المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 27 أيلول/2014

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي 26 و27 ايلول/14

نص كلمة الرئيس سلام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة/27 أيلول/14

لبنان: من الحلم إلى الكابوس/جهاد الخازن/27 أيلول/14

تأسيس جديد للبنان/الياس الزغبي/27 أيلول/14

عناصر حزب الله والحرس الثوري في صنعاء لمساعدة الحوثيين/الشرق الأوسط/27 أيلول/14

قناعة جديدة: الأسد قبل داعش/عبد الرحمن الراشد/27 أيلول/14

أسبوع التضليل بامتياز/طارق الحميد/27 أيلول/14

ليسوا مقاتلين بل قتلة/علي سالم/27 أيلول/14

تركيا وداعش بالجرم المشهود/راجح الخوري/الشرق الأوسط/27 أيلول/14

الحكومة اللبنانية مُحرجة في قضية العسكريين الإرهابيون يضغطون واتجاه نحو التفاوض/خليل فليحان/27 أيلول/14

لا انتخابات رئاسية إلا "على الحامي"؟ تبدّل الأولويات يُفاقم تهميش الموقع وطائفته/روزانا بومنصف/27 أيلول/14

السعودية والحوثيون... ما لا يُدرك كله لا يُترك جله/جمال خاشقجي/27 أيلول/14

 

عناوين الأخبار

*الزوادة الإيمانية/رسالة القديس يعقوب/01/من 01حتى08/ فَعِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ بِرَأْيَيْنِ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى قَرَارٍ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ

*بالصوت/الياس بجاني: حزب الله السرطاني يسعى لنصر إلهي في عرسال بدم الجيش اللبناني

*فَعِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ بِرَأْيَيْنِ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى قَرَارٍ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ

*بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: حزب الله السرطاني يسعى لنصر إلهي في عرسال بدم الجيش اللبناني/26 أيلول/14

*بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: حزب الله السرطاني يسعى لنصر إلهي في عرسال بدم الجيش اللبناني/26 أيلول/14

*نشرة الاخبار باللغة العربية

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*إيران الملالي خطر وجودي وكياني على لبنان وكل الدول العربية/الياس بجاني

*من عناوين مقابلة الوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون

*هيئة علماء المسلمين رفضت دعوى قيادة الجيش ضد المحامي شندب

*سلام القى كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: لبنان يشدد على أهمية التعاون الاقليمي والدولي لمكافحة الارهاب ويرحب بقرارات مجلس الأمن

*حزب الله وآل زلزلي يزفون استشهاد حمزة زلزلي

*لوبرانشو من قصر الصنوبر: سنحصل على نتائج لموضوع تسليح الجيش اللبناني في نهاية الأسبوع

*كيري لسلام: ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت… وباسيل يلتقي المعلّم

*تسليم وتسلم للقيادة النيبالية في ميس الجبل وممثل بورتولانو أكد التزام اليونيفيل تطبيق ال1701

*اللواء اللوجستي في الجيش تسلم دفعة جديدة من الذخائر الاميركية

*قطع الطريق في الفرزل احتجاجا على خطف خضر درويش

*خالد ضاهر لـ”السياسة”: “حزب الله” يعتبر الجيش ميليشيا تابعة له

*أميركا: استعادة اراضي "داعش" تتطلب 12 إلى 15 ألف مقاتل من المعارضة

*أبو مالك الشامي: مجاهدو "النصرة" في لبنان بالآلاف وينتظرون الاذن لبدء المعركة 

*الأنباء”: البطريرك الراعي مقتنع بأن “حزب الله” يسعى إلى المثالثة

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 26/9/2014

*تأسيس جديد للبنان/الياس الزغبي/لبنان الآن

*حزب الله على مفترق طرق/بقلم د. توفيق هندي/اللواء

*عرسال: الفعل الكارثي/حسام عيتاني/الحياة

*لماذا إشراك الجيش في هزيمة حزب الله؟/علي الأمين/البلد

*هكذا يُخطِّط «حزب الله» وينجَح… وهكذا ينام فريق «14 آذار/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*محادثات بين كيري ووزراء خارجية “الخليجي” في نيويورك

*خبراء أميركيون: الضربات الجوية غير كافية

*توقف استخراج النفط في حقول “داعش” بسورية مع استمرار الغارات  

*المعارضة السورية: 28 فصيلاً مع قوات الأسد ينطبق عليهم القرار الأممي مثل “داعش”

*أردوغان: موقف تركيا من “داعش” تغير بعد الإفراج عن الرهائن 

*فرنسا: لا تقدم في المفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي إرجاء اجتماع وزاري في نيويورك

*اميرال أميركي: ألف آسيوي في صفوف “داعش”

*مسيحيون عراقيون يشكلون ميليشيا لحماية مناطقهم من المتطرفين يتواصلون مع حزب "القوات اللبنانية" ويحتاجون إلى تدريب وأسلحة وملابس

*واشنطن وباريس تنفيان علمهما بوجود مخطط إرهابي لاستهداف مترو الأنفاق

*الولايات المتحدة لا تستبعد عمليات انتقامية “داعشية” على أراضيها

*واشنطن وباريس تنفيان علمهما بوجود مخطط إرهابي لاستهداف مترو الأنفاق

*عناصر «حزب الله» والحرس الثوري في صنعاء لمساعدة الحوثيين

*المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب: أكثر من 3 آلاف من الأوروبيين انضموا إلى «داعش»

*أسبوع التضليل بامتياز/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*لبنان: من الحلم إلى الكابوس/جهاد الخازن/الحياة

*قناعة جديدة: الأسد قبل «داعش»/عبد الرحمن الراشد/الشرق الوسط

*ليسوا مقاتلين بل قتلة/علي سالم/الشرق الأوسط

*تركيا و«داعش» بالجرم المشهود؟/راجح الخوري/الشرق الأوسط

*الحكومة اللبنانية مُحرجة في قضية العسكريين الإرهابيون يضغطون واتجاه نحو التفاوض/خليل فليحان/النهار

*لا انتخابات رئاسية إلا "على الحامي"؟ تبدّل الأولويات يُفاقم تهميش الموقع وطائفته/روزانا بومنصف/النهار

*السعودية والحوثيون... ما لا يُدرك كله لا يُترك جله/جمال خاشقجي/الحياة

 

تفاصيل الأخبار

 

الزوادة الإيمانية/رسالة القديس يعقوب/01/من 01حتى08/ فَعِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ بِرَأْيَيْنِ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى قَرَارٍ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ

 يَاإِخْوَتِي، عِنْدَمَا تَنْزِلُ بِكُمُ التَّجَارِبُ وَالْمِحَنُ الْمُخْتَلِفَةُ، اعْتَبِرُوهَا سَبِيلاً إِلَى الْفَرَحِ الْكُلِّيِّ.  وَكُونُوا عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ هَذَا يُنْتِجُ صَبْراً.  وَدَعُوا الصَّبْرَ يَعْمَلُ عَمَلَهُ الْكَامِلَ فِيكُمْ، لِكَيْ يَكْتَمِلَ نُضُوجُكُمْ وَتَصِيرُوا أَقْوِيَاءَ قَادِرِينَ عَلَى مُوَاجَهَةِ جَمِيعِ الأَحْوَالِ.  وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى الْحِكْمَةِ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ. فَسَيُعْطَى لَهُ.  وَإِنَّمَا، عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ ذَلِكَ بِإِيمَانٍ، دُونَ أَيِّ تَرَدُّدٍ أَوْ شَكٍّ. فَإِنَّ الْمُتَرَدِّدَ كَمَوْجَةِ الْبَحْرِ تَتَلاَعَبُ بِهَا الرِّيَاحُ فَتَقْذِفُهَا وَتَرُدُّهَا!  فَلاَ يَتَوَهَّمِ الْمُتَرَدِّدُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنَ الرَّبِّ.  فَعِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ بِرَأْيَيْنِ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى قَرَارٍ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ."

 

بالصوت/الياس بجاني: حزب الله السرطاني يسعى لنصر إلهي في عرسال بدم الجيش اللبناني

فَعِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ بِرَأْيَيْنِ، لاَ يَثْبُتُ عَلَى قَرَارٍ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ

بالصوت/فورماتMP3/الياس بجاني: حزب الله السرطاني يسعى لنصر إلهي في عرسال بدم الجيش اللبناني/26 أيلول/14

بالصوت/فورماتWMA/الياس بجاني: حزب الله السرطاني يسعى لنصر إلهي في عرسال بدم الجيش اللبناني/26 أيلول/14
نشرة الاخبار باللغة العربية
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

 

إيران الملالي خطر وجودي وكياني على لبنان وكل الدول العربية

الياس بجاني/26 أيلول/14

النظام الإيراني هو علة العلل ليس في لبنان فقط، بل في كل الدول العربية. هذا النظام المذهبي والدكتاتوري يعمل بكافة الوسائل لمد سلطته ونفوذه إلى كل دول المنطقة على خلفية وهم اعادة احياء الإمبراطورية الفارسية. القيمين على نظام الملالي تمكنوا من اختراق مجتمعات كل الدول العربية وجندوا منها شرائح محلية على خلفية مذهبية تخدم مخططاتهم على حساب دولهم وكياناتها. مجموعات معظمها معسكر تعمل كمرتزقة، نعم مجرد مرتزقة ولنا في حزب الله خير مثال. إيران فككت حتى الآن انظمة اربعة دول هي لبنان وسوريا والعراق واليمن ومستمرة في سعيها الجهنمي لتفكيك انظمة كل الدول العربية الخليجية. في لبنان مرتزقة إيران الذين هم حزب الله وكل أطياف 08 آذار يخططون بفرمانات مباشرة من الحرس الثوري الإيراني على توريط الجيش اللبناني في معركة عرسال إلى جانب شبيحة الأسد ولهذا اقحموا الجيش في عرسال وسهلوا للتكفيريين خطف افراد من عسكره. تعليقنا بالصوت يتناول هذا المخطط الإيراني الجهنمي.

في أسفل مقالات تحكي مؤامرة حزب الله على الجيش وعلى عرسال اضافة إلى عناوين مقابلة عبد الحميد بيضون مع تلفزيون ال بي سي حيث عرى حزب الله وكشف مخططاته.

 

من عناوين مقابلة الوزير السابق د. محمد عبد الحميد بيضون

داعش ليست خطراً وجودياً على الدول العربية بل المشروع الإيراني هو الخطر

ايران تمول 80 ميليشيا في العراق وتمول حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن

الأسد في سوريا واجهة للنفوذ الإيراني وحكام إيران معوسون بالنفوذ خارج بلدهم

ايران لا تريد قيام الدولة لا في لبنان ولا اليمن ولا سوريا ولا العراق

الجيش اللبناني وكل المؤسسات في الدولة واقعة تحت نفوذ وسلطة وارهاب حزب الله

حزب الله يسعى لتوريط الجيش في معركة عرسال كما ورطه في عبرا

حزب الله منتشر في سوريا من حلب حتى درعا وليس عنده عسكر كافي لخوض معركة القلمون ولهذا يسعى لتوريط الجيش

الجيش لأنه لم يكن مستعداً لمعركة عرسال التي ورطه فيها حزب الله خسر 21 عنصر وعشرات الجرحى خلال الساعات الأولى للمعركة

حزب الله يريد توريط الجيش في معركة مع المسلحين في القلمون وهو يريد شراكة بين شبيحة الأسد والجيش اللبناني

حجز جواز اصالة مهزلة ويبين أن الحكومة لا تحكم

حزب الله يحتل بلدة الطفيل اللبنانية ويمنع عودة أهلها إليها

لا أحد في الداخل أو الخارج يريد نزع سلاح حزب الله بالقوة لأن هكذا امر يؤدي لحرب مذهبية

حزب الله والنظام السوري لم يحاربا داعش، والنظام على تنسيق كامل مع داعش خصوصاً في أمر البترول

البعث وبقياه في العراق هم في صلب داعش

ايران وحزب الله وغيران يحضرون القلمون لدولة علوية في حال سقط نظام الأسد

ايران لن تتنازل عن موقعها على البحر الأبيض المتوسط

ثقافة قطع الطرقات هي ثقافة من انتاج حزب الله

حزب الله هو من يمنع التفاوض الجدي مع التكفيريين لفك اسر العسكر اللبناني وكان هدد بفرط الحكومة بحال فاوضت وقايضت

حزب الله هو ملك التفاوض تحت الطاولة وفاوض مع الجميع بمن فيهم اسرائيل

التفاوض من موقع القوة التي روج لها السيد نصرالله يعني احتجاز الآلاف من النازحين السوريين ومبادلتهم مقابل العسكر اللبناني

بسبب هيمنة حزب الله ارتكبت اخطاء كثيرة في ملف العسكر المحتجز لدى التكفيريين

بري هو صدى لحزب الله ويعطل مجلس النواب بآوامر من حزب الله

الكلام عن امارة اسلامية في طرابلس غير منطقي والترويج لها من جماعات سوريا وايران هدفه التخويف

الحرب الحالية قد تؤدي إلى تقسيم سوريا واقامة الدولة الكردية

بعد القضاء على دولة داعش في سوريا قوات الأسد لن تدخل المناطق المحررة بل الجيش السوري الحر

الكلمة الأخيرة في إيران هي للمرشد ورحاني غير ذي تأثير في القرار الإيراني ولن يفي بوعوده لا للسعودية ولا في الملف النووي

انتصار الحوثيين في اليمن ادى إلى هزيمة الإخوان المسلمين وهذا ما يفرح السعوديين

الضاحية في حالة اقتصادية يرثى لها والشيعة تم عزلهم عن محيطهم بسبب سياسة حزب الله وصمت بري التبعي

بنتيجة هيمنة حزب الله على الطائفة الشيعية وعزلها ارتفعت زراعة الحشيشة في البقاع من 25 ألف دنم سنة 2012 إلىى 150 دنم السنة الحالية

إيران فككت الدول في لبنان وسوريا العراق واليمن وهي تسعى لتفكيك الدول العربية

الحرب على داعش سوف تؤدي إلى القضاء على كل الميليشيات في المنطقة لمصلحة الدول ولبنان من ضمنهم

التمديد لمجلس النواب تمديد للفوضى ومنذ 22 سنة بري يعطل المجلس. الفراغ افضل من استمرارية بري وحزب الله هو من يريد التمديد وبري يريد الباسه ل 14 آذار.

 

هيئة علماء المسلمين رفضت دعوى قيادة الجيش ضد المحامي شندب

الجمعة 26 أيلول 2014 /وطنية - اعلنت "هيئة علماء المسلمين" في بيان اليوم، "رفضها للدعوى المقدمة من قيادة الجيش ضد المحامي الدكتور طارق شندب"، معتبرة انها "ضرب بعرض الحائط لجميع القوانين والأعراف التي تمنح المحامين حصانة خاصة للقيام بواجباتهم في الدفاع عن الحقوق"، داعية قيادة الجيش إلى "التراجع عن شكواها واستدعاء ومحاكمة من يحرضون على الآمنين ويزجون بجنود الجيش اللبناني في أتون معارك لا طائل منها إلا خدمة لمصالح حزبية ضيقة".

 

سلام القى كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: لبنان يشدد على أهمية التعاون الاقليمي والدولي لمكافحة الارهاب ويرحب بقرارات مجلس الأمن

الجمعة 26 أيلول 2014 /وطنية - القى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والستين في نيويورك قال فيها:"السيد الرئيس إسمحوا لي بداية،أن أتقدم منكم بالتهنئة والتمنيات بالتوفيق، بمناسبة ترؤسكم أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أتقدم بالشكر إلى السيد جون آش Ashe John، على الجهود التي بذلها خلال ترؤسه أعمال الدورة الثامنة والستين.  وأوجه الشكر أيضا إلى الأمين العام السيد بان كي مون على تقريره السنوي عن أعمال المنظمة.  نلتقي اليوم عشية الذكرى السبعين لتأسيس الأمم المتحدة،الذي كان لبلادي شرف المساهمة فيه، مما يستحق منا التوقف لاستخلاص العبر والبحث مجددا عن أفضل السبل لوقف الحروب والعنف ولتفعيل الجهود الدولية لمكافحة الارهاب والإرهابيين.

السيد الرئيس، جئتكم حاملا هموم بلدي لبنان، الواقع في قلب منطقة تشهد أحداثا هائلة، والذي يتعرض لهجمة إرهابية شرسة من قبل مجموعات إجرامية ظلامية، نفذت اعتداءات على مناطق لبنانية عدة، حيث سقط لنا شهداء مدنيون وعسكريون فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة. ولقد تمكن الإرهابيون الشهر الماضي، من خطف عدد من أفراد الجيش والقوى الأمنية، واحتجزوهم للضغط على الدولة اللبنانية وابتزازها. وبغرض تصعيد الضغط، نفذت هذه العصابات جريمة قتل وحشية بحق ثلاثة من المحتجزين الأبرياء.

إن هذه الجرائم عرقلت جهود التفاوض غير المباشر الذي تقوم بها حكومتنا بمساعدة جهات صديقة، لتأمين الافراج عن العسكريين. وأنني أؤكد هنا، أن ليس بين خياراتنا في هذه القضية خيار التراجع عن أي من ثوابتنا، المتمثلة بتحرير العسكريين وحفظ هيبة الدولة وحماية أمنها وسيادة أراضيها. إن الشعب اللبناني، في معركته مع الإرهاب، يقف إلى جانب قواته المسلحة التي هي الركيزة الاساسية لحماية السيادة الوطنية وضمان الأمن والسلم الأهلي. وتسعى حكومتنا الى حشد الدعم اللازم لهذه القوات، لتمكينها من القيام بمهامها على أكمل وجه.

وفي هذا المجال، يثمن لبنان الهبة السخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لتعزيز قدراتنا العسكرية. كما ينوه بمبادرة الأمين العام إلى إطلاق مجموعة الدعم الدولية للبنان في أيلول الماضي هنا في نيويورك، ويعرب عن ارتياحه للاجتماعات التي عقدتها المجموعة في باريس وروما هذا العام. إن الجهود التي تبذل حاليا لحشد الجهود الدولية للتصدي للجماعات الإرهابية، تعكس إدراك المجتمع الدولي فداحة ما تشهده منطقتنا منذ سنوات، وضرورة المسارعة إلى إطفاء نيران الحريق المستعر ومنع امتداده.

إن لبنان، اذ يشدد على أهمية التعاون الاقليمي والدولي في مجال مكافحة الارهاب، ويرحب بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الاطار، وآخرها القراران 2170 و2178، يدعو جميع أشقائه وأصدقائه في العالم الى صونه وإبعاده عن صراعات المحاور ومده بأسباب القوة.

إن معركتنا مع الإرهاب ليست مستجدة. فقد عانى لبنان على مدى سنوات من إرهاب الجريمة السياسية التي إستهدفت عددا من قادته ومسؤوليه السياسيين، وفي مقدمهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ورجال إعلام وفكر.

إننا نتابع عمل المحكمة الخاصة بلبنان، ونتطلع الى التوصل للحقيقة وتحقيق العدالة، بما يسمح بإنصاف الضحايا وبلسمة الجراح وردع المجرمين.

السيد الرئيس، إن ما يجري في مناطق شاسعة من سوريا والعراق، جرائم بشعة لا يفهمها عقل ولا يقرها دين.

لقد حصدت هذه الجرائم، التي ترتكب باسم الإسلام العظيم، أرواح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين، وتسببت بموجات نزوح غير مسبوقة، فضلا عن أنها زعزعت الكيانات، وقسمت المجتمعات، ودمرت ثروات بشرية ومادية.

إن هذه الهجمة الإرهابية تستهدف أيضا جماعات دينية شكلت على مر التاريخ مكونا أساسيا في نسيج هذه المنطقة، وجزءا من التنوع الاجتماعي والثقافي الذي طالما ميز بلدان شرق المتوسط. وقد شاهد العالم أجمع، الاعتداءات على المسيحيين والأيزيديين في العراق، والتهجير الذي أصابهم، والتدمير الذي لحق بممتلكاتهم ومقدساتهم. إن لبنان يعتبر الاعتداء على الأديان وأتباعها وعلى الأماكن المقدسة، اعتداء على الكرامة الانسانية وانتهاكا لحرية المعتقد والممارسة الدينية، التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والتي كفلها دستورنا اللبناني. إن لبنان، يفخر بأنه البلد الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي يتولى رئاسة الجمهورية فيه مواطن مسيحي. وهذا يؤكد أن بلدنا، وعلى رغم أزماته السياسية، كان ومازال يشكل نموذجا للتنوع في الشرق الأوسط، وتجربة فذة للتعايش والتفاعل بين أبناء الديانات والطوائف المختلفة، ومثالا مناقضا لمفهوم الدولة العنصرية. وانني أنتهز هذه الفرصة لأجدد أمامكم اليوم، تأكيد الحكومة اللبنانية على ضرورة انتخاب رئيس مسيحي جديد للجمهورية في أسرع وقت.

السيد الرئيس، الحرب المؤلمة الدائرة في سوريا منذ قرابة أربعة أعوام، هجرت إلى لبنان ذي الرقعة الصغيرة، قرابة مليون ونصف مليون نازح سوري، أي ما يزيد على ثلث عدد السكان اللبنانيين.

ولندرك تماما ماذا يعني ذلك، علينا أن نتخيل مئة مليون شخص...نعم مئة مليون شخص... يتدفقون فجأة على الولايات المتحدة، وينتشرون بشكل عشوائي في مدنها واريافها ومدارسها وحدائقها، مع ما يعنيه ذلك من حاجات ملحة، وأعباء إقتصادية وإنسانية وإجتماعية وتربوية وصحية وأمنية. هذا العدد الهائل من النازحين، يشكل ضغطا كبيرا على البنى التحتية اللبنانية التي تعاني أصلا من مشاكل بنيوية... يضغط على المدارس وعلى القطاع الصحي وسوق العمل، كما يضغط على الاقتصاد الوطني الذي تراجع نموه إلى درجة الصفر تقريبا بسبب الأوضاع الإقليمية، الأمر الذي كبد لبنان خسارة سبعة مليارات ونصف المليار دولار حسب تقديرات البنك الدولي.

