس الحويّك إلى مؤتمر السلام في باريس مطلب إنشاء دولة "لبنان الكبير" بحدوده الحالية وتكوينه التعدّدي. ومما قاله البطريرك، مخاطباً رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جورج كليمنصو:

"اسمحوا لي، سيادة الرئيس، أن ألفت عنايتكم إلى ميزة يتفرّد بها مطلبنا هذا؛ وهي أنه للمرة الأولى في الشرق هناك من يريد إحلال "الوطنية السياسية" محلّ "الوطنية الدينية". وهذا أمرٌ عظيم الشأن، سوف تترتّب عليه نتائج بالغة الأهمية، كما لا يخفى عليكم. وعليه فإن لبنان المنشود يمتلك شخصية خاصة لا يجوز – ومن منظار الحضارة نفسها – التضحيةُ بها لأية اعتبارات مادية".

هذا الكلام، في سياق خطبة مطوّلة، نُشر للمرة الأولى أواخر العام الفائت، أي بعد نحو مائة سنة، مأخوذاً من ملفات البطريرك الحويك المصنّفة سياسية في أرشيف البطريركية المارونية في بكركي. فرح به عقلي كثيراً، لأنه أكمل دورة قناعاتي التي بدأت بفرضيّة أن اللبنانيين، لا سيما المسيحيين منهم، إنما اختاروا صيغة العيش المشترك في كيان وطني سيّد مستقلّ، ومجتمع تعدّدي مفتوح، بفعل حكمة فطرية وعقل عملي أكثر مما هو بفعل وعي نظري – فلسفي. وهذه على أي حال فرضية لصالحهم. ثم جاء المجمع البطريركي الماروني عام 2006 ليقول إن هذا الخيار ما كان عفوياً لدى الكنيسة بل واعياً، انطلاقاً من أن الشهادة للإيمان لا تكون أحسن ما تكون إلا في إطار العيش مع الآخر المختلف، لا في إطار الاعتزال داخل جماعة صافية – وكان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، في إرشاده الرسولي عام 1997، قد دعا المسيحيين اللبنانيين إلى الانخراط الفاعل والمسؤول في الدفاع عن القضايا العادلة لمنطقتهم العربية وبالشراكة مع المسلمين، تأسيساً على واجب الشهادة للإيمان. ثم أتاني كلام البطريرك الحويك ليقول لي إن ذاك الخيار كان واعياً أيضاً ومؤسساً على فكرة سياسية سوسيولوجية متقدمة على زمنها الشرقي. هنا اكتمل فرحي باكتمال دورة قناعاتي القائلة بأن لبنان الكيان، من دون مسيحييه، لا طعم له، ومن دون مسلميه لا حاجة إليه. غيرً أني – وأصارحكم – غضبت في الوقت نفسه: غضبتُ أولاً إذ بدا لي وكأن كلام البطريرك الحويك قد "خُبّئَ" عنّي طوال سبع وستين سنة من عمري، وسحابة قرن من عمر الزمن. ثم غضبتُ تالياً وخصوصاً لما أجريتُ مقارنة خاطفة بين صعودٍ تاريخي مبهر لحيوية مسيحية واثقة وشجاعة، ساهمت في إنتاج تجربة فذّة من التفاعل الإنساني، وبين واقع حالنا في السنوات الأخيرة حيث لم نعد نسمع سوى كرازةٍ بالخوف وانقطاع الرجاء.. وبصخبٍ أحياناً: "نحن المسيحيين قلقون على مصيرنا من وعود هذا "الربيع العربي"، ونفضّل استبداداً موصوفاً عرفناه على استبدادٍ مضمر في أحشاء هذا الربيع! نحن في لبنان ضقنا ذرعاً بشراكة غير منصفة في صيغة عيشنا، ونريد تغيير ملامح هذا الوجه الذي اخترعناه: نريد انتخاب نوابنا بأنفسنا وحصرياً، وانتخاب رئيس الجمهورية من قبلنا أولاً ليصادق عليه المسلمون، وبالتالي نريد عقداً وطنياً جديداً يلاقي فكرة "المثالثة الشيعية – السنيّة – المسيحية" بدلاً من "المناصفة المسيحية – الإسلامية" المعمول بها حالياً بموجب اتفاق الطائف، وبصرف النظر عن العدد! أخيراً وليس آخراً، نريد حمايةً دولية للأقلية المسيحية في لبنان والمنطقة العربية، بوجه إرهاب عجائبيّ البطش والقدرات، وما هو في الواقع إلا إرهابٌ إسلامي، وسنّي تحديداً، كما أخبرنا كل المجتمع الدولي وجميعُ أصدقائنا في المنطقة الذين يرشحون أنفسهم لحمايتنا مشكورين!"...

بصراحة، أشهد أني صُدمت بهذه المقارنة السريعة:

-  صُدمت˚ أولاً إذ˚ رأيتُ إخوتي المسيحيين، في تصورهم لأنفسهم، كيف انتقلوا من دينامية تاريخية رؤيوية فاعلة، إلى حالة منفعلة متلقّية تتقلّب على سطح صفيحٍ ساخن!

-  وصُدمت ثانياً إذ رأيتُ أنهم لم يُصغوا جيداً إلى تعاليم كنيستهم التي بذلت الجهد الأوفي في التجدُّد – وأأكثر من"كنيسة" إخوتي المسلمين – كما في التوجيه والموعظة الحسنة، منذ الفاتيكان الثاني عام 1965 حتى زيارة البابا فرنسيس الشجاعة مؤخراً ‘لى القدس، وما بين ذاك وهذه!

- وصُدمت ثالثاً إذ رأيتُهم يتحفّزون لسحب ملحهم من عجينتي اللبنانية والمشرقية، فقلتُ: فبماذا أملحّ إذاً؟!

وبصراحة أيضاً سأشهد لقناعاتي، ومن الآخر:

الإرهاب واقعٌ ملموس وخطير، ولكنه في معلوماتي ومعايناتي وتقديري "مصنوع" في القسم الأعظم منه – والإرهاب صناعة كما تعلمون. المفارقة أن الذين يرشّحون أنفسهم لحمايتنا من الإرهاب هم صانعوه وراعوه في الأعمّ الأغلب!

الإرهاب في المقام الأول هو إرهاب أنظمة استبدادية، من اسرائيل إلى سورية إلى العراق إلى ما شئتم. والمفارقة أنه يجري تعتيم وقح على هذا الجانب، قيُلقى القبض على سلاح الجريمة، ويتم الدعاءُ للمجرم بطول العمر!

أطروحة حماية الأقليات ورقة استُلَّت من متحف التاريخ الحديث وتمّ وضعها على الطاولة. أنا لا أؤمن مطلقاً بهذه الورقة، بل أقول مع الإمام محمد مهدي شمس الدين: ليس في هذا الشرق أكثريات وأقليات، بل هناك أكثريتان فقط: أكثرية مسلمة تضمّ عرباً وغير عرب، وأكثرية عربية تضمّ مسلمين ومسيحيين... وبإمكان اليهود أن يختاروا الإنتساب إلى أيّ من الأكثريتين. كما وأقول مع البطاركة الكاثوليك في الشرق: "نحن جميعاً، مسيحيين ومسلمين، مسؤولون عن بعضنا بعضاً أمام الله والتاريخ".

قناعتي أيضاً أن الصخب الجاري في لبنان هو صخب على السطح، على مستوى الطبقة السياسية التي باتت رهينة منطقها الاستنفاري وارتباطاتها غير اللبنانية. أما العمق الأهلي فيبدو يوماً بعد يوم أكثر تحرراً من هذا المنطق وأكثر استنتاجاً للعبر والدروس.

أخيراً أرفض التهويل، ولا أهوّن. المسألة هي حقاً شديدة التعقيد والحساسية والحرج. لذا فإن التعامل معها يتطلب حداً أدنى من الانفعال ومقداراً عظيماً من الإحساس بالمسؤولية، ومن الشجاعة والقدرة على الإبداع.

كلمة فارس سعيد

وكان النائب السابق فارس سعيد قد ألقى كلمة أفتتاحية، جاء فيها:

نفتتح اليوم اعمال الخلوة العاشرة للقاء سيدة الجبل التي تكتسب اهمية اضافية هذه السنة نظرا إلى الأحداث الخطيرة التي تعصف بالمنطقة

اريد ان ارحب بكم فردا فردا و اخص بالذكر المشاركين المسلمين الذين سيشاركوننا في النقاش لاننا نؤمن بأن لا حلول لمشاكلنا الا معا

معا سنطرح مواضيع الساعة و معا سنستكشف الحلول

معا سنؤكد ان الارهاب يستهدفنا جميعا مسلمين و مسيحيين

معا سنؤكد ان لا تمييز بين ضحية و اخرى لان الذين يُقتلون في سوريا على يد الاسد ليسوا اقل قيمة من الذين يقتلهم داعش

معا سنوجه رسالة الى الداخل اللبناني لنؤكد اننا عرفنا القتل على الهوية قبل غيرنا و عرفنا السيارات المفخخة قبل غيرنا و حاولنا اقتطاع مناطق من اجل بناء مجتمعات صافية قبل غيرنا و عدنا الى التلاقي و الوحدة

معا سنقول للعالم العربي و الاسلامي اننا مسيحيون و مسلمون مسؤولون بعضنا عن بعض امام الله و التاريخ فإما ان ننجوا سوية و اما نغرق سوية

معا سنقول للمسلمين اننا لسنا جالية اجنبية في ارض الشرق. هنا مقامنا. هنا بيتنا. هنا بلادنا. و نرتبط معكم بتاريخ مشترك و حاضر مشترك و مستقبل مشترك

معا سنقول للغرب نحن مسيحيو هذه المنطقة لا نطلب حماية احد لان كل من ادعى حمايتنا كان يحمي مصالحه باسمنا. و علينا ان نعمل معكم من اجل حلول لكل المنطقة و ليس للاقليات وحدها في المنطقة.

