النهاية السياسية لعماد أحببناه وبنينا عليه الآمال الكبيرة!!

بقلم/الياس بجاني

 

أتوجه بمحبة وإصرار إلى كل السياديين والأشراف من اللبنانيين، وتحديداً شباب التيار الوطني الحر الأصليين، الأتقياء الضمير والوجدان والغايات، أولئك الأبطال القدوة والصناديد الغانديين الذين وطوال حقبة الاحتلال السوري البغيض وحكم الدمى والصنوج حملوا بعناد وعزيمة شعارات الحرية والسيادة والاستقلال، ومعها رفعوا عالياً بشجاعة وفروسية رايات القضية اللبنانية العادلة وشرعة حقوق الإنسان اللبناني المحقة وواجهوا بإيمان ورجاء وثقة كل أشكال الاضطهاد والتنكيل والنفي والاعتقال وحتى الاستشهاد.

 

أتوجه إلى أهلنا في الوطن الأم المعذب وبلاد الانتشار عموماً، وتحديداً إلى الذين منهم لا يزالون أسرى أوهام وتاريخ وطروحات ووعود وعهود وهالة ورؤية النائب العماد ميشال عون، وأطلب منهم أن يراجعوا مواقفهم ويعيدوا ترتيب ولاءاتهم ويروا بعقولهم والبصائر أي عماد هم يؤيدون ويساندون اليوم، ومع من هو متحالف، ومن هم مستشاروه وبطانته، وما هو خطابه السياسي والوطني والأخلاقي، ومن يحمي بمواقفه الهجينة والمرذولة، ومن هم المتلطين وراء عباءته، ومن أين تصله الفرامانات والإيحاءات، ومن يحرك لسانه والحنجرة، ومن يؤمن له سبل فتح محطات التلفزة والإذاعة، وإصدار الصحف وتوزيع المعونات على المتضررين من سكان قرى الجنوب المسيحية من جراء الحرب الأخيرة التي أشعل نيرانها حليفه حزب الله!!!

 

بالطبع استثني من طلبي هذا ربع التيار العوني حديثي النعمة والالتحاق، وجلهم من أطفال البال توك والانترنت وباقي مواقع الثرثرة الالكترونية، وكل الملحقين والملتحقين بالعماد المكلفين مهمات سورية وقومية وبعثية، واللاهثين والمقطورين طمعاً بمغانم ومواقع، والودائع من نواب ومستشارين وموجهين مهمتهم الأساس ضبط إيقاع ولسان الجنرال "وتلقيمه" واللعب على هوسه الرئاسي على مدار الساعة. هذا وقد وصل حال التلقيم "والتنغيم" هذا إلى حد إعلان الجنرال الأسبوع الماضي أن لا تهريب للسلاح عبر الحدود السورية، وأن السلاح الموجود عند حليفه حزب الله هو أكثر من كافٍ. أما أخر "تلقيماته" فكانت اعتباره أن أمر تحويل مشروع المحكمة الدولية إلى مجلس الأمن هو تعد سافر على الدستور اللبناني، وطرحه انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب ولمرة واحدة!!

 

لقد استغرب البعض ربط العماد صناديق الخرطوش بصناديق الاقتراع، وقبلها تشريعه حرق الدواليب وإقفال الطرقات وتهديده الناس التزام بيوتهم، إلا أن الأمر هو في منتهى البساطة كون صناديق الخرطوش السورية -الإيرانية هذه هي ملقمة ومحشوة بالمواقف المعلبة الجاهزة لوسائل الإعلام غب طلب مورديها من دمشق وطهران والضاحية الجنوبية.

 

لشدة هوسه وغرامه بكرسي بعبدا، ولقب فخامة الرئيس أصيب الرجل بعمى البصر والبصيرة وغرق في أوحال وهمي العظمة والاضطهاد المرضيين فأمسى أسيراً لرؤية مشوشة غير سوية هي غالبا ما تفتك بعقول وبصائر وبصر القيادات المهووسة بالسلطة والنفوذ، فتعزلها عن واقعها وتأسرها في عالم من الخيال والأوهام. 

من هنا الطلب من الجميع أن يقارنوا بحيادية وموضوعية بين محتوى ولغة ومواقف وثوابت مقابلة العماد الأسبوع الماضي مع إيلي ناكوزي عبر قناة العربية، وبين مقابلة أجراها ناكوزي نفسه مع العماد عبر تلفزيون الأم تي في بتاريخ 9/4/2002  اضغط على الرابطين في أسفل لقراءة المقابلتين وهما منشورتان على موقعنا الالكتروني، موقع المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية  http://www.10452lccc.com

لقراءة مقابلة سنة 2002 اضغط هناhttp://www.10452lccc.com/elias.arab06/aoun.mtv13.4.02.htm

لقراءة مقابلة سنة 2007 اضغط هناhttp://www.10452lccc.com/emad06/aoun.nakouzi5.5.07.htm

 

لا بد وأن الإعلامي ايلي ناكوزي وبعدما سمع جنرال الرابية الإلهي المبعثن "والملقم بخرطوش المواقف" وهو يدافع عن سلاح حزب الله ودويلته، وعن إيران وسوريا، قد ركع على الأرض رافعاً يديه إلى السماء وبصوت قوي صارخاً رباه، رباه، ما هذا، ومثل النبي أيوب مزق ثيابه غيظاً وهو ينادي بصوت صارخ: "الرب أعطى والرب أخد فليكن اسم الرب مباركاً".

 

نعم الرب أعطى العماد عون الذي لم يعد بعد إلى لبنان نِعّمَ البصيرة، وسرعة البديهة، والذكاء، والحكمة، وحب الناس، والعديد من صفات القيادة المميزة، إلا أن الجنرال المقيم في الرابية حالياً، فهو قد كفر بكل هذا شر كفرٍ، واستخف بالنعم والقيم كافة، وانقلب على المواقف والثوابت، ونقض كل العهود الوعود، وانتقل إلى القاطع الآخر دون أم يرمش له جفن. إن مشكلة جنرال الرابية الكبرى الخطيرة الراهنة لم تعد مع أحد، بل مع ذاته ومع ما يختزنه من أوهام وهلوسات ووساوس وحسابات مغلوطة ورؤية مشوشة وغير سوية.

 

قبل الإعلامي ناكوزي كان العديد منا نحن الذين ساندنا العماد بقوة وإيمان ووقفنا إلى جانبه ومعه حاملين قضايا التحرير والتحرر والحقوق والحريات طوال حقبة الاحتلال السوري قد مزقنا ثيابنا منذ ما يزيد عن السنة وتبنينا يومها بأسى ولوعة "فرضية" أن الرجل الذي عرفناه لم يعد إلى لبنان وإنما هو لا يزال في باريس، ولن يعود أبداً بعدما أصبح في ذمة التاريخ.

 

اليوم وبثقة متناهية وراحة ضمير كلية نجدد فرضيتنا هذه ونعلن أن الجنرال المقيم في الرابية لا يمت بصلة لجنرال باريس إلا في المظهر والشكل، ومن له إذنان سامعتان فليسمع ويتعظ.

 

كندا في 11 أيار 2007

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com