هذا الواقع يشكل بالنسبة إلينا كارثة وطنية.. إن مشكلة النازحين السوريين، بكل تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخطرة، ليست، ويجب ألا تكون، مشكلة لبنانية بحتة... إنها أزمة إقليمية كبرى موضوعة برسم المجتمع الدولي، الذي عليه أن يتحمل مع لبنان هذا العبء الهائل الذي لا طاقة لأي دولة مهما كان حجمها على تحمله وحدها. إن لبنان يكرر حرصه على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة اراضيها. وقد أكدنا في البيان الوزاري لحكومتنا على تمسك لبنان بسياسة "النأي بالنفس" لتحصينه بأفضل الطرق تجاه تداعيات الأزمات المجاورة.

السيد الرئيس، في الذكرى الثامنة لتبني مجلس الأمن القرار 1701 ، يؤكد لبنان التزامه تنفيذ هذا القرار بكافة مندرجاته، إيمانا منه بأن ذلك سوف يثبت قواعد الإستقرار والأمن في الجنوب اللبناني ويساهم في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.

إننا نجدد مطالبة المجتمع الدولي بإلزام اسرائيل القيام بموجباتها الكاملة في هذا المجال ووقف خرقها للسيادة اللبنانية برا وبحرا وجوا ، والتعاون الكامل مع قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" لترسيم ما تبقى من الخط الأزرق والانسحاب الفوري من منطقة شمال الغجر، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ويهمنا أيضا أن نؤكد على حق لبنان الكامل في مياهه وثروته الطبيعية من نفط وغاز، في منطقته الاقتصادية الخالصة. ولا يفوت لبنان أن ينوه بدور اليونيفيل وباستمرار التعاون والتنسيق بينها وبين الجيش اللبناني، وأن يشكر كافة الدول المساهمة فيها وقائدها وعناصرها على تفانيهم في خدمة الإستقرار وأمن المدنيين في الجنوب اللبناني.

السيد الرئيس، تعرض قطاع غزة الشهر الماضي لعدوان إسرائيلي ذهب ضحيته مئات المدنيين، وشرد أكثر من ربع السكان، ودمر المنازل والمستشفيات والبنى التحتية. إن لبنان، الذي دفع أثمانا غالية نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، يطالب بتطبيق مبدأ المساءلة القانونية على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، ومنعها من الإفلات من العقاب. إن لبنان يعتبر إسرائيل مسؤولة عن إفشال جميع المساعي الرامية إلى إيجاد تسوية سلمية على أساس حل الدولتين، ويؤكد ضرورة قيام حل عادل وشامل ودائم للصراع في الشرق الأوسط على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338، ومرجعيات مدريد للسلام، ومبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت عام ألفين واثنين.

السيد الرئيس، الشرق يبدو اليوم مسرحا للعبث الأسود، تعرض عليه آخر مبتكرات التوحش البشري.. الشرق يبدو اليوم أسيرا أبديا للجهل والتطرف والظلامية.. مجللا بأحقاد من قعر التاريخ، ومنقادا لعصبيات وغرائز لا تولد الا الدم.

لكن أيها السادة... هذا الشرق المأزوم هو أيضا، اليوم.. وأمس.. وغدا.. ناس لهم، كسائر البشر، أرض وبيوت وتاريخ وحكايات وأحلام.. وهم أفراد يريدون أن يكونوا مواطنين متساوين في بلاد حرة وأوطان مستقرة.. ولهم بنات وأبناء يتطلعون إلى فرص أفضل للانخراط في العصر، والى مكان لائق في هذا العالم. شرقنا له دين في ذمة البشرية.. أعطاها الكثير يوم كان الظلام والتطرف والجهل في المقلب الآخر من العالم.. ومازال لديه الكثير ليضيفه إلى مسيرة الإبداع والتقدم الإنساني المدهش.

فليكف العالم عن تعداد قتلانا.. ولينهض إلى واجبه، عاملا على إرساء السلام في هذه المنطقة المعذبة.. السلام الذي يقوم على الحق والعدل، واحترام سيادة الأوطان وضمان أمنها، والمحافظة على التنوع الديني والإتني فيها، وصون الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات فيها.

السيد الرئيس نحن اللبنانيين.. في الوطن والمهاجر.. نتطلع إليكم بكل أمل، عاقدين العزم على عبور المحنة الراهنة مثلما فعلنا مرات عديدة في الماضي.. وواثقين من أننا معا، لن نسمح لأي أحد، أو أي ظرف، أو أي جهة، بإطفاء أنوار الحرية والديموقراطية والتنوع والتعددية والعلم وحقوق الإنسان في لبنان.

 

حزب الله وآل زلزلي يزفون استشهاد حمزة زلزلي

الجمعة 26 أيلول 2014 / وطنية - زفت المقاومة الاسلامية في لبنان وآل زلزلي نبأ استشهاد السيد حمزة وجيه زلزلي، نجل مسؤول ملف مخيمات الجنوب في حزب الله السيد ابو وائل زلزلي، الذي استشهد وهو يؤدي واجبه الجهادي المقدس.وسيشيع الشهيد إلى مثواه الاخير غداً السبت في بلدته دير قانون النهر. سينطلق موكب التشييع من أمام منزل عائلته في البلدة الساعة الرابعة والنصف عصرا.

 

لوبرانشو من قصر الصنوبر: سنحصل على نتائج لموضوع تسليح الجيش اللبناني في نهاية الأسبوع

 وكالات /٢٦ ايلول ٢٠١٤ / اعلنت وزيرة اللامركزية والخدمة العامة الفرنسية ماريليز لوبرانشو في دردشة مع الصحافيين في قصر الصنوبر، مساء اليوم، بحضور السفير الفرنسي باتريس باولي عن هدف زيارتها الى لبنان وقالت: "التقيت رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقمنا بجولة افق حول الوضع السياسي في لبنان والتقيت رؤساء البلديات وتم عرض مشاريع تعاون في مختلف المجالات ومنها مجال اللامركزية وعدد من الملفات الأخرى وقمت بزيارة للمعهد المالي". وشددت على "عمق العلاقات التي تجمع فرنسا بلبنان"، واعلنت "أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند العائد من نيويورك عبر عن شجبه لقتل الرهينة الفرنسي، كما عبر عن تعاطفه مع الدول المعنية ومنها لبنان، كما ابدى تعاطفه وتضامنه ايضا مع كل الفرنسيين الموجودين في بلدان التي يمكن لداعش ان تشكل عامل عدم استقرار لهم فيها". وقالت "لمست لدى اللبنانيين دينامية كبيرة وحماسة ورغبة بالنجاح وقلق من الأزمة التي تمر بها المؤسسات ومن نتائج الأحداث الدراماتيكية الحاصلة في سوريا والعراق، والقلق ايضا من ازدياد تدفق اللاجئين على المدن والقرى، حيث اصبحوا في بعض منها اكثرية، وتأثيرهم على الوضع الأقتصادي والإجتماعي، ولفتت الى ضرورة التركيز والإهتمام على هذه الأماكن حيث يكتظ اللاجئون ويشاطرنا هذا الراي مراقبو القوات الدولية". وتحدثت عن عقود تسليح الجيش اللبناني واملت في تسويتها بسرعة "لأن الحاجة هنا ملحة لجيش قوي وهذا ما قاله ايضا رئيس المجلس النيابي". وعن تسليح الجيش اللبناني قالت:" هناك اتفاق مثلث الأضلع تم بعد مفاوضات ليست سهلة ولكن مثمرة بين اللبنانيين والمملكة العربية السعودية وفرنسا، قبلت فيها فرنسا بلائحة المطالب المقدمة على ان تسدد السعودية الثمن وكانت الأمور تسير بشكل جيد وكان من المفترض ان تكون قيد التنفيذ الان، ولكن التأخير هو لأسباب لا استطيع قولها، هناك شروط وضعتها السعودية".

سئلت: التأخير سببه السعودية؟

 اجابت:لا يمكنني ان اجيب مكان السعوديين ولكن من المهم ان يعلن السعوديون سريعا اذا كان هناك من مشكل وان يوضحوا ما هو حتى نتمكن من اجابتهم واذا كانت لديهم استيضاحات يمكننا اجابتهم عليها. ونتمنى ان تسير الأمور بشكل افضل لآنه امر مهم للبنانيين.

وقالت ردا على سؤال "ان الموضوع يكمن في كتابة ادق لجميع الأتفاقيات بين الأطراف الثلاثة ويجب ازالت كل الغموض منها وهذا معنى لقاء اليوم بين وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ووزير الخارجية لوران فابيوس وسنحصل على نتائج في نهاية الأسبوع وسنرى كيف ستسير الأمور، والأمور سترتب بفضل ديبلوماسينا".

سئلت:يقال ان قضايا رشوة تعيق هذا الأتفاق؟

 اجابت: لم اسمع بهذا قط واستغرب ذلك.

 

كيري لسلام: ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت… وباسيل يلتقي المعلّم

وكالات /عرض رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في مقر اقامته في فندق وولدوف استوريا في نيويورك مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في حضور وزير الخارجية جبران باسيل وسفير لبنان في واشنطن انطوان شديد ومندوب لبنان الدائم في الامم المتحدة السفير نواف سلام واعضاء الوفدين اللبناني والاميركي، للاوضاع في منطقة الشرق الاوسط ولبنان. واكد كيري التزام الولايات المتحدة بأمن لبنان واستقراره في مواجهة التحديات التي يواجهها، مشددا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية باسرع وقت، كما أثنى على جهود الحكومة في مواجهة الدولة الاسلامية عند الحدود، لافتا في هذا الاطار الى الدعم الاميركي للجيش اللبناني للمساعدة في التصدي لخطر المتطرفين. والتقى وزير الخارجية جبران باسيل نظيره السوري وليد المعلم في نيويورك.

 

تسليم وتسلم للقيادة النيبالية في ميس الجبل وممثل بورتولانو أكد التزام اليونيفيل تطبيق ال1701

الجمعة 26 أيلول 2014 /وطنية - أقيم في مقر قيادة الكتيبة النيبالية في خراج بلدة ميس الجبل ـ قضاء مرجعيون، حفل تسليم وتسلم بين الكتيبتين النيباليتين Nepbatt 55 وNepbatt 56، التي وصلت الى الجنوب منذ أيام عدة، وتسلمت مهامها هذا الأسبوع. شارك في الاحتفال مدير العلاقات العامة والتشريفات في الجيش النيبالي، وحضره قائد اللواء التاسع في الجيش اللبناني العميد أحمد بدران، ممثل العميد شربل ابو خليل نائب قائد قطاع جنوب الليطاني العميد عباس زمط، قائد الكتيبة الاسبانية اللفتنانت كولونيل مندوزا، قادة الوحدات الدولية في القطاعين الشرقي والغربي، رؤساء بلديات ومخاتير، ممثلو الاجهزة الامنية، ضباط ارتباط لبنانيون، وحشد من رؤساء البلديات وفاعليات المنطقة. بعد النشيدين اللبناني والنيبالي ونشيد الأمم المتحدة، وتقديم عرض للفرق المشاركة في الإحتفال، ووضع إكليل من الزهر عند النصب التذكاري لشهداء الكتيبة النيبالية ال28، والوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح الجنود، الذين قضوا في سبيل حفظ السلام في جنوب لبنان، سلم قائد الكتيبة النيبالية المغادر المقدم سوشيل كومار كاركي علم الأمم المتحدة إلى قائد القطاع الشرقي الجنرال اندريس شابا، الذي سلمه بدوره الى خلفه قائد الكتيبة النيبالية الجديد المقدم راجندرا ماني جيري، إيذانا بتسلمه مهامه في قيادة الكتيبة الدولية في إطار "اليونيفيل" في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية.

كومار

وألقى كومار كلمة قال فيها: "إن الكتيبة النيبالية 55 نجحت في مهامها وفي تقديم المساعدة الانسانية، تطبيقا لولاية اليونيفيل في منطقة عملياتها، وأتمت مهمتها على أكمل وجه".

وشكر ل"القوات المسلحة اللبنانية دعمها للسلطات المحلية على تعاونها المخلص". وتحدث عن "شهداء الوحدة النيبالية ال28 الذين سقطوا خلال تأديتهم واجبهم من أجل هدف سام هو خدمة السلام".

شابا

وأكد ممثل القائد العام ل"اليونيفيل" الجنرال لوتشيانو بورتولانو قائد القطاع الشرقي الجنرال اندريس شابا "التزام اليونيفيل بما فيها الكتيبة النيبالية تطبيق القرار 1701 من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان"، وقال: "إن الكتيبة النيبالية أظهرت تفانيا خلال مهمات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، واحترافا مستمرا لتعاونها مع الجيش اللبناني في القيام بدوريات على الخط الأزرق وفي منطقة عملها. كما حافظت على وتيرة قوية من تقديم الحماية لفرق نزع الألغام". ونوه ب"مناقبية افراد الكتيبة النيبالية التي خدمت ما يقارب الستة أشهر في لبنان، وتميزت بجهودها الآيلة الى تأمين الخدمات الانسانية وغيرها للاهالي"، لافتا الى "أن هذه الجهود التي تنصب في سبيل إرساء السلام الدائم، هي محط تقدير من اهالي الجنوب والامم المتحدة على السواء". وأشاد ب"دور لعبته الكتيبة المغادرة بقيادة المقدم سوشيل كومار خلال خدمتها تحت راية الامم المتحدة"، متمنيا ل"القائد الجديد للكتيبة المقدم راجيندرا ماني التوفيق والنجاح في مهمته ورفع التحديات التي تنتظر الكتيبة". وفي ختام الإحتفال، اقيم عرض عسكري ميداني للوحدات المشاركة في الاحتفال.

 

اللواء اللوجستي في الجيش تسلم دفعة جديدة من الذخائر الاميركية

الجمعة 26 أيلول 2014 /  وطنية - تسلم اللواء اللوجستي في الجيش، وفي حضور عدد من الضباط ومن مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان، عبر مطار رفيق الحريري الدولي كمية من الذخائر المختلفة. وتأتي هذه الدفعة الجديدة، حسب بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش، ضمن إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

 

قطع الطريق في الفرزل احتجاجا على خطف خضر درويش

الجمعة 26 أيلول 2014 /وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة ماريان الحاج أن أهل المخطوف خضر فاروق درويش الذي كان قد خطف بعد ظهر امس، وعثر على سيارته في الطيبة، قطعوا الطريق احتجاجا بالاطارات المشتعلة أمام سنتر "الحمرا بلازا" في الفرزل - الكرك.وكان والد المخطوف فاروق درويش قد تلقى اتصالا من الخاطفين وطلبوا منه مبلغ 135 ألف دولار مقابل إطلاقه

 

خالد ضاهر لـ”السياسة”: “حزب الله” يعتبر الجيش ميليشيا تابعة له

بيروت – “السياسة”: نفى عضو كتلة “المستقبل” النائب خالد ضاهر, في تصريحات إلى “السياسة”, ما تناقلته وسائل إعلام فريق “8 آذار” عن اتهامه بالتحريض على الجيش اللبناني, معتبراً أن هدف حزب إيران في لبنان (حزب الله) هو زج الجيش اللبناني في معركته لمناصرة النظام الأسدي في محاولة لضرب كل الأصوات الرافضة لهيمنة إيران على لبنان. وقال ضاهر إن “من يتهمني بالتحريض على الجيش هو من يعتدي على الدستور اللبناني وعلى صلاحيات الجيش ويشوه صورته كحام للبنان, هم الذين يصادرون صلاحيات الجيش ويدعون بأنهم حماته, حيث أن إعلامهم يتعاطى مع الجيش وكأنه ميليشيا عند “حزب الله”, لأن الناس تعرف أن محاولة “حزب الله” توريط الجيش في عرسال, يقصد منها إراحة الحزب بعد الخسائر التي لحقت به في معارك القصير والقلمون”. وعن دوره في إطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى “داعش” و”النصرة”, أكد ضاهر أنه تدخل مراراً لحل هذه الأزمة, لكنه اعتبر أن استمرار “حزب الله” بخرق وقف إطلاق النار في عرسال أحبط كل المساعي التي قام بها ومساعي “هيئة العلماء المسلمين”, “كون هذا الحزب لا يريد وقف إطلاق النار حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه, كذلك لا يريد إطلاق سراح العسكريين, وإن تشجيعه على المقايضة هدفه سحب قتلاه في القلمون”. وقال: “نحن نؤيد ضرب الإرهاب, والنظام السوري يمثل قمة هذا الإرهاب, بعدما قتل شعبه بالأسلحة الكيماوية ودمر المدن والقرى على رؤوس أصحابها وساكنيها”.

 

أميركا: استعادة اراضي "داعش" تتطلب 12 إلى 15 ألف مقاتل من المعارضة

وكالات /رأى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان هناك حاجة إلى ما بين 12 و15 ألف مقاتل من قوات المعارضة لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها "الدولة الإسلامية" في شرق سوريا. وأضاف ديمبسي "خمسة آلاف لا تكفي والمطلوب نحو 12 إلى 15 ألفا هم ما نعتقد أنهم قادرون على استعادة الأراضي في شرق سوريا". وفي الأسبوع الماضي وافق الكونغرس في شكل موقت على خطة الولايات المتحدة لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لقتال الدولة الإسلامية التي تسعى إلى توسيع حكمها المتشدد من قاعدتها بشرق سوريا. والعدد الأولي المتوقع للمقاتلين الذين ستدربهم الولايات المتحدة نحو خمسة آلاف.

 

أبو مالك الشامي: مجاهدو "النصرة" في لبنان بالآلاف وينتظرون الاذن لبدء المعركة 

وكالات/بعد ما تردد عن أن "جبهة النصرة" في القلمون بقيادة أبو مالك الشامي لم تكن تريد دخول لبنان وتحديداً عرسال، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يحمل تسجيلاً للشامي، ويوقل فيه لـ"حزب الله": "ان معركتنا معكم لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال فقد استطعنا خرق الاطواق الامنية في كل المناطق في لبنان واصبح لدينا مجاهدون بالألاف وينتظرون الاذن لبدء المعركة في لبنان وعلى قرى الروافض حصرا".

 

الأنباء”: البطريرك الراعي مقتنع بأن “حزب الله” يسعى إلى المثالثة

محمد حرفوش/تشهد العلاقة بين بكركي والضاحية الجنوبية توترا سياسيا، أتى على خلفية كلام البطريرك الماروني مار بشارة الراعي الأخير الرافض لإسقاط اتفاق الطائف وتحقيق المثالثة انطلاقا من المؤتمر التأسيسي، وتركيزه مجددا على السلاح غير الشرعي.

ووفق مصادر متابعة، فإن الراعي أراد من خلال كلامه إرسال اكثر من رسالة الى أفرقاء في الداخل والخارج، بتأكيده التمسك بالمناصفة، انطلاقا من قناعة لديه بأن “حزب الله” يسعى الى المثالثة ومراهنته على عنصر القوة الذي يتمتع به، واعتباره ايضا ان تطورات المنطقة تساعد على نسف الطائف كمدخل للإطاحة به وفرض واقع جديد في البلاد من شأنه ان يقلص حضور الطائفتين المسيحية والسنية في النظام المقبل. وتشير المصادر الى ان اكثر ما ضايق “حزب الله” هو تركيز الراعي على السلاح غير الشرعي، وتشديده على ان المرحلة الراهنة هي مرحلة الدولة ودعم الجيش اللبناني، ولا يجوز ان يبقى هذا السلاح خارج إطار الدولة بل يجب الاتفاق عليه ضمن طاولة الحوار ووضعه تحت إمرة الجيش. ولفتت المصادر إلى أن اهتمامات سيد بكركي تتركز حاليا على العمل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وترسيخ الاستقرار وإبعاد شبح الأحداث الأمنية والحرب المذهبية عن لبنان كنتيجة للصراع المذهبي على امتداد الإقليم. وتؤكد المصادر ان الراعي سيعمل في المرحلة المقبلة على إطلاق المزيد من المواقف المتشددة لجهة استعادة حقوق المسيحيين وانتخاب رئيس للجمهورية والعودة بقوة الى الدولة وبشروط الدولة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 26/9/2014

الجمعة 26 أيلول 2014

* مقدمة نشرة "تلفزيون لبنان"

يلقي الرئيس تمام سلام الليلة في نيويورك كلمتين: الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. والثانية في الإجتماع الدولي لدعم لبنان. ويحضر هذا الإجتماع الأمين العام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والإتحاد الأوروبي وايطاليا التي استضافت مؤتمر تسليح الجيش اللبناني وألمانيا التي ستستضيف مؤتمرا للنازحين السوريين.

وقد قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي إن الإجتماع الليلة مخصص لدعم لبنان سياسيا والوقوف على حاجاته خصوصا وأنه يستضيف مليونا ومئتي ألف نازح سوري.

وأكد بلامبلي أن الجيش اللبناني يحتاج مزيدا من المساعدات مشيرا الى أن الإستحقاق الرئاسي قرار لبناني لكن إجتماع دعم لبنان يمكن أن يشجع على الإنتخاب.

وفي لبنان رفع النازحون السوريون في عرسال أعلام الجيش السوري الحر. ومن ناحية ثانية أعلنت جبهة النصرة أنها أرسلت الى أهالي العسكريين المخطوفين لديها تسجيلات صوتية لأبنائهم في ظل استمرار أهالي المخطوفين بقطع الطرق.

وفيما يواصل الجيش إجراءاته في عرسال قال وزير الداخلية: سننشئ مخيمات للنازحين حتى لو لم يوافق عليها الجميع.

سياسيا أعلن الرئيس أمين الجميل عدم حضور أية جلسة تشريعية إلا لإنتخاب رئيس للجمهورية في وقت أشار النائب ميشال موسى الى أن الجلسة التشريعية قد تعقد الأربعاء المقبل.

في الخارج تواصلت غارات التحالف الدولي على مواقع داعش والنصرة في سوريا وعند الحدود مع العراق وسط تركيز على مراكز النفط التي توقف العمل فيها واستمر القتال بين داعش والأكراد في شمال سوريا وسقطت قذائف داخل الأراضي التركية.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

إنه اللعب على حافة الهاوية. هكذا يبدو المشهد الداخلي في ضوء الصورة الملتقطة من عمق الاحداث الجارية في عرسال وفي جرودها ومن طرابلس واحيائها وكذلك من الطرقات الرئيسية المقطوعة في ضهر البيدر في البقاع وفي القلمون شمالا، وفي منطقة ضهر الاحمر في راشيا وذلك تنفيذا لتمنيات العسكريين المختطفين بناء على املاءات النصرة وداعش للعسكريين المختطفين وفي المعلومات ايضا ان عمليات قطع الطرق قد تشمل غدا طريق زحلة ترشيش.