 

خلوة "سيدة الجبل" ترفض التمييز بين إرهاب وإرهاب لا لتحالف الأقليات و لا حل لكل طائفة بمفردها

1 أيلول 2014/وكالات

تميزت الخلوة العاشرة لـ"لقاء سيدة الجبل" أمس بمضمونها، وبتوقيتها البالغ الأهمية، بأفكار وتطلعات ورؤية إلى حلول مختلفة لمشكلات لبنان وشعوب الشرق، أقلياته وأكثريته، في زمن جنون جماعي متنقل بين الطوائف والجماعات. الخلوة انعقدت صباحا، في فندق "لوغبريال" المقابل لمقر الأمانة العامة لقوى 14 آذار في الأشرفية، والمشاركون جمع من قادة الرأي: سياسيون ومفكرون وكتّاب وأكاديميون، تقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة، النواب مروان حمادة، دوري شمعون، احمد فتفت، عاطف مجدلاني، باسم الشاب، وجمال الجراح، النائب السابق مصطفى علوش، وسواهم. دقيقة صمت إجلالا لشهداء لبنان والنشيد الوطني، ثم افتتح المنسق العام لقوى 14 آذار فارس سعيد اللقاء بكلمة شدد فيها على ان "اللقاء طابعه مسيحي لكن احد اهدافه ووسائل عمله تتجه الى القول ان لا حل لمشاكل لبنان الا بمساحة وطنية مشتركة". وانتقد حملات استقطاب الناس الى طوائفهم ليعتقد كل منهم ان الحل لمشاكله هو من ضمن طائفته، فيما حل مشاكل اللبنانيين هو حل وطني وحل مشاكل الاقليات في المنطقة هو حل عربي". وبعد كلمة للرئيس السنيورة، ألقى العضو المؤسس للقاء سيدة الجبل سمير فرنجية كلمته، ومما فيها: "نحن اليوم أمام خيار مصيري: فإما الاستمرار على ما نحن عليه من انقسامات وصراعات قد تؤدي في ظل ما تشهده المنطقة الى العودة بلبنان الى زمن الحرب وإما العمل على طي صفحة الماضي والشروع في بناء سلام هذا البلد". وبعدما عرض لشروط السلام قال فرنجية: "أشعر هذه الأيام بشيء من المهانة عندما أرى البعض يتوسل، باسمي، حماية من هنا أو هناك (...) ومن المعيب المطالبة بحماية المسيحيين والاستمرار في الوقت ذاته بالسكوت عن مجازر متواصلة بحق المسلمين". وتلاه السيد محمد حسين شمس الدين، بكلمة فكرية نقدية عميقة، جاء فيها: "صدمت أولا إذ رأيت إخوتي المسيحيين، في تصورهم لأنفسهم، كيف انتقلوا من دينامية تاريخية رؤيوية فاعلة، إلى حالة منفعلة متلقية تتقلب على سطح صفيح ساخن، وصدمت ثانيا إذ رأيت أنهم لم يصغوا جيدا إلى تعاليم كنيستهم التي بذلت الجهد الأوفى في التجدد. وصدمت ثالثا إذ رأيتهم يتحفزون لسحب ملحهم من عجينتي اللبنانية والمشرقية، فقلت: فبماذا أملح إذا؟".

التوصيات

وبعد مناقشات استمرت نحو ثلاث ساعات، صدرت التوصيات، وفيها: "إتفق المشاركون في الخلوة العاشرة للقاء سيدة الجبل على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم. وذلك على الأسس التالية:

أولاً- لا تمييز بين إرهاب وإرهاب. وهذا موقف أخلاقي قاطع. لا يمكن أن نشعر بالإشمئزاز من جرائم "داعش" ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتّم عليها (...)

ثانياً- الإرهاب يطاول الجميع، الأقليات كما الأكثرية (...).

ثالثاً- حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات. إن ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدّة (...) يحوّله إلى شريك في التسلّط الذي يمارسه نظام متهاوٍ.

رابعاً- ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين. بل حلّ شامل لكل مشاكل المنطقة. وللمسيحيين دورٌ فاعلٌ فيه. الحل بالنسبة للمسيحيين، هو في العمل جنباً إلى جنب مع المسلمين من أجل عالمٍ عربي متنوّر، ديموقراطي وتعددي.

خامساً- تعميم التجربة اللبنانية. إن التجربة اللبنانية في العيش معاً يُمكن أن تُقدّم للمجتمعات العربية التعددية نموذجاً يُحتذى به. كما أن لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يُصبح مصدر إلهام لعالمٍ عربي متجدد. إن حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجّب تعميمها على العالم العربي".

 

لقاء سيّدة الجبل يُطلق كتلةً لبنانية عابرة للطوائف

باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

 الاثنين 01 أيلول 2014

لم يكن «لقاء سيّدة الجبل» أمس مجرّد لقاء روتينيّ بل برزَت أهمّيته هذا العام من خلال الحضور الإسلامي الفاعل لكلٍّ من رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة والكاتب محمد حسين شمس الدين، بحيث تركّزَت الكلمات على رفض المشاريع «الداعشية» ومشروع «الولي الفقيه» وضرورة حياد لبنان حيال ما يحصل في المنطقة وأهمّية تعزيز منطق الاعتدال، فضلاً عن شهاداتٍ أدلِيَت من خارج لبنان، تأكيداً على ثقافة العيش المشترك، وأهمّية تواصل المسيحيّين مع الاعتدال الإسلامي في لبنان والعالم العربي.

«لا حلّ لمشاكل لبنان إلا بمساحة وطنية مشتركة»

لم يقتصر الحضور في «لقاء سيّدة الجبل» الذي افتتح أمس خلوته العاشرة تحت عنوان «لقاء سيّدة الجبل معاً مسيحيّين ومسلمين لحماية لبنان»، على الفاعليات المسيحية، بل اتّسعَت مروحة الحضور لتشملَ الشركاء في الوطن، من منطلق أنّ «اللقاء طابعُه مسيحيّ لكنَّ أحد أهدافه ووسائل عمله تتّجه الى القول أن لا حلّ لمشاكل لبنان إلّا بمساحة وطنية مشتركة»، الأمر الذي استدعى مشاركة أشخاص من خارج لبنان أجروا مداخلات غنيّة تمثّلت بكلّ مِن رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة الذي أدلى برسالة التحالف اللبناني الأميركي، تحت عنوان «المسيحيون في الشرق الأوسط»، ووزير الخارجية السابق للمملكة الأردنية الهاشمية نائب رئيس معهد «كارنغي» الدكتور مروان المعشر تحت عنوان «أقليات أو مواطنون»، والسيّد هاني فحص، إلى جانب رسالتين من الاغتراب اللبناني لكلّ من الدكتور وليد فارس والياس بجّاني.

وفي بيانه الختامي، أعلنَ المجتمعون «تشكيل لجنة تحضيرية مهمّتُها الإعداد لإطلاق كتلة عابرة للطوائف تعمل من أجل لبنان»، وشدّدوا على أن «لا تمييز بين إرهاب وإرهاب، وهذا موقف إنساني مطلق»، لافتين إلى أنّ «إدانة الإرهاب الذي يمارسه «داعش» تستدعي إدانة الإرهاب الذي يمارَس بحقّ الشعب السوري وضدّ المدنيين في غزّة».

وأكّد اللقاء أنّ «الإرهاب يطال الجميع، الأقلّيات كما الأكثرية، صحيح أنّ المسيحيين يتعرّضون للإرهاب والتهجير على يد «داعش»، لكنّ مَن يتعرّضون للإرهاب بشكل أساسي هم المسلمون»، معتبراً أنّ «حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقلّيات الذي يضعهم في حالة حرب مع الأكثرية». وشدّد على أن «ليس هناك حلٌّ مسيحيّ خاص لمشاكل المسيحيين، بل حلٌّ شاملٌ لكلّ المنطقة، والحلّ هو بالعمل جنباً إلى جنب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنوّع وديمقراطي»، داعياً إلى «تعميم التجربة اللبنانية في العيش معاً».

سعيد

في حضور حشدٍ من النواب والشخصيات السياسية الحزبية والمستقلّة وأكاديميّين وناشطين في المجتمع المدني وإعلاميين، افتتحَ المنسّق العام لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد اللقاء في فندق لوغبريال في الأشرفية.

وإذ انتقدَ حملات استقطاب الناس الى طوائفهم ليعتقد كلّ منهم أنّ الحلّ لمشاكله هو من ضمن طائفته، قال: «ضمان حقّ الفرد والجماعة هو تجربة لبنانية موصوفة منذ نشأة لبنان الكبير، وكرَّسَته النصوص القانونية وترسّخَ في اتفاق الطائف»، مشدّداً على أنّ «حلّ مشاكل اللبنانيين هو حلّ وطنيّ، وحلّ مشاكل الأقلّيات في المنطقة هو حلّ عربي».