وفي مرامي داعش والنصرة وفق مصادر متابعة حرب نفسية واعلامية ومحاولات لزرع الفتنة. وفي تجليات الحرب النفسية والاعلامية التسجيلات الصوتية والاتصالات الهاتفية بين المختطفين وعائلاتهم وما ينتج عنها من سباق بين الوسائل الاعلامية على بثها. اما في محاولات زرع الفتنة فهو التمييز بين المختطفين على قاعدة الانتماء المذهبي.

وما يجري في لبنان في ظل المواجهة مع الارهاب ستكون هذا المساء على طاولة البحث بين رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية الاميركية جون كيري في نيويورك وفي لقاء الرئيس سلام مع الرئيس الايراني حسن روحاني كما مقررا ان يلقي الرئيس سلام كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للامم المتحدة يتناول فيها الاوضاع خصوصا ما يتصل بقضيتي الارهاب والنزوح السوري.

الانشغال بقضية العسكريين المختطفين قابله داخليا ايضا متابعة للجلسة النيابية التشريعية الاسبوع المقبل والمواضيع المدرجة على جدول اعمالها والتي تخضع لمزيد من الدرس والتمحيص خصوصا قضية سلسلة الرتب والرواتب. وفي البارز اعلان الرئيس امين الجميل عدم مشاركة نواب حزب الكتائب في الجلسة التشريعية، معتبرا ان اي كلام عن تشريع خارج اطار انتخاب الرئيس هو تشريع للفراغ.

* مقدمة نشرة اخبار ال "ال بي سي"

نهاية الاسبوع الاول على بدء الضربات الجوية على داعش في سوريا، أظهرت أن واشنطن لديها اجندتها الخاصة في ما يتعلق بالضربات واماكنها وتوقيتها، لكن مما هو واضح إلى الآن ان الضربات تستهدف منابع تمويل داعش إذ لليوم الثاني على التوالي تتركز الضربات على مصافي النفط.

في لبنان تبقى قضية العسكريين المخطوفين في واجهة الاهتمامات، حيث ان كل التطورات تنطلق منها، وتبدو المفاوضات قد نضجت، وفي هذا الإطار علمت المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال أن الصفقة هي سورية سورية نظرا إلى تعقيدات التفاوض بين لبنان والنصرة، وفي داخل هذه الصفقة يتم التبادل بين النصرة والجيش اللبناني ما يشمل العسكريين المخطوفين والمسلحين الذين أوقفوا في عرسال.

نشير أيضا ووفق معلومات خاصة إلى أن موفدا قطريا موجود في بيروت ولم يتوجه إلى عرسال وهو يترقب نتائج المفاوضات الجارية حاليا والتي وصفت بالحثيثة والجدية. وقبل نضوج المفاوضات بقيت تحركات أهالي العسكريين على حالها من التصعيد.

في الملفات الداخلية، يبدو ان الايام المقبلة شبه حاسمة بالنسبة الى الجلسة التشريعية، وكل المعطيات تشير إلى إمكان أن تعقد الجلسة الاسبوع المقبل.

* مقدمة نشرة أخبار ال "أن بي أن"

على عينك يا دولة اللبنانية، صدحت هتافات النازحين في عرسال، وكان رجع صداها في طرابلس تطالب بالدولة الإسلامية لليوم الثاني على التوالي وسط دعوات لأمراء الإرهاب بفتح بيروت، هم نادوا "أبا مالك" وما عرفوا أن الطريق غير سالك.

وحدها المؤسسة العسكرية كانت تعمل بصمت بعيدا عن ضجيج سهام الإنتقادات الواهية والإتهامات الباطلة، الجيش واصل إجراءاته الأمنية وأوقف بحسب المعلومات إثنين وعشرون شخصا في محيط عرسال للاشتباه بإنتمائهم الى منظمات إرهابية، شاركت في القتال ضده.

أما في الجرود فإستكمل الجيش سياسة شل حركة الإرهابيين، وأحبط محاولات تسللهم بإستخدام سلاح المدفعية من جهة، وبتر الجرود عن قلب عرسال من جهة ثانية، ما أدى الى قطع التمويل عنهم.

هكذا يمضي الجيش في تعزيز أوراق القوة مقابل إرباك الإرهابيين الذين يحاولون الضغط على أهالي العسكريين المخطوفين، تارة عبر إتصالات وطورا عبر التسجيلات. أوراق جديدة تضاف الى أخرى تملكها الدولة اللبنانية، وقد يكون إحداها التهديد بتسليم الموقوفين والمحكومين الى دولهم من ضمن الإتفاقات المعقودة، والتي تحكم علاقات لبنان بهذه الدول ووفق القانون.

أهالي العسكريين ما كلوا ولا ملوا من مواصلة إعتصامهم وتحركاتهم التي شلت اليوم طرقات جديدة، فيما سلك وزير الصحة وائل أبو فاعور درب الأهالي موفدا من النائب وليد جنبلاط، حيث دعا الى إعتماد مبدأ المقايضة بلا تردد، مشددا على "ضرورة مواكبة القضاء لقضية الإسلاميين في رومية، والإسراع بإصدار الأحكام لتتصرف السلطة السياسية بمقتضاها".

في سوريا تقدم للجيش في جوبر وإحباط هجوم كبير للمسلحين في جرود القلمون عند عسال الورد والجبة، أدى الى مقتل قائد ما يسمى بلواء الغرباء أبو يعرب المقرب من أمير النصرة في القلمون أبو مالك.

وفي أخبار التحالف الدولي غارات مستمرة وهواجس غربية لا تتوقف خشية من تهديدات إرهابية، وجد رجب طيب أردوغان نفسه محشورا في "بيت الياك"، فغير موقف بلاده تجاه محاربة "داعش"، وأطل وزير طاقته نافيا بيع داعش لنفطها المسروق عبر أنقرة، و"سبحان مغير الأحوال".

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

لم تقفل الشوارع في بيروت.. لم تقطع الطرق في عاصمة الجنوب.. لم تشعر أغلبية ساحقة بأن الجيش يذبح أهلها في عرسال.. لم تجد دعوات التحريض على الجيش آذانا صاغية في الشمال.. ما خلا ملثمين معلومين في طرابلس.. يترصدون جنود الجيش.. يخطفون عناصر الأمن.. ويشكلون شللا أمنية تتحرك في الظلام..

وفي الظلام يتحرك التكفيريون في الجرود يحاولون استحداث مسالك لتهريب الطعام والمازوت بعد أن نجح الجيش في عزلهم بنسبة كبيرة.. منذ المعركة الأخيرة في عرسال.. لاقاه من السفوح الأخرى.. كمين محكم للجيش السوري في عسال الورد.. قضى على عشرات الارهابيين.. بينهم قائد لواء الغرباء.. المقرب من الإرهابي مالك التلي.. الذي هتف باسمه اليوم في بعض عرسال..

شح الخيارات أعاد التكفيريين الى مربع الضغط الأول ابتزاز لبنان بأصوات المختطفين الذين بثت النصرة وداعش تسجيلات لهم فيما أهلهم في الطريق يقطعونها مرغمين بعدما شعروا ان الدولة بالغت في النأي بنفسها عنهم وتركت الملف معلقا على مكرمة قطرية تنتظر موفدها، أو مبادرة تركية، لا تلوح لها بارقة في الأفق..

هذا الجمود حركه طرح بالوكالة للنائب وليد جنبلاط طرح المقايضة دون اية تفاصيل فهل تعني إطلاق الموقوفين في رومية أم محاكمتهم؟ خاصة أن النصرة طلبت مؤخرا وبالوكالة أيضا..إطلاق الموقوفين في معركة عرسال دون غيرهم..

في الميدان السوري مزيد من صواريخ التحالف الدولي الجوية.. أوقفت حتى إشعار آخر إنتاج النفط الداعشي في الرقة.. بالتزامن مع إشارات تحول في الموقف من التنظيم.. أعلنها السلطان أردوغان.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

المخطوفون العسكريون يطالبون ذويهم في تسجيلات صوتية بالاستمرار في قطع الطرق من أجل الضغط على الحكومة، فيما بعض القوى السياسية تحث الاهالي على التزام التهدئة. ذوو العسكريين حددوا خيارهم. فهم مستمرون في قطع الطرق حتى إشعار آخر، بعدما باتوا على اقتناع ان كل طريق تقطع قد تسهم في اطالة اعمار أبنائهم. لكن اللافت في التسجيلات الصوتية التي ارسلتها جبهة النصرة للعسكريين الخمسة عشر المخطوفين لديها ان بعضهم طالب الحكومة بالبحث في قضيتهم عبر مفاوض جدي. فهل يعني هذا ان المفاوضات الجدية بين الحكومة والخاطفين لم تبدأ بعد؟ واذا كان هذا الامر صحيحا ألا يرتب مسؤوليات جسيمة على الحكومة تجاه العسكريين وذويهم، وتجاه المؤسسة العسكرية، بل تجاه الوطن؟

سياسيا: جلسة تشريع الضرورة ستنعقد مبدئيا الأربعاء المقبل بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس الاثنين، مبدئيا ايضا، لتحديد جدول اعمال الجلسة المنتظرة. وفي المعلومات ان لقاء سينعقد في الساعات المقبلة بين الرئيسين بري والسنيورة لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل المتعلقة بسلسلة الرتب والرواتب.

توازيا لفت اليوم الانتقاد القاسي الذي وجهه الرئيس امين الجميل الى الجلسة التشريعية المنتظرة وتأكيده ان النواب الكتائبيين الخمسة لن يحضروا اي جلسة لا تتعلق بانتخاب رئيس، علما ان الشغور الرئاسي دخل اليوم شهره الخامس من دون ان يلوح في الافق ما ينبئ بقرب انتخاب رئيس. في هذا الوقت تتواصل ضربات التحالف الدولي على داعش ما ادى الى توقف استخراج النفط في حقول الدولة الاسلامية شرق سوريا تخوفا من الغارات.

 مقدمة نشرة أخبار ال "أو تي في"

يبدو أن النتائج الأولى للحرب على "داعش" بدأت تظهر مع توقف إستخراج النفط في الحقول التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، إثر القصف المستمر في شرق سوريا، ويبدو أن القصف جعله يتراجع في ظل تحقيق الجيش السوري تقدما على محاور إستراتيجية عدة، ابرزها في درعا المدينة بعد تحرير درعا العمالية.

حتى في جرود عرسال يبدو أن الجيش اللبناني بدأ يحقق إنجازات نتيجة قصف مواقع تنظيمي "داعش" و"النصرة" وتوقيف قيادات بارزة في جبهة "النصرة"، ما يشكل أوراقا قوية في المفاوضات للافراج عن المخطوفين، في وقت يواصل ذووهم قطع الطرق.

وفي معلومات لل"أو تي في" أن تنظيم "داعش" ومع إقتراب فصل الشتاء، طلب من مسلحيه الإنتقال من جرود عرسال في مجموعات صغيرة لا تتعدى الأربعة أشخاص الى منطقة القنيطرة السورية.

المواجهة لإسرائيل كونها أضحت خاضعة "للنصرة" ما يجعل من المدن والقرى السورية وصولا الى وادي اليرموك، بيئة حاضنة له نتيجة خلوها من الجيش السوري ومن "حزب الله"، كما أنها تشكل نقطة إنقضاض على مناطق لبنانية مثل شبعا ودير العشائر وصولا الى راشيا الوادي، فضلا عن الغطاء الأمني والطبي الذي توفره إسرائيل للتنظيمين الإرهابيين.

سياسيا تتوجه الأنظار نحو جلسة تشريع الضرورة المرتقبة الأربعاء المقبل، إذا أنجز تنقيح الصيغة النهائية لسلسلة الرتب والرواتب، وتوافق عليها في الساعات المقبلة رئيسا مجلس النواب نبيه بري وتكتل "المستقبل" فؤاد السنيورة، وهذا قد يمهد لإجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الإثنين المقبل لتحديد جدول أعمال الجلسة التي قرر حزب "الكتائب" عدم المشاركة فيها، مكررا موقفه من أن التشريع خارج إطار إنتخاب الرئيس هو تشريع للفراغ.

في نيويورك ترتقب كلمة رئيس الحكومة تمام سلام في العاشرة من مساء اليوم بتوقيت بيروت أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وسيتناول فيها ملفي الإرهاب والنزوح السوري، بعدما التقى وزير الخارجية الأميركية جون كيري على أن يلتقي أيضا الرئيس الإيراني حسن روحاني.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

في يوم جمعة سحب من التجربة السورية إلى لبنان.. لفت الرايات السود مناطقنا.. وخرجت تكبيرات من المساجد تبايع الدولة الإسلامية وتضرب بسيفها وتناجي أبا مالك التلة دخول بيروت.

إرتفعت هذه الأصوات تحديدا من عرسال وبشكل أقل زخما من مساجد طرابلس في تظاهرات حفزت لها هيئة العلماء المسلمين وبايعتها النصرة بهدف إستنهاض اللبنانين والنازحين السوريين ضد الجيش وما يقوم به من عمليات تطويق للارهابيين في جرود عرسال.

وقد تمكنت قناة "الجديد" من دخول مخيمات النازحين المحروقة وجرود عرسال وساحاتها الداخلية، حيث التظاهرات كانت تنادي "عرسال حرة حرة"، والنازحون يشكون حرق خيمهم ومبيتهم في العراء، لكن من أقدم على إضرام النيران كان طرفا يريد الهرب وإشغال الجيش عن مهماته، فالعسكر الذي دهم المنطقة لم يستهدف النساء والأطفال كما روج، بل إرهابيين يحتمون بالنازحين وهذا ما أظهرته توقيفات الجيش يوم أمس وصيحات عرساليين اليوم تستنجد بأبي مالك التلي وهو رأس الإرهاب الذي يحتجز عسكريين لبنانين رهائن. وقبلهم كان أمير اعتقال راهبات معلولا، فهل يقف الجيش مصفقا مع المتظاهرين مرحبا بقدوم التلي؟ هل يستسمح هيئة العلماء لأنه أدى واجبه الوطني؟ هل يسهم في تعزيز بناء إمارة عرسال ويبايع؟ أم يمضي في إقامة سياج أمني منعا لتسلل الإرهاب إلى المدن اللبنانية؟

هذا خط العسكر، وهذا قراره، والأمر له، فدماؤه على الأرض، رفاقه في الأسر، وطنه من يلبس ثياب الموت، والجيش ولي التوفيق. تعلم المؤسسة العسكرية إبناءها في درسهم الأول أنهم مشروع فداء وتضحية وربما استشهاد، فمن غير المسموح به لأي جهة أن ترسم لها حدودها من أول العلماء إلى رأس الحكومة ومن غير المبرر أن يتبرع الرئيس تمام سلام من نيويورك بتصريحات هدامة، كأن يقول إن القدرات اللبنانية لا تسمح بعمليات هجومية وإنما دفاعية فقط، ومن الأنسب أن يدفن كلام نيويورك في نيويورك، لأن الجيش سيصنفه إهانة وتقليلا من دوره.

وفي مبادئ المؤسسة العسكرية أن على الجيش الإستعداد للهجوم والدفاع للمباغتة، والعمليات الإستباقية والدهم، فهل يستحي الرئيس تمام في قول ذلك؟ وهل يصاب بداء الخجل إذا ما اعترف أن جيشه يطارد الإرهابيين الذين يصفون جنوده بقطع الرؤوس؟

معارك سلام في نيويورك شهدت مطاردة من نوع آخر، فهو وتجنبا لمشاركة وزير الخارجية جبران باسيل قرر توقيت لقائه الوزير جون كيري على مواعيد باسيل الذي إستل دهاءه وعدل مواعيده ليحضر الإجتماع بين سلام وكيري الذي يعقد بعد قليل.

وبعد التقاط الصورة التذكارية سيعود باسيل إلى مقر الأمم المتحدة حيث سيكون في إنتظاره وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في أول تنسيق سوري لبناني على هذا المستوى.. وشكرا نيويورك.

 

تأسيس جديد للبنان 

الياس الزغبي/لبنان الآن

لم يُعانِ لبنان، خلال تاريخه الحديث، حالة إحراج وتحوّل في خياراته وقراراته، مثلما هو الآن. لأنّه أمام مخاض ولادة جديدة. في حروبه الداخليّة، والحروب منه وعليه، بين 1975 و 2014، كان يتحصّن، ولو نظريّاً، بحصانتين:

-  النظريّة التاريخيّة التقليديّة القائلة بمعادلة "لا للشرق ولا للغرب"، ولو كانت "اللاءان لا تصنعان أمّة"!

-  والشعار الصادق - الكاذب القائل بجوهرة "العيش المشترك".

وإلى الأمس القريب، كان شعار "النأي بالنفس" و"إعلان بعبدا" ستاراً لتمويه الانقسام العمودي في القرار الوطني، بما سمح بنظريّة "ربط النزاع" وتشكيل حكومة سدّ الذرائع والفراغ. وكانت هناك فلسفة خفيّة قضت بالرضوخ للأمر الواقع، والتغاضي الاضطراري عن تورّط "حزب الله" في النزاع الدموي السوري، وانغماسه في محور إقليمي. الآن، تسقط تلك الشعارات المتوالدة منذ بيان حكومة الاستقلال قبل 71 عاماً، وتكتشف كلّ القوى اللبنانيّة السياسيّة وشبه السياسيّة(المتعسكرة) أنّها أمام مرحلة مختلفة لا تستطيع معها البقاء في اللون الرمادي واللاموقف، أو ما يُسمّى الإمساك بالعصا من وسطها. حتّى أشدّ القوى التزاماً بمحور أو بمشروع خارجي، "حزب الله"، يجد نفسه في لحظة مصيريّة لا يحميه فيها انحيازه المطلق السابق، بل يرى بأمّ العين وبالملموس اتجاه قيادة محوره نحو الانخراط في الحالة الدوليّة الجديدة التي تقودها واشنطن تحت راية الحرب على الارهاب. كلّ المحادثات والمفاوضات التي جرت وتجري في نيويورك، وفي مكاتب المخابرات والغرف السريّة، تؤكّد أنّ الشرق الأوسط والعالم متّجهان إلى قيام محور واحد، وأنّ لا مجال للأحلام في تركيب محور آخر بقيادة موسكو مثلاً مع "البريكس". لقد تخطّت الأحداث نظريّة القطبين والمحورين والجبهتين والحرب الباردة أو الحارّة، وتكرّست صحّة المثل المعروف "الضربة لمن سبق". وليس خافياً أنّ الموقف الأخير للسيّد حسن نصرالله عكس بوضوح إدراكه هذه الحقيقة، ولم يكن رفضه الحلف الغربي العربي وانضمام لبنان إليه سوى ضربة سيف في الماء. فهو، من حيث يدري أو لا يدري، بات عضواً، ولو طَرَفيّاً، في هذا الحلف، على خطى وليّه الفقيه. لم يَعُدْ ممكناً القول بالشيء ونقيضه. في الحرب على الارهاب الموقف محسوم: إمّا معه أو ضدّه، ولا مجال لخيار ثالث، والدليل تزايد عدد الدول المنضوية في التحالف بحيث تجاوز الـ 50، حتّى لو كان قائد هذه  الحرب هو "الشيطان الأكبر". أمّا لجهة الموقف الرسمي اللبناني، فالأمر محسوم كذلك في الانتماء إلى التحالف، ولو عَمَدَ رئيس الحكومة تمّام سلام إلى محاولة تدوير الكلام والالتزام، بقوله إنّ مشاركة لبنان "دفاعيّة". "دفاعيّة" بالتأكيد، فليس للبنان "ريخ ثالث" ولا "قيادة وسطى" ولا "فيالق" جرّارة.

ولكنّ الأكيد هو أنّ لبنان خرج حكماً من رماديّته، ليس إلى محور ضدّ آخر، بل إلى انتسابه الطبيعي. والأهمّ في هذا الانتساب أنّه يأخذ الجميع إليه، بعضهم برضاه مثل الدولة برموزها السياسيّة والعسكريّة وقوى 14 آذار، وبعضهم الآخر بغير رضاه مثل 8 آذار، على قاعدة "مُكْرَهٌ أخوكَ لا بطل". هذه النقلة النوعيّة المقصودة أو المفروضة تبشّر بإمكان التقاء اللبنانيّين على فكرة وطن ودولة ومؤسّسات خلافاً لكلّ مراحل التكاذب التاريخي. نحن أمام مشكلة - فرصة تشبه مراحل تأسيس الدول والأوطان. ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا إنّ فريق "8 آذار" بقيادة "حزب الله" المحليّة وإيران الإقليميّة، هو الآن في حالة الأقضية الأربعة و"العروبيّين" الممانعين عشيّة انضمامهم إلى دولة لبنان الكبير. لقد انتقل هؤلاء، بعد 7 عقود، من الرغبة في الالتحاق بـ"سوريا الكبرى" ومملكة العرب، إلى "لبنان أوّلاً"!

هل نحلم بإعادة تنسيب معظم طائفة كيانيّة (الشيعة) إلى كيانها اللبناني بعد 3 عقود؟ مؤشّرات كثيرة تدفع نحو التشبيه بلحظة ولادة لبنان الكبير، برغم كلّ مطاحن الحرب وضجيج السلاح. بل، ربّما كان من الضروري تشكيل جبهة الحرب على الارهاب كي يلتقي اللبنانيّون في دولة تتقرّر صيغتها وفقاً للتطوّرات والصياغات الجغرافيّة والديمغرافيّة في المنطقة.  ولن نذهب بعيداً فنشكر الارهاب الذي يُجبرنا على الوحدة! ومع سقوط "وسطيّة" لبنان ورماديّته وثنائيّة غرب - شرق بفعل سقوط صراع المَحاور، يبزغ الأمل بعيش مشترك فعلي ووطن سويّ.

 

حزب الله على مفترق طرق!

الجمعة,26 أيلول 2014

بقلم د. توفيق هندي/اللواء

لم تكن طلة السيد حسن نصر الله التلفزيونية نهار الثلاثاء من شاشة المنار كسابقاتها، فثمة تبدل واضح في المواقف، أقله في مواضيع ثلاثة: المخطوفين العسكريين، عرسال والجيش. والتغيير هو في ما قاله وما لم يقله. لأول مرة، شاهدنا السيد نصر الله يقرأ ما يريد قوله ولا يرتجل كعادته، معتمدا» على قصاصة ورق صغيرة يضع عليها فقط المحاور الرئيسية لخطابه أو حديثه. وهذا الأمر، إن دل على شيء، فعلى جدية الموقف ودقته. كما لأول مرة، نشهد منه مقاربات عقلانية، واقعية، موضوعية، تنطلق من قراءات لموازين القوى الحقيقية لتؤسس عليها مواقف وأهداف قابلة التحقيق، وليس مقاربات من منظار إيديولوجي «مقاومتجي» إسلامي جهادي على منوال ولاية الفقيه، يشوه قراءة الواقع والوقائع فيؤدي إلى سياسات مغامرة لا تؤذي لبنان فحسب، بل تؤذي حزب الله بذاته.

ولكن ماذا قال وماذا لم يقله؟

أولاً، بما خص مشكلة المخطوفين العسكريين، قال:

- إنه مع مبدأ المفاوضة (والحزب قد فاوض حتى على جثامين)،

- إن الحكومة هي الطرف المفاوض،

- أن المفاوضة تتم عبر وسيط صديق أو خصم،

- حذر أهالي المخطوفين العسكريين من الخطف والخطف المضاد والتعرض لللاجئين السوريين، محرما» هذه الأعمال «شرعا»» ومبينا» عدم جدواها مع تنظيم مثل داعش.

أما ما لم يقله السيد نصر الله، فهو:

- أنه ضد التبادل،

- ظل منفتحا» على أي نتيجة تتمخض عنها المفاوضات، مشترطا» فقط أن تستخدم أوراق القوة التي بيد لبنان، وهذا يشكل الشرط الحد الأدنى الذي يبقي له ماء وجهه إزاء التراجع عن موقف رفض مبدأ التفاوض.

 وهنا، لا بد من التذكير من أن موقف حزب الله منذ اللحظة الأولى كان، على لسان بعض مسؤوليه الكبار وحلفائه وعبر وسائله الإعلامية المباشرة وغير المباشرة، قطعا» ضد مبدأ التفاوض مع الإرهابيين التكفيريين الذين لا يحترمون أي عهد ولن يحترموا أي عهد أو إتفاق، وبحجة أن التفاوض معهم والتبادل يصيب هيبة الدولة بالصميم ويشجع الدواعش على الإستمرار بأعمالهم البربرية، ومنها خطف الرهائن!

ثانياً، بما يخص عرسال والجيش، قال:

- أنه كان معلوما أن عرسال، بمعنى من المعاني، كانت قاعدة خلفية للمسلحين. إنما، لم تصبح مشكلة يجب التصدي لها إلا عندما علم أن السيارات المفخخة المتجهة نحو الضاحية كانت ترسل من خلال عرسال.

- أن إعتقال الجيش لم يكن السبب بمعركة عرسال، إنما الدواعش هي التي إتخذت مبادرة المعركة بهدف التمدد والسيطرة على لبنان بإستخدام حجة الإعتقال هذا.

- تحدث عن دعم تصدي الجيش للدواعش. وهنا، لا بد من الملاحظة أن كلمة التصدي لها معنى دفاعي وليس هجومي.

أما ما لم يذكره، فهو:

- أن قيادة الجيش قصرت في المعركة في عرسال (وأذكر هنا بالحملة الشعواء التي خاضتها وسائل الإعلام التي تدور في فلك حزب الله ضد قيادة الجيش)، ثم الحملة على الحكومة أو رئيسها أو الجهة التي يمثل التي كبلت أيدي قيادة الجيش.

- ان المطلوب هو خوض الجيش معركة حاسمة في عرسال لا طاقة له أن يربحها إلا بالتنسيق الكامل مع «المقاومة» والجيش السوري. هذا ما روج له حزب الله عبر وسائل متعددة.

- أن المطلوب فصل عرسال عن جرودها تمهيدا» لإبادة «الدواعش».

ومن الواضح أن الضعف النسبي الذي أصاب الجيش الأسدي وحزب الله بعد تمدد داعش السريع وسيطرته على مساحات واسعة في سوريا والعراق وعودة الميليشيات الشيعية العراقية التي كانت تقاتل إلى جانب الجيش الأسدي إلى العراق، كما ضرورة التخلص من «عقبة عرسال» لربط المناطق الأسدية المحاذية للبنان بمناطق حزب الله، من الساحل السوري إلى الجنوب اللبناني، تحقيقا» لكيان يكون جزءا» من الأمبراطورية الإسلامية الإيرانية في حال تقسمت سوريا، من الواضح أن هذين العاملين كانا وراء الإلحاح على توريط الجيش عبر مطالبته بالحسم العسكري! من هنا، نرى أنه ثمة تحول واضح في مواقف حزب الله. فكيف يمكن تفسيره وما هو مداه.

أولاً، عوائل المخطوفين العسكريين باتوا يصعدون مواقفهم في مواجهة تلكؤ «المسؤولين» عن تحرير ذويهم ويحملون حزب الله بشكل خاص من خلال تصلبه مسؤولية مأساتهم.

ثانياً، بات الوضع الشعبي الشيعي، ولو بخفر، يتململ من سياسات المواجهة المتمادية لحزب الله، ولا سيما بما يخص تورطه العسكري في سوريا دفاعا» عن الأسد والذي يستنزفهم ويضعهم في «بوز المدفع» ويستجلب لهم الويلات الأمنية وغير الأمنية في لبنان. فطاقة أي مجتمع على الإحتمال محدودة في آخر المطاف!

ثالثاً، إستنزاف الطاقة القتالية لحزب الله في سوريا (أكثر من 700 قتيل من النخبة، وهو رقم ضخم!).

رابعاً، الوضع العسكري الصعب لحزب الله في القلمون وتفعيل القدرات العسكرية للدواعش بعد إنتصاراتهم النسبية في منطقة القنيطرة، مما قد يهدد في مرحلة لاحقة توسعهم بإتجاه الجنوب اللبناني، حصن حزب الله الرئيسي.

خامساً، تداعيات ضربات التحالف الدولي «المشبوه» بتركيبته «المعادية» وأهدافه غير المعلنة في العراق كما في سوريا، التي قد تؤدي إلى كثافة «داعشية» في مناطق «سيطرة» الأسد، ولا سيما في القلمون. وبالمناسبة، أليست سياسة محاربة «التكفيريين» في القصير والقلمون التي أدت إلى تجمعهم في عرسال وجرودها؟؟!!

سادساً، التواصل المستجد بين إيران والعربية السعودية والذي أنتج تسوية في العراق واليمن، وبالتالي ضرورة التماهي معه بالنسبة لحزب الله في علاقاته مع الإعتدال السني.

سابعاً، التخوف من أن تؤدي سياسة التشدد بالنسبة إلى موضوع المخطوفين العسكريين، وما يمكن أن يؤدي إليه ذبح العسكريين الواحد تلو الآخر من تداعيات خطيرة أمنيا» مع اللاجئين السوريين الذي وصل عددهم إلى المليون والنصف نسمة، كما أن الموقف المطالب بالحسم العسكري سوف يؤدي إلى ضرب وحدة الجيش، إضعاف الإعتدال السني لحساب الأصوليين، الوصول إلى حرب سنية- شيعية لا محل لتفوق حزب الله الصاروخي فيها، إندفاعة «الدواعش» نحو البقاع وليس فقط عرسال!!!

فهل إستوعب السيد نصر الله دقة الأوضاع وخطورة سياسات حزب الله الداعية إلى الحسم؟؟!! وهل فعلا» تراجع عنها؟! وهل سوف يستنتج العبر ويعيد النظر في تورطه في القتال القاتل للبنان وله في سوريا، ويراهن، ولو لمرة على دولة لبنانية تحميه وتحمي كافة الفئات اللبنانية؟؟!!

 

عرسال: الفعل الكارثي

حسام عيتاني/الحياة

26 أيلول/14

لا يحتاج المرء إلى ذكاء ومعرفة كبيرين ليدرك أن الجيش اللبناني، مثله مثل غيره من مؤسسات الدولة اللبنانية، يعكس في سلوكه موازين القوى السياسية في البلاد قبل الاستراتيجية الدفاعية (غير المتفق عليها الى اليوم) والحاجات الأمنية. ويمكن كتابة تاريخ الجيش في لبنان، منذ إنشاء “أفواج الشرق”، باعتباره مرآة للتاريخ السياسي بتفاصيله وتوازناته وأزماته وصراعاته. والأعوام العشرة الماضية، منذ بدء موجة الاغتيالات التي قدّمت للأزمة الراهنة، دليلاً لا يحتاج نقاشاً عن ميل الجيش مع الريح، بغض النظر عن مصدرها ووجهتها. ومنذ أحداث عرسال في آب (أغسطس) الماضي، بدا أن ثمة ضغطاً شديداً تتعرض له المؤسسة العسكرية لحملها على المشاركة في الحرب السورية ضمن معسكر النظام وحلفائه. وأسدت وسائل اعلام “الممانعة” خدمة نادرة لمتابعيها بتظهيرها تظهيراً يومياً مزاج وموقف قادة فريقها من الجيش وبانتقالهم في أقل من 48 ساعة من كيل المدائح لكل الجنود والضباط وصولاً إلى قائدهم، إلى ما يداني الشتائم الصريحة والاتهامات بالتخاذل بعدما رفض الجيش اقتحام عرسال معللاً ذلك برفضه ارتكاب مجزرة بحق المدنيين من اهالي البلدة واللاجئين السوريين فيها، في وقت يحتجز مسلحو “داعش” و”النصرة” عشرات الجنود اللبنانيين اسرى لديهما. أرسل النظام السوري تحذيرات أقرب الى التهديدات طالباً من الحكومة والجيش استئناف التنسيق الأمني معه، وضغط في السر والعلن، في السياسة والميدان، لإشراك الجيش في معارك القلمون التي يريد إعادة الاستيلاء عليها ضمن عمليات تطهير محيط دمشق، بعد فشل المحاولة السابقة قبل اشهر. في الأيام القليلة الماضية، بدا أن شيئاً ما انهار في قدرة الجانب اللبناني على استيعاب الضغوط السورية و”تدوير” زواياها، خصوصاً مع تصاعد الاعتداءات على الجيش في طرابلس والتفجير/ الرسالة الذي استهدف جنوده وسط عرسال، والذي يكاد مرسله “أن يقول خذوني”. وجاءت الاستجابة عبر المداهمات الواسعة لمخيمات اللاجئين السوريين في مناطق تمتد من عكار شمالاً إلى النبطية جنوباً بحثاً عن مشبوهين ومطلوبين. غنيّ عن البيان أن الجيش يقوم في هذا السياق بواحدة من أولى مهماته في استباق أي عمل إرهابي يستهدف الأمن الذي سيتضرّر من جراء انفلاته اللاجئون والمواطنون سواء بسواء. لكن ما جرى خصوصاً في عرسال من اعتداء واضح على اللاجئين وكراماتهم والممارسات والألفاظ العنصرية الصارخة التي أطلقها الجنود اللبنانيون، خرج من سياق العمل الأمني وصبّ مباشرة في خانة تنفيس الاحتقان الأهلي والسياسي ضد اللاجئين. البيان المقتضب الذي أصدرته قيادة الجيش بعد نشر مقطع فيديو يبدو فيه الجنود يعتدون على لاجئين ممدين أرضاً ثم البيان الآخر عن أحداث يوم أمس، لا يحيطان بحجم ما يحدث في البلدة والمخيمات حولها. الرد السريع الذي قام به عدد من اللاجئين برفع علم “داعش” أمام مبنى بلدية عرسال ينبئ بحجم الفعل الكارثي الذي ارتكبته وحدة الجيش في البلدة والردود المتوقعة عليه، في الوقت الذي يهدد فيه إرهابيو “داعش” و”النصرة” بقتل المزيد من الجنود اللبنانيين الأسرى. ولا مفرّ من القول إن أحداث عرسال الأخيرة تزيد وضع الأسرى سوءاً على سوء. فإلى جانب الشوفينية والعنصرية وغيرهما من الصفات التي يستحقها أصحاب هذه الممارسات ومن يبرّرها ويدافع عنها، يتعيّن النظر إلى اعتقال أكثر من 450 سورياً في يوم واحد في لبنان، باعتباره خطوة إضافية نحو الاقتتال الأهلي وتكريس الأشكال المتنوعة من الحروب اللبنانية – السورية.

 

لماذا إشراك الجيش في هزيمة حزب الله؟

علي الأمين/البلد

الخميس 25 أيلول (سبتمبر) 2014

مداهمات الجيش اللبناني لمخيمات اللاجئين السوريين في عرسال فاقمت من سلبيات قضية اهالي الجنود اللبنانيين المخطوفين لجهة النتائج التي يمكن ان تنعكس على مصير العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة. واثارت صدمة لدى بعض فعاليات عرسال من ان معركة عرسال لم تنته ويمكن ان تنال البلدة عقابا استجابة لحملات اعلامية وسياسية ضدها لم تتوقف، واثارت هلعا لدى اللاجئين السوريين لما يمكن ان يكون عليه حال اللاجئين السوريين في لبنان خلال فصول الحرب على الارهاب. وساهم البيان التحذيري الصادر عن جبهة النصرة ضد الجيش، بفتح باب الاسئلة حول الغاية من اقتحام مخيمات اللجوء في عرسال في هذا الوقت والفائدة التي يمكن ان تتحقق لقضية العسكريين المخطوفين من جراء عملية الجيش الاخيرة. مسارعة قائد الجيش جان قهوجي الى زيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وطمأنته الى ان لا نيّة للجيش لاستهداف عرسال، وان الغاية من العملية العسكرية هي منع انتقال المسلحين الى المخيمات. لكن هذه التطمينات لم تمنع حالات الاحتجاج على خطوة الجيش في مخيمات اللجوء والاعتقالات التي قام بها بحق 450 من القاطنين فيه صباح امس. كما صدرت مواقف احتجاجية ومدينة من جهات سورية، معارضة للطريقة المهينة التي طالت النازحين، ومن هيئة العلماء المسلمين التي اتهمت مصادرها جهات محلية واقليمية بعرقلة اي جهد لمنع الصدام العسكري بين الجيش والمسلحين والوصول الى نتائج ايجابية على صعيد اطلاق الجنود المخطوفين وانسحاب المسلحين من جرود عرسال. مصادر بقاعية متابعة لما يجري في عرسال وجرودها تعتقد ان خطوة الجيش الاخيرة في مخيمات اللجوء تطرح تساؤلات حول الاولويات التي تضعها المؤسسة العسكرية في مقاربة ما يجري في هذه المنطقة: هل الاولوية لاطلاق العسكريين؟ ام لخوض معركة القضاء على المجموعات الارهابية في محيط عرسال؟ هل المطلوب انهاء مخيمات اللجوء في عرسال؟ هل توفر هذه الخطوات مصدر قوة لفريق التفاوض، اذا كان موجودا، مع المجموعات المسلحة، ام مصدر ضعف لها؟ الصور التي تسربت الى الاعلام عن حرق احد المخيمات في عرسال، وعمليات الاعتقال التي طالت اللاجئين السوريين، تستدرج الجيش اكثر فأكثر الى مواجهة لم يقررها، وتضعه في موقع لا يحسد عليه بين ضغط حرب خاضها حزب الله ولا يزال في سورية من دون تنسيق او استشارة الجيش او الحكومة، وبين نتائج هذه الحرب على لبنان. اي ان الجيش يدفع من اجل تحمل تداعيات قرارات سواه، من دون ان يكون له حق التحكم الكامل بإدارة المعركة وقيادتها.الخطر الذي يحيط بالمؤسسة العسكرية لا يكمن في خلل قدراتها العسكرية او في نسبة الروحية القتالية لدى جنودها، بل في مدى قلة الحصانة التي تتمتع بها المؤسسة حيال اي محاولة سياسية لتوريطها في معركة غير مخطط لها سياسيا ثمّ عسكريا. وهذه مسؤولية سياسية تقع على الحكومة اولاً. من هنا فإن السعي الحثيث الى زجّ الجيش في حرب لا يمتلك مقاليد التحكم والقيادة على خطوط جبهتها وفي عمقها، مرشح للانكسار فيها. واذا عطفنا على ذلك ان ثمة من يريد للجيش اليوم ان يكون شريكا في هزائمه العسكرية، فسنشهد المزيد من المحاولات التي تهدف، عبر دفع الجيش نحو معركة يمكن تفاديها او الانتصار فيها بوسائل سياسية، الى اعلان حزب الله، ومختلف الميليشيات ان وجدت، التزامهم الميداني والعسكري بشروط الجيش. سوى ذلك سيساهم توريط الجيش في المواجهات بإيقاع المزيد من الخسائر الوطنية وسيشكل فرصة الى تكوين المزيد من المجموعات القتالية والميليشياوية تحت ذرائع شتى. الحرص على الجيش لا يكون بتحميله اعباء معارك سورية الخاسرة، بل بترجمة الثقة بالمؤسسة العسكرية والتعبير عن الحاجة الى دورها الوطني بالاقرار ان لا بندقية تعلو على بندقيتها بل كل زناد لا يكون طوع بنانها هو زناد مشبوه. وان كان هذا اضغاث احلام فان ما سيقدمه لنا واقع الحال هو المزيد من الفنون الميليشيوية والأمن الذاتي والبقية تستعاد “لكن على شكل مهزلة”.

 

هكذا يُخطِّط «حزب الله» وينجَح… وهكذا ينام فريق «14 آذار»!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الجمعة 26 أيلول/14

بالنسبة إلى السيّد حسن نصرالله، «مَن يفاوض، عليه أن يضع أوراق القوة على الطاولة ليُظهر إمكان اللجوء اليها». ولضمان النجاح، على المفاوض أن يستنفد الخيارات والسيناريوهات كلها. فإذا فشل واحد يَعتمد آخر، وإذا فشل الآخر يَعتمد سواه. وهذا هو طريق النجاح في أيّ عملية تفاوض. نصرالله كشف كيف استطاع «حزب الله» تمرير كل القطوعات التي هدّدته على مدى 9 أعوام. كشف نصرالله، في إطلالته الأخيرة، كيف إستطاع «حزب الله» تمرير كل القطوعات التي هدّدته في سلاحه، وحتى في وجوده، على مدى 9 أعوام. فبالإتكال على عاملين: التلويح بأوراق القوة والتأنّي في درس السيناريوهات، إنتقل من وضعية المهزوم في آذار 2005، إلى موقع الندّ للندّ من حرب تموز 2006 إلى إعتصام بيروت 2008، إلى الموقع القوي بعد الدوحة 2008، فموقع المنتصر بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عام 2011. أما حكومة الرئيس تمام سلام فهي تتويج لإنتصار «حزب الله»، وليس العكس. فـ»الحزب» المرتاح جداً في سيطرته على القرار، تجرّأ، ومن فيض قوته، على التنازل شكلاً عن بعض السلطة لخصومه، ليضمن عملياً إستيعابهم وتجنيدهم لخوض المعركة إلى جانبه ضدّ التطرف السنّي. وهذا هو النموذج الذي عمَّمته إيران على حلفائها في لبنان والعراق. منذ اليوم الأول للمواجهة في العام 2005، أدرك «الحزب» تماماً ما يفعل، ولم يُؤخَذ بردّات الفعل، ولم يسقط تحتها. وعمل لتحقيق هدفين متلازمين:

1- إستعادة أوراق القوة التي خسرها، والإحتفاظ بالأوراق التي يملكها وتدعيمها وإستقطاب أوراق جديدة (السلاح وهامش الحركة والتحكُّم بالقرار).

2- التخطيط جيداً للمعركة مع الخصوم، بحيث يتمّ إعتماد سيناريوهات عدّة إحتياطية وبديلة لكل حالة. فإذا فشل «الحزب» في تحقيق أحدها ينتقل إلى آخر…

ونجح «الحزب» حتى الآن في خطته. وعندما يقول نائب إيراني إنّ طهران باتت تسيطر على القرار في أربع عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، يجدر التنويه بأنّ «حزب الله» هو مَن صنع، وحده، نفوذ إيران في بيروت، وهو شريك في صناعة نفوذها في دمشق وبغداد. ولكن، وللدقّة، يجدر الإعتراف بأنّ «حزب الله» يمتلك أساساً مقوّمات «غير إعتيادية» تمنحه التفوُّق، وأبرزها السلاح والدعم الإيراني – السوري. وهو لم يتورَّع عن إستخدام هذه المقوّمات ضدّ خصومه في الداخل عندما كان يصطدم بـ«عنادهم».

ولا تجوز اليوم المبالغة في إلقاء اللوم على فريق «14 آذار» لفقدانه زمام المبادرة تدريجاً منذ 2005، عندما كان مالكاً للسلطة، وفي موقع الهجوم، ومدعوماً من قوى دولية وإقليمية كبرى. فهو إستُهدِف بالعنف المركَّز والتصفيات الجسدية، فتزعزعت صفوفه وانفرط بعض حلقاته.

لكن على «14 آذار» أن تعترف أيضاً بأنها لم تكن في حجم الأمانة التي تسلَّمتها قبل 9 أعوام، في لحظة دولية- إقليمية يصعب تكرارها. وهي لم تلتقط فرصة الإنتصار، وانقادت إلى المساومات والصفقات المعتادة مع فريق لطالما خضَعت وإياه للوصاية السورية.