السنيورة

هذا الموقف أثنى عليه السنيورة الذي أكّد بدوره، أنّ «الأولوية هي للحفاظ على استمرارية الدولة»، وقال: «نؤمن بأنّ انتخاب رئيس للجمهورية هو المهمّة الأولى والأساسية كي يُعاد تكوين السلطة في لبنان، لمواجهة الأخطار والتحدّيات التي نواجهها»، لافتاً إلى «أنّنا نريد رئيساً يجمع اللبنانيين ويحقّق المصالحة بينهم تحت لواء احترام الدستور والقانون، ولا نؤمن برئيس ينحاز إلى المحاور الإقليمية والدولية، بل برئيس يؤمن بـ»إعلان بعبدا» ويلتزمه».

ورأى السنيورة «أنّ الطريق الصحيح لمكافحة الإرهاب تكون بإيجاد الحلول للأزمات السياسية، وعن غير هذه الطريق لا تكون إلّا معالجات مجتزَأة»، متخوّفاً من «أن يمتدّ لهيب النيران السورية إلى بلادنا، وهمُّنا هو تجنيب لبنان الويلات والشرور».

وإذ أعلن «أنّني لا أجد أيّ رابطٍ مع الإرهابيين»، توجَّه إلى المجتمعين بالقول: «أنا أجد نفسي معكم أنتم المجتمعين هنا أقربَ أكثر بكثير من الذين يرفعون راية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية في طهران، أو راية الخليفة الحاكم في الرقّة والموصل.

وأنتم الذين تشبهون لبنان، مع أمثالكم نريد أن نبني معاً على أساس الثوابت الوطنية والعيش المشترك، لكي يتمكّن وطننا من أن يتلاءم مع طموحات أبنائه»، آملاً «أن يتعمَّم نموذجُ حلِّ الطائف في لبنان باعتباره رسالة، في العالم العربي». وقال: «نعم للعيش المشترك بين اللبنانيين، ونعم لاحترام الجيش والقانون في لبنان، ولا سلطة لسلاح خارج عن سلطة الدولة».

فرنجية

أمّا العضو المؤسّس في لقاء «سيّدة الجبل» سمير فرنجية فأكّد أنّ «السلام بات شرطاً ملازماً لبقاء لبنان، ويحتاج الى الإدراك بأنّ «خلاص لبنان يكون لكلّ لبنان أو لا يكون، ويقوم بكلّ لبنان أو لا يقوم»، ويحتاج الى استعادة الدولة سيادتها المفقودة منذ العام 1969 وتأكيد حقّها الحصري في امتلاك القوّة المسلحة، وإلى تحرير الدولة من نزاعات الطوائف عليها والشروع، تأسيساً على اتفاق الطائف، في بناء دولة مدنية». وأضاف: «السلام يحتاج الى البحث في تصوّرٍ مشترَك لعلاقات مستقبلية تضمن حقوقَ لبنان وسوريا وإلى طيّ صفحة الماضي مع الفلسطينيين».

شمس الدين

بدوره، أعربَ شمس الدين عن صدمتِه «إذ رأيتُ إخوتي المسيحيين، في تصوّرهم لأنفسهم، كيف انتقلوا من ديناميّة تاريخية رؤيوية فاعلة، إلى حالٍ منفعلة متلقّية تتقلّب على سطح صفيح ساخن. وصُدِمتُ ثانياً إذ رأيت أنّهم لم يصغوا جيّداً إلى تعاليم كنيستهم التي بَذلت الجهدَ الأوفى في التجدّد.

وصُدِمتُ ثالثاً إذ رأيتهم يتحفّزون لسحب ملحِهم من عجينتي اللبنانية والمشرقية، فقلتُ: فبماذا أمَلّح إذاً؟». واعتبر شمس الدين أنّ «أطروحة حماية الأقلّيات ورقة استُلّت من متحف التاريخ الحديث، وتمّ وضعها على الطاولة»، مؤكّداً «إنّني لا أؤمن مطلقاً بها، بل أقول مع البطاركة الكاثوليك: «نحن جميعاً، مسيحيين ومسلمين، مسؤولون عن بعضنا بعضاً أمام الله والتاريخ».

إذا كان لقاء «سيّدة الجبل» قد نجحَ في تقديم رؤية متكاملة لخيارات المسيحيين في لبنان والمنطقة بالشراكة مع المسلمين وتعميم التجربة اللبنانية، فإنّ التحدّي الأساس يكمن في ترجمة هذا التصوّر على أرض الواقع في لبنان والعالم العربي.

 

لهذه الأسباب لن تبلغ «داعش» بحر عكار

طوني عيسى/14-جريدة الجمهورية الاثنين 01 أيلول

لن ينتهي مأزق عرسال من دون غبار ودخان. السيناريوهات تتداخل، والواقعي فيها يختلط بالأسطوري. فـ داعش «جسمُها لَبّيس» لصناعة الأفلام، ولبنان طبيعته مناسبة لتصوير الأفلام، وأهله يتبرّعون دائماً بالأدوار والأكلاف!

في العراق، لن تسمح إيران بوصول «داعش» إلى شطّ العرب

بلغت المواجهة بين لبنان و«داعش» مرحلة مفصلية. لكنّ السلطة السياسية لم تكشف قراءة لبنان الرسمي أو معلوماته حول روزنامة «داعش» اللبنانية: ماذا تريد؟ أيّ مناطق تعمل للسيطرة عليها؟ وما الأفق الذي تطمح إليه من خلال هذه السيطرة؟ وفي كلمة: أيّ رابط بين حراك «داعش» اللبناني وحراكها السوري - العراقي؟ فالسلطة السياسية مُصابة بالإرباك. ولذلك، خرج قائد الجيش العماد جان قهوجي على الرأي العام شارحاً تصَوّر الجيش لخطة «داعش»: «إنها تعمل ليكون لها منفذ على البحر، بعد اجتياحها عكار». ويبدو أنّ قائد الجيش يستند إلى تقاطع دولي للمعلومات، والدليل هو أنّ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون أعلن أنّ «داعش» تعمل لبلوغ البحر المتوسط. ويبدو منطقياً أن تعمل «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، المترامية الأطراف بين الموصل والرقة، بحدود 300 ألف كلم2، لتحظى بمنفذ بحري، خصوصاً إذا كان مرسوماً لها العيش في مرحلة مقبلة. ففي العراق، لن تسمح إيران بوصول «داعش» إلى شطّ العرب، النافذة العراقية الضيّقة على البحر. أمّا في سوريا، فالمحاولات لفَتح منفذ عند الساحل باءت بالفشل، وانتهت المعركة هناك بإحكام السيطرة العلوية. ولا يتّسِع الساحل السوري لمنفذين سنّي وعلوي، مع أن تركيا جرّبت أخيراً فتح خط ضيق جداً على البحر، في محاذاة حدودها السورية لدولة «داعش»، لكنّ المحاولة عقيمة.

إذاً، هل تجرِّب «داعش» اليوم فتح منفذها البحري في لبنان؟

هي ستفعل ذلك، لكن هناك استحالة في قدرتها على ذلك لأسباب عدة:

1- ليس لبنان جزءاً من منطقة نفوذ «داعش»، وهو لن يكون في أي ظرف. والغطاء الإقليمي - الدولي لاستمرار لبنان بلداً موحَّداً، ضمن أطر سياسية جديدة، يمنع «داعش» من اقتطاع أيّ جزء منه.

2- إذا كان التنظيم راغباً في ربط دولته بالبحر، في عكار وطرابلس، فعليه أن يسيطر على منطقة سورية شاسعة، من القلمون إلى الرقة. وهذا أمر مستحيل. وعليه أيضاً أن يسيطر على المنطقة الممتدة من عرسال إلى عكار فطرابلس، وهذا أمر أكثر استحالة، لأنّ «حزب الله» والجيش اللبناني قادران على مَنعه.

3- يصعُب على السنّة اللبنانيين، أيّاً تكن ظروفهم، ومهما عَظمت مآخذهم على «حزب الله»، أن يقعوا في غرام «داعش» وأخواتها. فالمزاج السنّي اللبناني يغلب عليه الاعتدال، ولو لَفحَ بعضه التشدُّد، ظرفياً. وليس صدفة أن تكون النقمة في ملفّ العسكريين المخطوفين عَكاريّة في الدرجة الأولى. لذلك، إنّ فكرة «المنفذ البحري» في عكار مطروحة واقعياً لدى «داعش»، لكنّ تنفيذها سرابي. والتقاسُم الواقعي لمناطق النفوذ، في الشرق الأوسط الذي يجري تظهيره شيئاً فشيئاً، لن يمنح «داعش»، على الأرجح، أيّ منفذ بحري لا في لبنان ولا سواه.

وعلى العكس، ستكون معركة عرسال ورقة رابحة في يد التحالف الناشئ حديثاً «ضد الإرهاب»، والذي يجمَع الرئيس بشار الأسد والغرب. وسيكون لبنان الرسمي، وكذلك «حزب الله» واقعياً، جزءاً من هذا التحالف الذي أطلَّ «رمزياً» مع السلاح الأميركي الآتي عبر مطار بيروت.