وغالباً ما كانت الصفقات أفخاخاً نصَبها «حزب الله»، من خلف الكواليس، ووقع فيها خصومه. وبقيت «14 آذار»، ولا تزال، تعيش على ردّات الفعل. وأهملت ما كانت تملك من أوراق قوة، وهي ليست قليلة. ولم تتَّسع لها إنشغالاتها لإقرار أيّ تخطيط أو سيناريو بديل، من أيّ نوع كان، على غرار خصمها. أما «حزب الله» فاستطاع أن يدفع الدولة بكامل أجهزتها، وبمسؤوليها المنضوين في تيار «المستقبل»، لتكون معه في المواجهة. وهو بكلمة واحدة منح الدولة ضوءاً أخضر للمفاوضة أو للمقايضة في ملف العسكريين المخطوفين. وهذا الأمر ليس مستغرباً عندما تكون السعودية داعمة للحوثيين، حلفاء إيران، ليسيطروا على صنعاء!ولكن، بعد أن يصل «الحزب» إلى ذروة السيطرة، ربما يبدأ العدّ العكسي… له ولخصومه معاً. فإذا كانت المعادلة السورية تدكُّ أسوار لبنان، فهذا يَطرح سؤالاً كبيراً: في سوريا، لم يُهزَم النظام وضعفت المعارضة الليبرالية تدريجاً لمصلحة «داعش» و»النصرة». وفي لبنان لم يُهزَم «حزب الله» و»نظامه» وضعفت المعارضة الليبرالية- أي «14 آذار»- تدريجاً. فهل يكون ذلك أيضاً لمصلحة «داعش» و«النصرة» أيضاً؟

 السؤال خطر. ولكنه منطقي، ويجدر التفكير فيه جيِّدا

 

 محادثات بين كيري ووزراء خارجية “الخليجي” في نيويورك

واشنطن – أ ش أ: اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في نيويورك على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وذكر بيان صدر عن وزارة الخارجية الأميركية, أمس, أن كيري والوزراء الستة توصلوا إلى اتفاق بشأن اتخاذ خطوات إضافية لمحاربة “داعش”, من دون ذكر مزيد من التفاصيل. كما ناقش الاجتماع التحديات التي تواجه المنطقة وبعض الأفكار لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي, بالإضافة إلى دعم التعاون السياسي والأمني والاقتصادي في إطار منتدى التعاون للولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي الذي تم تأسيسه العام 2012. وأكد الوزراء, خلال اجتماعهم, رفض الإرهاب والعنف الطائفي بكل أشكاله, وتطرقوا إلى التهديدات التي يمثلها تنظيم “داعش” للسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط, مؤكدين إدانتهم للجرائم الوحشية التي يرتكبها التنظيم الإرهابي ضد المدنيين والتي تخالف التعاليم الإسلامية. كما رحب الوزراء بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة, واتفقوا على اتخاذ خطوات لتوطيد العلاقات معها

 

خبراء أميركيون: الضربات الجوية غير كافية

 واشنطن – الأناضول: شكك خبراء أمريكيون متخصصون بشؤون الإرهاب والأمن, بقدرة التحالف الدولي على القضاء على تنظيم “داعش” في سورية من خلال تنفيذ غارات جوية ضد مواقعه, مؤكدين أن الغارات ستضعف التنظيم, إلا أنها لن تؤدي إلى القضاء عليه ما لم يتم التدخل بقوات برية. وقال الخبير ديفيد شانزر, الذي يعمل بمركز الإرهاب والأمن الداخلي بجامعة ديوك الأميركية, إن الغارات الجوية بالتأكيد ستخلف أضراراً بالغة بالتنظيم, بيد أنه نفى أن تكون كافية للقضاء عليه. ولفت إلى أن الهجمات قد تنجح في حالات الأهداف الموجودة في مساحات مفتوحة, ومواقع تخزين الأسلحة, والذخيرة, والحشود التابعة للتنظيم, لكن ذلك سيؤدي إلى خسائر جزئية فقط في صفوف التنظيم, ولن يطرد التنظيم من الأماكن التي بسط سيطرته عليها. واتفق مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لورانس كورب مع شانزر في وجهة نظره, مؤكداً أنه لا يمكن القضاء على تنظيم مثل “داعش” بسرعة وسهولة. وأوضح أن العمليات البرية قد لا تكون كافية أيضاً لهذا الغرض, لأن هذا النوع من التنظيمات لا يمكن القضاء عليه بالغارات الجوية والعمليات البرية, وأن المطلوب هو إضعافه من أجل إنهاء تهديده للمنطقة والعالم. من جهته, لفت الخبير في الاستخبارات العسكرية والسياسات الخارجية مارك بيري إلى أنه لا يوجد قوات محلية يمكنها التعامل مع قوات “داعش” في سورية, مشيراً إلى أن قوات المعارضة المعتدلة ما زالت بعيدة عن القدرة على مواجهة التنظيم, كونها تفتقر للتجهيزات العسكرية والإعداد والتدريب الجيدين. وتفيد زارة الدفاع الأميركية أن 200 هجوماً استهدفت قوات التنظيم في العراق, ونحو 30 هجوماً آخر في سورية, موضحة أنها ما زالت تعمل على رصد نتائج هذه الهجمات, ومرجحة أن تستمر الحرب ضد “داعش” سنوات عدة

 

توقف استخراج النفط في حقول “داعش” بسورية مع استمرار الغارات  

دمشق – ا ف ب, رويترز: استهدفت مقاتلات أميركية وعربية, أمس لليوم الثالث على التوالي, منشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” في محافظة دير الزور شرق سورية, ما أدى إلى توقف إنتاج النفط في الحقول التي يسيطر عليها التنظيم. وقال ناشط في المحافظة يقدم نفسه باسم “ليث الديري”, عبر الانترنت, “توقف استخراج النفط بسبب الوضع الامني”, مضيفاً إن “استخراج النفط توقف في كل حقول دير الزور, باستثناء حقل كونيكو المستخدم لاستخراج الغاز الذي يغذي ست محافظات”. وأكد ناشط ثان من دير الزور, هو ريان الفراتي, توقف استخراج النفط في الحقول التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وقال ان “الاستخراج توقف بشكل موقت” بعدما قصف التحالف الدولي 12 مصفاة للنفط على الأقل يسيطر عليها “داعش”, منذ ليل اول من امس. واضاف “قبل ذلك, كان الناس يتوجهون بكثافة” الى هذه الحقول لشراء النفط من المتطرفين الذين يبيعونه بسعر أقل من أسعار السوق, موضحاً أن الناس “كانوا أحيانا ينتظرون اربعة ايام للحصول على النفط بسبب الطلب الكبير عليه. إلا أنه حالياً لا يوجد من يشتري أو من يتاجر في الحقول, خوفا من الضربات”.

وتضم محافظة دير الزور, الحدودية مع العراق, ستة حقول للنفط, اضافة الى حقل كونيكو للغاز. وسيطر “داعش” على هذه الحقول خلال يوليو الماضي, علماً أنه يسيطر كذلك على غالبية المحافظة. من جهته, أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة مساء اول من امس وصباح أمس على منشآت نفطية في محافظة دير الزور, وعلى مقر لعمليات “داعش” في مدينة الميادين بالمحافظة ذاتها, بالإضافة الى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة. وكانت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أعلنت أول من أمس ان الولايات المتحدة والسعودية والامارات العربية المتحدة قصفت مساء الاربعاء الماضي 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها “داعش” في شرق سورية, مشيرة إلى أن ثمانين في المئة من الضربات نفذتها مقاتلات سعودية وإماراتية. وبعد الضربات الجوية التي استهدفت معاقل التنظيم في المرحلة الأولى من العمليات التي بدأت ليل الاثنين الماضي, انتقل التحالف منذ الأربعاء الماضي إلى المرحلة الثانية التي تتمثل باستهداف منشآت نفطية بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل المتطرفين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة.

وأسفرت الضربات الجوية عن مقتل 141 مسلحاً بينهم 129 أجنبياً على الأقل (84 منهم من “داعش”), وفقاً للمرصد الذي لم يكن بوسعه تأكيد ما إذا أوقعت ضربات أمس قتلى في صفوف المتطرفين.

في سياق متصل, كشف المرصد, أمس, أن أكثر من 200 مقاتل انضموا للتنظيم في محافظة حلب, منذ خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أهلن فيه الحرب على الإرهاب في سورية, مطلع الشهر الجاري.

وأوضح المرصد أن ما لا يقل عن 162 شخصاً انضموا إلى التنظيم المتشدد في شمال شرق وشرق حلب في الأسبوع الذي أعقب خطاب أوباما يوم العاشر من سبتمبر الجاري, كما أن 73 آخرين انضموا الى التنظيم يومي 23 و24 من الشهر الجاري في ريف حلب, بعد بدء الضربات الجوية للتحالف الدولي, ليصل العدد الاجمالي للأعضاء الجدد الى 235 على الأقل. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان هذا يعني أن هؤلاء الناس لا يشعرون بالخوف حتى مع وقوع الغارات الجوية, مشيراً إلى أن وتيرة التجنيد في سبتمبر الجاري كانت أسرع من المتوسط, لكنها أدنى من مستواها في يوليو الماضي, بعد أن أعلن التنظيم عن “دولة الخلافة” المزعومة في الأراضي التي سيطر عليها في سورية والعراق ودعا المسلمين للانضمام إلى “الجهاد”.

وذكر المرصد أن معظم المجندين الجدد كانوا من “جبهة النصرة”, وهي الجناح الرسمي لتنظيم “القاعدة” في سورية, ومعظمهم سوريون, مضيفاً ان الرجال الذين انضموا الى التنظيم في الأسبوع الذي أعقب خطاب أوباما من 15 جنسية مختلفة.

ووفقاً للمرصد, بلغ معدل التجنيد للتنظيم مستويات قياسية في يوليو الماضي, إذ أحصى المرصد ما لايقل عن 6300 عضو جديد خلال هذا الشهر, في زيادة كبيرة عن التقديرات السابقة التي أشارت الى أن عدد أفراد التنظيم يبلغ نحو 15 ألفاً.

إلى ذلك, قال شهود ان مقاتلي “داعش” اقتربوا, أمس, من بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) الستراتيجية على حدود سورية الشمالية مع تركيا, ويخوضون معارك مع القوات الكردية, سقطت خلالها على الأقل قذيفتان على الأراضي التركية.

وبدأ التنظيم هجوماً منذ نحو أسبوع بهدف السيطرة على البلدة الحدودية الستراتيجية وحاصرها من ثلاث جهات بعدما احتل عشرات القرى, ما أجبر نحو 140 ألف مدني كردي من البلدة والقرى المحيطة بها على الفرار إلى تركيا.

وأفادت المعلومات, أمس, أن مقاتلي التنظيم المتشدد سيطروا على تل كان مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية يشنون منه هجمات على مقاتلي “داعش” خلال الايام القليلة الماضية. ويقع هذا التل على بعد عشرة كيلومترات فقط من كوباني.

وترددت أصوات المدفعية ونيران الأسلحة الالية عبر الحدود, فيما سقطت قذيفتان على الأقل على الجانب التركي. وكانت القوات الكردية أعلنت أول من أمس أنها صدت تقدم المتطرفين نحو كوباني, لكنها طلبت مساعدة جوية من التحالف الدولي.

 

المعارضة السورية: 28 فصيلاً مع قوات الأسد ينطبق عليهم القرار الأممي مثل “داعش”

السياسة/طالبت بإخراج كل المجموعات الأجنبية من سورية اسطنبول – الأناضول: أعلن رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض هيثم المالح, امس, إن 28 فصيلاً مسلحاً أجنبياً يقاتلون إلى جانب النظام السوري منذ عامين, ولا يختلف وجودهم القانوني في البلاد عن وجود “داعش” فيها, في تعليقه على قرار مجلس الأمن 2178 المتعلق بمكافحة ظاهرة “المقاتلين الأجانب”. وأوضح أن 28 فصيلاً مسلحاً أجنبياً يقاتلون “جهاراً نهاراً” إلى جانب النظام السوري ويرتكبون “جرائم” بحق السوريين منذ أكثر من عامين, مشيراً إلى أنه لو كان هناك إرادة دولية حقيقية لإنهاء الأزمة في سورية فلا بد من إخراج كافة الفصائل والعناصر الأجنبية خاصة التي “تعلن وتفاخر بقتالها”. وأضاف المالح أن أبرز الفصائل التي تقاتل إلى جانب النظام هي “حزب الله” اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية مثل لواء “أبو الفضل العباس” و”حزب الله العراقي”, إضافة إلى حوثيين من اليمن ومقاتلين شيعة من أفغانستان وباكستان وغيرها, وطبعاً “الحرس الثوري” الإيراني الذي يقود العمليات العسكرية على الأرض في سورية لصالح النظام. وأشار إلى أن قوات المعارضة السورية أعلنت منذ بداية الصراع أنها ليست بحاجة إلى مقاتلين ولديها ما يكفيها ويزيد, وكذلك أكدت أنها تمتلك من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ما يكفيها, وما تحتاجه هو أسلحة نوعية تخلق توازن قوى مع قوات النظام. واعتبر المالح أن استجرار النظام السوري للمقاتلين الأجانب والميليشيات الطائفية هو ما شجع بعض الفصائل “المتطرفة” للدخول إلى سورية لمجابهتهم تحت بند الصراع الديني والطائفي, مشيراً إلى أن الطرفين مرفوضان من قبل الشعب السوري الذي هو “قادر بنفسه على حل مشكلته”. واضاف ان قرار مجلس الأمن 2178 لم يشر إلى “حزب الله” المدرج أصلاً على لوائح الإرهاب (الأميركية) أو أياً من الميليشيات الطائفية التي تقاتل بشكل معلن إلى جانب النظام السوري ولو تلميحاً, في حين أنه يذكر جبهة “النصرة” بالاسم و”يعرب عن القلق من تدفق المقاتلين الأجانب إليها على الرغم من أن غالبية عناصرها من السوريين”. ويعلن “حزب الله” اللبناني وميليشيات شيعية عراقية صراحة أنهم يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي, وكان لهم دور كبير في استعادة النظام مناطق واسعة كانت قد خرجت عن سيطرته خاصة في منطقة القلمون وريف دمشق. وتتهم المعارضة السورية الحزب والميليشيات بارتكاب “جرائم بحق المدنيين داخل سورية”, في حين أن باقي الفصائل الأجنبية التي ذكرها المالح لا تجاهر بمشاركتها. وأصدر مجلس الأمن الدولي, الأربعاء الماضي, قراره رقم 2178 تحت الفصل السابع, الذي ينص على “قيام جميع الدول بمنع تحركات الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية, من خلال فرض ضوابط فعالة على الحدود وضوابط على إصدار أوراق إثبات الهوية ووثائق السفر, بهدف منع تزوير أو تزييف أوراق الهوية ووثائق السفر”. -

 

أردوغان: موقف تركيا من “داعش” تغير بعد الإفراج عن الرهائن 

أنقرة – أ ف ب: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, أمس, أن موقف بلاده حيال تنظيم “داعش” تغير بعد الإفراج عن الرهائن الأتراك, ملمحاً إلى احتمال أن تنضم أنقرة إلى التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف. وقال في تصريحات صحافية بعد عودته من نيويورك ومشاركته في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة “إن موقفنا تغير حالياً والمسار التالي سيكون مختلفاً كلياً”, مضيفاً “كما تعرفون, سيطرح على البرلمان مشروع تفويض على أن يناقش في الثاني من أكتوبر المقبل وفور إقراره ستتخذ الإجراءات الضرورية وهذا التفويض يجيز تدخل القوات المسلحة” التركية. في سياق متصل, أكدت الحكومة التركية الإسلامية – المحافظة تحت ضغط حلفائها الغربيين, أمس, أنها مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة بما في ذلك العسكرية لمحاربة مقاتلي “داعش”. وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو, في خطاب ألقاه أمام المسؤولين في “حزب العدالة والتنمية” الحاكم منذ العام 2002, “إذا كان هناك عملية أو حل عسكري يمكنه أن يعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة فإننا ندعمه, وسنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الأمن القومي”. وكانت تركيا رفضت حتى الوقت الراهن الانضمام إلى التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “داعش”, وسط شبهات تفيد بأنها سلحت الحركات الأكثر تطرفاً ومن بينها التنظيم, لمحاربة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبررت امتناعها عن المشاركة في التحالف بضرورة الحفاظ على حياة 46 من رعاياها خطفهم التنظيم في الموصل في يونيو الماضي, وأفرج عنهم قبل ستة أيام, لتغير أنقرة موقفها بعد ذلك.

 

فرنسا: لا تقدم في المفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي إرجاء اجتماع وزاري في نيويورك

نيويورك – ا ف ب, رويترز: أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, أمس, أن المفاوضات الجارية في نيويورك بين إيران والدول الكبرى بشأن الملف النووي “لم تحقق تقدماً يذكر”, وان الاجتماع الوزاري الذي كان مقرراً أمس “أرجئ بسبب عدم تحقيق تقدم”. وقال الوزير “في اللحظة التي أتكلم فيها ليس هناك تقدم يذكر. نحن مدعوون الى الاجتماع مجدداً وبسرعة”, مشيراً ضمناً الى احتمال تحديد موعد لمواصلة تلك المحادثات الصعبة. واضاف ان “الاتفاق (الذي يجري التفاوض بشأنه) يهدف الى ضمان أن إيران لن تملك اي اسلحة ذرية مهما كانت الظروف, علينا أن نتباحث بشأن مفاعل أراك وأجهزة الطرد المركزي, لأن إيران إذا تخلت عن محاولة حيازة سلاح ذري, فليست بحاجة الى عدد لا يحصى من اجهزة الطرد, يجب ايضا مناقشة كل ذلك”. واعلن فابيوس أن “هناك عناصر حصل بشأنها شيء من الانفتاح والامكانيات لا سيما حول أراك لكن بالنسبة الى (المسائل) الاخرى ليس هناك تقدم”. واستؤنفت المحادثات منذ عشرة ايام في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة بين إيران والدول الكبرى في مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا). وكان المفاوضون حددوا 24 نوفمبر المقبل كآخر مهلة للتوصل الى اتفاق نهائي يضمن الطابع السلمي المحض للبرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية. وأعلن الرئيس الايراني حسن روحاني, من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس, أن بلاده “مصممة على مواصلة المفاوضات” بشأن الملف النووي “بصدق وحسن نية”, مع الأمل بإنهائها في الموعد المحدد. وبعد إلقاء كلمته في الأمم المتحدة, التقى روحاني مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أعلن أن الدول الست الكبرى لم تكن قريبة في أي وقت مضى من إبرام اتفاق مع إيران مثل الآن. وقال “لم نكن قريبين في أي وقت مضى من ابرام اتفاق مثل الآن, لكن الواقع هو أن المرحلة النهائية من المحادثات الراهنة هي الاصعب على الارجح”, مضيفاً “حان الوقت لإنهاء هذا الصراع. آمل أن تدرك ايران وتشعر أن انهيار المحادثات الآن غير مقبول بالنظر الى الوضع في العالم والوضع في الشرق الأوسط”.

 

اميرال أميركي: ألف آسيوي في صفوف “داعش”

واشنطن – ا ف ب, رويترز: كشف الأميرال الاميركي صامويل لوكلير ان نحو ألف مقاتل في صفوف تنظيم “داعش” جاؤوا من منطقة اسيا- المحيط الهادئ. وقال قائد القوات الاميركية في آسيا في اطار مهمته كقائد للقوات الاميركية في المحيط الهادئ “هناك على الأرجح ألف مقاتل ذهبوا من هذه المنطقة بحسب تقديراتنا العامة”, مشيراً إلى أن هذا العدد “قد يتزايد مع مرور الوقت”. واضاف خلال مؤتمر صحافي في واشنطن, ليل اول من امس, “انها بالتأكيد مشكلة نعيرها اهتماماً كبيراً حالياً”. واعتبر ان الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في كل من العراق وسورية ضد تنظيم “داعش” لا تعني أن الستراتيجية الاميركية للعمل على “إقامة توازن” ستراتيجي في منطقة آسيا-المحيط الهادئ قد تغيرت. وأكد أنه على العكس من ذلك, فإن الجيش الاميركي يواصل تعزيز وجوده وعلاقاته الدفاعية في هذه المنطقة. وجاءت تصريحات الأميرال الأميركي في الوقت الذي أثار فيه تهديد متشددين فيلبينيين بقتل رهينة ألماني تضامناً مع “داعش”, بواعث قلق جديدة من أن النهج المتشدد للتنظيم يجتذب مجندين في آسيا ويشكل خطراً أمنياً متزايدا في المنطقة. -

 

مسيحيون عراقيون يشكلون ميليشيا لحماية مناطقهم من المتطرفين يتواصلون مع حزب "القوات اللبنانية" ويحتاجون إلى تدريب وأسلحة وملابس

القوش (العراق) – ا ف ب: بمواجهة تهديدات تنظيم “داعش”, باشر مسيحيون عراقيون تشكيل ميليشيات خاصة, معتبرين أن القوات الكردية كما الفيدرالية لم تؤمن لهم الحماية في وجه المتطرفين الذين سيطروا على العديد من المدن والقرى المسيحية. وتمت استعادة بلدة شرفية, شمال سهل نينوى, من المتطرفين منتصف أغسطس الماضي, لكن شوارعها ما تزال خالية تماماً بعد أكثر من شهر, في حين يجول عدد من الرجال ببزاتهم العسكرية في المنطقة. وللوهلة الأولى, يبدو هؤلاء كأنهم من قوات البشمركة الكردية بزيهم الكاكي الموحد والكلاشنيكوف المتدلي من الكتف, لكنهم يضعون على زنودهم أو صدورهم العلم الأشوري محاطاً ببندقيتين. وينتمي رجال الكتيبة التي تشكلت أخيراً, إلى الأشوريين المسيحيين الذين يسكنون منذ آلاف السنين سهول نينوى. وتم تشكيل الكتيبة في 11 أغسطس الماضي, وأطلقت عليها تسمية باللهجة الأرامية المحلية تعني “شهيد المستقبل”, وعدد أفرادها نحو مئة رجل, وفقاً للمقدم اوديشو, الذي قال فيما كان في طريقه لتدريب المتطوعين “عددنا قليل لكن إيماننا كبير”. ووفقاً للحركة الديمقراطية الأشورية, أكبر التيارات السياسية الممثلة للأشوريين في المنطقة, تطوع ألفا رجل لمحاربة المتشددين الذين ارتكبوا فظاعات تقشعر لها الأبدان ضد الأقليات, وخصوصاً المسيحيين, لكنهم بحاجة إلى تدريب وأسلحة وملابس. وبهدف تعزيز صفوفهم, توجه وفد من الأشوريين العراقيين إلى لبنان للقاء حزب “القوات اللبنانية”, الميليشيا المسيحية الرئيسية خلال الحرب الاهلية للبنانية بين العامين 1975 و1990, بحسب تأكيد مصدر من الميليشيا العراقية. ونقل عن قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع قوله إنه “مستعد لدعم أي قرار يتخذه المسيحيون العراقيون للحفاظ على وجودهم” في العراق. ويعيد تشكيل كتيبة للمسيحيين في العراق التذكير بدور نظرائهم في سورية المجاورة, حيث شكلوا المجلس العسكري السرياني الذي يلعب دوراً فاعلاً إلى جانب حزب وحدات حماية الشعب الكردي. وفي بلدة القوش, التي تقع على بعد كيلومترات معدودة من شرفية, على سفح جبل حيث يقع دير الربان هرمز, التي فر أهلها منذ أغسطس الماضي, حتى قبل أن يدخلها المتطرفون الذين سيطروا على قرى قريبة في أسفل السفح. وفي وسط الشوارع الخالية, يبرز مقر الحركة الديمقراطية الأشورية عبر لونه الليلكي الذي يتقاطع مع الرمال التي تغطي مساحات كثيرة في المنطقة. واجتمع عدد من الرجال داخل المبنى, يرتدون زياً عسكرياً والأسلحة عند أقدامهم يشربون الشاي, كلهم مسيحيون وغالبيتهم مدنيون قرروا البقاء في القوش للدفاع عنها. وفور جلوسهم, تختلط أصواتهم لتخرج من افواههم العبارة ذاتها “وصلنا الى هنا, لأن القوات الكردية تخلت عنا”, في إشارة إلى انسحاب القوات الكردية ليل السادس من أغسطس الماضي, من دون أن تحذر السكان عندما زحف المتطرفون إلى قرى تلك المنطقة. وقال أحدهم ويدعى اثرا كادو “لقد انسحبوا من دون ان يبلغوا أحداً, وتركوا رجال القرية لوحدهم”, فيما أضاف آخر “قبل ذلك بيومين, قالوا إننا لسنا بحاجة الى أسلحة وإنهم سيدافعون عنا”, وتابع ثالث بسخرية “لا الأكراد قاموا بحمايتنا ولا الحكومة العراقية”. ورغم عودة قوات البشمركة لحماية مداخل القرية, يتولى مئة رجل تسيير دوريات طوال النهار والبقاء في حالة انذار خلال الليل. وختم كادو قائلاً “قد يهربون مجددا, والتالي سنبقى”

 

واشنطن وباريس تنفيان علمهما بوجود مخطط إرهابي لاستهداف مترو الأنفاق

الولايات المتحدة لا تستبعد عمليات انتقامية “داعشية” على أراضيها

واشنطن وباريس تنفيان علمهما بوجود مخطط إرهابي لاستهداف مترو الأنفاق

 (أ ف ب) واشنطن – ا ف ب, رويترز: جزم مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) جيمس كومي بأن تنظيم “داعش” سيحاول شن عمليات في الولايات المتحدة, رداً على الضربات الاميركية التي تستهدفه في سورية, معلناً من جهة اخرى التوصل الى تحديد هوية الملثم من التنظيم الذي أعدم أميركيين اثنين وبريطانياً. وقال جيمس كومي متحدثاً خلال طاولة مستديرة نظمت في مقر “اف بي آي” ليل اول من امس مع عدد من الصحافيين “لا شك ان (متطرفي داعش) يودون القيام بتحرك رداً على عمليات اميركا وحلفائها .. إنني واثق من أنهم يودون إيجاد وسيلة ليضربوا هنا”, أي في الولايات المتحدة. واضاف “إن المنطق يقول انهم إن كانوا يتطلعون ليصبحوا قادة الجهاد العالمي فلا يمكن ان يتوصلوا الى ذلك من دون ضرب اميركا”, و”لا شك لدي على الإطلاق بأنهم لو كانوا يمتلكون القدرة, وهو ما أشك به, لشن هجمات متطورة متزامنة (شبيهة باعتداءات 11 سبتمبر) لكانوا فعلوا”. ولم يكشف المسؤول الاميركي عن أي تفاصيل عن نوع الهجمات التي تخشاها السلطات الاميركية, لكنه قال ان هدف “داعش” هو “قتل أميركيين أبرياء أو معاملتهم بوحشية”. وخلال اللقاء مع الإعلاميين, أعلن كومي أنه تم تحديد هوية قاتل الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف والعامل البريطاني في المجال الانساني ديفيد هينز, علماً أن الثلاثة أعدموا بقطع الرأس ونشرت أشرطة فيديو لعمليات إعدامهم تبناها “داعش”. وقال كومي: “لقد حددنا هويته”, من دون أن يكشف أي معلومات عن اسمه أو جنسيته, لكن معلومات في السابق كانت رجحت أن يكون بريطانياً. وفي أشرطة الفيديو التي بثها “داعش” وصور فيها عمليات الاعدام, وجه القاتل الملثم تهديدات الى الرئيس باراك أوباما في حال لم يوقف الضربات ضد التنظيم, متكلماً بالانكليزية بلكنة بريطانية قوية. وقال القاتل الملثم في احد اشرطة الفيديو واقفاً خلف الضحية الذي ظهر بلباس برتقالي شبيه بلباس معتقلي غوانتانامو “لقد عدت يا أوباما. عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة تجاه الدولة الاسلامية”. وبث التنظيم المتطرف فيديو اعدام فولي في 19 أغسطس الماضي, وفيديو اعدام سوتلوف في 3 سبتمبر الجاري, وفيديو اعدام ديفيد هينز في 13 سبتمبر الجاري, والثلاثة خطفوا في سورية. وفي شريط فيديو دعائي مدته 55 دقيقة عنوانه “لهيب الحرب” بثه التنظيم, الأسبوع الماضي, يظهر عنصر آخر من “داعش” ملثماً أيضاً, لكنه يتحدث الانكيزية بطلاقة بلهجة أميركية أو كندية. وعن هذا الفيديو, قال كومي “لا شك أن شخصا في هذا الفيديو يتحدث بلكنة اميركية شمالية, وهذا أحد أكبر دواعي قلقنا في الوقت الحاضر”. وأعرب عن قلقه بشأن المقاتلين المتطرفين الذين يتم تجنيدهم في الولايات المتحدة للقتال في صفوف “داعش” في سورية والعراق. وبحسب معلوماته, هناك حالياً نحو 12 أميركياً يقاتلون في صفوف منظمات ارهابية عدة, فيما حاول نحو مئة بصورة إجمالية الالتحاق بها, وهم إما تمكنوا من تحقيق ذلك ثم عادوا الى الاراضي الاميركية, وإما ما زالوا في سورية. واعرب كومي عن “قلقه لكون تنظيم الدولة الاسلامية ما زال يسعى لتحفيز أشخاص في الولايات المتحدة ودفعهم الى التطرف”. في سياق متصل, أعلن البيت الأبيض أنه لا يملك اية معلومة عن مشروع اعتداء يستهدف مترو الأنفاق في الولايات المتحدة او باريس, الذي تحدث عنه, بحسب وسائل اعلام اميركية, رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كايتلن هايدن قرأنا مقالات حول أقوال رئيس الوزراء العبادي. لم نؤكد وجود مثل هكذا مؤامرة ونحن بحاجة لدرس كل معلومة من جانب شركائنا العراقيين قبل أن نعلن عنها”. بدوره, قال مسؤول اميركي كبير, فضل عدم الكشف عن هويته, ان “أحداً في الحكومة الاميركية ليس على علم بمثل هكذا مؤامرة, وهذا الأمر لم يكن مدار بحث خلال لقائنا مع المسؤولين العراقيين في نيويورك”. وبحسب وسائل اعلام اميركية, فإن رئيس الوزراء العراقي قال خلال لقاء مع صحافيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة, اول من امس, انه تلقى معلومات عن اعتداءات يخطط لتنفيذها مقاتلون اجانب من “داعش” في مترو الأنفاق في باريس والولايات المتحدة. وأكد البيت الابيض انه يأخذ كل تهديد “على محمل الجد” وهو يعمل دائماً على التحقق من المعلومات التي يتلقاها من شركائه. وبحسب مصدر حكومي فرنسي, فإن أجهزة المخابرات الفرنسية بدورها “لا تملك حتى الآن أي عنصر يتيح تأكيد التهديدات التي تحدث عنها رئيس الوزراء العراقي”. واضاف ان الاجراءات الامنية التي اتخذت في “الاماكن العامة ووسائل النقل” اتخذت “بمعزل عن وقبل هذا الاعلان وبسبب المستوى العام للتهديدات المرتبطة بالعمليات العسكرية وتهديدات تنظيم الدولة الاسلامية

 

عناصر «حزب الله» والحرس الثوري في صنعاء لمساعدة الحوثيين

صنعاء: عرفات مدابش وحمدان الرحبي/الشرق الأوسط

27 أيلول/14

كشفت مصادر استخباراتية في العاصمة اليمنية صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين الذين واصلوا حملات مداهماتهم لمنازل السياسيين والوزراء ومن بينها منزلا رئيس جهاز الأمن القومي، الدكتور علي حسن الأحمدي، ومنزل اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس للشؤون العسكرية، استولوا على وثائق استخباراتية مهمة، وجددت التأكيد بأن الحوثيين الذين حاصروا مقر المخابرات اليمنية في عدن وصنعاء، خلال الأيام الماضي، أفرجوا عن عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني وعنصرين من حزب الله اللبناني.

وذكرت هذه المصادر أن «العناصر التابعة للحرس الثوري الإيراني ولحزب الله كانت تقوم بتدريب جماعة الحوثي في شمال اليمن»، وأشارت إلى وجود عدد كبير من عناصر الحرس الثوري وحزب الله حاليا، في شمال اليمن لمساعدة الحوثيين على تنفيذ أجندتهم السياسية والعسكرية في صنعاء، وقالت المصادر إن معظم هؤلاء العملاء يوجدون حاليا في صنعاء العاصمة.

وكان رئيس جهاز الأمن القومي، الدكتور علي حسن الأحمدي، نفى اقتحام مقر الجهاز، لكنه أقر باقتحام منزله من قبل المسلحين الحوثيين، وعلمت «الشرق الأوسط» من المصادر الاستخباراتية أن الحوثيين حصلوا على كمية كبيرة من الوثائق من المنازل التي قاموا بمداهمتها في صنعاء، وبينها منزل اللواء علي محسن الأحمر، ومنزل الشيخ حميد الأحمر، رجل المال والسياسية، ومنزل رئيس المخابرات وغيرها من المنازل. وكانت «الشرق الأوسط» أول من كشف عن إطلاق الحوثيين لأسرى إيرانيين.

وفي غضون ذلك قال سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين اقتحموا أمس الجمعة عدة مساجد وفرضوا خطباء منهم بعد طرد القائمين عليها المعتمدين من وزارة الأوقاف، وهو ما أثار سخط واستياء المواطنين وعدوه محاولة لفرض أفكار الجماعة المذهبية على الناس.

واقتحم الحوثيون مسجد الخير في هبرة، ومسجد الزهراء بجوار السجن المركزي، ومسجد الحمزة في حي الحشيشية، ومسجد ذو النورين في جولة سبأ، ونشر الحوثيون عشرات المسلحين حول هذه المساجد.

الجماعة المتمردة وحسب مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بمواصلة إعادة انتشارهم في العاصمة صنعاء وتوزيع الأسلحة على الميليشيات، وبالأخص المنتشرة في الإرجاء الشمالية من العاصمة.

وذكرت مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي تقيم تحالفا قويا مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الجهة الجنوبية من العاصمة وأن اقتحام منازل الوزراء والسياسيين يجري بالتنسيق بين الطرفين. وقالت المصادر إن الأسلحة التي جرى الاستيلاء عليها من معسكرات الجيش، جرى إعادة توزيعها على مسلحين حوثيين وآخرين موالين للرئيس السابق في أكثر من منطقة من صنعاء.

ووصف المستشار العسكري للرئيس اليمني اللواء علي محسن صالح الأحمر، سيطرة ميليشيات الحوثيين المتمردين على العاصمة اليمنية صنعاء، بمحاولة لإعادة البلاد إلى الحكم «الإمامي» الذي أسقطه الشعب اليمني في ثورة 26 سبتمبر 1962.

وقال الأحمر في تهنئة للشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني لثورة سبتمبر الذي صادف أمس، إن «الحوثيين سيطروا على صنعاء بعد السماح لهم بدخول مركز الدولة»، وهو ما يعد اتهاما ضمنيا لقيادات عسكرية وسياسية أمرت الجيش والأمن بتسليم المقرات الحكومية والعسكرية للحوثيين، وعد الجنرال الأحمر في أول بيان صحافي يصدر عنه منذ اقتحام الحوثيين صنعاء نشره مكتبه الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماع «الأحداث الأخيرة محاولة ﺃﺧﻴﺓ ﻗﺎﺩﻫﺎ أحفاد الإمامة ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﻣﺘﺂﻣ ﻣﺎﺗ ﺿﻤﺎﺋ ﻭﺭﺧ ﻋﻠﻴﻬ ﺑﻠ ﺍﻟﻱ ﺗﺍ ﻣﻨﻪ»، مضيفا أن الحوثيين هدفوا من وراء ذلك إلى «هدْم الدولة والقضاء على قوات الوطن المسلحة والأمن، وتمزيق النسيج الاجتماعي»، مشيرا إلى أن سيطرة الحوثيين لن تستمر طويلا وقال «إن الشعب وحده سيردعهم ويحول أحلامهم إلى سراب».

ويعد الأحمر الذي لم يكشف مكان إقامته منذ 21 سبتمبر (أيلول)، من الشخصيات العسكرية البارزة طيلة حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي انشق عنه عام 2011 وانضم للثورة الشبابية التي أطاحت بصالح، وعينه الرئيس هادي بعد ثورة الشباب مستشارا عسكريا لشؤون الدفاع والأمن، ويعده الحوثيون عدوهم اللدود الذي قاد 6 حروب ضدهم، ونفذ الحوثيون طيلة الأيام الماضية حملة اقتحام لمنازل الأحمر في العاصمة صنعاء ونهبوا محتوياتها إلى جانب عدد من القيادات العسكرية والسياسية الموالية له.

وفي السياق ذاته، قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في خطابه بمناسبة عيد 26 سبتمبر، الذي يصادف ذكرى ثورة 1962، التي قامت ضد نظام الإمامة في شمال اليمن، إن «ها نحن اليوم نقف سويا، في هذه اللحظات التاريخية الهامة من تاريخ شعبنا ووطننا اليمني الكبير إحياءً وتبجيلا للذكرى الثانية والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والذكرى الحادية والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدتين، اللتين مثلتا قبلة الخير والعزة والكرامة الوطنية والإنسانية، وطي صفحة سوداء من عمر سنوات الجهل والغبن والكراهية والقهر والاستبداد والتخلف»، فلقد «مثلت ثورتا السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين ثورة اجتماعية ساوت بين الأفراد وعملت على إزالة الفوارق بين الطبقات، لإرساء أسس المواطنة المتساوية، كما كانت ثورة سياسية غيرت النظام السياسي وتوجهات وانحيازات الدولة وبنت جيشا وطنيا من أبناء الشعب».

وأكد الرئيس اليمني أن «الاحتفالات بالأعياد الوطنية تأتي في هذه الظروف الاستثنائية التي مرت على بلادنا وشعبنا، وهو تأكيد واستحضار لذاكرة الوطن والشعب التواقة للحرية والحياة الحرة الكريمة ونبذ كل صنوف القهر والاستعباد والذل، والتوحد في كيان واحد للبناء والتنمية والرقي والازدهار والاستقرار، في ظل الشراكة الوطنية للجميع بلا استثناء أو إقصاء»، وأضاف هادي أنه «وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد والتي أصابتكم بالصدمة، والخذلان، تماسكت الدولة ولم يتحقق الانهيار، فصنعاء الصمود والعزة تسقط كل المؤامرات ولا تسقط وهي التعبير عن الذات اليمنية الحقة وعن تاريخ الإنسان اليمني الحضاري الممتد، والشعب بتماسكه ومقاومته العظيمة للفتن الطائفية والفوضى شكل وما يزال الجهاز المناعي للوطن اليمني حين أوشكت بعض الأجهزة والقوى على السقوط، وبشعب يزخر بالرجال الشرفاء والنساء العظيمات والشباب المخلصين الصادقين الذين لم توهنهم فداحة ما حصل، سنعيد بناء دولتنا وجيشنا، والأهم قبل كل ذلك حفاظنا على معنوياتنا وتوحدنا وإيماننا بحلمنا الذي سنحققه لا محالة»، وأردف هادي: «لقد قلت لكم سابقا إننا خذلنا من قبل من لم يعرفوا أبدا في الوطن سوى مصالحهم، ولم تتطهر أرواحهم باسم اليمن، فأكلوا من كبده الطرية، وثأروا منه معتقدين أنهم يثأرون لأنفسهم، فتخلوا عن مسؤولياتهم، وتبرأوا من التزاماتهم، وستكشف لنا ولكم الأيام يوما بعد يوم ما حدث».

 

المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب: أكثر من 3 آلاف من الأوروبيين انضموا إلى «داعش»

بروكسل: عبد الله مصطفى/الشرق الأوسط

أكد جيل دي كيرشوف، وهو الرجل الأول المسؤول عن ملف مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، وجود تزايد في أعداد الأوروبيين الذين انضموا لتنظيم «داعش» وأنه قد تجاوز 3 آلاف، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قبل أسابيع قليلة كان المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب، حذر من خطورة هذا الأمر. وأوضح يقول: «إن البعض من الناس تجذبهم مثل هذه الجماعات، ووضح ذلك في سفر أشخاص من هنا في أوروبا وشمال أفريقيا للانضمام إليهم والقتال معهم في العراق وسوريا». وعاد كيرشوف من خلال تصريحات في الساعات القليلة الماضية، سواء أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل أو لوسائل إعلام أوروبية، وحذر من خطورة هذا الأمر، وحذر أيضا من أن الضربات الجوية الغربية تزيد من احتمالات تعرض الدول الأوروبية لهجمات انتقامية.

ففي مداخلة له أمام أعضاء البرلمان الأوروبي قبل يومين، أكد أن خطر قيام تنظيم القاعدة بشن هجمات في دول غربية لا يزال قائما. وقال: «من الممكن أن يكون لدى تنظيم القاعدة رغبة في شن هجمات، ليبدو وكأنه لا يزال موجودا، وأنه لا يزال في اللعبة». وأضاف أن «بعض المتشددين في أفغانستان وباكستان اتجهوا إلى سوريا ليكونوا جزءا من تنظيم خراسان المرتبط بـ(القاعدة)». وقال: «يبدو أنهم خططوا لتجنيد أوروبيين سافروا إلى سوريا للقتال هناك، وإقناعهم بأن يستخدموا جوازات سفرهم لشن هجمات في أوروبا وإسرائيل والولايات المتحدة». وقدر دي كيرشوف عدد الأوروبيين الموجودين في سوريا أو الذين سافروا إليها أو يعتزمون ذلك، بأكثر من 3 آلاف. وقال إن هناك خطرا حقيقيا من أن يعود بعضهم لإطلاق أعمال عنف في أوروبا.

وكانت القوات التي تقودها الولايات المتحدة قد شنت أكثر من مائتي غارة جوية على مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في العراق منذ أغسطس (آب) الماضي، وشرعت منذ يوم الاثنين الماضي بشن غارات على مواقع تابعة للتنظيم في سوريا. ويقول دي كيرشوف، إن الجهاديين قد يشنون هجمات انتقامية ضد الدول الأوروبية، و(كان) من المقرر أن يصوت مجلس العموم البريطاني أمس (الجمعة) على مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية التي تستهدف تنظيم «داعش». وكان التنظيم قد تمكن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية في الأشهر الأخيرة. وفي تصريحات لوسائل إعلام أوروبية أمس قال دي كيرشوف، إن العدد الذي ذكره - وهو 3000 - يشمل كل الأوروبيين الذين ذهبوا إلى منطقة الشرق الأوسط بمن فيهم أولئك الذين عادوا إلى بلدانهم والذين قتلوا.

وكان خبراء قد قدروا في وقت سابق من العام الحالي عدد الأوروبيين المنضمين لتنظيم «داعش» بنحو ألفين. وقال دي كيرشوف، إن قيام التنظيم بإعلان «الخلافة» في يونيو (حزيران) الماضي كان له دور في جذب المؤيدين الأوروبيين. وقال: «إن كنت من الذين يؤمنون بالخلافة، فإنك سترغب بالانضمام إليها في أقرب وقت ممكن». وحذر المسؤول الأوروبي من أن الغارات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات قد زادت من احتمال وقوع هجمات انتقامية ضد أهداف في أوروبا.

وقال: «تيقن الفرنسيون إلى ذلك عندما أصدرت (داعش) قبل أيام 3 بيانا هددت فيه بالانتقام من التحالف. وقد اختطف مواطن فرنسي في الجزائر وقطع رأسه. لذا فإنهم يفعلون ما يقولون». كما حذر دي كيرشوف من احتمال تنفيذ المجموعات المنافسة لتنظيم «داعش»، مثل تنظيم القاعدة، هجمات على أهداف في أوروبا للمحافظة على موقعها، وقال إن «صعود (داعش) قد يجبر (القاعدة) على عمل شيء ما للبرهنة على أنها ما زالت ذات أهمية». وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أصدر الأربعاء الماضي قرارا ملزما يجبر الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على منع رعاياها من الانضمام إلى الجهاديين في سوريا والعراق.

 

أسبوع التضليل بامتياز!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/27 أيلول/14

يا له من أسبوع حافل، ومليء بالتضليل، وتحديدا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شهدنا جملة من الخطابات السياسية التي ألقاها قادة العالم، إضافة إلى عدد من المقابلات الصحافية التي حاولوا فيها شرح سياسات بلدانهم من القضايا الدولية.

وأكثر ما يهمنا هنا هي الكلمات التي ألقاها بعض من قادة دول منطقتنا، وتحديدا تركيا وإيران، والمقابلات الصحافية التي أجروها في نيويورك. فما سمعناه من الرئيس التركي ونظيره الإيراني كان حملة تشويه منظمة لدول منطقتنا، وتحديدا مصر والسعودية. فقد رأينا كيف سعى إردوغان للطعن بمصر الجديدة، ونظامها السياسي، في الوقت الذي حاول أن يقدم فيه نفسه، وبلاده، على أنهما هما المنفتحان، وأن تركيا رحبت باليهود والمسيحيين، بينما كان يدافع عن نظام الإخوان المسلمين الذي أخرج لنا جميع التنظيمات الإرهابية بالمنطقة!