والأرجح أنّ الأسد وحلفاءه سيستثمرون الدعم الدولي والغطاء العربي لخوض معركة حاسمة في بقعة القلمون - عرسال. ففي سوريا، يَسدُّ الأسد كل الثغرات التي تخترق التواصل في خط دمشق - حمص - الساحل. وفي لبنان، يسيطر «حزب الله» على كامل البقاع، بما يُتيح له الترابط مع الجنوب، وربما يتمدّد من الهرمل إلى مناطق شمالية. وفي عبارة أكثر وضوحاً: «ترتيب» المنطقة المحاذية على ضفتي الحدود اللبنانية - السورية... الشكلية! فأيّ منفذ بحري يُراد بلوغه، عندئذٍ، في عكار؟ وأيّ دور تكون «داعش» قد أدّته في اللعبة الجارية ما بين لبنان وسوريا؟

 

من لم يحمِ الأكثرية لماذا يحمي الأقلية؟

شارل جبور/-جريدة الجمهورية

الاثنين 01 أيلول 2014

على أثر انهيار الجيش العراقي ودخول «داعش» إلى الموصل وتهجير المسيحيين، صدرت دعوات كنسية وسياسية تدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في توفير الحماية للأقليات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه الدعوات في محلها؟ وهل سيبادر هذا المجتمع إلى حماية الأقليات في الوقت الذي تخاذل فيه عن حماية الأكثرية التي تتعرض للإبادة في سوريا؟ ومَن يحمي الإنسان في هذا العالم؟ سياسة الانكفاء التي اعتمدتها الولايات المتحدة تاريخياً لم تعد تصلح في زمن العولمة يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الانهيارات التي أصابت منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع الثورة السورية، والتي أدّت إلى صعود التطرف بشكل غير مسبوق تاريخياً، وذلك نتيجة سياسات التردد والتخاذل والانكفاء التي اتبعها، وكأنّ انسحاب القوى العظمى إلى داخل حدودها للاهتمام بمشاكلها سيجعلها بمنأى عن ارتدادات هذا التطرف. فسياسات الانكفاء التي كانت تعتمد في أزمنة غابرة من قبل الولايات المتحدة، على سبيل المثال، لم تعد تصلح في زمن العولمة الذي تتأثر فيه كل شعوب العالم، حيث أصبح أي حدث أو تطور في أي بقعة على هذه الأرض ينعكس على العالم بأسره. وبالتالي، سياسة الهروب من التحديات العالمية تشكل جريمة بحق الإنسانية، وتداعياتها لن توفّر أي دولة أو شعب أو حضارة.

وكان الملك السعودي أوّل من حذّر المجتمع الدولي من سياساته التي سترتد عليه عاجلاً أم آجلاً في حال لم يسارع إلى تأدية دوره، فضلاً عن أنّ كلفة المواجهة في بداياتها كانت أقل بكثير ممّا هي عليه اليوم بعد تفشّي ظاهرة التطرف نتيجة العنف السوري غير المسبوق وتداخل العوامل الدينية - المذهبية بالسياسية. ومن هنا لم تعد القضية تتعلق بالأقليات وحمايتهم، بل أكبر من ذلك بكثير وتتصِل بحماية البشرية من هذه الحرب الإرهابية التي لن تقف عند حدود جغرافية، حيث ستمتد كالنار في الهشيم.

وبالتالي، مقاربة الخطر من نظرة فئوية تتصل بحماية المسيحيين هي نظرة قاصرة ومحدودة للأسباب الآتية:

أولاً، المعالجة تكون لأصل المشكلة وليس لإفرازاتها، حيث أن أيّ حماية ممكنة لهم اليوم ستتحول مستحيلة غداً، لأنّ الإرهاب لن يقف عند حدود سياسية وطائفية وجغرافية، ولن تتمكن أي دولة من الصمود أمامه.

ثانياً، منطق الحمايات الذي كان سائداً إبّان الامبراطورية العثمانية وَلّى إلى غير رجعة ليس بسبب تبدّل الاهتمامات الدولية فقط، إنما لأنّ طبيعة الأخطار اختلفت، فما كان ممكناً في مواجهة دول أصبح متعذراً في مواجهة الإرهاب.

ثالثاً، الخطر الإرهابي يستهدف المسلمين بشكل أساسي وتحديداً السنة، وبالتالي يجب تصحيح الصورة ووضع الأمور في نصابها، لأنّ خلاف ذلك يظهر وكأنّ هناك استهدافاً إسلامياً للمسيحيين، فيما الاستهداف يطال كل الناس وفي طليعتهم المسلمين، وإذا كان انعكاس هذا الخطر أكبر على المسيحيين، فلأنّ ديموغرافيتهم قليلة ومحدودة.

رابعاً، طلب الحماية الخارجية لا يساعد المسيحيين، بل يزيد في توريطهم وتقهقرهم، كونه سيُظهرهم أمام الاعتدال الإسلامي بأنهم انعزاليون وأنانيون، لأنّ صَوتهم لم يرتفع إلّا عندما ذبح الثور الأبيض، أو على طريقة السيّد المسيح في مثل «ابن الإنسان هو الديان» عندما يقول الملك: «ابتعدوا عني أيّها المَلعونون، واذهَبوا إلى النّار الأبدية المُعدّة لإبليس ومَلائكته، لأنّي كنتُ جائعاً فلم تُطعموني. وعطشاناً فلم تسقوني. وغريباً فلم تأووني.

وعُرياناً فلم تُلبسوني. ومريضاً ومَسجوناً فَلم تزوروني. فيُجيبه الأشرار: يا رَبّ، مَتَى رَأيناكَ جائعاً أو عطشاناً أو غريباً أو عرياناً أو مريضاً أو مسجوناً، ولم نُقدّم لك ما تَحتاج؟ فيقول الملك: أقول الحَقّ لكم، عندما أهمَلتم عملَ ذلك لأحد إخوَتي الضّعفاء، فإنّكم إنّما أهمَلتُم عَمله لي أنا».

خامساً، دعوة المسيحيين إلى الحماية الخارجية لا تستقيم إلّا في حال اقترنت بالدعوة إلى حماية أخوتهم المسلمين وكل إنسان مستضعف ومقهور ومعذب ومضطهد ومظلوم.

سادساً، الدعوة إلى حماية الأقليات لا تستقيم إلّا في حال اقترنت بالدعوة إلى حماية الأكثرية التي تذبح في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.

سابعاً، الضمير العالمي الذي لم يتحرك لنجدة الشعب السوري على رغم مصالحه مع السعودية والدول العربية وأكثر من مليار مسلم، لن يتحرك لنجدة أقليّات على طريق الانقراض.

ثامناً، المواجهة الفعلية مع التطرف الإسلامي تقوم على أكتاف الاعتدال الإسلامي المتضرر الأكبر من هذا التطرف. وبالتالي، من يقود عملياً هذه المواجهة اليوم هو المملكة العربية السعودية التي استنفرت وتجنّدت لهذه المواجهة، إن من خلال المواقف المحذرة والمتكررة التي يُطلقها العاهل السعودي، أو عبر توحيد الجهود داخل البيت الخليجي بعد مبادرة الرياض لترتيب أحوال هذا البيت مع الدوحة.

تاسعاً، دور المسيحيين يكمن في الالتصاق بالاعتدال الإسلامي، وخوض المعركة بالتكافل والتضامن إلى جانب هذا الاعتدال، وليس بالتمايز عنه عبر مناشدات لا يكون لها أيّ وقع أو ترجمات سوى الإساءة إلى صورة المسيحيين الذين عليهم الظهور بمظهر المدافع عن الإنسان انسجاماً مع مثل «ابن الإنسان هو الديّان».

عاشراً، المواجهة مع الإرهاب لا تستقيم إلّا عن طريق تعزيز دور الاعتدال الإسلامي، وإسقاط النظام السوري، وقيام الدولة الفلسطينية، ولجم النفوذ الإيراني، كما لا تستقيم إلّا بمواجهة كل أنواع الإرهاب، فلا يوجد إرهاب بربري وآخر»كلاس».

ويخطئ كلّ من يعتقد بأنه قادر أن ينقذ نفسه مقابل هلاك الآخرين، لأنّ الحلّ إمّا يكون شاملاً أو لا يكون، وقد نجح لقاء «سيدة الجبل» في تقديم أطروحة متكاملة لخيارات المسيحيين، حيث تشكّل التوصيات الختامية الخمس خريطة طريق لخروج المسيحيين والمسلمين من مستنقع الحرب والعنف نحو السلام، وإعادة بناء الأوطان العربية على قاعدة التعددية والمدنية، كما تشكّل رؤية متكاملة تعيد الاعتبار للتجربة اللبنانية وضرورة تعميمها كنموذج خلاصيّ في المنطقة، وتعيد الاعتبار أيضاً لدور المسيحيين لبنانياً وعربياً.