أما إيرانيا فقد مارس الرئيس حسن روحاني دعاية مضللة مفضوحة؛ فبينما قال في خطابه بالأمم المتحدة إن دولا بعينها قامت بدعم الإرهاب في سوريا والمنطقة، محاولا ربط «داعش» بالثورة السورية، ودون أن يسمي تلك الدول، إلا أنه، أي روحاني، قال في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي الأميركي تشارلي روز الذي سأله إذا كان يقصد السعودية وغيرها، إنه لا يفضل التسمية، لكنه، أي روحاني، يقول إنه طالما أن المحاور قرر التسمية فإن عليه أن يضيف اسم أميركا التي دعمت «الإرهابيين» في سوريا! أي أن روحاني يتهم السعودية والعرب والغرب برعاية «داعش»، بينما يقول روحاني بنفس الأسبوع في نيويورك إن علاقة إيران بالسعودية يجب أن تكون أفضل! والأدهى أن روحاني ينتقد ما سماه «التفكير البسيط» بمواجهة «داعش»، بينما تقول إيران إن بمقدورها المساعدة في الحرب على الإرهاب بحال قدمت أميركا تنازلات في ملف المفاوضات النووية الدولية معها، فأي تناقض أكثر من هذا؟ وأي ابتزاز أكثر من ذلك؟ خصوصا أن إيران عارضت التحالف الدولي ضد «داعش» علنا، بينما رحب به بشار الأسد بسبب ورطته، ومحاولته الكذب لحفظ ماء الوجه، مما أظهر حجم التخبط، والورطة، الإيرانية - الأسدية، والتي يعاني منها إردوغان الآن أيضا، حيث يتردد في المشاركة ضد «داعش» بينما تركيا عضو في الناتو، ثم يتحدث عن الشرعية، ومكافحة الإرهاب!

والتضليل لا يتوقف عند هذا الحد إيرانيا، حيث يقول روحاني في كلمته بالأمم المتحدة إن بلاده مستقرة، بينما المنطقة مضطربة، ثم يقول في مقابلته التلفزيونية إن إيران لم تحتل بلدا عربيا، والحقيقة أن تصريحات روحاني هذه تظهر الاستراتيجية الإيرانية في التفاوض مع الغرب والمتمثلة في أن إيران مستقرة وقادرة على تعزيز استقرار المنطقة، وبالتالي فيجب أن يقدم الغرب تنازلات لإيران! وهذه خدعة واضحة، فمن يموّل الحوثيين، و«حزب الله»، وجرائم الأسد، ويدعم الإخوان المسلمين، وحماس، وشيعة البحرين؟ ومن الذي يحكم العراق فعليا، ويسهل تنقلات «القاعدة» بالمنطقة؟ إنها إيران بالطبع، فهل هناك تضليل أكثر من هذا؟!

 

لبنان: من الحلم إلى الكابوس

جهاد الخازن/الحياة

27 أيلول/14

بعض الكلام الطائفي: الشيعة في لبنان عندهم السيد حسن نصرالله أو نبيه بري. الموارنة عندهم ميشال عون أو خصومه. الدروز عندهم وليد جنبلاط. السنّة عندهم سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي ومحمد الصفدي ومصطفى حمدان (المرابطون) والشيخ حسام قراقيره (جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية / الأحباش). هل هذا سبب خراب لبنان؟ لا قيادة سنيّة، وإنما قادة من نوع ما كان الرومان يسمونه «سنتوريون»، أو قائد المئة، وربما كان بعضهم لا يجد مئة يؤيدونه، وإنما عشرة من أهل البيت والحي. لو كان هناك زعيم سنّي واحد يفاوض زعيماً مسيحياً أو شيعياً واحداً لكان الوضع أفضل. لا يمكن أن يصبح أسوأ. قضيت يوماً في بيروت وشاركت في اجتماع لأصدقاء رسّام الكاريكاتور الراحل محمود كحيل الذي يريد أصدقاؤه وأنا منهم إطلاق جائزة تحمل اسمه. هذا الموضوع سأعود إليه في المستقبل القريب. أما اليوم فأبقى مع ما رأيت. الجامعة الأميركية في بيروت عالم آخر وعامرة بأهلها، أساتذة وطلاباً. وكنت درست فيها بين الستينات والسبعينات من القرن الماضي ولا أذكر أنني رأيت طالبة واحدة محجبة. وقد سألت زملاء الدراسة خشية الخطأ، وكلهم أكد لي ما نعرف جميعاً عن غياب الحجاب في أيام الشباب. لا اعتراض لي إطلاقاً على حجاب أو نقاب، وشرطي الوحيد أن تكون بنت الجامعة، وهي مثقفة تجاوزت الثامنة عشرة، ترتديه برغبة منها وحرية وليس مفروضاً عليها. في أيامي لم يكن الحجاب قضية فقد كنا نعتقد أننا سنحرر فلسطين ونقود مسيرة الوحدة العربية الشاملة. ماذا عندنا اليوم؟ داعش وفاحش وإرهابيون يقتلون المسلمين من العراق وسورية حتى مصر. كان لبنان رئة العالم العربي، والمواطن من كل بلد يزوره ليتنفس بحرية. والآن يزور العرب لندن وباريس وجنوب فرنسا في الصيف وتمنعهم دولهم من زيارة لبنان خوف خطفهم أو هم لا يزورونه خوفاً بعد ما قرأوا عنه. في طريقي إلى مكاتب «الحياة» في الشارع بين ساحة النجمة وساعتها وحتى ما كان اسمه «التياترو الكبير» هناك متاجر كثيرة أغلقت بعد أن أفلست، والكل يعرف هذا فلا أزيد. كيف يعيش الناس؟ لا أعرف. لماذا لا يتفقون؟ أيضاً لا أعرف. كل طائفة في لبنان تحتاج إلى قيادة تفاوض باسمها، وكل طائفة اليوم عندها قائد أو اثنان، باستثناء أهل السنّة والجماعة الذي كان لهم أمثال رياض الصلح وصائب سلام ورشيد كرامي ورفيق الحريري والآن؟ الآن الساعة الثانية صباحاً وأنا أكتب لأنني لست قادراً على النوم. السياسيون اللبنانيون لا يتفقون حتى مع تمام سلام. أعرفه جيداً وأقول عن معرفة إنه وطني مسالم يريد الخير للجميع. إذا كانوا لا يتفقون مع تمام سلام فلن يتفقوا مع أحد. أكتب وبعد ساعات يلقي رئيس الوزراء الصديق خطاب لبنان في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكنت رأيته ووجدت عنده أسباباً كثيرة للقلق خصوصاً مع المواجهة بين الجيش اللبناني والإرهابيين على الحدود الشرقية للبنان واستبعاد انتخاب رئيس في المستقبل القريب وتداعيات هذا وتلك على الاقتصاد اللبناني. رئاسة الجمهورية للموارنة، ولا رئيس منذ انتهاء ولاية ميشال سليمان في 25 أيار (مايو) الماضي. هل لاحظ القارئ أن الرئيس سليمان لم يبقَ في قصر بعبدا يوماً واحداً بعد انتهاء ولايته؟ طلّعوا روحه، كما نقول بالعاميّة، فطلع عنهم ومنهم. أسمع أن ميشال عون رشّح نفسه وأن له أنصاراً. لن أقول عنه سوى أنه مسنّ وله تاريخ حافل ولكن له شعبية وسط طائفته. لم يعد عند الموارنة شخصية جذابة مثل كميل شمعون، أو نزيهة مثل فؤاد شهاب. لبنان تخلى عنه العرب عندما تخلى عنه أبناؤه، بعضهم لا كلهم.

 

قناعة جديدة: الأسد قبل «داعش»

عبد الرحمن الراشد/الشرق الوسط

27 أيلول/14

الآن، وأخيرا، توجد قناعة واسعة، بأن القضاء على «داعش»، و«جبهة النصرة»، و«أحرار الشام»، وكل التنظيمات الإرهابية في سوريا، لن يتحقق إلا بوجود سلطة مركزية تحكم سوريا كلها، وهذا يعني إما تمكين نظام بشار الأسد من استعادة أكثر من ثلثي البلاد التي خسرها في حرب السنوات الثلاث مع المعارضة، أو تمكين المعارضة من الوصول إلى دمشق حتى تستطيع حكم البلاد، والخيار الثالث، والأرجح، نظام سوري مشتَرك شامل من دون الأسد، وهو التطور المهم الجديد.

وكان مهما ما تحدث به، أمس، رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عندما أبلغ مجلس العموم بأن «حكومة سورية شاملة» ضرورة لهزيمة «داعش»، وهي من المرات القليلة التي يربط فيها زعيم غربي الحرب على «داعش» ببناء سلطة مركزية سورية، ويرسل إشارة واضحة بإخراج بشار الأسد من الحكم، معلنا الاستعداد للتعاون مع إيران، وهذا الحل يماثل بيان مؤتمر جنيف الأول، الذي صدر في منتصف عام 2012، والذي نص على تشكيل حكومة سورية انتقالية مشتركة تضم النظام والمعارضة، ومن دون الأسد.

اقتراح لم يعجب معظم قوى المعارضة، وبالطبع رفضه نظام الأسد، وامتنعت إيران عن القبول به شرطا لحضور مؤتمر جنيف الثاني. مر عامان على تلك المبادرة الدولية، وها نحن نراها الخيار الوحيد المعقول، الذي يمكن تنفيذه، ويحقق الحد الأدنى من توقعات الأطراف المختلفة، خاصة مع تحول «داعش» إلى قضية دولية. وعلينا ألا نستهين بخطر «داعش»، فهو الذي تسبب في خلع الضرس المسوس، نوري المالكي من رئاسة وزراء العراق، ويمكن أن يؤدي إلى التخلص من الأسد العنيد. وفي الأخير، سيحقق المطلب الدولي؛ حكومة مركزية قوية تحارب «داعش» وتقضي عليه. التوجه المرن نتيجة للتقييم الجديد، الذي يعترف باحتمال فشل دحر «داعش» من خلال التحالف الذي يرفض إرسال قوات ميدانية، ستعجز الحرب عن التخلص من أكبر تجمع إرهابي في التاريخ الحديث إن اقتصرت على المقاتلات الجوية وصواريخ «توماهوك»، الحرب الحالية ستساعد على التخلص من بضعة آلاف من المقاتلين، وسيفر آلاف آخرون، ليختبئوا تحت الأرض، أو بين السكان المدنيين.

وسيصبح التحدي، كيف يمكن للتحالف أن ينتصر بمحاربة «داعش» في سوريا، من الجو؟ نتيجة القصف الكثيف، صار المتطرفون المسلحون يتبخرون من شاشات رادارات، ويتفرقون كمجموعات صغيرة في أنحاء سوريا، ويختبئون بين السكان؛ حيث سيكون استهدافهم من الجو صعبا جدا، وهذا يعني أن الاقتتال سيستمر لسنوات، وسيستمر تهديد الإرهاب للجميع في أنحاء العالم. وقد صرنا نسمع، من أكثر من مصدر، أن معظم الأطراف باتت مقتنعة بأن المشكل والحل في دمشق، تتفق أنه لا بد من حكومة مركزية قوية، تتولى محاربة التنظيمات الإرهابية، لسنوات مقبلة، ولن تبنى سلطة مركزية قوية إلا بعد التخلص من الأسد، حتى قبل القضاء على «داعش»، إنما دون إخراج الأسد من عرينه فهناك صعوبات، أبرزها حليفاه، إيران وروسيا، والأرجح أن الحليفين يخشيان، الآن، أن إسقاط الأسد، أصبح مهمة سهلة، نتيجة تزايد دعم الغرب للمعارضة، وبالتالي الخيار الأفضل لإيران وروسيا هو المشاركة في بناء نظام سوري شامل، بدلا من الخروج تماما من اللعبة السورية. والعرض على طهران بالتعاون قد لا يدوم طويلا، فالحكومات الغربية بدأت فعلا بتسليح المعارضة، ودعمها بالمعلومات، وتدريب الآلاف من المجندين، وتسليمها المناطق التي يجري طرد «داعش» و«جبهة النصرة» منها.

 

ليسوا مقاتلين بل قتلة

علي سالم/الشرق الأوسط/ 27 أيلول/14

ولما كانت الحرب هي تدمير قوات العدو وعتاده بهدف فرض شروط السلام عليه، وهي المقولة التي صدعت رأسك بها مئات المرات، لذلك كان الشرط الأول لكي تكون الحرب حربا، هو الوصول إلى السلام بين الأطراف المتحاربة. ولذلك كانت الحرب أيضا فنا قائما بذاته تدعمه خبرات البشر وإبداعاتهم. ولكن هل فكرتك عن الحرب هي نفسها فكرة عدوك عنها؟ إذا كنتما على درجة واحدة من التحضر، فمن المؤكد أنكما ستخوضان الحرب بكل ما يتطلبه ما نسميه الشرف العسكري من مراعاة لحقوق البشر وخصوصا الأسير، لديك من العقل أنت وعدوك ما يقنعك بأنه شخص انتهت الحرب بالنسبة إليه بمجرد أن وقع في الأسر. ولكن في غياب الدولة عصرية كانت أو متخلفة، تختفي الحرب كفن له قواعده ويظهر بدلا منها الكر والفر، كما يختفي القتال ويظهر بدلا منه نشاط آخر هو القتل. في هذه الحالة يكون من الصعب، أو للدقة من المستحيل، أن نصف أفراد القوات المتطرفة بأنهم مقاتلون، هم ببساطة وبالتأكيد قتلة. ولا سبيل للتعامل معهم بغير الطرق التي نتعامل بها مع القتلة المجرمين، وخصوصا ذلك النوع الذي يقتل الناس فقط بدافع من الرغبة المرضية في قتلهم.

المتطرف لا يريد تدمير قوات العدو وعتاده لفرض شروط السلام عليه، لأنه لا يريد السلام أصلا، بل يرغب فقط في تغذية احتياجاته المرضية لقتل الآخرين. كما أن المتطرف لا يعرف الهزيمة، لأن المقاييس اختلطت في عقله وأقنعته بأنه منتصر على طول الخط. عندما يقتل منك ثلاثة أفراد فقد انتصر نصرا عظيما، وعندما ترد عليه بقتل 20 ألفا وتهدم له 100 ألف بيت، فهو أيضا منتصر لسبب واضح للجميع، هو أنك لم تقتله. ستلاحظ في الأسبوع الأخير، أن قوات «داعش» كانت تتقدم في منطقة ما لتحتل عددا من القرى بعد أن انسحبت من أمامها القوات الكردية، وفي اليوم التالي تتقدم القوات الكردية لتطرد «داعش» من نفس القرى. هذا مثال واضح لما نسميه عمليات الكر والفر، ستلاحظ أن «داعش» لا تحصن المكان الذي احتلته كما تقضي بذلك فنون الحرب، بل هي تنتظر من يأتي ليجليها عن المكان.

مع هذه المعطيات لا بد أن جنرالات الحرب اكتشفوا أن الطريقة الناجحة لمجابهة قوى التطرف الإجرامية لا تكون بمقابلته وجها لوجه، فهذا هو ما يتمناه، أن تعطى له الفرصة لقتل أكبر عدد ممكن من القوات المهاجمة. لا بد بالفعل من أن توجه إليه مئات الضربات من بعيد إلى أن يضعف فتخور قواه ويصبح من السهل على المواطنين القضاء عليه. هناك مثل شعبي مصري أعتقد أنه ليس بعيدا عن وصف ما يحدث. المثل يقول «ابعد عنه أحسن يرمي بلاه عليك».. هناك أشخاص وجماعات معتدية تعجز عن حماية نفسك منهم عندما تقترب منهم أكثر من اللازم. فرصتك الوحيدة للانتصار عليهم هي عدم الدخول في دائرتهم.. ولكن في كل الأحوال عليك أن تؤمن أن هزيمة قوى التطرف في منطقتنا أمر مؤكد.

 

تركيا و«داعش» بالجرم المشهود؟

راجح الخوري/الشرق الأوسط/27 أيلول/14

جاء أحمد داود أوغلو إلى السلطة أكاديميا من الكواليس الجامعية ومع نظريته «صفر مشاكل مع الجيران» حسب البعض أنه سوسلوف حزب «التنمية والعدالة»، الذي يمتطيه رجب طيب إردوغان ويندفع على طريق فيه الكثير من الألغام والأوهام، فقبل مائة عام سقطت السلطنة وانهار الباب العالي ولم يعد الزمن يتسع لاستنساخ سطوة عثمانية معاصرة. مع انهيار الاتحاد السوفياتي فقدت تركيا موقعها الاستراتيجي كعضو في الأطلسي، ومع إقفال أبواب الشراكة الأوروبية في وجهها رأى إردوغان وأوغلو أن الاندفاع جنوبا يمكن أن يعطي تركيا دورا إقليميا وازنا، وعلى الطريقة الإيرانية عبر إردوغان إلى العرب من البوابة الفلسطينية، من دافوس بعد اشتباكه مع حليفه شيمعون بيريس، وعندما صفق له العالم العربي حسب أنه سرعان ما يتوّج سلطان الإقليم.

هذه المقدمة للتوضيح أن إردوغان ومنظّره أوغلو الذي انتقل من الخارجية إلى رئاسة مجلس الوزراء ليسا أمام صفر مشاكل مع الجيران بل أمام مائة في المائة مشاكل معهم، لكن لم يكن أحد ليتصور أنه يمكن ضبط إردوغان في كهوف أبو بكر البغدادي وأن «داعش» الذي عبر من البوابات التركية إلى سوريا والعراق سيكون على تنسيق وتفاهم مع أنقرة، إلى أن جاءت قصة الإفراج عن الرهائن الأتراك لدى «داعش» لتكشف عمق التفاهم بين الطرفين!

عندما أعلن جون كيري يوم الأربعاء الماضي أن تركيا ستنضم إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب بدا واهما، وخصوصا عندما قال: إن تركيا يمكن أن تقدم مساعدات لوجستية، فقد كان من المعروف بعد اجتماع جدة الذي وضع أسس التفاهم على شكل التحالف الدولي والأدوار فيه، أن تركيا التي كانت معبرا لأكثر من 13 ألف إرهابي أجنبي إلى سوريا (هذا الرقم أكده بان كي مون في جلسة مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب)، لن تقدم إلى التحالف سوى تسهيل انتقال السلاح والعتاد لقوات المعارضة التي تقاتل «داعش» والنظام عبر خطيّن؛ خط بطمان - أربيل وخط نصيبين - القامشلي. تصريحات أوغلو صدمت الأميركيين، تركيا تتخذ قراراتها باستقلالية وفي الوقت المناسب وحسب ما تمليه عليها مصالحها القومية، وأنها لن تشارك في أي تحالفات عسكرية أمنية، قبل أن ترى نهاية الطريق سواء في العراق لجهة مساراته السياسية بعد إبعاد المالكي ودحر «داعش»، وسواء في سوريا لجهة مصير بشار الأسد، وسواء بالنسبة إلى الأكراد وخصوصا بعد الدور المتقدم لقوات البيشمركة وتدفق السلاح عليها.

انتهى اجتماع جدة ورفضت تركيا أن توقع على البيان الختامي، ولم يجد جون كيري سوى القول: «نحن ننتظر بفارغ الصبر مشاركتهم ومساهمتهم في تحالف المجتمع الدولي ضد تهديد داعش»، لكن سرعان ما أصيب الجميع بالذهول والصدمة على خلفية الالتباس الذي أحاط بعملية إطلاق «داعش» رهائن القنصلية التركية في أربيل، ثم ما تكشّف من وجود تعاون وتنسيق بين أنقرة و«داعش» وهو ما دفع أحد الظرفاء إلى القول كيف يمكن قيام تفاهم بين من أعلن نفسه خليفة ومن يسعى إلى إعادة الخلافة؟

عندما أطلق «داعش» الرهائن الأتراك الـ49 تحدث إردوغان عن «عملية إنقاذ نفذتها القوات الخاصة» لكن أوغلو الذي قال: إنه لم تدفع أي فدية رفض الكشف عن تفاصيل العملية وأشار إلى أن الاستخبارات حاولت 6 مرات تحريرهم لكنها فشلت، وقد منع الرهائن من الإدلاء بأي تصريح، وبدا واضحا أنه لم تحصل أي عملية عسكرية لتحريرهم وإلا كنا شاهدنا عمليات قطع للرؤوس، ثم إنهم نقلوا في حافلات من الموصل إلى تركيا أي مسافة 500 كيلومتر وربما بمواكبة «داعشية»!

تعليقات الصحف التركية كشفت الغطاء عن تعاون تركي عميق مع «داعش»، فقد كشفت صحيفة «جمهورييت» أن القنصل التركي في الموصل كتب إلى وزارة الخارجية قبل 4 أيام منبها من أن الأوضاع في المدينة تتجه إلى الأسوأ، في ظل الحديث عن تقدّم حثيث لتنظيم «داعش» بات يثير القلق، ولكن جواب الخارجية شكّل مفاجأة بقوله «إن داعش ليس خصما لنا» وقد أكّد بولند ارينج هذه الرواية موضحا أن المخابرات التركية كانت على علم بما يحضّر للموصل، وأنه سبق لـ«داعش» أن حصل على 5 ملايين دولار في مقابل الإفراج عن 31 من سائقي الشاحنات التركية كان قد احتجزهم في نينوى!

الرواية التي أجمعت عليها التصريحات أن إردوغان وافق على عملية مقايضة معيبة عندما قدّم 49 دبابة وكميات كبيرة من الذخائر في مقابل الإفراج عن 49 رهينة تركية كانوا محتجزين منذ 10 يونيو (حزيران) الماضي، وتبيّن أيضا أن المفاوضات التركية مع «داعش» أدت إلى إفراج أنقرة عن القيادي البارز في هذا التنظيم وهو الشيشاني المدعو شندريم رمضاني الذي يحمل جواز سفر سويسريا، وكان قد اعتقل في أضنة بعد دخوله من سوريا واشتباكه مع القوات التركية حيث قتل 3 منهم!

أمام طوفان الاتهامات التي ساقتها الصحف التركية والعالمية لإردوغان، وبعد بث شريط مصوّر يظهر فيه قطار تركي يحمل دبابات وذخائر قيل إنها أرسلت إلى «داعش»، لم يتردد إردوغان في القول: «وحتى وإن حصلت مقايضة المهم بالنسبة لنا هو إطلاق سراح الرهائن»!