 

التحالف و«داعش» والثمن

غسان شربل/الحياة

موقف باراك أوباما شديد الوضوح. لن يرسل الجنود الأميركيين ليقاتلوا في الفلوجة أو الرقة. الجيش الأميركي ليس قوة للإيجار. الرئيس غير راغب وغير قادر أيضاً. لن يحرر المحافظات السنية العراقية من «داعش» لتستأنف إيران الإمساك بالقرار في بغداد. لن يسترجع المحافظات السورية من «داعش» لتعود مجدداً إلى قبضة النظام السوري. المساهمة في اقتلاع «داعش» مشروطة بتغييرات فعلية في المسرح الذي شهد إطلالتها وتمددها. يخاطب أوباما أهل المنطقة بما معناه هذه مشكلتكم أولاً وأنتم أول ضحاياها. لسنا على استعداد للقتال نيابة عنكم. سندافع عن مصالحنا لكننا لن نتطوع لدفع الأثمان الباهظة. نحن نساعدكم وندعمكم. وقبل ذلك عليكم اتخاذ قرارات واضحة مهما كانت صعبة أو مكلفة. يذهب أوباما أبعد في التفاصيل. ولد «داعش» في المناطق السنية. لمكافحته لا بد من دور نشط لأبناء البيئة نفسها. السني المعتدل يجب أن يحارب السني المتطرف. شيء يشبه فكرة الصحوات العراقية مع اختلاف الظروف. الحكومات في مسرح القتال يجب أن تكون حكومات جامعة. أي أن تكون جزءاً من الحل لا من المشكلة. لا يساعد في المعركة استقدام ميليشيات شيعية لتحرير مدن سنية من «داعش». الجيوش التي ستشارك يجب ألا تكون متهمة بأنها من لون واحد أو أنها تقاتل لتكريس هيمنة مكون على مكون آخر. إشراك الجيوش المتهمة سيُعطي التنظيم فرصة الحصول على تعاطف في البيئة التي عانت سابقاً من ارتكابات الجيوش الفئوية.

لن يجد التحالف الدولي صعوبة في العثور على شركاء من الدول السنية الرئيسية في المنطقة. موقف مجلس التعاون الخليجي واضح في هذا السياق. الموقف السعودي شديد الوضوح عكسته تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لدى استقباله عدداً من السفراء. ندد بممارسات الإرهابيين ولفت إلى أن خطرهم مرشح للامتداد سريعاً إلى أوروبا وأميركا. مصر والأردن شريكان طبيعيان في مثل هذا التحالف. وتركيا التي سهلت تدفق المتطرفين إلى سورية ستكون مضطرة إلى التعويض عما فعلته. لكن السؤال هو ماذا سيطلب جون كيري من الحلفاء السنة وما هي حدود أدوارهم ومسؤولياتهم؟. الحرب الجدية على «داعش» لا بد أن تشمل ملاذه الآمن في سورية. هنا العقدة. تباطأت أميركا في دعم «الجيش الحر» وتباخلت عليه. لم يعد قادراً أن يكون شريكاً أساسياً في الحرب على «داعش». إعادة تأهيله تستلزم وقتاً بعدما التهم «داعش» الكثير من مواقعه فضلاً عن «جبهة النصرة». الجيش النظامي هو القوة الرئيسية القادرة على المشاركة في الحرب ضد «داعش». لكن هل سيأتي التحالف لإنقاذ النظام الذي كان اعتبره فاقداً للشرعية وليقدم بذلك هدية إلى إيران وروسيا؟ وهل يقبل النظام بحل سياسي كان يرفضه ليتمكن من تقديم أوراق اعتماده للتحالف الجديد؟. واضح أن عدم إشراك الجيش النظامي السوري في الحرب على «داعش» يعني أن الحرب في الحلقة السورية ستكون طويلة. واضح أيضاً أن الدعوات إلى إشراكه تصطدم حتى الآن بمعارضة أميركية وأوروبية علاوة على صعوبة عودته إلى مناطق أخرج منها وعاقبها. لإيران مصلحة في اقتلاع «داعش». لكن شروط اقتلاعه تقلص بالضرورة من نفوذ إيران في المنطقة. أي حكومة متوازنة وواسعة التمثيل في العراق تقلص قدرة إيران على إدارة العراق. أي حل سياسي في سورية يقلص قدرة إيران على التفرد بإدارة الوضع السوري خصوصاً أنه يعني بالضرورة تغييراً في موقع سورية فضلاً عن خروج «حزب الله» من الأراضي السورية. لهذا ليس سهلاً إشراك إيران وليس بسيطاً تجاهلها. التحالف لاقتلاع «داعش» مستحيل من دون قيادة أميركية كاملة. هذا يعني نهاية الانكفاء الأميركي الذي أعقب الانسحاب من العراق. التحالف نفسه يشكل هزيمة لروسيا التي لم تنجح في التحول جزءاً من الحل وظلت جزءاً من المشكلة. يضاف إلى ذلك أن فلاديمير بوتين خلع حديثاً الأقنعة التي ارتداها طويلاً. إصراره على زعزعة استقرار أوكرانيا ووحدة أراضيها أيقظ صورة روسيا العدوانية ووتر علاقاتها بالاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي وأميركا. مهمة اقتلاع «داعش» ليست مستحيلة لكنها ليست سهلة. فعملية الاقتلاع ستؤدي في حال نجاحها إلى تعديل في المشهد على مستوى الهلال الملتهب وداخل خرائطه الممزقة. والخيار جلي إما كارثة استمرار «داعش» وإما دفع الثمن الضروري لاقتلاعه. السؤال مطروح على مستوى المنطقة لكنه شديد الإلحاح على طاولات المرشد الإيراني والرئيس السوري ورئيس الوزراء العراقي المكلف فضلاً عن طاولة زعيم «حزب الله».

 

كيف كشف لبنان النظام السوري؟

خيرالله خيرالله/المستقبل

يسعى النظام السوري إلى اعادة تأهيل نفسه عن طريق المشاركة في الحرب على الإرهاب. كان المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية وليد المعلّم قبل أيّام محاولة أخرى للعب ورقة الإرهاب. ذهب وليد المعلّم إلى حد القول إنّ أي «عدوان» على سوريا يجب أن يكون بالتنسيق مع النظام السوري. فحوى كلام وزير خارجية النظام السوري أن النظام مستعدّ حتّى لتبرير أي عدوان أجنبي على سوريا شرط أن يصبّ هذا العدوان في خدمة النظام واستمراره. المهمّ متابعة قتل السوريين بكلّ الوسائل المتاحة، خصوصاً بواسطة البراميل المتفجّرة.

ما زال هذا النظام يعتقد أنّ في استطاعته استخدام «داعش» لتحقيق هذا الغرض. كلّ ما يريده النظام هو الاحتفاظ بالسلطة لا أكثر. السلطة المطلقة، التي تعني استعباد السوريين، هي الأداة التي تسمح له بنهب خيرات سوريا إلى الأبد. أوليس شعار النظام «الأسد إلى الأبد»؟

تجربة النظام الطويلة مع لبنان، وهي تجربة امتدت ما يزيد على أربعة عقود أكثر من كافية لتأكيد أنّ تحويل النظام إلى مشارك في الحرب على الإرهاب من رابع المستحيلات. قبل كلّ شيء، لعب النظام السوري منذ ما قبل استحواذ حافظ الأسد على السلطة كلها في خريف العام دوراً في إغراق لبنان بالسلاح. كان الأسد الأب، وكان لا يزال وزيراً للدفاع، وهو منصب شغله بين العامين و، من باشر في إغراق لبنان بالسلاح. كان الشيء الوحيد المهمّ للنظام السوري الذي بدأ في الثالث والعشرين من شباط ـ فبراير من العام يتحوّل إلى نظام علوي لا أكثر، توريط مسيحيي لبنان في حرب مع الفلسطينيين.

كان مطلوباً تسليح المسيحيين والفلسطينيين في الوقت ذاته واستخدام التناقضات الداخلية اللبنانية من أجل أن يصبح الفلسطينيون «جيش المسلمين»، خصوصاً جيش أهل السنّة في لبنان. في كلّ وقت من الأوقات كان همّ النظام السوري، الذي سعى دائماً إلى التقرّب من شيعة لبنان واستيعابهم، محصوراً في إشعال الحرائق في البلد وذلك كي يسمح له الأميركيون، بمباركة اسرائيلية، بوضع يده على الوطن الصغير. لم يكن النظام السوري في يوم من الأيّام بعيداً عن حلف الأقلّيات الذي اراد من خلاله جعل علويي سوريا الطرف المهيمن في هذا الحلف المرتبط بطريقة أو بأخرى بمسيحيي لبنان والشيعة فيه. المؤسف أنّ المسيحيين لم يستوعبوا في أيّ وقت مآرب النظام السوري. كانت النتيجة سقوطهم في الفخّ الذي نصبه لهم حافظ الأسد الذي استنجدوا به في يوم من الأيّام من أجل وقف الزحف الفلسطيني في اتجاه الجبل المسيحي والقرى المسيحية. لم يكن المسيحيون وحدهم الذين لم يستوعبوا ما الذي يريده النظام السوري. بعض أهل السنّة عجزوا عن ذلك. كذلك عجز الدرزي كمال جنبلاط الذي اعتقد أن الفلسطينيين سيكونون قادرين على تغيير الصيغة اللبنانية بما يصبّ في مصلحته. لمّا أدرك كمال جنبلاط أن اللعبة من أولّها إلى آخرها لعبة النظام السوري، كان الأوان قد فات.

ذهب كمال جنبلاط، الذي اغتاله النظام السوري في العام ، ضحيّة هذا الإدراك المتأخّر لطبيعة نظام، كان يستخدم الفلسطينيين لوضع اليد على لبنان. كان على الفلسطينيين إشعال الحرائق بأسلحة مصدرها سوريا، لتبرير استنجاد الأميركيين بجيش النظام السوري بغية «السيطرة على مسلحي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان». تلك هي العبارة التي استخدمها هنري كيسينجر وزير الخارجية الأميركية وقتذاك، لإقناع اسرائيل بضرورة قبول الوجود العسكري السوري في لبنان والاعتراف بأهمّيته.

كان مفترضاً في هذا الوجود العسكري تغطية كلّ الأراضي اللبنانية لولا «الخطوط الحمر» التي رسمتها اسرائيل بحجة أنّها متمسّكة بالوجود الفلسطيني المسلّح في جنوب لبنان. كانت حجة اسرائيل وقتذاك أنّها «في حاجة إلى الاشتباك مع المسلّحين الفلسطينيين بين حين وآخر». الأكيد أنّه كانت لديها أهداف خاصة بها تستدعي بقاء الجيش اللبناني خارج جنوب لبنان. كانت تلك نقطة التقاء اسرائيلية مع النظام السوري الذي اعتبر في كلّ الوقت أن جنوب لبنان يجب أن يبقى جرحاً نازفاً.

حتى العام ، بقي جنوب لبنان في عهدة المسلحين الفلسطينيين ثم تحت سيطرة «حزب الله» الذي ليس سوى لواء في «الحرس الثوري» الإيراني. كان ذلك مطلوباً اسرائيلياً. كان مطلوباً تبرير الادعاءات الإسرائيلية التي تبرّر الهرب من أي مفاوضات جدّية مع الفلسطينيين والعرب بحجة أنّها «دولة مهدّدة».لم يتوقف النظام السوري في أيّ وقت عن ممارسة لعبة مدروسة قائمة على ضرورة الاستعانة به من أجل مكافحة الإرهاب، علماً بأنّه مصدر من مصادر الإرهاب. كشف لبنان النظام السوري منذ زمن طويل. كشف طبيعته الحقيقية، خصوصاً بعد تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط ـ فبراير . بعد ذلك اليوم الذي خرج فيه اللبنانيون إلى الشارع موجهين أصابع الاتهام إلى النظام السوري، انتهت اللعبة التي مارسها النظام واعتاد عليها. مارسها أطول بكثير مما يجب بموافقة قوى إقليمية على رأسها ايران واسرائيل، فيما المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة يتفرّج، بل يصفّق. لم يعد من مجال لممارسة هذه اللعبة. كان ظهور وليد المعلّم في مؤتمره الصحافي الأخير باهتاً، نظراً إلى أن معظم العالم يعرف ما هي «داعش» وكيف خلق النظام السوري هذا التنظيم بمباركة ايرانية بغية ابتزاز الولايات المتحدة في العراق بعد احتلالها لهذا البلد في العام . تغيّرت طبيعة «داعش» مع مرور الوقت وتطوّر الحوادث. انقلب السحر على الساحر. هناك الآن «داعش» المتعاونة مع النظام السوري و«داعش» أخرى تمتلك حسابات خاصة بها. كلّ ما في الأمر أنّ نظاماً مثل النظام السوري، يستطيع الادعاء أنّه يقاتل الإرهاب لو لم يكن نظاماً يلجأ إلى الإرهاب بغية تبرير وجوده لا أكثر ولا أقلّ. من يستعين بمقاتلين لبنانيين وايرانيين وعراقيين للدفاع عن وجوده في دمشق من منطلق مذهبي بحت، لا يستطيع بأيّ شكل الاستعانة بـ«داعش» وجرائمها كي يجد لنفسه مقعداً مع المشاركين الحقيقيين في الحرب على الإرهاب. لا يمكن بأي شكل تبرير جرائم «داعش» التنظيم الإرهابي المتخلّف. ولكن في الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل أن «داعش» ربطت بين مناطق سنّية في سوريا والعراق، بعدما اعتبرت ايران، ممثّلة بميليشا «حزب الله»، أنّ الحدود بين بلدين عربيين مستقلّين هما لبنان وسوريا لا قيمة لها، وأن ما يعلو على الحدود هو الرابط المذهبي بين النظام السوري وما يمثّله الحزب. هناك بكلّ بساطة ما هو أبعد من الحرب على «داعش». هناك أنظمة مثل النظام السوري أسست لقيام مثل هذه الظاهرة بعدما شاركت في لعبة إثارة الغرائز المذهبية. هذه لعبة يمكن لعب دور في اطلاقها ولكن يستحيل التحكّم بها في المراحل اللاحقة. من يشارك في اطلاق مثل هذا النوع من الألعاب الخطيرة ليس مؤهلاً للعب دور في كبحها من أجل اعادة تأهيل نفسه. هذا ما لا يستطيع النظام السوري فهمه بغض النظر عن مدى سذاجة ادارة أميركية مثل ادارة باراك أوباما...

 

التحشيد ضدّ «داعش»: على أيّ أساس؟

المستقبل/وسام سعادة

يتصادم تنظيم «داعش» مع قوى يكاد لا يجمعها جامع. يتصادم مع المعتدلين دينياً وسياسياً، ومع المعتدلين سياسياً فقط، ومع المتعصّبين دينياً ضده من خلفية مذهبية أو عقائدية، ومع المقتربين عقائدياً منه والمختلفين معه في التنظيم، ويتصادم مع الطوائف جميعها، والوطنيات الكيانية جميعها، والأفكار القومية جميعها، في هذه المنطقة من العالم. هذا التصادم مع كل الحكومات والتيارات والجيوش والأفكار يطوّق تمدّد التنظيم، لكنه يمدّه أيضاً بأسباب القوّة، ليس فقط من ناحية إبرازه بمظهر الحيوية الجامحة التي تثير الرعب في كل مستند الى الركود، بل أيضاً من ناحية أن معادلة من قبيل «تحشيد الكل ضد داعش» من شأنها أن تخفّض فعالية التدخل ضد هذا التنظيم. ضد «داعش« اليوم معتدلون ومتطرفون، طغاة وديموقراطيون، إسلاميون وإسلاموفوبيون، أمبرياليون ومعادون للإمبريالية، فكيف يمكن تنظيم حلف مفيد من كل هذا؟! طبعاً ثمة مقترحات عديدة. ثمة من يدعو الى «تحالف أجهزة استخباراتية» لتوجيه ضربات تقصم ظهر هذا التنظيم وتجعله ينكمش على نفسه. وثمة من يدعو إلى نسخة منقحة من «تحالف الأقليات» تواكب التمدد الداعشي وتواجهه، وتبتغي الاستفادة من تمدد «داعش« لمواصلة الصراع المذهبي في المنطقة، بدعوى أنّه إما ولاية الفقيه التي تلحق كل الأقليات تبعياً بها، وإما «داعش« المعادية استئصالياً لكل الأقليات والمعادية «هندسياً» للأكثرية، تريد إعادة تشكيلها على صورتها ومثالها. ترمي ذهنية «حلف الأقليات» هذه إلى تبييض صفحة نظام قتل الناس بالسلاح الكيماوي ويواظب على رمي البراميل المتفجرة ضد الأهلين، كما ترمي إلى استيراد «الإسلاموفوبيا» وتأطيرها فئوياً، لمصلحة مذهب ضد آخر، بل لمصلحة أصولية ضد أخرى. في المقابل، لا وجاهة لأي رؤية تطويقية لتنظيم «داعش»، لا تنطلق من تضافر المصارحات النقدية: المصارحة النقدية بأن الاحتلال الأميركي للعراق كان كارثة كبرى وبكافة المقاييس، وأكبر من كارثة النظام الصدامي نفسه، وأن رهان جماعات أهلية وتيارات فكرية على هذا الاحتلال، هو الذي فتح الطريق لظهور ما سيعرف بـ»داعش». والمصارحة النقدية بأنّ من يهمّه سقوط «داعش» لا يمكنه أن يقاتل لأجل نجدة نظام آل الأسد. قد يجوز البحث، والأخذ والرد، حول سياسات المناوشة أو التواطؤ وصولاً إلى التصادم الحالي بين النظام و»داعش»، لكن المشكلة الأساسية هي أن «داعش» بجرائمها إنما تشكّل «صورة بالنيغاتيف» للنظامين البعثيين العراقي والسوري مجتمعين. لا يمكن إعادة بناء كيان سوري تعددي من دون إعادة بناء كيان عراقي تعددي. لا يمكن تطويق «داعش« من خارج رؤية تبحث عن إنهاء الصراع من أجل الهيمنة المذهبية الأحادية، سواء من الموقع الأقلوي أو الأكثري. وبهذا المعنى، من يريد ضرب «داعش» وإبقاء بشار الأسد عليه أن يكون صريحاً، هو يطلب الشيء ونقيضه. حلف المعتدلين في مواجهة «داعش» هو اليوم ضرورة حيوية. لكنها ضرورة صعبة. هي تستدعي الجمع بين اثنتين: أن لا يكون ثمة، بين «السنة والشيعة» من غالب ومغلوب، لا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان. وأن يكون ثمة، بين الظواهر الاستبدادية مغلوبان أساسيان: أحدهما مزمن، وهو نظام البعث في سوريا، وثانيهما، طري العود، وهو تنظيم «داعش«.