شكلا كانت تركيا قد أدرجت «داعش» و«النصرة» على لائحة الإرهاب إلا أن الصحف التركية علقت على الأمر بكثير من السخرية، عندما قالت: إن الحكومة التركية تنخرط في تمويل «داعش» وإن عشرات الشاحنات التي تحمل النفط السوري تدخل إلى تركيا ويشتريها تجار أتراك، ولعل هذا ما دفع صحيفة «واشنطن بوست» إلى نشر تحقيق في 14 أغسطس (آب) الماضي خلص إلى القول: إن الحكومة التركية بسطت السجاد الأحمر أمام تنظيم «داعش» وإن الريحانية تحولت إلى مركز تجاري لعناصره!

صحيفة «وورلد تريبيون» ذهبت أبعد من هذا عندما أجرت تحقيقا يثبت أن تركيا ضالعة في تسليح المتطرفين منذ انفجار حركتهم في الأنبار حيث قمعتهم «الصحوات» التي شكّلت من رجال العشائر، وأن «داعش» بدأ منذ مطلع عام 2013 يحصل على أسلحة ومعدات عسكرية عبر البوابة التركية ومن خلال تجار أتراك وأن كميات كبيرة وصلت إليه من رومانيا وبلغاريا وكرواتيا.

من «صفر مشاكل مع الجيران إلى مائة في المائة مشاكل معهم»... لكن قرع طبول القضية الفلسطينية لم يعد يعمي الأبصار عن حقيقة ما دار ويدور في حسابات تركيا الداعشية

 

الحكومة اللبنانية مُحرجة في قضية العسكريين الإرهابيون يضغطون واتجاه نحو التفاوض

خليل فليحان/النهار

27 أيلول 2014

أيد رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط مبدأ مقايضة الجنود المخطوفين منذ 56 يوما بعدد من المسجونين في روميه، بعدما كان قد دعا الى الاسراع في محاكمة الموقوفين. والدليل على موافقة جنبلاط هو ما اعلنه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور امس بعد اجتماعه ببعض ذوي المخطوفين من الاهالي، اذ قال "اننا نؤيد المقايضة من اجل انقاذ العسكريين والحفاظ على استقرارنا الاهلي". وتجدر الاشارة الى ان جنبلاط كان قد طلب من الاهالي الذين قطعوا طريق ضهر البيدر التوقف عن ذلك مساء اول من امس الخميس. الا انهم لم يتجاوبوا، وكانت ردة فعله تأييد ما يريده ذوو العسكريين. ولفتت مصادر سياسية الى ان الارهابيين تمكنوا من تجييش ذوي المخطوفين وتأليبهم على الحكومة وعلى جزء منهم من الرأي العام فأصبحت السلطة الى حد ما متهمة من بعض الاهالي بانها لا تحرك ساكنا، او بأنها عاجزة عن التوصل الى مخرج وترفض المقايضة، وهي في نظرهم اقصر طريق للافراج عن العسكريين. ومن الملاحظ ان اصوات امهات بعض المخطوفين ارتفعت، مطالبة رئيس الحكومة تمام سلام بالاستقالة "لانه لا يفعل شيئا، بل يركب طائرة وينزل من اخرى".

ورأت ان الاحراج يكبر يوما بعد يوم ويضعف موقف الحكومة امام الاهالي، وخصوصا ان الخاطفين يستعملون اساليب مختلفة، فتارة يسمحون بلقاء جندي مع قريب له في جرد عرسال، وتارة يأذنون لآخر ان يتحدث الى زوجته بالهاتف او الى والدته ليطلب منها قطع الطرق، الى ان تستجيب الحكومة طلب الخاطفين، وهو مقايضتهم بسجناء في روميه. وامس استفاق ذوو المخطوفين على تسجيلات صوتية مؤثرة تعكس معاناة الجنود وخوفهم من ان يذبحوا، ونقل عن مقربين ان وزراء جنبلاط ووزراء "حزب الله" يؤيدون التفاوض مع الخاطفين.

ومن المتوقع ان يعود سلام اليوم السبت الى بيروت آتيا من نيويورك، وسيلتقيه وزراء يؤيدون التفاوض وبعض الزعماء السياسيين لمعرفة موقفه بعد قبول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بالمبدأ. والسؤال: لماذا لا تسرع المحاكمات ويفرج عمن لم تثبت عليهم اي تهمة، فيما يبدو ان اي عملية عسكرية لانقاذ العسكريين المحتجزين غير مضمونة النتائج؟ فقد يلجأ الخاطفون الى تصفيتهم، وقد يستشهد جنود من المهاجمين، فلماذا استمرار التعنت؟ صحيح ان هذه سابقة لا تريد الحكومة اعتمادها، لكن يجب الاعتراف بأن قطر فشلت في المساعدة على الافراج عن العسكريين، على الرغم من الوعد الذي قطعه الامير تميم بن حمد آل ثاني لسلام عندما زاره في الدوحة اخيرا. كما ان رهان رئيس الحكومة على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خيب امله، بعدما ابلغه صراحة خلال اجتماعه في نيويورك صعوبة التوسط مع "داعش" التي كانت خطفت 49 ديبلوماسيا واداريا من القنصلية العامة لبلاده في الموصل، وقد افرج عنهم بواسطة فريق غير تركي. واعربت عن املها في ان يحسم سلام الموقف بسرعة، لأنه لا بد من انقاذ الجنود بأي ثمن، ولو اضطر الى التنازل بعض الشيء.

 

لا انتخابات رئاسية إلا "على الحامي"؟ تبدّل الأولويات يُفاقم تهميش الموقع وطائفته

روزانا بومنصف/النهار

27 أيلول 2014

في عشاء الى مائدة مرجع سابق قبل بعض الوقت حضره مسؤولون من الافرقاء السياسيين من الوسطيين وقوى 14 آذار حاول هذا المرجع تلمس امكان نجاح فريق العماد عون السياسي وحلفائه في فرض اجندته من خلال توجيه اسئلة الى ضيوفه وتقديم النصح في الوقت نفسه انه في حال كان ثمة اي امل بان تخضع هذه القوى للضغوط التي يمارسها الفريق الآخر ايا تكن طبيعتها الآن او بعد وقت معين فتقبل بالعماد عون رئيسا فمن الافضل ان تفعل ذلك عاجلا وليس اجلا تجنبا لدفع البلد المزيد من الاثمان في ظل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى. وهذا الاحتمال حاول البعض رصد امكان حصوله اي اذا كان بامكان الافرقاء السياسيين التجاوب مع ضغط الفراغ والضغوط السياسية الاخرى من اجل التسليم بانتخاب عون بدلا من ان يكون الدفع في الاتجاه الآخر وفق ما تداولته الاوساط السياسية والديبلوماسية باقناع عون بان يتعاون في شأن تسوية تفضي الى انتخاب الرئيس العتيد. فتقول مصادر سياسية على صلة بمعطيات خارجية ان ثمة خشية ازدادت في الاونة الاخيرة الا تكون الانتخابات ممكنة او محتملة الا "على الحامي" وان يكون شرطها امكان التقاط اللحظة المناسبة في توافق ايراني سعودي قد تكون او تتوافر في منع انزلاق البلد نحو حرب اهلية كما حصل بالنسبة الى التقاط اللحظة المناسبة في تأليف الحكومة الحالية، والا فان لا انتخابات ولا من يحزنون. كما ان ثمة غيابا كليا لاستعراض اي مرشحين محتملين ما دام الموضوع ليس مطروحا في الاساس في المرحلة الراهنة مما جمد تداول اسماء المرشحين على رغم استمرار نشاط كثيرين منهم بعيدا من الاضواء. الا ان فرصة العماد عون من زاوية احتمال تغيير الافرقاء السياسيين مواقفهم والعودة الى القبول به رئيسا تحت ظروف قاهرة او تحت وطأة وضع داخلي "على الحامي"، لا تبدو محتملة او واردة بالنسبة الى المصادر المعنية على رغم ان الواقعية تفرض الاقرار بان اي توافق سني شيعي في هذا الاطار هو الذي يمكن ان يكون حاسما على هذا الصعيد.

ولعل ما اعتبرته اوساط سياسية عدة من استعادة "حزب الله" العماد عون اخيرا بعد اللقاء الذي جمع هذا الاخير والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بعد محاولته التغريد خارج سرب قوى 8 آذار بذريعة سعيه الى ان يكون توافقيا من خلال الحصول على دعم الرئيس سعد الحريري علما ان الحزب لم يكن مستسيغا هذه المحاولة، قد حسمت تضاؤل فرصته ان لم يكن انتهاءها خصوصا في ظل كلام الاشادة للامين العام للحزب بكفاية عون لهذا الموقع وعدم دعم الحزب له لموقع الرئاسة من موقع رد الجميل فحسب. وهو ما فسرته المصادر المعنية ترجمة لاستعادة عون الى التحالف في ظل تسجيل مكسب من رفض الآخرين له علما ان كل المعلومات لم تفد بوجود دعم حقيقي من الحزب لوصوله الى الرئاسة. وانفتاحه على الرئيس سعد الحريري كان ايجابيا ما ساهم في تخفيف بعض التشنجات وكذلك بالنسبة الى انفتاحه على النائب وليد جنبلاط حيث تقول مصادر في الحزب الاشتراكي اذ ان الامور باتت اسهل بكثير في الجبل بعد مد الجسور بين الطرفين ويبدو العيش المشترك اسهل من دون نقزة من الجانبين. الا ان موضوع الرئاسة يبقى امرا اخر حيث تبقى الثغرة والذريعة الاهم هي موضوع عدم اتفاقه مع الافرقاء المسيحيين الآخرين وحصوله على ثقتهم علما ان هناك ذيولا كبيرة لتأخره في الانفتاح وعدم معاداة الافرقاء الآخرين خلال الاعوام الماضية الى جانب الخشية من موقعه من ضمن التحالف مع الحزب ومن ضمن محور اقليمي على توتر وعداء مع محور اقليمي اخر لا يقل تاثيرا ونفوذا. حتى ان المرجع السابق المذكور ينقض المبدأ الذي يلوذ به عون لجهة ان حجم كتلته المسيحية الاكبر يعطيه حق الاولوية باعتبار انه سيكون الرئيس القوي من خلال القول ان حجم هذه الكتلة التي لا يصل الى نصف عدد النواب المسيحيين في المجلس يقابله معارضة كتلة نيابية مسيحية اكبر له تفوق في عددها عدد نواب كتلته.

وفيما يبدي كثر مخاوف على وقع التطورات في المنطقة والتغييرات التي يمكن ان تلحق بلبنان نتيجة الزلازل التي تضرب انظمتها وخرائطها بما قد يعظم الخشية على بقاء الموقع الرئاسي الاول في البلاد للمسيحيين، فإن التأثير السلبي وفق المآخذ التي تبديها مصادر ديبلوماسية هو في عدم ايلاء الافرقاء المسيحيين مصلحتهم الاكبر في البلد على مصالحهم الشخصية بحيث يهددون موقعهم الذي غدا ضعيفا اكثر في ظل الاستقطابات المذهبية في المنطقة ويساهمون مباشرة في تهميش اي قدرة لهم على التأثير الايجابي. وهناك حال من الاستهانة بتسيير شؤون البلد، على رغم ضرورتها، في غياب وجود رئيس مسيحي بما يكرس رمزية وجوده وعدم فاعليته او تأثيره في ما يتعدى التأثير المعنوي في حال وجد. فعلى رغم ارتباط بعض المسائل في وقت سابق بمسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإن بعض الضرورات بات يغير الاولويات كما هي الحال بالنسبة الى تسليح الجيش الذي لم يعد ينتظر وفرضت عليه عرسال تحديات جديدة او تشريع الضرورة في مجلس النواب.

 

السعودية والحوثيون... ما لا يُدرك كله لا يُترك جله

جمال خاشقجي/الحياة/27 أيلول/14

كيف ستكون السياسة السعودية حيال اليمن الجديد بعدما حُسم الصراع فيه لمصلحة القوة الصاعدة منذ عقد من الزمن، «أنصار الله» المتحالفين مع إيران، والذين توافقنا على تسميتهم بالحوثيين نسبة إلى جدهم بدر الدين الحوثي الذي كان معلماً يوماً لأبناء أسرة آل حميد الدين بعدما لجأوا إلى المملكة واستقروا فيها بعد سقوط نظام الإمامة تماماً عام 1970 واعتراف المملكة بالجمهورية هناك، التي أصبحت هي ورؤساؤها وشيوخ قبائلها وبعض من موازنتها جزءاً من مسؤولية الحكومة السعودية التي خصصت لها مكتباً خاصاً أشرف عليه شخصياً ولي العهد السعودي الأمير سلطان حتى وفاته؟ عمدت أن أحشد في السؤال السابق معلومات تظهر مقدار التداخل والتكامل والتعارض بين السعودية واليمن، حتى ندرك أهمية التحوّل الهائل الذي حصل في اليمن الإثنين الماضي، إنها ولادة يمن جديد يضاف إلى سورية جديدة وعراق جديد بل عالم عربي جديد، ولكني سأبدأ بعيداً من إيطاليا.

من 22 إلى 29 تشرين الاول (أكتوبر) 1922 شهدت إيطاليا «المسيرة نحو روما» التي قادها الديكتاتور بينيتو موسولييني، لم يكن يومها ديكتاتوراً وإنما خرج كمنقذ لإيطاليا المترنحة التي أنهكتها الحرب العظمى، ثم الإضرابات والتناحر السياسي وخطر الشيوعية الداهم، خلال تلك الأيام الخمسة انهارت روما وسقطت مؤسسات الدولة في يد ميليشيات «القمصان السود».

شيء كهذا حصل في صنعاء الإثنين الماضي، فمثلما كانت إيطاليا يومها منهارة تحتاج إلى ثورة ومنقذ، كان اليمن. فكان المفترض أن تكون ثورة فبراير 2011 هي المنقذ له، قادها شباب وإصلاحيون متحمسون يحلمون بيمن ديموقراطي جديد، من دون استبداد، وشيوخ قبائل، وعسكر غارقين في الفساد وتبادل المصالح، ولكن «الدولة العميقة» كانت أقوى منهم، اعتصم الشباب عاماً كاملاً، تظاهروا، تبادلوا إلقاء الخطب الحماسية، رسموا ملامح اليمن الذي يريدون، بل حتى قُتلوا بالعشرات، وهم ينادون برحيل الرئيس الذي بدا لهم وكأنه الحائل الوحيد بينهم وبين تحقق أحلامهم، سقط الرئيس، ولكن لم يسقط النظام.

عجز الشباب والرئيس الانتقالي والأحزاب والإخوان وشيوخ القبائل عن الاتفاق على تنفيذ مقتضيات المرحلة الانتقالية التي تتلو الثورات، أي انتخابات يختار الشعب فيها رئيسه ومجلسه ومن ثم حكومته التي تمثله فيستطيع مساءلتها ومحاسبتها إن قصّرت، بالتالي حصل جمود قاتل وإحباط بعد ثورة رفعت سقف التوقعات والآمال. بالتالي كان لا بد من أن يتقدّم أحدهم ليملأ الفراغ ويرفع شعار تحقيق مطالب الثورة، كان الساسة المتناحرون في صنعاء يرونه، وكذلك القوى الإقليمية، ربما تكاثرت الظباء على خراش فعجز الجميع عن تحريك الحال الراكدة وتغيير القناعات والتحالفات والعداوات القديمة لتتوافق مع المستجدات الطارئة، في النهاية حصل المحتوم، ودخل الحوثي صنعاء بهذا الشكل المسرحي قالباً الطاولة على الجميع، واضعاً شروطه ليمن جديد، لم يخاطب زعيمهم عبدالملك الحوثي أنصاره فقط وإنما كل الشعب اليمني عبر شاشات وزعت في ساحات صنعاء العامة في اليوم التالي لسيطرته على العاصمة، لم يقل مثل موسولييني عندما خاطب أهل روما في ظروف مشابهة «برنامجنا بسيط، نريد حكم إيطاليا»، إنما عرض الشراكة والعدالة وعدم إقصاء أحد، ولكن أفعال أنصاره ضد خصومه تشير إلى «شراكة» غير متساوية، شراكة قوي مع ضعفاء.

من الواضح أنهم يريدون أن يحكموا اليمن، وقد تحقق لهم ذلك، إنهم أهل دهاء، يعلمون أن الزمن لا يحتمل ديكتاتوراً مثل موسولييني أو حزباً فاشياً مثل حزبه، كما أن ليس كل اليمن زيوداً حيث قاعدتهم الصلبة، إنهم ثلث اليمن فقط وإن حكموه لألف عام قبل ثورة الجمهورية، لذلك حرصوا على إبقاء «هيكل» الدولة اليمنية القائم ولكنهم أمسكوا بمفاصله، كان بإمكانهم يوم الإثنين الماضي أن يقتحموا قصر الرئاسة ويسقطوا الرئيس الانتقالي الضعيف الذي تخلى عنه جيشه وحكومته، ولكن لم يفعلوا لحكمة يمانية وفطنة، فلو أسقطوه سيتفكك اليمن فيسيطروا على بعضه فقط، ما تحت يدهم من صعدة فعمران وصنعاء، ربما يتمددون نحو حجة معقل الزيدية القديم ومستقر العائلات الهاشمية التي حكمته، آل حميد والمتوكل والمؤيد، ولكن لن يتمددوا وقتها إلى تعز وأبعد منها إلى عدن، إلا بحرب أهلية طاحنة لا يضمنون نتائجها وقد ترتد عليهم، بالتالي اختاروا أن يتركوا عبدربه منصور هادي، رئيساً في القصر الجمهوري، مثل خلفاء بغداد في زمن ضعفهم، بالتالي يحكمون باسمه كل اليمن، يصدرون بتوقيعه قرارات تعيين الوزراء، والمحافظين وقادة الجيش والأمن، ويحددون موعداً للانتخابات وشروطها ودوائرها، كل ذلك باسم الرئيس وختمه.

في الوقت نفسه ينتشرون في صنعاء، مثل قمصان موسولييني السوداء، يرهبون خصومهم السياسيين وينتقمون من أعدائهم، ينهبون بيوتهم ومصالحهم أو يفجرونها، إنها ليست فوضى، ويعلمون أنها تشوّه خطاب زعيمهم الذي وعد «شعبه» بأنه سيحارب الفساد وينشر العدالة ويقيم يمن العدل والإحسان للمستضعفين، ولكنها تصرفات محسوبة فهي موجهة تحديداً نحو «الإخوان المسلمين» القوة السياسية الوحيدة التي يمكن أن تشكل تهديداً لنفوذهم في المستقبل، فهي حركة أصولية عقائدية مثلهم، قبلت الهزيمة وتحاشت المواجهة العسكرية معهم اعترافاً بتغيير ميزان القوى بعد انهيار الفرقة الأولى وقائدها اللواء علي محسن المحسوبة عليهم والذي توارى عن الأنظار ومعه بقية قيادات الإخوان، ووقّع أمينها العام عبدالوهاب الآنسي والانكسار بادياً عليه، وثيقة السلم والشراكة الوطنية التي جاء بها ممثل الأمم المتحدة جمال بن عمر من صعدة.

من الواضح أن الحوثيين سيعمدون إلى قصقصة أجنحة «الإخوان» ومؤسساتها لضمان ألا تشكل تهديداً لهم في المستقبل، يلاحظ أيضاً استهدافهم لأنصار ثورة فبراير من الوزراء والشخصيات العامة التي تحظى بشعبية، في الوقت الذي لم يهاجموا الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي لا قولاً أو فعلاً، على رغم أنه رمز الفساد والاستبداد، إنهم لا يهرولون عبثاً، فثمة حياة سياسية شبه صحية قادمة لبلادهم، ما لم يختاروا الديكتاتورية والاستبداد، وحتى الآن لا يبدو أنهم متجهون نحو هذا الطريق الكارثي، بالتالي من الأفضل تهميش رموز ثورة الشباب الذين يمكن أن ينافسوهم في أي انتخابات قادمة، أما أنصار الرئيس السابق وحزبه، فهؤلاء غير عقائديين ويمكن أن ينتقلوا بسهولة من جيب إلى آخر.

في ظل هذه الحقائق المشيرة إلى أن ثمة يمناً جديداً يتشكل وفق شروط المنتصر الحوثي، يمكن الإجابة عن اختيارات الدول الإقليمية وتحديداً السعودية، بداية لا بد من التقرير بأن المتأثر الأول بالحدث اليمني هي السعودية، فهي صاحبة أصعب حدود مشتركة بين البلدين والأكثر تداخلاً مع اليمن، بالتالي من الضروري ألا تستقل دول الخليج الصغيرة بسياسة هناك من دون التنسيق مع الرياض. ثانياً، لا يمكن إعادة عجلة التاريخ، فالحوثي يمني أصيل لم ينجح أحد في إلغائه عندما كان مجرد مقاتل غاضب في صعدة، وبالتالي يستحيل إلغاؤه وهو القوي المهيمن في صنعاء، ولا يمكن تصحيح أخطاء الماضي القريب، كما لا تستطيع المملكة أن تمنع اليمن المستقل من اختيار أصدقائه وحلفائه، وليس سراً أين يقع هوى الحوثي، فإيران اليوم شريكة للمملكة في النفوذ في اليمن مثلما هي شريكتها في لبنان.

الاختيار الأفضل هو دعم تحول اليمن نحو نظام ديموقراطي ومنع أي أسباب تؤدي إلى أن يختار الحوثي حسم صراع الحكم لصالحه والانفراد به، فإن استقر له الأمر سيتحول اليمن (أو بعضه المهم) إلى محمية إيرانية، وإن لم يستقر له الأمر فذاك وصفة لحرب أهلية مقيتة ستطفح بشرّها على الأراضي السعودية قبل غيرها، علماً بأن الوضع لم يستقر بعد هناك، ويجب التعامل معه وكأن اليمن على سطح برميل بارود يمكن أن ينفجر في أية لحظة، وثمة أطراف كثر غير مسؤولة قادرة على ذلك وفي مقدمهم «القاعدة» التي بدأت بحماقاتها الانتحارية المعتادة. يمن ديموقراطي هو الحل، حينها ستجد المملكة حليفاً في اليمن يحتاج إلى دعمها بل حتى حمايتها، ويستطيع أن يحقق توازناً مع الحوثي يمنعه من التفرد بالحكم ويتخذ قرارات تضر بمصالح المملكة... وما لا يدرك كله لا يترك جله.

 كاتب سعودي