 

تحريض طائفي مكشوف من الأشرفية إلى طرابلس وعين الحلوة ريفي يطلب الملاحقة و"التيار العوني" يدافع عن حارقي شعار "داعش"

النهار/1 أيلول 2014

تفاعلت قضية إحالة حارقي اعلام وشعارات ورموز دينية، خلال عطلة نهاية الاسبوع واتخذت أبعاداً سياسية مفتوحة على منزلقات خطرة. البداية كانت في ساحة ساسين – الأشرفية، حيث أحرق شبان ورقة كرتون طبعت عليها صورة لراية "داعش". وبعدما شاع الخبر عبر قنوات التواصل الاجتماعي، صدر عن مكتب وزير العدل أشرف ريفي بيان جاء فيه أن "عدداً من الاشخاص أقدموا على إحراق راية "داعش" في ساحة ساسين، وهي راية كتب عليها شعار "لا إله الا الله محمد رسول الله"، الذي هو الركن الاول من أركان الدين الاسلامي، وهو الشعار البعيد كل البعد عن راية "داعش" ونهجها الإرهابي، وبناء عليه طلب وزير العدل من مدعي عام التمييز سمير حمود، التحرك لملاحقة الفاعلين وتوقيفهم وإنزال أشد العقوبات بهم، نظراً إلى ما يشكله هذا الفعل، من تحقير للشعائر الدينية للأديان السموية، ولما يمكن أن يؤدي اليه من إثارة الفتنة".

أول المستنكرين لما جرى كان النائب نديم الجميل الذي كتب على "تويتر" ان "هذا العمل بعيد عن أخلاقيات أبناء الأشرفية". في حين برّر فعلة الشبان نواب وشخصيات من "التيار العوني"، وأعلن النائب ابرهيم كنعان أنه توكل عمن أحرقوا صورة راية "داعش" في الاشرفية، فيما قال الوزير السابق نقولا صحناوي في بيان "إن ما جرى في الأشرفية هو اعتراض بسيط على جرائم كبرى ترتكبها "داعش"، فالناس تذبح كالخراف، والمباني الدينية تهدم والايقونات تمزّق كما تقطع رؤوس مجسمات القديسين".

واعتبرت هيئة قضاء بيروت الاولى في التيار في بيان، أن "ما حصل في الاشرفية لم يكن فعلا بذاته إنما كان رد فعل عفوياً على التصرفات الشاذة والاجرامية التي ارتكبها تنظيم داعش ولا يزال بحق الشعب اللبناني وجيشه وقوى امنه". وفي اطار ردود الفعل كتبت على جدران كنيستين في طرابلس عبار "دولة الاسلام قادمة" أزالها الجيش. وأصدر ريفي بياناً آخر جاء فيه: "اورد بعض وسائل الإعلام، والمواقع الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، خبراً مفاده، أن شباناً أقدموا على وضع صلبان على الطرق وأحرقوها. بناء عليه، وانطلاقاً من قدسية الشعائر الدينية للأديان السموية، الاسلامية والمسيحية، ولعدم جواز المس بها في أي شكل وتحت أي حجة، ولأن الصليب هو الرمز المهم في المسيحية، ونظراً الى الانعكاسات السلبية والخطيرة قانونياً ووطنياً لهذا النوع من الأفعال المجرمة، على السلم الأهلي والوفاق الوطني والعيش المشترك، طلب الوزير ريفي الى النائب العام لدى محكمة التمييز سمير حمود، تكليف الجهات القضائية المختصة، إجراء الاستقصاءات والتحريات اللازمة، للتثبت من هذه الوقائع ومكان حدوثها، وكشف هوية الفاعلين وملاحقتهم، وتوقيفهم تمهيداً لإنزال أشد العقاب بحقهم". إلا ان جهات مطلعة نفت حصول واقعة حرق صلبان في طرابلس. وذكرت أن الحادثة وقعت على الأرجح في مخيم عين الحلوة.

 

المخاوف اللبنانية إلى ذروتها ولا ضمانات هل يصمد الرهان على مظلّة دولية للحماية؟

روزانا بومنصف /النهار/1 أيلول 2014

بلغت المخاوف في لبنان في الاسابيع الاخيرة مستويات غير مسبوقة منذ زمن الحرب الداخلية. فمنذ معركة عرسال في الثاني من آب المنصرم شرعت الابواب واسعة امام دخول عناصر جديدة على الوضع باتت تنذر بنتائج وخيمة. اذ اضحى التنظيمان الارهابيان "داعش" و"جبهة النصرة" من يوميات السياسة اللبنانية خصوصا بعد خطفهما جنودا لبنانيين الى جرود عرسال وتحكمهما بهذه المنطقة بالاستناد الى الحادث الجديد الذي وقع في نهاية الاسبوع الماضي لتجاوز دورية عسكرية لبنانية مجال تحركها الميداني. والاخطر محاولة دخولهما كما في العراق وسوريا على خط الخلاف السني- الشيعي من خلال العزف على الجرح السني من خلال اثارة مسؤولية "حزب الله" في الحرب السورية الى جانب النظام والسعي الى تحرير القلمون من عرسال ما يربط الحرب هناك بالنزاع الشيعي السني من العراق الى لبنان. ويوازي ذلك خطورة في المقابل الحملات على الجيش اللبناني والمطالبة بالمحاسبة التي لا تخلو من اهداف سياسية في زمن صعب تفتح من جهة اخرى الباب واسعا على مخاوف من ان تستعاد تجارب في الجيش تذكر بمراحل خطرة في بداية الحرب او بمراحل لاحقة بحيث تنال من هيبته كمرجعية تحمي لبنان واللبنانيين في وقت يبدو لبنان احوج ما يكون الى المرجعية الامنية التي يشكلها خصوصا في غياب مرجعية رئاسة الجمهورية. كما يوازيه امران في غاية الخطورة احدهما يتمثل في تسليح القرى اللبنانية على الحدود مع سوريا وان كان لغايات الحماية المبررة في وجه مد محتمل عبر الحدود من سوريا او اعتداءات ما، فانه يخشى من تبعات له خطيرة في الوقت نفسه. والاخر يتمثل في المشاعر "العنصرية" التي بات يثيرها السوريون لدى اللبنانيين على وقع ما حصل في عرسال بحيث يخشى كثر على ما اعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق ان يهدد خطف العسكريين او قتلهم بردود فعل عنيفة لا يمكن التحكم بها ازاء النازحين السوريين الموزعين في مختلف المناطق اللبنانية. وهذه العناصر جميعها باتت تؤشر في ظل مخاوف كثيرين الى انحلال الدولة ومؤسساتها تشهد عليه ظواهر وتطورات يومية على مختلف الصعد والمستويات في ظل ارباك حكومي لا يرقى في اي حال الى مستوى الازمات على رغم جهد رئيسها.

من جانب آخر تجددت التساؤلات على المستويات الشعبية وعلى نطاق واسع اذا كان ينبغي ان يبقى المسيحيون في لبنان ام يعدوا العدة للهجرة لئلا تسبقهم رياح الاحداث الزاحفة من العراق وسوريا ومن المنطقة ككل فيما لا تجد هذه التساؤلات اي اجوبة شافية بين مؤتمر للدفاع عن مسيحيي الشرق في واشنطن مقرر قبل تطورات طرد المسيحيين من الموصل ونينوى وخلوة للقاء سيدة الجبل في الاشرفية يسعى من خلالها الاعتدال المسيحي والسني والشيعي لتأكيد استمرارية نموذج لبنان العيش المشترك. وذلك في الوقت الذي يضرب عرض الحائط بمطالب المرجعيات الروحية المسيحية للاسراع الى انتخاب رئيس مسيحي للجمهورية فلا تطيحه التطورات الدرامية في المنطقة كما يهاجم وليد جنبلاط بمواقف مستنكرة لسعيه الى تسوية سياسية لملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية في ظل خط بياني متصاعد حول التراجع المسيحي في المنطقة ولبنان.

وفيما يعتقد سياسيون، ومن بينهم وزراء في الحكومة، انه لا يجب المبالغة بالمخاوف ولو ان المخاطر كبيرة وفعلية، يقول هؤلاء بان ثمة مظلة اقليمية دولية لا تزال تشكل شبكة امان نسبية للبنان قياسا على ما يجري في المنطقة على الاقل ولو ان لبنان شهد ولا يزال الكثير من الانعكاسات. ويعود ذلك الى اعتبارات عدة من بينها في اعتقادهم انه يشكل ملاذا كبيرا ومهما للاجئين السوريين او العراقيين وممرا للكثيرين منهم الى الخارج ايضا ومن المصلحة الا يسمح بالعبث بوضعه او استقراره الى حد تخريبه كما هي الحال في العراق او سوريا لئلا تكون المنطقة والمجتمع الدولي امام كارثة من نوع اخر. ويقول هؤلاء ان اجتماع مجموعة الدعم الخاصة بلبنان في نيويورك في ايلول الجاري، وهي المجموعة التي قامت على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة من اجل دعم نأي لبنان بنفسه عن تطورات المنطقة وتحصينه بمساعدة جيشه يمكن ان يعيد تأكيد ذلك. ويبدو بحسب هذه المصادر ان الاطمئنان لوجود هذه المظلة الدولية من حيث المبدأ يشكل خلفية لمواقف سياسية عدة تبدو كأن اصحابها يمارسون ترفا سياسيا في وقت غير مناسب او يسعون الى توظيف او استغلال الوصول الى مطالب سياسية في هذا الوقت او لاستمرار الصراع السياسي وفق ما يعبر عنه الواقع الراهن بحيث لا يصار في الحكومة الى رؤية موحدة متكاملة سياسية لتحصين الوضع مثلا. يضاف الى ذلك الاعتقاد او الرهان على ان ثمة ما بات يدفع في المنطقة نحو التقاء مصالح بناء على المخاطر التي يراها الجميع في تمدد التنظيمات الارهابية بالاستناد الى اللقاء السعودي الايراني اخيرا.

الا ان مراقبين يخشون الا يحمي ذلك لبنان من المتغيرات التي باتت تلفحه بقوة على غير مستوى ديموغرافي وسياسي واجتماعي بحيث تتنامى الخشية كبيرة على نسيجه وفق ما باتت عليه الحال راهنا.

 

معركة عرسال تحسم مصير الاستحقاق الرئاسي الخطر الداعشي يعزّز صعود الاعتدال الطائفي

سابين عويس/النهار/1 أيلول 2014

التطورات الخطيرة التي تشهدها البلاد على خلفية تدهور الوضع الامني في بلدة عرسال وما رافقه من موجة إشاعات حول مصير العسكريين المختطفين على يد المجموعات المسلحة، أثار الهواجس حيال ما يجري استدراج لبنان اليه خصوصاً أن أحداث عرسال الاخيرة بينت إلى أي حد يمكن الساحة اللبنانية أن تشكل بيئة حاضنة لاندلاع الفتنة المذهبية، وذلك خلافاً لكل التطمينات التي أوردتها ولا تزال القوى السياسية المعنية.

وأكثر ما يثير قلق اوساط سياسية مطلعة محاولات استدراج الشارع المسيحي إلى الصراع المذهبي القائم داخل الطائفة المحمدية، كما حصل على أثر إحراق راية تنظيم داعش في ساحة ساسين في الاشرفية وما استدرجته من ردود فعل طائفية بلغت حد المساس بالرموز الدينية.

وقد علقت الاوساط أهمية كبيرة على كلام رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في خلوة لقاء سيدة الجبل الذي رأى نفسه ومن موقع المسلم العربي واللبناني أقرب إلى المجتمع المسيحي من "أولئك الذين يتخذون من الاسلام شعاراً يرتكبون تحت لوائه جرائمهم او اولئك الذي يرفعون راية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية في طهران، او راية الخليفة الحاكم في الموصل والرقة". ورأت في هذا الموقف الذي يتزامن مع محاولات إثارة الفتنة الطائفية العابرة للمناطق، دعوة صريحة إلى تعزيز نهج الاعتدال الطائفي والحاجة الملحة إلى إعطائه فرصة قطع الطريق على نهج الاصولية الذي يعزز الارهاب والتطرف.

ولأن هذا الخطر بات يهدد الاستقرار الهش والسلم الاهلي في البلاد، فقد تداعت السلطة السياسية والقيادات الامنية إلى اجتماع أمني طارئ أمس في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لبحث الاجراءات العملية المتاحة امام الجيش والقوى الامنية لإحتواء التمدد الداعشي وفك أسر العسكريين المحتجزين من أجل وضع حد لأي عمليات ابتزاز يمكن أن تتعرض لها المؤسسة العسكرية مقابل الافراج عن موقوفين في سجن رومية.

وعلى رغم طابع السرية الذي أحاط أجواء الاجتماع، فإن أوساط السرايا أكدت ان البحث اتسم بالجدية والمسؤولية حيال حجم المشكلة المطروحة وإمكان مواجهتها وكيفية الافادة من الدعم العربي والدولي للمؤسسة عبر توفير مساعدات عسكرية لها لمواجهة الحال الارهابية التي تتعرض لها.

وتتوقف الاوساط السياسية عينها عند خلفيات معركة عرسال واختطاف العسكريين والتي تصفها بالبورصة التي تؤثر في الاستحقاق الرئاسي. علما ان هذه الاوساط لم تستبعد مطلقا الربط بين استدراج الجيش الى المواجهة مع المسلحين وبين الاستحقاق الرئاسي.

لكن الاوساط لا ترى أي افق للملف الرئاسي راهناً، مشيرة إلى أن جلسة الانتخاب المقررة غدا الثلثاء لن تحمل أي جديد ولن تختلف عن سابقاتها، متوقعة أن يعمد رئيس المجلس نبيه بري إلى تعيين موعد جديد.

أما على المحور الحكومي، فلفتت الاوساط إلى الجلسة الحكومية المقررة غداً أيضاً بالتزامن مع جلسة الانتخاب والمخصصة للملف المالي، مشيرة إلى ان تخصيص جلسة لهذا الملف يؤشر إلى حجم المخاطر المحدقة بالمالية العامة في ظل الشح الذي تعيش تحت ثقله الخزينة والذي يؤدي بها إلى العجز عن تأمين الحاجات التمويلية للدولة. وإذ استبعدت أن تعرض الجلسة مشروع قانون موازنة السنة الجارية التي اعدها وزير المال علي حسن خليل ورفعها الى المجلس، أكدت أن هذا الموضوع سيكون في صلب البحث في الملف المالي خصوصاً أن أي معالجة لمسألة الانفاق وتأمين الاعتمادات المالية المطلوبة لتلبية حاجات الدولة.

 

احتمال قوي لتوقُّف كيري في بيروت وجوب وأد فتنة الأعلام قبل تفاقمها

 خليل فليحان/النهار

1 أيلول 2014

لم يمر لبنان بمرحلة دقيقة وحساسة وقابلة لتعبئة الرأي العام كتلك التي يجتازها منذ الثاني من شهر آب الماضي. وهي تتميز بردات فعل تنعكس في وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة البرق، مثيرة للغرائز والتصرفات السلبية ومنها ردات فعل تتحول من لفظية الى حاملي السلاح في معظم المناطق. أقلق هذا الواقع الناشئ بعض أعضاء سفراء "المجموعة الدولية لدعم لبنان "في متابعة التطورات من معركة عرسال بين الجيش ومسلحين من جبهتي "النصرة" و"داعش" للإفراج عن احد مسؤولي تنظيم ارهابي عماد جمعه الى ما جرى في ساحة ساسين من حرق لعلمي الجبهتين وانقسام الرأي الرسمي والحزبي حول هذا التصرف. فوزير العدل اشرف ريفي اعتبر هذا الحدث مساساً بأهم شعار ديني كتب على العلم وبالتالي طلب ملاحقة الفاعلين، فيما دعا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى التهدئة والتفرقة بين الاسلام والشعار الذي أعطي تفسيرا لم يكن في نية حارقي العلمين ولم يخطر في بالهم، بل الهدف سياسي وهو التعبير عن رفض اعتداء مسلحي التنظيمين على الجيش. وأيد نواب من التيار العوني باسيل وأبدى ابرهيم كنعان، استعداده للدفاع عن الشباب الذين على حد تعبيره كان قصدهم سياسي وليس المساس بالدين وجوهره. ونقل عن السفراء ان دولهم قلقة من ان يصبح لبنان هدفاً لتنظيمين إرهابيين خطيرين وتخشى من ان تتمدد الدولة الاسلامية اليه بعد احكام السيطرة على كل من سوريا والعراق، وتندرج تصريحات رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون نهاية الاسبوع الماضي في هذا السياق. وأفادوا ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ادرج بندا على المحادثات التي سيجريها خلال جولته التي سيبدأها في دول المنطقة وهو حماية لبنان والاردن من اي هجوم داعشي على كل منهما. ولمّح مسؤول لبناني الى ان واشنطن راغبة في ادخال لبنان في الاستراتيجية التي ستقودها لمكافحة الارهاب. ويشدد الرئيس باراك أوباما على إشراك دول الخليچ فيها عسكرياً واستخباراتياً للقضاء على الدولة الاسلامية. ومن غير المستبعد ان تشمل جولة كيري بيروت الاسبوع المقبل للتأكيد للمسؤولين وقوف بلاده الى جانب لبنان ومده بالسلاح من مقاتلات دفاعية وصواريخ وغيره ومساندته بالقصف الجوي للتجمعات اذا طلب الجيش ذلك وفي حال تقرر ضرب تلك التجمعات في سوريا. وتوقعوا ان يكون أواخر أيلول وتشرين الاول المقبل ساخناً في مواجهة مسلحي الدولة الاسلامية. ولفتوا الى ان أزمة المخطوفين العسكريين لدى التنظيمين يجب معالجتها بسرعة وبحكمة والأخذ في الاعتبار توجس أهالي من لم يفرج عنهم. ونصحوا بوأد ملامح الفتنة الطائفية الجديدة التي أطلت برأسها من مكان بعيد عن عرسال، بعد اقدام متطرفين على حرق صلبان وشعارات مقلقة على جدران الكنائس في عاصمة الشمال. ونبهوا الى خطورة "سورنة او عرقنة" الوضع في لبنان اذا استمرت أيادي الشر في حبك المؤامرة.